cours ethiques mr Eulmi محاضرات الفساد و أخلاقيات المهنة

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 24

‫محاضرات الفساد وأخالقيات المهنة‬

‫احملاضرة الثانية‪ :‬أنواع الفساد‬


‫لقد أصبح للفساد انواع كثرية خصوصا مع التطور التكنولوجي وسهولة الولوج اىل البيانات اخلصوصية واليت سهلت‬
‫ارتكاب اجلرائم بأنواعها وخصوصا جرائم الفساد‪ ،‬إن أنواع هذه اجلرائم تأخذ أشكاال وصورا خمتلفة تتقاطع فيما بينها يف‬
‫كثري من النقاط و لصعوبة التفرقة بينها ارتأيت التقسيم التايل‪:‬‬

‫‪-1‬الفساد حسب درجة التنظيم‪:‬‬

‫أ‪-‬الفساد العرضي‪:‬‬

‫ويقصد به مجيع أشكال و أنواع الفساد الصغرية و العرضية اليت تعرب عن سلوكيات شخصية غري مدبرة و مل يعد هلا‬
‫سلفا وفق مجاعة او عصابة منظمة‪ ،‬و مثال ذلك احملسوبية احملاباة و االختالس و سرقة اللوازم املكتبية و االموال ذات اليمة‬
‫الزهيدة‪.‬‬

‫ب‪-‬الفساد املنظم‪:‬‬

‫ويقصد به كل أشكال الفساد الذي تعرفه االدارات و املصاحل و اهليئات العمومية منها و اخلاصة و اليت يتم التخطيط‬
‫هلا مسبقا و بطريقة منظمة‪ ،‬و تعرف هذه اجلرائم من خالل مقدار املال الفاسد الذي مت سرقته و كيفية دفعه و طرق تبييضه‪.‬‬

‫ج‪ -‬الفساد الشامل‪:‬‬

‫و يأيت يف صورة هنب واسع النطاق و للممتلكات و االموال العامة عن طريق الصفقات االقتصادية الومهية و تسديد‬
‫الفواتري الومهية و اختالس املمتلكات العامة و حتويلها من ممتلكات ناقصة امللكية اىل ممتلكات كاملة امللكية كاملمتلكات‬
‫املمنوحة يف اطار امتيازات الوظائف السامية للموظفني العموميني السامني و تلقي الرشاوى يف جمال الصفقات العمومية و‬
‫غريها ‪.‬‬

‫‪ -2‬الفساد حسب انتماء األفراد املنخرطني فيه ‪:‬‬

‫أ‪-‬الفساد يف القطاع العام‪:‬‬

‫و هو الفساد املنتشر يف اهليئات العمومية و اإلدارة احلكومية‪ ،‬و كل املرافق العمومية اليت تتبعها ‪ ،‬و يعد الفساد املنتشر‬
‫فيها أحد أهم معوقات التنمية بكل أشكاهلا حيث تتعارض فيه املصاحل العامة مع املصاحل الشخصية مما يدفع ببعض املوظفني‬
‫لقلة نزاهتهم اىل الفساد كال رشوة و االختالس وتبديد املال العام و اساءة استغالل النفود ‪...‬‬

‫ب‪-‬الفساد يف القطاع اخلاص‪:‬‬


‫محاضرات الفساد وأخالقيات المهنة‬

‫ويقصد به تأثري القطاع اخلاص على جمريات السياسة العامة من أجل حتقيق مصاحل شخصية كاإلعفاء الضرييب واحلصول‬
‫على اعانات مالية كبرية كالقروض و العقار الصناعي مببالغ رمزية‪ ،‬و هذا باستعمال وسائل غري مشروعة و جمرمة قانونا‬
‫كالرشوة و اهلدايا غري املستحقة و التمويل اخلفي لألحزاب السياسية و غريها‪.‬‬

‫‪-3‬الفساد من حيث احلجم‪:‬‬

‫أ‪-‬الفساد الكبري‪:‬‬

‫وهو الفساد الذي يقوم به كبار املسؤولني و املوظفني يف الدولة لتحقيق أهداف مادية كانت أو سياسية‪ ،‬و هو من أخطر‬
‫أنواع الفساد لكونه يكبد الدولة خسائر كبرية على كل األصعدة‪.‬‬

‫ب‪-‬الفساد الصغري‪:‬‬

‫وهو الفساد األقل حجما وينتشر يف اهلياكل العمومية ذات املستويات املنخفضة‪ ،‬و يرتكبه صغار املوظفني يف مقابل‬
‫مبالغ مالية بسيطة اىل حد ما و مثاله الرشاوى اليت تستهدف مستخدمي البلديات و أعوان الرقابة من أجل احلصول على‬
‫تراخيص معينة أو التغاضي على بعض املمارسات غري املرخصة قانونا‪.‬‬

‫‪-4‬الفساد من ناحية االنتشار‪:‬‬

‫أ‪-‬الفساد الدويل‪:‬‬

‫وهو الفساد الذ ي يتجاوز احلدود االقليمية للدولة ويساهم فيه أعوان وموظفون عموميون أجانب و ممثلي املنظمات‬
‫الدولية داخل اإلقليم احمللي كالشركات املتعددة اجلنسيات و ممثلي منظمة التجارة الدولية و صندوق النقد الدويل‪.‬‬

‫ب‪-‬الفساد احمللي‪:‬‬

‫وهو ذلك الفساد الذي ينتشر داخل الدولة وأطرافه موظفون عموميون أو أشخاص طبيعية كانت أو معنوية ممن ال‬
‫يرتبطون مبمارسات ذات طابع دويل‪.‬‬

‫‪ -5‬الفساد طبقا للمجال الذي نشأ فيه‪:‬‬

‫أ‪-‬الفساد املايل‪:‬‬

‫يقصد به تلك االحنرافات وخمالفة القواعد واألحكام املالية اليت تنظم سري العمل اإلداري واملايل يف الدولة ومؤسساهتا‪،‬‬
‫وخمالفة التعليمات اخلاصة بأجهزة الرقابة املالية ‪ ،‬ومن هذه االحنرافات ‪ :‬الرشوة واالختالس والتهرب الضرييب و تزوير العملة‬
‫واحملاباة واحملسوبية املتعلقة بالتعيينات الوظيفية يف املناصب املالية والرتقيات‪.‬‬
‫محاضرات الفساد وأخالقيات المهنة‬

‫ب‪-‬الفساد السياسي‪:‬‬

‫وهو جمموعة من االحنرافات واملخالفات اليت تعارض القواعد واألحكام اليت تنظم عمل املؤسسات السياسية يف الدولة‪،‬‬
‫وتتمثل مظاهر الفساد السياسي يف غياب الدميقراطية وفقدان املشاركة السياسية وعدم وجود تداول حقيقي على السلطة‬
‫وفساد احلكام وتفشي احملسوبية واستخدام املال يف شراء أصوات الناخبني وعدم الفصل بني السلطات‪.‬‬

‫ج‪-‬الفساد االقتصادي‪:‬‬

‫هو جمموعة من التصرفات الضارة بالنشاطات االقتصادية اليت ميارسها األفراد واجلماعات كالغش واالحتكار وتبديد املوارد‬
‫وسوء استخدامها واستغالهلا وكذا عرقلة االستثمار‪ ،‬واملضاربة و التهرب اجلمركي وتضخيم الفواتري وشيوع اإلسراف والتبذير‬
‫‪...‬‬

‫د‪-‬الفساد اإلداري ‪:‬‬

‫وهو جمموعة التصرفات املخالفة للقوانني و األعراف اليت تتم على مستوى املصاحل اإلدارية و الوظيفية و اليت تصدر من‬
‫املوظف العام أثناء تأدية مهام وظيفته‪ ،‬ومن مظاهر هذا النوع من الفساد عدم احرتام أوقات العمل يف احلضور أو االنصراف‬
‫أو متضية الوقت يف قراءة الصحف وكذا الرتاخي والتكاسل عن العمل وعدم حتمل املسؤولية وإفشاء أسرار الوظيفة‪.‬‬

‫ه‪-‬الفساد األخالقي ‪:‬‬

‫ونعين به االحنرافات األخالقية املتعلقة بسلوكيات املوظف وتصرفاته الشخصية املشينة‪ ،‬كالقيام باألعمال املخلة باحلياء‬
‫والتح رش بالنساء يف أماكن العمل وارتداء ألبسة غري الئقة وكذا اجلمع بني وظيفتني دون علم اإلدارة أو استغالل السلطة‬
‫لتحقيق مآرب شخصية‪.‬‬

‫و‪-‬الفساد الثقايف‪:‬‬

‫ويقصد به خروج أي مجاعة عن الثوابت العامة لدى األمة وذلك بنشر عادات وتقاليد وسلوكيات خترب عقول أفراد‬
‫اجملتمع والرتويج لألفكار املستوردة اليت تسعى للقضاء على مقومات وثوابت األمة‪.‬‬

‫ز‪-‬الفساد االجتماعي‪:‬‬

‫وهو اخللل الذي يصيب املؤسسات االجتماعية اليت أوكل هلا اجملتمع تربية الفرد وتنشئته كاألسرة واملدرسة واجلامعة واملسجد‬
‫ومؤسسات الرعاية االجتماعية كمصاحل الوسط املفتوح و مؤسسات رعاية الطفولة‪.‬‬

‫ح‪-‬الفساد القضائي ‪:‬‬


‫محاضرات الفساد وأخالقيات المهنة‬

‫وهو االحنراف الذي يصيب اهليئات القضائية مما يؤدي إىل ضياع احلقوق وتفشي الظلم؛ باإلضافة إىل وجود وتفشي‬
‫أشكال أخرى يف اجملتمع كالفساد اإلعالمي واألمين والعلمي ‪....‬إخل‬

‫احملاضرة الثالثة‪ :‬مظاهر الفساد االداري واملايل‬


‫يقصد بالفساد االداري اتباع سلوك خمالف للقوانني من خالل استغالل املوظف العام ملوقعه وصالحياته عن طريق قيامه‬
‫بالسلوكيات البريوقراطية املنحرفة‪ ،‬وهو الفساد الذي ينشأ بسبب سوء التخطيط وتغليب املصلحة الفردية على حساب‬
‫املصلحة العامة‪.‬‬
‫أما الفساد املايل فيتمثل يف عدم االلتزام الكامل باألحكام الشرعية املنظمة لتحصيل املال وكيفية تنميته وإنفاقه‪ ،‬وكذلك عدم‬
‫أداء احلقوق الواجبة يف املال وإساءة التصرف يف التعامل مبا يضر مبصاحل النظام االقتصادي‪ ،‬ويفرغ مساره التطبيقي من‬
‫وسائله املشروعة اليت تكفل له الوجود احلقيقي واألداء املنشود‪ ،‬وحىت نَُفصل بشكل واضح يف أشكال و مظاهر الفساد يف‬
‫اجملال االداري و املايل اعتمدت عرض أبرز و أهم اجلرائم املنصوص و املعاقب عليها يف التشريع اجلزائري‪.‬‬

‫اجلرائم التقليدية‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫أ‪-‬جرمية رشوة املوظفني العموميني‪ :‬جاء يف املادة ‪ 25‬من قانون مكافحة الفساد ‪ 01-06‬اليت عوضت املواد ‪- 126‬‬
‫‪ 129-127‬من قانون العقوبات‪ ،‬بأن كل موظف عمومي طلب او قبل بشكل مباشر او غري مباشر مزية غري مستحقة‬
‫سواء لنفسه او لصاحل شخص اخر او كيان اخر ألداء عمل او االمتناع عن اداء عمل من واجباته يعد مرتكب جلرمية‬
‫الرشوة‪ ،‬و مبا أن القانون اجلزائري يأخذ مببدأ ثنائية التجرمي فيعترب أيضا صاحب املصلحة مرتكب جلرمية رشوة املوظفني‬
‫العموميني سواء قبل او عرض رشوة ‪ ،‬و هذا ما جاء يف الفقرة االوىل من نفس املادة فكل من وعد موظفا عموميا مبزية‬
‫غري مستحقة أو عرضها أو منحه إياها مشلته أحكام هذه املادة و يعد مرتشيا أيضا بعد اكتمال أكان اجلرمية‪.‬‬

‫ب‪-‬جرمية استغالل النفوذ‪ :‬يعد مرتكبا جلرمية استغالل النفوذ كل من تعسف يف استعمال النفوذ بطريقة غري قانونية‬
‫خمال بذلك مببدأ النزاهة‪ ،‬أما من حيث أطراف اجلرمية فليس شرطا أن يكون اجلناة املوظف العمومي وصاحب املصلحة‬
‫فقط كما يف جرمية الرشوة‪ ،‬بل قد يكون أي شخص آخر أو طرفا ثالثا سو ًاء كان النفود فعلي أو ومهي‪ ،‬وهذا وفق‬
‫نص املادة‪ 32 :‬من قانون مكافحة الفساد الفقرة ‪.2-1‬‬

‫ج‪ -‬جرمية الغدر‪ :‬يعد كل موظف عمومي يطلب أو يتلقى أو يشرتط لصاحله أو لصاحل غريه أو يأمر بتحصيل مبالغ‬
‫مالية يعلم أهنا غري مستحقة يعد مرتكبا جلرمية الغدر وفق نص املادة‪ 30 :‬و يعاقب مرتكبها من ‪ 10- 2‬سنوات و بغرامة‬
‫مالية ‪ ،‬و ختتلف هذه اجلرمية عن جرمية الرشوة يف األساس أو السند غري املشروع الذي يعتمده املوظف يف طلب املال‪ ،‬فإذا‬
‫محاضرات الفساد وأخالقيات المهنة‬

‫احتج بالقانون مدعيا أنه مل تزم به و هو يعلم أن سلوكه ينطوي على الكذب فاجلرمية تعد غدرا و إذا كان طلبه على أساس‬
‫أنه يف مقابل مصلحة يقدمها للطرف اآلخر يف إطار وظيفته تعد رشوة‪.‬‬

‫د‪ -‬جرمية االختالس‪ :‬و يقصد هبا اختالس املمتلكات العمومية من قبل املوظف العمومي أو استغالهلا بطريقة غري‬
‫شرعية أو يقوم بإتالفها أو تبديدها أو يعمل على حجز هذه املمتلكات عمدا و بدون وجه حق أو يقوم باستعماهلا‬
‫ألغراضه الشخصية‪ ،‬و يعاقب بنص املادة‪ 29‬من قانون م‪.‬ف باحلبس من ‪ 10-2‬سنوات و بالغرامة املالية كل موظف‬
‫عمومي حاز أركان هذه اجلرمية‪.‬‬

‫جرائم الصفقات العمومية‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫الرشوة يف جمال الصفقات العمومية‪ :‬تعترب جرمية قبض عموالت يف جمال الصفقات العمومية من جرائم املتاجرة‬ ‫أ‪-‬‬
‫بالوظيفة‪ ،‬واليت نصت عليها املادة‪ 27:‬من قانون مكافحة الفساد حيث يعد كل موظف عمومي حاول أن‬
‫يقبض أو قبض لنفسه أو لغريه أو بأي طريقة كانت قصد ابرام أو تنفيذ أو عقد أو بأي صفة كانت باسم‬
‫الدولة أو اجلماعات احمللية أو أي مؤسسة عمومية ذات طابع صناعي أو جتاري أو اقتصادي مرتكب جلرمية‬
‫الرشوة يف الصفقات العمومية‪ ،‬و اليت ترتاوح عقوبتها من ‪ 10‬اىل ‪ 20‬سنة و بالغرامات املالية املنصوص عليها‬
‫يف نفس املادة‪.‬‬
‫جرمية االستفادة من سلطة األعوان العموميني‪:‬‬ ‫ب‪-‬‬
‫تشري املادة‪ 26:‬فقرة ‪ 2‬من قانون مكافحة الفساد اىل عقوبات باحلبس تصل اىل ‪ 10‬سنوات و بالغرامات‬
‫املالية ضد كل شخص طبيعي كان أو معنوي استفادة من سلطة أو تأثري أعوان اهليئات العمومية اخلاضعة‬
‫للقانون العام أو أعوان املؤسسات العمومية االقتصادية ذات الطابع الصناعي و التجاري من أجل الزيادة يف‬
‫األسعار أو من أجل التعديل يف بنود العقد خلدمة مصاحل هذه األشخاص‪.‬‬
‫ج‪ -‬جرمية منح امتيازات غري مربرة يف جمال الصفقات العمومية‪:‬‬

‫و هو الفعل املنصوص عليه يف املادة ‪ 26‬الفقرة‪ 01:‬اجملرم و املعاقب عليه ‪،‬حيث يعد مرتكب جلنحة احملاباة كل‬
‫موظف عمومي قام مبنح امتيازات غري مربرة يف جمال الصفقات العمومية لصاحل شخص طبيعي أو معنوي خمالفا بذلك‬
‫األحكام التشريعية و التنظيمية املعمول هبا‪.‬‬

‫اجلرائم املستحدثة‪:‬‬ ‫‪-3‬‬


‫محاضرات الفساد وأخالقيات المهنة‬

‫لقد جاء قانون رقم ‪ 01-06‬املتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته ببعض اجلرائم املستحدثة كنتيجة للجهود احمللية‬
‫وحسن نية من املشرع اجلزائري يف التصدي للفساد خصوصا بعد املصادقة على اتفاقية األمم املتحدة ملكافحة الفساد‬
‫سنة ‪ 2004‬ومن هذه اجلرائم ‪:‬‬

‫أوال‪ :‬اجلرائم املاسة بالوظيفة العمومية‪:‬‬

‫‪ -1‬جرمية إساءة استغالل الوظيفة‪:‬‬

‫يعد مرتكب جلرمية إساءة استغالل الوظيفة كل موظف عمومي قام عمدا بعمل أو امتنع عن القيام بعمل يف إطار تأدية‬
‫مهامه على النحو الذي خيرق القوانني والتنظيمات‪ ،‬بغرض احلصول على منافع غري مستحقة لنفسه أو لغريه املادة‪ 33:‬ق‪.‬‬
‫م ‪.‬ف‪.‬‬

‫‪ -2‬جرمية تعارض املصاحل‪:‬‬

‫يعترب مرتكب جلرمية تعارض املصاحل كل موظف عمومي مل يلتزم بإخبار السلطة الرئاسية اليت خيضع هلا إذا تعارضت‬
‫مصاحله اخلاصة مع املصلحة العامة‪ ،‬أو يكون من شأن هذا التعارض أن يؤثر على ممارسته ملهامه بشكل عادي‪ ،‬و يعاقب‬
‫كل من خالف قواعد سلوك املوظفني العمومني عند تعارض املصاحل باحلبس من ‪ 6‬أشهر إىل سنتني و بالغرامات املنصوص‬
‫عليها يف املادة‪ 34 :‬من نفس القانون‪.‬‬

‫‪ -3‬جرمية عدم التصريح أو التصريح الكاذب للممتلكات‪:‬‬

‫وهو الفعل املنصوص و املعاقب عليه وفق املادة‪ 36:‬من قانون مكافحة الفساد باحلبس من ‪ 6‬أشهر اىل ‪ 5‬سنوات كل‬
‫موظف عمومي خاضع لواجب التصريح باملمتلكات و مل يقم عمدا بذلك بعد مضي شهرين من تذكريه بالطرق القانونية‪،‬‬
‫أو قام بالتصريح الكاذب‪ ،‬أو أدىل عمدا مبالحظات خاطئة‪ ،‬أو قام خبرق االلتزامات اليت يفرضها عليه القانون‪.‬‬

‫‪-4‬جرمية اإلثراء غري املشروع‪:‬‬

‫عد‬
‫يعد كل موظف عمومي حصل على زيادة معتربة يف الذمة املالية اخلاصة به ومل يقم بتقدمي املربر املعقول لتلك الزيارة يُ ُ‬
‫ضمن أحكام اإلثراء غري املشروع املنصوص واملعاقب عليه باملادة‪ 37 :‬من قانون مكافحة الفساد‪ ،‬كما يعاقب بنفس العقوبة‬
‫كل شخص ساهم عمدا يف التسرت على املصدر غري املشروع لتلك األموال‪.‬‬

‫‪-5‬جرمية تلقي اهلدايا‪:‬‬

‫ويشرتط لثبوت جرمية تلقي اهلداية قبوهلا من طرف املوظف العمومي‪ ،‬و الذي يتمثل يف حتقق الفعل املادي باستالم‬
‫اهلدية من قبل املوظف‪ ،‬كما يشرتط أن تك ون اهلدية أو املزية اليت قبلها املوظف من شأهنا أن تؤثر يف معاجلة ملف أو سري‬
‫محاضرات الفساد وأخالقيات المهنة‬

‫إجراءات أو القيام مبعاملة هلا صلة مبهام املوظف‪ ،‬و أن تكون غري مستحقة باإلضافة اىل توفر القصد اجلنائي العام بشرطيه‬
‫العلم و االرادة‪.‬‬

‫واملالحظ على هذه اجلرمية صعوبة التفريق بينها وبني جرمية الرشوة السلبية من قبل املوظف العام اال من خالل وقائع‬
‫وحيثيات اجلرمية‪ ،‬ويعاقب عليها باحلبس من ‪ 6‬أشهر اىل ‪ 2‬سنتني و بالغرامات املنصوص عليها يف املادة‪ 38 :‬من قانون‬
‫مكافحة الفساد‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬اجلرائم اليت ميتد فيها التجرمي للمعامالت الدولية والقطاع اخلاص‬

‫نتيجة للتطور احلاصل على املستوى الداخلي و أمام انتهاج سياسة اخلوصصة و اقتصاد السوق‪ ،‬برزت للوجود جرائم‬
‫مستحدثة يف القطاع اخلاص جرمها املشرع يف قانون مكافحة الفساد منها الرشوة و االختالس يف القطاع اخلاص ‪ ،‬كما‬
‫ساهم القانون ايضا يف جترمي بعض مظاهر الفساد على املستوى الدويل كرشوة املوظف العمومي األجنيب و ممثلي املنظم ات‬
‫الدولية‪.‬‬

‫‪-1‬جرمية الرشوة يف القطاع اخلاص‪ :‬و هو الفعل املنصوص و املعاقب عليه وفق املادة‪ 40 :‬من قانون مكافحة الفساد‬
‫وفق مبدأ ثنائية التجرمي أي وجود جرميتني مستقلتني عن بعضهما البعض‪ ،‬االوىل اجيابية من طرف أي شخص صاحب‬
‫مصلحة يف مواجهة مدير الكيان التابع للقطاع اخلاص أو من يعمل لديه بأي صفة كانت‪ ،‬و اجلرمية الثانية و هي جرمية‬
‫سلبية يرتكبها من يدير الكيان التابع للكيان اخلاص أو من يعمل لديه بأي صفة كانت يف مواجهة أي شخص له مصلحة‪،‬‬
‫و تتشابه جرمية الرشوة يف القطاع اخلاص مع النموذج القانوين جلرمية الرشوة السلبية و االجيابية للموظف العمومي‪ ،‬و يعاقب‬
‫على جرمية ال رشوة يف القطاع اخلاص بعقوبة احلبس من ‪ 6‬اشهر إىل ‪ 5‬مخس سنوات و بالغرامات املنصوص عليها يف املادة‬
‫السالفة الذكر‪.‬‬

‫‪-2‬جرمية االختالس يف القطاع اخلاص‪ :‬و هو الفعل املنصوص و املعاقب عليه من ‪ 6‬أشهر إىل ‪ 5‬مخس سنوات باملادة‪:‬‬
‫‪ 41‬من قانون مكافحة الفساد وفق النموذج ال قانوين لإلخالس يف القطاع العام ‪ ،‬كل شخص يدير كيانا تابعا للقطاع اخلاص‬
‫أو يعمل فيه بأي صفة أثناء مزاولة نشاط اقتصادي أو مايل أو جتاري و تعمد اختالس أية ممتلكات أو أموال أو أوراق مالية‬
‫خصوصية أو أي أشياء أخرى ذات قيمة عهد هبا إليه حبكم مهامه‪.‬‬

‫‪-3‬جرمية رشوة امل وظفني العموميني األجانب و موظفي املنظمات الدولية‪ :‬و تعد هذه اجلرمية من اجلرائم اليت عاجلتها‬
‫املادة‪ 28:‬من قانون مكافحة الفساد املنصوص و املعاقب عليها من ‪ 2‬سنة اىل ‪ 10‬سنوات حيث أخذ املشرع مببدأ ثنائية‬
‫التجرمي متاما مثلها مثل رشوة املوظف العمومي ‪ ،‬إال أنه يش رتط يف املوظف العمومي األجنيب القصد اجلنائي العام و هو العلم‬
‫بأنه خيالف قواعد قانونية معاقب عليها حينما يقوم بوقائع ذات طابع إجرامي‪ ،‬باإلضافة اىل القصد اجلنائي اخلاص و هو‬
‫محاضرات الفساد وأخالقيات المهنة‬

‫العلم بأنه موظف يعمل لدى هيئة دولية أو منظمة ذات طابع دويل و أن تصرفاته تعد متاجرة با لوظيفة ‪ ،‬و يف املقابل يشرتط‬
‫يف الشخص صاحب املصلحة القصد اجلنائي العام و هو العلم بالعناصر املادية للجرمية كالوعد و العرض و املنح باإلضافة‬
‫اىل القصد اجلنائي اخلاص و هو علم الراشي بأن الشخص الذي يتعامل موظف عمومي أجنيب‪.‬‬

‫ج‪ :‬جرائم عرقلة البحث عن احلقيقة والتمويل اخلفي لألحزاب السياسية‪.‬‬

‫و هي اجلرائم املنصوص و املعاقب عليها و املذكورة يف الباب الرابع من قانون مكافحة الفساد املواد ‪- 43 -42-39 :‬‬
‫‪ 47-46-45-44‬من القانون السالف الذكر و هي‪:‬‬

‫‪ -1‬جرمية إعاقة السري احلسن للعدالة باستخدام القوة البدنية أو الرتهيب أو الوعد مبزية غري مستحقة أو ا لتحريض على‬
‫االدالء بشهادة الزور أو منع االدالء هبا‪ ،‬وكذلك الرفض عمدا و دون مربر تزويد اجلهات القضائية بالوثائق و املعلومات‬
‫املطلوبة‪.‬‬

‫‪ -2‬جرمية االعتداء على الشهود واخلرباء و املبلغني و الضحايا سواء بالتهديد أو بأي طريقة كانت‪.‬‬

‫‪-3‬جرمية ا لبالغ الكيدي (الكاذب) وبطريقة متعمدة عن اجلرائم املنصوصة يف قانون مكافحة الفساد‪.‬‬

‫‪ -4‬جرمية عدم االبالغ عن اجلرائم املنصوصة و اجملرمة بنصوص قانون مكافحة الفساد‪ ،‬فيعد كل شخص على علم و‬
‫دراية حبكم مهنته و وظيفته باملمارسات اجملرمة و املعاقب عليها بقانون مكافحة الفساد و مل يبلغ عليها السلطات‬
‫املختصة قد ارتكب جرمية عدم االبالغ‪.‬‬

‫‪ -5‬جرمية تبيض العائدات االجرامية و إخفائها‪ ،‬و هو اجلرم املنصوص و املعاقب عليه سواء بتبيض أو بالتسرت و إخفاء‬
‫عائدات أموال الفساد‪.‬‬

‫‪-6‬جرمية التمويل اخلفي لألحزاب السياسية‪ ،‬حيث جيرم ويعاقب قانون الفساد كل من قام بعملية متويل نشاط حزب‬
‫سياسي بصورة خفية‪.‬‬

‫احملاضرة الرابعة‪ :‬أسباب الفساد اإلداري واملايل‪:‬‬


‫البد أن هناك مجلة من األسباب أدت حتما اىل بروز ظاهرة الفساد‪ ،‬وهي إما أسباب خاصة أو أسباب عامة‪ ،‬لكن قد‬
‫تتعدد األسباب وقد تكون جمتمعة يف أحايني كثرية‪ ،‬باإلضافة اىل عدة دوافع و عوامل حسب وجهة نظر علماء االجتماع‬
‫ما يؤدي اىل بروز مثل هذه الظواهر‪.‬‬
‫محاضرات الفساد وأخالقيات المهنة‬

‫أوال‪ :‬األسباب اخلاصة‬

‫‪-1‬أسباب الفساد اإلداري حسب رأي الفئة األوىل‪:‬‬

‫أ‪-‬األسباب احلضرية ‪ :‬ويعزو أصحاب هذا الرأي السبب يف تفشي ظاهرة الفساد اإلداري إىل تلك اهلوة اليت تفصل بني قيم‬
‫جمتمعية وتلك القواعد و التنظيمات اليت ترتب عمل اإلدارة‪ ،‬و عليه فكل خمالفة هلذه القيم يؤدي ال حمالة إىل التعدي على‬
‫قواعد العمل اإلداري و القطيعة مع اجملتمع‪ ،‬و كل تقارب يؤدي حتما إىل التقارب بني اإلدارة و اجملتمع الذي حتكمه‪.‬‬

‫ب‪-‬األسباب السياسية ‪ :‬يعترب ضعف العالقة اليت تربط احلاكم باحملكوم أحد أهم أسباب الفساد اإلداري‪ ،‬حيث يولد ذلك‬
‫قطيعة بني الطرفني ما خيلق أرض خصبة يعشش فيها الفساد اإلداري وهذا مرده ضعف املمارسة السياسية يف جمتمع ما‪.‬‬

‫‪-2‬أسباب الفساد اإلداري حسب رأي الفئة الثانية‪:‬‬

‫أ‪-‬أسباب هيكلية ‪ :‬ونعين بذلك ضعف اهلياكل اإلدارية يف الدولة‪ ،‬فكلما تعاملت اإلدارة هبياكل قدمية جتاوزها الزمن كلما‬
‫فتح ذلك الباب اىل الفساد اإلداري لعدم قدرة تلك اإلدارة على تسيري شؤون الناس وبالتايل اللجوء إىل أساليب فاسدة يف‬
‫التعاطي مع اجملتمع‪.‬‬

‫وعليه ميكن القول أن هياكل اإلدارة جيب أن تتالءم و تتطور بالقدر الذي حيقق طموحات اجملتمع‪ ،‬و بالقدر الذي يسهل‬
‫عمليات أجهزة الدولة اإلدارية و اإلجرائية و يقلل من مركزية اإلدارة‪ ،‬األمر الذي يقلل من أسباب الفساد اإلداري‪.‬‬

‫ب‪ -‬أسباب قيمية ‪ :‬من أسباب الفساد اإلداري اهنيار النظام القيمي للفرد و اجملتمع ‪ ،‬و هي تلك القيم اليت متيز جمتمع‬
‫عن آخر وفق سلم هرمي يزيد فيه الفساد و ينقص حسب درجة القيم االخالقية اليت يتمتع هبا جمتمع ما‪.‬‬

‫ج‪-‬أسباب اقتصادية ‪ :‬من أهم هذه األسباب عدم التوزيع العادل للثروة يف اجملتمع الذي يولد التفاوت الطبقي وضعف‬
‫القدرة الشرائية للمواطن‪ ،‬والذي من شأنه أن خيلق جمتمع طبقي تظهر فيه الفوارق بشكل بارز كما هو احلال يف الدول‬
‫الرأمسالية‪ ،‬تتجمع فيه الثروة يف يد فئة تعرف بالثراء الفاحش بينما أغلبية اجملتمع يعاين الفقر و احلرمان‪.‬‬

‫‪-3‬أسباب الفساد اإلداري حسب رأي الفئة الثالثة‬

‫إن أهم أسباب الفساد اإلداري هي‪:‬‬

‫أ‪ -‬أسباب بايولوجية وفزيولوجية ‪ :‬و يرى أصحاب هذا الرأي أن من أسباب الفساد اإلداري أسباب تتعلق جبينات الفرد‬
‫اليت أكتسبها عن طريق الوراثة ‪ ،‬و كذا تراكمات األحداث يف حياته و ما تركته من آثار على سلوكه و تصرفاته‪.‬‬
‫محاضرات الفساد وأخالقيات المهنة‬

‫ب‪ -‬أسباب اجتماعية ‪ :‬وهي مجيع األسباب اليت تنشأ نتيجة للتأثريات البيئية واالجتماعية كالفقر و البطالة و التهميش و‬
‫غريها‪.‬‬

‫[‪-‬أسباب مركبة ‪ :‬وهي مجيع األسباب اليت تظهر نتيجة لتفاعل اجملموعتني السابقتني ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬األسباب العامة للفساد‬

‫‪-1‬ضعف املؤسسات ‪:‬‬

‫ونقصد به ضعف املؤسسات الوقائية والرقابية و القضائية على حد سواء‪ ،‬فعدم قدرة املؤسسات الوقائية على التحسيس‬
‫مبخاطر الفساد والوقاية منه‪ ،‬و كذلك ضعف املؤسسات الرقابية باإلضافة اىل املؤسسات القضائية سيؤدي إىل استفحال‬
‫الفساد و تغدية كل العوامل املسامهة يف انتشاره‪.‬‬

‫‪-2‬تضارب املصاحل‪:‬‬

‫ويقصد بتضارب املصاحل تلك احلالة اليت هتز مصداقية ونزاهة املوظف العام أثناء قيامه بوظيفته‪ ،‬حيث تتعارض مصاحله‬
‫الشخصية باملصلحة العامة‪ ،‬ويقصد باملصلحة الشخصية كل تلك املمارسات املادية واملعنوية اليت ختدمه شخصيا أو ختدم‬
‫أحد أقاربه أو أصدقائه بطريقة مباشرة أو غري مباشرة على حساب حتقيق املصلحة واملنفعة العامتني بشكل تتعارض فيه‬
‫املصاحل فيقدم مصلحته الشخصية على املصلحة العامة‪.‬‬

‫ويعد تضارب املصاحل أحد أهم أسباب الفساد اإلد اري‪ ،‬و عليه جيب على املوظف العام االلتزام الكامل بالقوانني و‬
‫التنظيمات اليت حتدد واجبات و حقوق املوظف و خلق روح العمل املؤسسايت املسؤول يف إطار الشفافية و النزاهة‪ ،‬و اللجوء‬
‫إىل مرؤوسيه يف حال تعارضت مصاحله الشخصية مع املصاحل العامة للدولة جتنبا للتأويالت اليت قد ال ختدم مساره الوظيفي‬
‫و تفاديا للوقوع ضحية ملمارسات مشبوهة‪.‬‬

‫‪-3‬السعي للربح السريع‪:‬‬

‫‪-‬غالبا ما يكون السعي للربح السريع وجتاوز اخلطوات العملية واملوضوعية للربح سببا من أسباب الفساد ‪ ،‬فاملوظف الذي‬
‫ال يقنع بأجرته الشهرية حتت أي حجة من احلجج كضعف القدرة الشرائية أو زيادة االلتزامات العائلية ‪ ،‬قد ختلق لديه‬
‫رغبة يف الربح السريع وحتقيق مكانة اجتماعية وقد يلجأ للرشوة لتحقيق ذلك وبالتايل يقع يف الفساد‪.‬‬

‫‪-4‬ضعف دور التوعية باملؤسسات التعليمة واإلعالم واملساجد‪:‬‬

‫وهنا يبدو جليا دور املؤسسات اإلعالمية على وجه اخلصوص يف توعية اجملتمع والتنبيه على خماطر الفساد و عواقبه‬
‫الوخيمة على الفرد و اجملتمع من مجيع النواحي االجتماعية و االقتصادية و السياسية و الثقافية و غريها‪.‬‬
‫محاضرات الفساد وأخالقيات المهنة‬

‫كما أن للمؤسسات االجتماعية األخرى دورا بارزا يف التوعية بدءا بدور األسرة اليت تعد النواة األوىل يف اجملتمع من خالل‬
‫الرتبية السليمة و زرع روح املسؤولية و القيم اجملتمعية األصيلة‪ ،‬مرو ار باملدرسة و دورها الفاعل يف الرتبية و التعليم و تكوين‬
‫الفرد الصاحل مثلها مثل املسجد كمؤسسة دينية تربوية تعمل على إصالح الفرد من خالل معاجلة خمتلف الظواهر الفاسدة‬
‫يف اجملتمع و تنمية الوازع الديين ‪ ،‬انتهاء مبؤسسات الرعاية االجتماعية كمراكز رعاية الطفولة و مصاحل الوسط املفتوح و‬
‫مراكز إعادة الرتبية و اإلدماج اليت تعمل على رعاية الطفل و التكفل به باعتباره الفئة األضعف يف اجملتمع‪.‬‬

‫وعليه فكل خلل يصيب هذه املؤسسات االجتماعية أو يقلل من دورها يف اجملتمع سيؤدي حتما إىل اختالل يف املنظومة‬
‫االجتماعية وهو ما يعد بيئة خصبة للفساد بأنواعه‪.‬‬

‫‪-5‬عدم تطبيق القانون بشكل صارم‪:‬‬

‫تطبيق القوانني بالشكل الذي حيقق الردع مع صفة العموم‪ ،‬و إال ما الفائدة من سن قوانني غري رادعة‪ ،‬إذا طبقت تطبق‬
‫على البعض دون اآلخر‪ ،‬كل ذلك ال يكون رادع أمام الفاسدين يف اجملتمع مما يكون سببا لفساد أشخاص آخرين‪.‬‬

‫و يعد من األسباب العامة للفساد ايضا ما يلي‪:‬‬

‫•انتشار اجلهل ونقص املعرفة باحلقوق الفردية‪ ،‬وسيادة القيم التقليدية والروابط القائمة على النسب والقرابة‪.‬‬

‫•عدم االلتزام مببدأ الفصل بني السلطات الثالث التنفيذية والتشريعية و القضائية يف النظام السياسي وطغيان السلطة‬
‫التنفيذية على السلطة التشريعية ما يؤدي إىل تغلب السلطة التنفيذية و االنفراد بالقرار السياسي و اإلداري و طغياهنا على‬
‫بقية السلطات‪ ،‬و منها السلطة القضائية اليت تعد صمام أمان و ألية للتوازن بني خمتلف مؤسسات الدولة يف أي جمتمع كان‪.‬‬

‫•املراحل اإلنتقالية والفرتات اليت تشهد حتوالت سياسية واقتصادية واجتماعية و ما هلا من دور يف أضعاف املؤسسات‬
‫الرقابية يف الدولة و بالتايل تفشي الفساد بأنواعه‪.‬‬

‫• ضعف املنظومة التنظيمية سواء على مستوى املؤسسات الدستورية أو على مستوى املرافق و اهليئات العامة يؤدي إىل‬
‫شيوع مظاهر الفساد بأنواعه‪.‬‬

‫• الدور الرقايب الذي متارسه منظمات اجملتمع املدين كاجلمعيات و اللجان اليت تعمل على ترقية و تطوير اجملتمع يف امليادين‬
‫الثقافية و االجتماعية من خالل اإلسهام يف الوعي العام‪ ،‬و حق الرقابة على أعمال السلطة و أعواهنا يف القطاع التنفيذي‪،‬‬
‫و املشاركة الفعلية يف ترشيد نفقات الدولة‪.‬‬

‫احملاضرة اخلامسة‪ :‬آثار الفساد اإلداري و املايل‬


‫محاضرات الفساد وأخالقيات المهنة‬

‫من آثار الفساد اإلداري و املايل ما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬الفساد اإلداري واملايل وآثاره على النواحي االجتماعية‪:‬‬

‫‪ -1‬إن انتشار الفساد بكل أشكاله يف دواليب السلطة يعطي انطباعا سيئا لدى الفئات احملرومة و الفقرية يف اجملتمع و يوحي‬
‫أن الفساد طريق حنو الربح و العيش األفضل‪ ،‬خاصة إذا كان حال أولئك الفاسدون أفضل من حاهلم‪ ،‬ما يؤثر على القيم‬
‫اجملتمعية حنو األسوء و يعطي أيضا حافزا للفساد على اعتبار أنه فعل مشروع لكسب املال بنفس أساليب و طرق أولئك‬
‫الفاسدين‪.‬‬

‫‪ -2‬حتميل ذوي الدخول البسيطة نسبيا عبء الضرائب‪ ،‬بينما يتمكن دافعوا الرشوة من التهرب من دفع املبالغ املفروضة‬
‫عليهم بسبب الفساد اإلداري و السياسي الذي ينعكس بالسلب على الطبقات الفقرية و املتوسطة يف اجملتمع و يكرس‬
‫الطبقية بكل أنواعها‪.‬‬

‫‪ -3‬من آثار الفساد اإلداري و املايل على اجملتمع تردي الوضع األمين و االستقرار اجملتمعي بسبب تفشي اجلرمية و اجلرمية‬
‫املنظمة و جتارة املخدرات و غريها‪.‬‬

‫‪ -4‬و نتيجة الخنفاض ايرادات الدولة بسبب الفساد اإلد اري و املايل ينعكس ذلك على الوضع االجتماعي و يؤثر على‬
‫املستوى املعيشي ألفراد اجملتمع‪ ،‬باإلضافة اىل تردي اخلدمات بكل أشكاهلا كالصحة و التعليم و النقل و الضمان االجتماعي‪.‬‬

‫‪ -5‬كثرة تكاليف الدولة واألعباء املالية نتيجة الفساد املايل واإلداري ما يؤثر على الطبقات اهلشة و األفراد الذين‬

‫تضعف مراكزهم االجتماعية كاألطفال والشيوخ و املعاقني و املرضى و غريهم‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الفساد اإلداري واملايل وآثاره على الصعيد االقتصادي‬

‫يؤدي الفساد على الصعيد االقتصادي إىل‪:‬‬

‫‪-1‬إعاقة النمو االقتصادي‪ ،‬مما يقوض كل مستهدفات التنمية طويلة أو قصرية األجل‪.‬‬

‫‪-2‬إهدار موارد الدولة أو على األقل تقدير سوء استغالهلا مبا يعدم الفائدة املرجوة من اإلستغالل األمثل‪.‬‬

‫‪-3‬هروب االستثمارات الوطنية واألجنبية لغياب حوافزها‪.‬‬

‫‪-4‬اإلخالل بالعدالة التوزيعية للدخول واملوارد وإضعاف الفعالية االقتصادية‪ ،‬وزيادة اهلوة بني الفئات الغنية والفقرية‪.‬‬
‫محاضرات الفساد وأخالقيات المهنة‬

‫‪-5‬تفاقم وعجز املوازنة من خالل إضعاف اإليرادات العامة للدولة نتيجة التهرب من دفع الرسوم واجلمركة والضرائب‪،‬‬
‫باستخدام وسائل احليلة واإللتفاف على القوانني النافذة‪ ،‬وهي ممارسات يقوم هبا املكلفون بدفعها هبدف جتنب احلدث‬
‫املنشئ هلا‪.‬‬

‫‪-6‬التأثري السليب لسوء اإلنفاق العام ملوارد الدولة عن طريق اهدارها يف املشاريع الكربى مبا حيرم قطاعات هامة مثل الصحة‬
‫والتعليم واخلدمات من االستفادة من هذه املوارد‪.‬‬

‫‪-7‬تدين كفاءة االستثمارات العامة وإضعاف مستوى اجلودة يف البىن التحتية العامة بفعل الرشاوي اليت تدفع للتغاضي‬
‫عن املواصفات القياسية املطلوبة‪.‬‬

‫‪-8‬تشويه األسواق وسوء التخصيص يف املوارد‪ ،‬من خالل ختفيض قدرة احلكومة على فرض الرقابة ونظم التفتيش لتصحيح‬
‫فشل األسواق‪ ،‬مما يفقد احلكومة سيطرهتا الرقابية على البنوك والتجارة الداخلية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬تأثري الفساد اإلداري واملايل على النظام السياسي واالستقرار‪.‬‬

‫‪-1‬إن الفساد اإلداري واملايل يؤجج الصراع السياسي‪ ،‬و يزيد من اهلوة بني احلاكم و احملكوم‪ ،‬بل قد تلجأ بعض القوى‬
‫املعارضة إىل االستعانة بقوى خارجية يف مواجهة األنظمة الفاسدة‪.‬‬

‫‪ -2‬من أسباب العنف و اللجوء اىل الثورات املسلحة تأثري الفساد اإلداري و املايل على نظام احلكم الذي يلعب مبصري‬
‫الشعوب و يدفع هبا اىل اجملهول مع ما يصحب مثل هذه األزمات من مشاكل ال هناية هلا على كل األصعدة ليس السياسية‬
‫منها فقط‪ ،‬بل تتعداها اىل الصعيد االجتماعي و االقتصادي و األمين‪.‬‬

‫‪ -3‬تعترب املوثوقية أساس العالقة بني احلكومات و شعوهبا‪ ،‬إال أن الفساد اإلداري و املايل يزرع بذور عدم الثقة بني الطرفني‬
‫و هذا األمر يقلل من شرعية احلكومات ما يدفع بالشعوب اىل النفور من كل ما هو سياسي كعدم املشاركة يف االنتخابات‬
‫و التشكي ك يف النتائج و عدم تطبيق الربامج احلكومية و الطعن يف السياسات العامة‪.‬‬

‫احملاضرة السادسة‪ :‬حماربة الفساد من طرف اهليئات واملنظمات الدولية و احمللية‪:‬‬


‫أوال‪ :‬اجلهات الدولية‪:‬‬

‫‪-1‬منظمة الشفافية الدولية‪:‬‬


‫محاضرات الفساد وأخالقيات المهنة‬

‫وهي من أهم املنظمات غري احلكومية الناشطة يف جمال مكافحة الفساد‪ ،‬وقد تأسست سنة ‪1993‬م بربلني ومن مبادئها‬
‫حماربة الفساد اليت ارتكزت عليها يف تأسيسها‪ ،‬كذلك التنسيق بني الدول ودعم الفروع احمللية للمنظمة لتحقيق مهمتها ‪،‬‬
‫خاصة يف جمال مجع وحتليل ونشر املعلومات والرتكيز على التحسيس والتوعية خبطورة الفساد على التنمية‪.‬‬

‫‪ -2‬اتفاقية األمم املتحدة ملكافحة الفساد االداري‪:‬‬

‫الصادرة عن مجعية األمم املتحدة بنيويورك سنة ‪2003‬م ‪ ،‬واليت صادقت عليها اجلزائر يف ‪ 25‬أوت سنة ‪2004‬م ‪:‬‬
‫اعتمدت هذه االتفاقية من قبل اجلمعية العامة لألمم املتحدة ‪ 31‬أكتوبر ‪2003‬م ‪ ،‬ودخلت حيز التنفيذ ‪2005‬م ‪،‬‬
‫وانضمت إليها ‪ 141‬دولة ‪ ،‬وهي األكثر مشوال وقوة يف مكافح ة الفساد على مستوى العامل ‪ ,‬وتتكون هذه االتفاقية من‬
‫ديباجة تلخص األسباب الداعية إىل تشريع هذه اإلتفاقية والضرورة امللحة إليها ‪،‬كما تعرب عن القلق الذي ينتاب اجملتمع‬
‫الدويل من خطورة آثار الفساد على التنمية املستدامة وعلى املؤسسات الدميقراطية وقيم العدالة واالخالق اليت جيب أن تسود‬
‫العامل ‪ ،‬ويعقب الديباجة فحوى اإلتفاقية اليت تتكون من واحد وسبعني مادة ‪ ،‬مقسمة إىل مثانية فصول تلخص اإلطار‬
‫املفاهيمي و التشريعي للتجرمي والعقاب على الفساد ‪ ،‬ورغم اجلهود األممية املبذولة إال أن ما يعاب على هذه االتفاقية أن‬
‫بعض جرائم ا لفساد املنصوص عليها خمتلف يف مدى موافقتها ومالئمتها للقواعد القانونية احمللية‪ ،‬كما أهنا وجهت اهتمامها‬
‫يف مكافحة الفساد على القطاع العام وأمهلت إىل حد ما القطاع اخلاص ‪،‬كما أن البناء القانوين جلرائم الفساد يف االتفاقية‬
‫العمدي‪.‬‬ ‫ال يتوفر إال يف صورة العمد وبالتايل تس تبعد االتفاقية جرائم الفساد الناجتة عن التقصري واإلمهال أو اخلطأ غري‬

‫‪ -3‬برنامج البنك الدويل ملساعدة الدول النامية يف حماربة الفساد االداري‪:‬‬

‫باعتباره من أكرب اجلهات الراعية لربامج تنمية اجملتمعات ومتويلها على املستوى الدويل‪ ،‬حيث أعلن منذ سنة ‪1996‬م‬
‫عن محلة ضد ما أطلق عليه "سرطان الفساد"‪ ،‬وردت فيها أربعة حماور أساسية هي ‪:‬‬
‫‪ -‬منع كافة أشكال االحتيال والفساد يف املشاريع املمولة من قبل البنك الدويل كشرط أساسي لتقدمي العون للدول‬
‫النامية ‪.‬‬
‫‪ -‬حتديد شروط و معايري اإلقراض و وضع سياسة املفاوضات ‪.‬‬
‫‪-‬اختيار و تصميم املشاريع ‪.‬‬
‫‪ -‬تقدمي العون و الدعم للجهود الدولية حملاربة الفساد ‪.‬‬

‫‪-4‬صندوق النقد الدويل‪ :‬يعد صندوق النقد الدويل هو اآلخر من املنظمات الدولية املعنية باألنشطة املتعلقة مبكافحة‬
‫الفساد والرتويج ملبادئ و آليات احلكم الراشد‪ ،‬و ميلك هذا الصندوق صالحيات كبرية سواء على صعيد الدول األعضاء‬
‫أو على صعيد دول العامل من خالل اسهاماته يف القضاء على الفساد اإلداري و املايل‪ ،‬و تشمل هذه الصالحيات بعض‬
‫اجلوانب املتعلقة بسياسات االقتصاد الكلي) املوازنة العامة للدولة‪ ،‬إدارة شؤون النقد و االئتمان و سعر الصرف ( وما يرتبط‬
‫محاضرات الفساد وأخالقيات المهنة‬

‫هبا من سياسات هيكلية تؤثر يف أداء االقتصاد الكلي) سوق العمل و تأثرياته يف سياسات التوظيف و األجور(‪ ،‬و تنظيم‬
‫البنوك و املؤسسات املالية األخرى و الرقابة عليها‪.‬‬

‫من أهدافه حتقيق اإلستقرار املايل والنقدي يف العامل على حنو يوفر الشروط املالئمة لتنمية شاملة ومستدامة‪.‬‬

‫و له ثالثة وظائف رئيسية ميكنه من خالهلا التعامل مع قضايا الفساد بأساليب متنوعة و هي‪:‬‬

‫أ‪ -‬الوظيفة االستشارية ‪ :‬من وظائف هذا الصندوق تقدمي املشورة للدول اليت تعاين من الفساد املايل و اإلداري‪ ،‬حيث يقوم‬
‫أعضاؤه بزيارات دورية اىل هذه الدول و تقييم الوضع املايل و االقتصادي على النحو الذي يربز مدى تقدم هذه الدول يف‬
‫جمال حماربة الفساد‪ ،‬و ترشيد سياساهتا مبا خيدم املصلحة ا لعامة‪ ،‬و يقلل من مظاهر الفساد اإلداري و املايل‪.‬‬

‫ب‪ -‬الوظيفة اإلقراضية ‪ :‬بواسطة هذه الوظيفة ميكن للصندوق أن يلعب دورا مؤثرا يف دفع احلكومات على اختاذ إجراءات‬
‫و سن قواعد و قوانني حمددة تضمن قدرا معينا من الشفافية و املصداقية‪ ،‬والسيما فيما يتعلق مبصداقية البيانات املقدمة‪ ،‬و‬
‫مساءلته بطريقة مباشرة لبعض القطاعات اليت ختضع للصندوق مباشرة‪.‬‬

‫ج‪ -‬الوظيفة الفنية ‪ :‬ميلك الصندوق عدد من اخلرباء و الفنيني الذين ميكن هلم اإلسهام بالقدر الكايف يف مساعدة الدول‬
‫اليت تعاين من الفساد‪ ،‬أو نقص اخلربة و التجربة يف اجملال املايل و تسيري اهليئات و املرافق املالية مثل )وزارة املالية‪ ،‬البنك‬
‫املركزي‪...،‬إخل(‪ ،‬باإلضافة إىل كيفية إعداد اإلحصاءات و البيانات و تعزيز الشفافية و املساءلة للتصدي ملختلف أشكال‬
‫الفساد‪.1‬‬
‫محاضرات الفساد وأخالقيات المهنة‬

‫ثانيا‪ :‬اجلهات احمللية‬

‫‪-1‬قانون حماربة الفساد ‪ :01-06‬وهو قانون صدر بناء على الدستور و مبقتضي اتفاقية األمم املتحدة ملكافحة الفساد‬
‫‪ ،‬املصادق عليها بتحفظ باملرسوم الرئاسي رقم ‪ 128-04‬املؤرخ يف ‪ 29‬صفر عام ‪ 1425‬ه ‪ ،‬املوافق ‪ 19‬أبريل سنة‬
‫‪ 2004‬م ‪ ،‬وكذلك مبقتضي االتفاقية العربية ملكافحة الفساد املنعقد مؤمترها يف تونس ‪2003‬م‪ ،‬وتبعا لعدة أوامر و قوانني‬
‫عضوية أمهها قانون العقوبات ‪ ،‬والقانون املتعلق باألحزاب السياسية ‪ ،‬وكذا القانون األساسي للقضاء ‪ ،‬و القانون األساسي‬
‫للوظيفة العمومية ‪ ،‬وقانون اإلجراءات اجلزائية ‪ ،‬القانون املدين ‪ ،‬القانون التجاري ‪ ،‬و قانون اجلمارك ‪.‬‬

‫و صدر هذا القانون بعد أخذ رأي جملس الدولة و بعد مصادقة الربملان ويتكون هذا القانون من ‪ 73‬مادة مقسمة على ستة‬
‫أبواب ‪:‬‬

‫*الباب األول ‪ :‬أحكام عامة ‪ :‬من املادة ‪ 01‬إىل ‪ , 02‬ويندرج حتته عناوين فرعية تتكون بدورها من مواد ‪ ،‬وتتمثل العناوين‬
‫فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬اهلدف ‪ :‬مت التنصيص على أحكام عامة تتعلق بتحديد أهداف تشريع هذا القانون ‪.‬‬

‫‪ -‬املصطلحات ‪ :‬ضم شرح لعديد املصطلحات كاملوظف العمومي واملوظف األجنيب واالتفاقية واجلرم األصلي وغريها ‪.‬‬

‫*الباب الثاين ‪:‬‬

‫‪ -‬التدابري الوقائية يف القطاع العام ‪ :‬ومتتد من املادة ‪ 03‬إىل ‪ , 16‬وهي تعرب عن السياسة الوطنية يف جمال الوقاية من‬
‫الفساد ومكافحته وتشمل السياسة التجرميية واجلزائية ‪,‬مؤكدا على ضمان الشفافية يف احلياة السياسية والشؤون العمومية‬
‫وصون نزاهة األشخاص املكلفني باخلدمة العمومية ‪ ,‬ويندرج حتت هذا الباب عناوين فرعية تتكون بدورها من مواد ‪ ،‬وتتمثل‬
‫العناوين فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬التوظيف ‪ :‬حدد هذه املادة معايري موضوعية للتوظيف تقوم على أساس الكفاءة واجلدارة والنجاعة واألجر املناسب‬
‫واملالئم لنوع العمل‪ ,‬وإعطاء املوظف كافة حقوقه من حيث التكوين والرتقية ‪.2‬‬

‫‪ -‬التصريح باملمتلكات ببيان حمتوى التصريح وكيفياته‪ :‬حيث نصت املادة‪ 4‬من هذا القانون على ضرورة هذا اإلجراء و‬
‫اعتربته يف إطار التدابري الوقائية و ضمانا الزما لشفافية احلياة السياسية و سري املؤسسات العمومية و لصون كرامة األشخاص‬
‫املكلفني مبهمة ذات املنفعة العامة‪ ،‬على أن يكون هذا التصريح خالل الشهر الذي يعقب تاريخ تنصيب املوظف يف وظيفته‬
‫محاضرات الفساد وأخالقيات المهنة‬

‫‪ ،‬أو بداية عهدته االنتخابية ‪ ،‬و حيدد فور كل زيادة معتربة يف الذمة املالية للموظف العمومي ‪،‬كم يتم التصريح عند هناية‬
‫الوظيفة‪.‬‬ ‫العهدة االنتخابية أو انتهاء‬

‫‪ -‬مدونات قواعد سلوك املوظفني العموميني ‪ :‬حيث نص املشرع حتت هذا العنوان على جمموعة واجبات و مدونا ت‬
‫أخالقية خاصة مبمارسة مهنة املوظف العمومي و يف إطار ما هو قانوين‪ ،‬مما يتضمن األداء السليم و احلسن و النزيه للوظيفة‬
‫العمومية ‪.‬‬

‫‪ -‬إبرام الصفقات العمومية ‪ :‬تناول كيفية إبرامها وتسيري األموال العمومية ‪ ،‬وضعت املادة ‪ 9:‬من هذا القانون ترتيبات‬
‫ترتكز يف جمملها على مفهوم الشفافية و املنافسة الشريفة و املوضوعية ‪ ،‬و السري العقالين للمال العام وفقا لإلجراءات‬
‫‪.‬‬
‫املعمول هبا‬

‫‪ -‬التدابري املتعلقة بالقطاع اخلاص‪ :‬تضمنت وضع معايري للمحاسبة ومشاركة اجملتمع املدين و استحداث تدابري ملنع تبييض‬
‫األموال‪.‬‬

‫*الباب الثالث ‪:‬‬

‫‪ -‬اهليئة الوطنية للوقاية من الفساد ومكافحته ‪ :‬ويندرج حتته عناوين فرعية تتكون بدورها من املواد ‪ 17‬اىل ‪ ، 24‬وتتمثل‬
‫العناوين فيما يلي ‪:‬‬

‫‪ -‬إنشاء هيئة للوقاية من الفساد ومكافحته ‪ :‬ففي جمال الوقاية عن طريق التوعية والتحسيس ‪ ,‬أما جانب العالج فيتعلق‬
‫باستغالل املعلومات اليت تكشف عن اجلرائم وإيقاف مرتكبيها ‪ ,‬كما نص هذا القانون على املؤسسات والطرق اليت متد‬
‫اهليئة باملعلومات والوثائق اليت هلا عالقة بكشف املفسدين وربط األمر بالسلطة القضائية وأحال النص على التنظيم فيما‬
‫يتعلق بوضع النظام القانوين للهيئة واحلرص على اس تقالليتها وبيان مهامها وضبط عالقة اهليئة بالسلطة القضائية واحملافظة‬
‫على السر املهين للمعلومات اليت تصب يف حماربة الفساد وأخرياً يطلب النص من اهليئة واملؤسسات املرتبطة بعملها تقدمي‬
‫التقرير السنوي املرتبط بالوقاية من الفساد وحماربته‪.‬‬

‫*الباب الرابع ‪:‬‬

‫‪-‬التجرمي والعقوبات وأساليب التحري ‪ :‬ينص الباب الرابع من هذا القانون على ضبط السياسة اجلنائية املتعلقة مبحاربة‬
‫الفساد وذلك بتشريع مواد ترتبط جبانب التجرمي والعقاب على مظاهر الفساد وأساليب حتري املفسدين وذلك من املادة ‪25‬‬
‫محاضرات الفساد وأخالقيات المهنة‬

‫إىل ‪ ، 50‬ويندرج حتت هذا الباب عناوين فرعية تتكون بدورها من مواد أغلبها تعرب عن إحاطة القانون بتجرمي خمتلف صور‬
‫الفساد‪ ،‬حيث تناول املشرع يف هذا الباب أهم اجلرائم الداخلة يف مفهوم الفساد و اليت تتمثل يف‪: 3‬‬

‫‪ ‬رشوة املوظفني العموميني‪.‬‬

‫‪ ‬االلتزامات غري املربرة يف جمال الصفقات العمومية‪.‬‬

‫‪ ‬الرشوة يف جمال الصفقات العمومية‪.‬‬

‫‪ ‬رشوة املوظفني العموميني األجانب وموظفي املنظمات الدولية العمومية‪.‬‬

‫‪ ‬اختالس املمتلكات من قبل موظف عمومي أو استعماهلا على حنو غري شرعي‪.‬‬

‫‪ ‬الغدر‪.‬‬

‫‪ ‬اإلعفاء أو التخفيض غري القانوين يف الضريبة والرسم‪.‬‬

‫‪ ‬استغالل النفوذ‪.‬‬

‫‪ ‬إساءة استغالل الوظيفة‪.‬‬

‫‪ ‬تعارض املصاحل‬

‫‪ ‬أخذ الفوائد بصفة غري قانونية‪.‬‬

‫‪ ‬عدم التصريح أو التصريح الكاذب باملمتلكات‪.‬‬

‫‪ ‬اإلثراء غري املشروع‪.‬‬

‫‪ ‬تلقي اهلدايا‪.‬‬

‫‪ ‬التمويل اخلفي لألحزاب السياسية‪.‬‬

‫‪ ‬الرشوة يف القطاع اخلاص‪.‬‬

‫‪ ‬اختالس املمتلكات يف القطاع اخلاص‪.‬‬


‫محاضرات الفساد وأخالقيات المهنة‬

‫‪ ‬تبييض العائدات اإلجرامية‪.‬‬

‫‪ ‬اإلخفاء‪.‬‬

‫‪ ‬إعاقة السري احلسن للعدالة‪.‬‬

‫كما أضاف الباب الرابع على تفصيل جرائم الفساد جرائم و تدابري تتعلق بضبط السياسة العقابية على اجلرائم السابقة و‬
‫التصدي لكل ما من شأنه عرقلة البحث عن احلقيقة وتتمثل هذه العناوين يف‪:‬‬

‫‪ -‬محاية الشهود واخلرباء واملبلغني والضحايا‪.‬‬

‫‪ -‬البالغ الكيدي‪.‬‬

‫‪ -‬عدم اإلبالغ عن اجلرائم‪.‬‬

‫‪ -‬الظروف املشددة‪.‬‬

‫‪ -‬اإلعفاء عن العقوبات وختفيفها‪.‬‬

‫‪ -‬العقوبات التكميلية‪.‬‬

‫‪ -‬التجميد واحلجز واملصادرة‪.‬‬

‫‪ -‬املشاركة والشروع‪.‬‬

‫*الباب اخلامس‪:‬‬

‫‪ -‬التعاون الدويل واسرتداد املوجودات ‪ :‬لقد تضمن هذا القانون أحكاما جسد مبوجبها املبادئ املنصوص عليها يف اتفاقية‬
‫األمم املتحدة ملكافحة الفساد‪ ،‬واسرتداد املوجودات عن طريق تفعيل خمتلف آليات التعاون القضائي والسيما التعاون الدويل‬
‫هبدف مصادرة عائدات اجلرمي‪،‬ة و كذلك شرح هذا القانون إجراءات التعاون القضائي على أوسع نطاق خاصة مع الدول‬
‫أطراف االتفاقية يف جمال التحريات و املتابعة القضائية املتعلقة باجلرائم املنصوص عليها يف هذا القانون ‪ ،‬و كذلك حدد يف‬
‫نطاق هذا الباب اختصاص احملاكم وتنص على كل هذا املواد من ‪ 57‬إىل ‪ , 70‬ويندرج حتت هذا الباب عناوين فرعية‬
‫تتكون بدورها من مواد‪ ،‬وتتمثل العناوين يف ما يلي‪:4‬‬
‫محاضرات الفساد وأخالقيات المهنة‬

‫‪ -‬التعاون القضائي‪.‬‬

‫‪ -‬منع وكشف وحتويل العائدات اإلجرامية‪.‬‬

‫‪ -‬التعامل مع املصارف واملؤسسات املالية‪.‬‬

‫‪ -‬تقدمي املعلومات‪.‬‬

‫‪ -‬احلساب املايل املتواجد باخلارج‪.‬‬

‫‪ -‬تدابري االسرتداد املباشر للممتلكات‪.‬‬

‫‪ -‬اسرتداد للممتلكات عن طريق التعاون الدويل يف جمال املصادرة‪.‬‬

‫‪ -‬التجميد واحلجز‪.‬‬

‫‪ -‬رفع اإلجراءات التحفظية‪.‬‬

‫‪ -‬طلبات التعاون الدويل بغرض املصادرة‪.‬‬

‫‪ -‬إجراءات التعاون الدويل من أجل املصادرة‪.‬‬

‫‪ -‬تنفيذ أحكام املصادرة الصادرة من جهات قضائية أجنبية‪.‬‬

‫‪ -‬التعاون اخلاص‪.‬‬

‫‪ -‬التصرف يف املمتلكات املصادرة‪.‬‬

‫*الباب السادس‪:‬‬

‫‪ -‬أحكام ختامية خمتلفة ‪ :‬تبدأ من املواد ‪ 73 -72- 71‬و تشمل الغاء األحكام املخالفة هلذا القانون كما جاء يف‬
‫املادة‪ ، 71:‬و تعويض كل احلاالت السابقة امللغاة مبا يقاهبا من هذا القانون املادة‪ ، 72:‬و النص على نشر هذا القانون يف‬
‫اجلريدة الرمسية املادة‪.73:‬‬

‫‪-2‬اهليئة الوطنية للوقاية من الفساد ومكافحته سنة ‪2006‬م‪ :‬ما ينبغي أن نقوله عن اهليئة أهنا تعترب خطوة إجيابية يف‬
‫الطريق الصحيح حيث أسهمت ولو بنسبة متواضعة يف التخفيف من مشكلة الفساد املستشري يف اجلزائر ‪ ،‬خاصة على‬
‫مستوى القطاع اإلداري واملايل واالقتصادي ‪ ،‬وميكن هنا أن نسجل بعض وجوه القصور يف عمل اهليئة وهي التقييد الواضح‬
‫لسلطتها يف حتريك الدعوة العمومية ‪ ،‬مع كوهنا تتمتع بالشخصية املعنوية ‪ ،‬باإلضافة إىل أنه من خالل نظام عمل اهليئة‬
‫محاضرات الفساد وأخالقيات المهنة‬

‫خاصة فيما يتعلق بالتصريح باملمتلكات بالنسبة للموظف ال ميكن للهيئة متابعة ممتلكات الزوجة واألوالد البالغني للموظفني‬
‫واملسؤولني ‪ ،‬وهذا ما توضحه املادة ‪ 05‬من قانون ‪ ، 01-06‬فيكتفي املوظف فقط حسب نظام اهليئة للتصريح مبمتلكاته‬
‫وممتلكات أوالده القصر فقط‪ ،‬وهذا ال يضمن املكافحة الفعالة للفساد ‪،‬كما أن التصريح باملمتلكات غري ملزم جلميع‬
‫املوظفني فمثال املوظفون السامون وذوو املناصب القيادية يف البالد غ ري ملزمني بالتصريح مبمتلكاهتم عند هناية املهمة الوظيفية‬
‫‪ ،‬وبالتايل تصعب املقارنة بني التصريح باملمتلكات عند بداية املهمة و هنايتها‪.‬‬

‫‪-3‬دور الضبطية القضائية يف مكافحة الفساد‪ :‬موظفو الضبطية القضائية هلم دور أساسي يف التصدي للفساد من خالل‬
‫ممارسة ما خوله هلم ال قانون يف الكشف عن الفساد واملفسدين عن طريق التحري والبحث عن احلقيقة‪.‬‬

‫فالضبطية القضائية كمؤسسة وكسلطة خمولة قانونا جبمع األدلة والبحث والتحري عن املمارسات املنصوص واملعاقب عليها‬
‫حبكم القانون‪ ،‬و من مث تقدمي اجملرمني اىل جهاز العدالة لينالوا العقاب الذي يستحقونه‪.‬‬

‫و قد عدد املشرع اجلزائري أعوان الضبطية القضائية من خالل املادة‪ 15:‬من قانون االجراءات اجلزائية وهم‪:‬‬

‫‪-‬ضباط الدرك الوطين‪.‬‬

‫‪-‬حمافظو الشرطة‪.‬‬

‫‪-‬ضباط الشرطة‪.‬‬

‫‪ -‬مفتشو االمن الوطين الذين قضوا على األقل ثالث سنوات يف اخلدمة‪.‬‬

‫‪ -‬ضباط وضباط الصف التابعني للمصاحل العسكرية لألمن الذين مت تعيينهم مبوجب قرار مشرتك صادر عن وزير الدفاع و‬
‫وزير العدل‪.‬‬

‫‪ -‬رؤساء اجملالس الشعبية البلدية‪.‬‬

‫السابعة‪ :‬طرق العالج وسبل حماربة ظاهرة الفساد‪.‬‬ ‫احملاضرة‬

‫الفساد كظاهرة البد من التصدي هلا من عدة جوانب كوهنا متشعبة و هلا مظاهر متعددة متس كل النواحي االجتماعية‬
‫و االقتصادية و السياسية و غريها‪ ،‬و على هذا األساس البد من تنوع أساليب التصدي هلا و هذا من خالل اجلوانب التالية‪:‬‬

‫‪-1‬اجلانب الديين‪:‬‬
‫محاضرات الفساد وأخالقيات المهنة‬

‫يعترب اجلانب الديين م ن أهم اجلوانب املؤثرة يف قيادة آليات مكافحة الفساد ‪ ،‬كون النسبة العظمى من الشعب مسلمة‬
‫وتؤمن باالنعكاسات املدمرة للفساد من اجلانب الديين ‪ ،‬كما أن نصوص اآليات القرآنية واألحاديث النبوية تلقى كل القبول‬
‫لدى االشخاص ‪ ،‬وعليه بقي على الدولة تقوية الوازع الديين لدى املواطن وخاصة على مستوى املؤسسات التعليمية‬
‫واملساجد‪ ،‬واملواد التعليمية كالرتبية االسالمية واملقاييس املشاهبة يف الدراسات العليا ‪ ،‬كما أن حضور الناس إىل املساجد‬
‫أثناء الصالة اجلماعة و اجلمعة واخلطب والدروس جيعلهم حمصنني من الوقوع يف خمتلف أنواع الفساد وهبذا ال ينقص عدد‬
‫املشاركني يف الفساد فقط بل وحيوهلم إىل حماربيه‪.‬‬

‫‪-2‬اجلانب التوعوي‪:‬‬

‫يعترب الوعي أحد أهم حمركات سلوك الشخص‪ ،‬وزيادة الوعي مبخاطر الفساد عن طريق أجهزة اإلعالم ودخوله ضمن برامج‬
‫املؤسسات الرتبوية وفعاليات اجملتمع املدين يقوي جبهة حماربة الفساد‪.‬‬

‫كما أن حتسيس كل أطياف اجملتمع بأن حماربة الفاسد والوقاية منه مسؤولية اجلميع اعتبارا من أن أثر الفاسد ميس‬
‫اجلميع ايضا له نتائج كبرية متس الفاسدين وغري الفاسدين‪ ،‬وبالتايل جيب على اجلميع نشر ثقافة املسامهة يف مكافحة‬
‫الفساد‪.‬‬

‫‪-3‬اجلانب السياسي‪:‬‬

‫يلعب اجلانب السياسي دو ار رئيسيا يف حماربة الفساد فاالنتخابات النزيهة والتمثيل االنتخايب النزيه و الشفاف خيلق الثقة‬
‫بني احلاكم و احملكوم و بالتايل الثقة يف السياسات و الربامج اليت تصدر عن هذه احلكومة و تطبيقها بالشكل الصحيح‪،‬‬
‫كما أن مظاهر الدميقراطية كالفصل بني السلطات و التوازن بينها و إرساء مبادئ الدميقراطية التشاركية و التعددية احلزبية و‬
‫التداول على السلطة تقوي النظام السياسي و تعزز مبدأ دولة املؤسسات اليت ال تزول بزوال األفراد‪.‬‬

‫‪ -4‬اجلانب االقتصادي ‪:‬‬

‫االستقرار االقتصادي والتنمية املستدامة وتنويع مص ادر االقتصاد و التوزيع العادل للثروة و القضاء على الفروق الطبقية‬
‫و الفقر و احلرمان يؤدي حتما اىل العدالة االجتماعية و بالنتيجة زوال الفساد شيئا فشيئا‪.‬‬

‫‪-5‬اجلانب التشريعي‪:‬‬

‫يلعب الشق التشريعي دو ار هاما يف القضاء على الفساد من خالل مواكبة املنظومة التشريعية ملستجدات الساحة و سن‬
‫القوانني الرادعة و الفعالة للقضاء على الفساد بكل أشكاله و أنواعه‪ ،‬فالفساد أصبح يأخذ أشكال مستحدثة كاجلرمية‬
‫محاضرات الفساد وأخالقيات المهنة‬

‫اإللكرتونية و قرصنة املعلومات ما يدفع اىل التساؤل عن القوانني اليت جيب أن تسن ملواكبة هذا التطور يف الظاهرة اإلجرامية‪،‬‬
‫و هي من أنواع الفساد املستحدثة خاصة مع االجتاه حنو احلكومة االلكرتونية و رقمنة اإلدارة‪.‬‬

‫‪-6‬اجلانب القضائي ‪:‬‬

‫ما دام العدل أساس امللك فال مفر من أن يلعب هذا اجلهار أدواره بكل نزاهة وشفافية و أن يكون مبنأى عن التجاذبات‬
‫ا لسياسية و الضغوط الفوقية‪ ،‬من أجل إرساء مبادئ العدالة و تطبيق القوانني اخلاصة بالفساد على من تثبت صلتهم فيه‪.‬‬

‫‪-7‬اجلانب اإلداري‪:‬‬

‫من خالل وضع التنظيمات واللوائح اليت تبني دور املوظف و واجباته‪ ،‬و كذا و ضع أخالقيات املهنة وا لتحسيس‬
‫خبطورة الفساد و انعكاسا ته السلبية على املوظف و املؤسسات على حد سواء‪ ،‬و وضع الربامج التدريبية للرفع من مؤهالت‬
‫الطاقات البشرية كل ذلك يسهم يف التقليل من الفساد اإلداري و املايل‪.‬‬

‫‪-8‬اجلانب البشرى ‪:‬‬

‫املراهنة على املؤهل العلمي كالشهادة بالنسبة للعامل البشري فحسب مل يعد كافيا‪ ،‬بل البد من املراهنة على املواهب و‬
‫امليوالت و الرغبة لدى املوظف يف تأدية وظيفته‪ ،‬باإلضافة اىل االنتقاء وفق اجلدارة و الشفافية و ليس احملسوبية و احملاباة و‬
‫اجملاملة و حتفيزهم إلبراز كفاءاهتم و قدراهتم و مهاراهتم‪.‬‬

‫‪-9‬اجلانب الرقايب‪:‬‬

‫إن تفعيل اجلانب الرقايب الداخلي واخلارجي‪ ،‬والقبلي والبعدي للموظف يزيد من التزامه قدر اإلمكان مبهامه الوظيفية و‬
‫جيعله يستشعر اجلانب الرقايب على أعماله ما يقلل من احتمال بوادر لنشاطات ذات عالقة بالفساد اإلداري‪.‬‬

‫‪ -10‬جانب املشاركة‪:‬‬

‫إن مشاركة املوظف يف وضع القرارات خيلق نوع من املسؤولية على النتائج و العواقب‪ ،‬و بالتايل جيعل من املوظف حريص‬
‫قدر اإلمكان على أن تتم كل خطوة وفق الربنامج املخطط له و هذا له دوره يف التقليل من الفساد‪.‬‬

‫‪-11‬جانب االنتماء والوالء‪:‬‬

‫العقد الذي يربط املوظف باملؤسسة اليت يعمل لديها ليس فقط عقد عمل وإمنا عقد أمانة أيضا‪ ،‬و لك أن تتصور القدر‬
‫الكبري من األمانة امللقاة على عاتق املوظف‪ ،‬و يف املقابل جيب أن ال يبخس حق املوظف من خالل أجر كرمي و عالوات‬
‫تعمل على تقوية نفسية الوظف ملواجهة ضغوط العمل و خلق الوالء للمؤسسة و تبين مشروعها و أهدافها‪.‬‬
‫محاضرات الفساد وأخالقيات المهنة‬

‫مالحظة ‪ :‬متثل هذه الصفحات احملاضرات املتبقية من مقياس الفساد و أخالقيات املهنة‪ ،‬و لألمانة العلمية تفتقر للتهميش‬
‫الذي ميكن الرجوع إليه يف مطبوعة املقياس اخلاصة باألستاذ‪.‬‬

‫‪ -‬وباهلل التوفيق‪-‬‬

You might also like