Professional Documents
Culture Documents
A Cognitive Neuropsychological Approach To Naming Disorder in Aphasia
A Cognitive Neuropsychological Approach To Naming Disorder in Aphasia
A Cognitive Neuropsychological Approach To Naming Disorder in Aphasia
571 مجلة وحدة البحث في تنمية املوارد البشرية املجلد 18العدد 01ماي 2023
مقاربة نفس عصبية معرفية الضطراب التسمية عند املصابون بالحبسة الكالمية
د .عبد املالك شنافي
cognitive neuropsychology, and to what extent they contributed to the description and
interpretation of labial naming disorders in people with aphasia.
Keywords: Aphasia; Cognitive neuropsychological model; Naming; Cramazza; Hillis.
مقدمة:
يمكن تعريف الحبسة الكالمية بأنها اضطراب لغوي ناتج عن تلف دماغي مكتسب.
وهذا يعني ضعف كلي أو جزئي في القدرة على التحدث ،القراءة ،الكتابة وفهم اللغة
ً
وغالبا ما يكون سببها السكتة الدماغية .أما األسباب األخرى املحتملة فهي املنطوقة.
إصابات الرأس وأورام املخ وااللتهابات واألمراض التنكسية العصبية ( Ahlsén,
ً
شيوعا التي يعاني منها األشخاص املصابون بهذا .)2006.P101ومن أكثر املشاكل
االضطراب هي صعوبة إنتاج الكلمات .و بغض النظر عن تصنيفهم التشخيص ي
تقريبا ً
ضعفا ً
كبيرا في مهام إنتاج الكالسيكيُ ،يظهر جميع املصابين بالحبسة الكالمية ً
572 مجلة وحدة البحث في تنمية املوارد البشرية املجلد 18العدد 01ماي 2023
مقاربة نفس عصبية معرفية الضطراب التسمية عند املصابون بالحبسة الكالمية
د .عبد املالك شنافي
شبيهة ببنية الجهاز العصبي وتتيح الفرصة للتحليالت و محاكاة االختالالت التي صممها
منظرو الذكاء االصطناعي (.)Viader et all,2010,p13
وتم التأسيس لنماذج الهندسة الوظيفية ونظريات معالجة وآلية اشتعال اللغة من
أدلة استمدت من دراسات أقيمت على أشخاص عاديين واختبارها على آخرين مصابين
بأضرار في الدماغ .ومنه فان النماذج النفسو عصبية املعرفية تسعى لشرح ووصف
األنواع املختلفة من االضطرابات أثناء اإلنتاج الكالمي عند املصابين بالحبسة الكالمية
من خالل تحديد املستويات املختلفة لالضطراب الذي يمكن أن يحدث داخل نظام
معالجة اللغة و التي ً
غالبا ما يشار إليها باسم مخططات الصندوق والسهمbox-and-
.arrow diagramsويتم تمثيل املكونات املعرفية املتميزة على شكل مربعات أو مستويات
أو وحدات مع الترابط وتدفق املعلومات بين املستويات املختلفة ملعالجتها واملمثلة على
شكل أسهم .وفيما يتعلق باملعالجة الزمنية للعناصر املعجمية فمن الناحية النظرية
يمكن أن يتعطل أي من الصناديق أو الوصالت داخل هذا النموذج بسبب اآلفات التي
ً
تصيب الدماغ ،مما يعكس أنماطا مختلفة من اضطراب اللغة الذي لوحظ عند
املصابين بالحبسة الكالمية.
النفس العصبي املعرفي واستغالل هذه الرؤية األكثر ديناميكية والتي تعتمد
العمليات بدل التمثالت في تفسير اضطراب اإلنتاج اللغوي عند املصابين بالحبسة
الكالمية ،وسنقصر مناقشتنا على معالجة الكلمة املنعزلة أثناء اإلنتاج الشفوي
(التسمية) استنادا إلى النموذج املعرفي التسلسلي املقترح من طرف (Caramazza Hillis
.)1991سنقوم أوال بالكشف عن الهندسة العامة للنظام املعجمي .ونقوم بعد ذلك
بوصف مراحل املعالجة واملتالزمات املعرفية التي تمت مالحظتها في اضطرابات التسمية
الشفوية.
573 مجلة وحدة البحث في تنمية املوارد البشرية املجلد 18العدد 01ماي 2023
مقاربة نفس عصبية معرفية الضطراب التسمية عند املصابون بالحبسة الكالمية
د .عبد املالك شنافي
-20هندسة النظام املعجمي:
ً
مرجعا في يف عام ،1991اقرتح Hillisو Caramazzaبنية وظيفية ال تزال حتى اليوم
علم النفس العصبي .يصفون فيه وجود نظام معجمي يتألف من عناصر مخصصة
ملعالجة محددة للغة ومرتبطة ببعضها البعض ما يسمح بإنتاج الكلمات املعزولة
والتعرف عليها .ويعتمد هذا النظام على تمثالت Représentationsأو مفاهيم مخزنة على
املدى الطويل في معاجم أو أنظمة ذات طبيعة مختلفة (دالليي ،فونولوجية ،بصرية
وإمالئية)( .الشكل.)01
يتكون النظام املعجمي من مكون مركزي ونظام الداللي والعديد من األنظمة
الفرعية (الوحدات) .وتشارك جميعها في املعالجة اللغوية من الناحية الداللية،
الفونولوجية ،النطقية والرسومية .وهي منظمة بشكل هرمي ومتصلة ببعضها البعض
من خالل طرق مختلفة .وتمثل هذه النمذجة للنظام املعجمي السياقات الذهنية
املختلفة التي تنطوي عليها املهام اللغوية وهي اإلنتاج الشفهي ،الفهم ،التكرار ،القراءة
عال والتعبير الكتابي .ويتم تفسير مختلف اضطرابات اللغة الشفهية واملكتوبة
بصوت ٍ
بالرجوع إلى هذا النموذج والذي يتضمن تحديد مستويات املعالجة املضطربة واملكونات
املعرفية املتدخلة ،ونقصد بها سياقات املعالجة والتحويالت واملخزونات اللغوية والنفاذ
إلى التمثالت .ويعتمد مفهوم النمطية modularitéعلى التنشيط املتسلسل للمكونات
املختلفة للنظام بغية معالجة املثيرات .وتوصف مكوناته على أنها مستقلة ولكنها تفاعلية.
وتنشيط الوحدات داخل كل مكون يكون أحادي االتجاه (معالجة تلقائية) دون تلقي أي
تنشيط في املقابل (تغذية مرتدة) .ويشير مفهوم االزدواجية إلى حقيقة أن إدراك وإنتاج
الكلمات والالكلمات مدعوم على سبيل املثال بمسارات معالجة مميزة ومحددة(Chomel-.
) .Guillaume et al. 2010وبالرجوع إلى النموذج السابق يتكون النظام املعجمي من
املكونات التالية:
574 مجلة وحدة البحث في تنمية املوارد البشرية املجلد 18العدد 01ماي 2023
مقاربة نفس عصبية معرفية الضطراب التسمية عند املصابون بالحبسة الكالمية
د .عبد املالك شنافي
شكل رقم :01نموذج مبسط للنظام املعجمي و آليات اشتعال اللغة حسب Hillisو Caramazza
( .)1995املسارات املعجمية بالخطوط املستمرة،و املسارات الفونولوجية بالخطوط املتقطعة
575 مجلة وحدة البحث في تنمية املوارد البشرية املجلد 18العدد 01ماي 2023
مقاربة نفس عصبية معرفية الضطراب التسمية عند املصابون بالحبسة الكالمية
د .عبد املالك شنافي
وتشتمل على املعجم الفونولوجي للدخول واملعجم الفونولوجي للخروج .وصمم
األول كمرجع للتمثل الفونولوجي للكلمات املسموعة في اللغة والتعرف عليها .ويتوافق
هذا التمثل الفونولوجي مع الشكل الصوتي الكلي املجرد ومكون من تسلسل فونيمي
خاص بكل كلمة .وبالتالي فهي تضمن إعادة التعرف على الشكل اللغوي مستقال عن
معناه وتسمح بالقيام بمهمة القرار املعجمي والذي يتمثل في تمييز الكلمات املألوفة
(املخزنة سلفا في املعجم) عن الالكلمات (التي تنقصها شروط الهوية وال تتوفر على
مدخل معجمي) .أما املعجم الفونولوجي للخروج فهو يشارك في جميع املهام التي تتضمن
اإلنتاج الشفوي للكلمة .يحتوي على جميع األشكال الصوتية للكلمات التي سيتم تفعيلها
عندما يتم نطق الكلمة (.)Viader et all,2010,p14
-2-1-2املعاجم اإلمالئية:
ونجد فيها املعجم اإلمالئي للدخول وآخر للخروج .ويحت7وي األول على التمثالت
الرسومية للكلمات املعروفة .وتتعلق هذه املعلومات بتسلسل الحروف والغرافيمات
املحددة لكل كلمة .وتشارك في التعرف على الكلمة املكتوبة للنظام اللغوي أثناء القراءة
أيضا على املعرفة الضمنية والصريحة للفرد بالنظام أو اإلمالء .كما يحتوي هذا املكون ً
اإلمالئي للغته .ويتدخل الثاني في مهمة التعبير بالكتابة ،وهو املسؤول عن التمثيل
اإلمالئي للكلمات والغرافيمات املكونة لها أي املعلومات املتعلقة بتسلسل الحروف أو
حروف العطف املحددة لكل كلمة .وبالتالي فإن اإلنتاج الكتابي لكلمة ما و خصوصيتها
ممكنا فقط إذا كانت املعلومات متوفرة في هذا ً اإلمالئية يكون
املعجم()Macoir,1997,pp19-20
وبالحديث عن التنظيم الداخلي للمعاجم فهو محكوم بعدد من املتغيرات
التجريبية التي تميز الكلمات وتؤثر في التعرف عليها وهي التكرار املعجمي وتأثير اإلشعال
7
576 مجلة وحدة البحث في تنمية املوارد البشرية املجلد 18العدد 01ماي 2023
مقاربة نفس عصبية معرفية الضطراب التسمية عند املصابون بالحبسة الكالمية
د .عبد املالك شنافي
الداللي واإلشعال الفونولوجي وتأثير التجانس الصوتي /االلتباس وتأثير انتظام الكلمة
وطولها .فبالنسبة للتكرار املعجمي أبرزت أولى األعمال السيكولسانية حول الخصائص
اإلحصائية للغة ،أن تكرار استعمال الكلمات غير متساو .وتبقى أهم ظاهرة اهتم بها علم
النفس في هذا اإلطار هي العالقة التي تربط بين تكرار الكلمة وسرعة النفاذ إليها .فمنذ
1951الحظ Howesو( Solomonنقال عن )1989، Caronأن النفاذ إلى الكلمات األكثر
تكرارا يتم بسرعة ،ويكون التعرف عليها سهال .وفيما يتعلق بالتأثير الفعلي لإلشعال
الداللي والفونولوجي الحظ )1982( Lupkerتأثير التسهيل بالنسبة لألزواج التي لها نفس
القافية .فاإلشعال الداللي يسهل النفاذ إلى التمثل الداللي للش يء ،في حين أن تكرار اسم
الش يء يؤثر على النفاذ إلى التمثل الفونولوجي .ويمكن لاللتباس أن يتمظهر بشكل بارز
في معالجة معطيات اللغة وان يؤثر على زمن معالجتها .واملقصود باملتجانسات الصوتية
وجود كلمتين تقتسمان األصوات نفسها في حين أن لهما داللتين مختلفتين .وعلى أساس
ذلك يعتبر Gleasonو )1993( Bernsteinأن األفراد يعبأون موارد معرفية أثناء معالجة
الكلمات امللتبسة .أكثر منها أثناء معالجة الكلمات التي لها داللة وحيدة .وعن عالقة
انتظام الكلمات توصل Goughو )1977( Coskyإلى أن املتواليات غير املنتظمة غالبا ما
ترفض بسرعة اكبر من نظيرتها املنتظمة جزئيا أو كليا .كما أوضحت دراسات أخرى لـ
Seidenbergو آخرون ( )1984أن الكلمات املنتظمة يتم التلفظ بها في املتوسط في زمن
اقل من زمن التلفظ بالكلمات غير املنتظمة .وفيما يتعلق بتأثير طول الكلمة أكد
)1982( Hendersonوجود تأثير عملي لطول الكلمة في التعرف عليها في سياق التعرف
البصري على الكلمات( .بنعيس ى ،2015،ص.)51
-2-2النظام الداللي (الذاكرة الداللية):
و يتكون من جميع معرفتنا أو حقائقنا العامة مثل املعلومات حول األشخاص،
وأسماء األشياء واألحداث والسمات ،واآلراء واملعتقدات والفئات وارتباطات املفاهيم) ،
577 مجلة وحدة البحث في تنمية املوارد البشرية املجلد 18العدد 01ماي 2023
مقاربة نفس عصبية معرفية الضطراب التسمية عند املصابون بالحبسة الكالمية
د .عبد املالك شنافي
..)(Binder & Desai, 2011فهو متضمن في استخالص معاني الكلمات و في الصياغة
املفاهيمية ،و يتعلق بالخصائص الداللية التي تربط املفاهيم بالكلمات ،بمعنى انتماؤها
التفيئي و ميزاتها الخاصة الوظيفية و الفيزيائية (مثال " :الكرز" = [نباتي][ +فاكهة]+
[احمر][ +حلو][ +أملس] .وهكذا يتم تمثيل كل مفهوم في شكل حزمة من السمات
الداللية والتي على األقل تكون مشتركة ولو بصفة جزئية مع مفهوم أخر .فعلى سبيل
املثال يتم مشاركة السمات [نباتي][ +فاكهة][ +حلو] بواسطة مع التوت .ويفترض هذا
النوع من التنظيم من جهة أن تنشيط مفهوم سينتشر إلى املفاهيم املجاورة .وفي
التصميمات األكثر شيوعا في علم النفس العصبي يكون النظام الداللي مرحلة من
املعالجة املشتركة ألنواع مختلفة من املثيرات (الكلمات أو األشياء) .باإلضافة إلى ذلك
فانه يعتبر مكونا أساسيا مشتركا للطرق املختلفة لدخول وخروج املعلومة (كلمة
مسموعة أو مقروءة ،إنتاج شفهي أو كتابي) .فهو املسؤول عن تخزين ومعالجة معاني
الكلمات وكذا استرجاع الخصائص الداللية للش يء.)Viader et all,2010, p14( .
-3-2املعجم الفونولوجي:
تتوافق التمثالت الفونولوجية مع الشكل الصوتي املجرد لوحدة معجمية تحتوي
على املعلومات عن هوية الفونيمات ،والبنية املقطعية وعن النبر .وبالحديث عن وجود
مستوى معجمي وسيط بين النظام الداللي والتمثل الفونولوجي ،يرى Leveltوآخرون
( )1999أن الفعل اللغوي يبدأ بمستوى من التحضير املفهومي وهذا ما يسمح باسترجاع
أو تنشيط التمثل الداللي للش يء .هذه التمثالت املفهومية واملناسبة للمعلومات هي التي
تسمح برسم الش يء وربطه بمعناه .ثم هذه الرسالة الغير لغوية (ما قبل اللغوية) تتبع
بمعالجة مفهومية ،أين يسترجع اسم الش يء ويطلق عليها بمرحلة الصياغة Formulation
أو معجمة Lexicalisationالرسالة ما قبل لغوية .ويتضمن هذا املستوى في حد ذاته
578 مجلة وحدة البحث في تنمية املوارد البشرية املجلد 18العدد 01ماي 2023
مقاربة نفس عصبية معرفية الضطراب التسمية عند املصابون بالحبسة الكالمية
د .عبد املالك شنافي
مرحلتين :األولى تتعلق باالسترجاع الداللي و التركيبي للكلمة (اللمة ،)Lemma 8والثانية
تتعلق بالترميز الفونولوجي لها( )Lexèmeوهذا األخير وظيفته التخطيط لإلجابة الحركية
للمعلومات اللفظية و بالتالي التلفظ باسم الش يء ()Perret,2007,p20
-4-2السياقات الطرفية (املحيطية): Les processus périphérique
باإلضافة إلى مكونات التخزين يشتمل النظام املعجمي على عدد من السياقات
الطرفية التي تعالج املعلومات عند دخولها وخروجها .وبالتالي فإن املثير السمعي ينشط
آليات اإلدراك السمعي حيث يعالج مكون التحليل الصوتي-الفونيتيكي الخصائص
الفيزيائية لألصوات مما يسمح بتحديد أصوات اللغة والتمييز بينها .وهي تقع في الجزء
العلوي من املعجم الفونولوجي للدخول .وبالطريقة نفسها تؤدي الكلمة املكتوبة إلى
تحليل بصري (تحديد السمات املكونة للحرف) قبل تنشيط معجم املعجم اإلمالئي
للدخول .وبالنسبة ملعالجات املخرج في اتجاه ذكيرة الجواب الفونولوجي يسمح املكون
الطرفي بإنتاج األفعال الحركية الالزمة إلنتاج الكالم .وبعد تنشيط ذكيرة الجواب
الغرافيمي ،يتطلب اإلنتاج املكتوب تنشيط نظام التحويل االلوغرافي الذي يحدد الشكل
العام للحرف (متصل / Cursiveمطبوع ،imprimerieصغير minusculeأو كبير
) majusculeوالبرامج الحركية الرسومية التي تؤدي إلى إنتاج الرسم نفسه .و أثناء العرض
البصري للصورة يعالج مكون التحليل البصري اإلدراكي املثيرات املتعلقة بوصف الش يء:
الحجم والشكل واللون...الخ ،مما يسمح بعملية التعرف على الش يء باعتباره ً
كائنا
ً ً
حقيقيا و /أو مألوفا (.)Chomel-Guillaume et al,2010,p26
)8هي كيان Entitéمعجمي جمرد ما قبل فونولوجي Pré-phonologiqueو اليت تعمل على الرتميز للخصائص الرتكيبية
والداللية اإيعطاء املعلومات حول تركيب و معىن الكلمة.
579 مجلة وحدة البحث في تنمية املوارد البشرية املجلد 18العدد 01ماي 2023
مقاربة نفس عصبية معرفية الضطراب التسمية عند املصابون بالحبسة الكالمية
د .عبد املالك شنافي
-5-2مسارات املعالجة:
بشكل كالسيكي يتم وصف مسارين رئيسيين للمعالجة :مسار معجمي وآخر غير
معجمي .يسمى األول في البداية املسار املعجمي الدالليُ ،وينظر إليه حاليا على أنه مسار
مزدوج :مسار معجمي داللي ومسار معجمي مباشر .وكالهما يعالج الوحدات الفونيمية،
املقاطع والكلمات املعروفة .ويتم إتباع املسار غير املعجمي عند معالجة املثيرات الصوتية
اللفظية غير املعروفة :مقاطع دون معنى والكلمات الجديدة.
-6-2ميكانيزمات التحويل : Mécanismes de conversion
وتعمل على وضع التطابق وتحويل املعلومات الصوتية الفونولوجية إلى معلومات
فونولوجية في مهمة التكرار للكلمات ،واملعلومات الصوتية الفونولوجية إلى معلومات
غرافيمية أي التطابق فونيم-غرافيم في مهمة الكتابة تحت اإلمالء ،أو املعلومات
الغرافيمية الى معلومات فونولوجية أي التطابق فونيم-غرافيم في مهمة القراءة بصوت
عال .و تعمل هذه امليكانيزمات على الوحدات ما تحت املعجمية (الفونيمات ،الغرافيمات
و املقاطع) (.)Viader,2010,p14
-7-2ميكانيزمات ذكيرة الجواب:Mécanismes de mémoire tampon 9
ً
مؤقتا التمثالت تظهر ذكيرة الجواب الفونولوجي كذاكرة قصيرة املدى تخزن
املنشطة في املعجم الفونولوجي للمخرج أثناء مراحل تحويل املقاطع الفونولوجية إلى
أنماط نطقية .إضافة إلى ذلك فهي تلعب ً
دورا في عملية التخطيط الفونولوجي .وتتدخل
في كل مهام اإلنتاج الشفهي بما في ذلك التكرار والقراءة بصوت عال .فالطابع التسلسلي
لإلنتاج الشفهي يتطلب إعادة بناء التمثل الفونولوجي مع األخذ بعين االعتبار املعلومة
القطعية ( L’information Segmentaleالفونيمات) والقياسية( Métriqueعدد املقاطع،
)1ويف هذا السياق يعترب )1991( Tiberghienأن الذاكرة مكونة من " ذكريات " Buffersمت متييزها .تضمن االحتفاظ
قصري املدى ابملعلومات الفونولوجية (ذكرية اجلواب الفونولوجي)أو االحتفاظ ابملعلومات الغرافيمية (ذكرية اجلواب الغرافيمي)
(بنعيسى،2000،ص.)47،
580 مجلة وحدة البحث في تنمية املوارد البشرية املجلد 18العدد 01ماي 2023
مقاربة نفس عصبية معرفية الضطراب التسمية عند املصابون بالحبسة الكالمية
د .عبد املالك شنافي
بنية املقطع والبنية النبرية) للكلمة املراد التلفظ بها من اجل استعادة الحركة النطقية.
ونتيجة لذلك فاملعلومة الفونولوجية املستمدة من املعجم الفونولوجي يجب االحتفاظ
بها في الذاكرة قصيرة األمد أثناء عمليات التخطيط .وباملثل في الوضع املكتوب تكون
ذكيرة الجواب الغرافيمي مسؤولة عن الحفاظ على املعلومات من أجل تنشيط العمليات
إلنتاج التعبير املكتوب ). (Chomel-Guillaume et al,2010,p26
-3شر النموذج:
يعكس النموذج التحليلي السابق سير العمليات اللغوية في الدماغ كما تتمثله
اللسانيات العصبية النفسية ،فمداخل اللغة كما هو مبين من الشكل اثنان :مدخل
سمعي وآخر بصري ،وكل منهما يتفرع إلى عدة مسارات تمثلها اتجاهات األسهم ،وينفذ
كل مسار مهمة لغوية مختلفة عن املسار اآلخر ،ويتوسط أداء بعض هذه املهمات
النظام الداللي ،في حين ينفذ بعضها اآلخر بعيدة عنه .وينتهي كل مدخل بمخرجين :
مخرج كالمي وثان كتابي ،ويمكن للمهمات أن تسير من األعلى إلى األسفل في االتجاه
نفسه ألداء مهمة ،أو من األعلى إلى األسفل في االتجاه املعاكس ألداء مهمة أخرى ،وكل
دائرة تقوم بوظيفة محددة ،ثم ترسل اإلشارات السمعية أو البصرية للدائرة التي
بعدها ،وصوال إلى أحد املخارج ،فمثال ألداء مهمة تكرار كلمة مسموعة شفاهية من قبل
شخص سليم قد سمعها من قبل ويعرف معناها ،فإن الرسالة تسير عبر املسار اآلتي:
تسلك اإلشارات الصوتية طريقها إلى التحليل السمعي ،فيتم التعرف إلى األصوات
على أنها لغوية ،ثم تأخذ طريقها بعد ذلك إلى املعجم الفونولوجي للدخول ،الذي يخزن
مجموعة الكلمات التي سمعت من قبل ،فيتعرف إليها كتتابعات صوتية خاصة بهذه
581 مجلة وحدة البحث في تنمية املوارد البشرية املجلد 18العدد 01ماي 2023
مقاربة نفس عصبية معرفية الضطراب التسمية عند املصابون بالحبسة الكالمية
د .عبد املالك شنافي
الكلمة ،ثم ترسل الكلمة بعدها إلى النظام الداللي لتعطى معناها ،هنا تكون مهارة
االستماع قد تمت على أكمل وجه ،وللرد أو بدء التكرار ترسل اإلشارات إلى املعجم
الفونولوجي للمخرج ،حيث تعطى للكلمة خصائصها الفونولوجية كوحدة واحدة،
ويحوي هذا املعجم قائمة الكلمات التي قيلت من قبل ،ترسل بعدها إلى ذكيرة الجواب
الفونولوجي فتعطى هذه الوحدات التتابعات الفونيمية الخاصة ،لتخرج في النهاية على
صورة كلمة محكية أو مكررة.
وفي حال سماع الكلمة ألول مرة ،فإنها عندئذ لن تمر باملعاجم أو النظام الداللي؛
فيمكن لإلنسان السليم أن يكرر كلمة لم يسمعها من قبل وال يعرف معناها .وهذا حال
املهمات اللغوية األخرى مثل سماع شخص لكلمة يعرفها أو ال يعرفها فيكتبها ،أو يرى
كلمة يعرفها أو ال يعرفها فيكتبها ،فمسار كتابة كلمة مسموعة يعرفها يختلف عن مسار
كتابة كلمة ال يعرفها وهكذا ،حيث تسلك كل مهمة مسلكا أو مسارا مختلفا خاصا بها
(حسين جميل محمد .2008 ،ص.)42
-4التسمية :Dénomination
إذا كان االستحضار املعجمي هو النشاط املعجمي الذي يجعل مثيرا ما مدرك
حاضرا للعقل وفقا للطرائق الحسية املختلفة ،فان استحضار مفهوم ما يشتمل على
جعله موجودا معرفيا من اجل القيام بمعالجة (التسمية الشفهية والكتابية ،التكرار،
القراءة بصوت عال ،الكتابة العفوية ،تحت اإلمالء ،النسخ ...الخ) .وتسمح التسمية
الشفوية بالتعيين اللفظي لكلمة-اسم ،صفة أو فعل خارج أي سياق معجمي ،وهذا يعني
أن تسميتها تكون وهي منعزلة .وهكذا فان فعل التسمية يرتبط بقدرة الفرد على
استحضار معجمه الذهني وترجمته إلى كلمات انطالقا من مثير (بصري ،سمعي،
ملموس ،ايمائي وما إلى ذلك) .ومع ذلك غالبا ما يتم تعريف التسمية على أنها فعل يتمثل
في أن يطلب من الشخص إعطاء شفويا أو بالكتابة اسم ش يء ما ،رسم ،أو صورة
582 مجلة وحدة البحث في تنمية املوارد البشرية املجلد 18العدد 01ماي 2023
مقاربة نفس عصبية معرفية الضطراب التسمية عند املصابون بالحبسة الكالمية
د .عبد املالك شنافي
فوتوغرافية تعرض عليه ما تكشف من خاللها على وجود نقص الكلمة و اضطرابات في
االستحضار ( .)Brin-Henry et all, 2011,p103هذا التعريف للتسمية يقر فقط بمدخل
حس ي (الرؤية) في حين يمكن استحضار مفهوم ما بطرق عديدة :عن طريق السمع أو
الشم أو اللمس أو حتى الذوق.
-1-4مراحل التسمية:
يمكن تمييز ست خطوات أثناء تسمية الصور أو األشياء:
-تحليل بصري (وينطوي على تحليل الشكل اللون والتجميع اإلدراكي)
-تنشيط التمثل البنيوي اإلدراكي البصري (متعلق بمعرفة شكل ش يء ما والسماح
بالتعرف على املدرك على انه ش يء حقيقي) .هاتين الخطوتين األوليتين التي تشكل
معالجات غير لغوية.
-تنشيط الخصائص الداللية في النظام الداللي.
-تنشيط التمثل الفونولوجي املناسب في املعجم الفونولوجي للمخرج.
-االحتفاظ بهذا التمثل في ذكيرة الجواب الفونولوجي.
-تنشيط البرامج النطقية في أنظمة البرمجة والتنفيذ النطقي املتعلقة بالتحكم
والتنسيق العصبي العضلي للحركات الفمية
-البلعومية
-الحنجرية.
-2-4اضطراب مراحل التسمية:
يسبب االختالل الوظيفي لكل مرحلة من مراحل التسمية الشفوية اضطرابات
مختلفة .فاالضطراب في التعرف البصري في املرحلين األوليتين (التحليل التصويري
L’analyse Pictogaphiqueومعجم التمثالت البنيوية) يؤدي إلى إنتاج أخطاء بصرية ،أو
ما يطلق عليه بالعمه البصري .)gallant,2018,p 08( Agnosie Visuelle
583 مجلة وحدة البحث في تنمية املوارد البشرية املجلد 18العدد 01ماي 2023
مقاربة نفس عصبية معرفية الضطراب التسمية عند املصابون بالحبسة الكالمية
د .عبد املالك شنافي
-1-2-4اضطراب النظام الداللي:
يولد اضطراب هذا النظام غياب اإلجابات واألخطاء الداللية .فاملريض يواجه
صعوبات في جميع املهام التي تتطلب معالجة داللية (رسم ش يء غير مسمى ،ارتباطات
تتبع رابطا وظيفيا انطالقا من صور أو كلمات ،استبيانات تختبر املعارف الداللية
وخصوصا السمات الخاصة) .وتؤدي التسمية املكتوبة والتسمية الشفهية إلى نفس
األخطاء .ويمكن للعجز أن يؤثر على التمثالت الداللية ككل أو أن يكون محددا لبعض
الفئات الداللية .وفي هذا اإلطار تم اإلبالغ عن العديد من التفككات ولكن يبدو أن إصابة
األشياء املتحركة أكثر شيوعا من األشياء الجامدة .وهذا املستوى من االضطراب يمكن
أن يسبب جدوال عياديا ملا يطلق عليها بحبسة عسر التسمية Anomiaمع فقدان معنى
الكلمات وربما يكون السبب الرئيس ي لالضطرابات اللغوية للخرف الداللي La Démence
Sémantiqueو الحبسة الكالمية الكلية .L’aphasie globaleوالتمييز بين العجز الداللي
املركزي والعيب في النفاذ إلى التمثالت الداللية كان موضوع العديد من املناقشات.
فحسب Warringtonو )1977( Shalliceفان املريض الذي يعاني من اضطراب على
مستوى هذه التمثالت (اضطراب داللي مركزي أي تخزين األفكار والتصورات الداللية)
يتصف بما يلي:
-إجاباته منتظمة وثابتة وهذا يعني أن أخطاءه ال تتغير فهي على وتيرة واحدة،
فالقطة مثال عنده كلب وتبقى كذلك.
-ال يتأثر بالكلمة املتكررة كثيرا في حياته أو ذات تردد عال في كالمه اليومي.
-يبدي تجاوبا أكبر مع الكلمات املحتوية les mots Superordonnéمنها على الكلمات
التابعة subordonnéفمثال يستجيب لكلمة " حيوان" أكثر من كلمة "كلب".
584 مجلة وحدة البحث في تنمية املوارد البشرية املجلد 18العدد 01ماي 2023
مقاربة نفس عصبية معرفية الضطراب التسمية عند املصابون بالحبسة الكالمية
د .عبد املالك شنافي
-ال يتأثر أبدا باملحفزات الداللية أو الفونولوجية ،فلو أعطي الصوت األول أو كلمة
تنتمي إلى الحقل الداللي نفسه فلن يبدي أي تجاوب (حسين جميل محمد2008. ،
ص.)191
وفي املقابل يطلق مصطلح البارافازيا Paraphasieأو األخطاء إلى االضطراب في
االستحضار املعجمي والذي يمس النظام الداللي .ويتجسد في عدم قدرة املريض على
إنتاج الكلمة بشكل صحيح وعادة ما يتم وصفها وفقا للوحدة اللغوية املضطربة:
السمات املميزة ،الفونيمات ،املونيمات والجمل .ونجد فيها:
-البار افازيا اللفظية :Les paraphasies verbalesوتتوافق مع استبدال الكلمة
الهدف بكلمة أخرى تنتمي إلى معجم اللغة دون عالقة معنى أو الشكل مع الكلمة الهدف
أي ال توجد رابطة بين الكلمة الهدف والكلمة املنتجة ( )ivre/gâteau
-البار افازيا اللفظية الشكلية :Les Paraphasies Verbales Formelles
وتتوافق مع استبدال كلمة بأخرى تنتمي إلى معجم اللغة وتتقاسم فونيمات مشتركة مع
الكلمة الهدف .هذا االستبدال هو نتيجة لتحريفات من نوع فونيمي التي تؤدي إلى كلمة
أخرى من اللغة قريبة من الكلمة الهدف على املستوى املورفولوجي .يوجد إذن رابط
شكلي بين الكلمة الهدف و الكلمة املنتجة (.)alop/gâteau
-األخطاء الداللية :Les paraphasies sémantiquesويطلق عليها كذلك باألخطاء
املعجمية ،Les erreurs lexicalesوتتوافق مع استبدال كلمة بكلمة أخرى تنتمي إلى معجم
اللغة وتتشاك بصلة معنوية قريبة أو أكثر من الكلمة الهدف .إذن هناك رابط داللي بين
الكلمة الهدف والكلمة املنتجة ( .)arte/gâteau
-اللغة الجديدة :Les neologismsوتتمثل في استبدال الكلمة الهدف بإنتاجات
تحريفية فونيمية حادة تحترم القواعد الفونولوجية للغة ولكن ليس لها معنى .واإلنتاج
585 مجلة وحدة البحث في تنمية املوارد البشرية املجلد 18العدد 01ماي 2023
مقاربة نفس عصبية معرفية الضطراب التسمية عند املصابون بالحبسة الكالمية
د .عبد املالك شنافي
ال يتوافق مع كلمة من معجم اللغة والكلمة الهدف غير قابلة الن يتعرف عليها ( gâteau
.)oduba/
-البار افازيا الخيالية :Les paraphasies fantastiquesو تتوافق مع استبدال
الكلمة الهدف بأخرى ال تربطهما أي صلة معنوية أو شكلية ( un tapis pour /gâteau
.)Manchon,2011,pp54-55( )essayer d'éclore
-2-4صعوبات النفاذ إلى املعجم الفونولوجي للخروج:
تتوافق مع أخطاء في نقل املعلومات بين النظام الداللي وهذا املعجم .ومن الناحية
العيادية تتجلى في غياب االستجابة مع الحفاظ على القدرة في التكرار .ويلجأ املرض ى إلى
سلوك املواربة (الدوران حول املعنى )Circonlocutionsللتعبير عما يفهمونه ولكن ال
يمكنهم تسميته .ويعد تأثير التكرار ً
مهما ألن العيب في نقل املعلومات وإرسالها يقلل من
شدة التنشيط بين املكونين املركزيين (النظام الداللي واملعجم الفونولوجي للخروج) ،مما
يقلل من الوصول إلى التمثالت األقل تكرا اً .
ووفقا لـ Lechevallierال يتعلق تأثير التردد ر
بتكرار الشكل الفونولوجي نفسه ،بل يتعلق بتكرار ارتباط املعنى بالشكل الفونولوجي .و
يتم توضيح هذه الفرضية من خالل كلمة " "chatفي الفرنسية و التي يسهل النفاذ إليها
مقارنة بكلمة " "chasالتي تعني عين الهابرة ،فالكلمتان مع ذلك تشتركان في نفس الشكل
الصوتي.و غياب االستجابة هذه غالبا ما يتم تسهيلها باملخطط الشفوي l’ébauche
orale10التي تساهم في زيادة في عتبات التنشيط و بالتالي تسهيل اإلنتاج
اللغوي)(Chomel-Guillaume et al,2010,p103
)10تشتمل هذه التقنية التلفظ من قبل الفاحص بالصوت األول أو املقطع األول من كلمة لتشجيع املريض على املتابعة.
ويمكن أن تؤدي باملصاب إلى قول كلمة معينة أو للمساعدة في اإلجابة على سؤال.
586 مجلة وحدة البحث في تنمية املوارد البشرية املجلد 18العدد 01ماي 2023
مقاربة نفس عصبية معرفية الضطراب التسمية عند املصابون بالحبسة الكالمية
د .عبد املالك شنافي
-3-4اضطراب التمثالت الفونولوجية نفسها او االسترجاع الجزئي Dégradation
des représentations phonologiques elles-mêmes ou récupération
:partielle
من املقبول عموما أن الترميز الفونولوجي في النماذج التسلسلية يتم نشره على
مرحلتين :الترميز املعجمي الفونولوجي L’encodage Lexico-Phonologiqueويشتمل على
االسترجاع من املعجم الذهني تمثال معجميا مجردا يحتوي على املعلومات املتعلقة بمعنى
وشكل الكلمة دون تحديد الجوانب الفونولوجية املختلفة لهذا الشكل (مثل النبر وعدد
املقاطع) .وفي املرحلة الالحقة والتي تسمى الترميز الفونولوجي ما قبل املعجمي
L’encodage Phonologique Post-Lexicalترتبط الجوانب القطعية والقياسية les
aspects segmentaux et métriquesويتم وضع خرائط فونولوجية للمعالجة الفونيتيكية
املتتابعة .ويتكرر هذا التمييز لشرح األخطاء في اضطراب الحبسة التي قد تحدث في
املرحلة املعجمية في لحظة النفاذ إلى التمثل أو في لحظة ارتباط املعلومة القطعية باإلطار
املتري .)katarzyna Marczyk,2015,P52(.la trame métriqueويمكن ترجمة تدهور هذه
التمثالت وفقا لـ )1992( Butterworthبإنتاج الكلمات املستحدثة Neologismesأو
األخطاء الفونيمية .Les Paraphasies Phonémiquesوتتسم هذه األخطاء بدرجة عالية من
االتساق (أخطاء مماثلة لوحظت في أوقات مختلفة وعلى نفس الكلمات).
-5-4وضعية التوقف عن االستجابة :Situation de «blocage de réponse
يشير هذا املفهوم إلى استحالة إنتاج كلمة ما بينما تمت معالجة املثير بشكل صحيح
في املعجم الفونولوجي للخروج .وتم اإلبالغ عن هذه الحالة من مراقبة املرض ى الذين
يصفون الروابط املتجانسة بين كلمتين دون القدرة على إنتاجها .وهكذا عند تقديم
صورة تمثل فراولة فان املريض قادرا على أن يقول " ال أستطيع أن أجد الكلمة ولكنها
تتعلق بفاكهة".
587 مجلة وحدة البحث في تنمية املوارد البشرية املجلد 18العدد 01ماي 2023
مقاربة نفس عصبية معرفية الضطراب التسمية عند املصابون بالحبسة الكالمية
د .عبد املالك شنافي
ووفقا لـ )1997( Ferrandيمكن تفسير هذا الجدول بالرجوع إلى النموذج الذي
يتضمن وجود مرحلتين لإلنتاج الشفوي :مرحلة اللمات Lemmasوهي مرحلة من
االختيار املعجمي غير الفونولوجي ومرحلة اللكسيم .Lexémeيتعلق األمر إذن باضطراب
في النفاذ إلى املعجم الفونولوجي للخروج بينما تكون مرحلة االنتقاء املعجمي صحيحة.
(.)P60 Brivet, 2014
-6-4العجز في ذكيرة الجواب الفونولوجي Déficits de la mémoire tampon
:phonologique
ويؤدي إلى اضطرابات في جميع املهام التي تتطلب إنتاجا شفهيا (التعبير التلقائي،
التسمية ،القراءة بصوت عال للكلمات و الالكلمات) .ومن الناحية العيادية نجد أخطاءا
فونولوجية قطعية أو بارافازيا فونيمية ،ويتم تمييز حدوثها من خالل تأثير الطول .هذا
األخير يذكر كالسيكيا بالنسبة للعجز قبل املعجمي .Déficit Postlexicalونظرا الن ذكيرة
الجواب الفونولوجي مرتبطة ارتباطا وثيقا بالية التخطيط فكلما زاد طول الكلمة املراد
تسميتها كلما زاد الطلب على االحتفاظ على املدى القصير وبالتالي زادت فرصة الخطأ.
كما أن اإلنتاج ال يمكن تسهيله عن طريق املساعدة الشفوية .و ً
وفقا لـ ( Belland
ً
عشوائيا و يخضع لعدد من القيود الفونولوجية مثل ،(1991فإن توزيع األخطاء ليس
البنية املقطعية .وبالتالي سيكون لألخطاء الفونولوجية مصدران ،يتمثل األول في تدهور
التمثالت في املعجم الفونولوجي للخروج الناتج والثاني يتعلق بالعجز في التخطيط) .وقد
حاولت بعض الدراسات التفريق بين هذين العجزين .فسلوكيات املقاربة Les conduites
d’approchesالصحيحة التي ينتهجها املرض ى هي عالمة على أن التمثالت الفونولوجية
ليست متدهورة وتستخدم خالل عمليات التصحيح التلقائي .كما ان إمكانية انجاز مهام
الحكم على القوافي أو املتجانسات اللفظية بشكل صحيح هي أيضا حجة تضاف لصالح
الحفاظ على التمثالت املعجمية الفونولوجية .ومن ناحية أخرى فإن االنجاز املضطرب
588 مجلة وحدة البحث في تنمية املوارد البشرية املجلد 18العدد 01ماي 2023
مقاربة نفس عصبية معرفية الضطراب التسمية عند املصابون بالحبسة الكالمية
د .عبد املالك شنافي
ً ً
عنصرا موثوقا به للتفسير بقدر ما يمكن ربط الصعوبة أيضا باستحالة ال يشكل
الحفاظ على املعلومة على املدى القصير بهدف معالجتها .بينما في حالة الصعوبة في
التخطيط من املتوقع ان تكون هناك أداء مماثل في مهام التسمية ،التكرار والقراءة
بصوت عال .فالتسمية يجب أن تكون أكثر اضطرابا من املهام األخرى في حالة العجز
الذي يمس التمثل الفونولوجي.
الخاتمة:
تأخذ هندسة النموذج الذي اقترحه Cramazzaو )1991(Hillisبعين االعتبار
االقترانات بين مختلف امليكانيزمات والتي تتحقق من خالل األسهم .وبالتالي ومن خالل
هذا النموذج من املمكن متابعة املراحل املختلفة للمسلك املعرفي الذي تحقق من خالل
أي مهمة لفظية (التكرار ،التسمية ،االستحضار املعجمي ،الفهم الشفهي أو الكتابي،
القراءة بصوت عال ،النقل...الخ) .ويفترض هذا النوع من النمذجة أن اللغة تستدعي
نوعين من املعالجة :معالجة معجمية بتنشيط التمثالت املعجمية عندما يتعلق األمر
بالكلمات املعروفة ،ومعالجة تسبق بتحليل ووضع التطابق للوحدات ما تحت املعجمية
بالنسبة لالكلمات أو الكلمات الجديدة .وواحدة من املسلمات األساسية للنماذج
املعرفية التسلسلية هو أن معالجة املعلومة تتم بطريقة أحادية االتجاه :االنتقال إلى
املرحلة التالية يفترض أن املعالجة في املرحلة السابقة قد اكتملت .أما النماذج التي يطلق
عليها بالشالل cascadeفهي ترى انه قبل انتهاء عمل مرحلة معينة تكون مرحلة أخرى قد
بدأت باالشتغال (.)Viader et all,2010, p14
وإذا كان هذا النموذج افتراضيا فانه يشكل مرجعا لتفسير اآلليات املعرفية الكامنة
وراء اضطرابات الحبسة الكالمية من خالل املفاهيم الحديثة التي جاء بها (النظام
الداللي ،ذكيرات الجواب ،معاجم الدخول والخروج) .فإننا حاولنا من خالله وصف
وتفسير اضطرابات اإلنتاج اللغوي عند املرض ى املصابين بالحبسة الكالمية في
589 مجلة وحدة البحث في تنمية املوارد البشرية املجلد 18العدد 01ماي 2023
مقاربة نفس عصبية معرفية الضطراب التسمية عند املصابون بالحبسة الكالمية
د .عبد املالك شنافي
االختبارات التي تعتمد على مهام التسمية للصور ،حيث تتجسد على شكل أخطاء تمس
املستويات داخل نظام معالجة اللغة.
فالحبسة الكالمية التي نحن بصدد الحديث عنها هي أساس لبناء هذا النموذج،
واضطراب أي مسار فيه يفض ي إلى أحد أنواعها .ولم يكن هذا النموذج الوحيد الذي
تمخض عن اضطراب الحبسة الكالمية ،بل هناك العشرات من النماذج اللسانية
العصبية التي حاولت تأطير حدود هذا االضطراب ،كاشفة عن كثير من خصائص
الخطاب اللغوي وكيفية تمثله في الدماغ.
ويتطلع علم النفس العصبي املعرفي إلى كشف املزيد عن وظائف اللغة في الدماغ،
وإلى دور كل نصف من نصفيه في العملية اللغوية وإلى دور القشرة الخارجية للدماغ،
هذا ويرنو إلى معرفة كيفية تشفير املعرفة اللغوية بمادة الدماغ ،وكيف أن هذه املعرفة
تستخدم في عمليات فهم اللغة وإنتاجها ،وهذا يعني الكشف عن دور األعصاب واملشابك
ً
العصبية التي تربط األعصاب ببعضها لحظة أداء إحدى املهارات اللغوية اعتمادا على
التشريح العصبي Neuroanatomieوالفسيولوجيا العصبية .Neurophysiologie
املراجع واملصادر:
.1بنعيس ى زغبوش ،)2000(.بنية الذاكرة املعجمية ووظيفتها في فهم اللغة وإنتاجها ،رسالة دكتوره غير
منشورة ،جامعة سيدي محمد بن عبد هللا .فاس.
.2بنعيس ى زغبوش ،)2015( ،اللغة العربية والنفاذ إلى املعجم الذهني :تأثير التكرار واإلشعال وبنية
الكلمات منشورات مختبر العلوم املعرفية فاس .املغرب
.3منى حسين جميل محمد ،)2008( ،الخطاب اللغوي لدى مرض ى الحبسات الكالمية (دراسة وصفية
تحليلية) ،رسالة دكتوراه في اللغة العربية وآدابها .الجامعة األردنية.
4. Ahlsén, E (2006), Introduction to neurolinguistics, Amsterdam: John Benjamins
5. Binder, J R, Desai, R H (2011). The neurobiology of semantic memory. Trends in Cognitive
Sciences.
590 مجلة وحدة البحث في تنمية املوارد البشرية املجلد 18العدد 01ماي 2023
مقاربة نفس عصبية معرفية الضطراب التسمية عند املصابون بالحبسة الكالمية
عبد املالك شنافي.د
6. Brin-Henty, F , Courrier C, Lederle E, Masy V (2011), Dictionnaire d’orthophonie, (3ème édition),
Isbergues : Ortho-Edition.
7. Butterworth, B (1992), Disorders of phonological encoding, cognition, 42, 261-286.
8. Chomel-Guillaume, S .Leloup G, Bernard I (2010) Les aphasies : évaluation et rééducation, Issy-
les moulineaux : Elsevier Masson.
9. Gallant, M (2018), Identification des processus qui sous-tendent l’anomie des personnes avec
un trouble cognitif léger comparativement aux personnes avec la maladie d’Alzheimer et un
vieillissement cognitif normal. Thèse de doctorat. Université de Laval, Canada.
10. Katarzyna Marczyk, A (2015), Déficits de la composante phonético-phonologique dans
l’aphasie et stratégies compensatoires, Thèse de doctorat, Université de barcelona.
11. Macoir, J (1997), L’interface entre les codes phonologique, morphologique, et orthographique
dans l’aphasie, Thèse doctorat, Université de Sherbrooke.
12. Manchon, M (2011), Le lexique des verbes en dénomination orale : étude exploratoire chez
l’aphasique et étude en IRMf chez le sujet sain. Linguistique, Université Toulouse.
13. Perret, C (2007), La syllabe comme unité de traitement en production verbale orale et écrite,
Thèse de doctorat, Université Blaise pascale, Clermont 2.
14. Viader F, Lambert J, de la Sayette V, Eustache F, Morin P, Morin I, Lechevalier B (2010),
Aphasie. Encycl Méd Chir (Edition Scientifique et Médicales Elsevier), Neurologie.
15. Wilshire, C (2007). Cognitive neuropsychological approaches to word production in aphasia:
Beyond boxes and arrows, Aphasiology. 22.
591 2023 ماي01 العدد18 مجلة وحدة البحث في تنمية املوارد البشرية املجلد