Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 42

‫كتبه‪:‬‬

‫عبدالسالم بنمحمَّد ُّ‬


‫الشويعر‬ ‫َّ‬ ‫أ‪.‬د‪.‬‬
‫اُمل ِّ‬
‫درس يف املسجد احلرام ويف املسجد النبوي الشريف‬
‫ح عبد السالم بن محمد الشويعر‪1439 ،‬هـ‬
‫فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية أثناء النشر‬
‫الشويعر‪ ،‬عبدالسالم بن محمد بن سعد‬
‫فقه صوم المريض‪ / .‬عبدالسالم بن محمد بن سعد‬
‫الشويعر ‪ -‬الرياض ‪14٤٠ -‬هـ‬
‫‪ ٤٠‬ص؛‪ ١٧×١٢‬سم‬
‫ردمك‪٩٧٨ -٦٠٣ -٠٣ -٠٤٦٨ -٤ :‬‬
‫أ‪ ،‬العنوان‬ ‫‪ -1‬الصوم ‪ -‬الجوانب الصحية‬
‫‪١٤٤٠/٧٩٠٠‬‬ ‫ديوي ‪٢٥٢٫٣‬‬

‫رقم اإليداع‪١٤٤٠ / ٧٩٠٠ :‬‬


‫ردمك‪٩٧٨ - ٦٠٣ - ٠٣ - ٠٤٦٨-٤ :‬‬

‫الطبعة األولى‬
‫‪ 14٤٠‬هـ ‪ 201٩ -‬م‬

‫حقـــوق الطبــع محفــوظـــة‬


‫‪‬‬

‫الحمـــدُ هلل‪ ،‬وأشـــهد أن ال إلـــه إال اهلل وأن محمد ًا عبده‬


‫َ‬
‫ورســـــوله صلـــى اهلل عليـــه وعلـــى آلـــه وصحبـــه وســـلم‬
‫تســـليمًا كبير ًا‪.‬‬

‫ّأما بعد‪:‬‬
‫المريـض يف‬
‫ُ‬ ‫يحتاجهـا‬
‫ُ‬ ‫ألهـم األحـكا ِم التـي‬
‫ِّ‬ ‫وج ٌـز‬
‫فهـذا ُم َ‬
‫ِ‬
‫وقواعدهـم‪ ،‬وأرجـو‬ ‫صيامِـه‪ ،‬جمعتُهـا مـن كالم أهـل العلـم‬
‫أن ال تخـــلو مـن فــائــــدة حتـى لغيـر المريـض‪ ،‬وعنواهنـا‪:‬‬
‫«فقـه صـوم المريـض»‪.‬‬

‫‪    ‬‬

‫‪-3-‬‬ ‫فقه صوم المريض‬


‫وجوب الصوم‪ ،‬ومن الذي يلزمه؟‬
‫ٍ‬
‫سلمة‪َ ،‬‬
‫قال اهلل‬ ‫ب على ك ُِّل ُم ٍ‬
‫سلم و ُم‬ ‫رمضان َو ِ‬
‫َ‬
‫اج ٌ‬ ‫صو ُم‬
‫ۡ‬ ‫َّ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫تعالى‪﴿ :‬ف َمن ش ِه َد مِنك ُم ٱلش ۡه َر فل َي ُص ۡم ُهۖ﴾ [البقرة‪،]١٨٥ :‬‬
‫ف؛فيجب الصو ُم على ال َبالغِ‪ ،‬العاقلِ‪،‬‬‫ُ‬ ‫والمخاطب هو المك ّل‬
‫ُ‬
‫ادر عليه‪ ،‬وهذا يشمل ثالثة شروط‪:‬‬ ‫ال َق ِ‬

‫الشرط األول‪ :‬البلوغ‪:‬‬


‫الصوم ‪-‬سوا ًء كان‬ ‫يجب عليه َّ‬
‫ُ‬ ‫غير ال َبالِغ‪ :‬فال‬
‫فأ ّما ُ‬
‫الصوم‬
‫عود على َّ‬‫ستحب أن ُي َّ‬
‫ُّ‬ ‫صحيحًا أو مريضًا‪ ،-‬وإنما ُي‬
‫ب عليه‪ ،‬قالت الربيع بنت معوذ‬ ‫لكي ال يستصعبه إذا َو َج َ‬
‫َجعل لهم ال ُّلعبة من ِ‬
‫الع ْهن‪،‬‬ ‫‪ُ « :‬كنّا ن َُص ِّو ُم صبياننا ون ُ‬
‫فإذا بكى أحدُ هم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند‬
‫اإلفطار» [رواه البخاري ومسلم]‪.‬‬

‫‪-5-‬‬ ‫فقه صوم المريض‬


‫الشرط الثاني‪ :‬العقل‪:‬‬
‫يصح منه‪ ،‬وال‬
‫ُّ‬ ‫الصوم وال‬
‫جب عليه ُّ‬‫ف َغ ُير العاق ِل ال َي ُ‬
‫يلز ُم ُه كفارة وال قضاء بد ً‬
‫ال عن الصيام؛ ألنه من الذين ُرفع‬
‫القلم عنهم‪ .‬و ُف ُ‬
‫قدان ال َعقل يشمل أنواعًا مختلفةً‪ ،‬أهمها‪:‬‬ ‫ُ‬
‫يجب عليه الصوم‪،‬‬
‫‪ /1‬فقد العقل بسبب الجنون؛ فهذا ال ُ‬
‫وال يلز ُمه َقضاؤه إذا أفاق ‪-‬بإجماع‪.-‬‬
‫المرض‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫بسبب المرض؛ بحيث يكون‬ ‫‪ /2‬فقد العقل‬
‫سببًا لفقد اإلدراك‪.‬‬
‫واألمراض التي ُتذهب العقل كثيرة‪ ،‬ومنها‪َ :‬ف ْقد العقل‬
‫الخر ِ‬
‫ف‪ ،‬والزهايمر‪ ،‬أو بسبب بعض األمراض‬ ‫بأمراض َ َ‬
‫النَّفس َّية الشديدة‪ ،‬ونحو ذلك‪.‬‬
‫ِ‬
‫اإلدراك‬ ‫ِ‬
‫لكمال‬ ‫المريض َفاقد ًا‬
‫ُ‬ ‫والضابط فيها‪ :‬أن يكون‬
‫أوقات الصلوات ونحوها‪ ،‬أو فاقد ًا‬
‫َ‬ ‫عرف‬ ‫بالو ِ‬
‫قت فال َي ِ‬ ‫َ‬
‫إلدراك التكليفات الشرعية عليه فال ُيعلم وجوب الصوم‬
‫وكيفيته أو كيفية الصالة‪.‬‬

‫‪-6-‬‬ ‫فقه صوم المريض‬


‫الصفة فإنه يكون َفاقد ًا للعقل‪ ،‬فال‬
‫جدت فيه هذه ِّ‬
‫ْ‬ ‫فمن ُو‬
‫َ‬
‫الصوم‪.‬‬
‫يلز ُم ُه َّ‬
‫فإن َز َو َال َعقلِ ِه ُمؤ ّقت‪ ،‬فال َيزول عنه‬
‫‪ /3‬النوم؛ أ ّما النائم َّ‬
‫صح صو ُم ُه ولو نام‬
‫التكليف بالكلية‪ ،‬وبناء على ذلك‪ :‬فإنه َي ُّ‬
‫النهار ُك ّله؛ بشرط أن يكون قد نوى الصيام من الليل‪.‬‬
‫النائم الصيام‪ :‬فال يصح صو ُم ُه‪ ،‬ويلزمه‬ ‫ُ‬ ‫وأ ّما إذا لم ِ‬
‫ينو‬
‫قضاؤه ‪-‬إن كان الصوم واجبًا‪.-‬‬
‫وال ال َعقل بسبب‬ ‫وهو َز َ‬
‫‪َ /4‬ف ْقدُ العقل بسبب اإلغماء؛ ُ‬
‫إغماء طارئ‪ ،‬ومثلها (الغيبوبة) الطويلة أو القصيرة‪.‬‬ ‫ٍ‬

‫ِ‬
‫خص اليو َم‬ ‫غمي على َّ‬
‫الش‬ ‫واألرجح يف المسألة‪ :‬أنَّه إذا ُأ ِ‬
‫ُ‬
‫ُك َّله من الفجر إلى غروب الشمس‪ :‬فإنه ال يلز ُم ُه قضاؤه‪ ،‬وال‬
‫فيأخذ حكم فاقد العقل بالجنون يف هذه الحالة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫الكفارة عنه؛‬
‫ِ‬
‫ستوعب اليو َم ُك ّله‪ ،‬فإن‬ ‫وأما إذا كانت الغيبوب ُة قصير ًة لم َت‬
‫الليلة السابقة‪ :‬فإن صومه صحيح‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫الصيام مِن‬
‫كان قد نوى ِّ‬
‫ينو الصيام‪ :‬فإنه يلزمه أن يقضي صيام هذا اليوم‪،‬‬ ‫وإن كان لم ِ‬
‫ولو كان لم يفق من النهار إال وقتًا قليالً‬
‫‪-7-‬‬ ‫فقه صوم المريض‬
‫فمن‬
‫‪ /5‬فقد العقل بسبب األدوية ‪-‬كال َبنْج ونحوه‪-‬؛ َ‬
‫ٍ‬
‫مأذون‬ ‫ٍ‬
‫بطريق‬ ‫َف َقدَ َعق َله ببنجٍ أو مخدِّ ٍر ونحوه؛ وكان ذلك‬
‫(بذهاب العقل االضطراري)؛ كأن‬ ‫ِ‬ ‫به شرعًا‪ ،‬وهو َما ُي َس ّمى‬
‫فحكمه‬ ‫ٍ‬
‫علمية جراح ّية ونحوها‪،‬‬ ‫ِ‬
‫إلجراء‬ ‫البنج‬ ‫يكون َتن ُ‬
‫ُ‬ ‫َاول َ‬
‫ِ‬
‫صحة الصوم‪.‬‬ ‫غمى عليه مِن حيث‬ ‫الم َ‬‫كم ُ‬
‫ُح ُ‬
‫فأما من جهة ِص َّحة صوم اليوم الذي ُخدِّ ر فيه‪ :‬فإن كان‬
‫اق بعض النهار‪ :‬فالصوم صحيح‪.‬‬ ‫الصو َم مِن الليل وأ َف َ‬‫ناويًا َّ‬
‫النهار ُك ّله بالبنج‪ :‬فال َي ُّ‬
‫صح الصو ُم ولو‬ ‫َ‬ ‫ب َعق ُل ُه‬
‫وإن َذ َه َ‬
‫نَوى الصيا َم من الليل‪.‬‬
‫خدير ُه يف ِ‬
‫هنار‬ ‫فيما إذا كان َت ُ‬ ‫كم َ‬ ‫الح َ‬
‫أن هذا ُ‬ ‫مع مالحظة‪َّ :‬‬
‫يد أو ِ‬‫طريق الو ِر ِ‬
‫الج َهاز التَّن ُّفسي‪ ،‬وأ َّما إن كان‬ ‫ِ َ‬ ‫رمضان عن‬
‫يكون مفطر ًا بال‬
‫ُ‬ ‫حبوب بالفم فإنه‬ ‫ٍ‬ ‫طريق تناول‬ ‫ِ‬ ‫تخدير ُه عن‬
‫ُ‬
‫تفصيل؛ ألنه ٌ‬
‫أكل وشرب‪.‬‬
‫أن هــذه األحــكام متعلقـ ٌة بمــن كان مخــدَّ ر ًا َت ِ‬
‫خديــر ًا‬ ‫كمــا ّ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫كُل ّيــا‪ ،‬وأ ّمــا التخديــر الجزئــي (الموضعــي)‪ :‬فــا يكــون‬
‫ُم َف ِّطــر ًا للصائــم‪.‬‬
‫‪-8-‬‬ ‫فقه صوم المريض‬
‫كمه من جهة لزوم ال َق َضاء عليه إذا فسد صومه‬ ‫وأما ُح ُ‬
‫بذلك‪ :‬فإن َمن غاب عق ُل ُه ببنجٍ طبي لفرتة تتجاوز اليوم؛‬
‫كحال َمن ُيعطى البنج لمدة طويلة بتقرير طبي ألحد‬
‫لحق بالمغمى عليه كذلك‪ ،‬فال َيلز ُم ُه‬
‫األسباب الطبية‪ :‬فهو ُم ٌ‬
‫َقضا ُء هذه األيام التي غاب عق ُله فيها بسبب التخدير الطويل‪،‬‬
‫ُ‬
‫األحوط قضاء ما فاته خروجًا من الخالف‪.‬‬ ‫وإن كان‬

‫الشرط الثالث‪ :‬أن يكون قادر ًا على الصوم‪:‬‬


‫﴿و َمن‬
‫رط‪ ،‬فقال سبحانه‪َ :‬‬ ‫الش َ‬ ‫وقد ذكر اهلل يف كتابه هذا َّ‬
‫َ َ ُ ُ َّ ُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ ً َ ۡ َ َٰ َ َ ‪ٞ‬‬
‫ٱلل بِك ُم‬ ‫ع َسف ٖر فعِ َّدة ّم ِۡن أيَّا ٍم أخر ۗ ي ِريد‬ ‫كن م ِريضا أو‬
‫س﴾ [البقرة‪ ،]١٨٥ :‬فد ّلت اآلي ُة‬ ‫ك ُم ۡٱل ُع ۡ َ‬
‫ُ‬ ‫ُۡ ۡ َ ََ ُ ُ‬
‫ٱليس ول ي ِريد ب ِ‬
‫الفطر يف هنار رمضان‬ ‫ُ‬ ‫يجوز له‬‫ُ‬ ‫أن َمن كان مريضًا فإنه‬ ‫على ّ‬
‫تخفيف من اهلل تعالى على‬ ‫ٌ‬ ‫لعدم ُقدرتِه على الصيام‪ ،‬وهذا‬
‫وتيسير عليه‪ ،‬وهو من رحمة اهلل بنا وبالناس‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫المريض‬
‫والضابط يف المرض الذي يبيح الفطر يف صيام رمضان‪:‬‬
‫َّ‬
‫هو المرض الذي ُيوجد فيه أحد األوصاف األربعة‪:‬‬

‫‪-9-‬‬ ‫فقه صوم المريض‬


‫المرض‪ ،‬أو المضاعفات‪.‬‬
‫َ‬ ‫ب‬
‫‪ /1‬إذا كان الصوم ُيس ِّب ُ‬
‫الصو ُم َيزيدُ المرض‪.‬‬
‫‪ /2‬أو كان َّ‬
‫والشفاء كثير ًا‪.‬‬ ‫الصو ُم ُي ّ‬
‫ؤخ ُر ال ُب ْر َء ِّ‬ ‫‪ /3‬أو كان َّ‬
‫تعب به َتع َبًا‬
‫يشق على المريض‪ ،‬و َي ُ‬
‫‪ /4‬أو كان الصوم ُّ‬
‫خارجًا عن العادة‪.‬‬
‫ُ‬
‫يكون‬ ‫المرض‬‫َ‬ ‫فإن هذا‬ ‫فإذا ُوجدَ أحدُ هذه األوصاف ّ‬
‫ُمبيحًا للفطر يف هنار رمضان‪.‬‬
‫جود هذه األوصاف‬‫أن تحديدَ و ِ‬ ‫ِ‬
‫االنتباه إلى َّ‬ ‫لكن ال ُبدّ مِن‬
‫ُ‬
‫وتقرير ُه بذلك‬ ‫كفي رأي ُه‬‫بيب الثقة‪ ،‬في ِ‬‫رجع إلى ال َّط ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫تار ًة َي ُ‬
‫‪-‬ولو كان طبيبًا واحد ًا‪ -‬وخصوصًا يف تقدير األوصاف‬
‫الثالثة األولى‪.‬‬
‫ِ‬
‫تقدير‬ ‫‪-‬وخصوصًا يف‬ ‫ُ‬ ‫المريض ن ِ‬
‫َفسه‬ ‫ِ‬ ‫وتار ًة ُيرجع إلى‬
‫الرابع وهو المشقة‪ -‬فهو الذي ُيقدّ ُر وجو َد‬ ‫ِ‬
‫الوصف َّ‬‫ُوجود َ‬
‫ُقدرتِه على الصوم وعدمِها ومقدار المشقة التي تنزل به عند‬
‫الصوم (ما لم يكن موسوسًا يف توهم المرض فإنه ربما َظ َّن‬

‫‪- 10 -‬‬ ‫فقه صوم المريض‬


‫ُّ‬
‫ويدل على ذلك أن‬ ‫عد َم ال ُقدرة على الصوم وهو ٌ‬
‫قادر)‪،‬‬
‫الرجل الذي تع َّلل بعدم القدرة‬ ‫النبي ﷺ أس َق َط َّ‬
‫الصوم عن ّ‬
‫أحد على عدم قدرتِه على‬ ‫عن الصوم ولم يأمره بإشهاد ٍ‬

‫الصوم أو سؤال طبيب‪ ،‬وقد َر َوى الرتمذي وابن ماجه َّ‬


‫أن‬
‫النبي ﷺ قال‪« :‬ال تكرهوا مرضاكم على الطعام ّ‬
‫والشراب»‪.‬‬
‫ومن تطبيقات المرض الذي يبيح الفطر‪ :‬الحرار ُة‬
‫(الح َّمى)‪ ،‬فإهنا ُمبيح ٌة لفطر للصائم؛ ّ‬
‫ألن يف‬ ‫الشديد ُة وهي ُ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬
‫المريض‪ ،‬بل ربما أ ّدت إلى‬
‫َ‬ ‫ترك مداواتها مش َّق ٌة كبير ٌة ُت ُ‬
‫تعب‬
‫لما قيل لإلمام أحمد‪ :‬المريض‬ ‫مضاعفات شديدة‪ ،‬ولذا ّ‬
‫الح َّمى؟‬
‫متى يفطر؟ قال‪« :‬إذا لم يستطع»‪ ،‬فقيل له‪ :‬مثل ُ‬
‫الح َّمى؟»‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫«وأي َم ٍ‬
‫رض أشدُّ من ُ‬ ‫ُّ‬ ‫فقال‪:‬‬
‫ٍ‬
‫مرض يلزم تناول الدواء يف‬ ‫الشديد‪ُّ ،‬‬
‫وكل‬ ‫وكذا الصداع َّ‬
‫للصائم الفطر ألجلِه‪ ،‬أو إذا كان َي ُ‬
‫حتاج‬ ‫باح َّ‬
‫أثناء النهار فإنه ُي ُ‬
‫تضرر‪ ،‬وهكذا ما ال‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫لتناول َسوائل أو أطعمة ُمع َّينة لكي ال َي َّ‬
‫الصور يف األمراض‪.‬‬
‫يحصى من ُّ‬

‫‪- 11 -‬‬ ‫فقه صوم المريض‬


‫حكم صوم املريض‬
‫لحكم صوم المريض‪:‬‬
‫عدّ د الفقهاء ثالث حاالت ُ‬
‫الفطر على الصائم؛‬‫ُ‬ ‫يجب معه‬
‫ُ‬ ‫أوالً‪ :‬المرض الذي‬
‫المريض ‪-‬إما ِ‬
‫بنفسه أو بإعال ِم‬ ‫ُ‬ ‫المرض الذي َيعلم منه‬
‫ُ‬ ‫وهو‬
‫ِ‬
‫جسده‬ ‫الطبيب‪ -‬أنه إن َصام هذا اليوم فإنه سيتلف شي ٌء من‬
‫يجب عليه أن ُيفطر‪ْ ،‬‬
‫فإن َصا َم‬ ‫ُ‬ ‫أو أعضائِه‪ :‬ففي هذه الحالة‬
‫فوت على نفسه شيئًا أعظم‬
‫صح صو ُمه مع اآلثم؛ ألنه ّ‬
‫ّ‬
‫ودفع المفاسد مقدم على‬
‫ُ‬ ‫‪-‬وهو إتالف أحد أعضائه‪،-‬‬
‫جلب المصالح‪.‬‬
‫المرض الذي‬
‫ُ‬ ‫جوز فيه اإلفطار؛ هو‬
‫المرض الذي َي ُ‬
‫ُ‬ ‫ثانيًا‪:‬‬
‫الصيام‬ ‫المريض فإنه قد َي ُ‬
‫كون عليه يف هذا ّ‬ ‫ُ‬ ‫إذا َصا َم معه‬
‫وتعب شديد بسبب مرضه‪ ،‬أو قد َّ‬
‫يتأخر برؤه‬ ‫ٌ‬ ‫حرج ومشق ُة‬
‫ٌ‬
‫وشفاؤه لفرتة من الزمان ‪-‬إما لرتكه التداوي أو لرتكه الغذاء‬
‫ونحو ذلك‪.-‬‬

‫‪- 12 -‬‬ ‫فقه صوم المريض‬


‫المريض إذا ُوجد فيه أحد األوصاف‬
‫َ‬ ‫وقد َذك ََر ُفقهاؤنا ّ‬
‫أن‬
‫الصو ُم‪ ،‬وكذا إن َع َر َض له‬
‫كر ُه له َّ‬
‫األربعة السابقة فإنه ُي َ‬
‫أحدها يف أثناء الصوم كُره له أيضًا إتما ُم الصوم؛ لما يف‬
‫ِ‬
‫المشقة عليه‪،‬‬ ‫الشرع مِن مراعاة مصلحة المريض وعدم‬
‫وهذا مِن المعاين التي اعتربها الشارع‪.‬‬
‫لصدور‬ ‫ِ‬
‫الحالة فإنه ُي ِ‬
‫جزؤ ُه؛ ُّ‬ ‫المريض هبذه‬
‫ُ‬ ‫ولكن إذا َصا َم‬
‫الصوم من أه ٍل له يف مح ّله‪.‬‬
‫ُ‬
‫اإلتيان هبا إذا ُوجد أحد‬ ‫ُ‬
‫األفضل‬ ‫ِ‬
‫للمريض رخص ٌة‬ ‫فالفطر‬
‫ُ‬
‫السابقة‪.‬‬
‫األسباب األربعة َّ‬
‫الصائم؛‬
‫أجر َّ‬
‫فإن له َ‬ ‫ٍ‬
‫بعذر َّ‬ ‫و َمن أفطر من المرضى يومًا‬
‫كما قال النبي ﷺ‪« :‬إذا َمرِ َض العبدُ أو َ‬
‫سافر كُتب له ُ‬
‫مثل ما‬
‫كَان َي ُ‬
‫عمل مقيمًا صحيحًا» [رواه البخاري]‪.‬‬
‫ــر لعــذر‬ ‫ِ‬
‫للمريــض إذا أ َف َط َ‬ ‫األجــر تــا ٌّم‬
‫َ‬ ‫وهــذا يفيــدُ ّ‬
‫أن‬
‫إن إفطــاره أفضــل إذا كان عليــه بالصيــام مشـ َّق ٌة‬
‫المــرض‪ ،‬بــل ّ‬
‫خارج ـ ٌة عــن العــادة‪.‬‬
‫‪- 13 -‬‬ ‫فقه صوم المريض‬
‫المرض الذي َيحرم فيه اإلفطار يف هنار رمضان؛‬ ‫ُ‬ ‫ثالثًا‪:‬‬
‫رر‬ ‫ِ‬
‫وهذا إذا لم يكن من األمراض السابقة (أي فيما ال َض َ‬
‫كالزكامِ‪،‬‬
‫الصائم وال َح َر َج عليه يف عند الصوم)‪ ،‬وذلك ُّ‬
‫َعلى َّ‬
‫والصدا ِع ال َيسير‪ ،‬والحمى الخفيفة‪ِ ،‬‬
‫وألم الضرس المعتاد‪،‬‬ ‫ُّ‬
‫الجروح والحروق‪ ،‬وغيرها‪ :‬فهذا‬ ‫ِ‬
‫أمراض ُ‬ ‫ونحو ذلك مِن‬
‫اإلفطار يف الصوم الواجب‪،‬‬
‫ُ‬ ‫يجوز معه‬
‫ُ‬ ‫النوع من المرض ال‬
‫وليس عذر ًا مبيحًا لإلفطار‪.‬‬
‫يتساهل يف اإلفطار يف ِ‬
‫هنار‬ ‫َ‬ ‫المسلِم أن ال‬
‫جب على ُ‬ ‫و َي ُ‬
‫ذر‪ -‬مِن األمور‬
‫فيه ‪-‬مِن غير ُع ٍ‬‫فإن اإلفطار ِ‬‫رمضان‪ّ ،‬‬
‫«من أف َط َر‬
‫المحرمة‪ ،‬وقد جا َء عن أبي هريرة ‪َ ‬ر َف َعه‪َ :‬‬ ‫ّ‬
‫يقضه صيا ُم‬ ‫مرض لم ْ‬ ‫ٍ‬ ‫ذر وال‬ ‫ِ‬
‫مضان من غيرِ ُع ٍ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫يومًا من َر‬
‫أن‬‫صامه» [ذكره البخاري تعليقًا]‪ ،‬وهذا الخربُ ُيفيدُ ّ‬ ‫وإن َ‬ ‫الدهرِ ْ‬
‫اإلفطار مِن غير ُعذر ال ُيك ِّف ُر ُه ال َقضا ُء فقط‪ ،‬بل ال ُبدّ من‬
‫َ‬
‫التوبة واإلنابة هلل‪.‬‬
‫(تخريج المناط) يف المسألة‪،‬‬
‫ُ‬ ‫وهبذه األنواع الثالثة يتضح‬
‫ويبقى تنزيل األمراض والحاالت على هذه الحاالت الثالث‪.‬‬
‫‪- 14 -‬‬ ‫فقه صوم المريض‬
‫الصيام‪:‬‬ ‫فط ُ‬
‫رات ِّ‬ ‫ُم ِّ‬
‫مفطرات الصيام ومفسدا ُته متعددة‪ ،‬وسأتناول التي لها‬
‫تع ّلق بالمريض غالبًا‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫ُ‬
‫األكــل والشــرب؛ لقــــول اهلل تعالى‪:‬‬ ‫• المفطــر األول‪:‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫ۡ‬
‫ك ُم َ‬ ‫َ ُ ُ ْ َ ۡ َ ُ ْ َ َّ ٰ َ َ َ َّ َ َ ُ‬
‫ٱل ۡي ُط ٱل ۡب َيض م َِن‬ ‫﴿وكوا وٱشبوا حت يتبي ل‬
‫َ‬
‫َ ۡ َ ۡ ُ َّ ُّ ْ ّ َ َ َ َّ‬ ‫ۡ‬ ‫َۡ‬ ‫َۡ‬
‫ۡ‬
‫ٱلصيام إِل ٱل ِلۚ﴾‪،‬‬ ‫ٱل ۡي ِط ٱلسودِ مِن ٱلفج ِرۖ ثم أت ِموا ِ‬
‫َ‬
‫والشرب ك ُُّل ما له ُجر ٌم َد َخ َل إلى جوف‬ ‫والمراد باألك ِل ُّ‬
‫ُ‬
‫اآلدمي من طريق الفم واألنف قصد ًا منه‪.‬‬
‫قصدُ بجوف اآلدمي هو الجهاز الهضمي من المريء‬
‫و ُي َ‬
‫والمعدة‪ ،‬وأ ّما تجويف الفم واألنف فإهنما ليسا من الجوف‬
‫وإنما لهما ُحكم الظاهر‪ ،‬ولذا فإهنما يأخذان ُحكم الوجه يف‬
‫الوضوء فتجب المضمضة واالستنشاق‪.‬‬
‫شمل ك َُّل َما َي ِص ُل‬
‫وهذا القيد المذكور لألكل والشرب َي ُ‬
‫مما له ُجرم (أي شيء محسوس وليس هوا ًء)؛‬ ‫إلى الجوف َّ‬
‫سوا ًء كان ُمغذيًا أم ال‪ ،‬نافعًا أو ضار ًا‪.‬‬
‫‪- 15 -‬‬ ‫فقه صوم المريض‬
‫دخ ُل يف ذلك‪ :‬تناول األدوية جامد ًة أو سائلة من طريق‬
‫ف َي ُ‬
‫الفم أو األنف إذا َو َص َل ْت إلى َ‬
‫الجوف‪.‬‬
‫مص‬ ‫دخ ُل فيه أيضًا‪َ :‬ما َي ُ‬
‫نزل تدريجًا للجوف مثل ما ُي ُّ‬ ‫وي ُ‬
‫َ‬
‫من األدوية؛ فإهنا تكون مف ّطرةً‪.‬‬
‫وكذا إذا كان ما دخل للجوف من طريق الفم واألنف‬
‫غير مغذي؛ مثل المنظار الطبي عن طريق الفم أو األنف إذا‬
‫وصل للجوف فإنه يكون مفطر ًا‪.‬‬
‫وأما ما ال َيدخل يف هذا المعنى فال يكون ُمف ِّطر ًا‪:‬‬
‫ّ‬
‫مما ال يذوب‬ ‫ف ُكل ما ال َي ُ‬
‫دخل للجوف ببقائه يف الفم َّ‬
‫الطبيب قطعة على اللسان‬
‫ُ‬ ‫ويتحلل‪ ،‬فال ُيف ّطر؛ مثل إذا وضع‬
‫ألجل الكشف على الحلق‪.‬‬
‫كمن‬‫وكذا إذا َو َض َع الصائم شـــيئًا يف تجويـــف األنف؛ َ‬
‫فم ِه‪ :‬فإهنا‬
‫أنفـــه أو على َشـــ َف ِة ِ‬
‫كريمـــــات يف تجويف ِ‬
‫ٍ‬ ‫ضـــع‬
‫ُ‬ ‫َي‬
‫ال ُتف ّطر‪.‬‬

‫‪- 16 -‬‬ ‫فقه صوم المريض‬


‫للصائـــم فإهنا ليســـت‬‫المضمضـــ ُة أو الغرغـــرة َّ‬ ‫وكـــذا َ‬
‫لـــح‪َ ،‬لكن ك ِ‬‫ِ‬
‫َـــر َه العلما ُء‬ ‫مف ّطـــرةً‪ ،‬ولـــو كان م َعـــه دوا ٌء أو م ٌ‬
‫ألن النبي ﷺ هنى عـــن المبالغة يف‬ ‫ال َغرغـــر َة لغير حاجـــة؛ ّ‬
‫االستنشـــاق للصائـــم‪ ،‬فالغرغـــر ُة من بـــاب َأ ْولى‪.‬‬
‫وكذا بخاخات التنفس (الفونتالين وغيره) واألوكسجين‪:‬‬
‫ال ُتف ّطر؛ ألهنا ليس لها ُجرم محسوس‪ ،‬وإنما هي هوا ٌء‪.‬‬
‫وأ ّما إذا كان مع الهواء ُجرم؛ مثل بعض البخاخات‬
‫التي يكون فيها دواء َمطحون‪ :‬فإنّه يكون مفطر ًا ّ‬
‫ألن له‬
‫ُجرمًا محسوسًا يدخل الجوف؛ حيث أن استنشاق هذه‬
‫البخاخات يصل جز ٌء منه للمعدة‪.‬‬
‫وممــــــا ال ُيف ّطر‪ :‬الروائـــح النَّ َّفاثة للمطهـــرات والطيب‬
‫وغيرهـــا‪ :‬ال ُتف ّطـــر؛ ألنه ليس لهـــا ُجرم‪.‬‬
‫ومما ال ُيف ّطر‪ :‬اســـتعمال الفرشـــاة والمعجون؛ ألنه لم‬
‫طعم ُه‬
‫ـــخص َ‬
‫ُ‬ ‫صل شـــيء منه إلى الجـــوف‪ ،‬ولو َو َجدَ َّ‬
‫الش‬ ‫َي ْ‬
‫أو َحرار ًة يف لسانه‪.‬‬
‫‪- 17 -‬‬ ‫فقه صوم المريض‬
‫ويف معناه‪ :‬إذا قام طبيب األسنان بعالج أسنان المريض‪،‬‬
‫واحتاج المريض إلى المضمضة ونحوها‪.‬‬
‫مما ال ُيف ّطر‪ :‬ال َبلغم أو سيالن األنف إذا ن ََز َل للحلق‬
‫أيضًا َّ‬
‫خرجه إلى‬
‫ألن الشخص لم ُي ْ‬ ‫مباشر ًة فإنه ال يكون ُمف ِّطر ًا؛ َّ‬
‫محل آلخر يف داخل البدن‪.‬‬ ‫خارج بدنه‪ ،‬وإنما انتقل مِن ٍّ‬
‫ِ‬
‫األكل والشرب‪.‬‬ ‫• المفطر الثاين‪َ :‬ما يف معنى‬
‫والضابط فيه أنه ما ُوجد فيه قيدان‪:‬‬
‫‪ّ /1‬‬
‫أن يكون مغديًا‪.‬‬
‫أي طريق يف البدن‪ ،‬غير‬
‫‪ /2‬أن يدخل لداخل الجسد من ِّ‬
‫الفم واألنف‪.‬‬
‫ألنّه إذا ُو ِجدَ هذان القيدان فإنّه يكون بمعنى األكل‬
‫والشرب‪ ،‬وأ َّدى الغاية منهما وهو تغذية البدن وتقويته‪.‬‬
‫والمداخل للجوف (غير الفم واألنف) متعددة‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫َص أشاء ُتوضع عليه‪ ،‬وما‬
‫والعين‪ ،‬واألذن‪ ،‬والجلدُ فإنّه َيمت ُّ‬
‫يدخل من طريق الدُّ بر أو مخرج البول‪ ،‬أو مخرج الولد‪ ،‬أو‬
‫ِ‬
‫كحقن اإلبرة ونحوه‪.‬‬ ‫ما وصل إلى ما تحت الجلد‬

‫‪- 18 -‬‬ ‫فقه صوم المريض‬


‫فإذا دخل شيء لداخل الجسد من أحد هذه ال ُطرق وكان‬
‫غذيًا‪ :‬فإنه يكون مفطر ًا‪ ،‬ومن أمثلة ذلك‪:‬‬
‫ُم ِّ‬
‫المغذيات التي تَحتَوي على أنوا ٍع من السكريات‪ :‬فإهنا‬
‫الشخص قد وضعها باختياره‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫تكون مفطرةً‪ ،‬إذا كان‬
‫لجسد ِه َد ٌم‪ :‬فإنه ُيفطِ ُر بذلك؛ ّ‬
‫ألن الدم هو‬ ‫ِ‬ ‫وكذا َمن دخل‬
‫فمن ُأعطي دمًا‪ ،‬أو َغ َس َل الكِلى فإنه ُيفطر‬ ‫حامل الغذاء‪َ ،‬‬ ‫ُ‬
‫بذلك ويلز َم ُه ال َق َضاء‪.‬‬
‫الداخل (مِن غير طريق الفم واألنف)‬ ‫ُ‬ ‫وأ ّما إذا لم يكن‬
‫غذيًا‪ :‬فإنه ال يكون مفطر ًا؛ وأمثلة ذلك كثيرة ومنها‪:‬‬ ‫ُم ِّ‬
‫الدواء الذي ُيوضع يف العين (سوا ًء قطرة أو مرهم)‪ ،‬أو يف‬
‫األذن‪ :‬فإهنا ال ُتف ّطر؛ ألنه ال يقصد هبا الغذاء مطلقًا‪ ،‬وإنما‬
‫الدواء‪ ،‬فتجوز ولو كانت وقائية؛ مثل مرطبات العيون ونحوها‪.‬‬
‫ومن ذلك‪ :‬اإلبر العالجية (ومنها إبر األُنسلين وغيرها)‪:‬‬
‫فإهنا ال ُتف ّطر سوا ًء كانت اإلبر يف العضل أو يف الوريد؛ ألنه‬
‫لم يقصد منها تغذية البدن‪.‬‬

‫‪- 19 -‬‬ ‫فقه صوم المريض‬


‫ومن ذلك‪َ :‬من َو َض َع دوا ًء على ُجرحٍ يف جلده‪ ،‬فإن‬
‫سيمتص ُه البدن لوجود الجرح‪ :‬لكنه ال يكون مفطر ًا؛‬
‫ُّ‬ ‫الدواء‬
‫ألنه ليس غذا ًء للبدن‪.‬‬
‫لصق على الجلد إ ّما ألجل خفض‬ ‫ٍ‬ ‫ومن ذلك‪َ :‬و ْض ُع‬
‫الحرارة‪ ،‬أو ما يستعمله البعض َبد ً‬
‫ال عن النوكاتين‪ :‬فإهنا‬
‫ليست مفطرة كذلك‪.‬‬
‫ومن ذلك‪ :‬استعمل التحميلة مِن طريق الدُّ بر‪ ،‬أو استعمل‬
‫تم الكشف‬
‫المنظار الطبي من أي طريق غير الفم واألنف‪ ،‬أو ّ‬
‫الو َلد من المرأة‪ ،‬وأخذ‬
‫الطبي على الدُّ بر‪ ،‬أو على مخرج َ‬
‫عينة منها‪ :‬ف ُك ُّل هذه ليست مفطر ًة ‪-‬على الراجح من قولي‬
‫العلماء‪-‬؛ ألهنا ليست ُمغذ ّيةً‪.‬‬
‫تعمــد ال َقــيء؛ والمــراد بالقــيء هــو‬
‫• المفطــر الثالــث‪ّ :‬‬
‫وإخراج ـ ُه إلــى خــارج الجســد‪.‬‬
‫ُ‬ ‫اســتفراغ مــا يف المعــدة‬
‫تعمد‬
‫وتقدّ م معنا أن تجويف الفم من خارج الجسد‪ ،‬فإذا ّ‬
‫تعمد بلعه‬
‫إخراج القيء فوصل للفم (أي بين األسنان)‪ ،‬ثم ّ‬
‫فقد أفطر بسببين؛ بتعمد القيء وببلعه‪.‬‬
‫‪- 20 -‬‬ ‫فقه صوم المريض‬
‫«من َذ َر َع ُه ال َقي ُء فال‬
‫فطر لقول النبي ﷺ‪َ :‬‬
‫وتعمد القيء ُم ٌ‬
‫ّ‬
‫[حسنه الرتمذي]‪.‬‬‫قضاء عليه‪ ،‬ومن استقاء فعليه القضاء» ّ‬
‫أن يتعمده؛‬ ‫طر؛ بشرط ّ‬ ‫يكون سببًا ِ‬
‫للف ِ‬ ‫ُ‬ ‫وهذا َيفيدُ ّ‬
‫أن القيء‬
‫«من اس َت َقاء فعليه ال َقضاء» أي َط َلب‬ ‫لذا قال النبي ﷺ‪َ :‬‬
‫اليد إلى َط ِ‬
‫بإدخال ِ‬‫ِ‬
‫رف‬ ‫طلب القيء؛ إ ّما‬ ‫ُ‬ ‫ال َقي َء‪ ،‬و ُيت ّ‬
‫َصور‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫بتعم ِد‬
‫ب له ال َقيء‪،‬‬ ‫علم أنه يس ِّب ُ‬
‫النظر إلى شيء َي ُ‬ ‫الح ْلق‪ ،‬أو ّ‬ ‫َ‬
‫علم أهنا ُتؤدي به إلى استفراغه‪ ،‬فإذا‬ ‫ٍ‬
‫بتعمد َش ّم رائحة َي ُ‬ ‫أو ّ‬
‫بسبب فعله هذا إلى تجويف فمه‬ ‫ِ‬ ‫َخ َر َج َشي ٌء ‪-‬ولو قليالً‪-‬‬
‫فإنه ُيفطِ ُر بذلك‪.‬‬
‫ٍ‬
‫شيء‬ ‫فإن َمن َخ َر َج ال َقي ُء مِنه بدون فع ٍل‬
‫ويف مقابل ذلك؛ َّ‬
‫مما سبق‪ ،‬وإنما بمشي ونحو ذلك فإنه ال ُيفطِر‪.‬‬ ‫ّ‬
‫خرج إلى تجويف َف ِمه شي ٌء‬ ‫أن َمن استقا َء ولكن لم َي ُ‬ ‫كما ّ‬
‫َ‬
‫من المعدة‪ :‬فإنه ال ُيفطر لعدم خروج القيء‪.‬‬
‫ثبت عن النبي‬
‫تعمد خروج الدم‪ ،‬وقد َ‬
‫• المفطر الرابع‪ّ :‬‬
‫حجوم»‪.‬‬
‫والم ُ‬
‫اجم َ‬ ‫ﷺ أنه قال‪« :‬أف َط َر َ‬
‫الح ُ‬

‫‪- 21 -‬‬ ‫فقه صوم المريض‬


‫الحكم ُمع َّل ٌل‪ ،‬فالحاجم‬ ‫جمع من المحققين ّ‬
‫أن ُ‬ ‫ٌ‬ ‫وقد ذكر‬
‫الحاجم‬
‫َ‬ ‫صول الد ِم إلى جوفِه؛ ّ‬
‫ألن‬ ‫ِ‬ ‫لمظِن َِّة ُو‬
‫يكون مفطر ًا َ‬
‫ص الدم‪ ،‬والمحجو ُم ُيفطِ ُر لخروج َد ٍم ك ٍ‬
‫َثير منه َقصد ًا‪،‬‬ ‫َي ُم ُّ‬
‫وهذا الخروج مظنّ ُة َض ِ‬
‫عف ال َبدَ ن‪.‬‬ ‫َ‬
‫تعمد إخراج د ٍم ٍ‬
‫كثير من‬ ‫وعلى ذلك‪ :‬فإن الصائم إذا ّ‬
‫بدنه فإنه يفطر بذلك‪ ،‬ولو كان ُمحتاجًا؛ مثل َمن احتجم يف‬
‫رمضان‪ ،‬أو َف َصدَ ِع ْرقًا‪ ،‬أو تربّع بد ٍم كثير ألن كيس التربع‬
‫أجرى عمل ّية جراح ّية‬
‫يعادل ‪ 450‬مل وهو د ٌم كثير‪ ،‬أو َ‬
‫خروج د ٍم كثير منه‪ ،‬أو قام بغسيل الدم ‪-‬كحال‬
‫َ‬ ‫اقتضت‬
‫مرضى الكلى‪.-‬‬
‫سير ال ُيفسدُ الصوم؛ مثل أخذ‬ ‫ويف المقابل‪َّ :‬‬
‫فإن الدم ال َي َ‬
‫عينات للتحليل ‪-‬ولو كانت أكثر من ثالثة أنابيب‪-‬؛ ألهنا‬
‫قليل ًة عادةً‪.‬‬
‫وكـــذا َمـــن ُقلِ َع لـــه ِســـ ٌّن؛ فال ُيفطـــر بذلـــك؛ ألن الدم‬
‫الخارج يســـير‪.‬‬
‫‪- 22 -‬‬ ‫فقه صوم المريض‬
‫ٍ‬
‫قصد منه؛ مثل‬ ‫الصائم إذا َخ َر َج الد ُم ِ‬
‫بغير‬ ‫كما ال ُيفطر‬
‫ُ‬
‫جريت له عملية‬‫ْ‬ ‫ف‪ ،‬أو ُأ‬ ‫الرعاف‪ ،‬أو َمن أصابه ُج ْر ٌح فن ََز َ‬ ‫ُّ‬
‫تعمد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫جراحية طارئة‪ :‬فإنه ال ُيفط ُر هبذه األسباب؛ ألنّه لم َي ّ‬
‫ِ‬
‫جسده‪.‬‬ ‫إخراج الد ِم من‬
‫َ‬
‫ص الدم ‪-‬كحال‬ ‫ِ‬
‫وأ ّما الحاجم‪ ،‬فال ُيفطر إال إذا كَان َي ُم ُّ‬
‫والممارس الطبي‬
‫ُ‬ ‫مرض‬ ‫فالم ِّ‬
‫الحجامة قديمًا‪ ،-‬وعلى ذلك ُ‬
‫عينات الدم ألجل التربع‪ ،‬ولو كان الد ُم‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ِ‬
‫ال ُيفط ُر إذا َس َح َ‬
‫كثير ًا ُمف ِّطر ًا للمتربع‪ ،‬أو قام بوضع الدم للمريض‪ ،‬أو قام‬
‫بمساعدته يف غسيل الكلى ونحو ذلك‪.‬‬
‫ِ‬
‫لقول النبي ﷺ‪:‬‬ ‫المن ِ ّي؛‬
‫تعمدُ إخراج َ‬
‫• المفطر الخامس‪ّ :‬‬
‫اهلل يقول ‪-‬أي عن الصائم‪َ :-‬يدَ ُع شهو َته من أجلي»‪.‬‬ ‫َّ‬
‫«إن َ‬
‫ِ‬
‫إنزال المني؛ ّ‬
‫ألن‬ ‫شمل َ‬
‫ترك الجماع‪ ،‬وترك‬ ‫الش ِ‬
‫هوة َي ُ‬ ‫ُ‬
‫وترك َّ‬
‫به قضا َء الشهوة‪.‬‬
‫المني؛ بسبب مباشرة‪ ،‬أو‬ ‫نه‬ ‫وعلى ذلك‪ :‬فمن َخرج مِ‬
‫ُّ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫استمناء‪ ،‬أو تكرار ٍ‬
‫نظر فإنه ُيفسدُ صو َمه‪.‬‬

‫‪- 23 -‬‬ ‫فقه صوم المريض‬


‫البعض عند تحلي ِل الحيوانات‬
‫ُ‬ ‫الم َف ِّطر َي ُ‬
‫سأل عنه‬ ‫وهذا ُ‬
‫المنوية‪ ،‬أو إجراء التَّخصيب‪َّ ،‬‬
‫فإن االستمنا َء يف هنار رمضان‬
‫يكون مفسد ًا للصوم‪.‬‬
‫ُ‬
‫َّ‬
‫فـــإن ال ُعلمـــاء‬ ‫ـــي َم َر ِض َّيـــا؛‬‫وأمـــا إذا كان خـــروج المن ِ‬
‫ُ َ ّ‬ ‫ّ‬
‫(و ْديـــا)؛ ألنه‬ ‫ِ‬ ‫ال َيعـــدُّ َ‬
‫ســـمونه َ‬
‫الخـــارج َمن َّيـــا‪ ،‬وإنما ُي ّ‬
‫َ‬ ‫ون‬
‫يشـــبه المنـــي لكنه يخرج بســـبب المرض ال بســـبب َق َض ِ‬
‫اء‬ ‫َ ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫و(الو ْدي) يأخذ ُحكم البـــول تمامًا‪ ،‬فال يوجب‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫الشـــهوة‪،‬‬
‫ال ُغســـل وال يفســـد الصوم‪.‬‬
‫فالصحيح أنه ال يكون مفسد ًا للصوم‪ ،‬ولو‬ ‫وأما ِ‬
‫المذي؛ َّ‬ ‫ّ َ‬
‫تعمد إخراجه‪.‬‬‫ّ‬
‫روج دم الحيض والنفاس؛ لقول‬
‫• المفطر السادس‪ُ :‬خ ُ‬
‫عائشة ‪« :‬كان ُيصي ُبنا ذلك ‪-‬أي الحيض‪ -‬فنُؤ َم ُر‬
‫الصوم‪ ،‬وال نؤمر بقضاء الصالة»‪ .‬فالمرأ ُة إذا َخ َر َج‬
‫بقضاء َّ‬
‫نفاس يف النهار‪َ :‬ف َسدَ صو ُمها‪ ،‬ولزمها قضاء‬
‫يض أو ٌ‬‫منها َح ٌ‬
‫ذلك اليوم‪.‬‬
‫‪- 24 -‬‬ ‫فقه صوم المريض‬
‫ُ‬
‫مسائل تتعلق بفساد الصوم بالحيض؛ منها‪:‬‬ ‫وهنا‬
‫كم ُمتع ّل ٌق بخروج الدم‪ ،‬وعلى ذلك ّ‬
‫فإن المرأة‬ ‫الح َ‬
‫أن ُ‬
‫• ّ‬
‫أحست بانتقال دم الحيض‪ ،‬ولم َت َره أثناء النهار‪ّ :‬‬
‫فإن‬ ‫إذا ّ‬
‫صو َمها صحيح‪.‬‬
‫ُّ‬
‫الشك فال‬ ‫أن العبرة بالقطع بخروج دم الحيض‪ ،‬وأ ّما‬ ‫• ّ‬
‫عرب َة به‪ ،‬فلو ّ‬
‫أن امرأ ًة رأت بداي َة دم الحيض بعدَ َ‬
‫المغرب‪ ،‬وهو‬
‫ِ‬
‫غروب الشمس ويحتمل أن‬ ‫ُم ٌ‬
‫حتمل أن يكون قد َخ َر َج قبل‬
‫يكون قد َخ َر َج بعده؛ فإننا نحكم بصحة الصوم؛ ألنه مشكوك‬
‫يف خروجه قبل المغرب‪ ،‬إذ القاعدة‪( :‬أن الشيء إذا أمكن نسبته‬
‫إلى وقتين فإن اليقين أن ُينسب للوقت الثاين منهما)‪ ،‬والوقت‬
‫الثاين هنا بعد غروب الشمس‪ ،‬فيكون الصوم صحيحًا‪.‬‬
‫نعت ُخروج د ِم الحيض‪ ،‬أو أوقفته بعد‬
‫أن المرأة إذا َم ْ‬
‫• ّ‬
‫فإن صو َمها صحيح‪ .‬وكذا العكس‬ ‫خروجه بتناول ٍ‬
‫دواء ما‪ّ :‬‬ ‫ِ‬
‫إذا تناولت دوا ًء إلنزال دم الحيض‪ :‬فإنه يكون حيضًا ‪-‬إذا‬
‫كان صالحًا لذلك صف ًة ووقتًا‪-‬؛ بأن يكون بين الدورتين‬
‫ثالثة عشر يومًا على أقل تقدير‪.‬‬
‫‪- 25 -‬‬ ‫فقه صوم المريض‬
‫• ّأما المرأة النفساء‪ ،‬فإهنا تأخذ ُحكم الحائض يف كون‬
‫خروج دم النفاس مفسد ًا للصوم‪ ،‬وال يصح معه الصوم‪،‬‬
‫وهنا مسائل مهمة تتعلق بصوم النفساء‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫دت المرأ ُة ِوالد ًة َع ِ‬
‫اري ًة‬ ‫أن النفاس ال َحدَّ ألق ِّله‪ ،‬فإذا َو َل ْ‬
‫• ّ‬
‫فرتة من الزمن ‪-‬ولو بعد فرتة‬ ‫عن الدم‪ ،‬أو انقطع الدم بعد ٍ‬
‫ُ‬
‫النفاس‬
‫ُ‬ ‫يسيرة‪ :-‬فإهنا َت ُصوم و ُتص ِّلي‪ ،‬وال َيلز ُم أن يبلغ‬
‫أربعين يومًا من الوالدة‪.‬‬
‫أن أقصى َحدِّ النفاس أربعون يومًا من الوالدة‪ ،‬فإذا‬
‫• ّ‬
‫استمر بالمرأة الدم أكثر من ذلك‪ :‬فإننا نَح ُك ُم ّ‬
‫بأن هذا‬ ‫ّ‬
‫الد َّم الخارج د ُم استحاضة وليس د َم نفاس؛ لقول أم سلمة‬
‫‪« :‬كانت النفسا ُء َتجلِ ُس على عهد رسول اهلل ﷺ‬
‫أربعين يومًا»‪ .‬فتصوم معه و ُتص ِّلي‪.‬‬
‫سمى‬‫أن الد َم إذا انقطع يف أثناء النفاس ثم عاد‪ ،‬فهذا ُي ّ‬
‫• َّ‬
‫أن نقاء النفاس ُطهر‪ ،‬فت َُصوم‬
‫حيح‪ّ :‬‬‫والص ُ‬
‫َّ‬ ‫(نقا ُء النفاس)‪،‬‬
‫وتص ّلي وال يلزمها قضا ُء الصوم‪ ،‬ومِن العلماء َمن قال‪َّ :‬‬
‫إن‬
‫فرتة النقاء مشكوك فيه‪ ،‬فاألحوط إعادة الصوم فقط‪.‬‬
‫‪- 26 -‬‬ ‫فقه صوم المريض‬
‫سمى نقاء ًا‪ ،‬بل‬ ‫مع االنتباه إلى ّ‬
‫أن ليس كُل انقطاع للدم ُي ّ‬
‫ال ُبدّ أن يكون االنقطاع أربعًا وعشرين ساعة فأكثر‪.‬‬
‫• أن المرأة إذا أسقطت جنينًا‪ ،‬فإن الدم الذي يخرج منها‬
‫له حالتان‪:‬‬
‫الحالة األولى‪ /‬نحكم بأنّه د ُم نفاس فتأخذ أحكام النفساء؛‬
‫الجني ُن قد ت َب َّي َن فيه َخ ْل ُق إنسان؛ كأن ُي َرى فيه َبد ُء‬‫إذا كان َ‬
‫الرأس أو ال َي ِد أو نحو ذلك‪ ،‬ولو كان َ‬
‫الخ ْل ُق َخف َّيًا ودقيقًا‪.‬‬ ‫ِ‬
‫مزق عند‬ ‫الجنين؛ لكونِه قد َت ّ‬ ‫وأ ّما إذا لم يمكن ُرؤي ُة َ‬
‫بأن الدم الخارج دم نفاس‬ ‫الر ِحم مثالً‪ :‬فإننا ال نَح ُك ُم َّ‬
‫تنظيف َّ‬
‫ِ‬
‫لقول‬ ‫إال إذا كان ُع ُم ُر الجنين واحد ًا وثمانين يومًا فأكثر؛‬
‫بطن ُأ ِّمه أربعين يومًا‪،‬‬ ‫جم ُع َخ ْل ُق ُه يف ِ‬
‫النبي ﷺ‪« :‬إن أحدكم ُي َ‬ ‫ِّ‬
‫ثم يكون يف ذلك َع َلق ًة مثل ذلك‪ ،‬ثم يكون يف ذلك ُمض َغ ًة‬
‫ك فينفخ فيه الروح» [رواه الشيخان]‪.‬‬ ‫الم َل ُ‬
‫رس ُل َ‬‫مثل ذلك‪ ،‬ثم ُي َ‬
‫تدع‬
‫الحالة الثانية‪ /‬نحكم فيها بأنّه د ُم استحاضة‪ ،‬فال ُ‬
‫والصوم؛ وذلك إذا رأت الجنين وليس فيه َخ ْلق‬‫َّ‬ ‫الصال َة‬
‫َّ‬
‫ٍ‬
‫إنسان مهما كان ُعمر الجنين‪.‬‬
‫‪- 27 -‬‬ ‫فقه صوم المريض‬
‫عمر ُه ثمانين يومًا فأقل‪،‬‬
‫وأ ّما إذا لم تر الجني َن فإذا كان ُ‬
‫تدع له الصالة والصيام؛‬
‫فالدم الخارج منها دم استحاضة‪ ،‬ال ُ‬
‫إال لسبب آخر ‪-‬كالتعب والمشقة‪.-‬‬
‫• أنّه إذا نزل َد ٌم ِمن المرأة الحامل قبل الوالدة بيو ٍم أو‬
‫أحست ب َط ْل ِق الوالدة‪ :‬فإنه يأخذ ُحكم دم النفاس‬
‫يومين وقد ّ‬
‫حسب من النفاس‬
‫ُ‬ ‫من جهة ترك الصالة والصوم‪ ،‬ولكن ال ُي‬
‫رأت الد َم على الولد‬
‫المدَّ ة‪ ،‬قال الحسن البصري‪« :‬إذا ْ‬
‫يف ُ‬
‫أمسكت عن الصالة»‪.‬‬

‫‪    ‬‬

‫‪- 28 -‬‬ ‫فقه صوم المريض‬


‫يجب على َمن أفطر يوماً من رمضان‬
‫ما ُ‬
‫َمن أف َط َر يومًا مِن رمضان َسوا ًء ل ِ ُع ٍ‬
‫ذر أو لغير ُعذر‪َّ :‬‬
‫فإن‬
‫يجب عليه‪ ،‬وتفصي ُلها على‬ ‫ُ‬ ‫ال متعددة باعتبار ما‬ ‫له أحوا ً‬
‫النحو التالي‪:‬‬

‫يجب عليه القَ ُ‬


‫ضاء وال الكفَّ ارة‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫• ً‬
‫أوال‪َ :‬من ال‬
‫شرط الوجوب‪ ،‬بأن كان صغير ًا‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫وهو َمن لم يتحقق فيه‬
‫غمى عليه ‪-‬أو يف غيبوبة طويلة‪ -‬امتدَّ ت‬
‫أو مجنونًا‪ ،‬أو ُم َ‬
‫ألكثر من يوم‪ ،‬أو كان مريضًا بأمراض الشيخوخة التي ال‬
‫ستطيع معها تمييز األوقات والتكاليف الشرعية‪.‬‬
‫ُ‬ ‫َي‬
‫يجب عليهم قضاء وال كفارة؛ لسقوط‬
‫ُ‬ ‫فهوالء ال‬
‫الوجوب عليهم بسبب فوات شرط الوجوب‪.‬‬

‫• ثاني ًا‪ :‬من يجب عليه القضاء فقط‪:‬‬


‫ٍ‬
‫بعذر مع‬ ‫وهو َمن أفطر يومًا يف رمضان بدون ٍ‬
‫عذر‪ ،‬أو‬
‫َ َ‬
‫﴿و َمن كن‬
‫ُقدرتِ ِه على الصيام بعد ذلك؛ لقول اهلل تعالى‪َ :‬‬

‫‪- 29 -‬‬ ‫فقه صوم المريض‬


‫ُ‬
‫ٱلل بِك ُم‬ ‫يد َّ ُ‬ ‫ع َس َفر فَ ِع َّدة ‪ّ ٞ‬م ِۡن َأيَّام أُ َخ َر ۗ يُر ُ‬
‫ٰ‬ ‫َ ً َۡ ََ‬
‫م ِريضا أو‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٖ‬
‫بوا ْ َّ َ‬‫كُّ‬ ‫ۡ ُ ۡ َ َ َ ُ ُ ُ ُ ۡ ُ ۡ َ َ ُ ۡ ُ ْ ۡ َّ َ َ ُ َ‬
‫ٱلل‬ ‫ٱليس ول ي ِريد بِكم ٱلعس ولِ ك ِملوا ٱلعِدة ولِ ِ‬
‫ُ َ َّ ُ َ ۡ ُ َ‬
‫ع َما ه َدىٰك ۡم َول َعلك ۡم تشك ُرون﴾ [البقرة‪ ،]١٨٥ :‬فب ّين‬
‫َ‬ ‫َ َٰ‬
‫قضى األيا َم التي‬ ‫رضه فإنه ي ِ‬ ‫اهلل تعالى َّ‬
‫َ‬ ‫المريض إذا زال َم ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫أن‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫أفطرها بنفس العدد ليكمل عدَّ ة أيام شهر رمضان كاملةً‪.‬‬

‫والكفارة مع ًا‪:‬‬
‫ً‬ ‫• ثالث ًا‪ :‬من يجب عليه القضاء‬
‫وهو أنواع‪:‬‬
‫‪-‬خاصةً‪ ،-‬فإنه‬
‫ّ‬ ‫‪َ /1‬من أفطر يف نهار رمضان بالجماع‬
‫يجب عليه قضا ُء اليوم‪ ،‬مع الكفارة المغ ّلظة‪ ،‬وهي عتق رقبة‬
‫ُ‬
‫فإن لم يستطع صام شهرين متتابعين‪ ،‬فإن لم يستطع أطعم‬
‫ستين مسكينًا‪ ،‬فإن لم يستطع الجميع سقطت الكفارة؛ لما‬
‫ثبت عن أبي هريرة ‪ ‬قال‪ :‬جاء رجل إلى النبي ﷺ‪،‬‬
‫وقعت‬
‫ُ‬ ‫هلكت يا رسول اهلل‪ ،‬قال‪« :‬وما أهلكك»‪ ،‬قال‪:‬‬
‫ُ‬ ‫فقال‪:‬‬
‫على امرأيت يف رمضان‪ ،‬قال‪« :‬هل تجد ما تُعتق رقبة»‪ ،‬قال‪:‬‬
‫ال‪ ،‬قال‪« :‬فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين»‪ ،‬قال‪ :‬ال‪،‬‬

‫‪- 30 -‬‬ ‫فقه صوم المريض‬


‫قال‪« :‬فهل تجد ما تطعم ستين مسكينًا» [رواه البخاري ومسلم]‪.‬‬
‫وهذا الحديث يفيدنا ّ‬
‫أن اإلفطار يف هنار رمضان بالجماع‬
‫(هلكت)‪ ،‬ويفيدُ أيضًا ّ‬
‫أن‬ ‫ُ‬ ‫من الذنوب العظام ألنه قال‪:‬‬
‫بمن أفطر يف رمضان‪ ،‬وأ ّما إذا كان اإلفطار‬ ‫الكفارة خاصة َ‬
‫يف غير رمضان فال ك ّفارة‪.‬‬
‫أخر القضا َء ‪-‬مِن غير‬‫‪َ /2‬من أفطر يومًا من رمضان ثم ّ‬
‫جب عليه قضا ُء َما فاته‪،‬‬
‫رمضان اآلخر‪ :‬فإنه َي ُ‬ ‫َ‬ ‫ذر‪ -‬إلى‬ ‫ُع ٍ‬
‫و ُيطعم عن ك ُِّل يو ٍم مسكينًا‪ ،‬لقول ابن عباس وأبي هريرة‬
‫طعم)‪.‬‬ ‫‪( :‬أنّه يقضي وي ِ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫يقض‬ ‫ـــذره بيـــن الرمضانيين‪ ،‬فلـــم‬
‫اســـتمر ُع ُ‬
‫َّ‬ ‫وإ ّمـــا إن‬
‫مـــا أفطـــره يف رمضـــان األول بســـبب اســـتدامه العذر من‬
‫المـــرض ونحوه‪ ،‬ثـــم زال العـــذر بعد رمضان الثـــاين‪ ،‬فإنه‬
‫طعم‪.‬‬‫قضي مـــا فاتـــه وال ي ِ‬
‫ي ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫رض ُع إذا أفطرتا خوفًا على‬ ‫‪ /3‬المرأة الحامل والم ِ‬
‫ُ‬
‫الموت‪،‬‬
‫َ‬ ‫قوط أو‬‫الس َ‬
‫خاف عليه ُّ‬ ‫ُ‬
‫فالحامل َت ُ‬ ‫ولديهما؛‬
‫الحليب منه‪:‬‬
‫وينقطع ُ‬
‫َ‬ ‫يجف ثد ُيها‬
‫ّ‬ ‫رضع َت ُ‬
‫خاف أن‬ ‫والم ُ‬
‫ُ‬
‫‪- 31 -‬‬ ‫فقه صوم المريض‬
‫ف َيجوز لهما أن ُتفطِ َرا‪ ،‬ثم تقضيان األيام التي أفطرهتا‪،‬‬
‫تجب‬
‫ُ‬ ‫و ُيط َعم عن ك ُِّل يو ٍم منها مسكينًا‪ ،‬وتجب على من‬
‫عليه نفقة الولد أو الجنين‪.‬‬
‫َ َ َ َّ َ ُ ُ َ ُ ۡ َ ‪ٞ‬‬
‫ودليل ذلك‪ :‬قول اهلل تعالى‪﴿ :‬وع ٱلِين ي ِطيقونهۥ ف ِدية‬
‫ِنيۖ﴾ [البقرة‪ .]١٨٤ :‬قال ابن عباس ‪« :‬هي‬ ‫َ َ ُ ۡ‬
‫طعام مِسك ٖ‬
‫رضع إذا خافتا على أوالدهما أفطرتا وأطعمتا»‪.‬‬ ‫الحبلى والم ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫• رابع ًا‪ :‬من جتب عليه الكفارة فقط‪:‬‬
‫وهو أنواع‪:‬‬
‫رض ُه َمرضًا ُمز ِْمنًا؛ أي ال ُيرجى ُب ْر ُؤ ُه وال‬
‫‪َ /1‬من كان َم ُ‬
‫َبير الس ِّن إذا‬ ‫ِ‬
‫كحال ك ِ‬ ‫ِ‬
‫إفطاره عاقالً بالغًا؛‬ ‫ِش َفاؤه‪ ،‬وكان َ‬
‫حال‬
‫الشخص مصابًا بمرض ُمستمر‬
‫ُ‬ ‫لم يستطع الصوم‪ ،‬أو كان‬
‫يحتاج معه تناول أدوية يف أثناء النهار‪ ،‬وهناه األطباء عن‬
‫الصوم دائمًا‪.‬‬
‫الفطر‪ ،‬و ُيطعمون عن ك ُِّل يوم مسكينًا‪،‬‬
‫ُ‬ ‫جوز لهم‬
‫فهوال ُء َي ُ‬
‫وال يجزئ أن يصوم أحدٌ عنهم‪.‬‬

‫‪- 32 -‬‬ ‫فقه صوم المريض‬


‫ُ َ‬ ‫ع َّٱل َ‬
‫ِين يُ ِطيقون ُهۥ‬
‫َ ََ‬
‫ودلـيــل ذلـــك‪ :‬قـــول اهلل تعــالــى‪﴿ :‬و‬
‫عباس ‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِنيۖ﴾ [البقرة‪ ،]١٨٤ :‬قال اب ُن‬ ‫َۡ‪ۡ ُ َ َ ٞ‬‬
‫ف ِدية طعام مِسك ٖ‬
‫ِ‬
‫والمرأة الكبيرة ال يستطيعان‬ ‫ٍ‬
‫بمنسوخة‪ ،‬يف الشيخِ الكبير‬ ‫«ليست‬
‫كان ك ُِّل يو ٍم مسكينًا» [رواه البخاري]‪.‬‬
‫الصوم‪ ،‬ف ُيطعمان ُم َ‬ ‫َّ‬
‫الصوم دائمًا فأخرج ك ّفارةً‪ ،‬ثم‬
‫و َمن قال له األطبا ُء بعدم َّ‬
‫َب ِرء واستطاع الصيام‪ :‬فإنه ال يقضي وتكفي عنه الكفارة‪.‬‬
‫‪َ /2‬من أفطر يومًا من رمضان لغير ُعذر‪ ،‬أو ٍ‬
‫لعذر ثم زال‪،‬‬
‫يقض فيها ما فاته‪ ،‬ثم مات‪ :‬فإنّه‬‫ِ‬ ‫وأدرك أيامًا من شوال ولم‬
‫يجب أن ُيك ّفر عنه من مالِه عن ك ُِّل يو ٍم ُيطعم مسكين‪.‬‬

‫• كيفية اإلطعام يف الكفارة‪:‬‬


‫وك ُُّل كفارة من الكفارات السابقة فصف ُة إخراجها‪ :‬أن‬
‫نصف صاع من طعام‪ ،‬أو ُمدّ ًا من‬
‫َ‬ ‫الفقير أو المسكين‬
‫ُ‬ ‫ُيع َطى‬
‫ُبر‪ ،‬عن ك ُِّل يو ٍم من األيام التي أفطرها‪.‬‬
‫نصف صا ٍع وي ِ‬
‫عاد ُل تقريبًا (كيلو‬ ‫جوز أن َيبذل لهم‬
‫ف َي ُ‬
‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫ونصف) من التمر أو الشعير أو الزبيب أو األقط‪ ،‬وكذلك‬
‫‪- 33 -‬‬ ‫فقه صوم المريض‬
‫الناس يقتاتون هبا؛‬
‫ُ‬ ‫يجوز من غير هذه األصناف إذا كان‬
‫كالرز‪ ،‬أو الدُّ ْخن‪ ،‬أو الذرة بحسب حاجة البلدان‪.‬‬
‫أو ُيعطِي المسكي َن ُمد ًا من ال ُب ِّر (ويعادل ثالثة أرباع كيلو)‬
‫الحنطة‪ .‬كذا قدّ ره الصحابة ‪.‬‬ ‫من البر أو ِ‬
‫ُ ِّ‬
‫الفقير‬
‫َ‬ ‫المقدار و ُيعطيه‬
‫َ‬ ‫ويجوز للشخص‪ :‬أن َيط َب َخ هذا‬
‫ُ‬
‫مطبوخًا‪ ،‬ولكن األحوط أن ُيعطيهم إياه بالمقدار السابق‪.‬‬
‫لكن ال ُيجزئ يف الكفارة أن يعطي الفقراء َما ً‬
‫ال نقديًا‪.‬‬
‫جزئ أن َيصن ََع طعامًا ويدعو إليه الفقراء‬ ‫كما ال ُي ُ‬
‫ليأكلوا منه؛ ألنه لم ُيم ّلكهم إياه وإنما أباحه لهم‪ ،‬وال ُبدّ يف‬
‫الكفارات من التمليك‪.‬‬
‫ٍ‬
‫لمسكين واحد أو أكثر‪،‬‬ ‫جوز إعطاء الكفارة‬
‫وأ ّما ال َعدد ف َي ُ‬
‫فمن أفطر شهر ًا كامالً يجوز له أن يعطي مسكينًا واحد ًا‬ ‫َ‬
‫كفارة الشهر ُك َّله‪.‬‬
‫ويجوز كذلك إخراج الكفارة عن العجز عن الصيام يف‬
‫ّأول شهر رمضان ويف وسطه ويف آخره‪.‬‬

‫‪- 34 -‬‬ ‫فقه صوم المريض‬


‫امليت الذي عليه صوم؟‪:‬‬ ‫األقارب عن ِّ‬
‫ُ‬ ‫• هل َي ُصوم‬
‫المريض وعليه أيا ٌم من رمضان لم يقضها‪،‬‬
‫َ‬ ‫إذا َتو َّفى ُ‬
‫اهلل‬
‫فهل َي ُصو ُم عنه أولياؤه أم ال؟‬
‫إن الصو َم الواجب يف رمضان أو بسبب كفارات‬ ‫ف ُيقال‪ّ :‬‬
‫اليمين أو غيرها من الكفارات‪ :‬ال يصوم أقارب المي ِ‬
‫ت عنه‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬
‫تجب عليه الكفارة‬
‫ُ‬ ‫ممن‬
‫وإنما ُيط َعم عنه إذا كان الميت َّ‬
‫‪-‬كما تقدّ م تفصي ُله‪.-‬‬
‫ــات وعليه صيا ٌم َصا َم َعنه َول ُّيه»‬
‫«من َم َ‬ ‫وأما حـــديث‪َ :‬‬ ‫ّ‬
‫الول ِ َّي إنما َيصو ُم عن الميت الصو َم‬ ‫فإن ِ‬‫[رواه البخاري]‪ّ ،‬‬
‫خاصة‪ ،‬دون صوم قضاء رمضان أو‬ ‫ّ‬ ‫الواجب بالنذر‬
‫َ‬
‫يدل عليه‪ ،‬قال أبو داود‪( :‬هذا‬ ‫ِ‬
‫وسبب الحديث ُّ‬ ‫الكفارات‪،‬‬
‫ُ‬
‫قول أحمدَ بن حنبل)‪.‬‬ ‫يف الن ِ‬
‫َّذر وهو ُ‬
‫أسأل اهلل أن يشفى َمرضانا ومرضى المسلمين‪ ،‬وص َّلى‬
‫اهلل وس َّلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين‪.‬‬
‫ُ‬

‫‪    ‬‬

‫‪- 35 -‬‬ ‫فقه صوم المريض‬


‫‪‬‬
‫الصــفــحــة‬ ‫ ‬ ‫املوضـــــوع‬
‫المقدمة‪3...............................................‬‬
‫• وجوب الصوم‪ ،‬ومن الذي يلزمه ‪5.................‬‬
‫شروط وجوب الصوم ‪5................................‬‬
‫الشرط األول‪ :‬البلوغ ‪5.................................‬‬
‫الشــرط الثاين‪ :‬العقل‪٦..................................‬‬
‫أنـــواع فاقــدي العقل ‪6.................................‬‬
‫‪ /1‬فقد العقل بسبب الجنون‪6..........................‬‬
‫بسبب المرض ‪6.........................‬‬‫ِ‬ ‫‪ /2‬فقد العقل‬
‫‪ /3‬الـنـوم‪7.............................................‬‬
‫‪َ /4‬ف ْقدُ العقل بسبب اإلغما ُء ‪7.........................‬‬
‫‪ /5‬فقد العقل بسبب األدوية ‪-‬كال َبنْج ونحوه‪8........ -‬‬
‫الشرط الثالث‪ :‬أن يكون قادر ًا على الصوم ‪9............‬‬
‫أمثلة وتطبيقات للمرض الذي يبيح الفطر ‪10............‬‬
‫• حكم صوم املريض ‪12...............................‬‬
‫الفطر على الصائم‪12.....‬‬
‫ُ‬ ‫يجب معه‬
‫ُ‬ ‫أوالً‪ :‬المرض الذي‬
‫‪- 36 -‬‬ ‫فقه صوم المريض‬
‫الصــفــحــة‬ ‫ ‬ ‫املوضـــــوع‬
‫جوز فيه اإلفطار ‪12................‬‬ ‫المرض الذي َي ُ‬
‫ُ‬ ‫ثانيًا‪:‬‬
‫ثالثًا‪ :‬المرض الذي ال يجوز الفطر معه ‪14..............‬‬
‫الصيــام ‪15................................‬‬ ‫رات ِّ‬ ‫• ُم ِّ‬
‫فط ُ‬
‫األكل والشرب ‪15.......................‬‬ ‫ُ‬ ‫المفطر األول‪:‬‬
‫مص من األدوية ‪١٦...........................‬‬ ‫تناول ما ُي ُّ‬
‫المنظار الطبي عن طريق الفم أو األنف‪١٦...............‬‬
‫الطبيب قطعة على اللسان ألجل الكشف على الحلق‪١٦.‬‬ ‫ُ‬ ‫وضع‬
‫إذا َو َض َع الصائم مرهم على تجويف األنف ‪١٦..........‬‬
‫للصائم‪١٧........................‬‬ ‫المضمض ُة أو الغرغرة َّ‬ ‫َ‬
‫بخاخات التنفس (الفونتالين وغيره) واألوكسجين ‪١٧...‬‬
‫البخاخات التي فيها دواء َمطحون‪١٧....................‬‬
‫الروائح النَّ َّفاثة للمطهرات والطيب‪١٧...................‬‬
‫استعمال الفرشاة والمعجون ‪١٧.........................‬‬
‫قيام طبيب األسنان بعالج أسنان المريض ‪١٨............‬‬
‫وصول ال َبلغم أو سيالن األنف إذا ن ََز َل للحلق مباشر ًة‪١٨.‬‬
‫المفطر الثاين‪َ :‬ما يف معنى األك ِل والشرب‪١٨.............‬‬
‫الــضابـط فيه ‪١٨.........................................‬‬
‫‪- 37 -‬‬ ‫فقه صوم المريض‬
‫الصــفــحــة‬ ‫ ‬ ‫املوضـــــوع‬
‫المغذيات التي َتحتَوي على أنوا ٍع من السكريات ‪١٩.....‬‬
‫لجسد ِه َد ٌم ‪١٩................................‬‬
‫ِ‬ ‫َمـــن دخل‬
‫الدواء الذي ُيوضع يف العين‪١٩..........................‬‬
‫الدواء الذي يوضع األذن ‪١٩............................‬‬
‫اإلبـر العالجية ‪١٩.......................................‬‬
‫الجرحٍ ‪٢٠.............................‬‬ ‫َوضع الدواء على ُ‬
‫لصق خافض الحرارة ولص النوكاتين على الجلد‪٢٠.‬‬ ‫َو ْض ُع ٍ‬
‫استعمل التحميلة مِن طريق الدُّ بر‪٢٠.....................‬‬
‫استعمل المنظار الطبي من أي طريق غير الفم واألنف‪٢٠.‬‬
‫الكشف الطبي على الدُّ بر ‪٢٠............................‬‬
‫الو َلد من المرأة‪ ،‬وأخذ عينة منها‪٢٠..‬‬
‫الكشف ا لطبي على مخرج َ‬
‫تعمد ال َقيء ‪٢٠..........................‬‬ ‫المفطر الثالث‪ّ :‬‬
‫من َخ َر َج ال َقي ُء مِنه بدون فع ٍل منه ‪٢١....................‬‬
‫خرج إلى تجويف َف ِمه شي ٌء‪٢١.....‬‬ ‫َمن استقا َء ولكن لم َي ُ‬
‫تعمد خروج الدم ‪٢١.....................‬‬ ‫المفطر الرابع‪ّ :‬‬
‫َمن احتجم يف رمضان‪ ،‬أو َف َصدَ ِع ْرقًا‪٢٢.................‬‬
‫مــــن تربّع بــــد ٍم كثير ‪٢٢................................‬‬
‫‪- 38 -‬‬ ‫فقه صوم المريض‬
‫الصــفــحــة‬ ‫ ‬ ‫املوضـــــوع‬
‫خروج د ٍم كثير منه‪٢٢..‬‬ ‫َ‬ ‫أجرى عمل ّية جراح ّية اقتضت‬ ‫من َ‬
‫من قام بغسيل الدم ‪-‬كحال مرضى الكلى‪٢٢.......... -‬‬
‫أخــذ عينات للتحليل ‪٢٢................................‬‬
‫صـــوم من ُقلِ َع له ِس ٌّن ‪٢٢................................‬‬
‫الـرعاف ‪٢٣.............................................‬‬ ‫ُّ‬
‫ِ‬
‫جريت له عملية جراحية طارئة‪٢٣...................‬‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫من أ‬
‫فطر الحاجـم‪٢٣.........................................‬‬
‫الممرض الذي يسحب الدم ال يفطر ‪٢٣.................‬‬
‫المني ‪٢٣.................‬‬ ‫ّ‬ ‫تعمد إخراج‬ ‫المفطر الخامس‪ّ :‬‬
‫خروج المني مرض َّيًا‪٢٤.................................‬‬
‫خروج المذي‪٢٤........................................‬‬
‫روج دم الحيض والنفاس ‪٢٤........‬‬ ‫المفطر السادس‪ُ :‬خ ُ‬
‫أحست المرأة بانتقال دم الحيض‪ ،‬ولم َت َره أثناء النهار ‪٢٤.‬‬ ‫إذا ّ‬
‫أ ّن العربة بالقطع بخروج دم الحيض‪ ،‬وأ ّما ُّ‬
‫الشك فال عرب َة به‪٢٥..‬‬
‫خروجه بتناول ٍ‬
‫دواء ما ‪٢٥..‬‬ ‫ِ‬ ‫نعت ُخروج د ِم الحيض‪ ،‬أو أوقفته بعد‬
‫من َم ْ‬
‫المرأة النفساء تأخذ ُحكم الحائض‪٢٦...................‬‬
‫النفــــاس ال َحدَّ ألق ِّله‪٢٦................................‬‬
‫‪- 39 -‬‬ ‫فقه صوم المريض‬
‫الصــفــحــة‬ ‫ ‬ ‫املوضـــــوع‬
‫أقصى َحدِّ النفاس أربعون يومًا من الوالدة‪٢٦...........‬‬
‫الد َم إذا انقطع يف النفاس ثم عاد‪ ،‬فما الحكم عند االنقطاع؟‪٢٦.‬‬
‫حاالت الدم الذي يخرج من المرأة عند إسقاط الجنين ‪٢٧.‬‬
‫ما تراه المرأة الحامل قبل الوالدة من دم بيو ٍم أو يومين ‪٢٨..‬‬
‫• ما يجب على َمن أفطر يوم ًا من رمضان‪٢٩........‬‬
‫يجب عليه ال َقضا ُء وال الك َّفارة ‪٢٩...........‬‬
‫ُ‬ ‫أوالً‪َ :‬من ال‬
‫ثانيًا‪ :‬من يجب عليه القضاء فقط‪٢٩.....................‬‬
‫ثالثًا‪ :‬من يجب عليه القضاء والكفار ًة معًا ‪٣٠...........‬‬
‫رابعًا‪ :‬من يجب الكفار ًة فقط ‪٣٢........................‬‬
‫مقـدار اإلطعام‪٣٣.......................................‬‬
‫نوع الطعام الذي يخرج ومقداره ‪٣٤.....................‬‬
‫ال ‪٣٤...............................‬‬ ‫هــــل يجوز بذلها ما ً‬
‫صنع الطعام ودعوة المساكين ال يجزئ ‪٣٤..............‬‬
‫إذا أعطى كفارة الشهر لشخص واحد جاز‪٣٤............‬‬
‫وقت إخراج الكفارة عن شهر رمضان‪٣٤................‬‬
‫هل يصوم األقارب عن الميت الذي عليه صوم؟ ‪٣٥.....‬‬
‫الفهرس ‪٣٦.............................................‬‬
‫‪- 40 -‬‬ ‫فقه صوم المريض‬

You might also like