العقل خاصية فريدة في اإلنسان تميزه عن غيره من الكائنات بكل ما
يتمتع به من قدرات ومهارات مختلفة بين األفراد والجماعات
.وهو نعمة كبيرة إذا لم يتعرض إلى علة تقيده وتنقص من نسبة أدائه لمهامه ومهاراته ومعها الحركية والنفسية ،ومنه يظهر لنا المعاق ذهنيا الذي كان مهمش في األزمنة السابقة إلى أن تطورت وسائل التنمية وكثرت المراكز لهذه الفئة ،فنجده في دور الرعاية والمراكز التي تنمي له لغته وتساعده في التكيف والتواصل مع المجتمع الذي هو جزء منه ، بمختلف الوسائل المتاحة ويعتبر المتخلفين ذهنيا من اهم القضايا اإلنسانية واالجتماعية المطروحة على المستوى الدولي والوطني ،حيث أفادت تقارير منظمة الصحة العالمية أن من بين سكان العالم يوجد 95مليون شخص شخص يعانون من التخلف الذهني حسب ما سجل عام .2013أي ما يشكل %3-2من مجموع السكان .و بالنسبة للجزائر وحسب احصائيات وزارة المعاقين ذهنيا أن العدد االجمالي لألطفال المتخلفين ذهنيا المسجلين للسنة الدراسية 2022 /2023يفوق 30ألف من مختلف االعاقات وعلى هذا أصبحت هذه الفئة بؤرة اهتمام شتى المجتمعات العتبارها مشكلة خطيرة في أي مجتمع قد تعمل على تأخر مسيرة التنمية فيه تتميز فئة المتخلفين ذهنيا بمستوى أداء يقل عن العادي بفرق واضح ،مما قد يحتمل تأخر في القيام بالوظائف الحيوية كما يستلزم أن تكون صعوبة في تأقلم ومن بين انواع اإلعاقات التي يتعرض لها األطفال نجد فئة متالزمة داون التي تعد فئة من ذوي االحتياجات الخاصة المنتشرة والتي تعود تسميتها إلى الطبيب البريطاني جون داون الذي كان أول من وصف هذه المتالزمة في عام 1862والذي سمى المصابين بها باسم المنغولي وذلك ألن هم يشبهون في مالمحهم الجسدية وخاصة الوجه العرق المنغولي (هنادي أحمد قعدان ، 2014 ،ص )19كما يرى بيتسر و ويتتر بأن متالزمة داون عبارة عن شدود خلقي مركب وشائع في كروموسوم 21 ،نتيجة اختالل في تقسيم الخلية ويكون مصاحب لتخلف عقلي في حين يراها مجيد بأنها عبارة عن مرض خلقي أي أن هذا المرض عند الطفل منذ الوالدة وأن المرض كان لديه منذ اللحظة التي خلق فيها وهو ناتج عن زيادة في .عدد الكروموسومات( هنادي أحمد قعدان ، 2014 ،ص )20-19 كما أكدت الدراسات على أن هذه الفئة تحتاج إلى التكفل والتأهل والرعاية من خالل تقديم مجموعة من الخدمات الطبية واالجتماعية والنفسية والتربوية من بينها دراسة آمنة محمد الهدلي التي توصلت إلى أن اإلهتمام بهذه الفئة يكون من خالل إنشاء مراكز وجمعيات لرعايتهم وإتاح ة الفرص على مواجهة المواقف المختلفة التي تكسبه الكثير من الخبرات المعرفية والعلمية وتطبيق برامج الدمج في المدارس العادية( آمنة محمد الهدلي )2008 ،وألن األطفال بصفة عامة واطفال متالزمة داون بصفة خاصة يكونون في مرحلة الطفولة في ذروة استعداداتهم للتغيير والتعلم ،ويأكد المختصون في ميدان التربية الخاصة على أهمية برامج التدخل المبكر لمساعدتهم وهذا ما اكدته دراسة بطرس حافظ التي كشفت عن وجود تأثير لبرامج في تنميه بعض جوانب النشاط المعرفي والمهارات االجتماعية لدى الطفل في مرحله ما قبل التمدرس فهم في أمس الحاجة الى جهد مستمر ومتواصل ورعاية شاملة ومتكاملة وذلك بهدف تحسين األداء الشامل الطفال لمتالزمة داون بصفة عامة والتواصل بشكل خاص والذي أساسه الفهم الذي هو وسيله اتصال هامه من ابرز دعائم التي يقوم عليها بناء العمليات المعرفية للفرد ومع كل هذه الدوافع واالسباب نشأت لدينا اشكاليه اثارت فضولنا تتمثل في التساؤل التالي هل للتكفل المبكر دور في تنمية الفهم الشفهي لدى اطفال متالزمه داون؟؟ مامدى تأثير التكفل المبكر األرطفوني متالزمة داون؟؟