Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 12

‫المقاوالتيـــــة‬

‫المحاضرة األولى‬
‫المدخل‪:‬‬
‫تشكل المقاوالت عنصرا أساسيا في النسيج اإلقتص ادي لل دول‪ ،‬إذ تعت بر في‬
‫كثير من الدول المكان المفضل للتشغيل على ص عيد اإلقتص اد كك ل‪ ،‬كم ا تنتج في‬
‫دول أخرى الحصة الكبرى من القيمة المضافة‪ ،‬التي تحدد في نهاية المطاف معدل‬
‫النمو اإلقتصادي‪ .‬ونظرا لهذه األهمية‪ ،‬تبذل مختلف ال دول جه ودا كب يرة لتش جيع‬
‫إنش اء ه ذه المق اوالت وجعله ا راف دا لتنوي ع اإلقتص اد من جه ة وتعزي ز النم و‬
‫اإلقتصادي والتش غيل من جه ة ثاني ة‪ ،‬فهن اك من ال دول من نجحت في ذل ك ألنه ا‬
‫فهمت العوامل الحقيقي ة المس اعدة على إنش اء ه ذه المق اوالت ونج اح إس تمرارها‬
‫وتطورها‪ ،‬وهناك دول أخرى كانت أقل نجاحا أو فشلت تماما بس بب إهماله ا له ذه‬
‫العوامل أو قصرت في اإلعتناء بها‪.‬‬

‫نتن اول في ه ذا الم دخل أهم التعريف ات والتط ورات ال تي ح دث في الفع ل‬


‫المقاوالتية عند أهم وراد هذه المعرفة في المراحل الماضية والحديثة‪.‬‬
‫تعريف المقاوالتية‪:‬‬
‫تشير كلم ة "مق اول" أحيان ا إلى كلم ة "رائ د" ‪ ،‬من الري ادة ال تي تع ني في‬
‫األصل استثمار الفرص والبحث عن الربح‪ .‬كم ا ارتبطت بالق درات البش رية على‬
‫اإلبداع والتجديد‪.‬‬
‫‪ENTREPRENARIAT/‬‬ ‫والري ادة كمص طلح ري ادة األعم ال‪( ،‬المقاول ة)‪،‬‬
‫‪ ENTREPRENEURSHIP‬ونق ول مق اول ‪ ،‬رائ د األعم ال ‪ENTREPRENEUR‬‬
‫اس تخدم ألول م رة في بداي ة الق رن ‪ ،16‬وق د تض من ه ذا المفه وم آن ذاك مع نى‬
‫المخاطرة وتحمل الصعاب‪.‬‬
‫وباللغ ة االنجليزي ة مص طلح ‪ undertaker‬أو ‪ ، adventuer‬حس ب تعري ف‬
‫‪" :jonhnson's dictionary‬الشخص الذي یحاول استغالل الفرص ال تي تتم یز‬
‫بالمخاطرة"‪.‬‬
‫تطور هذا المفهوم في الدول المتقدم ة‪ ،‬وارتب ط باالختراع ات والتف رد‪ .‬أم ا‬
‫في الدول النامية ارتبط بمن يأخذ روح المبادرة والتحرك‪ ،‬ويخ اطر وينش ئ عمال‬
‫جديدا يساهم به في التنمية االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬
‫لقد ارتبط الفكر المقاوالتي مند الحرب العالمية الثانية‪ ،‬خاصة بأمريك ا ال تي‬
‫تشكلت فيها المؤسسات الصغيرة والمتوس طة راف دا(مص درا) للتنمي ة االقتص ادية‬
‫بوجه خاص‪.‬‬
‫ومن د التس عينيات من الق رن الماض ي‪ ،‬اعت بر ‪Howard Stevenson‬‬
‫المقاوالتية أسلوب يحدد من خالله األفراد والمنظمات الفرص وتجس يدها بواس طة‬
‫استغالل الموارد المتاحة‪ .‬بحيث الغرض من هذه الفرص خل ق ال ثروة االقتص ادية‬
‫واالجتماعية ألفراد المجتمع‪.‬‬
‫المقاوالتي ة هي إذن‪ :‬إنش اء مؤسس ة جدي دة تبحث في اس تغالل الف رص وتتم يز‬
‫باإلبداع والبحث عن التغيير وتجسيد األفكار الواعدة على أرض الواقع‪ ،‬التي غالبا‬
‫ما تتميز بحالة عدم اليقين‪ ،‬ومن هنا البد من المخاطرة‪.‬‬
‫ظه رت ه ذه الكلم ة في فرنس ا خالل ق ‪ 16‬وهي كلم ة مش تقة من الفع ل‬
‫‪ entreprendre‬والذي معناه‪ :‬باشر‪ ،‬التزم‪ ،‬تعهد‪ ،‬و بالنسبة للغة االنجلیزیة‪ ،‬فان ه‬
‫یستعمل نفس الكلمة ‪ entrepreneur‬للداللة على نفس المعنى في اللغة الفرنسیة‪.‬‬
‫ع رف الق اموس الع ام للتج ارة ال ذي تم نش ره س نة ‪ 1723‬بب اریس كال من‬
‫المصطلحین ‪ entreprendre‬و ‪ entrepreneur‬بالشكل التالي ‪entrepreneur‬‬
‫الشخص الذي یباشر عمال أو مشروعا ما‪ ،‬حیث مثال بدل أن یقال صاحب مصنع‪،‬‬
‫یقال مقاول صناعي تحمل مسؤولیة عمل ما أو مشروع أو صناعة‪...‬الخ‬
‫‪ -‬أم ا في انجل ترا في الق رنین ‪ 16‬و‪ 17‬فق د ك ان المص طلح ال ذي یقاب ل مص طلح‬
‫المق اول ‪ entrepreneur‬و یع رف ‪" : cantillon‬المق اول ه و ص احب رأس‬
‫المال الذي یتحمل المخاطر الناجمة عن ال یقین (عدم التأكد) "البیئة"‪.‬‬
‫‪ .‬في هذه التعاریف یتفق كل من ‪ :David Mc Clelland‬و‪ Cantillo‬على أن‬
‫المقاول هو الش خص ال دینامیكي ال ذي یخ وض مخ اطر محس وبة"‪ .‬مؤسس ة‪ ،‬أین‬
‫یعمل في ظل ال یقین البیئة بص فة عام ة‪ ،‬وتقلب ات األس واق بص فة خاص ة‪ ،‬وه و‬
‫یتحمل المخ اطر الناجم ة عن ذل ك‪ ،‬وق د تك ون مخ اطر مالیة‪ ،‬جس دیة‪ ،‬عائلیة ‪،‬‬
‫نفسیة‪ .‬وبهذا فالمقاول‪ :‬ه و الش خص ال ذي یمتل ك الص فات والق درات والمه ارات‬
‫الشخصیة‪ ،‬التي تؤهله الستغالل الف رص المتاح ة‪ ،‬وتحم ل المخ اطر الناجم ة عن‬
‫خلق وتطویر مقاوالته‪ ،‬في ظل بیئة ال یقینیة معتمدًا في ذلك على اإلبداع بمختل ف‬
‫أشكاله‪.‬‬

‫تطور التعريفات‪:‬‬
‫قبل التط رق إلى ع دد من التعريف ات ال ب د من توض يح مفه وم المق اول‪ ،‬إذ‬
‫تطور هذا المفهوم مع م رور ال زمن‪ ،‬ففي فرنس ا خالل العص ور الوس طى ك انت‬
‫كلمة مقاول تعني الشخص الذي يشرف على مسؤولية ويتحمل أعباء مجموع ة من‬
‫األف راد‪ ،‬ثم أص بح يع ني الف رد الج ريء ال ذي يس عى من أج ل تحم ل مخ اطر‬
‫اقتصادية‪ .‬أما خالل القرنين ‪ 16‬و‪ 17‬فقد أصبح يعني الفرد الذي يتج ه إلى أنش طة‬
‫المضاربة( أي الذي يبحث عن األرباح)‪.‬‬
‫اس تعملت ه ذه الكلم ة ألول م رة س نة ‪ 1616‬من ط رف الع الم الفرنس ي ‪DE‬‬
‫‪ MONCHRETIEN‬وك انت تع ني الش خص ال ذي يوق ع عق دا م ع الس لطات‬
‫العمومية من أجل ضمان إنجاز عمل ما‪ .‬أو مجموعة أعم ال مختلف ة‪ ،‬وبن اء على‬
‫ذلك كانت توكل إليه مهام تشييد المباني العمومية وانجاز الطرقات ‪ ،‬ضمان تزوي د‬
‫الجيوش بالطعام‪.‬‬
‫وبالرغم من تطور هذا المفهوم عبر الزمن إال أن الفض ل يع ود إلى بعض العلم اء‬
‫االقتص اديين مث ل ‪ CONTILLON‬س نة ‪ ،1755‬و ‪ SAY‬س نة ‪ 1803‬الل ذان‬
‫قدما تصورا واضحا عن وظيفة المقاول‪.‬‬
‫فالمقاول حسب كونتيون هو شخص مخاطر يقوم بتوظيف أمواله الخاص ة ‪ ،‬حيث‬
‫يعت بر حال ة "ع دم اليقين" عنص را أساس يا في تعري ف المق اول‪ .‬حيث ي رى أن‬
‫المقاول في أي مجال كان‪ ،‬يشتري ويستأجر بسعر أكيد ثم ينتج وي بيع بس عر غ ير‬
‫أكيد‪ .‬فهو غير متأكد من نجاح نشاطه أو فش له‪ ،‬فه و يتحم ل المخ اطر في عمليات ه‬
‫االقتصادية‪.‬‬
‫‪-‬أما االقتصادي الكالسيكي الفرنسي جون بابتيست ساي ‪ J.B.SAY‬يعتبر المقاول‬
‫الشخص المبدع الذي يقوم بجمع وتنظيم وسائل اإلنتاج‪ ،‬بهدف خلق منفعة جديدة‪.‬‬
‫‪ -‬يرى جوزي ف ش ومبيتر ‪ J.Shumpeter‬ع الم أم ريكي من أص ل نمس اوي في‬
‫االقتصاد والسياسة أن المقاول ه و ذل ك الش خص ال ذي لدي ه اإلرادة والق درة على‬
‫تحويل فكرة جديدة أو اخ تراع جدي د إلى ابتك ار‪ ،‬وبالت الي فوج ود ق وى الري ادة"‬
‫التدمير الخالق" في األس واق والص ناعات المختلف ة تنش أ منتج ات ونم اذج عم ل‬
‫جدي دة‪ ،‬وبالت الي ف إن الري اديين يس اعدون ويق ودون التط ور الص ناعي والنم و‬
‫االقتصادي على المدى الطويل‪.‬‬
‫وتتمثل وظيفة المقاول حسب شومبيتر في البحث عن التغيير والتصرف بما يوافقه‬
‫واستغالله كأنه فرصة‪ .‬لذا فإنه يعتمد على إبداع ه واختراعات ه للتقني ات وتوظيفه ا‬
‫من أجل تحقيق ما يلي‪:‬‬
‫‪-‬صنع منتج جديد‪.‬‬
‫‪-‬استعمال طريقة جديدة في اإلنتاج‬
‫‪-‬اكتشاف قنوات توزيع جديدة في السوق‪.‬‬
‫اكتشاف مصادر جديدة للموارد األولية أو الموارد النصف مصنعة‪.‬‬
‫‪-‬إنشاء تنظيمات جديدة‪.‬‬
‫‪-‬بيتر دراكر ‪ :Peter Druker‬عالم نمس اوي عم ل في أمريك ا واهتم باالقتص اد‬
‫والتس يير واإلدارة‪ ،‬يعت بر من األوائ ل ال ذين أش اروا إلى ه ذا المفه وم في س نة‬
‫‪ ،1985‬من خالل حديثه عن تحول االقتص اديات الحديث ة من اقتص اديات التس يير‬
‫إلى اقتصاديات مقاوالتية‪.‬‬
‫كذلك نجد أعمال االقتصادي االنجليزي ألفراد مارشال ‪ A. Marsall‬الذي يعتبر‬
‫من أوائل الكتاب االنجليز الذين اهتموا بالمقاول ‪ ،‬حيث تزامنت أعماله م ع ظه ور‬
‫المؤسسات الكبيرة التي شهدت انتشارا كبيرا‪ .‬لذلك فهو يعتبر تح ول االقتص اد من‬
‫االعتم اد على نظ ام الح رف الص غيرة ال تي يس يرها العم ال أنفس هم إلى نظ ام‬
‫المؤسسات الكبيرة المسيرة من طرف مقاولين رأسماليين يتطلب وجود رجال ذوي‬
‫طاق ات كب يرة تتمث ل مهمتهم في تس يير االنت اج بطريق ة ت ؤدي إلى جع ل الجه د‬
‫المبذول يقدم أحسن نتيجة ممكنة من أجل إشباع الحاجات اإلنسانية‪.‬‬
‫ويمكن تلخيص بعض التعريفات فيما يلي‪:‬‬
‫‪ :CANTILLON-‬المق اول ه و ص احب رأس الم ال ال ذي يتحم ل المخ اطر‬
‫الناجم ة عن "اليقين البيئ ة" أي بيئ ة غامض ة ومجهول ة‪ ،‬ال يمكن فيه ا تص ور‬
‫النتائج‪.‬‬
‫‪ :D.Mc.Clelland-‬المق اول ه و الش خص ال ديناميكي ال ذي يخ وض مخ اطر‬
‫محسوبة‪.‬‬
‫يتفق جل الباحثين على أن المقاول يق وم بإنش اء مؤسس ة أين يعم ل في ظ ل اليقين‬
‫البيئة بصفة عامة وتقلبات األسواق بصفة خاصة‪ ،‬ويتحم ل المخ اطر الناجم ة عن‬
‫ذلك" مخاطر مالية‪ ،‬جسدية‪ ،‬عائلية‪ ،‬نفسية‪....‬إلخ‪.‬‬
‫‪-‬أما اللجنة األوروبية فقد عرفت المقاول كما يلي‪:‬‬
‫يمكن اعتبار المقاول ذلك الفرد الذي يأخذ ويتحمل األخطار‪ ،‬بجمع الم وارد بش كل‬
‫فعال‪ ،‬يبتكر في إنتاج خدمات ومنتجات بطرق إنت اج جدي دة‪ ،‬يح دد األه داف ال تي‬
‫يريد بلوغها‪ ،‬وذلك بتخصيصه الناجع للموارد‪.‬‬
‫ويعتمد األمريكيون مند التس عينيات على تعري ف ‪ Howard Stevenson‬ال ذي‬
‫يعتبر المقاوالتية طريقة يح دد من خالله ا األف راد والمنظم ات الف رص ومتابعته ا‬
‫وتجسيدها من خالل الموارد المتاحة‪.‬‬

‫المحاضرة الثانية‬
‫أهم المقاربات في مجال المقاوالتية‪:‬‬
‫تعددت المقاربات التي تناولت المقاول من عدة جوانب‪ ،‬وس وف نرك ز على‬
‫أهمها‪:‬‬
‫‪-‬المقاربة الوظيفية‪:‬‬
‫يمثله ا الع الم ‪ Shumpeter‬ال ذي يعت بر من رواد الفك ر المق اوالتي‪ ،‬من خالل‬
‫نظريته" التطور االقتصادي"‪ ،‬حيث اعتبر المق اول شخص ية محوري ة في التنمي ة‬
‫االقتصادية يتحمل عدة مخاطر من أج ل اإلب داع وخاص ة عن دما يعم ل على خل ق‬
‫طرق إنتاج جديدة‪.‬‬
‫‪-‬المقاربة السلوكية‪:‬‬
‫التي ترك ز على الف رد اله ادف إلى إنت اج المعرف ة‪ ،‬حيث ترك ز على الخص ائص‬
‫البس يكولوجية للمق اول مث ل الص فات الشخص ية وال دوافع والس لوك‪ .‬وهن ا يمكن‬
‫معرفة الشخص اإليجابي والشخص الس لبي انطالق ا من خصوص يات الشخص ية‪،‬‬
‫الدافعية‪ ،‬التحفيز‪ ،‬الرغبة‪...‬‬
‫‪-‬المقاربة السوسيو‪-‬أنثروبولوجية‪:‬‬
‫تهتم باألصول االجتماعية للمقاول ومساراته المهنية‪ ،‬حيث س لط ‪Max Weber‬‬
‫الض وء على أهمي ة نظ ام القيم ودوره ا في إض فاء الش رعية وتش جيع أنش طة‬
‫المقاوالتية كشرط ال غنى عن ه في تط ور الرأس مالية‪ .‬يمكن اإلش ارة هن ا إلى دور‬
‫المذهب البروتستانتي في تطور الرأس مالية‪ .‬وه ذا من خالل كتاب ه "البروتس تانتية‬
‫وروح الرأسمالية"‪.‬‬
‫وق د س اهم في توض يح الفك ر المق اوالتي من خالل البع د األن ثروبولوجي ع الم‬
‫االجتماع واألنثروبولوجيا الفرنسي ‪ ، Marcel Mauss‬حيث رأى أن المقاوالتية‬
‫هي الفعل الذي يقوم به المقاول والذي ينفذ في س ياقات مختلف ة وبأش كال متنوع ة‪.‬‬
‫فيمكن أن يكون عبارة عن إنشاء مؤسسة جديدة بشكل قانوني‪ ،‬كم ا يمكن أن يك ون‬
‫عبارة عن تطوير مؤسسة قائمة بذاتها‪ ،‬إذ أنه عم ل اجتم اعي بحث على ح د ق ول‬
‫مارسيل موس‪.‬‬
‫وتظهر ضمن هذه المقاربة عناصر سوسيو‪-‬أنثروبولوجية‪ ،‬من أهمها‪:‬‬
‫‪-‬القيم المكتسبة في مرحلة الطفولة مثل تحمل المخاطرة وتحمل المسؤولية(اكتساب‬
‫قيم السلطة)‪ ،‬مما يؤدي إلى زيادة الميل نحو سلوك المقاولة‪.‬‬
‫‪-‬األصول المهنية والثقافية للعائالت(األبوين واألقرب اء) ال ذين يمارس ون نش اطات‬
‫مقاوالتية ‪ ،‬حيث بينت بعض الدراسات أن ه ذه الح اال تمث ل ‪ %50‬من المق اولين‪.‬‬
‫فالشباب الذين يعيشون في هذا النوع من العائالت والبيئات يعتبر اآلب اء واألقرب اء‬
‫نماذج يقتدى بهم‪ ،‬مثل المقاوالت الحرفية التي غرست في أبنائه ا روح المقاوالتي ة‬
‫بالتوريث‪.‬‬
‫‪-‬المقاربة العملياتية أو التشغيلية‪:‬‬
‫اعترض ت على بعض عناص ر المق اربتين الس ابقتين‪ ،‬واق ترحت على الب احثين‬
‫االهتمام بانجازات المقاولين وأفعالهم ‪ ،‬وليس صفات شخصياتهم‪.‬‬
‫وبن اء على م ا س بق‪ ،‬المقاوالتي ة هي إذن‪ :‬األفع ال والعملي ات االجتماعي ة‬
‫واالقتصادية التي يقوم بها المقاول إلنشاء مؤسسة جدي دة ‪ ،‬من أج ل إنش اء ث روة‪،‬‬
‫من خالل األخ ذ بالمب ادرة‪ ،‬وتحم ل المخ اطر‪ ،‬والتع رف على ف رص العم ل‪،‬‬
‫ومتابعتها وتجسيدها على أرض الواقع‪.‬‬
‫‪-‬المقاربة التعليمية‪:‬‬
‫تهدف المؤسسات التكوينية(المعاهد والجامع ات بالخص وص) بتوجهه ا وسياس تها‬
‫نحو إقامة العالقة مع مؤسسات المحيط إلى انفت اح الطلب ة على الفك ر المق اوالتي‪،‬‬
‫وذلك عن طري ق التربص ات الميداني ة‪ ،‬ومش اريع م ذكرات التخ رج‪ .‬ويتم غ رس‬
‫الفكر المقاوالتي من خالل‪:‬‬
‫‪-‬نشر الوعي من خالل الملتقيات والندوات العلمية‪.‬‬
‫‪-‬تثمين صورة المقاوالتية بواسطة جلب معارف وقدرات ومهارات بشرية ونم اذج‬
‫رائدة تحفز األفراد على أخذ أحسن القرارات إلنشاء مؤسسات تحقق مستوى عالي‬
‫من النمو‪.‬‬
‫‪ -‬المقاربة االقتصادية‪:‬‬
‫لقد تمت دراسة المقاوالتية لفترة طويلة من الزمن انطالقا من العلوم االقتص ادية و‬
‫االجتماعية التي قامت بالتركيز على نتائج المقاوالتية في محاولة منها اإلجابة على‬
‫التساؤلين التاليين‪:‬‬
‫ما هو تأثير األنشطة المقاوالتي ة على االقتص اد ؟ م اهي الظ روف االقتص ادية و‬
‫االجتماعية والثقافية التي تشجع المقاولتية ؟‬
‫تبنى شومبيتر المدخل القائل ب أن النظ ام االقتص ادي المتك ون من ج انب الع رض‬
‫ومن جانب الطلب يكون في حالة توازن‪ ،‬ويمي ل المق اول إلى كس ر حال ة الت وازن‬
‫المسيطرة على النظام االقتصادي من خالل م ا يقدم ه من ابتك ارات في النظ ام في‬
‫صورة منتجات جديدة‪ ،‬أو أساليب إنتاج جديدة أو أسواق جديدة‪ .‬وقد ع بر عن ه ذه‬
‫العملية بمص طلح الت دمير الخالق‪ ،‬حيث يق وم المق اولون بكس ر الح واجز والقي ود‬
‫الموجود في النظام االقتصادي‪ ،‬األمر الذي يدفع غ يرهم إلى تتب ع خط اهم وي ؤدي‬
‫إلى ارتفاع المستوى االقتصادي الذي يحدث نتيجة لهذه االبتكارات إلى إحداث نقلة‬
‫نوعية في النظام االقتصادي‪.‬‬
‫ويميز شومبيتر بين خمسة أنواع من التوافقات الجديدة‪.‬‬
‫‪-‬تقديم منتج جديد‪.‬‬
‫‪-‬تقديم طريقة أو أسلوب إنتاجي جديد‪.‬‬
‫‪-‬افتتاح أو دخول سوق جديدة‪.‬‬
‫‪-‬الحص ول على مص در توري د جدي د للم واد الخ ام‪ ،‬أو أي س لع ص ناعية أخ رى‬
‫مشابهة‪.‬‬
‫‪-‬إنشاء منظمة جديدة أو صناعة جديدة‪.‬‬

‫المحاضرة الثالثة‬

‫‪-‬مقومات الفكر المقاوالتي‪:‬‬


‫يحتاج المق اول إلى مجموع ة من المواص فات تجعل ه مق اول ن اجح ومس ير‬
‫فع ال‪ ،‬وه ذا عن طري ق ال دمج بين مجموع ة من الص فات الشخص ية والعوام ل‬
‫البيئية‪ ،‬ويمكن تقسيم هذه المقومات إلى نوعين‪:‬‬
‫‪-1‬المقومات الشخصية‪:‬‬
‫‪-‬الحاجة إلى االنجاز‪:‬‬
‫أي السعي إلى إنجاز األهداف وتحمل المسؤولية والعم ل على االبتك ار والتط وير‬
‫المستمر والتمييز‪.‬‬
‫‪-‬الثقة بالنفس‪:‬‬
‫أي االعتم اد على الظ ات واالمكاني ات الفردي ة وقدرت ه على التفك ير واإلدارة ‪،‬‬
‫واتخاذ القرارات لحل المش كالت‪ ،‬ومواجه ة التح ديات المس تقبلية‪ ،‬والثق ة ب النفس‬
‫واالطمئنان‪.‬‬
‫‪-‬الرؤيا المستقبلية‪:‬‬
‫أي التطلع إلى المستقبل بنظرة تفاؤلية‪ ،‬وامكانية تحقيق مرك ز متم يز ومس تويات‬
‫ربحية متزايدة‪.‬‬
‫‪-‬التضحية والمثابرة‪:‬‬
‫يعتقد المقاولون بأن تحقيق النجاحات وضمان استمراريتها‪ ،‬إنما يتحق ق من خالل‬
‫المثابرة والصبر والتضحية ويكزن هذا بواسطة الجد واالجتهاد والعطاء‪.‬‬
‫‪-‬الرغبة في االستقاللية‪:‬‬
‫السعي باستمرار إلنش اء مش روعات مس تقلة التتص ف بالش راكة‪ ،‬خاص ة عن دما‬
‫تتوفر لديهم الموارد المالية الكافية‪ ،‬كما يستبعد المقاولون العمل لذى اآلخرين تجنبا‬
‫لحاالت التحجيم‪ ،‬بحيث يتمكن ون من التعب ير والتجس يد الحقيقي ألفك ارهم وآرائهم‬
‫وطمزحاتهم‪ .‬مما يعطيهم استقاللية في العم ل وه ذا م ا س ماه ش ومبيتر "بالمملك ة‬
‫الصغيرة"‪.‬‬
‫‪-2‬المقومات البيئية‪:‬‬
‫‪-‬المحيط االجتماعي‪ :‬يعتبر المحيط االجتماعي عنصرا مهما في ال دفع نح و إنش اء‬
‫المؤسسة نظرا لتركيبته المعقدة‪.‬‬
‫‪-‬األسرة‪ :‬تعمل على تنمية القدرات المقاوالتية ألبنائها‪ ،‬حيث ت دفعهم لتب ني غنش اء‬
‫مؤسس ات من أج ل بن اء مس تقبل مه ني‪ ،‬وخاص ة إذا ك ان له ؤالء اآلب اء تجرب ة‬
‫سابقة ‪ ،‬أو يمتلكون مشاريع خاصة (كالحرف والمصانع‪ ،‬وغيره ا ) ويتم ه ذا عن‬
‫طريق تلقين وتشجيع األبناء مند الصغر على تعلم بعض النشاطات المهنية وتحمل‬
‫المسؤوليات البسيطة‪.‬‬
‫‪-‬الدين‪ :‬يدعو الدين االسالمي الحنيف‪ ،‬إلى العمل واثقان ه واالخالص في ه‪ ،‬وك ذلك‬
‫االعتماد على النفس في الحصول على مختلف مص ادر العيش‪ ،‬دون االتك ال على‬
‫الغير ‪ ،‬أو العيش متطفال في المجتمع‪.‬‬
‫‪-‬العادات والتقاليد‪ :‬تعتبر من العوامل المؤثرة على التوجه نحو إنشاء المؤسس ات ‪،‬‬
‫فالمجتمعات البدوية تمارس الزراعة والرعي مع أبنائه ا‪ ،‬أم ا الص ناعات التقليدي ة‬
‫واألنشطة التجارية فتتوارثها األجيال أب عن جد‪ .‬وكثيرا ما تكون األمثال الش عبية‬
‫المتدولة بين الناس حافزا قويا على العمل وغرس روح المثابرة واالبداع والجد في‬
‫نفوس الصغار من طرف الكبار‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫بعض المراجع المهمة لالطالع‪:‬‬
‫‪ -‬مراح حياة‪ ،‬المقاول الجزائري الجدي د بين المعان اة واإلب داع‪ ،‬م ذكرة ماجس تير‪،‬‬
‫في العلوم االجتماعية‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2003 ،‬‬
‫‪-‬الراجحي خالد س ليمان‪ ،‬تحوي ل الفك رة إلى فرص ة‪ ،‬مكتب ة المل ك فه د الوطني ة‪،‬‬
‫المملكة العربية السعودية‪.2012 ،‬‬
‫‪-‬مجدي عوض مبارك‪ ،‬الريادة في األعم ال‪ ،‬ع الم الكتب الح ديث‪ ،‬أرب د‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪.2009‬‬
‫‪-‬رايس وفاء‪ ،‬دور التكوين في تنمية الحس المقاوالتي‪ ،‬مداخل ة ض من ملتقى ح ول‬
‫المقاوالتية والتكوين وفرص األعمال‪ ،‬جامعة بسكرة ‪ ،‬الجزائر‪.2010 ،‬‬
‫‪-‬ناصر مراد‪ ،‬دور مكانة المقاول في التنمية االقتصادية في الجزائر‪ ،‬الندوة الدولية‬
‫حول المقاولة واإلبداع في الدول النامية‪ ،‬معهد العلوم االقتص ادية‪ ،‬خميس مليان ة ‪،‬‬
‫الجزائر‪.2007 ،‬‬
‫‪-‬الجودي محمد علي‪ ،‬نحو تطوير المق اوالتي من خالل التعليم المق اوالتي‪ ،‬دراس ة‬
‫على عينة من طلبة جامعة الجلفة‪ ،‬أطروحة دكتوراه في علوم التسيير‪ ،‬كلية العل وم‬
‫االقتص ادية والتجاري ة وعل وم التس يير‪ ،‬جامع ة محم د خيض ر‪ ،‬بس كرة‪-2014 ،‬‬
‫‪.2015‬‬
‫‪-‬كوجي ل محم د‪ ،‬دراس ة وتحلي ل سياس ة دعم المقاوالتي ة في الجزائ ر‪ ،‬أطروح ة‬
‫دكتوراه‪ ،‬في عل وم التس يير‪ ،‬كلي ة العل وم االقتص ادية والتجاري ة وعل وم التس يير‪،‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح ‪ ،‬ورقلة ‪.2016-2015 ،‬‬
‫‪-‬أترباك جيمس‪ ،‬ديناميكية االبتكار‪ :‬اقتناص الفرص لمواجهة التغ ير التكنول وجي‪،‬‬
‫خالصات كتب المدير ورجل األعمال‪ ،‬السنة الثالث ة‪ ،‬الع دد ‪ ،15‬الق اهرة‪ ،‬مص ر‪،‬‬
‫أوت ‪.1995‬‬
‫‪-‬حريري عبد الرحمن بن احمد‪ ،‬استكشاف األفك ار وتقييمه ا في ش ركتك الناش ئة‪،‬‬
‫‪ 2018‬على الموقع‪:‬‬
/https://startupideavalidation.com/ideas-book-download

Tanjaoui said, les entrepreneurs marocains, pouvoir, société -


.et modernité, karthala, paris, 1993
Allain fayolle, le métier de créateur d’entreprise, edition -
.d’Organisation, Paris,2003

You might also like