Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 3

‫‪.

‬سورة طه مكية عدد اياتها ‪135‬‬


‫المحور العام لسورة طه‬
‫هدف سورة طه واضح من اوائل االيات (طه ما انزلنا عليك القرءان لتشقى) فاإلسالم سعادة‬
‫وليس بشقاء في توجيه الى قراءة القرءان ‪(،‬اال تذكرة لمن يخشى تنزيال ممن خلق األرض‬
‫والسماوات العلى )‪ ،‬وفي اخر سورة طه سنجد قوله سبحانه وتعالى (فاصبر على ما يقولون‬
‫وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ‪ )....‬أي انه بقراءة القرءان والتسبيح لن‬
‫تشقى بل بالعكس سترضى ‪.‬كأن هللا سبحانه وتعالى يريد ان يطمئن رسوله وامته من بعده ان‬
‫هاذا المنهج لم يأتي لنشقى به بل بالعكس هو يضمن السعادة في الدارين لمن اتبعه وطبقه ‪.‬‬
‫المقاصد الخاصة لسورة طه‬
‫‪-1‬تكرر في السورة اس م هللا الرحمان وهذه السورة تأكد وجود مصاعب في الدنيا وتعرض‬
‫لها عبر قصة نبي هللا موسى عليه السالم الذي واجهته العديد من الصعوبات والمحن ولكن‬
‫وسط المحن نجد ايات تشير الى كل هاذه االبتالءات (والقيت عليك محبة مني ولتصنع على‬
‫عيني )فالمؤمن دائما بفضل هللا راض ان كان قائما على منهج هللا مهما واجهه ‪ ،‬الن السعادة‬
‫والشقاء مصدرهما القلب والقلوب بيد الرحمان يقلبها كيف يشاء سبحانه وتعالى ‪.‬‬
‫‪ -2‬سيدنا موسى علم ان القلوب بيد هللا سبحانه وتعالى لذلك كان دعاؤه واضحا في سورة طه‬
‫(قال رب اشرح لي صدري ويسر لي امري واحلل عقدة من لساني يفقه قولي )‬
‫‪-3‬سحرة فرعون ايضا رغم انهم حديثي العهد باالسالم فقهو هاذا المعنى بسرعة وان السعادة‬
‫الحقيقية هي ابدية بتطبيق المنهج (قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا‬
‫فاقض ما انت قاض انما تقضي هذه الحياة الدنيا ) وقالو (ومن ياته مؤمنا قد عمل الصالحات‬
‫فأالئك لهم الدرجا ت العلى ) مع ان الموقف كان فعال شديد في مواجهة فرعون ‪.‬‬
‫‪-4‬اما فرعون فقد شقي في الدنيا وفي ميتته وسيشقى في االخرة كما وعده هللا ‪.‬‬
‫‪-5‬بعد ذلك تعرض السورة قصة ادم وحواء وتبين ان السعادة الحقيقية في اتباع المنهج (فقلنا‬
‫يا ءادم ان هذا عدو لك ولزوجك فال يخرجنكما من الجنة فتشقى ) ‪،‬وقال لذريته من بعده (قال‬
‫اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو فإما يأتينكم منى هدى فمن اتبع هداي َفال يضل وال‬
‫يشقى ) هاذا كالم هللا سبحانه وتعالى انه من اتبع هداه فال يضل وال يشقى ‪ ،‬قول هللا هو قول‬
‫الحق يجب ان نصدقه ونتبع هداه لنحظى بسعادة الدارين ‪.‬‬
‫خالصة القول‬
‫نحن المسلمون هدفنا اسمى من المتعة او من السعادة المرتبطة بما حولنا‪ ،‬بظروف الحياة‬
‫ومشاكلها ‪ ،‬هدفنا رضا هللا سبحانه وتعالى ‪ ،‬ورضا هللا هو أعلى درجات السعادة قال تعالى‬
‫(فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن ءانائ الليل‬
‫فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى ) ‪ ،‬هذه توصية ربانية بأن الذكر والتزام الذكر يُفضي‬
‫الى الرضى النفسي والقلبي‬
‫‪ -‬بعد التوصية بالذكر تأتي التوصية بالصالة ‪ ،‬حيث ختمت السورة بالصلة باهلل ذلك الشالل‬
‫الذي يفيض على القلب بالنور اإلالهي فكيف ال يسعد صاحبه ‪ ،‬وجاءت التوصية بالصالة‬
‫بكلمة اصطبر ( وامر أهلك بالصالة واصطبر عليها )الن الصالة مستمرة كل يوم وزيادة‬
‫المبنى تفيد زيادة المعنى ‪ ،‬فيجب الصبر على الصالة في كل يوم في اوقاتها في تأديتها في‬
‫اتمامها فهاذا كله يحتاج صبر كبير لذلك جاءت كلمة اصطبر داللة على الزيادة في الصبر ‪،‬‬
‫كما ان الهمم قد تتثاقل على ءاداء النوافل مع مرور الزمن فاللهم اعنا على اقامة الصالة‬
‫واجعلنا من الذاكرين كثيرا ورضنا يا رب بما رضيت لنا ‪.‬‬
‫العالقة بين سورتي مريم وطه‬
‫‪-1‬في اخر سورة مريم كانت اآلية (فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا‬
‫)هاذا الحديث كان عن القران وفي بداية طه (طه ما انزلنا عليك القرءان لتشقى ) في إشارة‬
‫الى القران ‪ ،‬فإذا جمعنا الخواتم مع الفواتح سنقول اننا انزلنا القرءان لتبشر به المتقين ال‬
‫لتشقى ‪.‬‬
‫الرحأ َم ِن‬ ‫ت َو أاأل َ أر ِ‬
‫ض إِ َّال آتِي َّ‬ ‫اوا ِ‬ ‫‪2‬ـ وقال تعالى في خواتيم سورة مريم ‪ { :‬إِن كُل َمن فِي ال َّ‬
‫س َم َ‬
‫ع أبدًا (‪. })93‬‬
‫َ‬
‫ض َو َما َب أينَ ُه َما َو َما تَحأ تَ الث َّ َرى‬
‫ت َو َما فِي أاألَ أر ِ‬
‫اوا ِ‬ ‫وقال في بدايات سورة طه ‪ { :‬لَهُ َما فِي ال َّ‬
‫س َم َ‬
‫(‪. })6‬فله ما فيهما وكل منهما عباده ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ قال عز وجل في آخر سورة مريم ‪َ { :‬و َك أم أ َ أهلَ أكنَا قَ أبلَ ُهم ِمن قَ أرن ه أَل ت ُ ِحس ِم أن ُهم ِم أن أ َ َحد‬
‫أ َ أو ت َ أس َم ُع لَ ُه أم ِر أك ًزا (‪. } )98‬وضرب لنا مثال في من أهلكهم بفرعون وجنوده في بداية سورة‬
‫طغَى (‪. }..)24‬وقد ذكر قصة موسى مع فرعون إلى أن أهلك‬ ‫طه ‪ { :‬ا أذهَبأ ِإ َلى فِ أر َ‬
‫ع أونَ إِنَّهُ َ‬
‫فرعون وجنوده وذلك قوله ‪ { :‬فَأَتأبَ َع ُه أم فِ أرعَ أو ُن ِب ُجنُو ِد ِه فَغَ ِشيَ ُهم ِم َن أاليَ ِم َما َ‬
‫غ ِشيَ ُه أم (‪})78‬‬

You might also like