A Cognitive Neuropsychological Approach To Naming Disorder in Aphasia

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 21

‫مقاربة نفس عصبية معرفية الضطراب التسمية عند املصابون بالحبسة الكالمية‬

‫د‪ .‬عبد املالك شنافي‬


‫مقاربة نفس عصبية معرفية الضطراب التسمية عند املصابون بالحبسة‬
‫الكالمية‬
‫‪A cognitive neuropsychological approach to naming disorder in‬‬
‫‪aphasic patients‬‬
‫د‪ .‬عبد املالك شنافي‬
‫‪-1‬جامعة العربي بن مهيدي ام البواقي (الجزائر)‪chennafi.abdelmalek@gmail.com ،‬‬
‫تاريخ القبول‪2022/10/25:‬‬ ‫تاريخ االستالم‪2022/02/27:‬‬
‫امللخص‪:‬‬
‫يعتمد النهج النفسو العصبي املعرفي على فكرة مفادها أن سيميولوجية االضطرابات في الحبسة‬
‫ً‬
‫واضحا ألوجه قصور أساسية مختلفة داخل البنية املعرفية للغة‪.‬‬ ‫ً‬
‫مظهرا عياديا‬ ‫الكالمية قد تكون‬
‫ويصف النموذج النفسو عصبي معرفي الذي اقترحه كارامازا ‪ Caramazza‬و هيليس ‪)1991( Hillis‬‬
‫معالجة اللغة و الكلمات املنفردة‪ ،‬فهو يهدف إلى تفسير صعوبات اإلنتاج الكالمي (التسمية) عند‬
‫الشخص املصاب بالحبسة الكالمية‪ ،‬من خالل تحديد العمليات املعرفية املضطربة وكذا وصف أوجه‬
‫اضطراب النفاذ املعجمي أو الخلل الذي يصيب مختلف الوحدات املكونة لهذا النموذج و الوصالت‬
‫بينها ‪.‬سنحاول من خالل هذا املقال اإلجابة عن إشكالية رئيسية تتعلق بعرض املفاهيم النظرية‬
‫الحديثة في علم النفس العصبي املعرفي‪ ،‬و إلى أي مدى ساهمت في وصف و تفسير اضطرابات التسمية‬
‫الشفوية عند املصابين بالحبسة الكالمية؟‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬الحبسة الكالمية‪-‬النموذج النفسو عصبي املعرفي‪-‬التسمية‪-‬كارامازا‪-‬هيليس‪.‬‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪The cognitive neuropsychological approach is based on the idea that the semiotics of‬‬
‫‪disturbances in aphasia may be a clear clinical manifestation of various fundamental deficiencies‬‬
‫‪within the cognitive structure of language. The cognitive neuropsychological model proposed by‬‬
‫‪Caramazza and Hillis (1991) describes language and single-word processing. It aims to explain‬‬
‫‪speech production difficulties (naming) in a person with aphasia, by identifying the disturbed‬‬
‫‪cognitive processes as well as describing aspects of lexical access disorder or defects that it affects‬‬
‫‪the units or connections between the various units that make up this model. Through this article,‬‬
‫‪we will try to answer a major problem related to presenting modern theoretical concepts in‬‬

‫‪571‬‬ ‫مجلة وحدة البحث في تنمية املوارد البشرية املجلد ‪ 18‬العدد ‪ 01‬ماي ‪2023‬‬
‫مقاربة نفس عصبية معرفية الضطراب التسمية عند املصابون بالحبسة الكالمية‬
‫د‪ .‬عبد املالك شنافي‬
‫‪cognitive neuropsychology, and to what extent they contributed to the description and‬‬
‫‪interpretation of labial naming disorders in people with aphasia.‬‬
‫‪Keywords: Aphasia; Cognitive neuropsychological model; Naming; Cramazza; Hillis.‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫يمكن تعريف الحبسة الكالمية بأنها اضطراب لغوي ناتج عن تلف دماغي مكتسب‪.‬‬
‫وهذا يعني ضعف كلي أو جزئي في القدرة على التحدث‪ ،‬القراءة‪ ،‬الكتابة وفهم اللغة‬
‫ً‬
‫وغالبا ما يكون سببها السكتة الدماغية‪ .‬أما األسباب األخرى املحتملة فهي‬ ‫املنطوقة‪.‬‬
‫إصابات الرأس وأورام املخ وااللتهابات واألمراض التنكسية العصبية ( ‪Ahlsén,‬‬
‫ً‬
‫شيوعا التي يعاني منها األشخاص املصابون بهذا‬ ‫‪ .)2006.P101‬ومن أكثر املشاكل‬
‫االضطراب هي صعوبة إنتاج الكلمات‪ .‬و بغض النظر عن تصنيفهم التشخيص ي‬
‫تقريبا ً‬
‫ضعفا ً‬
‫كبيرا في مهام إنتاج‬ ‫الكالسيكي‪ُ ،‬يظهر جميع املصابين بالحبسة الكالمية ً‬

‫كلمة واحدة مثل تسمية الصور(‪.)Wilshire,2007,p02‬‬


‫ومنذ ثمانينات القرن املاض ي أثر علم النفس املعرفي بشكل كبير على املمارسة‬
‫العيادية والعالجية لعلم النفس العصبي‪ .‬ويستند علم النفس املعرفي على فكرة أساسية‬
‫مفادها أن كل وظيفة يمكن تقسيمها إلى عدد معين من السياقات املستقلة‪ .‬والهدف منه‬
‫هو توضيح هندسة هذه السياقات ووصف االرتباطات التي تتدخل فيما بينها‪ .‬ولتحقيق‬
‫ذلك يسعى إلى تحديد مختلف العمليات الذهنية املطلوبة عند أداء مهمة ما‪ .‬وتستخدم‬
‫في هذا النهج نوعين من النماذج النظرية‪ ،‬األولى يطلق عليها النماذج التسلسلية ‪Les‬‬
‫‪ Modèles Sériels‬تصف السياقات على أنها تفاعالت بين وحدات مختلفة موضوعة‬
‫واحدة تلو األخرى‪ .‬والثانية هي النماذج االقترانية ‪ les modèles connexionnistes‬والتي‬
‫من خاللها تكون املعالجة موزعة بطريقة متوازية بين العديد من الوحدات املرتبة في‬
‫طبقات‪ .‬هذه األخيرة (التي يطلق عليها الشبكات العصبية) تتمتع بميزة من حيث أنها‬

‫‪572‬‬ ‫مجلة وحدة البحث في تنمية املوارد البشرية املجلد ‪ 18‬العدد ‪ 01‬ماي ‪2023‬‬
‫مقاربة نفس عصبية معرفية الضطراب التسمية عند املصابون بالحبسة الكالمية‬
‫د‪ .‬عبد املالك شنافي‬
‫شبيهة ببنية الجهاز العصبي وتتيح الفرصة للتحليالت و محاكاة االختالالت التي صممها‬
‫منظرو الذكاء االصطناعي (‪.)Viader et all,2010,p13‬‬
‫وتم التأسيس لنماذج الهندسة الوظيفية ونظريات معالجة وآلية اشتعال اللغة من‬
‫أدلة استمدت من دراسات أقيمت على أشخاص عاديين واختبارها على آخرين مصابين‬
‫بأضرار في الدماغ‪ .‬ومنه فان النماذج النفسو عصبية املعرفية تسعى لشرح ووصف‬
‫األنواع املختلفة من االضطرابات أثناء اإلنتاج الكالمي عند املصابين بالحبسة الكالمية‬
‫من خالل تحديد املستويات املختلفة لالضطراب الذي يمكن أن يحدث داخل نظام‬
‫معالجة اللغة و التي ً‬
‫غالبا ما يشار إليها باسم مخططات الصندوق والسهم‪box-and-‬‬
‫‪ .arrow diagrams‬ويتم تمثيل املكونات املعرفية املتميزة على شكل مربعات أو مستويات‬
‫أو وحدات مع الترابط وتدفق املعلومات بين املستويات املختلفة ملعالجتها واملمثلة على‬
‫شكل أسهم‪ .‬وفيما يتعلق باملعالجة الزمنية للعناصر املعجمية فمن الناحية النظرية‬
‫يمكن أن يتعطل أي من الصناديق أو الوصالت داخل هذا النموذج بسبب اآلفات التي‬
‫ً‬
‫تصيب الدماغ‪ ،‬مما يعكس أنماطا مختلفة من اضطراب اللغة الذي لوحظ عند‬
‫املصابين بالحبسة الكالمية‪.‬‬
‫النفس العصبي املعرفي واستغالل هذه الرؤية األكثر ديناميكية والتي تعتمد‬
‫العمليات بدل التمثالت في تفسير اضطراب اإلنتاج اللغوي عند املصابين بالحبسة‬
‫الكالمية‪ ،‬وسنقصر مناقشتنا على معالجة الكلمة املنعزلة أثناء اإلنتاج الشفوي‬
‫(التسمية) استنادا إلى النموذج املعرفي التسلسلي املقترح من طرف (‪Caramazza Hillis‬‬
‫‪ .)1991‬سنقوم أوال بالكشف عن الهندسة العامة للنظام املعجمي‪ .‬ونقوم بعد ذلك‬
‫بوصف مراحل املعالجة واملتالزمات املعرفية التي تمت مالحظتها في اضطرابات التسمية‬
‫الشفوية‪.‬‬

‫‪573‬‬ ‫مجلة وحدة البحث في تنمية املوارد البشرية املجلد ‪ 18‬العدد ‪ 01‬ماي ‪2023‬‬
‫مقاربة نفس عصبية معرفية الضطراب التسمية عند املصابون بالحبسة الكالمية‬
‫د‪ .‬عبد املالك شنافي‬
‫‪ -20‬هندسة النظام املعجمي‪:‬‬
‫ً‬
‫مرجعا في‬ ‫يف عام ‪ ،1991‬اقرتح ‪ Hillis‬و ‪ Caramazza‬بنية وظيفية ال تزال حتى اليوم‬
‫علم النفس العصبي‪ .‬يصفون فيه وجود نظام معجمي يتألف من عناصر مخصصة‬
‫ملعالجة محددة للغة ومرتبطة ببعضها البعض ما يسمح بإنتاج الكلمات املعزولة‬
‫والتعرف عليها‪ .‬ويعتمد هذا النظام على تمثالت ‪ Représentations‬أو مفاهيم مخزنة على‬
‫املدى الطويل في معاجم أو أنظمة ذات طبيعة مختلفة (دالليي‪ ،‬فونولوجية‪ ،‬بصرية‬
‫وإمالئية)‪( .‬الشكل‪.)01‬‬
‫يتكون النظام املعجمي من مكون مركزي ونظام الداللي والعديد من األنظمة‬
‫الفرعية (الوحدات)‪ .‬وتشارك جميعها في املعالجة اللغوية من الناحية الداللية‪،‬‬
‫الفونولوجية‪ ،‬النطقية والرسومية‪ .‬وهي منظمة بشكل هرمي ومتصلة ببعضها البعض‬
‫من خالل طرق مختلفة‪ .‬وتمثل هذه النمذجة للنظام املعجمي السياقات الذهنية‬
‫املختلفة التي تنطوي عليها املهام اللغوية وهي اإلنتاج الشفهي‪ ،‬الفهم‪ ،‬التكرار‪ ،‬القراءة‬
‫عال والتعبير الكتابي‪ .‬ويتم تفسير مختلف اضطرابات اللغة الشفهية واملكتوبة‬
‫بصوت ٍ‬
‫بالرجوع إلى هذا النموذج والذي يتضمن تحديد مستويات املعالجة املضطربة واملكونات‬
‫املعرفية املتدخلة‪ ،‬ونقصد بها سياقات املعالجة والتحويالت واملخزونات اللغوية والنفاذ‬
‫إلى التمثالت‪ .‬ويعتمد مفهوم النمطية‪ modularité‬على التنشيط املتسلسل للمكونات‬
‫املختلفة للنظام بغية معالجة املثيرات‪ .‬وتوصف مكوناته على أنها مستقلة ولكنها تفاعلية‪.‬‬
‫وتنشيط الوحدات داخل كل مكون يكون أحادي االتجاه (معالجة تلقائية) دون تلقي أي‬
‫تنشيط في املقابل (تغذية مرتدة)‪ .‬ويشير مفهوم االزدواجية إلى حقيقة أن إدراك وإنتاج‬
‫الكلمات والالكلمات مدعوم على سبيل املثال بمسارات معالجة مميزة ومحددة‪(Chomel-.‬‬
‫)‪ .Guillaume et al. 2010‬وبالرجوع إلى النموذج السابق يتكون النظام املعجمي من‬
‫املكونات التالية‪:‬‬

‫‪574‬‬ ‫مجلة وحدة البحث في تنمية املوارد البشرية املجلد ‪ 18‬العدد ‪ 01‬ماي ‪2023‬‬
‫مقاربة نفس عصبية معرفية الضطراب التسمية عند املصابون بالحبسة الكالمية‬
‫د‪ .‬عبد املالك شنافي‬
‫شكل رقم ‪ :01‬نموذج مبسط للنظام املعجمي و آليات اشتعال اللغة حسب ‪ Hillis‬و ‪Caramazza‬‬
‫(‪ .)1995‬املسارات املعجمية بالخطوط املستمرة‪،‬و املسارات الفونولوجية بالخطوط املتقطعة‬

‫املصدر‪Vider et all,2010,p13 :‬‬


‫‪-2‬مكونات النموذج‪:‬‬
‫‪ -1-2‬املعاجم‪ :‬و ميكن متثيلها على شكل معارف خمزنة على املدى الطويل ومنظمة على شكل‬
‫أنظمة ونجد فيها‪:‬‬
‫‪ -1-1-2‬املعاجم الفونولوجية‪:‬‬

‫‪575‬‬ ‫مجلة وحدة البحث في تنمية املوارد البشرية املجلد ‪ 18‬العدد ‪ 01‬ماي ‪2023‬‬
‫مقاربة نفس عصبية معرفية الضطراب التسمية عند املصابون بالحبسة الكالمية‬
‫د‪ .‬عبد املالك شنافي‬
‫وتشتمل على املعجم الفونولوجي للدخول واملعجم الفونولوجي للخروج‪ .‬وصمم‬
‫األول كمرجع للتمثل الفونولوجي للكلمات املسموعة في اللغة والتعرف عليها‪ .‬ويتوافق‬
‫هذا التمثل الفونولوجي مع الشكل الصوتي الكلي املجرد ومكون من تسلسل فونيمي‬
‫خاص بكل كلمة‪ .‬وبالتالي فهي تضمن إعادة التعرف على الشكل اللغوي مستقال عن‬
‫معناه وتسمح بالقيام بمهمة القرار املعجمي والذي يتمثل في تمييز الكلمات املألوفة‬
‫(املخزنة سلفا في املعجم) عن الالكلمات (التي تنقصها شروط الهوية وال تتوفر على‬
‫مدخل معجمي)‪ .‬أما املعجم الفونولوجي للخروج فهو يشارك في جميع املهام التي تتضمن‬
‫اإلنتاج الشفوي للكلمة‪ .‬يحتوي على جميع األشكال الصوتية للكلمات التي سيتم تفعيلها‬
‫عندما يتم نطق الكلمة (‪.)Viader et all,2010,p14‬‬
‫‪ -2-1-2‬املعاجم اإلمالئية‪:‬‬
‫ونجد فيها املعجم اإلمالئي للدخول وآخر للخروج‪ .‬ويحت‪7‬وي األول على التمثالت‬
‫الرسومية للكلمات املعروفة‪ .‬وتتعلق هذه املعلومات بتسلسل الحروف والغرافيمات‬
‫املحددة لكل كلمة‪ .‬وتشارك في التعرف على الكلمة املكتوبة للنظام اللغوي أثناء القراءة‬
‫أيضا على املعرفة الضمنية والصريحة للفرد بالنظام‬ ‫أو اإلمالء‪ .‬كما يحتوي هذا املكون ً‬

‫اإلمالئي للغته‪ .‬ويتدخل الثاني في مهمة التعبير بالكتابة‪ ،‬وهو املسؤول عن التمثيل‬
‫اإلمالئي للكلمات والغرافيمات املكونة لها أي املعلومات املتعلقة بتسلسل الحروف أو‬
‫حروف العطف املحددة لكل كلمة‪ .‬وبالتالي فإن اإلنتاج الكتابي لكلمة ما و خصوصيتها‬
‫ممكنا فقط إذا كانت املعلومات متوفرة في هذا‬ ‫ً‬ ‫اإلمالئية يكون‬
‫املعجم(‪)Macoir,1997,pp19-20‬‬
‫وبالحديث عن التنظيم الداخلي للمعاجم فهو محكوم بعدد من املتغيرات‬
‫التجريبية التي تميز الكلمات وتؤثر في التعرف عليها وهي التكرار املعجمي وتأثير اإلشعال‬

‫‪7‬‬

‫‪576‬‬ ‫مجلة وحدة البحث في تنمية املوارد البشرية املجلد ‪ 18‬العدد ‪ 01‬ماي ‪2023‬‬
‫مقاربة نفس عصبية معرفية الضطراب التسمية عند املصابون بالحبسة الكالمية‬
‫د‪ .‬عبد املالك شنافي‬
‫الداللي واإلشعال الفونولوجي وتأثير التجانس الصوتي ‪ /‬االلتباس وتأثير انتظام الكلمة‬
‫وطولها‪ .‬فبالنسبة للتكرار املعجمي أبرزت أولى األعمال السيكولسانية حول الخصائص‬
‫اإلحصائية للغة‪ ،‬أن تكرار استعمال الكلمات غير متساو‪ .‬وتبقى أهم ظاهرة اهتم بها علم‬
‫النفس في هذا اإلطار هي العالقة التي تربط بين تكرار الكلمة وسرعة النفاذ إليها‪ .‬فمنذ‬
‫‪ 1951‬الحظ ‪ Howes‬و‪( Solomon‬نقال عن ‪ )1989، Caron‬أن النفاذ إلى الكلمات األكثر‬
‫تكرارا يتم بسرعة‪ ،‬ويكون التعرف عليها سهال‪ .‬وفيما يتعلق بالتأثير الفعلي لإلشعال‬
‫الداللي والفونولوجي الحظ ‪ )1982( Lupker‬تأثير التسهيل بالنسبة لألزواج التي لها نفس‬
‫القافية‪ .‬فاإلشعال الداللي يسهل النفاذ إلى التمثل الداللي للش يء‪ ،‬في حين أن تكرار اسم‬
‫الش يء يؤثر على النفاذ إلى التمثل الفونولوجي ‪.‬ويمكن لاللتباس أن يتمظهر بشكل بارز‬
‫في معالجة معطيات اللغة وان يؤثر على زمن معالجتها‪ .‬واملقصود باملتجانسات الصوتية‬
‫وجود كلمتين تقتسمان األصوات نفسها في حين أن لهما داللتين مختلفتين‪ .‬وعلى أساس‬
‫ذلك يعتبر ‪ Gleason‬و ‪ )1993( Bernstein‬أن األفراد يعبأون موارد معرفية أثناء معالجة‬
‫الكلمات امللتبسة‪ .‬أكثر منها أثناء معالجة الكلمات التي لها داللة وحيدة‪ .‬وعن عالقة‬
‫انتظام الكلمات توصل ‪ Gough‬و ‪ )1977( Cosky‬إلى أن املتواليات غير املنتظمة غالبا ما‬
‫ترفض بسرعة اكبر من نظيرتها املنتظمة جزئيا أو كليا‪ .‬كما أوضحت دراسات أخرى لـ‬
‫‪ Seidenberg‬و آخرون (‪ )1984‬أن الكلمات املنتظمة يتم التلفظ بها في املتوسط في زمن‬
‫اقل من زمن التلفظ بالكلمات غير املنتظمة‪ .‬وفيما يتعلق بتأثير طول الكلمة أكد‬
‫‪ )1982( Henderson‬وجود تأثير عملي لطول الكلمة في التعرف عليها في سياق التعرف‬
‫البصري على الكلمات‪( .‬بنعيس ى‪ ،2015،‬ص‪.)51‬‬
‫‪ -2-2‬النظام الداللي (الذاكرة الداللية)‪:‬‬
‫و يتكون من جميع معرفتنا أو حقائقنا العامة مثل املعلومات حول األشخاص‪،‬‬
‫وأسماء األشياء واألحداث والسمات‪ ،‬واآلراء واملعتقدات والفئات وارتباطات املفاهيم‪) ،‬‬

‫‪577‬‬ ‫مجلة وحدة البحث في تنمية املوارد البشرية املجلد ‪ 18‬العدد ‪ 01‬ماي ‪2023‬‬
‫مقاربة نفس عصبية معرفية الضطراب التسمية عند املصابون بالحبسة الكالمية‬
‫د‪ .‬عبد املالك شنافي‬
‫‪..)(Binder & Desai, 2011‬فهو متضمن في استخالص معاني الكلمات و في الصياغة‬
‫املفاهيمية‪ ،‬و يتعلق بالخصائص الداللية التي تربط املفاهيم بالكلمات‪ ،‬بمعنى انتماؤها‬
‫التفيئي و ميزاتها الخاصة الوظيفية و الفيزيائية (مثال‪ " :‬الكرز" = [نباتي]‪[ +‬فاكهة]‪+‬‬
‫[احمر]‪[ +‬حلو]‪[ +‬أملس]‪ .‬وهكذا يتم تمثيل كل مفهوم في شكل حزمة من السمات‬
‫الداللية والتي على األقل تكون مشتركة ولو بصفة جزئية مع مفهوم أخر‪ .‬فعلى سبيل‬
‫املثال يتم مشاركة السمات [نباتي]‪[ +‬فاكهة]‪[ +‬حلو] بواسطة مع التوت‪ .‬ويفترض هذا‬
‫النوع من التنظيم من جهة أن تنشيط مفهوم سينتشر إلى املفاهيم املجاورة‪ .‬وفي‬
‫التصميمات األكثر شيوعا في علم النفس العصبي يكون النظام الداللي مرحلة من‬
‫املعالجة املشتركة ألنواع مختلفة من املثيرات (الكلمات أو األشياء)‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‬
‫فانه يعتبر مكونا أساسيا مشتركا للطرق املختلفة لدخول وخروج املعلومة (كلمة‬
‫مسموعة أو مقروءة‪ ،‬إنتاج شفهي أو كتابي)‪ .‬فهو املسؤول عن تخزين ومعالجة معاني‬
‫الكلمات وكذا استرجاع الخصائص الداللية للش يء‪.)Viader et all,2010, p14( .‬‬
‫‪ -3-2‬املعجم الفونولوجي‪:‬‬
‫تتوافق التمثالت الفونولوجية مع الشكل الصوتي املجرد لوحدة معجمية تحتوي‬
‫على املعلومات عن هوية الفونيمات‪ ،‬والبنية املقطعية وعن النبر‪ .‬وبالحديث عن وجود‬
‫مستوى معجمي وسيط بين النظام الداللي والتمثل الفونولوجي‪ ،‬يرى ‪ Levelt‬وآخرون‬
‫(‪ )1999‬أن الفعل اللغوي يبدأ بمستوى من التحضير املفهومي وهذا ما يسمح باسترجاع‬
‫أو تنشيط التمثل الداللي للش يء ‪.‬هذه التمثالت املفهومية واملناسبة للمعلومات هي التي‬
‫تسمح برسم الش يء وربطه بمعناه ‪.‬ثم هذه الرسالة الغير لغوية (ما قبل اللغوية) تتبع‬
‫بمعالجة مفهومية‪ ،‬أين يسترجع اسم الش يء ويطلق عليها بمرحلة الصياغة ‪Formulation‬‬
‫أو معجمة ‪ Lexicalisation‬الرسالة ما قبل لغوية ‪.‬ويتضمن هذا املستوى في حد ذاته‬

‫‪578‬‬ ‫مجلة وحدة البحث في تنمية املوارد البشرية املجلد ‪ 18‬العدد ‪ 01‬ماي ‪2023‬‬
‫مقاربة نفس عصبية معرفية الضطراب التسمية عند املصابون بالحبسة الكالمية‬
‫د‪ .‬عبد املالك شنافي‬
‫مرحلتين ‪:‬األولى تتعلق باالسترجاع الداللي و التركيبي للكلمة (اللمة ‪ ،)Lemma 8‬والثانية‬
‫تتعلق بالترميز الفونولوجي لها(‪ )Lexème‬وهذا األخير وظيفته التخطيط لإلجابة الحركية‬
‫للمعلومات اللفظية و بالتالي التلفظ باسم الش يء (‪)Perret,2007,p20‬‬
‫‪ -4-2‬السياقات الطرفية (املحيطية)‪: Les processus périphérique‬‬
‫باإلضافة إلى مكونات التخزين يشتمل النظام املعجمي على عدد من السياقات‬
‫الطرفية التي تعالج املعلومات عند دخولها وخروجها‪ .‬وبالتالي فإن املثير السمعي ينشط‬
‫آليات اإلدراك السمعي حيث يعالج مكون التحليل الصوتي‪-‬الفونيتيكي الخصائص‬
‫الفيزيائية لألصوات مما يسمح بتحديد أصوات اللغة والتمييز بينها‪ .‬وهي تقع في الجزء‬
‫العلوي من املعجم الفونولوجي للدخول‪ .‬وبالطريقة نفسها تؤدي الكلمة املكتوبة إلى‬
‫تحليل بصري (تحديد السمات املكونة للحرف) قبل تنشيط معجم املعجم اإلمالئي‬
‫للدخول‪ .‬وبالنسبة ملعالجات املخرج في اتجاه ذكيرة الجواب الفونولوجي يسمح املكون‬
‫الطرفي بإنتاج األفعال الحركية الالزمة إلنتاج الكالم‪ .‬وبعد تنشيط ذكيرة الجواب‬
‫الغرافيمي‪ ،‬يتطلب اإلنتاج املكتوب تنشيط نظام التحويل االلوغرافي الذي يحدد الشكل‬
‫العام للحرف (متصل ‪ / Cursive‬مطبوع ‪ ،imprimerie‬صغير ‪ minuscule‬أو كبير‬
‫)‪ majuscule‬والبرامج الحركية الرسومية التي تؤدي إلى إنتاج الرسم نفسه‪ .‬و أثناء العرض‬
‫البصري للصورة يعالج مكون التحليل البصري اإلدراكي املثيرات املتعلقة بوصف الش يء‪:‬‬
‫الحجم والشكل واللون‪...‬الخ‪ ،‬مما يسمح بعملية التعرف على الش يء باعتباره ً‬
‫كائنا‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫حقيقيا و ‪ /‬أو مألوفا (‪.)Chomel-Guillaume et al,2010,p26‬‬

‫‪)8‬هي كيان ‪ Entité‬معجمي جمرد ما قبل فونولوجي ‪ Pré-phonologique‬و اليت تعمل على الرتميز للخصائص الرتكيبية‬
‫والداللية اإيعطاء املعلومات حول تركيب و معىن الكلمة‪.‬‬
‫‪579‬‬ ‫مجلة وحدة البحث في تنمية املوارد البشرية املجلد ‪ 18‬العدد ‪ 01‬ماي ‪2023‬‬
‫مقاربة نفس عصبية معرفية الضطراب التسمية عند املصابون بالحبسة الكالمية‬
‫د‪ .‬عبد املالك شنافي‬
‫‪ -5-2‬مسارات املعالجة‪:‬‬
‫بشكل كالسيكي يتم وصف مسارين رئيسيين للمعالجة‪ :‬مسار معجمي وآخر غير‬
‫معجمي‪ .‬يسمى األول في البداية املسار املعجمي الداللي‪ُ ،‬وينظر إليه حاليا على أنه مسار‬
‫مزدوج‪ :‬مسار معجمي داللي ومسار معجمي مباشر‪ .‬وكالهما يعالج الوحدات الفونيمية‪،‬‬
‫املقاطع والكلمات املعروفة‪ .‬ويتم إتباع املسار غير املعجمي عند معالجة املثيرات الصوتية‬
‫اللفظية غير املعروفة‪ :‬مقاطع دون معنى والكلمات الجديدة‪.‬‬
‫‪ -6-2‬ميكانيزمات التحويل ‪: Mécanismes de conversion‬‬
‫وتعمل على وضع التطابق وتحويل املعلومات الصوتية الفونولوجية إلى معلومات‬
‫فونولوجية في مهمة التكرار للكلمات‪ ،‬واملعلومات الصوتية الفونولوجية إلى معلومات‬
‫غرافيمية أي التطابق فونيم‪-‬غرافيم في مهمة الكتابة تحت اإلمالء‪ ،‬أو املعلومات‬
‫الغرافيمية الى معلومات فونولوجية أي التطابق فونيم‪-‬غرافيم في مهمة القراءة بصوت‬
‫عال‪ .‬و تعمل هذه امليكانيزمات على الوحدات ما تحت املعجمية (الفونيمات‪ ،‬الغرافيمات‬
‫و املقاطع) (‪.)Viader,2010,p14‬‬
‫‪ -7-2‬ميكانيزمات ذكيرة الجواب‪:Mécanismes de mémoire tampon 9‬‬
‫ً‬
‫مؤقتا التمثالت‬ ‫تظهر ذكيرة الجواب الفونولوجي كذاكرة قصيرة املدى تخزن‬
‫املنشطة في املعجم الفونولوجي للمخرج أثناء مراحل تحويل املقاطع الفونولوجية إلى‬
‫أنماط نطقية‪ .‬إضافة إلى ذلك فهي تلعب ً‬
‫دورا في عملية التخطيط الفونولوجي‪ .‬وتتدخل‬
‫في كل مهام اإلنتاج الشفهي بما في ذلك التكرار والقراءة بصوت عال‪ .‬فالطابع التسلسلي‬
‫لإلنتاج الشفهي يتطلب إعادة بناء التمثل الفونولوجي مع األخذ بعين االعتبار املعلومة‬
‫القطعية ‪( L’information Segmentale‬الفونيمات) والقياسية‪( Métrique‬عدد املقاطع‪،‬‬

‫‪ )1‬ويف هذا السياق يعترب‪ )1991( Tiberghien‬أن الذاكرة مكونة من " ذكريات‪ " Buffers‬مت متييزها ‪.‬تضمن االحتفاظ‬
‫قصري املدى ابملعلومات الفونولوجية (ذكرية اجلواب الفونولوجي)أو االحتفاظ ابملعلومات الغرافيمية (ذكرية اجلواب الغرافيمي)‬
‫(بنعيسى‪،2000،‬ص‪.)47،‬‬

‫‪580‬‬ ‫مجلة وحدة البحث في تنمية املوارد البشرية املجلد ‪ 18‬العدد ‪ 01‬ماي ‪2023‬‬
‫مقاربة نفس عصبية معرفية الضطراب التسمية عند املصابون بالحبسة الكالمية‬
‫د‪ .‬عبد املالك شنافي‬
‫بنية املقطع والبنية النبرية) للكلمة املراد التلفظ بها من اجل استعادة الحركة النطقية‪.‬‬
‫ونتيجة لذلك فاملعلومة الفونولوجية املستمدة من املعجم الفونولوجي يجب االحتفاظ‬
‫بها في الذاكرة قصيرة األمد أثناء عمليات التخطيط‪ .‬وباملثل في الوضع املكتوب تكون‬
‫ذكيرة الجواب الغرافيمي مسؤولة عن الحفاظ على املعلومات من أجل تنشيط العمليات‬
‫إلنتاج التعبير املكتوب )‪. (Chomel-Guillaume et al,2010,p26‬‬
‫‪ -3‬شر النموذج‪:‬‬
‫يعكس النموذج التحليلي السابق سير العمليات اللغوية في الدماغ كما تتمثله‬
‫اللسانيات العصبية النفسية‪ ،‬فمداخل اللغة كما هو مبين من الشكل اثنان ‪:‬مدخل‬
‫سمعي وآخر بصري‪ ،‬وكل منهما يتفرع إلى عدة مسارات تمثلها اتجاهات األسهم‪ ،‬وينفذ‬
‫كل مسار مهمة لغوية مختلفة عن املسار اآلخر‪ ،‬ويتوسط أداء بعض هذه املهمات‬
‫النظام الداللي‪ ،‬في حين ينفذ بعضها اآلخر بعيدة عنه‪ .‬وينتهي كل مدخل بمخرجين ‪:‬‬
‫مخرج كالمي وثان كتابي‪ ،‬ويمكن للمهمات أن تسير من األعلى إلى األسفل في االتجاه‬
‫نفسه ألداء مهمة‪ ،‬أو من األعلى إلى األسفل في االتجاه املعاكس ألداء مهمة أخرى‪ ،‬وكل‬
‫دائرة تقوم بوظيفة محددة‪ ،‬ثم ترسل اإلشارات السمعية أو البصرية للدائرة التي‬
‫بعدها‪ ،‬وصوال إلى أحد املخارج‪ ،‬فمثال ألداء مهمة تكرار كلمة مسموعة شفاهية من قبل‬
‫شخص سليم قد سمعها من قبل ويعرف معناها‪ ،‬فإن الرسالة تسير عبر املسار اآلتي‪:‬‬

‫النظام الداللي‬ ‫املعجم الفونولوجي للدخول‬ ‫تحليل سمعي‬ ‫مدخل سمعي‬

‫تعبير شفهي‬ ‫ذكيرة الجواب الفونولوجي‬ ‫املعجم الفونولوجي للخروج‬

‫تسلك اإلشارات الصوتية طريقها إلى التحليل السمعي‪ ،‬فيتم التعرف إلى األصوات‬
‫على أنها لغوية‪ ،‬ثم تأخذ طريقها بعد ذلك إلى املعجم الفونولوجي للدخول‪ ،‬الذي يخزن‬
‫مجموعة الكلمات التي سمعت من قبل‪ ،‬فيتعرف إليها كتتابعات صوتية خاصة بهذه‬
‫‪581‬‬ ‫مجلة وحدة البحث في تنمية املوارد البشرية املجلد ‪ 18‬العدد ‪ 01‬ماي ‪2023‬‬
‫مقاربة نفس عصبية معرفية الضطراب التسمية عند املصابون بالحبسة الكالمية‬
‫د‪ .‬عبد املالك شنافي‬
‫الكلمة‪ ،‬ثم ترسل الكلمة بعدها إلى النظام الداللي لتعطى معناها‪ ،‬هنا تكون مهارة‬
‫االستماع قد تمت على أكمل وجه‪ ،‬وللرد أو بدء التكرار ترسل اإلشارات إلى املعجم‬
‫الفونولوجي للمخرج‪ ،‬حيث تعطى للكلمة خصائصها الفونولوجية كوحدة واحدة‪،‬‬
‫ويحوي هذا املعجم قائمة الكلمات التي قيلت من قبل‪ ،‬ترسل بعدها إلى ذكيرة الجواب‬
‫الفونولوجي فتعطى هذه الوحدات التتابعات الفونيمية الخاصة‪ ،‬لتخرج في النهاية على‬
‫صورة كلمة محكية أو مكررة‪.‬‬
‫وفي حال سماع الكلمة ألول مرة‪ ،‬فإنها عندئذ لن تمر باملعاجم أو النظام الداللي؛‬
‫فيمكن لإلنسان السليم أن يكرر كلمة لم يسمعها من قبل وال يعرف معناها ‪.‬وهذا حال‬
‫املهمات اللغوية األخرى مثل سماع شخص لكلمة يعرفها أو ال يعرفها فيكتبها‪ ،‬أو يرى‬
‫كلمة يعرفها أو ال يعرفها فيكتبها‪ ،‬فمسار كتابة كلمة مسموعة يعرفها يختلف عن مسار‬
‫كتابة كلمة ال يعرفها وهكذا‪ ،‬حيث تسلك كل مهمة مسلكا أو مسارا مختلفا خاصا بها‬
‫(حسين جميل محمد‪ .2008 ،‬ص‪.)42‬‬
‫‪ -4‬التسمية ‪:Dénomination‬‬
‫إذا كان االستحضار املعجمي هو النشاط املعجمي الذي يجعل مثيرا ما مدرك‬
‫حاضرا للعقل وفقا للطرائق الحسية املختلفة‪ ،‬فان استحضار مفهوم ما يشتمل على‬
‫جعله موجودا معرفيا من اجل القيام بمعالجة (التسمية الشفهية والكتابية‪ ،‬التكرار‪،‬‬
‫القراءة بصوت عال‪ ،‬الكتابة العفوية‪ ،‬تحت اإلمالء‪ ،‬النسخ‪ ...‬الخ)‪ .‬وتسمح التسمية‬
‫الشفوية بالتعيين اللفظي لكلمة‪-‬اسم‪ ،‬صفة أو فعل خارج أي سياق معجمي‪ ،‬وهذا يعني‬
‫أن تسميتها تكون وهي منعزلة‪ .‬وهكذا فان فعل التسمية يرتبط بقدرة الفرد على‬
‫استحضار معجمه الذهني وترجمته إلى كلمات انطالقا من مثير (بصري‪ ،‬سمعي‪،‬‬
‫ملموس‪ ،‬ايمائي وما إلى ذلك)‪ .‬ومع ذلك غالبا ما يتم تعريف التسمية على أنها فعل يتمثل‬
‫في أن يطلب من الشخص إعطاء شفويا أو بالكتابة اسم ش يء ما‪ ،‬رسم‪ ،‬أو صورة‬

‫‪582‬‬ ‫مجلة وحدة البحث في تنمية املوارد البشرية املجلد ‪ 18‬العدد ‪ 01‬ماي ‪2023‬‬
‫مقاربة نفس عصبية معرفية الضطراب التسمية عند املصابون بالحبسة الكالمية‬
‫د‪ .‬عبد املالك شنافي‬
‫فوتوغرافية تعرض عليه ما تكشف من خاللها على وجود نقص الكلمة و اضطرابات في‬
‫االستحضار (‪ .)Brin-Henry et all, 2011,p103‬هذا التعريف للتسمية يقر فقط بمدخل‬
‫حس ي (الرؤية) في حين يمكن استحضار مفهوم ما بطرق عديدة‪ :‬عن طريق السمع أو‬
‫الشم أو اللمس أو حتى الذوق‪.‬‬
‫‪-1-4‬مراحل التسمية‪:‬‬
‫يمكن تمييز ست خطوات أثناء تسمية الصور أو األشياء‪:‬‬
‫‪ -‬تحليل بصري (وينطوي على تحليل الشكل اللون والتجميع اإلدراكي)‬
‫‪ -‬تنشيط التمثل البنيوي اإلدراكي البصري (متعلق بمعرفة شكل ش يء ما والسماح‬
‫بالتعرف على املدرك على انه ش يء حقيقي)‪ .‬هاتين الخطوتين األوليتين التي تشكل‬
‫معالجات غير لغوية‪.‬‬
‫‪ -‬تنشيط الخصائص الداللية في النظام الداللي‪.‬‬
‫‪ -‬تنشيط التمثل الفونولوجي املناسب في املعجم الفونولوجي للمخرج‪.‬‬
‫‪ -‬االحتفاظ بهذا التمثل في ذكيرة الجواب الفونولوجي‪.‬‬
‫‪ -‬تنشيط البرامج النطقية في أنظمة البرمجة والتنفيذ النطقي املتعلقة بالتحكم‬
‫والتنسيق العصبي العضلي للحركات الفمية‬
‫‪ -‬البلعومية‬
‫‪ -‬الحنجرية‪.‬‬
‫‪-2-4‬اضطراب مراحل التسمية‪:‬‬
‫يسبب االختالل الوظيفي لكل مرحلة من مراحل التسمية الشفوية اضطرابات‬
‫مختلفة‪ .‬فاالضطراب في التعرف البصري في املرحلين األوليتين (التحليل التصويري‬
‫‪ L’analyse Pictogaphique‬ومعجم التمثالت البنيوية) يؤدي إلى إنتاج أخطاء بصرية‪ ،‬أو‬
‫ما يطلق عليه بالعمه البصري ‪.)gallant,2018,p 08( Agnosie Visuelle‬‬

‫‪583‬‬ ‫مجلة وحدة البحث في تنمية املوارد البشرية املجلد ‪ 18‬العدد ‪ 01‬ماي ‪2023‬‬
‫مقاربة نفس عصبية معرفية الضطراب التسمية عند املصابون بالحبسة الكالمية‬
‫د‪ .‬عبد املالك شنافي‬
‫‪-1-2-4‬اضطراب النظام الداللي‪:‬‬
‫يولد اضطراب هذا النظام غياب اإلجابات واألخطاء الداللية‪ .‬فاملريض يواجه‬
‫صعوبات في جميع املهام التي تتطلب معالجة داللية (رسم ش يء غير مسمى‪ ،‬ارتباطات‬
‫تتبع رابطا وظيفيا انطالقا من صور أو كلمات‪ ،‬استبيانات تختبر املعارف الداللية‬
‫وخصوصا السمات الخاصة)‪ .‬وتؤدي التسمية املكتوبة والتسمية الشفهية إلى نفس‬
‫األخطاء‪ .‬ويمكن للعجز أن يؤثر على التمثالت الداللية ككل أو أن يكون محددا لبعض‬
‫الفئات الداللية‪ .‬وفي هذا اإلطار تم اإلبالغ عن العديد من التفككات ولكن يبدو أن إصابة‬
‫األشياء املتحركة أكثر شيوعا من األشياء الجامدة‪ .‬وهذا املستوى من االضطراب يمكن‬
‫أن يسبب جدوال عياديا ملا يطلق عليها بحبسة عسر التسمية ‪ Anomia‬مع فقدان معنى‬
‫الكلمات وربما يكون السبب الرئيس ي لالضطرابات اللغوية للخرف الداللي ‪La Démence‬‬
‫‪Sémantique‬و الحبسة الكالمية الكلية ‪ .L’aphasie globale‬والتمييز بين العجز الداللي‬
‫املركزي والعيب في النفاذ إلى التمثالت الداللية كان موضوع العديد من املناقشات‪.‬‬
‫فحسب ‪ Warrington‬و‪ )1977( Shallice‬فان املريض الذي يعاني من اضطراب على‬
‫مستوى هذه التمثالت (اضطراب داللي مركزي أي تخزين األفكار والتصورات الداللية)‬
‫يتصف بما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬إجاباته منتظمة وثابتة وهذا يعني أن أخطاءه ال تتغير فهي على وتيرة واحدة‪،‬‬
‫فالقطة مثال عنده كلب وتبقى كذلك‪.‬‬
‫‪ -‬ال يتأثر بالكلمة املتكررة كثيرا في حياته أو ذات تردد عال في كالمه اليومي‪.‬‬
‫‪ -‬يبدي تجاوبا أكبر مع الكلمات املحتوية ‪les mots Superordonné‬منها على الكلمات‬
‫التابعة ‪ subordonné‬فمثال يستجيب لكلمة " حيوان" أكثر من كلمة "كلب"‪.‬‬

‫‪584‬‬ ‫مجلة وحدة البحث في تنمية املوارد البشرية املجلد ‪ 18‬العدد ‪ 01‬ماي ‪2023‬‬
‫مقاربة نفس عصبية معرفية الضطراب التسمية عند املصابون بالحبسة الكالمية‬
‫د‪ .‬عبد املالك شنافي‬
‫‪ -‬ال يتأثر أبدا باملحفزات الداللية أو الفونولوجية‪ ،‬فلو أعطي الصوت األول أو كلمة‬
‫تنتمي إلى الحقل الداللي نفسه فلن يبدي أي تجاوب (حسين جميل محمد‪2008. ،‬‬
‫ص‪.)191‬‬
‫وفي املقابل يطلق مصطلح البارافازيا ‪ Paraphasie‬أو األخطاء إلى االضطراب في‬
‫االستحضار املعجمي والذي يمس النظام الداللي‪ .‬ويتجسد في عدم قدرة املريض على‬
‫إنتاج الكلمة بشكل صحيح وعادة ما يتم وصفها وفقا للوحدة اللغوية املضطربة‪:‬‬
‫السمات املميزة‪ ،‬الفونيمات‪ ،‬املونيمات والجمل‪ .‬ونجد فيها‪:‬‬
‫‪ -‬البار افازيا اللفظية ‪ :Les paraphasies verbales‬وتتوافق مع استبدال الكلمة‬
‫الهدف بكلمة أخرى تنتمي إلى معجم اللغة دون عالقة معنى أو الشكل مع الكلمة الهدف‬
‫أي ال توجد رابطة بين الكلمة الهدف والكلمة املنتجة ( ‪)ivre/gâteau‬‬
‫‪ -‬البار افازيا اللفظية الشكلية ‪:Les Paraphasies Verbales Formelles‬‬
‫وتتوافق مع استبدال كلمة بأخرى تنتمي إلى معجم اللغة وتتقاسم فونيمات مشتركة مع‬
‫الكلمة الهدف‪ .‬هذا االستبدال هو نتيجة لتحريفات من نوع فونيمي التي تؤدي إلى كلمة‬
‫أخرى من اللغة قريبة من الكلمة الهدف على املستوى املورفولوجي‪ .‬يوجد إذن رابط‬
‫شكلي بين الكلمة الهدف و الكلمة املنتجة (‪.)alop/gâteau‬‬
‫‪ -‬األخطاء الداللية ‪ :Les paraphasies sémantiques‬ويطلق عليها كذلك باألخطاء‬
‫املعجمية ‪ ،Les erreurs lexicales‬وتتوافق مع استبدال كلمة بكلمة أخرى تنتمي إلى معجم‬
‫اللغة وتتشاك بصلة معنوية قريبة أو أكثر من الكلمة الهدف‪ .‬إذن هناك رابط داللي بين‬
‫الكلمة الهدف والكلمة املنتجة ( ‪.)arte/gâteau‬‬
‫‪ -‬اللغة الجديدة ‪ :Les neologisms‬وتتمثل في استبدال الكلمة الهدف بإنتاجات‬
‫تحريفية فونيمية حادة تحترم القواعد الفونولوجية للغة ولكن ليس لها معنى‪ .‬واإلنتاج‬

‫‪585‬‬ ‫مجلة وحدة البحث في تنمية املوارد البشرية املجلد ‪ 18‬العدد ‪ 01‬ماي ‪2023‬‬
‫مقاربة نفس عصبية معرفية الضطراب التسمية عند املصابون بالحبسة الكالمية‬
‫د‪ .‬عبد املالك شنافي‬
‫ال يتوافق مع كلمة من معجم اللغة والكلمة الهدف غير قابلة الن يتعرف عليها ( ‪gâteau‬‬
‫‪.)oduba/‬‬
‫‪ -‬البار افازيا الخيالية ‪ :Les paraphasies fantastiques‬و تتوافق مع استبدال‬
‫الكلمة الهدف بأخرى ال تربطهما أي صلة معنوية أو شكلية ( ‪un tapis pour /gâteau‬‬
‫‪.)Manchon,2011,pp54-55( )essayer d'éclore‬‬
‫‪-2-4‬صعوبات النفاذ إلى املعجم الفونولوجي للخروج‪:‬‬
‫تتوافق مع أخطاء في نقل املعلومات بين النظام الداللي وهذا املعجم‪ .‬ومن الناحية‬
‫العيادية تتجلى في غياب االستجابة مع الحفاظ على القدرة في التكرار‪ .‬ويلجأ املرض ى إلى‬
‫سلوك املواربة (الدوران حول املعنى ‪ )Circonlocutions‬للتعبير عما يفهمونه ولكن ال‬
‫يمكنهم تسميته‪ .‬ويعد تأثير التكرار ً‬
‫مهما ألن العيب في نقل املعلومات وإرسالها يقلل من‬
‫شدة التنشيط بين املكونين املركزيين (النظام الداللي واملعجم الفونولوجي للخروج)‪ ،‬مما‬
‫يقلل من الوصول إلى التمثالت األقل تكرا ا‪ً .‬‬
‫ووفقا لـ ‪ Lechevallier‬ال يتعلق تأثير التردد‬ ‫ر‬
‫بتكرار الشكل الفونولوجي نفسه‪ ،‬بل يتعلق بتكرار ارتباط املعنى بالشكل الفونولوجي‪ .‬و‬
‫يتم توضيح هذه الفرضية من خالل كلمة "‪ "chat‬في الفرنسية و التي يسهل النفاذ إليها‬
‫مقارنة بكلمة "‪ "chas‬التي تعني عين الهابرة‪ ،‬فالكلمتان مع ذلك تشتركان في نفس الشكل‬
‫الصوتي‪.‬و غياب االستجابة هذه غالبا ما يتم تسهيلها باملخطط الشفوي ‪l’ébauche‬‬
‫‪ orale10‬التي تساهم في زيادة في عتبات التنشيط و بالتالي تسهيل اإلنتاج‬
‫اللغوي)‪(Chomel-Guillaume et al,2010,p103‬‬

‫‪ )10‬تشتمل هذه التقنية التلفظ من قبل الفاحص بالصوت األول أو املقطع األول من كلمة لتشجيع املريض على املتابعة‪.‬‬
‫ويمكن أن تؤدي باملصاب إلى قول كلمة معينة أو للمساعدة في اإلجابة على سؤال‪.‬‬

‫‪586‬‬ ‫مجلة وحدة البحث في تنمية املوارد البشرية املجلد ‪ 18‬العدد ‪ 01‬ماي ‪2023‬‬
‫مقاربة نفس عصبية معرفية الضطراب التسمية عند املصابون بالحبسة الكالمية‬
‫د‪ .‬عبد املالك شنافي‬
‫‪-3-4‬اضطراب التمثالت الفونولوجية نفسها او االسترجاع الجزئي ‪Dégradation‬‬
‫‪des représentations phonologiques elles-mêmes ou récupération‬‬
‫‪:partielle‬‬
‫من املقبول عموما أن الترميز الفونولوجي في النماذج التسلسلية يتم نشره على‬
‫مرحلتين‪ :‬الترميز املعجمي الفونولوجي ‪ L’encodage Lexico-Phonologique‬ويشتمل على‬
‫االسترجاع من املعجم الذهني تمثال معجميا مجردا يحتوي على املعلومات املتعلقة بمعنى‬
‫وشكل الكلمة دون تحديد الجوانب الفونولوجية املختلفة لهذا الشكل (مثل النبر وعدد‬
‫املقاطع)‪ .‬وفي املرحلة الالحقة والتي تسمى الترميز الفونولوجي ما قبل املعجمي‬
‫‪ L’encodage Phonologique Post-Lexical‬ترتبط الجوانب القطعية والقياسية ‪les‬‬
‫‪ aspects segmentaux et métriques‬ويتم وضع خرائط فونولوجية للمعالجة الفونيتيكية‬
‫املتتابعة‪ .‬ويتكرر هذا التمييز لشرح األخطاء في اضطراب الحبسة التي قد تحدث في‬
‫املرحلة املعجمية في لحظة النفاذ إلى التمثل أو في لحظة ارتباط املعلومة القطعية باإلطار‬
‫املتري ‪ .)katarzyna Marczyk,2015,P52(.la trame métrique‬ويمكن ترجمة تدهور هذه‬
‫التمثالت وفقا لـ ‪ )1992( Butterworth‬بإنتاج الكلمات املستحدثة ‪ Neologismes‬أو‬
‫األخطاء الفونيمية ‪ .Les Paraphasies Phonémiques‬وتتسم هذه األخطاء بدرجة عالية من‬
‫االتساق (أخطاء مماثلة لوحظت في أوقات مختلفة وعلى نفس الكلمات)‪.‬‬
‫‪-5-4‬وضعية التوقف عن االستجابة ‪:Situation de «blocage de réponse‬‬
‫يشير هذا املفهوم إلى استحالة إنتاج كلمة ما بينما تمت معالجة املثير بشكل صحيح‬
‫في املعجم الفونولوجي للخروج‪ .‬وتم اإلبالغ عن هذه الحالة من مراقبة املرض ى الذين‬
‫يصفون الروابط املتجانسة بين كلمتين دون القدرة على إنتاجها‪ .‬وهكذا عند تقديم‬
‫صورة تمثل فراولة فان املريض قادرا على أن يقول " ال أستطيع أن أجد الكلمة ولكنها‬
‫تتعلق بفاكهة"‪.‬‬

‫‪587‬‬ ‫مجلة وحدة البحث في تنمية املوارد البشرية املجلد ‪ 18‬العدد ‪ 01‬ماي ‪2023‬‬
‫مقاربة نفس عصبية معرفية الضطراب التسمية عند املصابون بالحبسة الكالمية‬
‫د‪ .‬عبد املالك شنافي‬
‫ووفقا لـ ‪ )1997( Ferrand‬يمكن تفسير هذا الجدول بالرجوع إلى النموذج الذي‬
‫يتضمن وجود مرحلتين لإلنتاج الشفوي‪ :‬مرحلة اللمات ‪ Lemmas‬وهي مرحلة من‬
‫االختيار املعجمي غير الفونولوجي ومرحلة اللكسيم ‪.Lexéme‬يتعلق األمر إذن باضطراب‬
‫في النفاذ إلى املعجم الفونولوجي للخروج بينما تكون مرحلة االنتقاء املعجمي صحيحة‪.‬‬
‫(‪.)P60 Brivet, 2014‬‬
‫‪-6-4‬العجز في ذكيرة الجواب الفونولوجي ‪Déficits de la mémoire tampon‬‬
‫‪:phonologique‬‬
‫ويؤدي إلى اضطرابات في جميع املهام التي تتطلب إنتاجا شفهيا (التعبير التلقائي‪،‬‬
‫التسمية‪ ،‬القراءة بصوت عال للكلمات و الالكلمات)‪ .‬ومن الناحية العيادية نجد أخطاءا‬
‫فونولوجية قطعية أو بارافازيا فونيمية‪ ،‬ويتم تمييز حدوثها من خالل تأثير الطول‪ .‬هذا‬
‫األخير يذكر كالسيكيا بالنسبة للعجز قبل املعجمي ‪ .Déficit Postlexical‬ونظرا الن ذكيرة‬
‫الجواب الفونولوجي مرتبطة ارتباطا وثيقا بالية التخطيط فكلما زاد طول الكلمة املراد‬
‫تسميتها كلما زاد الطلب على االحتفاظ على املدى القصير وبالتالي زادت فرصة الخطأ‪.‬‬
‫كما أن اإلنتاج ال يمكن تسهيله عن طريق املساعدة الشفوية‪ .‬و ً‬
‫وفقا لـ ‪( Belland‬‬
‫ً‬
‫عشوائيا و يخضع لعدد من القيود الفونولوجية مثل‬ ‫‪ ،(1991‬فإن توزيع األخطاء ليس‬
‫البنية املقطعية‪ .‬وبالتالي سيكون لألخطاء الفونولوجية مصدران‪ ،‬يتمثل األول في تدهور‬
‫التمثالت في املعجم الفونولوجي للخروج الناتج والثاني يتعلق بالعجز في التخطيط)‪ .‬وقد‬
‫حاولت بعض الدراسات التفريق بين هذين العجزين‪ .‬فسلوكيات املقاربة ‪Les conduites‬‬
‫‪ d’approches‬الصحيحة التي ينتهجها املرض ى هي عالمة على أن التمثالت الفونولوجية‬
‫ليست متدهورة وتستخدم خالل عمليات التصحيح التلقائي‪ .‬كما ان إمكانية انجاز مهام‬
‫الحكم على القوافي أو املتجانسات اللفظية بشكل صحيح هي أيضا حجة تضاف لصالح‬
‫الحفاظ على التمثالت املعجمية الفونولوجية‪ .‬ومن ناحية أخرى فإن االنجاز املضطرب‬

‫‪588‬‬ ‫مجلة وحدة البحث في تنمية املوارد البشرية املجلد ‪ 18‬العدد ‪ 01‬ماي ‪2023‬‬
‫مقاربة نفس عصبية معرفية الضطراب التسمية عند املصابون بالحبسة الكالمية‬
‫د‪ .‬عبد املالك شنافي‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫عنصرا موثوقا به للتفسير بقدر ما يمكن ربط الصعوبة أيضا باستحالة‬ ‫ال يشكل‬
‫الحفاظ على املعلومة على املدى القصير بهدف معالجتها‪ .‬بينما في حالة الصعوبة في‬
‫التخطيط من املتوقع ان تكون هناك أداء مماثل في مهام التسمية‪ ،‬التكرار والقراءة‬
‫بصوت عال‪ .‬فالتسمية يجب أن تكون أكثر اضطرابا من املهام األخرى في حالة العجز‬
‫الذي يمس التمثل الفونولوجي‪.‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬
‫تأخذ هندسة النموذج الذي اقترحه ‪ Cramazza‬و ‪ )1991(Hillis‬بعين االعتبار‬
‫االقترانات بين مختلف امليكانيزمات والتي تتحقق من خالل األسهم‪ .‬وبالتالي ومن خالل‬
‫هذا النموذج من املمكن متابعة املراحل املختلفة للمسلك املعرفي الذي تحقق من خالل‬
‫أي مهمة لفظية (التكرار‪ ،‬التسمية‪ ،‬االستحضار املعجمي‪ ،‬الفهم الشفهي أو الكتابي‪،‬‬
‫القراءة بصوت عال‪ ،‬النقل‪...‬الخ)‪ .‬ويفترض هذا النوع من النمذجة أن اللغة تستدعي‬
‫نوعين من املعالجة‪ :‬معالجة معجمية بتنشيط التمثالت املعجمية عندما يتعلق األمر‬
‫بالكلمات املعروفة‪ ،‬ومعالجة تسبق بتحليل ووضع التطابق للوحدات ما تحت املعجمية‬
‫بالنسبة لالكلمات أو الكلمات الجديدة‪ .‬وواحدة من املسلمات األساسية للنماذج‬
‫املعرفية التسلسلية هو أن معالجة املعلومة تتم بطريقة أحادية االتجاه‪ :‬االنتقال إلى‬
‫املرحلة التالية يفترض أن املعالجة في املرحلة السابقة قد اكتملت‪ .‬أما النماذج التي يطلق‬
‫عليها بالشالل ‪cascade‬فهي ترى انه قبل انتهاء عمل مرحلة معينة تكون مرحلة أخرى قد‬
‫بدأت باالشتغال (‪.)Viader et all,2010, p14‬‬
‫وإذا كان هذا النموذج افتراضيا فانه يشكل مرجعا لتفسير اآلليات املعرفية الكامنة‬
‫وراء اضطرابات الحبسة الكالمية من خالل املفاهيم الحديثة التي جاء بها (النظام‬
‫الداللي‪ ،‬ذكيرات الجواب‪ ،‬معاجم الدخول والخروج)‪ .‬فإننا حاولنا من خالله وصف‬
‫وتفسير اضطرابات اإلنتاج اللغوي عند املرض ى املصابين بالحبسة الكالمية في‬

‫‪589‬‬ ‫مجلة وحدة البحث في تنمية املوارد البشرية املجلد ‪ 18‬العدد ‪ 01‬ماي ‪2023‬‬
‫مقاربة نفس عصبية معرفية الضطراب التسمية عند املصابون بالحبسة الكالمية‬
‫د‪ .‬عبد املالك شنافي‬
‫االختبارات التي تعتمد على مهام التسمية للصور‪ ،‬حيث تتجسد على شكل أخطاء تمس‬
‫املستويات داخل نظام معالجة اللغة‪.‬‬
‫فالحبسة الكالمية التي نحن بصدد الحديث عنها هي أساس لبناء هذا النموذج‪،‬‬
‫واضطراب أي مسار فيه يفض ي إلى أحد أنواعها ‪.‬ولم يكن هذا النموذج الوحيد الذي‬
‫تمخض عن اضطراب الحبسة الكالمية‪ ،‬بل هناك العشرات من النماذج اللسانية‬
‫العصبية التي حاولت تأطير حدود هذا االضطراب‪ ،‬كاشفة عن كثير من خصائص‬
‫الخطاب اللغوي وكيفية تمثله في الدماغ‪.‬‬
‫ويتطلع علم النفس العصبي املعرفي إلى كشف املزيد عن وظائف اللغة في الدماغ‪،‬‬
‫وإلى دور كل نصف من نصفيه في العملية اللغوية وإلى دور القشرة الخارجية للدماغ‪،‬‬
‫هذا ويرنو إلى معرفة كيفية تشفير املعرفة اللغوية بمادة الدماغ‪ ،‬وكيف أن هذه املعرفة‬
‫تستخدم في عمليات فهم اللغة وإنتاجها‪ ،‬وهذا يعني الكشف عن دور األعصاب واملشابك‬
‫ً‬
‫العصبية التي تربط األعصاب ببعضها لحظة أداء إحدى املهارات اللغوية اعتمادا على‬
‫التشريح العصبي ‪ Neuroanatomie‬والفسيولوجيا العصبية ‪.Neurophysiologie‬‬
‫املراجع واملصادر‪:‬‬
‫‪ .1‬بنعيس ى زغبوش ‪،)2000(.‬بنية الذاكرة املعجمية ووظيفتها في فهم اللغة وإنتاجها‪ ،‬رسالة دكتوره غير‬
‫منشورة‪ ،‬جامعة سيدي محمد بن عبد هللا‪ .‬فاس‪.‬‬
‫‪ .2‬بنعيس ى زغبوش‪ ،)2015( ،‬اللغة العربية والنفاذ إلى املعجم الذهني‪ :‬تأثير التكرار واإلشعال وبنية‬
‫الكلمات منشورات مختبر العلوم املعرفية فاس‪ .‬املغرب‬
‫‪ .3‬منى حسين جميل محمد‪ ،)2008( ،‬الخطاب اللغوي لدى مرض ى الحبسات الكالمية (دراسة وصفية‬
‫تحليلية)‪ ،‬رسالة دكتوراه في اللغة العربية وآدابها‪ .‬الجامعة األردنية‪.‬‬
‫‪4. Ahlsén, E (2006), Introduction to neurolinguistics, Amsterdam: John Benjamins‬‬
‫‪5. Binder, J R, Desai, R H (2011). The neurobiology of semantic memory. Trends in Cognitive‬‬
‫‪Sciences.‬‬

‫‪590‬‬ ‫مجلة وحدة البحث في تنمية املوارد البشرية املجلد ‪ 18‬العدد ‪ 01‬ماي ‪2023‬‬
‫مقاربة نفس عصبية معرفية الضطراب التسمية عند املصابون بالحبسة الكالمية‬
‫ عبد املالك شنافي‬.‫د‬
6. Brin-Henty, F , Courrier C, Lederle E, Masy V (2011), Dictionnaire d’orthophonie, (3ème édition),
Isbergues : Ortho-Edition.
7. Butterworth, B (1992), Disorders of phonological encoding, cognition, 42, 261-286.
8. Chomel-Guillaume, S .Leloup G, Bernard I (2010) Les aphasies : évaluation et rééducation, Issy-
les moulineaux : Elsevier Masson.
9. Gallant, M (2018), Identification des processus qui sous-tendent l’anomie des personnes avec
un trouble cognitif léger comparativement aux personnes avec la maladie d’Alzheimer et un
vieillissement cognitif normal. Thèse de doctorat. Université de Laval, Canada.
10. Katarzyna Marczyk, A (2015), Déficits de la composante phonético-phonologique dans
l’aphasie et stratégies compensatoires, Thèse de doctorat, Université de barcelona.
11. Macoir, J (1997), L’interface entre les codes phonologique, morphologique, et orthographique
dans l’aphasie, Thèse doctorat, Université de Sherbrooke.
12. Manchon, M (2011), Le lexique des verbes en dénomination orale : étude exploratoire chez
l’aphasique et étude en IRMf chez le sujet sain. Linguistique, Université Toulouse.
13. Perret, C (2007), La syllabe comme unité de traitement en production verbale orale et écrite,
Thèse de doctorat, Université Blaise pascale, Clermont 2.
14. Viader F, Lambert J, de la Sayette V, Eustache F, Morin P, Morin I, Lechevalier B (2010),
Aphasie. Encycl Méd Chir (Edition Scientifique et Médicales Elsevier), Neurologie.
15. Wilshire, C (2007). Cognitive neuropsychological approaches to word production in aphasia:
Beyond boxes and arrows, Aphasiology. 22.

591 2023 ‫ ماي‬01 ‫ العدد‬18 ‫مجلة وحدة البحث في تنمية املوارد البشرية املجلد‬

You might also like