حسان بشير، العقود المسماة

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 113

‫المسماة‬

‫ّ‬ ‫العقود‬

‫كلية الحقوق والعلوم السياسية واإلدارية في الجامعة اللبنانية‬

‫الفرع األول‬

‫إعداد‬

‫حسّان بشير‬

‫العام الجامعي‬

‫‪2023-2022‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫القسم األول‪ :‬عقد البيع‬


‫تعريف عقد البيع وخصائصه‪:‬‬
‫يتفرغ عن ملكية شيء ويلتزم فيه‬
‫تعرف المادة ‪ 372‬م‪.‬ع البيع بأنه‪" :‬عقد يلتزم فيه البائع أن ّ‬
‫ّ‬
‫الشاري أن يدفع ثمنه"‪.‬‬
‫يتبين من هذا التعريف‪ ،‬أن عقد البيع يتميز بخصيصتين أساسيتين تميزان عقد البيع عن‬ ‫ّ‬
‫غيره من العقود‪ ،‬واذا ما تخلّفت إحدى هاتين الخصيصتين لما كان العقد بيعاً‪.‬‬
‫والخصيصة األولى أنه عقد ُينشئ على عاتق البائع التزاماً بنقل ملكية شيء أو حق مالي‬
‫آخر‪ .‬والثانية هي أننقل ملكية الشيء أو الحق المالي يكون في مقابل ثمن نقدي يلتزم بدفعه المشتري‪،‬‬
‫الملزمة للجانبين‪ ،‬كما أنه من العقود الرضائية باإلضافة‬
‫هذا باإلضافة إلى أن عقد البيع من العقود ُ‬
‫إلى أنه بحسب األصل من العقود ذو العوض‪.‬‬
‫ونعرض لهذه الخصائص فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬البيع ُينشئ التزاماً بنقل ملكية شيء أو حق مالي آخر‪:‬‬


‫بمجرد العقد إذا كان وارداً على منقول معين‬
‫ّ‬ ‫وفقاً للقواعد العامة فإن التزام ينشأ وينفَّذ فو اًر‬
‫بالذات يملكه الملتزم‪ .‬وفي هذه الحالة يمكن القول إن نقل الملكية تكون أثر من آثار عقد البيع وليس‬
‫موجب من موجبات البائع‪.‬‬
‫أما إذا كان االلتزام وارداً على منقول معين بالنوع فال تُنقل الملكية وال ُينفَّذ التزام البائع إال‬
‫من وقت إفراز الشيء المبيع‪ ،‬واذا كان المبيع عقا اًر فإن الملكية ال تنتقل إال بالتسجيل‪.‬‬
‫وفي هاتين الحالتين يمكن القول إن البيع يرتِّب على البائع موجب نقل الملكية وذلك باإلفراز‬
‫إذا كان المبيع معين بالنوع وبالتسجيل في السجل العقاري إذا كان المبيع عقا اًر‪.‬‬

‫‪ -2‬البيع ال يرد فقط على األشياء المادية‪:‬‬


‫التفرغ عن ملكية شيء ولم ُيشر إلى نقل حق مالي‬ ‫ذكرت المادة ‪ 372‬أنه على البائع التزام ّ‬
‫آخر غير الملكية‪ .‬غير أن ذلك ال يعني أن القانون اللبناني ال يتصور أن يرد البيع إال على عين أو‬
‫شيء فقط‪ ،‬بل إنه ي ِ‬
‫دخل في اعتباره كذلك الحقوق المالية األخرى‪ .‬إذ أنه وفقاً لهذا القانون يمكن أن‬ ‫ُ‬
‫يرد البيع على أموال مادية أو أموال غير مادية (كحقوق الملكية الفكرية)‪ ،‬كما يصح أن يكون البيع‬
‫عيناً معينة أو حقاً مترتباً عليها شائعاً أو محدداً‪.‬‬
‫هذه الحقوق التي تترتب على األعيان قد تكون حقوق ارتفاق أو حقوق انتفاع‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫‪ -3‬عقد البيع عقد معاوضة يتم مقابل ثمن نقدي‪:‬‬


‫عقد البيع من عقود المعاوضات ألن ُكالً من طرفيه يأخذ مقابالً لما يعطيه‪ .‬فالبائع يحصل‬
‫على الثمن مقابل المبيع والمشتري يحصل على المبيع مقابل الثمن‪ .‬فإذا ما انعدم المقابل أصبح‬
‫العقد هبة ال بيعاً وتعيَّن خضوعه لألحكام الخاصة بالهبة ال بالبيع‪.‬‬

‫‪ -4‬عقد البيع من العقود المتبادلة‪:‬‬


‫البيع عقد ملزم للجانبين‪ ،‬أو عقد تبادلي‪ ،‬ألنه يولِّد التزامات متقابلة على عاتق المتعاقدين‪،‬‬
‫بحيث يصبح كل منهما دائناً ومديناً لآلخر في ٍ‬
‫آن واحد‪.‬‬
‫فالبائع دائن باستالم الثمن ومدين بتسليم الملكية‪ ،‬والشاري دائناً باستالم الشيء مدين بدفع‬
‫الثمن‪.‬‬
‫ويترتب على ذلك خضوع البيع ألحكام العقود الملزمة للجانبين من ناحية تطبيق أحكام‬
‫الفسخ‪ ،‬والدفع بعدم التنفيذ‪ ،‬وتبعة استحالة التنفيذ‪.‬‬

‫‪ -5‬عقد البيع من العقود الرضائية‪:‬‬


‫المشرع النعقاده شكالً خاصاً وانما يكفي تراضي‬‫ّ‬ ‫العقد الرضائي هو العقد الذي ال يتطلب‬
‫طرفيه عليه النعقاده‪ ،‬بحيث يكفي التعبير عن رغبتهما في انعقاده أياً كان شكل هذا التعبير كتابةً أو‬
‫شفاهة أو باإلشارة الدالة‪.‬‬
‫أما العقد الشكلي فهو العقد الذي ُيشترط النعقاده إفراغ رضاء أطرافه في شكل معين‪.‬‬
‫ومبدأ رضائية البيع ليس متعلقاً بالنظام العام‪ ،‬فيجوز للمتعاقدين أن يتفقا على خالفه‪ ،‬فيجوز‬
‫لهما االتفاق على أن ال ينعقد البيع إال إذا أ ِ‬
‫ُفرغ رضائهما في شكل معين كتدوينه في ورقة رسمية أو‬
‫المتفق عليه‪.‬‬
‫عرفية‪ ،‬فال ينعقد البيع في هذه الحالة إال باستيفاء الشكل ُ‬

‫التصرف‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫‪ -6‬عقد البيع هو عمل من أعمال‬
‫ففي هذا العقد يلتزم البائع بالتسليم ويلتزم الشاري بدفع الثمن‪ .‬فالبائع يفقد الشيء المبيع‬
‫والشاري يفقد الثمن‪.‬‬

‫‪ -7‬عقد البيع عقد محدد القيمة بحسب األجل‪:‬‬


‫األصل أن البيع عقد محدد القيمة‪ ،‬ألن كالً من طرفيه يعلم أو يستطيع أن يعلم وقت إبرامه‬
‫ما يعطي وما يأخذ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫• تمييز عقد البيع عن غيره من العقود‪:‬‬


‫‪ -1‬البيع والمقايضة‪:‬‬
‫إن المقايضة عقد يلتزم فيه ُكل من المتعاقدين أن يؤدي شيئاً للحصول على شيء آخر‪.‬‬
‫نميز عقد البيع عن عقد المقايضة هو الثمن‪ ،‬فإذا قام‬
‫إن العنصر الجوهري الذي يجعلنا ّ‬
‫وح ِّددت قيمتها بـ ‪ 5‬آالف دوالر‪ ،‬فال فرق إذا دفع الشاري نقداً أو عين ّ‬
‫معينة‪ ،‬إذ‬ ‫سيارة ُ‬‫شخص ببيع ّ‬
‫طالما ُح ِّدد الثمن نقداً نكون أمام بيع‪ ،‬أما إذا لم ُيذكر الثمن وتم التبادل بالعين المعينة نكون أمام‬
‫مقايضة‪.‬‬
‫أما إذا باع هذا الشخص السيارة وذلك مقابل عين معينة ومبلغ من المال‪ ،‬فهنا ينبغي التفريق‬
‫بين ثالث حاالت‪:‬‬
‫أ‪ -‬إذا كانت قيمة العين أقل من المبلغ المالي نكون أمام عقد بيع‪.‬‬
‫ب‪ -‬إذا كانت قيمة العين أكبر من المبلغ المالي نكون أمام عقد مقايضة‪.‬‬
‫ج‪ -‬إذا تعادلت قيمة العين مع المبلغ المالي‪ ،‬فهنا يجب الوقوف على ّنية المتعاقدين إلى ما كانت‬
‫ترمي‪.‬‬

‫‪ -2‬البيع والهبة‪:‬‬
‫يتفرغ المرء لشخص آخر عن كل أمواله أو عن بعضها‬
‫تصرف بين األحياء‪ ،‬بمقتضاها َّ‬
‫الهبة ّ‬
‫بال مقابل‪.‬‬
‫مقومات الهبة أنها تتم بال عوض‬
‫فالهبة كالبيع‪ ،‬عقد ناقل للملكية بين األحياء‪ ،‬غير أنه من ّ‬
‫التبرع لدى الواهب‪.‬‬
‫بنية ّ‬
‫ّ‬
‫إن الهبة المثقلة بعبء‪ ،‬سواء أكان هذا العبء ذا قيمة أقل من قيمة الشيء الموهوب بصورة‬
‫محسوسة أو معادلة لها أو أكبر منها‪ ،‬تبقي على الصفة القانونية للعقد بأنه عقد هبة‪ .‬وهذا ما نصت‬
‫عليه المادة ‪ 169‬م‪.‬ع‪.‬‬

‫‪ -3‬البيع والوكالة‪:‬‬
‫ِّ‬
‫الموكل إلى الوكيل القيام بقضية أو عدة قضايا أو بإتمام‬ ‫يفوض‬
‫الوكالة هي عقد بمقتضاه ِّ‬
‫عمل أو فعل أو جملة أعمال أو أفعال‪ .‬وقد يشتبه عقد الوكالة بعقد البيع‪ ،‬ويكون ذلك في حالة قيام‬
‫شخص بتسليم شيء يملكه إلى شخص آخر لكي يقوم ببيعه للغير‪ ،‬وال يتضح من اتفاق المتعاقدين‬
‫ما إذا كان قد قُ ِ‬
‫ص َد بهذا االتفاق أن يكون البيع لحساب الطرف األول فيكون العقد وكالة‪ ،‬أما إن‬
‫قُ ِ‬
‫ص َد به أن يتم ذلك لحساب الطرف الثاني فيكون العقد بيعاً‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫كما أن البيع َي ِرد على الملكية‪ ،‬أما لوكالة فترد على عمل قانوني يلتزم الوكيل بالقيام به‬
‫لحساب الموكل‪.‬‬

‫‪ -4‬البيع وااليجار‪:‬‬
‫االيجار عقد يلتزم به المرء أني يولي شخصاً آخر حق االنتفاع بشيء ثابت أو منقول أو‬
‫بحق ما لمدة معينة مقابل بدل يلتزم هذا الشخص أداءه إليه‪.‬‬
‫ويتبين من ذلك أنه بينما ُيقصد بالبيع نقل ملكية شيء أو حق مالي آخر‪ ،‬فيقصد باإليجار‬
‫التمكين من االنتفاع بالشيء المؤجر أو الحق المالي‪ ،‬مدة معلومة‪ ،‬فاإليجار ينشئ التزاماً على عاتق‬
‫المؤجر بتمكين المستأجر من االنتفاع بالمأجور‪.‬‬

‫الباب األول‪ :‬أركان البيع‪:‬‬


‫نصت المادة ‪ 373‬م‪.‬ع على‪" :‬إن صحة البيع تتوقف على اتفاق المتعاقدين على ماهية‬
‫العقد وعلى المبيع والثمن والشرائط العامة لصحة الموجبات"‪.‬‬
‫فعقد البيع شأنه شأن أي عقد آخر ال ينعقد إال إذا توافرت له ثالثة أركان هي‪ :‬الرضى‬
‫والموضوع والسبب‪.‬‬
‫يلزم النعقاد البيع وجود الرضى‪ ،‬أي التقاء إيجاب وقبول متطابقين‪ .‬وحتى تتحقق للعقد شروط‬
‫صحته يجب أن يصدر التعبير عن اإلرادة من شخص كامل األهلية لم يشب إرادته عيب من عيوب‬
‫اإلرادة‪.‬‬
‫أما عن الموضوع‪ ،‬فالواقع أنه ركن في الموجب ال في العقد وينصرف بهذا التحديد إلى‬
‫األداء الذي يجب على المدين القيام به لصالح الدائن‪ .‬وقد سبق وذكرنا أن عقد البيع ملزماً للجانبين‬
‫يرتب التزامات على عاتق البائع والمشتري‪ .‬فالتزام البائع األساسي هو نقل ملكية الشيء المبيع‪،‬‬
‫فموضوع موجبه هو المبيع‪ ،‬أما المشتري فالتزامه األساسي هو دفع الثمن‪ ،‬فيكون موضوع موجبه هو‬
‫الثمن‪ .‬لذلك فدراسة الموضوع في عقد البيع تنصرف إلى دراسة المبيع والثمن‪.‬‬
‫أما عن السبب في عقد البيع‪ ،‬فيكتفى بالقول أنه يخضع للمبادئ العامة وخاصة ما ورد في‬
‫نص المادة ‪ 201‬م‪.‬ع "إذا كان سبب العقد غير ُمباح كان العقد باطالً أصالً"‪.‬‬
‫وعلى ذلك ينقسم هذا الباب إلى ثالثة فصول هي‪:‬‬
‫الفصل األول‪ :‬الرضى في عقد البيع‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬المبيع‪.‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬الثمن‪.‬‬
‫وعند دراستنا للرضى ال بد من المرور على األهلية الخاصة والعامة بعقد البيع‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫الفصل األول‪ :‬الرضى في عقد البيع‪:‬‬


‫بمجرد التقاء مشيئتين دونما حاجة إلى شكل‬
‫َّ‬ ‫إن عقد البيع من العقود الرضائية‪ ،‬أي أنه يتم‬
‫معين لإلعراب عن المشيئتين‪ ،‬فالرضى كما نصت المادة ‪ 176‬م‪.‬ع هو الصلب والركن لكل عقد بل‬
‫أعم‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫لكل اتفاق على وجه ّ‬
‫وعليه فإن عقد البيع يرتكز كركن أساسي له على توافق إرادة كل من المتعاقدين‪ .‬غير أن‬
‫هناك بعض الشذوذ‪ ،‬والمقصود بالشذوذ هنا أن هناك بعض الحاالت جاءت القاعدة القانونية لتحجب‬
‫الرضى‪.‬‬
‫فمن جهة هناك البيوع الجبرية التي تحصل نتيجة الحجز واالستمالك للمصلحة العامة‪ ،‬حيث‬
‫ُيلزم المتخلي عن ملكه أن يتخلى عنه بشروط وأثمان ال يكون قَبِ َل فيها بملء إرادته‪.‬‬
‫ومن جهة أخرى هنالك قيود لحرّية اختيار المشتري‪ ،‬كالحالة التي ُيجبر فيها البائع على بيع‬
‫ٍ‬
‫مشتر محتكر‪ ،‬بموجب القانون‪ ،‬مثالً بيع التبغ إلدارة حصر التبغ والتنباك (الريجي)‪ ،‬أو‬ ‫سلعته إلى‬
‫بيع القمح أثناء الحرب لمكتب القمح‪ ،‬وفي هذين المثلين يفرض المشتري الثمن أيضاً‪.‬‬
‫إضافة إلى ذلك‪ ،‬هناك الحالة التي ُيلزم فيها البائع أن يعطي األولوية في الشراء إلى شخص‬
‫المشتركة باألولوية بالنسبة‬
‫معين‪ ،‬كحالة الشفعة التي يمكن فيها للشريك أن ُيلزم شريكه ببيعه حصته ُ‬
‫ّ‬
‫إلى أي شخص آخر‪.‬‬

‫الممهدة لعقد البيع‪:‬‬


‫ّ‬ ‫الرضى في العقود‬
‫ويتضمن الوعد بالبيع وصوره‪ :‬الوعد بالتفضيل والبيع على شرط المذاق‪.‬‬
‫وكذلك الوعد بالشراء وبعض البيوعات الموصوفة كالبيع على شرط التجربة والبيع بالعربون‬
‫والبيع بالنموذج والبيع الجزاف‪.‬‬

‫الوعد بالبيع‪:‬‬
‫بحسب المادة ‪ 493‬م‪.‬ع‪" :‬إن الوعد بالبيع عقد بمقتضاه يلتزم المرء بيع شيء من شخص‬
‫آخر ال يلتزم شراءه في الحال"‪.‬‬

‫لماذا الوعد بالبيع‪:‬‬


‫قد يتساءل البعض لماذا قد يلجأ شخص إلى الوعد بالبيع؟‬
‫سنسرد هنا مثاالً يوضح أهمية اللجوء عملياً إلى هكذا نوع من العقود التمهيدية‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫لنفترض أن هناك شخصاً يرغب في إنشاء مشروعاً معيناً ويحتاج إلى قطعة أرض بمساحة‬
‫عدة‬
‫اضطره إلى اللجوء إلى أصحاب ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ 20‬ألف متر مربع‪ .‬إال أنه لم يجد عقا اًر بهذه المساحة‪ ،‬مما‬
‫عقارات متجاورة يملكون منفصلين هذه المساحة‪.‬‬
‫فإذا قام هذا الشخص بالشراء من األول والثاني والثالث ما مساحته ‪ 15‬ألف متر مربع‪ ،‬في‬
‫ٍ‬
‫لسبب ما‪ ،‬فإنه يكون قد اشترى ثالثة عقا ارت وبالرغم من‬ ‫حين تع ّذر عليه الشراء من الشخص الرابع‬
‫ذلك لم يتمكن من الحصول على المساحة المطلوبة إلنشاء مشروعه‪ .‬فهنا تتجلى أهمية الوعد بالبيع‬
‫في المعامالت االقتصادية‪ ،‬إذ بدالً من قيامه بشراء هذه العقارات الثالث يمكن له أن يحصل على‬
‫محددة‪ ،‬وذلك افساحاً في المجال أمامه لمفاوضة الطرف‬‫وعد بالبيع من كل واحد منهم ولفترة زمنية ّ‬
‫الرابع‪.‬‬
‫ض ِمن جميع هذه العقارات التي قد تسمح‬
‫فإذا نجحت المفاوضات مع الطرف الرابع يكون قد َ‬
‫له بإنشاء مشروعه وذلك كون الوعد بالبيع ُملزم للواعد‪.‬‬
‫فالوعد بالبيع هو وسيلة للتعاون السليم كي ال تُرهق األطراف بإجراء عقود قد ال تتوافر فيها‬
‫المرجوة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الفائدة‬

‫أركان الوعد بالبيع‪:‬‬


‫حيث أن الوعد بالبيع يشكل مرحة سابقة على إتمام البيع‪ ،‬لذلك يجب االتفاق على موضوع‬
‫العقد والثمن والمدة‪ ،‬كما يجب أن يتمتع الواعد والموعود بأهلية التعاقد‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬الرضى‪:‬‬
‫هو أساس العقد وركنه‪ ،‬أي هناك عرض وقبول لمبدأ الوعد بالبيع ولكن يقتضي التوضيح‬
‫جرد قبوالً بالوعد ال ُيلزمه‪ ،‬فيبقى ُح اًر فيما بعد‬
‫أن قبول الموعود ال يشكل قبوالً بالشراء‪ ،‬بل هو ُم َّ‬
‫بالشراء أم ال‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬األهلية‪:‬‬
‫كما هو الحال بالنسبة لكل عقد يجب أن تتوافر في المتعاقدين األهلية الالزمة للتعاقد‪ ،‬ولكن‬
‫في الوعد بالبيع يختلف األمر بالنسبة لكل من الواعد والموعود‪.‬‬
‫للتفرغ والتعاقد عند إتمام عقد الوعد بالبيع‪ ،‬وذلك ألن وعده سوف‬
‫يجب أن يكون الواعد أهالً ّ‬
‫يربطه‪.‬‬
‫أما بالنسبة للموعود فيجب التفريق بين مرحلتين‪:‬‬
‫‪ -‬عند إتمام عقد الوعد بالبيع‪ ،‬يكفي أن يكون الموعود أهالً للتعاقد‪ ،‬أي أن يكون ُممي اًز‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫‪ -‬أما عند إعالن رغبته بالشراء‪ ،‬يجب أن يكون الموعود أهالً لاللتزام‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬السبب‪:‬‬
‫يجب أن يكون السبب مشروعاً‪ ،‬واال ُع َّد الوعد بالبيع باطالً‪.‬‬

‫رابعاً‪ :‬المبيع‪:‬‬
‫يجب أن يكون المبيع ُمعيَّناً أو قابالً للتعيين موجوداً ومشروعاً‪.‬‬

‫خامساً‪ :‬الثمن‬
‫يجب تحديد الثمن في عقد الوعد بالبيع‪ ،‬أو على األقل أن يتضمن العقد أسس تحديد هذا‬
‫الثمن‪.‬‬

‫المدَّة‪:‬‬
‫سادساً‪ُ :‬‬
‫هنا يجب التمييز بين العقار والمنقول‪.‬‬

‫‪ -1‬في العقار‪:‬‬
‫إن عدم تحديد ُم َّدة الوعد بالبيع في العقار يجعل العقد باطالً بطالناً ُمطلقاً‪ ،‬وذلك ألنه يهدف‬
‫لحماية مصلحة عامة‪.‬‬
‫نصت‪:‬‬ ‫ِ‬
‫وقد ُذك َر ذلك بشكل ضمني في نص المادة ‪ 220‬ملكية عقارية حيث ّ‬
‫صرح هذا الشخص‬
‫"إن الوعد بالبيع هو اتفاق يتعهد به شخص يبيع شيء ما آلخر حالما ُي ّ‬
‫اآلخر (الذي ال يتعهد بشراء الشيء) بأنه قرر شراء الشيء الموعود به على هذه الصورة‪.‬‬
‫وال يكون الوعد بالبيع صحيحاً إال إذا شمل اتفاق الطرفان ٍ‬
‫بآن واحد الشيء والثمن والمهلة‬
‫يتسنى لصاحب الوعد في اثنائها أن يقرر الشراء‪ ،‬وال يجوز أن تتجاوز هذه المهلة خمسة عشر‬
‫التي ّ‬
‫تتعدى الخمس عشر سنة يكون الوعد صحيحاً إنما ال يكون له‬‫سنة‪ ،‬واذا اتفق الطرفان على مهلة ّ‬
‫مفعوالً إال مدة خمس عشر سنة"‪.‬‬
‫المشرع قد جعل من تحديد الشيء والثمن‬
‫ّ‬ ‫يستنتج من نص المادة ‪ 220‬ملكية عقارية أن‬
‫(المدة) أركان أساسية بالنبة للوعد بالبيع على العقار‪.‬‬
‫ّ‬ ‫والمهلة‬
‫المدة ال تتجاوز الـ ‪ 15‬عاماً بالرغم من كل اتفاق مخالف‪.‬‬
‫وقد جعل حداً أقصى لهذه ّ‬

‫‪7‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫‪ -2‬في المنقول‪:‬‬
‫المشرع قد جعل من تحديد الشيء والثمن أركان أساسية بالنسبة للوعد بالبيع على المنقول‪.‬‬
‫ّ‬ ‫إن‬
‫في حين أنه اعتبر أن عدم تحديد المدة ال يجعل العقد غير صحيح فالمادة ‪ 493‬م‪.‬ع والتي‬
‫معينة لهذا الوعد‪.‬‬
‫عرفت الوعد بالبيع على المنقول لم تحدد أي مهلة ّ‬
‫ّ‬
‫المدة‪ ،‬هل يبقى عقد الوعد بالبيع على المنقول سارياً طوال فترة‬
‫ولكن في حال عدم تحديد ّ‬
‫حياة الواعد وورثته من بعده؟‬
‫المبدأ‪ ،‬أنه حسب المادة ‪" :349‬إن مرور الزمن يتم في األساس بعد انقضاء عشر سنوات"‪.‬‬
‫مدة مرور الزمن عل الحق هي عشر سنوات كحد أقصى‪ ،‬وهذه‬
‫وبالتالي ُيستنتج من هذه المادة أن ّ‬
‫القاعدة هي إلزامية ال يجوز االتفاق على مخالفتها‪.‬‬

‫• طبيعة الوعد بالبيع‪:‬‬


‫إن الوعد بالبيع هو من العقود غير المتبادلة‪ ،‬ألن هناك موجب على طرف دون اآلخر (أال‬
‫يعبر فقط عن إرادة الواعد‪ ،‬بل عن إرادة ِك َال الطرفين بحيث أن‬
‫وهو الواعد)‪ .‬لكن هذا ال يعني أنه ّ‬
‫الموعود يفاوض على شروط هذا العقد ويقبل بها‪.‬‬
‫يعبر عن إرادة منفردة‬
‫وهذا ما يميزه عن العرض بالبيع المذكور في المادة ‪ 179‬م‪.‬ع والذي ّ‬
‫تحصل من ماهية االيجاب أو من الظروف التي صدر بها أو من نص القانون‬
‫ّ‬ ‫فهو ليس ُملزماً إال إذا‬
‫المدة المعينة من صاحبه‬ ‫ٍ‬
‫حينئذ استمرار العرض في ّ‬ ‫أن صاحب االيجاب كان ينوي إلزام نفسه‪ ،‬فيجب‬
‫العرف أو القانون‪.‬‬
‫المستمدة من ُ‬
‫ّ‬ ‫و‬
‫الملزم يولِّد المسؤولية التقصيرية‪ ،‬في حين أن التراجع‬
‫وعليه‪ ،‬فإن التراجع عن العرض ُ‬
‫(النكول) عن الوعد بالبيع الصادر عن الواعد ُيرتِّب المسؤولية العقدية‪.‬‬

‫• ما هو مصير الوعد بالبيع الواقع على إرث مستقبلي‪:‬‬


‫إن وقوع الوعد بالبيع على إرث مستقبلي هو صحيح بالمبدأ‪ ،‬ألن ذلك ال يتنافى مع نص‬
‫المورث‪.‬‬
‫المادة ‪ 188‬م‪.‬ع والتي تحدثت عن أن التعاقد على إرث مستقبلي باطل ولو أجازه ّ‬
‫فالمادة ‪ 188‬تحدثت أنه ال يجوز التعاقد على إرث مستقبلي‪ ،‬أما وقد أصبح اإلرث واقعاً‬
‫عند إبداء الموعود رغبته بالشراء‪ ،‬فال شيء يمنع من قيام الوعد بالبيع عليه‪.‬‬
‫المدة المتفق عليها فيكون العقد‬
‫المورث وضمن ّ‬
‫ِّ‬ ‫فإذا حصل إعالن الرغبة بالشراء بعد وفاة‬
‫صحيحاً‪.‬‬
‫المورث فهنا ال يزال إرثاً مستقبلياً وال يمكن‬
‫أما إذا كان إعالن نية الموعود بالشراء قبل وفاة ّ‬
‫وقوع العقد عليه‪ ،‬واال كان باطالً أصالً‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫• آثار الوعد بالبيع‪:‬‬


‫‪ -1‬بالنسبة إلى الواعد‪:‬‬
‫الواعد ُملزم بوعده‪ ،‬فال يستطيع الرجوع عنه‪ ،‬فيجب أن ينتظر قرار الشخص الموعود‪ ،‬وال‬
‫يستطيع بالتالي النكول عن وعده‪.‬‬
‫وطالما أن الوعد ليس ببيع‪ ،‬فهو ال ينقل الملكية التي تبقى للواعد‪ ،‬وتبقى إذاً مخاطر الشيء‬
‫على عاتقه‪ ،‬لكن سلطاته على الشيء تختلف في المنقول عنه في العقار‪.‬‬

‫أ‪ -‬في حالة المنقول‪:‬‬


‫لما كانت الملكية باقية للواعد‪ ،‬فإن له حق التصرف في الشيء‪ ،‬وذلك بنقل ملكيته إلى‬
‫شخص ثالث‪.‬‬
‫إال أنه في هذه الحالة يكون قد وضع نفسه في موقف ُيستهدف ألداء بدل العطل والضرر‪،‬‬
‫تفرغ الواعد لشخص ثالث عن شيء منقول بالرغم مما‬
‫وذلك حسبما نصت المادة ‪ 495‬م‪.‬ع‪" :‬إذا ّ‬
‫تفرغ له ذلك الشيء لكنه ُيستهدف ألداء بدل العطل والضرر إلى الشخص‬
‫الم َّ‬
‫التزمه‪ ،‬فهو ُيملك ُ‬
‫الموعود لعدم قيامه بالموجب الذي التزمه"‪.‬‬

‫ب‪ -‬في حالة العقار‪:‬‬


‫نصت المادة ‪ 222‬ملكية عقارية على أن‪" :‬الوعد ببيع عقار ما يمنع الواعد من بيع العقار‬
‫أو من إنشاء حق عيني عليه غير التأمين‪ ،‬وذلك في أثناء المهلة المعطاة للموعود ألجل تقرير‬
‫الشراء"‪.‬‬
‫المشرع منع على الواعد إجراء أي حق عيني عقاري على العقار‬
‫ِّ‬ ‫ُيستمد من هذه المادة أن‬
‫موضوع عقد الوعد ما عدا حق التأمين‪.‬‬
‫أما بالنسبة للحق الشخصي فال شيء يمنع الواعد من أن يرتِّب حقوقاً شخصية كعقد االيجار‬
‫مثالً‪.‬‬
‫وقد حددت المادة ‪ 10‬من قانون الملكية العقارية الصادر في ‪ 1930/10/12‬الحقوق العينية‬
‫التي تَِرد على العقار ومن بينها "حق الخيار الناتج عن الوع بالبيع"‪ ،‬وبالتالي فإن هذا الحق ال ينشأ‬
‫إال بعد تسجيله في السجل العقاري‪ ،‬وذلك كون الحقوق العينية التي ترد على العقار ال يكون لها‬
‫مفعول حتى بين المتعاقدين إال من تاريخ قيدها في السجل العقاري‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫أما في حال لم يقم الموعود بتسجيل هذا الحق فال يتولَّد عن العقد سوى حقاً شخصياً في‬
‫ذمة الواعد وتسري عليه في هذه الحالة أحكام عقد البيع غير المسجَّل‪.‬‬
‫المدة المعينة‪ ،‬فكيف يحفظ هذا الموعود حقَّه؟‬
‫ولكن ماذا لو باع الواعد قبل َّ‬
‫ُيالحظ في هذا الصدد أن القيد في دفتر الملكية (أي في السجل العقاري) قد يتأخر‪ ،‬ألي‬
‫سبب‪ ،‬كما إذا ُرَّد طلبه حتى تُستكمل األدلة التأييدية الالزمة‪ ،‬مما ُي ِّ‬
‫عرض الموعود له للخطر إذا ما‬
‫تصرف الواعد في العقار الموعود ببيعه للغير حسن النيَّة‪.‬‬
‫َّ‬
‫لذلك أجازت المادة ‪ 224‬ملكية عقارية إجراء قيد احتياطي يحفظ به الموعود له حقه ِقَبل‬
‫المدة المتفق عليها وكذلك اسم‬
‫هذا الغير ويتعين لكي يترتب على هذا القيد أثره أن "يذكر فيه الثمن و ّ‬
‫الشخص الموعود وعنوانه‪ ،‬وعند االقتضاء لفظة "ألمر" واال كان القيد باطالً‪.‬‬

‫‪ -2‬بالنسبة للموعود‪:‬‬
‫إن الموعود ال يلتزم بأي شيء طالما أنه لم ُيعرب عن رغبته بالشراء بعد‪ ،‬وفي فترة الوعد‬
‫بالبيع ُيمنح الموعود حق الخيار‪ ،‬ويمكن للموعود أن يتنازل عن حقه إلى شخص آخر ويعتبر هذا‬
‫حوالة حق‪ ،‬كما أن حق الموعود ينتقل إلى ورثته كما ينتقل التزام الواعد إلى ورثته أيضاً‪.‬‬
‫يمكنه للمحافظة على الشيء الموعود به من إقامة الدعوى غير‬ ‫وللموعود أن يمارس ما ِّ‬
‫المباشرة أو قطع مرور الزمن‪.‬‬

‫• مفاعيل الوعد بالبيع‪:‬‬


‫عدة مفاعيل وسيناريوهات قد تواجه الموعود بالنسبة للخيار الناتج عن الوعد بالبيع‪.‬‬
‫هناك ّ‬

‫المفعول األول‪:‬‬
‫المدة المعينة‪ ،‬فال‬
‫أن يقوم الشاري (الموعود) بدعوة البائع (الواعد) إلى تسجيل البيع خالل ّ‬
‫إشكالية في ذلك إذا حضر الواعد وتم البيع‪ .‬ويعتبر العقد منعقداً من هذه اللحظة فقط دون أثر‬
‫رجعي‪.‬‬

‫المفعول الثاني‪:‬‬
‫المدة المعينة‪،‬‬
‫أن يقوم الشاري (الموعود) بإعالن رغبته بشراء العقار موضوع الوعد خالل ّ‬
‫لكن يكون الواعد قد رتَّب تأميناً على هذا العقار في فترة الوعد وهذا حقاً من حقوقه‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫إن الموعود ال يمكنه أن يعرقل الواعد ويمنعه من ممارسة حقّه بترتيب تأمين على العقار‬
‫يتمنع عن ذلك كما‬
‫المثقل بعبء التأمين أو ّ‬‫ضمانةً لدين معين‪ ،‬فيبقى الموعود ح اًر بشراء العقار ُ‬
‫ترتأي مصلحته‪.‬‬
‫لكن قد يكون الواعد قد رتَّب تأميناً على العقار ضمانةً لدين يفوق قيمة العقار أو القيمة‬
‫المتفق عليها في عقد الوعد بالبيع فيكون هنا قد أفرغ العقد من مضمونه‪.‬‬
‫صحيح هنا أن الواعد ُيمارس حقه‪ ،‬لكن الممارسة للحق تصبح خطأ عندما تخرج عن اإلطار‬
‫التعسف في استعمال الحق‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الموضوع لهذا الحق‪ ،‬أي عند‬
‫وبالتالي ُيستهدف ألداء بدل العطل والضرر على أساس الخطأ المولِّد للمسؤولية‪.‬‬
‫المدة الواقعة بين القيد االحتياطي‬
‫وبحسب المادة ‪ 225‬ملكية عقارية فإنه‪" :‬إذا جرى تأمين في ّ‬
‫لوعد البيع‪ ،‬وتقرير الشراء‪ ،‬فال يكون دفع الشاري لثمن العقار صحيحاً إال إذا تم الدفع بيد الكاتب‬
‫العدل الذي يتوجب عليه توزيع هذا الثمن‪ ،‬وفقاً للمادة ‪ 223‬ولسائر األحكام القانونية النافذة"‪ .‬أي‬
‫وفقاً لما يلي‪:‬‬
‫ويعلمه بقيام‬
‫أ‪ -‬إذا كان مبلغ التأمين أقل من ثمن العقار‪ :‬يقوم الكاتب العدل بالتواصل مع الواعد ُ‬
‫المشتري بإيداع الثمن لديه ثم يتصل بالدائن صاحب حق التأمين (البنك مثالً)‪ ،‬فيسدد قيمة دين‬
‫صاحب حق التأمين ويتسلم الواعد باقي ثمن العقار‪ ،‬وبالتالي يصبح عقد بيع نهائي‪.‬‬
‫ب‪ -‬إذا كان مبلغ التأمين أكبر من ثمن العقار‪ :‬فهنا يعود للموعود أن ِّ‬
‫يقدر منفعته‪ ،‬أي أن يشتري‬
‫ويتحمل الثمن كامالً (أي يدفع كامل قيمة التأمين بالرغم من كونها أكبر من ثمن العقار)‬
‫ّ‬ ‫أو ال‪،‬‬
‫إذا قرر الشراء‪ ،‬وفي هذه الحالة يحق للموعود الرجوع على الواعد بدعوى بدل العطل والضرر‪،‬‬
‫ألن الواعد بتقريره تأميناً على العقار يفوق قيمة العقار يكون قد تعسَّف في استعمال حقِّه‪.‬‬
‫ويعلمه بقيام‬
‫ج‪ -‬إذا كان مبلغ التأمين معادالً لثمن العقار‪ :‬يقوم الكاتب العدل بالتواصل مع الواعد ُ‬
‫سدد قيمة الدين لصاحب‬‫وي ِّ‬
‫المشتري بإيداع الثمن لديه‪ ،‬ثم يتصل بالدائن صاحب حق التأمين‪ُ ،‬‬
‫حق التأمين‪ ،‬وال يتسلَّم الواعد أي ثمن كون قيمة العقار معادلة لقيمة التأمين‪ ،‬وبالرغم من ذلك‬
‫يصبح هناك عقد بيع نهائي‪.‬‬

‫المفعول الثالث‪:‬‬
‫إذا وجد الموعود أن البائع قد باع المبيع موضوع عقد الوعد إلى شخص ثالث‪ ،‬في هذه‬
‫النية‪.‬‬
‫الحالة يجب النظر ما إذا كان الشخص الثالث َح َسن أم سيء ّ‬
‫بمكتسبه (المادة‬
‫أقر ُ‬ ‫بح ِ‬
‫سن ّنية باالستناد إلى قيود السجل العقاري َّ‬ ‫المبدأ أنه من اكتسب حقاً ُ‬
‫‪ 13‬من القرار ‪ .)188‬وعليه فإن الشخص الثالث يكون َح َسن النيَّة إما إذا لم يقم الموعود بتسجيل‬
‫الخيار الناتج عن الوعد بالبيع في السجل العقاري أو لم يقم بإجراء أي قيد احتياطي‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫ولكن هذه القرينة قابلة إلثبات العكس‪ ،‬كما لو قام الموعود بإثبات أن الشخص الثالث كان‬
‫شاهداً على عقد الوعد أو كفيالً أو وكيالً على عقد الوعد‪.‬‬
‫أما إذا كان الموعود قد سجَّل عقد الوعد بالبيع في دفتر الملكية أو وضع قيداً احتياطياً‪،‬‬
‫النية‪ .‬وهذه أيضاً قرينة قابلة للدحض كما لو أثبت الغير (الشخص‬
‫فيكون الشخص الثالث سيء ّ‬
‫مزورة خالية من أي أعباء‪.‬‬ ‫الثالث) أن الواعد َّ‬
‫قدم له صحيفة عينية ّ‬
‫فيقر بما اكتسبه ويكون للموعود حق‬
‫النية‪ُ ،‬‬
‫المشتري حسن ّ‬
‫في حال كان الشخص الثالث ُ‬
‫الرجوع على الواعد الستهدافه بأداء بدل العطل والضرر‪ ،‬على أساس المسؤولية العقدية‪.‬‬
‫المشتري‪ ،‬يكون للموعود حق الطلب من القاضي‬
‫أما في حال ثبوت سوء ّنية الشخص الثالث ُ‬
‫بإبطال إجراءات التسجيل تعدم قانونيتها‪ ،‬لكن ال يحق له طلب بطالن العقد وذلك انطالقاً من مبدأ‬
‫نسبية العقود‪.‬‬
‫ّ‬

‫المفعول الرابع‪:‬‬
‫المدة‪ ،‬تلبية دعوة‬
‫حسب المادة ‪ 226‬ملكية عقارية فإنه‪" :‬إذا رفض البائع‪ ،‬في أثناء هذه ّ‬
‫ويسجل صك البيع النهائي‪ ،‬يجب على الشاري أن يتخذ اإلجراءات اآلتية ليحفظ مفعول‬
‫ّ‬ ‫الشاري ليعقد‬
‫القيد االحتياطي إلى ما بعد مهلة الخيار‪:‬‬
‫يصرح كتابةً‪ ،‬قبل انقضاء المهلة المذكورة‪ ،‬للبائع ولرئيس المكتب العقاري معاً برغبته في‬
‫أ‪ -‬أن ِّ‬
‫تقرير الشراء‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن يرفع في أثناء الخمسة عشر يوماً التي تلي تقرير الشراء‪ ،‬إلى المحكمة دعواه بطلب صدور‬
‫الحكم بالفراغ النهائي‪ ،‬وتقام الدعوى على البائع ويجب إدخال رئيس المكتب العقاري في‬
‫القضية"‪.‬‬
‫المقضية‪ ،‬كان للمشتري أن يطلب إلى رئيس المكتب العقاري‬
‫ّ‬ ‫القضية‬
‫ّ‬ ‫قوة‬
‫فإذا صدر حكم حاز ّ‬
‫إجراء التسجيل بموجبه بعد إيداع الثمن لدى الكاتب بالعدل‪.‬‬

‫• الصور الخاصة للوعد بالبيع‪:‬‬


‫قد يتخذ الموعد بالبيع صو اًر خاصة‪ ،‬ومن هذه الصور الوعد بالتفضيل وبيع المذاق‪.‬‬

‫‪ -1‬الوعد بالتفضيل‪:‬‬
‫يمكن تعريفه بأنه اتفاق بين مالك الشيء (الواعد) وشخص آخر (الموعود له)‪ ،‬يتعهد بمقتضاه‬
‫األول (الواعد) بتفضيل الثاني (الموعود له) على غيره إذا ما عرض الشيء للبيع‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫فالواعد في الوعد بالتفضيل‪ ،‬على خالف الوعد بالبيع‪ ،‬ال يلتزم بالبيع في مواجهة الموعود‬
‫له وانما يلتزم فقط‪ ،‬إذا رغب في البيع‪ ،‬أن يعرض ذلك أوالً على الموعود له قبل غيره من المشترين‪،‬‬
‫فإذا قَبِ َل الموعود له الشراء انعقد البيع‪.‬‬
‫نص عليه في عقد إيجار لمصلحة‬
‫والغالب أن يكون الوعد بالتفضيل مقترناً بعقد آخر‪ ،‬كأن ُي ّ‬
‫المستأجر‪.‬‬
‫مثال‪ :‬زيد مستأج اًر من عمر منزالً‪ ،‬وكان زيد ُمتحمساً لشراء هذا المنزل‪ ،‬فيحصل زيد من‬
‫عمر على وعد بالتفضيل أنه إذا قرر عمر البيع فيكون األفضلية لزيد‪.‬‬
‫وعلى هذا النحو يجب أن يتوافر في عقد الوعد بالتفضيل كافة العناصر الجوهرية للعقد‬
‫المدة والثمن‪.‬‬
‫الموعود إبرامه وهي الشيء و ّ‬
‫على أنه بالنسبة للثمن فال خالف على أنه قد يكون محدداً في عقد الوعد بالتفضيل أو قابالً‬
‫للتحديد‪.‬‬
‫مدة الوعد بالتفضيل ليس إال حقاً شخصياً في مواجهة‬
‫هذا ويالحظ أن حق الموعود له أثناء ّ‬
‫يميزه عن الوعد بالبيع الذي ُيعتبر حقاً‬
‫الواعد‪ ،‬وليس حقاً عينياً على الشيء محل الوعد (وهذا ما ّ‬
‫عينياً وارداً في المادة ‪ 10‬من قانون الملكية العقارية كما سبق وأشرنا)‪.‬‬

‫‪ -2‬البيع على شرط المذاق‪:‬‬


‫عد تاماً ما دام المشتري لم يقبل‬
‫نصت المادة ‪ 392‬م‪.‬ع أن‪" :‬البيع على شرط المذاق ال ُي ّ‬
‫البيع"‪.‬‬
‫وعلى ذلك إن بيع المذاق ال ينعقد إال في الوقت الذي ُيعلن فيه المشتري قبول البيع‪ .‬أما قبل‬
‫ذلك فال يوجد عقد بيع‪.‬‬
‫غير أن ذلك ال يعني أنه ال توجد رابطة عقدية بين البائع والمشتري‪ ،‬وهذه الرابطة العقدية‬
‫عينها االتفاق‪.‬‬
‫المدة التي ّ‬
‫تكون بالتزام البائع بالبيع للمشتري إذا أعلن قبوله الشراء بعد تذوق المبيع في ّ‬
‫والجدير بالذكر أن قبول أو رفض الشراء يتوقف على محض إرادة المشتري (الموعود له)‪،‬‬
‫فله ُمطلق الحرية في تقدير مالءمة المبيع لذوقه ومزاجه الشخصي‪.‬‬

‫الوعد بالشراء‪:‬‬
‫وهي عندما يعد شخص غيره بأن يشتري شيئاً مملوكاً له‪ ،‬إذا قَبِ َل بيعه خالل ّ‬
‫مدة معينة‪.‬‬
‫وعقد الوعد بهذه الصورة هو عقد ُم ِلزم لجانب واحد وهو الواعد بالشراء‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫أما مالك الشيء فال ُيلزم بشيء فهو ُح ّر إن شاء أعلن رغبته في البيع فيتم عقد البيع‪ ،‬وان‬
‫شاء امتنع عن ذلك فيسقط الوعد‪ .‬والوعد بالشراء كالوعد بالبيع يجب النعقاده أن يتم االتفاق على‬
‫المدة‪.‬‬
‫المسائل الجوهرية وهي الشيء والثمن و ّ‬

‫البيع على شرط التجربة‪:‬‬


‫هو بيع تام ناجز ُمعلَّقة مفاعيله على إجراء التجربة والقبول بها‪.‬‬
‫إن البيع على شرط التجربة‪ ،‬يقتضي أنه عندما تتم التجربة والقبول بالمبيع يتم العقد بمفعول‬
‫رجعي‪ ،‬أي أن العقد يعتبر منعقد منذ تاريخ االنعقاد وليس منذ تاريخ إجراء التجربة‪.‬‬
‫ويترتب على ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬أن األخطاء تبقى على عاتق البائع حتى تحقق الشرط وهو الرغبة في المبيع بعد تجربته‪.‬‬
‫‪ -2‬أنه إذا أفلس البائع بعد انعقاد العقد‪ ،‬فيمكن للشاري ادعاء استحقاق المبيع‪ ،‬وال يدخل المبيع في‬
‫مجموعة موجودات المفلس الذي يعتمد عليها جماعة الدائنين‪.‬‬
‫أما إذا لم يقبل المشتري بشراء المبيع بعد التجربة‪ ،‬فهنا ال موجب عليه وال يستطيع البائع‬
‫إلزامه به وال اللجوء إلى أصحاب الخبرة خاصة إذا كانت المسألة متعلِّقة باالستهالك الشخصي (مثل‬
‫شراء ثياب بعد تجربتها)‪.‬‬
‫عد له‪ ،‬كالكشف‬
‫الم ّ‬
‫تبين أن القصد من التجربة هو معرفة مدى مالءمة المبيع للغرض ُ‬
‫أما إذا ّ‬
‫عن حالة السيارة مثالً‪ ،‬فإن المشتري في هذه الحالة ال يكون له ُمطلق الحرّية في قبول المبيع أو‬
‫رفضه إنما يخضع حكمه في الرفض لتقدير الخبراء تحت رقابة القضاء‪.‬‬

‫‪ -‬البيع بالعربون‪:‬‬
‫عدل في مضمون أو‬
‫يغير أو ُي ّ‬
‫إن مبدأ إلزامية العقد يعني أنه ال يمكن ألحد طرفي العقد أن ّ‬
‫بنود العقد من دون موافقة الطرف اآلخر‪.‬‬
‫والعربون ليس بنداً جزائياً بل إنه مقابل الرجوع عن البيع‪ ،‬واالحتفاظ به أو إعادته باإلضافة‬
‫إلى مبلغ آخر ليس تعويضاً َّ‬
‫قدرهُ الطرفان مسبقاً عن الضرر الناجم عن النكول‪ .‬بل تنفيذاً لما اتفق‬
‫عليه الطرفان من أجل تنفيذ العقد‪ .‬بهذه الصفة يكون أقرب إلى الغرامة اإلكراهية من البند الجزائي‪،‬‬
‫وان لم تكن له كل صفات الغرامة اإلكراهية وآثارها‪.‬‬
‫فإذا أ ِ‬
‫ُبرَم بيع بالعربون فإن األصل أنه يدل على حق كل من المتعاقدين في العدول عن العقد‬
‫مقابل مبلغ العربون‪ .‬فإذا َعدل المشتري (دافع العربون) خسره‪ ،‬واذا عدل البائع (قابض العربون)‬
‫برده مضافاً إليه مثله‪.‬‬
‫التزم ّ‬

‫‪14‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫مثال‪ :‬لنفترض أن هناك شخص اشترى من شخص آخر سيارة بثمن وقدره ‪ 10‬آالف دوالر‬
‫أميركي‪.‬‬
‫وقد تم االتفاق على أن التسليم يكون في اليوم التالي فطلب البائع من الشاري عربون وقدره‬
‫‪ 2000‬دوالر فقبل الشاري ودفع هذا العربون‪.‬‬
‫وفي اليوم التالي لم يحضر المشتري ولم يتم العقد‪ ،‬فهنا ال يحق للمشتري أن يسترجع العربون‬
‫وذلك مقابل ما يسمى بـ "الحق بالعدول عن العقد" أي بمثابة عقاب إلخالله بالتزامه ذلك أن العقد‬
‫ُيعقَد لينفَّذ‪.‬‬
‫أما في حال عدول البائع‪ ،‬فهنا يتوجب عليه رد العربون باإلضافة إلى مثيله‪ ،‬أي أن يدفع‬
‫‪ 4000‬دوالر وذلك أيضاً كعقاب لعدوله عن العقد‪.‬‬
‫أما إذا تم هذا العقد‪ ،‬فيعتبر العربون بمثابة دفعة أولى من الثمن‪.‬‬

‫• البيع بالنموذج‪:‬‬
‫إن البيع الذي يحصل على أساس نموذج ُيتفق على أن يكون المبيع مطابقاً له‪ ،‬ويحصل‬
‫االتفاق مع الشاري على المبيع بأن يكون مطابقاً لألنموذج الذي عرضه البائع‪ ،‬ففي هذا الشكل من‬
‫البيع يتم العقد بين الطرفين منذ اتفاقهما على النموذج‪.‬‬

‫الجزاف‪:‬‬
‫• البيع ُ‬
‫محملة‬
‫هو البيع الذي يتم دون األخذ بعين االعتبار مقدار ونوع المبيع‪ ،‬كمن يشتري بضاعة ّ‬
‫في شاحنة دون األخذ بعين االعتبار ما تحتويه هذه الشاحنة والكمية الموجودة فيها‪.‬‬

‫• األهلية في عقد البيع‪:‬‬


‫ُيلزم النعقاد البيع وجود الرضى‪ ،‬أي التقاء إيجاب وقبول متطابقين‪ .‬وحتى تتحقق للعقد شروط‬
‫صحته يجب أن يصدر التعبير عن اإلرادة من شخص كامل األهلية لم يشب إرادته عيب من عيوب‬
‫اإلدارة‪.‬‬
‫التصرف فدق نصت المادة ‪ 377‬م‪.‬ع أنه‪" :‬يجب أن‬ ‫ّ‬ ‫وبما أن البيع هو عمل من أعمال‬
‫للتفرغ عن الشيء أو للتنازل‬
‫يكون كل من البائع والمشتري أهالً لاللتزام‪ ،‬ويجب أن يكون البائع أهالً ّ‬
‫عن الحق الذي ُيعقد عليه البيع"‪.‬‬
‫ُيستفاد من نص هذه المادة أن األهلية شرط عام لاللتزام وأن األشخاص الذين ليس لديهم‬
‫أهلية للبيع والشراء هم بوجه عام أولئك الذين ال أهلية لهم لاللتزام‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫‪ -‬الحاالت العامة لعدم األهلية‪:‬‬


‫إن المادة ‪ 215‬م‪.‬ع تؤسس أهلية االلتزام على التمييز إذ تنص على أن‪" :‬كل شخص أتم‬
‫صرح بعدم أهليته في نص قانوني"‪.‬‬
‫الثامنة عشرة من عمره هو أهل لاللتزام ما لم ُي َّ‬
‫ويعتبر عقده هذا صحيحاً‪.‬‬
‫وعليه فإن الشخص الذي لديه األهلية التامة يحق له أن ُيبرم العقد ُ‬
‫أما فيما يتعلق بالقاصر فقد ميزت مجلة األحكام العدلية بين القاصر المميز والقاصر غير‬
‫المميز‪.‬‬
‫فاعتبرت أن القاصر غير المميز (من سن سنة حتى السابعة) تصرفاته كأنها لم تكن‪ ،‬وقد‬
‫أضافت المادة ‪ 216‬إلى القاصر غير المميز المجنون والمعتوه‪.‬‬
‫أما في حالة القاصر المميز فقد تحدثت عنها المادة ‪ 216‬في فقرتها الثانية حيث نصت‬
‫على أن تصرفات األشخاص الذين ال أهلية لهم لكنهم من ذوي التمييز (من سن ‪ 8‬إلى ‪ ،)18‬فهي‬
‫قابلة لإلبطال‪ .‬وال يجوز لمن تعاقد مع فاقد األهلية أن يدلي بحجة اإلبطال فهي من حقوق فاقد‬
‫األهلية نفسه أو وكيله أو ورثته‪.‬‬
‫واذا كان العقد الذي أنشأه القاصر المميز غير خاضع لصيغة خاصة فإن القاصر ال يمكنه‬
‫الحصول على إبطاله إال إذا أقام البرهان على وقوعه تحت الغبن‪ ،‬أما إذا كان من الواجب إجراء‬
‫جراء ذلك‪ ،‬دون أن يلزم المدعي بإثبات وجود الغبن‪.‬‬
‫معاملة خاصة‪ ،‬فالبطالن واقع من ّ‬
‫ويتبين من أحكام هذه المادة ثالث حاالت للقاصر المميز ينبغي أخذها بعين االعتبار‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا كانت تصرفاته تشكل نفعاً محضاً له‪ :‬فهي صحيحة ألن الشخص في أي سن من عمره هو‬
‫أهل الكتساب الحقوق‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا كانت تصرفاته تشكل ضر اًر محضاً له‪ :‬أي خرج من ذمته المالية ولم يدخل شيء بالمقابل‬
‫فهذا التصرف باطل‪.‬‬
‫‪ -3‬إذا كانت تصرفاته تدور بين النفع والضرر‪ :‬فإن هذه التصرفات صحيحة إال بحالتين‪:‬‬
‫أ‪ -‬حالة الغبن‪.‬‬
‫ب‪ -‬تخلّف صيغة شكلية مطلوبة‪.‬‬
‫جرد حصول اختالل ولو‬‫المشرع اعتبر في المادة ‪ 214‬م‪.‬ع أن ُم َّ‬
‫ّ‬ ‫ففيما يتعلق بالغبن فإن‬
‫كان صغي اًر‪ ،‬فإن القاصر المميز ُيعتبر مغبوناً ويمكن له أن يدلي باإلبطال وكذلك يمكن لوكيله‬
‫ولورثته‪ .‬أما الشخص الذي تعاقد مع القاصر المميز فال يمكن له االدالء بالغبن‪.‬‬
‫مشرع وجود خاصتين للغبن لكي يستطيع االدالء به‬
‫وذلك على عكس الراشد الذي اشترط ال ّ‬
‫وهما‪:‬‬
‫األول‪ :‬أن يكون فاحشاً وشاذاً عن العادة المألوفة‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬أن يكون المستفيد قد أراد استثمار ضيف أو طيش أو عدم خبرة في المغبون‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫أما فيما يتعلق بمخالفة صيغة شكلية فإن عدم احترام صيغة شكلية من المفروض أن تكون‬
‫موجودة قد يؤدي إلى البطالن مثل‪ :‬اإلذن من المحكمة المدنية أو المحكمة الشرعية‪.‬‬
‫المشرع السفيه والمغفل معاملة القاصر المميز وبالتالي يحتاجون إلى حكم من‬
‫ّ‬ ‫وقد عامل‬
‫القاضي إلثبات الحالة‪.‬‬

‫‪ -‬الحاالت الخاصة لعدم األهلية‪:‬‬


‫حددت المواد ‪ 380 ،379 ،378‬و ‪ 381‬أشخاص معينين ال يجوز لهم الشراء ال بواسطة‬
‫أنفسهم وال بواسطة اشخاص مستعارين‪ ،‬ولو كان الشراء بالمزايدة‪ ،‬إال إذا كان بأيديهم ترخيص من‬
‫القضاء‪ .‬واذا فعلوا كان عقد الشراء باطالً‪.‬‬
‫ويستفاد من المواد السالفة الذكر أن قانون م‪.‬ع نص على حاالت عدم أهلية خاصة تتعلق‬
‫بعقد المبيع يمكن تقسيمها إلى فئات ثالثة‪:‬‬
‫‪ -1‬عدم أهلية بعض األشخاص للشراء تأسيساً على االرتياب المشروع‪.‬‬
‫هناك موظفون ُيرتاب بهم أن يحصلوا بطريقة غير سليمة على أشياء ُيراد بيعها وأن يسيئوا‬
‫استعمال وظيفتهم كي يحصلوا على هذه األشياء بثمن بخس‪.‬‬
‫أ‪ -‬متولوا اإلدارة العامة فيما يتعلق بأموال الدولة أو األقضية والقرى أو المؤسسات العامة‪ ،‬والمسلَّمة‬
‫إليهم لالعتناء بها‪.‬‬
‫إن هذا المنع يتعلق بصفة متولي اإلدارة ويطبق على الذين يتولون إدارة األموال المشار إليها‬
‫طالما هم في مناصبهم فإذا تركوها زال المنع‪.‬‬
‫مثال‪ :‬ال يحق لرئيس وأعضاء البلدية أن يشتروا عقا اًر قررت البلدية بيعه‪.‬‬

‫ب‪ -‬المأمورون العامون فيما يتعلق باألموال التي ُع ِه َد إليهم بيعها‪ ،‬إن المنع هنا يتعلق بالمهمة‬
‫المعطاة للمأمور فيما يتعلق باألموال المباعة‪.‬‬
‫مثال‪ :‬موظفو دائرة التنفيذ عند بيع عقار بالمزاد العلني‪.‬‬

‫ج‪ -‬رجال القضاء‪ :‬القضاة والمحامون والمساعدون والكتبة ومعاونوهم فيما يتعلق بالحقوق المنازع‬
‫فيها والداخلة في اختصاص المحاكم التي يجرون وظائفهم في نطاقها‪.‬‬
‫تجدر اإلشارة إلى أن قضاة االستئناف يحق لهم شراء الحقوق المنازع عليها حتى ولو كانت‬
‫داخلة في اختصاص المحاكم التي يجرون وظائفهم في نطاقها‪ ،‬وذلك في حالتين‪:‬‬
‫• إذا كان الحكم لدى الغرفة االبتدائية‪ ،‬إال أنه ال يمكن الطعن به‪ ،‬أي إذا أصبح الحكم ُمبرماً‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫• إذا كانت قيمة الدعوى أقل من ‪ 3‬ماليين‪ ،‬وبالتالي تكون غير قابلة لالستئناف‪.‬‬
‫كما يحق لقضاة الدرجة األولى شراء هذه الحقوق إذا خرجت الدعوى من نطاقهم ودخلت في‬
‫نطاق محكمة االستئناف‪.‬‬

‫‪ -2‬عدم األهلية في سبيل المحافظة على حقوق األشخاص الموكل أمر أموالهم إلى غيرهم‪:‬‬
‫هناك أشخاص موكل أمر إدارة أموالهم والتصرف بها من ممثلين ووكالء‪ ،‬سواء كانت الوكالة‬
‫تعاقدية أو بحكم القانون وهم‪:‬‬
‫أ‪ -‬الوكالء فيما يتعلق باألموال المكلفين ببيعها ما لم يأذن لهم القاضي بالشراء‪.‬‬
‫ب‪ -‬الوالدان والوصي والمساعد والمشرف القضائي والمديرون المؤقتون فيما يتعلق بأموال األشخاص‬
‫الذين يمثلونهم أو يساعدونهم‪ ،‬ما لم يأذن لهم القاضي‪.‬‬
‫ج‪ -‬السماسرة والخبراء فيما يتعلق باألموال والحقوق والديون التي أوكل إليهم بيعها أو تقييمها‪.‬‬
‫المشرع قرينة في المادة ‪ 381‬م‪.‬ع على أن البيع الجاري باسم زوجات األشخاص‬
‫ّ‬ ‫ولقد وضع‬
‫المشار إليهم في المواد ‪ 378‬و ‪ 379‬و ‪ 380‬م‪.‬ع وأوالدهم حتى الراشدين منهم‪ُ ،‬يعتبر بيعاً بواسطة‬
‫شخص مستعار ويكون بالتالي باطالً‪.‬‬

‫اء للبيوع الممنوعة المار ذكرها؟‬


‫• ما هي طبيعة البطالن الذي رتّبه القانون جز ً‬
‫باختصار‪ ،‬عندما يكون البطالن موضوعاً من أجل مصلحة خاصة فهو بطالن نسبي‪ ،‬أما‬
‫إذا كان من أجل مصلحة عامة فالبطالن يكون ُمطلق‪.‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬المبيع‬


‫إن موضوع العقد هو العملية القانونية التي يتصف بها العقد (بيع – شراء – هبة – وكالة‬
‫– تأمين – ايجار‪.)...‬‬
‫أما موضوع الموجب فهو ما على المدين القيام به‪ .‬وبما أن عقد البيع‪ ،‬كما ذكرنا‪ ،‬هو عقد‬
‫ُملزم للجانبين‪ ،‬فإن ُكالً من البائع والشاري هو مدين ودائن في نفس الوقت‪.‬‬
‫وموضوع الموجب في عقد البيع هو المبيع من جهة (وهو موضوع موجب البائع)‪ ،‬والثمن‬
‫من جهة أخرى (وهو موضوع موجب الشاري)‪.‬‬
‫وهذا ما أكدته المادة ‪ 388‬م‪.‬ع بقولها‪:‬‬
‫"ال يكون البيع تاماً إال إذا اتفق المتعاقدون على نوع العقد وعلى المبيع والثمن"‪.‬‬
‫وعلى ذلك ُيشترط في المبيع‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬وجود المبيع أو قابليته للوجود‬

‫‪18‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫المبحث الثاني‪ :‬تعيين المبيع أو قابليته للتعيين‬


‫المبحث الثالث‪ :‬جواز التعامل في المبيع‬
‫المبحث الرابع‪ :‬ملكية البائع للمبيع (بيع ُملك الغير)‬

‫المبحث األول‪ :‬وجود المبيع أو قابليته للوجود‬


‫إذا كان موضوع العقد مستحيالً أو غير موجود فال يصح أن يكون موضوعاً للعقد بل ُيشترط‬
‫أن يكون موجوداً في تاريخ البيع أو قابل للوجود‪.‬‬
‫تبين أنه قد هلك هالكاً كلياً قبل انعقاد‬
‫وعلى ذلك إذا تعاقد البائع والمشتري على بيع شيء ّ‬
‫العقد أو في لحظة انعقاده فإن ذلك يؤدي إلى أن يقع البيع باطالً لتخلّف الموضوع‪.‬‬
‫أما إذا كان المبيع موجوداً وقت البيع ولكنه هلك قبل التسليم فإن العقد ينعقد صحيحاً ولكنه‬
‫ُيفسخ بعد ذلك‪.‬‬
‫أما إذا كان هالك المبيع هالكاً جزئياً فللمشتري حق الخيار فإما أن يتخلى عن البيع فيكون‬
‫البيع باطالً‪ ،‬أو أن يطلب الجزء الباقي من المبيع مقابل ما يساويه من ثمن (أي مقابل تخفيض‬
‫األهمية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الثمن) خاصةً عندما يكون الجزء الهالك قليل‬

‫‪ -‬قابلية المبيع للوجود‪:‬‬


‫قد تتجه إرادة المتعاقدين إلى وقوع البيع على شيء لم يوجد بعد إنما يمكن وجوده في‬
‫المستقبل‪.‬‬
‫ومن أمثلة بيع األشياء المستقبلية بيع صاحب المصنع كمية من منتجاته قبل أن يبدأ في‬
‫صنعها‪ ،‬وبيع المحصول قبل ظهوره أو حتى قبل زرعه‪ ،‬وبيع المنزل قبل بنائه (على الخريطة)‪.‬‬
‫حصل من شباك‬‫كما أن هناك مال مستقبلي متوقف على محض صدفة كشراء سمك ُي ّ‬
‫الكمية من السمك التي يمكن أن تُصطاد من البحر‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الصيد‪ ،‬فال شيء يمنع الشاري من أن يشتري‬
‫واذا كانت القاعدة هي جواز بيع األشياء‪ ،‬فإن هذه القاعدة ليست ُمطلقة وانما َي ِرد عليها‬
‫استثناء وهي ما ورد في نص المادة ‪ 188‬م‪.‬ع بقولها‪" :‬ال يجوز التنازل عن إرث غير مستحق وال‬
‫إنشاء أي عقد على هذا اإلرث أو على شيء من أشيائه ولو رضي المورث واال كان العمل باطالً"‪.‬‬
‫الوصية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ويستوي أن تأتي التركة من طريق الميراث أو من طريق‬

‫المبحث الثاني‪ :‬تعيين المبيع أو قابليته للتعيين‪:‬‬


‫ال يكفي أن يكون المبيع موجوداً أو محتمل الوجود‪ ،‬إنما يجب باإلضافة إلى ذلك أن يكون‬
‫معيناً أو قابالً للتعيين‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫وطريقة تعيين المبيع تختلف بحسب ما إذا كان المبيع من األشياء المثلية أو من األشياء‬
‫القيمية‪.‬‬
‫المعينة بالذات) فإن تعيينه يكون ببيان‬
‫ّ‬ ‫فإذا كان المبيع من األشياء القيمية (أي من األشياء‬
‫تميزه عن غيره أي تحديده تحديداً كافياً نافياً للجهالة‪.‬‬
‫صفاته التي ّ‬
‫فاألرض الزراعية تتعين بذكر مساحتها وحدودها واسم القرية التي توجد فيها‪ ،‬وتحدد السيارة‬
‫بماركتها وسنة صنعها ورقمها‪.‬‬
‫تعين بنوعها ال بذاتها‪ ،‬وهي األشياء التي تتمدد بالعد‬
‫أما إذا كان من األشياء المثلية التي ّ‬
‫أو بالوزن أو الكيل‪ ،‬فإن تعيينها تعييناً كافياً يكون عن طريق تحديد جنسها ونوعها ومقدارها‪.‬‬
‫فإذا كان المبيع قطناً وجب تحديد جنسه ونوعه ومقداره‪ ،‬واذا لم ُيحدد المقدار في العقد فيجب‬
‫أن يكون قابالً للتحديد فيما بعد‪.‬‬
‫العرف‪ ،‬فإن‬
‫واذا لم ُيذكر في العقد درجة جودة الشيء المبيع‪ ،‬ولم يمكن استخالص ذلك من ُ‬
‫البائع يلتزم بأن ُيسلِّم شيئاً من صنف متوسط‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬جواز التعامل في المبيع‪:‬‬


‫ويستفاد من ذلك أن األصل في‬
‫ال ينعقد البيع إال إذا كان المبيع مما يجوز التعامل به ُ‬
‫األشياء جواز التعامل فيها واالستثناء عدم جوازه‪.‬‬
‫حيز التعامل هي إما بطبيعتها واما بحكم القانون‪.‬‬
‫واألشياء التي تخرج من ّ‬
‫أما التي تكون إما بطبيعتها فهي األشياء التي ال يستطيع أحداً أن يستأثر بها كالشمس‬
‫والهواء وماء البحر‪.‬‬
‫غير أنه إذا أمكن الحصول على جزء من هذه األشياء وحيازتها أمكن أن َي ِرد البيع عليها‬
‫(كمن استحوذ على بعض الهواء المضغوط أو على بعض مياه البحر)‪.‬‬
‫وأما التي تكون بحكم القانون‪ ،‬فهي التي نص القانون على منع اإلتجار بها أو بيعها‬
‫(كاألسلحة والعقاقير الطبية والمخدرات وبيع األعضاء أو بيع الوظيفة العامة أو بيع عنصر الزبائن‬
‫الح ّرة واألمالك العامة‪ ...‬وغيرها)‪.‬‬
‫بالنسبة للمهن ُ‬
‫تجدر اإلشارة إلى أن اإلتجار ذو معنى نسبي‪ ،‬كما ذكرت المادة ‪ 192‬م‪.‬ع‪ ،‬فبعض األموال‬
‫مثالً ال يصح أن تكون موضوع بعض المعامالت (المخدرات للتعاطي مثالً) مع أنها تصح كل‬
‫الطبية)‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الصحة أن تدخل في معامالت أخرى (المخدرات لألغراض‬

‫المبحث الرابع‪ :‬ملكية البائع للمبيع (بيع ُملك الغير)‪:‬‬

‫‪20‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫لكي ينعقد البيع صحيحاً ومنتجاً آلثاره‪ ،‬ال يكفي توافر األهلية الالزمة إلبرامه لدى البائع‬
‫والمشتري‪ ،‬وأن تتوافر في المبيع الشروط السابق تناولها‪ ،‬بل يجب فضالً عن ذلك أن يكون البائع‬
‫مالكاً للمبيع حتى يترتب على عقد البيع آثاره‪ ،‬وخاصةً نقل الملكية من البائع إلى المشتري‪ .‬فإذا لم‬
‫يكن المبيع مملوكاً للبائع وقع البيع قابالً لإلبطال لمصلحة المشتري‪.‬‬
‫وقد نصت المادة ‪ 385‬م‪.‬ع على أن‪:‬‬
‫"بيع ُملك الغير باطل إال في األحوال التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا كان المبيع شيئاً معيناً بجنسه أو بنوعه فقط‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا أجازه المالك‪.‬‬
‫‪ -3‬إذا اكتسب البائع فيما بعد حق الملكية على المبيع‪.‬‬
‫أما إذا أبى المالك أن يجيز البيع فالبائع يضمن بدل العطل والضرر للمشتري إذا كان عالماً‬
‫بأنه ال يملك المبيع وكان المشتري يجهل ذلك‪.‬‬
‫يدعي بطالن العقد بحجة أن البيع انعقد على ُملك الغير‪.‬‬
‫وال يجوز للبائع أن ّ‬
‫مفوض السامي بتاريخ ‪15‬‬
‫كل ذلك مع االحتفاظ بتطبيق أحكام القرار ‪ 188‬الصادر عن ال ّ‬
‫آذار ‪."1926‬‬
‫ويستمد من أحكام هذه المادة أنه لكي نكون أمام بيع ُملك الغير فهناك ثالث شروط هي‪:‬‬
‫ُ‬
‫‪ -1‬أن يكون هناك بيع‪ :‬فلو تعهّد شخص ما لشخص آخر بإقناع مالك الشيء ببيعه له‪ ،‬فإن هذا‬
‫لملك الغير بل تعهداً عن الغير‪.‬‬
‫التعهد ال يكون عقد بيع ُ‬
‫‪ -2‬أن ال يكون المبيع مملوكاً ألي من الطرفين‪ :‬فإذا كان المبيع مملوكاً للبائع انعقد العقد صحيحاً‪،‬‬
‫واذا كان مملوكاً للمشتري فهناك استحالة في موضوع البيع ألنه يستحيل على البائع نقل ملكية‬
‫المبيع إلى المشتري ألنه مملوك له أصالً‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون المبيع معيناً بالذات‪ :‬لكي نكون أمام بيع ُملك الغير ال يجب أن نكون أمام أموال‬
‫عين لكي نعرف المالك‬
‫وي ّ‬
‫مثلية‪ ،‬ألنه قبل اإلفراز ال نعرف المالك‪ ،‬إذ يجب أن ُيحدد هذا المال ُ‬
‫الحقيقي لهذا المال‪.‬‬

‫• آثار بيع ُملك الغير‪:‬‬


‫أوالً‪ :‬حقوق المشتري‪:‬‬
‫النية أن يطلب‪:‬‬
‫للمشتري وان كان سيء ّ‬
‫‪ -1‬إما تنفيذ العقد‪.‬‬
‫‪ -2‬إما طلب اإلبطال‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫النية عندما يكون عالماً أن المبيع ليس ُملكاً للبائع وبالرغم من ذلك‬ ‫ويكون المشتري سيء ّ‬
‫النية من لحظة علمه بأن المبيع ليس ُملكاً للبائع‪.‬‬
‫يشتريه‪ ،‬كما يصبح سيء ّ‬
‫ففي حال قرر المشتري تنفيذ العقد فإنه يحق له أن ُيطالب بتسليم المبيع‪ ،‬واذا لم ُيسلَّم المبيع‬
‫فإن على البائع موجب الضمان‪.‬‬
‫ويطالَب البائع‬
‫أما بالنسبة إلبطال العقد‪ ،‬فإن المشتري ُيطالَب باسترجاع المال (الثمن) ُ‬
‫باسترجاع الشيء‪.‬‬
‫أما بالنسبة للعطل والضرر فنطبِّق الحاالت التالية‪:‬‬
‫النية‪ ،‬فيحق للمشتري أن ُيطالب ببدل العطل والضرر‪.‬‬
‫النية والبائع سيء ّ‬
‫‪ -1‬إذا كان المشتري َح َسن ّ‬
‫النية (أي يظن أنه يبيع ُملكه الخاص)‪ ،‬فهذا العقد‬
‫النية والبائع حسن ّ‬
‫‪ -2‬إذا كان المشتري حسن ّ‬
‫باطل‪ ،‬ولكن ال يحق للمشتري المطالبة ببدل العطل والضر‪.‬‬
‫النية‪ ،‬فال يحق للمشتري أن ُيطالب ببدل العطل والضرر‪.‬‬
‫‪ -3‬إذا كان كل من البائع والمشتري سيئي ّ‬
‫النية فال يحق للمشتري أن ُيطالب ببدل العطل‬
‫النية والمشتري سيء ّ‬
‫‪ -4‬إذا كان البائع حسن ّ‬
‫والضرر‪.‬‬
‫أما بالنسبة للثمار التي حصل عليها المشتري قبل طلبه إبطال العقد فهي في المبدأ له متى‬
‫النية‪.‬‬
‫كان َح َسن ّ‬
‫النية فتكون للمالك‪.‬‬
‫النية وكذلك من لحظة صيرورته سيء ّ‬
‫أما إذا كان سيء ّ‬

‫ثانياً‪ :‬حقوق البائع‪:‬‬


‫إن البائع ُملزم بتنفيذ العقد‪ ،‬كما هو ُملزم أيضاً بموجب الضمان ولو كان المشتري سيء‬
‫النية‪.‬‬
‫ّ‬
‫وعليه ال يجوز للبائع طلب البطالن بحجة أن البيع انعقد على ُملك الغير ولو كان َحسن‬
‫النية‪.‬‬
‫ّ‬
‫النية‪ .‬وفي حال قرر المشتري‬
‫فالمشتري وحده يحق له طلب البطالن حتى ولو كان سيء ّ‬
‫إبطال العقد فإنه على البائع رد الثمن المدفوع دون األخذ بعين االعتبار ارتفاع أو انخفاض قيمة‬
‫النقد أو ارتفاع أو انخفاض ثمن العقار‪ ،‬وأن يدفع بالعملة التي قبض الثمن فيها‪ ،‬كما عليه أن يعيد‬
‫الفوائد‪.‬‬
‫أما بالنسبة للنفقات‪ ،‬فإن النفقات الضرورية والكمالية تكون على المشتري‪ ،‬أما النفقات النافعة‬
‫فتكون على البائع‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬حقوق المالك‪:‬‬

‫‪22‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫ال يحق للمالك طلب البطالن‪ ،‬وذلك انطالقاً من مبدأ نسبية العقود (أي أن أثر العقد ينحصر‬
‫بين طرفي العقد)‪.‬‬
‫إذا ما وافق المالك على المبيع‪ ،‬وجب على البائع أن يسلِّم الثمن للمالك‪.‬‬
‫أما إذا لم يؤيد المالك البيع‪ ،‬فعليه أن يقيم دعوى االستحقاق‪.‬‬
‫ودعوى االستحقاق تقام بوجه المشتري َّ‬
‫كمدعى عليه والبائع كمطلوب إدخاله‪.‬‬
‫التذرع بالمادة ‪ 13‬من القرار ‪ 188‬والتي‬
‫أما في حال كان المبيع عقا اًر‪ ،‬فيمكن للمشتري ّ‬
‫تنص على أن‪" :‬كل من اكتسب حقاً بحسن ّنية في مال غير منقول مستنداً إلى بيانات السجل‬
‫العقاري أ ُِق َّر في ُمكتسبه"‪.‬‬
‫النية فال يمكن للمالك طلب البطالن للعقد إنما طلب بطالن إجراءات‬
‫أما إذا كان سيء ّ‬
‫التسجيل‪.‬‬

‫يتحول بيع ُملك الغير إلى بيع صحيح؟‬


‫• متى ّ‬
‫‪ -1‬إذا ّأيده المشتري (أي صاحب الحق بطلب البطالن لم يطلب هذا البطالن)‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا وافق المالك على هذا البيع‪ :‬وبهذه الحالة يكون المالك قد َّ‬
‫حل حلوالً شخصياً محل البائع‬
‫ويصبح العقد صحيحاً‪.‬‬

‫الفصل الثالث‪ :‬الثمن‬


‫يفوض تعيين الثمن‬‫عين المتعاقدون ثمن المبيع‪ ،‬ويجوز أن ِّ‬
‫المادة ‪ 386‬م‪.‬ع‪" :‬يجب أن ُي ّ‬
‫إلى شخص ثالث‪ ،‬وفي هذه الحالة إذا امتنع أو عجز الشخص الثالث عن تقدير الثمن فال ينعقد‬
‫البيع"‪.‬‬
‫المادة ‪ 387‬م‪.‬ع‪" :‬إذا لم تذكر في عقد البيع مواعيد دفع الثمن وال شروط هذا الدفع ُع َّد البيع‬
‫نقداً بال شروط"‪.‬‬
‫إن الثمن هو الركن الثاني من موضوع االلتزام في عقد البيع‪ ،‬وهو موضوع موجب المشتري‬
‫ويجب أن يكون‪:‬‬
‫‪ )1‬نقدياً‪.‬‬
‫‪ )2‬معيناً أو قابالً للتعيين‪.‬‬
‫جدياً‪.‬‬
‫‪ّ )3‬‬

‫‪ -1‬نقدياً‪:‬‬

‫‪23‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫يجب أن ُيحدد هذا الثمن نقداً ولكن ليس من الضروري أن ُيدفع نقداً كما أنه ال يهم بأي‬
‫عملة‪ ،‬سواء أكانت عملة وطنية أم عملة أجنبية‪.‬‬
‫ولكن ليس من المقبول أن ُي َّ‬
‫حدد ذهباً‪ ،‬ألنه يخالف النظام العام النقدي‪ ،‬فالذهب هو عين‬
‫وليس وسيلة إيفاء‪.‬‬

‫‪ -2‬معيناً أو قابالً للتعيين‪:‬‬


‫ال يمكن ترك تحديد الثمن لمشيئة منفردة أو لمحض إرادة أحد الفرقاء‪ ،‬بل ال بد من أن يكون‬
‫الثمن معيناً تعييناً كامالً من ِقَبل الفريقين صراحة أو ضمناً‪.‬‬
‫كما يمكن تحديد الثمن من ِقَبل الشخص الثالث الذي يتفق عليه الفريقان‪.‬‬
‫إن التحديد للثمن من ِقَبل الشخص الثالث ُم ِلزم للفريقين على أساس أنه وكيل الفريقان‪،‬‬
‫والتصرفات التي يقوم بها الوكيل هي ُملزمة للموكل طالما هي ضمن صالحياته‪.‬‬
‫أما إذا كان الشخص الثالث غير موجود أو عجز أو امتنع عن تقدير الثمن فال ينعقد البيع‪.‬‬
‫فإذا كان هناك بند في العقد يسمح بتعيين شخص ثالث آخر يبقى العقد قائماً‪ ،‬أما إذا لم‬
‫يتضمن العقد بنداً بتعيين شخص آخر فال وجود للعقد‪.‬‬
‫أما إذا اتفقوا على شخص جديد فنكون أمام عقد جديد‪ ،‬أي نكون أمام تحديد الموجب‪.‬‬
‫إذا اتفق البائع والمشتري على تحديد الثمن وفقاً لسعر السوق مع تحديدهما السوق التي يؤخذ‬
‫بأسعارها والتاريخ الذي يعتبر السعر فيه أساساً لتحديد الثمن وجب العمل بما اتفقا عليه‪ .‬فإن لم يتفقا‬
‫على ذلك فإنه يؤخذ بسعر السوق في الزمان والمكان اللذين يجب فيهما تسليم المبيع للمشتري‪.‬‬

‫جدياً‪:‬‬
‫‪ّ -3‬‬
‫ال يكفي النعقاد البيع أن يكون الثمن نقدياً او محدداً أو قابالً للتحديد‪ ،‬فال شك أن استلزام‬
‫جدياً‬
‫الثمن كعنصر أساسي في البيع يقتضي باإلضافة إلى ذلك أن يكون حقيقياً ال صورّياً وأن يكون ّ‬
‫ال تافهاً‪.‬‬
‫أ‪ -‬الثمن الصوري‪ :‬هو الذي يوازي قيمة الشيء المبيع لكن ال ّنية لهذا المشتري بدفعه أو أعفى‬
‫جرد مظهر خارجي‪ ،‬أما في الحقيقة فليس‬ ‫البائع المشتري من دفعه‪ .‬هذا الثمن ال يكون إال ُم َّ‬
‫هناك ثمن‪.‬‬
‫طياته ّنية‬
‫ب‪ -‬الثمن التافه‪ :‬هو الذي ال يساوي بأي وجه من الوجوه قيمة المبيع‪ ،‬وهو يحمل في ّ‬
‫لتبرع أو عدم دفع الثمن‪.‬‬
‫ا ّ‬
‫ويعتبر العقد في هذه الحالة هبة مكشوفة‪ ،‬وليست مستترة‪ ،‬ال تتم إال باستيفاء الشكل الذي‬
‫ُ‬
‫يتطلب القانون‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫طياته ّنية قبض الثمن من‬


‫ج‪ -‬الثمن البخس‪ :‬هو الثمن الذي ال يساوي قيمة المبيع ولكن يحمل في ّ‬
‫وجدي حتى ولو كان بخساً‪.‬‬
‫البائع ودفع الثمن من المشتري‪ .‬وهذا الثمن هو ثمن صحيح ّ‬

‫الباب الثاني‪ :‬آثار البيع أو مفاعيله‬


‫إذا ما تم البيع صحيحاً‪ ،‬بأن توافرت أركانه‪ ،‬ترتب عليه آثاره ومفاعيله‪.‬‬
‫والبيع كما ذكرنا عقد ُملزم للجانبين‪.‬‬
‫وتعض الغير‬
‫(التعرض الشخصي ّ‬
‫ّ‬ ‫فالبائع يلتزم بنقل الملكية‪ ،‬وتسليم المبيع‪ ،‬والضمان‬
‫واالستحقاق وكذلك ضمان العيوب الخفية)‪.‬‬
‫ويتحمل نفقات البيع‪.‬‬
‫ّ‬ ‫والمشتري يلتزم بدفع الثمن وتسلُّم المبيع‬
‫وعلى ما سبق نتناول دراسة التزامات البائع ثم التزامات المشتري في فصلين على النحو‬
‫التالي‪.‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التزامات البائع‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التزامات المشتري‬

‫الفصل األول‪ :‬التزامات البائع‬


‫يلتزم البائع‪ ،‬كما ذكرنا‪ ،‬بنقل الملكية أو الحق إلى المشتري‪ ،‬ويلتزم كذلك بتسليم المبيع‪ ،‬هذا‬
‫التعرض واالستحقاق وضمان العيوب الخفية التي تلحق بالمبيع‪.‬‬
‫باإلضافة إلى التزامه بضمان ّ‬
‫وتتناول دراسة هذه االلتزامات على النحو التالي‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬االلتزام بنقل ملكية المبيع‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬االلتزام بالتسليم‪.‬‬
‫التعرض واالستحقاق‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬االلتزام بضمان ّ‬
‫الخفية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫المبحث الرابع‪ :‬االلتزام بضمان العيوب‬

‫المبحث األول‪ :‬االلتزام بنقل ملكية المبيع‪:‬‬


‫إن تنفيذ التزام البائع بنقل الملكية يختلف بحسب المبيع‪ ،‬فإذا كان المبيع منقوالً معيناً بالذات‬
‫وبمجرد العقد وبقوة القانون‪.‬‬
‫َّ‬ ‫فإن االلتزام بنقل الملكية ينفذ فو اًر‬
‫أما إذا كان المبيع منقوالً معيناً بالنوع فإن تنفيذ التزام البائع بنقل الملكية ُيعلَّق على قيام البائع‬
‫بإنجاز المبيع‪.‬‬
‫واذا كان المبيع وارداً على عقار فإن االلتزام بنقل الملكية ال يتحقق إال بتسجيل عقد البيع‬
‫في السجل العقاري‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫وهنا ال ُب ّد من العودة إلى ما أوردناه في إطار التعليق على خصائص عقد البيع‪ ،‬من أن نقل‬
‫الملكية هي أثر من آثار عقد البيع وليس موجباً من موجبات البائع‪.‬‬
‫فنقل الملكية يكون أثر من آثار عقد البيع إذا كان المبيع منقوالً معيناً بالذات‪ ،‬أما إذا كان‬
‫المبيع منقوالً معيناً بالنوع فإن على البائع موجب نقل الملكية عن طريق اإلفراز‪ .‬أما إذا كان المبيع‬
‫عقا اًر فإن على البائع موجب نقل الملكية عن طريق التسجيل‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬المنقول المعين بالذات‪:‬‬


‫تنص المادة ‪ 394‬م‪.‬ع على أن "المشتري يكسب حق ملكية المبيع إذا كان عيناً معينة عندما‬
‫يصبح البيع تاماً باتفاق المتعاقدين"‪.‬‬
‫ومؤدى ذلك أن ملكية المعين بالذات تنتقل من البائع إلى المشتري فور إبرام البيع‪ ،‬فنقل‬
‫الملكية يتم بقوة القانون من وقت االتفاق على البيع‪ ،‬ويصبح االلتزام بنقل الملكية منفذاً قانوناً من‬
‫وقت نشوئه‪.‬‬
‫ولكي تنتقل ملكية المبيع إلى المشتري في المبيع المعين بالذات فور إبرام العقد ال بد من‬
‫توافر ثالث شروط‪.‬‬
‫‪ -1‬أن يكون المبيع منقوالً معيناً بالذات‪:‬‬
‫وهذا شرط بديهي‪ ،‬فالملكية باعتبارها حقاً عينياً – أي سلطة على شيء – ال يمكن أن ترد‬
‫على األشياء المعينة بذاتها‪ ،‬فإذا لم يكن المبيع معيناً بالذات وقت إبرام البيع‪ ،‬فكيف يمكن أن تنتقل‬
‫الملكية من البائع إلى المشتري فور إبرام العقد‪.‬‬

‫‪ -2‬أن يكون المبيع مملوكاً للبائع‪:‬‬


‫وهذا شرط بديهي أيضاً‪ ،‬ألن البائع ينقل الملكية‪ ،‬وهو ال يمكنه نقل ملكية شيء ال يملكه‪،‬‬
‫إذ أن فاقد الشيء ال يعطيه‪ .‬فال يترتب على بيع ُملك الغير نقل ملكية المبيع إلى المشتري فور إبرام‬
‫العقد ولو كان المبيع معيناً بالذات‪.‬‬

‫‪ -3‬أن ال يكون هناك اتفاق على إرجاء نقل الملكية إلى وقت الحق‪:‬‬
‫إن قاعدة انتقال ملكية المنقول بالمعين بالذات المملوك للبائع فور إبرام العقد ليست من‬
‫النظام العام‪ .‬فيجوز للمتعاقدين أن يتفقا على إرجاء نقل الملكية إلى وقت الحق بالرغم من كون‬
‫الشيء معيناً بالذات‪.‬‬
‫ومن أمثلة االتفاق على إرجاء نقل الملكية االتفاق على تعليق انتقالها على شرط وفاء‬
‫المشتري بكامل الثمن‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫‪ -‬انتقال الملكية في حالة بيع األشياء المستقبلية‪:‬‬


‫أشرنا فيما سبق إلى جواز بيع األشياء المستقبلية‪ ،‬فإذا باع شخص الثمار المستقبلية لحديقته‬
‫جملةً فإن ملكية هذه الثمار تنتقل إلى المشتري عند وجودها بالرغم من كونها معينة بالذات‪.‬‬
‫وفي حالة بيع األشياء الواجبة الصنع فإن الملكية ال تنتقل إال إذا تم صنع الشيء‪ ،‬حيث‬
‫تتحدد بذلك ذاتيته‪.‬‬

‫‪ -‬آثار قاعدة انتقال الملكية فور إبرام العقد (أي في األشياء المعينة بالذات)‪:‬‬
‫يتفرغ عن المبيع لشخص ثالث‪ ،‬ما لم يكن‬
‫‪ -1‬يحق للمشتري منذ إبرام العقد‪ ،‬حتى قبل التسليم‪ ،‬أن ّ‬
‫يتفرغ عن حقه في الثمن قبل قبضه (المادة ‪.)395‬‬
‫ثمة اتفاق مخالف‪ ،‬ويحق للبائع أن َّ‬
‫‪ -2‬للمشتري أن ُيطالب تسليم المبيع في حالة إفالس البائع‪ ،‬دون أن يكون لدائني البائع أن يعترضوا‬
‫على ذلك‪ .‬كما يحق لدائني المشتري في حال إفالسه الحجز على المبيع تحت يد البائع‪.‬‬
‫‪ -3‬يكون للمشتري منذ تمام العقد ثمار البيع ومنتجاته‪.‬‬
‫يتحمل المشتري تكاليف المبيع منذ تمام البيع‪ ،‬ما لم يوجد اتفاق أو ُعرف يقضي بغير ذلك‬
‫ّ‬ ‫‪-4‬‬
‫(المادة ‪.)396‬‬
‫‪ -5‬يترتب على انتقال ملكية المبيع للمشتري منذ إتمام عقد البيع انتقال مخاطر العين المبيعة إليه‬
‫منذ ذلك الوقت (المادة ‪.)396‬‬

‫ثانياً‪ :‬المنقول المعين بالنوع‪:‬‬


‫إذا كان المبيع من األشياء المعينة بالنوع‪ ،‬وهي التي يقوم بعضها مقام بعض في الوفاء‬
‫بالعد أو بالكيل أو بالقياس‪ ،‬فإن الملكية ال تنتقل إلى المشتري إال باإلفراز أي‬
‫تقدر بالوزن أو ّ‬ ‫والتي َّ‬
‫تبعيض البائع شيئاً من نفس النوع الذي التزم ببيعه‪ .‬فباإلفراز يصبح المبيع معيناً بالذات‪ ،‬وبالقيام به‬
‫تنتقل الملكية إلى المشتري‪.‬‬
‫وهذا ما أكدته المادتان ‪ 390‬و ‪ 397‬م‪.‬ع بنصهما‪.‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 390‬م‪.‬ع‪" :‬إذا كان البيع بالوزن أو بالعد أو بالقياس فإن المبيع يبقى في ضمان البائع‬
‫إلى أن يتم الوزن أو العد أو القياس"‪.‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 97‬م‪.‬ع‪" :‬إذا انعقد البيع على شيء معين بنوعه فقط أو انعقد على شرط الوزن أو العد‬
‫أو القياس‪ ...‬فالبائع يبقى متحمالً مخاطر المبيع‪ ،‬وان كان قد أصبح بين يدي المشتري‪ ،‬إلى أن‬
‫عد أو ُيقاس‪.‬‬
‫يعين أو يوزن أو ُي ّ‬
‫ّ‬

‫‪27‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫وبالتالي فإن اآلثار التي ذكرناها في العنوان السابق ال تكون موجودة إال من تاريخ اإلفراز‪.‬‬
‫واذا لم يقم البائع بتنفيذ التزامه بإفراز المبيع‪ ،‬جاز للمشتري أن يحصل على شيء من نفس النوع‬
‫المتفق عليه على نفقة البائع‪ ،‬ويرجع عليه بالثمن والمصروفات وله أيضاً أن يرجع عليه بالتعويض‬
‫عما يكون قد أصابه من ضرر بسبب تأخر البائع في إفراز المبيع‪.‬‬
‫ّ‬

‫ثالثاً‪ :‬نقل ملكية العقار‪:‬‬


‫نصت المادة ‪ 393‬م‪.‬ع على أن‪:‬‬
‫"بيع العقار أو الحقوق العينية المترتبة على عقار ال يكون له مفعول حتى بين المتعاقدين‬
‫إال من تاريخ قيده في السجل العقاري‪.‬‬
‫يتبين من هذه المادة إلى أن عقد بيع العقار غير المسجَّل يترتب عليه كافة اآلثار اللصيقة‬
‫بعقد البيع فيما عدا نقل الملكية التي تتراخى إلى حين التسجيل‪.‬‬
‫فإذا كان البيع غير المسجل ال ينقل ملكية العقار المبيع من البائع إلى المشتري‪ ،‬إال أن هذا‬
‫البيع يرتب على عاتق البائع التزاماً باتخاذ اإلجراءات الالزمة لنقل الملكية‪.‬‬
‫وهذا ما يتبين من المادة ‪ 11‬من القرار الخاص بإنشاء السجل العقاري في لبنان‪ ،‬إذ بعد أن‬
‫المسجَّلة ال ترتب أث اًر فيما يتعلق بنقل الملكية‪ ،‬حتى فيما بين المتعاقدين‪،‬‬
‫أوضحت أن العقود غير ُ‬
‫إال اعتبا اًر من تاريخ قيدها‪ ،‬بيَّنت أن هذا ال يمنع المتعاقدين من ممارسة حقوقهم ودعاويهم المتبادلة‬
‫عند عدم تنفيذ اتفاقاتهم‪.‬‬
‫وتشتمل هذه المادة على التزامين واقعين على عاتق البائع "االلتزام األول إيجابي‪ ،‬وهو التزام‬
‫بعمل ومضمونه القيام بكل ما هو الزم من األعمال التي تتعلق بنقل ملكية الحق المبيع"‪" ،‬وااللتزام‬
‫الثاني سلبي ويتمثل في التزام البائع باالمتناع عن كل ما هو من شأنه أن يعوق نقل الملكية إلى‬
‫المشتري"‪.‬‬
‫قضاء‬
‫ً‬ ‫واذا امتنع البائع عن القيام بما هو الزم لنقل الملكية إلى المشتري كان لألخير إجباره‬
‫على تنفيذ هذا االلتزام عن طريق دعوى إل ازم بالتسجيل‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬االلتزام بتسليم المبيع‪:‬‬


‫بمجرد انعقاد العقد‬
‫ّ‬ ‫عقد البيع يولِّد في ذمة البائع التزاماً بتسليم المبيع‪ ،‬وهذا االلتزام يترتب‬
‫ولو لم ُينص عليه فيه‪ .‬فااللتزام بالتسليم من مقتضيات عقد البيع‪ ،‬إذ ال خير في التزام البائع نقل‬
‫الملكية إلى المشتري إذا لم يتضمن هذا النقل تسليم المبيع حتى يتمكن المشتري من حيازته واالنتفاع‬
‫به‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫ماهية التسليم‪:‬‬
‫التسليم هو اإلجراء الذي ُيقصد به تمكين المشتري من المبيع بحيث يستطيع أن يباشر عليه‬
‫سلطاته كمالك‪ ،‬دون أن يمنعه من ذلك أي عائق‪.‬‬
‫عرفته المادة ‪ 402‬م‪.‬ع بقولها‪:‬‬
‫وقد ّ‬
‫تصرف المشتري بحيث يستطيع‬
‫"التسليم هو أن يضع البائع أو من يمثله الشيء المبيع تحت ّ‬
‫أن يضع يده عليه وأن ينتفع منه بدون مانع"‪.‬‬
‫ويتبين من التعريف أن تسليم المبيع يتكون من عنصرين‪:‬‬
‫تصرف المشتري بحيث يستطيع حيازته واالنتفاع به دون عائق‪.‬‬
‫األول‪ :‬وضع المبيع تحت ّ‬
‫الثاني‪ :‬أن ُيعلم البائع المشتري بأنه قد وضع المبيع تحت تصرفه‪.‬‬
‫تصرف المشتري باختالف طبيعة المبيع المراد تسليمه‬
‫ّ‬ ‫وتختلف طريقة وضع المبيع تحت‬
‫(المادتان ‪ 403‬و ‪.)404‬‬
‫فإذا كان المبيع عقا اًر فتسليمه يقتضي من البائع قيامه بتخلية العقار‪ ،‬واذا كان أرضاً زراعية‬
‫وجب على البائع االمتناع عن زراعتها والكف عن جني محصولها‪.‬‬
‫واذا كان من المباني وجب إخالؤه‪ ،‬واذا كان العقار مؤج اًر وجب إخراج المستأجر ما لم يكن‬
‫حقه سارياً في وجه المشتري وعليه أيضاً تسليم مستندات الملكية‪.‬‬
‫أما تسليم المنقول المادي فيتم عادةً بالمناولة من البائع إلى المشتري‪ ،‬واذا كان المبيع غير‬
‫مادي وتعلق األمر بحق عيني‪ ،‬كحق المرور مثالً فيكون تسليمه بتسليم سنداته إن كانت له سندات‬
‫منشئة أو مثبتة له‪.‬‬
‫واذا كان المبيع واجب التصدير للمشتري‪ ،‬فال يتم التسليم إال إذا وصل إليه‪ ،‬ما لم يوجد‬
‫اتفاق يقضي بغير ذلك (م ‪.)406‬‬
‫بمجرد االتفاق بين البائع‬
‫ّ‬ ‫وقد يكون التسليم حكمياً (أو معنوياً) وذلك بتغيير صفة الحائز‬
‫والمشتري‪ ،‬كحال المستأجر الذي يشتري العقار فيكون قد تسلّمه ُحكماً‪.‬‬

‫‪ -‬حالة المبيع‪:‬‬
‫يلتزم البائع بتسليم المبيع بالحالة واألوصاف المتفق عليها‪ ،‬فإذا لم يتضمن االتفاق الحالة‬
‫التي يجب تسليم المبيع عليها وجب اتباع القواعد اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬إذا كان المبيع معيناً بالذات وجب على البائع تسليمه للمشتري بالحالة التي كان عليها وقت البيع‬
‫(م ‪.)414‬‬
‫ويجبر المشتري على تسلمه‪.‬‬
‫فال يستطيع البائع أن يستبدل به شيئاً آخر ُ‬

‫‪29‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫‪ -‬إذا كان المبيع معيناً بالنوع فيرجع في شأن تحديد الحالة التي يجب تسليم المبيع عليها إلى ما‬
‫ورد في نص المادة ‪ 299‬م‪.‬ع‪" :‬يكفي أن يكون الموضوع معيناً بنوعه فقط إذا تضمن العقد ما‬
‫يستطاع به تعيين مقداره‪ ،‬واذا لم يتفق المتعاقدان على درجة الشيء من حيث جودته‪ ،‬ولم يكن‬
‫استخالص ذلك من العرف أو من أي ظرف آخر‪ ،‬التزم المدين بأن ُيسلِّم شيئاً من صنف‬
‫متوسط"‪.‬‬
‫‪ -‬إذا تم البيع على أساس عينة (نموذج) وجب أن يكون المبيع الذي يتم تسليمه مطابقاً لها‪.‬‬
‫وقد يثور النزاع بين البائع والمشتري حول ما إذا كان الشيء الذي تم تسليمه هو ذات المبيع‬
‫المتفق عليه أو حول مطابقته للمواصفات المتفق عليها‪.‬‬
‫ففي هذه الحالة يقع على البائع عبء إثبات مطابقة ما يعرضه للمبيع‪.‬‬
‫أما إذا كان النزاع متعلقاً بصنف المبيع وادعى المشتري أنه قد اتفق على تقديم صنف أعلى‬
‫من الدرجة المتوسطة فعليه هو أن يثبت ما اتفق عليه‪.‬‬
‫رضاء منه بالمبيع واق ار اًر بمطابقة‬
‫ً‬ ‫واذا تسلَّم المشتري المبيع دون اعتراض عليه ُيعد ذلك‬
‫الشيء المسلَّم للمبيع بأوصافه المتفق عليها‪.‬‬

‫مقدار المبيع‪:‬‬
‫إذا كان المبيع شيئاً معيناً بذاته فإن تحديد مقداره ال يكون الزماً النعقاد البيع‪.‬‬
‫أما إذا كان المبيع شيئاً معيناًً بالنوع يجب أن يعين مقداره في العقد‪ ،‬أو على األقل أن‬
‫يتضمن العقد ما يستطاع به تعيين هذا المقدار‪.‬‬

‫‪ -‬تسليم ملحقات المبيع‪:‬‬


‫ال يقتصر االلتزام بالتسليم على المبيع ذاته بل يشمل بجانب المبيع ملحقاته وهذا ما نصت‬
‫عنه المادة ‪" 418‬موجب تسليم الشيء يشمل ملحقاته"‪.‬‬
‫إن تحديد ملحقات المبيع يقتضي الرجوع فيها أوالً إلى‪:‬‬
‫‪ -1‬اتفاق المتعاقدين‪ :‬فإذا تم االتفاق على إلحاق شيء بالمبيع وجب تسليمه معه‪.‬‬
‫فيرجع بذلك إلى العرف‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا لم يوجد اتفاق‪ُ ،‬‬
‫‪ -3‬إذا لم يوجد عرف‪ ،‬فتشمل الملحقات كل ما أ ِ‬
‫ُع َّد بصفة دائمة ال بصفة مؤقتة الستعمال الشيء‬ ‫ُ‬
‫المبيع وفقاً لما تقضي به طبيعته‪.‬‬
‫وتنص المادة ‪ 419‬م‪.‬ع في هذا الصدد على أن "تسليم العقار يشمل أيضاً الثوابت الحكمية‬
‫فهي تُعد حكماً من ملحقات المبيع"‪.‬‬
‫وتنص المادة ‪ 420‬على أن‪" :‬يشمل بيع الحيوان‬

‫‪30‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫‪ -1‬صغيره الرضيع‪.‬‬
‫‪ -2‬الصوف أو الشعر الذي َح َّل ميعاد ّ‬
‫جزه"‪.‬‬
‫ويضيف الفقه إلى األمثلة السابقة أمثلة أخرى لما ُيعتبر من الملحقات‪ ،‬سواء فيما يتعلق ببيع‬
‫العقار أو المنقول‪.‬‬
‫فيعتبر من ملحقات العقار المبيع سندات الملكية‪ ،‬ومفاتيح المنزل وبيع األرض يشمل البناء‬
‫المقام عليها‪ ،‬والعقارات بالتخصيص‪.‬‬
‫أعد الستعماله وعلى ذلك فيلحق ببيع‬
‫واذا كان المبيع منقوالً فيعتبر من ملحقاته كل ما ّ‬
‫السيارة رخصة تسييرها ومستندات الملكية ووثيقة التأمين واذا كان المبيع لوحة زيتية فإنه يعد من‬
‫ملحقاتها الشهادة الدالة على أصل هذه اللوحة ونسبتها إلى الفنان الذي قام برسمها‪.‬‬
‫واذا كان المبيع محالً تجارياً فيدخل فيه‪ ،‬فضالً عن البضائع والمنقوالت والعناصر المعنوية‬
‫األخرى التي يتكون منها المحل التجاري والحق في االيجار والرخص اإلدارية‪.‬‬
‫ويلحق ثمار المبيع ومنتجاته بالمبيع ويجب على البائع تسليمه للمشتري‪ .‬وهذا ما نصت عنه‬
‫المادة ‪ 417‬م‪.‬ع بنصها‪:‬‬
‫"إن جميع منتجات المبيع وجميع زياداته المدنية والطبيعية تصبح ُملكاً للمشتري من تاريخ‬
‫إتمام البيع ويجب أن تسلَّم إليه مع المبيع ما لم يكن هناك نص مخالف"‪.‬‬

‫‪ -‬مكان التسليم‪:‬‬
‫بحسب المادة ‪ 405‬م‪.‬ع فإنه‪:‬‬
‫عين في‬‫"يجب تسليم المبيع في محل وجوده وقت إنشاء العقد ما لم ُيشترط العكس‪ ،‬واذا ّ‬
‫عقد البيع محل لوجود المبيع غير المحل الذي يكون فيه حقيقة‪ ،‬وجب على البائع أن ينقل المبيع‬
‫إلى المحل المعين إذا طلب المشتري نقله"‪.‬‬
‫ويتبين من هذا النص أن التسليم يتم بالتراتبية التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يتم التسليم في المكان الذي يتفق فيه المتعاقدان‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا لم يتفق المتعاقدان فيجب أن يتم التسليم في الملكان الذي يوجد فيه المبيع عند العقد‪.‬‬
‫‪ -3‬إذا اتفق الطرفان على مكان يتم فيه التسليم غير المكان الذي يوجد فيه المبيع‪ ،‬في هذه الحالة‬
‫يكون على البائع أن ينقل المبيع إلى المحل المعين في االتفاق إذا طلب المشتري ذلك‪.‬‬
‫على أنه يستثنى من األحكام السابقة حالة المبيع الواجب التصدير‪ ،‬حيث نصت المادة ‪406‬‬
‫أنه‪" :‬إذا كان من الواجب إرسال المبيع من ٍ‬
‫مكان إلى آخر‪ ،‬فالتسليم ال يتم إال ساعة وصول المبيع‬
‫إلى المشتري أو إلى مثله"‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫‪ -‬زمان التسليم‪:‬‬
‫بحسب المادة ‪ 407‬م‪.‬ع‪:‬‬
‫"يجب أن يكون التسليم في الوقت المعين له في العقد‪ ،‬واذا لم يعين وقت‪ ،‬وجب التسليم على‬
‫أثر إنشاء العقد مع مراعاة المهل التي تقتضيها ماهية المبيع أو العرف"‪.‬‬
‫فاألصل أن يتم التسليم فور إنشاء العقد ولو اتفق المتعاقدان على تأجيل التزام المشتري بدفع‬
‫الثمن ما لم ُيتفق على ميعاد آخر يتم فيه التسليم أو كان العرف يقضي بمنح مهلة يتم فيها التسليم‪،‬‬
‫كما إذا كان معلوماً للمشتري وقت العقد أن المبيع ليس في حيازة البائع وأنه سيحصل عليه من‬
‫السوق ويسلمه للمشتري‪ ،‬أو كان المبيع موجود في مخازن بعيدة عن مكان التسليم‪ ،‬ففي مثل هذه‬
‫الحالة ُيسمح للبائع بمهلة معقولة حتى يتمكن من الحصول على المبيع أو إخراجه من المخازن ونقله‬
‫إلى مكان التسليم‪.‬‬
‫تجدر اإلشارة إلى أن هذه المهلة قد يمنحها القاضي للبائع مراعاة لظروف معينة تبرر منح‬
‫هذه المهلة‪ ،‬ما لم يمنع ذلك نص قانوني ولم يترتب عليه إلحاق ضرر جسيم بالدائن‪.‬‬

‫‪ -‬مصاريف التسليم‪:‬‬
‫نصت المادة ‪ 412‬م‪.‬ع على أنه‪:‬‬
‫"يتحمل البائع – إذا لم يكن هناك نص أو ُعرف مخالف‪:‬‬
‫ّ‬
‫العد أو تعيين الحجم‪.‬‬
‫‪ -1‬مصاريف التسليم كأجرة القياس أو الوزن أو ّ‬
‫‪ -2‬المصاريف الالزمة إلنشاء الحق أو نقله إذا كان المبيع غير مادي"‪.‬‬
‫يتحمل بحسب األصل مصاريفه‪ ،‬وتشمل مصاريف‬
‫فالبائع باعتباره المدين بالتسليم هو الذي ّ‬
‫تصرف المشتري‪.‬‬
‫التسليم كل النفقات الالزمة لوضع المبيع تحت ّ‬
‫العد‪ ،‬أي المصاريف الالزمة إلفراز المبيع‪ ،‬وكذلك‬
‫ومثال ذلك مصاريف القياس أو الوزن أو ّ‬
‫المصاريف الالزمة لنقل المبيع إلى المكان الذي يجب أن يتم فيه التسليم إذا كان غير موجود في‬
‫يتحملها البائع التكاليف المفروضة عليه كرسوم‬
‫هذا المكان ويدخل أيضاً في مصاريف التسليم التي ّ‬
‫المرور والرسوم الجمركية‪.‬‬
‫وهذه القاعدة ليست من النظام العام‪ ،‬فيجوز االتفاق على أن يتحمل المشتري مصاريف‬
‫التسليم‪.‬‬
‫واذا كان البائع هو الذي يتحمل مصاريف التسليم بحسب األصل فإن المشتري هو الذي‬
‫يتحمل مصاريف التسلم‪ ،‬وهي المصاريف التي تقتضيها سيطرة المشتري على المبيع بعد أن قام‬
‫البائع بوضعه تحت تصرفه‪ .‬كنفقات نقل المبيع من مكان التسليم إلى المكان الذي يريد المشتري‬

‫‪32‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫تحمل مصاريفه‪ ،‬هذا ما لم‬


‫وضعه فيه‪ .‬فالمشتري هو المدين بتسلم المبيع وعليه وفقاً للقاعدة العامة ّ‬
‫يوجد اتفاق على غير ذلك‪.‬‬

‫• جزاء اإلخالل بااللتزام بالتسليم‪:‬‬


‫إذا َّ‬
‫أخل البائع بالتزامه بتسليم المبيع بأن امتنع عن التسليم أو تأخر فيه‪ ،‬أو سلّم المبيع في‬
‫غير الحالة التي كان عليها وقت البيع‪ ،‬أو أراد التسليم في مكان أو زمان غير المتفق عليه‪ ،‬فيكون‬
‫للمشتري‪ ،‬بعد إخطار البائع‪ ،‬طلب التنفيذ العيني الجبري‪ ،‬أو فسخ البيع‪ ،‬مع التعويض في الحالتين‬
‫إن كان له ما يبرره‪.‬‬
‫ويالحظ أن للمشتري حرية الخيار بين دعوى الفسخ وطلب التنفيذ العيني‪ ،‬وله أن يعدل عن‬
‫أحدهما‪ ،‬بعد طلبه‪ ،‬وقبل الحكم فيه‪ ،‬إلى اآلخر‪.‬‬
‫فللمشتري بعد رفع دعوى الفسخ وقبل الحكم فيها أن يعدل عنها إلى طلب التنفيذ‪ ،‬وبالعكس‬
‫فله أن يعدل عن دعوى التنفيذ إلى طلب الفسخ‪ ،‬فالخيار بين الطلبين حق له وال ُيعتبر رفع الدعوى‬
‫بأيهما نزوالً منه عن الطلب اآلخر‪.‬‬

‫• حق البائع في حبس المبيع‪:‬‬


‫للبائع أن يمتنع عن تنفيذ التزامه بتسليم المبيع إلى المشتري إذا كان األخير (المشتري) لم‬
‫يدفع ما هو مستحق من ثمن أو ما تبقّى منه‪.‬‬
‫وقد نصت المادة ‪ 407‬في فقرتها الثانية على أن‪:‬‬
‫"البائع الذي لم يمنح المشتري مهلة للدفع ال ُيلزم بتسليم المبيع ما دام المشتري لم يدفع إليه‬
‫الثمن‪ ،‬وال يقوم مقام دفع الثمن عرض كفالة أو غيرها من أوجه التأمين"‪.‬‬
‫وعلى ذلك إذا كان الثمن مستحقاً ولم يقم المشتري بدفع الثمن ُح َّ‬
‫ق للبائع أن يحبس المبيع‪.‬‬
‫المشرع حق البائع في الحبس قائماً ولو قدم المشتري رهناً أو كفالة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وقد جعل‬
‫ويسقط حق البائع في حبس المبيع إذا ُمنح المشتري أجالً جديداً للوفاء بالثمن ألنه ُيفترض‬
‫في هذه الحالة تنازل البائع عن حقه في الحبس‪.‬‬
‫ولكن ال يسقط حق البائع في الحبس إذا كان األجل ممنوحاً من القاضي‪.‬‬
‫وقد نصت المادة ‪ 410‬م‪.‬ع على الحاالت التي يسقط فيها األجل بقولها‪" :‬ال ُيلزم البائع‬
‫بتسليم المبيع وان كان قد منح الشاري مهلة للدفع‪:‬‬
‫‪ )1‬إذا أصبح المشتري بعد انعقاد البيع في حالة اإلعسار‪.‬‬
‫‪ )2‬إذا كان في حالة اإلفالس أو التصفية القضائية عند البيع مع جهل البائع لحالته‪.‬‬
‫قدمها ضماناً للدفع حتى أصبح البائع ُمستهدفاً لخطر هالك الثمن"‪.‬‬
‫‪ )3‬إذا نقص التأمينات التي ّ‬
‫‪33‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫• تبعة هالك المبيع قبل التسليم‪:‬‬


‫يتحمل تبعة هذا الهالك أهو البائع‬
‫عمن ّ‬‫قد يهلك المبيع قبل تسليمه للمشتري فيثور التساؤل ّ‬
‫أم المشتري؟‬
‫عين بذاته‬
‫والبحث في تبعة الهالك تفترض أوالً أن يكون المبيع معيناً بالذات سواء كان قد ّ‬
‫عند انعقاد العقد‪ ،‬أو كان البيع وارداً على مبيع معين بالنوع ثم تحددت ذاتيته عن طريق إف ارزه وهلك‬
‫بعد ذلك‪.‬‬
‫يدعي‬
‫أما إذا كان المبيع معيناً بنوعه فقط فلن تثور مسألة تبعة الهالك وال يمكن للبائع أن ّ‬
‫هالكه قبل التسليم إذ يمكنه أن يحصل من السوق على بديل له من نفس النوع والصنف والمقدار‬
‫وفاء اللتزامه بالتسليم‪.‬‬
‫المتفق عليه وتسليمه للمشتري ً‬
‫المشرع اللبناني ربط بين تبعة الهالك والملكية‪ .‬وهذا ما أكدته المواد ‪396‬‬
‫ّ‬ ‫وبذلك يتبين أن‬
‫حتى ‪ 400‬من قانون الموجبات والعقود‪.‬‬
‫المادة ‪" :396‬يجب على المشتري منذ صيرورة العقد تاماً – ما لم يكن ثمة نص مخالف –‬
‫يتحمل‪:‬‬
‫أن ّ‬
‫‪... )1‬‬
‫‪... )2‬‬
‫‪ )3‬مخاطر العين المعينة"‬
‫ففي البيع المعين بالذات وطالما أن الملكية تنتقل ُحكماً وبقوة القانون إلى المشتري‪ ،‬فيصبح‬
‫المشتري هو المالك فتكون مخاطر الهالك عليه‪.‬‬
‫العد‬
‫المادة ‪" :397‬إذا انعقد البيع على شيء معين بنوعه فقط أو انعقد على شرط الوزن أو ّ‬
‫بمجرد الوصف فالبائع يبقى متحمالً مخاطر المبيع‪."...‬‬
‫ّ‬ ‫أو القياس أو التجربة أو الذوق أو انعقد‬
‫المعين بالنوع وطالما أن الملكية ال تنتقل إال بعد اإلفراز‪ ،‬فالبائع هنا ال زال مالكاً‬
‫ّ‬ ‫وفي المبيع‬
‫وتكون تبعة الهالك عليه‪.‬‬
‫مدة سفره إلى أن يستلمه المشتري ما لم يكن‬
‫"يتحمل البائع مخاطر المبيع في ّ‬
‫ّ‬ ‫المادة ‪:399‬‬
‫هناك نص مخالف"‪.‬‬
‫تحمل البائع تبعة هالكه خالل فترة سفره‬
‫ويتضح من ذلك أنه إذا كان المبيع واجب التصدير َّ‬
‫إلى أن يتسلمه المشتري وذلك على أساس أن البائع هو المالك خالل هذه المدة‪ ،‬ما دام التسليم‬
‫ُمشترطاً في محل الوصول‪ .‬هذا ما لم يوجد نص مخالف‪.‬‬
‫بيع ثمر شجر أو منتجات بستان أو محصول لم يحن وقت اجتنائه‪ ،‬فالثمر‬
‫المادة ‪" :400‬إذا َ‬
‫أو البقول تبقى في ضمان البائع إلى أن يتم النضوج"‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫تضمنها النص المذكور وذلك ألن الملكية ال‬


‫ّ‬ ‫يتحمل تبعة الهالك في األحوال التي‬
‫ّ‬ ‫فالبائع‬
‫زالت له حتى يتم النضج‪.‬‬
‫وعلى ذلك يتبين أن المالك هو المسؤول عن تبعة الهالك‪ ،‬لذلك ينبغي النظر من هو المالك‬
‫لتحديد من هو المسؤول عن الهالك‪.‬‬

‫التعرض واالستحقاق‪:‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬االلتزام بضمان ّ‬
‫لما كان هدف المشتري من البيع هو الحصول على المبيع والتمتع بكافة سلطات المالك عليه‬
‫وانتفاعه به انتفاعاً هادئاً مستم اًر‪ ،‬فإنه ال يمكن لتحقق ذلك أن يلتزم البائع بنقل ملكية المبيع إلى‬
‫المشتري وتسليمه إليه بل يلزم فضالً عن ذلك أن يضمن للمشتري ملكية المبيع وحيازته حيازة هادئة‪.‬‬
‫وبمقتضى هذا الضمان يلتزم البائع باالمتناع عن كل ما من شأنه حرمان المشتري من كل‬
‫تعرض‬
‫أو بعض سلطاته على المبيع‪ ،‬أو حرمان من االنتفاع به انتفاعاً هادئاً‪ ،‬ويجب عليه أيضاً دفع ّ‬
‫الغير للمشتري‪.‬‬
‫التعرض‬
‫يعد في حقيقة األمر التزاماً مزدوجاً‪ ،‬فهو من ناحية يلتزم بعدم ّ‬
‫والتزام البائع بالضمان ّ‬
‫شخصياً للمشتري سواء في ملكيته أو حيازته للمبيع‪ ،‬وهذا التزام سلبي‪ ،‬التزام باالمتناع‪.‬‬
‫التعرض الصادر‬‫تعرض الغير للمشتري‪ ،‬أي ضمان ّ‬ ‫ومن ناحية أخرى يلتزم البائع بضمان ّ‬
‫يدعي حق على المبيع يهدد المشتري في ملكيته أو يع ّكر حيازته‪ ،‬وهذا التزام‬
‫من أجنبي عن العقد ّ‬
‫إيجابي‪.‬‬
‫تعرضه شخصياً للمشتري في انتفاعه بالمبيع‪،‬‬‫فالتزام البائع بالضمان يعني التزامه بعدم ّ‬
‫التعرض‪ ،‬التزم البائع بدفعه‪ ،‬فإن أخفق في‬
‫التعرض الصادر من الغير‪ ،‬فإذا تحقق ّ‬‫وضمانه كذلك ّ‬
‫التعرض عيناً واستحق المبيع للغير كلياً أو جزئياً فإنه يلزم بضمان هذا االستحقاق‪ ،‬أي تعويض‬
‫دفع ّ‬
‫التعرض عيناً إلى التزام بدفع‬
‫المشتري عما أصابه من ضرر بسبب االستحقاق فيتحول التزامه بدفع ّ‬
‫مبلغ من النقود‪.‬‬
‫وتنص المادة ‪ 429‬م‪.‬ع على أنه‪" :‬وان لم ُيشترط وقت البيع بشيء مختص بالضمان‪،‬‬
‫فالبائع ُملزم بأن يضمن للمشتري ما يصيبه من استحقاق الغير للمبيع كله أو لقسم منه‪ ،‬ومن األعباء‬
‫يصرح بها عند البيع"‪.‬‬
‫المدعى بها على المبيع التي لم ّ‬
‫ّ‬
‫تعرض من جانبه ولو كان‬ ‫ويتضح من هذا النص أن البائع ضامن للمشتري عدم حصول ّ‬
‫تعرضه قانونياً أي مستنداً‬
‫تعرض البائع نفسه للمشتري أن يكون ّ‬‫التعرض مادياً‪ ،‬فال ُيشترط في ّ‬
‫هذا ّ‬
‫التعرض‬
‫التعرض الصادر عن الغير‪ ،‬حيث ُيشترط لضمان البائع لهذا ّ‬
‫يدعيه‪ ،‬وذلك بخالف ّ‬
‫حق ّ‬
‫إلى ّ‬
‫أن يكون قانونياً‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫تعرضه الشخصي‪ ،‬ثم اللتزامه بضمان عدم‬ ‫ونعرض فيما يلي اللتزام البائع بضمان عدم ّ‬
‫المعدلة لضمان االستحقاق‪.‬‬
‫ّ‬ ‫تعرض الغير‪ ،‬والتزامه بضمان االستحقاق‪ ،‬لنتناول بعد ذلك االتفاقات‬
‫ّ‬

‫التعرض الشخصي‪:‬‬‫الفصل األول‪ :‬ضمان ّ‬


‫التعرض مادياً أو قانونياً وذلك حسبما ورد في‬
‫لتعرضه سواء أكان هذا ّ‬ ‫إن البائع ضامن ّ‬
‫يصرح بها عند البيع" وذلك على عكس‬ ‫المدعى بها على المبيع التي لم ّ‬
‫المادة ‪" 429‬ومن األعباء ّ‬
‫التعرض القانوني للغير‪.‬‬
‫لتعرض الغير‪ ،‬حيث ال يضمن البائع إال ّ‬
‫ضمان البائع ّ‬
‫تعرضه الشخصي هو التزام باالمتناع عن عمل ولذلك فإن اإلخالل‬
‫إن التزام البائع بضمان ّ‬
‫بمجرد االتيان بعمل مخالف لمقتضى االلتزام‪.‬‬
‫َّ‬ ‫به يتحقق‬
‫التعرض مادياً أو قانونياً‪.‬‬
‫والبائع ضامن للتعرض الصادر منه سواء أكان هذا ّ‬
‫التعرض المادي هو كل فعل يقوم به البائع ويترتب عليه حرمان المشتري من االنتفاع‬
‫و ّ‬
‫يدعيه على المبيع‪.‬‬
‫بالمبيع حرماناً كلياً أو جزئياً دون أن يستند إلى حق ّ‬
‫ويقسِّم الفقه التعرض المادي إلى قسمين‪:‬‬
‫‪ -‬قسم يقوم على أعمال مادية بحتة يأتيها البائع بغير حق‪ ،‬مثال‪:‬‬
‫‪ -‬اغتصاب األرض المبيعة كلها أو بعضها‪.‬‬
‫‪ -‬قيام المخترع باستغالل اختراعه بعد بيع براءة االختراع‪.‬‬
‫‪ -‬قيام التاجر بعد بيع محله التجاري بفتح متجر مجاور ُيتاجر في السلع ذاتها‪.‬‬
‫‪ -‬وقسم آخر قوامه تعرض مادي بتصرف قانوني صادر من البائع إلى شخص آخر‪ ،‬مثال‪:‬‬
‫مرة ثانية وقيام المشتري الثاني بتسجيل عقده قبل المشتري األول‪.‬‬
‫‪ -‬أن يعيد البائع بيع العقار ّ‬
‫النية‪.‬‬
‫‪ -‬أن يعيد البائع بيع المنقول وتسليمه إلى المشتري الثاني حسن ّ‬
‫التعرض‪:‬‬
‫في هذه الحالة هناك نوعين من ّ‬
‫تعرض صادر من الغير هذا من جهة‪.‬‬
‫‪ّ )1‬‬
‫تعرضاً غير ُمباشر من جانب البائع ألن المشتري الثاني استمد حقه من‬
‫‪ )2‬ومن جهة أخرى ّ‬
‫البائع‪ ،‬فالبائع هو الذي أنشأ بفعله حق الغير على المبيع‪.‬‬
‫يدعي البائع حقاً على المبيع يترتب عليه حرمان‬
‫التعرض القانوني‪ ،‬فهو يكون حيث ّ‬
‫أما ّ‬
‫المدعى به سابقاً على البيع‬
‫المشتري من كل المبيع أو من بعضه أو بعض مزاياه‪ ،‬وقد يكون الحق ّ‬
‫أو الحقاً له‪.‬‬
‫التعرض القانوني سابقاً على المبيع‪:‬‬
‫مثال عن ّ‬
‫أن يكون للبائع وقت البيع حق ارتفاق على العقار المبيع لصالح عقار آخر يملكه‪.‬‬
‫التعرض القانوني الحقاً على المبيع‪:‬‬
‫مثال عن ّ‬
‫‪36‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫أن يبيع شخصاً عينا غير مملوكة له‪ ،‬ثم يكتسب البائع ملكية المبيع بسبب الحق على البيع‪،‬‬
‫ففي هذه الحالة ال يجوز للبائع أن يطلب استرداد المبيع باعتباره مالكاً له‪ ،‬فإن فعل كان للمشتري‬
‫التعرض‪.‬‬
‫رفع دعواه بأن من وجب عليه الضمان ال يجوز له ّ‬
‫عرضاً للمشتري ولو‬
‫تمسك البائع بحقوقه المستمدة من عقد البيع ذاته ال ُيعتبر ت ّ‬
‫مالحظة‪ :‬إن ّ‬
‫تعرضاً للمشتري قيام البائع باتخاذ إجراءات التنفيذ على الشيء‬
‫عد ّ‬‫ترتب عليه نزع المبيع من يده فال ُي ّ‬
‫تعرضاً طلب البائع إبطال العقد لغلط أو‬
‫المبيع الستيفاء الثمن أو ما تبقّى منه‪ .‬كما أنه ال ُيعتبر ّ‬
‫خداع أو إكراه شاب إرادته‪ ،‬فقيام االلتزام بالضمان يفترض صحة عقد البيع‪.‬‬

‫التعرض الشخصي‪:‬‬
‫• خصائص االلتزام بضمان ّ‬
‫‪ -1‬عدم القابلية للتجزئة‪:‬‬
‫االلتزام بالضمان ال يقبل التجزئة بطبيعته‪ ،‬ولو كان المبيع يقبل التجزئة‪ .‬ولهذا إذا تعدد‬
‫التعرض الشخصي بالنسبة لكل المبيع ال بقدر حصته فقط‪.‬‬
‫البائعون كان كل منهم ُملتزماً بعدم ّ‬

‫‪ -2‬الدائن والمدين في االلتزام‪:‬‬


‫الدائن في االلتزام بالضمان هو المشتري‪ ،‬فإذا توفي المشتري كان البائع ُملزماً في مواجهة‬
‫ورثته بالضمان‪ ،‬ألن القاعدة هي انتقال الحقوق من السلف إلى الخلف العام‪.‬‬
‫أما المدين في االلتزام بالضمان فهو البائع‪ ،‬وال ينتقل هذا االلتزام إلى خلفه العام إال في‬
‫المورث‪.‬‬
‫حدود ما آل إليهم من تركة ّ‬

‫التعرض الشخصي هو التزام مؤبد‪:‬‬


‫‪ -3‬االلتزام بعد ّ‬
‫التعرض وهو التزام أبدي ال يسقط ولو انقضى على البيع أكثر‬
‫يجب التفرقة بين االلتزام بعدم ّ‬
‫من عشر سنوات‪.‬‬
‫التعرض‪ ،‬ففي‬
‫التعرض البائع للمشتري بالفعل ومضي عشر سنوات من تاريخ ّ‬ ‫وبين وقوع ّ‬
‫هذه الحالة‪ ،‬يكون قد سقط التزام البائع بالضمان (مدة الـ ‪ 10‬سنوات هي مدة مرور الزمن على‬
‫الحق)‪.‬‬

‫التعرض الشخصي‪:‬‬
‫‪ -4‬بطالن شرط عدم ضمان ّ‬
‫تنص المادة ‪ 431‬م‪.‬ع على‪" :‬إن البائع وان اشترط عدم إلزامه بضمان ما‪ ،‬يبقى ُملزماً‬
‫بضمان فعله الشخصي وكل اتفاق مخالف يكون باطالً"‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫تعرضه الشخصي فمثل هذا االتفاق يقع باطالً‪،‬‬ ‫فال يجوز االتفاق على عدم ضمان البائع ّ‬
‫ويجوز للمشتري الرجوع على البائع بالضمان كما لو كان البيع خالياً من هذا الشرط‪.‬‬
‫ويذهب الفقه السائد إلى أن شرط اإلعفاء من الضمان ال يبطل إال إذا كان بصفة ُمطلقة‬
‫التعرض الشخصي‪.‬‬ ‫تؤدي إلى إعفاء البائع نهائياً من مسؤوليته عن ّ‬
‫حدد بالذات‪ ،‬فإن هذا االتفاق يقع صحيحاً‪،‬‬
‫أما إذا ورد شرط عدم الضمان بخصوص سبب ُم ّ‬
‫ومن أمثلة ذلك االتفاق على إعفاء البائع من الضمان إذا ُنزعت ملكية المبيع بسبب الرهن الذي رتبه‬
‫عليه قبل البيع‪ ،‬أو االتفاق على احتفاظ البائع بحق فتح متجر مجاور يتعامل في بعض السلع التي‬
‫يتعامل فيها المتجر المبيع‪.‬‬
‫ويلزم لصحة اشتراط البائع اإلعفاء من الضمان بهذه الصورة أن يكون الفعل الذي ال يضمنه‬
‫البائع محدداً تحديداً دقيقاً وأن يوافق المشتري على هذا الفعل ويرضى بعدم ضمان البائع له‪.‬‬

‫التعرض الشخصي‪:‬‬
‫• جزاء اإلخالل بااللتزام بضمان ّ‬
‫التعرض وجب التفرقة من حيث الجزاء المترتب على هذا اإلخالل‬ ‫َّ‬
‫إذا أخل البائع بالتزامه بعدم ّ‬
‫التعرض القانوني‪.‬‬
‫التعرض المادي و ّ‬
‫بين ّ‬
‫تعرض البائع مادياً‪ ،‬كما لو فتح البائع متجر مجاور وقام بمنافسة غير مشروعة‬
‫فإذا كان ّ‬
‫أو اغتصب كل المبيع أو بعضه‪ ،‬كان للمشتري طلب إزالة ما وقع اللتزام البائع بالضمان‪.‬‬
‫ويكون له فضالً عن ذلك طلب التعويض كذلك طلب فسخ العقد لعدم تنفيذ البائع اللتزاماته‪.‬‬
‫التعرض قانونياً يتمثل في ادعاء حق على المبيع‪ ،‬كان للمشتري صد هذه الدعوى‬
‫أما إذا كان ّ‬
‫التعرض‪ ،‬وهو يؤدي‬
‫عن طريق الدفع بالضمان إعماالً لقاعدة أن من وجب عليه الضمان امتُنع عليه ّ‬
‫إلى رفض دعوى البائع‪.‬‬

‫تعرض الغير‪:‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ضمان ّ‬
‫تعرض الغير للمشتري يجب أن يكون‪:‬‬
‫لكي يتحقق ضمان البائع ّ‬
‫تعرض الغير قانونياً أي مستنداً إلى حق‪.‬‬
‫‪ّ -‬‬
‫‪ -‬أن يكون حق الغير ثابتاً له وقت البيع أو آل إليه بعد البيع بفعل البائع نفسه‪.‬‬
‫التعرض حاالً‪.‬‬
‫‪ -‬وأن يكون ّ‬

‫التعرض قانونياً‪:‬‬
‫الشرط األول‪ :‬أن يكون ّ‬
‫التعرض الصادر من الغير ال يضمنه البائع إال إذا كان قانونياً أي يستند فيه الغير إلى‬
‫إن ّ‬
‫يدعيه على المبيع‪.‬‬
‫حق ّ‬
‫‪38‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫فالتعرض المادي الصادر من الغير‪ ،‬كاغتصاب الغير العين المبيعة ال يضمنه البائع‪ ،‬وانما‬
‫ّ‬
‫يقع على المشتري عبء دفعه بما كفله له القانون من وسائل مختلفة‪.‬‬
‫التعرض الذي يحصل للمشتري بعد التسليم‪ ،‬أما‬
‫والتعرض المادي الذي ال يضمنه البائع هو ّ‬
‫التعرض الما دي الصادر من الغير قد وقع قبل التسليم كان على البائع دفعه‪ ،‬ولكن ليس‬
‫إذا كان ّ‬
‫بموجب التزامه بالضمان‪ ،‬بل بموجب التزامه بالتسليم‪.‬‬
‫يدعي الغير‬
‫يدعيه الغير على المبيع حقاً عينياً‪ ،‬أو حقاً شخصياً كأن ّ‬
‫وقد يكون الحق الذي ّ‬
‫بأنه صاحب حق إيجار على العين المبيعة‪ ،‬فالضمان يشمل الحقوق العينية والشخصية على حد‬
‫سواء‪.‬‬

‫المتعرض ثابتاً له وقت البيع أو آل إليه بعد البيع بفلع البائع‪:‬‬


‫ّ‬ ‫الشرط الثاني‪ :‬أن يكون حق‬
‫يدعيه على‬
‫للتعرض الصادر من الغير يجب أن يكون الحق الذي ّ‬ ‫لكي يتحقق ضمان البائع ّ‬
‫المبيع موجوداً وقت البيع‪.‬‬
‫مثال‪ :‬كما لو كان البائع قد رتّب حق ارتفاق على المبيع قبل البيع‪ ،‬أو اكتسب الغير حقه‬
‫بالتقادم الذي اكتملت مدته قبل البيع‪.‬‬
‫أو أن يكون الحق قد آل إلى الغير بعد البيع عن طريق البائع نفسه‪ ،‬كما لو باع البائع العقار‬
‫التعرض الشخصي‬
‫ّ‬ ‫ٍ‬
‫لمشتر ثان سبق بتسجيل عقده عن المشتري األول (وهي نفس حالة ضمان‬
‫بتصرف قانوني)‪.‬‬
‫ّ‬
‫أما إذا كان الغير قد كسب حقه بعد البيع عن غير طريق البائع فال يلتزم البائع بالضمان‪،‬‬
‫فال يضمن البائع نزع الملكية للمنفعة العامة بعد البيع‪.‬‬

‫التعرض حاالً‪:‬‬
‫الشرط الثالث‪ :‬أن يكون ّ‬
‫التعرض حاالً‪ ،‬أي أن يكون قد وقع بالفعل‬
‫تعرض الغير أن يكون ّ‬ ‫يجب حتى يضمن البائع ّ‬
‫من الغير ما يكون من شأنه أن يؤدي إلى إخالل حال باالنتفاع بالعين‪ ،‬أو يؤدي إلى إخالل وشيك‬
‫الوقوع بهذا االنتفاع‪.‬‬
‫التعرض‪ ،‬أو احتمال وقوعه لمطالبة البائع بالضمان‪.‬‬
‫مجرد الخشية من وقوع ّ‬
‫فال يكفي ّ‬

‫تعرض الغير‪:‬‬
‫• آثار االلتزام بضمان ّ‬
‫التعرض الصادر من الغير‪ ،‬على النحو السابق بيانه‪ ،‬كان‬
‫إذا توافرت شروط ضمان البائع ّ‬
‫التعرض‪.‬‬
‫على البائع حتى ينفذ التزامه عيناً أن يدفع عن المشتري هذا ّ‬

‫‪39‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫للمدعي‬
‫وحكم ّ‬ ‫فإذا تمكن من ذلك يكون قد أوفى بالتزامه بالضمان‪ ،‬وان لم يفلح في ذلك ُ‬
‫باالستحقاق اعتُبر البائع مخالً بالتزامه ألنه يلتزم بتحقيق نتيجة والتزم بتعويض المشتري على النحو‬
‫الذي سنبينه عند الكالم عن ضمان االستحقاق‪.‬‬
‫وقد وضعت المادة ‪ 441‬م‪.‬ع أساس هذا االلتزام بقولها‪" :‬إذا ُدعي المشتري إلى المحاكمة‬
‫يدعي حقوقاً على المبيع‪ ،‬وجب عليه أن يدعو بائعه إلى المحكمة‪ ،‬فإن‬
‫بناء على طلب شخص ثالث ّ‬
‫لم يفعل وصدر عليه حكم اكتسب قوة القضية المحكمة‪ ،‬فقد حقه في الضمان‪ ،‬إال إذا أثبت أن البائع‬
‫بردها"‪.‬‬
‫تدخل في الدعوى لم يكن في طاقته استصدار ّ‬ ‫وان ّ‬
‫يدعي حقاً على المبيع يقتضي من المشتري أن‬‫تعرض الغير الي ّ‬
‫إن تنفيذ التزام البائع بدفع ّ‬
‫عرض ليتم ّكن من الدفاع عنه وال ُيشترط لإلخطار شكل خاص‪.‬‬
‫ُيخطر البائع بالت ّ‬

‫أوالً‪ :‬حالة حصول اإلخطار‪:‬‬


‫إذا أخطر المشتري البائع بدعوى الغير وجب على البائع أن يتدخل فيها إلى جانب المشتري‬
‫أو يحل محلَّه فيها‪.‬‬
‫فإذا تدخل البائع في الدعوى المرفوعة على المشتري‪ ،‬كان لألخير أن يطلب إخراجه منها‬
‫توجه إليه خصومة وحتى يتفادى الحكم عليه بالمصاريف في حالة‬
‫فيحل البائع محله فيها حتى ال ّ‬
‫المتعرض في دعواه‪ ،‬وان كان الغالب أن يستمر المشتري في الدعوى إلى جانب البائع حتى‬
‫ّ‬ ‫نجاح‬
‫المتعرض إض ار اًر به‪.‬‬
‫ّ‬ ‫يراقب دفاعه فيها ويحول بينه وبين التواطؤ مع‬
‫تعرض الغير‪ ،‬فإذا تمكن من دفع ادعاء‬ ‫وفي جميع األحوال يكون على البائع مهمة دفع ّ‬
‫المتعرض‪ ،‬يكون البائع قد نفذ التزامه بالضمان‬
‫ّ‬ ‫ورفضت دعوى‬
‫الغير وتأكيد حق المشتري على المبيع‪ُ ،‬‬
‫المتعرض وصدر حكم باالستحقاق لصالح األخير‬
‫ّ‬ ‫تنفيذاً عينياً‪ .‬أما إذا لم ُيفلح البائع في دفع ادعاء‬
‫يكون البائع قد أخل بتنفيذ التزامه عيناً ويصبح ضماناً لالستحقاق‪ ،‬أي ملتزماً بتعويض المشتري على‬
‫نحو ما سنرى عند الكالم عن ضمان االستحقاق‪.‬‬
‫واذا كان المشتري قد بقي في الدعوى َّ‬
‫وقدم فيها طلباً فرعياً بضمان االستحقاق‪ ،‬فصلت‬
‫التعرض األصلية وفي طلب التعويض الفرعي بحكم واحد كلما أمكن ذلك‪.‬‬
‫المحكمة في دعوى ّ‬
‫أما إذا كان المشتري قد خرج من الدعوى فال يكون له الرجوع على البائع إال بمقتضى دعوى‬
‫ضمان استحقاق أصلية‪.‬‬
‫واذا لم يتدخل البائع في الدعوى رغم إخطاره بها‪ ،‬ومضى المشتري فيها بمفرده‪ ،‬وانتهى األمر‬
‫للمدعي‪ ،‬وجب الضمان على البائع إال إذا أثبت أن الحكم الصادر في العقد كان‬
‫بالحكم باالستحقاق ّ‬
‫نتيجة خداع من المشتري أو خطأ جسيم‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫ثانياً‪ :‬حالة عدم حصول االخطار‪:‬‬


‫فح ِك َم‬
‫تعرض الغير‪ُ ،‬‬
‫إذا لم يخطر المشتري البائع بالدعوى في الوقت المالئم وفشل في دفع ّ‬
‫فقد حقه بالضمان‪ ،‬إال إذا أثبت (أي المشتري) أن البائع وان تدخل في الدعوى لم‬
‫للغير باالستحقاق َ‬
‫بردها‪.‬‬
‫يكن في طاقته استصدار حكم ّ‬

‫• توقي المشتري استحقاق المبيع بأداء مبلغ من المال‪:‬‬


‫تنص المادة ‪ 440‬م‪.‬ع على أنه‪" :‬إذا تملّص المشتري من االستحقاق بدفعه مبلغاً من المال‪،‬‬
‫فللبائع أن يتملّص من نتائج الضمان ِّ‬
‫برده ذلك المبلغ إلى المشتري مع فوائد وجميع النفقات"‪.‬‬
‫فقد يحدث أن يتجنب (يتوقّى) المشتري استحقاق المبيع بأداء مبلغ من المال أو أي شيء‬
‫آخر للمعترض‪.‬‬
‫هنا أمكن للبائع أن يتملّص من الضمان بأداء ذلك المبلغ إلى المشتري ألن موجب منع‬
‫التعرض يقع عليه‪.‬‬
‫ّ‬

‫• عدم قابلية االلتزام بضمان تعرض الغير للتجزئة‪:‬‬


‫تعرض‬
‫التعرض الشخصي ال يقبل التجزئة‪ ،‬وكذلك فإن التزامه بدفع ّ‬
‫إن التزام البائع بعدم ّ‬
‫الغير ال يقبل االنقسام‪.‬‬
‫تعدد البائعون وادعى أجنبي حقاً على المبيع كان للمشتري أن يطلب من أي من البائعين‬
‫فإذا ّ‬
‫التعرض بالنسبة للمبيع كله وليس في نصيبه فحسب‪.‬‬
‫دفع هذا ّ‬
‫التعرض بالنسبة لكل منهم‪.‬‬
‫تعدد المشترون فعلى البائع أن يدفع ّ‬
‫وكذلك إذا ّ‬

‫الفصل الثالث‪ :‬ضمان االستحقاق‬


‫التعرض عيناً واستحق المبيع‬
‫تعرضه للمشتري وتع ّذر على البائع دفع هذا ّ‬
‫إذا نجح الغير في ّ‬
‫للغير‪ ،‬كان البائع مسؤوالً عن هذا االستحقاق‪ ،‬ويكون للمشتري أن يرجع عليه بضمان االستحقاق‬
‫لتعويضه عما لحق به من أضرار‪.‬‬
‫ويختلف التعويض الذي يلتزم به البائع في حالة االستحقاق الكلي للمبيع عنه في حالة‬
‫االستحقاق الجزئي‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬التعويض في حالة االستحقاق الكلي‪:‬‬


‫يقصد باالستحقاق الكلي حرمان المشتري من المبيع كلياً‪ ،‬كما لو قضى بملكية المبيع للغير‪،‬‬
‫لمشتر ٍ‬
‫ثان اكتسب ملكية المبيع لسبق تسجيل عقده إذا كان المبيع عقا اًر‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫أو باع البائع المبيع‬

‫‪41‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫وقد ّبينت المادة ‪ 433‬م‪.‬ع عناصر التعويض في حالة االستحقاق الكلي بقولها‪" :‬إذا كان‬
‫مجرد أو لم ُيشترط شيء يختص بالضمان فالمشتري الذي ُنزع منه المبيع‬
‫الوعد بالضمان على وجه َّ‬
‫كله بحكم االستحقاق يحق له أن ُيطالب البائع‪:‬‬
‫‪ )1‬برد الثمن‪.‬‬
‫‪ )2‬بقيمة الثمار إذا أُجبر المشتري على ردها إلى المالك المستحق‪.‬‬
‫المدعي األصلي‪.‬‬
‫‪ )3‬بالمصاريف التي صرفها المشتري في سبيل دعوى الضمان وبمصاريف ّ‬
‫الملك عند االقتضاء‬
‫‪ )4‬ببدل العطل والضرر مع النظر بعين االعتبار إلى قيمة تحسين ُ‬
‫وبمصاريف العقد ورسومه القانونية‪.‬‬
‫على أنه ال يحق للمشتري أن يطالب ببدل العطل والضرر إذا كان عالماً وقت البيع بخطر‬
‫االستحقاق"‪.‬‬
‫وقبل أن نتناول عناصر التعويض كما ورد في المادة السابقة ال بد من اإلشارة إلى ما يلي‪:‬‬
‫معدلة لضمان‬
‫‪ -1‬أن هذه العناصر قد تختلف في حال تم االتفاق بين البائع والمشتري على اتفاقات ّ‬
‫االستحقاق كاالتفاق على زيادة الضمان أو إنقاصه أو إسقاطه وهذا ما قصدته المادة بفقرتها‬
‫األولى "أو لم ُيشترط شيء مختص بالضمان"‪.‬‬
‫المبينة به ال يكون إال في حالة رجوعه على البائع على‬
‫‪ -2‬أن مطالبة المشتري بعناصر التعويض ّ‬
‫أساس ضمان االستحقاق‪ ،‬أما إذا كان رجوع المشتري بالفسخ أو بإبطال بيع ُملك الغير فإنه‬
‫يستحق في هذه الحالة التعويض الذي تقرره القواعد العامة في الفسخ أو القواعد الخاصة ببيع‬
‫ُملك الغير‪.‬‬

‫• عناصر التعويض‪:‬‬
‫‪ )1‬قيمة المبيع والفوائد والثمن‪:‬‬
‫أول ما يلتزم به البائع هو الثمن‪ ،‬فعلى البائع رد الثمن الذي قبضه‪ ،‬وللمشتري أن يسترد‬
‫الثمن كامالً بصرف النظر عما إذا كانت قيمة المبيع قد زادت بعد البيع أم نقصت‪.‬‬

‫بردها لمن استحق المبيع‪:‬‬ ‫‪ )2‬قيمة الثمار التي أ ِ‬


‫ُلزَم المشتري ّ‬
‫بردها لمن استحق المبيع هي الثمار التي قبضها وهو سيء النية‪،‬‬
‫الثمار التي ُيلزم المشتري ّ‬
‫بمجرد رفع‬
‫ّ‬ ‫أي وهو يعلم بحق المستحق على المبيع‪ .‬واذا كان األصل هو ُحسن ّنية المشتري‪ ،‬فإنه‬
‫النية‪.‬‬
‫الدعوى عليه من المستحق ُيعتبر سيء ّ‬

‫‪ )3‬المصروفات التي أنفقها المشتري على المبيع‪:‬‬

‫‪42‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫يتحملها البائع‪.‬‬
‫يتحملها المستحق‪ ،‬واذا لم يدفعها المستحق ّ‬
‫النفقات الضرورية‪ّ :‬‬
‫يتحملها المستحق ويكون البائع كفيل‪.‬‬
‫النفقات النافعة‪ّ :‬‬
‫يتحملها المشتري‪.‬‬
‫النية ّ‬
‫النية‪ ،‬أما إذا كان حسن ّ‬
‫يتحملها البائع إذا كان سيء ّ‬
‫النفقات الكمالية‪ّ :‬‬
‫المشرع للمشتري حق نزع هذه النفقات الكمالية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وقد أعطى‬
‫مثالً‪ :‬له الحق أن ينزع ديكور المنزل في حال استحق لشخص ثالث بشرط أن ال ُيحدث‬
‫ضرر ويكون ذلك على نفقته‪.‬‬

‫‪ )4‬ما لحق المشتري من خسارة وما فاته من كسب‪:‬‬


‫النية‪،‬‬
‫المشرع قصَّر حق المطالبة بالتعويض على المشتري َح َسن ّ‬
‫ّ‬ ‫ُيالحظ في هذا الصدد أن‬
‫الذي لم يكن يعلم وقت البيع بخطر االستحقاق‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬التعويض في حالة االستحقاق الجزئي‪:‬‬


‫المشرع اللبناني حالة‬
‫ّ‬ ‫يكون االستحقاق جزئياً بثبوت ملكية الغير لجزء من المبيع‪ .‬وقد تناول‬
‫االستحقاق الجزئي للمبيع في المواد ‪ 437‬و ‪ 438‬و ‪.439‬‬
‫ووفقاً للمادة ‪ 437‬إذا لم ُينزع من المشتري ّإال جزء من المبيع وكان هذا الجزء بالنسبة إلى‬
‫ق له أن يفسخ العقد‪.‬‬‫المجموع كبير الشأن إلى حد أن المشتري لوال وجوده المتنع عن الشراء‪ُ ،‬ح َّ‬
‫فإذا لم يبلغ الجزء الذي استحق هذا القدر أو اختار المشتري استبقاء المبيع يكون للمشتري‬
‫أن يطالب بما يقابل الجزء المستحق من الثمن باإلضافة إلى التعويض عند االقتضاء (أي العطل‬
‫والضرر)‪.‬‬
‫التعويض (الثمن) = قيمة المبيع وهو بحالة السالمة – قيمة المبيع وهو عليه عبء‪.‬‬
‫وهذا ما يتضح من نص المادة ‪ 438‬والتي جاء بها أنه‪" :‬إذا لم ُيفسخ البيع في حالة استحقاق‬
‫جزء من المبيع فالبائع يرد إلى المشتري قيمة الجزء المستحق بالنسبة إلى مجموع الثمن مع بدل‬
‫العطل والضرر عند االقتضاء"‪.‬‬
‫يصرح بها‪ ،‬وكانت كبيرة الشأن‬
‫واذا حدث وكان على المبيع حقوق ارتفاق غير ظاهرة ولم ّ‬
‫إلى حد يمكن معه التقدير أن المشتري لو علم بها لما أقدم على الشراء‪ ،‬ففي تلك الحالة يمكن‬
‫يفضل االكتفاء بأخذ العوض‪.‬‬
‫للمشتري‪ ،‬استناداً لنص المادة ‪ 439‬م‪.‬ع‪ ،‬أن يفسخ العقد إذا لم ّ‬

‫المعدلة لضمان االستحقاق‪:‬‬


‫ّ‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬االتفاقات‬
‫نصت المادة ‪ 430‬م‪.‬ع على أنه‪" :‬يحق للمتعاقدين بمقتضى اتفاق خاص أن يزيدوا أو‬
‫ٍ‬
‫بضمان ما"‪.‬‬ ‫ينقصوا مفعول هذا الموجب القانوني كما يحق لهم أن يتفقوا على عدم إلزام البائع‬

‫‪43‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫كما نصت المادة ‪ 431‬م‪.‬ع على‪" :‬إن البائع وان اشترط عدم إلزامه بضمان ما يبقى ملزماً‬
‫بضمان فعله الشخصي‪ ،‬وكل اتفاق مخالف يكون باطالً"‪.‬‬
‫خالصة هاتين المادتين أنه يمكن االتفاق على زيادة أو إنقاص الضمان أو حتى إسقاط‬
‫الضمان كلياً‪.‬‬
‫التعرض الشخصي‪ ،‬وكل بند مخالف ُيعتبر باطالً‪.‬‬ ‫ولكن ال يمكن إعفاء البائع من ضمان ّ‬
‫برد الثمن عند تمام االستحقاق‪ ،‬إال إذا كان‬
‫وفي حالة اشتراط عدم الضمان يبقى البائع ملزماً ّ‬
‫المشتري قد عقد الشراء وأخذ على نفسه ما يمكن وقوعه من المضار والمخاطر (المادة ‪.)432‬‬

‫الخفية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫المبحث الرابع‪ :‬االلتزام بضمان العيوب‬
‫التعرض واالستحقاق فقط‪ ،‬بل عليه أيضاً موجب ضمان‬
‫ليس على البائع موجب ضمان ّ‬
‫الخفية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫العيوب‬
‫نصت المادة ‪ 442‬م‪.‬ع على أنه‪:‬‬
‫"يضمن البائع عيوب المبيع التي تُنقص قيمته نقصاً محسوساً أو تجعله غير صالح‬
‫لالستعمال فيما أ ِ‬
‫ُع َّد له بحسب ماهيته أو بمقتضى عقد البيع‪.‬‬
‫أما العيوب التي ال تنقص من قيمة المبيع أو من االنتفاع به إال نقصاً خفيفاً‪ ،‬والعيوب‬
‫المتسامح بها ُعرفاً فال تستوجب الضمان‪.‬‬
‫ويضمن البائع أيضاً وجود الصفات التي ذكرها هو أو اشترط الشاري وجودها"‪.‬‬
‫المشرع ولكن‬
‫ّ‬ ‫يعرفه‬
‫وضمان العيب الخفي هو هذا الموجب الملقى على عاتق البائع والذي لم ّ‬
‫وضع خصائص له‪.‬‬
‫وهو العيب الذي يؤثر في استعمال المبيع وقيمته ويكون غير معلوم من الشاري‪.‬‬
‫عرفه الفقه بأنه اآلفة التي تلحق بالمبيع والذي يخلو منها المبيع عادة بحالة المجرى‬
‫وقد ّ‬
‫العادي لألمور‪.‬‬
‫مسجلة وغير‬
‫هذا النوع من الضمان يسري على جميع أنواع البيوعات‪ :‬منقولة وغير منقولة‪ّ ،‬‬
‫مسجلة‪ ،‬جديدة ومستعملة‪ ،‬البيع الجزاف‪ ،‬البيع على شرط التجربة‪...‬‬
‫ّ‬
‫أما البيع الذي ال يسري عليه هذا النوع من الضمان هو البيع الجبري أي البيع عبر الدوائر‬
‫القضائية (المادة ‪.)494‬‬
‫ففي البيع الجبري يكون ثمن الطرح في المزاد العلني ‪ %60‬من قيمة المبيع‪ ،‬أي أن البائع‬
‫قد خسر ‪ %40‬من قيمته‪ ،‬لذلك ال يمكن تحميله موجب الضمان‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫أما البيوعات الباقية‪ ،‬فإنها تخضع لموجب ضمان العيب الخفي‪ ،‬ومنها البيع على شرط‬
‫التجربة‪ ،‬ألن التجربة ال تُظهر العيب‪ ،‬فموجب ضمان العيب الخفي يقع على عاتق البائع حتى في‬
‫حالة البيع على شرط التجربة‪.‬‬
‫المستعملة فإن من يشتري شيئاً مستعمالً فإنه ينتظر منه خدمة حتى‬
‫وفيما يتعلق باألشياء ُ‬
‫ولو كانت الخدمة محدودة‪ .‬لذلك فإن بيع األشياء المستعملة يخضع أيضاً لموجب ضمان العيب‬
‫الخفي‪.‬‬

‫شروط ضمان العيب الخفي‪:‬‬


‫شروط ضمان العيب الخفي هي‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكون العيب خفياً‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون العيب قديماً‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون العيب مؤث اًر‪.‬‬

‫‪ -1‬أن يكون العيب خفياً‪:‬‬


‫أي غير معلوم من المشتري‪ ،‬وهذا الخفاء في العيب قد يلتبس على شخص وال يلتبس على‬
‫شخص آخر‪ ،‬فما هو المعيار؟‬
‫المعيار هو معيار موضوعي وال ُيعمم على كل الناس‪ ،‬وهو معيار الرجل العادي من كل‬
‫شريحة من المجتمع‪ ،‬وهذا األمر يحمل استثناءات‪ ،‬فالرجل الممتهن هو غير الرجل غير الممتهن‪.‬‬
‫إذا ّادعى المشتري أنه لم يعلم بالبيع‪ ،‬و ّادعى البائع خالف ذلك فعلى البائع أن ُيثبت أن‬
‫المشتري قد َعلِم بالعيب‪.‬‬
‫إذا كان الرجل العادي قد اشترى‪ ،‬واطّلع على المبيع بواسطة خبير‪ ،‬عندها يصبح المعيار‬
‫هو رجل الخبرة‪ ،‬أي الذي اشترى هو من أهل الخبرة وليس شخصاً عادياً وذلك ألن الخبير هو رجل‬
‫ممتهن‪.‬‬
‫التعيب‪.‬‬
‫يتحمل البائع ضمان هذا ّ‬
‫أما إذا كان العيب خفياً حتى على أهل الخبرة‪ ،‬عندما ّ‬
‫نصت المادة ‪ 460‬م‪.‬ع على أنه‪:‬‬
‫بالنسبة للعيب الظاهر‪ :‬فقد ّ‬
‫"ال يكون البائع مسؤوالً عن العيوب الظاهرة وال عن العيوب التي سبق للمشتري أن عرفها أو‬
‫كان من السهل عليه أن يعرفها‪.‬‬
‫وانما يكون مسؤوالً‪ ،‬حتى عن العيوب التي كان من السهل على المشتري أن يعرفها‪ ،‬إذا‬
‫صرح البائع بخلو المبيع منها"‪.‬‬
‫ّ‬

‫‪45‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫صرح البائع بخلو المبيع من العيب‪ ،‬عندها يضمن البائع كل عيب‪ ،‬سواء أكان‬
‫وعليه‪ ،‬إذا ّ‬
‫ظاه اًر أم خفياً‪ ،‬وذلك ألنه بتصريحه بخلو المبيع من العيب يكون قد منع المشتري من االطالع على‬
‫النية (أي أنه ال يعلم بوجود العيب)‪.‬‬
‫المبيع‪ ،‬حتى ولو كان َحسن ّ‬

‫‪ -2‬أن يكون العيب قديماً‪:‬‬


‫أي موجوداً بتاريخ البيع أو قبله‪ ،‬أي كان العيب موجوداً عندما كان بيد البائع‪ ،‬فالبائع ال‬
‫يتحمل العيب الخفي إذا كان هذا العيب قد ُو ِج َد بعد البيع‪.‬‬
‫ّ‬
‫وقد نصت المادة ‪ 445‬م‪.‬ع على أنه‪:‬‬
‫معينة بذاتها‪ ،‬أو وقت‬
‫"ال يضمن البائع إال العيوب الموجودة وقت البيع إذا كان المبيع عيناً ّ‬
‫التسليم إذا كان المبيع مثلياً وقد بيع بالوزن أو بالقياس أو بحسب الوصف"‪.‬‬
‫ويستنتج من هذه المادة أنه‪:‬‬
‫المعينة بالذات‪ ،‬يكون الحد الفاصل ِ‬
‫للق َدم هو تاريخ التسليم‪ ،‬أي قبل‬ ‫ّ‬ ‫‪ -‬إذا كان المبيع من األموال‬
‫البيع وحتى تاريخ حصول البيع‪.‬‬
‫‪ -‬إذا كان المبيع من المثليات‪ ،‬فيكون الحد الفاصل ِ‬
‫للق َدم هو تاريخ التسليم‪ ،‬أي قبل التسليم وحتى‬
‫تاريخ حصول التسليم وليس البيع‪ ،‬ألن المشتري في المثليات ال يطّلع على المبيع إال من تاريخ‬
‫التسليم‪ ،‬أي بعد اإلفراز وليس من تاريخ البيع‪.‬‬

‫‪ -3‬أن يكون العيب مؤث ارً‪:‬‬


‫ويكون هذا التأثير إما في القيمة واما في االستعمال‪ ،‬والعيب المؤثر في االستعمال والقيمة‬
‫يختلف عن مفهوم العيب بشكل عام‪ .‬فالبائع ال يضمن إال العيب المؤثر في االستعمال أو في القيمة‪.‬‬
‫فالتأثير الذي ال يضع أي عائق وال يحول دون استعمال المشتري للمبيع ال يكون البائع‬
‫ضامناً له‪ ،‬ألنه في هذه الحالة ال يكون مؤث اًر ال في االستعمال وال في القيمة‪.‬‬
‫ولمعرفة ما إذا كان العيب مؤث اًر في االستعمال‪ ،‬يجب معرفة وجهة االستعمال‪ ،‬وهناك ثالثة‬
‫أوضاع تحدد وجهة االستعمال‪.‬‬

‫أ‪ -‬طبيعة الشيء المبيع‪:‬‬


‫كسارة عليها‪ ،‬فال يمكنه مطالبة البائع‬
‫عدة إلقامة ّ‬
‫وم ّ‬
‫فإذا اشترى شخصاً قطعة أرض صخرية ُ‬
‫بضمان العيب الخفي إذا قرر زراعة هذه األرض ولم تعطه أية محصول‪ ،‬ألن طبيعة األرض غير‬
‫عدة للزراعة أصالً‪.‬‬
‫ُم ّ‬

‫‪46‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫ب‪ -‬ما أ َّ‬


‫ُعد له المبيع‪:‬‬
‫عدة لنقل الخضار‪ ،‬فال يمكن نقل الرمال فيها‪.‬‬
‫كأن يكون المبيع شاحنة ُم ّ‬

‫ج‪ -‬اتفاق الفريقين على وجهة االستعمال‪:‬‬


‫كأن يتفق المشتري مع البائع على تسليمه ساعة مخصصة لقياس المسافات‪ ،‬ومن ثم قام‬
‫بتسليمه ساعة يد عادية‪ .‬فالعيب هنا هو عيب مؤثر باتفاق الفريقين‪.‬‬
‫إن العيب المؤثر في االستعمال ليس من الضروري أن يكون مؤث اًر في القيمة والعكس‬
‫صحيح‪.‬‬
‫سيارة ال توجد فيها مرآة‪ ،‬يكون العيب فيها مؤثر في القيمة ولكنه غير مؤثر في‬
‫فشراء ّ‬
‫االستعمال‪.‬‬
‫أما شراء سيارة مخصصة لنقل الركاب وكانت المقاعد فيها غير صالحة للجلوس‪ ،‬يكون‬
‫العيب فيها قد أثّر في االستعمال‪ ،‬وليس من الضروري أن يكون مؤث اًر في القيمة‪.‬‬
‫فالمطلوب إذاً تحديد وجهة االستعمال‪ ،‬فإذا كان العيب قد حال دون االستعمال ولو جزئياً‬
‫يكون عيباً مؤث اًر أما إذا كان العيب موجوداً ولكنه غير مؤثر فال يضمنه البائع ألنه في هذه الحالة‬
‫ال يكون خفياً‪.‬‬
‫فبمجرد تخلّف هذه الصفة يصبح العيب‬
‫َّ‬ ‫أما إذا اشترط المشتري توفّر صفة معينة في المبيع‪،‬‬
‫مؤث اًر وبالتالي يضمن البائع هذا العيب (‪ 442‬فقرة ‪.)3‬‬
‫أما إذا كان العيب ال يظهر إال في وضع خاص‪ ،‬فإن هذا العيب ال ُيعتبر مؤث اًر ألنه ال‬
‫يعيق االستعمال وبالتالي ال يضمن البائع هذا العيب (‪.)443‬‬
‫قد يكون هناك عيوب ُمتسامح فيها عرفاً‪ :‬شراء كمية من القمح يكون فيها قليالً من البحص‪،‬‬
‫فهذه الكمية من البحص ُمتسامح بها ُعرفاً‪.‬‬
‫المتسامح بها عرفاً ألن البائع يضمن العيب الموجود‬
‫ولكن يجب أن ال يتخطى العيب الكمية ُ‬
‫في المبيع إذا كان العيب غير متسامح به ُعرفاً‪.‬‬

‫• من هو الدائن ومن هو المدين بموجب ضمان العيب الخفي؟‬


‫المدين بموجب الضمان هو البائع وورثته وكفيله‪ ،‬وهذا الكفيل يحل محل البائع إذا لم يلتزم‬
‫هذا األخير بموجب الضمان‬
‫ولكن ال يمكن مطالبة الكفيل قبل البائع‪ ،‬أي تتم مطالبة البائع أوالً فإذا لم يلتزم البائع أمكن‬
‫مطالبة الكفيل‪.‬‬
‫أما الدائن بموجب الضمان فهو المشتري وخلفه الخاص (أي من يشتري منه) وورثته‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫الدعاوى المعطاة للمشتري‪:‬‬


‫مشتر ٍ‬
‫ثان‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫مشتر أول ‪‬‬ ‫بائع ‪‬‬
‫يمكن للمشتري الثاني إذا وجد عيباً في المبيع‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يقيم دعوى على المشتري األول‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يقيم دعوى مباشرة على البائع (ألن دعاوى الضمان من ملحقات البيع)‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يقيم دعوى غير مباشرة على البائع باسم المشتري األول‪.‬‬
‫أما إذا ظهر العيب عندما اشترى المشتري الثاني من المشتري األول ولم يكن هذا العيب‬
‫موجوداً عندما اشترى المشتري األول من البائع ففي هذه الحالة ال يستطيع المشتري الثاني أن ُيطالِب‬
‫البائع األصلي ألنه ليس مديناً بالموجب‪.‬‬
‫مالحظة‪ :‬إن تنازل المشتري عن دعوى البطالن ال يعني إطالقاً تنازعه عن دعوى التعويض‪،‬‬
‫بل يبقى له أن ُيطالِب التعويض‪.‬‬

‫• آثار الضمان‪:‬‬
‫متى توافرت الشروط السابقة بالنسبة لضمان العيوب الخفية أو إذا ما تخلّفت الصفة التي‬
‫كفل البائع للمشتري وجودها في المبيع‪ ،‬وجب الضمان على البائع‪ .‬ويجب على المشتري‪ ،‬حفاظاً‬
‫على حقّه في الرجوع على البائع بالضمان‪ ،‬المبادرة إلى فحص المبيع واخطار البائع بالعيب خالل‬
‫مدة‬
‫المدة المحددة قانوناً وهي ّ‬
‫مدة معقولة‪ ،‬وعليه فضالً عن ذلك أن يرفع دعوى الضمان خالل ّ‬
‫المشرع المحافظة على استقرار المعامالت ووضع حداً للمنازعات‪ ،‬فإذا لم تُرفع‬
‫ّ‬ ‫قصيرة قصد بها‬
‫المدة سقطت دعوى الضمان بالتقادم‪.‬‬
‫الدعوى خالل هذه ّ‬
‫ونعرض فيما يلي لواجب المشتري في المبادرة بفحص المبيع وبإخطار البائع بالعيب‪ ،‬ثم‬
‫لدعوى الضمان وحقوق المشتري‪ ،‬ثم نتناول تقادم هذه الدعوى‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬المبادرة بفحص المبيع واخطار البائع بالعيب‪:‬‬


‫تنص المادة ‪ 446‬م‪.‬ع على أنه‪:‬‬
‫"إذا كان المبيع من المنقوالت غير الحيوانات‪ ،‬وجب على المشتري أن ينظر في حالة المبيع‬
‫على إثر استالمه وأن ُيخبر البائع بال إبطاء في خالل السبعة أيام التي تلي االستالم عن كل عيب‬
‫يجب على البائع ضمانه‪.‬‬
‫عد مقبوالً ما لم تكن العيوب مما ال ُيعرف بفحص عادي أو تكن هناك موانع‬
‫واال فالمبيع ُي ّ‬
‫ال عالقة لها بمشيئة المشتري حالت دون النظر في حالة المبيع‪ .‬وفي مثل هذا الموقف يجب إبالغ‬

‫‪48‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫عيوب المبيع إلى البائع على أثر اكتشافها‪ ،‬واال ُع َّد المبيع مقبوالً‪ .‬غير أنه ال يحق للبائع سيء ّ‬
‫النية‬
‫يتذرع بهذا الحكم األخير"‪.‬‬
‫أن ّ‬
‫المشتري يلتزم‪ ،‬لحفظ حقه في الضمان‪ ،‬بالمبادرة إلى فحص‬
‫ويتضح من النص المذكور أن ُ‬
‫المبيع عند استالمه‪ ،‬واخطار البائع بما يجده من عيوب في المبيع‪.‬‬
‫بمجرد أن يتمكن من ذلك‪.‬‬
‫َّ‬ ‫فيجب على المشتري أن يبادر إلى فحص المبيع بعد تسلّمه‬
‫والعبرة في ذلك بالتسليم الفعلي ال الحكمي‪ .‬وكما رأينا سابقاً‪ ،‬يلتزم المشتري بفحص المبيع بعناية‬
‫الشخص المعتاد عند البيع‪ ،‬بحيث ال يضمن البائع إال العيوب التي لم يتبينها المشتري ولم يكن في‬
‫يتبينها رغم بذله في ذلك قدر عناية الخص المعتاد‪.‬‬
‫استطاعته أن ّ‬
‫تبينها لو أنه أعاد فحص‬ ‫لكن هناك من هذه العيوب ما قد يكون في استطاعة المشتري ّ‬
‫المبيع بعد التسليم بنفس القدر من العناية المطلوبة‪ .‬فالفحص الثاني يكون عادةً أكثر دقّة وأعمق أث اًر‬
‫من الفحص األول‪.‬‬
‫المدة التي يتعين فيها على المشتري إخطار البائع بالعيب يتوقف على ما إذا‬
‫وعلى ذلك فإن ّ‬
‫كان العيب مما يمكن الكشف عنه بالفحص العادي أم ال يمكن الكشف عنه بمثل هذا الفحص‪.‬‬
‫تعين على المشتري إخطار البائع‬ ‫فإذا كان العيب مما يمكن الكشف عنه بالفحص العادي ّ‬
‫به خالل سبعة أيام من تاريخ االستالم إذا كان المبيع من المنقوالت غير الحيوانات‪ ،‬واال ُع َّد البيع‬
‫مقبوالً منه‪ .‬وال ُيعفى المشتري من اإلفطار خالل المدة المذكورة إال إذا كان هناك مانع من ذلك ال‬
‫عالقة له بمشيئته‪.‬‬
‫واذا كان العيب مما ال يمكن الكشف عنه بالفحص العادي‪ ،‬وانما كان يحتاج إلى كشف فني‬
‫يتقيد المشتري بإخطار البائع بالعيب خالل المدة المنصوص عليها في القانون (وهي ‪7‬‬
‫خاص‪ ،‬فال ّ‬
‫أيام في المنقوالت ما عدا الحيوانات)‪ .‬ولكن يجب عليه القيام بهذا اإلخطار فور اكتشافه للعيب دون‬
‫إبطاء واال ُع ّد البيع مقبوالً‪.‬‬
‫ويأخذ ذات الحكم حالة ما إذا كان العيب مما يمكن كشفه بالفحص العادي‪ ،‬ولكن كان هناك‬
‫مانع ال عالقة له بإرادة المشتري حال دون قيامه بالفحص واإلخطار في ميعاد معقول من تاريخ‬
‫االستالم‪.‬‬
‫المشرع اللبناني يحرم البائع من التمسك باعتبار المبيع مقبوالً من ِقَبل‬
‫ّ‬ ‫هذا ويالحظ أن‬
‫المشتري في حال ة عدم مبادرته بإخطار البائع بالعيب بمجرد ظهوره‪ ،‬وذلك إذا ما كان البائع سيء‬
‫النية يعلم بوجود العيب (كالبائع الممتهن)‪.‬‬
‫ّ‬
‫المشرع شكالً خاصاً لإلخطار‪ ،‬فيجوز أن يتم بإنذار على يد محضر أو بخطاب‬
‫ّ‬ ‫ولم يحدد‬
‫مسجل بل قد يكون شفوياً‪ .‬ويقع على المشتري عبء إثبات قيامه باإلخطار‪.‬‬
‫مسجل أو غير ّ‬
‫ّ‬

‫‪49‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫أما في العقار فال حاجة إلى إخطار وتقام الدعوى في محل وجود العقار‪ ،‬في حين أنه في‬
‫المدعى عليه‪.‬‬
‫المنقول تقام محل إقامة ّ‬
‫مثال عن العيب الخفي الذي يكون من السهل اكتشافه‪:‬‬
‫شراء قطعة قماش بطول ‪ 20‬مت اًر‪ ،‬واالطالع على قسم من هذه القطعة‪ ،‬ولكن بعد االطالع‬
‫عليها بأكملها يظهر أن فيها عيباً من السهل اكتشافه (ثقب في مكان معين)‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تقادم دعوى الضمان‪:‬‬


‫إن مهلة قيام دعوى الضمان (الفسخ أو تخفيض الثمن) من المشتري هي‪:‬‬
‫المدعى عليه)‪.‬‬
‫‪ 30 -1‬يوماً في المنقول (وتقام في محل إقامة ّ‬
‫‪ 365 -2‬يوماً في العقار (ال إخطار في العقار وتقام في محل وجود العقار)‪.‬‬
‫إذا كان العيب من السهل اكتشافه تبدأ المهلة من تاريخ االستالم أي من تاريخ العقد‪.‬‬
‫أما إذا كان العيب من غير السهل اكتشافه‪ ،‬وال ُيكتشف إال باالستعمال‪ ،‬عندها تسري المهلة‬
‫من تاريخ اكتشاف العيب‪.‬‬
‫ومهلة اإلخطار (‪ 7‬أيام) هي ضمن مهلة الثالثون يوماً أي تبدأ مهلة إرسال اإلخطار ومهلة‬
‫الدعوى معاً‪ ،‬وفي نفس الوقت‪.‬‬
‫إذا تم إرسال اإلخطار ضمن مهلة الـ ‪ 7‬أيام ولكن لم يصل هذا اإلخطار إال بعد فترة سبعة‬
‫أو ثمانية أيام‪ ،‬أي سواء تبلَّغ البائع أم لم يتبلَّغ هذا اإلخطار فهذا ال يهم طالما أن هناك موجب‬
‫إخطار وليس تبليغ إخطار‪.‬‬
‫هذه المهلة هي مهلة إسقاط‪ ،‬فإذا انقضت هذه المهلة يسقط حق المشتري بإقامة الدعوى‪،‬‬
‫وتنتهي هذه المهلة حتى ولو صودف أن آخر يوم منها هو يوم عطلة رسمية‪.‬‬
‫وهذه المهلة غير متعلقة بالنظام العام‪ ،‬أي يمكن االتفاق على تمديدها أو تقصيرها‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬دعوى الضمان وحقوق المشتري‪:‬‬


‫المشرع اللبناني لحقوق المشتري في دعوى ضمان العيوب الخفية في المواد ‪449‬‬
‫ّ‬ ‫عرض‬
‫إلى ‪ 458‬من قانون الموجبات والعقود‪.‬‬
‫ويستفاد من هذه المواد أنه إذا تحقق العيب الموجب للضمان وقام المشتري باإلجراءات التي‬
‫يتطلبها القانون‪ ،‬كان للمشتري حق طلب فسخ البيع واعادة الثمن‪ .‬وقد يكون للمشتري الحق في‬
‫التعويض متى توافرت شروط استحقاقه‪.‬‬
‫ومع ذلك قد يرى المشتري اإلبقاء على المبيع فيكون له طلب إنقاص الثمن بقدر ما أحدثه‬
‫العيب من نقصان في قيمة المبيع وذلك متى كان من الممكن تجزئة البيع وكان العيب وارداً على‬

‫‪50‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫بعض أجزائه أو بعض وحداته‪ ،‬عندما يرد على وحدات متعددة‪ .‬هذا وفي بعض الحاالت قد ال يتسنى‬
‫للمشتري طلب الفسخ الكلي أو طلب الفسخ الجزئي مع إنقاص الثمن فال يكون له استرداد شيء وال‬
‫خفض الثمن‪ ،‬كما أنه قد ال يكون أمامه إال المطالبة بتخفيض الثمن فقط‪.‬‬
‫ونعرض فيما يلي لحق المشتري في طلب الفسخ‪ ،‬ثم للحاالت التي ال يكون له فيها استرداد‬
‫شيء وال خفض الثمن‪ ،‬ثم للحاالت التي يقتصر حقه فيها على طلب تخفيض الثمن‪.‬‬

‫‪ -1‬طلب الفسخ‪:‬‬
‫المتفق على وجودها بالمبيع‪،‬‬
‫إذا توافرت شروط العيب الموجب للضمان‪ ،‬أو تخلّفت الصفة ُ‬
‫كان للمشتري حق طلب فسخ البيع كلياً أو طلب فسخه جزئياً فقط وفقاً للشروط التي حددها القانون‪.‬‬

‫أ‪ -‬الفسخ الكلي‪:‬‬


‫وفقاً لنص المادة ‪ 449‬م‪.‬ع إذا ُو ِج َد ما يوجب رد المبيع إما لوجود عيب فيه واما لخلّوه من‬
‫تقدم أن‬
‫ق للمشتري أن يطلب فسخ البيع واعادة الثمن‪ .‬ويحق له عالوة على ما ّ‬ ‫بعض الصفات‪ُ ،‬ح ّ‬
‫يأخذ بدل العطل والضرر في حاالت عددتها المادة المشار إليها‪ ،‬وسنذكرها الحقاً‪.‬‬
‫فإذا قضي بالفسخ بناء على طلب المشتري وجب إعادة المتعاقدين إلى الحالة التي كانا‬
‫عليها قبل التعاقد‪.‬‬
‫رده‪.‬‬
‫رده وما يجب على البائع ّ‬
‫المشرع اللبناني هنا بين ما يجب على المشتري ّ‬
‫ّ‬ ‫ويفرق‬
‫ّ‬
‫يرد‪:‬‬
‫تنص المادة ‪ 454‬م‪.‬ع على أنه‪" :‬يجب على المشتري في حالة فسخ البيع أن ّ‬
‫‪ -1‬الشيء المصاب بالعيب الموجب للرد كما استلمه مع ما تبعه وما يعد جزءاً منه وما التحق به‬
‫بعد إبرام العقد‪.‬‬
‫‪ -2‬ثمار المبيع من تاريخ فسخ البيع بالتراضي أو الحكم به‪ ،‬وثماره السابقة لهذا التاريخ‪ .‬أما إذا‬
‫كانت الثمار غير منعقدة وقت البيع فيحق للمشتري أن يأخذها ولو قبل النضوج كما يحق له‬
‫أن يأخذ أيضاً الثمار الناضجة وان كان لم يجنها"‪.‬‬
‫أي أنه يجب على المشتري أن يعيد للبائع المبيع بالوضع الذي هو عليه دون تغيير في‬
‫حالته‪ ،‬ويجب التفريق بين نوعين من الثمار‪:‬‬
‫‪ -1‬الثمار المنعقدة بتاريخ البيع‪.‬‬
‫‪ -2‬الثمار غير المنعقدة بتاريخ البيع‪.‬‬
‫أ‪ -‬إذا كانت الثمار منعقدة بتاريخ البيع‪ :‬على المشتري إعادتها للبائع مع المبيع وذلك ألن هذه‬
‫الثمار دخلت ضمن المبيع وألنها كانت موجودة عندما كان المبيع ُملكاً للبائع‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫ب‪ -‬إذا كانت الثمار غير ُمنعقدة بتاريخ البيع أو انعقدت بعد البيع‪ :‬في هذه الحالة ليس على المشتري‬
‫أن يعيد هذه الثمار كما أن هذه الثمار وجدت عندما كان المبيع مملوكاً للمشتري‪.‬‬
‫ج‪ -‬أما الثمار التي تنتج بعد المبيع وبعد إقامة الدعوى فهي للبائع‪.‬‬
‫باإلضافة إلى الثمار‪ ،‬فإنه يجب على المشتري أن يعيد المبيع مع كل ملحقاته‪ ،‬أما فيما رتب‬
‫المشتري حقاً عينياً على المبيع‪ ،‬عليه أن يحرر المبيع من هذا الحق العيني‪ ،‬شرط أن يكون هذا‬
‫الحق قد حصل قبل العلم بالعيب الخفي‪ ،‬ألنه إذا رتب المشتري الحق العيني بعد علمه بالعيب الخفي‬

‫يكون قد قَبِ َل بهذا العيب بدليل أنه ّ‬


‫تصرف فيه كونه مالكاً‪ ،‬وبالتالي يسقط حقه بإقامة دعوى الضمان‪.‬‬

‫‪ -‬حاالت الفسخ الكلي‪:‬‬


‫يكون الفسخ كلياً إذا‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا كان المال شيئاً واحداً وال يمكن تجزئته وهلك جزء منه‪.‬‬
‫‪ -2‬كان المال شيئان متالزمان والعيب لحق بأحدهما‪.‬‬
‫‪ -3‬كان المال شيئان أحدهما أصلي واآلخر ثانوي‪ ،‬والعيب لحق باألصل‪ ،‬فالفرع يتبع األصل‪.‬‬
‫"ويلزم البائع من جهة أخرى‪:‬‬
‫ردها المشتري إليه‪.‬‬
‫‪ )1‬أن يدفع إلى المشتري نفقات الزرع والري والصيانة ونفقات الثمار التي ّ‬
‫‪ )2‬أن يرد الثمن الذي قبضه مع نفقات العقد القانونية‪.‬‬
‫يعوض المشتري من الخسارة التي ألحقها المبيع به إذا كان البائع محتاالً"‪.‬‬
‫‪ )3‬أن ّ‬

‫ب‪ -‬الفسخ الجزئي‪:‬‬


‫إن مفاعيل الفسخ الجزئي هي ذات مفاعيل الفسخ الكلي مع األخذ بعين االعتبار الناحية‬
‫الجزئية للفسخ وتأثيرها على تحديد الثمن الواجب إعادته إلى المشتري‪.‬‬
‫وهنا يجب التمييز بين حالتين‪:‬‬
‫سيرد معروفة‪.‬‬
‫‪ -1‬إذا كانت قيمة الشيء الذي ُ‬
‫سيرد غير معروفة‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا كانت قيمة الشيء الذي ُ‬
‫عدة أغراض وتم تحديد ثمن كل غرض على حدة‪.‬‬
‫في الحالة األولى‪ :‬كما لو تم شراء ّ‬
‫مثال‪ :‬كمبيوتر ‪ 1200‬دوالر‬
‫طابعة ‪ 500‬دوالر‬
‫‪ 600 Ups‬دوالر‬
‫فإذا ألحق العيب في الكمبيوتر (األصل) فإن البيع ُيفسخ فسخاً كلياً ألن العيب لحق باألصل‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫أما إذا لحق العيب بالطابعة (الفرع) فإن البيع ُيفسخ جزئياً‪ .‬وفي مثل هذه الحالة يتم رد الثمن‬
‫رده‬
‫بنسبة ثمن الجزء الهالك أي الذي لحقه العيب وهو ‪ 500‬دوالر وذلك ألن قيمة الشيء الذي تم ّ‬
‫معروفة وهي ‪ 500‬دوالر‪.‬‬
‫في الحالة الثانية‪ :‬كما لو تم شراء عدة أغراض وتم تحديد ثمنها ككل‪.‬‬
‫مثال‪ :‬كمبيوتر ‪ +‬طابعة ‪ 1800 = ups +‬دوالر‬
‫سيفسخ‬
‫فإذا لحق العيب باألصل (وهو هنا الكمبيوتر)‪ ،‬فال تثار بشأنه أي مشكلة ألن البيع ُ‬
‫كلياً‪.‬‬
‫أما إذا لحق العيب بالفرع (كالطابعة مثالً)‪ ،‬كيف يتم رد الثمن علماً بأن ثمنها غير محدد‬
‫على حدة؟‬
‫القاعدة المعتمدة هي‪:‬‬
‫رده‬
‫قيمة المبيع بحالة السالمة – قيمة المبيع بحالة العيب = الثمن الواجب ّ‬
‫‪ 400 = 1200 – 1800‬دوالر‬
‫نستنتج أن ثمن الطابعة أي الغرض الذي لحق به العيب هو ‪ 500‬دوالر‪ ،‬ويتم تحديد قيمة‬
‫المبيع المعيوب عن طريق أهل الخبرة‪ .‬فالخبير يقوم بتقدير قيمة المبيع‪ ،‬ولكنه ال يبدي رأياً قانونياً‪.‬‬
‫كما أن تحديد ما هو األصل وما هو الفرع يعود للفرقاء‪.‬‬

‫‪ -‬التعويض عن العطل والضرر‪:‬‬


‫حددت المادة ‪ 449‬م‪.‬ع حاالت يتوجب فيها على البائع دفع العطل والضرر بسبب العيب‬
‫وهي التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬حالة علم البائع بالعيب (‪ 449‬فقرة ‪:)1‬‬
‫عندما يكون البائع سيء النية والمشتري حسن النية يترتب العطل والضرر للمشتري‪.‬‬
‫النية‪ ،‬ففي هذه الحالة ال‬
‫النية‪ ،‬أي عالماً بالعيب والبائع سيء ّ‬
‫أما إذا كان المشتري سيء ّ‬
‫يحق للمشتري إقامة دعوى الضمان لعدم توفر شروط العيب الخفي (مؤث اًر‪ ،‬قديماً‪ ،‬خفياً) فالعيب في‬
‫النية أي يعلم بوجود‬
‫هذه الحالة غير خفي بل هو معلوم من البائع إذا كان ممتهناً‪ ،‬فالقرينة أنه سيء ّ‬
‫العيب في المبيع الذي باعه‪.‬‬
‫النية أي ال يعلم بالعيب (وهذه قرينة قابلة‬
‫أما إذا كان البائع بائعاً عرضياً‪ ،‬فالقرينة أنه حسن ّ‬
‫النية)‪.‬‬
‫للدحض بأن يثبت المشتري بأن البائع العرضي سيء ّ‬

‫‪ -2‬حالة تصريح البائع بخلو المبيع من العيب (‪ 449‬فقرة ‪:)2‬‬


‫صرح بخلو المبيع من العيب‪ ،‬فإنه يتحمل العطل والضرر لسببين‪:‬‬
‫إذا كان البائع قد ّ‬
‫‪53‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫وصرح بخلو المبيع من العيب فيكون هناك غشاً من ِقَبل البائع‪.‬‬


‫ّ‬ ‫أ‪ -‬إذا كان عالماً بالعيب‬
‫ب‪ -‬إذا كان غير عالم بالعيب فقد أخطأ أيضاً عندما منع المشتري من االطالع على المبيع‪.‬‬

‫‪ -3‬حالة اشتراط وجود صفات في المبيع وخلو المبيع منها (‪ 449‬فقرة ‪:)3‬‬
‫تجدر اإلشارة أن الضرر يشمل كل أنواع التعويضات من ربح فائت وتفويت فرصة وضرر‬
‫مباشر وغير مباشر ومعنوي‪...‬‬

‫• دعوى تخفيض الثمن‪:‬‬


‫ورد المبيع‪ ،‬والمشتري يعرف أن هناك عيباً خفياً يجب‬
‫عندما ال يرغب الفريقان بفسخ البيع ّ‬
‫أن يضمنه يستطيع المشتري مطالبة البائع بالضمان على أساس تخفيض الثمن‪.‬‬

‫كيف يتم تخفيض الثمن؟‬


‫نصت المادة ‪ 453‬م‪.‬ع على أنه‪" :‬يتم تخفيض الثمن بتقدير قيمة المبيع وهو في حالة‬
‫السالمة وقت العقد من جهة ثم بتقدير قيمته في حالته الحاضرة من جهة أخرى‪.‬‬
‫وعندما يكون البيع منعقداً على عدة أشياء ُمشتراة صفقة واحدة فيبنى تقدير قيمتها على‬
‫أساس قيمة جميع األشياء التي تتألف منها الصفقة"‪.‬‬
‫مثال‪ :‬سيارة بقيمة ‪ 2000‬دوالر ُو ِج َد فيها عيباً بقيمة ‪ 200‬دوالر‪.‬‬
‫السيارة في حالة السالمة – قيمة السيارة في حالة العيب‪.‬‬ ‫تخفيض الثمن = قيمة ّ‬
‫= ‪ 200 = 1800 – 2000‬دوالر‬
‫أي يتم تخفيض الثمن بنسبة ‪ 200‬دوالر وهو ما يوازي نسبة العيب الالحق بالمبيع‪.‬‬
‫مرة أخرى‪ ،‬أي‬
‫وكلما ظهر عيب جديد في المبيع‪ ،‬فإن ذلك ال يمنع من تطبيق هذه القواعد ّ‬
‫كلما ظهر عيب جديد كلما تم تخفيض الثمن‪.‬‬
‫حق المشتري بالمطالبة‬
‫معين ال يحول دون ّ‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن تخفيض الثمن لعيب ّ‬
‫بفسخ البيع أو تخفيض الثمن لعيب آخر فيما بعد (‪.)458‬‬

‫‪ -‬تصليح العيب عيناً‪:‬‬


‫ويلزم المشتري بهذا التصليح‪.‬‬
‫يقوم البائع بإصالح العيب الموجود عيناً ُ‬
‫ويحق للمشتري أن يرفض التصليح ويطالب بفسخ العقد إذا كان المبيع جديداً وال ُيعتبر‬
‫متعسفاً في استعمال حقه‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫كما يحق للمشتري المطالبة بتخفيض الثمن‪ ،‬ولكن إذا كانت نفقات التصليح تزيد عن الثمن‬
‫المخفّض فال ُيلزم البائع بالتصليح‪.‬‬
‫من هنا يتبين أنه يحق للمشتري‪:‬‬
‫أ‪ -‬المطالبة بتصحيح العيب عيناً‪.‬‬
‫ب‪ -‬دعوى فسخ البيع ورد المبيع‪.‬‬
‫ج‪ -‬دعوى تخفيض الثمن‪.‬‬
‫ورد المبيع‪ ،‬وبين دعوى تخفيض الثمن‪ .‬ومن‬
‫وللمشتري حق الخيار بين دعوى فسخ البيع ّ‬
‫صفات هذا الحق االستقاللية والمرونة‪ ،‬أي إذا طلب دعوى الفسخ‪ ،‬يستطيع أن يعود ويطلب دعوى‬
‫التخفيض (وهذا ما يسمى بالمرونة)‪.‬‬
‫أما االستقاللية فتكون بالنسبة للمحكمة‪ ،‬بمعنى أنه إذا طلب المشتري فسخ البيع فليس‬
‫للمحكمة أن تحكم بغير هذا الطلب‪ ،‬فإذا ما تحققت شروط الفسخ تفسخ العقد‪ ،‬أما إذا لم تتحقق هذه‬
‫الشروط فال يحق لها أن تخفّض الثمن‪.‬‬

‫رد المبيع بل يحق له تخفيض الثمن فقط (المادة ‪:)457‬‬


‫‪ -‬حاالت ال يستطيع المشتري فيها ّ‬
‫‪ -1‬إذا كان المبيع ليس بيد المشتري‪ :‬أي باعه المشتري إلى شخص آخر‪.‬‬
‫سيارة من آخر‪ ،‬ومن ثم باعها إلى شخص ثالث‪ ،‬فال يستطيع‬
‫مثال‪ :‬إذا كان قد اشترى شخص ّ‬
‫المشتري رد المبيع بل يمكن له أن يطلب تخفيض الثمن فقط‪.‬‬

‫‪ -2‬إذا استعمل المشتري المبيع استعماالً أدى إلى إنقاص كبير في قيمته‪ :‬أي يجب أن يكون‬
‫يتحمل‬
‫االستعمال قبل العلم بالعيب فاستعمله استعماالً أدى إلى اإلنقاص بقيمته‪ ،‬في هذه الحالة ّ‬
‫رد المبيع‪.‬‬
‫البائع الضمان ولكن ال يمكن ّ‬
‫أما إذا كان االستعمال بعد العلم بالعيب‪ ،‬فيكون المشتري قد تنازل عن دعوى الضمان إال في‬
‫المسقفات (أي البيوت والمحال)‪.‬‬

‫‪ -3‬إذا هلك المبيع نتيجة االستعمال‪ :‬لكن إذا كان تعذر الرد ناجماً عن طبيعة المبيع يبقى الخيار‬
‫قائماً كما إذا كان المبيع بذا اًر قد بذرت فال يسقط حق المشتري بالخيار‪.‬‬

‫‪ -4‬إذا أنشأ المشتري حقوقاً أو أعباء على الميع‪ :‬فال يستطيع طلب فسخ المبيع ورد المبيع إال إذا‬
‫نزع ورقّن هذه الحقوق واألعباء‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫مثال‪ :‬شراء شقة عن طريق قرض من المصرف‪ ،‬فالمصرف صاحب حق تأمين على الشقة‪،‬‬
‫ففي هذه الحالة ال يحق للمشتري فسخ العقد ورد المبيع إال بعد رفع التأمين عن هذه الشقة‪.‬‬

‫‪ -5‬في الم ثليات‪ :‬إذا كان المبيع منا المثليات‪ ،‬فال يستطيع المشتري طلب فسخ البيع ورد المبيع‪،‬‬
‫ولكن يمكنه استبدال هذا المبيع‪.‬‬

‫‪ -‬حاالت ال يستطيع فيها المشتري تخفيض الثمن بل يحق له رد المبيع وفسخ البيع فقط‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا كان المبيع يتضمن أمراضاً سارية‪ :‬كما لو اشترى المشتري دجاج لالستهالك‪ ،‬فيعلم أنها‬
‫تعاني من انفلون از الطيور‪ ،‬فتخفيض الثمن في هذه الحالة لن يؤدي إلى زوال المرض‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا كان المبيع يشكل خط اًر بحد ذاته‪ :‬كاآللة التي تشكل خط اًر على العمال‪ ،‬إذ أن تخفيض‬
‫الثمن لن يزيل هذا الخطر‪.‬‬
‫في مثل هاتين الحالتين ال يمكن للمشتري تخفيض الثمن بل يحق له المطالبة بفسخ البيع‬
‫ورد المبيع‪.‬‬

‫‪ -‬الحاالت التي ال يمكن فيها للمشتري استرداد الشيء وال خفض الثمن‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا هلك المبيع بخطأ من المشتري أو بقوة قاهرة أو بأحد األشخاص المسؤول عنهم المشتري‪.‬‬
‫عندما يشتري المشتري المبيع ثم يهلك هذا المبيع‪ ،‬في هذه الحالة ال يحق للمشتري إقامة دعوى‬
‫الضمان ألنه ال يمكن التثبت من وجود العيب لعدم وجود المبيع‪.‬‬
‫ق هذا المبيع‪.‬‬ ‫ع المبيع من يد المشتري بقوة‪ ،‬كما لو ُس ِر َ‬
‫‪ -2‬إذا انتُِز َ‬
‫حول المشتري المبيع إلى حالة غير الحالة التي أ ِ‬
‫ُع َّد لها في األصل‪ ،‬مثل شراء كمية قمح‬ ‫‪ -3‬إذا َّ‬
‫من أجل الزراعة‪ ،‬ثم تم طحن هذه الكمية‪ ،‬ففي هذه الحالة كيف يمكن االدالء بعيب أن القمح‬
‫غير صالح للزراعة‪.‬‬

‫‪ -‬الحاالت التي تسقط فيها دعوى الضمان‪:‬‬


‫يسقط الحق في إقامة دعوى الضمان‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا زال العيب‪ ،‬أي كان العيب موجوداً لكنه زال فيما بعد‪ .‬لكن ُيشترط أن يكون هذا الزوال دائماً‬
‫(المادة ‪.)459‬‬
‫‪ -2‬إذا تنازل المشتري عن هذه الدعوى صراحة بعد وقوفه على عيب المبيع‪ .‬وهذا ما نصت عليه‬
‫الفقرة األولى من المادة ‪ 462‬م‪.‬ع بقولها‪" :‬يسقط حق المشتري في دعوى الرد‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا عدل عنها صراحة بعد وقوفه على عيب المبيع"‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫تصرف فيه على وجه آخر‬


‫‪ -3‬إذا تنازل المشتري عن هذه الدعوى ضمنياً كما لو باع الشيء أو ّ‬
‫بصفة كونه مالكاً وذلك بعد وقوفه على العيب (المادة ‪ 462‬فقرة ‪.)2‬‬

‫الخفية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫المعدلة لضمان العيوب‬
‫ّ‬ ‫• االتفاقات‬
‫يمكن االتفاق على نقاص الضمان كما لو حصر الضمان بعيب معين أو االتفاق على زيادة‬
‫الضمان‪ ،‬كما يمكن االتفاق على إعفاء البائع من هذا الضمان وهذا ما نصت عنه الفقرة الثانية من‬
‫المادة ‪ 461‬م‪.‬ع‪.‬‬
‫رد وال تُ َّ‬
‫بدل" فهذه العبارة تعني أن‬ ‫ومثل هذه الحاالت إيراد عبارة "البضاعة التي تُباع ال تُ ّ‬
‫تحمل أي ضمان‪.‬‬ ‫البائع ال يريد ّ‬
‫تعمد إخفاء‬
‫وشرط إسقاط الضمان‪ ،‬كشرط إنقاصه‪ ،‬يكون باطالً ال أثر له إذا كان البائع قد ّ‬
‫العيب غشاً منه‪.‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬التزامات المشتري‬


‫لما كان عقد البيع من العقود الملزمة للجانبين‪ ،‬فإن المشتري يلتزم تجاه البائع بعدة التزامات‬
‫عد المقابل لما يقع على عاتق البائع من التزامات‪.‬‬
‫تُ ّ‬
‫وقد نصت المادة ‪ 465‬م‪.‬ع على أنه‪:‬‬
‫"على المشتري موجبات أساسيان وهما‪:‬‬
‫‪ )1‬دفع الثمن‪.‬‬
‫‪ )2‬استالم المبيع"‪.‬‬
‫أي أنه على المشتري موجب دفع الثمن أوالً‪ ،‬لكي يتمكن من االستالم ثانياً‪.‬‬
‫أي أن موجب دفع الثمن هو قبل موجب االستالم‪ ،‬ألنه إذا لم ُيدفع الثمن فال يمكنه أن يستلم‬
‫المبيع‪ ،‬إذ يحق للبائع حبس المبيع‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬دفع الثمن‪:‬‬


‫نصت المادة ‪ 372‬م‪.‬ع في تعريفها لعقد البيع على أن الثمن موجب على عاتق المشتري‬
‫يقابل موجب نقل الملكية والضمان على عاتق البائع‪.‬‬
‫أي أن سبب موجب المشتري بدفع الثمن هو موجب البائع بنقل الملكية‪ ،‬وهذا ما نصت عليه‬
‫المادة ‪ 195‬م‪.‬ع بأن سبب الموجب في العقود المتبادلة هو الموجب المقابل‪.‬‬

‫‪ )1‬كيفية دفع الثمن‪:‬‬

‫‪57‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫نصت المادة ‪ 466‬م‪.‬ع أنه‪:‬‬


‫ويعد البيع‬
‫"يجب على المشتري أن يدفع الثمن في التاريخ وعلى الوجه المعينين في العقد‪ُ ،‬‬
‫ويلزم المشتري بدفع الثمن عند االستالم ما لم يكن ثمة نص مخالف‪.‬‬ ‫نقداً كما جاء في المادة ‪ُ 387‬‬
‫وتكون مصاريف الدفع على المشتري"‪.‬‬
‫المتفق عليه في العقد‪ ،‬ويتم دفعه بالطريقة التي تم عليها االتفاق بين‬
‫فالثمن إذاً هو الثمن ُ‬
‫ويلزم‬
‫الفرقاء‪ ،‬أما إذا لم تُذكر في عقد البيع مواعيد دفع الثمن وال شروط هذا الدفع‪ ،‬فيعد البيع نقداً ُ‬
‫المشتري بدفعه عند االستالم (المادة ‪ 387‬م‪.‬ع)‪.‬‬
‫المهم أن يحدد الثمن نقداً‪ ،‬أما كيفية إيفائه فال تؤثر على صحته سواء بالعملة الوطنية أو‬
‫األجنبية‪ ،‬المعدنية أو الورقية‪.‬‬
‫وتطبق أحكام المادة ‪ 301‬م‪.‬ع بشأن دفع الثمن الذي هو مبلغ من النقود‪" :‬عندما يكون‬
‫الدين مبلغاً من النقود‪ ،‬يجب إيفاؤه من عملة البالد‪ ،‬وفي الزمن العادي‪ ،‬حين ال يكون التعامل إجبارياً‬
‫بعملة الورق‪ ،‬يظل المتعاقدون أح ار اًر في اشتراط اإليفاء نقوداً معدنية أو عملة أجنبية"‪.‬‬
‫فإذا كان الثمن محدد الدفع بالعملة الوطنية‪ ،‬وعرض المشتري الدفع بالعملة األجنبية‪ ،‬ولكن‬
‫يمكن إلزامه بالدفع بالعملة الوطنية بما يوازي قيمة العملة األجنبية بتاريخ الدفع‪ ،‬إذ يمكن للبائع شراء‬
‫العملة األجنبية بعد أن يقبض بالعملة الوطنية‪.‬‬

‫‪ )2‬الدفع بواسطة الشيك‪:‬‬


‫إذا اتفق الفريقان على اإليفاء بواسطة الشيك‪ ،‬فاإليفاء ال يتم إال بقبض الشيك فعالً‪.‬‬
‫فتاريخ قبض الشيك هو تاريخ قيام المشتري بااللتزام المفروض عليه أي دفع الثمن‪.‬‬
‫على المشتري أن يدفع الثمن‪ ،‬أي ثمن المبيع باإلضافة إلى الفوائد‪ ،‬والثمن هو الثمن المحدد‬
‫في العقد‪.‬‬
‫ولكن ماهي الفوائد؟‬
‫الفوائد هي ما يترتب على المشتري في حال تأخره عن دفع الثمن (فائدة عن التأخير)‪.‬‬
‫متى تسري الفائدة؟‬
‫يجب التمييز بين ما‪:‬‬
‫المطالب به محدداً‪ ،‬فإن الفائدة تسري من تاريخ المطالبة به‪ ،‬أي من تاريخ اإلنذار‪،‬‬
‫‪ )1‬إذا كان الدين ُ‬
‫وعادة تتطابق مهلة المطالبة مع مهلة االستحقاق‪ ،‬أما إذا لم تتطابق تاريخ المطالبة مع تاريخ‬
‫االستحقاق‪ ،‬فإن الفائدة تسري من تاريخ المطالبة‪.‬‬
‫مثال‪ :‬اتفق زيد مع عمر أن يكون تاريخ الدفع نتيجة عقد بيع هي ‪.2020/6/5‬‬

‫‪58‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫فهذا التاريخ هو تاريخ االستحقاق‪ ،‬فإذا لم يدفع عمر الثمن في هذا التاريخ‪ ،‬فإن الفوائد ال تسري‬
‫من هذا التاريخ بل من تاريخ إنذار زيد لعمر بالدفع‪.‬‬
‫المطالب به غير محدد (المطالبة بالعطل والضرر مثالً)‪ ،‬فإن الفائدة تسري من‬‫‪ )2‬إذا كان الدين ُ‬
‫المطالب به‪.‬‬
‫المبرم‪ ،‬ألنه من هذا التاريخ تتحقق قيمة الدين ُ‬
‫تاريخ الحكم ُ‬

‫عدة‬
‫‪ -‬البيع بالتقسيط‪ :‬هو االتفاق على وسيلة من وسائل اإليفاء‪ ،‬وهذه الوسيلة هي دفع الثمن على ّ‬
‫أقساط فإذا تأخر المشتري عن دفع أحد األقساط‪ ،‬فالقاعدة أن ذلك ال يعني أنه تخلَّف عن دفع‬
‫باقي األقساط‪ ،‬إال إذا ورد بند في االتفاق ينص على أنه إذا تخلّف المشتري عن دفع أحد‬
‫األقساط‪ ،‬تستحق األقساط الباقية على المشتري دفعة واحدة‪.‬‬
‫في البيع بالتقسيط‪ ،‬عادة ما تكون الفائدة داخلة ضمن الثمن‪ ،‬والدليل هو ارتفاع ثمن البيع‬
‫في حالة التقسيط عنه في حالة الدفع نقداً )‪ (cash‬ولكن في حالة التوقف عن الدفع‪ ،‬تسري هذه‬
‫الفوائد من تاريخ المطالبة‪.‬‬

‫‪ )3‬مكان الدفع‪:‬‬
‫نصت عليه المادة ‪ 302‬م‪.‬ع‪ ،‬وفي‬
‫المتفق عليه في العقد على ما ّ‬
‫مكان الدفع هو المكان ُ‬
‫حال عدم االتفاق‪:‬‬
‫‪ -‬إذا كان هناك عرف أو تعامل سابق (اتفاق ضمني) يتم اعتماد هذا العرف‪.‬‬
‫‪ -‬إذا لم يكن هناك عرفاً وال تعامل سابق فإنه يجب التمييز‪:‬‬
‫‪ o‬إذا ارتبط الدفع بمكان التسليم‪ ،‬يكون مكان الدفع هو مكان التسليم‪.‬‬
‫‪ o‬إذا لم يرتبط الدفع بمكان التسليم‪ ،‬يكون مكان الدفع هو مكان وجود المدين أي‬
‫المشتري‪ ،‬ألن الدين ُيطلب وال ُينقل‪.‬‬

‫‪ )4‬زمان الدفع‪:‬‬
‫زمان الدفع هو الزمان المتفق عليه في العقد وفي حال عدم االتفاق‪:‬‬
‫العرف‪.‬‬
‫‪ -‬إذا كان هناك ُعرفاً أو تعامل سابق (اتفاق ضمني) فيتم اعتماد هذا ُ‬
‫‪ -‬إذا لم يكن هناك ُعرفاً وال تعالم سابق‪ ،‬فإنه يجب التمييز‪:‬‬
‫‪ o‬إذا ارتبط الدفع بزمان التسليم‪ ،‬يكون زمان الدفع هو زمان التسليم‪.‬‬
‫‪ o‬إذا لم يرتبط الدفع بزمان التسليم‪ ،‬يكون زمان التسليم هو زمان إبرام العقد‪.‬‬

‫‪ )5‬حق المشتري في حبس الثمن‪:‬‬

‫‪59‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫نصت المادة ‪ 470‬م‪.‬ع في فقرتها األولى على‪:‬‬


‫التعرض‬
‫تعرض له الغير أو كان مستهدفاً لخطر قريب هام من وقوع هذا ّ‬
‫"إن المشتري الذي ّ‬
‫التعرض"‪.‬‬
‫بسبب سند سابق للبيع‪ ،‬يحق له حبس الثمن ما دام البائع لم يزل عنه ّ‬
‫إن حق الحبس المنصوص عليه في المادة ‪ 470‬م‪.‬ع‪ ،‬هو حق ممنوح للمشتري مقابل حق‬
‫حبس المبيع المنصوص عنه في المادة ‪ 407‬والممنوح للبائع‪.‬‬
‫ويستخلص من المادة ‪ 470‬م‪.‬ع على أنه يحق للمشتري حبس الثمن في الحاالت التالية‪:‬‬

‫أ‪ -‬عندما ال ُيسلِّم البائع المبيع‪:‬‬


‫القاعدة أن المشتري والبائع ُيسلِّم‪ ،‬أي أن موجب اإليفاء على المشتري بالدفع يسبق موجب‬
‫اإليفاء على البائع بالتسليم‪.‬‬
‫أما إذا اتفق الفريقان على التسليم أوالً ومن ثم الدفع ولم يقم البائع بالتسليم‪ ،‬فعندها يحق‬
‫للمشتري حبس الثمن‪.‬‬

‫تعرض للمبيع‪:‬‬
‫ب‪ -‬إذا حصل أي ّ‬
‫إذا استلم المشتري المبيع ولم يدفع ثمنه بعد‪ ،‬أو دفع قسطاً منه وبقي قسطاً آخر معه‪ ،‬وطالب‬
‫الغ ير بحق على المبيع‪ ،‬عندها يحق للمشتري حبس الثمن أو الجزء المتبقي منه‪ .‬وكذلك إذا حصل‬
‫تعرض من البائع (مادياً كان أو قانونياً)‪.‬‬
‫ّ‬

‫ج‪ -‬إذا وجد المشتري عيباً في المبيع‪:‬‬


‫في هذه الحالة يحق للمشتري حبس الثمن ألنه وجد في المبيع عيباً على البائع أن يضمنه‪.‬‬
‫‪ -‬ال يحق للمشتري حبس الثمن في الحاالت التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا كان البائع قد باع بدون ضمان‪ ،‬أي أن الطرفان اتفقا على دفع الثمن على الرغم من كل‬
‫تعرض‪.‬‬
‫ُّ‬
‫‪ -2‬إذا كان المشتري عالماً وقت المبيع بخطر نزع الملكية عنه‪.‬‬
‫التعرض أصلح العيب – دفع بدل الرهن‪...‬‬
‫‪ -3‬إذا أزال البائع عن المشتري ّ‬
‫‪ -4‬إذا تنازل المشتري عن حقه في حبس الثمن‪.‬‬
‫‪ -5‬إذا عرض البائع كفالة تؤدي إلى إسقاط حق المشتري بحبس الثمن (وذلك على عكس حبس‬
‫المبيع)‪.‬‬
‫تجدر اإلشارة إلى أنه إذا كان الدفع على سبيل اإليفاء فال يمكن استرداد المال من أجل‬
‫حبسه فيما لو وجد المشتري عيباً خفياً في المبيع‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫‪ -6‬جزاء االخالل بدفع الثمن‪:‬‬


‫المشتري‪ ،‬للبائع أن يستوفي حقه إما عن طريق التنفيذ أي‬ ‫ِ‬
‫في حال عدم دفع الثمن من قَبل ُ‬
‫بإلقاء الحجز التنفيذي على أموال المشتري ومن بينها المبيع نفسه‪ ،‬واما أن يحبس المبيع إذا كان ال‬
‫زال بين يديه‪ ،‬كما يمكن له أن يطالب فسخ البيع لعدم ايفاء الثمن‪.‬‬
‫كما يمكن للبائع‪:‬‬
‫لمجرد‬
‫‪ -1‬ما نصت عليه المادة ‪ 468‬م‪.‬ع "إذا اشتُرط فسخ البيع لعدم دفع الثمن فالعقد ُيفسخ حتماً ّ‬
‫عدم الدفع في األجل المضروب‪.‬‬
‫‪ -2‬ما نصت عليه المادة ‪ 469‬م‪.‬ع التي منحت البائع حق استرداد المبيع وحبسه إلى أن يقوم‬
‫المشتري بدفع الثمن شرط‪:‬‬
‫• أن يكون المال منقوالً (ال يمكن استرداد غير المنقول)‪.‬‬
‫• أن ال يكون للمشتري مهلة للدفع (أي استحق الدفع)‪.‬‬
‫• أن يكون المبيع ما زال في حوزة المشتري‪.‬‬
‫• أن يكون المبيع ما زال على الحالة التي سلّمها البائع للمشتري‪.‬‬
‫• أن يمارس البائع حقه خالل ‪ 15‬يوماً تبتدئ من تاريخ التسليم‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬استالم المبيع‪:‬‬


‫بنصها على أنه‪" :‬يجب على المشتري أن‬
‫لقد أشارت المادة ‪ 472‬م‪.‬ع إلى هذا الموجب ّ‬
‫يستلم المبيع في المكان والزمان المعينين في العقد"‪.‬‬
‫ومكان االستالم وزمان االستالم مرتبطان بمكان التسليم وزمان التسليم‪.‬‬
‫يتحمل نفقات هذا االستالم كما‬
‫وليس على المشتري أن يستلم المبيع فقط‪ ،‬بل عليه أيضاً أن ّ‬
‫يتحمل البائع نفقات التسليم‪.‬‬
‫ّ‬
‫وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 413‬م‪.‬ع والتي ُيستخلص منها أن المشتري يتحمل (ما لم يكن‬
‫هناك ُعرف أو نص مخالف)‪:‬‬
‫‪ -1‬مصاريف أخذ المبيع واستالمه (نقل – شحن‪.)...‬‬
‫‪ -2‬مصاريف أداء الثمن‪.‬‬
‫‪ -3‬نفقات الصكوك التي يضعها الكاتب بالعدل‪.‬‬
‫‪ -4‬نفقات التسجيل والطوابع الالزمة لعقد الشراء‪.‬‬
‫الجمرك‪.‬‬
‫‪ -5‬رسوم المرور والدخولية و ُ‬

‫‪61‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫أنواع خاصة من البيوعات‪:‬‬


‫أوالً‪ :‬البيع مع حق االسترداد (البيع بالوفاء)‬
‫فنصت على أن "البيع مع‬ ‫عرفت المادة ‪ 473‬م‪.‬ع البيع مع حق االسترداد أو بيع الوفاء ّ‬ ‫ّ‬
‫شرط االسترداد أو البيع الوفائي هو الذي يلتزم فيه المشتري بعد البيع التام أن يعيد المبيع إلى البائع‬
‫مقابل رد الثمن‪ .‬ويجوز أن يكون موضوع البيع الوفائي أشياء منقولة وغير منقولة"‪.‬‬
‫يخول البائع حق استرداد المبيع في حال أعاد الثمن في‬
‫فالبيع الوفائي هو إذا البيع الذي ّ‬
‫مدة معينة‪.‬‬
‫المبرم بينهما على أن يعيد المشتري المبيع للبائع‬
‫مثال‪ :‬يتفق البائع مع المشتري في العقد ُ‬
‫إذا أعاد له البائع الثمن في ُم ّدة معينة‪.‬‬

‫شروطه‪:‬‬
‫ُيشترط النعقاد البيع مع حق االسترداد توافر شرطين‪:‬‬
‫‪ -1‬أن تكون شروط عقد البيع تامة أي أن نكون أمام عقد بيع متوافرة عناصره وأركانه من رضى‬
‫وموضوع‪ .‬ويمكن أن يكون موضوعه منقوالً أو غير منقول‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون شرط حق االسترداد ُمدرجاً في عقد البيع نفسه‪ ،‬ألنه إذا لم يكن الشرط ُمدرجاً في عقد‬
‫البيع‪ ،‬ال يمكن للبائع استرداد المبيع‪ ،‬كما لو كان هذا الشرط ُمدرجاً في عقد آخر منفصل عن‬
‫عقد البيع‪.‬‬
‫مثال‪ :‬وقّع الفريقان على عقد بيع عقار في ‪ ،1995-8-8‬ولم يتضمن هذا العقد أي إشارة‬
‫إلى حق االسترداد‪.‬‬
‫ثم وقّع الفريقان عقداً آخ اًر في ‪ 1995-8-12‬تعهد فيه المشتري بإعادة المبيع للبائع إذا‬
‫أعاد هذا األخير الثمن‪.‬‬
‫ففي هذه الحالة ال يمكن للبائع استرداد المبيع‪ ،‬ألن شرط االسترداد لم َي ِرد في عقد البيع نفسه‬
‫بل في عقد آخر‪.‬‬
‫أما بالنسبة للعقد الثاني الموقّع في ‪ 1995-8-12‬فال يمكن اعتباره عقد وعد بالبيع‪ ،‬ألن‬
‫عقد وعد بالبيع على عقار يشترط تحديد مهلة‪.‬‬
‫أما إذا كان على منقول‪ ،‬وطالما أن المدة ليست ركناً من أركان عقد الوعد بالبيع على منقول‪،‬‬
‫فيمكن والحال كذلك اعتباره عقد وعد بالبيع‪.‬‬

‫مدة االسترداد‪:‬‬
‫• ّ‬

‫‪62‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫نصت المادة ‪ 474‬م‪.‬ع على أنه‪" :‬ال يجوز أن يشترط االسترداد المبيع ميعاد يتجاوز ثالث‬
‫سنوات من تاريخ البيع‪ ،‬واذا اشترط ميعاد يزيد عليها أنزل إلى ‪ 3‬سنوات"‪.‬‬
‫المدة هي ‪ 3‬سنوات في حال عدم االتفاق عليها بين البائع والمشتري‪ .‬أما إذا تم االتفاق‬
‫فهذه ّ‬
‫على أكثر من‪ 3‬سنوات فإنها تخفَّض إلى ثالث سنوات إال إذا قَبِ َل المشتري بمدة أطول‪ ،‬أي أن تمديد‬
‫المدة يمكن أن يكون بإرادة المشتري دون البائع‪.‬‬
‫ّ‬

‫• من له الحق باسترداد المبيع‪:‬‬


‫البائع هو الدائن بحق استرداد المبيع‪ ،‬وورثته من بعده‪ ،‬فإذا توفي البائع ضمن مهلة االسترداد‪،‬‬
‫أما إذا خرج المال بتركة أحدهم فقط‪ ،‬ففي هذه الحالة يحق له وحده فقط حق االسترداد‪ ،‬أي استرداد‬
‫المبيع الذي خرج في تركته‪ ،‬وذلك ضمن المهلة الباقية‪.‬‬
‫المتنازل له أن يمارس حق االسترداد‪ ،‬فطالما‬
‫باإلضافة إلى البائع وورثته‪ ،‬فإنه يحق للشخص ُ‬
‫أن حق االسترداد هو من حق البائع‪ ،‬فال شيء يمنع التنازل عنه إلى شخص آخر‪.‬‬
‫المشتري هو المدين باالسترداد‪ ،‬وورثته بما انتقل إليهم من التركة‪ .‬فعلى فرض توفّي المشتري‬
‫ُ‬
‫وانتقل العقار باإلرث إلى الورثة‪ ،‬فالورثة كلهم ُملزمين بإعادة هذا العقار في حال أعاد البائع الثمن‪.‬‬
‫بحصة أحد الورثة‪ُ ،‬يلزم هذا الوريث منفرداً باالسترداد‪.‬‬
‫ّ‬ ‫أما إذا خرج العقار‬
‫المشتري الخاص أي على الشخص الذي‬
‫باإلضافة إلى المشتري وورثته‪ ،‬فإنه على خلف ُ‬
‫اشترى من المشتري موجب االسترداد‪:‬‬
‫شتر ٍ‬
‫ثان‬ ‫خليل‪ُ :‬م ٍ‬ ‫عمر‪ :‬مشتري‬ ‫مثال‪ :‬زيد‪ :‬بائع‬
‫فالمشتري الثاني (خليل) ُملزم برد المبيع إلى البائع األصلي (زيد) وليس إلى بائعه أي‬
‫ُ‬
‫المشتري األول (عمر)‪ ،‬ألن القاعدة أنه عندما اشترى خليل المبيع من المشتري األول (عمر)‪ ،‬اشترى‬
‫معه حق االسترداد أي اشترى المبيع مع حق استرداده‪.‬‬
‫وبذلك يعيد البائع (زيد) الثمن الذي قبضه من المشتري األول (عمر) إلى المشتري الثاني‬
‫(خليل)‪.‬‬

‫• كيفية استعمال حق االسترداد‪:‬‬


‫نصت المادة ‪ 477‬م‪.‬ع على أنه‪" :‬يجري حق االسترداد بأن يبلغ البائع إلى المشتري رغبته‬
‫في استرداد المبيع‪ ،‬ويجب عليه في الوقت نفسه أن يعرض رد الثمن"‪.‬‬
‫لرد الثمن‬
‫فال يكفي والحال هذه أن ُيبلغ البائع المشتري رغبته باسترداد المبيع وأنه مستعد ّ‬
‫رد الثمن عرضاً فعلياً‪.‬‬
‫فو اًر‪ ،‬بل عليه أن يعرض في الوقت ذاته ّ‬

‫‪63‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫• آثار حق االسترداد‪:‬‬
‫عندما يتم عقد البيع مع االسترداد تنتقل الملكية للمشتري مع كل الحقوق (أعمال اإلدارة‬
‫التصرف)‪ ،‬فالملكية تنتقل إذاً كاملةً إلى المشتري ألنه أصبح مالكاً‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫وأعمال‬
‫التصرف به كما‬
‫ّ‬ ‫على المشتري دفع الثمن إلى البائع الذي يصبح مالكاً لهذا الثمن ويستطيع‬
‫يشاء‪.‬‬
‫ويمكن للمشتري أن يرتّب أي حق على المبيع بما في ذلك حق التأمين‪ ،‬وذلك إلى أن ُيعلِن‬
‫تصرفات‬‫البائع رغبته في االسترداد‪ .‬أما إذا انقضت المهلة ولم يمارس البائع حقه باالسترداد‪ ،‬تصبح ّ‬
‫الملكية استقرت نهائياً له‪.‬‬
‫المشتري نهائية ألن ُ‬
‫في حين أنه إذا استعمل البائع حقّه باالسترداد‪ ،‬يتم إعادة الحال إلى ما كانت عليه‪ ،‬أي‬
‫المشتري ُيعيد المبيع والبائع يعيد الثمن‪.‬‬
‫وعندما ُيعلن البائع رغبته باسترداد المبيع‪ ،‬فعلى المشتري أن ينزع كل األعباء التي كان قد‬
‫رتّبها على العقار (حق الرهن – حق التأمين) ما عدا حق االيجار‪ ،‬ألن حق االيجار الذي يرتبه‬
‫المشتري على المبيع يستمر إلى تاريخ انتهاء مرحلة االسترداد‪.‬‬
‫مثال‪ :‬توقيع عقد بيع مع حق االسترداد بتاريخ ‪1999-5-7‬‬
‫نظم المشتري عقد ايجار على هذا المبيع في ‪2000-5-7‬‬
‫مدة العقد سنة واحدة‪ ،‬فال مشكلة بذلك‪ ،‬ألن عقد االيجار ينتهي في ‪2001-5-7‬‬
‫أ‪ -‬إذا كانت ّ‬
‫أي قبل انتهاء مهلة االسترداد‪.‬‬
‫مدة العقد سنتان‪ ،‬فال مشكلة‪ ،‬ألن عقد االيجار ينتهي في ‪ ،2002-5-7‬أي أثناء‬‫ب‪ -‬إذا كانت ّ‬
‫مهلة االسترداد‪ ،‬أي ينتهي حق االيجار ويسترد البائع المبيع‪.‬‬
‫ج‪ -‬إذا كانت مدة العقد ثالث سنوات‪ ،‬فإنه ينتهي في ‪ 2003-5-7‬فإذا أعلن البائع رغبته باالسترداد‬
‫في آخر يوم أي في ‪ ،2002-5-7‬فإن حق االيجار يسقط في ‪ 2002-5-7‬وهي تاريخ‬
‫االسترداد‪.‬‬
‫كما أنه على البائع أن يعيد الثمن المدفوع فقط دون النظر إلى زيادة أو نقصان قيمة المبيع‪.‬‬
‫أما فيما يتعلق بالنفقات‪:‬‬
‫‪ -1‬النفقات النافعة والضرورية يلتزم بها المشتري‪.‬‬
‫‪ -2‬النفقات الكمالية‪ ،‬إذا أرادها البائع فيدفع ثمنها وينقص من ثمنها نفقات نزعها‪ ،‬أما إذا أرادها‬
‫المشتري ينزعها ويعيد الحال إلى ما كانت عليه‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬بيع السلم‪:‬‬

‫‪64‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫بحسب المادة ‪ 487‬م‪.‬ع فإن‪" :‬بيع السلم هو عقد بمقتضاه ُيسلِّف أحد الفريقين‪ ،‬مبلغاً معيناً‬
‫كمية معينة من المواد الغذائية أو غيرها من‬ ‫ِّ‬
‫من النقود فيلزم هذا الفريق مقابل ذلك أن يسلم إليه ّ‬
‫األشياء المنقولة في موعد يتفق عليه الفريقان‪ ،‬وال يثبت هذا العقد إال كتابة"‪.‬‬

‫شروط بيع السلم‪:‬‬


‫‪ -1‬مثل أي عقد يحتاج إلى تمامه توافر أركانه‪ :‬وهي الرضى والموضوع والسبب باإلضافة إلى‬
‫الكتابة (وال يثبت هذا العقد إال كتابةً)‪.‬‬
‫‪ -2‬ال يرد إال على المنقول‪.‬‬
‫‪ -3‬يجب دفع الثمن كله إلى البائع وقت إنشاء العقد (‪.)488‬‬
‫تعين مهلة التسليم فيعد الفريقان متفقين على ما يقتضيه ُعرف المحلة (‪.)489‬‬‫‪ -4‬إذا لم ّ‬
‫‪ -5‬يجب تحديد األشياء التي انعقد عليها البيع‪ ،‬واال كان العقد باطالً (‪.)490‬‬
‫‪ -6‬إذا لم ُيعيَّن محل التسليم وجب أن يكون في محل العقد (‪.)491‬‬
‫‪ -7‬إذا تعذر على البائع بسبب قوة قاهرة وبدون خطأ أو تأخر منه أن يسلِّم ما وعد به فللمشتري‬
‫أن يفسخ العقد ويسترد الثمن الذي أسلفه أو أن ينتظر إلى السنة التالية‪.‬‬
‫واذا عرض البائع في السنة التالية الشيء المعقود عليه البيع‪ ،‬وجب على المشتري استالمه‬
‫وليس له أن يفسخ العقد‪ .‬ويسري هذا الحكم أيضاً إذا كان المشتري قد استلم قسماً من المبيع (‪.)492‬‬
‫المتعاقد عليه غير موجود‪ ،‬فللمشتري أن يفسخ العقد ويسترد الثمن الذي‬
‫‪ -8‬أما إذا كان الشيء ُ‬
‫أسلفه (‪.)492‬‬

‫‪65‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫‪66‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫القسم الثاني‪ :‬عقد االيجار‬


‫‪ -1‬تعريف عقد االيجار‪:‬‬
‫عقد االيجار هو عقد يلتزم به المرء أن يولي شخصاً آخر‪ ،‬حق االنتفاع بشيء ثابت أو‬
‫منقول أو بحق ما لمدة معينة‪ ،‬مقابل بدل يلتزم هذا الشخص أداءه إليه (م ‪ 1/533‬م‪.‬ع)‪ .‬ويجب أن‬
‫تتوفر في عقد االيجار الشروط العامة للعقود المتمثلة بالرضى واألهلية والموضوع والسبب‪ ،‬إضافة‬
‫إلى الشروط الخاصة المتعلقة بطرفي العقد‪ ،‬والمأجور‪ ،‬وبدل االيجار‪ ،‬ومدته‪.‬‬

‫‪ -2‬خصائص عقد االيجار‪:‬‬


‫االيجار عقد مسمى يرد على المنفعة‪ ،‬أي أن المستأجر ينتفع بالشيء مقابل األجرة ثم يقوم‬
‫برده‪.‬‬
‫االيجار عقد رضائي‪ ،‬ينعقد بالتراضي بين المؤجر والمستأجر‪ ،‬وال ينعقد في شكل خاص‪،‬‬
‫فقد ينعقد شفاهة أو كتابة بعقد عادي أو رسمي‪.‬‬
‫االيجار عقد معاوضة ملزم للجانبين‪ ،‬يرتب التزامات متبادلة على عاتق أطرافه‪ ،‬حيث يأخذ‬
‫كل من المؤجر والمستأجر مقابالً لما يعطيه‪ .‬يلتزم المؤجر بتمكين المستأجر من االنتفاع بالشيء‬
‫المؤجر‪ ،‬ويلتزم المستأجر بدفع األجرة (البدل)‪.‬‬
‫االيجار عقد من عقود المدة‪ ،‬فالزمن عنصر جوهري فيه‪ ،‬ويرتبط بكل من المنفعة واألجرة‪،‬‬
‫حيث تمتد منفعة االيجار في الزمان وتحسب األجرة على أساس مدة االنتفاع‪.‬‬
‫االيجار من أعمال اإلدارة‪ ،‬ال من أعمال التصرفات‪ ،‬ألنه ال ينقل حقاً عينياً على الشيء‬
‫المؤجر‪ ،‬بل ينشئ التزاماً شخصياً بين المؤجر والمستأجر‪.‬‬

‫‪ -3‬تمييز االيجار عن غيره من العقود‪:‬‬


‫‪ -‬االيجار والبيع‪:‬‬
‫إن البيع ينقل ملكية الشيء إلى المشتري‪ .‬أما االيجار ِّ‬
‫فيمكن المستأجر من االنتفاع بالشيء‪.‬‬
‫ولكن قد يلتبس البيع باإليجار في حالة ورود العقد على الثمار والمنتجات دون الشيء ذاته‪ .‬مثالً‬
‫ورود العقد على ثمار األرض (منفعة متجددة)‪ .‬لذلك ورود العقد على الثمار أو جزء منها يعتبر بيعاً‪.‬‬
‫أما إذا كان محل العقد منتجات األرض (منفعة غير متجددة)‪ ،‬نكون بصدد بيع ما لم يثبت اتجاه نية‬
‫األطراف إلى االيجار‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫• االيجار والعارية‪:‬‬
‫العارية عقد يلتزم به المعير أن يسلم المستعير شيئاً غير قابل لالستهالك ليستعمله بل عوض‬
‫لمدة معينة‪.‬‬
‫األصل أن كل من العقدين يرد على االنتفاع بشيء‪ ،‬إال أن الفارق بينهما أن االيجار انتفاع‬
‫بمقابل (معاوضة) وأما العارية فتكون بدون مقابل (تبرع)‪.‬‬
‫ومع ذلك قد يثور الشك أحياناً حول وجود مقابل‪ ،‬كأن تقوم شركة بمنح مسكن لموظفيها‪،‬‬
‫فنكون أمام عقد ايجار إذا كان االتفاق على مقابل‪ .‬وفي حال عدم وجود اتفاق كتقدير راتب الموظف‪،‬‬
‫نكون أمام عقد عارية (التبرع)‪.‬‬

‫• االيجار والوديعة‪:‬‬
‫الوديعة عقد يلتزم به شخص أن يتسلم شيئاً من آخر على أن يتولى حفظ هذا الشيء لمدة‬
‫معينة وعلى أن يرده عيناً‪.‬‬
‫وقد يلتبس عقد االيجار بعقد الوديعة في حالة أن شخص قام بوضع سيارته في مرآب‪ ،‬فهل‬
‫هو عقد وديعة أم إيجار؟ الراجح اعتبار أن العقد وديعة كون األمر يتوقف على مدى التزام صاحب‬
‫المرآب بالحفظ (التعهد بحفظ السيارة)‪.‬‬

‫• االيجار والعمل والمقاولة‪:‬‬


‫موضوع االيجار االنتفاع بالشيء أما العمل والمقاولة فهما االنتفاع بعمل االنسان‪.‬‬
‫ويمكن تمييز عقد االيجار عن عقدي العمل والمقاولة مثالً‪:‬‬
‫‪ -‬العقد الذي يتم بين أحد المتفرجين واحدى دور العرض‪ ،‬هل يعتبر ايجار للمقعد أم مقاولة‬
‫لتمكين المتفرج من مشاهدة العرض؟ الراجع اعتبار العقد مقاولة ألن المتفرج يدفع األجرة‬
‫مقابل العرض واالنتفاع بالمقعد يعد أم اًر ثانوياً‪ ،‬أما تنازل الشركة عن "فيلم" لمواطن لالنتفاع‬
‫به مدة معينة لقاء أجر معلوم فيعد ايجا اًر للفيلم‪.‬‬
‫‪ -‬وأيضاً اتفاق الشركة مع مالك البناء على نشر إعالنات لصالحها على الحيطان‪ .‬هل يعد‬
‫العقد إيجا اًر للحائط أم مقاولة باإلعالن؟ يتوقف تكييف العقد على دور المالك‪ ،‬فالعقد مقاولة‬

‫‪68‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫إذا التزم المالك بالقيام باألعمال الالزمة إلجراء اإلعالن‪ ،‬والعقد إيجار للجدار إذا اقتصر‬
‫األمر على تمكين الشركة من إجراء اإلعالن‪.‬‬

‫• حق المستأجر وحق المنتفع‪:‬‬


‫يتشابه االيجار مع االنتفاع في أن كل منهما يرد على االنتفاع بشيء مملوك للغير ولمدة‬
‫محددة‪ ،‬إال أن هناك فرق بينهما‪:‬‬
‫‪ -‬أن حق المستأجر هو حق شخصي من ِقَبل المؤجر‪ ،‬أما حق االنتفاع فهو حق عيني باعتباره‬
‫تجزئة لملكية الشيء الوارد عليه‪.‬‬
‫‪ -‬ينقضي حق االنتفاع حتماً بوفاة المنتفع‪ ،‬أما حق المستأجر فينتقل إلى ورثته ما لم يكن شخص‬
‫المستأجر محل اعتبار‪.‬‬
‫‪ -‬يكون االيجار دائماً بمقابل أما حق االنتفاع يكون بمقابل أو بدون مقابل‪.‬‬

‫‪ -4‬إبرام عقد االيجار‪:‬‬


‫االيجار كغيره من العقود‪ ،‬ينعقد بتوافر األركان الثالثة‪ :‬التراضي والمحل والسبب‪.‬‬
‫‪ -‬التراضي على االيجار‪.‬‬
‫‪ -‬موضوع االيجار‪.‬‬
‫‪ -‬البدل‪.‬‬
‫‪ -‬إثبات االيجار‪.‬‬

‫أ‪ -‬التراضي على االيجار‪:‬‬


‫إن االيجار عقد رضائي ينعقد بتطابق إرادة كل من المؤجر والمستأجر على االنتفاع بالعين‬
‫المؤجرة لمدة محدودة مقابل أجر‪.‬‬
‫ينعقد االيجار بتطابق اإليجاب والقبول‪ .‬وااليجار عقد رضائي ال يشترط إفراغه في شكل‬
‫خاص‪ .‬واذا اشترط المشرع الكتابة‪ ،‬فيكون إلثبات االيجار وليس النعقاده‪.‬‬

‫ب‪ -‬موضوع االيجار‪:‬‬


‫تقضي القواعد العامة بأن يكون الشيء محل االيجار معيناً تعييناً كافياً أو قابالً للتعيين‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫فالعقد يكون صحيحاً ويمكن بمقتضاه إل ازم المؤجر بإتمام البناء وتمكين المستأجر من االنتفاع‬
‫بالعين وتعويضه عن األضرار التي تصيبه لعدم تنفيذ االلتزام أو التأخير في تنفيذه‪.‬‬

‫الشروط العامة الالزم توافرها في الشيء المؤجر هي‪:‬‬


‫‪ -‬يشترط في العين المؤجرة ما يشترط في العين المبيعة‪ .‬حيث يلتزم المؤجر بأن يسلم المستأجر‬
‫العين المؤجرة وملحقاتها في حالة تصلح معها ألن تفي بما أعدت له من المنفعة وفقاً لما تم‬
‫االتفاق عليه أو لطبيعة العين‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن تكون المنفعة المقصودة ممكنة‪ ،‬غير مستحيلة‪ ،‬فال يصح تأجير الطير المطلق في‬
‫الهواء للصيد أو لحمل رسالة مثالً‪.‬‬
‫‪ -‬ويجب أن تكون المنفعة غير محظورة شرعاً‪ ،‬فال يصح استئجار دار ليتعاطى فيه الناس الخمر‬
‫أو المخدرات وممارسة الدعارة‪ .‬غير أنه يجب عند تطبيق هذه القاعدة أن تنظر بعين االعتبار‬
‫إلى أن االتجار ذو معنى نسبي فبعض األموال مثالً ال يصح أن تكون موضوع بعض المعامالت‪.‬‬
‫‪ -‬يرد االيجار على شيء أو حق‪ .‬فاإليجار يمكن أن ينصرف إلى المنقوالت المادية كاآلالت‬
‫والسفن‪ .‬ويرد االيجار على العقارات كاألراضي والمباني واألراضي الزراعية حيث تخضع ألحكام‬
‫خاصة‪ .‬ويمكن أن يرد االيجار على األشياء غير المادية أو المعنوية كالمحل التجاري‪ ،‬واالسم‬
‫التجاري‪.‬‬
‫‪ -‬ال يجوز أن يرد االيجار على األموال العامة ألنها مخصصة للمنفعة العامة‪.‬‬

‫ج‪ -‬البدل‪:‬‬
‫البدل ركن أساسي في االيجار‪ :‬البدل هو ما يقدمه المستأجر كمقابل االنتفاع بالشيء‬
‫المؤجر‪.‬‬
‫تحديد البدل‪ :‬األصل أن يتم تحديد األجرة باالتفاق بين المؤجر والمستأجر في نفس العقد‪،‬‬
‫أو في اتفاق الحق مستقل‪ ،‬واذا لم يتفق المتعاقدان على مقدار األجرة وجب اعتبار أجرة المثل‪.‬‬
‫إذا لم تعين األجرة في العقد ولم تكن قابلة للتعيين اعتبرت أجرة المثل زماناً ومكاناً بما يقدره‬
‫القاضي مستعيناً برأي أهل الخبرة‪ .‬أي أنه إذا خال العقد من االتفاق على األجرة‪ ،‬فإن أجرة المثل‬
‫التي يقدرها القاضي تكون هي المعتبرة‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫وتنص المادة ‪ 537‬موجبات على أنه إذا لم يعين المتعاقدان بدل االيجار‪ ،‬فيعدان متفقين‬
‫على المبدأ الرائج لألشياء التي من نوع المأجور في مكان العقد‪ ،‬واذا كان في المكان رسم أو تعريفة‬
‫فيعدان متفقين على العمل بمقتضاهما‪.‬‬

‫د‪ -‬إثبات االيجار‪:‬‬


‫المادة ‪" :542‬إن عقد ايجار العقارات غير الخطي‪ ،‬ال يمكن إثباته قبل تنفيذه إال باعتراف‬
‫الشخص المدعى عليه بوجود االيجار أو بحلفه اليمين‪.‬‬
‫واذا كان هناك بدء تنفيذ‪ ،‬فيعد برهاناً على وجود االيجار‪ ،‬ويعين البدل عند اختالف المتعاقدين‬
‫مدته بمقتضى عرف البلد‪ .‬واذا بقي المستأجر في المأجور بعد انتهاء‬
‫بواسطة أحد الخبراء وتحدد ّ‬
‫مدة االيجار وتركه صاحب الشأن واضعاً يده عليه وال سيما إذا لم يطلب منه اإلخالء فتعد اإلجارة‬
‫مجددة ضمناً وتكون خاضعة ألحكام المادة ‪ 592‬وما يليها‪.‬‬
‫المادة ‪ 543‬معدلة وفقاً للقانون ‪ 159‬تاريخ ‪.1992/7/22‬‬
‫تخضع عقود إيجار العقارات المبنية المعدة للسكن ولغير السكن لحرية التعاقد ولمشيئة‬
‫المتعاقدين في كل ما ال يتعارض مع األحكام اإللزامية اآلتية‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬المدة‪:‬‬
‫إذا كانت المدة المحددة في العقد أقل من ثالث سنوات‪ ،‬تعتبر اإلجارة معقودة لفترة زمنية‬
‫مدتها ثالث سنوات‪.‬‬
‫أما إذا رغب المسـتأجر المستفيد من التمديد في ترك المأجور‪ ،‬فعليه أن يعلم المؤجر قبل‬
‫شهرين من نهاية السنة الممددة ببطاقة مكشوفة مضمونة مع إشعار باالستالم أو بموجب كتاب موجه‬
‫بواسطة الكاتب العدل‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬تستثنى من األحكام السابقة‪:‬‬


‫‪ -‬عقود اإليجارات الموسمية العائدة ألماكن االصطياف واالشتاء‪.‬‬
‫‪ -‬عقود إيجار األماكن التي يقدمها أرباب العمل ألجرائهم مجاناً أو ببدل‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫ثالثاً‪ :‬إذا كان عقد ايجار العقار‪ ،‬مبنياً كان أو غير مبني‪ ،‬تتجاوز مدته ثالث سنوات فال يعتبر‬
‫بالنظر إلى شخص ثالث إال إذا سجل العقد في السجل العقاري‪ ،‬ويخضع تسجيل تجديد عقد االيجار‬
‫الضمني للقاعدة نفسها‪.‬‬

‫‪ -5‬موجبات المؤجر‪:‬‬
‫‪ -1‬االلتزام بتسليم العين المؤجرة‪:‬‬
‫‪ -‬األساس القانوني لاللتزام بالتسليم‪:‬‬
‫تنص المادة ‪ 545‬موجبات على أن تسليم المأجور خاضع ألحكام تسليم المبيع‪.‬‬
‫ونصت المادة ‪ 546‬موجبات على أن مصاريف التسليم على المؤجر‪.‬‬
‫وتضيف المادة ‪ 547‬بأن المؤجر يتوجب عليه تسليم المأجور بحالة يتسنى معها للمستأجر‬
‫أن يستعمله للغرض المقصود منه بحسب ماهيته أو بحسب التخصيص الذي اتفق عليه المتعاقدان‪.‬‬

‫‪ -‬مضمون االلتزام بالتسليم‪:‬‬


‫يلتزم المؤجر بتسليم العين المؤجرة للمستأجر‪ .‬والتسليم يكون للعين في حالة تصلح معها ألن‬
‫تفي بما أعدت له من المنفعة وفقاً لما تم عليه االتفاق أو لطبيعة العين‪.‬‬
‫ويجب تسليم العين خالية من جميع العوائق التي تحول دون االنتفاع بها‪ ،‬وال يتم التسليم‬
‫بمجرد تخلي المؤجر عن العين المؤجرة والترخيص للمستأجر باالنتفاع بها إذا وجد عائق يحول دونه‪.‬‬
‫واألصل هو التزام المؤجر بتسليم العين بعد تهيئتها لالنتفاع الذي أجرت له‪ ،‬ويتم تسليم العين‬
‫المؤجرة في الوقت والمكان الذي يتفق عليه الطرفان‪ ،‬فإذا لم يكن هناك اتفاق تم الرجوع إلى العرف‬
‫فإذا لم يوجد تعين التسليم فور انعقاد العقد في مكان وجود الشيء آنذاك‪.‬‬
‫وتكون مصاريف التسليم على المؤجر‪ .‬أما نفقات الصكوك فعلى الفريقين وأما نفقات قبض‬
‫المأجور واستالمه فهي على المستأجر‪ ،‬كل ذلك ما لم يكن هناك ُعرف أو نص مخالف‪.‬‬
‫ويشمل التسليم ملحقات الشيء وكل ما أعد بصفة دائمة الستعماله وذلك طبقاً لما تقضي به‬
‫طبيعة األشياء وعرف الجهة وقصد المتعاقدين‪.‬‬

‫‪ -‬جزاء عدم قيام المؤجر بالتسليم‪:‬‬

‫‪72‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫إخالل المؤجر بالتزامه بالتسليم يترتب عليه قيام حق المستأجر في طلب فسخ العقد أو‬
‫إنقاص األجرة‪ ،‬فإذا فوت المؤجر االنتفاع على المستأجر بإهماله القيام بما التزم به يكون من حق‬
‫المستأجر قانوناً فوق طلب الفسخ والتعويض أن يدفع بعدم استحقاق المؤجر لألجرة كلها أو بعضها‬
‫ِ‬
‫يستوف به منفعة العين المؤجرة‪.‬‬ ‫بالقدر الذي لم‬

‫ب‪ -‬التزام المؤجر بالضمان‪:‬‬


‫يسلم المؤجر المستأجر العين المؤجرة ويضمن له االنتفاع بها انتفاعاً هادئاً‪ ،‬حيث يلتزم‬
‫بضمان التعرض من جهة وبضمان العيوب الخفية من جهة أخرى‪.‬‬
‫وتنص المادة ‪ 552‬موجبات على ذلك‪ :‬الضمان الواجب على المؤجر للمستأجر له‬
‫موضوعان‪:‬‬
‫‪ -‬االنتفاع بالمأجور والتصرف فيه دون معارضة‪.‬‬
‫‪ -‬عيوب المأجور‪.‬‬
‫وهذا الضمان واجب حتماً وان لم يشترط في العقد‪ ،‬وحسن نية المؤجر ال تعفيه من موجب‬
‫الضمان‪.‬‬

‫‪ -6‬موجبات المستأجر‪:‬‬
‫أ‪ -‬استعمال المأجور‪:‬‬
‫باستعمال المأجور تقضي المادة ‪ 568‬موجبات أن على المستأجر واجبان أساسيان‪:‬‬
‫‪ -‬أداء بدل االيجار‪.‬‬
‫عين في‬
‫‪ -‬المحافظة على المأجور واستعماله بحسب الغرض الذي أعد له أو الغرض الذي ّ‬
‫العقد‪ ،‬مع اجتناب اإلفراط وسوء االستعمال‪.‬‬
‫ويتضح أن استعمال المستأجر للمأجور يتقيد بالضوابط اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬االلتزام باستعمال المأجور فيما أعد له‪ :‬يلتزم المستأجر بأن يستعمل العين المؤجرة على النحو‬
‫المتفق عليه‪.‬‬
‫واذا خالف المستأجر هذا االلتزام كان للمؤجر حق المطالبة بالتنفيذ العيني أو الفسخ مع‬
‫التعويض‪ .‬وتبدو مخالفة االلتزام السابق في حالتين‪:‬‬
‫‪ -‬إذا استعمل المكان المؤجر بطريقة تخالف شروط االيجار المعقولة وتضر بمصلحة المؤجر‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫‪ -‬إذا استعمال المكان المؤجر بطريقة ضارة بالصحة أو مقلقة للراحة أو منافية لآلداب العامة‪.‬‬
‫‪ -‬استعمال المأجور طبقاً لشروط العقد المعقولة والمتعارف عليها‪ :‬يجب على المستأجر أال يستعمل‬
‫العين المؤجرة بطريقة تخالف شروط العقد المعقولة‪.‬‬
‫‪ -‬استعمال المأجور في الغرض المؤجر من أجله (دون تغيير)‪ :‬هي استعمال المؤجر للعين حسب‬
‫المتفق عليه‪ ،‬فال يجوز للمستأجر أن يحدث بالعين المؤجرة تغيي اًر بدون إذن المؤجر‪ ،‬فإذا أحدث‬
‫تغيي اًر في العين المؤجرة‪ ،‬جاز إلزامه بإعادة العين إلى الحالة التي كانت عليها‪ ،‬وبالتعويض إن‬
‫كان له مقتضى‪( .‬مثالً إن تغيير استعمال العين من تجارة الزجاج إلى تجارة األقمشة ال يضر‬
‫بالمؤجر‪ ،‬فعندئذ تنتفي حكمة التقييد ويعتبر التغيير جائ اًز)‪.‬‬
‫ويجوز للمؤجر عند حدوث المخالفة من قبل المستأجر‪ ،‬طلب وقف حدوث المخالفة والحصول‬
‫على تعويض األضرار الناجمة عنها‪ ،‬وطلب زيادة األجرة مقابل تغيير استعمال العين‪.‬‬
‫فالقاعدة أن التغيير جائز طالما ال يسبب ضر اًر للمؤجر فإذا أثبت المستأجر انتفاء الضرر‪،‬‬
‫نص في العقد على حظر التغيير‪ ،‬وأذن المؤجر يضفي‬
‫امتنع على المؤجر طلب اإلخالء ولو كان قد ّ‬
‫على التغيير وصف المشروعية حتى ولو كان ضا اًر‪.‬‬
‫‪ -‬عدم إساءة استعمال المأجور‪ :‬يجب على المستأجر استعمال العين الذي أجرت له طبقاً لشروط‬
‫العقد أو المتعارف عليها‪ ،‬وينبغي عليه أن يبذل من العناية في هذا االستعمال ما يبذله الشخص‬
‫المعتاد‪.‬‬
‫واذا جاوز المستأجر في استعماله للعين‪ ،‬اعتبر مسيئاً استعمال حقه ووجب مساءلته عن‬
‫ذلك‪ .‬فمن يستأجر أرضاً زراعية ال يحق له أن ينهكها بزراعة محصول معين مرات متوالية‪ .‬وتتحقق‬
‫إساءة االستعمال إذا استعمل المستأجر حقه بقصد اإلض ارر بالمؤجر‪.‬‬
‫وفي حالة إخالء المستأجر بالتزامه جاز للمؤجر وفقاً للقواعد العامة طلب تنفيذ هذا االلتزام‬
‫عيناً بالكف عن إساءة استعمال العين أو إعادة الحال إلى أصله‪ ،‬وله أن يطلب الفسخ في حالة‬
‫اإلخالل الجسيم وله الحق في التعويض إن كان له مقتضى‪.‬‬
‫‪ -‬عدم استعمال المأجور بصورة تضر بالمصلحة العامة‪ :‬يجب الحكم بالفسخ إذا ثبت استعمال‬
‫المكان بطريقة مقلقة للراحة أو ضارة بسالمة المبنى أو في أغراض منافية لآلداب‪ .‬ويشمل الحكم‬
‫المكان وملحقاته سواء أكان مؤج اًر لسكنى أو لغير ذلك من األغراض‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫ومن أمثلة االستعمال المقلق للراحة استعمال المستأجر المكان كورشة في حي سكني هادئ‪،‬‬
‫وحكم بأن تربية الدواجن بالمنور يؤدي لإلضرار بالصحة العامة‪ ،‬ويعد من قبيل االستعمال المنافي‬
‫لآلداب استعمال العين المؤجرة في لعب القمار وممارسة الدعارة‪.‬‬
‫وال تثبت المخالفة بمجرد ادعاء المؤجر بل يجب تقديمه الدليل بطرق اإلثبات القانونية‪.‬‬
‫ويمكن أن يصدر حكم قضائي نهائي بثبوت المخالفة قبل المستأجر‪ .‬ويمكن ثبوت المخالفة بقرار‬
‫إداري أو حكم جزائي أو من لجنة إدارية ذات اختصاص قضائي‪ .‬مثال صدور حكم جزائي من‬
‫محكمة الجند بإدانة المستأجر في جريمة إدارة المكان المؤجر للدعارة أو للعب القمار أو وضع دواجن‬
‫في مدخل المبنى‪ .‬وال يكفي االستناد إلى مجرد حكم نهائي بإدانة المستأجر إلدارته المكان كمحل‬
‫صناعي بدون ترخيص ألنه ليس بالزم في المحالت التي يشترط القانون الحصول على ترخيص‬
‫إلدارتها أن تكون مقلقة للراحة أو ضارة بسالمة المبنى أو بالصحة العامة‪.‬‬
‫وال يثبت للمؤجر الحق في طلب الفسخ إال إذا كانت المخالفة قد تمت بغير رضائه‪ ،‬ألن‬
‫رضاء المؤجر بالمخالفة يسقط حقه في طلب الفسخ‪.‬‬
‫واذا اتفق الطرفان في عقد االيجار على جزاء آخر في حالة المخالفة‪ ،‬كان الجزاء المتفق‬
‫عليه في العقد هو الواجب التطبيق دون الفسخ‪.‬‬

‫ب‪ -‬المحافظة على المأجور ورده‪:‬‬


‫‪ -‬حفظ المأجور‪:‬‬
‫يجب على المستأجر أن يبذل العناية في استعمال العين المؤجرة وفي المحافظة عليها ما‬
‫يبذله الشخص المعتاد‪ ،‬وهو مسؤول عما يصيب العين أثناء انتفاعه بها من تلف أو هالك ناشئ‬
‫عن استعمالها استعماالً غير مألوف‪.‬‬

‫‪ -‬رد المأجور‪:‬‬
‫‪ -‬على المستأجر أن يعيد المأجور في نهاية المدة المعينة‪ .‬فإذا أبقاه إلى ما بعد نهايتها‪،‬‬
‫كان ملزماً بتأدية عوض إليه‪.‬‬
‫فالمستأجر يلتزم برد الشيء المؤجر وملحقاته عند انتهاء االيجار‪ ،‬فإذا أبقاه تحت يده دون‬
‫حق كان ملزماً بأن يدفع للمؤجر تعويضاً يراعى فيه القيمة اإليجارية للعين وما أصاب المؤجر من‬
‫ضرر‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫‪ -‬يحق للمستأجر أن يحبس المأجور من أجل الديون المترتبة له على المؤجر‪.‬‬


‫‪ -‬يجب أن يعاد الشيء المأجور في محل العقد‪ ،‬وتكون نفقات إعادته على المستأجر ما لم‬
‫يكن هناك اتفاق أو عرف مخالف‪.‬‬
‫‪ -‬إذا وضع بيان للمأجور فيما بين المؤجر والمستأجر‪ ،‬وجب على هذا أن يعيد المأجور‬
‫كما استلمه‪ .‬أما إذا لم يوضع بيان فيقدر أن المستأجر استلم المأجور على حالة حسنة‪ ،‬ويجب عليه‬
‫رده وهو على تلك الحالة‪.‬‬
‫‪ -‬يكون المستأجر مسؤوالً عن هالك المأجور أو تعيبه إذا كان ناشئاً عن فعله‪ .‬ويكون‬
‫مستأجر الفندق أو غيره مسؤوالً عن فعل المسافرين أو النزالء الذين يستقبلهم في المحل‪.‬‬
‫ال يكون المستأجر مسؤوالً عن الهالك الناشئ‪:‬‬
‫‪ -‬عن استعمال المأجور استعماالً عادياً مألوفاً‪ ،‬مع مراعاة األحكام المختصة باإلصالحات المطلوبة‬
‫من المستأجر‪.‬‬
‫‪ -‬عن القوة القاهرة إذا لم تكن معزوة إلى خطته‪.‬‬
‫‪ -‬عن قدم عهد البناء أو عيب فيه أو عدم إجراء اإلصالحات المطلوبة من المؤجر‪.‬‬

‫‪ -‬مسؤولية المستأجر عن احتراق المأجور‪:‬‬


‫المستأجر مسؤول عن الحريق ما لم يثبت أنه حدث بسبب قوة قاهرة أو عيب في البناء أو‬
‫اندالع اللهيب من بيت مجاور‪.‬‬
‫إذا كان هناك عدة مستأجرين فكل مستأجر منهم يكون مسؤوالً عن الحريق بنسبة قيمة الجزء‬
‫الذي يحتله‪ ،‬إذا أثبتوا أن النار ابتدأ شبوبها من منزل أحدهم‪ ،‬فعندئذ يكون هو وحده مسؤوالً‪ ،‬أو إذا‬
‫أثبت بعضهم أنه لم يكن هبوب النار ممكناً عندهم فهؤالء يكونون غير مسؤولين‪.‬‬
‫يترتب على مسؤولية المستأجر التزامه بدفع التعويض الالزم للمؤجر إلصالح التلف الذي‬
‫أحدثه الحريق واعادة العين إلى الحالة التي كانت عليها باإلضافة إلى القيمة اإليجارية للعين أثناء‬
‫مدة اإلصالح‪.‬‬
‫إن مسؤولية المستأجر العقدية قاصرة على عالقته بالمؤجر‪ ،‬أما عالقة المستأجرين فيما بينهم‬
‫أو عالقتهم بالمالكين المجاورين فتحكمها المسؤولية التقصيرية‪.‬‬

‫‪ -‬المصروفات والتحسينات واإلنشاءات‪:‬‬

‫‪76‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫تنص المادة ‪ 583‬موجبات بأنه إذا أنشأ المستأجر بنايات أو أغراساً أو غيرها من التحسينات‬
‫التي زادت في قيمة المأجور‪ ،‬وجب على المؤجر أن يعيد إليه في نهاية اإلجارة إما قيمة النفقات واما‬
‫قيمة التحسين على شرط أن تكون تلك التحسينات قد أجريت مع علمه وبدون معارضته‪ .‬واال فيحق‬
‫للمؤجر بعد إقامته البرهان على أن تلك التحسينات ال تعود عليه بفائدة ما‪ ،‬أن يطلب من المستأجر‬
‫نزعها وتعويضه عند االقتضاء عن األضرار التي تصيب العقار من هذا النزع‪ .‬أما إذا آثر المؤجر‬
‫أن يحتفظ بالتحسينات ويدفع إحدى القيمتين المتقدم ذكرهما‪ ،‬فيجوز للقاضي أن يعين له مهالً ألدائها‪.‬‬
‫قد يقوم المستأجر بإنفاق مصروفات على العين المؤجرة خالل فترة االيجار‪ ،‬يمكن أن تكون‬
‫ضرورية أو كمالية أو نافعة‪:‬‬
‫‪ ‬بالنسبة للمصروفات الضرورية‪ ،‬هي التي تلزم للمحافظة على العين من الهالك أو التلف‬
‫والتي تقتضي على المالك أن يؤدي إلى الحائز جميع ما أنفقه‪.‬‬
‫‪ ‬أما عن المصروفات الكمالية فتنفق من أجل زخرفة العين وتجميلها‪ ،‬فال يجوز للمستأجر‬
‫المطالبة بشيء منها‪ ،‬ويحق له أن ينزعها بشرط أن يعيد الشيء إلى حالته األولى‪ ،‬واذا اختار المالك‬
‫أن يستبقيها مقابل دفع قيمتها مستحقة اإلزالة‪.‬‬
‫‪ ‬وبالنسبة للمصروفات النافعة فهي التي تؤدي إلى الزيادة من قيمة العين المؤجرة دون أن‬
‫تدخل في عداد مصروفات الصيانة‪ ،‬كالبناء أو الغراس بالعين‪ .‬ويجب التفرقة بين فرضيتين‪:‬‬
‫األولى‪ :‬إقامة المستأجر للمباني والمنشآت في العين المؤجرة بعلم المؤجر ودون معارضته‪.‬‬
‫يلتزم المؤجر بأن يرد للمستأجر عند انقضاء اإليجار ما أنفقه أو يدفع ما زاد في قيمة العقار بسبب‬
‫هذه المنشآت‪ ،‬وال يجوز للمؤجر أن يطلب إزالتها‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬إقامة المباني أو المنشآت دون علم المؤجر أو بمعارضته‪ .‬يكون للمؤجر الخيار بين‬
‫طلب إزالتها مع التعويض عن الضرر‪ ،‬وبين اإلبقاء على المنشآت مقابل دفع أقل القيمتين‪ :‬تكاليف‬
‫إنشائها أو ما زاد ي قيمة العين‪.‬‬

‫‪ -‬المساهمة في حفظ المأجور وصيانته‪:‬‬


‫‪ -‬التزام المستأجر بتنبيه المؤجر إلى اإلصالحات‪:‬‬
‫يجب على المستأجر أن ينبه المالك إلى جميع األعمال التي تستوجب تدخله كإصالحات‬
‫مستعجلة‪ ،‬أو اكتشاف عيوب غير متوقعة‪ ،‬أو بحق عيني‪ ،‬أو بضرر أحدثه شخص ثالث‪ ،‬واال كان‬
‫مسؤوالً (م ‪.)575‬‬

‫‪77‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫‪ -‬حق المؤجر في إجراء اإلصالحات‪:‬‬


‫يحق للمؤجر أن يجري‪ ،‬بالرغم من معارضة المستأجر‪ ،‬جميع اإلصالحات المستعجلة التي‬
‫ال يمكن تأجيلها إلى وقت انتهاء العقد‪.‬‬
‫فإذا حرم المستأجر بسبب تلك اإلصالحات من االنتفاع بالمأجور مدة تتجاوز سبعة أيام‪ ،‬له‬
‫أن يطلب فسخ العقد أو تخفيض البدل على نسبة الوقت الذي حرم فيه استعمال المأجور‪.‬‬
‫ويجب على المؤجر أن يسهر على اإلصالحات المستعجلة وأن ينبه المستأجر قبل إجرائها‬
‫عد مسؤوالً‪ ،‬ما لم يكن هناك مانع قاهر لم ينشأ عن إهماله‬
‫بمدة كافية‪ ،‬واذا لم يقم بذلك التنبيه ّ‬
‫(م‪.)554‬‬

‫‪ -‬مساهمة المؤجر والمستأجر في صيانة المأجور‪:‬‬


‫هي التزام المؤجر بتسليم المأجور في حالة يصلح معها ألن يفي بما أُعد له من منفعة‪ ،‬وأن‬
‫يقوم في أثناء االجارة بجميع اإلصالحات والترميمات الالزمة لحفظ المأجور‪ .‬ويجب على المؤجر‬
‫أن يتعهد المأجور بالصيانة ليبقى على الحالة التي سلم بها‪.‬‬
‫ومن أمثلة الترميمات الالزمة تقوية األساسات وترميم تصدع الجدران واألرضيات والسلم‬
‫والتركيبات الكهربائية والصحية‪ ،‬وأعمال البياضة والدهانات‪.‬‬
‫ويلتزم المؤجر أيضاً بتكليس جدران الغرف وتجديد التلوين واستبدال األوراق وترميم السطوح‬
‫ولو كانت مقصورة على أشغال بسيطة من تكليس أو ترميم‪ ،‬ويتحمل المؤجر أيضاً نفقة تنظيف‬
‫اآلبار والحفر الصحية ومصاريف المياه‪.‬‬
‫ولكن التزام المؤجر بإجراء الترميمات واإلصالحات الكبرى السابق ال يتعلق بالنظام العام‪،‬‬
‫ومن ثم يجوز اتفاق المتعاقدين على خالف ذلك‪ ،‬ويمكن أن يتحملها المستأجر إذا وجد نص أو‬
‫عرف يقضي بذلك‪.‬‬
‫وكقاعدة عامة يلتزم المستأجر بتحمل اإلصالحات والترميمات الصغرى في المأجور إال إذا‬
‫كان العقد أو العرف يعفيانه منها‪ .‬ويقصد باإلصالحات الصغرى‪:‬‬
‫‪ -‬إصالح بالط الغرف إذا كان بعضه فقط مكس اًر‪.‬‬
‫‪ -‬إصالح زجاج النوافذ‪ ،‬ما لم يكن السبب في كسرها البرد أو طارئ غير عادي أو قوة قاهرة مما‬
‫ال يعزى إلى خطأ من المستأجر‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫‪ -‬إصالح األبواب والنوافذ المشبكة وأخشاب الحواجز ومغالق الدكاكين والمفصالت والمزالج‬
‫واألقفال‪.‬‬

‫أعمال االلتزام بالترميم والصيانة‪:‬‬


‫إذا تأخر المؤجر عن إجراء اإلصالحات الواجبة عليه فللمستأجر أن يجبره على إجرائها‬
‫بالطرق القضائية‪ ،‬واذا لم يفعل كان للمستأجر أن يستصدر من المحكمة إذناً في إجرائها بنفسه على‬
‫أن يستوفي نفقتها من بدل االيجار‪.‬‬
‫وبالمقابل فإن إنذار المستأجر للمؤجر بإجراء الترميمات ال يكون واجباً على المستأجر‪ ،‬إذا‬
‫أجريت بعد تقاعس المؤجر‪ ،‬وال يسأل عما يصيب العين المؤجرة من تلف بسبب عدم القيام بهذه‬
‫الترميمات مسؤولية تقصيرية ألن مسؤوليته في عالقته بالمؤجر ال تحكمها إال قواعد المسؤولية‬
‫العقدية‪.‬‬
‫فإن إجراء الترميمات المستعجلة التي تكون ضرورية لحفظ العين المؤجرة‪ ،‬جاز للمستأجر‬
‫أن يطلب إما فسخ اإليجار أو إنقاص األجرة‪ ،‬واذا بقي المستأجر في العين إلى أن تتم الترميمات‪،‬‬
‫سقط حقه في طلب الفسخ‪.‬‬
‫وللمستأجر الحق في طلب التعويض عن الضرر الناجم بسبب نقص االنتفاع بالعين بشرط‬
‫أن يكون الضرر ناشئاً عن فعل المؤجر‪ .‬أما إن كان الهالك أو التلف راجعاً إلى سبب ال بد للمؤجر‬
‫فيه‪ ،‬فال يجوز للمستأجر المطالبة بالتعويض‪.‬‬

‫‪ -7‬ما هي أسباب سقوط الحق بالتمديد القانوني في عقود اإليجار؟‬


‫حددت المادة ‪ 10‬من قانون اإليجارات رقم ‪ 1992/160‬أسباب سقوط حق المستأجر في‬
‫التمديد القانوني في عقود اإليجار بالنسبة لألماكن السكنية‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪ -‬عدم دفع بدالت االيجار‪ :‬إذا لم يدفع المستأجر ما استحق عليه من بدل اإلجارة‪ ،‬وذلك خالل‬
‫شهرين من تبلغه بنفسه أو بواسطة أحد أفراد عائلته الراشدين المقيمين معه‪ ،‬إنذا اًر موجهاً إليه‪،‬‬
‫بموجب بطاقة مكشوفة مضمونة مع إشعار باالستالم أو بموجب كتاب موجه إليه بواسطة الكاتب‬
‫العدل أو بموجب إنذار صادر عن دائرة اإلجراء‪ .‬وعند تعذر التبليغ فهو يتم بواسطة النشر‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫‪ -‬إساءة استعمال المأجور‪ :‬إذا أساء المستأجر استعمال المأجور بأن أحدث فيه تخريباً غير ناشئ‬
‫عن االستعمال العادي‪ ،‬أو استعمله على وجه مضر يتنافى وشروط العقد دون موافقة المؤجر‬
‫الخطية‪.‬‬
‫أجره كلياً أو جزئياً دون‬
‫‪ -‬التنازل عن المأجور أو تأجيره‪ :‬إذا تنازل المستأجر عن المأجور أو ّ‬
‫الممدد‪.‬‬
‫ّ‬ ‫موافقة المالك الخطية‪ ،‬أو خالفاً لعقد االيجار األساسي أو‬
‫‪ -‬شغل المستأجر أكثر من مأجور‪ :‬إذا كان المستأجر يشغل عن طريق اإليجار ولغير ضرورة‬
‫عائلية‪ ،‬أكثر من مأجور معد للسكن فقط‪ ،‬وال يفصل بينها أكثر من سبعة كيلو مترات خطاً‬
‫شعاعياً‪ ،‬فعليه أن يحدد خالل مهلة ستة أشهر تبدأ من تاريخ نفاذ هذا القانون التعديلي‪ ،‬المأجور‬
‫الذي يرغب باالستفادة من حق التمديد فيه‪ ،‬واذا لم يفعل‪ ،‬فيعود للمحكمة أن تحدد المسكن الذي‬
‫يسقط فيه حق التمديد‪.‬‬
‫‪ -‬تملك المستأجر بناء للسكن‪ :‬إذا أنشأ المستأجر بناء للسكن‪ ،‬أو شغر له‪ ،‬أو تملك بناء شاغ اًر‬
‫يملك ثالثة أرباعه على األقل‪ ،‬ويكون صالحاً ومالئماً لسكنه‪ ،‬ومعادالً لمستوى المأجور الذي‬
‫يشغله في المدينة أو القرية عينها‪ ،‬أو في مكان ال يبعد عن المأجور أكثر من سبعة كيلو مترات‬
‫خطاً شعاعياً‪.‬‬
‫‪ -‬ترك المأجور‪ :‬إذا ترك المستأجر المأجور ألسباب غير أمنية مدة سنة بدون انقطاع‪ ،‬اعتبا اًر من‬
‫تاريخ نفاذ هذا القانون‪ ،‬ورغم استم ارره في دفع االيجار‪ ،‬باستثناء اللبنانيون الموظفون‬
‫والمستخدمون في البعثات اللبنانية الرسمية في الخارج‪.‬‬
‫‪ -‬إذا ترك المأجور ألسباب غير أمنية مدة ستة أشهر بدون انقطاع وكان مديناً بشيء من البدالت‪،‬‬
‫ولم يكن له مقام معروف من المالك يبلغ فيه اإلنذار بالدفع أو لم يختر مقاماً يبلغ فيه هذا‬
‫اإلنذار‪.‬‬
‫‪ -‬إذا ترك المستأجر غير اللبناني المأجور لمدة ‪ 6‬أشهر دون انقطاع‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫القسم الثالث‪ :‬عقد الوكالة‬

‫األول‪ :‬ال ّتعريف بالوكالة وخصائصها وتمييزها عن غيرها من العقود وأنواعها‪.‬‬


‫الفصل ّ‬

‫الفقرة األولى‪ :‬تعريف الوكالة‬

‫عرّفتها المادّة ‪ ٧٦٩‬م‪.‬ع على أن‪ " :‬الوكالة عقد بمقتضاااي و وّ ض المو ّكل الى الوكول القوام بقضاا ّوة‬
‫او بع ّدة قضاوا او باتمام عمل او فعل او جملة أعمال وأفعال‪ .‬ووشترط قبول الوكول"‪.‬‬

‫وُستنتج من هذي المادّة ما ولي ‪:‬‬

‫شخص الّذي و وّ ض شخص آخر للقوام بعمل قانوني ما أو ا‬


‫عمًل ماد ّاوا‪.‬‬ ‫‪ -1‬الموكل‪ :‬هو ال ّ‬
‫‪ -2‬الوكيل‪ :‬هو ال ّ‬
‫شخص الم وّ ض إلوه القوام بهذا العمل القانوني‪.‬‬

‫كما وأنه هناك ثًلث أنواع من الوكاالت من حوث المنشأ القانوني‪:‬‬

‫‪ -1‬وكالة قانون ّية‪ :‬وهي الوكالة الّتي أشاااار إلوها المشااارّ ع بموج نناااوص قانونوّةل مثل الولي‬
‫والونيّ ‪.‬‬

‫‪ -2‬وكالة قضائية‪ :‬وهي الوكالة الّتي تعوّن بحكم قضائيل كالحارس القضائي ووكول ال ّت لوسة‪.‬‬

‫‪ -3‬الوكالة اال ّتفاق ّية‪ :‬وهي الوكالة الّتي تكون نتوجة عقد مسااتند على رضااى أو ا ّت اف ال روقونل أو‬
‫التئام مشوئتونل وهذا هو موضوع دراستنا‪.‬‬

‫الفقرة ال ّثانية‪ :‬خصائص عقد الوكالة‬

‫الرضااائ ّية إذ بإمكان ال رقاء ال ّتعبور عن رضاااهم بحروّة تامة‬


‫‪ -1‬إن عقد الوكالة من العقود ّ‬
‫وبأي شااكلل هذا كان واضااحا ا من تعرود عقد الوكالة الوارد في المادّة ‪ ٧٦٩‬م‪.‬عل إذ ورد‬
‫أ ّنه وجوز أن وكون قبول الوكالة ضمن ّاوال وأن وُست اد من قوام الوكول بها‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫هاذا من حواث المبادأل ّإال أ ّناه من المًلح أن فئاة كبورة من االعماال القاانونواّة وتطلاّ إتماامهاا‬
‫حف عوني عقاريل أو‬ ‫وكالة رساااموّة من ّ مةل كالوكاالت الّتي وكون موضاااوعها تساااجول ّ‬
‫الوكاالاة الّتي تعطى للمحاامي جال القواام باالا ّدفااع وال ّترافل أماام المحااكم للتحااكم لمنااااالحاة‬
‫مو ّكله وبإسمه‪.‬‬

‫‪ -2‬من الممكن أن تكون الوكالة من العقود الم ّجاان ّياة " وهذا هو المبادأ"ل كماا ومكن أن تكون‬
‫من العقود ذات العوضل ووساااااتادل على ذلاك من نصّ الماادّة ‪ ٧٧٠‬الّتي أوردت " تكون‬
‫الوكالة في ا نل بًل مقابل ولوس ما ومنل اشتراط ا جر‪."..‬‬

‫ّاخصاي فوهال فالمو ّكل وأخذ بعون االعتبار شاخناوّة‬


‫ضاا بتلّّ االعتبار ال ّ‬
‫‪ -3‬تتم ّيز الوكالة اي ا‬
‫الوكول والعكس نحوح‪.‬‬
‫فوفاة الوكول أو فقدانه ا هلوّة القانونوّة وجعًلن من الوكالة منتهوة‪.‬‬

‫‪ -4‬عقاد الوكاالاة عقاد غير الزم إذ وجوز للمو ّكال عزل الوكوالل وللوكوال أن وعتزل الوكاالاة‬
‫قبل إنجاز ال ّتنرّد القانوني الم ّت ف علوه ( أي ومكن انهائه بإرادة من ردة )‪.‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬ال ّتمييز بين عقد الوكالة وغيرها من العقود‬

‫ا‬
‫أوال‪ :‬عقد الوكالة وعقد البيع‬

‫وكمن ال ارف ا سااساي بون عقدي البول والوكالة في أن عقد البول وجعل المشاتري مال اكا للمبولل بونما‬
‫في عقاد الوكاالاة وقوم الوكوال بتمثوال المو ّكالل على أن وبوّن لهاذا ا خور مااهواّة العملواّات الّتي ن ّاذهاا‬
‫لحسابه‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫أمّا فوما وتعلّف بالوكًلء ال ّتجاروون الذون وقومون بتنارود بضاائل وحنالون علوها من ناانل معوّنل‬
‫ّ‬
‫الموزع قد اشااااترب البضاااااعة‬ ‫اعتبر االجتهاد أن العقد الّذي وربط ال روقون وكون عقد بول إذا كان‬
‫الّتي وقوم بتنرو ها للزبائنل أو إذا كان وقوم بإدارة تجارته لحسابه الخاص وهو مستقّل بزبائنه‪.‬‬

‫ّ‬
‫الموزع ببول‬ ‫الموزع وقوم بتناارود البضاااعة لحسااا الوكول ال ّتجاريل فإنّ قوام‬
‫ّ‬ ‫أمّا إذا كان هذا‬
‫هذي البضاعة ال وستنتج منه عقد بولل إ ّنما وكالة قائمة على ت ووض ببول هذي البضاعة‪.‬‬

‫الحف لهذا ّ‬
‫الشاخص بأن وشاتروه لن ساهل فالعقد في‬ ‫ّ‬ ‫شاخناا ببول شاوا مال تار اكا‬
‫ا‬ ‫أمّا إذا و ّكل أحدهم‬
‫هذي الحالة هو عقد وكالةل لك ّنه عقد معلّف على شاارط فاسا هو أن وقوم الوكول بشااراء هذا ّ‬
‫الشاوا‬
‫لن سهل فإذا ما اشتراي لن سه فُس عقد الوكالة وتحوّ ل العقد إلى عقد بول‪.‬‬

‫ثان ايا‪ :‬عقد الوكالة وعقد المقاولة‬

‫تتموز الوكالة عن عقد المقاولة في أنّ ا ولى تننارد إلى قوام الوكول بتنارّد قانونيل بونما وقوم‬
‫المقاول بعمل مادّي‪ .‬والوكالة قد ال تكون مأجورةل بونما ال ب ّد أن تكون المقاولة مأجورة‪.‬‬

‫ووقوم الوكول بتمثول المو ّكل بونما ال ونو المقاول عن ناح العمل‪.‬‬

‫شاخناا آخر بإتمام أعمال البناء لمنزل ورود أن وساكنه المو ّكلل‬
‫ا‬ ‫شاخناا قد و ّكل‬
‫ا‬ ‫مثال‪ :‬لن ترض أنّ‬
‫فإنّ جمول ا عمال الّتي وقوم بها الوكول تكون على عاتف المو ّكل بما تتضمنه من أرباح وخسائر‪.‬‬

‫أمّا في عقد المقاولةل فإنّ المقاول ولتزم بالقوام بأعمال البناء لهذا المنزل وتكون ا رباح والخساااائر‬
‫على ذمّته ولوس على ذمّة المو ّكل‪.‬‬

‫أضد على ذلكل أن المقاولة ال تنتهي بموت المقاول ّإال إذا كانت شخنوّته محل اعتبار‪.‬‬

‫أمّا الوكالةل فتنتهي بموت المو ّكل أو الوكول‪.‬‬

‫ثال اثا‪ :‬الوكالة وعقد العمل‬

‫‪83‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫‪ -1‬عقد العمل ال ومكن أن وكون بًل مقابل أجرل بونما الوكالة قد تكون مجّ انوّة اساات ا‬
‫نادا للمادّة ‪٧٧٠‬‬
‫م‪.‬ع الّتي ّ‬
‫ننات على أنّ ‪ " :‬تكون الوكالة في االنال بًل مقابلل ولوس ما ومنل اشاتراط االجر‪ .‬وال‬
‫وقدر كونها مجانوة في االحوال اآلتوة‪:‬‬
‫اوال‪ -‬اذا كان الوكول وقوم بمقتضى مهنته او ننعته بالخدمات المعقودة علوها وكالته‪.‬‬

‫ثانوا‪ -‬اذا كانت الوكالة بون تجار العمال تجاروة‪.‬‬


‫ثالثا‪ -‬اذا كان العرد وقضي بدفل اجر عن االعمال المعقودة علوها الوكالة‪.‬‬

‫‪ -1‬في عقاد الوكاالاة ونو الوكوال عن المو ّكال للقواام بتنااااارا د ماال بونماا ال ونو العاامال عن ر ّ‬
‫العمل عند القوام بالعمل أو الو و ة موضوع العقد‪.‬‬

‫العمالل في حون وتم ّتل الوكوال‬ ‫تبعواة بون العاامال ور‬


‫‪ -2‬في عقاد العمال تكون هنااك عًلقاة ّ‬
‫باستقًللوّة نسبوّة في ما وقوم به من تنرّفات‪.‬‬

‫الفصل الثاني أنواع الوكالة‬

‫صة‬
‫الفقرة األولى‪ :‬الوكالة العا ّمة والوكالة الخا ّ‬

‫بحس المادّة ‪ 776‬م‪.‬ع ‪ ":‬وجوز أن تكون الوكالة عامّة أو خانّة"‬

‫ا‬
‫المادة ‪ 778‬م‪.‬ع على أنّ ‪ " :‬ان الوكالة العامة بادارة شاااااون الموكل ال تجوز للوكول‬ ‫نناا ات‬
‫وقد ّ‬
‫سااوب القوام باالعمال االداروة اما اعمال الت رو والمنااالحة والتحكوم فتقتضااي على الدوام وكالة‬
‫خانة"‪.‬‬

‫ووسااااتنتج من هذي المادّة أنّ الوكالة العامة هي وكالة موضااااوعها القوام با عمال اوداروّة وأعمال‬
‫ال ّتنرّد الاتي تستلزمها أعمال اودارةل أي الّتي تهدد إلى تن وذ عقد الوكالة العا َمة‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫مثاال ‪ :‬انّ قواام المو ّكال باإعطااء وكاالاة عاا اّم ة للوكوال ا‬
‫للمح اف اة على منزلاه قاد تساااااتلزم في بعض‬
‫ا حوان نوانه بعض ا شواء الموجودة في هذا المنزل (كتبدول ا دوات النحوّة في حال ّ‬
‫تعطلها)‪.‬‬

‫وبالرّ غم من أن هذا العمل هو بطبوعته عمل تنارا فيل ّإال أ ّنه وهدد إلى تن وذ عقد الوكالة العامل أي‬
‫عمل تنرّفي تستلزمه أعمال اودارة‪.‬‬

‫المادّة ‪ 777‬م‪.‬ع ‪ " :‬ان الوكالة الخانااة هي التي تعطى للوكول‬ ‫الخانااة فهي بحساا‬
‫ّ‬ ‫أماا الوكالة‬
‫في مساألة او عدة مساائل معونة او التي تمنحه سالطة خاناة محدودة‪ .‬وهي ال تخوله حف التنارد‬
‫اال في ما عونته من المساائل او االعمال وتوابعها الضاروروة حسابما وقتضاوه نوع العمل او العرد"‬
‫‪.‬‬

‫ووج ت سور الوكالة الخانة بدقّة وبنورة حنروّة دون ال ّتوسّل بال ّت سور عن طروف جعل الوكالة‬
‫شاااملة عمال غور مذكورة بالعقدل أي بطروف القواسل و إن مبرر ذلك وعود إلى أ ّنه غالباا ما تأتي‬
‫نواغة ننوص الوكاالت بعبارات عامة مبهمة غور واضحةل مما وستتبل ال ّدقة في ال ّت سور تحاشواا‬
‫ا‬
‫حقوقة‪.‬‬ ‫في تجاوز ما وكون المو ّكل قد قندي‬

‫وبال ّتالي ال ومكن تطبوف مبدأ " من وستطول أكثر وستطول أقل"‪.‬‬

‫كو ل أن وقوم بتاأجور هاذا‬


‫اإن ه ال وحف للو ا‬
‫مثاال‪ :‬لو قاام الموكال بتوكوال شاااااخص ببول منزل وملكاه ف ا‬
‫المنزل ّ‬
‫وإال خرجت الوكالة عن فحواها‪.‬‬

‫األخص‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬الوكالة‬

‫هي الّتي تتضمن تنرّفات وأعمال ال ومكن أن تكون نحوحةل ّإال إذا ورد ذكرها حرف ّاوا‪.‬‬

‫وحف المنااااالحة ّإال إذا كان هناك ّا‬


‫نناا اا حرف ّاوا‬ ‫ّ‬ ‫مثال‪ :‬ال ّ‬
‫وحف للمحامي حف الرّ جوع عن ا‬
‫الدعوب‬
‫وتضمّن ذلك‪.‬‬

‫‪ -‬الوكالة ال ّ‬
‫ّامّة المطّقة‪:‬‬
‫‪85‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫الشااملة المطلقة الّتي تخوّ ل‬


‫هي الّتي تخوّ ل نااحبها القوام بأعمال اودارة وال ّتنارّدل لكن الوكالة ّ‬
‫ناااااحبها القوام بأعمال اودارة والتناااارّد ال تجني عن وجو ذكر ا عمال وال ّتناااارّفات الّتي‬
‫وتطلّ المشرّ ع ذكرها في الوكالة بشكل نروح‪.‬‬

‫‪ -‬الوكالة القضائية‪:‬‬

‫هي الوكالة الّتي تقدّم أمام المحاكم والّتي عادة وستعملها المحامي‪.‬‬

‫والوكالة القضائوة تكون على نوعان‪:‬‬

‫خاصااة قضااائ ّية‪ :‬الّتي وخناا نااها المو ّكل للمحامي في دعوب محدّدة أو عدّة‬
‫ّ‬ ‫أ‪ -‬وكالة‬
‫دعاوب محدّدة‪.‬‬
‫‪ -‬وكالة عا ّمة قضااائ ّية‪ :‬والّتي وو ّكل فوها شااخص للمحامي بجمول القضاااوا أمام المحاكم‬
‫والّتي ستحدث الح اقا‪.‬‬

‫الفصل ال ّثالث‪ :‬أركان عقد الوكالة‬

‫‪86‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫حادّدت الماادّة ‪ ١٧٧‬م‪.‬ع ا ركاان العااماّة لكال عقادل وحواث أن الوكاالاة هي عقاد فاإنهاا تخضااااال لهاذي‬
‫المبادئ المذكورة في المادّة ‪ ١٧٧‬وهي‪:‬‬

‫ال مندوحة ‪:‬‬

‫اوال‪ -‬عن وجود الرضى فعًل‪.‬‬


‫ثانوا‪ -‬عن شموله لموضوع او لعدة مواضول‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬عن وجود سب وحمل علوه‪.‬‬
‫رابعا‪ -‬عن خلوي من بعض العوو ‪.‬‬
‫خامسا‪ -‬عن ثبوتهل في بعض االحوالل بشكل معون‪.‬‬

‫الرضى‬ ‫ا‬
‫أوال‪ّ :‬‬

‫ال بد النعقاد الوكالة من توافف اووجا والقبول على ك ّل بنودها وعنانرها‪.‬‬

‫وال ّتعبور عن الرّ ضااى ومكن أن وت ّم إمّا نااراحة وإمّا ضاام انال وهذا وعني أن الوكالة ومكن أن تكون‬
‫إمّا نروحة أو ضمنوّة‪.‬‬

‫النااروحة أن وكون ال ّتنااارّد المراد اتمامه‬


‫الصا اري ة‪ :‬وقناااد بالوكالة ّ‬
‫‪ -1‬الوكالة ّ‬
‫بواسطة الوكول محد اّدا و مع ّو انا‪.‬‬
‫الخاناااة لدرجة أ ّنهما‬
‫ّ‬ ‫الناااروحة وتداخل ووختلط مل م هوم الوكالة‬
‫إنّ م هوم الوكالة ّ‬
‫وُستعمًلن أحوا انا كمترادفون للم هوم عونه‪.‬‬
‫الناعوبة الّتي‬
‫الناروحة ومكن أن تت ّم إمّا شا اهة وإمّا كتابةل مل اوشاارة إلى ّ‬
‫والوكالة ّ‬
‫ومكن أن تنشأ بال ّنسبة وثبات الوكالة ال ّ‬
‫ش هوّة‪.‬‬
‫اناا‬ ‫ا‬
‫شاكًل خ ّا‬ ‫خاناا ّإال إذا فرض القانون‬
‫ا‬ ‫ا‬
‫شاكًل‬ ‫الناروحة ال تساتوج‬
‫كما أنّ الوكالة ّ‬
‫أو نوجة معوّنة‪.‬‬
‫ن ها على أ ّنه‪" :‬ال وجوز اعطاء الوكالة اال بالناوجة‬
‫وهذا ما ذكرته المادّة ‪ ٧٧٥‬م‪.‬ع بن اّ‬
‫المقتضاة للعمل الذي وكون موضوع التوكولل ما لم وكن هناك نص قانوني مخالد"‪.‬‬
‫‪87‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫الض امن ّية‪ :‬قد وكون قبول الوكول ضاامن ّاوال كأن وقوم بتن وذ الوكالةل فوساات اد‬
‫‪ -2‬الوكالة ّ‬
‫ننااات علوه المادّة ‪ ٧٦٩‬م‪.‬ع في فقرتها ّ‬
‫الثانوة بذكرها‬ ‫من ذلك أ ّنه قبلهال وهذا ما ّ‬
‫أ ّنه‪ " :‬ووجوز ان وكون قبول الوكالة ضمنوا وأن وست اد من قوام الوكول بها"‪.‬‬

‫من جهة ثانوةل قد وكون رضى المو ّكل ضمن ّاوال وفي هذا السّواف ومكن إعطاء المثال‪:‬‬

‫الضامن ّية لّخدم يي المنازلل عندما وقوم هاالء بشاراء بعض الحاجات الووموّة‬
‫أ‪ -‬الوكالة ّ‬
‫المألوفة‪.‬‬
‫ضمن ّية لر العمل لمن وعمل عندي للقوام ببعض ال ّ‬
‫شاون المألوفة‪.‬‬ ‫‪ -‬الوكالة ال ّ‬

‫الوكالة ال ّظاهرة‬

‫‪ -1‬تعريف ‪:‬‬

‫الوكاالاة ال ّااهرة هي تلاك المبنواّة على ا‬


‫إعتق اد الجور المبرّ ر بوكاالاة الوكوال وسااااالطتاه وانطًل اقاا من‬
‫رود خارجوّة برّ رت هذا االعتقادل بناارد ال ّن ر عن رضااى المو ّكل أو عدم رضاااي‪ .‬في حون‬
‫أنّ هذي اورادة موجودة في الوكالة الضّمنوّة لكن لم ونرّ ح عنها مباشرة‪.‬‬

‫إذا كان المبدأ أ ّنه ال ولزم المو ّكل بما و عله الوكول عندما وخرج عن حوّز سلطته أو وتجاوز حدّها أو‬
‫عندما وعمل بدون وكالةل ّإال أنّ منااالح ا شااخاص ّ‬
‫الثالثون الحسااني النوّة الّذون تعاقدوا مل الوكول‬
‫ال ّ اهر معتقدون أ ّنهم وتعاقدون مل وكول حقوقي وعمل ضامن حدود وكالته ودون أن وُنسا إلوه أي‬
‫خطأ أو إهمال جدورة بالحماوة‪.‬‬

‫‪ -2‬مم ّيزات الوكالة ال اظاهرة‪:‬‬

‫‪88‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫أ‪ -‬إنّ الوكاالاة ال ّ ااهرة ت ترض انعادام أي إرادة لادب الموكال المزعوم باأن ّ‬
‫ومثلاه الوكوال‬
‫ال ّ ااهرل وهكاذا ترتكز الوكاالاة ال ّ ااهرة لوس على عمال إرادي من الموكا ّل ولكن على‬
‫االعتقاد المشروع لدب الجور بأنّ الوكول ال ّ اهر وحوز وكالة‪.‬‬
‫وهذا ما وموّز الوكالة ال ّ اهرة عن الوكالة الضاامنوّةل ف ي هذي ا خورة تتحقّف إرادة المو َكل‬
‫الضاااامنوّة بإعطاء الوكول ّ‬
‫حف تمثوله من خًلل المباشاااارة بالعملل في حون أنه في الوكالة‬
‫ال ّ اهرة ال تتوفّر مثل هذي اورادة‪.‬‬
‫وال ّت روف بون هاذون ال ّنوعون لاه تاأثور على اوثبااتل إذ أنّ إثباات الوكاالاة ال ّااهرة وت ّم بجمول‬
‫وسائل اوثبات‪.‬‬
‫في حون أنّ الوكالة الضمنوّة فتخضل وثبات ا عمال القانونوّة‪.‬‬

‫‪ -‬ترتكز الموزة ال ّثاانواة للوكاالاة ال اااهرة على خطاأ الجور ال ّنااجم عن الم ااهرل م َماا وحمال هاذا‬
‫الجور على االعتقاد أ ّنه وتعامل مل وكول حقوقي‪.‬‬
‫ومن آثار هذا ال ّتمووز لهذي الوكالة أنّ المو ّكل المزعوم ولتزم بجمول أعمال الوكول ال ّ اهر‪.‬‬

‫‪ّ -3‬روط الوكالة ال ّظاهرة‪:‬‬

‫أ‪ -‬أن وعمل الوكول باساااام المو ّكل المزعوم دون وكالةل أو وتجاوز حدود ساااالطته فوها أو أن وعمل‬
‫بوكالة باطلة أو بعد انتهاء الوكالة أو بعد وفاة المو ّكل أو عزله‪.‬‬

‫‪ -‬الخطأ المشروع لدب شخص ثالث حسن النوّة‪.‬‬

‫اامل مل الوكوال ال ّااهر وعتقاد عن‬


‫الخطاأ هناا هو توهّم مخاالد للحقوقاة وورتكز في أنّ الجور الاّذي وتع ا‬
‫حسن نوّة بأنّ هذا الوكول وحمل وكالة حقوقوّة‪.‬‬

‫وعلى الجور أن وثبت حسن النوّة بأ ّنه ال وعلم بعدم وجود وكالة للوكول ال ا اهر الّذي تعامل معه‪.‬‬

‫وال وك ي االعتداد بمجرّ د أي خطأ وإ ّنما وج أن وكون هذا الخطأ مشااروعاا ومبرّ را ا‪ .‬ومشااروعوّة‬
‫الخطااأ تنجم عن الم اااهر وال ّ رود الّتي أوهماات الجور بااأن الوكواال ال ّ ااهر هو وكواال حقوقي‬
‫وبرّ رت له بال ّتالي عدم ال ّت ّ‬
‫حقف من حدود سلطته‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫وهذا ّ‬
‫الشاارط مرتبط بموج االسااتعًلم بحوث نكون أمام الخطأ المشااروع المبرّ ر عندما ال وُطل‬
‫من الجور أن وستعلم هذي الوكالة في حال كانت تتضمّن أعمال غور خطرة‪.‬‬

‫على الجور أن وساااااتعلم عن هاذي الوكاالاة فوعتبر خطاأي غور‬ ‫أ اّم ا إذا كاانات ا عماال خطرة فوتوّ جا‬
‫مبرّر‪.‬‬

‫ج‪ -‬وج أن تكون نطاف الوكالة الم ترضااة هي ا عمال غور الخطرة والّتي ال تش ا ّكل خطرا ا على‬
‫الّذمّة المالوّة للمو ّكل‪.‬‬

‫الشاخص ّ‬
‫الثالث الحسان النوّة ولذا لم تن ر المحاكم ّإال إلى سالوك هذا‬ ‫فهذي ال ّن روّة وضاعت لحماوة ّ‬
‫ا خور وإلى الخطاأ الّاذي وقل فواهل وإذا كاان خطاأ مشااااارو ااع ا ألزم الموكا ّل المزعوم باأعماال وكولاه‬
‫ال ّ اهر‪.‬‬

‫‪ -4‬مفاعيل الوكالة ال اظاهرة‪:‬‬

‫الم عول الرئوساااي لك ّل اهر هو إضااا اء ّ‬


‫الشااارعوّة على عمل غور قانونيل ونتوجة لذاك تختلد‬
‫الثالث أو بالوكول ال ّ اهرل وعًلقة هذا ا خور‬
‫شاخص ّ‬‫الم اعول باختًلد عًلقة الموكل المزعوم بال ّ‬
‫بالجور‪.‬‬

‫ّخص ال ّثالث ‪:‬‬


‫أ‪ -‬عالقة الموكل المزعوم بال ّ‬

‫من شاااأن العمل الّذي أقدم علوه الوكول ال ّ اهر أن وُلزم الموكل المزعوم بكل م اعولهل‬
‫للشااااخص ّ‬
‫الثاالاث إذا كاان حسااااان النواّ ة أن وحت ّج باذلاك العمال بوجاه الموكال‬ ‫وومكن ّ‬
‫المزعوم‪.‬‬

‫ّخص ال ّثالث‪:‬‬
‫‪ -‬عالقة الوكيل ال ّظاهر مع ال ّ‬

‫‪90‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫والشاخص ّ‬
‫الثالث ّإال‬ ‫ّ‬ ‫في ا سااس ُتنشاا الوكالة ال ّ اهرة م اعولها بون الموك ّل المزعوم‬
‫إذا خسااااار هاذا ا خور دعواي بوجاه المو ّكال المزعومل فبمثال هاذي الحاالاة وبقى من ّ‬
‫حف‬
‫الثالث أن ورجل على الوكول ال ّ اهر‪.‬‬ ‫شخص ّ‬ ‫ال ّ‬

‫ج‪ -‬عالقة الموكل المفترض مع الوكيل ال ّظاهر‪:‬‬

‫إذا كان الوكول حساان النوّة ووعتقد بأ ّنه وعمل في حدود الوكالة ال ّ‬
‫وحف للموك ّل الرّ جوع‬
‫علوه بالعطل والضّرر‪.‬‬
‫أمّا إذا كان الوكول ال ّ اهر سااوا النوّةل أي عالماا بأن الوكالة غور قائمةل ومل ذلك أقدم‬
‫إلى ال ّتعاقد مل الجور وكون قد ارتك خطأ وسااتوج مساااولوّة عن ال عل ّ‬
‫الض اار تجاي‬
‫الضارر الّذي أناابه من جرّ اء ن اذ‬
‫الموكل الم ترض الّذي ورجل علوه بال ّتعووض عن ّ‬
‫العمل المبني على الوكالة ال ّ اهرة‪.‬‬

‫‪ -‬وكالة مع إنابة ووكالة بال إنابة‪:‬‬

‫ا‬
‫وكوًل‪.‬‬ ‫بالرّ غم من حمله للوكالةل فقد و هر الوكول إمّا بن ته ال ّ‬
‫شخنوّة وإمّا بن ته‬

‫‪ -1‬الوكالة من دون إنابة‪:‬‬


‫بحال هر الوكول بنا ته ّ‬
‫الشاخناوّة أي بإسامه الخاص دون إ هار إسام الموكلل في‬
‫هذي الحالة تكون الوكالة بدون إنابةل وال تنشا عنها عًلقة مباشرة بون المو ّكل والجورل‬
‫اندا للمادّة ‪٧٩٩‬م‪.‬ع والّتي تنصّ على أ ّنه ‪ " :‬اذا عاقد الوكول باسامه وباالناالة‬
‫وذلك س ا‬
‫عن ن سهل كانت له الحقوف الناشئة عن العقد‪ .‬ووبقى مرتبطا مباشرة تجاي الذون عاقدهم‬
‫كما لو كان العمل وهمه وحدي دون الموكل وإن وكن الذون عاقدهم قد عرفوي شاااخناااا‬
‫مستعارا او وسوطا وشتجل بالعمالة (العمولة)"‪.‬‬

‫ومن م اعول الوكالة بدون إنابة أنّ الجور ال وسااتطول أن بُطال الموكل بشااوا والعكس‬
‫نحوح‪.‬‬

‫‪ -2‬وكالة مع إنابة‪:‬‬

‫‪91‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫ا‬
‫وكوًل عن المو ّكلل ف ي هذي الحالة تسا امّى وكالة بإنابةل‬ ‫في حال هر الوكول بنا ا ته‬
‫أي أنها ُتنشا عًلقة مباشرة بون الموكل والجور‪.‬‬

‫وهذا ما أوردته المادّة ‪ ٨٠٠‬م‪.‬ع الّتي ّ‬


‫ننات على أ ّنه ‪ " :‬ان الوكول الذي وعمل بنا ة‬
‫كونه وكوًل وال وتعدب حدود سااالطته ال وترت علوه موج شاااخناااي على االطًلف‬
‫لًلشخاص اآلخرون الذون عاقدهم‪ .‬وال وجوز لهاالء ان وطالبوا غور الموكل‪.‬‬

‫ومن م اعول هذي الوكالة أنّ الجور ال وستطول ّإال مطالبة الموكل والعكس نحوح‪.‬‬

‫ا‬
‫وكيال لكلّ من البائع والمّتري؟‬ ‫هل يمكن أن يكون الوكيل بموج عقد الوكالة‬

‫نعمل ال شوا ومنلل كما في حال تحدود ّ‬


‫الثمن في عقد البول من قبل شخص ثالث‪.‬‬

‫فالشاخص ّ‬
‫الثالث هنا هو مو ّكل من قبل ك ّل من البائل والمشاتريل ولكن وج أن ووقل على الوكالة‬ ‫ّ‬
‫عن الباائل وعن المشاااااتريل مل ا خاذ بعون االعتباار أ ّناه وُمنل على هاذا الوكوال أن وشاااااتري الماال‬
‫سندا حكام المادّة ‪ ٣٧٨‬م‪.‬ع والمتعلّقة با هلوّة الخا ّ‬
‫نة لعقد البول‪.‬‬ ‫الموكل إلوه بوعها لن سهل ا‬

‫موضوع وسب عقد الوكالة‪:‬‬

‫وج أن وكون موضاااوع وساااب عقد الوكالة مع ّو انا بدقّةل خالواا من أي إلتباسل غور مخالد لل ّن ام‬
‫العام واآلدا العامّة‪.‬‬

‫أضااد إلى ذلكل أ ّنه إذا كان موضااوع عقد الوكالة "على بواض" فإنّ هذا الموضااوع هو نااحوح‬
‫ّنها ت سّر على أ ّنها تختصّ بأعمال اودارة دون أعمال ال ّتنرّد‪.‬‬

‫األهّ ّية كركن من أركان عقد الوكالة‪:‬‬

‫‪92‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫تختلد شروط ا هلوّة في المو ّكل عن الوكول‪.‬‬

‫‪ -1‬أهّية الموكل‪:‬‬
‫ا‬
‫سااندا‬ ‫وشااترط في المو ّكل أن وكون ا‬
‫أهًل ن وادّي بن سااه العمل الّذي وُ ّكل فوهل وذلك‬
‫للمادّة ‪ ٧٧٢‬م‪.‬ع الّتي ّ‬
‫ننان على أ ّنه‪" :‬ال تنااح الوكالة اال اذا كان الموكل ن سا ه أهًل‬
‫هاذي االهلواة من الوكوال بال وك ي ان وكون من ذوي‬ ‫للقواام بموضاااااوعهاا‪ .‬وال تطلا‬
‫التمووز‪.‬‬

‫فالعمل القانوني الّذي وجروه الوكول لحساااا الموكل وننااارد أثري مباشااارة إلى هذا‬
‫ا خورل فكاأ ّناه قاد أجراي بن ساااااهل لاذلاك أوجا القاانون في المو ّكال أن وكون ح ا‬
‫اائزا على‬
‫أن وتم ّتل باا هلواّ ة‬ ‫أهلواّ ة ال ّتنااااارّد القاانوني الّاذي ّ‬
‫وكال الجور في إجرائاهل أي وجا‬
‫ال ّتامّة‪.‬‬
‫وإذا لم وكن الموكل ا‬
‫أهًل بأن وقوم بال ّتناارّد القانوني موضااوع الوكالةل كانت الوكالة‬
‫ّ‬
‫وواثر في حقوف الجور‪.‬‬ ‫باطلة‪ .‬ووسري البطًلن على الوكول‬

‫‪ -2‬أهّ ّية الوكيل‪:‬‬


‫بماا أنّ الوكوال مبادئوااا ال وعمال باإسااااماه بال بااسااااام موكلاه والعمال القاانوني الاّذي وجرواه‬
‫وننرد أثري إلى الموكل مباشرة فًل وُلزم أن تتوافر فوه ا هلوّة الواجبة وجراء العمل‬
‫القانوني الَذي كلّد فوهل بل وك ي أن وكون من ذوي ال ّتمووز‪.‬‬
‫وإذا كان الوكول قانرا ا أو ناقناا لألهلوّة جاز له وحدي إبطال عقد الوكالة‪.‬‬
‫ااذا للوكاالاة كاان تعااقادي ناااااحو ااحا ونااف ااذا تجااي‬
‫فاإذا لم وطلا اوبطاال وتعااقاد مل الجور إن ا‬
‫المو ّكل دون أن وسااااتطول هذا ا خور وال الجور الّذي تعاقد مل الوكول أن وطل إبطال‬
‫عقد الوكالةل ن اوبطال تقرّر لمنلحة الوكول‪.‬‬

‫إثبات الوكالة‪:‬‬

‫‪93‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫لوس هنااك من نصّ خااص في إثباات الوكاالاةل فوقتضاااااي نطبوف القواعاد العاا اّم ة في اوثبااتل فاإذا‬
‫ّ‬
‫الشاااهادة أي ‪ ٥٠٠‬ألدل فوج إثبات الوكالة بالبوّنة‬ ‫تجاوزت قومة موضااااوع الوكالة ح ّد ننااااا‬
‫شخنوّة عند توفّر بدائة البوّنة الخطوّة‪.‬‬
‫الخطوّة أو البوّنة ال ّ‬

‫وهذا اوثبات لوس من أجل نحّ ة الوكالة إ ّنما جل إثبات عقد الوكالة‪.‬‬

‫وعنادماا ال وكون هنااك نزاع حول وجود الوكاالاة ومكن أثباات مضااااامون هاذي الوكاالاة بجمول طرف‬
‫اوثباتل ن ذلك ودخل ضااامن ت ساااور أمور الواقل الّتي وتحقّف منها قاضاااي ا سااااس‪ .‬وعلى من‬
‫وتمسااك بالوكالةل وقل ع ء إثبات مدب شاامولهال وتقدور قاضااي ا ساااس لهذا المدب ال وقل تحت‬
‫ّ‬
‫رقابة محمكة ال ّتمووز‪.‬‬

‫آثار الوكالة‪:‬‬

‫تنشا الوكالة موجبات على عاتف الوكول وموحبات على عاتف الموكل‪.‬‬

‫إلتزامات الوكيل‪:‬‬ ‫‪-1‬‬


‫أ‪ -‬تنفيذ الوكالة يي دودها المرسومة‪:‬‬
‫على الوكوال أن ون ّاذ الوكاالاة وفف الحادود المع ّوناة لاه في موجبهاا‬ ‫باالمبادأ وتو اّج‬
‫نناا ات على أ ّنه ‪" :‬ال ّ‬
‫وحف‬ ‫وذلك سااا ا‬
‫اندا للمادّة ‪ 779‬في فقرتها ا ولى حوث ّ‬
‫للوكول أن وتجاوز الحدود المعوّنة في الوكالة"‪.‬‬
‫فعلواه أن ال وخرج عن هاذي الحادودل ال من جهاة حادود هاذي الوكاالاة وال نااحواة‬
‫موضااوعهال وال من ناحوة طرف ال ّتن وذ الّتي حدّدها المو ّكل وإذا وكلّه المو ّكل‬
‫ببول منزل لشخص معوّنل فلوس له أن وبوعه لجوري‪.‬‬

‫لكن الوكول وسااتطول إن اذ الوكالة بشااروط أفضاالل فإذا و ّكله المو ّكل بشاا راء‬
‫الثمن فإشاتراي بثمن أقل نا ّح عمل الوكولل وإذا لم وحدّد‬ ‫منزل معوّن وعوّن له ّ‬
‫السااوف وهذا ما‬
‫السااعر الرّ ائج في ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الثمن فعلى الوكول شااراء المنزل بحساا‬
‫ااردتاه الماادّة ‪ ٧٨٠‬م‪.‬ع الّتي ّ‬
‫ننااا ات على أن‪ " :‬اذا تمكن الوكوال من القواام‬
‫بالعمل الموكول الوه على شااروط اكثر فائدة وجدوب من الشااروط المعونة في‬
‫الوكالة فان ال رف وعود الى الموكل‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫ّإال أ ّنه هناك اساتثناء على هذا المبدا أوردته المادّة ‪ ٧٧٩‬في فقرتها ّ‬
‫الثانوة الّتي‬
‫نن ات على أ ّنه ‪ " :‬غور انه وسااتطول الحود عن التعلومات المعطاة له اذا تعذر‬
‫ّ‬
‫علواه أن وعلم الموكل قبال ذلك وكانت هنااك رود تقادر معهاا موافقاة الموكل‪.‬‬
‫على الوكوال أن وخبر الموكال بًل إبطااء عماا اجراي من‬ ‫وفي هاذي الحاال وجا‬
‫التعدول في تن وذ الوكالة‪.‬‬

‫وعلى ذلك وجوز للوكول أن وتجاوز حدود الوكالة على أن وثبت توفّر شرطون‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يكون رضى المو ّكل (المالك) مفتر ا‬
‫ضا‪:‬‬
‫كما لو و ّكل شاخص شاخ اا‬
‫نا آخر ببول منزل بساعر معوّن فلم بساتطول بوعهل‬
‫فألجى المو ّكل وكالة البول واساتبدلها بوكالة رهن للمنزل‪ .‬لكن الوكول عثر‬
‫فوما بعد على مشاتر بالساّعر الّذي بطلبه المو ّكلل فبدل من رهن المنزل قام‬
‫ببوعه‪.‬‬

‫ّ‬
‫الموكال مقاد اّماا بخروجاح عن ال ا دود‬ ‫‪ -‬يجا أن يتعا ّذر عّى الوكيال إعالم‬
‫المرسومة يي الوكالة‪:‬‬
‫الناااا قاة ح ّتى وعلم المو ّكال و وت علواه هاذي‬
‫كماا لو كاان تاأخرّ ي في عقاد ّ‬
‫ن قةل لذا علوه أن وقدم على عقدها قبل هذا اوخطار‪.‬‬
‫ال ّ‬

‫تعدّد الوكالء وإنابة الوكيل غيره‪:‬‬

‫‪ -1‬المبدأ‪ :‬ننّت علوه المادّة ‪ ٧٨١‬في فقرتها ا ولى الّتي ننّت على أنه ‪ " :‬اذا عون عدة‬
‫وكًلء بوكالة واحدة و جل مساااااألة واحدة فًل وجوز ان وعملوا من ردون اال بترخوص‬
‫نروح في هذا الشأن‪ .‬فًل ومكن مثًل واحدا منهم أن وقوم بعمل اداري في غوا اآلخر‬
‫وإن كان من المستحول على الجائ ان وعاونه في هذا العمل‬

‫‪95‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫فإذا عوّن عدّة وكًلء في عقد واحد ولم ونصّ نااااراحة في العقد على ان رادهمل وج‬
‫تن وذ الوكالة من قبلهم مجتمعون ( م ّتحدون )ل فهم متضاامنون بالعقد خناو اا‬
‫ن ا إذا كانوا‬
‫أمام موضوع وكالة غور قابل لل ّتجزئة‪.‬‬

‫أمّا إذا عوّنوا في عقود مت رّقة أو في ا‬


‫عقدا واحد نصّ ناراحا ة على ان رادهمل جاز لك ّل‬
‫منهم أن ون رد في تن وذ الوكالةل وإذا باشر العمل أحدهم أو بعضهم دون اآلخرونل كان‬
‫باطًل ل قدان نا ة من باشار العملل إذ ال نا ة للوكًلء إال مجتمعون و على من‬‫ا‬ ‫العمل‬
‫وتعاامال مل الوكًلء أن ّ‬
‫وطلل على عقاد الوكاالاة ح ّتى ال ون رد بعضاااااهم باالعمال دون‬
‫ا‬
‫باطًل‪.‬‬ ‫اآلخرون فوكون العمل‬

‫السااااابف الحالتون‬ ‫‪ -2‬االسااااتثناء‪ :‬اسااااتثنت المادّة ‪ ٧٨١‬م‪.‬ع في فقرتها ّ‬


‫الثانوة من الحكم ّ‬
‫اآلتوتون‪:‬‬
‫ّ‬
‫مساااتحف أو القوام بتدبور‬ ‫أ‪ -‬في الدّفاع لدب القضااااء أو ر ّد الودوعة أو دفل دون محدّد‬
‫بالضاارر على‬
‫ّ‬ ‫احتواطي في مناالحة المو ّكلل أو بأمر آخر مسااتعجل وعود إهماله‬
‫المو ّكل‪.‬‬
‫‪ -‬في الوكالة المعقودة بون تجّ ار على أشجال تجاروّة‪.‬‬

‫ردا ا‬
‫عمًل ناااحوحا ا ما لم وكن‬ ‫ف ي هاتون الحالتون وجوز حد الوكًلء أن وعمل من ا‬
‫هناك نصّ مخالد‪.‬‬

‫إنابة الوكيل غيره‪:‬‬

‫المبدأ في القانون الّلبناني وقضي بعدم جواز اونابة وذلك بموج ما ننّت علوه المادّة ‪ ٧٨٢‬م‪.‬ع‬
‫في فقرتها ا ولّى ‪ " :‬ال وجوز للوكول ان ونو عنه شخنا آخر في تن وذ الوكالة "ل اذ أن الوكالة‬
‫تقوم على االعتبار الشخني‬

‫ّإال أن ا مر وكون على خًلد ذلكل وهذا ما أوردته ن س المادّة في فقرتها ّ‬


‫الثانوّة حوث ننّت‬
‫على‪ " :‬ال وجوز للوكول ان ونو عنه شخنا آخر في تن وذ الوكالة في االحوال اآلتوة‪:‬‬

‫‪96‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫اوال‪ -‬اذا كان الموكل قد خوله هذا الحف نراحة‪.‬‬


‫ثانوا‪ -‬اذا كان تخووله هذا الحف ناجما عن ماهوة العمل او عن ال رود‬
‫ثالثا‪ -‬اذا كانت الوكالة عامة مطلقة‪.‬‬

‫مفاعيل اإلنابة‪:‬‬

‫تختلد م ااعوال اونااباة تب ااع ا لعًلقاة المو ّكال باالوكوال أو لعًلقاة المو ّكال بناائا الوكوال ولعًلقاة الوكوال‬
‫بنائ الوكول‪.‬‬

‫‪ -1‬عالقة المو ّكل بالوكيل‪:‬‬

‫أ‪ -‬إنّ هذي العًلقة هي حتماا عًلقة تعاقدوّة وقائمة على عقد الوكالة وتختلد هذي العًلقة باختًلد ما‬
‫ّ‬
‫مرخناا للوكول في إنابة غوري أم ال‪.‬‬ ‫إذا كان‬

‫ا‬
‫ترخوناااا للوكول بإنابة غوري وبالرّ غم من ذلك قام الوكول بإنابة غوريل‬ ‫‪ -‬إذا كان المو ّكل لم وعط‬
‫ا‬
‫مساوال عن عمل ال ّنائ كما لو كان هذا العمل قد ندر عنه‪.‬‬ ‫وعتبر " الوكول"‬

‫ج‪ -‬أمّا إذا كان المو ّكل مرّ خناا للوكول في إنابة غوري نراحةل وإذا كان ال ّترخوص خاص بشخص‬
‫معوّنل أي حدّد المو ّكل للوكول إسااام نائ الوكول بال ّتحدودل فًل وكون الوكول مساا ا‬
‫ااوال عن عمله ّإال‬
‫إذا ثبت أنّ الوكول أعطى إرشااادات أو تعلومات خاطئة لنائ الوكول وساابّبت ضااررا ا عندها وُعتبر‬
‫ا‬
‫مساوال‪.‬‬ ‫الوكول‬

‫النا ات‬ ‫ا‬


‫شاخناا ال تتوافر فوه ّ‬ ‫ا‬
‫مسااوال ّإال إذا اختار‬ ‫د‪ -‬إذا كان ال ّترخوص مطل اقا فًل وكون الوكول‬
‫ضرو أو أغ ل‬
‫المطلوبة للوكالة أو إذا كان مل حسان االختوار قد أعطى نائبه تعلومات كانت سابباا بال اّ‬
‫السّهر علوه عندما كانت تقتضوه الضّرورة ذلك‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫‪ -2‬عالقة الموكل بنائ الوكيل‬

‫نناات علوه المادّة ‪ ٧٨٤‬الّتي ن ّ‬


‫ناات على أ ّنه‪" :‬‬ ‫هي عًلقة تعاقدوّة في جمول ا حوال بحساا ما ّ‬
‫في جمول االحوال وكون نائ الوكول مسااوال لدب الموكل مباشارة كالوكول ن ساهت وتكون له حقوف‬
‫الوكول ن سها‪.‬‬

‫ناا من قبل مو ّكله أم لم ّ‬


‫ورخص‬ ‫ّ‬
‫مرخ ا‬ ‫وكون نائ الوكول مسا ا‬
‫ااوال مباشاارة تجاي المو ّكل سااواء كان‬
‫لاهل بحواث وبقى للمو ّكال أن وقوم دعوب مبااشااااارة بوجاه ناائا الوكوال والعكس ناااااحوحل كماا لناائ‬
‫الوكول أن وقوم دعوب مباشرة بوجه المو ّكل‪.‬‬

‫‪ -3‬عالقة نائ الوكيل مع اللير‪:‬‬

‫ا‬
‫مساااوال شااخناا ّاوا تجاههم إذا تعامل معهم بإساامه أي بناا ته‬ ‫في هذي العًلقة وكون نائ الوكول‬
‫ال ّ‬
‫شخنوّة‪.‬‬

‫ا‬
‫وكوًلل وكون هذا ا خور‬ ‫ناا في اونابة وتعامل مل الجور باسام المو ّكل أي بنا ته‬ ‫ّ‬
‫مرخ ا‬ ‫أمّا إذا كان‬
‫ا‬
‫مساوال تجاههم‪.‬‬

‫‪ -4‬عالقة الوكيل بنائ الوكيل‪:‬‬

‫هي عًلقة مو ّكل بوكوله "عًلقة تعاقدوّة"ل فعلى نائ الوكول أن وبقى ملتزماا وتعلومات الوكول‪.‬‬

‫وبجوز للوكول أن وعزل نائبهل لكن الوكالة ا نل ّوة تبقى قائمة " أي وكالة المو ّكل والوكول"‪.‬‬

‫يي ال وياة الوكيل‪ :‬هل تبقى وكالة نائ الوكيل؟‬

‫‪98‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫ووضااا نااروحا ا من قبل المو ّكل إلى الوكول‬


‫ا‬ ‫الجوا ‪ :‬ال تبقىل بل تنتهي الوكالة ّإال إذا كان هناك ت‬
‫أن وو ّكل نراحة أحد ا شخاصل عندها ال تنتهي الوكالة‪.‬‬

‫بذل العناية الواجبة يي ال ّتنفيذ‪:‬‬

‫ت ديد مدى العناية‪:‬‬ ‫‪-1‬‬


‫ننّت المادة ‪ ٧٨٥‬م‪.‬ع على أ ّنه‪" :‬على الوكول أن وعنى بتن وذ الوكالةت عناوة اال النالح‪.‬‬

‫باذل عنااواة ولوس‬ ‫الوكوال في تن واذ الوكاالاة هو موجا‬ ‫وساااااتنتج من هاذي الماادّة أن موجا‬
‫موج تحقوف غاوة‪ .‬سواء أكانت الوكالة مأجورة أم مجانوّة‪.‬‬

‫من العنااواة‬ ‫في الوكاالاة غور الماأجورةل على الوكوال أن وعنى بتن واذ الوكاالاة باالقادر الواجا‬
‫الّتي اعتادها في أعماله الخانّة دون أن وتجاوز عناوة الرّ جل العادي‪.‬‬

‫والمعوار هنا في تحدود خطأي هو معوار شااخناايل ولكن وج التشاادد في ت سااور موج‬
‫الوكول من تن وذ الوكالة إذا كانت مقابل أجر أو معقودة لمناالحة قاناار أو فاقد ا هلوّة أو‬
‫شاخص معنويل إذ وج أن تكون عناوة الوكولل عناوة ّ‬
‫الشاخص العادّيل والمعوار هنا هو‬
‫معوار موضوعي‪.‬‬

‫بنناا اها على‪ " :‬وج التشاااادد في ت سااااور الموجبات‬


‫ّ‬ ‫نناا ات علوه المادّة ‪٧٨٦‬‬
‫وهذا ما ّ‬
‫المننوص علوها في المادة السابقة‪:‬‬
‫اوال‪ -‬اذا كانت الوكالة مقابل أجر‪ .‬ثانوا‪ -‬اذا كانت في منااالحة قانااار او فاقد االهلوة او‬
‫في منلحة شخص معنوي‪.‬‬

‫‪ -2‬مسؤول ّية الوكيل عن األّياء المسّّمة إليح‪:‬‬

‫ن ت المادّة ‪ ٧٩٠‬م‪.‬ع على مسااولوّة الوكول عن ا شاواء المسالّمة إلوه عن طروف الوكالةل‬
‫ن اّ‬
‫وهذي المساولوّة تختلد في الوكالة المأجورة عنها في الوكالة غور المأجورة‪:‬‬

‫‪99‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫أ‪ -‬يي الوكالة بدون أجر‪:‬‬


‫إذا كانت الوكالة بًل مقابلل فعلى الوكول أن وسااهر على نااوانة ا شاا واء والمبالغ‬
‫الخانااةل وال وجوز له أن وساالّم هذي‬
‫ّ‬ ‫المساالّمة إلوه كسااهري على نااوانة أشااوائه‬
‫ا شاااواء إلى شاااخص آخر على سااابول الودوعة ّإال إذا أجازي المو ّكل ناااراحة أو‬
‫قضت ذلك ضرورة ماسّة‪.‬‬
‫وعلى الوكول إن ور ّد ا شااااواء الّتي اسااااتلمها بمقتضااااى عقد الوكالة بالحالة الّتي‬
‫سالّمت إلوهل ّإال إذا كانت ا شاواء با نال معابة أو كانت قد هلكت بقوّ ة قاهرة ولم‬
‫وكن الوكول في حالة تأخر عن ردّها‪.‬‬
‫ا‬
‫عوضااا عنها‬ ‫وإذا حناال أنّ ا شااواء المساالّمة إلوه انتزعت منه بقوّ ة قاهرة واخذ‬
‫ولزمه أن ور ّد ما أخذ‪.‬‬

‫‪ -‬الوكالة لقاء أجر‪:‬‬


‫الشوا عناوة الرّ جل العادي‪.‬‬ ‫في هدي الحالة وج على الوكول أن وبذل في ح‬
‫ا‬
‫مساوال عن سب كل هًلك أو تع ّو كان في وسعه ا ّتقااي وذلك إذا كانت‬ ‫والوكول‬
‫وكالته بمقابل أو كان قبوله الوكالة بمقتضى مهنته أو و و ته‪.‬‬

‫هل يمكن إدراج بند يي عقد الوكالة ُيعفي الوكيل من المسؤول ّية؟‬

‫نن ات علوه المادّة ‪ ١٣٨‬بشااأن الخطأ الجسااوم‬


‫الجوا هو نعمل مل ا خذ بعون االعتبار ما ّ‬
‫ننات على أنه‪" :‬ما من احد وسااتطول ان وبربء ن سااه إبراء كلوا او جزئوا‬
‫والخداعل حوث ّ‬
‫من نتائج احتواله او خطاءي ال ادح بوضااعه بندا ون ي عنه التبعة او وخ د من وطأتها وكل‬
‫بند ودرج لهذا الجرض في اب عقد كانت هو باطل انًل‪.‬‬

‫مسؤول ّية الم امي تجاه مو ّكّح‪:‬‬

‫‪100‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫إنّ مسااااااولواّة المحاامي تجااي مو ّكلاه هي مساااااوولواّة تعااقادواّة وو ترض لقواامهاا وجود خطاأ‬
‫وضارر ورابطة ساببوّة بونهمال لذلك ال وعتبر المحامي مس ا‬
‫ااوال لمجرّ د إهماله إختوار أفضال‬
‫الطرف للسور بالدّعوبل بل ال ب ّد أن ونتج عن هذا اوهمال ضرر وستلزم ال ّتعووض‪.‬‬‫ّ‬

‫تجدر اوشارة إلى أنّ هذا المبدأ وطبّف على ك ّل المساولوّات الناتجة عن العقود‪.‬‬

‫مسؤول ّية الوكالء يي ال تعدّدهم‪:‬‬

‫إذا وجد عدّة وكًلء فًل وكون ال ّتضااااامن بونهم ّإال إذا نصّ علوهل فال ّتضااااامن ال وسااااتنتج‬
‫استنتاجا ا‪.‬‬

‫على أن تضامن الوكًلء ووجد حتماا‪:‬‬

‫أ‪ -‬عندما وكون الضاّ رر الّذي أناا المو ّكل ناشا ائا عن خطأ مشاترك جرب علوه تواطا بونهمل كأن‬
‫وشتري الوكًلء بضاعة معوّنة للمو ّكل مل علمهم بالعو ووخ ون ذلك على المو ّكل‪.‬‬

‫‪ -‬عندما تكون الوكالة غور قابلة لل ّتجزئة كأن وو ّكل شاخص وكولون في شاراء بساتان معوّنل فوج‬
‫علوهما أن وعمًل مجتمعون ووكونان مساولون بال ّتضامن تجاي المو ّكل‪.‬‬

‫ج‪ -‬عندما تكون الوكالة منعقدة على أشجال تجاروّة بون تجّ ار ولوس ثمّة نصّ مخالد‪.‬‬

‫على أنّ الوكولل وإن كان متضااام انا مل سااائر الوكًلءل ال وُسااأل في أي حال من ا حوال عمّا فعله‬
‫أحدهم ممّا وخرج عن حوز الوكالة أو وتجاوز حدودها‪.‬‬

‫مواياة المو ّكل بالمعّومات وتقديم ال سا ‪:‬‬

‫مواياة المو ّكل بالمعّومات‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫‪101‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫على الوكول أن ولتزم الحدود المقرّرة في عقد الوكالةل وإذا حدثت رود من شااااأنها‬
‫أن تحملهاا على تعادوال الوكاالاة أو الرّ جوع عنهاال فعلواه أن وخبر الموكال عنهاال وهادا ماا‬
‫على الوكوال ان وخبر‬ ‫ننااا ات علواه الماادة ‪ ٧٨٧‬م‪.‬ع الّتي ّ‬
‫ننااا ات على أ ّناه‪" :‬وجا‬ ‫ّ‬
‫الموكل عن جمول ال رود التي ومكن ان تحمله على تعدول الوكالة او الرجوع عنها‪.‬‬

‫فاإذا عهاد إلى الوكوال بول منزل بثمن حاالل فلوس لاه تاأجوال ّ‬
‫الثمن ّإال بعاد أخاذ موافقاة‬
‫المو ّكل‪.‬‬
‫وإذا ُ‬
‫طل إلوه أن وأخذ ضامانات عونوّة لقاء تأجول ّ‬
‫الثمن ولم وجد ّإال ك االت شاخناوّة‬
‫وج أن وُطلل المو ّكل على ا مر قبل قبول الضّمانات ال ّ‬
‫شخنوّة‪.‬‬
‫وإذا كلّد بإجراء نااالح وطالت الم اوضاااات فوج إطًلع المو ّكل على ّ‬
‫النا اعوبات‬
‫الّتي قد تعترضه ن را ا للمدّة الّتي تقتضوها الم اوضات‪.‬‬
‫و ُولزم الوكوال على أثر إتمااماه الوكاالاة أن وباادر إلى إعًلم المو ّكال على وجاه وم ّكناه من‬
‫الوقود على كو وّة اتمامها‪.‬‬

‫وإذا تأخر المو ّكل عن الجوا ل بعد اسااتًلم البًلول أكثر ممّا تقتضااوه ماهوّة العمل أو‬
‫ا‬
‫متجاوزا حدود ساااالطتهل‬ ‫العادة المرعوّةل عد موافقا ا على إجراء الوكولل ح ّتى ولو كان‬
‫بنن اها على أ ّنه‪ " :‬ولزم الوكول على اثر اتمامه‬
‫ّ‬ ‫نن ات علوه المادّة ‪ ٧٨٨‬م‪.‬ع‬
‫وهذا ما ّ‬
‫الوكاالاة أن وباادر الى اعًلم الموكال على وجاه ومكناه من الوقود التاام على كو واة‬
‫اتماامهاا‪ .‬واذا تأخر الموكل عن الجوا بعد اساااااتًلم البًلو اكثر مما تقتضاااااوه ماهوة‬
‫العمال او العاادة المرعواةت ُعا ّد موافاقا ا على ماا اجراي الوكوال حتى لو كاان متجااوزاا حادود‬
‫سلطته‪.‬‬

‫تقديم ال سا ‪:‬‬ ‫‪-2‬‬


‫إذا أت ّم الوكوال تن واذ الوكاالاة وجا علواه أن وقادّم حساااااابااا عنهاا للمو ّكال ووجا ان وكون‬
‫حسااباا م نا اًّل بالمساتندات ح ّتى وتم ّكن المو ّكل من ال ّتحقّف من ساًلمة تنارّفات الوكولل‬
‫وال وُجبر المو ّكل على قبول حسا الوكول دون المستندات‪.‬‬
‫حنالها في أثناء وكالته من‬
‫ّ‬ ‫والوكول ملزم بأداء الحساا لمو ّكله ح ّتى عن المبالغ الّتي‬
‫طروف غور مشروع‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫وقد تقتضاي طبوعة المعاملة بعدم تقدوم حساا ل إذا كان ال ّتنارّد موضاوع الوكالة ال‬
‫وحتمل تقدوم حساا عنهل فإذا وك ّل شاخص آخر في اوقرار عنه بدونل فأمضاى الوكول‬
‫اوقرار لم وكن هناك مح ّل لتقدوم حسا ‪.‬‬
‫وقد تقتضااي ال ّ رود باالع اء من تقدوم حسااا عن الوكالةل وورجل ذلك إلى ّ‬
‫الن الة‬
‫الوثوقة بون المو ّكل والوكول‪.‬‬
‫وإذا ماات الوكوالل ولم وترك ماا ومكن االسااااتادالل مناه على حساااااا المو ّكال فًل ولزم‬
‫ورثته بتقدوم الحسا ل ّنه لوس في استطاعتهم أن ولمّوا بأعمال مورثهم‪.‬‬
‫أمّا إذا تبوّن أ ّنه في اسااااتطاعة الورثة تقدوم الحسااااا ل كأن مات المورث غور مجهل‬
‫نّ ذلك هو ّ‬
‫الطروقة الوحودة للتونّل لمعرفة‬ ‫موال مو ّكلهل لزم الورثة تقدوم الحسا‬
‫الحسا ‪.‬‬
‫ّ‬
‫الحف في طل تقدوم الحساا بمضاي عشار سانوات بعد انتهاء عمل‬ ‫وعلى ك ّل وساقط‬
‫الوكول‪.‬‬
‫ر ّد ما لّمو ّكل يي يد الوكيل‬
‫بعاد أن وقادّم الوكول الحساااااا للمو ّكلل علوه أن ور ّد إلوه رناااااود الحساااااا ودفل ال وائد‬
‫ك الوكالةل وقد تنتهي هذي العملوّة بمخالنااة‬
‫المتوجّ بة وا وراف والمسااتندات وسااند أو ن ا ّ‬
‫تبرئ ذمّة الوكول‪.‬‬

‫ر ّد ما لّمو ّكل من مال يي يد الوكيل‪:‬‬ ‫‪-1‬‬


‫وج على الوكول أن ورد ما مساابه لحسااا المو ّكل ل وإذا كساا لحسااابه أشااواء أو‬
‫بضائل وج علوه ردّها ّ‬
‫بالذات إلى المو ّكل‪.‬‬
‫وإذا لم ور ّد الوكول ما بودي من مال للمو ّكل وتنارّد فوه أو اساتعمله لناالحه وُعتبر قد‬
‫ارتك جرومة إسااا اءة ا مانة فتتر ّت مسااااولوّته الجزائوّة باوضاااافة إلى مسااااولوّته‬
‫المدنوّة‪.‬‬

‫ديع الفوائد‪:‬‬ ‫‪-2‬‬


‫على الوكول أن ودفل للمو ّكل فوائد المبالغ الّتي استعملها لحسابه في حالتون‪:‬‬
‫أ‪ -‬إذا أنذري المو ّكل بإعادة هذي ال وائد ومنذ تارو اونذار ( المادّة ‪ ٧٨٨‬م‪.‬ع)‬

‫‪103‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫‪ -‬إذا اسااتعمل المبالغ المساالّمة إلوه لنااالحهل فتسااري ال وائد منذ تارو اسااتخدامه‬
‫المبلغ دون الحاجة إلى إنذار‪.‬‬

‫ر ّد األوراق والمستندات وسند ال ّتوكيل‪:‬‬ ‫‪-3‬‬


‫قد وكون الموك ّل أعطى الوكول أورا اقا ووثائف لوساااتعون بها عند تن وذ الوكالةل كالدفاتر‬
‫والسّندات والسّجًلت‪.‬‬
‫فوج على الوكول عند انتهاء الوكالة أن ور ّد هذي ا وراف والمساتندات وال اّس جًلت إلى‬
‫المو ّكل‪.‬‬
‫ووعود للوكول حبس ا شواء ح ّتى وستوفي حقوقه من المو ّكل‪.‬‬
‫ك ال ّتوكول ن ساهل ّنه وخشاى أن وساتعمله‬
‫لكن ال وجوز له ممارساة حف الحبس على نا ّ‬
‫الوكول بعد انتهاء وكالته‪.‬‬

‫المخالصة بإبراء ذ ّمة الوكيل‪:‬‬ ‫‪-4‬‬


‫بعد أن تتحدّد مسااااولوّة الوكول وتحري المحاسااابة وور ّد إلى المو ّكل ما وج علوه أن‬
‫ورّ ديل وُعطوه المو ّكل مخالنة بإبراء ذمّته‪.‬‬
‫على أنّ المخالناة بإبراء ذمّة الوكول ال تبرئ ذمّته مما قد و هر فوما بعد من تقناور‬
‫أو خطأ ارتكبه أو إذا استحنل الوكول على براءة ذمّة بطروف الجش‪.‬‬
‫وإذا امتنل المو ّكل عن إعطاء الوكول مخالناة بإبراء ذمّتهل جاز للوكول أن ورفل علوه‬
‫دعوب وطال فوها بإبراء ذمّته من أعمال الوكالة‪.‬‬

‫موجبات المو ّكل‪:‬‬

‫ا‬
‫أوال‪ :‬لجهة األجر‪.‬‬

‫‪ -1‬ديع األجر‪:‬‬

‫‪104‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫المبدأ أن الوكالة بًل مقابل وهذا ما نناّت علوه المادّة ‪٧٧٠‬م‪.‬عل ّإال إذا وجد ا ّت اف على عكس ذلكل‬
‫وهذا اال ّت اف وجوز أن وكون نروحا ا أو ضمن ّاوال وفي الحالتون وقل إثباته على الوكول‪.‬‬

‫والوكالة المأجورة في عنااارنا هي ا كثر انتشاااارا ا من الوكالة المجانوّةل وال تعتبر الوكالة مجّ انوّة‬
‫في ا حوال ال ّتالوة‪:‬‬

‫أ‪ -‬إذا كاان الوكوال وقوم بمقتضاااااى مهنتاه أو نااااانعتاه باالخادماات المعقودة علوهاا وكاالتاهل كاالطبوا‬
‫والمحامي‪.‬‬

‫‪ -‬إذا كانت الوكالة بون تجّ ار عمال تجاروّة‪ :‬كالوكول بالعمولة أو النّورفي‪.‬‬

‫ج‪ -‬إذا كان العرد وقضي دفل أجر عن ا عمال المعقودة علوها الوكالة‪.‬‬

‫‪ -2‬ت ديد األجر‪:‬‬

‫قد و ّت ف ال روقان على ا جر دون تحدود مقداريل فإذا اختل ا على تعوونه تولّى القاضااي ذلكل ووُرجل‬
‫في ذلك إلى أهموّة العمل وما وقتضاوه من جهدل كما وُرجل إلى العردل وذلك وف اقا للمادّة ‪ ٧٩٥‬م‪.‬ع‬
‫الّتي ّ‬
‫ننات على أ ّنه‪" :‬اذا لم وكن االجر مسامى فانه وعون بناء على العادة المرعوة في المكان الذي‬
‫انعقدت فوه الوكالة واال فبحس ال رود‪.‬‬

‫بال ّنساابة إلى أتعا المحاميل وراعي القاضااي في تحدودهال مركز وإساام المحامي وأهموّة القض اوّةل‬
‫والعمل الّذي أدّاي و حالة المو ّكلل وذلك وف اقا للمادّة ‪ ٦٩‬من قانون تن وم مهنة المحاماة‪.‬‬

‫الن االح لل ّن ر في أتعا المحامي في حال االختًلد على‬


‫إنّ رئوس محكة االسااتئناد هو المرجل ّ‬
‫أتعا المحامي أو تم ّنل المو ّكل‪.‬‬

‫ووعتبر قراري غور قابل لل ّتمووزل لكن وقبل االعتراض أمام هوئة محكمة االستئناد‪.‬‬

‫‪105‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫وقد ُو ّت ف على ا جر جزا افا أو على أن وكون نسبة مئووّة من قومة ال ّ‬


‫ن قة‪.‬‬

‫وبنا ة عامّة وكون ا جر مساتح اقّا للوكول بنارد ال ّن ر عن نجاح الوكالةل لكن وجوز للمتعاقدون‬
‫أنّ وعلّقا أجر الوكول على إتمام ا عمال الم ّت ف علوها‪.‬‬

‫حف تقدور هذا ال ّتعدول‪.‬‬


‫وومكن تعدول ا جر إمّا تخ وضاا أو زوادة ووعود لقضاء ا ساس ّ‬

‫ثان ايا‪ :‬تقديم األموال وسائر الوسائل الّالزمة لّوكيل ألجل تنفيذ الوكالة‪:‬‬

‫إذا اشاترط الوكول على المو ّكل أن وقدّم له ا موال وساائر الوساائل الًّلزمة لتن وذ وكالتهل أو إذا كان‬
‫تن وذ الوكالة وقتضي أن وقدّم المو ّكل هذي ا موال والوسائلل وج على المو ّكل أن وقوم بذلكل ا‬
‫سندا‬
‫للمادّة ‪ 793‬م‪.‬ع الّتي ّ‬
‫نناااات على أ ّنه‪" :‬على الموكل ان وقدم للوكول االموال وسااااائر الوسااااائل‬
‫الًلزمة لتن وذ وكالتهل ما لم وكن ثمة ات اف او عرد مخالد ‪.‬‬

‫ثال اثا‪ :‬ديع المصاريف والمبالغ الّتي أنفقها الوكيل‬

‫أوجبات الماادّة ‪ ٧٩٤‬م‪.‬ع على المو ّكال أن وادفل إلى الوكوال ماا أسااااال ات من الماال وماا قاام باه من‬
‫ال ّن قات لتن وذ الجرض‪.‬‬

‫وج أن وتوافر في ال ّن قات الّتي ورجل بها الوكول على المو ّكل شرطان‪:‬‬

‫أن تكون ن قات وسااااتلزمها ال ّتن وذ المعتاد للوكالةل ولذلك ال وسااااتر ّد الوكول ن قات‬ ‫‪-1‬‬
‫تجاوز بها حدود الوكالةل وكذلك ال وستر ّد ال ّن قات غور المعقولة‪.‬‬
‫أن تكون ال ّن قات مشروعةل فلو دفل الوكول رشوةل ال وجوز له أن وسترّ دها‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫وولتزم المو ّكال بادفل فوائاد المناااااارود من ووم اال ّت ااف دون حااجاة وناذارل وذلاك خًل افاا‬
‫اتحف ّإال من‬
‫للقواعاد العاا اّم ةل أ اّم ا ال وائاد عن أجرتاه فتراعى فوهاا القواعاد العاا اّم ة إذ ال تساااا ّ‬
‫تارو المطالبة القانونوّة‪.‬‬

‫‪106‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫راب اعا‪ :‬تعويض الوكيل عن الخسائر الّتي ل قت بح‪:‬‬

‫على المو ّكل تعووض الوكول إذا أناابته خساارة بساب قوامه بأعمال ال ّتوكولل ووج توفّر شارطون‬
‫ح ّتى تتحقّف مساولوّة المو ّكل عما أنا الوكول من ضرر‪:‬‬

‫حنول الضّرر بسب الوكالة أثناء تن وذ الوكالة أو بمناسبتها‪.‬‬ ‫‪-1‬‬


‫عدم ارتكا الوكول خطأ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬

‫‪ -‬آثار الوكالة بال ّنسبة لّلير‪:‬‬

‫إنّ المو ّكل مساااول عن كافة ا عمال الّتي وقوم بها الوكول تجاي الجورل لكن ضاامن حدود ساالطتهل‬
‫وسواء حقّف هذا العمل خسارة أم ربحا ا كون الوكول ّ‬
‫ومثل المو ّكل‪.‬‬

‫ا‬
‫مساوال عن أعمال الوكول‪.‬‬ ‫ا‬
‫وكوًلل وبقى المو ّكل‬ ‫أمّا إذا هر الوكول أمام الجور باعتباري‬

‫ا‬
‫مساوال بل الوكول‪.‬‬ ‫شخنوّة ال وعتبر المو ّكل‬
‫أمّا أذا تنرّد أو هر الوكول بن ته ال ّ‬

‫السااروّة الّتي تعقد بون الوكول‬


‫الشااروط واال ّت اقات ّ‬
‫ح ّتى ولو كان هناك ا ّت اف ساارّ ي بونهمل فإنّ هذي ّ‬
‫الشاخص علم‬ ‫الشاخص ّ‬
‫الثالث ّإال إذا قام البرهان على أنّ هذا ّ‬ ‫والمو ّكل ال ومكن االحتجاج بها على ّ‬
‫سااندا للمادّة ‪ ٨٠٥‬م‪.‬ع الّتي ّ‬
‫نناات على أ ّنه‪ " :‬ولزم الموكل ان و ي مباشاارة‬ ‫ا‬ ‫بها وقت العقدل وذلك‬
‫بالعهود التي قطعها الوكول لحساااابه ضااامن حدود السااالطة الممنوحة له في الوكالة‪ .‬اما الشاااروط‬
‫التح وة واالت اقات السااروة التي تعقد بون الموكل والوكول وال تساات اد من الوكالة ن سااها فًل ومكن‬
‫االحتجاج بها على شخص ثالث اال اذا قام البرهان على ان هذا الشخص علم بها وقت العقد‪.‬‬

‫تجاوز الوكيل دود وكالتح أو عمّح دون وكالة‪:‬‬

‫‪107‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫إذا تجااوز الوكوال حادود الوكاالاة أو عمال دون وكاالاة أو بعاد انتهاائهاال فًل ولزم المو ّكال بماا عملاه‬
‫الوكول وال وسري علوه هذا العملل وذلك ا‬
‫سندا للمادّة ‪ ٨٠٦‬م‪.‬ع ‪.‬‬

‫واساااااتثناا اء على المبادأ الماذكورل وُلزم الموّ كال بعمال الوكوال الاّذي تجااوز حادود وكاالتاه أو عمال دون‬
‫وكالة في الحاالت ال ّتالوة‪:‬‬

‫إذا وافف على عمل الوكول ولو بوجه ضاامنيل كحضااور المدّعي جلسااة المحاكمة‬ ‫‪-1‬‬
‫واقراري عمل الوكول الحامل وكالة باطلة‪.‬‬

‫إذا است اد من عمل الوكول‪.‬‬ ‫‪-2‬‬

‫إذا عاقد الوكول بشااروط أكثر فائدة من الشااروط المعوّنة في ال ّتعلومات الّتي تلّقاهال‬ ‫‪-3‬‬
‫كأن وطل إلوه أن وبول لقاء ك الة شخنوّة فباع مقابل تأمون عقاري‪.‬‬

‫الشاروط الّتي عوّنت له في ال ّتعلومات‬


‫إذا عاقد الوكول بشاروط أدعى إلى ال ّن قة من ّ‬ ‫‪-4‬‬
‫الّتي تلقّاهال وذلك في الحالتون ال ّتالوتون‪:‬‬
‫أ‪ -‬إذا كان ال رف قلول ال ّ‬
‫شأن‪.‬‬
‫‪ -‬إذا كان منطب اقا على ال ّتسامح المعناد في ال ّتجارة او في المكان الّذي أبرم فوه العقد‪.‬‬

‫‪ -‬إنتهاء الوكالة ‪:‬‬

‫المبدأ أن الوكالة ال تساااقط بمرور الزمن نها تحمل حقوقا ا بل هي مجرّ د ت ووض‪ .‬و مرور الزمن‬
‫وكون على الحف و لوس الت ووض‪.‬‬

‫بحس المادة ‪ 808‬م‪.‬ع‪ .‬ل تنتهي الوكالة ‪:‬‬

‫أوالا‪ :‬بإنتهاء العمل الذي أعطوت جله‬

‫ثانواا‪ :‬بتحقف شرط اولجاء أو بحلول ا جل المعون للوكالة‬

‫ثالثاا‪ :‬بعزل الموكل للوكول‬

‫‪108‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫رابعاا‪ :‬بعدول الوكول عن الوكالة‬

‫خامساا‪ :‬بوفاة الموكل أو الوكول‬

‫سااادساااا‪ :‬بحدوث تجوور في حالة الموكل أو الوكول و ضااي إلى فقدانه ا هلوة الشاارعوة وسااتعمال‬
‫حقوقهل مثل الحجر و إعًلن اوفًلس ما لم وكن موضاااوع الوكالة من ا عمال التي ومكن إتمامهال‬
‫بالرغم من ذلك التجوور‬

‫سابعاا‪ :‬بإستحالة التن وذ الناشئة عن سب لوس له عًلقة بمشوئة ال روقون المتعاقدون‬

‫كما نناات المادة ‪ 809‬م‪.‬ع‪ .‬على أن الوكالة المعطاة من شااخص معنوي أو شااركة تنتهي بزوال‬
‫هذي الشركة أو ذاك الشخص‬

‫وتبون من ذلك أن أساابا إنتهاء الوكالة إما أن ترجل إلى القواعد العامة و من هذي ا ساابا إنتهاء‬
‫الوكالة بتن وذها أو بإنقضاااااء ا جل المعون لها أو إسااااتحالة التن وذ أو اوفًلس أو نقص ا هلوة أو‬
‫اولجاء و تحقف شروط اولجاء‬

‫و قد ورجل اونتهاء إلى أسبا خانة بعقد الوكالة كعقد غور الزم تجل اوعتبار الشخني‬

‫فلجهة تجل اوعتبار الشاخناي في هذا العقد تنتهي الوكالة بموت الموكل أو الوكول‪ .‬و لجهة تموز‬
‫الوكالة بأنها عقد غور الزم فهي تنتهي بعزل الوكول أو بعدوله عنها‬

‫المطّ األول ‪ :‬إنتهاء الوكالة سبا ترجل إلى القواعد العامة‪.‬‬

‫‪ -1‬تنتهي الوكالة بإنتهاء موضوعهال أي إنتهاء العمل الذي أعطوت جله‬

‫مثال‪ :‬توكول شخص ببول عقار و قد باع هذا العقار‬

‫‪ -2‬إذا كانت جل معونل فإذا إنتهى هذا ا جل تنتهي الوكالة‬

‫مثال‪ :‬أن وقوم الموكل بإعطاء وكالة للوكول لمدة سنةل فبإنتهاء المدة تنتهي الوكالة‬

‫‪ -3‬تنتهي الوكالة إذا كان ا مر معلّف على حدث أو شرط فاس‬

‫مثال‪ :‬أن وقوم الموكل بعمل وكالة لشاخص حتى رجوعه من السا رل فإذا تحقف الشارط (العودة من‬
‫الس ر) تنتهي الوكالة‬

‫‪ -4‬كما ومكن طل إنهاء عقد الوكالة عندما و قد أحد ال روقون أهلوته‬


‫‪109‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫و تشاترط ا هلوة لوس فقط عند إجراء عقد الوكالة بل وج إساتمرارها حتى إنتهاء العمل موضاوع‬
‫الوكالة فلذلك إذا فقد أحد الطرفون أهلوته تنتهي الوكالة و هذا هو المبدأ‬

‫و موز المشاارّ ع بون حالة الموكل التي تتطل ا هلوة التامة (الكاملة) و بون أهلوة الوكول التي وك ي‬
‫أن وكون من ذوي التمووز‬

‫‪ -5‬أوضا ّ تنتهي الوكالة وخًلل أحد المتعاقدون بإلتزاماته‬

‫المطّ الثاني‪ :‬إنتهاء الوكالة بإعتبارها قائمة على اوعتبار الشخني ‪:‬‬

‫‪ -1‬تنتهي الوكالة بوفاة الموكل أو الوكول نها قائمة على اوعتبار الشااااخنااااي‪ .‬و بالتالي هي ال‬
‫تنتقل إلى الورثةل نها لوست من الحقوف التي تدخل في الذمة المالوة‪.‬‬

‫و تنتهي الوكالة من تارو العلم بالوفاة و لوسااات من تارو الوفاة‪ .‬و إثبات هذا العلم هو ا سااااسل‬
‫فعلى الوكول أن وثبت أنه لوس عالماا‪.‬‬

‫إال إذا كانت الوكالة تتضامن عمًلا بعد الوفاة‪ .‬و في هذي الحالة تنابح الوكالة بمثابة وناوّةل و هذا‬
‫ما أوردته المادة ‪ 818‬م‪.‬ع‪" .‬نص المادة"‬

‫و بالتالي وعتبر الوكول هنا بمثابة نا راا لهذي الونوّة (أي من ذاا لهذي الونوة)‬

‫إذا توفي الوكول و علم الموكل بالوفاة تستمر الوكالة طالما أن العمل ومثل من عة للورثة‬

‫مثال‪ :‬أن وقوم الموكل بتكلود الوكول ببول مال له عتد الجور بالمزاد العلني ( أي التن وذ الجبري)‬

‫فإذا توفي الموكل وستمر الوكول بالتن وذ ن في ذلك من عة كبرب للورثة‪.‬‬

‫‪ -2‬أما إذا توفي الوكول فتنتهي الوكالة و ال ومكن أن ونتقل هذا ا مر للورثة‬

‫‪ -‬حال تعدد الموكلون و الوكًلء‪:‬‬

‫إذا كان موضاوع الوكالة غور قابل للتجزئةل فبمجرد وفاة أو فقدان أهلوة الوكًلء أو الموكلون أهلوته‬
‫إنتهت الوكالة‪.‬‬

‫أما إذا كان موضوع الوكالة قابل للتجزئةل فالوفاة أو فقدان ا هلوة متعلقة بجزء من الوكالة‪.‬‬

‫‪110‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫المطّ الثالث‪ :‬إنهاء الوكالة سبا خانة (العزل و اوعتزال)‬

‫العزل‪ :‬خًلد كل العقود وحف للموكل أن وعزل الوكول ساعة وشاء‪ .‬و هذا الحف أعطي للموكل كي‬
‫ونهي عقد الوكالة و هو متعلف بالن ام العام (نص المادة ‪ 810‬م‪.‬ع‪).‬‬

‫و حدود هذا الحف هو عدم التعساد و إذا كان الموكل متعسا ا ا فًل ومكن العودة إلى الوكالة بل ومكن‬
‫إجبار الموكل بدفل تعووض عن هذا التعساد ن المبدأ هو أنه " للموكل أن وعزل الوكول متى شااء‬
‫"‪.‬‬

‫مثال‪ :‬لو قام الموكل بتعوون شااااخص (الوكول) ببول مال له بالمزاد العلنيل و في الووم المقرر للبول‬
‫قرر الموكل عزل الوكول للتهر من الدفل فإن الموكل في هذي الحالة وكون متعسااا ا ا و وساااتهدد‬
‫آلداء بدل العطل و الضرر‪.‬‬

‫كماا أناه ال ومكن بااوت ااف نزع هاذا الحف من واد الموكال ناه وتعلف بااونتطاام العاامل إال إذا كاانات‬
‫الوكالة غور قابلة للعزل أي موضاوعة في منالحة الوكول أو شاخص ثالث‪ .‬فهنا ال وحف أن وعزل‬
‫الوكول و هذا ما أوردته للموكل المادة ‪ 810‬م‪.‬ع‪ .‬في فقرتها ا خورة بنناااها على أنه " إذا كانت‬
‫الوكالة منعقدة في منلحة الوكول أو شخص آخر فًل وحف للموكل أن ورجل عن الوكالة إال برضى‬
‫ال روف الذي إنعقدت جله "‪.‬‬

‫اإلعتزال ‪:‬‬

‫للوكول أن ونهي الوكالة أوضاا ا سااعة وشااء دون تعساد ل فالمحامي وحف له أن وعتزل الوكالة سااعة‬
‫وشاءل و إذا تعسّد وترت علوه عطل و ضرر‪ .‬و لكن على المحامي عندما ورود أن وعتزل الوكالة‬
‫أن ون ذ أمران ‪:‬‬

‫‪ -1‬أن وبلّغ هذا اوعتزال للموك ّل‬

‫‪ -2‬كما علوه أن وبلّغ اوعتزال للمحكمة‬

‫فإذا أبلغ المحكمة دون الموكل تبقى الوكالة قائمة و العكس ناااحوح‪ .‬أي وج علوه القبام با مران‬
‫معاا‪.‬‬

‫الوكالة ذات المنلحة المشتركة (أي الموكل و الوكول معاا) ‪:‬‬

‫هي الوكالة التي وكون موضوعها ذات منلحة مشتركة بكًل الطرفون (الموكل و الوكول)‬

‫‪111‬‬
‫المسماة‬
‫ّ‬ ‫العقود‬ ‫حسان بشير‬
‫ّ‬

‫ال تنتهي هذي الوكالة بالعزل أو اوعتزال و ال وستطول الموكل أن ونهي عقد الوكالة بعزل وكوله إال‬
‫إذا ثبت أن الوكول قد إرتك خطأ ا في تن وذ هذي الوكالة أي أنه أخ ّل بإلتزاماته العقدوة‪.‬‬

‫الوكالة المتعلقة بحف عوني عقاري ‪:‬‬

‫إذا كان المبدأ هو عدم سااقوط الوكالة بمرور الزمن إال أن هناك حالة خانااة تتعلف بتسااجول حف‬
‫عوني في الساجل العقاري‪ .‬حوث ننات المادة ‪ 50‬من القرار ‪ 188‬على أنه " وحتم على من وطل‬
‫قوداا بناا ته وكوًلا عن الجور أن وثبت وكالته بإبراز وكالة رسااموة مسااتوفاة للشااروط المننااوص‬
‫عنها في القوانون المرعوة‪ .‬و إذا كان الطل وتعلف بتسااجول حف عوني فعلى الوكول أن وبرز وكالة‬
‫ال ورجل تاروخها إلى أكثر من ‪ 5‬سنوات "‬

‫مال ظة ‪ :‬ال تطبّف المادة ‪ 50‬من القرار ‪ 188‬على الوكالة غور القابلة للعزل وفقا ا وجتهاد مستقر‪.‬‬

‫‪112‬‬

You might also like