Professional Documents
Culture Documents
أملاك الدولة
أملاك الدولة
الإخراج والطبع
مطبعة املعارف اجلديدة -الرباط
،8زنقة الرخاء،حي الصناعي -يعقوب املنصور،
الرباط -ص.ب1213 .
الهاتف :
البريد اإللكتروني :
الن�شر والتوزيع
دار اآلفاق املغربية للنشر والتوزيع
الهاتف /الفاكس0522833399 :
إقامة النصر ،شارع محمد اخلامس
عمارة G/14شقة 1الدار البيضاء
�سل�سلة «�أمالك الدولة»
********
كلمة العدد
تقدم الفريق االستقاللي للوحدة والتعادلية مبجلس النواب بتاريخ 21مارس 2011
مبقترح القانون رقم 5.05.11القاضي بإحداث الوكالة الوطنية لتدبير أراضي الدولة،حيث
تضمن العديد من املقتضيات ذات الصلة مبختلف األوعية العقارية باملغرب وذلك من
خالل ستة عشر مادة همت :التعريف بالوكالة ،اختصاصاتها ومهامها ،هيئة التسيير،
اختصاصات املدير العام ،امليزانية ،نقل امللكية واملستخدمون.
إن «سن سياسة جديدة حول حكامة العقار العمومي من أجل التغلب على اإلشكالية
العقارية لتنفيذ املخططات واإلستراتيجيات الوطنية واملشاريع اإلستثمارية الكبرى»هو
الهدف من وراء إقتراح إحداث وكالة وطنية لتدبير أراضي الدولة.
وإذا كنا نقدر أهمية هذا املبتغى وضرورته فإن هذا ال مينعنا من إبداء بعض املالحظات
الضرورية بشأن ما تضمنه هذا املقترح ،وذلك كما يلي:
-لقد نصت املادة الرابعة من هذا املقترح على أن من بني املهام املنوطة بالوكالة الوطنية
لتدبير أرضي الدولة :تفويت وتخصيص األراضي التابعة للدولة ،ومعلوم أن هذا املقتضى
ال يأخذ بعني االعتبار عدم قابلية امللك العمومي والغابوي للتفويت،
-نتسائل عن جدوى إيجاد وكالة لتدبير أراضي الدولة مادام سيتم األحتفاط باملؤسسات
املعروفة في مجال تدبير العقار العمومي ،خاصة أن هذه املؤسسات هي املشكلة أساسا
ملجلس إدارة الوكالة كما جاء في املادة السابعة من مقترح القانون املذكور،
-كان من الضروري خالفا ملانصت عليه املادة احلادية عشرة من أنه « تظل اختصاصات
ومسؤولية املدير العام للوكالة خاضعة لألحكام التشريعية والتنظيمية املطبقة في مجال
تدبير أراضي الدولة» ،مراعاة ما حتظى به بعض األنظمة العقارية من خصوصية إجرائية من
قبيل أن مدير أمالك الدولة بوزارة االقتصاد واملالية هو املمثل القانونية لألمالك املخزنية
أمام القضاء وأن املندوب السامي للمياه والغابات هو املمثل القانوني الرسمي لألمالك
الغابوية....
ومن أجل تعميق النقاش القانوني حول منظومة « أمالك الدولة «يسر مجلة احلقوق
املغربية أن تعلن عن إطالق سلسلة جديدة متخصصة سمتها «أمالك الدولة» بهدف تعميق
البحث حول مختلف األنظمة القانونية املرتبطة مبلكية الدولة سواء منها املتعلقة بالعقارات
أو املنقوالت.
8
إن أهمية هذا اإلصدار األكادميي املوجه للبحث تظهر بالدرجة األولى في كونه يطرق
مجاال جد دقيق ومتشعب يطرح العديد من اإلشكاليات القانونية التي تنعكس على
املنازعات املرتبطة بهذا الشأن.
وانطالقا من تعدد القواعد املؤطرة ألمالك الدولة مت اعتماد تقسيم واضح حملاور هذا
اإلصدار األول برسم سنة 2012كاآلتي :
-احملور األول وسمي بـ « األنظمة القانونية ألمالك الدولة»حيث تضمن خمس دراسات
انصب بعضها على متييز أمالك الدولة عن األنظمة العقارية املشابهة وهكذا جاءت هذه
األبحاث كما يلي:
* فصل املقال في ما بني الوقف العام واملال العام من انفصال واتصال لصاحبه الدكتور
عبد الرزاق اصبيحي :الكاتب العام للمجلس األعلى ملراقبة مالية األوقاف،
*أراضي اجليش باملغرب :تأصيلها التاريخي ونظامها القانوني وهي مساهمة للدكتور
محمد مومن :األستاذ الباحث بجامعة القاضي عياض مبراكش،
* قصور النظام القانوني والتنظيمي ألمالك اجلماعات الترابية وإشكالية التمويل الغير
جبائي للتنمية احمللية باملغرب وهي دراسة للباحث بكلية العلوم القانونية واالقتصادية
واالجتماعية بطنجة جنيب جيري،
*األمالك العمومية بني االستعمال اجلماعي و اخلصوصي وهو موضوع للباحث ميمون
خراط بكلية العلوم القانونية واإلقتصادية واالجتماعية مبكناس،
ممارسة الشفعة في إطار تسوية النزاعات الناجتة عن استرجاع أراضي الدولة الفالحية أو
القابلة للفالحة وهي وجهة نظر يعبر عنها األستاذ محمد القدوري احملامي بهيئة احملامني
بالرباط،
االستثمار في أمالك الدولة اخلاصة وهو بحث للدكتور العربي محمد مياد رئيس
مصلحة العالقة مع األنظمة العقارية مبديرية أمالك الدولة.
-احملور الثاني ويتعلق بـ «املنازعات القضائية في أمالك الدولـة » وهو يتضمن العديد
من األعمال القضائية احلديثة التي تعبر عن توجهات واجتهادات احملاكم اإلدارية ،احملاكم
اإلستئنافية وقرارت محكمة النقض(املجلس األعلى سابقا).
9
-احملور الثالث املتعلق بـ «قضايا وآراء» وقد مت فيه إيراد نص اجلواب الفقهي
املتضمن للرأي الفقهي بشأن سؤال وزارة الداخلية حول وضع املرأة داخل اجلماعة الساللية
وحرمانهامن االستفادة من التعويضات املادية التي يستفيدها الرجل إثر العمليات العقارية
التي جترى على بعض األراضي اجلماعية.
-احملور الرابع حول « التدخل التشريعي في تنظيم أمالك الدولة» وقد تضمن النص
الكامل ملقترح القانون رقم 5.05.11الذي سبقت اإلشارة إليه و املتعلق بإحداث الوكالة
الوطنية لتدبير أمالك الدولة.
كما مت إيراد مضمون قرار لوزير أمالك الدولة والشؤون العقارية باجلمهورية التونسية
حول الزي اخلاص بأعضاء سلك املستشارين املقررين لدى مصالح نزاعات الدولة ،وهو قرار
دفع مبناسبة صدوره الدكتور العربي محمد مياد إلى اإلدالء بوجهة نظر حول «مبررات إعفاء
موظفي الدولة املنتدبني لدى احملاكم من إرتداء بذلة خاصة».
لقد انتدبت مجلة احلقوق املغربية هيئة حتكيم علمية للتصديق على املوضوعات املعدة
للنشر وكذا جميع املواد املختارة لسلسلة «أمالك الدولة» وذلك بعد تهيئة مختلف محاور
السلسلة املذكورة من لدن جلنة العمل والتنسيق.
وأملنا أن تلقى هذه السلسلة لدى الباحثني في مجال الدراسات القانونية عموما وحقل
األبحاث املرتبطة بأمالك الدولة خصوصا الصدى والقبول الطيب.
والله املوفق إلى كل خير وصواب.
جرى في اآلونة األخيرة ،مبناسبة تعديل دستور اململكة وكذا مبناسبة النقاش الذي صاحب
التصورات التي أعلن عنها بعض الفرقاء السياسيني عن الهيكلة اجلديدة حلكومة ما
بعد انتخابات 25نونبر ،2011حديث عن ضرورة إحلاق األوقاف بوزارة املالية .ورغم أن
هذا النقاش في أصله سياسي بامتياز ،إال أنه يخفي في طياته حمولة قانونية غير معبر
عنها ،أو يعبر عنها باحتشام ،وتتعلق أساسا باالعتقاد بأن هناك متاثال بني املال الوقفي
العام واملال العام ،بل هناك كتابات حديثة ال يزال أصحابها يعتبرون األحباس من عقارات
الدولة .1ولعل مما يزيد من ترسيخ هذا االعتقاد كون املالني معا يتم تدبيرهما بواسطة
سلطتني حكوميتني.
وقبل أن نخوض في صلب املوضوع ،نرى من املفيد التذكير بأن سلطات االستعمار
الفرنسي ،وقعت في مشكلة اخللط بني املال العام والوقف العام -عن قصد أو سوء فهم-
عندما ألغت األوقاف العامة باجلزائر وأدرجتها في األمالك العامة للدولة اجلزائرية إبان العهد
االستعماري ،2وذلك مبـــوجـب ثـــــالث نصــوص قانونيـــــة صـــدرت بتاريـخ :فاتــح أكتــوبر
18 ،1844يونيو 1854و 30أكتوبر 1858،3وقد نتج عن ذلك القضاء على األوقاف
وإفالس املؤسسات اخليرية ،وتعطيل املؤسسات الدينية واالجتماعية والثقافية التي كانت
- 1محمد العاجي ،املختصر اخلليلي وأثره في الدراسات املعاصرة:منوذج القانون املدني املغربـي ،منشورات وزارة األوقاف والشؤون
اإلسالمية باململكة املغربية ،مطبعة البيضاوي ،طبعة 1432هـ2011 /م ،ص.253.
-محمد ملزوغي ،تطبيق مقتضيات ظهير 27أبريل 1919بشأن الوصاية اإلدارية على اجلماعات الساللية وضبط تدبير شؤون
األمالك اجلماعية وتفويتها ،مساهمة ضمن أشغال الندوة املنعقدة مبقر محكمة االستئناف بوجدة يوم اجلمعة فاحت ربيع األول 1424
املوافق لـ 2ماي 2003حول الوضعية القانونية والواقعية ألراضي اجلموع ،منشورة ضمن سلسلة األنظمة واملنازعات العقارية،
منشورات مجلة احلقوق املغربية ،دار اآلفاق املغربية للنشر والتوزيع ،الطبعة األولى ،2010ص.17.
- 3ينظر عبد القادر بن عزوز .فقه استثمار الوقف ومتويله في اإلسالم :دراسة تطبيقية عن الوقف اجلزائري ،رسالة لنيل الدكتوراه في
العلوم اإلسالمية ،تخصص الفقه وأصوله ،نوقشت بكلية العلوم اإلسالمية ،جامعة اجلزائر سنة ،2004/2003ص.40 - 38 .
3- O. PESLE. La théorie et la pratique des habous dans le rite Malékite. Imprimeries
Réunies de la «Vigie Marocaine » et de «Petit Marocain ». Casablanca. [1941] . P : 8 .
الأنظمة القانونية لأمالك الدولة 14
متول من عائدات هذه األوقاف ،4في مقابل استفادة عابرة ملوازنة الدولة .والنتيجة كانت
انتشار إحباط عام لدى الشارع اجلزائري ولد اقتناعا عاما بضرورة مواجهة هذا التدخل
السافر للمستعمر في أمر يعتبر من أخص أمور الشعب اجلزائري .وهكذا قامت ثورة عارمة
ذاقت منها السلطات االستعمارية األمرين .وشكلت لها درسا استفادت منه عندما أرادت
عقد اتفاقية احلماية على املغرب ،خصوصا وأن اجلانب املغربي طرح هذه املسألة بقوة ضمن
أهم نقاط التخوف لديه .ومن ثم أدرك الفرنسيون أن في املغرب "يستحيل تهدئة التمرد،
ومن الطيش التعرض لفكرة إلغاء األحباس ،وهو خطأ سياسي فادح له عواقبه".5
نفس هذا اخللط وقع أيضا لدى بعض الرعايا األجانب في بداية القرن العشرين بسبب
الصياغة اخلاطئة للفصل 63من وثيقة اجلزيرة اخلضراء ،والذي جاء فيه“ :عرض املندوبون
الشرفاء أن أمالك األحباس أو بعض املمتلكات احلكومية خصوصا عقارات املخزن التي
يشغلها ،مقابل أداء إتاوة بنسبة 6باملائة ،رعايا أجانب ،دون مراسيم تنظيمية أو عقود
قابلة للمراجعة .وإن املؤمتر ،رغبة في إصالح هذه الوضعية ،يكلف الهيئة الدبلوماسية
بطنجة إليجاد حل عادل لهاتني املسألتني باتفاق مع املمثل اخلاص الذي سيتفضل صاحب
اجلاللة بتعيينه لهذا اخلصوص”.
إن الطريقة التي صيغ بها هذا الفصل توحي بأن عقارات األحباس ،على غرار عقارات
املخزن ،مكتراة لألجانب مقابل أداء إتاوة ،% 6وأن املشكل هو في عدم فهم القاعدة التي
مت على أساسها حتديد هذه النسبة .لذلك كان من الضروري التمييز بني أمالك األوقاف
وأمالك الدولة ،وهو ما مت من خالل تكليف البعثة العلمية للمغــرب بطنجة فــي شهـر
مارس 1908بإعداد دراسة علمية إلزالة كل لبس في هذا املوضوع ،عند تطبيق املقتضيات
املنصوص عليها في وثيقة اجلزيرة اخلضراء.6
إذن فقضية اخللط بني املال الوقفي العام واملال العام قضية قدمية ،ليست وليدة اليوم،
وإمنا تتخذ جتليات تختلف باختالف الظروف واملالبسات ،وبالتالي نرى من املهم أن نوضح
من خالل هذه الدراسة أنواع الفروق والتمايزات املوجودة بني املالني (الفقرة األولى) ،دون
إغفال ما بينهما من تشابه في بعض اخلصائص ،وما ميكن أن يشكله بعضهما من دعم
لآلخر بضوابط واضحة (الفقرة الثانية).
الفقرة الأوىل
جوانب االنف�صال بني الوقف العام واملال العام
ميكننا أن نستجلي جوانب االختالف واالنفصال بني الوقف العام واملال العام استنادا
إلى ثالثة أسس هي :طبيعتهما (أوال) ،األحكام الفقهية (ثانيا) وأخيرا املقتضيــات
القانونيــة (ثالثا).
�أوال :متييز الوقف العام عن املال العام ا�ستنادا �إىل اختالف طبيعتهما:
من خالل قراءة مقتضيات الفصل األول من الظهير الشريف املؤرخ بسابع شعبان
( 1332فاحت يوليو )1914املتعلق باألمالك العمومية ،7كما وقع تتميمه وتغييره بالظهير
الشريف املؤرخ في 04صفر 29( 1338أكتوبر ،8)1919يتضح أن املشرع املغربي اعتبر
ماال عاما ما كان بطبيعته ال يصلح للملكية الفردية لكونه على الشياع بني اجلميع .9ورغم
أن األوقاف العامة ال يسوغ ألحد أن ينفرد بتملكها ،إال أنه ال ميكن اعتبارها من ضمن
األموال العامة ،ألنها ليست على الشياع بني اجلميع وإمنا هي مرصودة لفائدة اجلهة احملبس
- 7نص هذا الظهير في ديباجته على ما يلي« :يعلم من كتابنا هذا أسماه الله وأعز أمره أنه ملا كان يوجد بإيالتنا الشريفة أمالك ال
يسوغ ألحد أن ينفرد بتملكها كما هو جار به العمل في باقي املمالك ،ألنها على الشياع بني اجلميع .»..تنظر اجلريدة الرسمية
عدد 62بتاريخ 16شعبـان 10( 1332يوليـو ، )1914ص.275.
- 8منشور باجلريدة الرسمية عدد 342بتاريخ 23صفر 17( 1338نوفمبر ،)1919ص .733
- 9نص هذا الفصل على ما يلي:
= تدخل في عداد األمالك العمومية األمالك اآلتية:
أوال :شاطئ البحر الذي ميتد إلى احلد األقصى من مد البحر عند ارتفاعه مع منطقة مساحتها ستة أمتار تقاس من احلد املذكور.
ثانيا :األخلجة واملراسي واألموان وملحقاتها.
ثالثا :املنارات والفنارات والعالمات التي توضع لإلنذار باخلطر ،وكافة األعمال املعدة لإلضاءة واإلنذار باملخاطر في الشواطئ
وملحقاتها.
رابعا :املياه التي على وجه األرض أو حتتها ومجاري املياه والينابيع على اختالف أنواعها.
خامسا :البحيرات كبيرة أو صغيرة والسباخ واملاللح واملستنقعات والغدران على اختالف أنواعها ،وتدخل في هذا القسم سائر قطع
الأنظمة القانونية لأمالك الدولة 16
عليها بأوصافها كما هي محددة في وثيقة التحبيس وفقا إلرادة احملبس .كما أن املال
الوقفي من حيث طبيعته هو مال من نوع خاص ،ذلك أنه يكون فيه أصله ملكا خاصا
ثم يخرج عن ملك صاحبه مبجرد واقعة التحبيس ليدخل في الذمة املالية للوقف كشخص
اعتباري .10ومن ثم فإن املبدأ هو أن إرادة الواقف هي سبب حتويل املال من طبيعته كمال
خاص إلى مال وقفي عام ،وال مينع ذلك من وجود حاالت استثنائية محدودة ينشأ فيها
الوقف بقوة القانون ،كتلك التي نصت عليها مدونة األوقاف الصادرة مبقتضى الظهير
الشريف رقم 1.09.236بتاريخ 8ربيع األول 23( 1431فبراير ،11)2010في املواد ،42
43و 44منها ،وتتعلق باحلاالت التالية:
•اعتبار ما على األرض التي يحبسها الواقف من منشآت وبناءات وأغراس وقفا
بقوة القانون ،إذا لم يستثنها الواقف صراحة أو كان هناك عرف يقضي باستثنائها
(املادة )42؛
•اعتبار ما رتبه املوقوف عليه من حقوق عينية لفائدة العقار املوقوف ،سواء بإذن من
إدارة األوقاف أو بدون إذن ،وقفا بقوة القانون (املادة )43؛
•اعتبار ما أقامه الغير من بناءات أو أغراس أو منشآت ،بدون إذن من إدارة
األوقاف ،وقفا بقوة القانون ،ما لم تر هذه اإلدارة إلزامه بإرجاع احلالة إلى ما كانت
عليه مع التعويض عن الضرر إن كان له محل (املادة .)44
إن الوقف العام في هذه احلاالت وإن كان مصدره القانون ،إال أنه ال ينقض قاعدة أن
األصل في نشوء الوقف هي اإلرادة احلرة للواقف.
األراضي التي ولو كانت غير مغطاة باملاء على الدوام فهي مع ذلك غير صاحلة للفالحة اعتياديا كاملرجات وغيرها.
سادسا :اآلبار املعروفة باالرتوازية وسائر اآلبار واملوارد العمومية.
سابعا :الترع التي تسير فيها املراكب والتي تستعمل للري أو التي جتفف وتعتبر أشغاال عمومية.
ثامنا :احلواجز والسدود والقنوات وأشغال التقنية وغيرها مما يحدث بصفة أشغال عمومية ،وذلك لوقاية األراضي من طغيان املياه
أو حلاجات املدن أو الستخدام قوة املاء.
تاسعا :الطرق واألزقة والسبل والسكك احلديدية اخلارجية والكهربائية واجلسور ،وعلى العموم طرق املواصلة أيا كان نوعها التي
يستخدمها العموم.
عاشرا :األسالك التلغرافية والتلفونية واألبنية احلديدية املعدة للتلغراف الالسلكي.
حادي عشر :كل االستحكامات والتحصينات املتعلقة باملواقع احلربية واملراكز العسكرية وتوابعها.
وعلى العموم كل األراضي واألعمال التي ال ميكن لألفراد أن يتملكوها ألنها مشـاعة».
- 10هذه هي حقيقة الوقف ،وإن كانت مخالفة ملا جاء في املذهب املالكي عن ابن عرفة من بقاء املال املوقوف في ملك معطيه (الواقف)
ولو تقديرا .وهو قول مردود وفق ما بيناه أثناه مناقشتنا لهذا الرأي في أطروحتنا للدكتوراه «احلماية املدنيـة ألوقاف العامة
باملغرب» ضمن منشورات وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية ،مطبعة األمنية – الرباط ،طبعة 1430هـ2009/م ،ص.63 .
- 11منشور باجلريدة الرسمية عدد 5847بتاريخ فاحت رجب 14( 1431يونيو .)2010
17 ف�صل املقال يف ما بني الوقف العام واملال العام من انف�صال وات�صال
أما بالنسبة للمال العام فالذي ينشئه هو إرادة القانون ،إما بسبب تخصيصه للمنفعة
العامة أو لرصده لتسيير مرفق عام .وهذين املعيارين مت التنصيص عليهما صراحة في
املادة 2من مشروع القانون رقم 02.09املتعلق باألمالك اجلماعية التي جاء فيها« :تدخل
ضمن امللك العام اجلماعي جميع العقارات التي متتلكها اجلماعة واملخصصة بكيفية صريحة
الستعمال العموم أو لتسيير مرفق عام جماعي.»...
وبناء على هذين املعيارين فإنه ال دخل لإلرادة اخلاصة في نشوء املال العام .وهذا يعتبر
مرتكزا أساسيا للتمايز احلاصل بني املال العام والوقف العام من حيث طبيعة كل منهما.
وجتدر اإلشارة هنا إلى أن أماكن إقامة شعائر الدين اإلسالمي من مساجد وزوايا وأضرحة
ومضافاتها ،12ولو أنها مخصصة الستعمال العموم ،إال أن تخصيصها يتم بناء على إرادة
الواقف ،قبل أن يقره القانون واقعا يقتضي احلماية القانونية.
ثانيا :التمييز بني املال العام والوقف العام ا�ستنادا �إىل الأحكام الفقهية:
لقد جرى في الفقه دائما التمييز بني بيت املال وهو اخلزينة العامة للدولة وبني أموال
األوقاف ،ولم تكن هذه األخيرة تدخل في عداد موارد الدولة لتمويل خزينتها.
ورغم أن السلطان كان أحيانا يجمع بني كونه املتحدث باسم الدولة واملتصرف في
أموالها ،وبني الوصاية على األوقاف العامة ،إال أن ذلك لم يكن مبررا للخلط بني أموال
الدولة واألموال الوقفية ،وإن كان في واليته عليهما معا يستمد صالحياته من كونه وكيال
عن األمة.
ومن ثم فإن الذمة املالية للوقف العام كانت دائما مستقلة عن الذمة املالية لبيت املال.
«إذ لكل واحد منهما شخصية اعتبارية بها أوصاف معتبرة».13
ولقد مت تكريس هذه املسألة في مدونة األوقاف ،حيث نصت املادة 133على أنه:
«تشكل مجموع األوقاف العامة ذمة مالية موحدة مستقلة ،تشتمل على جميع األموال
املوقوفة وقفا عاما وعائداتها وكل األموال األخرى املرصودة لفائدتها» .ونصت املادة 134
- 12نص الفصل السادس من الظهير الشريف رقم 1.84.150الصادر في 6محرم 2 ( 1405أكتوبر )1984املتعلق باألماكن
املخصصة إلقامة شعائر الدين اإلسالمي فيها كما وقع تغييره وتتميمه ،على أنه« :تعتبر وقفا على عامة املسلمني وال ميكن أن
تكون محل ملكية خاصة جميع األبنية التي تقام فيها شعائر الدين اإلسالمي ،سواء منها ما هو موجود اآلن أو ما سيشيد في
املستقبل ،من مساجد وزوايا وأضرحة ومضافاتها» ،منشور باجلريدة الرسمية الصادرة بتاريخ 03أكتوبر .1984
- 13محمد بن علي القري ،العقود املستجدة :ضوابطها ومناذج منها ،مجلة مجمع الفقه اإلسالمي التابع ملنظمة املؤمتر االسالمي بجدة،
(وقد صدرت هذه املجلة في 13عددا ،وكل عدد يتكون من مجموعة من املجلدات) ،املجلد العاشر ،ص.967 .
الأنظمة القانونية لأمالك الدولة 18
على أنه« :توضع لألوقاف العامة ميزانية سنوية خاصة بها ،تكون مستقلة عن امليزانية
العامة للدولة».
ثالثا :التمييز بني املال العام والوقف العام ا�ستنادا �إىل املقت�ضيات القانونية:
بالرجوع إلى الظهير الشريف املؤرخ في 19أكتوبر 1921املتعلق بامللك العمومي
البلدي جند التمييز واضحا بني املال العام والوقف العام ،حيث مت التنصيص صراحة على
أن األحباس بالنسبة للملك العام تعتبر «غيرا» ،فالفصل الثاني من الظهير جاء فيه ما
يلي« :تدخل في عداد األمالك العمومية البلدية جميع األمالك التي خصصت بها صريحا،
وميكن أن تشمل األمالك العمومية البلدية املشار إليها :أوال ....ثانيا :املياه املعدنية
وكذلك القواديس والقنوات ومجاري املياه ،واألحواض املجتمعة فيها املياه لتوزيعها ،وغير
ذلك من التجهيزات التي تدخل في األمالك العمومية باملغرب طبقا للشروط املعينة
بظهيرنا الشريف املؤرخ بسابع شعبان 1332هـ املوافق لفاحت يوليو 1914م ،وذلك مع مراعاة
الشرط املثبت بظهيرنا الشريف هذا والذي مبوجبه يبقى ما للغير من احلقوق املتعلقة مبا ذكر،
الثابتة قانونا ،وخصوصا احلقوق اخلاصة باألحباس…».
ونظرا لالختالف القائم بني امللك العمومي البلدي وأمالك األوقاف العامة ،فإن املقابر
مثال ،ورغم تدبيرها من طرف اجلماعات احمللية والبلدية ،استنادا إلى كون هذا التدبير
يرتبط بالصحة العامة وبالشأن احمللي ،فإن املقابر تظل -مع ذلك -أوقافا عامة ،وال تدخل
ضمن امللك العام البلدي.
إن الطبيعة اخلاصة للمال الوقفي العام تنعكس على املقتضيات القانونية املؤطرة له،
وعلى عكس املال العام الذي يندرج التشريع له ضمن الصالحيات املخولة للبرملان ،فإن
تدبير الوقف العام يتم في إطار املقتضيات القانونية التي تصدر بها ظهائر شريفة عن
امللك باعتبار ما له من والية عامة مستمدة من كونه أميرا للمؤمنني .وهذا ما أكدته
مدونة األوقاف والتي جاء في املادة الثانية منها ما يلي« :يعتبر النظر في شؤون األوقاف
العامة من صالحيات جاللتنا الشريفة بصفتنا أميرا للمؤمنني ،ويقوم بهذه املهمة حتت
سلطتنا املباشرة وزيرنا في األوقاف والشؤون اإلسالمية ،في إطار التقيد بأحكام هذه املدونة
والنصوص املتخذة لتطبيقها» .ووفق هذه املادة فإن مهمة وزير األوقاف والشؤون اإلسالمية
كمسؤول عن تدبير األوقاف إمنا هي مستمدة من التفويض املمنوح له من جاللة امللك الناظر
األعلى للوقف ،ال من عضويته في احلكومة .ومعنى ذلك أن الوقف العام ليس قطاعا
19 ف�صل املقال يف ما بني الوقف العام واملال العام من انف�صال وات�صال
حكوميا ،وهذا ما يفسر تنصيص مدونة األوقاف على أن نصوصها التطبيقية ( 12نصا)
تصدر مبوجب قرارات للسلطة احلكومية املكلفة باألوقاف ،وليس مبوجب مراسيم تصدر عن
رئيس احلكومة.
وإذا كان دستور 1996لم ينص صراحة على استثناء األوقاف من صالحيات التشريع
املخولة للبرملان ،وبالتالي ترك املجال مفتوحا لالعتقاد بأن األوقاف تدخل ضمن نشاط
الدولة في امليادين االقتصادية واالجتماعية والثقافية التي أوكل هذا الدستور للبرملان
صالحية التصويت على قوانني تضع إطارا ألهدافه األساسية؛ فإن الدستور اجلديد لسنة
2011كان أكثر وضوحا عندما نص في الفصل 71منه على اختصاص البرملان في التشريع
في مختلف أنظمة امللكية العقارية العمومية واخلاصة واجلماعية ،باستثناء نظام امللكية
العقارية الوقفية .وبالتالي جاء هذا الدستور منسجما مع مقتضيات الفصل 41منه الذي
نص في فقرته األخيرة على أن جاللة امللك ميارس «الصالحيات الدينية املتعلقة بإمارة
املؤمنني ،واملخولة له حصريا ،مبقتضى هذا الفصل ،بواسطة ظهائر».
الفقرة الثانية
جوانب االت�صال بني الوقف العام واملال العام
ال نشك في أن املعطيات السابقة كافية إلزالة أي شبهة تدعو إلى اخللط بني الوقف
العام واملال العام ،غير أن ذلك ال مينع من وجود جوانب للتقاطع واالتصال بينهما ،مستمدة
أساسا من كونهما معا يخدمان املصلحة العامة .وتترجم جوانب االتصال هذه في اخلصائص
املشتركة بني الوقف العام واملال العام من جهة (أوال) ،وفيما ميكن أن يدعم به أحدهما
اآلخر من جهة ثانية (ثانيا).
- 14إبراهيم عبد العزيز شيحا ،أصول القانون اإلداري :أموال اإلدارة العامة وامتيازاتها (دراسة مقارنة) ،منشأة املعارف-اإلسكندرية،
ص 9 .وما بعدها.
-سليمان محمد الطماوي ،مبادئ القانون اإلداري :دراسة مقارنة ،الكتاب الثالث (أموال اإلدارة العامة وامتيازاتها) ،مطبعة
دار الفكر العربي ،طبعة ،1979ص 13 .وما بعدها.
الأنظمة القانونية لأمالك الدولة 20
وتطبق عليه قواعد قانونية استثنائية ،هي باملقارنة مع القواعد العادية متثل امتيازات
للمال العام.
وقد ذكر املشرع املغربي بخاصية املنفعة العامة في األموال العمومية في الفصل اخلامس
من ظهير فاحت يوليوز 1914املتعلق باألمالك العمومية واملشار إليه آنفا ،عندما اعتبر
غياب هذه اخلاصية في بعض األمالك العمومية سببا إلخراجها من حيز التقييد الذي يفرض
على األموال العامة.15
وال جدال في أن الوقف العام يشترك مع املال العام في خاصية املنفعة العامة ،16غير
أنها في املال العام تتحقق في ذاته ،بينما في الوقف العام تتحقق كقاعدة في ريعه،
واستثناء في أصله كما هو احلال بالنسبة للمقابر وأماكن إقامة شعائر الدين اإلسالمي.
وينتج عن االشتراك بني الوقف العام واملال العام في خاصية املنفعة العامة اشتراكهما
في ما يترتب عن هذه اخلاصية من ضرورة حمايتهما من كل ما يعطل أداءهما لهذه
املنفعة ،ومن ذلك عدم جواز الغنب الواقع على املالني من قبل الغير .وهذا ما نصت عليه
ش ِفي ا ْل َب ْي ِع َولَ ْم مجلة األحكام العدلية في املادة 356التي جاء فيها« :إ َذا ُوجِ دَ َغبنَ ٌ َف ِ
اح ٌ
يمنب َو ْحدَ ُه ِفي َمالِ ا ْل َي ِت ِ س ِل ْل َم ْغ ُبونِ َأنْ َي ْف َس َخ ا ْل َب ْي َع .إلاَّ َأ َّن ُه إ َذا ُوجدَ ا ْلغ ُ وجدْ ت َْغرِي ٌرَ ،ف َل ْي َ ُي َ
يم» .وهنا تظهر لنا أن املجلة ت المْ َالِ ُح ْك ُم ُه ُح ْك ُم َمالِ ا ْل َي ِت ِ ف َوبَ ْي ُ ص ُّح ا ْل َب ْي ُعَ ،و َما ُل ا ْل َو ْق ِ لاَ َي ِ
تشددت فيما يخص الغنب الواقع على مال الوقف وبيت املال ،واعتبرته كالغنب الواقع في
مال اليتيم ،من حيث وجوب رده ولو لم يحصل تغرير« .والمْ ُ َرا ُد ِم ْن َك ِل َم ِة ِبلاَ ت َْغرِي ٍر َي ْع ِني
الصو َر ِة َأ ْي ب َِأنْ ُي ْغبنَ َ
َأنْ َي ُكو َن َأ َحدُ المْ ُ َت َبا ِي َعينْ ِ لَ ْم ُي َغ ِّر ْر بِالآْ َخ ِر َف َع َل ْي ِه إ َذا َو َق َع ا ْل َغبنَ ُ َع َلى ه َِذ ِه ُّ
س لَ ُه ِخ َيا ُر ا ْل َغبنَ ِ َو ِل َذ ِل َك لاَ َي ِحقُّ لَ ُه َف ْس ُخ ا ْل َب ْي ِع» .17وهذا على َ
أ َحدُ المْ ُ َت َبا ِي َعينْ ِ ِم ْن َن ْف ِس ِه ; َف َل ْي َ
عكس مال اليتيم والوقف وبيت املال ،فإن الغنب يرد ولو لم يقع تدليس.
ومن أهم قواعد احلماية التي يشترك فيها مال الوقف العام واملال العام عدم جواز
التصرف واحلجز والتملك بالتقادم في املالني معا ،جاء في املادة 51من مدونة األوقاف ما
يلي« :يترتب عن اكتساب املال لصفة الوقف العام عدم جواز حجزه أو كسبه باحليازة أو
- 15جاء في هذا الفصل« :ميكن إخراج بعض األمالك العمومية من حيز التقييد إذا ظهر أنها ليست ذات منفعة عامة ،وذلك بقرار
وزيري من الصدر األعظم يصدر بناء على طلب املدير العام لألشغال العمومية ،وتصير عندئذ ملكا خاصا باملخزن الشريف».
- 16ينظر مقالنا بعنوان :العقارات احلبسية ونزع امللكية للمنفعة العامة ،مجلة الواضحة (مجلة علمية محكمة تصدر عن دار احلديث
احلسنيــة للدراسات اإلسالمية العليا بالرباط) ،العدد األول ،2003/1424 ،ص.262.
- 17علي حيدر ،درر احلكام شرح مجلة األحكام ،حتقيق تعريب :احملامي فهمي احلسيني ،دار الكتب العلمية -بيروت ،اجلزء األول،
ص.313 .
21 ف�صل املقال يف ما بني الوقف العام واملال العام من انف�صال وات�صال
بالتقادم ،وعدم جواز التصرف فيه إال وفق املقتضيات املنصوص عليها في هذه املدونة».
وسنتطرق فيما يلي بنوع من التفصيل إلى هذه القواعد الهامة.
)1عدم جواز التصرف « :»L’inaliénabilitéمن أولى وأهم النتائج التي تترتب عن
الصفة العمومية للمال عدم جواز التصرف فيه مبا يؤدي إلى تفويته ،فال يباع مثال وال
يوهب وال يجري عليه أي تصرف ناقل للملكية .وقد نص املشرع املغربي على هذه القاعدة
في الفصل الرابع من الظهير الشريف املتعلق باألمالك العمومية الذي جاء فيه« :ال يقبل
التفويت باألمالك العمومية .»...واألساس في إقرار هذا املبدأ هو أن املال العام مخصص
للمنفعة العامة ،فإذا أجيز التصرف فيه امتنع بالتالي ضمان بقاء هذا التخصيص للمنفعة
العامة.
وإذا كان األصل هو عدم التصرف في املال العام ،فإن هناك استثناء يتعلق مبا إذا
دعت الضرورة إلى التصرف فيه .وفي هذه احلالة تتم إعادة تخصيصه ()Réaffectation
وحتويله إلى ملك خصوصي للدولة مبوجب مرسوم للوزير األول بناء على اقتراح من وزير
األشغال العمومية ،وهذا ما نص عليه الفصل 5مـــن ظهيـــر فاتـــح يوليـــوز 1914سالــف
الذكر.18
أما بالنسبة للوقف العام فإن منع التصرف فيه مستمد من طبيعة الوقف ذاته التي ال
تقبل التصرف ،وهو ما جاء صريحا في قصة حتبيس عمر ابن اخلطاب رضي الله عنه لألرض
التي أصابها بخيبر واستأمر فيها النبي صلى الله عليه وسلم ،فقال له عليه السالم« :إن
شئت حبست أصلها وتصدقت بها» .فتصدق بها عمر أنه ال يباع (يعني األصل) وال يوهب
وال يورث ،وتصدق بها في الفقراء وفي القربى وفي الرقاب وفي سبيل الله وابن السبيل
والضيف ،ال جناح على من وليها أن يأكل منها باملعروف و ُيطعم غير متمول» ،19أي غير
متخذ منها ملكا لنفسه .وفي رواية أخرى قال له النبي صلى الله عليه وسلم" :تصدق
بأصله ال يباع وال يوهب وال يورث ،ولكن ينفق ثمره".20
- 18محمد محجوبي ،قراءة عملية في قوانني التعمير املغربية ،دار النشر املغربية -الدار البيضاء ،الطبعة األولى ،2006/1427
ص.156 .
- 19رواه البخاري في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنهما في كتاب الشروط ،ومسلم في الوصية ،والترميذي في األحكام ،والنسائي
في األحباس ،وأبو داود في الوصايا ،وابن ماجة في األحكام ،وأحمد في مسند املكثرين من الصحابة.
- 20رواه البخاري في صحيحه (كتاب الوصايا).
الأنظمة القانونية لأمالك الدولة 22
غير أن عدم جواز التصرف في الوقف العام تبقى قاعدة عامة يعتريها االستثناء كذلك
في بعض احلاالت التي تدعو فيها الضرورة أو مصلحة الوقف نفسه إلى التصرف فيه
واستبداله بغيره ،فيكون هذا البدل وقفا مكانه .وهذا األمر نصت عليه مدونة األوقاف
سواء من خالل مقتضيات املادة 51سالفة الذكر ،أو من خالل ما جاء في املادة 60التي
وإن نصت على إمكانية إجراء جميع التصرفات في الوقف العام ،إال أنها قيدت ذلك
بضابطني صارمني :أولهما أن يكون من شأن هذه التصرفات احلفاظ على األصول الوقفية
وتنمية مداخيلها ،والثاني أن حتقق تلك التصرفات مصلحة ظاهرة للوقف وتكون متالئمة
مع طبيعته .ونفس الشيء أكدته املادتان 63و 72من مدونة األوقاف.
وغني عن البيان أن قاعدة عدم جواز التصرف في الوقف العام تتعلق بالدرجة األولى
بالعني املوقوفة ال بريعها ،وهذا ما دفع الفقهاء -خاصة املالكية منهم -إلى تضييق نطاق
احلاالت التي يجوز فيها إجراء معاوضات عينية أو نقدية في األوقاف ،وذلك سدا لذريعة
تفويت األوقاف العامة الذي يؤدي بدوره إلى اندثارها مع مرور الوقت.
)2عدم جواز التملك بالتقادم « :»L’imprescriptibilitéإذا كانت قاعدة عدم جواز
التصرف في املال العام حتميه من تعدي اإلدارة ،إذ تغل يدها عن القيام بأي تفويت للمال
العام ،فإن قاعدة عدم جواز متلكه بالتقادم حتميه من تعدي األفراد الذين ال ميكنهم أن
يتمسكوا باكتساب ملكية املال العام مبضي مدة التقادم املكسب للمال العادي ،حتى ولو
أغفلت اإلدارة مطالبتهم بالتخلي عن استيالئهم على املال العام.
وقد أقر املشرع املغربي هذا املبدأ أيضا في الفصل الرابع املذكور أعاله ،مباشرة بعد
إقرار املبدأ املتعلق بعدم جواز التصرف .جاء في هذا الفصل« :ال يقبل التفويت باألمالك
العمومية ،وال تسقط حقوق امللكية فيها مبضي الزمان».
واملالحظ أن «ملبدأ عدم جواز امتالك األموال العامة بالتقادم أهمية أكبر من قاعدة
عدم جواز التصرف فيها من الناحية العملية ،ذلك أنه يصعب تصور قيام الدولة أو غيرها
من األشخاص اإلدارية بالتصرف في األموال العامة إال إذا كانت غير عاملة بالصفة العامة
لها .وإمنا اخلشية كل اخلشية من تعديات األفراد التي ترتكب على هذه األموال عن طريق
وضع اليد بغية اكتساب ملكيتها بالتقادم ،ولذلك كانت احلاجة أدعى إلى تزويد اإلدارة
مبا يعينها على رد هذه التعديات من تقييد تصرفها في هذه األموال».21
- 21إبراهيم عبد العزيز شيحا ،أصول القانون اإلداري :أموال اإلدارة العامة وامتيازاتها (دراسة مقارنة) ،مرجع سابق ،ص.19.
23 ف�صل املقال يف ما بني الوقف العام واملال العام من انف�صال وات�صال
ويشترك الوقف العام مع املال العام في هذه اخلاصية ،حيث ال ميكن االدعاء باكتساب
ملكية الوقف العام اعتمادا على احليازة أو التقادم املكسب ،وفقا ملا نصت عليه املادة 51
من مدونة األوقاف املشار إليها آنفا ،وبناء على ما عليه الفصل 378من ظهير االلتزامات
والعقود في فقرته الثالثة من أنه ال محل ألي تقادم «بني ناقص األهلية أو احلبس أو
غيره من األشخاص املعنوية والوصي أو املقدم أو املدير ما دامت واليتهم قائمة ولم يقدموا
حساباتهم النهائية».
وقد أكد ذلك املجلس األعلى في أحد قراراته على عدم قبول االدعاء باحليازة على
األوقاف باعتبارها من القواعد التي ال غنى عنها الستمرار الوقف وبقائه ،حيث جاء في
إحدى حيثياته« :وحيث إن احلبس ال يحاز عليه ،لذا فدعوى احلوز وامللك جتاه امللك
احلبسي غير مسموعة ،وناظر األوقاف احلبسية غير ملزم باإلدالء باستمرار التصرف.22»..
)3عدم جواز احلجز « :»L’insaisissabilitéاحلجز من الوسائل التي أباحها القانون
لضمان الوفاء بااللتزامات .وملا كان الوقف العام ،شأنه في ذلك شأن املال العام ،ال
يقبل التصرف فيه ضمانا لعدم تبديده ،وال يتأتى متلكه بالتقادم حفاظا على عدم انتقال
ملكيته ،اقتضى ذلك من باب أولى أن مينع احلجز عليه ،ألن احلجز في األخير ينتهي إلى
بيع احملجوز للتنفيذ عليه.
ويتفرع عن هذا املبدأ أنه ال يجوز ترتيب حقوق عينية تبعية على املال العام وال على
الوقف العام ضمانا للديون التي تشغل ذمتهما ،كالرهن الرسمي أو احليازي ،ألن فائدة
هذه احلقوق العينية تظهر عندما تباع أموال املدين احململة بها جبرا ،إذ يفضل الدائن ذو
احلق العيني على الدائنني الشخصيني ،وهذا غير ممكن حتقيقه فيما يتعلق باألموال العامة
واألوقاف العامة ،ألنها ال ميكن بيعها جبرا.23
لكن في املقابل ميكن إجراء احلجز على األموال السائلة للهيئة املسيرة لألوقاف العامة
إلجبارها على الوفاء مبا عليها من ديون ،وفي هذا ضمان كاف للدائنني دون اإلضرار
بالوقف العام.
- 24الترست اإلسالمي ،عرض للدكتور ، Sadig Hammad Mohdمنشور باملوقع اإللكتروني للهيئة اإلسالمية العاملية
لالقتصاد والتمويل ( .)www.iifef.org
- 25الونشريسي ،املعيار املعرب واجلامع املغرب عن فتاوى أهل إفريقية واألندلس واملغرب ،خرجه جماعة من الفقهاء بإشراف محمد
حجي ،مطبوعات وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية باململكة املغربية ،طبعة 1401هـ1991/م ،اجلزء السابع ،ص305 .
وما بعدها.
- 26للمزيد من التفصيل يراجع مقال للدكتور جاسم العبودي بعنوان :معلومات مهمة عن األحباس من خالل كتاب «املعيار املعرب»
للونشريسي ،مجلة «دعوة احلق» ،العدد ،338 :السنة( 39جمـادى الثانية 1419هـ /أكتوبر 1998م) ،ص 48 .وما بعدها.
25 ف�صل املقال يف ما بني الوقف العام واملال العام من انف�صال وات�صال
أوالده أو عتقائه مثال ،وأنه حيث كانت أرصادا ال يلزم مراعاة شروطها لعدم كونها وقفا
صحيحا فإن شرط صحته ملك الواقف والسلطان بدون الشراء من بيت املال ال ميلكه».27
أما االجتاه الثاني فيمثله رأي الفقيه عبد الله العبدوسي ،28الذي أجاز حتبيس اإلمام
من بيت املال على جهة البر واملصالح العامة ،لكن بشرط أن يحبس وهو يعتقد أن املال
للمسلمني ،وال ينسبه إلى نفسه وإال كان الوقف باطال.29
ونعتقد أن االجتاه الثاني هو األكثر منطقا ،ذلك أن الوقف العام يؤدي في كثير من
األحيان املهمة التي من املفروض أن يضطلع بها املال العام ،وهو بذلك يعوض قصور الدولة
أو تقصيرها في إشباع حاجات عامة .وبالتالي فإن دعمه من امليزانية العامة للدولة أمر
منطقي وضرورة واقعية.
)2بالنسبة لدعم الوقف العام للموازنة العامة للدولة ،نرى من األنسب أن نسوق
بخصوصه ما جاء في قرارات منتدى قضايا الوقف الفقهية الرابع املنعقد بالرباط ما بني 30
مارس وفاحت أبريل 2009والتي جاء فيها:
- 1يجوز الدعم غير املباشر 30للموازنة العامة للدولة من غلة الوقف من خالل إحدى
طريقتني:
أ -مبادرة اجلهات املوقفة لدعم األنشطة التي تدخل في أغراض الوقف ،وحتقق شروط
الواقفني ،مثل مجاالت التعليم ،والتطبيب ومساعدة احملتاجني ،ما من شأنه أن يخفف
العبء عن املوازنة العامة.
- 27حاشية رد املختار على الدر املختار شرح تنوير األبصار فقه أبو حنيفة ابن عابدين ،دار الفكر للطباعة والنشر -بيروت ،طبعة
1421هـ 2000 -م ،اجلزء الرابع ،ص.184 .
- 28هو عبد الله بن محمد موسى بن معطى العبدوسي ،عالم فاس ومفتيها ومحدثها وصاحلها .وهو ابن أخ أبي القاسم العبدوسي وحفيد
أبي عمران موسى العبدوسي .كان أكثر علمه فقه احلديث ،وتولى آخر أمره خطابة جامع القرويني ،ثم توفي سنة 849هـ ،أحمد
بابا التنبكتي ،نيل االبتهاج بتطريز الديباج ،مرجع سابق ،املجلد األول ،ص.250 - 249.
- 29الونشريسي ،املعيار املعرب ،مرجع سابق ،اجلزء السابع ،ص.309 .
- 30مت تعريف الدعم غير املباشر بأنه هو :مساهمة الوقف في تغطية بعض األنشطة التي هي من مهام الدولة ،بحيث تخفف العبء
عن املوازنة العامة للدولة في البنود املرتبطة بهذه األنشطة .تنظر أعمال منتدى قضايا الوقف الفقهية الرابع :قضايا مستجدة
وتأصيل شرعي ،نظم املنتدى بالرباط بتعاون بني األمانة العامة لألوقاف بدولة الكويت ،ووزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية
باململكة املغربية ،والبنك اإلسالمي للتنمية باململكة العربية السعودية في الفترة املمتدة من 3إلى 5ربيع الثاني 1430هـ املوافق
لـ 30مارس إلى فاحت أبريل 2009م ،أعمال املنتدى كاملة نشرتها األمانة العامة لألوقاف بالكويت ،الطبعة األولى 1432
هـ2011/م ،ص.387.
الأنظمة القانونية لأمالك الدولة 26
خامتة
من حقنا أن نفخر بأننا نعيش في زمن تعاظم فيه التأكيد على مبدأ الشفافية والوضوح،
وتعززت فيه املطالبة بترسيخ مبدأ احلكامة اجليدة ،وتفعيل آليات الرقابة واحملاسبة .وهذه
كلها مبادئ مهمة وعظيمة ستؤدي إلى رقي املجتمع والنهوض بأوضاعه ،وحل العديد من
مشاكله ،والتخفيف من وطأة األزمات التي تعترضه .لكن ذلك مرهون بحسن تطبيق هذه
املبادئ ،وااللتزام بها بإخالص حتى ال تكون مجرد شعارات جوفاء مهمتها التغطية على
واقع بعيد عن متطلباتها.
ونعتقد أن الوقف العام ببالدنا يعيش أزهى فتراته منذ قرن ،بالنظر إلى ما زود به من
ترسانة قوية متكاملة وحديثة ممثلة في مدونة األوقاف والنصوص املتخذة لتطبيقها ،وما
وضع له من مؤسسات تضطلع مبهمة مصاحبته بالتوجيه وتصحيح جوانب اخللل التي ال
يسلم منها أي عمل بشري.
- 31مت تعريف الدعم املباشر بأنه هو :تقدمي مبالغ من غلة الوقف (الريع) إلى الدولة للتصرف فيها من أجل تغطية نفقاتها العامة،
املرجع السابق ،نفس الصفحة.
- 32املرجع السابق ،ص.388 – 387 .
27 ف�صل املقال يف ما بني الوقف العام واملال العام من انف�صال وات�صال
وإن من شأن ذلك أن يدعونا أكثر من أي وقت مضى إلى أن نتبنى بقوة املبادئ املذكورة
آنفا ،وعلى رأسها مبدأ الوضوح الذي يفرض عدم اخللط بني الوقف العام واملال العام ،ولو
في ظل تدبير الوقف العام من طرف إدارة حكومية ،ما دام أنها متارس مهمة النظارة على
الوقف العام بتفويض من أمير املؤمنني.
29
مقدمة
من أبرز اخلصائص التي متيز البنية العقارية في املغرب هي أنها مزدوجة في هيكلها
ومتنوعة في طبيعتها ،حيث يعرف املغرب ثنائية في نظامه العقاري بني عقارات محفظة
وعقارات غير محفظة ،وتنوعا في األشكال والتقسيمات تتعايش فيه عدة أمناط بعضها
مستمد من الشريعة اإلسالمية كأراضي األحباس ،وبعضها من تدخل املشرع مباشرة،
والبعض اآلخر من بعض األعراف والتقاليد كاألراضي اجلماعية وأراضي اجليش املعبر عنها
في تاريخ املغرب بأراضي «الكيش».
وإذا كان هذا التنوع قد انعكس على مصادر القواعد القانونية املوضوعية والشكلية
املطبقة على كل نظام ،فإن أراضي اجليش موضوع هذه الدراسة قد تأثرت إلى جانب ذلك
مبجموعة من املتغيرات التاريخية والقانونية ،وخضعت لنوع من املد واجلزر بفعل الوظائف
االجتماعية والعسكرية والسياسية التي قامت بها ،وتبعا للمستجدات والظروف التي
يعرفها املغرب.
و«الكيش» أو اجليش مصطلح يطلق عادة في املغرب على «القوات املسلحة» للسلطان،
حيث لم يكن سالطني املغرب في البداية يتوفرون على جيش نظامي بل كانت هناك قبائل
محاربة 33يستعني بها السلطان مقابل منحهم امتيازا على بعض األراضي ،مبعنى أنه كان
يعطي لهذه القبائل حق املنفعة بينما يحتفظ السلطان بحق الرقبة ،34وبالتالي فاجليش لم
- 33عبد الواحد شعير ،املمتلكات العقارية للجماعات احمللية ،مطبعة فضالة ،احملمدية ،1991 ،ص.38.
- 34يالحظ أن هذا النوع من اإلقطاع مقابل اخلدمة العسكرية لم يقتصر فقط على التاريخ القدمي للمغرب ،وإمنا استمر حتى بداية القرن
العشرين حيث صدر بتاريخ 27دجنبر ( 1919منشور باجلريدة الرسمية عدد 351بتاريخ 19يناير )1920ظهير شريف يتعلق
بتخصيص أراضي مخزنية لقدماء احملاربني املغاربة ميكن متليكها متليكا مطلقا تاما بظهير شريف (الفصل األول) ،ويسبق هذا
التمليك تخصيص قطع األرض املذكورة على سبيل االنتفاع بصفة مؤقتة ملدة ال ميكن أن تقل عن عشر سنني (الفصل اخلامس)،
وهـــــي أراضي ال تفوت وال حتجز وال يصح بوجـه عمومي أن يعقد بشأنها التزام أو حتمل ما ،وخصوصا رهنها أو رهن منفعتها
وذلك بدون رخصة من الصدر األعظم (الفصل الرابع).
الأنظمة القانونية لأمالك الدولة 30
يكن يعني مجرد قوة عسكرية للسلطان ،وإمنا ضربا من ضروب استغالل األرض ،وشكال من
أشكال تطور امللكية العقارية في املغرب ،35فهي أراضي زراعية أو قابلة للزراعة أو مراعي
يقتطعها السلطان إلحدى القبائل أو العشائر مقابل خدماتها العسكرية ،وذلك بقصد
استغاللها واإلنتفاع بها على وجه الشياع ،بدون أداء الضرائب عدا الزكاة ،ومنها أخذت
هذه األراضي تسميتها انتسابا إلى قبائل اجليش التي تقطنها وتستغلها ،36وإذا انقطعت
هذه اخلدمة العسكرية أو كانت القبيلة ال تشارك في اخلدمات العسكرية ،فإنها تتمتع بحق
االنتفاع واستغالل أراضي مخزنية مبقابل مالي ،ويطلق عليها آنذاك بأراضي النايبة.37
وقد تكونت بذلك عدة أمناط لألراضي املستغلة جماعيا ،وفي هذا الصدد قال املغفور له
احلسن الثاني رحمه الله إنه «:باإلضافة إلى األراضي املخزنية (أي أراضي الدولة) يوجد
في املغرب ثالث أنواع من األراضي اجلماعية ،هي :أراضي اجليش ،وأراضي األحباس،
(أي الوقف) ،وأراضي اجلماعات.
فأراضي الكيش كما يتضح من اسمها هي األراضي التي أعطيت في املاضي من قبل
ملوك املغرب مقابل خدمات عسكرية ،أي أن املستفيدين منها يفلحون أراضيهم في أيام
السلم ،وينخرطون فورا في صفوف اجليش أيام احلرب.38» ...
وال يوجد أي نص قانوني ينظم أراضي اجليش إال ما كان متعارفا عليه في القدمي
مما أدى إلى حتويل بعضها إلى ملكيات خاصة والبعض اآلخر إلى أراضي جماعية39
لسهولة ذلك بالنظر إلى الطبيعة اجلماعية والقبلية لهذه األراضي لتصبح خاضعة لنظام
األمالك اجلماعية ،40ولتبيان ذلك سنقسم هذه الدراسة إلى مبحثني :نخصص األول للتطور
التاريخي ألراضي اجليش بغية فهم كنه تواجدها كشكل من أشكال استغالل األراضي في
املغرب ،والثاني لنظامها القانوني.
املبحث الأول
التطور التاريخي لأرا�ضي اجلي�ش
تعتبر أراضي اجليش شكال من أشكال النظام العقاري املغربي ،وهي أراضي يصعب
حتديد نظامها بدقة بسبب تعدد وقدم مصدرها الذي يرجع إلى القرن السادس عشر من
جهة ،والتطور التاريخي املعقد الذي جعلها تخضع ألنظمة قانونية مختلفة من جهة أخرى.
وقد ارتبطت نشأتها بوجود قبائل أو عشائر يكلفها السلطان بحماية بعض الثغور أو
املناطق ،لذلك سندرس في مطلب أول كيفية ظهور هذا النوع من األراضي ،ثم في مطلب
ثان ما هي القبائل املعنية بها.
املطلب الأول
اجلي�ش �أرا�ضي ممنوحة لقبائل حماربة
نظرا الرتباط أراضي اجليش والقبائل املستغلة لها فإننا سنبحث في أصل كلمة اجليش
ثم في أصل نظام هذه األراضي.
الفقرة الأوىل
تعريف كلمة اجلي�ش
يعني لفظ الكيش أو اجليش مجموعة مسلحة أو فرقا عسكرية ،وكانت هذه الوظيفة
منذ العهد السعدي 41تضطلع بها قبائل معينة تسمى قبائل اجليش قبل أن يقع تنظيم
مؤسسة اجليش بصفة نهائية في زمن السلطان موالي إسماعيل ،وكانت هذه القبائل هي
العنصر األساسي للعسكرية املغربية ،إذ كانت تلك القبائل هي القوة املنظمة التي بإمكان
السالطني االعتماد عليها في كل وقت وحني ،وكأنها إلى جانب احلرس السلطاني نواة
اجليش احملترف والدائم في اخلدمة .42وكانت كل قبيلة اجليش ذات طابع عسكري مستقل،
- 41يرى األستاذ مصطفى الشابي أن ظاهرة قبائل اجليش ترجع على األقل إلى عهد اخلليفة املوحدي يعقوب املنصور ()1199 - 1184
حيث أقدم على ترحيل قبائل بني هالل العربية ،وأسكنهم في منطقة الغرب متخذا منهم جيشا في خدمة الدولة ،بيد أن هذه
املجموعات القبلية لم حتتل مكانة مرموقة في دواليب مؤسسة اجليش إال مع السعديني.
= ينظر مؤلفه اجليش املغربي في القرن التاسع عشر ،1992-1930اجلزء األول ،املطبعة الوطنية مبراكش ،2008 ،ص.143.
- 42مصطفى الشابي ،املرجع السابق ،ص 42 .وما بعدها.
الأنظمة القانونية لأمالك الدولة 32
ومتثل وحدة حتت رئاسة قائد عسكري ،وتنقسم إلى عدة فرق دائمة التنقل يعتبر مقاتلوها
كأفراد من املخزن 43ويبقى الرجال القادرون على حمل السالح والذين لم يتم جتنيدهم الفعلي
كجنود احتياطيني حتت تصرف السلطان.
ومن أفراد هذه القبائل يتكون احلرس امللكي واحلاميات املستقرة بأهم املدن والثغور مثل
فاس ومكناس والعرائش والرباط ،وأيضا األصناف املهنية امللحقة بالبالط وكثيرا ما كان
يختار منهم أعضاء اإلدارة املركزية واإلقليمية وقواد اجليش.
وتنقسم قبائل اجليش حسب أهميتها إلى عدد من الفرق تدعى «الرحى» وعلى كل فرقة
أن تقدم طابورا يضم 500من املقاتلني املداومني على رأسه قائد الرحى ،وينقسم الطابور
إلى خمسة فرق تدعى كل منها «املائة « وعلى رأسها قائد املائة ،وتنقسم املائة إلى أربعة
فرق وعلى رأس كل منها مقدم.44
وتقتطع لهذه القبائل أراضي إما على سبيل التمليك أو االنتفاع 45وهي تتمتع فوق ذلك
برواتب شهرية ومؤن وباإلعفاء اجلبائي ما عدا الزكاة.
وبجانب هذا اجليش الدائم ميكن للسلطان عند االقتضاء أن يجند بسرعة النوائب أو
النايبة وهم فرسان تقدمهم بعض القبائل تطوعا للمشاركة في عمليات عسكرية محدودة .
غير أن سنة 1844تعد منعرجا في التاريخ العسكري للمغرب إذ بعد هزمية إيسلي سيقوم
كل من سيدي محمد بن عبد الرحمان 1873-1859وموالي احلسن األول 1894-1873
بإصالحات هامة تتسم بالتفتح على الغرب من الناحية العسكرية وبالتالي تغيرت أساليب
اإلدماج في اجلندية فبدأت املدن هي األخرى متد اجليش املغربي بالرجال إذ فرض على مدينة
فاس عدد 500رجل و 200على كل ميناء مغربي و 600على الرباط وسال ،فتكون بذلك
جيش دائم ومدرب ،ولم يبق التجنيد حكرا على قبائل اجليش مما أضعف القوة االجتماعية
لهذه القبائل ،وساهم في التعجيل بتحييد دورها ومكانتها املتميزة في اجلهاز املخزني.46
الفقرة الثانية
م�صدر نظام �أرا�ضي اجلي�ش
ينبني نظام أراضي اجليش على جتزئة حق امللكية حيث يحتفظ املخزن أو الدولة بحق
الرقبة بينما ال يعطى للقبائل سوى حق االستغالل واالنتفاع على الشيوع بهذه األراضي،
ويتولى شخص يسمى باشا اجليش مسك سجل القسمة يسمى الديوان ،وذلك من أجل
تنظيم تقسيم العائدات على العائالت املكونة للقبيلة ،ويرتبط هذا االمتياز بشخص صاحبه
وال تنتقل بالوراثة متى هلك صاحبه ،ولكن يبقى ألبنائه احلق في املطالبة بنصيب أبيهم
إن هم التحقوا باجلندية.47
ويرى بعض الفقه 48أن هذا النظام قد مت اقتباسه من نظام األراضي األميرية الذي طبقته
السلطة العثمانية إبان حكمها باجلزائر ،وهو نظام يجد أصله حسب البعض فيما يعرف في
الفقه اإلسالمي بأراضي بيت املال التي من بني مكوناتها األراضي التي مات أصحابها وال
وارث لهم وكذلك أراضي البالد التي فتحها املسلمون عنوة وبقيت لعامة املسلمني إلى يوم
القيامة .49وإذا كان لإلمام حق أو صالحية التصرف في هذه األراضي باعتبار ما تقتضيه
املصلحة العامة للمسلمني فإنها لم تعتبر في أي عهد من العهود السابقة على الدولة
العثمانية ملكية خاصة لإلمام وهو ما يتضح من معاملة سيدنا عمر بن اخلطاب ألراضي
العراق ملا رفض توزيعها على الفاحتني وإمنا خول أصحابها حق االنتفاع بعد جعل ملكية
حق الرقبة في يد بيت مال املسلمني.50
فاألراضي األميرية ال تعدو أن تكون أرضا مملوكة لبيت املال بلغة الفقه اإلسالمي أو
الدولة بلغة القوانني احلديثة ،وللدولة أن تتصرف فيها مبا يحقق املصلحة العامة من بيع أو
تأجير أو استغالل على أي وجه من األوجه ،وبالرغم من ذلك فقد عاملت اخلالفة العثمانية
األراضي األميرية معاملة خاصة جتلت في منح من أسمتهم أصحاب حق التصرف من كبار
- 47محمد بونبات ،احلقوق على العقارات ،املطبعة الوطنية مبراكش ،2008 ،ص.21.
عبد الواحد شعير :املرجع السابق ،ص38 .
خالد ميداوي ،بعض مبادئ الفقه اإلسالمي املنظمة للعقار ،مطبعة دار القلم بالرباط ،2000 ،ص.15 .
- 48عمر الثميني ،املرجع السابق ،ص.189 .
- 49حاشية ابن عابدين ،اجلزء الثالث ،ص.353 .
- 50يالحظ بعض الفقه أن سيدنا عمر بن اخلطاب أقطع اجليش اإلسالمي ثغور الهند للدفاع عنها.
إبراهيم القادري بوتشيش ،تطور ملكية أراضي اجليش في األندلس منذ الفتح اإلسالمي حتى مطلع اخلالفة ،مجلة البحث العلمي،
العدد ،38السنة ،1988ص.145 .
الأنظمة القانونية لأمالك الدولة 34
اجليش وكبار موظفي الدولة في األراضي األميرية حقوقا كثيرة مت التنصيص عليها في
قانون األراضي املؤرخ في سنة 1858من أهمها :حق املنتفع في زراعة األراضي األميرية
أو تأجيرها أو إعارتها (املادة التاسعة من قانون األراضي العثماني) ،وحقه في الرعي
(املادة احلادية عشر) وفي االنتفاع بالعشب مع حقه في منع الغير من هذا االنتفاع (املادة
العاشرة) ومنعه من استعمال األرض للحفر أو للبيدر (املادة الرابعة عشر) ،وحقه في إفراغ
هذه األرض إلى من يشاء بإذن املوظف املختص ،وحقه في طلب القسمة إن كان له شركاء.51
كما فرض هذا القانون قيودا على حق املنتفع ميكن تقسيمها إلى ثالثة أنواع :تتضمن
األولى املنع املطلق من التصرف ويشمل عدم جواز دفن امليت باألرض األميرية ،وعدم جواز
وقفها أو رهنها ما لم ميلكه السلطان إياها متليكا صحيحا.
وتشمل الثانية عدم جواز التصرف إال بإذن املوظف املكلف بهذه األراضي ومن ذلك عدم
إمكان حتويل املروج الطبيعية إلى مزارع وحصد ما بها من حشائش ،أو إقامة أبنية فوقها
إال بعد موافقة هذا املوظف.
أما النوع الثالث فيتعلق مبلكية املعادن حيث إذا ظهر في أرض أميرية حتت تصرف
شخص معادن كالذهب أو الفضة أو احلديد أو غيرها من املعادن فإنها تعود إلى الدولة وال
يتملك املتصرف في األرض شيئا منها.
وإذا كان بعض الفقه 52يرى أن املخزن التقليدي املغربي منذ عهد السعديني قد اقتبس
هذا النظام عن الدولة العثمانية ،فإنه بغض النظر عن البحث في صحة هذا القول ،فإنه
يبدو أن السلطة في كل من املغرب وتركيا قد استغلت ثروة عقارية وسخرتها ملصلحتها
السياسية مما اثر بشكل سلبي على النظام العقاري ،فهذه األراضي مملوكة لبيت املال قامت
السلطة احلاكمة بإخراجها من دائرة التقنني الفقهي وتركتها عرضة ملجموعة من األعراف
والتنظيمات الوضعية التي تتحكم فيها املصالح السياسية ،فأراضي اجليش كانت متنح
لقبائل محاربة وبدون مقابل ومعفية حتى من الضرائب ما عدا الزكاة .53في حني أن
- 51محمد عبد اجلواد محمد ،ملكية األراضي في ليبيا في العهود القدمية والعهد العثماني ،ص 351 .وما بعدها.
52- J : LE COZ : les tribus guichs au Maroc, Essai de géographie agraire. Thèse complémentaire
pour le Doctorat ès Lettres soutenue le 21 Novembre 1954 à la Faculté des Lettres et
Sciences humaines de Paris. p : 5
53- J : LE COZ op. cit. p : 12
35 �أرا�ضي اجلي�ش باملغرب الت�أ�صيل التاريخي والنظام القانوين
االستغالل في األرض األميرية كان مقصورا على موظفني معينني مقابل ثمن ،وينتقل حق
املتصرف بعد وفاته إلى ورثته دون استثناء.
املطلب الثاين
قبائل اجلي�ش والتوزيع اجلغرايف لأرا�ضيها
كانت الوظيفة العسكرية منذ العهد السعدي تضطلع بها قبائل معينة تسمى قبائل
اجليش وهي قبائل تقطن أراضي مخزنية وتعيش من استغاللها وتعفى من الضرائب في
مقابل اخلدمة العسكرية ،54وبذلك فإن التوزيع اجلغرافي ألماكن وجود هذا النوع من األراضي
داخل املغرب يرتبط ارتباطا كبيرا بأماكن وجود هذه القبائل .لذلك سندرس في األول القبائل
املسماة باجليش وثانيا التوزيع اجلغرافي ألراضي اجليش.
الفقرة الأوىل
قبائل اجلي�ش
تتعدد القبائل التي كانت متد اجليش السلطاني برجاالتها ،إال أنها كانت تعرف جميعا
بقبائل اجليش ،ومن أهمها :
�أوال -قبائل الأودايا :وهم من أعراب بني معقل ،55وأصلهم من نواحي سوس ،وقد
تـــركوا اجلنوب بسبب املجاعة فاستقروا باحلوز ،وهي من أقدم الفــرق التي انخرطت في
جيش مــوالي إسماعيل ،ومن أهم فرق اجليش املسجلة في الديوان والتي اعتمد عليها هــذا
السلطـان ،56وكــانت تنقسم إلى ثالث مجموعات أو أرحية ،وهي رحى أهل سوس ،ورحى
املغافرة ،57ورحـــى األودايا .58إال أن موالي إسماعيل وزعهم إلى مجموعتني :مجموعة
استقرت بفاس واألخرى مبكناس.59
ثانيا -البواخر :أو عبيد البخارى 60وهم جنود من أصل إفريقي استقدمهم موالي
إسماعيل من مختلف نواحي املغرب ووزعهم على مختلف قصبات اململكة حفاظا على
األمن وقمع الثورات .وقد سمي هؤالء اجلنود بالبواخر ألنهم كانوا يؤدون ميني الطاعة على
صحيح البخاري .وجتدر اإلشارة إلى أن البواخر أو عبيد البخارى 61خالفا ألمناط قبائل
اجليش األخرى ال ينتسبون إلى قبيلة معينة وال ارتباط لهم مبنطقة أرضية قارة .62وكان هذا
األمر مقصودا ألن تكوين قوة عسكرية من الزنوج القاطنني باملغرب ستحول بني عدد من
األقاليم وبني ما تثيره من االضطرابات ألنها ستكون قوة منظمة ال ارتباط لها بأرض أو
قبيلة وإمنا سيكون ارتباطها متصال مباشرة بكيان الدولة وستكون عصبيتها غير إقليمية،
وهو ما سيساعد على إقرار األمن وعلى رد العدوان على كل أجنبي يريد باملغرب سوءا.63
- 60ذكر العالمة املؤرخ عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن علي أب محمد بن عبد امللك بن زيدان العلوي في كتابه« :املنزع
اللطيف في التلميح ملفاخر موالي إسماعيل بن الشريف» كيفية اعتناء السلطان باجليش البخاري ما نصه :
«فقد كان على نظام عجيب واعتناء غريب .ففي فاحت املائة احلادية عشرة أصدر أمره العالي بالله لعبيده باإلتيان مبن بلغ من
أوالدهم عشر سنني الذكور منهم واإلناث فيفرق اإلناث على نسائه بداره املصونة لتهذيب أخالقهن ..ويفرق الذكور على الصنائع
واحلرف :البنائني والنجارين واحلدادين والفالحني وغير ذلك من أنواع احلرف الرائجة بإيالته املغربية ،ويلزمهم ركوب احلمر تدريبا
لهم على الفروسية فإذا بلغوا احلادية عشرة من السن ألزمهم ركوب البغال التي حتمل اجلير واألجر والزليج ملباني قصوره الفخيمة
فإذا بلغوا الثانية عشرة ألزمهم بضرب املراكز وخدمة ألواح البناء تدريبا لهم على حتمل األعباء الشاقة حتى ال تركن نفوسهم
إلى العجز والكسل وامليل إلى الراحة فإذا أكملوا الثالثة عشرة دفعهم إلى اجلندية وكساهم ودفع لهم السالح واشتغلوا باخلدمات
اجلندية وتعلم فنونها راجلني ،فإذا بلغوا الرابعة عشرة دفع لهم اخليل دون سروج وألزمهم ركوبها في كل بكرة وعشي يتعلمون الكر
والفر والسباق فإذا مترنوا على ذلك وبلغوا اخلامسة عشرة دفعت لهم السروج وألزموا تعلم الكر والفر والسباق والرماية عليها فإذا
بلغوا السادسة عشرة صاروا من جملة اجلند جتري عليهم اجلرايات ويكتبون في الديوان ويزوجهم بالبنات الالتي جئن معهن و يدفع
للرجل عشرة مثاقيل وللمرأة خمسة مثاقيل ،ويعني واحدا من آبائهم الكبار للرياسة عليهم يأمترون بأوامره وينتهون بنواهيه ويدفع
لذلك الرئيس ما يبنى لهم به الدور والنوائل و يوجه ملشرع الرملة ...وعلى هذا جرى العمل مع جنده و مماليكه كل سنة إلى أن
ختمت أنفاسه ،وقد بلغ عددهم مائة وخمسني ألفا ،وثمانون ألفا متفرقة في قلع املغرب لتوطيد األمن وقمع عتاة القبائل املتمردة،
وسبعون ألفا باحمللة يركبون كأنهم رجل واحد وينزلون كذلك ال يبالون باملالحم العظام وال يكترثون باملوت الزؤام وال يقيمون لألبطال
العتاة وزنا ولو بلغ عددهم ما يبلغ .وكان السلطان هو الذي يتولى استعراضهم بنفسه و يعرف كل واحد منهم بعينه واسمه ونسبه
ويدفع لكل واحد منهم راتبه يدا بيد».
أورد هذا النص عبد القادر النكادي ،وحدات جيش قصبة سلوان في عهد املولى إسماعيل السجلماسي ،دعوة احلق ج ،15ع
،127ص .121
- 61محمد بن عبد العزيز الدباغ ،تنظيم جيش البخاري في عهد موالي إسماعيل ،دعوة احلق ج ،21ع ،176ص.76
62 - J. LECOZ : op. cit. p. 4
- 63محمد بن عبد العزيز الدباغ ،املرجع السابق ،ص.76 .
يقسم املؤرخون هذا اجليش إلى أقسام ثالثة .
القسم األول :يتكون من العبيد خالصي الرقبة وهؤالء هم الذين وجدوا في دفتر عليلش أو من الذين اشترتهم الدولة من أربابها
فقد عمل املولى إسماعيل على جمع جميع العبيد املوجودين مبملكته وضمهم إلى جيشه هذا مبوجب التملك الشرعي اخلالص من
الشبهة.
القسم الثاني :يتكون من العبيد الذين حرروا وهؤالء أدرجوا في اجلندية إدراجا جبريا وكان يعرف كل واحد منهم في املغرب باحلر
الثاني كما هو معهود.
37 �أرا�ضي اجلي�ش باملغرب الت�أ�صيل التاريخي والنظام القانوين
ثالثا -قبائل شراقة :متثل هذه القبائل جتمعا قبليا مكونا من عرب سهل أجناد واشجاع
وبنو عامر وبربر مديونة وبني سنوس ،وقد استقروا بأمر السلطان موالي رشيد في ناحية
فاس 64على أراضي قشتالة وصدينة 65أي بني سبو وورغة واقتطع لهم بها أرضا متليكا.66
رابعا -قبائل الشراردة :وهم من عرب بني معقل 67من جنوب املغرب أنزلوا بني زرهون
ووادي سبو ،ويطلق اسم الشراردة على مجموع قبائل الشبانات وزرارة وأوالد دليم وتكنــــة
والتــــي مت نقلها بعد انهزامها عام 1828و 1829إلى السهل أزغار بضواحــي سيدي قاسم
بعد مكـــوث قصير بضواحي مكناس ،68باإلضافة إلى فصائل أخرى أقل عددا وأهمية،
كأوالد إدريس وإداو بالل.69
الفقرة الثانية
التوزيع اجلغرايف لأرا�ضي اجلي�ش
ترتبط أراضي اجليش ارتباطا وثيقا بالقبائل املستغلة لها لذلك فإن حتديد املواقع
اجلغرافية األصلية ألراضي اجليش يرتبط بأماكن وجود هذه القبائل.
القسم الثالث :يتكون من األحرار خالصي احلرية وهؤالء لم يختاروا إال للونهم وكان العدد منهم من اإلفريقيني الذين يسكنون
املغرب وقد أعجب املولى إسماعيل بشهامتهم وقوتهم وارتأى أن يضيفهم إلى اآلخرين ملا لهم من الدربة على املواجهة وألنهم ال
يخافون وال يرهبون فهم ال يكونون عصبية داخلية وال يتحيزون لنزعة إقليمية.
وبناء على ما تقدم فإن خالصي العبودية ال يتمثلون إال في القسم األول فلماذا إذن يسمى هذا اجليش بجيش العبيد أو بعبيد
البخاري؟ إن الذين كانوا ال يرون في موقف املولى إسماعيل أي شبهة دينية في تأليف هذا اجليش كانوا يعتقدون أن هذا امللك
لم يدع أنه متلك األحرار أو تسلط على رقابهم أو تصرف فيهم تصرفا ال يتالءم مع كرامتهم فهم بعد تآلفهم وجمعهم وانضمام
بعضهم إلى بعض حاول أن يزيل شبهة العبودية عن العبيد منهم ال أن يضيف هذا اللقب إلى األحرار ولم يجد سبيال إلى ذلك إال
بإخراج العبودية من مظهرها السلبي إلى عبودية دينية يتساوى فيها الناس جميعا إنها العبودية لله ولدينه ولهذا أحضر نسخة
من صحيح البخاري وخطب فيهم قائال :أنا وأنتم عبيد لسنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وشرعه املشروع في هذا الكتاب،
فكل ما أمر به نفعله ،وكل ما نهى عنه نتركه وعليه نقاتل فعاهدوه على ذلك ،فأمرهم أن يحتفظوا بتلك النسخة وأن يحملوها
عند ركوبهم ،ويقدموها أمام حروبهم ،فاستمروا على ذلك ،ومن ذلك احلني أصبح هذا اجليش يعرف بعبيد البخاري.
أحمد الناصري ،االستقصاء ألخبار دول املغرب األقصى ،مطبعة دار الكتاب ،الدار البيضاء ،اجلزء ،7ص.58.
يوسف الكتاني ،املولى إسماعيل رائد الدولة العلوية الشريفة .مجلة دعوة احلق ،ج ،31ع ،251ص.165
64 - J. LECOZ : op. cit. p. 4
- 65إبراهيم حركات ،املغرب عير التاريخ ،اجلزء الثالث ،مطبعة النجاح اجلديدة ،الدار البيضاء ،1984 ،ص 466.وما بعدها.
- 66عمر الثميني ،املرجع السابق ،ص190 .
- 67مصطفى الشابي ،املرجع السابق ،ص.150 .
68 - J. LECOZ : op. cit. p. 4 - 6
- 69مصطفى الشابي ،املرجع السابق ،ص.150 .
الأنظمة القانونية لأمالك الدولة 38
وقد عرف املغرب عبر التاريخ عمليات تنقل للقبائل سواء مبحض اختيارها نتيجة
الظروف االقتصادية والسياسية كاملجاعة واالضطهاد ،70أو بفعل عمليات الترحيل ،71غير
أن السمات األساسية املرتبطة مبوضوع الدراسة هي :
- 1أن أغلب قبائل اجليش هي قبائل ذات أصل عربي باستثناء البواخر 72وأيت إميور،
- 2أن هذه القبائل كانت تتمركز في السهول األطلسية وحول أهم املدن أو على الطرق
املؤدية إليها ،وهي باخلصوص فاس ومكناس ومراكش والرباط،73
- 3أن شكل أراضي اجليش مت بإرادة السلطان الذي كان مينح هذه األراضي إلى القبائل
إما على سبيل اإلنتفاع أو على سبيل اإلقطاع،74
- 4أن طرق استغالل هذه األراضي يختلف من قبيلة إلى أخرى طبقا لتقاليدها وأعرافها
اخلاصة،
- 5أن هذه القبائل لم تعرف استقرارا في مكان معني ،ونورد على سبيل املثال وضعية
بعض القبائل التي أشرنا إليها سابقا :
ويعد منوذج قبائل األودايا مثاال لهذه التنقالت حيث تركت بصماتها في أنحاء كثيرة
من املغرب ،وقد عرفت هذه القبائل حدثني هامني ،يتمثل األول في تكوينهم من طرف املولى
إسماعيل ،والثاني في ترحيلهم وتشتيتهم من طرف املولى عبد الرحمان ()1859-1822
بعدما ثاروا عليه سنة 1832ونزع عنهم صفة «الكيش» قبل أن يعيدها إليهم بعد 12
سنة ،وكان قد وزعهم على عدة مناطق ،استقرت رحى املغافرة بأحواز مراكش حيث أقطعهم
بها أرضا مبوجب ظهير مؤرخ في 6ربيع األول 30( 1268دجنبر ،75)1851ونقلت رحى
األوداية إلى العرائش حيث مكثوا فيها أربع سنوات قبل إعادتهم إلى ضواحي فاس ،ورحى
- 70أحمد الناصري ،االستقصاء ألخبار دول املغرب األقصى ،مطبعة دار الكتاب ،الدار البيضاء ،اجلزء ،7ص.41 .
- 71إبراهيم حركات ،املرجع السابق ،ص.190.
- 72يالحظ أن جيش البخاري على خالف قبائل اجليش األخرى لم يرتبط بأي أرض معينة ،وإمنا استقر أغلبهم مبكناس ،بينما اندمجت
مجموعة منهم بجيش الشراردة بضواحي سيدي قاسم.
73 - J. LECOZ : op. cit. p. 4
74 - Me SURDON, op. cit., p. 15
75 - Office du Haouz : Aménagement du Haouz central. Janvier 1978. p. 4
واملالحظ أن هذا التخصيص مبوجب هذا الظهير كان على أساس حق التملك ،ويدل على ذلك عبارة التصرف فيها «تصرف املالك
فيما ميلك».
39 �أرا�ضي اجلي�ش باملغرب الت�أ�صيل التاريخي والنظام القانوين
أهل سوس «إلى الرباط 76حيث صنفوا فيها إلى مجموعتني :مجموعة صغرى عهد إليها
بحماية القصبة املنصورية الكائنة على بعد 50كلمتر جنوب الرباط ،ومجموعة كبرى
استقرت باملدينة حلماية القصبة املعروفة باسمهم هناك.77
وقد كان ملوقع أراضي جيش األوداية أثر في مواجهة صعوبات كثيرة منها زحف
التجمعات احلضرية ،ومطالب الشرفاء العلويني ،وأطماع املستعمر وآخرين أفرزت وضعيات
قانونية وتاريخية معقدة.
أما قبائل الشراردة فقد استقرت في نهاية القرن السابع عشر بغرب مراكش واستمروا
على تلك احلالة إلى أن رحلوا إلى ما بني عام 1829 - 1828إلى ناحية مكناس ومنها
أزغار قرب سيدي قاسم 78وهناك انضافت إليهم قبائل الشبانات وزرارة وأوالد دليم وتكنة
الوافدة من احلوز حيث اندمج اجلميع حتت اسم الشراردة ،79غير أن قسما من الشراردة بقوا
قريبا من مراكش ،حيث بنى أحد أشياخهم محمد بن أبي العباس الشرادي زاوية متأثرا
بالزاوية الناصرية.80
املبحث الثاين
النظام القانوين لأرا�ضي اجلي�ش
تقتضي منا دراسة النظام القانوني ألراضي اجليش أن نبني في مطلب أول الطبيعة
القانونية لهذه األراضي ،وفي مطلب ثان طرق استغاللها واحلقوق املخولة للمنتفعني بها.
املطلب الأول
الطبيعة القانونية لأرا�ضي اجلي�ش
يعتبر حتديد الطبيعة القانونية ألراضي اجليش من اإلشكاالت األساسية املرتبطة بهذا
املوضوع ،حيث تطرح تساؤالت أساسية تتعلق مبلكية هذه األراضي هل تعود إلى الدولة أم
للقبائل التي منحت لها ؟ وما هو السند الذي اعتمده املخزن في تدخله ملنح هذه األراضي
أو استرجاعها من بعض القبائل ومنحها ألخرى ؟
وبالرجوع إلى الظروف التاريخية التي أفرزت هذا النظام العقاري يتضح أن أراضي
اجليش هي أراضي متنح لبعض القبائل مقابل خدمتها العسكرية ومشاركتها في صد
العدوان ،أو ردع الفنت والثورات ،وأنها كانت تشكل إلى جانب امتيازات أخرى تعويضا
عن هذه اخلدمات .ولم يتفق الفقه في جواز إقطاع اإلمام ألرض ألحد من الناس ،كما أن
الباحثني اختلفوا بخصوص السند املعتمد في منح هذه اإلقطاعات:
فبالنسبة جلواز اإلقطاع أورد احلكم عدد 21الصادر عن مجلس االستئناف الشرعي
األعلى أنه« :اختلف املذهب في النقل عنه ،فمنهم من قال إن اإلمام له أن يقطع في البوار
واملعمور سواء كان املعمور أرض عنوة أم ال ،ومنهم من منع اإلقطاع في املعمورة ،لكن إن
وقع التمليك من اإلمام يجب مضيه ونفوذه ،ألن ذلك حكم منه ،واحلكم في مجاري اخلالف
نافذ ،ال يتعقب السيما مثل هذه املسألة».81
أما بخصوص السند املعتمد في منح هذه اإلقطاعات ،فقد مت التساؤل هل هي أراضي
اخلراج ؟ وقد سبق أن طرحت قضية األراضي املفتوحة عنوة في صدر اإلسالم هل تعد من
الفيء فتوزع على املجاهدين مثلها مثل الغنائم املنقولة ،فرأى سيدنا عمر بن اخلطاب
خالف ذلك فاتفقت معه األغلبية ،وخالفه بعض الصحابة في ذلك ،فقرر اإلبقاء على
األرض وتركها ألصحابها وجعل عليها خراجا يؤدى سنويا يفرضه اإلمام بحكم التفويض
املخول له من طرف األمة لتدبير شؤون بيت املال ومن جملتها األراضي اخلاضعة للخراج.
واختلف الفقهاء فيما يتعلق بأرض املغرب :فمنهم من يقول إنها فتحت سلما ومنهم من
يرى أنها فتحت عنوة فتكون بذلك خاضعة للخراج.82
- 81احلكم عدد 21بتاريخ 22ربيع النبوي 1334منشور في األحكام الصادرة عن مجلس االستئناف الشرعي األعلى في املادة
العقارية ،اجلزء األول (مكرر) ،املجلد اخلامس ،1919 1914-نشر املجلس األعلى ،سنة ،2008ص.148 .
- 82بن الشرقي حصري أحمد :ارتسامات ومعطيات تاريخية حول مدينة مراكش ،اجلزء الثاني،املطبعة الوطنية ،مراكش ،ص197 .
وما بعدها.
بينما يورد بعض الفقه رأيا آخر من خالل فتوى للشيخ أبو جيدة أن عامل املنصور بن أبي عامر ملا تغلب على أهل فاس سألهم
عن أراضيهم ،أهي صلح أم عنوة ،فقالوا ال جواب عندنا حتى يأتي الفقيه ،يعنون أبي جيدة ،وكان يعمل في بستان له خارج
املدينة ،فلما حضر سأله فأجاب ليست بصلح وال عنوة ،وأنها أسلم عليها أهلها فبقيت لهم ،فقال العامل :خلصكم الفقيه.
محمد الصغير ،التطور التاريخي ألراضي اجلموع ،حمايتها ،التحديد اإلداري والتحفيظ العقاري ،مؤلف جماعي حول أراضي
اجلماعات الساللية ،نشر مجلة احلقوق املغربية ،سلسلة األنظمة واملنازعات العقارية ،العدد األول ،نشر دار اآلفاق املغربية،
الدار البيضاء ،2009 ،ص.308 .
41 �أرا�ضي اجلي�ش باملغرب الت�أ�صيل التاريخي والنظام القانوين
أم أن هذه األراضي ال مالك لها فتعد من أموال بيت املسلمني الذي ميلك اإلمام وبحكم
التفويض املخول له من طرف األمة للوصاية على األراضي التي ال مالك لها استعمال هذا
احلق في إقطاع البعض منها إلى أنصار الدولة وأوليائها.
أم أن هذه األراضي مملوكة ملكية خاصة مت نزع ملكيتها في ظروف تاريخية ما ؟ وهو
احتمال بعيد بحكم الطابع اجلماعي الستغالل األرض في املغرب.
أم أن نظام هذه األراضي هو مجرد عرف ابتدعه املرينيون عندما قاموا بالتنازل عن
أراضي شاسعة حللفائهم من القبائل يستغلونها مقابل اخلدمة العسكرية ،83فصارت سنة
متبعة في املغرب ،ومبقتضى هذا العرف نشأ ما يسمى بأراضي اجليش إلى جانب أراضي
اجلماعات الساللية.
وأيا كان السند في اقتطاعها لقبائل معينة فإنها تعتبر حاليا ملكا من أمالك الدولة،84
وقد جاء في قرار للمجلس األعلى أن األصل في أراضي اجليش أنها ملكية خاصة
للدولة ،اقتطعتها لقبائل اجليش مقابل اخلدمات العسكرية ألعضائها ومع أداء تعويض
مالي ،فتبقى على هذا األساس رقبتها ملكية خاصة للدولة ،وليس لقبيلة اجليش إال حق
االنتفاع .85وتختلف أراضي اجليش عن األراضي اجلماعية التي تعود ملكيتها للجماعات
القبلية إما في شكل دواوير أو فخذات أو قبائل أو عشائر أصبحت فيها حقوق الفرد
غير متميزة عن حقوق اجلماعة ،وقد أكد ذلك الفصل 16من ظهير 26أبريل 1919
املتعلق بتنظيم والية الدولة على اجلماعات األهلية وفي ضبط تدبير األمالك املشتركة بينها
- 83اختلف الباحثون في حتديد الدولة التي بدأت باقتطاع أراضي فالحية للقبائل املوالية لها مقابل اخلدمة في اجلندية ،فيعتبر األستاذ
مصطفى الشابي أن املرينيني هم أول هذه الدول ،وسار على نهجهم باقي الدول األخرى .انظر مصطفى الشابي ،املرجع السابق،
ص .409 ،في حني يرى J. LECOZأن السعديني هم أول من أسس هذا النظام في املغرب ،ينظر مرجعه السابق ،ص.5 .
- 84جاء في كتاب لناظر األحباس مبدينة القصر إلى السلطان احلسن األول بخصوص طبيعة إحدى األراضي املتنازع عليها ،أن «...
وعبد السالم الوزاني ،وشاوش (عبد السالم كذلك) ما عندهم أرض اخلوط وطليق إمنا أرض املخزن وأرض اجلامع ،وسيدنا أعزه
الله دفعها لهم في املكالف املخزانية والوضايف السلطانية هو كراءها ،وكذا بالد الغرب وبالد بني احسن متاع املخزن ...وجميع
تلك األرض أرض املخزن ...وكتب كتابه الشريف بأن البالد بالد املخزن وبالد اجلامع ال تباع وال ترهن»
مخطوط أورده مصطفى الشابي ،ص ،408 .فدل ذلك على أن الدولة كانت تعتبر هذه األراضي املمنوحة مقابل اخلدمة
العسكرية أراض مملوكة لها.
كما أن عددا من الظهائر اخلاصة مبنح هذه ألراضي أو تقسيمها تنص على أنها تبقى على ملك املخزن بينما يقتصر حق القبائل
على حق االنتفاع وال يسوغ لهم تفويتها .انظر مثال الظهير الشريف املؤرخ في 19مارس 1919املشار إليه سابقا.
- 85قرار عدد 3311املؤرخ في 2007/10/17في امللف عدد 2006/3/1/2609منشور مبجلة قضاء املجلس األعلى ،العدد
،69ص 35 .وما يليها.
الأنظمة القانونية لأمالك الدولة 42
وتفويتها 86املعروف بظهير األراضي اجلماعية 87الذي نص على أنه «:ال جتري مقتضيات
ظهيرنا الشريف هذا على األراضي املختصة باجليش وال على الغابات التي تتصرف فيها
القبائل على وجه االشتراك بينها» ،إال أن هذا الفصل سمح للوصي على اجلماعات بالقيام
مبا له من التفويض بالدفاع عن مصالح اجلماعات املتمتعة بأراضي اجليش ،وهو تدخل
مقصور على هذه املهمة فقط وال يشمل التدخل في استغاللها ،وهو ما أكده املجلس
األعلى في قرار له بتاريخ 1979/5/4بأن أراضي اجليش ليست من أمالك اجلماعات وأن
مجلس الوصاية غير مختص باتخاذ قرار بشأن استغاللها وأن كل ما له هو الدفاع عن
مصالح اجلماعات املتعلقة بها ،حيث جاء فيه :وحيث أجاب وزير الداخلية بأن األرض
تدخل ضمن أراضي اجليش التي تستغل كما تستغل األراضي اجلماعية بتدبير من مجلس
الوصاية طالبا رفض مطالب الطاعن.
لكن حيث أفادت عناصر امللف خصوصا رسالة رئيس مصلحة األمالك املخزنية مبراكش
املؤرخة في 8يناير 1975إلى عامل إقليم مراكش أن األرض داخلة في امللك اخلاص للدولة
وهي التي تتصرف فيها ،وحيث لم يثبت وزير الداخلية ما يدعيه من أنها أرض جيش ،على
أنه وعلى فرض صحة ما ادعاه ،فإن مجلس الوصاية غير مختص بإصدار قرار فيما يخص
استغاللها ،وكل اختصاصه حسبما يشير إليه الفصل 16من الظهير املذكور أعاله هو
الدفاع عن مصالح اجلماعة املتعلقة بها ،لهذا فإن تصديه في النزاع املثار بني الطرفني وهو
نزاع غير متعلق قطعا بأرض جماعية وال مبصالح اجلماعة يعتبر خروجا عن دائرة اختصاصه،
وبالتالي يستوجب إلغاء مقرره املطعون فيه.»88
وبالرغم من تبني املجلس األعلى لهذا املوقف الذي طبق تطبيقا سليما وحرفيا مقتضيات
الفصل 16من ظهير 26أبريل ،1919واستقرار االجتهاد القضائي 89على عدم خضوع
أراضي اجليش لظهير 1919املتعلق باألراضي اجلماعية ،وعدم اختصاص املجالس النيابية
اخلاصة بها للبت في النزاعات حول أراضي اجليش ،فإن الواقع العملي يجري على أن
جميع النزاعات املتعلقة بهذه األراضي وكيفما كانت طبيعتها أو نوعها يقع البت فيها من
طرف السيد القائد ومبحضر النواب ،ويتم استئناف األحكام أمام مجلس الوصاية ،90بل إن
القضاء في بعض أحكامه لم يساير اجتهاد املجلس األعلى حيث لم يصرح بعدم اختصاص
اجلماعة النيابية للبت في نزاع على عقار تابع ألراضي اجليش.91
ونستنج مما سبق أن أراضي اجليش تتميز باخلصائص التالية:
-إن هذه األراضي وإن كانت تشبه من حيث االستغالل األراضي اجلماعية ،فإنها
تختلف عنها ألن هذه األخيرة تعتبر في األصل ملكا خاصا للجماعة ،ويخضع تنظيمها
لعدة قوانني خاصة بها ،في حني تعتبر أراضي اجليش في األصل من أمالك الدولة وللقبيلة
حق االنتفاع بها 92؛
-إنها ملك خاص للدولة من نوع خاص ،وأن حقوق اجلماعات والقبائل املرتبطة بها ال
تتعدى حق االنتفاع أو االستغالل الشخصي.
-إنه باستثناء بعض النصوص القانونية التي أشارت إلى أراضي اجليش ،إما في إطار
األمالك اخلاصة للدولة ،أو في إطار األمالك اجلماعية ،أو جبايات اجلماعات احمللية،93
مجال االنتفاع باألراضي اجلماعية وبتت في نقطة استحقاق أو في النزاعات املتعلقة بأرضي اجليش.
وحيث إن مجلس الوصاية حينما بت في النزاع املتعلق بأرض جيشية يكون جتاوز اختصاصه وعرض قراره لإللغاء».
أشار إليه عبد القادر القطيب ،املرجع السابق ،ص 120.وما بعدها.
وورد في حكم آخر صادر عن نفس احملكمة حتت رقم 170بتاريخ 1999/12/15في امللف رقم 99/80غ بأنه »:حيث
تبني من خالل أوراق امللف وخاصة القرار املطعون فيه أن األرض املتنازع في شأنها هي من جيش املنابهة ومن ثم فهي ال تخضع
للظهير املذكور وال يختص بالتالي بالبت فيما يتعلق بها مجلس الوصاية على األراضي اجلماعية ،وعليه يعتبر القرار املطعون
فيه صادر عن غير مختص ويتعني بالتالي احلكم بإلغائه لعدم شرعيته».
مجلة احملامي ،العدد املزدوج ،38/37دجنبر ،2000ص 116 .وما بعدها.
- 90عبد القادر القطيب املرجع السابق ،ص.116 ،
- 91ينظر مثال حكم احملكمة اإلدارية مبراكش بتاريخ 2002/1/16في امللف عدد 01/130الذي جاء فيه أنه« :استنادا ملقتضيات
الفقرة الثانية من الفصل الرابع من ظهير 1919/4/27املنظم للوصاية اإلدارية على اجلماعات ال ميكن الطعن في مقررات جمعية
املندوبني النيابيني اخلاصة بتقسيم االنتفاع إال أمام مجلس الوصاية.
وحيث إنه بناء عليه ،واعتبارا أن املدعي لم يعمل على استصدار قرار في املوضوع عن مجلس الوصاية قد يكون قابال للطعن
باإللغاء ،فإن طعنه هنا واملنصب على قرار اجلماعة النيابية يعتبر غير مقبول».
أشار إليه عبد القادر القطيب املرجع السابق ،ص.118 .
- 92محمد خيري ،حماية امللكية العقارية ونظام التحفيظ العقاري ،دار نشر املعرفة ،الرباط ،2001 ،الطبعة الرابعة ،ص.69 .
- 93تنص املادة 41من القانون رقم 47/06املتعلق بجبايات اجلماعات احمللية الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1/07/195
املؤرخ في 9ذي القعدة 30( 1428نونبر )2007على أنه« :تعفى من الرسم على األراضي احلضرية غير املبنية األراضي
التابعة :
- 1للدولة وللجماعات احمللية ولألحباس العامة وكذا أراضي الكيش وأراضي اجلموع»( .ج.ر عدد 5583بتاريخ
.)2007/12/3
الأنظمة القانونية لأمالك الدولة 44
فإن هذه األراضي تعرف فراغا تشريعيا كبيرا ،إذ ال يوجد قانون خاص وقائم بذاته ينظم
عالقة القبائل بهذه األرض من حيث حق االنتفاع والتصرف ،لذلك فهي تخضع في إدارتها
واستغاللها لألعراف احمللية التي « تختلف من قبيلة إلى قبيلة ومن منطقة إلى أخرى»94؛
-يخضع إحصاء وحتديد هذه األراضي ،95حسب ظهير 1920/6/24املتعلق بإحداث
إدارة عامة للمالية ،96الختصاص مديرية األمالك املخزنية ،والذي حل محله مرسوم 22نونبر
1978املتعلق بتحديد اختصاصات وتنظيم وزارة املالية ،97بينما يرجع اختصاص الدفاع
عن مصالح القبائل املوجودة فيها لسلطة الوصاية على األراضي اجلماعية حسب مقتضيات
الفصل 16من ظهير ،1919/4/2698وبذلك فإن هذه النصوص وزعت االختصاص بني
هيئتني مختلفتني األولى هي مصلحة األمالك املخزنية التي تتولى تدبير شؤون أراضي
اجليش وهي وصاية على العقار ،والثانية سلطة الوصاية على األراضي اجلماعية التي
تتولى الدفاع عن مصالح قبائل اجليش وهي وصاية على القبيلة ،ويرجع ذلك للطابع اخلاص
لهذه األراضي ،فهي من جهة ملك للدولة مما يبرر تدخل مديرية األمالك املخزنية ،ومن جهة
أخرى تستغلها القبائل بشكل جماعي مما يبرر تدخل وزارة الداخلية.
-إن االختصاص للنظر في النزاعات الناشئة بني املنتفعني من هذه األراضي ينعقد «
للقضاء العادي لتوفره على الوالية العامة ما دام ال يوجد أي نص قانوني يسند االختصاص
إلى جهة قضائية أو إدارية أخرى ،99»...أما إذا كان النزاع في مواجهة سلطة الوصاية أو
إدارة األمالك املخزنية املكلفة فإن االختصاص ينعقد للقضاء اإلداري.
- 94الهادي مقداد ،السياسة العقارية في ميدان التعمير والسكنى ،مطبعة النجاح اجلديدة ،الدار البيضاء ،2000 ،ص.85.
- 95يخضع حتديد هذه األراضي للظهير الشريف املؤرخ في 26صفر عام 1334املوافق 2يناير 1916في تأسيس تنظيمات خصوصية
لتحديد األمالك املخزنية ،منشور باجلريدة الرسمية عدد 141بتاريخ 10يناير .1916
- 96اجلريدة الرسمية عدد 380بتاريخ 10غشت .1920
- 97مرسوم رقم 2.78.539بتاريخ 21من ذي احلجة 2( 1398نونبر )1978بشأن اختصاصات وتنظيم وزارة املالية ،منشور
باجلريدة الرسمية عدد 3450بتاريخ .1978/12/13
- 98كما مت تعديله بظهير 13شعبان 1356املوافق 19أكتوبر 1937الذي ينص على أنه ال متنع املقتضيات السابقة املكلف بالوالية
على اجلماعات من القيام مبا له من التفويضات للمدافعة عن مصالح تلك اجلماعات.
- 99قرار محكمة االستئناف مبراكش رقم 719بتاريخ 2004/11/04في امللف رقم 2004/7/1830منشور في العدد الثاني
من مجلة محاكم مراكش ،ص .271 .وأيضا في املؤلف اجلماعي حول أراضي اجلماعات الساللية ،نشر مجلة احلقوق املغربية،
املشار إليه سابقا ،ص.308 .
ينظر أيضا حكم احملكمة االبتدائية مبراكش بتاريخ 2008/2/11في امللف رقم 2006/9/914غير منشور ،والذي
جاء فيه « ..إن النزاعات املتعلقة بأراضي اجلماعات هي التي يختص مجلس الوصاية بالنظر في النزاعات املتعلقة بها ،أما
بالنسبة ألراضي الكيش فإن االجتهادات القضائية والعمل القضائي استقرا على اختصاص القضاء العادي للبت في النزاعات
املتعلقة بها».
45 �أرا�ضي اجلي�ش باملغرب الت�أ�صيل التاريخي والنظام القانوين
-إذا ثبت أن األرض لها صفة أرض جيش فإنه ال ميكن تفويتها وال قسمتها قسمة
بتية ،ألن ذلك يتنافى مع طبيعة هذه األراضي التي هي متليك للمنافع وليس متليـكا للرقبة.
-إن بعــض القبائـــل قـــد متتــلك رقبة هذه األراضي ،100فتصبــح بذلك أراضــي جماعية
تخضع لظهير 1919/4/26من وصـاية على اجلماعة فيها ،واختصاصات جمعية املندوبني
ومجلس الوصاية والتفويت اإلنشائي ،وغير ذلك من األحكام.101
-إن وضعية هذه األراضي تطرح إشكاال قانونيا يتعلق بتدرج القوانني ،ذلك أن أغلبها
مسلم لقبائل اجليش مبقتضى ظهائر سلطانية ال ميكن الطعن في صحتها وال إلغاؤها إال
مبقتضى ظهائر مساوية لها ،في حني تنشأ إدارة األمالك املخزنية باعتبارها املكلفة بامللك
اخلاص للدولة صكوكا عقارية لهذه األراضي باسمها ،وقد تفوتها بقرارات إدارية عادية،
وعندما يعرض املنتفعون بهذه األراضي نزاعاتهم على القضاء في إطار دعاوى التعويض
عن االعتداء املادي أو رفع اليد ،فإنهم يواجهون بالصكوك العقارية ويحكم بعدم قبول
طلباتهم النعدام الصفة مع أن الظهير السلطاني ال ميكن أن تقف أمامه قرارات إدارية أو
الصكوك العقارية املقامة في تاريخ الحق على تاريخ صدوره ،102كما أن مجلس االستئناف
الشرعي األعلى سبق له أن قضى بأن « اإلقطاع الصادر من اإلمام هو مبثابة حكم
بالتمليك ،ويلزم مضيه ونفوذه ،وال يفتقر إلى حوز».103
املطلب الثاين
طرق ا�ستغالل �أرا�ضي اجلي�ش
تقتصر حقوق القبائل املرتبطة بأراضي اجليش على حق االنتفاع أو االستغالل الشخصي،
ويبقى حق الرقبة املتعلق بهذه األراضي في يد الدولة ،وقد كان تسليم األراضي يتم بواسطة
- 100كما حدث بالنسبة جليش األوداية الذين رخص املغفور له محمد اخلامس لألمالك املخزنية بواسطة ظهير مؤرخ في 19يناير 1946
بتفويت العقار املوجود بضواحي الرباط لهم ،ومت تنفيذ ذلك مبقتضى االتفاق املؤرخ في 10ستنبر 1946وقرار التسجيل والتقطيع
الصادر بتاريخ 13شتنبر 1946الذي أذن بتأسيس الرسم العقاري عدد 22747ر بتاريخ 9أكتوبر 1947باسم جيش األوداية.
محمد النوحي ،نزع أراضي كيش األوداية بني احلقوق املكتسبة والقانون ،مداخلة في الندوة التي نظمتها اجلمعية املغربية حلقوق
اإلنسان والهيئة الوطنية حلماية املال العام يوم 17أبريل 2008في موضوع الرصيد العقاري املغربي بني طموحات التنمية ونهب
املال العام.
- 101قرار عدد 3311املؤرخ في 2007/10/17في امللف عدد 2006/1/3/2609منشور مبجلة قضاء املجلس األعلى ،العدد
،69ص 35 .وما يليها.
- 102عبد القادر القطيب املرجع السابق ،ص 121.وما بعدها.
- 103احلكم عدد 21بتاريخ 22ربيع النبوي 1334منشور في األحكام الصادرة عن مجلس االستئناف الشرعي األعلى في املادة
العقارية ،اجلزء األول (مكرر) ،املجلد اخلامس ،1919 - 1914نشر املجلس األعلى ،سنة ،2008ص.148 .
الأنظمة القانونية لأمالك الدولة 46
عقود التسليم ،أو ما يسمى بعقود « التنفيذة» 104التي كانت تتضمن أسماء املنتفعني
منها وتثبت في نفس الوقت حقوق املخزن عليها ،إال أن أفول نظام اجليش جعل استغالل
هذه األراضي يخضع أكثر لألعراف والتقاليد السائدة في كل قبيلة ،مما جعل حتديد
املنتفعني وحقوقهم يختلف من قبيلة إلى قبيلة.
وعلى العموم ،فإن استغالل أراضي اجليش يخضع لشروط معينة ،105ويجري حسب نوع
هذه األراضي وطبيعتها ،وحسب األعراف والتقاليد السائدة في هذه القبائل.106
فبالنسبة لشروط املشاركة في االستغالل فيمكن إجمالها كالتالي :
-االنتماء إلى القبيلة ،أي أن يكون الشخص من أفراد القبيلة املنحدرين أصال منها.
-السكن بتراب القبيلة ،أما إذا غادرها واستوطن في مكان آخر فال ميكنه االستفادة
من التقسيم نظرا لعدم قدرته على مباشرة االستغالل وهو في مكان بعيد عن األرض املراد
استغاللها ،ويستعيد حقه بعد رجوعه إلى القبيلة ابتداء من السنة الفالحية األولى من
تاريخ الرجوع.
-الذكورة ،وهو شرط يستبعد النساء من املشاركة في التقسيم أو االستفادة من حق
استغالل أراضي الكيش ،وذلك ألن العرف جرى على اعتبار هذه األراضي مملوكة للقبيلة
بأسرها وليس ألفراد تلك القبيلة ،وأن هذا الشرط يحقق متاسك القبيلة القائم على وحدة
الدم وروابط النسب املشترك ما دام جميع أفرادها ينحدرون من أصل واحد ،وهو األساس
الذي تعتمد عليه في تدبير شؤونها وتسيير ممتلكاتها ،ويتحقق ذلك في الذكر الذي يتبع
دائما أباه في نسبه ،كما أن القسمة هنا ليست قسمة بتية ،وإمنا تتعلق بقسمة دورية
لإلستغالل تتم بني رؤساء اخليمات (العائالت) في تلك القبائل ،ويستبعد منها أيضا غير
- 104عبد الوهاب رافع ،منافع اجليش وأراضي اجلماعات الساللية ،في كتاب األنظمة العقارية في املغرب ،منشورات مركز الدراسات
القانونية املدنية والعقارية ،املطبعة الوطنية مبراكش .2003 ،ص.77 .
- 105نشير إلى أنه من بني الشروط التي كان معموال بها شرط أداء املستفيد من األرض للخدمة العسكرية ،وكان هذا االمتياز في
البداية يعود للمخزن متى هلك صاحبه ،إال إذا حل أحد أبناء املتوفي محل أبيه بعد التحاقه باجلندية .مما يفيد أنه لم يكن ينتقل
عن طريق اإلرث ،وذلك قبل أن يتطور العرف بخصوص إمكانية توارث اخلدمة العسكرية ليتم أيضا توارث احلق في استغالل
األرض .ملزيد من التفصيالت راجع:
EDDAHBI Abdellatif, les biens publics au Maroc, éditions Afriqu Orient, Casablanca, 1989,
p. 98.
- 106اعتبر الظهير الشريف املؤرخ في 12شتنبر 1914في شأن ما يتعلق بأمور القبائل البربرية في ديباجته أن هذه القبائل لها
«عوايد خصوصية يجرون عليها أعمالهم من قدمي ويصعب عليهم اخلروج عنها ،»،وأن الغرض هو «السعي فيما يسود به األمن
ويعم به الصالح واالطمئنان» لذلك مت «إقرارهم على عوايدهم وتسليم ما يجرونه عليها من أعمال».
47 �أرا�ضي اجلي�ش باملغرب الت�أ�صيل التاريخي والنظام القانوين
املتزوجني والذين غادروا أرض القبيلة ،وليست قسمة تنصرف إلى اإلرث ،وال عالقة لها
بقواعده وأحكامه.
وقد مت متديد حرمان املرأة من املشاركة في االستغالل ليشمل حرمانها من إرث حق
استغالل األرض عند تقسيم التركة ،ومن جهة أخرى لم تعد القسمة تتم بشكل دوري بني
أرباب العائالت ،وإمنا استقرت كل عائلة بالقطعة التي تستغلها وتنتقل فيمــا بينـها عـن
طريق اإلرث ممــــا يجـعل اإلبقـاء علــى استبعاد املرأة من قسمة االستغالل أو من قسمة
التركة فـي هذه األراضي يخالف قــواعد اإلرث التي تـعتبر من النظام العام 107التي ال يجوز
االتفاق على مخالفتها أو تعديلهـا ،وميكن إثارتها فـي جميـع مـراحل الدعوى ،وأن «
التمــييز بيـن الورثة مبراعــاة جنسهـم وما إذا كانـوا ذكـورا أو إناثا ...ينطوي على إقصاء
غير مبرر لهؤالء ومخالف للشريعة اإلسالمية وملبادئ القانون والعدل واإلنصاف» ،108وال
يواكب ضرورة إشراك املرأة في النهوض باملجتمع باعتبارها تشكل نصف هذا األخير وتقوم
بتربية النصف اآلخر ،وهو وإن استند إلى عرف باعتبار العرف مصدرا من مصادر التشريع،
فإن « العرف ال يعمل به إذا خالف قاعدة شرعية».109
- 107قرار املجلس األعلى عدد 132بتاريخ 5يوليوز 1971الذي اعتبر أن قوانني األحوال الشخصية تعتبر من قبيل النظام العام الذي
حتق إثارته في جميع املراحل .منشور في مجلة قضاء املجلس األعلى ،العدد ،23أكتوبر ،1971ص.42 .
- 108حكم احملكمة اإلدارية بفاس عدد 186في امللف اإلداري عدد /13غ 2000/منشور في مجلة املعيار ،العدد ،29ص،262.
والذي يتعلق بحرمان اإلناث من استغالل نصيب في أراضي اجلموع رغم انتسابهم للجماعة الساللية ،وجاء في هذا = القرار:
«وحيث إن قرار حرمان الطاعنات من استغالل األرض التي خلفها موروثهم الهالك احلسن غافر استند إلى وجود عرف محلي
يحول دون استفادة اإلناث من االستغالل.
وحيث إن بالرجوع إلى وثائق امللف لم يقم دليل على وجود هذا العرف أو استدل به من طرف اجلهة املدعى عليها مبا يثبت قيامه
وتوارثه بني أفراد اجلماعة املعنية وإلزامه لهم والتزامهم به.
وحيث إن التمييز بني الورثة مبراعاة جنسهم وما إذا كانوا ذكورا أو إناثا كما في حالة النزاع ينطوي على إقصاء غير مبرر لهؤالء
ومخالف للشريعة اإلسالمية وملبادئ القانون والعدل واإلنصاف....
وحيث إن الفصل 6من الضابط املتعلق بتقسيم األراضي اجلماعية املؤرخ في 1957/11/13ينص على أنه إذا توفي فرد
كان له حق التمتع في نصيب ينقل حقه إلى زوجته وأوالده الذين لم ينالوا نصيبا بعد ،ويبقى هذا احلق لزوما مشاعا بينهم،
...وليس باحلتمية أن يكونوا ذكورا ،إذ إن في االصطالح الولد يشمل الذكر واألنثى على حد سواء ،وهو ما أكدت عليه
مدونة األحوال الشخصية في فصلها 238مما يكون معه قرار إقصاء الوارثات تصرفا غير مرتكز على سبب صحيح من الناحية
القانونية والشرعية ومتسما بالتالي بالتجاوز في استعمال السلطة ومآله اإللغاء».
- 109قرار املجلس األعلى رقم 68/203صادر في 24أبريل 1968في امللف عدد 20244منشور بقرارات املجلس األعلى في املادة
املدنية ،1996-1958 ،منشورات املجلس األعلى في ذكراه األربعني ،1997 ،ص ،49 .والذي اعتبر أن «العرف ال يعمل به
إذا خالف قاعدة شرعية سيما واحلكم املطعون خال من اإلشارة إلى ثبوت هذا العرف».
الأنظمة القانونية لأمالك الدولة 48
-الزواج باعتباره دليال على وجود عائلة وحتمل املسؤولية وعلى االستقرار في القبيلة،
وهو ما يصطلح عليه في بعض األعراف بالتقسيم على أساس « الكانون» .ويفضي هذا
الشرط إلى أوضاع غريبة في هذه القبائل من حيث ربط رشد الشخص بزواجه أو عدم زواجه
بغض النظر عن سنه.
أما بالنسبة لطرق االستغالل ،فإنها تتم حسب نوعية األراضي وطبيعتها ،فاألراضي
التي ال تصلح للزراعة ،فمنها ما هو مخصص للرعي املشترك ،ومنها ما هو مخصص
للسكنى واملرافق التابعة لها ،وهذه األراضي غير قابلة للتقسيم.
أما األراضي الصاحلة للزراعة فتوزع دوريا بني رؤساء العائالت ،إذ كان الغالب أن
يتولى رؤساء فرق اجليش تقسيم هذه األراضي على أفراد القبيلة «على نسبة ديوانهم في
التكاليف املخزنية» ،وكانت مساحتها تقاس «بزوج احلرث» أي ما كان يناسب حرثه من
األرض بواسطة محراث جتره بهيمتان ويكفل إنتاجه من احلبوب عولة صاحبها أسرته خالل
السنة ،ولهذا كانت مساحة البقعة من األرض رهينة بنوع بهائم اجلر املستعملة ،هل هي من
اجلمال أو البغال ،أو من األبقار أو احلمير ،األمر الذي يعطي مساحة تتراوح ما بني 2.5
و 10هكتارات لزوج احلرث الواحد.110
أما في الوقت احلالي فإن أغلب القبائل لم تعد القسمة فيها جتري بصفة دورية ،مما أدى
إلى استقرار األفراد املتوفرين على حظوظ في القطع املخولة لهم بصفة نهائية بحيث تؤول
في حالة وفاة رب األسرة إلى ورثته يستغلونها فيما بينهم ،غير أن عدم متتع املستغلني بحق
امللكية على هذه األراضي مع ما لذلك من تأثير سلبي على استغاللها واستثمارها يجعل
وضعيتهم تتميز بخصائص معينة منها :
-إن مستغل هذه األراضي يصعب عليه احلصول على الوثائق الالزمة قصد املطالبة
باستحقاقه حلق االستغالل ،وكذلك معرفة اجلهة التي سيعرض عليها نزاعه ،111وعندما
يعرض األطراف النزاع على احملاكم العادية فإن أغلب دعاويهم يكون مصيرها عدم القبول
خاصة عندما يطالب أحدهم احلكم له باستحقاق األرض أو بالتخلي عنها أو بقسمتها ،ألن
احملكمة تطالبه باإلدالء بسند التملك ،112واحلال أن هذه األراضي هي ملك خاص للدولة
- 110مصطفى الشابي ،املرجع السابق ،ص 409 .وما بعدها.
- 111عبد القادر القطيب ،املرجع السابق ،ص.122 .
- 112انظر مثال حكم احملكمة اإلدارية بالرباط رقم 1146بتاريخ 2007/5/24في امللف رقم 07/59غ الذي صرح بعدم قبول طلب
يهدف إلى إلغاء القرار الصادر عن احملافظ العقاري بأكدال الرياض القاضي برفض طلب الطاعنني إجراء تقييد احتياطي على رسم
عقاري يتعلق بأرض جيشية وذلك لعدم إرفاقه باملستندات املعززة له .
حكم منشور في موقع عدالة التابع لوزارة العدل.
49 �أرا�ضي اجلي�ش باملغرب الت�أ�صيل التاريخي والنظام القانوين
وال يستفيد الشخص فيها سوى من حق االنتفاع ،كما أن السلطة احمللية عندما يلجأ
إليها املتقاضي للمطالبة بشهادة التصرف تواجهه بوجود نزاع حول األرض ،وعدم متكنها
من تسليم مثل هذه الشهادة ،فيضطر إلى مراجعة املجلس النيابي ومجلس الوصاية رغم
أنهما غير مختصني.113
-إن هذه األراضي غير قابلة للتفويت طبقا ملقتضيات ضابط بيع األمالك باإليالة
الشريفة املنشور باجلريدة الرسمية رقم 1بتاريخ 1يبراير 1913الذي يحدد فصله األول
األمالك التي ال يجوز بيعها ،ومن بينها « رابعا :األراضي التي كان املخزن الشريف
اقتضى نظره إنزال بعض اجليوش فيها بقصد السكنى واالنتفاع وال يسوغ لهم تفويت شيء
منها أبدا» ،وكذا طبقا لظهير 1914/07/07املتعلق بتنظيم العدلية األهلية وتفويت
امللكية العقارية ،114والفصل 16من ظهير 26أبريل 1919املتعلق باألراضي اجلماعية
كما مت تعديله.
-إن منع تفويت هذه األراضي يعني منع حجزها ألن احلجز ما هو إال طريق ممهد للبيع
اجلبري للعقار.115
-إن هذه األراضي ال تقبل القسمة العينية وال قسمة التصفية لعدم متلكها شخصيا
من طرف املستفيدين القاطنني بها ،وكونهم مجرد منتفعني بها فقط ،واملنفعة فيها تنتقل
إلى الورثة وتقسم بينهم قسمة مهايأة مكانية غالبا« ،116وميكن أن تصدر احملاكم قرارات
بشأنها وتنفذ حسب القواعد العادية».117
-إن مستغل األرض الذي يقوم بإنشاء بنايات أو إقامة أغراس أو حفر آبار للسقي
والشرب ،وإن لم يكن له ملكية رقبة األرض ،فإنه يكون مالكا ملا قام بإنشائه ،وهو ما
يسمى بحق الزينة وهو حق عيني عرفي.
وقد سعت السلطات املختصة إلى إيجاد تسوية ملوضوع أراضي اجليش حيث مت إحداث
جلنة وطنية في بداية الثمانينات لدراسة املوضوع ،والتي توصلت إلى اقتراح تفويت حق
الرقبة على هذه األراضي لفائدة قبائل اجليش ليتحقق فيها ضابط امللكية اجلماعية الذي
يجعلها خاضعة ألحكام ظهير 1919/04/26املتعلق باألراضي اجلماعية ،مستندة في
ذلـــك إلـــى الظهير الشـــريف رقـــم 1-69-30بتاريــــخ 10جمــــادى األولـــــى 1389
( 25يوليوز )1969املتعلق باألراضي اجلماعية الواقعة في دوائر الري.118
وفي هذا اإلطار صدرت الدورية املشتركة لوزارة الداخلية واإلعالم ووزارة الفالحة
واالستثمار الفالحي عدد 646بتاريخ 31يناير 1995حتدد مسطرة العمل لإلسراع بتطبيق
مقتضيات الظهير املذكور الذي تضمن إحداث قطع أرضية قابلة لالستثمار ال تقل عن
خمس هكتارات ،وتبدأ هذه املسطرة بوضع لوائح ذوي احلقوق من طرف مندوبي كل هيئة
نيابية معنية باألمر واملصادقة عليها ونشرها باجلريدة الرسمية ،وأخيرا القيام بعملية جتزئة
األراضي اجلماعية من طرف املصالح التقنية لوزارة الفالحة واالستثمار الفالحي خللق وحدات
فالحية قابلة لالستغالل العقالني وذلك بناء على قرار وزاري مشترك.119
وبالرغم من إيجابية هذا احلل ،فقد اعترضته عدة معيقات متثلت باخلصوص في بطء
تسجيل ذوي احلقوق وصعوبة ذلك في بعض األحيان ،والنزاعات احلاصلة بني أفراد القبيلة
الواحدة وفيما بني اجلماعات الساللية ،وعدم حتفيظ جل هذه األراضي ،مما استدعى إصدار
مذكرة مشتركة عدد 47بتاريخ 5أبريل 2002ترمي إلى تدارك هذه املعيقات خصوصا
على صعيد حتديد كيفية عمل اللجن اإلقليمية واللجنة املركزية للمتابعة وحتديد آجال وضع
لوائح ذوي احلقوق.120
ويالحظ أن هذه العملية اقتصرت فقط على األراضي الفالحية الواقعة في دوائر الري،
وشهدت جناحا باخلصوص في دائرة الري للحوز ،ولم متتد إلى األراضي الفالحية الواقعة
خارج دوائر الري أو إلى األراضي الرعوية أو غيرها من أراضي اجليش.
خامتـة
عرف املسار التاريخي ألراضي اجليش نوعا من املد واجلزر ،ساهم فيه غياب نصوص
تنظيمية قارة وواضحة وخضوعها مقابل ذلك لعادات وأعراف وتقاليد تختلف باختالف
اجلماعة املنتفعة بها ،وكذا طبيعة ملكيتها حيث تنقسم إلى ملكية الرقبة العائدة للدولة
وحق االنتفاع واالستغالل املعترف به لفائدة القبائل املقيمة عليها ،مما أثر على وضعية هذه
األراضي ،وجعلها تعيش نوعا من االضطراب على جميع األصعدة خصوصا احلضرية منها،
وأضعف مساهمتها في التنمية االقتصادية واالجتماعية داخل املناطق التي توجد بها.
وهو ما يستدعي البحث عن آفاق وجودها وهي آفاق ال ميكن فصلها عن الواقع التاريخي
واالجتماعي واحلقوقي لهذه األراضي ،لذلك فكل تصور آلفاق هذه املؤسسة العقارية يبقى
رهينا بتقصي ما تبقى منها والبحث عن املستندات التي اعتمدت في تفويتها سواء
في النطاق الفالحي أو احلضري ،وإعادة رسم معالم جديدة لهذه األراضي مع استحضار
اإلشكاالت االجتماعية املتمثلة في حقوق املنتفعني الشرعيني وذوي حقوقهم ،واالستفادة
من التجارب املنجزة حلد اآلن مع السعي إلى متليك هذه األراضي لفائدة ذوي احلقوق ،ومتديد
هذه العملية لتشمل األراضي الزراعية الواقعة خارج دوائر الري ،ووضع أشكال عصرية
لالستغالل اجلماعي لألراضي الرعوية ،121بغية الوصول إلى التصفية النهائية لهذا النوع
من األراضي.
من هنا تنبع أهمية دارسة املال العام 122،من أساسية التعرف على النظام القانوني
اخلاص به واملميز عن غيره من األموال ،كما ينبع من ضرورة التعرف على مختلف مكوناته،
الشيء الذي يصعب على الكثيرين معرفته خصوصا في غياب دراسات دقيقة ومعمقة
في املوضوع ،يضاف إلى ذلك اخللط الذي ميكن أن يحصل بني األمالك العامة واألمالك
اخلاصة ،والناجت أساسا عن عدم دقة املعايير املعتمدة سواء من طرف املشرع الذي تعتبر
تدخالته جد محتشمة في هذا املجال ،أو من طرف القضاء الذي الزال يشق طريقه في سبيل
إقرار اجتهادات قضائية ميكن أن تسعف الباحث واملهتم مستقبال.
أمام هذا الوضع املتسم بقلة تدخل املشرع إن لم نقل انعدامه ،وقلة االجتهادات القضائية،
وأيضا أمام شح الدراسات القانونية املتخصصة املتعلقة مبوضوع األمالك العمومية ،وبالنظر
للدور الكبير الذي أصبحت تلعبه هذه األمالك في حتقيق التنمية الشاملة ،باعتبارها من
جهة تشكل ثروة جماعية يحق لكل فرد داخل املجتمع االنتفاع منها في حدود ما تقره
القوانني بهذا الصدد ومن جهة أخرى فهي تعد أداة مهمة لتسيير املرافق العمومية املختلفة،
لكل هذا أصبح من الضروري التفكير بل والعمل على تنظيمها وحمايتها بكل الوسائل
املتاحة حتى تؤدي الدور املنوط بها على أحسن وجه ممكن.
إن الواقع القانوني اجلديد ألنظمة احلكم املركزي والالمركزي ببالدنا ،يفرض علينا بإصرار
ضرورة جتاوز تلك الثغرات والعيوب في املمارسة العملية والتي الزالت لصيقة بالنصوص
القانونية والتنظيمية اخلاصة بأمالك اجلماعات الترابية ،إال أن هذا التجاوز إن كان ممكنا
بالنسبة للتدابير التي أضحت متعارضة مع النصوص العامة اجلديدة ،فإنه من غير املمكن
إطالقا ،بالنسبة لبعض األحكام والقواعد التي كرستها النصوص اخلاصة مثل قواعد حماية
األمالك العامة وطريقة تخصيصها ومعيار متييزها عن األمالك اخلاصة .فمثل هذه القواعد
واألحكام ال ميكن لنا جتاوزها عمليا ،إال إذا نص القانون صراحة على تعديلها أو تغييرها.
ومن هذا املنطلق فإن معيار متييز األمالك العامة الذي كرسته النصوص املنظمة ألمالك
الدولة واجلماعات الالمركزية يبقى ساري املفعول في النص واملمارسة ،رغم كونه أصبح
متقادما في مضمونه ال يواكب النظرية احلديثة التي أنضجها االجتهاد الفقهي والقضائي
في فرنسا منذ اجتهادات الفقيه «برودون» Proudhonواالجتهادات التي تلته فيما بعد.
- 122جتب اإلشارة إلى أن مصطلح «املال العام» هو مفهوم عام وشامل ،تدخل في إطاره مختلف األموال اململوكة للدولة وللجماعات
العمومية األخرى سواء كانت ذات طبيعة عقارية أو منقولة.
55 ق�صور النظام القانوين والتنظيمي لأمالك اجلماعات الرتابية و�إ�شكالية التمويل الغري جبائي للتنمية املحلية باملغرب
ويجدر في هذا املقام التأكيد على أن تعديل التشريع املغربي في اجتاه األخذ باملعيار
احلديث للملكية يبقى مطمحا ضروريا ،بدون حتقيقه ال ميكن للجماعات الترابية أن
تضمن تسييرا سليما ملمتلكاتها ،على اعتبار أن جل املعوقات التي تصادفها تلك
اجلماعات عند إدارتها ألمالكها ترجع باألساس إلى عدم وضوح الرؤيا في هذا النطاق،
خصوصا مع تنازل الدولة مبوجب القانون على الكثير من وظائفها التقليدية لصالح
الهيئات والكيانات احمللية التي أصبحت تثبت وجودها بكل جدية وفعالية ،حتى
أضحت ضرورة وأداة ملحة ال ميكن االستغناء عنها في حتقيق أهداف السياسة العامة
للدولة واجلماعات احمللية على حد سواء ،واملتمثلة في التنمية االقتصادية واالجتماعية
احمللية ،غير أن ما يالحظ هو أن تنفيذ هذه االختصاصات وحتقيق هذه األهداف التي
يتوجب على اجلماعات احمللية حتقيقها بدل الدولة ،يتطلب توفر هذه الوحدات على ما
يلزمها من موارد كافية جتعلها تغطي هذه األدوار.
وعلى هذا األساس تشمل موارد اجلماعات احمللية طبقا ألحكام املادة 30من قانون
التنظيم املالي احمللي رقم 45-08على :الضرائب والرسوم املأذون للجماعة احمللية في
حتصيلها طبقا للقوانني اجلاري بها العمل ،األتاوى واألجور عن اخلدمات املقدمة ،املوارد
الناجتة عن حتويل جزء من ضرائب ورسوم الدولة املخصصة لفائدة اجلماعات احمللية،
اإلمدادات املمنوحة من طرف الدولة أو أشخاص معنوية يجري عليها القانون العام ،حصيلة
االقتراضات املرخص بها ،دخول األمالك واملساهمات ،أموال املساعدات ،الهبات والوصايا
ومداخيل مختلفة واملوارد األخرى املقررة في القوانني واألنظمة ،وتشتمل املوارد املالية
للجماعات احمللية على مساهمة اجلماعات األعضاء في املجموعة واإلمدادات التي تقدمها
الدولة واملداخيل املرتبطة باملرافق احملولة إلى املجموعة وحصيلة اخلدمات املؤدى عنها
وحصيلة املمتلكات وحصيلة االقتراضات املرخص بها والهبات والوصايا واملداخيل املختلفة.
إن هذا التعدد في املوارد يظهر لنا جليا االهتمام املتزايد الذي أصبح يليه املشرع
املغربي ملالية اجلماعات احمللية ،وذلك للنهوض باملوارد الذاتية بالتعددية فيها ،أو املوارد
االستثنائية لتغطية املسؤوليات واملهام امللقاة على عاتق هذه اجلماعات.
وهكذا تتوفر اجلماعات الترابية على موارد خاصة تشكل العماد األساسي ألي استقالل
مالي وإداري ،وإذا كانت اجلباية هي املورد األساسي الذي يتبادر إلى الذهن عند دراسة
املوارد اخلاصة باجلماعات فإن هذه األخيرة تتوفر كذلك على موارد غير جبائية ال تقل أهمية
من حيث مؤهالتها للتأثير على النشاط املالي واالقتصاد احمللي ،فهي من جهة مصدر
الأنظمة القانونية لأمالك الدولة 56
متويلي ملا تدره من موارد وأرباح للجماعة ،وهي من جهة أخرى رأسمال عقاري واقتصادي
ميكن بواسطته حتقيق وتوجيه التنمية احمللية.
من هنا تأتي أهمية الدراسة ،حيث سنكتفي بالتركيز على الوسيلة التي متكن اجلماعات
الترابية من املشاركة الفعلية في التنمية احمللية من خالل مواردها الذاتية ذات الطبيعة غير
اجلبائية ،باعتبارها تشكل أحد املصادر األساسية التي يتوقف عليها االقتصاد اجلماعي
في ميدان تغطية النفقات االستهالكية أو في ميدان متويل االستثمارات ،حيث يعتبر
التمويل الذاتي أحد املعايير األساسية التي يقاس بها درجة االستقالل املالي احمللي.
ونسجل هنا أن النفقات احمللية شهدت تطورا مهما أصبح يفوق بكثير املداخيل املالية
للجماعات الترابية وذلك نتيجة للمتطلبات الضرورية التي حتتاجها مهام التسيير من
جهة ،وتوسيع مجاالت تدخل اجلماعات في ميادين توجيه االستثمار والتجهيز خدمة
للتنمية احمللية من جهة أخرى.
انطالقا من هذه املعطيات ،تتجلى لنا أهمية املوضوع كذلك من خالل املؤشرات التالية :
أوال :قلة الدراسات األكادميية التي ترتكز على هذا اجلانب من التمويل ،حيث تصب
أغلب الدراسات على تناول موضوع التمويل اجلبائي ،رغم أهمية هذا العنصر األخير ودوره
الكبير في التمويل ،إال أن املوارد األخرى غير اجلبائية تلعب هي األخرى دورا كبيرا في
متويل ميزانية اجلماعات احمللية ،إذا أخذت بعني االعتبار .خاصة أن املشرع املغربي أسند
مجموعة من املوارد ذات الطبيعة غير اجلبائية إلى امليزانية احمللية بقصد متويل حاجياتها
األساسية .وميكن أن نصنف هذا النوع من اإليرادات الذاتية إلى مصدرين أساسيني،
يرتبط األول باألمالك احمللية التي تساهم بشكل كبير في تنمية املوارد الذاتية للجماعات
احمللية ،أما الثاني فيتجلى في امللك الغابوي وما أصبح يلعبه من أدوار مهمة في تنمية
املالية احمللية.
ثانيا :أهمية هذه املوارد الغير جبائية باعتبارها موارد تشكل الرأسمال احلقيقي لكل
استقالل مالي وإداري ،فاجلماعات الترابية هي التي تقوم بتحديد هذه األمالك وتسييرها
وتدبيرها ،كما أنها تشكل إطارا ميكن من خالله إبراز مدى كفاءة املنتخبني اجلماعيني في
انتهاج أحسن الطرق وأجنع الوسائل للزيادة في املداخيل وحتسني الوضعية املالية جلماعتهم،
وكذلك في طرق البحث على املصادر اجلديدة للتمويل والهادفة إلى الزيادة في املردودية
املالية للمشاريع االقتصادية واإلمنائية التي تؤدي بدورها إلى توسيع حجم اإلمكانيات
املالية للجماعة.
57 ق�صور النظام القانوين والتنظيمي لأمالك اجلماعات الرتابية و�إ�شكالية التمويل الغري جبائي للتنمية املحلية باملغرب
ثالثا :نظرا لضعف هذه املوارد الغير جبائية لدى بعض اجلماعات ،حيث حان الوقت
إللقاء بعض الضوء على هذه املوارد حتى يتسنى للجماعات احمللية تطويرها وتنميتها .من
هنا تأتي أهمية اجلماعة املقاولة ،حيث أصبح على اجلماعات إتباع طرق محاسبة جديدة
ومتطورة وتسيير دقيق ملاليتها.
وعليه وحتى نكون فكرة واضحة عن تخلف التشريع املغربي في مجال حتديد امللكية
العامة ،ونقف عند بعض انعكاساته السلبية على إدارة وتدبير األمالك اجلماعية ،سوف
نستعرض أهم االجتاهات الفقهية الفرنسية التي أدلت بدلوها في املوضوع ،ونتبعها مبوقف
التشريع املغربي لنبني قصوره بالقياس إلى النظرية احلديثة ،ثم نتطرق إلى تشخيص
الوضعية احلقوقية ألمالك اجلماعات الترابية ودورها في التنمية احمللية ،لنختم املوضوع
بتقييم واقع األمالك احمللية باملغرب من خالل إبراز أهم االنعكاسات السلبية للمعيار
املغربي على مستوى تدبير األمالك اجلماعية ،ثم عرض أسباب ضعف موارد األمالك
اجلماعية ،مع اقتراح بعض التدابير الكفيلة بإصالح نظام األمالك احمللية باملغرب.
املبحث الأول
حتديد معيار متييز الأمالك العامة عن الأمالك اخلا�صة
هناك جملة من معايير متييز املال العام عن املال اخلاص ،إذ ليس هناك معيار محددا
لتمييز األموال العامة اململوكة للدولة عن األموال اخلاصة ،ففيما ذهب اجتاه من الفقه ميثله
الفقيه الفرنسي «برودون» إلى تقسيم هذه املعايير إلى ثالثة اجتاهات ،أولها متثله مدرسة
«التوجه الطبيعي» وتشتمل على النظريات التي تربط الصفة العامة للمال بطبيعة املال
ذاته ،ومن أشهر أنصار هذه النظرية الفقيه «برتلمي» الذي يقول بأن كل مال يعتبر غير
قابل للتملك اخلاص إمنا هو وثيق الصلة أو النفع باجلمهور.
وثانيهما تعرف مبدرسة التوجه التخصيصي بحيث تركز على أن التخصيص للمنفعة
العامة هو السمة املميزة للمال العام ،ويدعي أنصار هذا املذهب ومنهم الفقيهان
«جيز» و«دوكي» أن املرفق العام هو من أشخاص القانون اإلداري واملال املخصص له
يعتبر ماال عاما.
وثالثها يقوم على أساس أن معيار املال العام خارج فكرة التخصيص ووجوب الربط
بني الصفة العامة للمال وإرادة املشرع ،ومن أنصار هذه النظرية الفقيه «أندري هوريو»
الأنظمة القانونية لأمالك الدولة 58
حيث يدعي بأن كل ما يخصص للنفع العام يعتبر من األموال العامة سواء كان ذلك املال
املخصص خلدمة اجلمهور مباشرة أو بصورة غير مباشرة عن طريق مرفق عام. 123
وبعيدا عن هذا التحليل نصادف حتليال أقرب إلى الدقة يقوم على معيارين رئيسيني،
أولهما معيار التخصيص للمنفعة العامة ،وثانيهما معيار التخصيص الستعمال اجلمهور.
املطلب الأول
النظرية احلديثة للفقه الفرن�سي يف جمال حتديد امللكية العامة
من الثابت اليوم ،في حقل الدراسات القانونية في فرنسا ،أن املعيار احلالي للملكية
العامة كان ثمرة اجتهادات فقهية متتالية في الزمن أسهمت كلها في بلورته وإخراجه
للوجود ،وذلك منذ االجتهادات األولى للفقيه «برودون »Proudhonالتي ضمنها في
مؤلفه الشهير « »Traité du domaine publicخالل القرن املاضي ،إلى االجتهادات
التي تلته فيما بعد من لدن بعض التيارات الفقهية التي برزت خالل النصف األول من هذا
القرن على وجه التحديد.
وإذا حاولنا تصنيف أهم التيارات الفقهية التي تصدت للموضوع فإنه ميكن ردها إلى
124
ثالث اجتاهات أساسية نتعرض إلى أهم أفكارها بشيء من اإليجاز فيما يلي :
الفقرة الأوىل
االجتاه الطبيعي
إن املنطلق الذي اعتمد عليه أصحاب هذا االجتاه هو أن كل ملك غير قابل بطبيعته
للتملك اخلصوصي هو ملك عام .وعلى النقيض من ذلك فإن كل ملك يسمح تكوينه
الطبيعي بالتملك الشخصي فإنه يعتبر ملكا خاصا ،وإذا كان أنصار هذا االجتاه يتفقون
على املنطلق الذي انطلقوا منه لتحديد امللكية العامة ،وهو طبيعة امللك العام التي ال تسمح
بتملكه والتصرف فيه ،فإنهم مع ذلك قد اختلفوا في تقدمي تبريراتهم لذلك ،إذ منهم من
التمس تقدمي تبريراته من خالل نصوص القانون املدني ،ومنهم من بحث له عن تبريرات
خارج نطاق القانون.
فمن الذين اعتمدوا على نصوص القانون املدني الفقيه «برودون» الذي يعتبر من أوائل
املنادين بالـمعيار الطبيعــي كأســـاس لتمييــز امللك العام عن امللك اخلاص ،إذ وجد في
بعض مواد القانون املدني الفرنسي سندا لنظريته وعلـــى اخلصـــوص منهـــا الـمــواد :
.2226-1598-538
وهكذا ،فبناء على املادة « : 538تعتبر من توابع امللك العام الطرق والشوارع واألزقة
التي هي على عاتق الدولة واألنهار واجلداول الصاحلة للمالحة والعبور ...وعلى العموم
كافة أجزاء التراب الفرنسي التي ال تقبل أن تكون مملوكة ملكية خاصة».
فهذه األمالك ،التي يظهر أنها مخصصة الستعمال اجلمهور ،يقول الفقيه «برودون»،
هي بطبيعتها غير قابلة للتملك اخلصوصي كما يتجلى من مضمون الفقرة األخيرة من
هذه املادة الشيء الذي يبرر إخضاعها لقواعد استثنائية بهدف حمايتها واحملافظة عليها،
إذ باإلضافة إلى عدم قابليتها للتملك اخلصوصي ،فهي مستثناة من قواعد املعامالت
التجارية وفقا للمادة 1598من القانون املدني ،كما أنها خاضعة لقاعدة عدم جواز التصرف
بناء على املادة 2226من نفس القانون.
ولقد تعرض الفقيه «برودون» في هذا اإلطار إلى بعض االنتقادات أهمها ،أنه حمل
نصوص القانون املدني ما ال تتحمله ونسب إليها ما لم تكن تقصده ،ذلك أن إقامة
التفرقة بني امللك العام وامللك اخلاص لم تكن وقتئذ ،قد تبلورت في ذهن املشرع الفرنسي،
فهذا األخير حينما استعمل تعبير امللك العام Public Domaineأو تعبير ملك الدولة
،Domaine de l’Etatفإنه لم يكن ينوي متييز امللك العام عن غيره من األمالك ،بل كان
الأنظمة القانونية لأمالك الدولة 60
يقصد بهذا التعبير بصورة عامة ،جميع أمالك الدولة كيفما كان نوعها ،فهو يطلق تعبير
امللك العام على الشوارع واألزقة وشواطئ البحر واملوانئ وغيرها ،كما يطلقه على أمالك
أصبحت تعتبر باملفهوم القانوني احلديث ،أمالكا خاصة مثل األمالك التي ال وارث لها،
واألمالك بدون مالك وغيرها.
وعلى هذا األساس ،حاول األستاذ «برتلمي – »Berthelmyوهو من أنصار االجتاه
الطبيعي في أوائل هذا القرن -جتاوز األخطاء التي وقع فيها سلفه ،مقدما تبريرات للمعيار
الطبيعي خارج نطاق القانون املدني .ومن ثم فإن سنده في إثبات امللكية العامة هو املنطق
واالستدالل العقلي .إذ مما ال ميكن تصوره العقل أن يسعى إنسان ما إلى متلك جزء من
الشارع العمومي أو جزء من ميناء أو نهر أو حديقة عمومية .فهذه األمالك في نظره،
ال ميكن أن تكون قابلة للتملك الشخصي إما بحكم طبيعتها الظاهرة مثل األنهار ،وإما
بسبب ما يدخل على هذه الطبيعة من تغير بهدف تخصيصها لالستعمال العمومي مثل
الطرق العمومية واحلدائق العامة وغيرها.
وإذا كانت أفكار األستاذ «برتلمي» لم تسلم بدورها من بعض االنتقادات ،فإن أهم
انتقاد وجه إلى أنصار املعيار الطبيعي كونهم أهملوا احلديث عن األمالك املخصصة
للمرافق العمومية مما فتح املجال الجتهادات أصحاب نظرية املرفق العام وأصحاب نظرية
التخصيص العام.125
الفقرة الثانية
االجتاه التخ�ص�صي
إن املعيار املميز لألمالك العامة ،لدى أصحاب هذا االجتاه ،يكمن في فكرة تخصيص
هذه األمالك إلى هدف من األهداف ،وإذا كان هؤالء يتفقون على فكرة التخصيص تلك،
فإنهم انقسموا إلى فريقني فيما يتعلق بتحديد الهدف الذي تخصص من أجله ولفائدته تلك
125 -Voir Delaubadère (A) : «Traité de droit administratif», L.G.D.J, 1975, T2, p p : 115 et
suite.
- Voir aussi : auby (M) et bon (P) : «Droit administratif des bien», Dalloz, 3ème édition
1995, p p : 16-24.
- Chapus (R) : «Droit administratif général», Tome 2, 14ème édition, Montchrestien,
2000, p p : 363-367.
61 ق�صور النظام القانوين والتنظيمي لأمالك اجلماعات الرتابية و�إ�شكالية التمويل الغري جبائي للتنمية املحلية باملغرب
األمالك .ففريق منهم يقصرها على األمالك املخصصة للمرافق العمومية ،وهم أصحاب
نظرية املرفق العام ،في حني أن الفريق الثاني يضيف إلى تلك األمالك كذلك األمالك
املخصصة لالستعمال املباشر للجمهور وهؤالء هم أصحاب فكرة التخصيص العام الشامل.
فاألمالك ،عند أصحاب مدرسة املرفق العام ،ال تعتبر أمالكا عامة إال إذا كانت
مخصصة لتسيير وإدارة مرفق من املرافق العمومية ،فهي وحدها التي ميكن نعتها بهذه
الصفة .ومن ثم ،فإن املعيار املميز للملكية العامة ال يكمن عندهم في عدم قابليتها
للتملك اخلصوصي بحكم طبيعتها ،كما ذهب إلى ذلك أنصار االجتاه الطبيعي ،وإمنا
املعيار املميز عندهم لهذه األمالك هو تهيئة اإلنسان لها وتخصيصها ملرفق عام.126
غير أن هذا املعيار الذي دافع عنه الفقيه «ديجي» »Duguit« 127بشدة فائقة أخذ عليه
128
مأخذان أساسيان :
فمن جانب أول ،اعتبر جميع األمالك املخصصة الستعمال املرفق العام أمالكا عامة،
على الرغم من أن بعض األمالك التي يتوفر عليها املرفق العام كأدوات املكاتب والطاوالت
والورق ...وغيرها ،ال يجب أن ترقى إلى مستوى األمالك العامة ،وبالتالي ال يجوز
إخضاعها إلى نفس النظام القانوني الذي تخضع له األمالك العامة ،على اعتبار أن هذا
النظام هو نظام استثنائي بطبيعته ال يجدر تطبيقه إال بالنسبة لألمالك التي هي جديرة
بذلك من أجل حمايتها واحملافظة عليها.
ومن جانب آخر ،ضيق من مجال األمالك العامة حينما قصر هذه األخيرة على األمالك
املخصصة للمرافق العمومية متجاهال بذلك األمالك العامة األخرى املخصصة لالستعمال
املباشر للجمهور كالشوارع والطرق والشواطئ وغيرها.
وأمام هذه االنتقادات السالفة حاول أنصار مدرسة املرفق العام ،وهو األستاذ «جيز
»Jézeأن يقيم أساسا آخر لتبرير نظريته ،إذ باإلضافة إلى عنصر التخصيص للمرفق
العام ،أضاف شرطني آخرين البد من توافرهما معا وهما :
- 126ميلود بوخال « :تخلف التشريع املغربي في مجال حتديد امللكية العامة» ،املجلة املغربية لإلدارة احمللية والتنمية ،عدد ،1994-6
ص.46 .
- 127يعتبر «ليون ديجي »Léon duguitكما هو معلوم ،عميدا ملدرسة املرفق العام التي ترى في هذا األخير األساس الذي تشيد
عليه سائر نظريات القانون اإلداري على اإلطالق.
- 128ميلود بوخال « :تخلف التشريع املغربي في مجال حتديد امللكية العامة» ،مرجع سابق ،ص .47 .
الأنظمة القانونية لأمالك الدولة 62
- 129حول هذه االنتقادات ينظر محمود عاطف البنا « :مبادئ القانون اإلداري» ،ص ،14 .وإبراهيم شيحا « :أصول القانون
اإلداري» ،مرجع سابق ،ص.23 .
63 ق�صور النظام القانوين والتنظيمي لأمالك اجلماعات الرتابية و�إ�شكالية التمويل الغري جبائي للتنمية املحلية باملغرب
وعلى ذلك ،فإن املعيار املميز للملك العام ،عند أصحاب هذا التيار ،يكمن في كونه
مخصص تخصيصا عاما سواء كان ذلك التخصيص للمرفق العام أو كان الستعمال
اجلمهور املباشر.
غير أن فكرة التخصيص هاته تبدت لبعض الفقهاء جد مضخمة ،وميكن أن تتسع
لتشمل بعض األمالك التافهة التي ال تستوجب نفس قواعد احلماية 130التي حتتاج إليها
األمالك العامة ،األمر الذي دفع بأصحاب هذه الفكرة إلى وضع بعض الشروط على فكرتهم
تلك.
من ذلك ما قدمه الفقيه «هوريو »HAURIOUعندما اشترط أن يكون التخصيص
بقرار صريح من طرف اإلدارة ،بحيث يكون دخول امللك في دائرة األمالك العامة من
فعل ذلك القرار يستمد صفته العامة منه ،وال يفقدها إال بصدور قرار آخر يقضي بزوال
التخصيص.
131
ولقد تعرض األستاذ «هوريو» في هذا الصدد ،إلى عدة مآخذ منها :
- 1أنه يعطي لإلدارة سلطة تقديرية واسعة في تقرير الصفة التي يجب إحلاقها بامللك،
بحيث ال يكون ملكا عاما إال إذا أرادته اإلدارة كذلك ،وباملقابل ال يكون امللك خاصا إال
مبشيئتها ورغبتها ،وفي هذا ما قد يؤدي إلى اخللط وعدم التمييز بني األمالك.
- 2إن قرار التخصيص هو فقط وسيلة إلحلاق الصفة العامة بامللك وليس ركنا من
أركان امللك العام ،مبعنى أنه قرار – إذا صدر -فإنه يصدر إلثبات الصفة العامة للملك
وليس بغرض إنشاءها.
وفي هذا السياق قدم األستاذ «فالني» WALINEمحاولة أخرى لضبط هذا املعيار
وذلك عندما أضاف شرطا مميزا آخر لألمالك العامة ،وهي عدم قابلية هذه األخيرة لالستغناء
عنها أو تعويضها في حالة إتالفها أو التعدي عنها ،ومن مت يعرف «فالني» امللك العام مبا
يلي« :يعتبر جزءا من امللك العام كل ملك يترتب على تكوينه الطبيعي ،أو بسبب أهميته
- 130إن قواعد احلماية األمالك العامة املتفق عليها فقها وقضاء وقانونا هي :
قاعدة عدم جواز التصرف في امللك العام،
قاعدة عدم جواز متلك امللك العام بالتقادم،
قاعدة عدم جواز احلجز على امللك العام.
- 131ميلود بوخال :مرجع سابق ،ص.49 .
الأنظمة القانونية لأمالك الدولة 64
التاريخية أو العلمية أن يصبح ضروريا خلدمة مرفق عام أو إلشباع حاجة عامة وال ميكن
تعويضه مبلك آخر في القيام بهذا الدور».
الفقرة الثالثة
االجتاه املختلط
تعتبر احملاولة التي قام بها هذا االجتاه آخر محاولة توصل إليها االجتهاد الفقهي
الفرنسي في هذا الشأن ،وهي احملاولة التي قامت بها –بتكليف من احلكومة الفرنسية
آنئذ -جلنة تعديل القانون املدني في جلساتها بتاريخ 6نونبر 1947حينما عرفت امللك
العام مبا يلي :
«في حالة عدم وجود مقتضيات مخالفة لهذا القانون ،ال تعتبر أمالك اجلماعات
العمومية واملؤسسات العامة من األمالك العامة ،إال إذا كانت موضوعة حتت التصرف
املباشر للجمهور ،أو إذا كانت مخصصة ملرفق عام .وفي هذه احلالة األخيرة ،ينبغي أن
تكون هذه األمالك ،إما بحكم طبيعتها أو بفعل إعداده إعدادا خاصا ،قد خصصت كلية
أو بصفة أساسية للغرض اخلاص بهذه املرافق» 132.لكن املالحظ أن هذا التنقيح أو التعديل
الذي أتت به هذه اللجنة لم يكتب له الظهور كنص.133
134
فمن خالل هذا التعريف ميكننا أن نحدد عناصر امللك العام فيما يلي :
- 1أن يكون هذا امللك في ملكية أحد األشخاص املعنوية العامة ،وهي باألساس الدولة
واجلماعات الترابية كاجلهات والعماالت واألقاليم واجلماعات احلضرية والقروية،
باإلضافة إلى املؤسسات العامة وطنية كانت أو ترابية.
- 2أن يكون هذا امللك مخصصا تخصيصا عاما سواء أكان ذلك التنصيص لفائدة
اجلمهور ،أو كان لتسيير وإدارة مرفق من املرافق العمومية ،ويتبني من هذا العنصر
الثاني أن جلنة تعديل القانون املدني قد أخذت مبا ذهب إليه فقهاء املعيار الطبيعي
واملعيار التخصصي السابق دراستهما.
- 132منية بنلمليح « :قانون األمالك العمومية باملغرب» ،مرجع سابق ،ص .37 .
- 133ينظر موقع على االنترنت htmمنتديات ستار تاميز « :املال العام في القانون اإلداري».
- 134ميلود بوخال :مرجع سابق ،ص .49 .
65 ق�صور النظام القانوين والتنظيمي لأمالك اجلماعات الرتابية و�إ�شكالية التمويل الغري جبائي للتنمية املحلية باملغرب
- 3أن يكون امللك املخصص للمرفق العام قد أعد إعدادا خاصا يتالءم مع الوظائف
واألغراض التي يهدف إليها املرفق.135
ويبدو من استنطاق االجتهاد الذي قدمه القضاء الفرنسي في السنوات التالية لتاريخ
6نونبر ،1947وهو تاريخ اجللسة التي وضعت خاللها جلنة تعديل القانون املدني تعريفها
للملك العام ،أن هذا القضاء قد تبنى عناصر امللك العام املشار إليها ،وعلى اخلصوص
منها العنصر الثالث الذي ركزت على أهميته كثير من األحكام الصادرة عن محكمة
النقض ومجلس الدولة.136
وإذا كان هذا االجتاه األخير ،في حتديد معيار متييز امللك العام ،قد استقر اليوم في
فرنسا ،فقها وقضاءا وتشريعا ،فما هو املوقف الذي اتخذه املشرع املغربي في مجال نظريته
لهذه األمالك ،وبالتالي ما هو املعيار الذي تبناه في هذا املضمار ؟
املطلب الثاين
تخلف الت�رشيع املغربي يف جمال حتديد معيار امللكية العامة:
نحو �رضورة الأخذ باملعيار احلديث
بداية وقبل اإلجابة عن السؤال املطروح سابقا ،ينبغي أن نقدم مالحظتني أساسيتني:
أولهما أن املشرع املغربي لم يقدم لنا ،من خالل النصوص القانونية املختلفة ،جردا
حصريا لكافة األمالك العمومية التي متلكها اجلماعات الترابية ،وإمنا اكتفى بإعطاء أمثلة
عنها على سبيل االستئناس ال غير.137
وثانيهما أنه قدم ،في مقابل ذلك تعريفا سلبيا لألمالك اخلاصة التي متلكها هذه
اجلماعات ،بحيث اعتبرت من قبيل تلك األمالك كل األمالك التي ال تدخل في دائرة
األمالك العمومية.138
- 135لقد استند قضاء مجلس الدولة الفرنسي كثيرا على هذا العنصر الثالث في تأسيس نظرية ملحقات وتوابع امللك العام.
- 136ينظر في هذا الصدد حكم مجلس الدولة الصادر في 5فبراير 1965في قضية شركة «ليون» للنقل ،جاء واردا عند إبراهيم
شيحا :املرجع السابق.
- 137ينظر الفصل 1من ظهير فاحت يوليوز 1914املعدل بظهير 29أكتوبر 1929والفصل الثاني من قانون 19أكتوبر 1921
والفصل الثاني من قانون 28يونيو .1954
- 138ينظر الفصل 5من قانون 19أكتوبر 1921والفصل 9من قانون 28يونيو .1954
الأنظمة القانونية لأمالك الدولة 66
واقتصارا على ذلك ،يبدو األمر غاية في السهولة إذ سيكون من األيسر علينا معرفة
األمالك اخلاصة مبجرد حتديدنا وحصرنا لألمالك العامة ،وهو شيء يتعذر علينا القيام به
على اعتبار أن املشرع املغربي كما سلف الذكر ،لم يضع جردا حصريا لألمالك العامة،
وإمنا اكتفى بسرد بعضها على سبيل املثال ،مستبدال بذلك الصعوبة بصعوبة أخرى ،إذ
يتعني علينا ملعرفة األمالك اخلاصة ،أن نضع قائمة حصرية ملختلف األمالك العامة .ومن
هذه الزاوية ،إذن تظهر لنا أهمية التنقيب عن املعيار الذي اعتمده التشريع املغربي في هذا
الباب باعتباره الوسيلة الوحيدة التي بواسطتها ميكننا وضع احلدود الفاصلة بني ما يعد
أمالك عامة وما يعد أمالكا خاصة.
في هذا السياق ،جتدر اإلشارة إلى أن معظم الدارسني لنظام امللكية العامة باملغرب –
على قلتهم -يكادون يتفقون على أن التشريع املغربي قد تبنى ،في متييزه للملك العام،
املعيار الذي قدمه االجتهاد الفقهي والقضائي الفرنسي خالل القرن التاسع عشر .ومن
املعلوم أن هذا املعيار ،كما سبق وأوضحناه من قبل كان يعتمد في متييزه للملك العام ،على
طبيعة امللك في حد ذاته بحيث ال يعتبر امللك ملكا عاما إال إذا كان بطبيعته غير قابل
للتملك الشخصي ،ومخصصا لالنتفاع املباشر من لدن العموم.139
ولكي نقف عند صحة هذا الزعم الذي ذهب إليه أولئك الدارسون سنقوم باستقراء
النصوص القانونية بهذا اخلصوص ونعلق عليها كما يلي :
لقد جاء في مقدمة الظهير الشريف املتعلق باألمالك العمومية للدولة...« : 140إنه ملا
كان يوجد بإيالتنا الشريفة أمالك ال يسوغ ألحد أن ينفرد بتملكها ،كما هو جار به العمل
في باقي املمالك ،ألنها على الشياع بني اجلميع.»...
كما جاء في الفقرة 11من الفصل األول من نفس الظهير ما يلي ...« 141:كل
االستحكامات والتحصينات املتعلقة باملواقع احلربية واملراكز العسكرية ،وتوابعها ،وعلى
العموم كل األراضي واألعمال التي ال ميكن لألفراد أن ميتلكها ألنها مشاعة».
- 139عبد احلق دهبي« :تأمالت في جرائم األموال» ،مجلة مسالك ،عدد ،2007-7ص ص.44-43 .
- 140ظهير فاحت يوليوز 1914املعدل بظهير 29أكتوبر ،1929مرجع سابق.
- 141إن هذا الفصل هو الذي قام بتعداد أهم األمالك العمومية للدولة.
67 ق�صور النظام القانوين والتنظيمي لأمالك اجلماعات الرتابية و�إ�شكالية التمويل الغري جبائي للتنمية املحلية باملغرب
فمن خالل ما سبق نستشف أن املشرع املغربي قد اقتبس الفقرة األخيرة من الفصل األول
من ظهير فاحت يوليوز 1914املتعلق باألمالك العمومية للدولة من مضمون الفقرة األخيرة
من املادة 538من القانون املدني الفرنسي ،وهي املادة التي اعتمد عليها رائد االجتاه
الطبيعي الفقيه «برودون» في تبرير معياره لتمييز امللك العام 142واحلق أن املشرع املغربي
ما كان له أن يفعل غير ذلك على اعتبار أن التشريع الفرنسي كان خالل احلقبة االستعمارية
يشكل املصدر األساسي لنصوص القانون الوضعي في املغرب من جهة ،ولكون املعيار
الطبيعي ذاته كان هو املعيار السائد في فرنسا خالل بداية القرن العشرين من جهة أخرى.
وهكذا ،فبوقوفنا عند هذا احلد ،ال يسعنا إال أن جناري الطرح السابق الذي سار عليه
بعض املختصني في القانون اإلداري املغربي على أساس أن املشرع املغربي ،سواء من خالل
ما ورد في مقدمة الظهير الشريف املتعلق باألمالك العمومية للدولة ،أو من خالل ما
جاء بالفقرة األخيرة من الفصل األول من نفس الظهير ،ال يعتبر ملكا من قبيل األمالك
العمومية إال إذا كان غير قابل بطبيعته للتملك الشخصي من طرف اخلواص.
غير أنه إذا ابتعدنا عن محتويات ظهير فاحت يوليوز 1914الذي يبدو أن الطرح
األكادميي السابق قد اعتمد عليه في تأسيس رأيه حول حتديد امللكية العامة باملغرب،
ونظرنا إلى ما جاء ضمن محتويات الظهير الشريف املتعلق بأمالك اجلماعات القروية
(ظهير ،)1954الستنتجنا ألول وهلة بأن املشرع املغربي قد أخذ مبعيار يعتبر من أحدث
املعايير التي جاءت لتمييز امللك العام ،وهو معيار التخصيص العام الشامل الذي ال يقصر
فكرة امللك العام على األمالك املخصصة الستعمال العموم املباشر فحسب ،بل يدخل في
دائرة األمالك العامة أيضا تلك األمالك املخصصة لتسيير وإدارة املرافق العمومية.
ففي هذا اإلطار نص الفصل 3من الظهير املتعلق باألمالك القروية على ما يلي :
«...يجوز أن تضم أيضا إلى امللك العمومي املذكور األمالك اآلتي بيانها وذلك نظرا إما
لتخصيصها مبا يهم العموم ،أو الستعمالها لتسيير شؤون املصالح العمومية احمللية التابعة
للجماعات اإلدارية.»...
فاألمالك العمومية القروية إذن ،في نظر واضعي قانون .1954هي كل أمالك مملوكة
للجماعات القروية ومخصصة إما للعموم لكي يستعملها استعماال مباشرا أو مخصصة
لتسيير وإدارة املصالح العمومية للجماعات املالكة.143
ونحن باعتمادنا فقط على منطوق الفصل الثالث املذكور جند أنفسنا مجبرين على
الزعم بأن التشريع املغربي قد خطا خطوة إلى األمام بأخذه مبعيار التخصيص العام الشامل
على غرار ما فعلته تشريعات العديد من الدول .غير أنه باالعتماد على منطوق النص
القانوني ذاته ،وعلى بعض الدالالت املوضوعية في هذا الباب سوف جند بأن املعيار
الطبيعي الزال هو املعيار السائد في الوقت الراهن.
فالطرح الذي أتى به الفصل الثالث ال ميكن أخذه على إطالقه أو تعميمه على كافة
أمالك اجلماعات العمومية ببالدنا ،ألن نفس القانون لم ميدد طرحه بصريح العبارة إلى باقي
اجلماعات العمومية ،واملنطق يقضي بأن تخضع أمالك اجلماعات العمومية الصغرى إلى
أحكام اجلماعات العمومية الكبرى وليس العكس ،ثم إن ظهير 1914املتعلق مبلك الدولة
العام الزال يعتبر النص األساسي الذي وضع أهم األحكام والقواعد التي بناء عليها تنظم
األمالك العمومية ببالدنا ،وهو القانون الذي لم يتم تعديله وحتيينه إلى يومنا هذا على
الرغم من تقادم بعض مقتضياته ومن ضمنها محددات امللكية.144
يالحظ إذن أن املشرع املغربي قد سار على نهج نظيره الفرنسي في مجال تعريف امللك
العام ،وذلك باعتماده معيار االستعمال من طرف اجلميع .لكن هذا التعبير ال يخلو من
غموض 145وال يصلح لوحده للتمييز بني األمالك العامة واألمالك اخلاصة ،خصوصا في
الوقت احلالي حيث متت صياغته بصفة عامة وغير واضحة.
فتعبير االستعمال من طرف اجلميع يحتمل أكثر من معنى ،فقط يرتبط بالتخصيص
املباشر أو التخصيص غير املباشر للملك.
فبالنظر لطبيعته العامة فإن التخصيص املباشر يرتبط مبجال صعب التحديد ألن بإمكانه
أن يضعنا أمام أمالك ،وإن كانت مخصصة لالستعمال املباشر للجمهور ،فإنها ال تدخل
في عداد األمالك العمومية مثل الطرق اخلاصة .كما أن االستعمال ال يكون دائما مباشرا،
فاألمالك ال تستعمل في جميع احلاالت بشكل مباشر من طرف اجلمهور.
أما التخصيص غير املباشر فهو احلالة التي يكون فيها امللك وسيلة فقط لتسيير
مرفق عام ،وهذا املعيار غير كاف أيضا إلضفاء الصفة العامة على ملك معني .فالبد من
التهيئة اخلاصة لهذا امللك طبيعيا أو اصطناعيا بحسب الغرض الذي خصص له ،وفكرة
التهيئة هاته ال تخلو هي األخرى من صعوبات خصوصا وأن االجتهاد القضائي لم يضع
أي قاعدة عامة ميكن اعتمادها لتمييز امللكية العامة ،حيث يتسم مجمله بالغموض وعدم
االنسجام.146
فمفهوم التهيئة الذي أخذ به الفقه وطبقه القضاء 147كحل ملشكل التمييز بني األمالك،
يلتقي مع مفهوم التخصيص ألن التهيئة ميكن أن تنتج إما عن وضعية امللك نفسه أو عن
األشغال املطبقة عليه .وبالتالي ال ميكن اعتبار هذه التهيئة معيارا محددا للملك العام
ولكن طريقة أو وسيلة فقط لتفعيل فكرة التخصيص ليس إال.
لكل هذا فقد اعتبر دارسون آخرون 148أن التخصيص الستعمال اجلميع فكرة قدمية
استوحاها املشرع من العمل الفقهي والقضائي الفرنسي وال تتالءم مع التصور احلديث
للتخصيص الذي يقضي البحث في كل حالة على حدة على املعطيات املعقدة للملكية
العامة.
ولنا أن نتساءل هل هذا املعيار –الذي ال زال يأخذ به املشرع املغربي والذي تخلى عنه
املشرع الفرنسي حاليا -كفيل وكاف لوحده إلسباغ الصفة العمومية على ملك من أمالك
الدولة وبالتالي متييزه عن امللك اخلاص ؟.149
- 144منية بنلمليح« :قانون األمالك العمومية باملغرب» ،مرجع سابق ،ص.43 .
145- Rousset (M) et autres : «Droit administratif Marocain», 4ème Ed, 1984, Imprimerie
Royal, Rabat, p : 452.
146- Houem (M) : «La gestion des biens publics en droit marocain», Remald, collection
manuels et travaux universitaires, N°21, 2001, p : 37.
147- «Le domaine public ferroviaire comprend non seulement les voies ferrées, mais
l’ensemble des biens affectés au service public des chemins de fer… la caractère de
domanialité publique est attache… à l’affectation actuelle à l’usage du public ou à
l’aménagement pour l’exploitation d’un service public», C. Cassation, 28-10-1958,
R.A.C.A.R, p : 374.
148- Eddahbi (A) : «Les biens publics en droit marocain», Edition, Afrique orient, Casablanca,
1992, p : 47.
- 149إن املعيار الذي أخذ وال زال يأخذ به املشرع املغربي والذي مييز النظام القانوني لألمالك العامة ،وضع في مرحلة تاريخية ما بني
1914و ،1954وهي فترة احلماية الفرنسية والتي حاول صانعوها وضع أسس نظام قانوني شبيه بالنظام املعمول به في فرنسا
آنذاك خلدمة األهداف االستعمارية بالدرجة األولى ،وحتى بعد االستقالل وبالرغم من التعديالت التي أدخلت على هذا النظام،
فإنها لم تغير نظام امللكية العامة املؤسس في عهد احلماية والذي لم يعد يتماشى مع التطورات النوعية التي عرفها املغرب في
جميع املجاالت ،كما أنه ال يخدم بأي شكل من األشكال األهداف التنموية للمغرب املستقل.
الأنظمة القانونية لأمالك الدولة 70
أمام هذا الغموض الذي يكتنف النصوص القانونية يتعني علينا الوقوف عند التطبيقات
القضائية ملبدأ التخصيص الستعمال اجلميع ومختلف التفسيرات التي أعطيت له.
املطلب الثالث
موقف الق�ضاء من تعريف امللك العمومي
لقد لعب االجتهاد القضائي دورا أساسيا في تعريف امللك العمومي ورصد عناصره
ومنطلقا أساسيا بالنسبة ملختلف املواقف التي تبناها الفقهاء أو بالنسبة للتعريف الذي
اعتمده املشرع بهذا الصدد.
جتب اإلشارة إلى أن اجلانب األكبر من النصوص القانونية الفرنسية تتكون من قواعد
جتد أساسها في احللول التي أفرزها االجتهاد القضائي.
ذلك أن هذا األخير في معرض تعريفه للملك العام قد اتخذ مواقف تتسم باملرونة
وتعبر عن مدى عمق التطور الذي ما فتئ مييز قراراته في املوضوع ،ويتضح ذلك من خالل
أهم القرارات التي صدرت عـــن مجـلــــس الــــدولة الفرنسي في هذا الباب ،إنه قــــرار
« ،»Société le Bétonحيث تبنى املجلس معيارا يقوم على أساس عنصرين رئيسيني :
العنصر األول وهو تخصيص املال ملرفق عام ،أما العنصر الثاني فهو التهيئة اخلاصة لهذا
املال .وقد مت تفسير هذا املعيار تفسيرا موسعا إلى حد أمكن معه القول بأن امللك العمومي
ال يهم املوضوع ذاته فقط بل إنه قد يهم حتى توابعه وذلك حسب احلاالت التي يعود إلى
احملاكم املختصة البت فيها.
أما بالنسبة للقضاء املغربي ،فنجد بأنه فسر مبدأ االستعمال من طرف اجلميع تفسيرا
واسعا واعتمده كأساس للتمييز بني األمالك العامة واألمالك اخلاصة.150
- 150لقد أخذت محكمة االستئناف بالرباط بنفس النهج الذي تبناه املشرع املغربي باعتمادها مبدأ التخصيص الستعمـــال العمـــوم
،ص « :)296نظرا إلى أن املمتلكات بسبب تخصيصها لالستعمال العمومي ال
تكون من ناحية املبدأ قابلة للتجارة ،فإنها تصبح قابلة لذلك مبجرد زوال ذلك التخصيص» .وتضيف احملكمة بأن التخصيص
لالستعمال العمومي يحصل انطالقا من اخلرائط املعدة من طرف املصالح الطبوغرافية ،وانطالقا من الشهادات التي يتقاضاها
القاضي املقرر بهذا الشأن في إطار حتقيق يجري في عني املكان ،فإذا ثبت أن االستعمال العمومي منعدم متاما فإن احملكمة ترفض
االعتراف للملك بصفة العمومية .ويكون هذا االستعمال العمومي مقرونا في حاالت كثيرة بتسيير املرافق العمومية ويتضح في
حكم أصدرته احملكمة االبتدائية بالدار البيضاء بتاريخ 6يونيو ،1950رفضت فيه صفة امللك العام ملبنى كائن داخل ثكنة
عسكرية ،ألنه تبني لها أن املبنى املذكور غير مخصص للمرفق العمومي العسكري وال لتسييره».
71 ق�صور النظام القانوين والتنظيمي لأمالك اجلماعات الرتابية و�إ�شكالية التمويل الغري جبائي للتنمية املحلية باملغرب
فاألمالك العمومية هي األموال العقارية واألموال املنقولة سواء كانت هذه األموال
مخصصة لالستعمال املباشر للجمهور أم كانت مخصصة خلدمة املرافق العامة وذلك وفقا ملا
جاء في االجتهاد القضائي حملكمة النقض الفرنسية (التي كانت تنظر إذ ذاك في طلبات
النقض املقدمة ضد أحكام احملاكم) ،وذلك في حكمها الصادر بتاريخ 28أكتوبر 1957151
« :إن األمالك العامة للسكك احلديدية ال تشمل فقط السكك احلديدية ولكنها تشمل
جميع األمالك املعدة للمرفق العمومي اخلاص بالسكك احلديدية ...وترتبط طبيعة امللكية
العامة بالتخصيص اخلاص املعد للعموم أو باإلعداد اخلاص باستغالل مرفق عمومي».
وفي بعض االجتهادات القضائية الصادرة عن احملاكم اإلدارية وبالرغم من قلتها ،نالحظ
محاولة القضاء اعتماد املعيارين معا :معيار التخصيص الفعلي ومعيار التخصيص
القانوني أيضا إلضفاء صفة العمومية على ملك من األمالك ،هذا ما جنده في إحدى
القضايا املطروحة على احملكمة اإلدارية بفاس بتاريخ « : 2002/12/10152وحيث إن
املقصود فقها وقضاء باألموال العامة سواء كانت للدولة أو للجماعات أو للمؤسسات
العمومية ،هي تلك الوسائل املادية التي تستعني بها اجلهات اإلدارية على ممارسة نشاطها
خدمة للصالح العام ويشترط العتبارها أمواال عامة أن تكون مخصصة للمنفعة العامة
بالفعل أو مبقتضى القانون من جهة أخرى ،والتخصيص بالفعل معناه رصد املال الستعمال
العموم مباشرة ،أما التخصيص بالقانون فهو متى ينص القانون على اعتبار مال معني من
األموال العامة».
ومن أحكام احملاكم اإلدارية التي سارت في نفس االجتاه نذكر :حكم احملكمة اإلدارية
بوجدة 153،والذي جاء فيه»:وحيث إنه إذا كان املال العام هو ما متلكه الدولة واألشخاص
االعتبارية العامة التابعة لها من عقارات ومنقوالت مخصصة بالفعل أو مبقتضى القانون
للنفع العام وخدمة املصلحة العامة وتسيير املرفق العام.»...
إذن هناك اعتراف صريح يتبنى املعيارين معا :التخصيص الفعلي والتخصيص القانوني
لتحديد صفة األمالك وهذا من شأنه أن يشكل وسيلة لتوحيد االجتهاد القضائي بهذا
اخلصوص وإزالة التناقض وكل التباس من شأنه أن يشجع اإلدارة على استعمال سلطتها
التقديرية في مجال تخصيص األمالك العمومية.
املبحث الثاين
الو�ضعية احلقوقية لأمالك اجلماعات الرتابية باملغرب ودورها
يف متويل امليزانيات املحلية
من أجل دراسة الوضعية احلقوقية ملمتلكات اجلماعات الترابية باملغرب 154ينبغي للباحث
155
الرجوع إلى قائمة النصوص القانونية التالية :
-ظهير فاحت يوليوز 1914املعدل بظهير 29أكتوبر ،1929
-الظهير املؤرخ في 1جمادى األولى 1340املوافق 31دجنبر 1921والقرارات
الوزيرية املتممة واملغيرة له واملتعلقة بكيفية تسيير األمالك البلدية،
-الظهير املؤرخ في 28شوال 1373املوافق لـ 28يونيو 1954املتعلق مبمتلكات
اجلماعات القروية،
-الظهير الشريف رقم 1.97.84صادر في 23ذي القعدة 1417موافق لـ 2أبريل
،1997القاضي بتنفيذ القانون رقم 47.96متعلق بتنظيم اجلهات،
-الظهير الشريف رقم 1.02.269املؤرخ في 25رجب 1423املوافق لـ 3أكتوبر
،2002بتنفيذ القانون رقم 79.00املتعلق بتنظيم العماالت واألقاليم،
-الظهير الشريف رقم 1.02.297بتاريخ 25رجب 1423املوافق لـ 3أكتوبر ،2002
بتنفيذ القانون رقم 78.00املتعلق بالتنظيم اجلماعي،
-الظهير الشريف رقم 1.08.153صادر في 18فبراير 2009القاضي بتنفيذ القانون
رقم 17.08املعدل واملتمم للقانون رقم 78.00املتعلق بالتنظيم اجلماعي.
انطالقا من هذه النصوص يتعني علينا إلقاء نظرة على ممتلكات اجلماعات احلضرية
والقروية وكذا ممتلكات العماالت واألقاليم واجلهات للوقوف على طبيعة األمالك احمللية.
- 154محمد بوجيدة « :أمالك اجلماعات احمللية وهيئاتها» ،مجلة الشؤون اإلدارية ،عدد .1990-9
- 155راجع مصطفى اخلليفي « :تدبير املمتلكات اجلماعية» ،مديرية تكوين األطر اإلدارية ،سطات.1989 ،
73 ق�صور النظام القانوين والتنظيمي لأمالك اجلماعات الرتابية و�إ�شكالية التمويل الغري جبائي للتنمية املحلية باملغرب
املطلب الأول
الأمالك اجلماعية احل�رضية والقروية
لقد ميز املشرع املغربي بني األمالك اجلماعية احلضرية واألمالك اجلماعية القروية.
وسوف نتوقف تباعا عند كل من املمتلكات احلضرية (ظهير )1921/10/19ثم األمالك
القروية (ظهير 28يونيو .)1954
الفقرة الأوىل
الأمالك البلدية
أول شيء ميكن مالحظته في هذا الصدد يتعلق بالتاريخ املبكر الذي صدر فيه النص
القانوني الضابط لألمالك البلدية وذلك باملقارنة بالتاريخ املتأخر الذي أنتج فيه النص
املتعلق باجلماعات القروية.
ولعل السبب في ذلك يعود إلى سهولة ضبط ومعرفة القواعد العقارية للجماعات
احلضرية إذا ما قورن ذلك بعقارات اجلماعات القروية التي كان من الصعب حتديدها نتيجة
خلضوعها جلملة من القواعد العرفية التقليدية ونتيجة ألن القبائل في البداية لم تضع
السالح ضد القوة احلامية إال في حدود سنة ،1934بعبارة أخرى أن مشرع احلماية اعتنى
أوال مبا كان يسمى ببالد املخزن قبل أن يوجه اهتمامه إلى التأطير القانوني لبالد السيبة،
فظهير 19أكتوبر 1921ينظم ما يتعلق بهذه األمالك.156
وفي هذا اإلطار ينص الفصل الثاني من هذا الظهير على أن األمالك العمومية البلدية،
هي تلك األمالك التي وصفت كذلك صراحة أي بنص قانوني صريح وتشمل :
-األزقة والطرقات والساحات العمومية واآلثار التاريخية ،كالتماثيل وما شاكلها
وكذلك النافورات والتجهيزات املعدة لإلنارة وكل ما يعتبر تابعا لها.
-املياه املعدة الستهالك املدن وكذا الفوانيس والقنوات ومجاري املياه واألحواض التي
تتجمع فيها املياه قصد توزيعها وغير ذلك من التجهيزات التي تدخل في األمالك
العمومية باملغرب ،طبقا للشروط املعينة في ظهير فاحت يوليوز ،1914مع مراعاة
- 156شعير عبد الواحد« :الوضعية احلقوقية ملمتلكات اجلماعات احمللية باملغرب» ،مجلة املالية احمللية واالقتصاد اجلهوي ،عدد
،1995-1مطبعة دار النشر املغربية ،الدار البيضاء ،ص.41 .
الأنظمة القانونية لأمالك الدولة 74
الشروط املثبتة في هذا الظهير والذي مبوجبه يبقى ما للغير من احلقوق الثابتة قانونا
وخصوصا احلقوق اخلاصة باألحباس.
-املقابر ما عدا املقابر اإلسالمية واإلسرائيلية.
واملالحظ أنه رغم هذا السرد الضيق لألمالك العمومية فمجالها يبقى في الواقع
واسعا ما دام أن بإمكانه أن يشمل كل ملك مقيد في عداد األمالك العامة البلدية ،وهذا
التقييد يقع بقرار من الصدر األعظم يصدر بناء على طلب مدير األمور املدنية ،وبعد
مداولة اللجنة (املجلس البلدي) وكذا الرأي الذي يبديه املدير العام لألشغال العمومية
ومدير املالية العامة .كان يتم إخراج ملك من دائرة األمالك العمومية بنفس املسطرة
وطبقا لنفس الشروط.157
أما بخصوص األمالك اخلاصة للبلديات فينص الفصل 5من ظهير 1921،158 /10/19
على أن هذه األمالك هي تلك التي لم تخصص بكيفية صريحة بأمالكها العمومية ،ويورد
159
هذا الفصل بعض األمثلة:
-العقارات واألبنية التي اشترتها البلديات أو بنتها على نفقتها لتخصصها بإدارات
ذات مصالح بلدية أو لتستغلها بقصد مستفادها.
-قطع األراضي الالزمة للتجزئة بداخل منطقة املدينة والتي تكون قد تخلت عنها
الدولة من ملكها اخلاص للبلديات بعوض.
الفقرة الثانية
الأمالك القروية
على غرار أمالك اجلماعات البلدية ،تنقسم األمالك القروية إلى أمالك عمومية وأمالك
خصوصية ،وذلك طبقا ملقتضيات ظهير 28يونيو .160 1954
- 157عبد الواحد شعير « :املمتلكات العقارية للجماعات احمللية باملغرب» ،مطبعة فضالة ،احملمدية ،1991 ،ص .60 .
- 158ظهير شريف مؤرخ في 19أكتوبر 1921املتعلق باألمالك اخلاصة بالبلديات حسبما مت تغييره وتتميمه ،منشور باجلريدة الرسمية
عدد 446بتاريخ 14ربيع األول 1340املوافق لـ 10نونبر .1991
- 159منية بنلمليح « :قانون األمالك العمومية باملغرب» ،مرجع سابق ،ص.61 .
- 160منشور باجلريدة الرسمية عدد 2177بتاريخ ذو القعدة 1373املوافق لـ 16يوليوز ،1954ومرسوم عدد 1341-58بتاريخ
25رجب 4( 1378فبراير )1989احملدد لطريقة تسيير امللك العام القروي.
75 ق�صور النظام القانوين والتنظيمي لأمالك اجلماعات الرتابية و�إ�شكالية التمويل الغري جبائي للتنمية املحلية باملغرب
بالنسبة للدومني العمومي ينص الفصل األول من الظهير املذكور على أن امللك العمومي
القروي يضم كافة األمالك املخصصة به بصفة صريحة.
غير أن الشيء اجلديد في هذا الظهير هو أن األمالك الداخلة بدائرة امللك العمومي
القروي تكون كذلك بحكم تخصيصها الستعمال العموم أو بحكم استعمالها لتسيير
املرافق العمومية احمللية التابعة للمجالس القروية ،فمعيار الدومني العام هنا لم يبق مبهما
كما كان الشأن بالنسبة ألمالك الدولة العامة في إطار ظهير 1914والذي يستعمل
عبارة استعمال العموم ولكن من غير تبيان فرضيات التخصيص املباشر أو التخصيص
غير املباشر ،في حني أن ظهير 1954مييز بوضوح حالة التخصيص الستعمال العموم
والتخصيص لتسيير املرافق العمومية.161
162
وتضم األمالك العمومية القروية :
-املسالك والطرق واألزقة والساحات والبساتني أو احلدائق العمومية واحملالت املجهزة
بشؤون اإلنارة والبواليع.
-املياه التي يشربها الناس أو املعدة إلرواء املواشي واألجهزة املعدة لذلك.
-العقارات كاألسواق ومرافقها والفنادق واملجازر واآلثار واحلمامات املعدة إلزالة
الطفيليات املصابة بها البهائم.
أما املسطرة املتبعة فيما يخص تخصيص هذه األمالك بالدومني العام فيتضمنها الفصل
الرابع من الظهير حيث تتم مبوجب قرار وزيري يصدر بعد استشارة مدير الداخلية ورؤساء
اإلدارة الذين يهمهم األمر وبعد اقتراح اجلماعة اإلدارية (املجلس القروي) ،نفس املسطرة
تتبع لنزع هذا التخصيص.
وينص الفصل السادس على مجانية تسليم امللك العمومي أو اخلصوصي للدولة
لفائدة اجلماعات اإلدارية حتت نفس الشروط املنصوص عليها بالنسبة للبلديات شريطة
أن حتافظ على األمالك املقيدة وتصونها وأن تتكفل ببقاء مباشرة احلرمان عليها وغيرها
من االلتزامات.
161 - Eddahbi (A) :»Les biens publics en droit marocain», Thèse d’Etat, Bordeaux, 1985,
p : 195.
- 162شعير عبد الواحد « :الوضعية احلقوقية ملمتلكات اجلماعات احمللية باملغرب» ،مرجع سابق ،ص .44 .
الأنظمة القانونية لأمالك الدولة 76
أما الدومني اخلصوصي للجماعات القروية فهو كل األمالك غير املخصصة بالدومني
العمومي (معيار سلبي) ،واألمالك اخلاصة اجلماعية هي بصفة عامة كل املمتلكات
التي متلكها اجلماعات الترابية ملكية خاصة ،ولم تكن خصصت صريحا بأمالكها
العمومية ،بحيث ميكن االحتفاظ بها كاحتياطات عقارية أو تخصيصها الستعمال
املصالح العمومية أو استغاللها بالكراء أو التصرف فيها بجميع أنواع التصرفات
القانونية اجلاري بها العمل.163
أما في إطار القانون اجلديد املنظم للجماعات احمللية 164،فنجد الفصل السابع من
امليثاق اجلماعي اجلديد رقم 78.00يتحدث بخصوص اجلماعات احلضرية التي يفوق عدد
سكانها 500.000نسمة ،عن نظام األمالك املوضوعة رهن إشارة املقاطعة دون اإلشارة إلى
معيار حتديد امللك العام أو جرد ألنواعه.165
كما جند بعض املقتضيات املتعلقة بامللك اجلماعي في إطار اختصاصات رئيس املجلس
اجلماعي ،حيث تنص املادة 47الفقرة « : 6يدبر أمالك اجلماعة ويحافظ عليها ،ولهذه
الغاية يسهر على حتيني سجل احملتويات ومسك جداول إحصاء األمالك اجلماعية وتسوية
وضعيتها القانونية ويتخذ كل األعمال التحفظية املتعلقة بحقوق اجلماعة» .وجاء في
الفقرة « : 8يتخذ التدابير املتعلقة بتدبير امللك العمومي اجلماعي ومينح رخص االحتالل
املؤقت للملك العمومي بإقامة بناء.»...
وبتصفحنا لقانون 17.08الذي يغير ويتمم مبوجبه القانون رقم 78.00املتعلق بامليثاق
اجلماعي 166،نالحظ بأنه لم يأت بشيء جديد بهذا الصدد ،باستثناء ما أورده بخصوص
مجموعات التجمعات احلضرية في الباب السابع (وخاصة الفرع الثالث منه واملتعلق
بالتنظيم املالي واملستخدمني واملمتلكات) ،حيث نص في الفقرة 11من املادة 83على ما
يلي « :تتكون أمالك املجموعة من األمالك التي تقتنيها ومن األمالك التي توضع رهن
إشارتها من طرف اجلماعات املكونة لها ألجل ممارسة اختصاصاتها وذلك وفقا لشروط حتدد
بنص تنظيمي».
« - 163دليل ممتلكات اجلماعات احمللية وهيئاتها :تدبير األمالك اخلاصة للجماعات احمللية وهيئاتها» ،عدد ،2001 ،2ص.3.
- 164ينظر القانون رقم 78.00املتعلق بامليثاق اجلماعي الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.02.871بتاريخ 25رجب 1423
املوافق لـ 3أكتوبر ،2002منشور باجلريدة الرسمية عدد 5058بتاريخ 21نونبر ،2002ص .3468 .
- 165تنص املادة 131على أنه «يضع املجلس اجلماعي رهن إشارة مجلس املقاطعة األمالك املنقولة والعقارات الضرورية ملزاولة
اختصاصاته والتي تظل في ملكية اجلماعة وحتتفظ بكل احلقوق وتتحمل كل االلتزامات املرتبطة مبلكية هذه األمالك».
- 166منية بنلمليح :مرجع سابق ،ص .63 .
77 ق�صور النظام القانوين والتنظيمي لأمالك اجلماعات الرتابية و�إ�شكالية التمويل الغري جبائي للتنمية املحلية باملغرب
ويظهر من خالل هذه املادة أن املشرع اكتفى بذكر مصادر األمالك التي ميكن أن تتوفر
عليها هذه املجموعات دون حتديد لطبيعتها وال ألنواعها وال ملعايير متييزها عمن عداها
وبهذا فهو يكرس الغموض الذي اتسمت به النصوص السابقة.167
املطلب الثاين
ممتلكات العماالت و الأقاليم واجلهات
لقد عمل املشرع املغربي على تنظيم هذه األمالك مبجموعة من القوانني سواء ذات
الصبغة اخلاصة ،أو تلك التي تتخذ صبغة عامة واملرتبطة أساسا بالقوانني املنظمة
للجماعات احمللية.
الفقرة الأوىل
�أمالك اجلماعات الرتابية الإقليمية واجلهوية
وهنا نشير إلى إحدى التوصيات الهامة ألعمال املناظرة الوطنية السابعة للجماعات
احمللية لسنة 1998التي طالبت بنصوص تنظم ممتلكات اجلهة .إذن في غياب نص يحدد
ذلك ستبقى اجلهات بدون ممتلكات.
وكباقي اجلماعات الترابية تتوفر اجلهات على أمالك عقارية ومنقولة ،منها ماله طبيعة
خاصة ومنها ما له طبيعة عامة ،أي أنه مرصود خلدمة املنفعة العامة .ويتولى املجلس
اجلهوي البت مبداوالته في قضايا اجلهة مبا في ذلك املسائل املرتبطة مبجال املمتلكات ،فهو
يهتم بكل ما من شأنه حتقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية والثقافية .170كما يقوم
بإعداد مخططات التنمية .171إال أن قرارات املجلس اجلهوي املرتبطة بتدبير املمتلكات
العامة أو اخلاصة للجهة تتطلب املصادقة الصريحة من قبل سلطات الوصاية.172
وميكن أنه يؤذن للجهات في إنشاء عالقات تعاون مختلطة بينها قصد حتقيق عمل
مشترك أو إنشاء مرافق ذات فائدة مشتركة بني اجلهات أو ألجل تدبير أموال خاصة بكل
جهة منها ومعدة لتمويل أعمال مشتركة .وتدبر شؤون التعاون بني اجلهات جلنة تعاون
مشتركة تتمتع بالشخصية املعنوية واالستقالل املالي.
هكذا تشكل األمالك احمللية دعامة أساسية لتنمية املوارد الذاتية للميزانيات احمللية،
وتظهر هذه األهمية من خالل حجم املبالغ التي تستخلصها اجلماعات احمللية من هذه
األمالك وميكن أن نوضح ذلك من خالل اجلدول التالي :
جدول توزيع مداخيل أمالك اجلماعات احمللية ( 2008/2007باملليون درهم)
الفقرة الثانية
مورد امللك الغابوي
إن الغابة كثروة طبيعية تشكل موردا ماليا ملن ميلكها ،لكن استغاللها االقتصادي
تفرض عليه شروط بيئية نظرا للحاجات العامة املتزايدة في هذا املجال ،فالغابة ميكنها
أن تعالج االختناق املالي الذي تعاني منه اجلماعات القروية خاصة صاحبة امللك الغابوي،
لكن يجب أن يكون ذلك على حساب نفسها ،ألنها مورد مالي وبيئي جتب تنميته في
االجتاهني معا.175
- 173كرمي حلرش « :تدبير مالية اجلماعات احمللية باملغرب ،على ضوء القانون رقم ،»08/45سلسلة الالمركزية واإلدارة احمللية ،عدد
،4طوب بريس الرباط ،2010ص ص .43-44 .
174 -Sbihi (M) : «La gestion des finances communales», Edition Babel, Rabat, 1992, p:205.
- 175للمزيد من التفاصيل يراجع في هذا الشأن :عبد املجيد أسعد « :مالية اجلماعات احمللية باملغرب» ،الطبعة األولى ،مطبعة
النجاح اجلديدة الدار بالبيضاء ،1991 ،ص .87 :
الأنظمة القانونية لأمالك الدولة 80
ومنذ سنة 1977تخلت الدولة عن منتوج امللك الغابوي لفائدة اجلماعات احمللية
املتواجدة باملناطق الغابوية ،وقد نص الفصل 14من الظهير مبثابة قانون الصادر بتاريخ
1976/09/20املنظم ملساهمة السكان في تنمية االقتصاد الغابوي على املوارد الناجمة عن
امللك الغابوي الواقع داخل احلدود الترابية للجماعة تدفع إلى ميزانية اجلماعة املذكورة...
وبعد إصدار هذا القانون أصبحت اجلماعات احمللية املعنية تتوفر على مصدر متويلي هام
أعطى لها موردا ذاتيا جديدا ساعد الكثير من اجلماعات على حتمل مواجهة نفقاتها
العادية وكذا التقليص من اعتماداتها على الدولة.
هكذا يغطي امللك الغابوي في املغرب حوالي 8ماليني و 969ألف هكتار 176وهو ما
يعادل % 13من املساحة اإلجمالية ،وتوفر الغابات حوالي % 30من حاجيات البالد من
اخلشب و % 30من احلصيلة الطاقية السنوية و % 17من حاجيات القطيع من األعالف،
وتساهم الغابة أيضا في خلق ما بني 8و 10ماليني يوم عمل في السنة وتوفر مداخيل لفائدة
السكان املجاورين واجلماعات احمللية تصل إلى 5ماليني درهم سنويا.
من هنا يتضح لنا أن القطاع الغابوي يساهم بشكل كبير في دعم املوارد املالية للجماعات
الترابية ،خاصة التي تتوفر على ثروة غابوية مهمة ،بفضل تخصيص كل املداخيل الغابوية
لفائدة ميزانياتها مما مكنها من االرتقاء من مستوى جماعة مدعومة إلى جماعات ذات
قدرات متويلية ذاتية.
وقد فرض القانون املتعلق بتنظيم مساهمة السكان في تنمية االقتصاد الغابوي على
اجلماعات احمللية برمجة % 20كحد أدنى على األقل من املداخيل الغابوية إلعادة التشجير
وحتسني مستوى الغابات وتهيئتها وإقامة نقط املاء واملسالك الغابوية وخلق املناطق اخلضراء
وحماية الغابة.
إن استفادة امليزانيات احمللية من امللك الغابوي يفرز لنا ثالثة أنواع من اجلماعات
بحسب درجة هذه االستفادة ،فهناك في مداخيلها العادية نسبة متوسطة ال تتجـــاوز
% 65,55كأعلى نسبة ،وفئة أخرى تكاد تكون مساهمة الغابات في مداخيلها العادية
منعدمة لضعف مساحتها الغابوية ،أو لعدم توفرها عليه ،وهو أمر يؤدي إلى تعاظم الفوارق
املالية بني مختلف اجلماعات وبالتالي حرمان عدد كبير منها من هذا املورد .ولتجاوز هذا
التفاوت البد من نهج سياسة حتسيسية وتواصلية بالنسبة للمستفيدين من الغابة وإعادة
النظر في تعاملهم معها ،واعتبارها موردا متويليا للتنمية احمللية على غرار موارد األمالك
احمللية ،لذا جتب حمايتها من كل األخطار التي تهددها خاصة إذا علمنا أن الغطاء
الغابوي يتراجع بشكل سنوي بنسبة 31000هكتار ،ويرجع ذلك إلى عدة عوامل ،كتلك
التي تفرضها الشروط اإلدارية وتهيئة املجال وإعداد التراب الوطني.177
املطلب الثالث
تدبري الأمالك اجلماعية وتنمية الر�صيد العقاري للجماعات الرتابية
إن ثروة اجلماعة تقاس بامتداد رصيدها العقاري وبقدرتها على صيانته وتنميته ،ولهذا
دأبت اجلماعات الترابية على االعتناء مبمتلكاتها وتدبيرها ،والسعي لتكوين احتياطي
عقاري مهم من أجل توظيفه خللق مشاريع تنموية في امليادين التجارية والصناعية
والسياحية ...إلخ.
وعلى هذا األساس ،يعد موضوع االستثمار العقاري من املواضيع األشد جذبا وإغراءا
في الظروف الراهنة لتوظيف الودائع واألموال .ويقصد باالستثمار العقاري ،تأهيل العقار
وفق منوذج العقارات احملفظة ،بحكم أن التحفيظ العقاري أصبح في املقام األول محركا
لالقتصاد الوطني ومساهما في تأهيل املوارد البشرية العاملة في املجال العقاري ،وعنصرا
استراتيجيا في مجال التنمية وركيزة أساسية في إعداد التراب الوطني ،178الذي تتوقف
عليه إستراتيجيات التنمية احمللية والسياسات العامة واخلاصة.179
الفقرة الأوىل
مظاهر التنمية للملكية العقارية اجلماعية
إن الوظيفة التي أصبحت تقوم بها اليوم اجلماعة املقاولة في مجال التنمية الشمولية،
يتطلب وعاءا عقاريا قد تتوفر عليه أو تعمل على اقتنائه 180،إما باللجوء إلى مسطرة اقتناء
- 177عبد املجيد أسعد « :مالية اجلماعات احمللية باملغرب» ،مرجع سابق ،ص .97 .
- 178عبد العزيز بلقزيز « :العقار والتنمية املستدامة» ،أشغال اليوم الدراسي املنظم من طرف عمالة إقليم احلوز واملكتب اجلهوي لالستثمار
الفالحي للحوز بتعاون مع مركز الدراسات القانونية واملدنية والعقارية حول «العقار واالستثمار» ،بكلية العلم القانونية واالقتصادية
واالجتماعية مبراكش يوم 19يونيو ،2003املطبعة والوراقة الوطنية مبراكش ،الطبعة األولى ،2005ص .139 .
- 179املرجع السابق.
- 180الهادي مقداد « :السياسة العقارية في ميدان التعمير والسكنى» ،مطبعة النجاح اجلديدة ،الدار البيضاء ،الطبعة األولى
،2000ص.193 .
الأنظمة القانونية لأمالك الدولة 82
األراضي انطالقا من ميزانيتها اخلاصة بعد احلصول على موافقة سلطة الوصايا ،إذ يشرع
بالتفاوض مع املالكني مباشرة وفي السهر على تسديد مبلغ االقتناء بعد حصول االتفاق بني
الطرفني 181،وال أحد يجادل في فائدة إيجابية هذه الوسيلة ،لكنها تتسم باحملدودية ،نظرا
لضعف االعتمادات املالية من جهة ،وتوغل ثقافة املضاربة من جهة أخرى.
في هذا اإلطار ال يوجد نص قانوني يعرف امللكية العقارية اجلماعية ،إال أن االختصاص
الفقهي حاول التمييز بني امللكية العقارية اجلماعية- 182العامة واخلاصة -فامللكية العقارية
اجلماعية اخلاصة هي املقصودة في هذا التحليل ،فهي إذن تلك األمالك القابلة للتصرف
فيها من لدن اجلماعات احمللية عن طريق التصرفات املشروعة حتقيقا للمصلحة العامة،
أو ألجل مصلحة جماعية معينة ،عن طريق البيع أو املعاوضة ،بعد استشارة تأخذ بعني
183
االعتبار رأي السلطة اإلدارية املختصة.
وبذلك على اجلماعة تبني إستراتيجية لتنمية ملكيتها العقارية ،من أجل تنشيطها
وحتويلها من حالة الركود إلى حالة احلركة ،واستغاللها استغالال أمثل لتحقيق أكبر قدر
ممكن من الرخاء االقتصادي واالجتماعي والثقافي لساكنة اجلماعة 184،وتتجسد مظاهر
185
هذه التنمية في :
-العقارات واألبنية التي تقتنيها اجلماعات أو تبنيها على نفقتها لتخصيصها
خلدمات ذات املصلحة احمللية أو الستغاللها قصد تنمية مواردها املالية،
- 181عز الدين املاحي « :اقتناء األراضي بالتراضي كأداة إلجناز املشاريع االقتصادية واالجتماعية» ،أعمال اليوم الدراسي الذي نظمه
مركز الدراسات القانونية واملدنية والعقارية بكلية العلوم القانونية واإلقتصادية واإلجتماعية مبراكش وبلدية جليز حول «تدبير
األمالك اجلماعية وتنمية الرصيد العقاري للجماعات احمللية» ،بتاريخ 9يناير ،2001املطبعة دار وليلي للطباعة والنشر،
مراكش ،الطبعة األولى ،2003ص.106.
- 182فامللكية العقارية اجلماعية العامة يقصد بها كل األمالك التي تخصص للمنفعة العامة وال يجوز إخضاعها إلى أحكام القانون
اخلاص ،وإمنا من األفضل إخضاعها لقواعد استثنائية بهدف حمايتها واحملافظة عليها من حيث ال يجوز التصرف فيها وال إقامة
احلجوز عليها وال اكتساب ملكيتها بالتقادم بعامل مضي الزمن.
أما امللكية العقارية اجلماعية اخلاصة فيراد بها كل األمالك التي ميكن للجماعات احمللية أن تتصرف فيها مبثل التصرفات
التي يجريها األفراد على ملكياتهم اخلاصة كالبيع والشراء واملعاوضة .أنظر محمد بونبات « :امللكية العقارية اجلماعية وطرق
حمايتها» ،أعمال اليوم الدراسي الذي نظمه مركز الدراسات القانونية واملدنية والعقارية ،بكلية احلقوق مبراكش وبلدية جليز حول
«تدبير األمالك اجلماعية وتنمية الرصيد العقاري للجماعات احمللية» ،مرجع سابق ،ص .23 .
- 183محمد بونبات « :امللكية العقارية اجلماعية وطرق حمايتها» ،مرجع سابق ،ص .24 .
- 184مبارك أخرضيض « :مظاهر التنمية للملكية العقارية للجماعات احلضرية والقروية في قانون امليثاق اجلماعي اجلديد» ،أعمال
اليوم الدراسي السابق الذكر ،ص .77 .
- 185بهيجة هسكر « :اجلماعة املقاولة باملغرب :األسس ،املقومات والرهانات» ،سلسلة الالمركزية واإلدارة احمللية ،عدد ،5الطبعة
األولى ،2010ص .76 :
83 ق�صور النظام القانوين والتنظيمي لأمالك اجلماعات الرتابية و�إ�شكالية التمويل الغري جبائي للتنمية املحلية باملغرب
- 186عبد املنعم البحر « :تدبير األمالك اخلاصة للجماعات احمللية وهيئاتها» ،أعمال اليوم الدراسي السابق الذكر ،ص.135 :
- 187املادة 36من القانون رقم 78.00والقانون رقم .17.08
- 188مبارك أخرضيض :مرجع سابق ،ص ص .82-81 .
- 189سيف الدين فاسي الفهري « :دور جتزئات الدولة في تنمية الرصيد العقاري للجماعات احمللية ،بلدية مراكش املنارة منوذجا»،
أعمال اليوم الدراسي السابق الذكر ،ص .161 .
- 190مهدي بنمير « :اجلماعة وإشكالية التنمية احمللية باملغرب ،دراسة حتليلية للممارسة اجلماعية على ضوء ظهير 30شتنبر
،»1976أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام ،جامعة احلسن الثاني ،كلية العلوم القانونية واإلقتصادية واإلجتماعية بالدار
البيضاء ،1990 ،ص.300 .
الأنظمة القانونية لأمالك الدولة 84
الفقرة الثانية
اجتاه اجلماعة نحو �سيا�سة االحتياطات العقارية
يعتبر العقار عنصرا أساسيا لالستثمار ،ووسيلة لالدخار وعامال لإلنتاج في مجال
النشاط الفالحي ،ووعاءا الستقبال االستثمارات في قطاعات مختلفة .وبناء عليه ،فقد
أصبح االستثمار العقاري للجماعات احمللية يحظى باألولوية لدى هذه األخيرة ،وفق تصور
جديد يستجيب للتوجيهات امللكية السامية التي جاءت متضمنة في الرسالة املوجهة إلى
الوزير األول في 9يناير 2002التي تتعلق مبوضوع التدبير الالمتمركز لالستثمار.
ومنذ ذلك احلني ،يعرف هذا القطاع سجاالت ونقاشات حادة ،حول تعقيد منظومته
القانونية ،ناهيك عن اإلشكاالت التي تطرح ذاتها كواقع ،إذ البد من التعامل معها بنوع
من الذكاء االقتصادي ،كاالرتفاع الصاروخي ألسعار العقار 191،الذي زاد من محدودية
السوق العقارية من جهة ،وتفشي ظاهرة املضاربة العقارية من جهة ثانية.
ونظرا للعالقة اجلدلية بني العقار واالستثمار ،أصبح من الالزم على اجلماعات احلضرية
والقروية تكوين رصيد عقاري ،يؤمن عمليات االستثمار واالستقرار السكاني ،وهو ما
يعرف «بسياسة االحتياط العقاري».
ويعني االحتياط العقاري ،مجموع األراضي التي تعمل الدولة أو اجلماعات احمللية
على اقتنائها من أجل استعمالها عند احلاجة ،وإجناز التجهيزات األساسية واملرافق
وعمليات التعمير .وتعتبر احتياطية لكونها ال تبرمج استعماالتها في املدى القريب،
كما ال تعرف كيفية استعمالها في املستقبل 192.وإذا كانت جل البلديات األوروبية
سلكت مسطرة تكوين االحتياطات العقارية الضرورية ،للتوسع احلضري والعمراني،
وذلك منذ القرن ،19بحيث أصبحت تتوفر على غالبية األراضي احلضرية واألراضي
املجاورة لها ملواجهة احلاجيات املستقبلية للجماعة على املستويات املتعددة االقتصادية
193
والعمرانية واالجتماعية والبيئية.
- 191يرتفع العقار بنسبة % 30سنويا حسب توفيق حجيرة وزير اإلسكان والتعمير والتنمية املجالية في أحد تدخالته في برنامج
تلفزيوني.
- 192الهادي مقداد « :السياسة العقارية في ميدان التعمير والسكنى» ،مطبعة النجاح اجلديدة ،الدار البيضاء ،الطبعة األولى
،2000ص .193 .
- 193سيف الدين فاسي الفهري :مرجع سابق ،ص .162 :
85 ق�صور النظام القانوين والتنظيمي لأمالك اجلماعات الرتابية و�إ�شكالية التمويل الغري جبائي للتنمية املحلية باملغرب
فالتوفر على احتياط عقاري كاف ،يساهم ويدعم االستثمار ،ويحرر املجالس اجلماعية
من القيود والضغوط ،التي تفرزها وضعية السوق العقارية املعقدة ،بهدف تفادي املضاربات
العقارية التي تنتج عن التوسع احلضري ،ويوفر لها التحكم في السوق العقارية وإعادة
التوازن إليها 194،وميكن في هذا الصدد تسجيل ضعف اجلماعات احمللية باملغرب بتكوين
احتياطي عقاري للتوسع العمراني على املدى املتوسط والبعيد ،بسبب ضعف اإلمكانيات
املادية لديها وقلة مصادر التمويل.
وفي إطار التحول الذي تعرفه اجلماعات احلضرية والقروية ،كمقاوالت جتعل من
االستثمار هاجسها األول ،أصبح من الواجب عليها التفكير في التوفر على احتياطي
عقاري متاشيا مع الدور املنوط بها .ألن من شأن ذلك أن يجعلها تتحكم بشكل فعال في
الوضعية العقارية ومراقبة السوق بشكل وقائي من جهة 195،وتفاديا للمضاربات العقارية
وللتصرفات التي تؤدي غالبا إلى جتميد األراضي الصاحلة للتعمير من جهة ثانية.
إن التوفر على احتياطي عقاري يساهم في تدبير وجتهيز معقلن ألجل استقطاب
االستثمارات من جهة ،ومن جهة أخرى تلبية احلاجيات ومتطلبات الساكنة .والعتبارات
اجتماعية واقتصادية توظف املجالس اجلماعية بعضها في أنشطة جتارية 196،يأتي على
رأسها ميدان التجزئات السكنية إلى جانب اخلواص واملؤسسات املختصة ،وهو قطاع يخدم
احلد من املضاربات العقارية ويوفر املساكن ويخفف من أزمة السكن من خالل جتهيزها
وحتفيظها وبيعها.
بناء على ما سبق ،تستلزم عملية وضع سياسة عقارية إرادية ،التخلي عن
املقاربات السلبية والتقليدية ،التي متيز حاليا طرق عمل مختلف اإلدارات املتدخلة
على املستوى العقاري .وعليه ،فإن هذا املنظور يستدعي وضع إستراتيجية واضحة
197
تتجلى أهدافها في :
-تسريع وتيرة التحفيظ العقاري على املستوى احلضري والقروي،
-إعادة النظر في شروط تدبير أراضي األمالك املخزنية ،وأراضي األحباس ،وأراضي
اجلموع وامللك الغابوي ،وذلك لضمان تدبير حديث وشفاف،
-وضع آليات دائمة ملعرفة وتتبع الرصيد العقاري ،خاصة بالضاحية عبر عمليات
منوذجية ،قبل تعميمها على مجموع املجاالت احلضرية،
-التفكير في مضمون مؤسساتي وقانوني للسياسة العقارية ،تأخذ بعني االعتبار
توجهات إعداد التراب الوطني والتخطيط احلضري.
املبحث الثالث
تقييم واقع الأمالك املحلية باملغرب ومتطلبات الإ�صالح
رغم املجهودات التي قام بها املشرع املغربي في السبعينات في ميدان الالمركزية بصفة
عامة ،جند أنفسنا أمام معضلة جمة تتجسد في تنوع النصوص القانونية الضابطة للميدان
العقاري اجلماعي .وأول شيء يالحظ في هذا اإلطار هو تواجد نصني حول ممتلكات اجلماعات
البلدية وممتلكات اجلماعات القروية ،من حيث أرضيتها ومن حيث كيفية تدبيرها ،وذلك
مع تواجد امليثاق اجلماعي الصادر في 30شتنبر 1976الذي وحد مبدئيا بني النوعني من
اجلماعات ،وهو ما أكده امليثاق اجلماعي احلالي لسنة .2009وهذا في حد ذاته «شذوذ
قانوني» إن صح التعبير ،خصوصا إذا ما علمنا أن معدل املدة الفاصلة بني نصوص 1921
و 1954و 1976و 2009هي جيل بكامله .ونلمس هذا «الشذوذ» بعمق إذا ما استحضرنا
التطورات االقتصادية واالجتماعية والثقافية التي حتصل من جيل إلى جيل ،وكذا طلبات
ومتطلبات كل حقبة تاريخية على حدة .فنحن في حاجة واحلالة هذه إلى توحيد نصي 1921
و 1954في إطار قانون ضابط لتنظيم املمتلكات العقارية لكل الوحدات اجلماعية سواء
198
كانت بلدية أو قروية ،قانون جديد يتماشى مع رغبات املغرب اجلديد.
وحتى نقوم بتقييم واضح لواقع األمالك احمللية في املغرب ،سوف نقف عند االنعكاسات
السلبية على إدارة وتدبير األمالك اجلماعية والناجتة عن تخلف التشريع املغربي في مجال
حتديد امللكية العامة ،من خالل إبراز أهم االنعكاسات السلبية للمعيار املغربي على
مستوى تدبير األمالك اجلماعية ،ونتبعها بتحديد أسباب ضعف موارد األمالك اجلماعية،
قبل أن ننتقل إلى التطرق للتفكير حول آفاق التشريع في مادة األمالك اجلماعية.
198 -Bennani (M) : «Les problèmes immobiliers des collectivités locales», in «Documents
du colloque de Marrakech», p : 162.
87 ق�صور النظام القانوين والتنظيمي لأمالك اجلماعات الرتابية و�إ�شكالية التمويل الغري جبائي للتنمية املحلية باملغرب
املطلب الأول
االنعكا�سات ال�سلبية للمعيار املغربي على م�ستوى تدبري الأمالك اجلماعية
ليس ثمة أدنى شك ،على اإلطالق ،في أن شيوع املعيار الطبيعي كانت له انعكاسات
سلبية على تدبير وإدارة األمالك العمومية بصفة عامة ،واألمالك العمومية للجماعات
الالمركزية على وجه اخلصوص .فباستقرائنا لواقع املمارسة العملية في هذا االجتاه ،نستشف
بأن تلك االنعكاسات السلبية مست مستويات رئيسية ،أهمها مسألة ضبط األمالك
اجلماعية ،ومسألة التصرف في األمالك اجلماعية.
الفقرة الأوىل
انعكا�سات املعيار الطبيعي على �ضبط وتدوين الأمالك اجلماعية
إن ضبط األمالك اجلماعية وتدوينها في سجالت مرقمة ومبوبة يعتبر ضروريا لكل
تسيير سليم لهذه األمالك .ذلك أن تدبير هذه األخيرة ال ميكن بأية صورة من الصور ،أن
يكون مستقيما ومذرا إال إذا كانت اجلماعات املالكة على بينة ومعرفة تامة بأمالكها.
ونظرا لهذه احلقيقة املنطقية ،ألزمت األنظمة املعمول بها 199اجلماعات احلضرية والقروية
على مسك سجل خاص يدعى «كناش املشموالت» أو «سجل احملتويات» تضمن فيه كل
املعلومات اخلاصة بأمالكها .وينقسم السجل املذكور إلى قسمني :قسم تدون فيه األمالك
التابعة للملك العمومي ،والقسم اآلخر تدون فيه األمالك التابعة للملك اخلصوصي.
وإذا كان هذا السجل ،بالنظر إلى املعلومات التي يتضمنها ال ميكن في اعتقادنا ،أن
يساعد اجلماعات احمللية على التحكم في أمالكها ،باعتباره يعطي فقط نظرة على تلك
األمالك وهي في صورتها اجلامدة 200،فإنه مع ذلك يعد ضروريا من الناحية املادية لكونه
ميكن اجلماعات املالكة من معرفة اجلوانب الكمية والنوعية ملجموع األمالك التي توجد
بحوزتها .ودون الدخول في التفاصيل ،في هذا االجتاه نشير إلى أنه بالرغم من املجهودات
- 199ينظر في هذا الشأن الفصل األول من القرار الوزيري املتعلق بتحديد كيفية تدبير األمالك البلدية وكذا الفصل األول من املرسوم
املتعلق بتحديد كيفية تسيير أمالك اجلماعات القروية.
- 200إن املعلومات التي تدون في هذا السجل هي نوع امللك وأصله ورسم ملكيته وتاريخ تسجيله في امللك اجلماعي ،وإذا كان امللك
عقارا تسجل في السجل مساحته وموقعه وكذا يشار فيه إلى البراءة من األمالك املبيعة أو املعوضة أو العقارات املجزأة .فهذه
املعلومات تفيد اجلماعات في معرفة امللك وهو في حالة سكون ،وال تفيد ،بالتالي في معرفته وهو في حالة حركة .للمزيد من
التفاصيل أنظر :ميلود بوخا « :املمتلكات اجلماعية :نظامها القانوني وتدبيرها» ،مرجع سابق ،ص 151 .وما يليها.
الأنظمة القانونية لأمالك الدولة 88
املكثفة التي بذلت من لدن مصالح الوصاية اإلدارية بهدف حتسيس اجلماعات احمللية
بضرورة االعتناء بأمالكها ،وبالتالي تسجيلها بسجالت احملتويات وفق منظور النصوص
التنظيمية املعمول بها ،نؤكد بالرغم من ذلك ،أن مسك هذه السجالت ظل من الزوايا
األكثر اختالال في دائرة العمل اجلماعي إلى يومنا هذا.
وإذا كانت سلطة الوصايا ،كما يبدو ترد السبب في عدم ضبط األمالك اجلماعية
وتدوينها إلى تقصير املجالس اجلماعية ورؤسائها 201،فإن هذا السبب وإن كان جوهريا
في حد ذاته ،ال يعتبر السبب الوحيد في هذا النطاق .إذ بالرغم من توفر اإلرادة لدى
بعض رؤساء املجالس اجلماعية لضبط أمالك جماعاتهم وتسجيلها في سجل احملتويات،
يصطدمون في الغالب ،مبعوقات متنعهم من القيام بذلك .ويوجد في مقدمة هذه املعوقات
عدم توفر اجلماعات على امللفات القانونية والتقنية اخلاصة بكل ملك من أمالكها ،وعلى
األخص منها تلك التي توجد في ملكيتها منذ زمن بعيد .إذ كيف ميكن لهذه اجلماعات
واحلالة هذه ،أن متأل سجالت احملتويات مبعلومات ال تتوفر لديها .ومن ثم ،كان على جهاز
الوصاية أن يركز جهوده على كشف األسباب احلقيقية النعدام وجود امللفات لدى اجلماعات
احمللية ،بدل اتخاذ إجراءات حتفز هذه األخيرة على القيام بشيء هي عاجزة عن القيام به
في األصل.
وإذا كان املقام هنا ال يسمح بالكشف عن أهم األسباب الكامنة وراء عجز اجلماعات
عن مسك سجالت عملية ومضبوطة 202،فإن ما نريد التأكيد عليه هو أنه حتى مع افتراض
التغلب على كافة اإلكراهات في هذا االجتاه ،فإن اجلماعات احمللية سوف تصطدم دائما
بإشكالية معيار امللكية العامة عند عزمها تقييد أمالكها بسجالت احملتويات .إذ مع
انعدام وضوح الرؤيا في هذا االجتاه ،تبقى للجماعات احمللية سلطات تقديرية واسعة في
اختيار الصفة التي تريد إحلاقها بأمالكها املخصصة خلدمة املرافق احمللية وزبنائها ،فإن
أرادتها أمالكا عامة سجلتها بسجل األمالك العمومية ،وإن أرادتها على النقيض من
ذلك ،أمالكا خاصا سجلتها بسجل أمالكها اخلاصة.
ويشهد الواقع امللموس أن بعض اجلماعات ،إن لم نقل كثيرا منها ،تتعامل مع
بعض أمالكها ذات الطبيعة العامة وكأنها أمالكا خاصة ،بحيث تقوم بتسجيلها
- 201ينظر املنشور عدد 125بتاريخ 26ماي 1981حول مراقبة سجالت محتويات األمالك اجلماعية.
- 202أنظر أهم تلك األسباب في رسالة األستاذ ميلود بوخال لنيل دبلوم السلك العالي للمدرسة الوطنية لإلدارة العمومية حول
املمتلكات اجلماعية املشار إليها سابقا ،ص ص .154-155 .
89 ق�صور النظام القانوين والتنظيمي لأمالك اجلماعات الرتابية و�إ�شكالية التمويل الغري جبائي للتنمية املحلية باملغرب
ضمن سجل األمالك اخلاصة ،وجتري عليها تصرفات القانون اخلاص ،كما سنشير إلى
ذلك في الفقرة املوالية.
الفقرة الثانية
انعكا�سات املعيار الطبيعـي على الت�صـرف يف الأمـالك
العامة وملحقاتها
إذا كان من شبه املؤكد أن الطريقة التي تدير بها اجلماعات الالمركزية أمالكها ال
تساير الطموحات احمللية ،فإن ما يسترعي االنتباه أكثر أن غالبية اجلماعات الترابية ال
حتترم الضوابط القانونية في التعامل مع أمالكها العامة .ذلك أن مجموعة من العوامل
أهمها قدم النصوص وتعددها فضال عن قصور معيار امللكية العامة وطريقة تخصيصها،
شجعت األجهزة احمللية –عن قصد أو غير قصد -على إخضاع بعض أمالكها العامة
إلى التصرفات التي جتريها على أمالكها اخلاصة بكل ما يترتب على ذلك من إفرازات
سلبية تطال نتائجها ليس فقط اجلماعات املالكة واملتعاملني معها من اخلواص ،بل
تهدد في الصميم مقتضيات املصلحة العامة .وينهض دليال على صحة ما نقول جملة
من التصرفات أهمها جلوء اجلماعات إلى تفويت وكراء األمالك العامة وملحقاتها في
إطار ضوابط وعالقات القانون اخلاص .إذ ثبت بالرجوع إلى بعض مقررات املجالس
اجلماعية 203وبعض األحكام القضائية الصادرة بخصوص النزاعات العقارية ،أن بعض
اجلماعات تقوم تارة بعملية بيع أجزاء من امللك العام للخواص ،وتارة أخرى تقوم بإبرام
عقود في إطار القانون اخلاص على بعض ملحقات وتوابع امللك العام (كملحقات
األسواق والساحات واحملطات الطرقية ،)...وهو األمر الذي يجعل هذه اجلماعات عند
قيام نزاع أمام العدالة ،تكون في مركز متساو مع املتعاملني معها .إذ أن احملكمة عادة
ما تأخذ بقاعدة «العقد شريعة املتعاقدين» مما يجرد اجلماعات املعنية من امتيازات
السلطة العامة التي كان من الالزم أن تتوفر عليها لو أنها تصرفت إزاء أمالكها العامة
204
في إطار أحكام ومقتضيات القانون العام.
- 203أنظر مقرر املجلس اجلماعي ليعقوب املنصور القاضي بتفويت سوق «الغزل» واملسبح البلدي إلى اخلواص ،جريدة االحتاد
االشتراكي عدد 3462بتاريخ 30يوليوز ،1993ص .5 .
- 204ينظر بهذا الصدد قرار املجلس األعلى عدد 545بتاريخ 1984/10/25في قضية الشركة الصناعية امللكية املغربية ،ضد
رئيس املجلس البلدي ملراكش (حكم غير منشور).
الأنظمة القانونية لأمالك الدولة 90
فاألمالك العامة كما هو معلوم ،أخرجها املشرع من دائرة التعامل املدني الذي تخضع له
205
األمالك اخلاصة وذلك بهدف حمايتها واحلفاظ على املصلحة العامة املخصصة خلدمتها،
بحيث ال يجوز التصرف فيها إال عن طريق قرارات انفرادية (كالترخيص باالستغالل) ،أو
عن طريق إبرام عقود القانون العام بصددها (كعقود االمتياز وغيرها).
وهكذا ،فاجلماعات الترابية عندما تخرج عن هذا النهج وتدير أمالكها العامة في
ظل عالقات القانون اخلاص ،فإنها بالتأكيد ،تفقد مجموعة من االمتيازات التي تتوفر
عليها عادة حينما تدير تلك األمالك وفق أحكام وعالقات القانون العام ،خاصة عندما
يتعلق األمر بالترخيص باستغالل األمالك العامة وملحقاتها وتوابعها ،إذ باإلضافة إلى
استبعاد قاعدة «العقد شريعة املتعاقدين» من العالقة التي تربط املرخص لهم باالستغالل
مع اجلماعة املرخصة ،فإن هذه األخيرة ،بغاية احلفاظ على أمالكها العامة وحتقيق الصالح
العام ،تقوم بتضمني قراراتها املرخصة باالستغالل ،مجموعة من الشروط االستثنائية التي
يتعني على املرخص لهم احترامها مثل الغرض من احتالل امللك العام ،وشروط حماية حقوق
املنتفعني األصليني ،ونوع األبنية املراد إحداثها ومقدار واجب االستغالل الذي يتعهد املنتفع
بأدائه وكيفيات هذا األداء باإلضافة إلى مآل األشغال واألبنية املستحدثة بعد نهاية املدة
206
القانونية للترخيص وغيرها.
وهكذا يستشف بأن إخضاع األمالك العامة اجلماعية لتصرفات امللكية اخلاصة ينطوي
في حقيقته ،على مجموعة من املساوئ ليست في مصلحة اجلماعات الالمركزية على
اإلطالق .فتفويض األمالك العامة وملحقاتها بدون سند قانوني ،يخدم في العمق مصلحة
الطرف املستفيد من التفويت ،ويضر باملصلحة العامة للجماعة التي هي في أمس احلاجة
إلى دعم رصيدها العقاري ،فضال على أن عملية التفويت عادة ما تضر باملنتفعني األصليني
من تلك األمالك ،املرافق ،وحترمهم من اخلدمات التي تؤديها لهم.
كما أن إبرام عقود القانون اخلاص لكراء ملحقات األمالك العامة يجرد اجلماعات املالكة
من امتيازاتها 207كما سبق القول ،ويحرم عليها – رغم كونها جزءا من السلطة العامة-
- 205ينظر ما جاء بالفصل 3من القانون املتعلق باألمالك البلدية والفصل 8من القانون املتعلق باألمالك القروية حول حماية األمالك
العمومية.
- 206ميلود بوخال « :تخلف التشريع املغربي في مجال حتديد امللكية العامة» ،مرجع سابق ،ص .56 .
- 207ينظر على سبيل املثال قرار محكمة االستئناف بأكادير رقم 133بتاريخ ،1993/06/06السيد بنعيسى محمد ضد املجلس
البلدي لتارودانت .وهو احلكم الذي يتعلق موضوعه بعقد كراء ساحات عمومية مخصصة لوقوف السيارات.
91 ق�صور النظام القانوين والتنظيمي لأمالك اجلماعات الرتابية و�إ�شكالية التمويل الغري جبائي للتنمية املحلية باملغرب
استخدام سلطاتها في استرداد أمالكها العامة كلما اقتضت ذلك متطلبات النفع العام،
أو تغيير قيمة املوارد الناجتة عن تلك األمالك بدوافع اقتصادية محلية .فعندما رغبت
تلك اجلماعات ،خالل السنني األخيرة ،الرفع من مواردها الذاتية ومن ضمنها الزيادة في
وجيبة االنتفاع من أمالكها العمومية ،اصطدمت بكون املتعاملني معها طلبوا مقاضاتها
أمام العدالة بدعوى أنها فرضت عليهم الزيادة بصورة حتكمية ،وأنها لم تقم باستشارتهم
والتنسيق معهم كما يقضي بذلك القانون املنظم للعالقات بني املكري واملكتري بل إن
بعضهم ذهب إلى أبعد من ذلك حينما طلب من سلطة الوصاية إبطال املقررات اجلماعية
208
التي فرضت الزيادة لكونها مشوبة بعيب انعدام املشروعية.
في ضوء ما سبق ،يبدو جليا أن تخلف التشريع املغربي وعدم أخذه باملعيار احلديث
للملكية العامة الذي أخذت به تشريعات العديد من الدول ،أثر بشكل سلبي ،على إدارة
أمالك اجلماعات الالمركزية ،تدبيرا واستغالال ومحافظة .وهو أمر ال ميكن جتاوزه ،مهما
خلصت النيات ،إال بإعادة النظر في اإلطار القانوني احلالي بغاية حتيينه وجتديده وحتديثه
في أفق اللحاق باألنظمة القانونية املعاصرة في هذا الشأن ،ولن يتم ذلك في اعتقادنا،
إال بتظافر جهود كل األجهزة احلكومية التي لها عالقة بأمالك اجلماعات الترابية ببالدنا.
املطلب الثاين
�ضعف م�ساهمة الأمالك اجلماعية يف امليزانية املحلية
تكتسي األمالك اجلماعية أهمية بارزة العتبارها امللكية احلقيقية للجماعات ،إال أن
هذه األهمية تبقى نظرية فقط ،لضعف مساهمتها من الناحية العملية ،وهذا ما يتضح لنا
من خالل التطرق إلى أهم أسباب مظاهر هذا الضعف في الفقرات التالية.
الفقرة الأوىل
�ضعف م�ساهمـة املـوارد غيـر اجلبـائية يف دعـم �أ�س�س
اال�ستقالل املايل
إن اجلماعات احمللية تتوفر على أمالك عقارية ومنقولة متنوعة تعتبر ركيزتها في
ممارستها لوظائفها اإلدارية واالقتصادية واالجتماعية وغيرها ،وعصب كل تنمية اقتصادية
- 208ميلود بوخال « :تخلف التشريع املغربي في مجال حتديد امللكية العامة» ،مرجع سابق ،ص .56 .
الأنظمة القانونية لأمالك الدولة 92
واجتماعية قد تشهدها .بل ال نبالغ إذا قلنا بأن األمالك بالنسبة للجماعات الترابية تعتبر
مبثابة الشرايني جلسم اإلنسان ،فكما أن هذه الشرايني تسمح بتدفق الدم إلى اجلسم فإن
األمالك هي التي متكن اجلماعة من حتقيق اخلدمات املختلفة التي يحتاج إليها السكان
احملليون ،وبفضلها تستطيع كذلك إجناز املشاريع التنموية واملرافق الضرورية.
وفضال عن ذلك فإن موارد هذه األمالك ال تشكل إال نسبة ضئيلة لتمويل امليزانيات
احمللية 209.وإذا لوحظ أن بعض اجلماعات ال حتصل على موارد مالية هامة من استغالل
أمالكها فإن ذلك مرده إلى سوء تدبيرها لها ،ألن قلة املوارد التي توفر لها أمالكها غالبا
ما ال تتناسب مع حجم هذه األخيرة .فمدخول األمالك بالنسبة ملختلف اجلماعات الترابية
ال يزال ضعيفا جدا باملقارنة مع احلجم اإلجمالي للموارد املالية الذاتية لها .وهذه املالحظة
تؤدي إلى أن اجلماعات الترابية بدل من أن تعول على مداخيل أمالكها لتمويل نفقاتها
تعتمد وبدرجة أساسية على املوارد الناجتة عن إمدادات الدولة ،وهي غالبا ما تكون
إمدادات مشروطة ومقيدة حلريتها في التصرف .ولعل أهم ما أصبح مييز امليزانية احمللية
هو هذا العجز الدائم ملوارد أمالكها عن تغطية حتى صوائر صيانتها ،هذا الضعف في هذا
املورد الذاتي الذي أصبح يشكل عجزا بنيويا ،ولعل هذا ما سيدفعنا إلى التنقيب حول
األسباب القانونية واإلدارية لهذا الضعف.
وهكذا وبالنظر إلى املوضع الذي يحتله كل مورد من املوارد اجلماعية داخل بنية امليزانية
نستطيع التعرف بشكل دقيق على نسبة االستقالل املالي ودرجته ،فإذا كانت الغلبة
للموارد اخلارجية وهي باألساس القروض واإلمدادات ،فإن درجة االستقالل املالي تكون
متدنية ،وإذا كانت الغلبة على النقيض من ذلك للموارد الذاتية ،فإن درجة االستقالل
املالي تكون بارزة.
غير أنه نظرا لضعف حصيلتها وعدم مسايرتها لتزايد احلاجيات احمللية كان الكل
متفق على ضرورة إصالح اجلباية احمللية ألن من خاللها ميكن الرفع من مستوى املوارد
املالية الذاتية ،فانزلق بذلك إصالح اجلباية احمللية عن اإلطار العام الذي حدده اإلصالح
الضريبي العام سنة 1984املتمثل في العمل على تنمية املوارد املالية للجماعات
باالقتصار على اجلباية فقط ،مما جعل املوارد غير اجلبائية حتتل مكانة هزيلة بداخل بنية
210
امليزانيات احمللية.
- 209محمد عالي أدبيا « :إشكالية االستقالل املالي للجماعات احمللية ،نحو مقاربة أكثر واقعية» ،املجلة املغربية لإلدارة احمللية
والتنمية ،سلسلة «مواضيع الساعة» ،عدد ،29ص ص .220-219 .
210- Boujida (M) : «L’exploitation rationnelle du patrimoine des collectivités locales»,
REMALD, N°9, 1994, p : 75 et suiv.
93 ق�صور النظام القانوين والتنظيمي لأمالك اجلماعات الرتابية و�إ�شكالية التمويل الغري جبائي للتنمية املحلية باملغرب
الفقرة الثانية
�أ�سباب �ضعف موارد الأمالك املحلية وعدم م�سايرتها
للمتطلبات التنموية
تتعدد األسباب التي تعرقل منو اإلمكانيات التمويلية لألمالك احمللية وعدم مسايرتها
للمتطلبات التنموية ،وميكن أن نعرض هذه األسباب كالتالي :
غير أن هذه القطيعة مع نصوص املرحلة االستعمارية اقتصرت لألسف الشديد على
النصوص العامة التي كانت تنظم البلديات واجلماعات القروية ،ولم تشمل بالتالي النصوص
التي كانت وال تزال تنظم أمالك تلك الوحدات ،بحيث أصبحنا اليوم أمام وجود نصوص
عامة متقدمة إلى جانب نصوص خاصة عتيقة ومتجاوزة.
وميكننا كذلك أن ندرج نفس املالحظة على مستوى اجلهات املكلفة بالتصديق على
العمليات العقارية للجماعة البلدية والقروية .ذلك أن بعض اجلهات التي أوكلت إليها
النصوص اخلاصة مهمة التصديق على بعض العمليات العقارية لم تعد هي صاحبة
االختصاص في ذلك استنادا إلى النص العام الذي حول لفائدة وزير الداخلية سلطة
املصادقة على تلك العمليات بالنسبة للجماعات احلضرية ،وإلى الوالي أو العامل بالنسبة
212
للجماعات القروية.
على نطاق آخر جند بأن النصوص اخلاصة الزالت تضم مجموعة من التدابير التي كان
تطبيقها في بادئ األمر من قبيل اإلجراءات املؤقتة في الزمن .وهي مجموعة من التدابير
التي مبقتضاها حددت الدولة مسطرة حتويل بعض أمالكها العامة واخلاصة لفائدة اجلماعات
213
بهدف التكوين األولي ألرصدتها العقارية.
وعليه فإن تدبير األمالك اجلماعية يعاني –كما أوضحنا -من عدة إكراهات خاصة
اإلطار القانوني والتنظيمي والتي ميكن تلخيصها كما يلي :
-تعدد النصوص القانونية والتنظيمية التي حتكم وتنظم األمالك اجلماعية في مقابل
وجود نصوص عامة وموحدة،
-عدم صدور املرسوم الذي من املفروض أن ينظم أمالك اجلماعات اإلقليمية،
-إن النصوص اخلاصة باألمالك اجلماعية لم تعد تعكس واقع النظام املركزي
والالمركزي لبالدنا،
-تقادم النصوص القانونية اخلاصة.
- 212املادة 73من قانون 78.00املعدل واملتمم مبقتضى قانون 17.08املتعلق بالتنظيم اجلماعي.
- 213الفصول 2-3-4من القرار الوزيري املتعلق بتحديد كيفية تدبير األمالك البلدية ،والفصالن 2-3من املرسوم اخلاص بتحديد
كيفية تدبير األمالك القروية.
95 ق�صور النظام القانوين والتنظيمي لأمالك اجلماعات الرتابية و�إ�شكالية التمويل الغري جبائي للتنمية املحلية باملغرب
وإذا نظرنا إلى واقع اجلماعات الترابية في املغرب ،وإلى الطرق التي تنهجها هذه
اجلماعات في حتديد قيمة املوارد الذاتية عن أمالكها ،سوف جند بأن الطابع الذي مييز
سلوكها هو طابع االرجتال والالمسؤولية ،ذلك أن كثير من عقارات امللك اخلاص يتم
تفويتها بأثمان بخسة ال تتناسب مع قيمتها االقتصادية ،كما أن كثير من هذه العقارات
يتم كراءها بأثمان ال تتناسب مع قيمتها الكرائية.
ولعل أبرز مثال على هذا االرجتال هو الذي يجد مجاله في املعامالت املتعلقة باحتالل
عقارات امللك العام وميكننا إدراك هذا االرجتال من زاويتني :
- 1نقصد هنا األساس الذي حتدد اجلماعات بناء عليه قيمة االنتفاع بعقارات أمالكها
العامة،
- 2وتتعلق مبدة مراجعة قيمة االنتفاع بتلك العقارات.
فبالنسبة للزاوية األولى ،فإن األساس املعتمد عليه من طرف كافة اجلماعات احمللية هو
املساحة -أي مساحة العقار املراد إشغاله.-
غير أن هذا األساس الذي الزال يعتمد عليه في املغرب حتى اليوم قد مت جتاوزه في
فرنسا منذ زمن بعيد ،على اعتبار أنه يضيع على اجلماعات مداخيل كثيرة ولكونه يؤدي
إلى اإلخالل مببدأ املساواة والتعامل مع املنتفعني من جهة ثانية.
لذلك ال يجب االعتماد فقط على املساحة بل ينبغي أيضا أن يؤخذ بعني االعتبار موقع
216
العقار املنتفع به وطبيعة األرباح احملققة من قبل املنتفعني.
أما بالنسبة إلى مراجعة قيمة االنتفاع بامللك العام ،فإن املدة التي حددها القانون إلجراء
217
تلك املراجعة تعتبر طويلة بالقياس إلى ما هو عليه في بعض البلدان.
ومما يبدو أن هذه املدة لم تعد صاحلة اليوم خصوصا في وقت يعرف تقلبات اقتصادية
كبيرة وارتفاعات متتالية في األسعار ،فإن كان من املفروض على اجلماعات احمللية أن
تصون أمالكها وباألسعار احلالية ،فمن البديهي تطبيقا ملبدأ املوازنة بني املداخيل والنفقات
218
أن تقوم في وقت معقول مبراجعة مداخيلها عموما.
رابعا :التق�صري والت�أخري يف حت�صيل مداخيل الأمالك املحلية
تعرف اجلماعات الترابية إهماال فيما يخص حتصيل مداخيل أمالكها اجلماعية،
وإذا كان من الطبيعي أن تختلف اجلهود املبذولة في هذا الصدد من جماعة إلى أخرى،
وتبعا إلمكانياتها وقدراتها ،فإن هذا االختالل مع ذلك يتواجد وبنسب مختلفة في معظم
اجلماعات وقد يصل في بعضها إلى درجة من اإلفراط ال حتسد عليها.
كما أن الباقي استخالصه من موارد أمالك اجلماعات الترابية ال يشكل حقيقة واقعية
فحسب بل إنه في تدهور مستمر سنة بعد أخرى ،وهذا أمر خطير في حياة اجلماعات
219
احمللية يتعني رصد مسبباته واستئصالها من جذورها خدمة للصالح العام.
خام�سا :اجلهل وعدم الإحاطة بكل حمتويات الأمالك اجلماعية
ليس من الغريب أال تكون للجماعات الترابية سوى معرفة جزئية أو غير واضحة
للممتلكات العقارية املشيدة أو غير املشيدة ،فاملعطيات عند وجودها ال تكون تامة
220
املصداقية كما أن عدد قليل من اجلماعات تلك التي قامت بإحصاء شامل ملمتلكاتها،
كما أن عددا قليال جدا من اجلماعات تلك التي بإمكانها تقدمي تقييم ملمتلكاتها،
وبالتالي فإنه من الصعب تسيير هذه املمتلكات بكيفية مناسبة واحلصول على الفوائد
املالية واالقتصادية املرتقبة ،لقد اعترفت العديد من اجلماعات بأنها ال تتوفر سوى على
معلومات جزئية أو غير دقيقة من محتويات ممتلكاتها سواء املبنية أو الغير مشيدة وبذلك
ندرك الصعوبات التي يصادفها عدد كبير منها ملسك سجالت سليمة.
221
�ساد�سا :التدبري الغري معقلن للملك اخلا�ص اجلماعي
إن تدبير املمتلكات اجلماعية يغلب عليه الطابع التجريبي ،حيث يتجلى ذلك في غياب
أو عدم ضبط سجالت املمتلكات وعدم تصفية بعض األوضاع القانونية والبطء احلاصل في
- 218لكيلي كمال « :التمويل الغير جبائي ،»...مرجع سابق ،ص .25 .
- 219رشيد انباوي « :التحصيل اجلبائي احمللي وإشكالية الباقي استخالصه» ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا املعمقة ،كلية العلوم
القانونية واإلقتصادية واإلجتماعية بسطات ،السنة اجلامعية ،2009-2008ص.3 .
- 220املناظرة الوطنية االستثنائية للجماعات احمللية باملغرب ،الرباط.1990 ،
- 221رغم أهمية هذا امللك باعتباره امللك احلقيقي للجماعة والذي من خالله ميكن حتقيق التنمية احمللية وإقامة مشاريع تخص اجلماعة.
الأنظمة القانونية لأمالك الدولة 98
املساطر املتعلقة باملبادالت العقارية ،وعمليات البيع والشراء اخلاص بهذا النوع من العقار.
-فمثال بالنسبة للبلديات في حالة املبادلة :
املبادلة Echanges
املبادلة Echanges
في حالة ما إذا كانت قيمة العقار في حالة ما إذا كانت قيمة العقار
تتجاوز 15مليون سنتيم البد من ال تتجاوز 15مليون سنتيم ،فإن
مرسوم من الوزير األول الترخيص يكون من طرف وزير الداخلية
99 ق�صور النظام القانوين والتنظيمي لأمالك اجلماعات الرتابية و�إ�شكالية التمويل الغري جبائي للتنمية املحلية باملغرب
وإذا كانت املسؤوليات واألعباء اإلنفاقية املرتبطة بالتنمية احمللية في تزايد مستمر،
فإن أهمية تنمية املوارد بجميع أشكالها تتزايد هي األخرى ،وأن أي إهمال في هذا املجال
سيؤدي إلى خلق عجز مالي حتى بالنسبة ملا نسميه اليوم باجلماعات الغنية 224،ونظرا ملا
- 222مثال عمليات التفويت ومبادلة األمالك التي سيلتزم بشأنها (كما سبق ذكره) مسطرة معقدة ومداوالت املجالس احمللية والسلطة
احمللية ،وموافقة سلطة الوصاية.
- 223محمد عالي أدبيا « :إشكالية االستقالل املالي للجماعات احمللية» ،مرجع سابق ،ص .221 .
- 224عبد املجيد أسعد « :مالية اجلماعات احمللية» ،مرجع سابق ،ص .124 .
الأنظمة القانونية لأمالك الدولة 100
تتصف به املوارد اجلبائية من عدم مرونة وجمود 225،فإن ذلك يفرض ضرورة حتسني مردودية
املوارد غير اجلبائية 226.حتى تساهم في دعم أسس استقالل مالي حقيقي غير مرتكز على
موارد محدودة وآخذة في التناقض إذا ما أخذنا كثرة التهرب وأعمال الغش.
املطلب الثالث
التدابري الالزمة للإ�صالح و�آفاق الت�رشيع يف مادة الأمالك اجلماعية
إن إصالح واقع األمالك احمللية باملغرب ،ينبغي أن يشمل أساليب تعزيز املمتلكات
227
اجلماعية واإلقليمية واجلهوية ،وكذا قواعد حمايتها ،وذلك ضمن التصور التالي:
-ضرورة إيجاد ممتلكات كافية لصالح اجلماعات احمللية (اجلماعة ،اإلقليم ،اجلهة).
-ضرورة الطابع املجاني لعمليات اقتناء هذه املمتلكات.
-ضرورة مشاركة اجلماعات في عملية التجهيز االجتماعي االقتصادي.
-ضرورة حتديد مسطرة املبيعات العقارية.
وجتدر اإلشارة هنا إلى أن الضرورة األولى ضرورة ملواجهة خطر املضاربات العقارية التي
ينهجها عادة اخلواص وأصحاب رؤوس األموال ،وضرورة كذلك ملواجهة أزمة السكن التي
يعيشها املواطنون ذوو الدخل احملدود .فتدخل اجلماعات في هذا النطاق يهدف أوال وأخيرا
228
إلى إيجاد قطع وجتزئات أرضية لفائدة الطبقات الضعيفة واملتوسطة من املجتمع.
إال أننا إذا علمنا بأن األراضي التي ميكن للدولة أن تتنازل عنها لفائدة اجلماعات
تتواجد عادة خارج املدار احلضري للبلديات ،وإذا ما علمنا أن هذه األراضي تخضع
عادة إلى أنظمة قانونية مختلفة ومتعددة (أراضي اجلموع ،أراضي األحباس ،الكيش
إلخ ،)...أدركنا صعوبة تخطي املساطر والعقليات التي قد تعترض سبيل املجتمع ،الدولة
229
واجلماعات ،في عملية التفويت هذه.
إضافة إلى هذه النقطة ،يجب التفكير منذ اآلن في إيجاد نص صريح يوضح حاالت
مجانية عمليات شراء املمتلكات من طرف اجلماعات ،ذلك ألن إدارة التسجيل التابعة
لوزارة املالية ال تقبل مبدأ املجانية إال في بعض احلاالت التي حتددها بكل حرية على
الرغم من أن ظهيري 1921و 1954ينصان على إعفاء اجلماعات من مصاريف التسجيل
كلما تعلق األمر بشراء عقارات مخصصة لبناء مؤسسات تعليمية أو إلقامة أنشطة ذات
230
مصلحة جماعية.
كما نالحظ أن قلة االحتياط العقاري الذي تشكو منه اجلماعات ،وكذا قلة املوارد
املالية ،عامل سلبي في عملية مشاركة هذه اجلماعات في عملية التجهيز االجتماعي
واالقتصادي .فلتمكني اجلماعات من الدخول في هذه العملية ،ينبغي على الدولة أال تبالغ
في أثمنة العقارات العمومية التي تتنازل عنها لصالح هذه اجلماعة ،وذلك حتى ال تثقل
كاهل ميزانيتها ،مما يكون له وقع كبير على مفهوم الالمركزية نفسه.
وتطفو على السطح في األخير مسألة املبيعات العقارية ومسطرتها .فإذا كان القانون
ينص على أن األموال الداخلة في إطار الدومني اخلاص ال ميكن بيعها إال عن طريق املزاد
العلني .فينبغي تصحيح هذه املسطرة في توجه يتم مبقتضاه حتديد الئحة املشاركني في هذا
املزاد بحيث ال يشارك إال األشخاص ذوو الدخل احملدود أو الذين ال أمالك لديهم.
الفقرة الأوىل
التدابري الالزمة لإ�صالح وحت�سني تدبري وتنمية الأمالك اجلماعية
لقد اجتهت «جلنة الشؤون العقارية» في إطار املناظرة األولى التي عقدت في مراكش حول
231
اجلماعات احمللية ،حيث اقترحت تغيير التشريع اخلاص بالعقارات اجلماعية وإصالحه،
ومن هنا انطلقت نفس اللجنة في إطار املناظرة األخيرة التي عقدت بالدار البيضاء لتوصي
232
بـما يلــي :
-في إطار تسوية الوضعية القانونية للممتلكات العقارية اجلماعية ،ينبغي العمل
على القيام بحملة لتحفيظ املمتلكات العقارية للجماعات ،وتطبيق مقتضيات التشريعات
فيما يتعلق بتسيير األمالك العقارية ،وذلك بوضعها داخل سجل املمتلكات ،وكذا العمل
على إخضاع الهيئات العقارية لنفس املسطرة ،حتى تخرج اجلماعات من مرحلة احليازة
واالستغالل إلى مرحلة التملك.
-أما على صعيد تسيير املمتلكات العقارية ،فتوصي اللجنة بجعل نظام موحد لهذه
املمتلكات ،سواء كانت ملكا للجماعات احلضرية أو اجلماعات القروية ،وذلك متشيا مع
متطلباتها وحاجياتها وكذا جلعل حد لتعدد وتنوع التشريعات اجلاري بها العمل منذ
.1921
-وفيما يتعلق بتوفر اجلماعات على إمكانيات عقارية كافية توصي اللجنة بأن اقتناء
األمالك العقارية ينبغي أن يقع بثمن رمزي.
هذا فيما يتعلق باملرجعية القانونية للممتلكات العقارية اجلماعية .وقد الحظنا ثنائية
هذه املرجعية في إطار هيكلها العام (أعراف تقليدية ،قانون وضعي عصري) ،وثنائيتها
في إطارها الضيق ،أي في إطار القانون الوضعي نفسه (اختالف وتعدد النصوص حول
موضوع واحد).
الفقرة الثانية
دور اجلماعات الرتابية يف حماية امللك العام املحلي
بالرجوع إلى امليثاق اجلماعي اجلديد جند بأن املشرع قد عهد إلى اجلماعات احمللية مبهام
ومسؤوليات جسام في مجال تدبير ومراقبة واحلفاظ على امللك العام احمللي.
هكذا تنص املادة 43من قانون 78.00املتعلق بالتنظيم اجلماعي « :ميارس املجلس
اجلماعي داخل النفوذ الترابي للجماعة االختصاصات التي ميكن أن تنقلها إليه الدولة خاصة
في املجاالت اآلتية :إحداث وصيانة املدارس ومؤسسات التعليم األساسي واملستوصفات
واملرافق الصحية ومراكز العالج ...إجناز برامج التشجيع وحتسني وصيانة املنتزهات
الطبيعية ،إحداث وصيانة املنشآت والتجهيزات املائية الصغيرة واملتوسطة ،حماية وترميم
املآثر التاريخية واحملافظة على املواقع الطبيعية».
وتنص املادة 47أيضا من نفس امليثاق « :يختص رئيس املجلس اجلماعي بتدبير أمالك
اجلماعة واحملافظة عليها ،ولهذه الغاية يسهر على حتيني سجل احملتويات ومسك جداول
103 ق�صور النظام القانوين والتنظيمي لأمالك اجلماعات الرتابية و�إ�شكالية التمويل الغري جبائي للتنمية املحلية باملغرب
إحصاء األمالك اجلماعية وتسوية وضعيتها القانونية ،كما يتخذ التدابير املتعلقة بتدبير
233
امللك العمومي اجلماعي».
كما ميارس رئيس املجلس اجلماعي اختصاصات الشرطة اإلدارية في ميادين عديدة
من بينها :مراقبة البنايات املهملة أو املهجورة أو اآليلة للسقوط ويتخذ التدابير الالزمة
لترميمها أو هدمها طبقا للقوانني واألنظمة اجلاري بها العمل ،كما يساهم في احملافظة
على املواقع الطبيعية والتراث التاريخي والثقافي وحمايتها وذلك باتخاذ التدابير الالزمة.
كما يتعلق األمر بترميم وصيانة األمالك العامة التابعة للجماعات احمللية وتعهدها
بفضل االعتمادات املالية التي ترصد في امليزانية اجلماعية لهذه الغاية ،حيث نص الفصل
39من ظهير 18فبراير 2009بتنفيذ القانون رقم 45.08املتعلق بالتنظيم املالي للجماعات
احمللية ومجموعاتها 234على ما يلي :
« تشتمل حتمالت اجلماعات احمللية على :
...نفقات التجهيز :األشغال اجلديدة والبنايات والطرق والتجهيزات ذات النفع احمللي
واستهالك رأسمال الدين املقترض واإلمدادات املمنوحة وحصص املساهمات واملساهمات في
اإلجنازات ذات الفائدة احمللية أو الوطنية التي تهم اجلماعات احمللية».
وال يتوقف األمر عند هذا احلد بل تتوفر املجالس اجلماعية أيضا على كامل الصالحية
في منع أي احتالل غير قانوني للملك اجلماعي من طرف اخلواص .حيث جاء في الفصل 12
من القانون رقم 9.96املتمم للظهير الصادر في 30نونبر 1918املتعلق باإلشغال املؤقت
لألمالك العمومية ما يلي « :يوجه إلى كل شخص يحتل امللك العام دون احلصول على
الترخيص ،إنذار للتوقف عن االحتالل املذكور في احلال وذلك دون إخالل باملتابعة القضائية
وكيفما كان احلال يعتبر املخالف مدينا للخزينة عن كل سنة أو كسر سنة من االحتالل
- 233بخصوص مسك سجل خاص مبحتويات األمالك اجلماعية فقد ورد ذلك في نصوص عديدة سابقة أهمها :الفصل األول من مرسوم
4فبراير 1959املنشور باجلريدة الرسمية عدد 2417بتاريخ 12شعبان 1378املوافق لـ 20فبراير 1959املتعلق بتسيير أمالك
اجلماعات القروية جاء فيه «إن األموال التابعة للملك العمومي وامللك اخلاص للجماعات القروية تقيد في سجل خصوصي يدعى
سجل محتويات األموال اجلماعية ،يبني فيه فيما يخص كل واحد من هذه األموال حسب ما متت اإلشارة إليه سابقا».
= ونفس الشيء بالنسبة ألمالك البلديات ،فقد مت التنصيص عليه وذلك بواسطة القرار الوزيري املؤرخ في 31دجنبر 1921املتعلق
بكيفية تدبير أمالك البلديات منشور باجلريدة الرسمية عدد 455بتاريخ 18جمادى األولى 1340املوافق لـ 17يناير .1922
- 234ظهير شريف رقم 1.09.02صادر في 22صفر 18( 1430فبراير ،)2009منشور باجلريدة الرسمية عدد 5711بتاريخ 27
صفر 23( 1430فبراير ،)2009ص .545 .
الأنظمة القانونية لأمالك الدولة 104
غير القانوني بتعويض يساوي ثالث مرات مبلغ اإلتاوة السنوية العادية املستحقة في حالة
االستفادة من الترخيص املذكور .وتقرر هذا التعويض اإلدارة الراجع إليها أمر تسيير امللك
العام املقصود بإصدار أوامر التحصيل بناء على محاضر يعدها املأمورون محرروا احملاضر
235
املنتدبون لهذا الغرض وامللحقون وفقا للتشريع اجلاري به العمل».
وينطبق هذا االلتزام على مختلف أساليب إشغال امللك العمومي مبا في ذلك استغالله
بواسطة اللوحات اإلشهارية الذي يعرف انتشارا واسعا ومنافسة حادة بني الشركات املختصة
بشكل ال يراعى فيه احترام القوانني واألنظمة اجلاري بها العمل في هذا املجال.
236
ولتنظيم اإلشهار وضبط استغالل امللك العام اجلماعي وجهت وزارة الداخلية دورية
جلرد أهم االختالالت القانونية والتقنية واملالية التي يعرفها هذا القطاع والتي تخل بقواعد
تدبير األمالك العامة اجلماعية ،وبتنظيم اإلشهار والسير وسالمة املرور في الطرق العمومية
وبضوابط التعمير وتضر بجمالية املدن والنسيج املعماري احلضري .والعمل على حتديد
237
التدابير واإلجراءات الكفيلة بعقلنة تدبير اإلشهار واستغالل امللك العمومي اجلماعي.
نفس املسؤوليات ملقاة على عاتق مجلس العمالة أو اإلقليم فيما يخص تدبير وحماية
األمالك العمومية التابعة لهم 238.هكذا يساهم في إجناز وصيانة الطرق التابعة للعمالة أو
اإلقليم ،يسهر على احملافظة على ممتلكات العمالة أو اإلقليم وإعادة تأهيلها وصيانتها
والرفع من مردوديتها ،يساهم في احلفاظ على املواقع الطبيعية والتراث التاريخي والثقافي
والفني.239إلخ.
وفي املادة 46من قانون ،79.00ينص املشرع على أن الوالي أو العامل يتعهد باتخاذ
التدابير التالية :منها أن يحافظ على أمالك العمالة أو اإلقليم ويديرها ولهذه الغاية
يسهر على مسك جداول إحصاء أمالك العمالة أو اإلقليم وحتيني سجل محتوياتها وتسوية
240
وضعيتها القانونية ويتخذ كل األعمال التحفظية املتعلقة بحقوق العمالة أو اإلقليم.
- 235رسالة اجلماعات احمللية ،عدد ،2ماي/يونيو ،2001املديرية العامة للجماعات احمللية ،وزارة الداخلية.
- 236دورية رقم 118بتاريخ 2يوليوز ،2001وزارة الداخلية.
- 237أنظر رسالة اجلماعات احمللية ،عدد 3يوليوز-غشت-شتنبر ،2001 ،وزارة الداخلية.
- 238ظهير شريف رقم ،1.02.269صادر في 25رجب 3( 1423أكتوبر )2002بتنفيذ القانون رقم 79.00املتعلق بتنظيم
العماالت واألقاليم ،منشور باجلريدة الرسمية عدد 5058بتاريخ 21نونبر ،2002ص .3490 .
- 239الفصل 36من قانون 79.00املنظم للعماالت واألقاليم.
- 240يعد مسك جداول إحصاء األمالك اجلماعية من األهمية مبكان ذلك أنه ميكن من التعرف بشكل دقيق على األمالك املتوفرة لدى
اجلماعة ومنع وضع اليد على البعض منها من طرف أي كان .لكــن املالحـــظ أنـــه فـــي الواقـــع يقـــل أن تعتني الـمجــالس
105 ق�صور النظام القانوين والتنظيمي لأمالك اجلماعات الرتابية و�إ�شكالية التمويل الغري جبائي للتنمية املحلية باملغرب
إن مسك سجل محتويات أمالك اجلماعة ،يعتبر وسيلة أساسية للتعرف على الوضعية
القانونية للممتلكات العقارية التي تتصرف فيها أو التي توجد حتت حيازتها ،وتقييم
مردوديتها ووسيلة حلمايتها من الضياع.
في هذا اإلطار يتعني اتخاذ مجموعة من اإلجراءات نذكر منها :
-اقتناء العقارات التي توجد في حيازة اجلماعة لتنتقل من وضعية احليازة إلى مرحلة
التملك القانوني ملمتلكاتها وذلك بتطبيقها اإلجراءات القانونية لتسوية وضعيتها
بالتراضي أو نزع امللكية.
-تصفية جميع النزاعات العقارية العالقة ،سواء أمام احملاكم املختصة أو بالتراضي
مع األطراف التي تدعي ملكيتها وذلك لتمكني اجلماعة من التصرف في هذه
املمتلكات بكيفية قانونية.
-حتفيظ ممتلكات اجلماعة غير احملفظة ،بكيفية تدريجية ومنتظمة وتوفير
االعتمادات املالية الالزمة لذلك وفق برنامج سنوي محدد ،لتطهيرها من كافة
241
التعرضات والنزاعات.
كما يجب أن نشير بأن اجلماعات احمللية تعتمد في تدبير أمالكها العامة على عملية
التحديد اإلداري التي تعتبر وسيلة هامة من شأنها العمل على ضبط هذه األمالك وحمايتها
من كل ترام واعتداء عليها من طرف الغير.
والتحديد هو إجراء قانوني يتم مبقتضاه تعيني حدود امللك العام ومشتمالته بكيفية
دقيقة يعطي للجماعة حق ملكية العقارات التي وقع حتديدها بعد انصرام أجل التعرضات
عليها 242.كما أن التحديد اإلداري يساعد على تبسيط إجراءات التحفيظ ،ذلك أن
األمالك التي مت حتديدها قانونيا حتفظ وجوبا وبناء فقط على طلب اإلدارة طبقا ألحكام
اجلماعية بسجالت محتويات املمتلكات اجلماعية بالرغم من املطالبات العديدة من طرف السلطات املركزية للقيام بذلك ،مما يبني
ضعف املراقبة على هذا املستوى وفتح املجال لالستيالء غير املشروع على األمالك العامة واجلماعية وتفويتها بدون أي وجه حق
مستغلني الفراغ القانوني في هذا املجال.
- 241امحمد أوحماد « :ممتلكات اجلماعات احمللية :تدبير أمالك اجلماعات احلضرية والقروية على ضوء املقتضيات اجلديدة للميثاق
اجلماعي» ،أشغال الندوات املنظمة خالل سنة 2005بخصوص تدبير الشأن احمللي ،منشورات املديرية العامة للجماعات احمللية،
طبعة أولى سنة ،2006ص .37 .
- 242غ.إ.م.أ .قرار رقم 3277الصادر في 1995/06/20جاء فيه «إن التحديد املنصوص عليه في ظهير 1916/11/13
يعطي للدولة ملكية العقارات احملددة مادام لم يقع تعرض على التحديد املذكور في األجل احملدد في الظهير املذكور» .اجتهاد
قضائي ذكره األستاذ محمد شوارق في كتابه « :املساطر القانونية لتدبير أمالك اجلماعات احلضرية والقروية» ،اجلزء األول،
الطبعة األولى ،2008ص .34 .
الأنظمة القانونية لأمالك الدولة 106
الفصل 2من الظهير املؤرخ في 25يونيو 1927املتعلق بتحفيظ العقارات التي جرى
243
إخراجها من حيز األمالك العمومية.
ويتضح من أحكام املادة 37من امليثاق اجلماعي أن املشرع نص على التحديد اإلداري
للملك العام دون امللك اخلاص وذلك ملا يتميز به أصال امللك العام من عدم جواز التصرف
فيه أو متلكه بالتقادم ،مما يجعل اآلثار القانونية الناجتة عنه شبيهة إلى حد ما بتلك املترتبة
244
عن التحفيظ العقاري.
ويتولى رئيس املجلس اجلماعي عملية التحديد اإلداري للملك العمومي اجلماعي 245وفق
مسطرة خاصة من شأنها حماية هذا امللك وذلك نظرا لإلجراءات الدقيقة التي يجب احترامها
246
بهذا اخلصوص.
لكن املالحظ أنه بالرغم من التعديالت التي عرفتها عملية حتديد أمالك اجلماعات
احمللية ،فإنها ال ترقى إلى املستوى املطلوب مما يجعل امللك اجلماعي عرضة للسطو
247
والترامي عليه من طرف الغير.
وإذا كانت هذه املهام واملسؤوليات امللقاة على عاتق املجالس اجلماعية تدخل عداد
ممارستها ملراقبة ذاتية على ممتلكاتها اجلماعية بنفسها وبدون تدخل طرف آخر ،فإن هناك
مراقبة أخرى متارسها سلطات الوصاية على هذه األمالك حلمايتها من كل اعتداء عليها
وذلك في إطار رقابتها العامة على أعمال املجالس اجلماعية ومتارس طبقا ألحكام الباب
السادس من القانون اجلماعي ،حيث يتولى وزير الداخلية أو من يفوض إليه املصادقة
على مقررات املجلس اجلماعي ويتولى هذه املصادقة الوالي أو العامل بالنسبة للجماعات
القروية 248،نفس األمر بالنسبة ملجالس العماالت واألقاليم حيث ال تدخل مقرراتها حيز
249
التنفيذ إال بعد مصادقة سلطات الوصاية عليها.
وقد حاول امليثاق اجلماعي اجلديد احلد أو على األقل التقليص من حدة الغموض
والتعقيد الذي كانت تتميز به النصوص القانونية والتنظيمية التي حتكم العمليات
العقارية للجماعات احمللية وذلك بتبسيط مسطرة املصادقة 250عليها والتخفيف من حدة
التمركز اإلداري من أجل تشجيع االستثمار في هذا املجال وإجناز املشاريع التنموية في
251
أقرب اآلجال.
وميكن أن تلعب اللجان املنتخبة في إطار املجالس اجلماعية ومجالس العماالت واألقاليم
دورا مهما في احملافظة على األمالك العامة التابعة لها ،ومراقبة تدبيرها وتنبيه الهيئات
التنفيذية إلى اخلروقات التي ميكن أن تطالها ،وخصوصا جلنة املالية وامليزانية واللجنة
املكلفة بإعداد التراب والتعمير والبيئة.
لكن جتدر اإلشارة إلى أن جلنة املمتلكات التي يفترض أن تهتم بكل ما يتعلق بامللك
252
العمومي ال توجد بعد ،بالرغم من املطالبات العديدة بإنشائها.
وإذا كان املشرع يلعب دورا مهما في حماية األمالك العامة وذلك بواسطة مختلف
النصوص القانونية التي أقرها سواء في املجال املدني أو في املجال اجلنائي وحتى على
املستوى اإلداري .وإذا كانت الدولة عبر وزاراتها املختلفة بجانب اجلماعات الترابية تسهر
على تدبير امللك العام واحملافظة عليه ،فإنه يجب أن ال ننسى الدور الفعال الذي ميكن أن
تلعبه هيئات املجتمع املدني بهذا اخلصوص واجلمعيات املؤسسة خصيصا ألهداف حماية
- 250لقد كانت عملية املصادقة تتميز بطول املسطرة وتعدد األجهزة املتدخلة إضافة إلى عدم االعتداد بأجل محدد للمصادقة ،فعمليات
التفويت مثال تتم مبرسوم للوزير األول مقترح من طرف وزير الداخلية ومؤشر عليه من طرف وزير املالية وينشر في اجلريدة الرسمية.
- 251لقد عمد امليثاق اجلماعي اجلديد على تكريس هذا التوجه الذي جاءت به الرسالة امللكية املوجهة للوزير األول بتاريخ 9يناير
2002في موضوع التدبير الالمتمركز لالستثمار من تبسيط املساطر املتعلقة بالعمليات العقارية للجماعات احمللية.
فبالنسبة للمصادقة على االقتناءات والتفويتات واملبادالت العقارية جتدر اإلشارة أنه مبقتضى املرسوم رقم 8.02.138الصادر
في 5مارس 2002بتغيير وتتميم القرار الصادر في 31دجنبر 1921بتحديد طريقة تدبير شؤون امللك البلدي واملرسوم رقم
2.02.139الصادر في 5مارس 2002املتعلق باملصادقة على مداوالت مجالس اجلماعات القروية املتعلقة مبلكها اخلاص
الصادرين في اجلريدة الرسمية عدد 4984بتاريخ 7مارس ،2002فإن مداوالت مجالس اجلماعات احلضرية والقروية املتعلقة
باقتناء وتفويت ومعاوضة عقاراتها التي تساوي 2.500.000درهم أو تقل عنه تخضع ملصادقة والي اجلهة ،أما تلك التي
تتجاوز هذا املبلغ فإن املصادقة عليها من اختصاص وزير الداخلية .إذن فاملصادقة أصبحت تتم إما من طرف وزير الداخلية أو
والي اجلهة أو العامل في إطار التخفيف من الوصاية املركزية ،كما مت االستغناء عن إجراءات النشر باجلريدة الرسمية لقرارات
املصادقة.
- 252املالحظ أن جلنة املمتلكات يبقى خلقها اختياريا وليس ضروريا مما يشكل عائقا كبيرا في مجال التدبير السليم ألمالك اجلماعات
احمللية ،فعدم وجود جلنة مختصة بدراسة مشاكل املمتلكات وطرق تنميتها وتتبع تطورها يجعل املمتلكات اجلماعية ال حتظى
بالعناية الكافية.
الأنظمة القانونية لأمالك الدولة 108
املال العام 253دون أن ننسى دور اإلعالم أيضا في هذا املجال ،وما ميكن أن يسديه من
خدمات وذلك بتوعية املواطنني بأهمية املال العام وضرورة احملافظة عليه والتعريف مبختلف
اخلروقات واملشاكل الذي تطاله ودفع اجلهات املسؤولة إلى الضرب على كل من سولت له
نفسه التالعب به أو وضع اليد عليه أو تفويته بغير سبب مشروع.
- 253ولعل أهم هيأة مغربية تهتم بهذا املجال :الهيأة الوطنية حلماية املال العام املوجود مقرها بالرباط .ينظر موقعها على االنترنت.
254 - Khatabi (M) :»Aspects particuliers de la législation marocaine sur le domaine public de
l’Etat et des collectivités», R.M.D.C, N°1, 1983, p:39.
109
تتميز األمالك العمومية بخاصية فريدة تتمثل في كونها موضوعة رهن تصرف العموم
وهذه اخلاصية جعلت املشرع املغربي يضع نظاما خاصا لهذا القطاع وهكذا نص ظهير1
يوليوز 1914في ديباجته على ما يلي« :نظرا لكون بعض األمالك ال ميكن متلكها من
طرف اخلواص ألنها موضوعة رهن تصرف العموم ،وألن إدارتها موكولة للدولة ،ونظرا ألن
هذه األمالك التي تكون امللك العمومي غير قابلة للتفويت ،فإنه يتعني حتديد طبيعتها
ووضعيتها القانونية».
وهكذا يالحظ أن ظهير 1914ركز على خاصيتني مرتبطتني ببعضهما:
•كون امللك العمومي موضوع أساسا رهن تصرف العموم.
•كون هذا امللك غير قابل للتفويت.
إال أنه اتضح فيما بعد ،أن هاتني اخلاصيتني ال تتعارض وإمكانية فتح هذا امللك أمام
استعماالت خاصة ،بشروط تتضمن احلفاظ على امللكية العمومية ،وحقوق العموم.
وهكذا نص ظهير 30نونبر 1918بشأنه االحتالل املؤقت في ديباجته على ما يلي:
«اعتبارا لكون امللك العمومي غير قابل للتفويت وللتقادم ولعدم إمكانية بيع جزء منه
بصفة نهائية ،إال أنه ال ميكن أن يرفض تخويل اجلماعات واخلواص رخصا لالحتالل املؤقت
ألجزاء منه ما دام هذا االحتالل ال ميس الصالح العام».
وعليه ميكن القول بأن مبدأ االحتالل املؤقت للملك العام بصفة عامة والترخيص
باستعماله بصفة إنفرادية هو إستثناء للقاعدة األساسية التي حتكم منطق امللكية العمومية
والتي هي معدة لالستعمال اجلماعي ،ومن مت يجب أن ال يتعارض أو يؤثر سلبا على
استعمال أو استغالل امللك العمومي في الغرض املرصود به ،فال ميكن مثال الترخيص
باحتالل جزء من امللك العام الطرقي ومزاولة نشاط جتاري أو صناعي أو اجتماعي من شأنه
ومن طبيعته خلق جتمهر أمام املكان محل النشاط ملا قد ينتج عن ذلك من عواقب سلبية
على سالمة مستعملي الطرق.
الأنظمة القانونية لأمالك الدولة 110
واإلشكال املطروح في هذا اإلطار والذي سيتم البحث فيه في هذا املقال هو إلى أي حد
جنح املشرع املغربي في التوفيق بني هذا النوعني من االستعمال للملك العمومي؟ وما هي
حدود استعمال امللك العمومي من طرف اخلواص؟
ملعاجلة هذا املوضوع سيتم في البداية إلقاء نظرة على االستعمال اجلماعي للملك
العمومي (املطلب األول) على أساس التطرق لالستعمال اخلصوصي للملك العمومي في
(املطلب الثاني) ،هذا مع تخصيص (املطلب الثالث) للملك العام املائي وطرق استعماله.
املطلب الأول
اال�ستعمال اجلماعي للملك العمومي
الفقرة الأوىل
خ�صائ�ص اال�ستعمال اجلماعي للملك العام
إن االستعمال اجلماعي للملك العام يتميز بخصائص نوجزها فيما يلي:255
أ -حرية االستعمال ،وتعني أن لكل شخص االستفادة من امللك العمومي متى شاء ،وال
يتم املساس بهذه احلرية هذه إال ضرورة تقييده بالقوانني واألنظمة التي تنظم استعمالها.
وحرية االستعمال ال تعني الفوضى ،بحيث أنها تقف حيث تبدأ حرية اآلخرين ،وبالتالي
فاالستعمال يجب أن يكون معقوال وبدون تعسف ،ومتوافقا مع طبيعة امللك العمومي
املستعمل ،فالطريق مثال ال ميكن استعمالها إال للسير واجلوالن ،والشاطئ لالستحمام،
بل إن بعض األمالك العمومية ال ميكن استعمالها بتاتا من طرف العموم كالتحصينات
العسكرية مثال.
- 255ملزيد من التفصيل أنظر:
فؤاد حجري :العقار ،األمالك العمومية وأمالك الدولة ،سلسلة القوانني اإلدارية ،ديوان املطبوعات اجلامعية.2006،
أسامة عثمان :أحكام التصرف في أمالك الدولة العامة واخلاصة في ضوء القضاء والفقه ،منشأة املعارف ،اإلسكندرية 1987
111 الأمالك العمومية بني اال�ستعمال اجلماعي و اخل�صو�صي
وأكثر من هذا فإن حرية االستعمال متنع على السلطات العمومية وضع تقنني يكون
من شأنه املنع املطلق ما عدا إذا كانت هناك ظروف تبيح ذلك .مع مالحظة أن بعض
االستعماالت قد تخضع لترخيص أو تصريح.
ب -املساواة في االستعمال :هذه اخلاصية تنبع من املبدأ الدستوري القاضي باملساواة
في احلقوق والواجبات بني جميع املواطنني .فلكل مواطن احلق في نفس االستعمال املخول
ملواطن آخر ،وأي متييز بينهم يتيح إمكانية متابعة اإلدارة قضائيا إللغاء قرار التمييز
وأحيانا ألداء تعويض للمواطن املتضرر.
إال أن املساواة ال تعني مساواة مطلقة بني جميع أصناف املستعملني ،فطبيعة امللك
العمومي ،وضرورة احملافظة عليه قد تقتضي أحيانا وضع نظم مختلفة جتاه أنواع
املستعملني ،فالطرق السيارة مثال ال ميكن استعماله من طرف النقل االستثنائي والوقوف
على جوانب الطرق العمومية قد يكون مقننا فيمنع على بعض أصحاب السيارات ويخصص
للبعض اآلخر إال أن هذه التفرقة النسبية ال متس باملبدأ العام للمساواة طاملا أن التقنني
والتنظيم ال يعني شخصا معينا ،وإمنا صنفا معينا من املستعملني ،وطاملا أن هذا التنظيم
تستدعيه ضرورة احملافظة على السالمة العامة وحرمة امللك العمومي.
ج -املجانية :هذا املبدأ يقضي بأن يكون استعمال امللك العمومي بدون مقابل وذلك
ألسباب منها:
•إن امللك العمومي هو في الواقع ملك للعموم ،حيث هناك نظريات تقول بأن امللك
العمومي ليس ملكا لإلدارة املسيرة ،وهناك من يقول بأنه ليس ملكا ألحد ،وبالتالي
فال ميكن األداء عن استعمال شيء منلكه أو قد ال ميلكه أحد.
•إن امللك العمومي االصطناعي خاصة ينشأ بواسطة موارد عمومية تتكون من
الضرائب التي يؤديها املواطنون .أي أن هؤالء هم الذين ميولون عملية تكوين
امللك العمومي ،وبالتالي فإذا طلب منهم أداء مقابل الستعماله ،فإن هذا سيعني
إخضاعهم لضريبتني إحداهما غير عادلة وال مستحقة.
•إن امللك العمومي ضروري وحيوي للحياة العادية للمواطنني ويجب ضمانه لهم
كشرط أساسي لطمأنينتهم ،فلو اعترضنا أن األداء الزم إلمكانية االستفادة من
امللك العمومي ،فهذا يعني أننا سنحرم الغالبية العظمى من املواطنني منه ،وسيكون
االستعمال خاصا بامليسورين منهم ،وهذا بالطبع غير معقول وسيهدد ال محالة
األمن االجتماعي والسكينة العامة.
الأنظمة القانونية لأمالك الدولة 112
ومع ذلك فقد توجد اعتبارات خاصة تدعو السلطات العامة إلى احلد من مبدأ املجانية،
وذلك بفرض رسوم على استعمال امللك العمومي ،ومن بني هذه االعتبارات:
•عقلنة استعمال امللك العمومي :من املالحظ أن بعض مستعملي امللك العمومي
يتعسفون في استعماله السيما من خالل إيقاف السيارات على جنبات الطرق
لفترات طويلة ،قد تدوم أياما ،وللحد من هذه الظاهرة ،فإن اإلدارة قد تفرض رسوما
على هذا الوقوف تتصاعد حسب املدة الزمنية التي يستغرقها الوقوف.
•مساهمة املواطن في متويل إحداث امللك العمومي أو احملافظة عليه :السيما في
ميدان الطرق السيار واملنشآت الفنية ذلك أن هذه املنشآت تتطلب متويال يفوق ما
تقضيه الطرق العادية ،وبالتالي فإنه من املتعارف عليه أن مستعملي هذه الطرق
يؤدون أداء يستعمل في احلفاظ على جودتها أو لتمويل مشاريع مماثلة.
•احلصول على موارد مالية إضافية ،هذه الظاهرة أصبحت تستفحل في السنني
األخيرة ،السيما من طرف اجلماعات احمللية التي تعمد في كثير من األحيان إلى
فرض رسوم على استعمال امللك العمومي ،حتى وإن كان هذا امللك غير موضوع
حتت تصرفها ،ولعل خير دليل على ذلك هو ما نشاهد من خالل الرسوم املفروضة
على استعمال املظالت في الشواطئ ،ورسوم الدخول إلى حقينات بعض السدود
والبحيرات ،هذا عالوة على الرسوم املفروضة على إيقاف السيارات في الشوارع
والساحات العمومية ،بحيث أصبح من الصعب إيجاد مكان ال يؤدى عنه.
وعلى أي ،ومهما كان التبرير املقدم إلحداث رسم أو أدء عن استعمال امللك العمومي،
فإن هذا املقابل يجب أن يخضع لبعض املقاييس أهمها:
•املساواة :وتعني أن الرسوم يجب أن يلحق جميع املستعملني سواء من حيث املبدإ
او من حيث املبلغ بشرط أن يكونوا في نفس الوضعية ،فإذا اختلفت هذه الوضعية
فإنه من املقبول أن يكون الرسم مختلفا.
•املعقولية :ومفاده أن الرسم يجب أن يكون مقبوال في مبلغه ،وأال يكون من شأنه
زجر املواطنني عن استعمال امللك العمومي.
•احترام احلد األدنى للمجانية ،ونعني به أن إحداث رسم يجب أال يشمل كل أجزاء
امللك العمومي ،بحيث أن اإلدارة يجب أن تضمن للمواطنني إمكانية استعمال بعض
أجزاء امللك العمومي بصفة مجانية وهذا ما نالحظه بشأن الطرق السيارة ،حيث
113 الأمالك العمومية بني اال�ستعمال اجلماعي و اخل�صو�صي
أن الدولة ملزمة بتوفر طريق عادي مجاني يؤدي إلى نفس االجتاه الذي يؤدي إليه
الطريق السيار.
الفقرة الثانية
الو�ضع رهن �إ�شارة امل�ؤ�س�سات العمومية
باإلضافة ملا سبق ميكن للدولة أن تضع رهن إشارة املؤسسات العامة إمكانية استغاللها
لبعض األمالك العمومية ،ومن الضروري في هذا اإلطار أن نفرق بني هذه املسطرة ،ومسطرة
االحتالل املؤقت من طرف املؤسسات العامة ،ففي هذه األخيرة ،تكون اإلدارة من الناحية
النظرية حرة في منح االحتالل أو رفضه ،أي أن املؤسسة هنا ينظر إليها كأنها مواطن عادي،
باستثناء تبسيط مسطرة دراسة الطلب وإعفائها أحيانا من أداء اإلتاوة.
أما في مسطرة الوضع ،فإنها غالبا إن لم نقل دائما ما تكون مقررة مبقتضى القوانني
احملدثة لهذه املؤسسات( ،مكتب استغالل املوانئ).
إن هذا الوضع ال يعني أن اإلدارة الوصية على امللك العمومي تتخلص نهائيا من
امتيازاتها واختصاصاتها ،بل على العكس من ذلك فإن تسيير امللك العمومي من طرف
املؤسسات العامة يجب أن يكون حتت إشراف الوزارة صاحبة امللك العمومي.
لذلك جند مثال في قرارات وضع امللك العمومي حتت تصرف مكتب استغالل املوانئ
فصال يتضمن ضرورة حصول هذا األخير على املوافقة املسبقة للوزارة على رخص االحتالل
املؤقت التي ميضيها ،كما أن هذه األخيرة متارس رقابة أخرى للمكتب من خالل أجهزة هذا
األخير السيما اللجنة التقنية وجلن التسيير.
وأكثر من هذا ،فإن ممارسة بعض األنشطة داخل امليناء يجب أن تكون مرخصا بها من
طرف الوزارة وهي األنشطة التي تكتسي صبغة املرفق العمومي ،وال ميكن للمكتب في هذه
احلالة رفضه االنصياع لقرارات الوزارة.
وفي كل األحوال ،فإن لهذه األخيرة احلق في إسناد بعض االختصاصات التي يقوم بها
املكتب إلى جهات أخرى ،وبالتالي حرمانه من منح رخص االحتالل املؤقت بشأنها ،إذا
شاءت اإلدارة أن تنزع منه هذا االختصاص ،فاستقاللية املكتب ال تعني إمكانية جتاوزه
للنصوص املنظمة له ولوصاية الدولة عليه.
الأنظمة القانونية لأمالك الدولة 114
املطلب الثاين
اال�ستعمال اخلا�ص للملك العام
ويقصد به انفراد شخص أو مجموعة من األشخاص باالنتفاع واستغالل جزء من امللك
العام ومنع غيرهم من استعماله ،وما دام هذا االنتفاع يتم بشكل غير طبيعي أي في غير
الغرض الذي خصص له امللك والعتبارات مخالفة لتلك التي تهم االستعمال اجلماعي ،فإنه
يقتضي احلصول على ترخيص من اإلدارة ويكون مبقابل كقاعدة عامة .ولهذا السبب فإن
قواعد تنظيم االستعمال اخلاص للملك العام تختلف عن قواعد تنظيم االستعمال اجلماعي.
عموما يتخذ االستعمال اخلاص إحدى صورتني :صورة الترخيص الذي مينح بقرار إداري
من جانب واحد وقد يتخذ شكل امتياز باتفاق تعاقدي بني اإلدارة ومستغلي امللك العام.
الفقرة الأوىل
قرار الرتخي�ص باالحتالل امل�ؤقت كو�سيلة ل�شغل امللك العام
يقتضي استعمال امللك العمومي من طرف اخلواص احلصول على رخصة من طرف
السلطات اإلدارية املختصة.
وقد مت تنظيم هذا االستعمال بواسطة ظهير 30نونبر 256 1918املتعلق بشغل امللك
العمومي مؤقتا ،إذ أنه ليس هناك ما مينع االستعمال االنفرادي لألمالك العمومية كلما كان
ممكنا اإلذن فيه دومنا إضرار باملصلحة العامة ،يعني ما دام االحتالل االنفرادي ال يتنافى
والغرض املعدة له األمالك العامة.
فهذا الظهير هو الذي يحدد طبيعة االستعمال واجلهات املختصة بتسليم الرخصة بشأنه،
هكذا ينص الفصل الثاني من الظهير« :كل مطلب يتعلق بإشغال قطعة ما من األمالك
العمومية مؤقتا يوجه للمدير العام لألشغال العمومية ويضمن فيه تصريحا الغرض من
إشغالها والتغييرات التي ينوي الطالب إحداثها بهيئتها وسعة األبنية وغيرها من األماكن
التي يريد إنشائها مع كيفية تهيئتها ويجب عليه إذا دعي لذلك أن يتعهد كتابة بدفع
واجب الكراء.»...
عموما يجوز للخواص طلب رخصة من أجل االحتالل املؤقت للملك العمومي بقصد
حتقيق أغراض مختلفة (استخراج املواد ،إجناز القنوات ومزاولة النشاط التجاري ،أرصفة
املقاهي ،منشآت االستحمام وغيرها).
ويتخذ االستعمال اخلاص بناء على ترخيص إحدى صورتني:
•االستعمال الذي ال يتطلب اتصاال دائما بامللك العام وصوره الشائعة :اإلذن
للعربات بالوقوف في مواضع معينة من الطرق العامة وللمقاهي بوضع كراسيها
وموائدها على أرصفة الشوارع أو عرض بضائعهم في أجزاء من امللك العام أو
وقوف السيارات في أماكن معينة .ففي جميع هذه احلاالت ال يستدعي هذا
االستعمال إال شغل جزء من امللك العام دون حفر فيه وال بناء ويكون معلقا بسطح
األرض ولهذا فإنه يكون أقل دواما من االستعماالت األخرى،
•االستعمال الذي يقتضي اتصاال أكثر دواما بامللك العام حيث ميتد إلى باطن األرض
مما يترتب عليه تغيير احلالة الطبيعية للملك العام كالترخيص بإنشاء محطات
البنزين والترخيص لبعض شركات االمتياز مبد خطوط حديدية فوق امللك العام وحفر
أنفاق ووضع األسالك حتت أرضية الشارع بقصد توصيل املياه والكهرباء...الخ.257
وقد أحسن املشرع املغربي صنعا حينما ميز على مستوى تدبير األمالك العمومية
اجلماعية بواسطة الظهير الشريف 3أكتوبر ،2002مقتديا في ذلك بالتشريعني الفرنسي
واملصري في ذلك ،ما بني االحتالل املؤقت بإقامة بناء والذي يعتبر من أعمال تدبير امللك
اجلماعي املشار إليه في الفصل 47من قانون 17-08املتعلق بامليثاق اجلماعي ،إذ يتم
الترخيص به ملمارسة نشاط جتاري أو صناعي أو مهني تطبيقا ملقتضيات الظهير الشريف
الصادر في 30نونبر 1918وكذا مقتضيات القانون رقم 47-06الذي يحدد مبوجبه نظام
للضرائب املستحقة للجماعات احمللية وهيئاتها كما مت تغييره وتتميمه وبني االحتالل
املؤقت بدون إقامة بناء ،الذي يعتبر من أعمال الشرطة اإلدارية.
ويتميز االحتالل املؤقت للملك العام بإقامة بناء بأنه استغالل ثابت وقار للملك
العام ،مبعنى أن له أساس وعمق في األرض يحدث تغييرات في الوعاء العقاري ،ومثال
- 257ينظر الظهير الشريف رقم 1.61.346الصادر في 24جمادى األولى 1382املوافق لـ 24أكتوبر 1962املتعلق بضبط شروط
تسليم الترخيصات والرخص واالمتيازات اخلاصة مبنشآت توزيع القوة الكهربائية وكذا شروط تسييرها ومراقبتها ،منشور باجلريدة
الرسمية عدد 2612الصادرة بتاريخ 18جمادى الثانية 1382املوافق لـ 16نونبر .1962
الأنظمة القانونية لأمالك الدولة 116
ذلك :إقامة عالمات اإلشهار فوق امللك العام الطرقي أو مد قنوات التطهير بباطن
الطريق العام أو مد أنابيب جر املياه فوق الطريق العام أو إحداث محطات الوقود
والبنزين فوق امللك العام.
وتختلف اجلهة املالكة للحق في الترخيص تبعا ملا إذا كان االستعمال متعلق بسطح
األرض أو بباطنها .ففي احلالة األولى ينعقد االختصاص لسلطة الضبط اإلداري ألن املسألة
تتعلق باحلفاظ على النظام العام مبدلوالته الثالثة ،فهذا االستعمال ال خطر منه مبدئيا على
امللك العام ،وكل خطورته تنحصر في احلد من تخصيص امللك للنفع العام.
أما في احلالة الثانية ،فإن حفظ امللك العام يقع على عاتق الشخص اإلداري 258الذي
يتبعه ولهذا كان له أن يقدر درجة اخلطورة التي يتعرض لها امللك العام من جراء استعماله
من طرف اخلواص.259
وعلى مستوى اجلماعات احمللية أضحى االحتالل املؤقت للملك العام بدون إقامة بناء
يدخل في نطاق اختصاصات الشرطة اإلدارية للحفاظ على النظام العام وفقا ألحكام امليثاق
اجلماعي ،في حني أصبح االحتالل املؤقت للملك العام بإقامة بناء يندرج ضمن اختصاصات
شرطة احملافظة على امللك العام عمال بأحكام الفقرة 6من املادة 37من امليثاق اجلماعي،
وبالتالي فإن مسطرة الترخيص أصبحت تتميز بالتبسيط عما كان عليه األمر سابقا.
فإذا كان املشرع املغربي يبيح االستعمال اخلاص للملك العام فإنه قد وضع لذلك
قيودا وضوابط نظرا ملا قد ينطوي عليه ذلك االستعمال من مخاطر وخصوصا حرمان
املستعملني األصليني من حق االنتفاع (كمضايقة املارة في حالة وضع طاوالت وكراسي
املقاهي على الرصيف أو منع االستحمام في بعض الشواطئ) ،كما يؤدي في كثير من
احلاالت إلى إحداث تغييرات على امللك العام سواء باحلفر أو البناء (حالة بناء أكشاك
باألسمنت املسلح).
ولكل هذا ،فإن الراغبني في إشغال امللك العمومي البد وأن يخضعوا ملجموعة من
القواعد حددها ظهير ،1918ذلك أن هذا االستعمال اخلاص ال يعتبر حرا وال مجانيا
وال دائما.
- 258كان اختصاص تسيير األمالك العمومية مخوال وفق ظهير 1914لوزارة األشغال العمومية التي أصبحت فيما بعد وزارة
التجهيز.
- 259تنظر مليكة الصروخ ،القانون اإلداري ،مطبعة النجاح اجلديدة بالدار البيضاء ،طبعة ، 2008ص.245 .
-تنظر منية بنلمليح ،قانون األمالك العمومية باملغرب ،منشورات املجلة املغربية لإلدارة احمللية والتنمية ،سلسلة مؤلفات
وأعمال جامعية ،العدد ، 81ص. 83 .
117 الأمالك العمومية بني اال�ستعمال اجلماعي و اخل�صو�صي
فالرخصة متنح ملدة عشر سنوات وبصفة استثنائية ملدة 20سنة وهناك حاالت حسب
الفصل السادس من الظهير تسلم فيها الرخص دون حتديد املدة.260
وسواء كانت املدة محددة أم ال ،فإن الرخصة تكون دائما مؤقتة 261وميكن إلغاؤها في
حالتني :إذ يقرر إلغاؤها بحكم القانون إذا لم يحترم احملتل أحد الواجبات املفروضة عليه
وذلك دون سابق إنذار ومن غير أي تعويض ،غير أن الرخصة ميكن أن تلغى ألسباب تتعلق
بالصالح العام متلك اإلدارة وحدها سلطة تقديرية للنظر فيها ،وحينئذ يجب على هاته
األخيرة أن توجه إنذارا ملدة ثالثة اشهر إلى احملتل املؤقت .262ويجوز في هذه احلالة للمحاكم
املختصة مراقبة مدى مشروعية الغرض من سحب الرخصة واألسباب الداعية إلى ذلك.
ويترتب على االحتالل املؤقت أداء وجيبة كرائية يعني قدرها في القرار املتعلق بذلك
ويحسب هذا الكراء من يوم إعالم املرخص له بصدور القرار املذكور.263
الفقرة الثانية
عقد االمتياز كو�سيلة لال�ستعمال اخلا�ص للملك العام
ميكن لإلدارة في بعض احلاالت االستثنائية أن تلجأ إلى التعاقد مع اخلواص ومنحهم
بعض االمتيازات اخلاصة على أمالكها العامة ،ويجب أن يتضمن العقد شروط االستعمال
املسموح به ،مدته ،حق اإلدارة في تعديله أو إلغائه واملقابل النقدي الذي يدفعه الفرد أو
الشركة املتعاقدة.
هكذا نصت املادة 1من القانون رقم 54-05املتعلق بالتدبير املفوض للمرافق العامة
على أنه « :يطبق هذا القانون على عقود التدبير املفوض للمرافق واملنشآت العمومية
املبرمة من قبل اجلماعات احمللية أو هيآتها واملؤسسات العامة» كما نص الفصل 39
(الفقرة األخيرة) من امليثاق اجلماعي لسنة 2008على ما يلي« :املجلس اجلماعي يقرر في
طرق تدبير املرافق العمومية اجلماعية عن طريق الوكالة املباشرة والوكالة املستقلة واالمتياز
وكل طريقة أخرى من طرق التدبير املفوض للمرافق العمومية طبقا للقوانني واألنظمة اجلاري
بها العمل».
هكذا تتميز وضعية صاحب االمتياز بنوع من االستقرار الناجت عن مدة االحتالل ونظرا
ألن الذي يحكم العالقة بينه وبني السلطة املختصة هو عقد من العقود اإلدارية ،في حني أن
املرخص له يكون استعماله للملك العام بناء على قرار إداري ،وعلى ذلك ،فإنه يتعني على
اإلدارة أن حتترم شروط العقد وحقوق املتعاقد معها وأال تتدخل لتعديل العقد أو إلغائه قبل
إنهاء مدته إال إذا تطلبت املصلحة العامة ذلك وعند اإللغاء يحصل املتعاقد على تعويض
264
كامل في مقابل حرمانه من االنتفاع بامللك العام طوال املدة املقررة في العقد.
املطلب الثالث
امللك العام املائي
تشكل املوارد املائية ملكا عاما هي بدورها ملا تتميز بها هذه املادة احليوية من أهمية
في حياة الفرد واملجتمع لذلك خصها املشرع املغربي مبجموعة من النصوص واملقتضيات
التي تهدف الى تنظيم طرق اكتسابه واستعماله وذلك في سبيل عدم متكني فئة معينة من
املجتمع من استغالل واستحواذها على هذا امللك املشترك وجعله في متناول اجلميع.
الفقرة الأوىل
265
الإطار القانوين للملك العام املائي
تنظم استعمال امللك العام املائي قواعد قانونية ذات مصادر مختلفة ،غير أن أول نص
قانوني يخص املاء في املغرب يعود تاريخه إلى سنة ،1914ويتعلق األمر بالظهير الشريف
- 264تنظر منية بنلمليح ،قانون األمالك العمومية باملغرب ،املرجع السابق ،ص 85 .وما يليها.
- 265ملزيد من التفصيل ينظر:
-أحمد اد الفقيه :نظام املياه واحلقوق املرتبطة بها في القانون املغربي شرعا وعرفا وتشريعا ،مطبعة النجاح اجلديدة بالدار
البيضاء.2002 ،
-مقتضيات الظهير الشريف رقم 154.95.1الصادر في 16غشت 1995بتنفيذ القانون رقم 10-95املتعلق باملاء.
119 الأمالك العمومية بني اال�ستعمال اجلماعي و اخل�صو�صي
ويتم االعتراف باحلقوق املكتسبة على امللك العام املائي إما مببادرة من اإلدارة ومن قبلها
أو بناء على طلب من املعنيني ،بعد إجراء بحث علني ،إذ تخضع حقوق املاء املعترف بها
ألحكام استعمال املاء املضمنة في املخطط الوطني للماء واملخططات التوجيهية للتهيئة
املندمجة للموارد املائية.
وال ميكن جتريد املالكني من حقوقهم التي مت االعتراف لهم بها بصفة قانونية إال عن
طريق نزع امللكية وتتم عملية نزع امللكية هذه طبقا للشروط املنصوص عليها في القانون
رقم 7.81املتعلق بنزع امللكية من أجل املنفعة العامة وباالحتالل املؤقت.267
الفقرة الثانية
الرتخي�صات واالمتيازات املتعلقة بامللك العام
متنح الترخيصات واالمتيازات املتعلقة بامللك العام املائي وتقوم بإجراء البحث العلني
جلنة خاصة يعهد إليها بتلقي مطالب املعنيني باألمر .ولهذا الغرض ،فإن مشروع الترخيص
أو االمتياز ينبغي أن ينهى إلى علم العموم عن طريق الصحافة أو أية وسيلة أخرى لإلشهار
تكون مالئمة ،خمسة عشرة يوما قبل بدء البحث العلني الذي ال ميكن أن تتجاوز مدته
ثالثني يوما .ويتعني على وكالة احلوض أن تبت في الطلب أو في أي تعرض من طرف الغير
داخل أجل خمسة عشر يوما من تاريخ انتهاء البحث بعد أخذ رأي اللجنة.
- 267لقد جاء في قرار للمجلس األعلى عدد 187بتاريخ 2009/2/11في امللف عدد 340/4/1/2007عن الغرفة اإلدارية ما
مفاده “كل من اكتسب حقا من حقوق امللكية أو االنتفاع أو االستعمال باألمالك العمومية يبقى حقه محفوظا إذا كان سابقا على
نشر قانون األمالك العمومية ...أما احلقوق التي وقع اكتسابها بعد صدوره فهي مجرد حقوق مؤقتة ،بحيث ال تصير نهائية إال
بعد تعيني حدود األمالك العامة من طرف اإلدارة ،”...نشرة قرارات املجلس األعلى املتخصصة اجلزء ، 6السلسلة . 2011 ،2
-تنظر كذلك املواد 7و 8من الباب الثاني من القانون رقم 10-95املتعلق باملاء.
- 268املادة 38من القانون رقم 10-95املتعلق باملاء.
121 الأمالك العمومية بني اال�ستعمال اجلماعي و اخل�صو�صي
•إذا مت تفويت الترخيص أو حتويله للغير دون موافقة مسبقة من وكالة احلوض؛
•إذا لم يتم تسديد اإلتاوات في اآلجال احملددة؛
•إذا استعملت املياه لغرض غير مرخص به.
وميكن لوكالة احلوض في أي وقت تغيير الرخصة أو تقليص مدتها أو سحبها من أجل
املنفعة العامة بشرط توجيه إشعار للمستفيد ال تقل مدته عن ثالثني يوما .ويخول هذا
التغيير أو التقليص أو السحب احلق في التعويض لفائدة املستفيد من الترخيص إذا حصل
له ضرر مباشر من جراء ذلك.
كما مينح الترخيص بجلب املياه من أجل الري لفائدة عقار معني ،إذ ال ميكن للمستفيد
استعمال املياه لفائدة عقارات أخرى دون ترخيص جديد ،وفي حالة تفويت العقار يحول
الترخيص بقوة القانون إلى املالك اجلديد ،ويتعني على هذا األخير أن يصرح بالتفويت إلى
وكالة احلوض داخل أجل ثالثة أشهر ابتداء من تاريخ انتقال امللكية.
ويعتبر كل حتويل للترخيص يتم مبعزل عن العقار الذي منح لفائدته باطال ويؤدي إلى
سحب الترخيص ،وفي حالة جتزئة عقار املستفيد ،فإن تقسيم املياه بني القطع يجب أن
يكون موضوع ترخيصات جديدة حتل محل الترخيص األصلي.272
ثانيا :االمتياز كو�سيلة ال�ستعمال امللك العام املائي
تخضع لنظام االمتياز العمليات التالية:273
.1تهيئة العيون املعدنية واحلارة وكذا استغالل مياه هذه العيون؛
.2إقامة منشآت فوق امللك العام املائي ملدة تفوق خمس سنوات ،الهدف منها احلماية
من الفيضانات أو جتميع وحتويل املياه وكذا استعمال هذه املياه؛
.3تهيئة البحيرات والبرك واملستنقعات؛
.4عمليات جلب املاء من الطبقة املائية ومآخذ املاء املقامة على مجاري املياه والقنوات
املتفرعة عن الوديان أو العيون الطبيعية عندما يتعدى الصبيب املأخوذ احلد الذي
تعينه وكالة احلوض أو إذا كانت مخصصة الستعمال عمومي؛
.5جلب املاء من مجاري املياه والقنوات بهدف إنتاج الطاقة الهيدروكهربائية.
ويشكل االمتياز حقا عينيا ملدة محدودة وال يخول للمستفيد منه أي حق للملكية على
امللك العام املائي.
ويحدد عقد االمتياز على اخلصوص ما يلي:274
•الصبيب املمنوح؛
•منط استعمال املياه؛
•حتمالت صاحب االمتياز والتزاماته اخلاصة؛
•اإلتاوة التي يجب على صاحب االمتياز أن يؤديها؛
•مدة االمتياز التي ال ميكن أن تتعدى 50سنة؛
•طبيعة املنشآت وأجل إجناز مختلف أشطر املنشأت؛
•التدابير التي يجب اتخاذها من طرف املستفيد من االمتياز لتجنب تدهور جودة
موارد املياه؛
•عند االقتضاء ،الشروط التي ميكن فيها تغيير الصبيب املمنوح أو تقليصه وكذا
التعويض الذي ميكن أن يترتب عن هذا التغيير أو التقليص؛
•عند اإلقتضاء ،شروط استرجاع االمتياز وسحبه وسقوط احلق فيه وكذا شروط رجوع
املنشآت إلى الدولة عند نهاية االمتياز.
ويخول عقد االمتياز لصاحبه احلق في:
.1إقامة كل منشأة مخصصة الستعمال الصبيب املرخص به ،وذلك بعد موافقة وكالة
احلوض على مشاريع هذه املنشأة؛
.2احتالل أجزاء امللك العام الالزمة ملنشآته؛
.3احللول محل وكالة احلوض في نزع امللكية أو االحتالل املؤقت لألراضي الالزمة
ملنشآت املستفيد من االمتياز.
- 274مينح امتياز أخذ املياه من أجل الري لكل شخص ذاتي أو معنوي ،لفائدة عقارات تقع داخل مدار محدد ،وميكن أن يسقط احلق
في االمتياز أو أن يراجع تلقائيا وبدون تعويض في حالة استعمال املياه خارج املدار احملدد أو ألغراض أخرى غير الري .وفي
حالة تغير املالك ،تتحول فوائد وتكاليف االمتياز بقوة القانون إلى املالك اجلدد الذين يجب عليهم التصريح بهذا التحويل لوكالة
احلوض داخل أجل ثالثة أشهر من تاريخ انتقال امللكية ،وإذا كانت العقارات املستفيدة في حوزة مالك مختلفني ،فإن تقسيم
املياه املمنوحة عن طريق االمتياز بني هذه العقارات يتم حتديده في عقد االمتياز ،وال ميكن تغيير هذا التقسيم إال طبق الشروط
املقررة لتغيير عقد االمتياز.
الأنظمة القانونية لأمالك الدولة 124
كما ميكن أن يسقط احلق في االمتياز ودون اإلخالل بالبنود اخلاصة املنصوص عليها في
عقد االمتياز في احلاالت التالية:
•استعمال املياه لغرض مغاير للغرض الذي رخص به أو استعمالها خارج منطقة
االستعمال احملددة؛
•عدم أداء اإلتاوات في اآلجال احملددة؛
•عدم استعمال املياه موضوع االمتياز داخل اآلجال احملددة في عقد االمتياز؛
• عدم احترام االلتزامات ذات الطبيعة الصحية والسيما في حالة العيون احلارة .275
خامتة عامة
إن ما يهم في املعطيات السابقة سواء دور اإلدارة في ضمان االستعمال اجلماعي،
ومراقبة االستعمال االنفرادي ،هو أن على اإلدارة حماية امللك العمومي من كل جتاوزات،
وصيانته بل وإحياءه وإحداثه وذلك من أجل متكني العموم من استعماله .وفي حالة التقاعس،
فإن لكل مواطن احلق في متابعتها قضائيا بسبب املسؤولية التقصيرية ،وأحيانا بسبب
الشطط (مثال الطعن في شرعية قرارات الترخيص أو االمتياز).
أما فيما يتعلق باالستعماالت االنفرادية للملك العمومي ،فإن مسؤولية اإلدارة تكون
جسيمة ،وذلك على األقل لسببني اثنني:
•من حيث ضرورة التأكد من عدم تعارض االستعمال االنفرادي مع االستعمال
اجلماعي للملك العمومي.
•من حيث ضرورة التأكد من احترام املرخص له باستعمال امللك العمومي لشروط
االستعمال االنفرادي.
فمنح رخصة االحتالل املؤقت حتتم على اإلدارة مراقبة املرخص له من حيث االستعمال
اخلفي لرخصته وعدم تفويتها للغير واحترام موضوع الرخصة ،ومدتها ،وأداء اإلتاوة إلخ...
- 275وفي حالة سقوط احلق في االمتياز ،ميكن لوكالة احلوض أن تأمر بإعادة األماكن إلى حالتها األصلية ،وعند االقتضاء ،تنفيذ
ذلك تلقائيا على نفقة صاحب االمتياز ،وعندما تقتضي املصلحة العامة ضرورة إزالة أو تغيير املنشآت املنجزة قانونا مبوجب
ترخيص أو امتياز ،فإن للمرخص له أو صاحب االمتياز احلق في تعويض مناسب لقيمة الضرر الذي حلق به ،ما لم يوجد شرط
مغاير في عقد الترخيص أو االمتياز ،وميكن لوكالة احلوض أن تأمر بهدم األشغال املنجزة بدون ترخيص أو امتياز أو خالفا
لألنظمة املتعلقة باملياه ،وأن تأمر املخالفني عند االقتضاء بإعادة األماكن إلى حالتها األصلية داخل أجل ال ميكن أن يقل عن
15يوما .وعند انقضاء هذا األجل ،ميكن لوكالة احلوض القيام بذلك تلقائيا على نفقة املخالفني ،وميكن أن تقيد في السجل
العقاري رخص وامتيازات جلب املياه وكذا قرارات االعتراف باحلقوق املكتسبة على املاء.
125 الأمالك العمومية بني اال�ستعمال اجلماعي و اخل�صو�صي
وفي االمتياز ،تراقب األتاوة وكل الشروط اللصيقة باملرافق العامة ،كاالستثمار واملساواة
بني مستعملي املرفق والشروط األخرى التي يتضمنها كناش التحمالت.
وفي حالة الوضع رهن إشارة املكاتب العمومية ،تبقى اإلدارة الوصية مسؤولة عن امللك
العمومي موضوع الوضع رهن التصرف فتراقب مشروعية الرخص ،شكال ومضمونا ،السيما
فيما يتعلق بتلك التي لها صلة أو طابع املرفق العمومي الواقعي حيث أن منحها من طرف
املكاتب يتطلب في بعض األحيان املصادقة عليها من طرف الوزارة الوصية ،بل قد يعود
اختصاص منحها إلى الوزارة نفسها.
كما ميكن أن نلقي أيضا على عاتق الوزارة ضرورة التأكد من أداء املكاتب لألتاوة
املترتبة عن وضع امللك العمومي رهن تصرفها.
وعلى العموم ،ميكن القول بأن هذه املراقبة ال تطرح إشكاالت مهمة ،عكس ما هو األمر
بالنسبة الستعماالت انفرادية غير مرخص بها .حيث يتطلب األمر إجراءات معقدة ،سواء
من حيث التأكد من عدم املشروعية أو معرفة الترامي على امللك العمومي ومتابعته .وهذه
مهمة صعبة بالنظر إلى قلة اإلمكانيات املادية والبشرية الالزمة لهذا الغرض مما يحول دون
القيام بحماية امللك العمومي بصفة جادة وفعالة وعلى الوجه املطلوب.
127
.1من املعلوم أن الشفعة هي احلق املعطى لكل شريك على الشياع في أن يسترجع
احلصة التي يبيعها شريكه ،برمتها إن مت البيع ألجنبي غير شريك ولم يزاحمه باقي الشركاء
في طلبه ،أو جزئيا عندما يتم البيع لشريك ،ويرغب هذا الشريك املشتري في التمسك
بحصته من مشتراه ،أو في حالة البيع ألجنبي وتزاحم أكثر من شريك على طلب استشفاع
احلصة املبيعة؛ مع التذكير بأن طلب الشفعة يجب أن يشمل كافة احلصة املبيعة ،إذ ال
يجوز تبعيض الصفقة وطلب استشفاع جزء منها دون اجلزء اآلخر ولو كان املشتري من
الشركا ،ألن تبعيض الصفقة قد يجعل املشفوع منه -ولو كان شريكا محقا في طلب
التمسك بنسبة حصته من مشتراه ،أو كان أجنبيا من مصلحته أن يتمسك ولو بجزء من
مشتراه -يوثر الدفع بعدم قبول الطلب برمته للتبعيض ،على مجرد التمسك مبقدار حصته
من املبيع املشفوع.
ومن املعلوم أيضا أن الشفيع يلزم بأن يدفع للمشفوع منه جميع ما خرج من يده بسبب
شراء احلصة املشفوعة ،ثمنا ومصاريف ،وتوابع الزمة للشراء ،وأن كل نقص في ذلك
يعرض طلب الشفعة لعدم القبول ،سيما عندما يتعلق األمر بعقار محفظ تتوقف فيه
ممارسة الشفعة على عرض كافة الثمن واملصاريف على املشتري ،وإيداعها لصاحله بكتابة
الضبط إن لم يقبل العرض العيني ،قبل مباشرة الدعوى أمام القضاء للمطالبة باملصادقة
على العرض العيني واإليداع .
والشفعة إمنا متارس ضد البيع ،سواء مت نقدا أو مببادلة ،وال متارس ضد العقود غير
العوضية ،كالهبة والصدقة وما جرى مجراهما ،اللهم إال إذا كان طالب الشفعة ينازع في
طبيعة التصرف الذي وصفه املتعامالن بأنه عطية ،ويتمسك بأنه بيع ضيع – عمدا -في
صورة هبة أو صدقة ،تهربا من الشفعة .
ومسألة الثمن التي يقع بها البيع ،وبالتالي يقع بها االستشفاع ،تطرح عدة مشاكل،
بعضها ناجم عن تصرفات األطراف ،كما في حالة الزيادة أو النقص صوريا في الثمن،
الأنظمة القانونية لأمالك الدولة 128
وبعضها ناجم عن ظروف أخرى ال دخل إلرادة األطراف فيها ،كأن يكون البيع أبرم بشأن
عقار محفظ في وقت كان فيه ثمن احلصة املبيعة منخفظا ،وال يعمد املشتري إلى تقييد
شرائه على الرسم العقاري (الذي هو منطلق أجل الشفعة غالبا) إال بعد سنني عديدة،
فيعمد أحد الشركاء إلى استشفاع ذلك منه بثمن الشراء الذي يكون قد أضحى ،بفعل
الزمن ،جد زهيد ال يكاد يعادل إال نسبة ضئيلة جدا من القيمة احلالية للحصة املشفوعة .
هذا ،وملا كان من املعلوم أن كثيرا من العقارات التي مت استرجاعها من قبل الدولة في
نطاق ظهير 2مارس ،1973تلفى عند مباشرة إجراءات استرجاعها فعليا بيد أشخاص
مغاربة يتمسكون بأنهم اشتروها ،قبل تاريخ االسترجاع ،من األجانب الذين استرجعت
منهم ،فينشأ نزاع بني املعني باألمر وبني الدولة – امللك اخلاص ،حول ما إن كان الشراء
املتمسك به من قبل املعني باألمر حقيقيا أو صوريا؛ وكان من املعلوم أيضا أن حسم مثل
هذه النزاعات يعرض أوال على اللجنة الثالثية احملدثة لهذا الغرض ،التي يكون مقرها
باملديرية العامة للمحافظة على األمالك العقارية (التي صارت اآلن «الوكالة الوطنية
للمحافظة على األمالك العقارية») فتقوم هذه اللجنة بدراسة وثائق املعني باألمر وإبداء
رأيها ،سلبا أو إيجابا ،في طلبه؛ وعندما يكون رأيها إيجابيا لصالح املعني باألمر ،تتم
تسوية وضعيته بالنسبة للعقار املعني عن طريق تفويته إليه من قبل الدولة -امللك اخلاص،
إما بثمن رمزي ( 10دراهم مثال) أو بثمن متواضع ال مجال ملقارنته بالثمن احلقيقي للعقار
املسترجع في سوق العقار ،وذلك حسب ما تبديه اللجنة ،وحسب نوع العقد الذي يربط
املعني باألمر باملالك األجنبي ،وتاريخ ذلك العقد ،والظروف التي أبرم فيها ،واملبلغ الذي
بذل املعني باألمر ملالك العقار موضوع النازلة ؛ وفي مثل هذه احلال ،التي هي إبداء اللجنة
رأيا إيجابيا لصالح حائز العقار ،ورده إليه بثمن رمزي ،ال يخلو:
إما أن يكون احلائز املعني شخصا واحدا ،وهنا ال تثار أية مشكلة بشأن الشفعة.
أو يكون احلائز متعددا ،أو يكون لألجنبي املسترجع منه العقار املعني شريكا في ذلك
العقار غير خاضع لقانون االسترجاع ،فينصب إجراء االسترجاع على حصة شائعة ،وهنا
قد حتدث مشاكل ،منها:
* أنه عندما يكون حائزوا العقار موضوع االسترجاع في نطاق ظهير 2مارس 1973
متعددين ويتمسكون بأنهم اشتروه مجتمعني أو متفرقني من األجنبي الذي وقع استرجاعه
منه ،وتوافق اللجنة الثالثية على طلباتهم ،وحتيلهم على املصلحة املختصة لتسوية األمر
معهم وإرجاع جزء من العقار إلى كل واحد منهم بحسب نسب شرائه ،فإنه عند التسوية
129 ممار�سة ال�شغعة يف �إطار ت�سوية النزاعات الناجتة عن ا�سرتجاع �أرا�ضي الدولة الفالحية �أو القابلة للفالحة
بشأن كل شخص على حدة تتم هذه التسوية عن طريق إبرام عقد تفويت بثمن رمزي أو
متواضع كما ذكر ،فيحدث – حتما -أن يسبق أحدهم صاحبه أو أصحابه إلى تقييد نصيبه
املسواة وضعيته ،في احملافظة العقارية كشريك على الشياع للدولة -امللك اخلاص التي
تظل مالكة على الشياع لألجزاء العائدة إلى باقي األشخاص املعنيني بتسوية الوضعية،
وهنا فإنه ملا يعمد الشخص الثاني (وعند االقتضاء :الثالث ،والرابع ) ..إلى تقييد
عقد التسوية املبرم بينه من جهته وبني الدولة – امللك اخلاص ،قد يعمد صاحبه الذي سبقه
إلى تسوية وضعيته باحملافظة العقارية إلى مطالبته بالشفعة ،مع أن املبلغ الذي وقعت به
التسوية قد يكون رمزيا ال يتعدى 10درهم بينما القيمة التجارية للحصة موضوع التسوية
قد تبلغ مئات املاليني من جهة ،وهذا زيادة على أن الشخص الذي سوى وضعيته مع
مصلحة األمالك املخزنية ،وصار مطلوبا بالشفعة ،سبق أن اشترى احلصة موضوع التسوية
من األجنبي الذي استرجع منه العقار املعني ،ودفع له في مقابل ذلك الشراء مبلغا يفوق ما
متت به التسوية مع الدولة – امللك اخلاص ،بعشرات ورمبا مئات املرات .
* أن مثل هذا النزاع قد يطرأ أيضا في احلالة التي يكون فيها العقار املسترجع عبارة
مجرد حصة شائعة كان ميلكها األجنبي اخلاضع إلجراء االسترجاع ،في شركة شخص مغربي،
ال ينطبق عليه االسترجاع ،ثم يدعي شخص ثالث (أو اشخاص متعددون) أن احلصة
املسترجة ملك له (أو لهم) فتتم نفس املسطرة أعاله للبت في منازعة من يعنيه (أو
يعنيهم) األمر ،وعندما تتم تسوية األمر على النحو املذكور ،رمبا يطالب شريك األجنبي
املسترجع منه ،بشفعة األجزاء موضوع التسوية املذكورة ،ممن متت لصاحله ،إثر تقييد احلق
موضوع املصاحلة على الرسم العقاري.
ومثل األمرين السابقني ما يطرح األسئلة اآلتية:
أ .ما طبيعة التسوية التي متت بني املشتري من األجنبي ،في نطاق الرأي اإليجابي
للجنة الثالثية املختصة للنظر في النزاعات الناشئة عن تطبيق ظهير 2مارس ،1973وبني
الدولة -امللك اخلاص ،وهل هي بيع أو مجرد تسوية؟.
ب .إذا كانت املعاملة بيعا ،فما هو الثمن الذي تعتبر قد أجنزت في مقابه ،أهو مجموع
ما دفعه املعني باألمر إلى األجنبي الذي استرجع منه العقار مقابل شرائه منه ،مضافا إليه
ما دفعه إلى الدولة ـ امللك اخلاص في نطاق مسطرة التسوية وما كلفه ذلك من مصاريف
إلى غاية صدور القرار اإليجابي اللجنة وتسوية األمر مع الدولة-امللك اخلاص ،أو هو أحد
املبلغني فقط ،وما هي مبررات احلل املقترح.
الأنظمة القانونية لأمالك الدولة 130
،01/4/1/1166الذي بني على علة لم يثرها األطراف ولم يشيروا إليها ،وإمنا أثارها
املجلس األعلى تلقائيا ،وقال فيها «يتجلى من عقد التفويت موضوع طلب الشفعة ومن
مقال الطالبة نفسها أنهما نصا على أن الثمن الرمزي هو 10دراهم في مقابل تفويت الدولة
املغربية (امللك اخلاص) جلميع واجبها في العقار موضوع الدعوى ،وفي عقارات أخرى،
وبذلك فإن العقد هو تبرع ال شفعة فيه ،وأن هذه العلة القانونية الصحيحة املستمدة من
الوقائع الثابتة لقضاة املوضوع تؤدي إلى نفس منطوق القرار املطعون فيه».
مع اإلشارة إلى هذا القرار كان بدوره محل طعن بإعادة النظر ،استدلت فيه طالبة
إعادة النظر بقرار املجلس األعلى السالف ذكره الذي وقف موقفا معاكسا ،غير أن املجلس
األعلى رفض طلب إعادة النظر وعلل ذلك بأن «الثابت من قرار املجلس األعلى املطعون
فيه بإعادة النظر أنه جاء معلال ،إذ جاء فيه ما يلي» يتجلى من عقد التفويت موضوع
طلب الشفعة ومن مقال الطالبة نفسها أنهما نصا على أن الثمن الرمزي هو 10دراهم في
مقابل تفويت الدولة املغربية (امللك اخلاص) جلميع واجبها في العقار موضوع الدعوى ،وفي
عقارات أخرى ،وبذلك فإن العقد هو تبرع ال شفعة فيه ،وأن هذه العلة القانونية الصحيحة
املستمدة من الوقائع الثابتة لقضاة املوضوع تؤدي إلى نفس منطوق القرار املطعون فيه»،
والطالبة اكتفت في السبب مبجرد مناقشة ذلك التعليل والبحث في مدى مالءمته للقانون،
وهو ما ال يشكل سببا من أسباب إعادة النظر في قرارات املجلس األعلى التي ال تكون
قابلة لذلك إال في حالة عدم اجلواب باملرة على دفع أثير بعدم القبول أو عن وسيلة من
وسائل النقض أو جزء من الوسيلة» وذلك بقراره عدد 2698الصادر يوم 2007/07/25
في الـملف املدني .05/4/1/3131
وجتدر اإلشارة إلى أنه سبق للمجلس األعلى أن قرر ،وبغرفتني ،وفي أكثر من مناسبة:
أ .أن «ما ورد في القرار املطلوب فيه إعادة النظر من كون الشركة بني الطرفني في...
تبتدئ من سنة 1968إلى غاية سنة ،1984يعد فسادا في التعليل الناشئ عن حتريف
الوثائق ،املنزل منزلة انعدام التعليل .هذا من جهة ،ومن جهة أخرى فإن اكتفاء القرار بالرد
على الوسيلة الثانية املثارة من طرف الطاعن في مذكرة طلب النقض مبجرد قوله (مما تكون
معه الوسيلتان غير مرتكزتني على أساس) يعد نقصانا في التعليل املوازي النعدامه كذلك،
مما يرض القرار املطلوب فيه إعادة النظر للرجوع فيه» (قرارعدد 242بتاريخ 1984/02/15
في امللف 80/80-قرارات الغرفة املدنية املتعلقة بقانون املسطرة املدنية ،الصادر مبناسبة
الذكرى اخلمسني لتأسيس املجلس األعلى ،ص. )97/91
الأنظمة القانونية لأمالك الدولة 132
ب« .إن تعليل املجلس األعلى غير السليم ،يعتبر كانعدام التعليل يعرض قراره إلعادة
النظر ...،والقرار املطلوب إعادة النظر فيه حينما أشار إلى ما يفيد تعدد املستأنفني يكون
قد أجاب مبا هو مخالف للواقع ،ويعد جوابه هذا مبثابة انعدام اجلواب ،مما يدخل في نطاق
السبب ،ويعرض القرار املطلوب إعادة النظر فيه للتراجع فيه»( قرارعدد 277صادر بتاريخ
،89/02/14عن غرفتني مجتمعتني ،في امللف ،80/325املرجع السابق ،الصحيفة
.)188/183
ومع هذا ،فإن قراري املجلس األعلى ،املتناقضني ،محل هذا التعليق ذهبا مذهبا
معاكسا ،فيما يخص نوع وطبية التعليل الذي يجب أن تتأسس عليه قرارات املجلس
األعلى .
وهكذا نكون ،بالنسبة للقرارين األنفني أمام موقفني متضاربني للمجلس األعلى بشأن
نازلتني متشابهتني.
ومن أجل إثراء املناقشة في هذا املوضوع الشيق ،والغريب في نفس الوقت ،ننشر هنا:
نسخة من قرار املجلس األعلى عدد 4754مع نسخة من عريضة الطعن فيه بإعادة
النظر ،ونسخة من قرار املجلس األعلى عدد 1968الصادر في شأن الطعن بإعادة النظر
املذكور.
• نسخة من قرار املجلس األعلى عدد ،1340املناقض للقرار 4754املذكور آنفا ،مع
نسخة من عريضة الطعن فيه بإعادة النظر ،ونسخة من قرار املجلس األعلى عدد2698
الصادر في شأن الطعن بإعادة النظر .
ونظرا لتضارب املوقفني ،وحتقيقا لإلنصاف ،ولتوحيد العمل القضائي ،يجدر :
أوال :مبن له الصفة أن يستعملوا ضد القرارين الذاهبني في إحدى التوجهني سالفي الذكر
حق الطعن لفائدة القانون ،في إطار الفصل 382من قانون املسطرة املدنية،
ثانيا :على املجلس األعلى أن يغتنم أقرب فرصة لعرض مثل هذا النزاع على مجموع
غرفه لتوحيد الرأي فيه،
وها هي قرارات املجلس األعلى موضوع النازلة ،وعرائض الطعون التي صدرت في
أعقابها ،ضمن ست «وثائق» .
133 ممار�سة ال�شغعة يف �إطار ت�سوية النزاعات الناجتة عن ا�سرتجاع �أرا�ضي الدولة الفالحية �أو القابلة للفالحة
الوثيقة الأوىل:
ن�ص قرار املجل�س الأعلى عدد 4754ال�صادر يوم 98/07/15يف امللف .97/3485
املجل�س الأعلى
الغرفة املدنية
القرار عدد 4754
ال�صادر بتاريخ15 :يوليوز 1998
يف امللف عدد 97/3485 :
وبعد جواب املدعى عليهم بأن التفويت مت بقرار وزير املالية بتاريخ ،1987/3/24
وبأن ......و.......................اشتريا بعقد مؤرخ في 60/10/26من املعمر
..............بثمن قدره ستون ألف درهم وإن ...............واخوته سجلوا بالرسوم
العقارية بوصفهم مستفيدين من الظهير املؤرخ في 1963/9/26املتعلق باألراضي
املسترجعة ،وأن تخلي الدولة عن العقار موضوع طلب الشفعة ألصحابه الشرعيني ال يعتبر
بيعا لكون الشراء من املعمر مت منذ 27سنة بضعف الثمن املعروض عليهم ،وإن الدولة لم
حتز بل تركت لهم االنتفاع به ،ملتمسني احلكم بعدم االختصاص ،وبعد تعقيب املدعني بأن
قرار السيد وزير املالية هو مجرد إذن للسيد مدير األمالك املخزنية بإبرام عقد مع املدعى
عليهم الذين حلوا بالرسوم العقارية محل امللك اخلاص بالدولة بناء على عقد البيع ،وأنه
ال مجال للتشكيك في اختصاص احملكمة ومدلني بصورة لقرار استئنافي عدد ،673/65
وبعد تعقيب املدعى عليهم بأنهم اشتروا هم واملدعون العقارات موضوع طلب الشفعة،
وبعد إمتام البيع لهم تظلموا لدى اجلهات املختصة فانتهى األمر بتسوية النزاع ،حيث تخلت
الدولة عن تنفيذ القرار االستئنافي املدلى به من طرف املدعني الشيء الذي يجعل القرار
إداريا والثمن املشار إليه في عقد البيع ما هو إال تعويض رمزي لتسوية النزاع ،علما بأن
بيوعات الدولة تتم عن طريق املزاد العلني ،أصدرت احملكمة حكما قضت فيه باستحقاق
املدعني لشفعة الشق املبيع املتمثل في نصف األمالك موضوع الرسوم العقارية ........
س........... ،س ........ ،س بعلة أن التفويت للمدعى عليهم مت عن طريق عقد بيع
أبرموه مع الدولة املغربية في شخص مدير األمالك املخزنية والتي يسري عليها في هذه
احلالة القانون اخلاص كباقي األشخاص العاديني واالعتباريني وأن القرار الصادر عن وزير
املالية هو مجرد إذن موجه إلى مدير األمالك املخزنية لتمكينه من إبرام عقد البيع ،وأن
كافة األفعال واالتفاقات التعاقدية الرامية إلى تأسيس حق عيني أو نقله إلى الغير أو
االعتراف به أو تفويته أو إسقاطه ال تنتج أي أثر ولو بني األطراف إال من تاريخ التسجيل
بالرسم العقاري ،وأن املدعني قد أثبتوا كافة العناصر والشروط للتصريح باستحقاقهم
لشفعة الشق املبيع ،فاستانفه املدعى عليهم ،بانني استئنافهم على أن العقار موضوع
الشفعة انتقل إليهم وإلى املستأنف عليهم مبقتضى عقد بيع واحد مؤرخ في 1960/10/26
من طرف املعمر « »......وأن العارضني لم يسجلوا شراءهم بالرسوم العقارية إال بتاريخ
الحق لتسجيل شراء شركائهم للتأخير الذي حصل في صدور قرار السيد وزير املالية ،وأن
احملكمة أصدرت احلكم املستأنف في غيبة ورثة ............املدعى عليهم ،وأن عبارة
التفويت التي جاءت في العقد الذي مبقتضاه متت تسوية الوضعية القانونية للعقار ال يقصد
منها البيع وأن املبلغ املشار إليه بالعقد كمقابل ال يراد منه ثمن البيع بل تعويض عن تخلي
135 ممار�سة ال�شغعة يف �إطار ت�سوية النزاعات الناجتة عن ا�سرتجاع �أرا�ضي الدولة الفالحية �أو القابلة للفالحة
استرجعت منه ما كان ميلكه من حقوق وسجلتها باسمها في الرسوم العقارية ثم فوتتها
للطالبني لم تعلل قرارا تعليال صحيحا ولم جتعل ملا قضت به أساسا صحيحا من القانون
األمر الذي يعرض القرار املطعون فيه للنقض.
وبعد إحالة القضية على محكمة االستئناف باجلديدة وتأكيد كل طرف ألقواله ومستنداته
أصدرت احملكمة بتاريخ 1997/3/11قرارا حتت عدد 97/56في القضية العقارية ذات
العدد 96/1737قضت فيه بتأييد احلكم املستأنف بعلة أن العبرة في ظل العقار احملفظ
باحلقوق العينية املسجلة به ،بحيث أن كل حق عيني أو كل حق خاضع للتسجيل غير معلن
عنه بصحيفه الرسم العقاري ال يعتبر موجودا حتى بني طرفيه ،وأن املدعني مسجلون كمالك
بنسبة النصف في الرسوم العقارية موضوع النزاع في شركة امللك اخلاص للدولة حسب شواهد
احملافظ املدرجة في امللف ،وأن امللك اخلاص في شخص ممثله فوت حقه املشاع وهو النصف
للمدعى عليهم مبقتضى عقد عرفي مؤرخ في 87/4/21سجل بالرسوم العقارية بتاريخ
،87/4/28وأن املدعني باشروا إجراءات الشفعة من عرض ثمن البيع ومصروفات العقد،
وإيداع ذلك بصندوق احملكمة داخل أجل السنة حسب الوصل عدد 1499ضد مشترين
لم يكن لهم حق عيني مسجل على العقارات املذكورة حتى يقال بأنهم مالكون قبل البائع
لهم أي (امللك اخلاص) ،بل الثابت أن تقييدهم بالرسوم العقارية املذكورة بسبب البيع املراد
شفعته وهو تصرف عوضي ال مجرد استدراك أو تعويض بدليل صياغة عقد البيع نفسه،
وبالتالي فإن ما قضى به احلكم املستأنف جاء في مركزه القانوني ويتعني التصريح بتأييده،
وهو املطلوب نقضه.
وحيث يعيب الطاعنون القرار املذكور بخرق قاعدة مسطرية أضر بأحد األطراف خرق
مقتضيات الفصل 335من قانون املسطرة املدنية ،ذلك أن الفصل املذكور ينص على أنه
إذا اعتبر املستشار املقرر القضية جاهزة للحكم فيها أصدر أمرا بتخليه عنها ،وحدد تاريخ
اجللسة التي تدرج فيها القضية ويبلغ هذا األمر لألطراف.
لكن ،حيث أن عدم إصدار األمر بالتخلي يترك الباب مفتوحا لألطراف لإلدالء مبا قد
يكون لديهم من حجج ووسائل وهذا في مصلحتهم ،لذلك فالوسيلة غير جديرة باالعتبار.
وفي شأن الفرع الثاني من نفس الوسيلة املتخذ من خرق مقتضيات الفصل 342من
قانون املسطرة املدنية ،ذلك أن الفصل املذكور يوجب على املستشار املقرر حترير تقرير في
كل قضية أجري فيها بحث أو حتقيق ،مع وجوب تالوته ،مبجرد النداء على القضية ما عد
إذا اعفي من ذلك من طرف الرئيس وعدم معاوضة األطراف ،غير أنه بالرجوع إلى وثائق
امللف ال جند من بينها التقرير املكتوب الذي يجب أن يكون مستقال عن القرار املطلوب
137 ممار�سة ال�شغعة يف �إطار ت�سوية النزاعات الناجتة عن ا�سرتجاع �أرا�ضي الدولة الفالحية �أو القابلة للفالحة
لهذه الأ�سباب
قضى املجلس األعلى برفض الطلب وبتحميل أصحابه الصائر
وبه صدر القرار وتلي باجللسة العلنية املنعقدة بالتاريخ املذكور أعاله بقاعة اجللسات
العادية باملجلس األعلى بالرباط ،وكانت الهيئة احلاكمة متركبة من السيد رئيس الغرفة
أبو مسلم احلطاب رئيسا واملستشارين السادة :حمادي أعالم مقررا ومحمد النوينو ومحمد
اعمرشا وعبد السالم البركي أعضاء ،ومبحضر احملامي العام السيد عبد السالم حسي
رحو ومبساعدة كاتب الضبط السيد عبيدي حمان.
الأنظمة القانونية لأمالك الدولة 138
الوثيقة الثانية:
ن�ص عري�ضة الطعن ب�إعادة النظر يف القرار املذكور.
عريضة من أجل طلب إعادة النظر في قرار املجلس األعلى عدد 4754الصادر يوم
98/7/15في امللف املدني عدد .97/3485
لفائدة :السادة ............................................................
وورثة شقيقهم املرحوم ،.................................................وهم:
أوالده................................................................... :
الساكنني جميعا ...........................................................
ومو�ضوعا:
خالصة وقائع النازلة أن األجنبي املسمى ..................الذي كان يقيم باملغرب
مبنطقة البير اجلديد كان ميلك ضيعة فالحية مساحتها 62آر و 8سنتيار متكونة من ثالث
رسوم عقارية هي الرسم العقاري عدد 11198س املسمى ............ومساحته 36هـ
و 8س ،والرسم العقاري عدد .......املسمى ...........ومساحته 8هكتار و 56آر و
20سنتيار ،والرسم العقاري عدد .....س املسمى .....ومساحته 18هكتار و 92آر.
وأنه مبوجب عقد عرفي مؤرخ في 60/10/26باع األجنبي املذكور ملوروث العارضني
......نصف العقار موضوع الرسوم العقارية املذكورة أعاله على الشياع ،وسلم له
احلصة املبيعة.
ومبوجب عقد مماثل وبنفس التاريخ باع األجنبي املذكور النصف اآلخر من العقار
املذكور للمطلوبني في إعادة النظر .......و........أوالد ..........وسلم لهما
احلصة املبيعة أيضا.
وهكذا ،أصبحت مجموع العقارات موضوع الرسوم العقارية ..................س و
....................و ................س املشار إليها أعاله في حيازة املشترين:
موروث العارضني املرحوم ،................واملطلوبني ............................
...............؛ وذلك بنسبة النصف لألول والربع لكل واحد من الثاني والثالث.
هذا ،وقد وقع االتفاق في عقدي البيع األولني على أن يتم العقد النهائي ويؤدي كامل
الثمن قبل يوم 1961/11/5وهو ما مت بالفعل.
وهكذا ،أصبح املشترون املذكورون كل فيما يخصه مالكني من الوجهة الفعلية للعقار
املشار إليه :النصف ملوروث العارضني ،...................والنص اآلخر للمشتريني
اآلخرين ..................مناصفة بينهما.
وقد حدث أن قيد املشتريان .........و...................شراءهما على الرسوم
العقارية املذكورة ونقلت احلظوظ املشتراة من قبلهما وهي النصف في كافة العقارات إلى
اسمهما في احملافظة العقارية.
في حني ،أنه بسبب بطء اإلجراءات اإلدارية تأخر تقييد شراء موروث الطالينب
،.................وكان أن صدر ظهير املغربة فتم استرجاع احلظوظ املبيعة للمعني
باألمر وتقييدها في اسم الدولة تطبيقا لظهير 2مارس .1972
الأنظمة القانونية لأمالك الدولة 140
وملا كان املشتري املذكور هو احلائز لنصف العقارات املعنية وهو املالك لها مبقتضى
الشراء املذكور وليس األجنبي الذي شطب عليه من احملافظة العقارية مبوجب ظهير 2مارس
،1973فإنه قد أذن ملوروث العارضني في البقاء في األجزاء التي اشتراها ومواصلة حيازها
إلى حني البت من قبل اللجنة الثالثية املختصة في أمر شرائه وفق املسطرة املتبعة في هذا
الشأن واجلاري بها العمل في مثل هذه النوازل.
ذلك أنه من املعروف أن املغاربة الذين وجدوا إثر تطبيق ظهير 2مارس 1973حائزين
لعقارات أو حقوق عقارية مسجلة في أسماء أجانب وادعوا شراء تلك احلقوق من أولئك
األجانب وعرضت النزاعات الناجمة عن أشريتهم على اللجنة الثالثية املكونة من وزير
املالية ووزير الفالحة ووزير الداخلية التي يرأسها مدير احملافظة العامة ،والتي تتولى دراسة
وضعية املعنيني باألمر وما يستدلون به من وثائق وحجج ،فمن تبني منهم أنه اشترى فعال
من املالك األجنبي وأدى له الثمن قبل صدور ظهير 2مارس 1973اعترف له بشرائه،
وأعيد إليه العقار املعني ( وغالبا ما تتم هذه اإلعادة عن طريق بيع رمزي تبرمه معه مديرية
األمالك املخزنية) ،أم من تبني أنه لم يشتر وإمنا كان حائزا فقط أو أنه اشترى ولكنه لم يؤد
الثمن فيرفض طلبه ويخرج من العقار.
ثم إنه بالنسبة للذين اعترف بأشريتهم تقرر أن وسيلة رد احلقوق العقارية التي اشتروها
إليهم وتقييدها بأسمائهم هي أن تبرم معهم الدولة املغربية عقود بيع رمزية.
ذلك أنه ملا كان التشطيب على األجانب املالكني من قبل ثم مبوجب ظهير فإن إعادة
العقار إلى املغربي الذي اشتراه من ذلك األجنبي قبل تاريخ االسترجاع ولم يقيد شراءه
أصبح يتطلب من الوجهة احلقوقية إصدار ظهير بإلغاء عملية االسترجاع ليعود العقار إلى
ملكية األجنبي من جديد ثم ينقل من ملكية األجنبي إلى ملكية املغربي املشتري ،عن
طريق عقد الشراء املعترف به احتراما لتسلسل األشرية ،إال أن هذه الطريقة طويلة وسلوكها
صعب ،ولذلك قررت اإلدارة أن يتم بالنسبة ملن قبلت أشريتهم أن تبرم معهم الدولة التي
أصبحت مالكة عقود بيع بأثمان رمزية ليتمكنوا من استرجاع ملكية ما سبق أن اشتروه من
األجنبي قبل صدور قانون املغربة.
وقد كانت هذه هي وضعية املشتري ..........................موروث الطالبني إذ
أن اللجنة املختصة وجدت أن شراءه من األجنبي لنصف العقار موضوع هذه الدعوى هو
شراء قائم وبناء على ذلك أبرمت معه الدولة املغربية عقد بيع رمزي استعاد مبوجبه ملكية
نفس العقارات موضوع النزاع.
141 ممار�سة ال�شغعة يف �إطار ت�سوية النزاعات الناجتة عن ا�سرتجاع �أرا�ضي الدولة الفالحية �أو القابلة للفالحة
غير أنه حصل ما لم يكن باحلسبان ،ذلك أن املطلوبني في إعادة النظر الذين لم تختلف
وضعيتهم عن وضعية ...................إال من حيث أن هذا األخير لم يتمكن من
إدراج شرائه إال بعد تطبيق الظهير املذكور ،وعن طريق إبرام عقد رمزي مع الدولة املغربية
بعد دراسة وموافقة اللجنة الثالثية املذكورة كما سبق ،قلت حدث ما لم يكن باحلسبان ،إذ
أن املطلوبني طلبا شفعة احلظوظ التي قيدت في اسم ورثة ................بناء على أن
ثمن شرائها من قبله هو الوارد بالعقد املبرم بينه وبني الدولة املغربية امللك اخلاص ،واحلال
أن الشراء احلقيقي هو الذي أبرمه املعني باألمر مع األجنبي الذي اشترى منه طالبوا الشفعة
بدوره ما هو مبلكيتهم.
وبعد جواب املدعى عليهم بأن التفويت مت مبقتضى عقد إداري هو الصادر على إثر
الرأي اإليجابي الذي أبدته اللجنة الثالثية املختصة للنظر في النزاعات الناشئة عن تطبيق
ظهير 2مارس ،1973وأن الوثيقة املبرمة مع الدولة املغربية -للملك اخلاص ،فما هي إال
وسيلة شكلية فقط السترجاع املشترى ما اشتراه من األجنبي ،ألن العمل جرى على إبرام
مثل هذا البيع الرمزي من أجل الوصول إلى تقييد احلقوق موضوع النزاع اإلداري في
ملكية املشترين من األجانب ،بعد أن تكون اللجنة املختصة قررت قبول أشريتهم ،أصدرت
احملكمة االبتدائية باجلديدة يوم 30مارس 1989حكمها في امللف 87/4باملصادقة على
العروض العينية وباستحقاق املدعني لشفعة املبيع املتمثل في نصف مجموع العقارات
موضوع الرسوم العقارية ..........س و .............س و ................س
املشار إليها.
وبعد استئناف اجلانب احملكوم عليه للحكم املذكور وإثارته أن العقد موضوع الشفعة
ليس هو سبب التملك بل إن سبب التملك هو العقد العرفي املبرم يوم 1960/10/26بينه
وبني املالك األجنبي للعقار موضوع النزاع ،وكذا القرار اإلداري الصادر على إثر إبداء اللجنة
الثالثية املذكورة رأيها اإليجابي الذي كان سببا في إبرام العقد املؤرخ في 1989/4/21
أصدرت محكمة االستئناف باجلديدة يوم 98/1/8حكمها في امللف ،90/212/3وعن
صواب ،بإلغاء احلكم املستأنف واحلكم تصديا برفض الطلب وذلك بعلة أن ما تقاضته
الدولة من املطلوب منهم الشفعة إمنا هو مقابل لتسوية الوضعية معهم كتعويض رمزي وال
يعبر عن الثمن الوارد في العقد العرفي املؤرخ في .1960/10/26
فطعن املطلوبون في إعادة النظر في هذا القرار االستئنافي بالنقض ،فنقضه املجلس
األعلى مبقتضى قراره الصادر يوم 95/10/25في امللف املدني عدد 92/2554وأحال
القضية من جديد على نفس احملكمة لتبت فيها من جديد طبقا للقانون.
الأنظمة القانونية لأمالك الدولة 142
وبعد اإلحالة متسك طالبوا إعادة النظر مبا سبق أن أثاروه من أن سبب متلكهم للحظوظ
موضوع طلب الشفعة هو العقد العرفي املبرم مع األجنبي ،وكذا القرار اإلداري والبيع
الرمزي الذي أبرم بينهم وبني الدولة املغربية ،وأن ما بذلوه في ذلك هو مجموع ما دفعوه
لألجنبي وما دفعوه للدولة املغربية واملصاريف التابعة لذلك،وليس هو مجرد الثمن الرمزي
الوارد بالعقد املشفوع ،غير أن محكمة االستئناف باجلديدة لم تتفهم موقفهم وأصدرت يوم
97/3/11قرارها في امللف 96/1737/3بتأييد احلكم املستأنف.
فطعن الطالبون في هذا القرار االستئنافي األخير بالنقض ناعني عليه خرق القانون
وعدم االرتكاز على أساس لكون الثمن الوارد في العقد املطلوبة ضد الشفعة ليس هو
ثمن الشراء ،إال أن املجلس األعلى رفض طلبهم مبقتضى قراره عدد 4754الصادر يوم
98/7/15في امللف ،97/3485وهذا هو القرار املطلوب إعادة النظر فيه.
املجل�س الأعلى
الغرفة املدنية ( الق�سم الرابع)
القرار عدد 1968
ال�صادر بتاريخ 10 :ماي 2000
يف امللف عدد 99/1/603 :
من الظهير املؤرخ في 1963/9/26املتعلق باألراضي املسترجعة ،وأن تخلي الدولة عن
العقارات موضوع الشفعة ألصحابها الشرعيني ال يعتبر بيعا لكون الشراء من املعمر مت مند
27سنة بضعف الثمن املعروض عليهم ،وبعد تعقيب الطرفني أصدرت احملكمة حكما قضت
فيه باستحقاق املدعني املدعى فيه شفعة ،بعلة أن التفويت للمدعى عليهم مت عن طريق
عقد بيع أبرموه مع الدولة املغربية في شخص مدير األمالك املخزنية والتي يسري عليها في
هذه احلالة القانون اخلاص كباقي األشخاص العاديني واالعتباريني ،و أن القرار الصادر عن
وزير املالية هو مجرد إذن موجه إلى مدير األمالك املخزنية لتمكينه من إبرام عقد البيع،
وأن كافة األفعال واالتفاقات التعاقدية الرامية إلى تأسيس حق عيني أو نقله إلى الغير أو
اإلعتراف به أو تفويته أو إسقاطه ال تنتج أي أثر ولو بني األطرف ،إال من تاريخ التسجيل
بالرسم العقاري ،وأن املدعني قد أثبتوا كافة العناصر والشروط للتصريح باستحقاقهم لشفعة
الشق املبيع ،وبعد استئناف هذا احلكم الغته محكمة االستئناف وحكمت برفض الطلب
بعلة أنه ثبت من العقد العرفي املؤرخ في 1960/10/26أن .....................
و ....................املدعى عليهما اشتريا العقارات موضوع الرسوم العقارية محل
النزاع من املعمر ......بثمن قدره ستة ماليني سنتيم ،وأنه سبق للطرف املدعي أن
قاضي الطرف املدعى عليه بتاريخ 1983/7/20من أجل إفراغه من الرسم العقاري
عدد ، .............وصدر قرار استئنافي بتاريخ 1985/6/12في امللف املدني عدد
853/84قضى بإفراغه من العقار املذكور ،وعند تظلم الطرف املدعى عليه من ذلك ،صدر
كتاب من مدير األمالك املخزنية إلى رئيس دائرة األمالك املخزنية جاء فيه :أن الدولة هي
التي سمحت ( ..................املدعى عليه) باستغالل واجبها وأنها ال حتبد أن ينفذ
احلكم املشار إليه والذي ينصب على هذا الواجب بناء على طلب غير مؤسس صادر عن
املالكني على الشياع معها ...كما يتبني منه أنه يطالب بإبقاء .....................
بعني املكان إلى حني تسوية ملفه تبعا ملوافقة اللجنة الوزارية ،وأنه عند تسوية وضعية
الطرف املدعى عليه من الدولة بتاريخ 87/4/21طالبه الطرف املدعي بشفعة األرض محل
النزاع ،وأن أوراق امللف وخاصة األحكام الصادرة في املوضوع بني الطرفني تفيد أن الدولة
لم حتز امللك موضوع الدعوى ،وأن ما تقاضته مقابل تسوية الوضعية مع املدعى عليهم ال
يعدو أن يكون مجرد تعويض رمزي ال عن التفويت ،إذ التفويت وقع مبقتضى العقد العرفي
املؤرخ في 1960/10/26بالنسبة لطالبي الشفعة وبالنسبة للمطلوب ضدهم ،وأن كل
واحد من الطرفني أصبح مالكا للعقار املدعى فيه ،واحلكم املستأنف في محله مما يتعني
إلغاؤه واحلكم برفض الطلب ،فطعن فيه بالنقض فرفض املجلس األعلى طلب النقض بعلة
145 ممار�سة ال�شغعة يف �إطار ت�سوية النزاعات الناجتة عن ا�سرتجاع �أرا�ضي الدولة الفالحية �أو القابلة للفالحة
أن احملكمة كانت على صواب عندما اعتمدت في قضائها بالشفعة على عقد البيع املسجل
على الرسوم العقارية بتاريخ 1987/4/28ولم تعتد بعقد البيع املؤرخ في سنة 1960لعدم
تسجيله على الرسوم العقارية املذكورة وهذا هو القرار املطعون فيه بإعادة النظر.
لهذه الأ�سباب
قضى املجلس األعلى برفض طلب إعادة النظر ،وإبقاء الوديعة ملكا للدولة وبتحميل
أصحابه الصائر.
وبه صدر القرار وتلي باجللسة العلنية املنعقدة بالتاريخ املذكور أعاله ،بقاعة اجللسات
العادية باملجلس األعلى بالرباط وكانت الهيئة احلاكمة متركبة من رئيس الغرفة السيد
محمد القري رئيسا واملستشارين السادة :حمادي أعالم مقررا ومحمد النوينو ومحمد
اعمرشا وعبد السالم البركي أعضاء ومبحضر احملامي العام السيد العربي مريد ومبساعدة
كاتب الضبط السيد عبيدي حمان
كاتب الضبط . املستشار املقرر الرئيس
الأنظمة القانونية لأمالك الدولة 146
الوثيقة الرابعة:
ن�ص قرار املجل�س الأعلى عدد 1340ال�صادر يوم 28/04/04يف امللف 01/4/1/1166
وحيث تعيب الطاعنة القرار املذكور بعدم االرتكاز على أساس وبانعدام التعليل،
ذلك أن العرض العيني استهدف مجموع املشفوع منهم ورثة ....................
كافة ولو يستهدف أحدهم دون اآلخر كما وقف العون القضائي على محل سكناهم وخرج
منهم .........مصرحا بأنه ينوب عن كافة الورثة ،وأن الكل يرفض مبلغ العرض
العيني ،ونقل رغبتهم وموقفهم إلى العون القضائي الواقف ببابهم والقائم بالعرض
العيني عليهم وهم حاضرون سامعون ولم ينازع أحد فيما أقدم عليه .............من
رفضه للعرض العيني كما أن .........................هو القائم بشؤونهم بدليل
أنه هو الذي توصل باإلشعار بشأن إبداء الرغبة في الشفعة حسب الثابت من اإلشعار
باالستيالم املؤرخ في ،1998/3/26وأن األصل هو سالمة اإلجراءات حتى يقوم الدليل
على فسادها ،وبذلك فإن الدعوى سليمة ،وأن القرار املطعون فيه غير مرتكز على أساس
ومنعدم التعليل ووجب نقضه.
لكن ،حيث يتجلى من عقد التفويت موضوع طلب الشفعة ومن مقال الطالبة نفسها
أنهما نصا على أن الثمن الرمزي هو 10دراهم ،في مقابل تفويت الدولة املغربية (امللك
اخلاص) جلميع واجبها في العقار موضوع الدعوى وفي عقارات أخرى وبذلك فإن العقد هو
تبرع ال شفعة فيه ،وأن هذه العلة القانونية الصحيحة املستمدة من الوقائع الثابتة لقضاة
املوضوع ،تؤدي إلى نفس منطوق القرار املطعون فيه ،وأن الوسيلة بالتالي غير مؤسسة.
لهذه الأ�سباب
قضى املجلس األعلى برفض الطلب وبتحميل الطالبة الصائر
وبه صدر القرار وتلي باجللسة العلنية املنعقدة بالتاريخ املذكور أعاله بقاعة اجللسات
العادية باملجلس األعلى بالرباط ،وكانت الهيئة احلاكمة متركبة من رئيس الغرفة السيد
إبراهيم بحماني رئيسا املستشارين السادة :عبد النبي قدمي مقررا وعبد السالم البركي
وحمادي أعالم ومحمد عثماني ومبحضر احملامي العام السيد العربي مريد ومبساعدة كاتب
الضبط عبد السالم الزواغي.
الأنظمة القانونية لأمالك الدولة 148
من الرسم العقاري ،وبنسخة من عقد البيع ،ومبحضر رفض العروض ،وبوصل إيداع املبلغ،
وبعد أن أجاب املدعى عليهم بأن العرض لم يشمل كافة املشترين ،وأن ( السيد )...
الذي رفض العرض باسمه وبالنيابة عنهم ال ينوب عنهم ،وأن البيع املطلوب شفعته بيع
خاص ،أبرم دون مزايدة ،أصدر القاضي املقيم بأزمور يوم 99/06/03حكمه عدد 77فــي
امللف 98/19باملصادقة على العروض العينية واستحقاق املدعية الطالبة شفعة األجراء
املشتراة من قبل املطلوبني في العقار موضوع الرسم العقاري14685ج ،املسمى»بالد رقية
»2مبقتضى العقد املؤرخ في ،96/12/24فاستأنفه احملكوم عليهم احلكم ناعني عليه
عدم اجلواب عن الدفع بعدم إجناز العرض على الوجه السليم ،وعن الدفع بأن البيع املشفوع
بيع خاص أجنز بثمن رمزي دون إجراء سمسرة ،وأن ذلك ثم مراعاة لكونهم كانوا يستغلون
العقار املذكور منذ مدة طويلة ،فأجابت طالبة إعادة النظر بأن العرض ثم وفقا القانون ،وأن
املستأنفني لم يكونوا يستغلون العقار كما زعموا وأن العقد واضح في أنه بيع ،والقانون
ال يفرق في الشفة بني بيع عام وبيع خاص ،وأن الرسم العقاري ينص على أن التصرف
بيع وشراء كما أن الشروط املضمنة بعقد البيع هي كلها من خصائص البيع وليست من
خصائص الهبة ملتمسة تأييد احلكم املستأنف ،أصدرت محكمة االستئناف باجلديدة يوم
00/07/14قرارها 00/157في امللف 00/71/3بإلغاء احلكم املستأنف وتصديا برفض
الطلب ،بعلة أن الطلب يهدف إلى األخذ بالشفعة في بيع موضوع عقار محفظ» وأنه
باستقراء محضر العرض تبني أنه استهدف بعض أقارب املشترين ،وأن تبليغ العرض ألحد
املشترين دون اآلخرين ال يكفي ،وأنه ال دليل على أن املبلغ إليه العرض ....وكيل عن
بقية املشترين وال على افتراض هذه الوكالة ،وأن حق األخذ بالشفعة لم يستوف شكلياته»
.
فطعنت طالبة إعادة النظر -وحدها -في هذا القرار بالنقض ،مثيرة أن طلب العرض
العيني استهدف كافة املشترين ،ولم يقتصر على أحدهم دون األخر ،وأن العون القضائي
الذي قام بالعرض توجه إلى سكنى املعروض عليهم فخرج إليه (السيد )...وصرح له
بنفسه تلقائيا أنه ينوب عن كافتهم وأنهم جميعا يرفضون العرض ،وأن هذه العملية
متت مبحضر املعنيني باألمر ولم يعارضوا فيها وأنه كيفما كان األمر فإن إجراءات العرض
واإليداع متت داخل األجل مما يجعل القرار املطعون فيه غير مرتكز على أساس ،ومنعدم
التعليل ،فأجاب املطلوبون في النقض بأن العرض العيني لم يتم بالنسبة لورثة ...إال
واحد منهم ،وأن القرار املطعون فيه قضى تصديا برفض الطلب لعدم شمول العرض جميع
املشترين ملتمسني رفض طلب النقض ،ولم يطعنوا فيما سلمه القرار محل الطعن بالنقض
من أن األمر يتعلق ببيع؛ أصدر املجلس األعلى يوم 04/04/28قراره عدد 1340في
151 ممار�سة ال�شغعة يف �إطار ت�سوية النزاعات الناجتة عن ا�سرتجاع �أرا�ضي الدولة الفالحية �أو القابلة للفالحة
امللف 01/1/4/1166برفض الطلب بعلة أنه» يتجلى من عقد التفويت موضوع طلب
الشفعة ومن مقال الطالبة نفسها أنهما نصا على أن الثمن الرمزي هو 10دراهم في
مقابل تفويت الدولة املغربية -امللك اخلاص ،جلميع واجبها في العقار موضوع الدعوى
وفي عقارات أخرى ،وبذلك فإن العقد هو وتبرع ال شفعة فيه ،وأن هذه العلة القانونية
الصحيحة ،املستمدة من الوقائع الثابتة لقضاة املوضوع تؤدي إلى نفس منطوق القرار
املطعون في ،وأن الوسيلة بالتالي غير مؤسسة» وهو القرار املطلوب إعادة النظر فيه.
�أ�سباب طلب �إعادة النظر:
تثير طالبة إعادة النظر طعنا في القرار املطلوب إعادة النظر فيه سببا وحيدا هو
مخالفته مقتضيات الفصول 372و 375و 379من قانون املسطرة املدنية.
عر�ض الو�سيلة:
حيث إن من املقرر أن كل حكم يجب أن يكون معلال تعليال سليما وكافيا ،وأن على
قرارات املجلس األعلى أن جتيب عن الوسائل والدفوع املثارة ،وإال كانت مشوبة بعدم
التعليل .
.1وحيث إنه من الثابت من وثائق امللف السيما عقد البيع موضوع طلب الشفعة ومنها
مذكرات األطراف أن األمر يتعلق «ببيع» أبرم لقاء ثمن معني (بصرف النظر عن قيمة هذا
الثمن) وتضمن جميع مواصفات البيع من ضمان وغيره من جهة ،وأن املشفوع منهم لم
يدعوا أن األمر يتعلق بهبة ولم ينازعوا في أن األمر يتعلق ببيع أبدا ،وإمنا زعموا أن البيع
املعني بيع خاص .
وحيث إن من املقرر فقها وقضاء مسلمني أن الشفة تكون لقاء ما بذله املشتري في شراء
الشقص املشفوع ،قل أو كثر ،ال بقيمة البيع حسب السوق؛ ولذلك فإن طالب الشفعة إمنا
يدفع للمشفوع منه عني ما دفعه من ثمن ومصاريف ولو اتسم البيع بغنب في الثمن ،أو
مبغاالة فيه .
وحيث إن املدعى عليهم املطلوبني ظلوا خالل كل مراحل التقاضي يتشبثون بوسائل أخرى
من مثل عدم إجراء العرض على كلهم ،ومن مثل أن تقدير ثمن البيع روعيت فيه مدة
مكوثهم بالعقار ،وغير ذلك مما ال دور وال تأثير له على الشفعة .
وحيث إن الثمن أمر واقعي ،وليس هو وحده الذي مييز البيع عن غيره من العقود ،بل
إن هناك خصائص أخرى متيز البيع ،منها التسمية ،وتقرير ضمان البائع ،وقيام التزامني
الأنظمة القانونية لأمالك الدولة 152
متقابلني على كل من البائع واملشتري ،وهذه كلها متوفرة في العقد موضوع الشفعة؛ يضاف
إلى ذلك أن املطلوبني لم يذكروا كلمة الهبة في أوجه دفاعهم أمام محكمة املوضوع .
وحيث إنه من جهة أخرى فإن احلفاظ على حقوق األطراف يقتضي فسج املجال أمامهم
إلبداء أوجه دفاعهم فيما يثار ،ولذلك فإن القرار املطلوب إعادة النظر فيه عندما اعتمد
ودون إثارة من أي أحد ،ومن غير أن يفسح املجال أمام طالبة النقض للرد والنقاش ،أن
البيع موضوع طلب الشفة ليس بيعا وإمنا هو هبة ،يكون قد فصل في مسألة واقعية
محضة ،وهي وجود أو عدم وجود ثمن ،ومقدار هذا الثمن ،وبذلك مس بحقوق دفاع
العارضة وجاء عدمي التعليل وخارقا للفصل 375من قانون املسطرة املدنية وعرضة للنقض.
.2وحيث إن العقد موضوع املعاملة تضمن صراحة أنه بيع وتضمن أركان وخصائص
عقد البيع ،وبذلك كان البحث – أمام صراحة عباراته -عن القصد البعيد ألطرافه أو
ألحدهما منهيا عنه بصريح الفصل 401من قانون االلتزامات والعقود من جهة.
ثم إن التصرف موضوع النزاع ينطبق عليه تعريف البيع الوارد في الفصل 478من قانون
االلتزامات والعقود الذي ينص على أن»البيع عقد مبقتضاه ينقل أحد املتعاقدين لآلخر
ملكية شئ أو حق في مقابل ثمن يلتزم هذا األخير بدفعه» علما بأن العبرة هي ملبدإ الثمن،
بصفة مطلقة ،ال عبرة بكونه مرتفعا أو منخفضا ،مناسبا للمثمون أو غير مناسب ،ألن
الشفيع إمنا يدفع للمشفوع منه ما خرج من يده ال أقل وال أكثر
.3وحيث إنه من جهة أخرى فقد سبق للمجلس األعلى أن بت في نازلة مشابهة تتعلق
ببيع أبرم مع الدولة بصفتها بائعة لعقار استرجعته في نطاق ظهير 2مارس 73ألحد اخلواص
بثمن يقل بكثير عن ثمن األرض املبيعة ،قضت فيه محكمة املوضوع برفض طلب الشفعة
لكون الثمن الوارد في البيع املبرم مع الدولة رمزيا وال يعبر عن احلقيقة ،فنقض املجلس
األعلى قرار محكمة املوضوع املذكور وعلل قضاءه بأن مندرجات الرسم العقاري حتوز
احلجية بالنسبة للثمن الوارد في عقد البيع؛ وهو ما يقتضي من باب أولى إعطاء احلجة
للوصف املريح الذي يعطيه األطراف للعقد ،أو للوصف املستنبط من خصائص املعاملة كما
وقع االتفاق عليها ،وذلك مبقتضى قرار املجلس األعلى الصادر يوم 95/10/25في امللف
،92/2554وأحال القضية على ذات احملكمة للبت فيها من جديد ،وعندما قضت بعد
اإلحالة ،انقيادا لرأي املجلس األعلى وخالفا ملوقفها السابق بقبول طلب الشفعة مع أن
البيع مت بثمن رمزي ،طعن من يعنيه األمر بالنقض في قرارها األخير فرفض املجلس األعلى
طلبه مبقتضى قراره عدد 4754الصادر يوم 98/07/15في امللف العقاري ،3458متبنيا
نفس العلل التي أخذت بها ،وهي أن عقد البيع املقيد على الرسم العقاري حجة في جميع
153 ممار�سة ال�شغعة يف �إطار ت�سوية النزاعات الناجتة عن ا�سرتجاع �أرا�ضي الدولة الفالحية �أو القابلة للفالحة
مضمونه من ثمن ومثمن ،فطلب املعني باألمر املذكور إعادة النظر في قرار املجلس األعلى
سالف الذكر فرفض املجلس األعلى طلبه بقراره عدد 1968الصادر يوم 10/05/00في
امللف .99/4/1/603
وحيث إن النازلة موضوع األحكام السالف ذكرها مطابقة كل املطابقة لهذه النازلة من
حيث الوقائع وقد قضى املجلس األعلى فيها بقبول طلب الشفعة.
وحيث إن تغيير املجلس األعلى موقفه في هذه القضية دون إثارة من أحد ،ومتسكه في
القرارات السابقة برأيه السابق رغم التمسك الشديد من قبل املشفوع منه بأن الثمن املدفوع
للدولة ثمن رمزي وأنه دفع لألجنبي املسترجعة منه األرض محل الدعوى ثمنا آخر ،يجعل
قرار املجلس األعلى موضوع الطعن احلالي بإعادة النظر ناقص التعليل ،ومحرفا مضمون
عقد البيع موضوع طلب الشفعة ،ومخالفا ملقتضيات الفصل 417من قانون االلتزامات
والعقود ،مما يبرر االستجابة لطلب إعادة النظر .
.4وحيث إن من املقرر في الفقه الصحيح احملرر أن املشتري إمنا يأخذ من الشفيع ما
عقد ،أي ما ضمنه من الثمن ونص عليه في عقد البيع ،أو -على قول مرجوح -ما
نقده من الثمن وأثبت دفعه فعال إثباتا ال مراء فيه؛ كما يعلم من قول خليل رحمه الله،
في مختصره« :مبثل الثمن ولو دينا» ،وأقوال احلذاق من شراح مختصره ( كالزرقاني،
ومحشيه البناني ،ومتعقبهما الرهوني؛ واحلطاب).
وحيث إن القرار موضوع الطعن احلالي بإعادة النظر عندما نهج خالف النهج الذي سلكه
املجلس األعلى في قراراته السابقة ،وخالف ما هو محرر فقها مسلما ،لم يجعل ملوقفه
اجلديد أساسا ال من الواقع وال من القانون ،مما يجعله عرضة إلعادة النظر.
.5وحيث إن القرار االستئنافي محل الطعن بالنقض سلم بأن األمر يتعلق ببيع قابل
للشفعة ،وإمنا رفض دعوى الطالبة لسبب آخر ال صلة له بوصف املعاملة ،وقد سلم املطلوبون
القضاء املذكور ولم يطعنوا في القرار االستئنافي املذكور ،بل ولم ينتقدوه أصال بشأن
تكييف املعاملة؛ حالة أن األمر يتعلق مبسألة واقعية ،تتجلى في زهادة الثمن الوارد في
عقد البيع؛ مما يجعل قرار املجلس األعلى محل الطعن بإعادة النظر بإثارته مسألة الثمن
الرمزي تلقائيا ،مشوبا بفساد في التعليل يتنزل منزلة انعدامه ،مما يبرر قبول هذا الطعن
بإعادة النظر ،والتراجع في القرار املنصب عليه ،والتصدي واحلكم من جيد بنقض القرار
االستئنافي املطعون فيه بالنقض ،دون إحالة ،أو مع إحالة القضية للبت فيها من جديد
طبقا للقانون.
الأنظمة القانونية لأمالك الدولة 154
املجل�س الأعلى
الغرفة املدنية ( الق�سم الرابع)
القرار عدد 2698
ال�صادر بتاريخ 25 :يوليوز2007
يف امللف عدد 2005/4/1/5131 :
حقيقة البيع هبة ،بدليل أن الثمن احملدد في العقد رمزي وأنه أجنز بدون إجراءات السمسرة
وفق املعتاد في بيع أمالك الدولة ،وأجابت املستأنف عليها بأن العرض العيني قانوني ،وأن
القول باستغالل املستأنفني للعقار يعطيهم حق الشراء مردود ألنه لم يسبق لهم أن استغلوه.
وبعد انتهاء اإلجراءات في القضية ،أصدرت محكمة االستئناف بتاريخ 2000/7/14
قرارا حتت عدد 157في امللف عدد 00/71/3قضت فيه بإلغاء احلكم املستأنف وتصديا
احلكم برفض الطلب ،فطعنت فيه املدعية بالنقض ،وأصدر املجلس األعلى القرار املشار
إلى مراجعه أعاله القاضي برفض الطلب بعلة »:أنه يتجلى من عقد التفويت موضوع طلب
الشفعة ومن مقال الطالبة نفسها أنهما انصبا على أن الثمن الرمزي هو 10دراهم في مقابل
تفويت الدولة ( امللك اخلاص) جلميع واجبها في العقار موضوع الدعوى وفي عقارات أخرى،
وبذلك فإن العقد هو تبرع ال شفعة فيه ،وأن هذه العلة القانونية الصحيحة املستمدة من
الوقائع الثابتة لقضاة املوضوع ،تؤدي إلى نفس منطوق القرار املطعون فيه.
إلى ذلك أن املطلوبني لم يذكروا كلمة الهبة في أوجه دفاعهم أمام محكمة املوضوع ،وأنه
من جهة أخرى ،فإن احلفاظ على حقوق األطراف ،يقتضي فسح املجال أمامهم إلبداء أوجه
دفاعهم فيما يثار ،ولذلك فإن القرار املطلوب إعادة النظر فيه عندما اعتمد ودون إثارة
من أي أحد ،ومن غير أن يفسح املجال أمام طالبة النقض للرد والنقاش ،أن البيع موضوع
طلب الشفعة ليس بيعا وإمنا هبة ،يكون قد فصل في مسألة واقعية محضة ،وهي وجود
أو عدم وجود ثمن ،ومقدار هذا الثمن ،وبذلك مس بحقوق دفاع العارضة ،وجاء عدمي
التعليل وخارقا للفصل 375املذكور .وأن العقد موضوع املعاملة تضمن صراحة أنه بيع،
وتضمن أركان وخصائص عقد البيع ،وبذلك كان البحث ،أمام صراحة عباراته ،عن القصد
البعيد ألطرافه أو ألحدهما ،منهيا عنه بصريح الفصل 401من قانون اإللتزامات والعقود،
ثم إن التصرف موضوع النزاع ينطبق عليه تعريف البيع الوارد في الفصل 478من قانون
االلتزامات والعقود ،علما أن العبرة هي ملبدأ الثمن بصفة مطلقة ،ال عبرة بكونه مرتفعا أو
منخفضا ،مناسبا للمثمون أو غير مناسب ،ألن الشفيع إمنا يدفع للمشفوع منه ما خرج من
يده ،ال أقل وال أكثر ،وأن املجلس األعلى سبق أن بت في نازلة مشابهة تتعلق بشفعة بيع
أبرمته الدولة مع الغير بشأن عقار استرجعته في نطاق ظهير 2مارس 73بثمن يقل عن
ثمن األرض املبيعة ،وكانت محكمة املوضوع قضت فيه برفض طلب الشفعة لكون الثمن
رمزيا وال يعبر عن احلقيقة ،ونقض املجلس األعلى هذا القرار بعلة أن العقد ،عقد بيع.
وبذلك يكون املجلس األعلى قد اعتبر البيوع املبرمة بني الدولة وبني األغيار بشأن التفويت
لهؤالء وبثمن رمزي ،األمالك التي استرجعها من أجانب بيوعا خاضعة للشفعة .وهو ما
يقتضي معاملة هذه القضية باملثل ،وإعطاء العقد موضوع طلب الشفعة وصفه الصريح
الذي أضفاه عليه األطراف املوافق للوصف املستنبط من خصائص املعاملة .مما يكون معه
القرار موضوع الطعن احلالي ناقص التعليل ومحرفا مضمون عقد البيع موضوع الشفعة
ومخالفا ملقتضيات الفصل 417من قانون االلتزامات والعقود .كما أنه من املقرر في الفقه
الصحيح ،أن املشتري إمنا يأخذ من الشفيع ما عقد ،أي ما ضمنه من الثمن ونص عليه في
عقد البيع ،أو على قول مرجوح ،ما نقده من الثمن ،وأثبت دفعه فعال إثباتا ال مراء فيه،
كما يعلم من قول خليل« :مبثل الثمن ولو دينا» .والقرار املطعون فيه ،عندما نهج خالف
ذلك ،لم يجعل ملوقفه أساسا من الواقع وال من القانون مما يجعله عرضة إلعادة النظر ،ثم
إن القرار االستئنافي محل الطعن بالنقض سلم بأن األمر يتعلق ببيع قابل للشفعة ،وإمنا
رفض دعوى الطاعنة لسبب آخر ال صلة له بوصف املعاملة ،وقد سلم املطلوبون القضاء
املذكور ،ولم يطعنوا في القرار االستئنافي املذكور ،بل ولم ينتقدون بشأن تكييف املعاملة،
الأنظمة القانونية لأمالك الدولة 158
حالة أن األمر يتعلق مبسألة واقعية ،تتجلى في زهادة الثمن الوارد في عقد البيع .مما يجعل
القرار املطعون فيه بإثارته مسألة الثمن الرمزي تلقائيا ،مشوبا بفساد التعليل ينزل منزلة
انعدامه ،مما يبرر قبول هذا الطعن بإعادة النظر والتراجع في القرار املنصب عليه والتصدي
واحلكم من جديد بنقض القرار االستئنافي املطعون فيه بالنقض وإحالة القضية للبت فيها
طبقا للقانون.
لكن فمن جهة أولى ،وخالفا ملا جاء في السبب ،فإن الثابت من وثائق امللف ،وخاصة
القرار االستئنافي الصادر بتاريخ 2000/7/14حتت عدد 157في امللف عدد 00/71/3
املطعون فيه بالنقض من طرف نفس طالبة إعادة النظر ،أنه نص على أن املدعى عليهم
املطلوبني أثاروا أمام محكمة املوضوع أن عقد البيع موضوع طلب الشفعة هو في احلقيقة
عقد هبة ،إذ جاء في ذلك القرار ما يلي »:وأجاب املدعى عليهم ...بأن البيع من نوع
خاص ،أجنز بثمن رمزي ملكافأة الورثة على طول املدة التي استغلوا خاللها العقار من يد
الدولة املغربية بالكراء ،أي أنه حقيقة عقد هبة ...انتقده املستأنفون بخرق القانون...
وبأن الشفعة ال تصح في الهبات ،إذ حقيقة البيع هبة ،بدليل أن الثمن احملدد في العقد
رمزي « ....وطالبة النقض ،لم تناقش في مقال نقضها هذه التنصيصات في القرار الذي
طعنت فيه بالنقض.
ومن جهة ثانية ،فإن الثابت من قرار املجلس األعلى املطعون فيه بإعادة النظر ،أنه
جاء معلال ،إذ جاء فيه ما يلي »:يتجلى من عقد التفويت موضوع طلب الشفعة ،ومن
مقال الطالبة نفسها ،أنهما نصا على أن الثمن الرمزي هو 10دراهم في مقابل تفويت
الدولة املغربية (امللك اخلاص) جلميع واجبها في العقار موضوع الدعوى وفي عقارات أخرى،
وبذلك فإن العقد هو تبرع ال شفعة فيه ،وأن هذه العلة القانونية الصحيحة املستمدة من
الوقائع الثابتة لقضاة املوضوع ،تؤدي إلى نفس منطوق القرار املطعون فيه» .والطالبة
اكتفت في السبب مبجرد مناقشة ذلك التعليل والبحث في مدى مالءمته للقانون ،وهو ما
ال يشكل سببا من أسباب إعادة النظر في قرارات املجلس األعلى التي ال تكون قابلة لذلك
إال في حالة عدم اجلواب باملرة عن دفع أثير بعدم القبول أو عن وسيلة من وسائل النقض أو
عن جزء من الوسيلة .األمر الذي يكون معه السبب في وجهيه غير مقبول.
159 ممار�سة ال�شغعة يف �إطار ت�سوية النزاعات الناجتة عن ا�سرتجاع �أرا�ضي الدولة الفالحية �أو القابلة للفالحة
لهذه الأ�سباب
قضى املجلس األعلى برفض طلب إعادة النظر وبتحميل الطالبة املصاريف ومبلغ الغرامة
املودعة.
و به صدر القرار وتلي باجللسة العلنية املنعقدة بالتاريخ املذكور أعاله في قاعة اجللسات
العادية باملجلس األعلى بالرباط وكانت الهيئة احلاكمة متركبة من رئيس الغرفة السيد
محمد اخليامي رئيسا واملستشارين السادة :عبد السالم البركي مقررا وعبد النبي قدمي
ومحمد عثماني وعائشة القادري أعضاء ومبحضر احملامي العام السيد احلسن البوعزاوي
ومبساعدة كاتبة الضبط السيدة ابتسام الزواغي.
161
مقدمة عامة
يقصد بأمالك الدولة اخلاصة كل األمالك العقارية اململوكة للدولة ملكية خاصة واملسيرة
من طرف مديرية أمالك الدولة التابعة لوزارة االقتصاد واملالية ،ومن مت يخرج من زمرتها
األمالك العمومية التي تسير كقاعدة عامة من طرف وزارة التجهيز والنقل ،أما األمالك
الغابوية فهي كذلك أمالك خاصة للدولة يعهد بتسييرها طبقا لظهير 1917كما مت تغييره
وتتميمه إلى املندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر.
وميتاز امللك اخلاص للدولة بأنه قابل للتصرف واالستغالل واالنتفاع شأنه في ذلك شأن
جميع األمالك اململوكة للخواص .
وتقدر املساحة اإلجمالية للملك اخلاص للدولة ما يقرب من مليون ونصف ( 1 ،5مليون)
276
هكتارا بقيمة إجمالية تقدر بخمسمائة ( )500مليار درهم.
واملتتبع للسياسة االقتصادية واالجتماعية في املغرب سيالحظ أن هناك إرادة سياسية
قوية من أعلى سلطة في البالد للنهوض باالستثمار في كل مناحي احلياة ،ويظهر هذا على
اخلصوص في املنتج التشريعي خالل العقدين السالفني املتمثل على اخلصوص في ما يلي:
* مداخلة ضمن أشغال الندوة الدولية التي نظمها فريق البحث « عصرنة القانون والعدالة» بكلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية
بالسويسي _ الرباط بتعاون مع مؤسسة هانس سايدل األملانية يومي 11و 12فبراير 2012حول موضـــــوع « نحو تنظيم
قانوني لقطاع الشراكة عام – خاص باملغرب».
- 276استجواب مع مدير أمالك الدولة منشور بجريدة ،L’ÉCONOMISTEعدد 3379بتاريخ 13دجنبر .2010
الأنظمة القانونية لأمالك الدولة 162
أوال :صدور القانون اإلطار رقم 18 .95مبثابة ميثاق االستثمارات الصادر بتنفيذه
الظهير الشريف رقم 1 .95 .213بتاريخ 8نونبر 1995كما وقع تعديله وتتميمه الذي كان
يهدف ضمن ما يهدف إليه إلى تخفيض كلفة االستثمار والعبء الضريبي املتعلق بشراء
املعدات واآلالت والسلع التجهيزية وتوفير رصيد عقاري الالزم إلجناز مشاريع استثمارية
وتوضيح مساهمة الدولة في اقتناء وجتهيز القطع األرضية الالزمة لالستثمار ،وكذا
احملافظة على البيئة ،...
ثانيا :صدور الرسالة امللكية بتاريخ 9يناير :2002تنفيذا للخطاب امللكي ليوم 9
يناير 2002صدرت في نفس التاريخ الرسالة امللكية املوجهة إلى وزيره األول في موضوع
التدبير الالمتمركز لالستثمار وقد تضمنت ما يلي " إذا كانت هذه املساطر واإلجراءات
التشريعية أو التنظيمية غالبا ما تكون ضرورية ألن حرية املبادرة اخلاصة التي كرسها
الدستور تقتضي إيجاد إطار قانوني كفيل وحده بطمأنة املستثمر وضمان مساواة اجلميع
أمام القانون ،وكذا تهيئ مناخ مالئم للمنافسة الشريفة ،فإن الواجب تبسيط هذه
اإلجراءات واملساطر وتقليصها واحلرص على أن يتم العمل بها بأكثر ما ميكن من القرب
من املستثمرين .
يستخلص من النطق امللكي أن هناك إقرارا من أعلى سلطة في البالد بأن هناك
معوقات قانونية وإدارية أمام املستثمر ،ناهيك عن املعوقات السلوكية من بعض األجهزة
اإلدارية ،وكذا انعدام الشفافية في تدبير مجال االستثمار دون إغفال البطء القضائي في
البت النزاعات املتعلقة بالعقود والرخص اإلدارية...
ولتجاوز هذه الوضعية مت تنزيل الرسالة امللكية عن طريق :
* خلق مراكز جهوية لالستثمار تعمل حتت إمارة والة اجلهات ،
* تفويض بعض صالحيات الوزراء إلى الوالة والسيما في مجال الترخيص بإبرام
عقود البيع والكراء املتعلقة بأمالك الدولة اخلاصة .وكذا الترخيص باحتالل امللك
العمومي وامللك الغابوي،
* استكماال لهذه املسطرة صدر عن الوزير األول بتاريخ 20دجنبر 2002منشورا
في موضوع تدبير مشاريع االستثمار والذي ألح على ضرورة وضع كل التدابير
الهادفة إلى حتسني مناخ االستثمار في املغرب واملصادقة على اتفاقيات وعقود
االستثمار التي تستوجب مساهمة مالية من طرف الدولة ،وكذا كل اتفاقيات
وعقود االستثمار التي تربط الدولة باملستثمر ،
163 اال�ستثمار يف �أمالك الدولة اخلا�صة
* إحداث الوكالة املغربية لتنمية االستثمارات احملدثة مبوجب القانون رقم 41 .08
الصادر بتنفيذه الظهير الشريف بتاريخ 18فبراير 2009التي أوكل إليها املشرع
على اخلصوص القيام بالدراسات املتعلقة بتصفية الوعاء العقاري في مناطق األنشطة
والتهيئات كيفما كان نوعها ،وكذا إجراء جرد وتقييم معيقات االستثمار....
لكن التساؤل املطروح إلى أي حد ساهمت كل هذه التدابير في حتسني مناخ االستثمار
وال سيما في املجال العقاري اململوك للدولة؟
لإلجابة على هذا التساؤل نرى من الفائدة تقسيم املوضوع إلى مطلبني ،نخصص
املطلب األول ملعرفة مدى مساهمة امللك اخلاص للدولة في تنمية االستثمار ،واملطلب املوالي
ملعوقات هذا االستثمار في امللك اخلاص للدولة.
املطلب الأول
مدى م�ساهمة امللك اخلا�ص للدولة يف تنمية اال�ستثمار
الفقرة الأوىل
اال�ستثمار العادي بناء على عقود
يقصد باالستثمار العادي ذلك االستثمار الذي يقوم به األفراد أو املؤسسات العمومية
أو اجلماعات احمللية ،فوق أراضي الدولة خارج القطاعات املتعلقة بالتدبير الالمتمركز
لالستثمار .
الأنظمة القانونية لأمالك الدولة 164
وفي هذا اإلطار يتعني على املستثمر العادي سلوك مسطرة معينة من أجل اقتناء أحد
أمالك الدولة 277تتمثل على اخلصوص في ما يلي :
- 1توجيه الطلب إلى مندوبية أمالك الدولة على الصعيد احمللي مرفقا بتصميم موقعي
يبني بالضبط موقع العقار موضوع االقتناء وورقة تقنية عن املشروع االستثماري املزمع
اجنازه تتضمن الغالف املالي واليد العاملة التي ستشغل ومدة االجناز وطرق التمويل...
إن أهم املعلومات التي يتعني على ممثل مديرية أمالك الدولة التأكد � - 2إجراء بحث :
منها ما يلي:
أ ـ الوضعية القانونية للعقار(محفظ ،غير محفظ ،في طور التحفيظ)،
ب ـ في حالة ما إذا كان في طور التحفيظ التأكد من خلوه من التعرضات،
ج ـ عدم وجود حتمالت عقارية من رهن وتقييدات ،
د ـ التأكد من شغوره وعدم تخصيصه جلهة إدارية أو مؤسسة عمومية أخرى،
ه ـ معرفة تخصيصه طبقا لوثائق التعمير،
و ـ انسجام املساحة املطلوبة مع املشروع.
- 3درا�سة امللف :بعد االنتهاء من األبحاث األولية املتعلقة بالعقار والتخصيص طبقا
لوثائق التعمير يتم دراسة جدوى املشروع وأهميته بالنسبة لالقتصاد احمللي .على أنه إذا
كان العقار أملخزني املطلوب يوجد خارج املدار احلضري ،فإنه البد من اإلدالء بشهادة إدارية
من املصالح اإلدارية املعنية تفيد عدم صبغته الفالحية .
وفي هذا اإلطار صدر املرسوم رقم 2.04.683بتاريخ 29دجنبر 2004يتعلق
باللجنة اجلهوية املكلفة ببعض العمليات العقارية يرأسها والي اجلهة وتتكون من :
عامل العمالة أو اإلقليم املعني؛ ـ
مدير املركز اجلهوي لالستثمار ؛ ـ
املدير اإلقليمي للفالحة أو مدير املكتب اجلهوي لالستثمار الفالحي ؛ ـ
مندوب أمالك الدولة، ـ
277 - Voir Guide de cession au profit des collectivités locales et établissements publics,
Direction des Domaines de l’Etat, 1octobre 2011
165 اال�ستثمار يف �أمالك الدولة اخلا�صة
ومباشرة بعد األداء لدى مصالح اخلزينة العامة واإلدالء مبا يفيد ذلك يتم إبرام عقد
التفويت في أربعة نظائر يتحتم على اجلهة املستفيدة القيام باإلجراءات التالية :
ـ إخضاع العقد إلجراءات التسجيل والتقييد في السجالت العقارية متى كان العقار
محفظا أو في طور التحفيظ وفي احلالة التي يكون العقار غير محفظ يتعني إيداع
مطلبا لتحفيظه،
ـ إيداع طلب الترخيص بالبناء،
ـ البدء في األشغال مبجرد احلصول على الترخيص من اجلهات املختصة.
وفي هذا اإلطار يحق للجهة املستفيدة أن تطلب من مندوبية أمالك الدولة املوافقة على
رهن القطعة األرضية موضوع االقتناء لفائدة مؤسسة بنكية ضمانا لقرض من أجل اجناز
املشروع االستثماري.
وال تعطى هذه املوافقة إال بعد اجناز على األقل % 30من املشروع.
هذا ،وإنه وضمانا جلدية املشروع ،فإنه بعد مرور 6أشهر على إبرام العقد يتعني على
مندوب أمالك الدولة دعوة اللجنة اإلدارية احمللية من أجل معاينة تقدم األشغال وكذا قيام
املستفيد بالتزاماته السالفة الذكر.
وميكن للمستفيد حضور هذه املعاينة بدعوة من السلطة احمللية .
تدون هذه اللجنة أشغالها في محضر رسمي ،وميكنها اعتبار البيع مفسوخا بقوة القانون
في احلالة التي لم ينفذ املستفيد أي من التزاماته.
أما في احلالة التي ينفذ املستفيد جزئيا التزاماته ،يتعني إعادة جمع نفس اللجنة عند
انتهاء أجل التنفيذ من أجل التحقق من انتهاء األشغال وهنا نكون أمام وضعيتني:
أ ـ اجناز املشروع كليا طبقا ملقتضيات العقد وكناش التحمالت فتوصي اللجنة مبنح
املستفيد رفع اليد،
ب ـ اجناز املشروع جزئيا :إذا تبني للجنة أن املشروع االستثماري مت اجنازه جزئيا وأن
العطل يعود ألسباب خارجة عن إرادة اجلهة املقتنية أمكن للجنة املعاينة منح املقتني أجال
استرحاميا ال يتجاوز في جميع األحوال سنة ،مع أداء ذعيرة تساوي % 2من ثمن البيع
عن كل شهر تأخير،
د ـ عدم اجناز املشروع كليا :أما في احلالة التي تتقاعس اجلهة املستفيدة عن اتخاذ
اإلجراءات الالزمة من أجل تنفيذ الشروط الواردة في دفتر التحمالت ،أمكن للجنة
167 اال�ستثمار يف �أمالك الدولة اخلا�صة
املعاينة إذا ما تأكدت من جدية مبررات املستثمر منحه أجال إضافية ال يتعدى 3أشهر
من أجل إجناز املطلوب .
ويتم إشعار اجلهة املستفيدة بذلك بواسطة رسالة مضمونة الوصول مع اإلشعار بالتوصل،
مع التأكيد على انه في حالة املطل يعتبر عقد البيع مفسوخا بقوة القانون.
لكن ما ذا لو أن اجلهة املستفيدة باشرت األشغال جزئيا ثم توقفت عن استكمالها
نهائيا؟
في هذه احلالة يحق للجنة املعاينة أن تقدر قيمة األشغال املنجزة مع إقرار فسخ
العقد،وبالتالي يتم تبليغ اجلهة املعنية بهذا القرار بجميع الوسائل القانونية وال سيما
رسالة مضمونة الوصول مع اإلشعار بالتوصل .وبعد ذلك تتخذ اإلجراءات الضرورية من
أجل بيع القطعة األرضية املعنية وكذا املنشآت عن طريق املزاد العلني .ويتم حتديد ثمن
االنطالقة باالستناد إلى ثمن البيع زائد قيمة املنشآت.
والتساؤل املطروح هل هذه املقتضيات تطبق كذلك في إطار التدبير الالمتمركز
لالستثمار؟
الفقرة الثانية
اال�ستثمار يف �إطار التدبري الالمتمركز
بناء على عقود �أو اتفاقيات
مما الشك فيه أن املتتبع للشأن االقتصادي في املغرب وال سيما مجال االستثمار يالحظ
أن الدولة ساهمت بقسط وفير في دفع عجلة التنمية االقتصادية واالجتماعية ،والسيما
عن طريق تعبئة العقار الذي متلكه في إطار ملكها اخلاص أو تقوم بتسييره كما هو الشأن
بالنسبة للعقار العمومي اخلاضع ملقتضيات ظهير فاحت يوليوز 1914كما وقع تعديله .
وفي هذا اإلطار البد من اإلشارة إلى أن الرسالة امللكية املوجهة إلى الوزير األول في
موضوع التدبير الالمتمركز لالستثمار السالفة الذكر ،والتي مبوجبها قرر جاللة امللك إحداث
املراكز اجلهوية لالستثمار حتت مسؤولية والة اجلهات تتولى نوعني من املهام الرئيسية :
أ ـ املساعدة على إنشاء املقاوالت يقوم بها شباك خاص باعتباره املخاطب الوحيد
بالنسبة لألشخاص الذين يرغبون في إحداث املقاوالت،
الأنظمة القانونية لأمالك الدولة 168
ب ـ مساعدة املستثمرين ،يتولى مهامها شباك آخر عن طريق تزويد املستثمرين بكل ما
يفيدهم من معلومات بشأن االستثمار اجلهوي وكذا اقتراح احللول التوافقية ملا قد ينشأ من
منازعات محتملة بني املرافق اإلدارية واملستثمرين .
و تنفيذا للرسالة امللكية املشار إليها أعاله مت إدخال تعديالت جوهرية على النصوص
التنظيمية املرتبطة بتدبير امللك العقاري للدولة نذكر على اخلصوص:
ـ مرسوم 2 .02 .185بتاريخ 5مارس 2002املغير واملتمم للمرسوم امللكي رقم .330
67بتاريخ 21أبريل 1967املتعلق باحملاسبة العمومية الذي خول الوالة صالحية
الترخيص بتفويت عقار من ملك الدولة اخلاصة عندما يتعلق األمر باالستثمار
في مجاالت الصناعة ،التصنيع الفالحي ،الصناعة التقليدية ،املعادن ،السياحة
عندما يكون الغالف املالي للمشروع ال يتجاوز 200مليون درهم،
ـ قرار وزير االقتصاد واملالية رقم 02 .367بتاريخ 5مارس 2002الذي فوض لوالة
اجلهات صالحية كراء عقار من ملك الدولة اخلاصة عندما يتعلق األمر باالستثمار
في املجاالت املذكورة أعاله عندما يكون الغالف املالي للمشروع ال يتجاوز 200
مليون درهم،
ـ مرسوم رقم 2 .04 .683بتاريخ 29دجنبر 2004املتعلق باللجنة اجلهوية املكلفة
ببعض العمليات العقارية كما وضحنا أعاله .
واملسطرة املعول عليها في مجال االستثمار الالمتمركز تكاد تكون مماثلة إلى ما سبق
مع بعض التعديالت الطفيفة ،نذكر منها على اخلصوص :
1ـ يتم إيداع ملف االستثمار إما لدى املركز اجلهوي لالستثمار ،أو لدى املندوبية
اإلقليمية ألمالك الدولة التي تكون ملزمة بتوجيهه إلى املديرية اجلهوية ألمالك الدولة التي
توجهه إلى املركز املذكور داخل آجل 20يوما من إيداعه لديها أو لدى املندوبية اإلقليمية.
وأجل 20يوما يبتدئ من تاريخ إيداع امللف لدى متثيلية مدرية أمالك الدولة سواء
كانت إقليمية أو جهوية ،ويتعني توجيه امللف إلى املركز اجلهوي لالستثمار ،حتى إذا كان
ناقصا يتم إشعار املستثمر بذلك قصد استكمال باقي الوثائق واملعلومات الضرورية.
وتتم دراسة امللف على صعيد هذا املركز من طرف جلنة مختلطة يترأسها من الناحية
الواقعية مدير املركز اجلهوي لالستثمار عوضا عن والي اجلهة ،مبعية األعضاء التاليني :
169 اال�ستثمار يف �أمالك الدولة اخلا�صة
أما إذا كان املشروع االستثماري ال يستوجب إبرام اتفاقية أو عدم استثمار مع الدولة،
يعهد دائما إلى املركز اجلهوي لالستثمار بدراسة الطلب إذا تعلق األمر بالقطاعات السبعة
السالفة والتي تقل قيمتها عن 200مليون درهم .
غير أنه في احلالة التي تكون فيه اجلهة املستقبلية للمشروع غير محددة لدى املستثمر
تتكفل الوزارة املكلفة بالشؤون االقتصادية بتوجيه املستثمر لدى املركز اجلهوي املعني أما
إذا كان املشروع مجزأ ويشمل أكثر من جهة تتم إحالة نسخ امللفات إلى عدة مراكز جهوية
قصد الدراسة في حدود االختصاصات الترابية لكل مركز .
ومهما يكن ،فإن اجلهة املكلفة بالترخيص ببيع أو كراء العقار موضوع االستثمار إما
والي اجلهة إذا تعلق األمر بالقطاعات السبعة املذكورة ومتى قل الثمن عن 200مليون
درهم ،أو وزير االقتصاد واملالية متى جتاوز هذا املبلغ أو تعلق بقطاعات خارج ما مت ذكره.
وتتبع تقريبا نفس اإلجراءات السالفة بخصوص إبرام العقد وكناش التحمالت .
وفي هذا اإلطار البد من اإلشارة إلى أنه سنة 2005مت إبرام 6اتفاقيات االستثمار،
مبوجبها وضعت الدولة رهن إشارة القطاع اخلاص ما يفوق 300هكتار من أجل تشييد
الوحدات الصناعية واملركبات واالقامات السياحية 278هذه االتفاقيات خولت املستفيدين
من االتفاقيات املذكورة بعض اإلعفاءات اجلمركية والضريبية وكذا مساهمة الدولة في
اقتناء العقارات املطلوبة الجناز املشروع تنفيذا للقانون 18ـ 95مبثابة ميثاق االستثمار
السالف الذكر.
أما سنة 2006فقد مت إبرام 6اتفاقيات كذلك تهم 1063هكتارا خصصت الجناز 6
مركبات سياحية إقامات بكل من مراكش ،الدار البيضاء و طنجة ساهمت في خلق 4200
منصب شغل ،279فيما ارتفع عدد االتفاقيات سنة 2007إلى 17اتفاقية في مجال
280
السياحة ،همت 4960هكتارا من ملك الدولة .
أما في سنة 2009فقد صادقت اللجنة العليا لالستثمار على 105مشاريع منها 51
مشروعا في إطار االتفاقيات همت بعضها ملك الدولة مبساحة إجمالية 2787هكتار من
ملك الدولة مع خلق 17000منصب شغل .
278 - Voir Rapport d’activité de la Direction des Domaines, année 2005 p 26.
279 - Voir Rapport d’activité de la Direction des Domaines, année 2007 ; p 24
280 - Voir Revue Almaliya ; N°41 ; Décembre 2007 ; p 29 et suit.
171 اال�ستثمار يف �أمالك الدولة اخلا�صة
وخالل سنة 2010فقد درست اللجنة العليا لالستثمار 160مشروعا استثماريا ووافقت
على 92مشروعا منها 10مشاريع ستشيد على ملك الدولة اخلاص للدولة مبساحة 15900
هكتار دون إغفال العقارات التي خصصت لتطوير الطاقات املتجددة.
وبصفة عامة ميكن القول أن الدولة عبأت من أجل اجناز جملة من املشاريع االستثمارية
خالل الفترة املمتدة بني سنة 1999و 2010ما يناهز 35ألف هكتارا موزعة على الشكل
التالـي :281
املساحة اإلجمالية
الغرض من املشروع القطاع
بالهكتار
وفي املقابل منحت الدولة حتفيزات ضريبية مهمة نذكر على اخلصوص:
�أوال :القطاع الفالحي :
-إعفاء الدخول الفالحية من كل ضريبة إلى غاية 31دجنبر . 2013282
ثانيا :القطاع ال�سياحي:
-إعفاء املنشآت الفندقية وكذا املنشآت التي تتولى تدبير واالقامات العقارية لإلنعاش
السياحي عـن مؤسساتها الفندقية من الضريبة على الشركات والضريبة على الدخل ملدة
5سنوات متتالية تسري ابتداء من السنة احملاسبية التي أجنزت فيها أول عملية إيواء
بعمالت أجنبية.
ثالثا :قطاع العقار :
يعفى املنعشون العقاريني الذين ينجزون عملياتهم في إطار اتفاقيات مبرمة مع الدولة
الغرض منها اجناز برنامج لبناء 500سكن اجتماعي مخصص للسكن الرئيسي خل مدة
5سنوات ابتداء من تاريخ تسليم رخصة البناء من الضرائب والرسوم التالية :
الضريبة على الشركات ؛ °
الضريبة على الدخل ؛ °
واجبات التسجيل والتنبر ؛ °
الرسم املهني ورسم اخلدمات اجلماعية ؛ °
الرسم اخلاص على االسمنت؛ °
رسوم التقييد في السجالت باحملافظة العقارية. °
وتسري هذه اإلعفاءات على االتفاقيات املبرمة خالل الفترة املمتدة ما بني يناير 2008
و 31دجنبر 2012
كما استفاد إلى حدود فاحت يناير 2011املنعشون العقاريني الذين يرتبطون مع الدولة
باتفاقيات من إعفاءات أخرى خالل 3سنوات من تاريخ رخصة البناء باجناز برنامج لتشييد
أحياء وقامات ومبان جامعية ال تقل محتوياتها عن 50غرفة وال تزيد طاقتها اإليوائية
لكل غرفة عن سريرين من :
- 282راجع دليل الضرائب ،تدابير التشجيعات الضريبة ،صادر عن املديرية العامة للضرائب ،طبعة.2011
173 اال�ستثمار يف �أمالك الدولة اخلا�صة
الفقرة الثالثة
اال�ستثمار يف �إطار ال�رشاكة الفالحية
تعتبر عقود الشراكة بني القطاعني العام واخلاص آلية فعالة في حتقـيــق التنمية
املستدامــة ، 283ويعرف عقد الشراكة بأنه العقد الذي يكون طرفاه الدولة وأحد أو عدة
مستثمرين الذين رست عليهم الصفقة ،يخول مبوجبه لذلك أو هؤالء صالحية استغالل امللك
الفالحي اخلاص للدولة ،مقابل االلتزام بتدبير وتسيير ذلك امللك بصفة شخصية طبقا ملا
ورد في عقد الشراكة ودفتر التحمالت .
إن أهم ما يتميز به عقد الشراكة ما يأتي :
أنه عقدا مكتوبا، ـ
ال يعتبر املستثمر وكيال عن الدولة وال يحق له إلزامها بأي شكل من األشكال، ـ
يستغل املستثمر العقار موضوع االتفاقية استغالل الشخص احلريص، ـ
يتحمل املستثمر الضرائب والرسوم اجلاري بها العمل ، ـ
يتحمل املستثمر مصاريف التهيئة والتغييرات والتحويالت الضرورية التي تراها ـ
الدولة من أجل ضمان حماية ومتانة العقار،
تشغيل العمال املتواجدين بالضيعة الفالحية .. ـ
- 283أحمد بوعشيق ،عقود الشراكة بني القطاعني العام واخلاص :سياسة عمومية حديثة لتمويل التنمية املستدامة باملغرب ،مداخلة
في املؤمتر الدولي للتنمية اإلدارية :نحو أداء متميز في القطاع احلكـــومي 1،ـ 4نونبر .2009
الأنظمة القانونية لأمالك الدولة 174
وميكن للدولة أن تفسخ عقد الشراكة في حالة اخلطأ اجلسيم أو في حالة إخالل امللتزم
بالتزاماته التعاقدية وال سيما :
- 1عدم اجناز االستثمارات احملددة في عقد الشراكة ؛
- 2عدم خلق مناصب الشغل املصرح بها في االتفاق؛
- 3في حالة اإلهمال الكلي أو اجلزئي لالستغالل؛
- 4في حالة عدم احترام الطابع الفالحي أو التصنيع الفالحي للمشروع ؛
- 5في حالة عدم استجابته لإلنذارات املوجهة إليه بسبب إخالله بالقوانني واألنظمة
اجلاري بها العمل؛
- 6في حالة قيامه بتغييرات من شانها عرقلة التنفيذ اجليد اللتزاماته
- 7في حالة عدم بدء سريان املشروع ؛
- 8في حالة تعرض املستثمر إلى التصفية القضائية .
وفي حالة النزاع ميكن اعتماد التحكيم ،وتعتمد اللغة العربية أو الفرنسية كلغة
للتحكيم ،ويعتمد كذلك القانون املغربي في فض النزاع.
وقد متت تعبئة ما يقرب من 110.240هكتارا موزعة على األشطر التالية:
الشطر األول 62000 :هكتارا ،
الشطر الثاني 27500 :هكتارا ،
الشطر الثالث 21240 :هكتارا. 284
وحسب التقديرات األولية فإن القيمة املالية لالستثمار تناهز 22مليار درهم مع خلق
59400منصب شغل ،ومن املنتظر أن يهم الشطر الرابع 20ألف هكتار من ملك الدولة
اخلاص ستعطى انطالقتها في األشهر القادمة. 285
; 284 -Voir Amlak, Bulletin d’information interne de la Direction des domaines de l’Etat
N°1 ; p 4.
- 285مصطفى أزوكاح ،مقال حتت عنوان» تفاصيل عملية كراء أراضي الدولـــة الفالحيـــة للخــــواص» جــريــدة الـمـســـاء ،بتاريخ
19يوليو 2011
175 اال�ستثمار يف �أمالك الدولة اخلا�صة
من خالل ما تقدم أمكننا االطالع على املجهدات التي قامت بها الدولة في مجال
االستثمار إما بصفة منفردة أو في إطار الشراكة مع القطاع اخلاص الوطني أو الدولي،
وكان من املمكن حتقيق نتائج أحسن لوال بعض املعوقات التي حالت دون ذلك كما سنوضح.
املطلب الثاين
معوقات اال�ستثمار يف �أرا�ضي الدولة اخلا�صة
رغم الترسانة القانونية التي سنها املشرع املغربي من أجل النهوض باالستثمار إال
أن النتائج إال حد اآلن لم ترق إلى املطلوب ،ألسباب متنوعة منها ما هو ذاتي ومنها ما
هو هيكلي على ،ما سنوضح من خالل الفقرتني التاليتني ،على أن نخصص الفقرة الثالثة
للحلول املقترحة لتجاوز هذه املعوقات.
الفقرة الأوىل
معوقات اال�ستثمار الذاتية
ميكن تلخيص املعوقات الذاتية لالستثمار في املغرب ،في الفساد اإلداري ،وعدم جدية
بعض املستثمرين.
مستثمرين حقيقيني ،وفي نيتهم رهن العقار ضمانا لقرض ال ينوون أداءه ،مما يجعل ملك
الدولة مثقال برهون وتقيييدات عقارية لفائدة الغير.
الفقرة الثانية
معوقات اال�ستثمار الهيكلية
يقصد باملعوقات الهيكلية تلك املعوقات التي كون سببها املباشر يعود إلى الثغرات
القانونية أو غياب سياسة وطنية موحدة وواضحة املعالم من أجل جتاوز كل املعوقات التي
تعرقل التنمية املستدامة وعلى اخلصوص في املجال العقاري ،وفي هذا اإلطار نشير إلى
بعض األمثلة:
286 - Voir Direction des domaines, le plus important propriétaire des terrains du Maroc.
www.lavieeco.com/news/économie/direction-des-domaines
177 اال�ستثمار يف �أمالك الدولة اخلا�صة
ألف هكتار تقريبا كما مت إيداع نحو 660مطلبا للتحفيظ مبساحة تصل إلى 69ألف
هكتار ،واإلدارة اآلن منكبة على اآلن على تصفية باقي األمالك العقارية بشراكة مع
القطاع اخلاص.
ويسري نفس األمر على التعرضات الكيدية التي تتقدم بها بعض سكان الدواوير أو
اجلماعات الساللية احملتلة لعقارات الدولة بدون سند قانوني ضد مطالب التحفيظ.
خام�سا :بطء امل�سطرة الق�ضائية حني املطالبة بف�سخ العقود ب�سبب الإخالل ب�رشوط
العقد...
�ساد�سا :تعدد املتدخلني في مجال االستثمار املترتب على أمالك الدولة العقارية (الوالة،
السلطة احمللية ،املركز اجلهوي لالستثمار ،بعض املرافق الوزارية املهتمة بقطاعات املالية
والفالحة والداخلية والشؤون العامة ،اللجان اإلقليمية املختصة ببعض العمليات العقارية،
اللجنة الوطنية لالستثمار ،الوكالة املغربية لتنمية االستثمارات الشئ الذي أفرغ مبدأ
الشباك الوحيد من رمزيته وفعاليته .
تا�سعا :اجتاه بعض وثائق التعمير إلى تصنيف أمالك الدولة ضمن املناطق اخلضراء
بصفة آلية.
عا�رشا :وجود بع�ض الأمالك اخلا�صة للدولة يف ملكية على ال�شياع :
مما يتطلب سلوك إما املسطرة احلبية أو القضائية من أجل اخلروج من الشياع .إال أن هذا
األمر غير يسير خاصة إذا تعلق األمر بأمالك متواجدة داخل قطاعات مشمولة بقانون الضم
غير مصادق عليه أو من شأن تقسيم العقار اململوك على الشياع إلى تفتيت العقار املذكور
إلى مساحة تقل عن 5هكتارات داخل دوائر الري مثال ،حيث مينع القانون إجراء كل
العمليات العقارية التي من شأنها تقسيم العقار إلى مساحة ضئيلة غير كفيلة باالستغالل
العقالني للعقار الفالحي .
الفقرة الثالثة
احللول املقرتحة لتجاوز معوقات اال�ستثمار يف �أرا�ضي الدولة اخلا�صة
هناك جملة من االقتراحات لتجاوز املعوقات أعاله نلخصها فيما يلي :
ثالثا :تعديل قانون نزع امللكية العامة بشكل يخول مديرية أمالك الدولة نزع امللكية من
أجل تكوين االحتياط العقاري للدولة املوجه لالستثمارات الكبرى ذات النفع العام على
املدى املتوسط والبعيد.
خام�سا :منح الصفة الضبطية ملفتشي أمالك الدولة بعد أداء اليمني القانونية مبا يخولهم
معاينة املخالفات املنصبة على هذه األمالك وحترير محاضر بذلك توجه إلى النيابة العامة
يوثق مبضمونها ما لم يطعن فيها بالتزوير عوض االعتماد على رجال السلطة في هذا
الشأن الذين لهم أولويات أخرى.
وهذا األمر يتطلب إصدار نظام أساسي خاص بهذه الفئة ملا في ذلك من ضمان لألمن
العقاري للدولة.
�ساد�سا :احلرفية يف �إعداد م�شاريع االتفاقيات وال�رشاكة بني القطاع العام واخلا�ص:
وذلك بإسناد هذا االختصاص إلى أشخاص معنوية وطنية مختصة في حترير العقود
واالتفاقيات من قبيل شركات احملامني واملوثقني.
القاعـــدة
-مبد�أ عدم جواز احلجز على ممتلكات الدولة اخلا�صة والعامة ب�سبب مالءة ذمتها وعدم جواز
�إجبارها على التنفيذ ملا يف ذلك من م�صلحة عامة لي�س �أ�صال مطلقا بل �إنه رهني بالتحقق من
كون هذه الأموال هي مر�صدة خلدمة املرفق العم وانتظامه �أم خم�ص�صة لأغرا�ض �أخرى ...
نعم.
ثبوت �أن احل�ساب اجلاري عليه احلجز ي�ضم خم�ص�صات لعدد كبري من املالك املنزوعة ملكيتهم
يف �إطار م�سطرة نزع امللكية من �أجل املنفعة العامة ومل تعد �أمواال خا�صة باملحجوز عليه
...قابليتها للحجز ...ال ...رف�ض طلب امل�صادقة على احلجز املوقع عليها بهذه ال�صفة
....نعم.
نحن حسن العفوي نيابة عن رئيسة احملكمة اإلدارية ،بصفتنا قاضيا للمستعجالت،مبساعدة
السيدة زاوك كلثوم كاتبة الضبط،أصدرنا األمر االستعجالي اآلتي نصه:
بني :السيد ..............................
الساكن ب .....................................الدار البيضاء
اجلاعل محل املخابرة معه مبكتب ذ .حميد األندلسي احملامي بهيئة الدار البيضاء.
من جهة
وبني - :صندوق اإليداع والتدبير في شخص ممثله القانوني بالرباط
-املديرية اجلهوية بالوسط وزارة التجهيز بالرباط.
-وزارة التجهيز في شخص وزير التجهيز .
نائبتها ذة /ثريا املراكشي.
الدولة املغربية في شخص الوزير األول
نائبها ذ /محمد الناصري
-العون القضائي للمملكة .
التوجهات الق�ضائية يف منازعات �أمالك الدولة 184
الوقـائــع
بناء على املقال االستعجالي املودع بكتابة ضبط هذه احملكمة بتاريخ 2004/04/07
والذي يعرض فيه املدعى السيد ........................بواسطة نائبه ذ /حميد
األندلسي بأنه استصدر حكما بتاريخ 1999/12/15في امللف عدد 98/212قضت
مبوجبه هذه احملكمة اإلدارية باملصادقة على تقرير اخلبرة املنجزة من طرف اخلبير السيد
إلياس الصديق واحلكم على الدولة بأدائها له تعويضا إجماليا قدره 10.500.000.00
درهم وأن احلكم قد وقع تأييده من طرف املجلس األعلى مبقتضى قراره عدد 1099املؤرخ
في ،2000/7/13غير أن املدعى عليها رفضت تنفيذه بالرغم من جميع احملاوالت
املبذولة في هذا الشأن ،وأن العارض ضمانا حلقوقه بادر إلى استصدار أمر قضائي
بتاريخ 2003/9/10قضى بإجراء حجز بني يدي املدير العام لصندوق اإليداع والتدبير
على حساب املديرية اجلهوية للتجهيز بالوسط حتت رقم 3.1.17.01.1الذي بلغ باألمر
املذكور بتاريخ .2003/9/22وأنه تطبيقا ملقتضيات الفصل 494من ق م م فإن
العارض يلتمس املصادقة على احلجز املوقع بني يدي صندوق اإليداع والتدبير ،واحلكم
تبعا لذلك على احملجوز لديه بأدائه له مبلغ 800.000.00درهم مع النفاذ املعجل
والصائر .مرفقا مقاله باآلتي:
-نسخة من احلكم.
-نسخة من قرار املجلس األعلى.
-نسخة من األمر باحلجز.
-نسخة من شهادة التسليم.
وبناء على مذكرة جواب ذة /ثريا املراكشي نيابة عن وزارة التجهيز أوضحت فيها أن
االجتهاد القضائي املغربي قد استقر منذ أمد طويل على منع تطبيق طرق التنفيذ اجلبري
على األموال العمومية باعتبارها مخصصة لتسيير املرافق العمومية ،وأنه باإلطالع على
ميزانية املديرية اجلهوية للتجهيز بالوسط يتبني أن جميع اعتماداتها مرصودة لنفقات بذاتها
لفائدة إما أشخاص ذاتيني أو معنويني سبق االلتزام بالنفقة لفائدتهم .وأنه على العكس من
ذلك فإن العارضة ال تتوفر على أي اعتماد مخصص للحاجز السيد ،................
ثم إن العارضة سبق لها أن أودعت املبالغ احملجوزة لدى صندوق اإليداع والتدبير لفائدة ما
يزيد عن ( )100من املالك الذين مت نزع ملكيتهم من أجل املنفعة العامة لبناء الطريق
185 توجهات املحاكم الإدارية
السيار الرابط بني الدار البيضاء وسطات وأن جميع هؤالء يتوفرون على قرارات رفع اليد
أو أحكام قضائية نهائية .وبالتالي فإن تلك املبالغ املودعة لم تعد نهائيا في ملك العارضة
وأن الصندوق احملجوز لديه يعتبر بنكا لإليداع يتلقى عمولة عن خدماته وال يعتبر غيرا،
مبفهوم الفصل 488من ق م م ومن ثمة فإن أي حجز على احلساب املذكور يعتبر حجزا
تعسفيا على أموال خاصة باملالكني املنزوعة ملكيتهم ،لهذه األسباب تلتمس العارضة
التصريح بأن احلجز لدى الغير الواقع على احلساب املشار إليه أعاله غير مبرر من الناحية
القانونية والتصريح تبعا لذلك ببطالنه ،واحلكم برفض الطلب.
وبناء على جواب ذ /الناصري نيابة عن الدولة املغربية ووزارة التجهيز أورد فيه أن
احلجز على أموال تعود إلى مصلحة إدارة الطرق يعد حجزا مباشرا على ميزانية وزارة
التجهيز التي تعد جزء ال يتجزأ من ميزانية الدولة ،وأنه من البديهي أن األموال العامة
ال ميكن حجزها ألنها تعد ضرورية لضمان سير املرافق العمومية باعتبار أن الدولة يفترض
فيها مالءة الذمة ،وأن العارضة تقدمت بطلب يرمي إلى رفع احلجز وهو ما يحول دون إجراء
مسطرة التوزيع الودي وتصحيح احلجز احلالية التي تبقى سابقة ألوانها ملتمسا التصريح
بإيقاف البت في طلب املصادقة إلى حني البت في طلب رفع احلجز.
وحيث راجت القضية بعد ذلك بعدة جلسات كان آخرها جلسة 2004/06/15حضرتها
ذة /بكوشي عن ذ /األندلسي عن طالب احلجز ،كما حضرت ذة /بنكيران عن ذ /الناصري
عن احملجوز عليه ،وحضر السيد ..............................عن صندوق اإليداع
والتدبير وصرح بأن املبالغ احملجوزة تناهز حوالي 34.000.000.00درهم مودعة بني يدي
الصندوق لفائدة ( )99شخصا من املالك املنزوعة ملكيتهم من أجل املنفعة العامة وليس
من بينهم طالب احلجز السيد ،.................وأضاف بأن الصندوق ال يتوفر على
أية أموال مودعة لفائدة وزارة التجهيز .بينما أكدت نائبة املدعى الطلب كما أكدت نائبتا
الطرف املدعى عليه جوابهما ودفوعاتهما السابقة.
حينئذ تقرر حجز القضية للتأمل والنطق باحلكم جللسة .2004/06/17
التعليــل
وعليه نحن قاضي املستعجالت:
- 1في الشكل :حيث إن املقال قدم من ذي صفة ومصلحة وجاء مستوفيا لكافة شروطه
الشكلية فهو إذن مقبول شكال.
التوجهات الق�ضائية يف منازعات �أمالك الدولة 186
- 2في املوضوع :حيث إن الطلب يهدف إلى املصادقة على احلجز املوقع بني يدي
صندوق اإليداع والتدبير مبقتضى األمر الصادر عن رئيس هذه احملكمة اإلدارية بتاريخ
2003/09/12في امللف رقم 2003/461واحلكم تبعا لذلك على احملجوز لديه بأدائه
لطالب احلجز املبلغ احملجوز وقدره 800.000.00درهم.
وحيث متسكت اجلهة احملجوز عليها بأنه إذا كانت القواعد اإلجرائية املعمول بها في
قانون املسطرة املدنية تخول احلق لكل دائن يتوفر على سند تنفيذي أن يقوم بحجز ما
للمدين لدى الغير عمال بأحكام الفصل 488منه فإن االجتهاد القضائي املغربي قد استقر
منذ أمد بعيد على استثناء تطبيق طرق التنفيذ اجلبري على األموال العمومية لكونها عادة
ما تكون مخصصة لتسير املرافق العمومية .وأنه من شأن احلجز عليها غل يد اإلدارة في
صرفها فيما أعدت له ...طاملا أن الدولة ال يخشى عسرها نظرا ملالءة ذمتها ناهيك على
أن املبالغ احملجوزة لدى الصندوق تخص ( )99من املالك الذي مت نزع ملكيتهم من أجل
املنفعة العامة لبناء الطريق السيار الرابط بني الدار البيضاء – سطات.
وحيث إنه بخالف ما ذهبت إليه اجلهة احملجوز عليها فإن مبدأ عدم قابلية األموال
العمومية للحجز ال ميكن األخذ به بصفة مطلقة بحجة أنه ال يوجد أي خطر يهدد الدين
احملكوم به والذي وقع احلجز بسببه ،وأن .....................ال العسر نظرا ملالءة
ذمتها بالرغم من انه ال يوجد نص صريح مينع ذلك ،إال أن عدم اجلواز هذا يجب أن ال يفهم
على إطالقه بل إنه في حالة امتناع جهة اإلدارة عن تنفيذ حكم قضائي بدون مبرر مشروع
فإن هذا االمتناع يفيد أن مالءة الذمة أصبحت غير مجدية بالنسبة الستكمال إجراءات
التنفيذ اجلارية.
وحيث إنه بالرجوع إلى نازلة احلال اتضح لنا بعد اطالعنا على األمر القضائي بإجراء
حجز لدى الغير أن احلجز قد انصب على احلساب 3.1.17.01.1املفتوح لدى صندوق
اإليداع والتدبير اخلاص مبصلحة الطرق باملديرية اجلهوية للتجهيز والبناء بالوسط والذي
يخص التعويضات املودعة لفائدة ( )99من املالك الذين نزعت ملكيتهم من أجل املنفعة
العامة لبناء الطريق السيار الدار البيضاء – سطات ،ومن ثمة فإن هذه األموال قد خرجت
من الذمة املالية لإلدارة وأصبحت أمواال خاصة بالغير مما ال يجوز احلجز عليها فباألحرى
تسليمها لطالب احلجز وهو ما قد يصيب احملكوم لهم بأضرار بليغة األمر الذي يستدعي
منا التصريح برفض.
187 توجهات املحاكم الإدارية
املنطــوق
وتطبيقا ملقتضيات الفصول 3و 4و 7و 8و 19من قانون 41/90احملدث للمحاكم
اإلدارية،
لهذه الأ�سباب
نصرح علنيا ابتدائيا حضوريا:
شكال :بقبول الطلب.
موضوعا :برفضه مع إبقاء الصائر على رافعه.
بهذا صدر األمر في اليوم والشهر والسنة أعاله...........................
�إم�ضـــــاء:
كاتب الضبط قاضي املستعجالت
التوجهات الق�ضائية يف منازعات �أمالك الدولة 188
الــقـــاعــــدة
-حق امللكية حق م�ضمون د�ستوريا وال يجوز احلد منه �إال مبقت�ضى القانون ...نعم.....
-قيام الإدارة باال�ستيالء على ملك الغري و�إن�شاء مرفق عام عليه بدون �سلوك م�سطرة نزع
امللكية ي�شكل اعتداء ماديا مربرا لتعوي�ض املت�رضر.........نعم......
الوقـــائــــع
بناء على املقال االفتتاحي للدعوى الذي تقدم بها املدعون بواسطة محاميهم واملؤداة
عنه الصائر القضائي بتاريخ 2005/10/14يعرضون فيه أنه ميلكون العقار موضوع
الرسم العقاري عدد /30888س ،وأن وزارية التجهيز عمدت إلى مترير طريق ثالثية رقم
CT1120دون سلوك اإلجراءات واملساطر املنصوص عيها في القانون رقم 81/7املتعلق
بنزع امللكية ألجل املنفعة العامة واالحتالل املؤقت إضافة إلى كون املدعى عليه قامت
بتمرير الطريق بطريق ملتوية جاعلة العقار مجزء أفقده قيمته ،وأن مسؤولية املدعى عليها
ثابتة طبقا ملقتضيات الفصل 79من ق ل ع وأنهم راسلوا احملكمة التي اكتفت بالرد بأنها
في طور دراسة املوضوع وأنهم استصدروا أمرا بإجراء خبرة وحدد اخلبير املساحة احملتلة في
23400مترا مربعا وأن مرور الطريق قسم العقار إلى عدة أجزاء أصبح البعض منها غير
صالح وأن العقار يوجد مبنطقة سياحية بحكم تصاميم التهيئة ملتمسني قبول الطلب شكال
وموضوعا احلكم بإجراء خبرة عقارية لتحديد املساحة احملتلة وقيمتها واألضرار الناجتة
عن تشطير العقار وقيمة احلرمان من االستغالل من جراء االحتالل مع الفوائد القانونية
وحق العارضني في التعقيب على اخلبرة واإلدالء مبطالبهم مع حتميل املدعى عليهم الصائر
وأرفقوا املقال بشهادة امللكية وتقرير اخلبرة ورسالة إلى وزير التجهيز والنقل وجواب وزارة
التجهيز وصورة من األمر القضائي.
وبناء على القرار التمهيدي الصادر عن هذه احملكمة بتاريخ 2006/1/23حتت عدد
23والقاضي بإجراء خبرة.
وبناء على تقرير اخلبرة املنجز من طرف اخلبير املعني واملودع بكتابة ضبط احملكمة بتاريخ
2006/5/2والتي حضرها الطرفان واالنتقال إلى عني املكان حدد املساحة اإلجمالية
احملتلة بالطريق في( 23400متر مربع) واألجزاء التي لم تعد صاحلة في ( 5170متر مربع)
وثمن املتر املربع من األرض في مبلغ ( 400درهم) ليصل إلى حتديد ثمن اجلزء احملتل في
مبلغ ( 9.360.000.00درهم) وقيمة الضرر عن فقدان قيمة األجزاء التي لم تعد صاحلة
في مبلغ ( 1.034.000.00درهم) احملددة في نصف القيمة احلقيقة.
وبناء على مذكرة املطالب بعد اخلبرة املدلى بها من طرف محامي املدعون يعرض فيها
أن اخلبير طبق القيمة األدنى املرجعية الدنيا املعتمدة في شراء العقارات املماثلة دون أن
يوضح السبب الذي دعاه لألخذ بها ومع ذلك يلتمسون احلكم باملصادقة على تقرير اخلبرة
واحلكم وفق التعويض احملدد فيها مع تعويض عن الضرر ال يقل عن ( 500000درهم.
وبناء على القرار التمهيدي الصادر عن هذه احملكمة بتاريخ 2006/6/26حتت عدد
195والقاضي بإجراء خبرة ثانية أسندت للقيام بها اخلبير محمد بنيونس حللو وتتحمل
أتعابها وزارة التجهيز.
التوجهات الق�ضائية يف منازعات �أمالك الدولة 190
وحيث بلغت املدعى عليها بالقرار التمهيدي وأندرت إليداع صائر اخلبرة ولم متتثل فتقرر
صرف النظر عنها إعماال للقرار التمهيدي املذكور.
وحيث أدرجت القضية بجلسة 2006/11/8حضرها نائب املدعني وصدر أمر بالتخلي
وأكد السيد املفوض امللكي مستنتجاته الكتابية فتقرر حجز القضية للمداولة.
التعليــــل
وبعد املداولة طبقا للقانون
في الشكل :حيث إن الطلب قدم من ذي صفة ومصلحة ومؤدى عنه الصائر القضائي
ومستوف لكافة األوضاع املقررة قانونا مما يتعني معه قبوله.
في املوضوع :حيث إن الطلب يرمي إلى احلكم على املدعى عليها بأدائها للمدعني
تعويضا عن احتالل أجزاء من ملكهم ذي الرسم العقاري /30888س من جراء مترير الطريق
عليه دون سلوك مسطرة نزع امللكية واألجزاء التي أصبحت غير صاحلة لالستعمال عن
نقص ثمنها.
وحيث أمرت احملكمة بإجراء خبرة انتدب للقيام بها اخلبير عبد الرفيع حللو والذي أجنز
تقريره بحضور طرفي الدعوى وبعد االنتقال إلى عني املكان ومعاينة العقار الذي يقع في
منطقة سياحية حيث تصميم تهيئة الدار البيضاء ومعاينة مترير الطريق اإلقليمية رقم
3012عليه ووصفه حدد املساحة التي شملتها الطريق منه في ( 23400متر مربع) واألجزاء
التي تعد صاحلة من القطعتني 1و 2من العقار التي لم تعد صاحلة الختراقها بالطريق
وأصبحت أجزاء صغيرة حسب التصميم املرفق ونقصت قيمتها بالنصف في ما مساحته
( 5170متر مربع) وحدد قيمة املتر املربع من امللك استنادا إلى ذلك وإلى عقود املقارنة
في مبلغ ( 400درهم) للمتر املربع.
وحيث أمرت احملكمة متهيديا بإجراء خبرة ثانية وحملت مصاريفها للطرف املدعى عليه
حتت طائلة صرف النظر عنها.
وحيث استدعيت املدعى عليها ألداء صائر اخلبرة ولم متتثل رغم مرور األجل الشيء
الذي ارتأت معه احملكمة صرف النظر عنها واالكتفاء باخلبرة املنجزة.
وحيث ثبت من وثائق الدعوى وتقرير اخلبرة أن وزارة التجهيز قامت بشق الطريق في ملك
املدعني دون سلوك مسطرة نزع امللكية أو االقتناء بالتراضي الشيء الذي يشكل اعتداء
تتحمل املدعى عليها مسؤولية التعويض عنه.
وحيث ثبت من تقرير اخلبرة املنجزة بحضور الطرفني أن املساحة احململة بالطريق بلغت
( 23400متر مربع) واملساحة التي لم تعد صاحلة لالستعمال بعد شق الطريق في القطعتني
191 توجهات املحاكم الإدارية
1و 2من العقار حسب التصميم ملوقعه مبنطقة سياحية حسب تصميم تهيئة مدينة الدار
البيضاء واستنادا إلى عقود املقارنة في مبلغ ( 400درهم).
وحيث إن تقرير اخلبرة املذكور جاء موضوعيا سواء فيما يتعلق باملساحة احملتلة او
املساحة التي أصبحت غير صاحلة لالستعمال ونقص ثمنها إلى النصف أو فيما يتعلق بثمن
املتر املربع من امللك الشيء الذي يتعني معه املصادقة على تقرير اخلبرة املذكور واعتماد
النتائج التي توصل إليها.
وحيث يتعني لذلك احلكم على وزارة التجهيز بأدائها للمدعني قيمة اجلزء احملتل ومساحته
( 23400متر مربع ) في مبلغ ( 9360000درهم ) على أساس ( 400درهم) للمتر املربع
وتعويض عن النقص في ثمن ما مساحته ( 5170متر مربع) في مبلغ ( 1034000درهم)
على أساس 200درهم للمتر املربع.
وحيث إن صائر الدعوى يتحملها الطرف اخلاسر.
املنطوق
وتطبيقا ملقتضيات القانون 41/90احملدثة مبوجبه احملاكم اإلدارية.
لهذه األسباب
تصرح احملكمة اإلدارية وهي تقضي علنيا وابتدائيا:
في الشكل :بقبول الطلب
في املوضوع :احلكم على وزارة التجهيز بأدائها للمدعني تعويضا عن الفقد اجلبري ملا
مساحته ( 23400متر مربع) من ملكهـــم ذي الرســــم العقـــاري .............قـــدره
( 9.360.000درهم) تسعة ماليني وثالثمائة وستون ألف درهم على أساس ( 400درهم)
للمتر املربع .وتعويض عن نقص ثمن ما مساحته ( 5170متر مربع) مببلغ (1.034.000
درهم) مليون وأربعة وثالثون ألف درهم على أساس (200درهم) للمتر املربع.
وبتحميل املدعى عليها الصائر.
بهذا صدر األمر في اليوم والشهر والسنة أعاله
�إم�ضاء
كاتب الضبط
املقرر الرئيس
التوجهات الق�ضائية يف منازعات �أمالك الدولة 192
القـــاعـــدة
-ميكن احلكم بنقل ملكية العقارات واحلقوق العينية متى �أعلنت املنفعة العامة ب�ش�أنها و�أجريت
امل�سطرة طبق ال�رشوط والكيفيات املن�صو�ص عليها يف القانون رقم ...81/7نعم.
-للمحكمة متى مل تتوفر لديها العنا�رص الكافية للبت يف النازلة �أن ت�أمر ب�إجراء خربة لتحديد
التعوي�ض املنا�سب مقابل نزع امللكية من �أجل املنفعة العامة ...نعم خربة ح�ضورية
ومو�ضوعية ...امل�صادقة عليها ...نعم.
بناء على املقال االفتتاحي املقدم من طرف املدعية بواسطة نائبها أمام كتابة ضبط هذه
احملكمة بتاريخ ،2008/8/25واملعفى من أداء الرسوم القضائية ،تعرض فيه أن املنفعة
العامة تقضي بالتهيئة احلضرية ملنطقة زناتة وإحداث املدنية اجلديدة زناتة ببلدية عني حرودة
عمالة احملمدية ،وأنه تطبيقا للقانون رقم 7/81الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم
1-81-254الصادر في 11من رجب 6 ( 1402ماي )1982املتعلق بنزع امللكية من
أجل املنفعة العامة واالحتالل املؤقت واملرسوم رقم 2.82.382الصادر في 2رجب 1403
( 16أبريل )1983في شأن تطبيق القانون املشار إليه أعاله ،وأنه بتاريخ 13مارس 2006
مت النشر باجلريدة الرسمية عدد ( 5403النشرة العامة) للمرسوم عدد 2.06.20الصادر
بتاريخ 28فبراير 2006عن الوزير األول القاضي بإعالن أن املنفعة العامة تقضي بالتهيئة
احلضرية ملنطقة زناتة ببلدية عني حرودة بعمالة احملمدية ،عهد بتنفيذه إلى وزير املالية
ومدير األمالك املخزنية ،ومت نشره بالعدد 5705من جريدة احلركة بتاريخ ،2006/6/7
ومت تعليق املرسوم عدد 2.06.20مبكاتب بلدية عني حرودة ،وأنه بتاريخ 28نونبر 2007
مت النشر باجلريدة الرسمية عدد ( 4961نشرة اإلعالنات القانونية والقضائية واإلدارية)
ملشروع مقرر التخلي بتعيني األمالك اخلاضعة لنزع امللكية إلجناز التهيئة احلضرية ملنطقة
زناتة ببلدية عني حرودة بعمالة احملمدية ،ومت نشره بالعدد 7719من جريدة رسالة األمة
بتاريخ 28نونبر ،2007ومت نشره بالعدد 1774من جريدة التجديد بتاريخ 28نونبر
،2007كما مت إيداع مشروع مقرر التخلي مع التصميم التجزيئي مبكاتب بلدية عني
حرودة ،كما قامت بفتح سجل لتقييد التصريحات واملالحظات طبقا للفصلني 10و 11من
القانون املشار إليه أعاله ،كما مت إيداع مشروع مقرر التخلي باحملافظة العقارية باحملمدية
والتقييد على دفاتر رسوم العقارات املشمولة بنزع امللكية بالنسبة للعقارات احملفظة والتي
في طور التحفيظ ،ومت التقييد في السجل اخلاص املنصوص عليه في الفصل 455من
قانون املسطرة املدنية ،لدى مصلحة كتابة الضبط بهذه احملكمة ،بالنسبة للعقارات غير
احملفظة ،وأنه بتاريخ 6مارس 2008مت النشر باجلريدة الرسمية عدد 5610ملقرر التخلي
عدد 480.08صادر عن وزير االقتصاد واملالية القاضي بالتخلي عن القطع األرضية
الالزمة للتهيئة احلضرية ملنطقة زناتة ببلدية عني حرودة بعمالة احملمدية باملنطقة املرسومة
حدودها بخط أحمر في التصميم التجزيئي عهد بتنفيذه إلى مدير األمالك املخزنية ،ومت
نشر إعالن بشأنه بالعدد 1859من جريدة التجديد بتاريخ 31مارس ،2008وبالعدد
15476من جريدة الرأي بنفس التاريخ ،كما مت تعليق مقرر التخلي مبكاتب بلدية عني
حرودة ،مضيفة أن من بني القطع األرضية املشمولة بنزع امللكية العقار في طور التحفيظ
التوجهات الق�ضائية يف منازعات �أمالك الدولة 194
ذو مطلب التحفيظ عدد ،49/946مساحته 5550متر مربع واملرقم باجلدول امللحق مبقرر
التخلي برقم 66الكائن مبنطقة عني حرودة بلدية عني حرودة عمالة احملمدية اململوك للطرف
املدعى عليه واملشتمل على مسكنني مسقفني بالزنك ،وأن اللجنة اإلدارية للخبرة املنعقدة
مبقر عمالة احملمدية حددت ثمن العقار املراد نزع ملكيته في مبلغ 1.814.850.00درهم
بحساب 327.00درهم للمتر املربع بالنسبة للقطعة األرضية ومبلغ 522.600.00درهم عن
البنايات أي ما مجموعه 2.337.450.00درهم معتمدة على عناصر التقييم املوضوعية
اخلاصة بكل عقار على حدة ،ومساحة البقعة األرضية ،ووضعيتها القانونية وشكلها
الهندسي ،وطبيعة تضاريسها واستعمالها احلالي ،باإلضافة إلى كافة العناصر املوضوعية
املعتمدة في التقييم واملشار إليها مبحضر اللجنة اإلدارية للتقييم ،موضحة أن من حق
العارضة بعد أن قامت باإلجراءات املشار إليها أعاله أن تطلب احلكم لها بنقل ملكية
العقار املذكور مقابل التعويض املعروض بناء على تقييم اللجنة اإلدارية السالف الذكر،
والتمست من أجل ما سبق احلكم بنقل ملكية العقار موضوع الطلب لفائدة الدولة املغربية
( امللك اخلاص) في شخص مديرية األمالك املخزنية مقابل تعويض قدره 2.337.450.00
درهم مع البت في الصائر طبقا للقانون ،وأشارت العارضة أن جميع الوثائق املعززة للطلب
مت اإلدالء بها رفقة املقال اخلاص بالقطعة رقم 2بشأن اإلذن باحليازة.
وبناء على املذكرة اجلوابية للمنزوعة ملكيته املقدمة في جلسة ،2008/11/5أسند
من خاللها النظر للمحكمة لرقابة شرعية املقال ومدى استيفائه للشروط القانونية الشكلية
حتت طائلة عدم قبول الطلب شكال ،ومن حيث املوضوع التمس اإلشهاد له برفض التقومي
احملدد من طرف اللجنة اإلدارية للتقومي واألمر بإجراء خبرة قضائية القيمة احلقيقية لألرض
والبنايات مع حفظ حقه في التعقيب.
وبناء على احلكم التمهيدي عدد 603الصادر بتاريخ 2008/11/12القاضي بإجراء
خبرة عقارية تقوميية أسندت إلى اخلبير سمير حلسن الذي أودع تقرير خبرته بكتابة ضبط
هذه احملكمة بتاريخ .2009/3/6
وبناء على تبليغ نسخ من تقرير اخلبرة إلى الطرفني وتعقيبهما على ما جاء فيها.
وبناء على األوراق األخرى املدلى بها في امللف.
وبناء على مقتضيات القانون رقم 90.41احملدثة مبوجبه احملاكم اإلدارية.
وبناء على قانون املسطرة املدنية.
195 توجهات املحاكم الإدارية
وبناء على اإلعالم بتعيني القضية جاهزة في اجللسة العلنية املنعقدة بتاريخ .2009/7/01
وبناء على املناداة على الطرفني ومن ينوب عنهما وعدم حضورهما.
وبناء على املس
التعليـــل
وبعد املداولة طبقا للقانون:
في الشكل :حيث أن الطلب قدم من ذي صفة ومصلحة ،وجاء مستجمعا لكافة شروطه
الشكلية ،فهو مقبول شكال.
في املوضوع :حيث إن الطلب يروم احلكم بنقل ملكية العقار احملفظ ذو مطلب التحفيظ
عدد ،49/946مساحته 5550متر مربع املرقم باجلدول امللحق مبقرر التخلي برقم 66مبا
اشتمل عليه ،الكائن مبنطقة عني حرودة بلدية عني حرودة عمالة احملمدية لفائدة املدعية
الدولة املغربية ( امللك اخلاص) في شخص مديرية األمالك املخزنية ،مقابل تعويض قدره
2.337.450.00درهم ،مع البت في الصائر طبقا للقانون.
في نقل امللكية :وحيث انه وتطبيقا ملقتضيات القانون رقم 7-81املتعلق بنزع امللكية
ألجل املنفعة العامة وباالحتالل املؤقت الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.81.254
بتاريخ 1982/5/06فإنه ميكن احلكم بنزع ملكية العقارات واحلقوق العينية متى أعلنت
املنفعة العامة بشأنها وأجريت املسطرة طبق الشروط والكيفيات املنصوص عليها في الظهير
املوما إليه أعاله.
وحيث إنه بالرجوع إلى الوثائق املدلى بها رفقة املقال االفتتاحي للدعوى اتضح أن
مسطرة نزع امللكية من أجل املنفعة العامة قد احترمت وفق مقتضيات القانون رقم .7-81
وحيث أنه تبعا لذلك يتعني االستجابة للطلب واحلكم بنقل ملكية القطعة األرضية
موضوع الطلب من أجل املنفعة العامة لفائدة نازعة امللكية الدولة املغربية ( امللك اخلاص).
في التعويض :حيث نازع الطرف املدعى عليه في التعويض املقترح من طرف اللجنة
اإلدارية مقابل نزع امللكية واملقدر في مبلغ 2.337.450.00درهم بعلة أنه ال يتناسب مع
القيمة احلقيقة للعقار املطلوب نزع ملكيته.
وحيث إن احملكمة وأمام عدم توفرها على العناصر الضرورية للبت في الطلب وتبعا
ملنازعة املدعى عليه حكمت بإجراء خبرة -حكم عدد 603بتاريخ 2008/11/12-عهد
التوجهات الق�ضائية يف منازعات �أمالك الدولة 196
بها إلى اخلبير حلسن سمير الذي خلص في تقريره املودع بكتابة ضبط هذه احملكمة بتاريخ
2009/03/06إلى حتديد ثمن املتر املربع للعقار موضوع الطلب في مبلغ 400.00درهم
وحدد قيمة املتر املربع من البناء املسقف في 2.000.00درهم والبناء املسقف بالقرميد
(دمياتيت) في 1.500.00درهم وقيمة أرضية الساحة املرصصة باإلسمنت في 500.00
درهم والسور احلائطي في 400.00درهم ،مع تخفيض نسبة 10%لقدمه ،واستنتج أن
قيمة التعويض محددة كما يلي:
5.500متر مربع) = 2.220.000.00درهم. قيمة األرض 400.000(:درهم
قيمة البناء املسقف باإلسمنت احلديدي 2.000.00(:درهم 185متر مربع) = 10% -
333.000.00درهم.
قيمة البناء املسقف باإلسمنت احلديدي 1.500.00(:درهم 104متر مربع) = 10% -
140.400.00درهم.
قيمة األرضية املخصصة 500.00(:درهم 187متر مربع) 84.150.00 = 10% -درهم.
قيمة السوراحلائطي 400.00(:درهم 13متر مربع) 4.680.00 = 10% -درهم.
وحيث حدد اخلبير األسس املعتمدة لتقدير التعويضات املذكورة بعد طوافه بالعقار
موضوع النزاع ووصفه واستناده في ذلك التحديد على عقود املقارنة املقدمة من طرف نازعة
امللكية وعناصر وعقود املقارنة اخلاصة بعد األبحاث والتحريات التي قام بها لدى اجلهات
املعنية ،مما تكون معه اخلبرة منسجمة ومقتضيات املادة العشرون من قانون نزع امللكية.
وحيث أن اخلبرة املنجزة أتت حضورية ومستوفية لكافة شروطها املتطلبة ،الشيء الذي
يناسب املصادقة عليها واحلكم تبعا لذلك مبنح املنزعة ملكيته .......................
تعويض إجماليا قدره 2.782.232.00درهم شامال لتعويض العقار ومشتمالته.
وحيث إنه يتعني حتميل نازعة امللكية صائر الدعوى وفقا ألحكام املادة 28من القانون
رقم 7-81املذكور.
املنطـــوق
وتطبيقا ملقتضيات القانون رقم 90.41احملدثة مبوجبه احملاكم اإلدارية والقانون رقم
7-81املتعلق بنزع امللكية من أجل املنفعة العامة وباالحتالل املؤقت
197 توجهات املحاكم الإدارية
لهذه الأ�سباب
تصرح احملكمة اإلدارية وهي تقضي علنيا ابتدائيا وحضوريا:
�إم�ضاء
كاتب الضبط املقرر الرئيس
التوجهات الق�ضائية يف منازعات �أمالك الدولة 198
القاعدة
ا�ست�صدار مر�سوم نزع امللكية ومبا�رشة الإجراءات الالحقة له ينبغي �أن تكون �سابقة على
بدء الأ�شغال حماية حلق امللكية امل�ضمون د�ستوريا ..نعم
مبا�رشة الإدارة لإجراءات نزع امللكية بعد دخولها لعقار الغري والبدء يف �إجناز امل�رشوع ال
ي�ضفي ال�رشعية على عملها ويجعلها بالتايل يف و�ضعية االعتداء املادي الذي يخول احلق للطرف
املت�رضر يف احل�صول على التعوي�ض بقيمة العقار املعتدي عليه وقت تقدمي الطلب ....نعم
اال�ستعانة بخربة لتحديده ....نعم
الوقــــائــــع
بناء على املقال االفتتاحي للدعوى املؤداة عنه الرسوم القضائية بتاريخ 2006/07/19
واملقدم لدى كتابة ضبط هذه احملكمة بواسطة نائبي املدعيني والذي يعرضان من خالله
أنهما ميلكان القطعة األرضية الواقعة بحي ........موضوع مطلب التحفيظ عدد
.................عبارة عن جتزئة سكنية تسمى « »....................وقاموا
بتجزئة القطعة األرضية لبناء العمارات وأضافا أن شركة ..............عمدت لفائدة
وزارة التجهيز إلى القيام بحفر وهدم وبسط القطع املجهزة للعمارات إلجناز الطريق السيار
دون سلوك املساطر القانونية الواجب اتباعها الشيء الذي يعتبر معه اعتداءا ماديا على
ملكيتهما ألجله التمسا احلكم بتعويض مؤقت قدره 50.000.00درهم مع إجراء خبرة.
بناء على املذكرة اجلوابية املؤرخة في 2006/09/27واملدلى بها من طرف نائب شركة
.............والتي تعرض من خاللها أنه ال عالقة لها باالعتداء املادي على ملك
املدعني أو غيرهما وأن كل ما تقوم به هوتنفيذ اللتزاماتها التعاقدية ودفتر التحمالت
الذي يربطها بالشركة الوطنية للطرق السيارة صاحبة املشروع وزارة التجهيز ألجله التمست
إخراجها من الدعوى أساسا واحتياطيا القول برفض الطلب .
بناء على املذكرة التعقيبية املقدمة من طرف نائبي املدعيني واملدلى بها خالل جلسة
10 /31/2006والتي التمسا من خاللها احلكم وفق الطلب وأكدا على أن الشركة املدعى
عليها تبقى مسؤولة عن األضرار الالحقة بهما جراء االعتداء املادي.
بناء على املذكرة اجلوابية املؤرخة في 2006/11/16واملدلى بها من طرف نائبة وزارة
التجهيز املدعى عليها والتي التمست من خاللها عدم قبول الدعوى شكال بعد مالحظة
كون الوثائق املعززة للطلب مجرد صور وفي املوضوع التصريح برفض الطلب بعد معاينة
كونها تتوفر على قرار االحتالل املؤقت لعقار املدعي كما أن هذا األخير لم يثبت واقعة
االعتداء املادي.
التوجهات الق�ضائية يف منازعات �أمالك الدولة 200
بناء على املذكرة التعقيبية املدلى بها من خالل جلسة 2006/12/26من طرف نائبي
املدعني والتي يعرضون من خاللها أنهم يدلون بصورة طبق األصل للوثائق املرفقة باملقال
االفتتاحي وبخصوص قرار االحتالل فقد أشاروا إلى أن ذلك مجرد ادعاء يفتقر إلى اإلثبات
ألجله التمسوا رد جميع الدفوعات املثارة واحلكم وفق الطلب.
بناء على املذكرة اجلوابية املؤرخة في 2007/01/06واملدلى بها من طرف نائبة وزارة
التجهيز التي التمست من خاللها أساسا عدم قبول الطلب بعد مالحظة كون املذكرة
التعقيبية تضمنت أطرافا غير موجودة في املقال االفتتاحي وبعد مالحظة كون املدعني لم
يصلحوا املسطرة واحتياطيا من حيث املوضوع احلكم برفض الطلب بعد مالحظة توفرها على
قرار االحتالل املؤقت.
بناء على املذكرة التصحيحية املؤرخة في 2007/01/24واملدلى بها من طرف نائبي
املدعني والتي التمسوا من خاللها اإلشهاد لهم بتصحيح املسطرة واحلكم وفق ملتمساتهم
السابقة.
وحيث إنه باستقراء احملكمة لوثائق امللف ومستنداته وبإقرار املدعى عليها وزارة التجهيز
والنقل بكون املشروع املنجز باألرض موضوع النزاع مت لفائدتها يبقى طلب إخراج الشركة
املذكورة من الدعوى مبررا ويتعني االستجابة إليه.
في الشكل :حيث قدم الطلب مستوفيا جلميع الشروط الشكلية مما يتعني معه التصريح
بقبوله.
في املوضوع :حيث يروم الطلب استصدار حكم مبسؤولية املدعى عليها عن واقعة
االعتداء املادي الواقع على ملك املدعني وأدائها تعويضا قدره 20.000.00درهم مع احلكم
متهيديا بإجراء خبرة لتحديد القيمة احلقيقية للعقار.
وحيث دفعت وزارة التجهيز بواسطة نائبتها األستاذة املراكشي بكون دخول اإلدارة
للعقار مت بناء على قرار االحتالل املؤقت وأنها تنتظر صدور املرسوم النهائي املعلن عن نزع
امللكية ألجل املنفعة العامة.
لكن حيث إن قرار االحتالل املؤقت وكما يدل عليه اسمه إجراء مؤقت وغير دائم إذ قد
حتتاج اإلدارة لعقار ما لفترة معينة من الزمن لتستولي عليه لهذا الغرض ثم ترده ملالكه
عند انتهاء احلاجة إليه مع تعويضه عن احلرمان من االنتفاع به ،كما أن قرار االحتالل
املؤقت وكما حدده الفصل 50من ظهير 6ماي 1982املتعلق بنزع امللكية ألجل املنفعة
201 توجهات املحاكم الإدارية
العامة ،يشمل احلاالت الثالثة وهي القيام بالدراسة أو أعمال إعداد أو إيداع أو استخراج
بعض املواد آليات أو مواد الزمة لتنفيذ أشغال عمومية.
وحيث إنه بالرجوع إلى القرار املتمسك به يتضح أنه أعطى لإلدارة احلق في إقامة
ممرات آلليات الورش وإجناز األشغال التحضيرية الالزمة لبناء الطريق السيار الرابط بني
تطوان والفنيدق ،وهو ما يفيد أن مفعول القرار ينحصر في اإلجراءات القبلية والتي
تستلزم استتباعها بسلوك اإلدارة ملسطرة نزع امللكية بعد انتهاء املدة احملددة في قرار
االحتالل املؤقت.
وحيث يستفاد من وثائق امللف أن املدعى عليها لم تستصدر املرسوم بنزع ملكية القطعة
موضوع النزاع إال بتاريخ 2007/5/10كما أنها لم تعمل على سلوك مسطرة نزع امللكية
ولم تتقدم بالتالي بأي مقال من أجل احليازة أو نقل امللكية داخل األجل احملدد قانونا مما
يؤكد أن تواجدها بالعقار يبقى من قبيل االعتداء املادي .
وحيث إن احملكمة ولتحديد املساحة املعتدى عليها وقيمتها وكذا التعويض املستحق
عن احلرمان من االستغالل ،قضت متهيديا بإجراء خبرة عقارية أسندت مهمة القيام بها
إلى اخلبير احمللف السيد يوسفي املغاري إدريس الذي خلص في تقريره املضاف للملف
إلى كون العقار موضوع االعتداء املادي يقع على الطريق الرئيسية املؤدية من تطوان إلى
سبتة وأحدثت به جتزئة سميت بتجزئة السالمة طبقا للمواصفات املصادق عليها من طرف
جميع املصالح املعنية ،وانتهى اخلبير إلى تقدمي اقتراحني ،األول حدد فيه ثمن املتر املربع
في مبلغ 8000.00درهم مضروب في املساحة 7910م 2ليصبح 63.280.000.00درهم
مضافا إليه مصاريف التجهيز املرفقة بالتقرير واحملددة في 7.559.671.59درهم ليصير
املبلغ اإلجمالي هو 70.939.671.59وأما االقتراح الثاني فقد عمد فيه اخلبير إلى حتديد
التعويض على أساس سعر البقع األرضية املخصصة لبناء العمارات ذات السبع طوابق
ومنها فئة ذات واجهتني وأخرى ذات وجهة واحدة،وكذا سعر العمارات ذات الثالث طوابق
ومنها فئة ذات ثالث واجهات وأخرى ذات واجهتني وثالثة ذات واجهة واحدة ،ليكون مبلغ
التعويض املقترح من لدنه هو 73.745.000.00درهم.
وأما بخصوص التعويض عن احلرمان من االستغالل فقد حدده اخلبير في % 10
من ثمن االقتراح األول ليكون مجموع املبالغ هو 7.093.967.15درهم ،كما أوضح
اخلبير أن اجلهة واضعة اليد هو وزارة التجهيز والنقل وأدلى بعناصر املقارنة املعززة
لتقرير ،ومن ضمنها محضر بيع باملزاد العلني صادر عن اجلماعة احلضرية بتطوان بتاريخ
التوجهات الق�ضائية يف منازعات �أمالك الدولة 202
2007/10/23يفيد بيع عقار في نفس املنطقة تبلغ مساحته 19224م 2مببلغ 7700.00
درهم للمتر املربع الواحد.
وحيث جاءت اخلبرة مستوفية لكافة الشروط املتطلبة قانونا سواء على مستوى الشكل
أو املوضوع مما ارتأت معه احملكمة املصادقة عليها مع إعمال سلطتها التقديرية في حتديد
التعويض عن قيمة األرض املعتدي عليها أخذا بعني االعتبار عنصر املنفعة العامة الذي
خصصت من أجله األرض موضوع النزاع رغم أن االستيالء عليها مت خارج إطار مسطرة
نزع امللكية ،وذلك حسب الشكل التالي:
وحيث إنه بخصوص التعويض عن احلرمان من االستغالل وتفويت الفرصة فإن الثابت
من املعطيات الثابتة أعاله سواء تلك املتعلقة بقيمة البقع األرضية من حيث مساحتها
والغرض الذي خصص له ،وتلك املتعلقة بقيمة البقع األرضية من حيث مساحتها والغرض
الذي خصص له ،وتلك املتعلقة بقيمة التعويض ،فإن احملكمة تكون من خالل تبنيها
القتراح اخلبير بالتعويض على أساس كون القطع األرضية كانت مخصصة لبناء جتزءة
سكنية مختلفة من حيث عدد الواجهات قد غطت واستغرقت بذلك التعويض عن احلرمان
من االستغالل وتفويت الفرصة.
وحيث إن خاسر الدعوى يتحمل مصاريفها.
املنطوق
وتطبيقا ملقتضيات القانون رقم 90.41وقانون املسطرة املدنية .
لهذه الأ�سباب
حكمت احملكمة اإلدارية علينا ابتدائيا حضوريا:
في الشكل :بقبول الطلب
في املوضوع :احلكم على املدعى عليها بأدائها للمدعني مبلغ 43.648.000.00درهما
(ثالثة وأربعون مليونا وستمائة وأربعون ألف درهم) تعويضا عن االعتداء املادي مع
املصاريف ورفض الباقي.
بهذا صدر احلكم في اليوم والشهر والسنة أعاله...............................
كاتب الضبط
املقرر الرئيس
التوجهات الق�ضائية يف منازعات �أمالك الدولة 204
القـــــاعــــدة
-ثبوت وقوع الرتا�ضي بني نازع امللكية واملنزوعة ملكيته وفقا ملقت�ضيات الف�صل 42من
قانون نزع امللكية من �أجل املنفعة العامة واالحتالل امل�ؤقت… احلكم ب�سحب الدعوى … نعم.
الوقــــائــــع
بناء على املقال االفتتاحي للدعوى املقدم من طرف املدعي بواسطة نائبها أمام كتابة
ضبط هذه احملكمة بتاريخ ،2009/9/3واملعفى من أداء الرسوم القضائية بحكم القانون،
يعرض فيه أنه بتاريخ 2007/9/6صدر باجلريدة الرسمية عدد 5558املرسوم رقم
2.07.1031املؤرخ في ،2007/8/13يعلن أنه من املنفعة العامة بناء الطريق الثالثية
رقم 1376الرابطة بني ن.ك 577+5ون.ك 11+169إقليم اجلديدة ،ويقضي في نفس
الوقت بالتخلي عن القطع األرضية الالزمة لهذا الغرض وبنزع ملكيتها لفائدة الطريق
املذكور ،كما هو منشور باجلريدة الرسمية ،وأنه من بني القطع األرضية املقرر نزع ملكيتها
القطعة األرضية التي تعود ملكيتها للطرف املدعى عليه حسبما ورد في املرسوم وهي أرض
فالحية عارية غير محفظة تبلغ مساحتها 1711متر مربع ،وتتواجد ........دائرة سيدي
بنور بإقليم اجلديدة،وأن الدولة املغربية ممثلة في شخص وزير التجهيز والنقل قامت بكل
ما يتطلبه القانون رقم 81-7الصادر بتاريخ 1982/5/6من نشر في اجلريدة الرسمية
وإعالن في جرائد مأذون لها من قبيل جريدة احلركة في عددها 4702الصادرة بتاريخ
2003/3/4وتعليق للنص الكامل ملقرر نزع امللكية في مكتب جماعة أوالد سي بوحيا
التي تقع بدائرتها األراضي املقرر نزع ملكيتها حيث منحت كذلك للمنزوع ملكيتهم املدة
القانونية للتعريف بذوي احلقوق وإبداء مالحظاتهم في السجل املخصص لذلك ،ونظرا
ألن األمر يتعلق بعقار غير محفظ وال في طور التحفيظ فإن العارض قام بإيداع مشروع
املرسوم باحملكمة اإلدارية بالبيضاء التابع لها موقع العقار قصد تقييده في السجل اخلاص
املنصوص عليه في الفصل 455من قانون املسطرة املدنية كما تثبت ذلك شهادة رئيس
كتابة الضبط باحملكمة اإلدارية بالبيضاء ،مضيفا من جهة أخرى بأن اللجنة اإلدارية
للتقومي املكلفة بتثمني العقارات املقرر نزع ملكيتها واملنصوص عليها في الفصل 42من
قانون نزع امللكية حددت قيمة العقارات املعينة بهذا املرسوم في 18.00درهما للمتر املربع
الواحد ،موضحا أنه محق واحلالة هذه في اللجوء إلى هذه احملكمة كمحكمة موضوع عمال
مبقتضيات الفصل 18من قانون نزع امللكية لطلب نقل ملكية القطعة األرضية الفالحية
غير احملفظة رقم 16ذات املساحة 1711متر مربع مقابل التعويض النهائي احملدد من
طرف جلنة التقومي خالل اجتماعها املنعقد بتاريخ 12فبراير 2009في مقر قيادة بني هالل
بدائرة سيدي بنور بإقليم اجلديدة والتي حددت مبلغ التعويض النهائي في مبلغ 30.798.00
درهم .والتمس من أجل ما سبق التصريح بقبول الطلب شكال لوقوعه وفق القانون من حيث
األجل ،ومن حيث توفره على كافة الشروط املتطلبة قانونا ،وفي املوضوع احلكم بنزع ملكية
التوجهات الق�ضائية يف منازعات �أمالك الدولة 206
القطعة األرضية رقم 16املبنية في جدول املرسوم ونقل ملكيتها لفائدة الدولة «امللك العام»
مقابل أداء التعويض النهائي احملدد من طرف اللجنة اإلدارية أو إيداعه بصندوق اإليداع
والتدبير طبقا ملقتضيات الفصل 30من قانون نزع امللكية وبتحديد التعويض النهائي في
مبلغ 30.798.00درهما لنقل ملكية القطعة األرضية املذكورة واحلكم باملصاريف طبقا
للقانون وأرفق مقاله باملستندات التالية:
-صورة من اجلريدة الرسمية عدد .5558
-جريدة احلركة عدد 4702بتاريخ .2003/3/4
-إعالن عن الوضع مع شهادة اللصق والنشر.
-سجل املالحظات .
-شهادة من احملكمة اإلدارية بالدار البيضاء.
-محضر جلنة التقومي.
وبناء على مذكرة وزير التجهيز والنقل املقدمة بواسطة نائبه في جلسة ،2009/10/14
أكد فيها أنه أبرم مع الطرف املدعى عليه محضر اتفاق بالتراضي ،وهو ما يجعل الدعوى
احلالية غير ذات محل ،ملتمسا اإلشهاد على سحب دعوى نقل امللكية في مواجهة الطرف
املدعى عليه ،وارفق مذكرته بصورة شمسية من محضر اتفاق بالتراضي النهائي.
وبناء على إدراج القضية باجللسة العلنية املنعقدة بتاريخ ،2009/10/21تخلف عنها
الطرفني ،وأكد املفوض امللكي مستنتجاته الكتابية ،فتقرر اعتبار القضية جاهزة وحجزها
للمداولة قصد النطق باحلكم في جلسة .2009/10/28
التعليــــل
وبعد املداولة طبقا للقانون
حيث إن الطلب يرمي إلى احلكم بنقل ملكية القطعة األرضية املشار إلى مراجعها أعاله
لفائدة الطرف املدعي.
وحيث تقدم املدعي بواسطة نائبه في جلسة 2009/10/14بطلب رام إلى سحب
الدعوى لوقوع اتفاق بالتراضي بني الطرفني.
وحيث إنه وتطبيقا ملقتضيات الفصل 42من القانون رقم 81.7املتعلق بنزع امللكية من
أجل املنفعة العامة واالحتالل املؤقت فإنه إذا اتفق نازع امللكية مع املنزوعة ملكيته على
207 توجهات املحاكم الإدارية
الثمن الذي حددته اللجنة بعد نشر مقرر التخلي وعلى كيفيات تفويت العقار أو احلقوق
العينية املنزوعة ملكيتها ،فإن هذا االتفاق الذي يجب أن يبرم طبقا ملقرر التخلي ،يدرج في
محضر أمام السلطة اإلدارية احمللية التابع لها موقع العقار إذا كان املنزوعة ملكيته يقيم
باملكان املذكور ،أما إذا كان غير مقيم بذلك املكان فإن هذا االتفاق يبرر وفق مقتضيات
القانون اخلاص بواسطة عقد عرفي أو عدلي ويبلغ إلى السلطة اإلدارية احمللية وتترتب
عليه ابتداء من تاريخ إيداعه لدى احملافظة على األمالك العقارية جميع اآلثار املنصوص
عليها في الفصل 37وكذا سحب الدعوى عند االقتضاء من قاضي نزع امللكية أو محكمة
االستئناف أو املجلس األعلى.
وحيث إن االتفاق بالتراضي النهائي بني الطرفني املدلى به في امللف يشير إلى اتفاق
الطرفني على نقل ملكية القطعة األرضية موضوع الطلب مقابل تعويضه ،وأبرم االتفاق
بالتراضي وموقع عليه من طرف السلطة احمللية ،األمر الذي يناسب االستجابة لطلب
سحب الدعوى.
وتطبيقا ملقتضيات القانون رقم 90.41احملدثة مبوجبه احملاكم اإلدارية والفصل 42من
القانون رقم 81.7املتعلق بنزع امللكية من أجل املنفعة العامة واالحتالل املؤقت.
لهذه الأ�سباب
تصرح احملكمة اإلدارية وهي تقضي علنيا ابتدائيا وحضوريا
اإلشهاد على املدعي بسحب دعواه وحتميله الصائر.
بهذا صدر احلكم في اليوم والشهر والسنة أعاله………………………………….
�إم�ضاء
كاتب الضبط
املقرر الرئيس
التوجهات الق�ضائية يف منازعات �أمالك الدولة 208
القــــاعــدة
-يخت�ص رئي�س املحكمة الإدارية ب�صفته هاته للت�صديق على احلجز لدى الغري ولي�س بو�صفه
قا�ضيا للم�ستعجالت باعتباره امل�رشف على م�ؤ�س�سة التنفيذ �سواء مت هذا احلجز بناء على طلب
�أو ب�شكل تلقائي بناء على �سند تنفيذي.
-ف�شل حماولة االتفاق الودي بني الأطراف حول توزيع املبالغ املحجوزة يق�ضي �إىل حتوله
ب�شكل مبا�رش من قا�ضي ال�صلح �إىل قا�ضي امل�صادقة على احلجز لدى الغري متى مت احلجز ب�شكل
تلقائي بناء على �سند تنفيذي.
الأموال املوجودة باحل�سابات اخل�صو�صية تعترب �أمواال قابلة للحجز والت�صديق عليه وال
يتعار�ض حجزها مع �سري املرفق العام بانتظام.
الأحكام الق�ضائية احلائزة لقوة ال�شيء املق�ضى به تعترب مبثابة وثيقة حما�سبتية تلزم الأمر
بال�رصف بالتنفيذ واملحا�سب العمومي بالأداء.
ي�رشط يف طلب امل�صادقة على احلجز لدى الغري يف مواجهة �أ�شخا�ص القانون العام �أن يكون
الدين مما يدخل يف عداد الأموال اخلا�صة و�أن يكون ثابتا وم�ستحق الأداء.
نحن حميد ولد البالد نيابة عن رئيس احملكمة اإلدارية بالرباط بصفته هاته ،ومبساعدة
السيدة فاطمة منون كاتبة الضبط ،وبناء على املادة 19من القانون احملدث للمحاكم
اإلدارية أصدرنا األمر اآلتي نصه بتاريخ .2010/03/17
بني املدعي :السادة ................................................ ......
اجلاعلني محل املخابرة مبكتب األستاذ عبد اجلليل حجار ،احملامي بهيئة الدار البيضاء.
من جهة
وبني املدعى عليهم - :وزارة التجهيز والنقل في شخص السيد وزير التجهيز والنقل
بالرباط.
209 توجهات املحاكم الإدارية
الوقــــائــــع
نحن رئيس احملكمة اإلدارية بالرباط ،بناء على الفصل 494من ق م م احملال عليه
مبوجب الفصل 7من القانون رقم 90-41وبناء على احلكم عدد 861الصادر عن
احملكمة اإلدارية بالدار البيضاء بتاريخ 2006/11/15في امللف عدد 2005/1997
ت القاضي بأداء وزارة التجهيز لفائدة املدعني مبلغ 9.360.000درهم و1.034.000
درهم وبتحميلها املصاريف.
وبناء على القرار عدد 786الصادر عن محكمة االستئناف اإلدارية بالرباط بتاريخ
2008/6/11في امللف عدد 6/07/46القاضي بتأييد احلكم املذكور.
وبناء على طلب التنفيذ املقدم أمام احملكمة اإلدارية بالدار البيضاء بتاريخ 21يونيو
2008فتح له امللف التنفيذي عدد .07/88
وبناء على اإلنابة الصادرة عن احملكمة اإلدارية بالدار البيضاء بتاريخ 28يونيو
،2008ففتح لها ملف تنفيذي عدد .2/08/302
وبناء على االعذار بالتنفيذ بتاريخ .2009/09/08
وبناء على طلب مواصلة التنفيذ في إطار احلجز لدى الغير الدلى به من طرف الطالبني
بتاريخ .2009/06/17
وبناء على استدعاء األطراف جللسة االتفاق الودي على توزيع املبالغ جللسة
.2009/07/01
وبناء على التصريح السلبي املدلى به من طرف كل من احملجوز بني يديه بواسطة الوكيل
القضائي للمملكة الرامي إلى تأكيد أن احلساب غير مخصص لتنفيذ احلكم وإمنا يتضمن
اعتمادات مخصصة ألداء نفقات محددة مسبقا في إطار القانون املالي ،فضال عن خرق
مقتضيات الفصل 429من قانون املسطرة املدنية وخرق الفصل 50من الدستور وقواعد
احملاسبة العمومية والفصل 488من قانون املسطرة املدنية وعدم جواز احلجز على األموال
التوجهات الق�ضائية يف منازعات �أمالك الدولة 210
العمومية ولكون اخلازن العام ليس غيرا مبفهوم الفصل 496من قانون املسطرة املدنية ولعدم
جواز عرقلة تسيير املرفق العام.
فعقب الطالبون ملتمسني رد اجلواب واحتياطيا إجراء خبرة حول وضعية احلساب.
وبناء على األمر التمهيدي عدد 06بتاريخ 18شتنبر 2009بإجراء خبرة بواسطة السيد
عبد احلق سحنون.
وبناء على تقرير اخلبرة املودع بتاريخ 08فبراير .2010
وبناء على إشعار األطراف باإلدالء مبوقفهم من اخلبرة فتخلف املدعى عليهم.
وبناء على املذكرة املدلى بها من طرف املدعني خالل جلسة 24فبراير 2010الرامية إلى
احلكم باملصادقة على احلجز.
وبناء على إدراج القضية في اجللسة العلنية املنعقدة بتاريخ 10مارس ،2010فتخلف
املدعى عليهم ،مما تعذر معه االتفاق على توزيع احلبي للمبالغ احملجوزة.
وبناء على القرار بحجز القضية للتأمل جللسة اليوم.
وبعد الت�أمل طبقا للقانون
التعليـل
حيث يهدف الطلب إلى استصدر أمر باملصادقة على احلجز املضروب بني يدي اخلازن العام
للمملكة على احلسابني عدد 314010و 3100117001في حدود مبلغ 00ر 10.394000
درهم لتنفيذ احلكم املشار إليه أعاله ،مع النفاذ املعجل لثبوت الدين.
وحيث على ضوء تصريحات اخلازن العام للمملكة حول عدم وجود احلسابني وعدم
إمكانية احلجز عليهما ،أمرت احملكمة بإجراء خبرة أجنزها السيد عبد احلق سحنون انتهى
فيها إلى تأكيد على عدم وجود احلساب عدد 314010بينما أكد أن احلساب عدد
3100117001موجود به مبالغ مالية تفوق املبلغ احملجوز ،لذلك فإن مسطرة املصادقة
على احلجز ستواصل بخصوص هذا احلساب األخير.
حيث أن احلاصل من الطلب هو املصادقة على احلجز املضروب مبقتضى سند تنفيذي مبا
يترتب على ذلك من آثار قانونية.
حيث إن احلجز لدى الغير بناء على سند تنفيذي كما هو األمر في النازلة يعد إجراء من
إجراءات التنفيذ ويتم مبسعى مأمور التنفيذ وبشكل تلقائي وال يحتاج إلى استصدار أمرر
قضائي مم يبقى الدفع حول ذلك غير مؤسس.
211 توجهات املحاكم الإدارية
املنطـوق
وتطبيقا ملقتضيات املادة 7من القانون 90/41احملدثة مبوجبه محاكم إدارية والفصل
494من قانون املسطرة املدنية.
التوجهات الق�ضائية يف منازعات �أمالك الدولة 212
لهذه الأ�سباب
نأمر علنيا ابتدائيا حضوريا:
باملصادقة على احلجز املضروب بني يدي اخلزينة العامة للمملكة في مواجهة وزارة
التجهيز والنقل بتاريخ 17يونيو ،2009ونأمر اخلزينة العامة للمملكة في شخص اخلازن
العام بتحويل املبلغ احملجوز وهو 00ر 10.39.4000درهم إلى صندوق هذه احملكمة
لتسلمه إلى الطالبني.
بهذا صدر في اليوم والشهر والسنة أعاله...............
كاتب الضبط
نائب رئيس احملكمة
213 توجهات املحاكم الإدارية
القاعدة
-االعتداء املادي هو كل عمل ي�ستع�صي �إدخاله �ضمن ممار�سات ال�سلطات العامة يتمثل يف
ن�شاط مادي تنفيذي عدمي ال�صلة ب�أي ن�ص ت�رشيعي �أو تنظيمي...نعم
-احتالل الإدارة لعقار يف ملكية الغري دون التقيد مب�سطرة نزع امللكية من �أجل املنفعة
العامة هو عمل يكت�سي �صبغة اعتداء مادي وقت �إجنازه...نعم...للمت�رضر من هذا االحتالل
املطالبة بالتعوي�ض طبقا للقواعد العامة املتعلقة مب�س�ؤولية الدولة و ال يتقيد باملقت�ضيات
املن�صو�ص عليها يف قانون نزع امللكية...نعم
-ا�ست�صدار م�رشوع نزع امللكية لأجل املنفعة العامة وعدم موا�صلة الإجراءات املحددة قانونا
ودون �سلوك الإجراءات القانونية املوالية لإ�صدار مقرر التخلي يعترب ت�رصفا خارج نطاق
امل�رشوعية...نعم
وبناء على مستنتجات املدعي التمس فيها إحالة القضية وأطرافها على احملكمة
اإلدارية بالدار البيضاء قصد الفصل فيها طبقا للقانون.
وبناء على املستنتجات الكتابية للمفوض امللكي الرامية إلى احلكم بعدم االختصاص
احمللي.
وبناء على احلكم الصادر بتاريخ 2007-12-06حتت عدد 420القاضي بعدم اختصاص
احملكمة اإلدارية مبراكش محليا للبت في الدعوى وبإحالة امللف على احملكمة اإلدارية بالدار
البيضاء.
وبناء على إدراج القضية بهذه احملكمة في أجل 2008-4-17أدلى خالله املكتب
املدعى عليه بواسطة نائبه مذكرة جوابية أسند فيها النظر للمحكمة من حيث الشكل ،ومن
حيث املوضوع أكد أنه خالفا ملزاعم املدعي.
فإن العارض لم يقم باالعتداء املادي على عقاره وأن األمر يتعلق مبسطرة نزع ملكية
قطعة أرضية مساحتها 300متر مربع من أجل بناء خزان مائي لتزويد املنطقة باملاء الصالح
للشرب كما هو واضح من املرسوم املنشور باجلريدة الرسمية الصادرة بتاريخ 2005-11-1
رقم ،4853وأنه مت عقد اجتماع حول تعويض األطراف املعنية حسب ما قومت به اللجنة
العقار في مبلغ 300.000,00درهم للهكتار الواحد إال أن املدعي رفض هذا املبلغ ،وأن
العارض بصدد إصدار مرسوم نهائي واتخاذ كافة اإلجراءات الالزمة لتعويضه في إطار
املسطرة القضائية ،والتمس احلكم برفض الطلب لعدم جديته ،وأرفق مقاله بصور شمسية
من الوثائق التالية :
-اجلريدة الرسمية عدد .4853
-محضر اجتماع اللجنة اإلدارية للتقومي.
-اإلعالن عن الوضع.
-شهادة الوضع والنشر ولصق اإلعالن.
-سجل املالحظات.
-محضر جلسة وفاق.
وبناء على مستنتجات املدعي املقدمة بواسطة نائبه في أجل ،2008-5-22أكد فيها
أن الدفوع التي أثارها املدعى عليه ال ترتكز على أي أساس قانوني سليم وتؤكد فعال على
أن األمر يتعلق في نازلة احلال باعتداء مادي على عقار العارض ،ذلك أن األمر يتعلق
التوجهات الق�ضائية يف منازعات �أمالك الدولة 216
مبجرد مشروع مرسوم وأن نزع امللكية يستلزم استصدار حكم قضائي بهذا الشأن وقبل ذلك
استصدار مرسوم لنزع امللكية وحكم بحيازة العقار وآخر بنقل ملكيته وحتديد التعويضات
مما يضفي على سلوك املدعى عليه صبغة االعتداء املادي وهو ما أقره العمل القضائي،
والتمس احلكم وفق ما جاء في مقاله االفتتاحي ورد دفوعات املدعى عليه واستبعادها،
وأرفق مذكرته بصور شمسية حلكمني إداريني وقرار املجلس األعلى.
وبناء على احلكم التمهيدي عدد 326الصادر بتاريخ 2008/06/18القاضي بإجراء
خبرة عقارية تقوميية أجنزها اخلبير عبد الرفيع بناني الذي أودع تقرير خبرته بكتابة ضبط
هذه احملكمة بتاريخ .2009/12/14
وبناء على املستنتجات على ضوء اخلبرة املقدمة من طرف املدعي بواسطة نائبه أمام
كتابة ضبط هذه احملكمة في أجل ،2010/01/19أكد فيها أن اخلبير حدد املساحة
اإلجمالية القابلة للتعويض في 2.000,00متر مربع وقيمة املتر املربع الواحد في مبلغ
50.00درهم ليكون مبلغ التعويض اإلجمالي هو 100.000.00درهم وقيمة التعويض عن
احلرمان من االستغالل في مبلغ 20.000,00درهم ملتمسا احلكم له بتعويض إجمالي قدره
120.000,00درهم رغم هزالة املبلغ املقترح من طرف اخلبير.
وبناء على املذكرة اجلوابية بعد اخلبرة املقدمة من طرف املكتب املدعى عليه بواسطة نائبه
في جلسة ،2010/02/04أكد فيها أنه نظرا لعدم حتديد اخلبير كيف مت حتديد مساحة
تتجاوز بكثير ما هو منشور في مرسوم نزع امللكية أربع مرات ونظرا لعدم حتديد أسس
وضوابط حساب واجب االستغالل ونظرا للعيوب التي شابت اخلبرة التمس التصريح متهيديا
بإجراء خبرة مضادة أو بإرجاع املهمة للخبير إلجنازها وفق القانون .وأرفق مذكرته مبا يلي:
-صورة شمسية من مرسوم نزع امللكية.
-صورة شمسية من محضر اجتماع اللجنة اإلدارية للتقومي.
-وبناء على األوراق األخرى املدلى بها في امللف.
وبناء على مقتضيات القانون رقم 41.90احملدثة مبوجبه احملاكم اإلدارية.
وبناء على قانون املسطرة املدنية.
وبناء على األمر بالتخلي واإلبالغ الصادر في .2010/01/27
وبناء على اإلعالم بإدراج القضية باجللسة العلنية املنعقدة بتاريخ .2010/02/04
وبناء على املناداة على األطراف ومن ينوب عنهم وعدم حضورهم.
217 توجهات املحاكم الإدارية
وبعد االستماع إلى اآلراء الشفهية للمفوض امللكي للدفاع عن القانون و احلق التي أكد
من خاللها مستنتجاته الكتابية الرامية إلى احلكم وفق الطلب ،تقرر حجز القضية للمداولة
قصد النطق باحلكم في جلسة .2010/02/11
التـعـلـيـل
وبعد املداولـة طبقـا للقانـون :
في الشكـل :حيث إن الطلب قدم من ذي صفة و مصلحة و جاء مستجمعا لكافة
الشروط الشكلية املتطلبة ،فهو بذلك مقبول شكال.
في املوضوع :حيث إن الطلب يرمي إلى احلكم لفائدة املدعي بتعويض مسبق قدره
( )5.000,00درهم وبإجراء خبرة لتحديد قيمة التعويض املستحق له عن احتالل البقعة
الفالحية املسماة ....البالغة مساحتها هكتاران و 10آرو 53سنتيار ذات مطلب التحفيظ
عدد ، .....مع شمول احلكم بالنفاذ املعجل والبت في الصائر طبقا للقانون.
وحيث إنه إذا كان للدولة واملؤسسات العمومية واجلماعات احمللية حق اللجوء –بصفة
استثنائية -إلى نزع ملكية العقارات كلما كانت في حاجة إلى ذلك من أجل حتقيق املنفعة
العامة ،فإنها تبقى ملزمة بسلوك اإلجراءات واملساطر املنصوص عليها مبقتضى القانون رقم
7.81املتعلق بنزع امللكية للمنفعة العامة وباالحتالل املؤقت.
وحيث يؤخذ من وثائق امللف ومستنداته أن املكتب الوطني للماء الصالح للشرب املدعى
عليه عمد إلى احتالل عقار املدعي منذ عدة سنوات دون أن يعوضه عن ذلك وأقام عليه
عدة منشآت تابعة له لتزويد مراكز اهل املربع حد البرادية وأوالد الركيعة باملاء الشروب
وذلك دون استئذان القضاء في ذلك ،ومن غير سلوك اإلجراءات القانونية التي يفرضها
القانون رقم 7.81سالف الذكر.
و حيث أجاب املكتب الوطني للماء الصالح للشرب بأن األمر يتعلق مبسطرة نزع ملكية
قطعة مساحتها 300متر مربع من أجل بناء خزان مائي لتزويد املنطقة باملاء الصالح للشرب
وأنه بصدد إصدار مرسوم نهائي وسلوك املسطرة القضائية.
وحيث إن الثابت من وثائق امللف ،وخاصة اإلعالن عن وضع ونشر مشروع مرسوم نزع
ملكية العقار موضوع الطلب ،أن هذا األخير نشر باجلريدة الرسمية عدد 4853بتاريــــخ
2نونبر .2008
التوجهات الق�ضائية يف منازعات �أمالك الدولة 218
وحيث إن سلوك الطريق القضائي ،بعد املرحلة اإلدارية في مسطرة نزع امللكية ،أي
رفع دعوى موضوعية تتعلق بنقل امللكية ألجل املنفعة العامة مقابل تعويض أمام احملكمة
اإلدارية املختصة ،يجب أن يتم قبل انصرام سنتني من نشر مقرر التخلي أو تبليغه طبقا
ملقتضيات الفصل 17من قانون نزع امللكية.
وحيث إن شروع املدعى عليه في مسطرة نزع امللكية باستصدار مشروع نزع امللكية
دون مواصلته لباقي اإلجراءات القانونية والقضائية املوالية يجعل تصرفه على ذلك النحو
مجانبا للمشروعية و يعد من قبيل االعتداء املادي الذي يجعله مسؤوال عن األضرار
الالحقة باملدعي نتيجة لذلك وملزما بتعويضه.
وحيث إنه ميكن اجلزم بوجود حالة اعتداء مادي ملا ترتكب اإلدارة أو أحد أعوانها أثناء
قيامها بنشاط مادي تنفيذي عدم مشروعية جسيم وظاهر من شأنه أن يتضمن اعتداء على
حق امللكية أو مساسا بحرية من احلريات العامة ،ومن مت فإن االعتداء املادي هو كل عمل
منعدم الصلة بتطبيق أي نص قانوني أو تنظيمي أو حتى بإحدى السلطات املخولة لإلدارة
يستعصي إدخاله ضمن ممارسات السلطة العامة.
و حيث إن قيام املكتب املدعى عليه باحتالل جزء من عقار املدعي وإقامة منشآت تابعة
له دون سلوكه اإلجراءات املنصوص عليها في القانون رقم 7.81املتعلق بنزع امللكية من
أجل املنفعة العامة وباالحتالل املؤقت يعتبر ضررا فادحا الحقا باملدعي و مس حقوقه وهو
األمر الثابت من تقرير اخلبرة املنجزة في امللف مما يجعل املدعى عليه مسؤوال عن جبره
وملزما بتعويضه.
و حيث إن الشروع في مسطرة نزع امللكية واستصدار مشروع مرسوم يعلن أنه من املنفعة
العامة بناء خزانني لتزويد مراكز أهل املربع حد البرادية وأوالد الركيعة باملاء الشروب وبنزع
ملكية العقار املدعى فيه دون مواصلة اإلجراءات املنصوص عليها في قانون نزع امللكية،
يجعل العالقة السببية قائمة بني اخلطأ املتجسد في التصرف غير املشروع سالف الذكر
والضرر الالحق باملدعي جراء حرمانه من استغالل كامل عقاره ،وبالتالي تكون موجبات
املسؤولية قائمة لتوفر جميع عناصرها و يكون معه أساس التعويض قائما.
و حيث استقر قضاء املجلس األعلى ) الغرفة اإلدارية( على أن املالك في إطار نظرية
االعتداء املادي يستحق تعويضا عن احلرمان من االستغالل منذ وضع اإلدارة يدها على
العقار إلى حني إنشاء املرفق.
219 توجهات املحاكم الإدارية
وحيث يستخلص من ذلك وجوب ثبوت االستغالل من قبل اإلدارة وإنشاء املرفق حتى
يتسنى االستفادة من التعويض عن احلرمان من االستغالل.
وحيث إنه وإن كان الثابت من أوراق امللف أن تاريخ تقييد مشروع نزع امللكية هو
2005/11/02فإنه لم يثبت للمحكمة تاريخ وضع اليد وتاريخ إنشاء املرفق حتى يتسنى
حتديد مدة االحتالل املبررة للتعويض عن احلرمان من االستغالل و يبقى للمدعي فقط حق
التعويض عن الفقد اجلبري لألرض مما يتعني معه التصريح برفض الطلب في هذا الشق.
و حيث إن الثابت مما سبق أن االعتداء املادي على عقار املدعي ثابت وال يفتقر إلى
دليل مما يرتب حقه في املطالبة بالتعويض عن األضرار الناجتة عن تصرف املدعى عليه
الذي لم يكن له سند قانوني.
وحيث إنه من املبادئ التي استقر عليها الفقه و القضاء هو ثبوت احلق لألفراد دائما
في طلب احلماية القضائية عموما كلما كانت ممتلكاتهم ضحية اعتداء من جانب السلطة
العامة أو أية جهة أخرى تقوم مقامها ال يعفى بأي حال من األحوال من القيام باإلجراءات
اإلدارية والقضائية التي فرضها املشرع في هذا الصدد.
وحيث أفادت اخلبرة املنجزة من طرف اخلبير عبد الرفيع بناني تنفيذا للحكم التمهيدي
الصادر عن هذه احملكمة حتت عدد 326وتاريخ 2008/06/18أن التعويض املستحق
للطرف املدعي عن قيمة األرض موضوع النزاع يتحدد في مبلغ ( )100.000,00درهم على
أساس ( )50درهما للمتر املربع الواحد بعد أن حدد املساحة احلقيقية احملتلة من طرف
املدعى عليه في 2.000متر مربع من مجموع عقاره البالغة مساحته هكتاران و 10آرات
و 53سنتيار.
وحيث إن اخلبرة املذكورة ،وخالفا ملا دفع به الطرف املدعى عليه ،وضحت بشكل دقيق
ومفصل العناصر التي استندت إليها ،فضال عن كون التعويض احملدد بها موضوعي و
مبرر و ال سيما أن املكتب املدعى عليه سبق أن اقترح مبلغ ( )30درهما للمتر املربع الواحد
لنفس القطعة األرضية حسب الثابت من محضر اجتماع اللجنة اإلدارية للتقومي املنعقد
بتاريخ .2006/01/25
وحيث إن احملكمة وبالنظر إلى العناصر املتوفرة لديها ترى احلكم باملصادقة عليها في
هذا الشق وفقا للتعويض احملدد فيها املتعلق بقيمة األرض واحلكم لفائدة املدعي بتعويض
عن الفقد اجلبري لعقاره بحسب( )505درهما للمتر املربع الواحد.
التوجهات الق�ضائية يف منازعات �أمالك الدولة 220
وحيث إن باقي الطلبات ليس بوثائق امللف ما يبررها مما يتعني معه التصريح برفضها.
وحيث يتعني إبقاء الصائر على املدعى عليه.
املنطوق
وتطبيقـا ملقتضيـات القانـون رقم 90/41احملدثـة مبوجبـه احملاكـم اإلداريـة .
لـهـذه لأ�سـبـاب
تصرح احملكمة اإلدارية بالدار البيضاء وهي تقضي علنيـا ابتدائيا وحضوريـا :
في الشكــل :بقبول الطلب.
في املوضوع :باملصادقة على اخلبرة املنجزة من طرف اخلبير عبد الرفيع بناني
واحلكم على املكتب الوطني للماء الصالح للشرب في شخص ممثله القانوني بأدائه
لفائدة املدعي تعويضا إجماليا عن الفقد اجلبري لعقاره على اساس مبلغ ( )50,00
درهما للمتر املربع الواحد عن ما مساحته ( )2.000مترا مربعا من العقار موضوع
مطلب التحفيظ عدد ،.......وبرفض طلب التعويض عن احلرمان من االستغالل
وباقي الطلبات مع حتميله الصائر.
بهذا صدر احلكم في اليوم و الشهر والسنة أعاله …………………………….......
إمـضاء:
كاتب الضبط املقـرر الرئيـس
221 توجهات املحاكم الإدارية
القاعدة
�شغل امللك العمومي اجلماعي يكت�سب طابعا �شخ�صيا غري قابل للتفويت وال االنتقال �إال ب�إرادة
اجلهة املانحة للرتخي�ص ......ثبوت تولية الطاعن للمحل مو�ضوع اال�ستغالل امل�ؤقت
للغري دون �إثبات العالقة املبا�رشة مع االدارة واالكتفاء بعقد �رشاء حق الزينة لتربير ذلك
اال�ستغالل يجعل قرار الإدارة بنزع حق اال�ستغالل منه ومنحه مل�ستغل �آخر قرارا م�رشوعا...
رف�ض طلب الطعن بالإلغاء ...نعم.
الوقائع
بناء على املقال املرفوع إلى هذه احملكمة بتاريخ ،2009/09/30من طرف الطالب
املذكور حوله والرامي إلى احلكم بإلغاء القرار الصادر عن السيد رئيس املجلس البلدي لعني
حرودة بتاريخ 2009/06/28حتت عدد 1449القاضي بنزع حق استغالل البقعة األرضية
ذات الرقم 199املتواجدة ........من الطاعن ،وكذا القرار الصادر عن نفس اجلهة القاضي
بإسناد نفس البقعة السالفة الذكر إلى املطلوب في الطعن السيد ....................
وذلك استنادا إلى الوسائل املبينة باملقال .
وبناء على املذكرة اجلوابية التي تقدم بها السيد عامل عمالة احملمدية بواسطة نائبه
بتاريخ ،2009/12/14الرامية إلى التصريح بعدم االختصاص واحتياطيا احلكم بعدم
قبول الطلب لتقدميه خارج األجل القانوني.
وبناء على املذكرة اجلوابية التي تقدم بها املطلوب في الطعن السيد ........بواسطة
نائبه بتاريخ ،2009/12/14والرامية إلى احلكم أساسا بعدم قبول الطلب واحتياطيا في
املوضوع احلكم برفضه.
وبناء على املذكرة التعقيبية التي تقدم بها الطاعن بواسطة نائبه بتاريخ ،2010/01/12
والرامية إلى استبعاد كل الدفوع الواردة في املذكرتني اجلوابيتني املشار إليهما أعاله واحلكم
وفق ما جاء في املقال.
وبناء على املذكرة اجلوابية التي تقدم بها املجلس البلدي املطلوب في الطعن بواسطة
نائبه بتاريخ ،2010/01/12والرامية إلى احلكم بعدم قبول الطلب.
وبناء على احلكم العارض الصادر بتاريخ 2011/03/17القاضي بانعقاد اختصاص
احملكمة اإلدارية نوعيا للبت في الطلب.
وبناء على األوراق األخرى املدرجة بامللف.
223 توجهات املحاكم الإدارية
وحيث أجاب السيد رئيس املجلس البلدي املطلوب في الطعن بواسطة نائبه مالحظا
أن ما ينعاه الطاعن على قرار نزع حق االستغالل منه ال يرتكز على أساس سليم على
اعتبار أنه لم يتخذ هذا القرار إال بعد أن تبث للمجلس قيام الطاعن بكراء احملل موضوع
االستغالل املؤقت إلى الغير ،وأضاف املطلوب في الطعن السيد .................في
جوابه أن عقد البيع الذي يشير إليه الطاعن في مقاله ال يعنيه في أي شيء وإمنا يهم فقط
الطاعن والبائع له ويبقى له الرجوع على هذا األخير ما دام لم يوافق عليه املجلس اجلماعي،
السيما وأن الظهير املؤرخ في 1918/11/30بشأن االستغالل املؤقت لألمالك العمومية
قد أكد على عدم قابلية هذه األمالك للتفويت وأن الرخص املتعلقة بحق االستغالل تعطى
بصفة مؤقتة وميكن إبطالها في كل وقت حسب ما تقتضيه املنفعة العمومية ،وأن االجتهاد
القضائي قد صار في هذا االجتاه ،لذا ومادام من الثابت من محضر الدرك امللكي للمركز
القضائي باحملمدية املنجز بتاريخ 2009/08/02أن املسؤول عن مصلحة حتصيل املداخيل
ببلدية .......قد صرح أن الطاعن قد استغل املنزل ......موضوع النزاع دون أن يسند
إليه بأي قرار إداري ،ويقوم بكرائه للغير بدون سند وبالتالي يبقى القرار املطعون فيه مبنيا
على أسس قانونية ،والتمس لكل هذه العلل احلكم برفض الطلب.
وحيث عقب الطاعن بواسطة نائبه مالحظا أن املطلوب في الطعن السيد .......يدفع
فقط بصحة قرار سحب حقه في استغالل احملل موضوع النزاع دون الدفاع عن قرار إسناد
حق استغالل احملل املذكور إليه ،ومبا أن القرار األول ال يعنيه في شيء وإمنا يخصه هو (أي
الطاعن) واملجلس اجلماعي ،وبالتالي ال يحق له الدفاع عن مصالح أي طرف في القرار
املطعون فيه ،ومن جهة أخرى فإن حق الزينة هو من احلقوق اإلسالمية ينشأ عن كراء أرض
خالية يقيم فيها املكتري بناءات أو حتسينات تشكل حقا عقاريا يجعل امللك بني املالك
حلق الرقبة واملكتري الذي يتصرف في منفعتها ،لذا فما دام حق الزينة قد اجنر إليه من
البائع له السيد ....الذي كان يكتري البقعة رقم ....وأحدث بها بناءات صارت ملكا
له ثم انتقلت إليه عن طريق البيع ثم قام بدوره بإقامة عدة حتسينات ،ومن جهة ثالثة فقد
كان يؤدي لفائدة البلدية مستحقاتها وتسلمه وصوالت في اسمه ،وبالتالي ال ميكن سحب
حق استغالل البقعة لتعلقه بحق عيني لصيق باستغاللها وهو حق الزينة الذي اشتراه،
وبخصوص محضر الدرك امللكي املشار إليه في جواب السيد .........فإن هذا األخير
قد صرح فيه أنه قد بدأ في استغالل املنزل ......منذ شهرين أي بداية من شهر يونيو
2009في حني أن قرار االستغالل املسموح له لم يصدر إال بتاريخ ،2009/07/28أما
بخصوص باقي التصريحات املسجلة باحملضر املذكور فإنه ال يعتد بها للتناقض الوارد بها،
التوجهات الق�ضائية يف منازعات �أمالك الدولة 226
أما ما جاء في محضر املعاينة موضوع امللف التنفيذي عدد 09/637فإن ذلك يرجع إلى
غيابه عن املنزل وقت إجناز املعاينة إذ سافر إلى مدينة مراكش يوم 2009/07/04وسلم
نسخة من املفتاح حلارس القطاع املسمى ........من أجل صيانة املغروسات والتدخل
عند الضرورة ،غير أن هذا األخير تواطأ مع الطرف املطلوب في الطعن باملعلومات التي
قدمها له ،أما فيما يتعلق باملكترين املزعومني فإن السيد « »......مجرد مياوم والسيد
« »........مجرد ممرض وأن وضعيتهما املادية ال تسمح لهما بكراء منزل ......مببلغ
........درهم ،وباإلضافة إلى ذلك فإنهما ال يعرفانه إذ صرحا في احملضر أن اسمه هو
.......في حني أن اسمه احلقيقي هو» ،»........وفي ما يتعلق بالوسيط املزعوم السيد
.......فإنه ال يعرفه كما تؤكد ذلك تصريحاته باحملضر باستعمال عبارة « استقبلهما
شخص ادعى أن اسمه هو ،« .........................لذا وأمام كل هذه املعطيات
فإن السيد .......له عالقة مع املكتريني املزعومني وأن أحدهما وهو «»...............
يقطن بجواره مبدينة الدار البيضاء وسبق له أن قام بنفس الدور بخصوص البقعة رقم ،195
لذا واستنادا إلى كل ما ذكر يكون قرار سحب حق االستغالل قد بني على وقائع غير ثابتة
وبالتالي يكون مشوبا بعيب السبب .واستنادا إلى كل ما ذكر التمس استبعاد كل الدفوع
الواردة في اجلواب أعاله واحلكم وفق ما جاء في املقال.
وحيث عقب املطلوب في الطعن السيد ................بواسطة نائبه مؤكدا كل ما
جاء في مذكرته اجلوابية موضحا أن الطاعن لم يدل بأي دليل مادي على صحة ادعاءاته
ملتمسا استبعاد كل الوسائل املثارة من طرفه واحلكم برفض الطلب.
وحيث إنه بعد دراسة احملكمة لكافة معطيات القضية ،تبني لها أن الطعن في قرار
نزع حق االستغالل من الطاعن قد أسس حسب ما يستشف من الوقائع الواردة باملقال على
ثالثة وسائل وهي :
- 1مخالفة القرار املطعون فيه للقانون؛
- 2انعدام السبب؛
- 3االنحراف في استعمال السلطة.
وحيث إنه فيما يخص الوسيلة املستمدة من مخالفة القرار املطعون فيه للقانون ،واملتمثلة
في عدم جواز إلغاء حق االستغالل لكون الطاعن ميلك حق الزينة مبقتضى عقد الشراء للبقعة
األرضية رقم 199فإنه بعد تفحص احملكمة ملا أورده الطاعن بخصوص هذه الوسيلة
والتعقيب املقدم بشأنه تبني لها أنه وبغض النظر عن مدى صحة عقد الشراء املعتمد عليه
227 توجهات املحاكم الإدارية
من طرف الطاعن فإن القانون الواجب التطبيق في نازلة احلال هو املتعلق باالستغالل املؤقت
لألمالك العمومية حسب مقتضيات ظهير 30نونبر .1918
وحيث إنه مادام األمر كذلك فإنه ال يحق للطاعن التشبث بعقد الشراء الذي أبرم بينه
وبني الغير مادام املجلس اجلماعي ليس طرفا فيه على اعتبار أن األمالك اجلماعية غير
قابلة للتفويت ،لذا ومادام املجلس املذكور قد اتخذ القرار املطعون فيه في إطار القانون
املنظم لالستغالل املؤقت لألمالك اجلماعية فإنه ال مجال للتشبت مبقتضيات الفصل الثامن
من ظهير يونيو 1915الذي يعتبر حق الزينة من احلقوق العينية العقارية اخلاضعة لقواعد
الفقه اإلسالمي.
وحيث إنه تبعا ملا ذكر تبقى الوسيلة املثارة بهذا الشأن غير ذات جدوى ويتعني
استبعادها.
وحيث إنه فيما يخص الوسيلة الثانية املستمدة من انعدام السبب ،واملتمثلة في عدم
ثبوت املخالفات املنسوبة إلى الطاعن بخصوص قيامه بكراء احملل موضوع النزاع إلى
الغير ،فإنه بعد تفحص احملكمة ملا أورده الطاعن بخصوص هذه الوسيلة والتعقيب املقدم
بشأنه من طرف املطلوب في الطعن ......تبني لها فيما يتعلق مبا يدعيه الطاعن من عدم
أحقية هذا األخير في تولي الدفاع على مصدر القرار املطعون فيه ،فخالفا ملا جاء في هذا
االدعاء فإن الطاعن هو الذي أدخله في الدعوى ،وبالتالي يبقى محقا في اجلواب على
مقال الطعن ،ومن جهة أخرى فإن من شأن احلكم بإلغاء القرار املطعون فيه املس مبركزه
القانوني على اعتبار أنه املستفيد اجلديد من احملل موضوع النزاع.
وحيث إنه تبعا لذلك يبقى ما يثيره الطاعن بهذا الصدد غير ذي أساس ويتعني
استبعاده.
وحيث إنه فيما يتعلق بعدم ثبوت املخالفة املنسوبة إلى الطاعن بخصوص كرائه
للمحل موضوع النزاع إلى الغير ،فإن ما يدعيه الطاعن بهذا الشأن ينفيه محضر املعاينة
وتصريحات األشخاص الذين مت االستماع إليهم في ضوء الشكاية التي تقدم بها املطلوب
في الطعن السيد .....وخاصة تصريحات حارس القطاع واملكترين املزعومني ،لذا وما دام
الطاعن لم يسلك املسطرة الواجبة اإلتباع الستبعاد محضر املعاينة وإثبات عكس ما جاء
في تصريحات األشخاص املستمع إليهم في محضر الدرك امللكي ،فإن الوسيلة املثارة بهذا
الشأن تبقى أيضا عدمية اجلدوى ويتعني استبعادها.
التوجهات الق�ضائية يف منازعات �أمالك الدولة 228
وحيث إنه فيما يخص الوسيلة املستمدة من اإلنحراف في استعمال السلطة ،واملتمثل
في كون القرار املطعون فيه قد مت اتخاذه بعد تسليم قرار االستغالل املؤقت إلى املطلوب
في الطعن ، ....وكون هذا األخير قد تواطأ مع كل من حارس القطاع واملكترين
املزعومني ،فإنه بعد تفحص احملكمة ملا أورده الطاعن بخصوص هذه الوسيلة والدفوع
املقدمة بشأنها تبني لها فيما يتعلق بتسليم املطلوب في الطعن حق استغالل البقعة
األرضية موضوع النزاع قبل نزع حق استغاللها من الطاعن ،أن القرارين املطعون فيهما
قد اتخذا في نفس اليوم وهو يوم 2009/07/28وأن تسجيلهما في نفس اليوم حتت
رقمني متتابعني وإعطاء رقم 1448للقرار القاضي باستغالل البقعة موضوع النزاع إلى
املطلوب في الطعن ....ورقم 1449إلى القرار القاضي بنزع حق االستغالل من الطاعن
ال يعني أن هذا القرار قد اتخذ بعد القرار األول مادام قد اتخذ في نفس التاريخ ،وإمنا
يبقى األمر مجرد خطأ في ترتيب أرقام القرارات عند تسجيلها بالسجل اخلاص بها،
وعليه ال ميكن ترتيب أي جزاء عن اخلطأ املذكور.
وحيث إنه فيما يتعلق بالتواطؤ الذي يدعيه الطاعن بني املطلوب في الطعن واحلارس
واملكترين ،ففي غياب سلوك الطاعن ملسطرة الطعن بالزور في محضر املعاينة املنجز من
طرف مأمور إجراءات التنفيذ لدى احملكمة االبتدائية باحملمدية وعدم تقدمي أي شكاية في
مواجهة باقي األشخاص الذي يشكك الطاعن في تصريحاتهم ،فإن ما جاء في هذه الوسيلة
يبقى مجرد إدعاء ويتعني استبعاده ،وبالتالي تبقى الوسيلة املثارة بهذا الشأن غير ذات
جدوى ويتعني استبعادها.
وحيث إنه أمام استبعاد كل الوسائل املثارة في الطعن يبقى القرار املطعون فيه قرارا
مشروعا وال يشوبه أي عيب من عيوب املشروعية ،مما يتعني معه احلكم برفض الطعن
باإللغاء املقدم بشأنه.
وحيث إنه فيما يخص الطعن باإللغاء املقدم من طرف الطاعن في مواجهة القرار املطعون
فيه القاضي بإسناد حق استغالل البقعة األرضية رقم ...التي كانت بيد الطاعن إلى
املطلوب في الطعن .....فقد تبني للمحكمة أن ما ينعاه الطاعن على هذا القرار قد متت
مناقشته في وسيلتي انعدام السبب واالنحراف في استعمال السلطة املثارتني ضد القرار
األول واللتني مت استبعادهما كما هو مبني أعاله.
وحيث إنه مادام األمر كذلك ،ومادام القرار القاضي بنزع حق استغالل البقعة األرضية
موضوع النزاع من الطاعن قرارا مشروعا ،فإن القرار القاضي بإسناد حق استغالل نفس
229 توجهات املحاكم الإدارية
البقعة إلى املطلوب في الطعن ............يبقى قرارا مشروعا في غياب وجود ما يثبت
االنحراف في استعمال السلطة الذي يدعيه الطاعن.
وحيث إنه تبعا لذلك يبقى الطعن باإللغاء في القرار املذكور غير مؤسس على وسائل
ثابتة مما يتعني معه التصريح برفضه.
املنطوق
وتطبيقا ملقتضيات املواد ،20 ،8 ،7 ،5 ،4 ،3و 23من القانون رقم 90.41احملدثة
مبوجبه احملاكم اإلدارية .
لـهـذه الأ�سـبـاب
حكمت احملكمة اإلدارية بالدار البيضاء وهي تقضي علنيا ابتدائيا حضوريا :
في الشكل :بقبول الطلب.
في املوضوع :برفضه.
بهذا صدر احلكم في اليوم والشهر والسنة أعاله .................................
الإم�ضاء
كاتب الضبط املقرر الرئيس
التوجهات الق�ضائية يف منازعات �أمالك الدولة 230
القاعدة
-يعترب ت�صميم التهيئة �أداء لرتجمة توجهات املخططات التوجيهية للتهيئة العمرانية عن طريق
مبادئ قانونية ولتحديد الإجراءات التنظيمية املتعلقة بعملية التعمري وتخ�صي�ص الأرا�ضي
الالزمة لأجل ذلك ...نعم.
-الن�ص القا�ضي باملوافقة على ت�صميم التهيئة يعترب مبثابة �إعالن للمنفعة العامة.....
نعم ....عدم اتخاذ الإدارة للإجراءات املوالية لنزع امللكية وبالتايل عدم تفعيلها ملقت�ضيات
ت�صميم التهيئة يرتب حق مالك العقار يف احل�صول على التعوي�ض عن الأ�رضار الالحقة به جراء
ذلك .....نعم.
الوقـائــع
بناء على املقال االفتتاحي للدعوى املقدم من طرف املدعني بواسطة نائبهم أمام كتابة
ضبط هذه احملكمة بتاريخ ،2009/06/04واملؤدى عنه الرسم القضائي ،يعرضون فيه
أنهم ميلكون القطعة األرضية املسماة « »....ذات الرسم العقاري عدد .....الكائن
.........مساحته .....املتكون من أرض مخصصة للبناء ،وأنهم فوجئوا بكون املجلس
اجلماعي بالدار البيضاء قد عمد إلى نزع القطعة األرضية املذكورة دون احترام املقتضيات
اخلاصة بنزع امللكية ،وأنهم تقدموا إلى اجلهة اإلدارية املختصة قصد االستفسار عن واقعة
االعتداء املادي التي وقعت على عقارهم ،كما أنهم تقدموا بكتاب قصد اإلخبار بالبريد
املضمون إلى رئيس مجلس اجلماعة احلضرية ملدينة الدار البيضاء من أجل تسوية وضعية
العقار موضوع الدعوى ،وأنه بتاريخ 17أكتوبر 2008توصل العارضون بكتاب صادر
عن العامل مدير الوكالة احلضرية للدار البيضاء يشعرهم فيه أنه تبعا ملقتضيات تصميم
التهيئة اجلماعي ....املصادق عليه بالرسوم املؤرخ ب 17مارس 1989يخبرهم فيه أن
القطعة األرضية املعنية مخصصة لـ:
التوجهات الق�ضائية يف منازعات �أمالك الدولة 232
بعدم القبول ،مضيفة أن الفصل 514من قانون املسطرة املدنية ينص على أنه كلما كانت
الطلبات تستهدف التصريح مبديونية الدولة أو إدارة عمومية أو مكتب أو مؤسسة عمومية
للدولة في قضية ال عالقة لها بالضرائب واألمالك املخزنية وجب إدخال العون القضائي
في الدعوى وإال كانت غير مقبولة ،وأن مقتضيات ظهير 1953/3/2احملدث للوكالة
القضائية حتتم كذلك إدخال العون القضائي في مثل هذه الدعوى وبالتالي فإن املدعي لم
يدخل العون القضائي في دعواه مما يناسب معه احلكم بعدم قبولها شكال ،كما أن املدعني
أشاروا في مقالهم إلى كون املجلس اجلماعي بالدار البيضاء قد عمد إلى نزع القطعة
األرضية موضوع الصك العقاري عدد .....دون احترام املقتضيات اخلاصة بنزع امللكية
كما أنهم أشاروا كذلك إلى أن ما أقدم عليه املجلس اجلماعي يعتبر من قبيل االعتداء
املادي على أمالك الغير إال أنهم لم يدلوا بأي دليل ملموس على قيام العارضة بنزع ملكية
عقارهم خصوصا وأن شهادة احملافظة العقارية املدلى بها من طرفهم ال تشير بتاتا إلى وجود
مسطرة نزع امللكية وباإلضافة إلى هذا فإنهم لم يثبتوا ماهية الفعل الذي قامت به العارضة
والذي يشكل اعتداءا ماديا على عقارهم ومبعنى آخر فهم ملزمون بتبيان العمل املادي الذي
نفذته العارضة على عقارهم والذي يشكل حسب مفهومهم ما يعرف قانونا باالعتداء املادي
وأنهم اختلط عليهم األمر فلم يثبتوا ال واقعة االعتداء املادي وال مسطرة نزع امللكية التي
يتحدثون عنها مما يتضح معه أن دعواهم تفتقر إلى اإلثبات كما أنها غير مقبولة شكال.
وبناء على مقتضيات احلكم التمهيدي عدد 670الصادر بتاريخ ،2009/10/07
القاضي بإجراء عقارية عهد القيام بها إلى اخلبير الياس الصديق الذي أودع تقرير خبرتهم
بكتابة ضبط هذه احملكمة بتاريخ 2010/2/15مؤكدا فيه أن العقار موضوع النزاع
هو عبارة عن أرض عارية توجد بحي .....مساحتها ....في موقع يكثر فيه البناء
االقتصادي مخفضا نسبة % 45من مجموع مساحة العقار لكون جتهيزه وإعداده طبق
تصميم التهيئة إلحداث املسالك واملعابر واملناطق اخلضراء يتطلب ذلك ،محددا قيمته في
مبلغ .....درهم للمتر املربع الواحد.
وبناء على مذكرة مستنتجات اجلماعة احلضرية للدار البيضاء بعد اخلبرة املقدمة بواسطة
نائبها في أجل ،2010/3/30أكدت فيها عدم احترام اخلبير ملقتضيات الفصل 63من
قانون املسطرة املدنية ،وفي اجلوهر أوضحت أن تقرير اخلبير تعتريه عدة نواقص من حيث
حتديده للمساحة وتقديره قيمة التعويض ،ملتمسة األمر بإجراء خبرة مضادة تسند إلى خبير
مختص في الشؤون العقارية.
التوجهات الق�ضائية يف منازعات �أمالك الدولة 234
وبناء على املذكرة بعد اخلبرة املقدمة من طرف املدعني بواسطة نائبهم في أجل
،2010/5/11أكدوا فيها أن العقار موضوع التعويض يتوفر على موقع هام وأنه يقع
داخل املدار احلضري موضحني أن املساحة املخصومة من العقار قصد التجهيز تعتبر جد
مبالغ فيها وأن قيمة املتر املربع تتجاوز ....درهم في منطقة ،.....ملتمسني أساسا إعادة
اخلبرة بواسطة خبير آخر واحتياطيا املصادقة على تقرير اخلبرة املنجزة على املدعى عليها
األولى مبلغ 21.480.000.00درهما مع حتميلها صائر الدعوى.
وبناء على املذكرة اجلوابية لوالي جهة الدار البيضاء الكبرى املقدمة بواسطة نائبه في
أجل ،2010/06/01أكد فيها أن الدعوى مقامة بني املدعني واملجلس اجلماعي ملدينة
الدار البيضاء ملتمسا احلكم وفق القانون.
وبناء على املقال اإلضافي مع ملتمس إخراج امللف من املداولة املقدم من طرف املدعني
خالل مداولة ،2010/06/24أوضحوا فيه أنه تبني أن املشروع اخلاص بتصميم التهيئة
جلماعة .....املصادق عليه طبقا للمرسوم املؤرخ في 1989/3/17لم تنجز عليه املشاريع
التي كان مزمعا القيام بها من طرف املدعى عليها ،وأن العارضني حرموا من استغالل
أرضهم منذ سنة ، 1989ملتمسني احلكم عليها بتعويض مؤقت 3.000.00درهم وبإرجاع
اخلبرة إلى اخلبير أو تعيني خبير آخر قصد حتديد التعويض عن احلرمان من استغالل العقار
موضوع الطلب.
وبناء على املذكرة التأكيدية املقدمة من طرف اجلماعة احلضرية للدار البيضاء املقدمة
بواسطة نائبها في أجل ،2010/10/19أكدت فيها جميع أوجه دفاعها املثارة في مذكراتها
السابقة.
وبناء على مقتضيات احلكم التمهيدي عدد 699الصادر بتاريخ ،2010/12/02
القاضي بإجراء خبرة عقارية تكميلية عهد القيام بها إلى اخلبير إلياس الصديق ،الذي أودع
تقرير خبرته بكتابة ضبط هذه احملكمة بتاريخ .2011/03/16
وبناء على مذكرات تعقيب الطرفني على تقرير اخلبرة التكميلية.
وبناء على األوراق األخرى املدلى بها في امللف.
وبناء على مقتضيات القانون رقم 90.41احملدثة مبوجبه احملاكم اإلدارية .
وبناء على قانون املسطرة املدنية.
وبناء على األمر بالتخلي واإلبالغ لألطراف الصادر بتاريخ .2011/04/20
235 توجهات املحاكم الإدارية
وبناء على اإلعالم بإدراج القضية باجللسة العلنية املنعقدة بتاريخ .2011/05/05
وبناء على املناداة على الطرفني ومن ينوب عنهما وعدم حضورهما.
وبعد االستماع إلى اآلراء الشفهية للمفوض امللكي للدفاع عن القانون واحلق التي أكد
من خاللها ما جاء في مستنتجاته الكتابية الرامية إلى احلكم باملصادقة على تقرير اخلبرة،
تقرر حجز القضية للمداولة قصد النطق باحلكم في جلسة .2011/05/19
وحيث يترتب على ذلك أن تصميم التهيئة لوحده ال يبرر حيازة العقار املعني به دون
اللجوء إلى اإلجراءات املوالية إلصدار مقرر التخلي كما هي منصوص عليها في الظهير
املذكور ،انسجاما مع مقتضيات املادة 28من القانون رقم 90.12املتعلق بالتعمير التي
تؤكد أن النص القاضي باملوافقة على تصميم التهيئة يعتبر مبثابة إعالن بأن املنفعة
العامة تستوجب القيام بالعمليات الالزمة إلجناز التجهيزات املنصوص عليها في البنود
3و4و 5و 6و 12من املادة 19من نفس القانون والتي تدخل في حالة تخصيص العقار
موضوع النزاع.
وحيث إن اآلثار املترتبة على إعالن املنفعة العامة تنتهي عند انقضاء أجل 10سنوات
تبتدئ من تاريخ نشر النص القاضي باملوافقة على تصميم التهيئة في اجلريدة الرسمية.
وحيث إن الثابت فقها وقضاء ،وإن كان املشرع املغربي لم ينص صراحة على مسألة
التعويض عن األضرار الالحقة مبالكي األراضي في حالة عدم تفعيل مقتضيات تصميم
التهيئة واكتفى بالنص على القيود الواردة على حق التصرف بالنسبة للعقارات الالزمة
إلجناز التجهيزات املشار إليها مع التنصيص على أحقية هؤالء املالك في استعادة حق
التصرف بعد انصرام أجل 10سنوات على نشر تصميم التهيئة ،فإنه ميكن مساءلة اجلهة
اإلدارية املعنية بالتعويض عن األضرار املذكورة.
وحيث إن الفصل 84من القانون رقم 90.12املتعلق بالتعمير يقر حق املالك املتضرر
من االرتفاقات احملدثة عمال بأحكام هذا القانون والنصوص التنظيمية الصادرة لتطبيقه
والتي نتج عنها إما مساس بحقوق مكتسبة وإما تغيير أدخل على احلالة التي كانت عليها
األماكن من قبل ونشأ عنه ضرر مباشر مادي ومحقق.
وحيث إن احملكمة وأمام عدم توفرها على العناصر الضرورية للبت في الطلب أمرت
متهيديا بإجراء خبرة عقارية عهد القيام بها إلى اخلبير إلياس الصديق ،الذي خلص في
تقرير خبرته إلى أن العقار موضوع الطلب هو عبارة عن أرض عارية توجد بحي......
............مساحتها ......متر مربع ،في موقع يكثر فيه البناء االقتصادي مخفضا
نسبة % 45من مجموع مساحة العقار لكون جتهيزه وإعداده طبق تصميم التهيئة
إلحداث املسالك واملعابر واملناطق اخلضراء يتطلب ذلك ،محددا قيمته في مبلغ .....درهم
للمتر املربع الواحد ،مؤكدا أن العقار طبقا لتصميم التهيئة قابل للتجزئة إلى قطع أرضية
اقتصادية من فئة 100متر مربع حتدد في 18بناية من فئة طابق أرضي وأربع طوابق تضم
خمس شقق في كل بناية ،ميكن احتساب مدخولها الكرائي الشهري لكل شقة على أساس
237 توجهات املحاكم الإدارية
مبلغ ......درهم أي ما قيمته مبلغ ....درهم شهريا للبناية الواحدة و .....درهما شهريا
ل 18بناية و ......للسنة وجب فيها عن 12سنة من احلرمان من االستغالل الالحقة
النتهاء أجل العشر سنوات أعاله ما قيمته ......درهم ،محددا قيمة التعويض املستحق
عن األضرار الناجتة للمدعي جراء عدم تفعيل مقتضيات تصميم التهيئة في % 10من
التعويض املذكور أي ما قيمته .....................درهم.
وحيث إن تصميم التهيئة ملقاطعة ....املصادق عليه مبقتضى املرسوم رقم 2.89.160
بتاريخ 9شعبان 17( 1409مارس )1989وبالرغم من عدم تفعيله من طرف املقاطعة
املذكورة واجلماعة احلضرية فقد حرم املدعني من مزايا عقارهم وغل يدعم في التصرف
فيه ،وأن مجرد حتميل هذا العقار بارتفاق قانوني مجسدا في التجهيزات املزمع القيام
بها فوقه يعني أنه وطيلة مدة ترتيب تصميم التهيئة آلثاره احملددة في عشر سنوات من
تاريخ نشره باجلريدة الرسمية وإلى غاية تفعيل تصميم التهيئة يبقى املدعني محرومني من
املزايا اللصيقة بحق امللكية أو باألحرى مقيدين بعدم استعمال عقارهم في حدود الغرض
املنصوص عليه بتصميم التهيئة املذكور ،مما يبرر أحقيتهم في التعويض عن حرمانهم من
استغالله في مواجهة اجلماعة احلضرية املدعى عليها.
وحيث إن احملكمة ومبا لها من سلطة تقديرية في حتديد التعويض عن الضرر الالحق
باملدعي ارتأت احلكم على اجلماعة احلضرية للدار البيضاء بأدائها للمدعني تعويضا إجماليا
قدره ( )......درهم ،وذلك باعتبارها ملبلغ ( ) ............درهم الذي خلص إليه اخلبير
كرأسمال ثابت واعتماد نسبة % 6منه الحتساب نسبة التعويض.
وحيث لئن كانت اآلثار املترتبة على إعالن املنفعة العامة وفقا للمادة 28أعاله تنتهي
عند انقضاء أجل عشر سنوات يبتدئ من تاريخ نشر النص القاضي باملوافقة على تصميم
التهيئة في اجلريدة الرسمية ،وال يحوز القيام بإعالن املنفعة العامة للغرض نفسه فيما
يتعلق باملناطق املخصصة للتجهيزات املنصوص عليها في املادة 19من قانون التعمير قبل
انصرام أجل عشر سنوات ،فإن مالك األراضي يستعيدون التصرف في أراضيهم فور انتهاء
اآلثار املترتبة على إعالن املنفعة العامة ،األمر الذي يكون معه الطلب في شقه املتعلق
بالتعويض عن قيمة األرض ال يستند إلى أسس قانونية سليمة ويتعني عدم االستجابة له.
وحيث إن باقي الطلبات ليس بوثائق امللف ما يبرره ،األمر الذي يناسب التصريح
برفضها.
التوجهات الق�ضائية يف منازعات �أمالك الدولة 238
املنطوق
وتطبيقا ملقتضيات الفصول 1-3-4-5-7-8-12و 13من القانون رقم 90/41
احملدثة مبوجبه احملاكم اإلدارية،و القانون رقم 90.12املتعلق بالتعمير.
لهـــذه الأ�سباب
حكمت احملكمة اإلدارية بالدار البيضاء علنيا ابتدائيا حضوريا.
يف ال�شكل :بقبول الطلب
يف املو�ضوع :باعتباره جزئيا واحلكم على اجلماعة احلضرية للدار البيضاء في شخص
رئيسها بأدائها لفائدة املدعني تعويضا إجماليا عن احلرمان من استغالل العقار موضوع
الطلب خالل املدة من 1999إلى غاية 2010بحسب مبلغ ............درهم ،وبرفض
باقي الطلبات وجعل الصائر بني الطرفني بحسب النسبة
بهذا صدر األمر في اليوم والشهر والسنة أعاله.......................
�إم�ضاء
كاتب الضبط
املقرر الرئيس
239 توجهات املحاكم الإدارية
القاعدة
-ميكن احلكم بنقل ملكية العقارات واحلقوق العينية متى �أعلنت املنفعة العامة ب�ش�أنها و�أجريت
امل�سطرة طبق ال�رشوط والكيفيات املن�صو�ص عليها يف القانون رقم .... 81.7نعم.
-للمحكمة متى مل تتوفر لديها العنا�رص الكافية للبت يف النازلة �أن ت�أمر ب�إجراء خربة لتحديد
التعوي�ض املنا�سب مقابل نزع امللكية من �أجل املنفعة العامة .....نعم.
-ثبوت �أن تقرير اخلربة �أتى مطابقا للقانون ومت�ضمنا جلميع ..............
احلـكـــــم الآتي:
بني املدعية:
الدولة املغربية ( امللك اخلاص) في شخص مدير إدارة األمالك املخزينة مبكاتبه باحلي
اإلداري أكدال الرباط ،نائبها :األستاذ نبيل صبور اجلامعي احملامي بهيئة فاس اجلاعل
محل املخابرة معه لدى رئيس كتابة الضبط بهذه احملكمة
من جهة
وبني املدعى عليهم.................................. :
نائبه :األستاذ أحمد ابن املقدم احملامي بهيئة الدار البيضاء.
بحضور :احملافظ على األمالك العقارية باحملمدية.
التوجهات الق�ضائية يف منازعات �أمالك الدولة 240
الوقـائــــع
بناء على املقال االفتتاحي املقدم من طرف املدعية بواسطة نائبها أمام كتابة ضبط هذه
احملكمة بتاريخ ،2008/8/25واملعفى من أداء الرسوم القضائية ،تعرض فيه أن املنفعة
العامة تقضي بالتهيئة احلضرية ملنطقة .....املدينة اجلديدة .....ببلدية ، .....وأنه
تطبيقا للقانون رقم 81/7الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.81.254الصادر في
11من رجب 6( 1402ماي )1982املتعلق بنزع امللكية من أجل املنفعة العامة واالحتالل
املؤقت واملرسوم رقم 2.82.382الصادر في 2رجب 16 ( 1403أبريل )1983في شأن
تطبيق القانون املشار إليه أعاله ،وأنه بتاريخ 13مارس 2006مت النشر باجلريدة الرسمية
عدد ( 5403النشرة العامة) للمرسوم عدد 2.06.20الصادر بتاريخ 28فبراير 2006عن
الوزير األول القاضي بإعالن أن املنفعة العامة تقضي بالتهيئة احلضرية ملنطقة .......
بعمالة احملمدية ،عهد بتنفيذه إلى وزير املالية ومدير األمالك املخزينة ،ومت نشره بالعدد
5705من جريدة احلركة بتاريخ ،2006/6/7ومت تعليق املرسوم عدد 2.06.20مبكاتب
بلدية .....وأنه بتاريخ 28نونبر 2007مت النشر باجلريدة الرسمية عدد ( 4961نشرة
اإلعالنات القانونية والقضائية واإلدارية) ملشروع مقرر التخلي بتعيني األمالك اخلاضعة
لنزع امللكية إلجناز التهيئة احلضرية ملنطقة .........ببلدية ، ...............ومت نشره
بالعدد 7719من جريدة رسالة األمة بتاريخ 28نونبر 2007ومت نشره بالعدد 1774من
جريدة التجديد بتاريخ 28نونبر ،2007كما مت إيداع مشروع مقرر التخلي مع التصميم
التجزيئي مبكاتب بلدية ،......كما قامت بفتح سجل لتقييد التصريحات واملالحظات
طبقا للفصلني 10و 11من القانون املشار إليه أعاله ،كما مت إيداع مشروع مقرر التخلي
باحملافظة العقارية ....والتقييد على دفاتر رسوم العقارات املشمولة بنزع امللكية بالنسبة
للعقارات احملفظة والتي في طور التحفيظ ،ومت التقييد في السجل اخلاص املنصوص عليه
في الفصل 455من قانون املسطرة املدنية ،لدى مصلحة كتابة الضبط باحملكمة اإلدارية
بالدار البيضاء ،بالنسبة للعقارات غير احملفظة ،وأنه بتاريخ 6مارس 2008مت النشر
باجلريدة الرسمية عدد 5610ملقرر التخلي عدد 480.08صادر عن وزير االقتصاد واملالية
القاضي بالتخلي عن القطع األرضية الالزمة للتهيئة احلضرية ملنطقة ....بعمالة ....
باملنطقة املرسومة حدودها بخط أحمر في التصميم التجزيئي عهد بتنفيذه إلى مدير األمالك
املخزنية ،ومت نشر إعالن بشأنه بالعدد 1859من جريدة التجديد بتاريخ 31مارس ،2008
وبالعدد 15476من جريدة الرأي بنفس التاريخ ،كما مت تعليق مقرر التخلي مبكاتب بلدية
، ....مضيفة أن من بني القطع األرضية املشمولة بنزع امللكية العقار في طور التحفيظ ذو
241 توجهات املحاكم الإدارية
مطلب التحفيظ عدد .....مساحته .....متر مربع واملرقم باجلدول امللحق مبقرر التخلي
برقم ...واملشتمل على مسكن باإلسمنت مساحته 50م 2ومسكن دمياتيت مساحته
81م 2فناء باألسمنت مساحته 26م 2صهريج باإلسمنت طوله 9م سور باألجور طوله 3م
الكائن مبنطقة ........عمالة ....اململوك للطرف املدعى عليه واملشتمل على مسكن
وفناء وسور ،وأن اللجنة اإلدارية للخبرة املنعقدة مبقر عمالة ...حددت ثمن العقار املراد
نزع ملكيته في مبلغ ....درهم بحساب ...درهم للمتر املربع بالنسبة للقطعة األرضية
ومبلغ ..............درهم بالنسبة للبنايات أي ما مجموعه ...................
درهم معتمدة على عناصر التقييم املوضوعية اخلاصة بكل عقار على حدة ،ومساحة البقعة
األرضية ،ووضعيتها القانونية وشكلها الهندسي ،وطبيعة تضاريسها واستعمالها احلالي،
باإلضافة إلى كافة العناصر املوضوعية املعتمدة في التقييم واملشار إليها مبحضر اللجنة
اإلدارية للتقييم ،موضحة أن من حق العارضة بعد أن قامت باإلجراءات املشار إليها
أعاله أن تطلب احلكم ملا ينقل ملكية العقار املذكور مقابل التعويض املعروض بناء على
تقييم اللجنة اإلدارية السالف الذكر ،والتمست من أجل ما سبق احلكم بنقل ملكية العقار
موضوع الطلب لفائدة الدولة املغربية ( امللك اخلاص) في شخص مديرية األمالك املخزنية
مقابل تعويض قدره 3.772.600.00درهم مع البت في الصائر طبقا للقانون ،وأشارت
العارضة أن جميع الوثائق املعززة للطلب مت اإلدالء بها رفقة املقال اخلاص بالقطعة رقم 2
بشأن اإلذن باحليازة.
وبناء على مذكرة جواب املنزوعة ملكيته املقدمة في جلسة ،2009/01/28أسند من
خاللها النظر للمحكمة ملراقبة شرعية املقال ومدى استيفائه للشروط القانونية الشكلية
حتت طائلة عدم قبول الطلب شكال ،ومن حيث املوضوع التمس اإلشهاد له برفضه التقومي
احملدد من طرف اللجنة اإلدارية للتقومي واألمر بإجراء خبرة قضائية لتحديد القيمة احلقيقية
لألرض والبنايات مع حقه في التعقيب ،وأرفق مذكرته بصورة شمسية من عقد بيع
وبناء على املذكرة التعقييية املقدمة من طرف نازعة امللكية بواسطة نائبها في أجل
2009/04/15أكدت من خاللها ما جاء في مقالها االفتتاحي والتعويض املقترح.
وبناء على مقتضيات احلكم التمهيدي عدد 567الصادر بتاريخ 2009/07/08
القاضي بإجراء خبرة عقارية تقوميية أسندت إلى اخلبير محمد الصفار الذي وافته املنية ومت
استبداله باخلبير محمد بلكوش الذي أودع تقرير خبرته بكتابة ضبط هذه احملكمة بتاريخ
.2010-08-03
التوجهات الق�ضائية يف منازعات �أمالك الدولة 242
وبناء على املذكرة بعد اخلبرة املقدمة من طرف الدولة املغربية ( امللك اخلاص) بواسطة
نائبها في أجل 2010-09-07أكدت فيها أنه رجوعا إلى واقع أمر العقار موضوع نزع
امللكية وكما ثبت ذلك للخبير فإن خصائص ذلك العقار جتعل الثمن املقترح من طرف
العارضة مناسبا مؤكدة مقالها والتعويض املقترح من طرفها.
وبناء على مذكرة تعقيب املنزوعة ملكيته .......املقدمة بواسطة نائبــه فــي أجـــل
2010-09-07أكد فيها خرق اخلبرة املنجزة ملقتضيات الفصل 63من قانون املسطرة
املدنية ونظرا لعدم موضوعية وجدية اخلبرة املذكورة باملقارنة مع ما قضت به احملكمة في
امللف عدد 2008/11/785الذي حددت فيه التعويض في مبلغ 500.00درهم للمتر املربع
الواحد ملتمسا احلكم بإجراء خبرة ثانية تكون حضورية وموضوعية وأرفق مذكرته بالوثائق
التالية:
-نسخة من تقرير اخلبرة على نفس البقعة في حصة البائع للعارض .....
-نسخة من احلكم عدد 1125في امللف عدد 2008/11/721الصادر عن هذه
احملكمة بتاريخ .2009-06-04
وبناء على احلكم التمهيدي عدد 520الصادر بتاريخ ،2010/09/23القاضي بإجراء
خبرة عقارية تقوميية مضادة عهد القيام بها إلى اخلبير مصطفى الرايب.
وبناء على إجناز اخلبير املعني للمهمة املسندة إليه وإيداعه لتقرير اخلبرة بكتابة ضبط
هذه احملكمة بتاريخ .2011/02/11
وبناء على املذكرة بعد اخلبرة املقدمة من طرف الدولة املغربية( امللك اخلاص) بواسطة
نائبها بتاريخ ،2011/03/01أكدت فيها أن مبلغ 480.00درهم للمتر املربع الواحد هو
ثمن مبالغ فيه إلى أقصى حد وأنها تؤكد مقالها والتعويض املقترح من طرفها ،وأرفقت
مذكرتها بصور شمسية من الوثائق التالية :رسالة العامل مدير الوكالة احلضرية؛ مرسوم
إحداث شركة التهيئة زناتة؛ عقود مقارنة.
وبناء على مذكرة التعقيب بعد اخلبرة املقدمة من طرف املنزوعة ملكيته .....بواسطة
نائبه بتاريخ ،2011/03/09التمس فيها احلكم باملصادقة على ما جاء في تقرير خبرة
الرايب مصطفى وحتميل املدعية الصائر.
وبناء على األوراق األخرى املدلى بها في امللف
وبناء على مقتضيات القانون رقم 90.41احملدثة مبوجبه احملاكم اإلدارية
243 توجهات املحاكم الإدارية
التعليل
وبعد املداولة طبقا للقانون
يف ال�شكل:
حيث إن الطلب قدم من ذي صفة ومصلحة وداخل األجل القانوني ،وجاء مستجمعا
لكافة الشروط الشكلية املتطلبة ،فهو بذلك مقبول شكال.
يف املو�ضوع:
حيث إن الطلب يروم احلكم بنقل ملكية العقار في طور التحفيظ عدد ،.......مساحته
.......متر مربع املرقم باجلدول امللحق مبقرر التخلي برقم ....املشتمل على بنايات،
الكائن مبنطقة .......................لفائدة املدعية الدولة املغربية (امللك اخلاص) في
شخص مديرية األمالك املخزنية ،مقابل تعويض قدره ، ...........مع البت في الصائر
طبقا للقانون.
حول نقل امللكية:
حيث إنه وتطبيقا ملقتضيات القانون رقم 7/81املتعلق بنزع امللكية ألجل املنفعة العامة
وباالحتالل املؤقت الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.81.254بتاريخ 1982/5/06
فإنه ميكن احلكم بنزع ملكية العقارات واحلقوق العينية متى أعلنت املنفعة العامة بشأنها
وأجريت املسطرة طبق الشروط والكيفيات املنصوص عليها في الظهير املومأ إليه أعاله.
وحيث إنه بالرجوع إلى الوثائق املدلى بها رفقه املقال االفتتاحي للدعوى اتضح أن
مسطرة نزع امللكية من أجل املنفعة العامة قد احترمت وفق مقتضيات القانـــون رقــــم
7/81أعــــاله.
التوجهات الق�ضائية يف منازعات �أمالك الدولة 244
وحيث إنه تبعا لذلك يتعني االستجابة للطلب واحلكم بنقل ملكية القطعة األرضية
موضوع الطلب من أجل املنفعة العامة لفائدة نازعة امللكية الدولة املغربية ( امللك اخلاص).
حول التعوي�ض:
حيث نازع الطرف املدعى عليه في التعويض املقترح من طرف اللجنة اإلدارية مقابل
نزع امللكية واملقدر في مبلغ 3.772.600.00درهم بعلة أنه ال يتناسب مع القيمة احلقيقية
للعقار املطلوب نزع ملكيته.
وحيث إن احملكمة وأمام عدم توفرها على العناصر الضرورية للبت في الطلب وتبعا
ملنازعة الطرف املدعى عليه حكمت بإجراء خبرة – حكم عدد 567بتاريخ 2009/07/08-
عهد بها إلى اخلبير محمد بلكوش الذي خلص في تقريره املودع بكتابة ضبط هذه احملكمة
بتاريخ 2010/08/03إلى حتديد ثمن املتر املربع للعقار موضوع الطلب في مبلغ 300.00
درهم للمتر املربع ،لكون القطعة األرضية موضوع الطلب غير مجهزة ومتر منها اخليوط
الكهربائية من الضغط العالي ،وأكد نفس التعويض عن البنايات املقترح من طرف نازعة
امللكية واحملدد في مبلغ ، 148.630.00ليستنتج بعد ذلك أن القيمة التجارية اإلجمالية
للعقار سالف الذكر هي 5.325.730.00درهم.
وحيث إنه وتبعا ملنازعة املدعى عليه في التعويض املذكور ،حكمت احملكمة بإجراء
خبرة عقارية تقوميية مضادة – حكم عدد 520بتاريخ 2010/09/23-عهد بها إلى
اخلبير مصطفى الرايب الذي خلص في تقريره املودع بكتابة ضبط هذه احملكمة بتاريخ
2011/02/11إلى حتديد ثمن املتر املربع للعقار موضوع الطلب في مبلغ ....درهم للمتر
املربع ،مستعينا في ذلك بعقد مقارنة مؤرخ في 2006/10/19متعلق ببيع عقار محفظ
مساحته ....متر مربع مببلغ .......على أساس .....للمتر املربع ،بعد أن خفض ذلك
التعويض لكون القطعة األرضية موضوع الطلب غير محفظة ومساحتها أكبر من مساحة
العقار املذكور ،وبالنسبة للبنايات التي عاينها اخلبير فوق العقار فقد حدد التعويض
املتعلق بها كما يلي:
-سكن باالسمنت مساحته 55.48متر مربع مببلغ 55.480.00درهم على أساس
1.000.00درهم للمتر املربع؛
-إسطبل مسقف بألواح الدمياتيت مساحته 71.68متر مربع مببلغ 57.344.00درهم
على أساس 800.00درهم للمتر املربع؛
-صهريج للمياه سعته 2.40م على 2.30م مببلغ 20.000.00درهم بشكل جزافي؛
245 توجهات املحاكم الإدارية
املنطوق
وتطبيقا ملقتضيات القانون رقم 90.41احملدثة مبوجبه احملاكم اإلدارية والقانون رقم
7.81املتعلق بنزع امللكية من أجل املنفعة العامة وباالحتالل املؤقت.
لهذه الأ�سباب
حكمت احملكمة اإلدارية بالدار البيضاء وهي تقضي علنيا ابتدائيا وحضوريا في حق
املدعى عليه .....وغيابيا بوكيل في حق املدعى عليه .....التعويض وانتهائيا في
نقل امللكية:
التوجهات الق�ضائية يف منازعات �أمالك الدولة 246
�إم�ضاء
كاتب الضبط املقرر الرئيس
247 توجهات املحاكم الإدارية
القاعـــدة
-و�ضع الإدارة يدها على عقار الغري وقيامها ب�إقامة مرفق عمومي عليه دون �سلوك م�سطرة
نزع امللكية املن�صو�ص عليها مبقت�ضى القانون رقم 7.81يجعل ت�رصفها يكت�سب �صبغة اعتداء
مادي يرتتب عنه م�ساءلتها عن الأ�رضار الالحقة باملالك و�إلزامها بتعوي�ضه عن ذلك يف �إطار
القواعد العامة ....نعم.
-للمحكمة تعديل التعوي�ض املقرتح من طرف اخلبري كلما تبني لها عدم ان�سجام النتيجة التي
انتهى �إليها هذا الأخري مع املعطيات الواقعية واملادية امل�ستقاة من تقريره ....نعم.
وبناء على املذكرة اجلوابية لنقابة جماعات .....املقدمة بواسطة نائبها في أجل
2008/12/24التمست فيها أساسا في الشكل التصريح بعدم قبول الدعوى لعدم إدخال
الوزارة الوصية والدولة املغربية في شخص الوزير األول ،واحتياطيا في املوضوع أكدت
أن جماعة ...هي املسؤولة عن االعتداء الذي وقع بترابها وأن مجال العارضة هو الدفاع
ومتثيل اجلماعات القروية التي حتت لوائها والتنسيق بينها وأن مهمتها تنظيمية وال عالقة
لها بعقد الصفقات ،وبالتالي فإنه ال شأن لها باالعتداء الذي حلق املدعني والتمست
التصريح بإخراجها من الدعوى.
وبناء على مذكرة تعقيب املدعني املقدمة بواسطة نائبهم في أجل 2008/12/24أكدوا
من خاللها أنه ثبت من خالل وقائع النازلة واألحكام الصادرة في نفس النزاع أن املسؤولية
ملقاة على عاتق نقابة جماعات أوالد ،...والتمسوا التصريح بأن النقابة املذكورة في
شخص رئيسها مسؤولة قانونا واحلكم وفق املقال االفتتاحي للدعوى.
وبناء على احلكم التمهيدي عدد 64الصادر بتاريخ 2009/1/28القاضي بإجراء خبرة
عقارية عهد القيام بها إلى اخلبير عبد العالي البركة الذي أودع تقرير خبرته بكتابة ضبط
هذه احملكمة بتاريخ .2009/7/10
وبناء على املذكرة بعد اخلبرة املقدمة من طرف املدعون بواسطة نائبهم في أجل
،2009/9/2التمسوا فيها احلكم باملصادقة على تقرير اخلبرة املنجزة وبأداء نقابة جماعات
....في شخص رئيسها مبلغ 237.200.00درهم الذي ميثل قيمة اجلزء املقتطع من أرضهم
موضوع الطلب مع شمول احلكم بالنفاذ املعجل وحتميل املدعى عليها الصائر.
وبناء على املذكرة اجلوابية بعد اخلبرة املقدمة من طرف نقابة جماعات أوالد ....بواسطة
نائبها في أجل ،2009/9/15التمست فيها أساسا في الشكل التصريح بعدم قبول اخلبرة
شكال خلرق مقتضيات الفصل 63من قانون املسطرة املدنية واحتياطيا جدا التصريح برفض
ما ورد في اخلبرة واألمر بإجراء خبرة موضوعية ونزيهة وحتميل املدعي الصائر .وأرفقت
مذكرتها بصورة شمسية من تقرير خبرة.
وبناء على عدم تعقيب اجلماعة القروية .....على اخلبرة رغم توصل نائبها بنسخة منها
في أجل 2009/9/2وإمهاله للتعقيب عليها ألجل .2009/10/6
وبناء على مقتضيات القانون رقم 90.41احملدثة مبوجبه احملاكم اإلدارية.
وبناء على قانون املسطرة املدنية.
التوجهات الق�ضائية يف منازعات �أمالك الدولة 250
وبناء على اإلعالم بتعيني القضية جاهزة باجللسة العلنية املنعقدة بتاريخ .2009/10/28
وبناء على املناداة على األطراف ومن ينوب عنهم وعدم حضورهم.
وبناء على اآلراء الشفوية للمفوض امللكي التي أكد من خاللها مستنتجاته الكتابية
الرامية إلى احلكم باملصادقة على ما ضمن بتقرير اخلبرة ،تقرر حجز القضية للمداولة قصد
النطق باحلكم جللسة .2009/11/04
وبعد املداولة طبقا للقانون:
يف ال�شكل :حيث دفعت نقابة جماعات.....املدعى عليها بكون الدعوى غير مستوفية
لشروطها الشكلية لعدم إدخال كافة األطراف وخاصة الوزارة الوصية ووزارة الداخلية والدولة
املغربية في شخص الوزير األول ملتمسة احلكم بعدم قبولها.
لكن حيث أن النقابة املذكورة ،كشكل من أشكال التعاون بني اجلماعات استنادا إلى
مقتضيات املادة 79من القانون رقم 78.00املتعلق بامليثاق اجلماعي التي جتيز للجماعات
احلضرية والقروية أن تؤلف فيما بينها أو مع جماعات محلية أخرى مجموعات للجماعات
أو مجموعات للجماعات احمللية قصد إجناز عمل مشترك أو تدبير مرفق ذي فائدة عامة
للمجموعة ،تعتبر مؤسسة عامة تتمتع بالشخصية املعنوية واالستقالل املالي وتطبق عليها
القواعد املالية واحملاسبية للجماعات احمللية ،الشيء الذي يبقى معه الدفع املذكور غير
مؤسس ويتعني رده وبالتالي تكون الدعوى مقدمة من ذي صفة ومصلحة وجاءت مستجمعة
لكافة الشروط الشكلية املتطلبة قانونا فهي بذلك مقبولة شكال.
يف ال�شكل :حيث إن الطلب يروم أساس احلكم على الطرف املدعى عليه بالتخلي عن
املساحة املقتطعة من أرض املدعني موضوع مطلب التحفيظ عدد ،......وبإرجاع احلالة
إلى ما كانت عليه وذلك بردم الوادي ورفع االعتداء املادي الذي طال عقارهم حتت طائلة
غرامة تهديدية قدرها 500.00درهم مع شمول احلكم بالنفاذ املعجل ،واحتياطيا األمر
متهيديا بإجراء خبرة لتحديد التعويض املستحق عن اجلزء املقتطع من أرضهم على أساس
الثمن احلقيقي للمتر املربع ،وحفظ حقهم في تقدمي مطالبهم بعد اخلبرة وحتميل الطرف
املدعى عليه الصائر.
وحيث إنه إذا كان للدولة واملؤسسات العمومية واجلماعات احمللية اللجوء بصفة
استثنائية إلى نزع ملكية العقارات كلما كانت في حاجة إلى ذلك من أجل حتقيق املنفعة
العامة ،فإنها تبقى ملزمة بسلوك اإلجراءات واملساطر املنصوص عليها مبقتضى القانون رقم
7.81املتعلق بنزع امللكية للمنفعة العامة وباالحتالل املؤقت.
251 توجهات املحاكم الإدارية
وحيث تواتر العمل القضائي على اعتبار تصرف اإلدارة خارج اإلطار القانوني املذكور
من قبيل االعتداء املادي الذي يعرفه الفقه بأنه ارتكاب اإلدارة لعدم مشروعية جسيم وظاهر
أثناء قيامها بنشاط مادي تنفيذي يتضمن اعتداء على حق امللكية أو مساسا بحرية من
احلريات العامة ويكون في حد ذاته منعدم االتصال بتطبيق أي نص قانوني أو تنظيمي أو
حتى بإحدى السلطات املخولة لإلدارة.
وحيث ثبت للمحكمة من خالل وثائق امللف وإجراءات التحقيق املتبعة فيه واستنادا
لألحكام الصادرة عن هذه احملكمة في نوازل مماثلة أن اجلهة احملدثة للخندق على عقار
املدعني حلماية املنطقة من السيول اجلارفة املفاجئة هي نقابة جماعة أوالد ....التي لم تثبت
بشيء أنها سلكت مسطرة نزع امللكية وفقا ملا هو منصوص عليه في القانون رقم 7.81
سالف الذكر وذلك قبل أن تضع يدها على محل النزاع لذا فإن تصرفها هذا يعتبر اعتداءا
ماديا ويجعلها مسؤولة عن األضرار الالحقة باملدعني نتيجة لذلك وملزمة بتعويضهم عنها
في إطار القواعد العامة املقررة في الفصل 79من قانون االلتزامات والعقود.
وحيث أفادت اخلبرة املنجزة من طرف اخلبير عبد العالي البركة تنفيذا للحكم
التمهيدي عدد 64الصادر عن هذه احملكمة بتاريخ ،2009/1/28أن العقار موضوع
النزاع أصبح منشطرا إلى جزئني يفصل بينهما خندق عبارة عن وادي عميق نسبيا
مخصص لتجميع األمطار والسيول عند سقوط األمطار وتصريفها نحو اجتاه معني
لتفادي حدوث األضرار للسكان ،وأن الشطر الصغير من العقار أصبح غير صالح
لالستغالل ،وأن مساحة اجلزء املقتطع من عقار املدعني هي 1186مترا مربعا محددا
قيمته في مبلغ 200.00درهم للمتر املربع الواحد اعتبار لكون العقار أضحى ضمن
املجال احلضري حلد السوالم على حدود املنطقة الصناعية هناك ،مؤكدا أن اجلهة املسؤولة
عن االعتداء املادي هي نقابة جماعات.....
وحيث أن اخلبير املنتدب وأن كان قد علل ما انتهى إليه من نتائج في تقريره فإنه لم
يأخذ بعني االعتبار ما سبق أن خلص إليه في تقرير خبرة سابقة أدلت بها النقابة املدعى
عليها أجنزها نفس اخلبير في نازلة مماثلة بنفس املنطقة تنفيذا للحكم التمهيدي عدد 272
الصادر بتاريخ 2006/11/8في امللف عدد 2006/147ت عندما حدد قيمة األرض
بنفس املنطقة موضوع النزاع في مبلغ 100.00درهم للمتر املربع الواحد ،مما يكون معه
الثمن املقترح مبالغا فيه ويتعني رده إلى احلد املعقول استنادا إلى املعطيات السالفة الذكر.
التوجهات الق�ضائية يف منازعات �أمالك الدولة 252
وحيث أن احملكمة ومبا لها من سلطة تقديرية وبالنظر لتقيد اخلبرة مبنطوق احلكم التمهيدي
واحترامها ملقتضيات املادة 63من قانون املسطرة املدنية ،ارتأت احلكم وفقها مع تعديل
التعويض املقترح من 200.00درهم إلى 100.00درهم للمتر املربع الواحد عن اجلزء املفقود
جبريا من عقار املدعني.
وحيث باالستناد إلى ما ذكر يكون طلب إرجاع اجلزء املنتزع من عقار املدعني غير ممكن
وذلك الجناز مرفق عمومي عليه ويبقى للمدعني احلق في التعويض املادي املفصل أعاله.
وحيث إن باقي مطالب املدعني غير مؤسسة قانونا ويتعني احلكم برفضها.
وحيث أن خاسر الدعوى يتحمل صائرها.
املنطوق
وتطبيقا ملقتضيات القانون رقم 41/90احملدثة مبوجبه احملاكم اإلدارية
لهذه الأ�سباب
تصرح احملكمة اإلدارية وهي تقضي علينا ابتدائيا وحضوريا:
يف ال�شكل :بقبول الطلب
يف املو�ضوع :باعتباره واحلكم على نقابة جماعة .....في شخص ممثلها القانوني
بأدائها لفائدة املدعني تعويضا إجماليا عن مساحة 1186مترا مربعا املقتطعة من عقارهم
ذي مطلب التحفيظ عدد ......إلنشاء خندق بحسب مبلغ ( 118.600.00مائة وثمانية
عشر ألف وستمائة درهم) وذلك على أساس مبلغ ( )100.00مائة درهم للمتر املربع
الواحد ،وحتميلها الصائر وبرفض باقي الطلبات.
بهذا صدر احلكم في اليوم والشهر والسنة أعاله..................................
�إم�ضاء
كاتب الضبط املقرر الرئيس
253 توجهات املحاكم الإدارية
القاعـــدة
ميكن الطعن بالإلغاء يف القرارات ال�صادرة عن جمل�س الو�صاية على �أرا�ضي اجلماعات
ال�ساللية ب�سبب جتاوز ال�سلطة داخل �أجل �ستني يوما تبتدئ من ن�رش �أو تبليغ هذه القرارات �إىل
املعنيني بالأمر �أو من تاريخ العلم اليقيني بها ....ثبوت خرق قرار جمل�س الو�صاية ملبد�أ
حق الدفاع وعدم ارتكازه على عنا�رص واقعية وقانونية �سليمة وعدم تعليله .....احلكم
ب�إلغائه.......نعم.
الوقائع
بناء على املقال االفتتاحي للدعوى املقدم من طرف الطاعنني بواسطة نائبهم أمام
كتابة ضبط هذه احملكمة بتاريخ ،2010/01/28واملعفى من أداء الرسم القضائي بحكم
القانون ،يعرضون فيه أنهم يتوفرون على حق دائم لالنتفاع من بقع أرضية جماعية وفق ما
هو منصوص عليه في الفصل 4من الظهير املؤرخ في 1963/2/6املعدل مبوجبه الظهير
الشريف املؤرخ في 1919/4/27بشأن تنظيم والية الدولة على اجلماعات املشتركة بينها
وتفويتها ،وأن املسميان ..........وباعتبارهما من ورثة املرحوم .........فقد استأثرا
باستغالل البقع األرضية الكائنة ......واملسماة أرض دار الكرشة وأرض ....وأرض
،.....وأن العارضني وبعد نشوب نزاع بينهم وبني باقي الورثة جلأوا إلى اجلماعة النيابية
لدوار .................جماعة دائرة .....التي أصدرت بتاريخ 2006/1/30قرارا
نيابيا حتت عدد 2006-03أمرت من خالله مبا يلي « :يوزع النصيب اجلماعي املشار إلي
مراجعه وإحداثياته اجلغرافية أعاله بالتساوي بني ورثة ....وهم ......و ....واعتبار
ورثة ....منهم .........متراميني ومطالبتهما بالتخلي عن واجب اآلخرين وتسليمه إليهما
طبقا ألعراف اجلماعة ومقتضياته التنظيمية ،»....وأن العارضني تبعا لذلك تقدموا إلى
احملكمة االبتدائية بابن احمد قصد املطالبة بواجبهما املشاع من العقار مع نصيبهما من
استغالله وذلك في مواجهة املدعى عليهما إال أن هذين األخيرين وأثناء سريان املسطرة
وفي غيبة العارضني قاما بالطعن في قرار اجلماعة النيابية أمام مجلس الوصاية ،وأن
العارضني فوجئا بعد ذلك بصدور قرار عن املجلس املذكور بتاريخ 2007/6/14قرر من
خالله إلغاء قرار اجلماعة النيابية وإبقاء البقع األرضية موضوع النزاع بيد ورثة،....
موضحني من حيث الشكل أنهم يتوفرون على الصفة للطعن في القرار الصادر عن مجلس
الوصاية باعتباره يهم أرضا متنازعا بشأنها بينهم وبني باقي ورثة املرحوم ....ومن شأن
إلغائه تغيير أوضاعهم بالنسبة لألرض املذكورة ،وأنهم لم يتوصلوا بعد بالقرار املطعون
فيه ولم يبلغ إليهم بأي وجه لذلك يكون طعنهم واقعا داخل األجل القانوني موضحني إن
دعوى اإللغاء دعوى عينية تقام ضد الشخص االعتبار العام الذي أصدر القرار املطعون فيه
وتوجه إلى من ميثل هذا الشخص قانونا أمام القضاء وهو رئيس مجلس الوصاية في هذه
النازلة ،وإن دعوى اإللغاء معفاة قانونا من أداء الرسوم القضائية بشأنها وهو ما يجعل
الطعن احلالي قد استوفى كل أركانه وشروطه مما يكون معه من املناسب التصريح بقبوله
255 توجهات املحاكم الإدارية
شكال ومن حيث املوضوع أكدوا أن املادتني 8و 20من القانون رقم 41-90احملدث مبوجبه
محاكم إدارية تنصان على اختصاص هذه األخيرة للبت في طلبات إلغاء قرارات السلطات
اإلدارية بسبب جتاوز السلطة ،وأن القرار الصادر عن مجلس الوصاية لم يرتكز على أية
وقائع ثابتة ذلك أنه استند إلى ما أسماه تقرير السلطة احمللية املنجز بتاريخ 2007/3/2
واحلال أن قرار اجلماعة النيابية الصادر قبله استند بدوره إلى بحث السلطة احمللية ولذلك
فإن بحث السلطة ال ميكن أن يثبت حقا في املرحلة األولى وينزعه في املرة الثانية ،وأنه
باإلضافة إلى ذلك فإن القرار املطعون فيه استند كذلك إلى احلجج التي أدلى بها األطراف
املتنازعة واحلال أن الطاعنني لم يتوصلوا بأي إجراء أو إعالم ولم يتقدموا بأية حجة أو
وثيقة أمام مجلس الوصاية املطعون في قراره ،وإنه من جهة ثالثة فإن القرار املطعون فيه
خالف مقتضيات القانون رقم 01-03املتعلق بإلزام اإلدارات العمومية واجلماعات احمللية
واملؤسسات العامة بتعليل قراراتها اإلدارية ذلك أن املادة األولى من القانون املذكور نصت
على إلزامية تعليل القرارات اإلدارية الفردية والسلبية وذلك باإلفصاح كتابة في صلب
هذه القرارات عن األسباب القانونية والواقعية الداعية إلى اتخاذها ،كما أنه بالرجوع
إلى القرار املطعون فيه يتبني أنه لم يتضمن أية حيثيات تبرر إصداره وبالتالي إلغاء قرار
اجلماعة النيابية القائم على توزيع االنتفاع من األرض اجلماعية موضوع النزاع ،وأن مجلس
الوصاية بحرمانه للورثة العارضني من حقهم في االستفادة من األرض املتنازع عليها لم
يجعل لقراره أي سند يؤيده وهو ما يجعله عرضة لإللغاء .ملتمسني من أجل ما سبق احلكم
بإلغاء قرار مجلس الوصاية عدد /11م و 07/06/الصادر بتاريخ 2007/6/14بسبب
جتاوز السلطة وانعدام التعليل مع ترتيب ما يجب قانونا وذلك بإقرار اجلماعة النيابية
عدد 2006-03للجماعة الساللية لدوار أوالد ........فرقة .......دائرة،...........
وأرفقوا طعنهم بالوثائق التالية:
-نسخة من القرار املطعون فيه.
-نسخة من قرار اجلماعة النيابية.
وبناء على عدم جواب مجلس الوصاية رغم توصله بصفة قانونية في أجل 2010/03/04
وأجل .2010/6/29
وبناء على مقتضيات احلكم التمهيدي عدد 552الصادر بتاريخ 2010/10/07
القاضي بإجراء بحث في النازلة.
التوجهات الق�ضائية يف منازعات �أمالك الدولة 256
وبناء على إدراج امللف بجلسة البحث املنعقدة مبكتب املستشار املقرر التي مت متديدها
لعدة جلسات تخلف عنها نائب الطاعنني رغم إمهاله عدة مرات ورغم تكليفه باإلدالء
بتقرير السلطة احمللية اإلقليمية املنجز بتاريخ 2007/03/02الذي استند إليه القرار
الطعني ،وتخلف عنها كذلك مجلس الوصاية رغم توصله بصفة قانونية وتكليفه باإلدالء
بالتقرير املذكور.
وبناء على مقتضيات القانون رقم 41/90احملدثة مبوجبه احملاكم اإلدارية.
وبناء على قانون املسطرة املدنية.
وبناء على اإلعالم بإدراج القضية جاهزة باجللسة العلنية املنعقدة بتاريخ .2011/03/10
وبناء على املناداة على الطرفني ومن ينوب عنهم وعدم حضورهم.
وبعد االستماع لآلراء الشفهية للمفوض امللكي للدفاع عن القانون واحلق التي أكد
من خاللها مستنتجاته الكتابية الرامية إلى إلغاء القرار الطعني لعدم تعليله ،تقرر حجز
القضية للمداولة قصد النطق باحلكم في جلسة .2011/03/17
وحيث إنه فيما يخص الوسيلة املستمدة من عدم ارتكاز القرار الطعني على وقائع ثابتة،
واملتمثلة في كون القرار املطعون فيه الصادر عن مجلس الوصاية استند إلى تقرير السلطة
احمللية املنجز بتاريخ 2007/03/02وأن قرار اجلماعة النيابية الصادر قبله استند بدوره
إلى نفس بحث السلطة احمللية الذي ال ميكن أن يثبت حقا ثم ينزعه ،فإن الراسخ فقها
وقضاء أن ركن السبب في القرار اإلداري هو مجموع العناصر القانونية والواقعية التي
تدفع اإلدارة إلى التصرف واتخاذ القرار اإلداري ،وأنه ال بد أن يكون السبب صحيحا واقعا
وقانونا حتى يستند إليه القرار اإلداري من ناحية ،ويبرره من ناحية أخرى ،علما أن الرقابة
القضائية على ركن السبب ال تنحصر في مراقبة الصحة املادية للوقائع التي يعتمد عليها
القرار ،بل متتد إلى مراقبة تكييفها القانوني.
وحيث يؤخذ من أوراق امللف أن كال من القرار الطعني عدد /11م .و 07/06/القاضي
بإلغاء قرار اجلماعة النيابية وإبقاء البقع األرضية موضوع النزاع بيد خصوم الطاعنني،
والقرار النيابي عدد 2006/03للجماعة الساللية لدوار أوالد ........بورية القاضي
بتوزيع البقع املذكورة بالتساوي بني الطاعنني وخصومهم استندا في حيثياتها إلى بحث
نفس السلطة احمللية في املوضوع ،وأن احملكمة في إطار رقابتها كلفت مجلس الوصاية
املطعون ضده باإلدالء بتقرير السلطة احمللية اإلقليمية الذي استند إليه القرار الطعني
وتخلف عن احلضور جللسات البحث املأمور بها مبقتضى احلكم التمهيدي عدد 552الصادر
بتاريخ 2010/10/07مما لم ميكن احملكمة من بسط رقابتها على التقرير املذكور خاصة،
السيما أن اإلدارة ال متلك حرية مطلقة في إصدار القرارات اإلدارية وإمنا تتقيد إرادتها بقيام
حالة واقعية أو قانونية تسوغ اتخاذه وأنه يترتب على عدم مشروعية السبب تعيب القرار،
ذلك أن صحة القرار اإلداري تتحدد باألسباب التي قام عليها ومدى سالمتها على أساس
األصول الثابتة في األوراق وقت صدور القرار ومدى مطابقتها للنتيجة التي انتهت إليها
وبحث ذلك يدخل في صميم اختصاص احملكمة للتحقق من مدى مطابقة القرار للقانون
والتأكد من مشروعيته.
وحيث إن تخلف اإلدارة عن جلسة البحث وإحجامها عن اإلدالء بتقرير السلطة احمللية
اإلقليمية املنجز بتاريخ 2007/03/02الذي استند إليه القرار الطعني دليل على انحرافها
في استعمال السلطة سيما وأنه من الوثائق احملتكرة لديها ،فكان بذلك قرارها متسما
بالشطط في استعمال السلطة وواجب اإللغاء.
التوجهات الق�ضائية يف منازعات �أمالك الدولة 258
وحيث إنه فيما يخص الوسيلة املستمدة من عدم توصل الطاعنني بأي إجراء أو إعالم
قبل صدور القرار املطعون فيه مما حرمهم من تقدمي حججهم ووثائقهم أمام مجلس الوصاية،
فإنه بتفحص القرار املذكور يتبني أنه ال دليل على استدعاء الطاعنني حلضور اجللسة التي
عقدها مجلس الوصاية بتاريخ 2007/6/14للنظر في موضوع النزاع أو تكليفهم لإلدالء
بالوثائق املعززة ملوقفهم ،األمر الذي يشكل حرمانا لهم من مبدأ حق الدفاع الذي يعتبر من
املبادئ القانونية الواجب احترامها والتقيد بها.
وحيث إنه فيما يخص الوسيلة املستمدة من انعدام التعليل فإنه ملا كان كل قرار إداري
ينطوي على أسباب تبرره سواء من الناحية الواقعية أو القانونية ولئن كانت اإلدارة مبدئيا
ملزمة بتضمني قرارها التعليل إلصداره إال أنها ملزمة كذلك بهذا التعليل أثناء جوابها
على الطعون املقدمة ضد ذلك القرار أمام هيئة احملكمة مبناسبة تبليغها عريضة الطعن.
وحيث إن مجلس الوصاية على أراضي اجلماعات الساللية امتنع عن اجلواب واإلدالء
بأوجه دفاعه واحلضور في جلسات البحث التي عقدتها احملكمة مبناسبة النازلة رغم توصله
بصفة قانونية ولم يعلل قراره الطعني تعليال كافيا.
وحيث أنه تبعا لذلك تكون الوسائل املثارة مبنية على أساس قانوني وواقعي سليم مما
يتعني معه احلكم بإلغائه مع ترتيب اآلثار القانونية على ذلك.
املنطوق
وتطبيقا ملقتضيات القانون رقم 90/41احملدث للمحاكم اإلدارية.
لهذه الأ�سباب
حكمت احملكمة اإلدارية بالدار البيضاء علنيا ابتدائيا وحضوريا.
يف ال�شكل :بقبول الطلب.
يف املو�ضوع :إلغاء قرار مجلس الوصاية عدد /11م.و 07/06/الصادر بتاريخ
،2007/6/14مع ترتيب اآلثار القانونية على ذلك.
بهذا صدر احلكم في اليوم والشهر والسنة أعاله...............................
�إم�ضاء:
كاتب الضبط
املقرر
الرئيس
259 توجهات املحاكم الإدارية
القاعـــدة
-يخت�ص املجل�س الأعلى بالبت ابتدائيا وانتهائيا يف طلبات الإلغاء ب�سبب جتاوز ال�سلطة
املتعلقة باملقررات التنظيمية والفردية ال�صادرة عن الوزير الأول ....طلب �إلغاء مقرر
التحديد الإداري مللك خمزين وفقا لأحكام ظهري 3يناير 1916ب�سن نظام خا�ص لتحديد �أمالك
الدولة يندرج �ضمن االخت�صا�ص النوعي للمجل�س الأعلى ....عدم اخت�صا�ص املحكمة
الإدارية نوعيا للبت يف الطلب....نعم.
الوقائع
بناء على املقال االفتتاحي للدعوى املقدم من طرف املدعني بواسطة نائبهم أمام كتابة
ضبط هذه احملكمة بتاريخ 2010-07-12واملعفى من أداء الرسم القضائي يعرضون فيه
أنهم ميلكون على الشياع العقار الكائن ....بدكالة حسب رسم امللكية عدد ...صحيفة
...كناش رقم ...توثيق اجلديدة وهو عبارة عن مجموعة من البقاع كانت عبارة عن أرض
عارية إلى أن فوجئوا باملرسوم الوزاري املؤرخ في 18أبريل 1963القاضي بإجراء عملية
التحديد اإلداري للتالل الرملية املسماة اجلديدة فاستصدروا عن هذه احملكمة أمرا بإجراء
معاينة واستجواب أكد من خاللها احملافظ أن التحديد اإلداري طال 7بقع مساحتها ....
هكتارا ويحدها البحر والتالل الرملية موضحني أنهم تضرروا كثيرا من عملية التحديد على
أساس أنها لم تؤسس على أساس قانوني سليم ذلك أن التحديد املذكور شابه عدة خروقات
وأنه غير قانوني ولم يتقيد مبقتضيات ظهير 1916-01-13بسن نظام خاص لتحديد
أمالك الدولة ملتمسني احلكم بإلغاء التحديد اإلداري املؤرخ في 18أبريل 1963مع ما
يترتب عن ذلك قانونا مع شمول احلكم بالنفاذ املعجل وحتميل املدعى عليهم الصائر وأرفقوا
مقالهم بالوثائق التالية:
-نسخة مطالبة لألصل من رسم امللكية عدد ....صحيفة ....كناش رقم ....
توثيق اجلديدة.
-نسخة مطالبة لألصل من رسم امللكية عدد ....صحيفة ....كناش رقم....
توثيق اجلديدة.
261 توجهات املحاكم الإدارية
-نسخة مطالبة لألصل من رسم امللكية عدد ....صحيفة ....كناش رقم ....
توثيق اجلديدة.
-صورة شمسية من عقد الشراء.
-أصل محضر املعاينة واالستجواب.
وبناء على املذكرة اجلوابية للمصلحة اإلقليمية للمياه والغابات باجلديدة املقدمة بواسطة
نائبها في جلسة 2010/09/02التمست فيها أساسا التصريح بعدم االختصاص النوعي
لكون التحديد اإلداري للملك العمومي يتخذ مبقتضى مرسوم الذي يعتبر مقررا تنظيميا
يصدر عن الوزير األول وأن املقررات التنظيمية والفردية الصادرة عنه يختص بالبت فيها
املجلس األعلى واحتياطيا في الشكل احلكم بعدم قبول الطلب لعدم إدالء املدعني برسوم
إراثة مورثيهم الذين ينسبون إليهم امللك في األصل ولعدم إثبات استمرار امللك إلى أن
تركوه لورثتم واحتيايطا جدا التمست حفظ حقها في اجلواب في املوضوع إن أثبت املدعون
أهليتهم وصفتهم ومصلحتهم في التقاضي مع ما يترتب عن ذلك قانونا.
وبناء على مذكرة جواب وزير الفالحة والصيد البحري املقدمة في أجل 2010/11/02
التمس فيها إخراج وزارة الفالحة من الدعوى لكونها غير معنية بالنزاع والنعدام شرطي
الصفة واملصلحة.
وبناء على مذكرة جواب جماعة سيدي عابد املقدمة بواسطــــة نائبها فــــي أجـــل
2010-12-14التمست فيها أساسا التصريح بعدم قبول الطلب شكال لعدم اإلدالء
باإلراثات والتحديد اإلداري املؤرخ في 1963-04-18املطعون فيه واملطلب الذي انبنى
عليه التحديد املذكور ومن جهة أخرى لكون عملية التحديد اإلداري طالها التقادم لكونها
ترجع ألكثر من 46سنة واحتيايطيا في املوضوع التمست حفظ حقها في التعقيب بعد
إصالح املسطرة وحتميل الطرف املدعي الصائر مع ما يترتب عن ذلك قانونا.
وبناء على مذكرة جواب الوكيل القضائي للمملكة املقدمة في أجل 2011/01/25أكد
فيها أساسا أن احملكمة اإلدارية غير مختصة للبت في الطلب لكون ذلك ينعقد للمجلس
األعلى تطبيقا للمادة 9من القانون رقم 90.41احملدث للمحاكم اإلدارية ملتمسا التصريح
بعدم انعقاد االختصاص النوعي لهذه احملكمة مع إعمال مقتضيات الفقرة األولى من املادة
13من القانون رقم 90.41أعاله واحتياطيا حفظ حقه في اإلدالء بالدفوع وأوجه الدفاع
التي قد يتطلبها الرد على مقال الطعن إذا ما ارتأت احملكمة لذلك موجبا وضرورة.
التوجهات الق�ضائية يف منازعات �أمالك الدولة 262
املنطوق
وتطبيقا للقانون 41/90احملدث للمحاكم اإلدارية وخاصة منه املواد 12 ،9 ،8و. 13
لهذه الأ�سباب
حكمت احملكمة اإلدارية بالدار البيضاء علنيا ابتدائيا وحضوريا:
بعدم اختصاص هذه احملكمة نوعيا للبت في الطلب
بهذا صدر احلكم في اليوموالشهروالسنة أعاله.....................................
�إم�ضاء:
كاتب الضبط
املقرر الرئيس
التوجهات الق�ضائية يف منازعات �أمالك الدولة 264
القاعـــدة
حق الدولة يف ا�سرتجاع ملكية العقارات الفالحية �أو القابلة للفالحة رهني بتحقق ال�رشوط
املن�صو�ص عليها يف الظهري ال�رشيف مبثابة قانون رقم 213.73.1بتاريخ 26حمرم 1393
( 2مار�س )1973الذي تنقل مبوجبه �إىل الدولة ملكية العقارات الفالحية �أو القابلة للفالحة
التي ميلكها �أ�شخا�ص ذاتيون �أجانب �أو �أ�شخا�ص معنويون ،ومن بينها ال�صبغة الفالحية
للعقار مو�ضوع النزاع ....طلب التعوي�ض عن ال�رضر الالحق باملدعية جراء ا�سرتجاع
عقارها ....ثبوت طابعه الفالحي يجعل طلب التعوي�ض غري م�ؤ�س�س قانونا ....احلكم
برف�ضه....نعم.
الوقـائــع
بناء على املقال االفتتاحي للدعوى املقدم من طرف الشركة املدعية بواسطة نائبها أمام
كتابة ضبط هذه احملكمة بتاريخ ،2009-09-30واملؤداة عنه الرسوم القضائية ،تعرض
فيها أنها كانت متلك العقار املسمى .......موضوع الرسم العقاري عدد ....الكائن
بالطريق الساحلية زناتة احملمدية البالغة مساحته......املضمن بسجالت احملافظة على
األمالك العقاري واملسح الطبوغرافي باحملمدية ،وأن الدولة املغربية وبناء على الظهير
الشريف مبثابة قانون رقم 1.73.213املؤرخ في 26محرم 2( 1393مارس )1973قامت
بتحويل العقار املذكور لفائدتها وذلك مبوجب القرار الوزاري املشترك عدد 537.90املنشور
باجلريدة الرسمية عدد 4048بتاريخ 30ماي 1990وأن الفصل 8من الظهير املذكور
ينص على أنه يترتب عن نقل امللكية املشار إليه في الفصل 1من نفس الظهير منح
تعويض طبق شروط حتدد فيما بعد ،موضحة أنها ولغاية يومه لم تتوصل بأي تعويض
عن نقل ملكية عقارها وأنه إضافة إلى وجود الفصل الصريح املذكور فإن مسؤولية الدولة
بدون خطأ قائمة في النازلة لوجود عالقة سببية بني الفعل والضرر مما تكون معه محقة في
املطالبة بالتعويض عن فقدان عقارها وهو ما يندرج ضمن االجتاه اجلديد للقضاء اإلداري
الذي غير موقفه من املبدأ التقليدي وأصبح يسمح بالتعويض عن القوانني املشروعة ،ذلك
أن احلكم عدد 928الصادر عن احملكمة اإلدارية بالدار البيضاء بتاريخ 2003-12-17
أكد أن القوانني املشروعة ال حتول دون إقرار مسؤولية الدولة عن األضرار الالحقة بالغير
تطبيقا ملبدأ املساواة أمام األعباء العامة ،مضيفة أنها ولتحديد طبيعة العقار وتقدير
حجم التعويض املترتب عن الضرر قامت بإجناز خبرة في املوضوع تبني من خاللها أن العقار
موضوع الطلب كان يدخل ضمن األراضي الفالحية املسترجعة من طرف الدولة املغربية بناء
على ظهير 2مارس 1976أعاله ويقع باملنطقة الصناعية زناتة وأن قيمة املتر املربع تتراوح
بني 2.000.00و 4.000.00درهما ،ملتمسة احلكم من أجل ما سبق بتعويض مسبق قدره
التوجهات الق�ضائية يف منازعات �أمالك الدولة 266
10.000.00درهما مع حفظ حقها في اإلدالء مبستنتجاتها على ضوء اخلبرة بناء على جواب
املدعى عليها .وأرفقت مقالها بالوثائق التالية:
-نسخة عادية من أمر قضائي لتحديد ما إذا كان العقار يدخل ضمن منطقة فالحية
أم ال.
-نظير تقرير خبرة اخلبير محمد معروف
-أصل تقرير خبرة اخلبير محمد معروف.
-صورة شمسية من الظهير الشريف مبثابة قانون رقم 1.73.213أعاله.
-صورة شمسية من اجلريدة الرسمية عدد .4048
وبناء على مذكرة إسناد النظر املرفقة بالوثائق املقدمة من طرف الشركة املدعية بواسطة
نائبها في جلسة ،2010/05/24التمست فيها متتيعها مبا ورد في مقالها االفتتاحي
وأرفقت مذكرتها تأكيدا للصفة بالوثائق التالية:
-نسخة مصادق عليها من القانون األساسي للشركة
-صورة شمسية من اجلريدة الرسمية عدد 4048بتاريخ .1990-05-30
-أصل شهادة امللكية.
وبناء على املذكرة اجلوابية املقدمة و من طرف الوكيل القضائي للمملكة فــــي أجـــــل
،2010-07-06أكد فيها حول عدم االختصاص النوعي أن الطلب يخرج عن اختصاص
القضاء اإلداري ،ذلك أن هذا الطلب إن كان أساسه اإلدعاء باستحقاق تعويض عن
استرجاع عقار في ظل مقتضيات ظهير 2مارس ،1973فإنه ال ميكن أن يعتبر في أي
حال من األحوال من ضمن الطلبات التي تقع في دائرة مقتضيات املادة 8من القانـــون
رقم 90-41التي جعلت اختصاص النظر في طلبات التعويض املوكولة إلى القضاء اإلداري
مقصورة على تلك التي تنجم عن نشاط من نشاطات أشخاص القانون العام ،أي أن يكون
التعويض املطالب به مستحقا جراء أثر من آثار نشاط من نشاطات املرفق العام ومبعنى
أدق أن هذا االختصاص ينحصر في األعمال واألفعال التي ترتب املسؤولية التقصيرية لهذا
املرفق ،موضحا أن استرجاع عقار في ملكية أجنبي ضمن نطاق أحكام ظهير 2مارس 1973
ال يدخل في إطار األعمال املرتبة ألية مسؤولية في حد ذاتها ما دامت أنها تستند إلى نص
قانوني صريح ،ومعلوم أنه في حال وجود نص قانوني يشرع العمل فال مجال للقول أن ذلك
العمل أو النشاط يرتب مسؤولية ،وبجانب ذلك فإن عملية استرجاع األراضي تعد من قبيل
267 توجهات املحاكم الإدارية
أعمال السيادة التي تخرج عن رقابة القضاء وال تترتب عنها مسؤولية وفقا ملا استقر عليه
الفقه والقضاء .ويتجلى من ذلك أن عملية استرجاع عقار في إطار ظهير 2مارس 1973
ليس من األعمال التي تستتبع في حد ذاتها مسؤولية الدولة ،مما يجعلها تخرج عن دائرة
ونطاق مقتضيات املادة الثامنة من القانون رقم 41-90أعاله ،مؤكدا أنه لن يقدح في هذا
القول كون ظهير 2مارس 1973قد نص على تعويض مستحق جراء تطبيق مقتضياته ،إذ
أنه في جميع األحوال يظل النظر في هذا الطلب خارجا عن اختصاص القضاء اإلداري ما
دام أنه ال وجود ملقتضى قانوني يجعل اختصاص النظر فيه موكوال إلى هذه اجلهة ،وبالتالي
فإن استبعاد الطلب احلالي عن نطاق املادة الثامنة من القانون رقم 41-90وانتفاء أي نص
أو مقتضى آخر يجعل من اختصاص القضاء اإلداري النظر في التعويضات املرتكزة على
ظهير 2مارس ،1973فإن األمر يعود إلى األصل أي إلى احملكمة التي لها الوالية العامة،
وأن ما يعزز هذا الطرح ويؤكده ويدعمه ،هو ما نصت عليه املادة الثامنة من ظهير 2مارس
1973حينما أكدت على أن حتديد شكليات أداء التعويض سيتم فيما بعد ،وهو ما جسدته
بعد ذلك اتفاقيات دولية أبرمت بني الدولة املغربية ودول الرعايا األجانب الذين استرجعت
من بني أيديهم تلك العقارات ،وأن هذه االتفاقيات ،وعلى وجه اخلصوص ،االتفاقية املبرمة
بني اململكة املغربية واململكة البلجيكية أكدت على انتفاء أية عالقة مباشرة بني الدولة
املغربية واملالك السابقون للعقارات املسترجعة ،إذ جعلت صرف التعويض املؤدى من طرف
الدولة املغربية من اختصاص الدولة البلجيكية ،ومن مت ،فحتى على فرض االستشهاد
مبقتضيات الفصل 8من ظهير 2مارس 1973للقول أنه يضع في ذمة الدولة املغربية حقا
في التعويض وأنه بالتالي يجوز للقضاء املغربي وعلى رأسه القضاء اإلداري أن يفصل
في هذا النزاع فإن هذا القول يتوارى بعد ذلك أمام وضوح مقتضيات الفصل الثامن من
ظهير 2مارس 1973ووجود االتفاقية التي جعلت مطالبة األجانب في التعويض يتم في
مواجهة دولتهم وليس الدولة املغربية ،مضيفا أن تناول هذه املقتضيات في هذا اإلطار
مراده التأكيد على خروج الطلب عن اختصاص القضاء اإلداري ،ألن األمر ال يتعلق في آخر
املطاف إال بحق ألجنبي هو في ذمة دولته ،ومن مت ال سلطة للقضاء املغربي للبت في مدى
استحقاقها من عدمه ،ملتمسا تصريح احملكمة بعدم اختصاصها للنظر في هذا الطلب ،ألن
العبرة في حتديد هذا االختصاص هو بالتكييف القانوني السليم له وليس بالوصف الذي
منحته املدعية له .وفي املوضوع أكد عدم ارتكاز طلب التعويض على أي أساس ،مذكرا
بأن استرجاع العقار من بني يدي األجنبي كان وفقا لظهير 2مارس ،1973وأن املادة
الثامنة من هذا القانون إن كانت أسست احلق في التعويض عن عملية االسترجاع املذكورة
التوجهات الق�ضائية يف منازعات �أمالك الدولة 268
فقد جعلت هذا املبدأ مقيدا ومحددا من حيث شروطه واجلهة املستفيدة منه إلى غير ذلك من
اإلجراءات املرتبطة بأدائه وصرفه ،وهذه اإلجراءات قد مت حتديدها بالنسبة للرعايا األجانب
البلجيكيني في اتفاقية أبرمت بني الدولة املغربية والدولة البلجيكية بتاريخ 1976/07/12
والتي متت املوافقة عليها مبوجب الظهير الشريف مبثابة قانون رقم 1.73.213الصادر بتاريخ
26محرم 2(1393مارس )1973والذي مت نشره باجلريدة الرسمية عدد 3644املؤرخة
في فاحت شتنبر 1982مبوجب الظهير رقم 1.81.308الصادر بتاريخ ،1982/05/06وأن
الفصل األول من االتفاقية املذكورة نص على أن احلكومة املغربية تدفع حلكومة اململكة
البلجيكية تعويضا جزافيا ونهائيا عن املمتلكات واملصالح الفالحية البلجيكية باملغرب،
مضيفا أن اململكة البلجيكية قد التزمت بتحمل أداء هذه التعويضات إلى مستحقيها.
وذلك طبقا للفصل السادس من نفس االتفاقية وأن هذا ما أكده القضاء املغربي في العديد
من أحكامه وعلى رأسها احلكم عدد 2008/370الصادر عن احملكمة اإلدارية بأكادير
بتاريخ 2006/07/02ش ملتمسا ارتكاز الطلب على أساس التصريح برفض الطلب.
وأرفق مذكرته بالوثائق التالية:
-صورة من االتفاقية املبرمة بني اململكة املغربية واجلمهورية البلجيكية.
-صورة من احلكم الصادر عن احملكمة اإلدارية بأكادير.
وبناء على مذكرة تعقيب املدعية املقدمة بواسطة نائبها في أجل ،2010/10/26
عقب حول الدفع بعدم االختصاص النوعي بأن احلكم الصادر عن احملكمة اإلدارية بأكادير
املتمسك به من طرف الوكيل القضائي لتعزيز الدفع املثار قضى بقبول الطلب مما يفيد أن
االختصاص النوعي قائم للقضاء اإلداري مدليا بنسخة من قرار الغرفة اإلدارية باملجلس
األعلى عدد 104وتاريخ 2008/02/13الصادر في امللف اإلداري عدد 2007/1/4/633
القاضي بتأييد احلكم املذكور فيما انتهى إليه عن صواب بتصريحه باختصاص احملكمة
اإلدارية للبت في الطلب ،وفي املوضوع أكدت املدعية أنه بالرجوع إلى مضمون االتفاقية
أعاله ال يوجد ما يفيد واقعة استالم دولة بلجيكا للمبالغ موضوع االتفاقية وإثبات تطبيق
البروتوكول التابع لها وغياب الئحة املستفيدين من التعويض ،وحول الدفع بكون عملية
استرجاع األراضي من يد األجانب يدخل في أعمال السيادة أكدت أن ذلك مردود بدليل
الفصل الثامن من الظهير املذكور الذي نص على التعويض وكذا االجتهاد القضائي الذي
أكد أن القوانني املشروعة ال حتول دون إقرار مسؤولية الدولة عن األضرار الالحقة بالغير
269 توجهات املحاكم الإدارية
تطبيقا ملبدأ املساواة أمام األعباء العامة ،ملتمسة رد دفوعات الوكيل القضائي للمملكة
ومتتيعها مبا ورد في مقالها االفتتاحي ومذكرتها اجلوابية.
وبناء على مقتضيات احلكم العارض البات في االختصاص الصادر بتاريخ
2009/12/02حتت عدد ،1748القاضي برد الدفع بعدم االختصاص النوعي والتصريح
باختصاص هذه احملكمة نوعيا للبت في الطلب ،املبلغ بتاريخ 2011/02/22إلى مثير
الدفع الوكيل القضائي للمملكة وعدم استئنافه داخل األجل احملدد قانونا.
وبناء على مذكرة املستنتجات النهائية املقدمة من طرف املدعية بواسطة نائبها بتاريخ
،2011/04/27التمست فيها احلكم مبا ورد في مقالها االفتتاحي ومذكراتها التعقيبية.
وبناء عدم إدالء الوكيل القضائي للمملكة مبستنتجاته النهائية رغم إعالمه بذلك
وتوصله بصفة قانونية بتاريخ .2011/04/19
وبناء على مقتضيات القانون رقم 90.41احملدثة مبوجبه احملاكم اإلدارية.
وبناء على قانون املسطرة املدنية.
وبناء على األمر بالتخلي واإلبالغ لألطراف الصادر بتاريخ .2011/05/17
وبناء على اإلعالم بإدراج القضية جاهزة باجللسة العلنية املنعقدة بتاريخ .2011/06/09
وبناء على املناداة على الطرفني ومن ينوب عنهما وعدم حضورهم رغم توصل الوكيل
القضائي للمملكة بصفة قانونية باألمر بالتخلي.
وبعد االستماع إلى اآلراء الشفهية للمفوض امللكي للدفاع عن القانون واحلق التي أكد
من خاللها مستنتجاته الكتابية الرامية إلى احلكم برفض الطلب لكونه غير مؤسس قانونا،
تقرر حجز القضية للمداولة قصد النطق باحلكم في جلسة .2011/06/16
عقارها من طرف الدولة املغربية عمال بالظهير الشريف مبثابة قانون رقم 213.73.1بتاريخ
26محرم 2( 1393مارس )1973الذي تنقل مبوجبه إلى الدولة ملكية العقارات الفالحية
أو القابلة للفالحة التي ميلكها أشخاص ذاتيون أجانب أو أشخاص معنويون.
وحيث أجابت اإلدارة املطلوبة في الدعوى بواسطة الوكيل القضائي للمملكة مالحظة
أن طلب التعويض ال يرتكز على أساس لكونه مشموال مبقتضيات االتفاقية التي سبق أن
أبرمتها الدولة املغربية مع الدولة البلجيكية ،وأن الدولة املغربية أدت تعويضا إجماليا
وجزافيا عن جميع األراضي التي استرجعتها من الرعايا البلجيكيني األجانب لدولتهم.
وحيث عقبت املدعية بواسطة نائبها ملتمسة استبعاد الدفوع الواردة في اجلواب أعاله،
واحلكم وفق ما جاء في املقال االفتتاحي.
وحيث إنه بعد دراسة احملكمة لكافة معطيات القضية تبني لها أن الطلب أسس على
وسيلة وحيدة مستمدة من مبدأ التعويض استنادا إلى الفصل 8من الظهير الشريف مبثابة
قانون رقم 243.73.1بتاريخ 02مارس 1973واستنادا إلى مبدأ القوانني املشروعة.
لكن حيث إن الثابت قانونا أنه لتطبيق مقتضيات الفصل األول من الظهير الشريف
أعاله املنقولة مبوجبه إلى الدولة ابتداء من تاريخ نشره ملكية العقارات الفالحية أو القابلة
للفالحة الكائنة كال أو بعضا خارج الدوائر احلضرية ،والتي ميلكها أشخاص ذاتيون أجانب
أو أشخاص معنويون ،يجب توفر شرط أساسي وجوهري هو كون األرض املذكورة فالحية
كال أو جزءا أو تكتسي طابعا فالحيا.
وحيث يؤخذ من أوراق امللف ،وخاصة تقرير اخلبرة املنجزة بتاريخ 2009/07/22من
طرف اخلبير محمد معروف املتمسك بها من طرف املدعية ،أن العقار موضوع الطلب هو
من ضمن العقارات التي مت وضع اليد عليها من طرف الدولة املغربية سنة 1992بناء على
ظهير 1973أعاله مؤكدا أنه حسب مصلحة الهندسة الطبوغرافية باحملمدية زناتة فإنه كان
يدخل في إطار املنطقة القروية اخلاصة باالستغالل الفالحي وأصبح فيما بعد متواجدا في
جهة حتولت إلى منطقة صناعية بالقرب من الطريق الشاطئية رقم 111املطلة على احمليط
األطلسي.
وحيث إن اخلبرة املدلى بها من طرف املدعية تغني احملكمة عن أي إجراء من إجراءات
حتقيق الدعوى ،وفي غياب ما يفيد يقينا أن العقار كان بتاريخ نشر الظهير املذكور غير
فالحي ،فضال عن إقرار املدعية نفسها في مقالها االفتتاحي بالطابع الفالحي للعقار
271 توجهات املحاكم الإدارية
موضوع النزاع ،األمر الذي يكون معه الطلب غير مؤسس قانونا مما يناسب احلكم برفضه.
وحيث إن خاسر الدعوى يتحمل صائرها.
املنطوق
وتطبيقا ملقتضيات الفصول 1-3-4-5-7-8-12و 13من القانون رقم 41/90
احملدثة مبوجبه احملاكم اإلدارة.
لهذه الأ�سباب
حكمت احملكمة اإلدارية بالدار البيضاء علنيا ابتدائيا حضوريا:
يف ال�شكل :بقبول الطلب.
يف املو�ضوع :برفضه وإبقاء الصائر على رافعه.
بهذا صدر األمر في اليوم والشهر والسنة أعاله.....................................
�إم�ضاء
كاتب الضبط
املقرر الرئيس
273
املبــــد�أ
تقدمي دعوى الإلغاء من طرف �أكرث من مدع يجعل تنازل بع�ضهم عن هذه الدعوى دون البع�ض
الآخر ال يحول دون نظر املحكمة يف مو�ضوعها ،ما دامت دعوى الإلغاء غري قابلة بطبيعتها
للتجزئة وهذا يقت�ضي ت�سليط الق�ضاء رقابته على م�رشوعية القرار الإداري ولو تنازل �أحد
املدعني �أو جلهم عن طلب الإلغاء املوجه �ضده.
�إن احلب�س املعقب غري امل�صفى يجعل الأمالك اخلا�ضعة له غري قابلة للتفويت ،و�أن القرار
ال�صادر عن املجل�س اجلماعي بالرتخي�ص لأحد من الأغيار غري املحب�س عليهم ب�إحداث جتزئة
فوق عقار حمب�س يعترب مت�سما بتجاوز ال�سلطة لعيب خمالفة القانون وموجبا بالتايل للإلغاء.
بناء على املقال االستئافي املقدم بتاريخ 2007/08/09من طرف اجلماعة القروية
سيدي رحال بواسطة نائبها األستاذ ....ضد احلكم الصادر عن احملكمة اإلدارية بالدار
البيضاء بتاريخ 2007/06/18حتت عدد 469في امللف رقم 06/720غ.
وبناء على املذكرة اجلوابية املدلى بها بتاريخ 2008/07/02من طرف دفاع املستأنفة
الرامية إلى إلغاء احلكم املستأنف واحلكم تصديا باإلشهاد على تنازل املستأنف عليه
عن طعنه.
وبناء على تنصيب قيم في حق املستأنف عليه الثاني.
وبناء على األوراق األخرى املدلى بها في امللف .
وبناء على املادتني اخلامسة واخلامسة عشر من القانون رقم 03.80احملدثة مبوجبه
محاكم استئناف إدارية.
وبناء على قانون املسطرة املدنية.
وبناء على األمر بالتخلي الصادر بتاريخ .2008/10/17
وبناء على اإلعالم بتعيني القضية في اجللسة العلنية املنعقدة بتاريخ .2008/12/17
وبناء على املناداة على األطراف ومن ينوب عنهم وعدم حضورهم.
وبعد تالوة املستشار املقرر السيد .........لتقريره في اجللسة ،واالستماع إلى اآلراء
الشفهية للمفوض امللكي للدفاع عن القانون واحلق السيد ،...........والذي أكد فيها
ما جاء في مستنتجاته الكتابية الرامية إلى إلغاء احلكم االبتدائي واحلكم تصديا بعدم
قبول الدعوى واحتياطيا التصريح بأن الطلب أصبح غير ذي موضوع ،فتقرر حجز القضية
للمداولة جللسة 2009/01/07قصد النطق بالقرار اآلتي بعده.
وحيث يبقى االستئناف املقدم ضد الطرف املذكور املتنازل عن الدعوى قد أصبح غير
ذي موضوع.
يف ال�شكل:
حيث إن االستئناف املقدم ضد املدعي الثاني ......بتاريخ 2007/08/09ضد احلكم
املشار إلى مراجعه أعاله قد توفرت فيه الشروط الشكلية املتطلبة قانونا لقبوله.
وفي املوضوع :حيث يستفاد من أوراق امللف واحلكم املستأنف أن السيدين ....قدما
بتاريخ 2006/11/15مقاال أدلى احملكمة اإلدارية بالدار البيضاء عرضا فيه أن األول
يستفيد إلى جانب مجموعة من األشخاص من احلبس املنصب على القطعة األرضية ذات
الرسم العقاري عدد 13990س الكائنة بدوار ..............جماعة ..................
دائرة برشيد وأن الثاني ....يكتري منه هكتار ونصف من هذه األرض احملبسة على مجموعة
من األشخاص محددة أسماؤهم بشهادة احملافظة العقارية من أجل استغاللها وأنها غير
قابلة بسبب طبيعتها احلبسية وعدم إخضاعها ألي وثيقة من وثائق التعمير غير أن رئيس
املجلس اجلماعي عمد بتاريخ 2005/12/23إلى إصدار قرار مبنح ترخيص للسيد ...فريق
بإحداث جتزئة عقارية مما سيخلق مضاربة عقارية باألرض احملبسة ،وأن القرار جاء خارقا
للقانون ومتسما بالشطط في استعمال السلطة طالبا إلغاءه ،وبعد جواب املدعى عليه
أصدرت احملكمة بتاريخ 2007/06/18حكمها القاضي بإلغاء القرار اإلداري الصادر
عن رئيس املجلس اجلماعي جلماعة سيدي رحال الشاطئ بتاريخ 2005/12/23حتت عدد
05/03القاضي مبنح ترخيص للسيد ..........بإحداث جتزئة عقارية مع ما يترتب على
ذلك قانونا ،وهو املطعون فيه باالستئناف
حيث متسك الطرف املستأنف من خالل مذكرته املؤشر عليها بتاريخ 2008/06/15
بتنازل الطاعن ...................ملتمسا إلغاء احلكم املستأنف واحلكم تصديا
باإلشهاد على التنازل.
وحيث إن دعوى اإللغاء تعتبر دعوى عينية تستهدف إلغاء قرار إداري من خالل
رقابة القضاء ملشروعيته وهي بذلك غير قابلة بطبيعتها للتجزئة وبالتالي فإن تنازل
املدعي األول ( ) ..................عن دعوى اإللغاء ال يحول دون تسليط رقابته
على مشروعية القرار اإلداري املطعون فيه ما دام املدعي الثاني ( )..................
لم يتنازل عن الطعن املقدم ضد نفس القرار مما يتعني استبعاد الدفع املثار من طرف
املستأنفة في هذا الشأن.
وحيث إنه من جهة أخرى يتبني من شهادة الرسم العقاري رقم 13990س أن امللك
املسمى ( )........................محبس على 165شخصا ،وتشير الفقرة األخيرة
منه على أنه مينع أي تفويت في امللك املذكور كما أنه ال يوجد بامللف ما يفيد تصفية احلبس
املعقب طبقا للقانون.
وحيث من الثابت من أوراق امللف أن املستفيد من اإلذن بإحداث التجزئة على العقار
ليس من ضمن األشخاص احملبس عليهم العقار وهو ما يجعل طلبه غير مستوف ألحد
الشروط األساسية للحصول على اإلذن بإحداث التجزئة مما يجعل القرار املطعون فيه مخالفا
للقانون ويكون احلكم املستأنف ملا نحا هذا املنحى صائبا ويتعني تأييده.
لهذه الأ�سباب
قضت محكمة االستئناف اإلدارية علنيا انتهائيا حضوريا في حق املستأنف عليه نعناع
جنيب ،وغيابيا بقيم في حق املستأنف عليه :...............
)1باإلشهاد على تنازل ..............عن الدعوى وباعتبار االستئناف املوجه ضده
أصبح غير ذي موضوع
)2في الشكل :بقبول االستئناف املوجه ضد .......................
)3في املوضوع :بتأييد احلكم املستأنف
وبه صدر القرار وتلي في اجللسة العلنية املنعقدة بالتاريخ املذكور أعاله بقاعة اجللسات
العادية مبحكمة االستئناف اإلدارية بالرباط وكانت الهيئة متركبة من :
277 توجهات حماكم اال�ستئناف
السيد ..............................................................رئيسا
السيد............................... ................................مقررا
السيد ...............................................................عضوا
بحضور املفوض امللكي للدفاع عن القانون واحلق السيد..........................
ومبساعدة كاتبة اجللسة السيدة...............................................
التوجهات الق�ضائية يف منازعات �أمالك الدولة 278
القاعـــدة
�إن �أمالك الدولة العامة نظرا لعدم قابليتها للتفويت ولعدم �رسيان التقادم عليها ال ميكن �أن
تت�رضر من جراء التحفيظ.
أصدرت محكمة االستئناف بالرباط وهي تبت في املادة العقارية مؤلفة من السادة :
أذ .محمد صواليح..............................................رئيسا ومقررا
أذ .عبد الرحيم الشهبي العلوي.......................................مستشارا
أذة فاطمة ميمون ...................................................مستشارة
وبحضور السيد ...........................................ممثل النيابة العامة
ومبساعدة السيدة نادية ملسوكر .....................................كاتبة الضبط
القرار التايل:
بني :اجلماعة احلضرية لباب ملريسة سال في شخص ممثلها القانوني
موطنها املختار مبكتب األستاذ عمر العلوي احملامي بهيئة الرباط
بوصفها مستأنفة من جهة
وبني :وزارة التجهيز والنقل في شخص ممثلها القانوني مقرها بالرباط ،
السيد املدير اجلهوي للتجهيز للرباط وسال زمور مبقر مكاتبه بالرباط ،
السد احملافظ على األمالك العقارية بسال.
بوصفهم مستأنفا عليهم من جهة أخرى
بناء على مقال االستئناف املسجل واملؤداة عنه الرسوم القضائية بتاريخ 2005/1/14
279 توجهات حماكم اال�ستئناف
املقدم من طرف دفاع املستأنفة والهادف إلى التصريح بإلغاء احلكم الصادر عن ابتدائية
سال بتاريخ 2004/10/12في امللف العقاري الصادر عن املدير اجلهوي للتجهيز للرباط
سال زمور زعير على املطلب عدد ....مع إرجاع امللف إلى السيد احملافظ على األمالك
العقارية بسال التخاذ املتعني بعد صيرورة احلكم نهائيا.
الوقـائـع
- 1بناء على مطلب التحفيظ عدد .....املقدم من طرف اجلماعة احلضرية لسال
باب املريسة الهادف إلى حتفيظ امللك املعروف باملخيم البلدي اعتمادا على رسم امللكية
العدلي املؤرخ في 1997/12/19بناء على التعرض املقيد بتاريخ 2002/10/28كناش
...عدد ...الصادر عن السيد املدير اجلهوي للتجهيز للرباط سال زمور زعير وهو تعرض
كلي على أساس أن أرض املطلب تشكل جزءا من امللك العمومي البحري الذي مت حتديده
بواسطة مسطرة إدارية مت في شأنها استصدار مرسوم حتديد مدرج باجلريدة الرسمية عدد
4199بتاريخ .1993/4/21
بعد إحالة امللف على احملكمة ومناقشة القضية واستنادا على معطيات امللف مبا في
ذلك اخلبرة التي أمرت بإجنازها بواسطة اخلبير احمللف عموري بنعاشير أصدرت حكمها
املطعون فيه واملشار إلى منطوقه ومراجعه أعاله.
- 2بعد عرض موجز للوقائع الحظت اجلهة املستأنفة أن احملكمة االبتدائية عوض
استقراء الوثائق والظهائر واملراسيم املدلى بها الكتشاف أن ما ورد في تعرض وزارة التجهيز
ال محل له من قواعد اإلثبات ومجرد افتراء على أمالك الغير ،وأن نشر املرسوم في اجلريدة
الرسمية ال يعني أي شيء لسبب بسيط وهو عدم بيان احلدود احلقيقية والشريط احلدودي
للحد البحري علما بأن اخلبير نفسه لم يبني احلدود اخلاصة بامللك العام وأن أمالك مجاورة
للمحل موضوع النزاع مت حتفيظها مبوافقة وزارة التجهيز هذا من جهة ومن جهة أخرى فقد
أدلت بوثائق ومن ضمنها ملكيتها ملوضوع التعرض لسنوات طويلة وهذه الوثائق لم يتم الرد
عنها مبقبول والتمست في األخير إلغاء احلكم املستأنف والتصدي بعدم صحة التعرض.
أجابت املستأنف عليها بأن املستأنفة لم تطعن في احلكم التمهيدي وتبقى نتيجة هذا
األخير قائمة في امللف .وإن رسالتها حول رفع اليد عن عملية التحفيظ بالنسبة للمطلب
عدد ....املجاور لفارض ال عالقة لها بامللف ومبطلب التحفيظ عدد ....وأن تعرضها
أكدته اخلبرة املنجزة في املرحلة االبتدائية والتمست في األخير التصريح بتأييد احلكم
املستأنف.
التوجهات الق�ضائية يف منازعات �أمالك الدولة 280
أحيل امللف على النيابة العامة التي أدلت مبذكرتها املؤرخة في 2005/3/10الرامية
إلى تطبيق القانون.
أدرج امللف بجلسة 2005/9/6وفيها تقرر حجزه في املداولة.
لهذه الأ�سباب
إن محكمة االستئناف وهي تقضي علنيا حضوريا انتهائيا تصرح:
281 توجهات حماكم اال�ستئناف
�إم�ضاء:
كاتب الضبط
املستشار املقرر الرئيس
283
القاعـــدة
�إن التعوي�ض املحدد من طرف اللجنة الإدارية للتقييم هو جمرد اقرتاح يتوقف نفاذه على
املوافقة ال�رصيحة عليه من طرف املنزوعة ملكيته.
بنقل ملكية القطعة األرضية أعاله لفائدة الدولة (امللك اخلاص) من أجل املنفعة العامة
مقابل تعويض إجمالي قدره 160.000,00 :درهم على أساس ألف درهم للمتر املربع ،بحكم
استأنفته نازعة امللكية أمام محكمة االستئناف اإلدارية مبراكش ،التي قضت بعد استيفاء
اإلجراءات أمامها بتأييد احلكم املستأنف مبوجب قرارها املشار إلى مراجعه أعاله ،وهو
القرار املطعون فيه بالنقض.
في وسيلتي النقض مجتمعتني لالرتباط :
حيث تعيب الطاعنة القرار املطعون فيه بسوء التعليل املنزل منزلة انعدامه وبخرق
مقتضيات الفصل 20من القانون رقم 81-7املتعلق بنزع امللكية ،ذلك أن احملكمة عللته،
ملا أيدت احلكم املستأنف ،استنادا إلى السلطة التقديرية حملكمة الدرجة األولى املبنية على
التقديرات الواردة باخلبرتني املنجزتني في النازلة ،وبذلك اعتمدت العناصر املنصوص عليها
في الفصل 20أعاله ،على اعتبار أن التعويض في نازلة احلال يجب أال يتجاوز قيمة
العقار يوم آخر إيداع ألحد املقاالت بكتابة ضبط احملكمة اإلدارية ،الذي هو ،2007/1/7
وعلى أن التعويض احملدد من طرف اللجنة اإلدارية للتقييم مجرد اقتراح لم يوافق عليه
املنزوعة ملكيته صراحة ،بينما هذا تعليل قاصر ،إذ لم تنجز إال خبرة واحدة ،كما أن
تاريخ إيداع آخر مقال هو ،2009/1/7فضال عن أن تقرير اخلبرة لم يرفق بنماذج بيوعات
باملنطقة كعناصر للمقارنة وفق ما أمر به احلكم التمهيدي القاضي بإجراء خبرة ،واحملكمة لم
ترد على دفوع الطاعنة بخصوص العيوب التي شابت تقرير اخلبرة خالل املرحلة االبتدائية،
ومع ذلك استبعدت التعويض املقترح الذي ميثل السعر احلقيقي املعمول به باملنطقة ،واملدعم
بأمثلة عن البيوعات التي جرت هناك ،لذلك التمست نقض القرار املطعون فيه في شقه
املتعلق بتحديد التعويض عن نزع امللكية.
لكن ،حيث إنه ملا عللت احملكمة قرارها املطعون فيه عند تأييدها للحكم املستأنف
أمامها ،بكون محكمة الدرجة األولى حددت التعويض احملكوم به بناء على سلطتها
التقديرية املستخلصة من تقرير اخلبرة ،الذي أشار فيـــه اخلبير حسن فطاس إلى أن التعويض
الذي اقترحته في حدود ألف درهم للمتر املربع ،توصل إليه بعد البحث والتحريات التي
قام بهما بعني املكان حول الظروف االقتصادية والعقارية آخذا بعني االعتبار أثمان عقارات
أخرى مماثلة بنفس املنطقة واملواصفات ،باإلضافة إلى استفساره بعض السماسرة واملنعشني
العقاريني ،كما توصل إلى أن األثمنة باملنطقة حسب ما عرفه السوق العقاري بتاريخ
( 2009/1/7عوضا عن 2007/1/7الوارد خطأ بالقرار املطعون فيه والذي ال يعدو
285 توجهات حمكمة النق�ض
أن يكون مجرد خطأ مادي ليس إال) تتراوح ما بني 1000و 1500درهم للمتر املربع كل
حسب موقعه ومساحته ،فهي بذلك لم تخرق مقتضيات الفصل 20احملتج به ،فضال عن
أن التعويض احملدد من طرف اللجنة اإلدارية للتقييم ،كما جاء في تعليل احملكمة ،هو
مجرد اقتراح يتوقف نفاذه على املوافقة الصريحة عليه من طرف املنزوعة ملكيته ،مما يبقى
معه القرار املطعون فيه معلال مبا يكفي ولم يخرق املقتضى القانوني املذكور ،وما بالوسيلة
من دون أساس.
لـهـذه الأ�سـبـاب
قضى املجلس األعلى برفض الطلب وحتميل رافعه الصائر.
وبه صدر القرار وتلي في اجللسة العلنية املنعقدة بالتاريخ املذكور أعاله بقاعة اجللسات
العادية باملجلس األعلى بالرباط ،وكانت الهيئة احلاكمة متركبة من رئيس الغرفة اإلدارية
السيد أحمد حنني واملستشارين السادة :أحمد دينية ،عبد احلميد سبيال ،محمد محجوبي
مقررا ،سلوى الفاسي الفهري ،ومبحضر احملامي العام السيد سابق الشرقاوي ،ومبساعدة
كاتبة الضبط السيدة نفيسة احلراق.
كاتبة الضبط
املستشار املقرر رئيس الغرفة
التوجهات الق�ضائية يف منازعات �أمالك الدولة 286
املجل�س الأعلى
قرار عدد 56بجميع الغرف
�صادر بتاريخ 26يناير 2011
يف امللفان الإداريان امل�ضمومان
عـدد /2498 :و2003/1/4/2499
وزارة التجهيز والنقل
�ضـد �رشكة.....
القاعـــدة
�أجل الطعن بالإلغاء هو اجل جاء لتح�صني القرارات الإدارية وا�ستقرار املراكز القانونية.
البحرية امللكية وإبالغ املكتب بذلك وعقد إثر ذلك ثالث اجتماعات مع مسؤولي البحرية
امللكية مبن فيهم املفتش العام للوصول إلى حل يرضي األطراف رغم أن املدعية ال تربطها
أي عالقة مبحتلي األرض كما وجه لها رسالة في 1997/3/10يلزمها بضرورة تخصيص
مساحة لألندية احملتلة ورسالة مؤرخة في 1997/8/25يطلب فيها تسلم العني رغم أنها
الزالت محتلة فبعثت رسالة للمتعاقد معها بتاريخ 1999/2/1تدعوه لعقد اجتماع
لتدارس العراقيل التي تقف وراء بداية األشغال ال سيما أنها حصلت على رخصة البناء
وأدت ما مجموعه 3.353.100,00درهم وان االجتماع انعقد بتاريخ 1999/5/18حيث
التزم املكتب بإخالء األرض من محتليها إال أنه لم يف مبا التزم به وظل يطالبها بتزويده
بالوثائق التقنية وتوصلت بتاريخ 24مارس 1999برسالة يؤكد فيها باعثها املكتب رفضه
التام حترير محضر تسليم احملالت قبل تنفيذ التزامها وأنه خالل اجتماع انعقد بتاريخ 26
مارس 1999صرح ممثل املكتب خالله أن وجود النادي البحري امللكي مبثابة ظرف قاهر
وقد مت فعال حل املشكل مع النوادي اخلاصة األخرى غير أن املكتب ظل مياطلها في تسليم
العني إلى أن قرر بصورة انفرادية بتاريخ 1999/11/22فسخ االتفاقية وهو املقرر الذي
يحمل مصادقة وزير التجهيز وهو املقرر املطلوب إلغاؤه بسبب عدم االختصاص والشطط
في استعمال السلطة.
في استئناف الوكيل القضائي للمملكة :
في السبب الثالث لالستئناف :
حيث يعيب الطرف املستأنف احلكم املستأنف بخرق املادة 23من القانون رقم 90-
41ذلك أن القرار املطعون فيه صدر بتاريخ 22نونبر 1999وبلغت به الشركة بتاريخ
99/12/2ولم تقدم دعوى اإللغاء إال بتاريخ 2002/1/10بعد أن تظلمت فيه برسالتها
املؤرخة في 2002/2/8وبذلك يكون اجل الطعن القضائي قد انصرم وآجال الطعون تعتبر
من النظام العام.
في استئناف وزير األشغال العمومية النائب عنه األستاذ العلوي احلافظي:
حيث يثير الطاعن دفعا مفاده عدم اختصاص احملكمة اإلدارية للبت في الطلب وهو دفع
يعتبره من النظام العام فالقرار اإلداري املطعون فيه ال يعتبر قرارا إداريا والنازلة احلالية ال
تتعلق بعقد إداري الذي يجب أن يكون مرتبطا بتسيير مرفق عام واكبر دليل على ذلك
أن املدعية بجانب تقدميها لطلب اإللغاء تقدمت بطلب تعويض عن الفسخ أمام احملكمة
التوجهات الق�ضائية يف منازعات �أمالك الدولة 288
التجارية (ملف جتاري عدد 07/1038أمام محكمة االستئناف التجارية بالدار البيضاء).
كما يعيب الطاعن احلكم املستأنف كون الشركة تقدمت بطلب التنازل عن الدعوى وذلك
في شخص ممثلها السيد ......وأن احملكمة اإلدارية أجرت بحثا للتأكد من الشخص الذي
ميثل الشركة غير أنه أثناء جلسة البحث حضر السيد .....دون الشخص اآلخر واحملكمة
اعتبرت األول هو ممثل الشركة دون اعتبار لتاريخ إسناد التوكيل إليه لتمثيل الشركة.
هذا من جهة ومن جهة ثانية فانه بصرف النظر عن كون ظهير 30نونبر 1918يخول
وزير التجهيز حق إلغاء رخصة االحتالل دون إشعار مسبق في حالة عدم احترام االلتزامات
امللقاة على عاتق املرخص له فان املستأنف يدلي مبا يؤكد إقرار املدعية بإخطارها وإعطائها
األجل املنصوص عليه في الفصل السادس من الظهير بعد حثها على إمتام اإلجراءات
املطلوبة حيث توصلت باإلنذار بتاريخ 4مارس 1999وأمهلت اجل 90يوما للقيام مبا
يفرضه على االتفاق.
وبعد املداولة طبقا للقانون.
بناء على املادة 23من القانون رقم 41-90احملدثة مبوجبه محاكم إدارية .حيث يجب
أن تقدم طلبات إلغاء القرارات الصادرة عن السلطات اإلدارية بسبب جتاوز السلطة داخل
أجل ستني يوما يبتدئ من نشر أو تبليغ القرار املطلوب إلغاؤه إلى املعني باألمر.
حيث يؤخذ من وثائق امللف ومستنداته أن الطرف املستأنف عليه شركة .....بلغت
باملقرر املطلوب إلغاؤه بسبب الشطط في استعمال السلطة والقاضي بفسخ اتفاقية االحتالل
املؤقت للملك العام البحري وملحقيه األول والثاني بتاريخ 2دجنبر 1999كما هو واضح
من خالل وضع خامتها عليه.
وأنها أجابت عنه بكتابها املؤرخ في 2000/2/8واحلامل لطابع مكتب استغالل
املوانئ بتاريخ 17من نفس الشهر والسنة ،في حني أنها لم تلجأ إلى الطعن باإللغاء إال
بتاريخ 10يناير .2002
وحيث إنه بصرف النظر عن كون الكتاب املشار إليه الصادر عن املستأنف عليها ورد
خارج أجل الستني يوما سواء مت احتساب تاريخ حتريره أو احتساب تاريخ التوصل به من
طرف املكتب وبصرف النظر عن ذلك فان انتظار املستأنف عليها لتقدمي دعوى اإللغاء
إلى تاريخ 10يناير 2002يجعل هذه الدعوى خارقة ألجل الطعن باإللغاء احملدد مبقتضى
املقتضيات املشار إليها في ستني يوما وهو اجل جاء لتحصني القرارات اإلدارية واستقرار
املراكز القانونية.
289 توجهات حمكمة النق�ض
وحيث إن تذرع املستأنف عليها بوجود مفاوضات على فرض وقوعها مع اجلهة مصدرة
القرار ال يستقيم مع وثائق امللف ومستنداته التي تؤكد على أن اإلدارة أسندت نفس املشروع
لشريك الطرف املستأنف عليه مما يهدم مقتضــــى االتفــــاق املـــؤرخ في 18أكتوبـــر 2001
املوجود ضمن وثائق امللف قرينة املفاوضات واستمرارها من أساسها وتكون بذلك اإلدارة بهذا
التاريخ األخير قد أغلقت كل باب للتحاور واملفاوضة.
وحيث يستنتج من ذلك أن احلكم املستأنف ملا قبل دعوى اإللغاء يكون غير مرتكز
على أساس.
وحيث إن القضية جاهزة للبت فيها على حالتها.
لـهـذه الأ�سـبـاب
قضى املجلس األعلى بضم امللف 03/2499إلى امللف 03/2498وبقبول االستئنافني
شكال وموضوعا بإلغاء احلكم املستأنف وتصديا بعدم قبول الطلب .
وبه صدر القرار وتلي في اجللسة العلنية املنعقدة بالتاريخ املذكور أعاله بقاعة اجللسات
العادية باملجلس األعلى بالرباط بجميع غرفه ،وكانت الهيئة احلاكمة متركبة من رئيس
الغرفة اإلدارية السيد )1 :أحمد حنني رئيسا للجلسة )2 ،محمد العالمي رئيس الغرفة
املدنية )3 ،إبراهيم بحماني رئيس غرفة األحوال الشخصية وامليراث )4 ،الباتول الناصري
رئيسة الغرفة التجارية )5 ،يوسف اإلدريسي رئيس الغرفة االجتماعية )6 ،الطيب أجنار
رئيس الغرفة اجلنائية ،واملستشارين السادة :أحمد دينية مقررا ،محمد منقار بنيس ،حسن
مرشان ،عبد احلميد سبيال ،أحمد العلوي اليوسفي ،إبراهيم بوحليان ،املساعدي احلنفي،
محمد العميري ،الناظفي اليوسفي ،أحمد احلضري ،عبد الكبير فريد ،محمد الترابي،
حسن منصف ،محمد عصبة ،عب>د الرحمان املصباحي ،فاطمة بنسي ،نزهة جعكيك،
سعيد شوكيب ،محمد محجوبي ،مليكة بنزاهير ،زهرة الطاهري ،محمد سعد جرندي ،عبد
اللطيف الغازي ،سعيدة بومزراك ،جميلة الزعري ،عبد السالم بوكرع ،عبد السالم البري،
عبد الرزاق صالح ،عبد الله زيادي ،ومبحضر ممثلي النيابة العامة :فاطمة احلالق – احملامية
العامة األولى ،ومبساعدة كاتب الضبط السيد بناصر معزوز.
املجل�س الأعلى
الغرفة الإدارية
29 قــرار عـدد
�صادر بتاريخ 13يناير 2011
يف امللف عدد 2010-4-1-1463 :
املكتب الوطني للمطارات
�ضد
�رشكة ............ومن معها
القاعـــدة
ب�رصف النظر عن ال�رشوط غري امل�ألوفة يف العقود اخلا�صة التي تهيمن على العقد ف�إنه ال جدال
�أن االحتالل امل�ؤقت للملك العام هو عقد �إداري بطبيعته.
اخت�صا�ص املحكمة الإدارية يف النزاع النا�شئ عن مثل هذا العقد ....نعم.
لـهـذه الأ�سـبـاب
قضى املجلس األعلى بتأييد احلكم املستأنف وإرجاع امللف إلى احملكمة التي أصدرته
ملواصلة النظر فيه.
وبه صدر القرار وتلي في اجللسة العلنية املنعقدة بالتاريخ املذكور أعاله بقاعة اجللسات
العادية باملجلس األعلى بالرباط ،وكانت الهيئة احلاكمة متركبة من رئيس الغرفة اإلدارية
السيد أحمد حنني واملستشارين السادة :حسن مرشان مقررا ،أحمد دينية ،محمد منقار
بنيس ،عبد احلميد سبيال ومبحضر احملامي العام السيد سابق الشرقاوي ،ومبساعدة كاتبة
الضبط السيدة نفيسة احلراق.
كاتبة الضبط املستشار املقرر رئيس الغرفة
التوجهات الق�ضائية يف منازعات �أمالك الدولة 292
املجل�س الأعلى
الغرفة الإدارية (الق�سم الأول)
قرار عدد 130
�صادر بتاريخ 24يناير2009
يف امللف عدد 2008/4/1/1026
الدولة ومن معها
�ضد
�رشكة …… ومن معها
القاعـــدة
الدعوى املتعلقة ب�إتاوات نا�شئة عن عقود �إدارية مربمة يف �إطار القوانني املنظمة لالحتالل
امل�ؤقت للملك العمومي .....اخت�صا�ص النظر فيها �إىل املحاكم الإدارية ....نعم
ومن جهة أخرى فإن احملكمة االبتدائية ملا عللت قضاءها بان الدعوى متعلقة بإتاوات
ناشئة عن عقود إدارية مبرمة في إطار القوانني املنظمة لالحتالل املؤقت للملك العمومي
وعائد اختصاص النظر فيها إلى احملاكم اإلدارية تطبيقا للمادة 8من القانون احملدث لهذه
احملاكم يكون حكمها في محله وواجب التأييد .
لـهـذه الأ�سـبـاب
قضى املجلس األعلى بتأييد احلكم املستأنف وإحالة امللف على احملكمة اإلدارية بأكادير
لتبت فيه طبقا للقانون .
وبه صدر القرار وتلي في اجللسة العلنية املنعقدة بالتاريخ املذكور أعاله بقاعة اجللسات
العادية باملجلس األعلى بالرباط ،وكانت الهيئة احلاكمة متركبة من رئيس الغرفة اإلدارية
(القسم األول) السيد أحمد حنني واملستشارين السادة :إبراهيم زعيم– أحمد دينية -
محمد صقلي حسيني مقررا وعبد احلميد سبيال ومبحضر احملامي العام السيد أحمد املوساوي
ومبساعدة كاتبة الضبط السيدة حبيبة لبصير.
كاتبة الضبط
املستشار املقرر رئيس الغرفة
التوجهات الق�ضائية يف منازعات �أمالك الدولة 294
املجل�س الأعلى
الغرفة املدنية ( الق�سم الأول)
القرار عدد 2413
ال�صادر بتاريخ 25 :ماي 2010
يف امللف عدد 2008/1/1/4371 :
..........................
�ضــد
الدولة (امللك اخلا�ص )
القاعـــدة
-امللكية املدىل بها من طرف طالب التحفيظ املحررة يف 1975/04/28و�إن كانت م�ستوفية
جلميع �رشوط امللك ف�إنه ال ميكنها �أن حتظى بالقوة الثبوتية التي كان يت�سم بها الر�سم اخلليفي
مثل �صدور ظهري 67/10/27املعدل بظهري 77/09/11والذي كان من �أثره القانوين �إ�ضفاء
ال�صفة القانونية على حيازة الأمالك املخزنية املذكورة للعقار مو�ضوع النزاع.
املدعى فيه مبوجب الرسم اخلليفي عدد 2495ص 22كناش 45املؤرخ في 1954/09/30
واملؤسس على رسم االستمرار املسجل بدفتر األصول 207ص 194عدد 183بتاريخ
.1954/05/30وأنها تقدمت مبطلب لتحفيظ العقار املذكور سجل حتت عدد /1301ط.
وفي جلسة 1997/04/29أدلت بالرسمني املشار إليهما .وبعد إجراء احملكمة خبرة بواسطة
اخلبير محمد األزمي املناري أصدرت بتاريخ 1999/11/30حكمها عدد 612في امللف
رقم 3/96/39بعدم صحة تعرض الدولة امللك اخلاص استأنفته هذه األخيرة وقضت محكمة
االستئناف املذكورة بإلغائه وبعد التصدي حكمت بصحة التعرض املشار إليه مبقتضى قرارها
املطعون فيه بالنقض من طالب التحفيظ أعاله بوسيلتني.
حيث يعيب الطاعن القرار في الفرع األول من الوسيلة األولى املتفرعة إلى ثالثة فروع
بالتناقض في التعليل ،ذلك أنه علل بأن رسم حيازة الطاعن احملرر في 1972/10/04ال
يتضمن شروط احليازة بكاملها النتفاء شرط النسبة مما يجعلها ناقصة عن درجة االعتبار،
وأن امللكية املدلى به من طرفه احملررة في 1975/04/28وإن كانت مستوفية جلميع شروط
امللك فإنه ال ميكنها أن حتظى بالقوة الثبوتية التي كان يتسم بها الرسم اخلليفي ،إال أن هتني
احليثيتني تتناقض في التعليل.
ويعيبه في الفرع الثاني من الوسيلة بنقصان التعليل املوازي النعدامه ذلك أن قضاء
التوثيق ال يعرف ما يسمى « الشهادة العلمية» وأن القرار املطعون فيه ال يستند إلى سند
قانوني أو فقهي فيما وصفه» مبا يعد شهادة علمية.
ويعيبه في الفرع الثالث من الوسيلة مبخالفة قاعدة ترجيح احلجج ،ذلك أنه في حالة
تعارض حجتني فإن املثبتة للملك مع تضمنها لسبب التملك ،مرحجة على احلجة التي تثبت
امللك دون سبب التملك ،وأن الرسم الذي استدل به الطاعن يثبت متلكه للعقار محل النزاع
منذ 30أبريل 1945ووجه مدخله في ذلك وسبب متلكه املشار إليه في رسم التملك باحليازة
منذ عام 1922حسب رسم احليازة املشار إليه ،وأن املطلوبة وإن أدلت بالرسم اخلليفي املؤرخ
في 1954/09/30املؤسس على رسم احليازة املؤرخ في 1954/05/30فإن سند متلكها ال
يشير إلى سبب متلكها مما يتعني معه ترجيح احلجة املتثبة للملك مع تضمنها سبب التملك
على احلجة التي تثبت التملك دون سبب عمال بقول املتحف وقدم التاريخ ترجيح قبل المع
يد والعكس عن بعض نقض.
ويعيبه في الوسيلة الثانية بخرق القانون ذلك أنه جاء فيه أن من األثر القانوني لظهير
1967/10/24املعدل بظهير 1977/09/11إضفاء الصفة القانونية على حيازة األمالك
التوجهات الق�ضائية يف منازعات �أمالك الدولة 296
املخزنية للعقار موضوع النزاع إال أنه طبقا للفصل 7من نفس الظهير فإن الرسم اخلليفي
املستدل به من طرف املطلوبة يبقى مجرد تأسيس حلق امللكية وأنه طبقا للفصل 6من نفس
القانون املذكور فإن مساطر التحفيظ املتعلقة بالصكوك العقارية املسلمة من طرف املكلفني
بالتسجيل والتي ال تتوفر فيها الشروط املشار إليها في نفس الفصل ميكن أن تكون محل
منازعة من طرف أي شخص يعنيه األمر سواء فيما يتعلق باحلدود أو بحق امللكية ،وأن
ما ذهب إليه القرار املطعون فيه من أن الظهير السالف الذكر يضفي الصفة القانونية على
حيازة األمالك املخزنية للعقار محل النزاع يشكل خرقا للقانون.
لكن ،ردا على الوسيلتني معا لتداخلهما ،فإن الشهادة العلمية هي الصادرة من عدل
منتصب لإلشهاد مبا في علمه عوضا عن شهادة اللفيف ،وأنه في جميع األحوال فإن امللك
إذا ثبت للدولة فإن حيازة الغير ال تنفعه جتاهها ولو طالت ،وإنه يتجلى من مستندات
امللف أن املطلوبة -الدولة -تستند في تعرضها إلى الرسم اخلليفي عدد 2495املؤسس بدوره
على رسم االستمرار عدد 183وتاريخ ،1954/05/30ولذلك وملا للمحكمة من سلطة
في تقييم األدلة واستخالص نتائجها منها فإنها حني عللت قرارها بأن «امللكية املدلى بها
من طرف طالب التحفيظ احملررة في 1975/04/28وإن كانت مستوفية جلميع شروط
امللك فإنه ال ميكنها أن حتظى بالقوة الثبوتية التي كان يتسم بها الرسم اخلليفي مثل صدور
ظهير 67/10/24املعدل بظهير 77/09/11والذي كان من أثره القانوني إضفاء الصفة
القانونية على حيازة األمالك املخزنية املذكورة للعقار موضوع النزاع والذي يعارض ما جاء
بامللكية املذكورة التي تشهد لصاحبها بامللك واحلوز ملدة تعود لثالثني سنة من تاريخ حتريرها
لفترة كانت فيها املتعرضة باسطة يدها على العقار املتنازع حوله مبوجب الرسم اخلليفي،
وأنه إذا كان الظهير املذكور جرد رسوم الشمال العقارية من الصفة النهائية التي تكتسبها
الرسوم املنجزة في إطار ظهير 1913/08/12فإنه لم يستبعدها باملرة كوسيلة من وسائل
اإلثبات وأنه ميكن للمحكمة أن تأخذ بها باعتبارها رسوما عادية كسائر الوثائق املنتجة
في الدعوى فإنه نتيجة ملا ذكر كله يكون القرار معلال تعليال كافيا وغير مخالف للقاعدة
والقانون احملتج بهما .وباقي تعليالته املنتقدة تبقى تعليالت زائدة يستقيم القضاء بدونها
والوسيلتان معا غير جديرتني باالعتبار.
لهذه الأ�سباب
قضى املجلس األعلى برفض الطلب وبتحميل رافعه الصائر
وبه صدر القرار وتلي باجللسة العلنية املنعقدة بالتاريخ املذكور أعاله بقاعة اجللسات
297 توجهات حمكمة النق�ض
العادية باملجلس األعلى بالرباط ،وكانت الهيئة احلاكمة متركبة من السادة :محمد العالمي
رئيس الغرفة -رئيسا واملستشارين :علي الهاللي -عضوا مقررا .والعربي العلوي اليوسفي،
ومحمد بلعياشي ،ومحمد دغبر -أعضاء ومبحضر احملامي العام السيد ولينا الشيخ ماء
العينني ،ومبساعدة كاتبة الضبط السيدة نزهة عبد املطلب.
املجل�س الأعلى
الغرفة املدنية ( الق�سم الثالث)
القرار عدد 3379
ال�صادر بتاريخ 24 :غ�شت 2010
يف امللف عدد 2009/1/3/1787 :
الدولة املغربية ومن معها
�ضــد
.........................
القاعـــدة
-قا�ضي امل�ستعجالت �إن كان دوره يقت�رص على البت يف الإجراءات الوقتية وال مت�س مبا ميكن
�أن يق�ضي به يف اجلوهر» ف�إنه لي�س ممنوعا من الفح�ص العر�ضي للحجج وتلم�س ظاهرها
ملعرفة �أي الفريقني �أجدر باحلماية.
مل يكن ق�ضاء الإ�ستعجايل يف حاجة �إىل اخلو�ض يف م�س�ألة قابلية امل�سكن للتفويت من عدم ما
دام قد �أ�سند �إىل املطلوب منا�سبة وظيفته التي انقطع عنها باملغادرة الطوعية.
التصريح بعدم االختصاص لكون الطلب له طابع جدي وليست له صبغة وقتية واستعجالية
وأن احملل يدخل ضمن املساكن القابلة للتفويت أصدر رئيس احملكمة بصفته قاضيا
للمستعجالت أمرا بعدم االختصاص ،فاستأنفته الدولة املغربية مثيرة نفس األسباب املثارة
ابتدائيا ،وبعد جواب املستأنف عليه وانتهاء الردود قضت محكمة االستئناف بتأييد األمر
االبتدائي بقرارها املطعون فيه.
حيث تعيب الطاعنة على القرار فساد التعليل ،ذلك أنه ذهب إلى أن السكن املشغول
من طرف املطلوب منضوي حتت لواء املساكن اإلدارية القابلة للتفويت ،وأن اخلوض في
مسألة قابلية التفويت من عدم تغير مركز األطراف واملس بأصل احلق وهو يحظر على قاضي
املستعجالت إثباته ،مع أن الثابت من أوراق امللف أن املطلوب تسلم السكن من وزارة
التربية الوطنية بصفته موظفا تابعا لها ويبقى احملل مخصصا إلسكان املوظفني التابعني
لها ،وطاملا أن احملكمة ثبت لها أن املطلوب قد استفاد من املغادرة الطوعية فإن حقه في
شغل السكن قد انتهى الشيء الذي لم تبرزه احملكمة ولم جتب عليه ،وملا أيدت األمر
االبتدائي القاضي بعدم االختصاص ملساس املوضوع بأصل احلق مع أن قضاء االستعجال
ليس ممنوعا من فحص وتلمس ظاهر املستندات ولم يدل املطلوب بالدليل اجلدي الذي يبرر
استمراره في شغل احملل املسند إليه مبناسبة وظيفته وأن حاجة اإلدارة امللحة إلى إسكان
غيره من املوظفني يوفر في النازلة حالة االستعجال .وأن تصنيف احملل ضمن الئحة
العقارات القابلة للتفويت ال يعطي للمطلوب احلق في االستمرار في االحتالل على اعتبار
أن مسألة البيع تخضع للتراضي وحترير عقد التفويت ،وأن سلوك الطاعنة ملسطرة اإلفراغ
يعد رفضا صريحا لطلب اإلفراغ مما يجعل القرار غير مرتكز على أساس ويتعني نقضه.
حيث صح ما عابته الطاعنة على القرار ذلك أن الفصل 13من قرار 19شتنبر 1951
يقضي »:بأن املوظفني املسجلني وجوبا أو بحكم القانون أو بصفة فعلية في أمالك الدولة
والبلديات أو املكتراة لفائدة مصلحة عمومية يفقدون في حالة االنقطاع عن العمل ألي
سبب من األسباب كل حق في السكن ويجب عليهم إفراغ األماكن في ظرف شهرين»،
وأن قاضي املستعجالت وإن كان دوره يقتصر على البت في اإلجراءات الوقتية وال متس
مبا ميكن أن يقضي به في اجلوهر» فإنه ليس ممنوعا من الفحص العرضي للحجج وتلمس
ظاهرها ملعرفة أي الفريقني أجدر باحلماية ،وملا كان الثابت من مستندات الدعوى املعروضة
على قضاة االستعجال أن الطاعنة أدلت أمامهم ببطاقة االعتمار رقم املغادرة الطوعية
الذي أصبح ساري املفعول ابتداء من 2005/10/31وإنذار بإفراغ السكن مؤرخ في 20
التوجهات الق�ضائية يف منازعات �أمالك الدولة 300
مارس ،2006فإن احملكمة ملا عللت قرارها بأنه يستشف من وثائق امللف وخاصة الئحة
املساكن اإلدارية القابلة للتفويت أن السكن املشغول من لدن املستأنف عليه منضوي حتت
لواء املساكن املذكورة ،وأن من شأن اخلوض في مسألة قابليته للتفويت من عدمه تغيير
مركز األطراف واملس بأصل احلق وهو ما يحظر على قاضي املستعجالت» مع أن فحص
املستندات املذكورة وتلمس ظاهرها ال ميس باملوضوع ،وأن انقطاع املطلوب عن العمل
وحاجة اإلدارة امللحة إلى إسكان موظفني جدد يوفر في النازلة حالة االستعجال ،وأن قضاء
االستعجال في إطار تطبيق الفصل 13أعاله لم يكن في حاجة إلى اخلوض في مسألة
قابلية احملل للتفويت من عدمه ،ما دام السكن قد أسند إلى املطلوب مبناسبة وظيفته التي
انقطع عنها باملغادرة الطوعية ،فإنها عللت قرارها مبا أشير إليه تعليال فاسدا وعرضته
للنقض.
وحيث إن حسن سير العدالة ومصلحة الطرفني يقتضيان إحالة القضية على نفس
احملكمة
لهذه الأ�سباب
قضى املجلس األعلى بنقض القرار املطعون فيه وإحالة القضية على نفس احملكمة لتبت
فيها من جديد بهيئة أخرى طبقا للقانون وحتميل املطلوب املصاريف.
كما قرر إثبات قراره هذا في سجالت احملكمة التي أصدرته أثر القرار املطعون فيه
أو بطرته.
وبه صدر القرار وتلي باجللسة العلنية املنعقدة بالتاريخ املذكور أعاله بقاعة اجللسات
العادية باملجلس األعلى بالرباط ،وكانت الهيئة احلاكمة متركبة من السيد أحمد اليوسفي
العلوي رئيس الغرفة واملستشارين السادة :احلنفي املساعدي مقررا محمد بن يعيش ،سمية
يعقوبي خبيزة ومحمد تيوك وبحضور احملامية العامة السيدة آسية ولعلو ومبساعدة كاتب
الضبط السيد عبد احلق بنبريك.
املجل�س الأعلى
الغرفة املدنية ( الق�سم الثالث)
القرار عدد 32
ال�صادر بتاريخ 04يناير 2011
يف امللف عدد 2009-1-1-3897
..........................
�ضــد
الدولة (امللك اخلا�ص )
القاعـــدة
-ال يوجد بالف�صل الثاين من الظهري الرقم 169/26ال�صادر بتاريخ 1969/07/25فقرة خام�سة
تن�ص على ا�ستثناء العقود التي اكت�سبت تاريخا ثابتا قبل فاحت غ�شت .1969
-العقد العريف املدىل به امل�ؤرخ يف 1967/01/28غري مقرون بالرخ�صة الإدارية املن�صو�ص
عليها يف ظهري 1963/09/26فيما غري وعدل يجعله باطال وعدمي املفعول.
املذكور استانفه املتعرضون املذكورون وأيدته محكمة االستئناف املذكورة مبقتضى قرارها
الصادر بتاريخ 1989-12-19في امللف عدد 1983/940وهو القرار الذي نقضه املجلس
األعلى مبقتضى قراره الصادر بتاريخ 99-10-5حتت عدد 4565في امللف املدني عدد
96/1/1/4642بعلة أنه « ثبت من مراجعة وثائق امللف أن الطاعنني أدلوا بالوثائق
التالية ( )1قرار صادر عن الدولة حتت عدد 846م م ع ( )2قرار صادر عن اللجنة الوزارية
املختلطة املكلفة بدراسة الشكايات املتعلقة باسترجاع األراضي الفالحية 3-بإشهاد من
املكتب اجلهوي لالستثمار الفالحي مللوية مؤرخ في 1989-1-2حتت عدد 88987ولكن
احملكمة لم تناقش هذه الوثائق بكيفية واقعية وقانونية ولم ترد عليها مبعقول حيث اكتفت
بالقول أنه ال فائدة من مناقشة باقي حجج الطاعنني وكذلك دفوعاتهم على اعتبار أن ذلك
يكون مرورا بصحة البيع الذي يدفعون به وهو لم يتحقق.
وبعد اإلحالة أصدرت محكمة االستيناف املذكورة قرارها عدد 129بتاريخ 2004/02/10
بإلغاء احلكم املستأنف فيما قضى به من عدم صحة التعرض املذكور وبعد التصدي حكمت
بصحته وهو القرار الذي نقضه املجلس األعلى أيضا بناء .على طلب طالبة التحفيظ الدولة
امللك اخلاص مبوجب إقرار عدد 444الصادر بتاريخ 2006/02/08في امللف املدني رقم
04/1/1771بعلة أنه علل قضاءه بأن املتعرضني أدلوا تعزيزا لتعرضهم مبجموعة من
الوثائق هي عبارة عن :قرار صادر عن الدولة املغربية حتت عدد 846الذي كان موضوع
مراسالت بينها وبني املتعرضني اإلخوة .....واحملافظ العقاري والذي مت التشطيب على
إسم الدولة من الئحة األمالك املسترجعة شأن العقار موضوع النزاع .وقرار صادر عن
اللجنة الوزارية املختلطة املكلفة بدراسة الشكايات املتعلقة باسترجاع األراضي الفالحية
التي كانت بيد األجانب يتضمن الئحة األشخاص املغاربة احلاصلني على موافقة اللجنة
الوزارية طبقا لتعليمات الوزير األول عدد 904بتاريخ 1976/4/21يتضمن أسماء اإلخوة
.......املستفيدين من العقار موضوع النزاع واملتنازل لهم عنه .وإشهاد املكتب اجلهوي
لالستثمار الفالحي مللوية املؤرخ في 1989-11-2حتت عدد 88987يشهد بأن األشخاص
املقبولني من طرف اللجنة الوزارية والذي وقع التنازل لهم عن العقار موضوع النزاع هم
املتعرضون اإلخوة .............وأنه يتجلى من الوثائق املذكورة أن إسم الدولة «امللك
اخلاص» مت التشطيب عليه من الئحة األماك املسترجعة بشأن العقار موضوع النزاع كما
مت التنازل بشأنه لفائدة املتعرضني اإلخوة .....مبوجب القرار الصادر عن اللجنة «املذكورة»
طبقا لتعليمات الوزير األول عدد 904وتاريخ .21-9-1976وأن الدولة «امللك اخلاص»
كانت ممثلة في اللجنة الوزارية املذكورة في شخص الوزير األول ،وأنها تنازلت عن العقار
303 توجهات حمكمة النق�ض
موضوع النزاع لفائدة املتعرضني املذكورين ،وأن تنازلها هذا يلزمها .وأنه من جهة أخرى فإن
تنازل الدولة «امللك اخلاص» عن العقار موضوع النزاع لفائدة املتعرضني املذكورين يعتبر
موافقة منها على عقد البيع العرفي املؤرخ في 1967-1-28والذي مبوجبه اشتروا القطعة
األرضية موضوع النزاع من الشركة اإلسبانية» .في حني أنه ال يستفاد من مستندات امللف
أن الدولة سبق لها أن تنازلت صراحة عن العقار موضوع النزاع لفائدة املتعرضني املطلوبني
في النقض .وأن الوثائق املعتمدة في القرار إمنا هي صادرة عن اللجنة الوزارية املختلطة
املكلفة بدراسة النزاعات الناجتة عن تطبيق الظهير الشريف املؤرخ في ،1973-3-2والتي
ال تعدو قراراتها مجرد رأي استشاري للدولة ،األمر الذي يعتبر معه القرار معلال تعليال
فاسدا يوازي انعدامه».
وبعد اإلحالة قضت محكمة االستئناف املذكورة بتأيد احلكم املستأنف جزئيا فيما قضى
به من عدم صحة تعرض السادة .....وإخوته ....و .....أبناء .........وذلك مبقتضى
قرارها املطعون فيه بالنقض حاليا أعاله من طرف املتعرضني املذكورين في الوسيلة الفريدة
بنقصان التعليل املوازي النعدامه ذلك أنهم يستندون على وثائق حاسمة وذات حجية قانونية
وبقيت في منأى عن أية مناقشة جدية من شأنها أن تنال من صدقيتها وحجيتها من قبل
اجلهة طالبة التحفيظ وبيان ذلك كما يلي :أوال العقد العرفي املؤرخ في 1967/01/28وهو
ما يؤكده التقرير الرسمي لوكيل الشركة البائعة املؤرخ في 1982/03/15وبذلك فإن ظهير
1963لم تعد له أية جدوى ،طاملا أن الظهير املذكور استنسخ وعدل بالظهير رقم 26/169
بتاريخ 1996/07/25مع حتديد في حال تطبيقه وإشارته أيضا إلى االستثناءات في الفقرة
اخلامسة مع الفصل الثاني منها العقود التي اكتسبت تاريخا ثابتا قبل فاحت غشت 1969
كما هو الشأن بالنسبة لنازلة احلال .وثانيا القرار الصادر عن الدولة املغربية حتت عدد
846م م ع أ ه ع املوجود ضمن أوراق امللف والذي كان موضوع عدة مراسالت بني الطاعنني
واحملافظة العقارية ،والذي مبوجبه مت التشطيب على اسم الدولة املغربية من الئحة األمالك
املسترجعة بشأن العقار موضوع النزاع بعد تنازلها عن العقار لفائدة الطالبني ،وهذا التنازل
يعتبر موافقة منها على العقد العرفي املذكور .وثالثا القرار الصادر عن اللجنة الوزارية
املختلطة املكلفة بدراسة ملفات األراضي املسترجعة التي كانت بيد األجانب والتي تتضمن
الئحة األشخاص املغاربة احلاصلني على املوافقة املذكورة طبقا لتعليمات الوزير األول عدد
904بتاريخ 1976/09/21من ضمنهم الطاعنون املستفيدون من العقار واملتنازل لهم عنه
مع اإلشارة إلى أن الدولة املغربية كانت ممثلة في اللجنة املذكورة في شخص الوزير األول وهو
تنازل يعد مبثابة التزام .ورابعا اإلشهاد الصادر عن املكتب اجلهوي لالستثمار الفالحي
التوجهات الق�ضائية يف منازعات �أمالك الدولة 304
لهذه الأ�سباب
قضى املجلس األعلى برفض الطلب وبتحميل أصحابه الصائر
وبه صدر القرار وتلي باجللسة العلنية املنعقدة بالتاريخ املذكور أعاله بقاعة اجللسات
العادية باملجلس األعلى بالرباط .وكانت الهيئة احلاكمة متركبة من السادة :محمد
العالمي -رئيسا .واملستشارين :العربي العلوي اليوسفي -عضوا مقررا .وعلي الهاللي،
ومحمد دغبر ،ومحمد طاهري جوطي -أعضاء .ومبحضر احملامي العام السيد محمد فاكر.
ومبساعدة كاتبة الضبط السيدة نزهة عبد املطلب.
حمكمة النق�ض
الغرفة الإدارية ( الق�سم الأول)
القرار عدد 71 :
امل�ؤرخ يف 26 :يناير2012
يف امللف �إداري عدد 2010/1/4/1007 :
وزارة التجهيز والنقل
�ضد
وزارة الأوقاف وال�ش�ؤون الإ�سالمية
القاعـــدة
لي�ست املحكمة ملزمة يف �إطار تقدير التعوي�ض عن نزع امللكية ملزمة ب�إيراد عنا�رص املقارنة.
لهذه الأ�سباب
قضت محكمة النقض برفض الطلب وحتميل رافعه الصائر.
وبه صدر القرار وتلي في اجللسة العلنية املنعقدة بالتاريخ املذكور أعاله بقاعة
اجللسات العادية مبحكمة النقض بالرباط ،وكانت الهيئة احلاكمة متركبة من رئيس الغرفة
اإلدارية(القسم األول) السيد أحمد حنني واملستشارين السادة:أحمد دينية ،سعاد املديني،
عبد احلميد سبيال مقررا ،عبد املجيد بابا أعلي ،ومبحضر احملامي العام السيد سابق
الشرقاوي ،ومبساعدة كاتبة الضبط السيدة نفيسة احلراق.
كاتبة الضبط
املستشار املقرر
رئيس الغرفة
307 توجهات حمكمة النق�ض
حمكمة النق�ض
الغرفة الإدارية ( الق�سم الأول)
القرار عدد 45 :
امل�ؤرخ يف 19 :يناير2012
يف امللف �إداري عدد 2011-1-4-740 :
ال�سيد ........ومن معه
�ضد
الدولة ومن معها
القاعـــدة
عدم امل�صادقة على خمطط التهيئة من طرف ال�سلطات الو�صية ال مينع رئي�س املجل�س اجلماعي
من اتخاذ قرار �إحداث م�سلك عمومي ما دام �أنه ي�صب يف اجتاه املحافظة على اخل�صو�صيات
الهند�سية للمدينة.
احلالي بالنقض ،أجابت عنه اجلماعة احلضرية مبذكرة التمست فيها رفض الطعن املقدم ألنه
لم يتضمن أي دفع مسطري أو موضوعي وجيه يستحق الرد.
في وسيلة النقض الفريدة:
حيث ينعى الفريق الطاعن على القرار املطعون فيه نقصان التعليل ،ذلك أنهما لم
ينازعا في السبب الثاني الذي انبنى عليه مقرر الرفض واملتعلق مبلف الوقاية املدنية بل
بادرا بعد التوصل بنسخة من مقرر الرفض إلى إعداد ملف تقني يهم مصلحة الوقاية املدنية
،أما بخصوص السبب األول املتعلق باملسلك العمومي الذي أحدثته اإلدارة فوق أرضهما
فقد أغفلت احملكمة مناقشته وعجزت اجلماعة عن اإلدالء مبا يثبت أن مشروع تصميم
التهيئة الذي خضعت له مدينة تازة -بوجود مسلك عمومي يبلغ عرضه 30مترا سيخترق
قطعتهما وعليها احترامه في التصميم -قد حظي مبصادقة سلطة الوصاية ،وما كان على
رئيس اجلماعة أن يفرض عليها احترام مسلك جديد لم توافق عليه وزارة الداخلية وبذلك فإن
القرار املطعون فيه الذي سار في غير هذا االجتاه قد ارتكز على علل ضعيفة وينبغي نقضه.
لكن ،حيث إن القرار املطعون فيه ملا قضى بتأييد احلكم املستأنف يكون قد تبنى
جميع تعليالته التي جاءت مصادفة للصواب والتي أوردت بأن قرار السيد رئيس املجلس
اجلماعي بضرورة اعتماد طريق عرضها 30مترا فوق جتزئة املدعيني إمنا يدخل ضمن
االختصاصات املوكولة له مبقتضى القانون وأن عدم املصادقة على مخطط التهيئة من طرف
السلطات الوصية ال مينعه من اتخاذ مثل هذا القرار ما دام أنه يصب في اجتاه احملافظة
على اخلصوصيات الهندسية للمدينة ،فيكون ما مت التمسك به في الوسيلة املثارة على
غير أساس.
لهذه الأ�سباب
قضت محكمة النقض برفض الطلب وحتميل رافعه الصائر.
وبه صدر القرار وتلي في اجللسة العلنية املنعقدة بالتاريخ املذكور أعاله بقاعة اجللسات
العادية مبحكمة النقض بالرباط ،وكانت الهيئة احلاكمة متركبة من رئيس الغرفة اإلدارية
( القسم األول) السيد أحمد حنني واملستشارين السادة أحمد دينية ،سعاد املديني ،عبد
احلميد سبيال مقررا ،عبد املجيد بابا أعلي ،ومبحضر احملامي العام السيد سابق الشرقاوي،
ومبساعدة كاتبة الضبط السيدة نفيسة احلراق.
كاتبة الضبط
املستشار املقرر
رئيس الغرفة
ق�ضايا و�آراء
311
ن�ص اجلواب
املت�ضمن للر�أي الفقهي ب�ش�أن �س�ؤال وزارة الداخلية
حول و�ضع املر�أة داخل اجلماعة ال�ساللية
وحرمانها اال�ستفادة من التعوي�ضات املادية التي ي�ستفيدها الرجل
�إثر العمليات العقارية التي جترى على بع�ض الأرا�ضي اجلماعية
وبعد ،فقد تدارست جلنة من هيأة اإلفتاء باملجلس العلمي األعلى موضوع السؤال املشار
إليه ،قصد إبداء الرأي فيه من الوجهة الشرعية ،وذلك على ضوء أحكام الشريعة اإلسالمية،
ومن خالل منظورها وتكرميها لإلنسان ،وما قررته له من حقوق إنسانية واجتماعية ثابتة،
رجال كان أو امرأة ،وخلصت إلى الرأي الفقهي املتضمن للفتوى الشرعية اآلتية:
�أوال :تتوجه املؤسسة العلمية للمجلس العلمي األعلى بالشكر والتقدير لوزارة الداخلية
على التوجه إليها مبوضوع السؤال ،قصد دراسته ،وإفادتها مبا يتعلق به من املنظور
الشرعي.
ثانيا :اطلع املجلس على رسالة وزارة الداخلية املتضمنة للسؤال عن وضع املرأة داخل
اجلماعات الساللية وحرمانها في ذلك من االستفادة مما يستفيد منه الرجل من التعويضات
املادية والعينية ،التي حتصل عليها هذه اجلماعات إثر العمليات العقارية التي جتري على
بعض األراضي اجلماعية ،وعن موقف الشريعة اإلسالمية من ذلك.
واطلع أيضا على نصوص الظهائر الشريفة املنظمة لذلك ،وعلى نصوص املراسيم
والدوريات املوضحة له.
ق�ضايا و�آراء 312
وبعد استماع جلنة من هيئة اإلفتاء إلى اإلفادات والتوضيحات التي قدمها بعض
السادة من األطر العليا املسؤولني عن القطاع بوزارة الداخلية.
وبعد النظر في كل ذلك وعرضه على نصوص الشريعة اإلسالمية وأصولها وقواعدها
العامة ،ومقاصدها احلكيمة ،خلصت إلى اآلتي:
إن الشريعة اإلسالمية ال متنع املرأة أن تستفيد مما يستفيد منه الرجل داخل اجلماعات
الساللية ،وأن تأخذ مما يناله من املكاسب املادية إثر العمليات العقارية التي جتري على
أراضي اجلموع،وأنه ال وجه الستثنائها من ذلك ،وال مبرر حلرمانها منه كليا ،لألدلة النقلية
اآلتية:
- 1عمومات نصوص الشريعة اإلسالمية ،ومنها:
أ -عموم قوله تعالى :للرجال ن�صيب مما اكت�سبوا ،وللن�ساء ن�صيب مما
اكت�سنب (س ،النساء.)32/
ب -عموم قوله النبي صلى الله عليه وسلم« :النساء شقائق الرجال» ( أي في األحكام
الشرعية العامة ،إال ما خص به الشرع أحد اجلنسني).
ج -عموم قوله صلى الله عليه وسلم ملن جاء يستشهده من بعض الصحابة على عطية
أعطاها ألحد أوالده دون بقيتهم« :أكل ولدك نحلته» ( ،أي هل أعطيت عطية
جلميع أوالدك؟) فأنكر عليه تخصيص أحد أوالده بها دون األوالد اآلخرين ،ذكورا
كانوا أم إناثا ،ولم يقل أن يشهد عليها.
- 2حني برزت في املجتمعات اإلسالمية ظاهرة حرمان البنات من التبرعات بعطايا
الهبات وغيرها ،كان ذلك انحرافا عن منهج الشريعة اإلسالمية في حتقيق العدل الذي
جاءت به وأقرته من أحكامها ،فتصدى العلماء لهذه الظاهرة ،وبينوا مخالفتها للشرع
اإلسالمي احلكيم.
وكانت عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ،ورضي الله عنها وعن سائر أمهات
املومنني ،في مقدمة من أنكر حرمان اإلناث من تبرعات اآلباء ،و كانت ترى في إخراج
النساء من العطاء واستثنائهم منه ،أنه فعل من أفعال اجلاهلية ،وهو ما كان يراه اإلمام
مالك رحمه الله.
وأن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه مات حني مات ،وهو يريد أن يرد صدقات الناس،
التي أخرجوا منها النساء ،كما جاء ذكر ذلك والتنصيص عليه في املدونة.
313 ق�ضايا و�آراء
- 3تغير العرف الذي بني عليه في اجلماعات الساللية قصر االستفادة على الرجال
وتخصيصهم بها دون املرأة ،على اعتبار أن الرجل كان مصدر احلماية في القبيلة والرعاية
في العشيرة ،وغير ذلك من الذرائع العرفية ،التي إن صحت وكانت مقبولة فيما مضى من
الزمان ،فإنه لم تعد اليوم واقعا ميكن قبوله واالستناد إليه ،فقد زال هذا العرف وصارت
الدولة بقوانينها ومؤسساتها هي احلامية للقبائل والعشائر ،والراعية لشؤونها وشؤون غيرها
من مكونات املجتمع املغري وعناصره احلضرية والقروية املتماسكة ،ومن املعلوم أن احلكم
الشرعي املبني على عرف ،يتغير بتغيره كما هو مقرر عند الفقهاء.
- 4القاعدة االستصحابية :أن األصل املساواة بني الرجال والنساء فيما بينهم ،وبني
الرجال فيما بينهم ،وبني النساء فيما بينهم ،حتى يثبت دليل بخالف ذلك ،وليس هناك
دليل في تخصيص الرجال باالستفادة دون النساء من أرضي اجلموع.
- 5املتتبع لنقل احلقوق املالية في الشريعة اإلسالمية يجد أنها لم تفرق بني الرجال
والنساء في هذا النقل ،وأنها كما أجازت وشرعت نقلها للرجال شرعت ذلك للنساء أيضا،
كما هو احلال في اإلرث والوقف والهبة والشفعة والعمرى والرقبى ،وغير ذلك من وجوه
احلقوق املالية وتناقلها من السلف إلى اخللف.
- 6دلت نصوص الشريعة في عمومتها على أن إحياء األرض املوات ( التي ال مالك
لها) وذلك بالقيام باستصالحها وخدمتها أو االنتفاع مبنتوجها) ،يوجب متلكها للرجال
والنساء معا ،ولم تخص في ذلك الرجال دون النساء.
واألصل فيه من الوجهة الشرعية احلديث الصحيح عند اإلمام البخاري أن النبي صلى
الله عليه وسلم قال« :من أحي أرضا ميتة فهي له» ،وقال « :من أعمر أرضا ليست ألحد
فهو أحق بها».
- 7قيام احلاجة إلى إشراك النساء في االستفادة من منفعة أراضي اجلموع ومنتوجها
الفالحي باعتبارها من األسرة ومندمجة في اجلماعة أثناء االنتفاع بتلك األراضي
واستغاللها الزراعي ،ومن التعويضات والعائدات املالية حني حصول شيء من البيع
والتفويت فيها ،ألن منهم املعيالت ألصولهن وفروعهن وغيرهم من قرابتهم وذويهن،
فضال عن استوائهن من الرجال في العمل وبذل اجلهد وخدمة العشيرة والقرابة ،وقد تفوق
بعض النساء الرجال في ذلك.
ق�ضايا و�آراء 314
فيكون ما تستحقه املرأة من ذلك وتستفيده مبثابة األجر على ما قامت به من عمل
غير مطلوب منها شرعا لفائدة األسرة ،وبذلته من مجهود بدني إلى جانب الرجل إلعانته
على تقوية اإلنتاج الفالحي ومضاعفة محصوله الزراعي ،أو جنيه حني اإلنتاج والنضج ،مما
يصطلح عليه فقها بعبارة « الكد والسعاية» ،ويعتبر من قبيل العوض املادي عن ذلك،
كما يراه بعض فقهاء املغرب في شأن من يقوم مبثل تلك األعمال من نساء البادية ،ال من
قبيل اإلرث والتوارث الشرعي ،الذي له أسبابه وأحكامه الشرعية اخلاصة به ،كما هي
مفصلة في كتاب الله وسنة نبيه ،وأجمع عليها العلماء الفقهاء سلفا وخلفا.
وقد نصت مدونة األسرة في املادة ( )49على أنه»:إذا لم يكن هناك اتفاق ( أي بني
الزوجني في تدبير أموالهما التي تكتسب أثناء قيام احلياة الزوجية) فيرجع للقواعد العامة
لإلثبات ،مع مراعاة عمل كل واحد من الزوجني ،وما قدمه من مجهودات ،وما حتمله من
أعباء لتنمية األسرة.
وخالصة الرأي الفقهي بشأن وضع املرأة في اجلماعات الساللية ،ومطلب استفادتها من
بعض املكاسب املادية واالجتماعية التي يستفيدها الرجل داخلها.
استنادا لكل ما تقدم من األحكام الشرعية و القواعد الفقهية العامة ،واإلشارة إلى
الظهائر الشريفة املتعلقة باملوضوع ،واملنظمة لتفاصيل أحكامه؛
فإن الرأي الفقهي الذي خلص إليه املجلس ويراه هو أن مسألة حرمان املرأة من بعض
احلقوق املالية واملكاسب االجتماعية في مثل هذه احلال،هي حال كان عليها أهل اجلاهلية
قبل اإلسالم ،فجاء الدين اإلسالمي احلنيف بتكرمي املرأة وإنصافها ،ومتتيعها باحلقوق
املالية التي شرعها لها ،بدءا من حقها في اإلرث من قريبها املتوفي ،وفق القسمة الشرعية،
وفي غير ذلك من احلقوق األخرى .فأبطل اإلسالم تلك األعراف والعوائد التي كانت حترم
املرأة من حقوقها اإلنسانية وتعتبرها إنسانا ناقص األهلية ،وحسم في األمر وأنصف املرأة،
وأعطاها حقوقها املشروعة على التفصيل املبني في كتاب الله تعالى وسنة نبيه املصطفى
وكالم السلف الصالح من أئمة العلماء الفقهاء سلفا وخلفا.
وأنه لكل ذلك من حق املرأة في اجلماعات الساللية أن تستفيد كما يستفيد الرجل من
االنتفاع باألراضي اجلماعية ومنتوجها داخل األسرة واجلماعة ،خالل حصول االنتفاع بها،
ومن كل تقسيم للمنفعة إذا حصل تقسيم فيها ،ومن العائدات املالية التي حتصل عليها
اجلماعة إثر العمليات العقارية التي جتري على األراضي اجلماعية( ،علما بأن ظهير 12
315 ق�ضايا و�آراء
رمضان 6( 1382فبراير )1963ينص على أن األراضي اجلماعية غير قابلة للتقادم وال
للتفويت واحلجز).
وأن يكون ذلك مبعايير عادلة ،يتبني على أساسها من يكون جديرا بتلك االستفادة وأحق
بها ،وتعطي لكل ذي حق حقه في اطمئنان من رجال ونساء تلك اجلماعات ،إنصافا للمرأة
في مثل هذه األحوال من املكاسب املادية والعطاءات االجتماعية والتبرعية ،بناء على تلك
املعايير املوضوعية املنصفة ،وحتقيقا للعدل التي جاء بها شرع اإلسالم ،وجعله من أسس
وجتليات تكرمي اإلنسان ،رجال كان أو إمرأة ،واملأمور به في عمـــوم قــــول الله تعـــالى:
ي�أيها الذين �آمنوا كونوا قوامني هلل �شهداء بالق�سط ،وال يجرمنكم �شن�آن قوم
على �أال تعدلوا� ،إعدلوا هو �أقرب للتقوى ،واتقوا اهلل� ،إن اهلل خبري مبا تعملون
(سورة املائدة)8:
اململكة املغربية
البــــرملان
مجلس النواب
الفريق االستقاللي
للوحدة والتعادلية
مقرتح قانون
ب�إحداث الوكالة الوطنية لتدبري �أرا�ضي الدولة
تقدمي
إن تشتت الوعاء العقاري العمومي وتعدد القطاعات الوزارية واإلدارية املشرفة عليه،
وما نتج عن ذلك من تعقيد في مساطر تدبير الرصيد العقاري للدولة وكثرة املتدخلني
بخصوصه ،جعل الغموض يكتنف تسييره بسبب عدم وجود إحصاء رسمي معلن بشأنه.
وهي وضعية ال تشجع االستثمار وال تساعد املستثمرين على الرفع من قدراتهم االستثمارية.
ويعتبر تدبير أراضي الدولة الفالحية منها والوقفية والغابوية وغيرها من األراضي
التابعة للدولة أكثر القطاعات حاجة إلى الشفافية.
واقتناعا منه بضرورة سن سياسة جديدة حول حكامة العقار العمومي من أجل التغلب
على اإلشكالية العقارية لتنفيذ املخططات واإلستراتيجيات الوطنية واملشاريع االستثمارية
الكبرى ،يرى الفريق االستقاللي للوحدة والتعادلية مبجلس النواب أنه أصبح من الالزم
إحداث جهاز وطني تسند إليه مهمة تدبير كل أراضي الدولة والسهر على مواكبة
السياسات القطاعية للحكومة في مختلف امليادين االقتصادية واالجتماعية كالسكن
والسياحة والفالحة والصناعة وغيرها من األنشطة التنموية املشجعة على االستثمار وعلى
خلق فرص الشغل عن طريق تعبئة العقار العمومي ووضع األراضي الالزمة رهن إشارة
املؤسسات العمومية واخلاصة.
ويرى الفريق االستقاللي أن دخول املخططات واإلستراتيجيات التنموية الوطنية التي
اعتمدتها احلكومة حيز التنفيذ يؤشر على بدء مرحلة جديدة في تدبير العقار العمومي
باملغرب.
ولهذه األسباب يتقدم الفريق مبقترح قانون يرمي إلى إحداث وكالة وطنية تعنى باألراضي
التابعة للدولة ،تخضع للوصاية اإلدارية واملالية للدولة ،وتسهر على تدبير جميع األراضي
التابعة للدولة وتخصيصها لفائدة املصالح العمومية واملؤسسات اإلنتاجية ،وتعمل على
تنفيذ السياسة الوطنية في املجال العقاري.
التدخل الت�رشيعي يف تنظيم �أمالك الدولة 320
مقرتح قانون
ب�إحداث الوكالة الوطنية لتدبري �أرا�ضي الدولة
املادة الأوىل:
حتدث مؤسسة عامة تتمتع بالشخصية املعنوية واالستقالل املالي تسمى «الوكالة الوطنية
لتدبير أراضي الدولة» ،يعهد إليها بتدبير أراضي الدولة ،واقتناء األراضي باملراضاة أو
عن طريق نزع امللكية ،وتصفية وضعيتها القانونية ،وتخصيصها لفائدة املصالح العمومية
أو عند الضرورة للمؤسسات اإلنتاجية ،مع مراعاة النصوص التشريعية اجلاري بها العمل.
املادة :2
تخضع هذه الوكالة لوصاية الدولة ،ويكون الغرض من هذه الوصاية ضمان احترام
أجهزتها املختصة ألحكام هذا القانون ،وخاصة ما يتعلق منها مبهام املرفق العمومي
املنوطة بها.
تخضع هذه الوكالة ملراقبة الدولة املالية املطبقة على املؤسسات العمومية مبوجب النصوص
التشريعية والتنظيمية اجلاري بها العمل.
املادة :3
يقصد بأراضي الدولة التي يشملها هذا القانون ،األراضي التالية:
-األراضي التي تعتبر ضمن أمالك الدولة العمومية املشار إليها في الفصل األول من
الظهير الشريف الصادر في 7شعبان 1332هجرية املوافق لفاحت يوليوز 1914في شأن
األمالك العمومية (اجلريدة الرسمية عدد 62بتاريخ 10يوليوز )1914؛
-األراضي التي تنتمي إلى ملك الدولة اخلاص املنصوص عليها في ظهير 3يناير 1916
بسن تنظيم خاص لتحديد أمالك الدولة والظهير الشريف املؤرخ بفاحت ربيع الثاني 1332
املتعلق باألراضي ذوات املنافع اخلالية من البناء (اجلريدة الرسمية عدد ،169املؤرخة في
24يوليوز سنة ،1916ص 600و ص )601وكذا الظهائر الصادرة بتغييرها وتتميمها؛
-األراضي التابعة للملك الغابوي احملددة في الظهير الشريف املــؤرخ في 20ذي
احلجـــة 10( 1335أكتوبر )1917حول احملافظة على الغابات واستغاللها (اجلريدة
321 مقرتح قانون ب�إحداث الوكالة الوطنية لتدبري �أرا�ضي الدولة
املادة :4
متارس الوكالة الوطنية لتدبير أراضي الدولة ،في إطار تنفيذ السياسة الوطنية في املجال
العقاري ،االختصاصات املخولة للسلطة العمومية مبوجب النصوص التشريعية والتنظيمية
اجلاري بها العمل في ميدان تدبير العقارات.
ولهذه الغاية ،تناط بها املهام التالية:
-جمع وحفظ املعلومات والربائد والوثائق العقارية املتعلقة ألراضي الدولة املشار إليها
في املادة 3أعاله ،وذلك بتنسيق مع اإلدارات واملؤسسات املعنية؛
-تفويت وتخصيص األراضي التابعة للدولة؛
-اإلشراف على كراء األراضي الفالحية والغابوية اخلاضعة مللك الدولة اخلاص.
التدخل الت�رشيعي يف تنظيم �أمالك الدولة 322
املادة :5
يدير الوكالة مجلس إدارة ويسيرها مدير عام.
املادة :6
باإلضافة إلى ممثلني عن القطاعات احلكومية املعنية ،التي يتم حتديد قائمتها بنص
تنظيمي ،يضم مجلس اإلدارة كذلك:
323 مقرتح قانون ب�إحداث الوكالة الوطنية لتدبري �أرا�ضي الدولة
املادة :7
يتمتع مجلس اإلدارة بجميع السلط الالزمة إلدارة الوكالة ،ولهذه الغاية ،يقوم بواسطة
قراراته بتسوية القضايا العامة التي تهم الوكالة ،وعلى اخلصوص:
-يحدد برنامج العمليات التقنية واملالية للوكالة؛
-يحصر امليزانية وكذا كيفيات متويل برامج أنشطة الوكالة ونظام االستهالكات؛
-يحصر احلسابات ويقرر تخصيص النتائج؛
-يقرر املساهمة في الشركات وكذا تفويت املساهمات املالية أو توسيع نطاقها؛
-يعد النظام الذي يحدد قواعد وكيفيات إبرام الصفقات؛
-يحدد النظام األساسي للمستخدمني.
يجوز للمجلس أن يفوض صالحيات خاصة إلى املدير العام ألجل تسوية قضايا معينة.
املادة :8
يجتمع مجلس اإلدارة مرتني على األقل في السنة :
-قبل 30يونيو حلصر القوائم التركيبية للسنة املختتمة؛
-قبل 15أكتوبر لدراسة وحصر امليزانية والبرنامج التقديري للسنة املوالية.
التدخل الت�رشيعي يف تنظيم �أمالك الدولة 324
املادة :9
يجوز ملجلس اإلدارة أن يقرر إحداث جلان يتولى حتديد تأليفها وطريقة تسييرها وميكنه
أن يفوض إليها جزءا من سلطة واختصاصاته.
الفصل الثاني :اختصاصات املدير العام
املادة :10
ينفذ املدير العام قرارات مجلس اإلدارة واللجنة أو اللجان احملدثة من لدنه.
يسير الوكالة ويتصرف باسمها ويحضر اجتماعات مجلس اإلدارة بصفة استشارية
ويدير شؤون جميع املصالح وينسق أنشطتها ويعني في املناصب التابعة للوكالة وفقا للنظام
األساسي ملستخدميها.
يباشر أو يأذن في مباشرة جميع األعمال أو العمليات املتعلقة بالوكالة ،وميثل هذه
األخيرة إزاء الدولة وكل إدارة عامة أو خاصة وإزاء الغير ،ويقوم بجميع األعمال التحفظية.
ميثل املدير العام الوكالة أمام القضاء ويجوز له أن يرفع جميع الدعاوى القضائية الهادفة
إلى الدفاع عن مصالح الوكالة ،على أن يشعر رئيس مجلس اإلدارة فورا بذلك.
يجوز له أن يفوض حتت مسؤوليته جزءا من سلطه واختصاصاته إلى مستخدمي إدارة
الوكالة.
املادة :11
تظل اختصاصات ومسؤولية املدير العام للوكالة خاضعة لألحكام التشريعية والتنظيمية
املطبقة في مجال تدبير أراضي الدولة.
املادة :12
تتضمن ميزانية الوكالة:
أ -في باب املداخيل :
.1مخصصات سنوية من امليزانية متنحها الدولة؛
.2عائدات األجور عن اخلدمات املقدمة؛
325 مقرتح قانون ب�إحداث الوكالة الوطنية لتدبري �أرا�ضي الدولة
املادة :13
تنقل إلى ملكية الوكالة:
-أراضي الدولة اخلاصة والعامة؛
-أراضي الكيش واجلماعات الساللية؛
-األراضي التابعة للجماعات احمللية؛
-األراضي التابعة لألمالك الغابوية والفالحية واملعدنية؛
-األراضي التابعة لوكالة املساكن والتجهيزات العسكرية؛
-األراضي التي هي في ملكية املؤسسات العمومية.
ال تفرض على عملية النقل املذكورة أي ضريبة أو رسم.
حتدد قائمة األمالك واألراضي املشار إليها في هذه املادة بنص تنظيمي.
املادة :14
متارس الوكالة بواسطة تفويض ،فيما يخص متلك األراضي ،حقوق السلطة العامة وفقا
للفصل 3من القانون رقم 7.81املتعلق بنزع امللكية ألجل املنفعة العامة وباالحتالل املؤقت.
التدخل الت�رشيعي يف تنظيم �أمالك الدولة 326
تنفرد الوكالة مبمارسة حق نزع امللكية ،وإذا تعلق األمر بعمليات نزع امللكية لفائدة
أشخاص معنويني آخرين ،وجب عليهم تقدمي طلب بذلك إلى الوكالة التي تتصرف حينئذ
باسمهم ومتارس بتفويض حقوق السلطة العامة .وفي هذه احلالة ،تقيد األرض املشيد فوقها
العقار أو احلق العيني العقاري موضوع نزع امللكية في اسم الشخص املعنوي الذي يهمه
أمر نزع امللكية والذي يتحمل جميع املصاريف املترتبة على ذلك.
املادة :15
يتكون مستخدمو الوكالة من :
-أعوان تتولى توظيفهم الوكالة وفقا لنظام املستخدمني؛
-موظفني يلحقون بها من اإلدارات العمومية.
املادة :16
تتوفر الوكالة ،للقيام باملهام املسندة إليها في هذا القانون ،على هيئة متصرفني محلفني
ينتدبهم املدير العام بوجه قانوني لهذا الغرض.
تعتمد احملاضر التي يحررها املتصرفون املذكورون إلى أن يثبت ما يخالفها.
327 الرائد الر�سمي للجمهورية التون�سية بتاريخ 8غ�شت 2011وزارة �أمالك الدولة وال�ش�ؤون العقارية
قرار من وزير أمالك الدولة والشؤون العقارية مؤرخ في 30جويليه 2011يتعلق بالزي
اخلاص بأعضاء سلك املستشارين املقررين لدى مصالح نزاعات الدولة.
إن وزير أمالك الدولة والشؤون العقارية،
بعد اإلطالع على القانون عدد 13لسنة 1988املؤرخ في 7مارس 1988املتعلق
بتمثيل الدولة واملؤسسات العمومية ذات الصبغة اإلدارية واملؤسسات اخلاضعة إلشراف
الدولة لدى سائر احملاكم وخاصة الفصلني 13و 14منه،
وعلى املرسوم عدد 14لسنة 2011املؤرخ في 23مارس 2011املتعلق بالتنظيم املؤقت
للسلط العمومية ،
وعلى األمر عدد 999لسنة 2011املؤرخ في 11جوان 1990املتعلق بضبط مشموالت
وزارة أمالك الدولة والشؤون العقارية،
وعلى األمر 2016لسنة 1990املؤرخ في 3ديسمبر 1990املتعلق بضبط النظام
األساسي اخلاص بأعضاء سلك املستشارين املقررين لدى مصالح نزاعات الدولة كيفما وقع
تنقيحه باألوامر عدد 1702لسنة 1994املؤرخ في 8أوت 1994وعدد 437لسنة 1996
املؤرخ في 2ماي 2000وعدد 82لسنة 2007املؤرخ في 15جانفي ، 2007وخاصة
الفصل ( 6جديد) منه ،
وعلى األمر عدد 1235لسنة 1999املؤرخ في 31ماي 1999املتعلق بتنظيم وزارة
أمالك الدولة والشؤون العقارية وخاصة الفصل 29منه ،
وعلى األمر عدد 263لسنة 2011املؤرخ في 10مارس 2011املتعلق بتسمية أعضاء
احلكومة.
قرر مايلي :
الفصل األول – يتكون الزي الواجب على أعضاء سلك املستشارين املقررين لدى مصالح
نزاعات الدولة ارتداؤه تطبيقا ألحكام الفصل ( 6جديد) من األمر عدد 2016لسنة 1990
املؤرخ في 3ديسمبر 1990واألوامر املنقحة له وخاصة األمر عدد 82لسنة 2007املؤرخ
التدخل الت�رشيعي يف تنظيم �أمالك الدولة 328
في 15جانفي 2007من رداء قماشي لونه أسود كامد متسع الكمني ملبسني من األطراف
بشريط من قماش حريري أسود اللون المع عرضه 18صنتمترا.
يقفل الرداء من األمام بأزرار سوداء ويختم الرداء قطعة من قماش ذهبي كامد مجعد
طوله 30صنتمترا وينتهي الزي بذيل مشهر مشدود من الداخل في مستوى احلزام،
تشد على مستوى الكتف األيسر من الزي كتفية من قماش حريري أسود تتدلى على
الزي من األمام على طول 35صنتمترا ومن اخللف 45صنتمترا وتنتهي في طرفيها األمامي
واخللفي بشريط ذهبي كامد اللون عرضه 11صنتمترا وطوله 6صنتمترات من األمام
وعرضه 9صنتمترات وطوله 6صنتمترات من اخللف.
الفصل - 2يتمثل غطاء الرأس في قبعة مستديرة سوداء قائمة اجلوانب علوها 8
صنتمترات ويفوق قطر طرفها العلوي قطر طرفها السفلي بأربعة صنتمترات وتكون مغطاة
بقماش من القطيفة السوداء عرضه 2صنتمترات.
الفصل – 3حتمل على الدولة مصاريف الزي اخلاص بأعضاء سلك املستشارين املقررين
لدى مصالح نزاعات الدولة.
الفصل - 4ينشر هذا القرار بالرائد الرسمي للجمهورية التونسية ويدخل حيز التنفيذ
ابتداء من 16سبتمبر .2011
صدر بالرائد الرسمي (اجلريدة الرسمية) للجمهورية التونسية ليوم 8غشت 2011قرارا
وزاريا عن وزير أمالك الدولة والشؤون العقارية بتاريخ 30يونيو 2011يتعلق بالزي اخلاص
بأعضاء سلك املستشارين املقررين لدى مصالح نزاعات أمالك الدولة.
وحسب منطوق هذا األمر يتعني على املوظفني العاملني بوزارة أمالك الدولة والشؤون
العقارية الذين ميثلون اإلدارات العمومية في املنازعات القضائية لدى احملاكم أن يرتدوا زيا
رسميا عبارة عن رداء قماشي لونه أسود كامد متسع الكمني ملبسني من األطراف بشريط
من قماش حريري أسود اللون المع عرضه 18سنتمترا .....ويتمثل غطاء الرأس في قبعة
مستديرة سوداء قائمة اجلوانب.
وتتحمل الدولة مصاريف الزي املذكور ،ويعمل بهذا القرار ابتداء من يوم 16
شتنبر .2011
إن ما أثار انتباهي في هذا القرار الوزاري أنه لم يأت من فراغ ،وإمنا جاء كنتيجة حتمية
ملعاناة ممثلي اإلدارات العمومية واحمللية املكلفني بالنزاعات سواء أمام كتابة الضبط
باحملاكم أو أمام هيأة الدفاع ،ذلك أن هؤالء يعتبرون ممثلي اإلدارات لدى احملاكم مجرد
موظفني عاديني ال يستحقون أي متييز ،بينما رجال احملاماة يعتبرونهم متطفلني عن املهنة .
واملطلع على املسطرة املدنية املغربية جند أن املشرع لم يخص فئة « محامي القطاع
العام» إال بنص فريد تضمنه الفصل 34عندما نص في الفقرة الثانية على أن اإلدارات
العمومية تكون ممثلة بصفة قانونية أمام القضاء بواسطة أحد املوظفني املنتدبني لهذه الغاية.
وعطفا على هذا النص أكدت املادة 31من قانون احملاماة لسنة 2008أنه ال يسوغ
أن ميثل األشخاص الذاتيون واملعنويون واملؤسسات العمومية والشركات ،أو يؤازروا أمام
القضاء إال بواسطة محام ،ماعدا إذا تعلق األمر بالدولة واإلدارات العمومية تكون نيابة
احملامي أمرا اختياريا بالنسبة لها.
التدخل الت�رشيعي يف تنظيم �أمالك الدولة 330
وهذا يعني أنه يحق للدولة أن تكون ممثلة لدى احملاكم بواسطة موظفني منتدبني لهذه
الغاية.
واملقصود باالنتداب هنا التوقيع على العرائض والطعون وحضور اجللسات كيفما كان
نوعها.
لكن إذا كان الفصل 37من قانون احملاماة مينع على احملامي أن ميثل أمام الهيئات
القضائية والتأديبية إال إذا كان مرتديا بذلة احملاماة ،فماذا عن ممثلي الدولة لدى
احملاكم؟ هل يحق لهؤالء ارتداء جميع أنواع األلبسة حتى لو تعلق األمر بثياب الشاطئ؟
ثم أي وقار سيكون للدولة إذا كان من ميثلها أمام القضاء ال يعتني بهندامه ومظهره
اخلارجي ،ويدق األمر أكثر إذا تعلق األمر بعون من الدرجة السفلى إداريا وليس له أي
تكوين قانوني أو إداري.
أمام هذه املعطيات نرى ضرورة تنظيم هذه املهمة انسجاما مع ما جرى به العمل لدى
بعض الدول املجاورة كتونس مثال وذلك على الشكل التالي:
- 1االختيار:
يتعني اختيار من ميثل الدولة أمام القضاء من األطر العليا املتخصصة في العلوم
القانونية أو اإلدارية.
- 2أداء اليمني:
يتعني على هؤالء أداء اليمني القانونية إسوة بزمالئهم احملامني في القطاع ا خلاص.
- 3التمرين:
قضاء فترة التمرين لدى مؤسسة متخصصة في تكوين القضاة أو احملامني.
- 4نظام خاص :
إصدار نظام خاص باملوظفني املمثلني للدولة أمام القضاء يدعى النظام اخلاص
باملستشارين القانونيني للدولة ،مع متتعيهم بتعويضات خاصة عند املهمة.
- 5ارتداء لباس خاص:
إلزام هؤالء بارتداء لباس خاص شبيه إلى حد ما برداء احملامني مع متييزه سواء باللون
أو القبعة.
331 مربرات �إعفاء موظفي الدولة املنتدبني لدى املحاكم من بذلة خا�صة
- 6متتيع ممثلي الدولة لدى احملاكم باحلماية القانونية واجلنائية عن أعمالهم جتاه الغير.
- 7إعفاؤهم من التمرين املنصوص عليه في املادة 11من قانون احملاماة عند الرغبة في
التقييد في الئحة احملامني.
واألمل معقود على كل من وزارة العدل ووزارة االقتصاد واملالية للدفاع عن هذا امللف
أمام السلطة التشريعية من أجل إخراج نص تشريعي خاص يدعى النظام األساسي اخلاص
بسلك املستشارين القانونيني العاملني مبصالح نزاعات الدولة مع ما يواكب ذلك من
امتيازات عينية ومعنوية.
333
مواد العدد
-فصل املقال في ما بني الوقف العام واملال العام من انفصال واتصال 13......................
-أراضي اجليش باملغرب :التأصيل التاريخي والنظام القانوني 29............................
-قصور النظام القانوني والتنظيمي ألمالك اجلماعات الترابية وإشكالية
التمويل الغير جبائي للتنمية احمللية باملغرب53..........................................
-األمالك العمومية بني االستعمال اجلماعي و اخلصوصي 109...............................
-ممارسة الشفعة في إطار تسوية النزاعات الناجتة عن استرجاع أراضي الدولة الفالحية
أو القابلة للفالحة 127...............................................................
-االستثمار في أمالك الدولة اخلاصة161.................................................
- 2التوجهات الق�ضائية يف منازعات �أمالك الدولة:
-نص اجلواب املتضمن للرأي الفقهي بشأن سؤال وزارة الداخلية حول وضع
املرأة داخل اجلماعة الساللية وحرمانها االستفادة من التعويضات املادية التي
يستفيدها الرجل إثر العمليات العقارية التي جترى على بعض األراضي اجلماعية311..........
- 4التدخل الت�رشيعي يف تنظيم �أمالك الدولة:
-مقترح قانون رقم 5.05.11بإحداث الوكالة الوطنية لتدبير أراضي الدولة 319...............
-قرار من وزير أمالك الدولة والشؤون العقارية مؤرخ في 30جويليه 2011
يتعلق بالزي اخلاص بأعضاء سلك املستشارين املقررين لدى مصالح نزاعات الدولة ............
-مبررات إعفاء موظفي الدولة املنتدبني لدى احملاكم من بذلة خاصة 329......................
( )CTPمطبعة املعارف اجلديدة -الرباط 2012 /