Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 27

‫العـدد ‪ 17‬يوليوز ـ شتنرب‪2023‬‬

‫‪ 7‬اإلطار التاريخي و القانون للمنظومة الصحية باملغرب‬

‫اإلطار التاريخي و القانوين للمنظومة الصحية باملغرب‬


‫‪The historical and legal framework of the health system in Morocco‬‬
‫مريم عزوزي ‪ /‬دكتوراه في الحقوق‪.‬‬
‫‪Meriam AZOUZI‬‬

‫مقدمة‬
‫تفيد مختلف األدبيات والدراسات أن الصحة حق يجب أن يتمتع به كافة األفراد داخل‬
‫مجتمعاتهم‪ ،‬وهو أحد الحقوق األساسية التي تم تكريسها مبوجب قواعد القانون الدويل‪ ،‬حيث تم‬
‫إبرام العديد من االتفاقيات واملعاهدات الدولية واإلقليمية التي أوجدت مجموعة من الضامنات‬
‫لحامية هذا الحق‪ ،‬كاإلعالن العاملي لحقوق اإلنسان لسنة ‪ 1948‬يف املادة ‪ ،17725‬و العهد الدويل‬
‫الخاص بالحقوق االقتصادية واالجتامعية والثقافية ‪ 1966‬يف املادة ‪ ، 17812‬فضال عن مجموعة من‬
‫االتفاقيات الفئوية األخرى‪.‬‬

‫كام اهتمت منظمة الصحة العاملية بالحق يف الصحة باعتبارها الجهة املوكول لها مهمة الحفاظ‬
‫عىل الصحة العاملية والرقي مبستوياتها‪ ،‬وهو ما يتجسد جليا من خالل دستورها الذي ينص يف‬
‫ديباجته عىل جملة من املضامني واملقومات التي تعتربها املنظمة مبادئ أساسية الشتغالها‪ ،‬وتوفرها‬

‫‪ " - 177‬لكل شخص حق يف مستوى معيشة يكفى لضامن الصحة والرفاهة " املادة ‪ 25‬من اإلعالن العاملي لحقوق اإلنسان اعتمد‬
‫ونرش عىل املأل مبوجب قرار الجمعية العامة لألمم املتحدة الؤرخ يف ‪ 10‬ديسمرب ‪.1948‬‬
‫‪ 178‬املادة ‪ " 12‬تقر األطراف يف هذا العهد بحق كل إنسان يف التمتع بأعىل مستوى م ن الصحة الجسمية والعقلية ميكن‬
‫بلوغه‪.‬‬
‫‪ 2.‬تشمل التدابري التي يتعني عىل الدول األطراف يف هذا العهد اتخاذها لتأمني املامرسة الكاملة لهذا الحق‪ ،‬تلك التدابري‬
‫الالزمة من أجل‪:‬‬
‫(أ ) العمل عيل خفض معدل مويت املواليد ومعدل وفيات الرضع وتأمني منو الطفل منوا صحيا‪،‬‬
‫(ب) تحسني جمي ع جوانب الصحة البيئية والصناعية‪،‬‬
‫(ت) الوقاية من األمراض الوبائية واملتوطنة واملهنية واألمراض األخرى وعالجها ومكافحتها‪،‬‬
‫(ث) تهيئة ظروف من شأنها تأمني الخدمات الطبية والعناية الطبية للجميع يف حالة املرض‬

‫‪95‬‬
‫العـدد ‪ 17‬يوليوز ـ شتنرب‪2023‬‬

‫يعترب شيئا أساسيا لتحقيق صحة عاملية ترقى ملستوى تطلعات األفراد والحكومات واملنتظم الدويل‪،‬‬
‫عىل حد سواء‪.179‬‬

‫وتشكل الرفاهية والصحة الجيدة أحد أهم العنارص التي اعتمدتها أهداف التنمية لخطة التنمية‬
‫املستدامة لسنة ‪ 2030‬والتي تشكل محط إجامع دويل‪ ،‬باعتبار أن ضامن حياة صحية وتعزيز العيش‬
‫الكريم يف جميع األعامر أمر أسايس لتحقيق التنمية املستدامة ‪.‬كام أكدت منظمة األمم املتحدة عىل‬
‫أهمية الصحة يف املنظومة الدولية من خالل اإلشارة إليها يف عنارص شعارها" السالم والكرامة‬
‫واملساواة عىل كوكب ينعم بالصحة‪".‬‬

‫وقد برزت هذه األهمية يف الوضع الذي عايشته مختلف دول العامل خالل تجربة استثنائية‪ ،‬يف‬
‫خضم ما أفرزته التطورات املستجدة التي متخضت عن فريوس كورونا ( كوفيد ‪ ) 19‬وتداعياته‬
‫االقتصادية واالجتامعية‪ ،‬وعىل األجندة السياسية واألولويات الداخلية والخارجية للدول‪ ،‬اليشء الذي‬
‫دفع هذه ا ألخرية إىل اتخاذ جملة من التدابري غري العادية التي تلت إعالن منظمة الصحة العاملية‬
‫فريوس كورونا عىل أنه جائحة عاملية‪.180‬‬

‫أما عىل املستوى الوطني‪ ،‬وعىل غرار باقي الدول لقد كشفت جائح كورونا عن الهشاشة التي‬
‫يعاين منها القطاع الصحي‪ ،‬بحيث أن تداعيات فريوس كورونا نبهت كافة مكونات املجتمع إىل‬
‫رضورة إيالء عناية واهتامم أكرث للقطاع الصحي بغية إرساء دعائم نظام صحي قوي‪ ،‬وذلك يف سبل‬
‫االرتقاء به سواء عىل املستوى الترشيعي أو عىل املستوى التنظيم والحكامة أو عىل مستوى العرض‬
‫الصحي والبحث العلمي املتخصص يف املجال الصحي‪ ،‬فضال عام يتعلق بالجانب املايل والتقني‬
‫والبرشي لجعله قادر عىل تلبية الحاجيات الوقائية والعالجية للمواطنات واملواطنني‪ ،‬يف الظروف‬
‫العادية أو عند األزمات واألوبئة والكوارث وهو اليشء الذي ما فتئ ينبه إليه صاحب الجاللة امللك‬
‫محمد السادس يف خطاباته السامية‪.‬‬

‫‪- 179‬دستور منظمة الصحة العاملية‪ ،‬أقره مؤمتر الصحة الدويل املنعقد بنيويورك من ‪ 19‬يونيو اىل ‪ 22‬يوليو ‪. 1946‬ص‪.1‬‬
‫‪ - 180‬اململكة املغربية مجلس النواب ‪ " ،‬مجموعة العمل املوضوعاتية املكلفة باملنظومة الصحية " الرئيس السيد الحبيب املاليك‬
‫الوالية الترشيعية العارشة ‪.2021/2016‬ص ‪9 :‬‬

‫‪96‬‬
‫العـدد ‪ 17‬يوليوز ـ شتنرب‪2023‬‬

‫و من هنا ارتأينا أنه ال ميكن استيعاب قضايا اإلصالحات الكربى التي تطال القطاع الصحي‬
‫ومالمئة الحلول املطروحة مع املتطلبات الفعلية للمجتمع دون الرجوع إىل املايض و معرفة املوروث‬
‫التاريخي للمنظومة الصحية باملغرب‪ ،‬والتحول الذي طرأ عليها منذ ما قبل الحامية وصوال إىل الوضع‬
‫الراهن‪.‬‬

‫وعليه نتساءل ما مدى تطور املنظومة الصحية باملغرب؟و ماهي اهم املراحل التي مرت منها‬
‫؟و ما هي أسس اإلطار القانوين والترشيعي الذي يحكمها ؟ و لإلجابة عىل هذه التساؤالت سنقسم‬
‫موضوع البحث إىل مبحثني‪ ،‬نخصص األول منه إللقاء نظرة عن التطور التاريخي للمنظومة الصحية‬
‫باملغرب ‪ ،‬أما الثاين فسوف نتطرق فيه للمرجعيات التي إستمد منها املرشع األسس لصياغة منظومته‬
‫القانونية للقطاع الصحي ‪.‬‬

‫املبحث األول‪ :‬نبده تاريخية عن تطور املنظومة الصحية باملغرب‬


‫ميكن التمييز يف التاريخ املعارص للصحة باملغرب بني مرحلتني متباينتني‪ ،‬املرحلـــة األوىل‬
‫ومتــــثل الفرتة الطويلة ملا قبل الحــــامية ابتداءا من دولة املوحدين إىل سنة ‪ ،1912‬أما املرحلة الثانيــــة‬
‫فتمتــــد مـــن بداية القرن العرشين إىل اليـــوم حيث مر املغرب مبرحلتني عكستا وضعيتني‬
‫مختلفتيــــن فــــي تنظيم العالجات الصحية فرتة الحامية (املطلب األول) وما بعد اإلستقالل (املطلب‬
‫الثاين)‪.‬‬

‫املطلب األول ‪ :‬وضعية املنظومة الصحية باملغرب قبل الحامية‬


‫إن الهدف من العودة الرسيعة إىل الوضعية الطبية و الصحية لفرتة ما قبل االستقالل و بالضبط‬
‫إىل حقبة ما قبل الحامية هو إبراز يشء أسايس أال و هو أن املنظومة الصحية باملغرب قد كانت يف‬
‫أوجها من خالل إنشاء البيامرستانات األوىل‪ 181‬التي شيدت يف العرص الوسيط ‪ ،‬لكن بتدخل مجموعة‬
‫من العوامل منها تراجع العلوم الطبية و ضعف توجيهات الدولة مام أدى إىل الحيلولة دون أية محاولة‬
‫إلصالح األوضاع الصحية و بالتايل وصلت إىل أذىن مستوياتها و استمر الوضع الصحي باملغرب مزريا‬
‫إىل حني دخول عهد الحامية‪.‬‬

‫‪ - 181‬محمد أنفلوس ‪ ،‬مقال تحت عنوان " بعض معامل سياسة التعمري عىل ضوء الحالة الطبية و الصحية للمغرب يف عهد‬
‫الحامية " منشور مبجلة ليكسوس الرقمية عدد ‪ 2020 36‬ص‪1‬‬

‫‪97‬‬
‫العـدد ‪ 17‬يوليوز ـ شتنرب‪2023‬‬

‫الفقرة االوىل ‪ :‬ازدهار املنظومة الصحية يف عهد الخليفة يعقوب املنصور‬

‫إن اهتامم اململكة املغربية مبنظومته الصحية يعود تأصيله التاريخي للدولة املوحدية حيث تم‬
‫تأسيس ُ‬
‫أول " بيامرستان "يف اململكة ‪ ،‬مبدينة مراكش ‪ ،‬يف القرن السادس الهجري املوافق للقرن‬
‫الثاين عرش امليالدي وكان ذلك إبان حكم الخليفة املوحدي يعقوب املنصور‪ 182‬فجاء وصف بيامرستان‬
‫يف كتاب " املعجب يف تلخيص أخبار املغرب " لكاتبه «عبد الواحد املراكيش» كالتايل ‪:‬‬

‫(وبنى املنصور بيامرستانا ما أظن يف الدنيا مثله‪ ،‬وذلك أنه تخري ساحة فسيحة‪ ،‬بأعدل موضع يف‬
‫البلد‪ ،‬وأمر البنائني بإتقانه عىل أحسن الوجوه‪ ،‬فأتقنوا فيهمن النقوش البديعة‪ ،‬والزخاريف املحكمة ‪....‬‬
‫ثم إن املنصور هيأ لهذا املستشفى‪ ،‬من األفرشة الرفيعة‪ ،‬والثياب النفيسة‪ ،‬من الصوف والكتان والحرير‬
‫لتزيد يف راحة املريض‪ ،‬وأجرى عليه من بيت املال ثالثني دينارا يوميا‪ ،‬برسم الطعام‪ ،‬وما ينفق عليه‬
‫وكان به قسم للصيدلة‬

‫لعمل الدواء من األرشبة وغريها أما املرىض الذين يعالجون فيه فكانوا من مختلف الطبقات ‪ ،‬ال‬
‫يدفعون أجورا عىل الدواء والتطبيب ‪ ،‬بل إن الدولة تقدم للفقراء منهم ماال يتعيشون منه إىل حني‬
‫نقاهتهم‪ ،‬واسرتجاعهم لقوة العمل والكسب‪.‬‬

‫وكان الخليفة املنصور يتفقد نزالء املستشفى ‪ ،‬ويزورهم كل جمعة بعد أداء الصالة ‪ ،‬فيواسيهم ‪،‬‬
‫ويسأل عن أحوالهم ‪ ،‬ويتبسط معهم يف الكالم ‪ ،‬مام يؤثر إيجابا عىل أحوالهم الصحية والنفسية)‪.‬‬

‫كام قال املؤرخ الفرنيس "‪"Millet‬يف كتابه " املوحدون" ‪(:‬إن هذا املستشفى تخجل منه حتى‬
‫اليوم مستشفيات باريس ) ‪.183‬‬

‫ففي الوقت الذي بلغت فيه الدراسات الطبية هذا املستوى من البحث واإلبداع ‪ ،‬وتحسنت فيه‬
‫الحالة الصحية ‪ ،‬وتقدمت فيه الرعاية الطبية ‪ ،‬كانت أوربا تجهل الكثري من هذا العلم (نظرية وتطبيقا)‪،‬‬

‫‪ - 182‬عبد الواحد املراكيش " املعجب يف تلخيص أخبار املغرب " ‪ ،‬املحرر خليل عمران املنصور ‪ ،‬دار النرش دار الكتب العاملية طبعة‬
‫‪ 2005‬ص ‪.204.241‬‬
‫‪ - 183‬حسن جالب ‪ " ،‬إزدهار العلوم يف عرص املوحدين " تم ذكره مبقال منشور مبوقع وزارة االوقاف و الشؤون االسالمية‪ ،‬عن‬
‫مجلة دعوة الحق جاء يف وصفها أنها مجلة شهرية تعنى بالدراسات اإلسالمية و بشؤون الثقافة و الفكر أسست سنة ‪،1957‬‬
‫العدد ‪ 318‬ذو القعدة ‪.1996 / 1416‬‬

‫‪98‬‬
‫العـدد ‪ 17‬يوليوز ـ شتنرب‪2023‬‬

‫بل إن الكنيسة حرصت التداوي يف زيارة الكنائس ‪ ،‬واالستشفاء بذخائر القديسني ‪ ،‬وبالتعاويذ التي‬
‫كانت يبيعها رجال الدين‪.‬‬

‫وقد تحدث مؤرخوهم عن ذلك ‪ ،‬وخاصة منهم (ولرت) يف كتابه «مخترص التاريخ »‪.184‬‬

‫إضافة إىل ذلك فقد نظم املوحدون حرفة الطب و وضعوا أنظمة خاصة لتقنني مامرسة الطب‬
‫حفاظا عىل صحة الناس عامة ‪ ،‬وإبعادا للمشعوذين واملدجلني واملدعني للطب ‪ ،‬وملراقبة عمل األطباء‬
‫أوكل املوحدون لهم رئيس يراقبهم وينظم أعاملهم ‪ ،‬ويأذن لهم باملامرسة ‪ ،‬ويتقبل شكاوى العامة يسمى‬
‫«املزوار»‪ ،‬يعينه الخليفة من بني أمهرهم وأكرثهم تجربة ‪ ،‬وأكرمهم أخالقا ‪ ،‬ويرتب له أجر ‪.‬‬

‫ومن بني طرق التنظيم الطبي بهذا العرص نجد أن املوحدون قد أنشأوا نظاما خاصا غري مسبوق‬
‫عىل نحو ما ذكر ابن أيب زرع يف القرطاس يف املناطق التي أصابها الطاعون ” فكان الرجل ال يخرج‬
‫من منزله حتى يكتب اسمه ونسبه وموضعه يف براءة ويجعلها يف جيبه فإن مات حمل إىل موضعه‬
‫وأهله ‪ ،‬وال تخفى أهمية هذا النظام يف حرص العدوى وتحديد موضعها‪.185‬‬

‫غري أن هذا الوضع مل يستمر ومل يشمل مختلف ربوع اململكة ‪ ،‬حيث سجل قبيل الحامية أن‬
‫الوضع الصحي للمغرب كان كارتيا نظرا ملجموعة من العوامل ‪.‬وهو ما دفع املستعمر ‪ ،‬بغض النظر عن‬
‫دوافعه األخرى‪ ،‬إىل إدخال مقومات الطب الحديث إىل املجال الصحي املغريب ‪ ،‬لنكون بذلك أمام‬
‫اإلرهاصات األوىل للمنظومة الصحية باملغرب ‪.‬وبعد االستقالل ومع تعاقب الحكومات تنوعت‬
‫املقاربات املعتمدة من قبلها‪ ،‬لكن الهدف املتوخى منه كان واحدا‪ ،‬وهو تأسيس وترسيخ منظومة‬
‫صحية تستجيب للحاجيات املتزايدة للمواطنني‪ ،‬وهو ما عملت عليه هذه الحكومات بعد االستقالل‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬الحالة الصحية يف املغرب قبل ويف ععد الحامية‬

‫أوال ‪ :‬حالة الصحة يف املغرب قبل عهد الحامية‬

‫عرف مجال الصحة يف املغرب قبيل الحامية فرتة حرجة ترجع إىل مجموعة من العوامل‬
‫االقتصادية واالجتامعية‪ ،‬حيث تسببت املجاعات املتتالية يف انتشار األوبئة‪ ،‬وقد تفاقمت هذه‬

‫‪ - 184‬حسن جالب ‪ " ،‬إزدهار العلوم يف عرص املوحدين " مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ - 185‬ورد يف " تقرير مجموعة العمل املوضوعاتية املكلفة باملنطومة الصحية " الرئيس السيد الحبيب املاليك ‪ ،‬الوالية الترشيعية‬
‫العارشة ‪،‬دورة أبريل ‪ 2021‬مرجع سابق ص‪.12 :‬‬

‫‪99‬‬
‫العـدد ‪ 17‬يوليوز ـ شتنرب‪2023‬‬

‫الوضعية من خالل حقيقة أن مفاهيم النظافة األساسية مل تكن معتمدة يف املدن وال يف القرى ‪.‬‬
‫عالوة عىل ذلك كان عدد األطباء املتوفرين قليال ومتثلوا يف الغالب يف األجانب الذين عملوا كأطباء‬
‫قنصليني ومتركزوا باألساس عىل ساحل املحيط األطليس العتبارات أمنية‪.‬‬

‫باإلضافة إىل ذلك‪ ،‬كانت املاريستانات يف ذلك الوقت يف حالة متقدمة من اإلهامل‪ ،‬ومل تكن‬
‫تعالج املرىض بشكل صحيح‪.‬‬

‫وهكذا‪ ،‬كان الوضع الصحي والطبي يف املغرب يف بداية القرن العرشين كارت ًيا ‪ ،‬حيث كانت‬
‫أهم املساعدات التي طلبها املغرب من الدول األوروبية تتمثل يف تزويده باألطباء ‪ ،‬وقد كانت فرنسا‬
‫تتصدر هذه الدول األوروبية عرب تقديم التسهيالت ألطباء فرنسيني وإسبان تشجعهم من خاللها عىل‬
‫إنشاء عياداتهم الخاصة يف الدار البيضاء ‪ ،‬ويف هذه الفرتة نفسها كانت مدينة طنجة و فاس قد عرفتا‬
‫بداية استقرار أطباء أجانب فتحوا عياداتهم الستقبال مرىض أغلبهم من األجانب‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬حالة الصحة يف املغرب يف عهد الحامية‬

‫عرفت بداية فرتة الحامية يف ‪ 30‬مارس ‪ 1912‬تطورا يف املقاربة الصحية لفرنسا ومتثلت هذه‬
‫املقاربة يف تشجيع األطباء الفرنسيني عىل مامرسة املهنة يف املغرب‪ ،186‬وكان هدفها األساس هو توفري‬
‫الخدمات الصحية للمواطنني الفرنسيني الذين اختاروا اإلقامة باملغرب‪ ،‬وتشجيعهم عموما عىل‬
‫االستقرار واالستثامر أيضا‪ ،‬وباملوازاة مع ذلك قامت سلطات الحامية بإنشاء بنية تحتية توفر الرعاية‬
‫الالزمة للمجتمع األورويب وتحافظ عىل" رأس املال البرشي " املغريب ‪ ،‬كخزان للعاملة الصناعية‬
‫والزراعية تحت سيطرة املستوطنني وجنود الجيش الفرنيس يف حال نشوب رصاع مسلح ‪.‬وميكن‬
‫تقسيم مرحلة الحامية فيام يتعلق بالصحة والطب مرحلتني ‪:‬‬

‫‪ -1‬وضعية املؤسسات الصحية‬


‫مكن تأسيس املستشفيات األوىل املغاربة من التعرف عىل التقدم الطبي الفرنيس‪ ،‬وأول‬
‫مستشفى نظامي خططت له فرنسا ‪ ،‬كان خالل عرشينيات القرن املايض ‪ ،‬وكانت هذه املستشفيات‬

‫‪ - 186‬الفينة نبيلة‪ ،‬السياسة الصحية باملغرب زمن الحامية وبعد االستقالل‪ ،‬مساهمة يف فهم املنظومة الصحية الحايل‪ ،‬أطروحة‬
‫لنيل شهادة الدكتوراه يف التاريخ‪ ،‬تحت إرشاف األستاذين‪ :‬عبد الرحامن املودن ولطفي بوشنتوف‪ ،‬نوقشت بكلية اآلداب والعلوم‬
‫اإلنسانية‪-‬جامعة محمد الخامس بالرباط‪ ،‬بتاريخ ‪ 14‬يوليوز ‪.2021‬‬

‫‪100‬‬
‫العـدد ‪ 17‬يوليوز ـ شتنرب‪2023‬‬

‫ذات بعدين ؛ تأمني نظام صحي موجه باألساس إىل رعاية الجالية الفرنسية ‪ ،‬وامتدت هذه االستفادة‬
‫للمواطنني املغاربة أيضا‪.‬‬

‫وقد تم إحداث مجموعة من املسشتفيات واملراكز الطبية خالل الفرتة املمتدة بني سنتي ‪ 1912‬و‬
‫‪ . 1930‬كانت هده الفرتة مهمة جدا يف تاريخ الطب الحديث يف املغرب‪ ،‬حيث تم خالل هذه الفرتة‬
‫تعرف املغاربة عىل التطور الذي عرفته أوروبا يف القطاع الصحي يف تلك الحقبة من الزمن وبالتايل‬
‫كانت هذه املرحلة مرحلة إرساء أول معامل الطب الحديث يف املغرب ‪.‬غري أنه مع بدء الحرب العاملية‬
‫الثانية مر القطاع الصحي مام ميكن تسميته بفرتة" الفراغ "والتي تقع بني ( ‪.) 1945 – 1939‬‬

‫‪ -2‬فرتة الفراغ ( ‪) 1945 -1939‬‬


‫شكلت هذه الفرتة مرحلة استثنائية بسبب الحرب‪ ،‬حيث كانت كل الجهود الصحية ترتكز عىل‬
‫الجبهة العسكرية ‪ ،‬كام كانت فرتة مجاعة ‪ ،‬وقد تسبب ذلك يف تفيش األوبئة التي عادت إىل‬
‫االنتشار من جديد‪ ،‬مثل ‪:‬التيفوس بفاس عام ‪ ، 1942‬ووباء الطاعون بالدار البيضاء عام ‪.1944‬‬

‫مل يؤثر النقص يف املوارد ووسائل العيش عىل املنتجات الغذائية فقط ولكن أثر أيضً ا عىل‬
‫األدوية‪ ،‬وعىل العاملني يف املجال الطبي؛ كام أدى أيضا إىل إغالق كامل للمستشفيات واملرافق‬
‫العالجية‪.‬‬

‫‪ -3‬فرتة اإلقالع الطبي ( ‪.)1956-1946‬‬


‫عقب فرتة الحرب العاملية الثانـــية عرفت الدول األوروبيـــة بداية اإلقالع االقتـــصادي‪ ،‬وكانت‬
‫املنظومة الصحية من بني األوراش التي عرفت تطــــورا نوعيا متثل يف االستثامر يف املجال‬
‫الصحـــي‪.‬‬

‫ويلخص التقرير الذي قدم سنة ‪ 1948‬بخصوص الصحة يف املغرب من طرف أساتذة جامعيني‬
‫فرنسيني باحثني يف مجال الصحة‪ ،‬جاؤوا إلجراء دراسة ترمي إىل وضع تصور أويل لقطاع الصحة يف‬
‫املغرب يف ظل الحامية الفرنسية‪. 187‬‬

‫‪ - 187‬ورد يف " تقرير مجموعة العمل املوضوعاتية املكلفة باملنطومة الصحية " الرئيس السيد الحبيب املاليك ‪ ،‬الوالية الترشيعية‬
‫العارشة ‪،‬دورة أبريل ‪ 2021‬مرجع سابق ص‪.13 :‬‬

‫‪101‬‬
‫العـدد ‪ 17‬يوليوز ـ شتنرب‪2023‬‬

‫استغرقت هذه الدراسة‪ ،‬ستة أشهر وشملت مختلف مناطق املغرب الذي كانت به إدارات‬
‫فرنسية‪ ،‬ونقطة قوتها أنها تجاوزت الطبقات أو العينات التي كانت تستفيد من خدمات اإلدارة الفرنسية‬
‫يف مجال الصحة‪ ،‬لتصل إىل تشخيص وضعية الطبقات الشعبية واملهمشة‪ ،‬داخل محيط املدن التي‬
‫كانت يف الحقيقة خاضعة إداريا وأمنيا لنفوذ إدارة الدولة الحامية‪.‬‬

‫وكانت ثالثة أمراض تثري قلق الجهات الصحية خالل هذه الفرتة وهي السل والرتاخوما‬
‫والزهري فلم يكن عدد األرسة باملستشفيات املقامة باملغرب يتجاوز بضع مئات خالل بداية فرتة‬
‫الحامية‪ ،‬والتي كانت يف معظمها موجهة لذوي األمراض العقلية‪ ،‬غري أن تطورا ملحوظا سجله‬
‫املؤرخون عام ‪1955‬حيث بلغ عدد األرسة ‪ 14000‬رسيرا ‪.‬كام بلغ عدد االستشارات الطبية السنوية‬
‫للمغاربة حوايل ‪ 3‬ماليني يف عام ‪1925‬‬

‫يف حني تجاوز هذا العدد ‪ 19‬مليون عام ‪ 1955‬مام يفرس بناء وعي جديد يف عالقة املواطن‬
‫بالتطبيب والرعاية الصحية‪ .‬مبقابل هذه النقلة النوعية يف البنى التحتية‪ ،‬ارتفع عدد األطباء من ‪222‬‬
‫طبيب فقط يف عام ‪ 1930‬اىل ‪ 1050‬طبيب يف عام ‪ 1955‬ينضاف إىل الجهود املذكورة حركية واسعة يف‬
‫بناء عدد كبري من املستشفيات‬

‫من جهة أخرى‪ ،‬فإن النظافة املدرسية والسجل الصحي والسالمة املهنية والصحة بدأت يف‬
‫مهام يف النظافة فضال عن حامالت التطعيم و التعليم‬
‫ً‬ ‫الظهور ‪.‬وكان تقريب مياه الرشب عامال‬
‫الصحي‪ .‬هذا الجهد الصحي شجع الزيادة يف سكان املغرب من خالل انخفاض معدل الوفيات العام‪،‬‬
‫والذي انخفض من ‪ 32‬إىل ‪ 19‬يف األلف وبالتايل تضاعف عدد سكان املغرب الذي كان مستق ًرا لعدة‬
‫قرون‪.188‬‬

‫املطلب الثان ‪ :‬الوضعية الصحية يف املغرب بعد االستقالل ‪1981-1995‬‬


‫أيا كانت الدوافع واملحفزات التي كانت للطب االستعامري‪ ،‬إال أنه ال ميكن إنكار أنه قد متكن‬
‫يف بداية األمر من التغلب عىل األمراض املعدية‪ ،‬وال سيام تلك التي كانت متوطنة أو وبائية‪ ،‬وحافظ‬
‫عىل نوع من االستقرار يف الوضعية الصحية بإنشاء مؤسسات الوقاية والرعاية خالل فرتة االستعامر ‪.‬‬

‫‪ - 188‬ورد يف " تقرير مجموعة العمل املوضوعاتية املكلفة باملنطومة الصحية " الرئيس السيد الحبيب املاليك ‪ ،‬الوالية الترشيعية‬
‫العارشة ‪،‬دورة أبريل ‪ 2021‬مرجع سابق ص‪.14 :‬‬

‫‪102‬‬
‫العـدد ‪ 17‬يوليوز ـ شتنرب‪2023‬‬

‫غري أن الثغرة الكبرية التي عاىن منها املغرب آنذاك يف مجال الصحة كانت هي الغياب الفعيل لتدريب‬
‫الكوادر الطبية واملساعدين الطبيني املغاربة وهو ما سرتكز عليه البالد بعد االستقالل من خالل‬
‫مجهودات مغربة اإلدارة‪.‬‬

‫الفقرة االوىل ‪ :‬بداية نشأة املنظومة الصحية باملغرب‬

‫تم وضع" املنظومة الوطنية للصحة "وإعاملها سنة ‪ 1959‬حيث أعلن املؤمتر الوطني األول‬
‫للصحة‪ ،‬الذي انعقد يف ‪ 18‬من شهر أبريل من نفس السنة تحت الرئاسة الفعلية للمغفور له محمد‬
‫الخامس‪ ،‬عن مجموعة من األهداف التي انطلق من خاللها ما سمي فيام بعد ب" املنظومة الوطنية‬
‫للصحة "وهي ‪:‬‬

‫✓ بناء املستشفيات وتجهيزها مع إعطاء األولوية للقرى‬

‫✓ تنظيم حمالت صحية ودعائية لتلقني الجامهري مبادئ العالجات األولية‬

‫✓ إعادة النظر يف مجموع الجهاز الصحي؛‬

‫✓ وضع ترتيبات مكافحة ا ألمراض اإلقليمية وتقديم األخطر عىل الخطري؛‬

‫✓ تهييء تصميامت إلعداد األطر الصحية من أطباء وصيادلة وممرضني وممرضات‬

‫✓ فتح كلية الطب ومعهد لدراسة شؤون التغدية‬

‫وكان من أهم نتائج هذا الخطاب بأن متت بلورة هذه األهداف يف إطار خمس مخططات‬
‫تنموية منحت فيها األولوية الكربى لتنظيم عرض العالجات ومحاربة األوبئة‪ ،‬وكانت أهم مبادئ هذه‬
‫املرحلة أن الصحة من اختصاص الدولة وأن وزارة الصحة العمومية يجب أن تؤمن برامج توفري‬
‫العالجات للمواطنني وتنفيذها‪ ،‬كام أنه يف هذه الفرتة تم وضع أوىل لبنات املنظومة الوطنية للصحة‬
‫مبا يف ذلك البنيات التحتية األساسية‪ ،‬ومغربة املوارد البرشية‪ ،‬ومحاربة األوبئة املنترشة آنذاك‪.‬‬

‫فأسس املغرب بناء عىل هذا الخطاب أوىل كلياته الطبية) كلية الطب بالرياط سنة ‪) 1959‬‬
‫ومدارسه املهنية للتكوين يف مجاالت التمريض مع صياغة االسرتاتيجيات األوىل للتغطية الصحية‬
‫(املجموعات الصحية املتنقلة‪ ،‬مصلحة الوقاية القروية‪ ،‬مصلحة الوقاية الحرضية‪ ،‬ومصالح البنيات‬
‫الصحية املتنقلة اإلقليمية‪(.‬‬

‫‪103‬‬
‫العـدد ‪ 17‬يوليوز ـ شتنرب‪2023‬‬

‫ويف هذا اإلطار أيضا منح الظهري الرشيف املتعلق بنظام الجامعات لسنة ‪ 1959‬مسؤولية تكاليف‬
‫العالج للجامعات املحلية يف الفصل ‪ 11‬منه ‪.‬حيث ظهر جليا أن مقاربة الدولة يف هذه الفرتة كانت‬
‫هي أن الصحة من مسؤوليتها باعتبار الوضعية االقتصادية واالجتامعية للسكان وتفيش األمراض‬
‫واألوبئة بشكل ال يتسنى معه للمواطنني تحمل نفقاته أنداك‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬البوادر األوىل للترشيع الصحي‬

‫تسجيل النواة األوىل للترشيع يف املجال الصحي ‪ 189‬من خالل صدور الظهري الرشيف رقم‬
‫‪ 1.59.220‬بشأن هيئة األطباء‪ ،‬وبسبب ما سمي بحادثة الزيوت املسمومة صدر ظهري رشيف رقم‬
‫‪ 1.59.380‬يف الزجر عن الجرائم املاسة بصحة األمة ‪.‬هذا إضافة ملجموعة من النصوص التي قامت‬
‫الدولة بإصدارها من أجل تنظيم املجال الصحي باملغرب املستقل حديثا ‪.‬‬

‫إذ تم مبوجب املادة ‪ 69‬من الظهري الرشيف مبثابة قانون متعلق بالتنظيم الجامعي لسنة ‪1976‬‬
‫إلغاء ظهري ‪ 1959‬املتعلق بامليثاق الجامعي‪ ،‬الذي حرص‪ ،‬مبوجب الفصل‪1 1‬منه‪ ،‬مسؤولية الجامعات‬
‫املحلية يف املجال الصحي يف" الوقاية من األمراض العقلية وعالجها"‪ ،‬ضمن مجموعة من‬
‫االختصاصات املتعلقة بالسلطات املحلية ‪.‬فكان املجال الصحي مرتبطا بحامية املواطنني من‬
‫اإلشكاالت البيئية والحفاظ عىل النظافة والسالمة الوقائية من انتشار األمراض عرب منع أسبابها‪ ،‬كام‬
‫احتفظت الجامعات املحلية باختصاص الوقاية من األمراض العقلية وعالجها ‪.‬لرتتكز املنظومة‬
‫الصحية يف هذه الفرتة عىل مبدأ أسايس يتمثل يف أن الدولة هي املسؤولة عىل القطاع الصحي يف‬
‫الشق املتعلق بالوقاية الصحية وهنا جاءت أهم املحطات لتشكل نقلة نوعية يف املنظومة الصحية‬

‫أوال ‪:‬تطور العرض والربامج الصحية ‪1994- 1981‬‬

‫شكلت سنوات الثامنينيات والتسعينيات مرحلة توسيع العالجات األولية وتطوير وإعامل الربامج‬
‫الصحية بناء عىل انخراط املغرب يف التوجه العاملي املتمثل يف إعالن املؤمتر الدويل للرعاية الصحية‬
‫األولية وانطالقا من ‪ ، 1990‬أضحت الحاجة إىل إصالح بنيوي يفرض نفسه بإلحاح‪ ،‬االشيئ الذي‬
‫متت ترجمته أساسا باتخاذ اإلجراءات الرامية إلعادة تنظيم وزارة الصحة سنة ‪1994‬‬

‫‪ - 189‬تقرير موضوعايت ‪ " :‬األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية " يوليوز ‪ ،2022‬ص‪37 :‬‬

‫‪104‬‬
‫العـدد ‪ 17‬يوليوز ـ شتنرب‪2023‬‬

‫ثانيا‪ :‬إعالن" أملا أتا "ومعامل إصالح قطاع الصحة يف العامل‬


‫‪190‬‬
‫صدر سنة ‪ 1978‬إعالن املؤمتر الدويل للرعاية الصحية األولية أو ما سمى بإعالن " أملا ألتا "‬
‫الذي اعتُ ِرب حينها عالمة فارقة عىل صعيد الصحة العاملية‪ ،‬وذلك لكونه أول اتفاق دويل ينص عىل‬
‫رضورة تفعيل إجراءات وتدابري وطنية ودولية‪ ،‬كفيلة بتوفري رعاية صحية أولية يف دول العامل قاطبة‪،‬‬
‫كرشط أسايس لرفع وتحسني مستوى صحة األفراد والشعوب‪.‬‬

‫وقد اعترب هذا ا إلعالن أنه ليس من املقبول سياسيا واجتامعيا واقتصاديا اختالل ميزان العدالة‬
‫الصحية بني الناس‪ ،‬وباألخص بني الدول املتطورة والنامية ‪.‬كام أن التنمية االقتصادية واالجتامعية‬
‫مهمة لتحقيق الصحة للجميع‪ ،‬فإن تعزيز الصحة رضوري أيضا لصيانة التنمية االقتصادية‬
‫واالجتامعية ‪.‬وميلك الناس حق املشاركة الفردية والجامعية يف تخطيط وتنفيذ برامج الرعاية‬
‫الصحية‪ ،‬وتقع عىل الحكومات مسؤولية رعاية صحة شعوبها عرب إجراءات صحية واجتامعية كافية‬
‫لتحقيق هذا الهدف‪.‬‬

‫وال يقترص الحق يف الصحة عىل الرعاية الصحية املناسبة فقط حسب ما ورد يف اإلعالن‪ ،‬بل‬
‫ميتد أيضا ليشمل ما يعرف مبحددات الحالة الصحية‪ ،‬مثل توافر مياه الرشب النظيفة‪ ،‬والغذاء‬
‫الكايف‪،‬ميتد أيضا ليشمل ما يعرف مبحددات الحالة الصحية‪ ،‬مثل توافر مياه الرشب النظيفة‪،‬‬
‫والغذاء الكايف‪ ،‬واملسكن املالئم‪ ،‬واملعلومات الصحية الرضورية‪ ،‬وغريها من العوامل التي تؤثر سلبا أو‬
‫إيجابا يف الحالة الصحية العامة‬

‫ثالثا‪ :‬مخططات التنمية االقتصادية واالجتامعية وإصالح الصحة‬

‫كل هذه التوصيات أطلقت دينامية جديدة لتطوير املنظومة الصحية الوطنية مام ساعد عىل‬
‫إطالق أوراش إصالح التغطية الصحية األساسية وإصالح املستشفيات ‪ .‬حيث إنه وبالرجوع ملخططات‬
‫التنمية االقتصادية واالجتامعية ( ‪ ) 1985-1981‬و ( ‪ ) 1992-1882‬برزت مجموعة من اإلجراءات الخاصة‬
‫بهذه املرحلة‪:‬‬

‫‪4 - 190‬املؤمتر الدويل للرعاية الصحية األولية) أملا آتا‪ -‬االتحاد السوفيايت سبتمرب ‪ ( 1978‬الوثيقة رقم ‪ EB63/21 .‬بتاريخ ‪19‬‬
‫دجنرب ‪1978‬‬

‫‪105‬‬
‫العـدد ‪ 17‬يوليوز ـ شتنرب‪2023‬‬

‫✓ تدعيم البنيات التحتية االستشفائية عرب بناء أو توسيع مستشفيات جهوية أو إقليمية ومحلية‪،‬‬
‫و إنشاء مراكز إستشفائية جامعية يف الرباط و الدارالبيضاء‪.‬‬

‫✓ وضع برامج تحديث و تطوير البنية التحتية الصحية القامئة للمستشفيات‬

‫✓ تنفيد مجموعة من الربامج بخصوص البنيات التحتية املتنقلة من خالل إنشاء مراكز صحية‬
‫حرضية وقروية وتوفري مرافق إلواء الطواقم الطبية‪.‬‬

‫هذه املجهودات مل تكن كافية لتغطية الحاجيات املتزايدة للمجتمع حيث كانت القدرة‬
‫االستيعابية لهذه املستشفيات غري كافية نظرا لضعف املوارد املرصودة للقطاع‪ ،‬خاصة مع تداعيات‬
‫سياسة التقويم الهيكيل و انخفاض ميزانية الصحة إىل أقل من ‪ %2.3‬من امليزانية العامة بعد أن كانت‬
‫يف الستينات ‪ %7‬لذا توجهت الحكومة نحو الطب الوقايئ الذي اعتربته‪ ،‬إىل جانب سياسة مائية‬
‫وغذائية مناسبة مع الرتكيز عىل تطعيم املواطنني والسهر عىل صحة األم والطفل‪ ،‬الحل الذي‬
‫سيمكن الدولة من تغطية النقص الحاصل بسبب ضعف املوارد الالزمة للطب العالجي‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬البحث عن التغيري واإلعالن عن اإلصالح ‪2000-1995‬‬


‫عىل الرغم من أن الجدل حول اإلصالح الصحي يف املغرب بدأ يف عام ‪ ، 1993‬إال أن تحقيقه‬
‫األول مل يظهر حتى عام ‪ 1995191‬تقري ًبا مع إعادة هيكلة الخدمات املركزية يف وزارة الصحة ‪.‬وعىل‬
‫الرغم من أنها ليست األوىل من نوعها‪ ،‬إال أن إعادة الهيكلة خالل هذه الفرتة كانت خاصة ألنها‬
‫تعكس اتجا ًها نحو اإلصالح‪.‬‬

‫يف إطار التوجهات الرئيسية للمخططات الخامسية املوالية ونظرا لتطور طبيعة األمراض‬
‫واالحتياجات السكانية ونظرا لتحسن وضعية الحالة الصحية للمواطنني خالل فرتة التسعينيات فقد‬
‫كان الرتكيز باألساس عىل األنشطة الوقائية قصد تنمية الثقافة الصحية للمواطنني وتحسني املستوى‬
‫الصحي للبالد من خالل العمل عىل مجموعة من املحاور ‪:‬كمحور الصحة العامة‪ ،‬ومحور الصحة‬
‫اإلنجابية‪ ،‬ومحور صحة الطفل‪.‬‬

‫‪ - 191‬محمد أنفلوس ‪ ،‬مقال تحت عنوان " بعض معامل سياسة التعمري عىل ضوء الحالة الطبية و الصحية للمغرب يف عهد‬
‫الحامية " منشور مبجلة ليكسوس الرقمية عدد ‪2020 36‬‬

‫‪106‬‬
‫العـدد ‪ 17‬يوليوز ـ شتنرب‪2023‬‬

‫غري أن الوضع خالل هذه الفرتة أصبح يتسم مبفارقات‪ ،‬إذ أن املؤرشات الصحية تربز مدى‬
‫نجاعة ضبط الخصوبة واالتساع الكبري لشبكات العالجات وتراجع وفيات الرضع واألطفال من جهة‪،‬‬
‫ومن جهة أخرى تشهد عىل تواجد فوارق بينة بني األوساط والجهات‪ ،‬ونقص كبري يف جودة‬
‫العالجات ونقص مقلق يف املوارد البرشية‪.‬‬

‫كل هذا أبرز املجهودات املبذولة يف مجال الصحة وبنجاعة بعض الربامج‪ ،‬إال أن املعيقات التي‬
‫واجهها والتحديات التي وقفت أمامه ساءلت مدى مالمئة منوذج املنظومة الصحية الذي تم إقراره‬
‫غداة االستقالل عىل قدرته يف رفع التحديات التي واجهها القطاع الصحي خالل تلك الفرتة وما‬
‫تالها‪.‬‬

‫وخالل السنوات ما بعد ‪ 2000‬تغري املغرب بشكل عميق‪ ،‬مام ترتب عليه تحول جذري يف املشهد‬
‫الذي يعمل ويتفاعل يف إطاره القطاع الصحي‪ ،‬وجاءت النداءات إىل اإلصالح‪ ،‬بإيعاز من التغيريات‬
‫العميقة ملواصفات الحاجيات يف مجال الصحة‪ ،‬ومن انتظارات الساكنة حيال املنظومة الصحية‪،‬‬
‫وكذلك من العجز الظاهر لنموذج املنظومة القامئة‪.‬‬

‫أفضت هذه التغيريات إىل أن طريقة تنظيم القطاع‪ ،‬وإن كانت فاعلة يف املرحلة السابقة‪ ،‬مل‬
‫تعد مالمئة أمام التحديات الراهنة واملستقبلية ‪.‬ودستور ‪ 2011‬الذي نص عىل الحق يف الولوج إىل‬
‫العالجات الصحية من بني الحقوق األساسية‪ ،‬يعترب ترجمة سياسية لرضورة تحديث قطاع الصحة يف‬
‫بيئة تتصف بالتحول‪.‬‬

‫املبحث الثان ‪ :‬اإلطار املرجعي للمنظومة الصحية‬


‫إن اإلطار املرجعي للمنظومة الصحية يعتمد باألساس عىل التوجيهات امللكية السامية‪ . 192‬يف‬
‫شأن مبارشة إصالح جدري للمنظومة الصحية ‪ ،‬و كذا أحكام الوثيقة الدستورية املكرسة للحق يف العالج‬
‫و العناية الصحية ( املطلب األول) واعتبارا لكون الحق يف الصحة حقا من حقوق اإلنسان األساسية‪،‬‬
‫فقد إعتمد أيضا عىل كل من املواثيق الدولية‪ ،‬وال سيام العهد الدويل الخاص بالحقوق االقتصادية‬

‫‪ - 192‬ترأس صاحب الجاللة امللك محمد السادس‪ ،‬نرصه الله يوم اإلثنني ‪ 9‬نونرب ‪ 2222‬بالقرص املليك بالرباط‪ ،‬جلسة عمل‬
‫خصصت السرتاتيجية التلقيح ضد فريوس كوفيد‪.19‬‬
‫ترأس صاحب الجاللة امللك محمد السادس‪ ،‬نرصه الله يوم الثالثاء ‪ 41‬مارس ‪ 2222‬بالقرص املليك بالدار البيضاء‪ ،‬جلسة عمل‬
‫خصصت لتتبع تدبري انتشار وباء فريوس كورونا ببالدنا‪.‬‬

‫‪107‬‬
‫العـدد ‪ 17‬يوليوز ـ شتنرب‪2023‬‬

‫واالجتامعية والثقافية‪ .‬كلها مرجعيات أفضت لجعل املنظومة الصحية باملغرب ترسانة قانونية تؤطرها‬
‫جملة من القوانني واملراسيم والقرارات التي تفصل جزئيات هذه املنظومة وتفاصيلها ( املطلب الثاين )‪.‬‬

‫املطلب األول ‪ :‬التوجيهات امللكية السامة و أحكام الوثيقة الدستورية‬


‫الفقرة األوىل ‪ :‬التوجهات الكربى يف املجال الصحي يف خطب جاللة امللك محمد السادس‬
‫ال شك أن صحة املواطنات واملواطنني املغاربة تعترب من االهتاممات األوىل لصاحب الجاللة‬
‫امللك محمد السادس‪ ،‬وهدا االهتامم يربز من خالل الخطب امللكية املوجهة لألمة والرسائل املوجهة‬
‫للمؤمترات أو القمم اإلقليمية والدولية والتوجيهات امللكية السامية للحكومة و الربملان التي تعرب عن‬
‫إرادة سياسية ملكية تلخص تصوراته وتوجيهاته املوجهة لجميع الفاعلني املؤسساتيني من أجل‬
‫تنفيذها وتنزيل مضامينها‪ ،‬والتي من خالل هده الفقرة نستنبط منها بعض املحاور التي تهم املنطومة‬
‫الصحية واالجتامعية‪.193‬‬

‫أوال ‪:‬الرعاية الصحية األولية‪ ،‬واملحددات الصحية‪:‬‬


‫نبدأ منها ب الرسالة امللكية املوجهة للمشاركني يف اليوم العاملي للصحة سنة ‪ 2019‬املنظم من‬
‫طرف املنظمة العاملية للصحة بالرباط و التي جاء فيها خطاب جاللة امللك محمد السادس كالتايل ‪:‬‬

‫"‪ .....‬ذلك أن األهمية البالغة التي تكتسيها خدمات الرعاية الصحية األساسية بصفة‬
‫عامة‪ ،‬ويف إطار املنظومة الصحية عىل وجه الخصوص‪ ،‬نابعة من كونها نهجا يشمل كل‬
‫مكونات املجتمع‪ ،‬ويتمحور حول احتياجات وأولويات األفراد واألرس واملجتمعات‪ ،‬ويهتم‬
‫بصحتهم‪ ،‬بجوانبها البدنية والنفسية واالجتامعية‪ ،‬الشاملة واملرتابطة‪ ،‬إرشادا ووقاية وعالجا‪،‬‬
‫وإعادة تأهيل‪ .‬وإذا كان توفري املوارد املالية والبرشية الصحية املالمئة‪ ،‬رضوريا لتوفري الرعاية‬
‫الصحية األولية‪ ،‬فإن من الواجب التعامل مبنهجية مع املحددات األوسع للصحة‪ ،‬مبا يف ذلك‬
‫العوامل االجتامعية واالقتصادية‪ ،‬والبيئية والسلوكية‪ .‬وهو ما يقتيض بلورة وإقرار سياسات‬
‫وإجراءات قطاعية وبني‪-‬قطاعية‪ ،‬تأخذ بعني االعتبار هذه العوامل مجتمعة‪ ،‬يف إطار املسؤولية‬
‫املشرتكة بني كافة املتدخلني يف الشأن الصحي‪ ،‬والتي متيل عليهم جميعا تضافر الجهود‪،‬‬
‫وترشيد املوار"‪.‬‬

‫‪ " - 193‬تقرير مجموعة العمل املوضوعاتية املكلفة باملنطومة الصحية ' مرجع سابق ص‪.35‬‬

‫‪108‬‬
‫العـدد ‪ 17‬يوليوز ـ شتنرب‪2023‬‬

‫ثانيا ‪ :‬صحة األم والطفل‬


‫شكلت صحة األم والطفل توجها رئيسيا يف خطب جاللة امللك فكانت منطلق السياسة الوطنية‬
‫املندمجة لصحة الطفل‪ ،‬حيث جاء يف الرسالة السامية املوجهة للمشاركني يف املناظرة الوطنية حول‬
‫املبادرة الوطنية للتنمية البرشية" ‪...‬ونخص هنا بالذكر‪ ،‬رضورة تحسني النظام الصحي‪ ،‬عرب‬
‫االهتامم أكرث بصحة ا ألم والطفل‪ ،‬مبا يضمن العدالة و اإلنصاف يف الولوج للخدمات‬
‫االجتامعية‪."194‬‬

‫كام أكد جاللته يف الرسالة املوجهة للمشاركني يف الدورة الخامسة للمؤمتر اإلسالمي للوزراء‬
‫املكلفني بالطفولة عىل رضورة متكني األطفال من حقوقهم ا ألساسية" ‪...‬وكام تعلمـــون‪ ،‬فإن‬
‫ضامن حقوق االطفال ميــــر قبل كل شيئ‪ ،‬عرب متكينهم من حقوقهم ا ألساسيــــة‪ ،‬يف‬
‫الصحة والتعليم والسكن والحامية االجتامعية‪ ،‬والتي تنص عليها أيضا أهداف التنمية‬
‫املستدامة‪."195‬‬

‫ثالثا‪ :‬التغطية الصحية والحامية االجتامعية ورش مليك متجدد‬


‫من املالحظ أن التغطية االجتامعية الشاملة كانت حارضة يف خطب جاللة امللك التي وجهت‬
‫الحكومة واملؤسسات إىل توفري التغطية االجتامعية لفئات من املواطنات واملواطنني‬

‫"‪ ...‬كام يجب تفعيل وتوسيع الحامية االجتامعية والتغطية الصحية‪ ،‬ومكافحة كل‬
‫أشكال الفقر واإلقصاء‪ ،‬وترسيخ التضامن بني ا ألجيال باتخاذ التدابري الالزمة واملستعجلة‬
‫إلنقاذ مستقبل أنظمة التقاعد‪." '196‬‬

‫"‪...‬كام تحظى الجهود املبذولة يف مجال الصحة بالعناية الالزمة التي تجلت يف اعتامد‬
‫سياسة ذات بعد وقائ وعالجي‪ ،‬تهدف إىل تعميم التغطية الصحية لفائدة كل املغاربة ومحاربة‬
‫لألوبئة ال سيام ألمراض املعدية كداء السل وفقدان املناعة‪."197‬‬

‫‪- 194‬لرسالة امللكية املوجهة للمشاركني يف املناظرة الوطنية األوىل حول املبادرة الوطنية للتنمية البرشية‪19/09/2019‬‬
‫‪ - 195‬الرسالة امللكية السامية ملشاركني يف أشغال الدورة الخامسة للمؤمتر االسالمي للوزراء املكلفني بالطفولة ‪.17/02/2018‬‬
‫‪. - 196‬خطاب جاللة امللك محمد السادس إىل األمة مبناسبة الذكرى الخامسة العتالء العرش ‪ 22‬يونيو‪222‬‬
‫‪ - 197‬جاللة امللك يوجه رسالة إىل املشاركني يف القمة االفريقية الثانية للشباب الرائد ‪2005/08/18‬‬

‫‪109‬‬
‫العـدد ‪ 17‬يوليوز ـ شتنرب‪2023‬‬

‫ومن خالل الرسالة امللكية املوجهة للمشاركني يف اليوم العاملي للصحة سنة ‪ 2019‬املنظم من‬
‫طرف املنظمة العاملية للصحة بالرباط‪:‬‬
‫" لقد خطى املغرب خطوات واسعة يف إرساء نظم التغطية الصحية األساسية‪ ،‬بحيث‬
‫دخلت التغطية الصحية اإلجبارية حيز التنفيذ سنة ‪ ، 2005‬كام تم تعميم نظام املساعدة الطبية‬
‫أو ما يسمى ب“ الراميد ”سنة ‪. 2012‬باإلضافة إىل ذلك‪ ،‬تم اتخاذ مجموعة من اإلجراءات يف‬
‫مجال توسيع االستفادة من أنظمة التأمني عن املرض‪ ،‬لتشمل طلبة التعليم العايل يف‬
‫القطاعني العام والتكوين املهني‪ ،‬واملهاجرين وكذلك أمهات وآباء األشخاص املؤ منني كام‬
‫انخرط املغرب‪ ،‬يف إجراءات التأمني اإلجباري األسايس عن املرض الخاص بفئات املهنيني‪،‬‬
‫والعامل املستقلني‪ ،‬واألشخاص غري األجراء‪ ،‬بهدف تكميل مرشوع التغطية الصحية الشاملة‬
‫وتحقيق الولوج العادل للعالجات كام ينص عليه دستور اململكة املغربية‪".‬‬
‫وقد تأكدت الرؤية امللكية السديدة بعد ظروف الجائحة وتأثريها عىل املواطنني عرب العامل وهو‬
‫الذي رسمه جاللة امللك بإطالق عملية التغطية االجتامعية الشاملة يف خطابه السامي مبناسبة تربعه‬
‫عىل عرش أسالفه املنعمني‪.. " :‬لذا‪ ،‬نعترب أن الوقت قد حان‪ ،‬إلطالق عملية حازمة‪ ،‬لتعميم‬
‫التغطية االجتامعية لجميع املغاربة‪ ،‬خالل الخمس سنوات املقبلة ‪ .‬وندعو للرشوع يف ذلك‬
‫تدريجيا‪ ،‬ابتداء من يناير ‪ ، 2021‬وفق برنامج عمل مضبوط‪ ،‬بدءا بتعميم التغطية الصحية ا‬
‫إلجبارية‪ " 198‬وقد جدد جاللته التأكيد عىل هذا الورش االجتامعي الكبري أمام نواب األمة موضحا‬
‫املكونات األساسية لهذا املرشوع الوطني الكبري‪:‬‬

‫"لذلك‪ ،‬دعونا لتعميم التغطية االجتامعية لجميع املغاربة ‪ .‬وهو مرشوع وطني كبري‬
‫✓ تعميم التغطية الصحية ا إلجبارية‪ ،‬يف أجل أقصاه نهاية ‪2022‬‬
‫✓ تعميم التعويضات العائلية‪...‬‬
‫✓ توسيع االنخراط يف نظام التقاعد‪...‬؛‬
‫✓ تعميم االستفادة من التأمني عىل التعويض عىل فقدان الشغل‪"199‬‬

‫‪ - 198‬الخطاب السامي الذي وجهه جاللة امللك إىل األمة مبناسبة عيد العرش املجيد‪30/07/2020‬‬
‫‪ - 199‬نص الخطاب السامي الذي وجهه جاللة امللك مبناسبة افتتاح الدورة االوىل من السنة الترشيعية الخامسة من الوالية‬
‫الترشيعية العارشة ‪2020/10/09‬‬

‫‪110‬‬
‫العـدد ‪ 17‬يوليوز ـ شتنرب‪2023‬‬

‫رابعا ‪ :‬التنمية البرشية ومحاربة الفقر والهشاشة‬

‫إن الصحة الجيدة تتطلب توفري الظروف السليمة للعيش وهو ما يتوازى وتحقيق التنمية‬
‫االقتصادية واالجتامعية وتوفري جميع األساسيات للمواطنات واملواطنني‪ ،‬ويكاد ال يخلو خطاب مليك‬
‫من اإلشارة إىل رضورة خلق تنمية حقيقية تستجيب لالحتياجات امللحة باعتبارها أولويات ال تحتمل‬
‫التأجيل‪.‬‬

‫"‪ ..‬فإن قضايا الدميقراطية والتنمية وثقل املديونية والصحة والبيئة والهوية الثقافية‬
‫وقضايا الرتبية والتعليم وأوضاع املرأة والطفولة وغريها من القضايا امللحة بأولويتها وحساسيتها‬
‫مل تعد تتحمل التأجيل أو االنتظار‪" 200‬‬

‫وقد دعا جاللته إىل اتــــباع اسرتاتيجية تنموية حقيقـــية ملواجهة الفقر وضعف البنيات‬
‫األساسية‪:‬‬

‫"‪..‬إن التنمية البرشية تحظى بصدارة انشغاالتنا‪ ،‬ملواجهة ما يعانيه ما يقرب من نصف‬
‫سكان املعمور من فقر مدقع‪ ،‬ونقص يف التغذية‪ ،‬وسكن غري الئق‪ ،‬وتدن الرشوط الصحية‪،‬‬
‫وضعف الخدمات الطبية‪ ،‬وتفيش األمية واألمراض الفتاكة ‪.‬ولن يتأىت لنا ذلك إال من خالل‬
‫اسرتاتيجية تنموية حقيقية‪" 201‬‬

‫ولتحقيق التحديات التنموية أحدث جاللته اللجنة الخاصة بالنمـــوذج التنموي والتي تكتســــي‬
‫طابعا استشاريا وترتكز مهامها عىل رسم مالمح منوذج تنموي متجدد وفــــق مقاربة تشاركية وشاملة‬
‫‪...".‬لذلك‪ ،‬أعطينا أهمية خاصة لربامج التنمية البرشية‪ ،‬وللنهوض بالسياسات االجتامعية‬
‫والتجاوب مع االنشغاالت امللحة للمغاربة‬

‫‪ .‬وكام قلت يف خطاب السنة املاضية‪ ،‬فإنه لن يهدأ يل بال‪ ،‬حتى نعالج املعيقات‪ ،‬ونجد‬
‫الحلول املناسبة للمشاكل التنموية واالجتامعية‪."202‬‬

‫‪ - 200‬رسالة موجهة للمشاركني يف منتدى العامل العرب وافريقيا ‪:‬تحديات الحارض واملستقبل‪14/10/2003‬‬
‫‪ - 201‬الخطاب املليك املوجه إىل قمة حركة عدم ا النحياز‪15/9/2006‬‬
‫‪ - 202‬رسالة إىل املشاركني يف الدورة السنوية ملنتدى كرانس مونتانا التي تستضيفها مدينة الداخلة‪16/3/2019‬‬

‫‪111‬‬
‫العـدد ‪ 17‬يوليوز ـ شتنرب‪2023‬‬

‫‪203‬‬
‫خامسا ‪ :‬االلتزام بتحقيق أهداف األلفية‬

‫لقد أكد جاللة امللك أكرث من مرة عىل التزام املغرب بتحقيق األهداف اإلمنائية لأللفية ووضعها‬
‫يف قلب السياسات الوطنية " فاألمر يتعلق برفع تحد كبري‪ ... ،‬من قبل الدول النامية‪ ،‬التي يجدر‬
‫بها وضع ا ألهداف ا إلمنائية لأللفية يف صلب سياساتها الوطنية ‪ .‬وذلكم هو النهج القويم‪،‬‬
‫الذي سلكه املغرب‪ ،‬حيث قمنا‪ ،‬منذ سنة‪ 2005‬بإطالق املبادرة الوطنية للتنمية البرشية ‪...‬قطع‬
‫املغرب أشواطا متقدمة‪ ،‬لبلوغ األهداف االمنائية لأللفية‪. "204‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬إقرار دستور ‪ 2011‬بالحق يف الصحة‬

‫تضمن دستور اململكة السيام الفصل ‪ 31‬منه‪ 205‬إقرارا بحق املواطنات واملواطنني يف الحصول‬
‫عىل العالج والعناية الصحية‪ ،‬وعىل الحامية االجتامعية والتغطية الصحية‪ ،‬ومجموعة من الحقوق‬
‫التي تشكل يف مجملها منظومة صحية متكاملة‪.‬‬

‫‪ - 203‬نبثقت األهداف اإلمنائية لأللفية عن الفصول الثامن إلعالن األمم املتحدة لاللفية واملوقع يف سبتمرب‪ 2000 /‬وتتألف من‬
‫مثانية أهداف و‪ 21‬غاية و‪ 60‬مؤرشا لقياس التقدم املحرز يف تحقيق األهداف‪ .‬املرامي الثامنية التنموية الثامنية لأللفية هي‪:‬‬
‫الهدف األول ‪:‬القضاء عىل الفقر املدقع والجوع‬
‫الهدف الثان ‪:‬تحقيق تعميم التعليم‬
‫الهدف الثالث ‪:‬تعزيز املساواة بني الجنسني ومتكني املرأة‬
‫الهدف الرابع ‪:‬تقليل وفيات األطفال‬
‫الهدف الخامس‪ :‬تحسني الصحة النفاسية‬
‫الهدف السادس ‪:‬مكافحة األيدز واملالريا واألمراض األخرى‬
‫الهدف السابع ‪:‬كفالة االستدامة البيئية‬
‫الهدف الثامن ‪:‬إقامة رشاكة عاملية من أجل التنمية‬
‫‪ -204‬نص الخطاب الذي ألقاه جاللة امللك يف قمة أهداف األلفية للتنمية بنيويورك‪20/9/2010 .‬‬
‫‪ -205‬نص الفصل ‪ 31‬من الدستور " تعمل الدولة واملؤسسات العمومية والجامعات الرتابية‪ ،‬عىل تعبئة كل الوسائل املتاحة‪ ،‬لتيسري‬
‫أسباب استفادة امل واطنات واملواطنني‪ ،‬عىل قدم املساواة‪ ،‬من الحق يف‪:‬العالج والعناية الصحية؛ الحامية االجتامعية والتغطية‬
‫الصحية‪ ،‬والتضامن التعاضدي أو املنظم من لدن الدولة؛ الحصول عىل تعليم عرصي ميرس الولوج وذي جودة؛ التنشئة عىل‬
‫التشبث بالهوية املغربية‪ ،‬والثوابت الوطنية الراسخة؛ التكوين املهني واالستفادة من الرتبية البدنية والفنية؛ السكن الالئق؛ الشغل‬
‫والدعم من طرف السلطات العمومية يف البحث عن منصب شغل‪ ،‬أو يف التشغيل الذايت؛ ولوج الوظائف العمومية حسب‬
‫االستحقاق؛ الحصول عىل املاء والعيش يف بيئة سليمة؛ التنمية املستدامة‬

‫‪112‬‬
‫العـدد ‪ 17‬يوليوز ـ شتنرب‪2023‬‬

‫وباإلضافة للفصل ‪ 31‬نجد مجموعة من املقتضيات الدستورية التي تقر حقوقا تساير نفس املنحى‬
‫كالفصل ‪ 20‬الذي ينص عىل الحق يف الحياة ‪ 206‬والفصل ‪ 21‬الذي ينص عىل الحق يف السالمة‬
‫الشخصية لألفراد ‪ 207‬وقد حظي األشخاص ذوي االحتياجات الخاصة بعناية كبرية من خالل نص‬
‫الفصل ‪ 34‬رصاحة عىل توجيه السياسات العمومية لرعاية هذه الفئة من املواطنني‪.208‬‬

‫كل هذه الحقوق مل يسبق أن تضمنتها الدساتري املغربية املتعاقبة منذ االستقالل‪ ،‬لكن هذا مل‬
‫مينع املرشع املغريب من إقرار قوانني تهم املجال الصحي والتغطية الصحية وتنظيم املهن الصحية منذ‬
‫‪ 1959‬كام صادق املغرب عىل مجموعة من املعاهدات الدولية التي تعرتف بحق اإلنسان يف الصحة‬
‫‪209‬‬
‫ويف توفري الرشوط الصحية واملسامة رشوط الصحة الدفينة‬

‫املطلب الثان ‪ :‬املرجعيات الدولية و النصوص الترشيعية الوطنية‬


‫الفقرة االوىل ‪ :‬املعاهدات واملواثيق الدولية املصادق عليها‬
‫تعترب املواثيق الدولية واإلقليمية من بني أهم املراجع التي أقرت حقوق اإلنسان املتعارف عليها‬
‫دوليا والتي يدخل من ضمنها الحق يف الصحة‪ .‬هكذا ميكن استقراء أهم معاهدات حقوق اإلنسان‬
‫الدولية التي اعرتفت بالحق يف الصحة ويف تهيئة الظروف املالمئة ملامرسة هذا الحق والتي صادق‬
‫عليها املغرب‬

‫‪. -206‬نص الفصل‪ 20‬من الدستور الحق يف الحياة هو أول الحقوق لكل إنسان‪ .‬ويحمي القانون هذا الحق‪.‬‬
‫‪ - 207‬نص الفصل ‪ 21‬من الدستور لكل فرد الحق يف سالمة شخصه وأقربائه‪ ،‬وحامية ممتلكاته‪ .‬تضمن السلطات العمومية سالمة‬
‫السكان‪ ،‬وسالمة الرتاب الوطني‪ ،‬يف إطار احرتام الحريات والحقوق األساسية املكفولة للجميع‪.‬‬
‫‪ - 208‬نص الفصل ‪ 34‬من الدستور تقوم السلطات العمومية بوضع وتفعيل سياسات موجهة إىل األشخاص والفئات من ذوي‬
‫االحتياجات الخاصة‪.‬‬
‫ولهذا الغرض‪ ،‬تسهر خصوصا عىل ما ييل‪ :‬معالجة األوضاع الهشة لفئات من النساء واألمهات‪ ،‬ولألطفال واألشخاص املسنني‬
‫والوقاية منها‬
‫عادة تأهيل األشخاص الذين يعانون من إعاقة جسدية‪ ،‬أو حسية حركية‪ ،‬أو عقلية‪ ،‬وإدماجهم يف الحياة االجتامعية واملدنية‪،‬‬
‫وتيسري متتعهم بالحقوق والحريات املعرتف بها للجميع‪.‬‬
‫‪ - 209‬ويقض ي التعليق العام للجنة األمم املتحدة املعنية بالحقوق االقتصادية واالجتامعية والثقافية بأ ن الحق يف الصحة ال‬
‫ينطوي عىل توفري خدمات الرعاية الصحية يف الوقت املناسب فحسب‪ ،‬بل ينطوي أيضا عىل محددات الصحة الدفينة مثل‬
‫توفري املياه النقية والصالحة للرشب ووسائل ا إلصحاح املالمئة وإمدادات كافية من األغذية واألطعمة املغذية املأمونة واملساكن‬
‫اآلمنة وظروف مهنية وبيئية صحية وتوفري وسائل التثقيف الصحي واملعلومات الصحية املناسبة‪ ،‬مبا يف ذلك يف مجال الصحة‬
‫الجنسية واإلنجابية‪.‬‬

‫‪113‬‬
‫العـدد ‪ 17‬يوليوز ـ شتنرب‪2023‬‬

‫✓ اإلعالن العاملي لحقوق اإلنسان‪210‬؛‬


‫✓ العهد الدويل الخاص بالحقوق االقتصادية واالجتامعية والثقافية‪. 211‬‬
‫✓ اتفاقية القضاء عىل كل أشكال التمييز ضد املرأة؛‬
‫✓ اتفاقية حقوق األشخاص ذوي اإلعاقة؛‬
‫✓ اتفاقية حقوق الطفل؛‬
‫✓ امليثاق االجتامعي األوريب؛‬
‫✓ امليثاق اإلفريقي لحقوق اإلنسان و الشعوب‬
‫✓ الربوتوكول اإلضايف لإلتفاقي ألمريكية لحقوق اإلنسان املتعلق بالحقوق االقتصادية‬
‫واالجتامعية والثقافية) بروتوكول سان سلفادور(؛‬

‫▪ الحق يف الصحة حسب املنظامت الدولية‪:‬‬


‫حددت املنظامت الدولية املهتمة بالصحة مجموعة من املعايري التي تعتمدها الدول والحكومات‬
‫يف إعداد السياسات العمومية والربامج ذات الصلة باملجال الصحي‪ ،‬ونورد هنا مجموعة من التعاريف‬
‫الدولية حول الحق يف الصحة‪.‬‬

‫عرفت منظمة الصحة العاملية" الصحة" بأنها حلة من اكتامل السالمة بدنيا و عقليا واجتامعيا‬
‫ال مجرد انعدام املرض أو العجز" فدستور املنظمة يؤكد عىل أن التمتع بأعىل مستوى من الصحة‬
‫ميكن بلوغه هو أحد الحقوق األساسية لكل إنسان مبا يضمن الحصول عىل الرعاية التي تضمن توافر‬
‫القدر الكايف من املرافق الصحية وتكافؤ الفرص يف االستفادة والولوج للخدمات مبستوى معني من‬
‫الجودة‪.‬‬
‫ويفرض الحق يف الصحة عىل الدول ثالثة أنواع من االلتزامات ‪:‬أوالها احرتام وعدم التدخل‬
‫يف التمتع بالحق يف الصحة ثم الحامية من عرقلة التمتع بهذا الحق ويبقى االلتزام األهم هو اتخاذ‬
‫الخطوات اإليجابية إلعامل الحق يف الصحة‪.‬‬

‫‪ - 210‬املادة ‪ 25‬من اإلعالن العاملي لحقوق اإلنسان‪.‬‬


‫‪ - 211‬تنص املادة ‪ 12‬من العهد الدويل الخاص بالحقوق االقتصادية واالجتامعية والثقافية عىل رضورة اتخاذ خطوات لضامن‬
‫تفعيل الحق يف الصحة‬

‫‪114‬‬
‫العـدد ‪ 17‬يوليوز ـ شتنرب‪2023‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬أهم النصوص الترشيعية و التنظيمية املؤطرة للمنظومة الصحية‬


‫إن املنظومة الصحية باملغرب تؤطرها ترسانة قانونية مهمة من القوانني واملراسيم والقرارات التي‬
‫تفصل جزئيات هذه املنظومة وتفاصيلها انطالقا من العرض الصحي إىل الخريطة الصحية والهيئات‬
‫املهنية واالستشارية باإلضافة إىل التغطية الصحية ا إلجبارية والتأمني الصحي والهيئات املكلفة‬
‫بالتدبري و الضبط‪.‬‬

‫لكن وانطالقا من منطق التطور ‪ ،‬فإن النصوص القانونية يطالها التقادم إما بفعل التطور‬
‫اإلنساين والتكنولوجي الذي يُربز جوانب إضافية يجب التطرق إليها‪ ،‬أو بفعل تطبيق الترشيع عىل‬
‫أرض الواقع مام يُبني الخلل ونقط الضعف التي يجب تغطيتها‪.‬‬

‫وال بأس هنا من التذكري بأهم النصوص القانونية املؤطرة للمنظومة الصحية‬

‫✓ ظهري رشيف رقم ‪ 1-22-77‬صادر يف ‪ 14‬من جامدى األوىل ‪ 9( 1444‬ديسمرب ‪ )2022‬بتنفيذ‬


‫القانون ‪ -‬اإلطار رقم ‪ 06-22‬املتعلق باملنظومة الصحية الوطنية‪.‬‬
‫✓ ظهري رشيف رقم‪ 1.16.62‬الصادر يف ‪ 17‬شعبان ‪ 1437‬املوافق ل ‪ 24‬ماي ‪ 2016‬بتنفيذ القانون‬
‫رقم ‪ 70.13‬يتعلق باملراكز االستشفائية الجامعية‪.‬‬
‫✓ مرسوم رقم ‪ 2.03.402‬صادر يف ‪ 20‬رجب ‪ 17 ( 1424‬سبتمري ‪ )2013‬بتطبيق أحكام القانون‬
‫رقم ‪ 65.00‬مبثابة مدونة التغطية الصحية األساسية؛‬
‫✓ ظهري رشيف رقم ‪ 1.17.15‬بتنفيد القانون ‪ 98.15‬املتعلق بنظام التأمني اإلجباري األساس‬
‫عن املرض الخاص بفئات املهنيني والعامل املستقلني‬
‫✓ مرسوم رقم ‪ 2.18.625‬الصادر يف ‪ 10‬جامدى األوىل ‪ 17 ( 1440‬يناير ‪ )2019‬بتطبيق القانون‬
‫رقم ‪ 99.15‬بإحداث نظام للمعاشات الخاصني بفئات املهنيني والعمل املستقلني واألشخاص‬
‫غري األجراء الذين يزاولون نشاطا خاصا؛‬
‫✓ مرسوم رقم ‪ 2.19.1023‬صادر يف ‪ 4‬جامدى االوىل ‪ 31 ( 1441‬ديسمرب ‪ ) 2019‬بتمميم املرسوم‬
‫رقم ‪ 2.19.719‬بتاريخ ‪ 4‬صفر ‪ 3 ( 1441‬أكتوبر ‪ )2019‬بتطبيق القانون رقم ‪ 98.15‬املتعلق بنظام‬
‫التأمني اإلجباري األسايس عن املرض والقانون رقم‪ 99.15‬بإحداث نظام للمعاشات‬

‫‪115‬‬
‫العـدد ‪ 17‬يوليوز ـ شتنرب‪2023‬‬

‫الخاصني بفئات املهنيني والعمل املستقلني واألشخاص غري األجراء الذين يزاولون نشاطا‬
‫خاصا‪ ،‬فيام يتعلق بالقوابل واملروضني الطبيني؛‬
‫✓ مرسوم رقم ‪ 2.18.624‬صادر يف ‪10‬جامدى االوىل ‪ 17 ( 1440‬يناير ‪ ) 2019‬بتطبيق أحكام‬
‫املادة ‪ 17‬من القانون رقم ‪ 98.15‬املتعلق بنظام التأمني اإلجباري األساس ي عن املرض‬
‫الخاص بفئات املهنيني والعامل املستقلني واألشخاص غري األجراء الذين يزاولون نشاطا‬
‫خاصا بشأن مجلس إدارة الصندوق الوطني للضامن االجتامعي؛‬
‫✓ القانون ‪ 99.17‬مبثابة مدونة التأمينات؛‬
‫✓ القانون رقم ‪ 116.12‬املتعلق بنظام التأمني اإلجباري األسايس عن املرض الخاص بالطلبة؛‬
‫✓ مرسوم رقم ‪ 2.18.513‬صادر يف ‪17‬دي القعدة ‪ ( 1439‬سبتمرب‪ ) 2015‬بتطبيق بتطبيق القانون‬
‫رقم ‪ 116.12‬املتعلق بنظام التأمني اإلجباري االسايس عن املرض الخاص بالطلبة‪.‬‬
‫✓ القانون ‪ 12.64‬املتعلق بإحداث هيئة مراقبة التأمينات واالحتياط االجتامعي؛‬
‫✓ املرسوم بقانون رقم ‪ 2.18.781‬الصادر يف ‪ 30‬محرم ‪ 10 ( 1440‬أكتوبر ‪ )2018‬بإحداث الصندوق‬
‫املغريب للتأمني الصحي‬

‫▪ القوانني املنظمة املهن الطبية املهن الشبه طبية ؛‬

‫✓ مرسوم رقم ‪ 2.15.447‬صادر يف ‪ 6‬جامدى اآلخرة ‪ 16 ( 1437‬مارس ‪ )2016‬بتطبيق القانون‬


‫رقم ‪131.13‬املتعلق مبزاولة مهنة الطب‪.‬‬
‫✓ القانون رقم ‪ 12.01‬املتعلق باملختربات الخاصة للتحاليل البيولوجية الطبية‪ ،‬الصادر يف نوفرب‬
‫‪2002‬‬
‫✓ القانون رقم ‪ 08.12‬املتعلق بالهيئة الوطنية للطبيبات واألطباء‪ ،‬الصادر يف ‪ 13‬؛ مارس ‪.2013‬‬
‫✓ ظهري ‪ 1960‬تنظم مبقتضاه مزاولة مهن األطباء والصيادلة وجراحي األسنان والعقاقرييني و‬
‫القوابل‬
‫✓ القانون رقم ‪ 07.05‬املتعلق بهيئة أطباء األسنان الوطنية‪ ،‬الصادر يف ‪ 17 .‬أبريل ‪.2007‬‬
‫✓ القانون رقم ‪ 43.13‬املتعلق مبزاولة مهن التمريض‪ ،‬الصادر يف يونيو ‪2016‬‬
‫✓ القانون رقم ‪ 44.13‬املتعلق مبزاولة مهنة القبالة‪ ،‬الصادر يف ‪ 22‬؛ يونيو ‪.2016‬‬

‫‪116‬‬
‫العـدد ‪ 17‬يوليوز ـ شتنرب‪2023‬‬

‫✓ القانون رقم ‪ 45.13‬املتعلق مبزاولة مهن الرتويض والتأهيل وإعادة التأهيل الوظيفي‪،‬الصادر‬
‫يف ‪ 9 .‬أغسطس ‪2019‬‬
‫✓ القانون رقم ‪ 17.04‬مبثابة مدونة األدوية والصيدلة‪ ،‬الصادر يف ‪ 22‬نوفمرب ‪2006‬‬
‫✓ مرسوم رقم ‪ 2.07.1064‬صادر يف ‪ 5‬رجب ‪ 9 ( 1429‬يوليو ‪ )2008‬يتعلق مبزاولة الصيدلة‬
‫وإحداث الصيدليات واملؤسسات الصيدلية وفتحها؛‬
‫✓ مرسوم رقم ‪2.14.607‬صادر يف ‪ 22‬من ذي القعدة ‪ 18 ( 1435‬سبتمرب ‪ )2014‬بتطبيق القانون‬
‫رقم ‪84.12‬املتعلق باملستلزمات الطبية؛‬
‫✓ الظهري الرشيف مبثابة قانون رقم ‪ 1.75453‬بتاريخ ‪ 25‬ذي الحجة ‪ 17 ( 1396‬دجنرب ‪)1976‬‬
‫يتعلق بإحداث هيئة للصيادلة؛‬
‫✓ القانون رقم ‪ 47.14‬املتعلق باملساعدة الطبية عىل اإلنجاب‪ ،‬الصادر بتنفيذه الظهري الرشيف‬
‫رقم ‪ 1.19.50‬بتاريخ ‪ 4‬رجب ‪ 11 ( 1440‬مارس ‪ )2019‬الهادف إىل سد الفراغ القانوين الذي‬
‫يطبع مامرسات تقنيات املساعدة الطبية عىل اإلنجاب الذي يتم خارج السياق الطبيعي‪.‬‬

‫خامتة‬
‫بعد إلقاء نظرة عىل التطور التاريخي للمنظومة الصحية باملغرب و تقسيمه إىل مراحل مهمة مر‬
‫منها قطاع الصحة بني مرحلة ما قبل الحامية و مرحلة بعد االستقالل وبعد التطرق بشكل موجز‬
‫للمرجعيات التي يعتمدها هذا القطاع يف طريقة عمله و صياغة قوانينه‪.‬‬

‫تبني أن الدولة املغربية تويل هذا القطاع أهمية قصوى وتحاول تجاوز املعيقات عىل مر السنني‬
‫غري أنه البد من التأكيد أن جائحة كورونا تعترب نقطة مفصلية يف تاريخ املنظومة الصحية حيث أنه بعد‬
‫هذه الجائحة أصبحنا أمام مرحلة ثالثة تهم هذا القطاع‪ ،‬إذ ميكننا القول رب ضارة نافعة فبسببها تم‬
‫تسليط الضوء عىل مجموعة من اإلشكاليات التي يعاين منها قطاع الصحة ببالدنا ‪ ،‬سواء عىل مستوى‬
‫النصوص القانونية والتنظيمية‪ ،‬أو عىل مستوى التأطري الصحي والخدمات الصحية‪ ،‬أو عىل مستوى‬
‫البنيات التحتية والعرض الصحي والبحث العلمي املتخصص يف املجال الصحي‪ ،‬األمر الذي استدعى‬
‫التدخل املبارش من أجل النهوض بهذا القطاع بشكل جدي و القيام بإصالحات جدرية من شأنها‬
‫النهوض بالقطاع الصحي‪ ،‬والعمل عىل تطويره‪ ،‬والرفع من أدائه‪ ،‬بحيث يعترب هذا اإلصالح مسؤولية‬

‫‪117‬‬
‫العـدد ‪ 17‬يوليوز ـ شتنرب‪2023‬‬

‫مشرتكة بني الدولة والجامعات الرتابية واملؤسسات العمومية من جهة‪ ،‬والقطاع الخاص واملجتمع املدين‬
‫والهيئات املهنية والساكنة من جهة أخرى‪ ،‬حيث أصبح اإلصالح العميق للمنظومة الصحية الوطنية‬
‫رضورة ملحة وأولوية وطنية ضمن أولويات السياسة العامة للدولة الرامية إىل تثمني الرأسامل البرشي‪،‬‬
‫واالعتناء بصحة املواطنني كرشط أسايس وجوهري لنجاح النمودج التنموي املنشود‪.‬‬

‫ومن أجل توفري الرشوط الالزمة لهذا اإلصالح‪ ،‬تم إقرار مراجعة شاملة لحكامة املنظومة الصحية‬
‫بكل مكوناتها‪ ،‬من خالل إعادة االعتبار للموارد البرشية العاملة يف القطاع الصحي‪ ،‬وتحسني أنظمة‬
‫التكوين الصحي بهذا القطاع‪ ،‬وجلب الكفاءات الطبية العاملة بالخارج‪ ،‬وإحداث منظومة معلوماتية‬
‫صحية وطنية مندمجة‪ ،‬ونظام االعتامد املؤسسات الصحية‪ ،‬وإحداث هيئات متخصصة للتدبري والحكامة‬
‫هي الهيئة العليا للصحة‪ ،‬التي ستضطلع مبهام التأطري التقني لورش التأمني اإلجباري األسايس عن‬
‫املرض‪ ،‬واملجموعات الصحية الرتابية التي ستتوىل تنفيذ سياسة الدولة يف مجال الصحة عىل الصعيد‬
‫الجهوي‪ ،‬عالوة عىل إحداث مؤسسة عمومية لألدوية واملنتجات الصحية‪ ،‬ومؤسسة عمومية أخرى‬
‫خاصة بتوفري الدم ومشتقاته‪.‬‬

‫ومن شأن هذه األهداف املتوخاة أن تشكل إطارا متكامال وفعاال لتحقيق اإلصالح املنشود‬
‫للمنظومة الصحية الوطنية ويف هذا الصدد تم إصدار القانون اإلطار رقم ‪ 06.22‬املتعلق باملنظومة الصحية‬
‫الوطنية الذي سيكون محور دراسات مقبلة‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫العـدد ‪ 17‬يوليوز ـ شتنرب‪2023‬‬

‫الئحة املراجع‬

‫الخطب والرسائل امللكية‬


‫▪ الرسالة امللكية املوجهة للمشاركني يف املناظرة الوطنية األوىل حول املبادرة الوطنية للتنمية‬
‫البرشية‪19/09/2019‬‬
‫▪ الرسالة امللكية السامية ملشاركني يف أشغال الدورة الخامسة للمؤمتر االسالمي للوزراء‬
‫املكلفني بالطفولة ‪.17/02/2018‬‬
‫▪ خطاب جاللة امللك محمد السادس إىل األمة مبناسبة الذكرى الخامسة العتالء العرش ‪30‬‬
‫يونيو ‪2004‬‬
‫▪ الرسالة امللكية املوجهة للمشاركني يف أشغال املنظمة العاملية للصحة مبناسبة تخليد اليوم‬
‫العاملي للصحة تحت شعار“ الرعاية الصحية األولية ‪:‬الطريق نحو التغطية الصحية الشاملة ‪7‬‬
‫أبريل ‪.2019‬‬
‫▪ الخطاب السامي الذي وجهه جاللة امللك إىل األمة مبناسبة عيد العرش املجيد‪.2020/07/30‬‬
‫▪ الخطاب السامي الذي وجهه جاللة امللك مبناسبة افتتاح الدورة االوىل من السنة الترشيعية‬
‫الخامسة من الوالية الترشيعية العارشة‪2020/10/09‬‬
‫▪ رسالة موجهة للمشاركني يف منتدى العامل العريب وافريقيا ‪:‬تحديات الحارض‬
‫واملستقبل‪2003/10/14‬‬
‫▪ الخطاب املليك املوجه إىل قمة حركة عدم االنحياز ‪2006/09/15‬‬
‫▪ رسالة إىل املشاركني يف الدورة السنوية ملنتدى كرانس مونتانا التي تستضيفها مدينة الداخلة‬
‫‪2019/03/16‬‬
‫الكتب‬
‫▪ عبد الواحد املراكيش " املعجب يف تلخيص أخبار املغرب " ‪ ،‬املحرر خليل عمران املنصور ‪ ،‬دار‬
‫النرش دار الكتب العاملية طبعة ‪.2005‬‬
‫أطروحة الدكتوراه‬
‫▪ لفينة نبيلة‪ ،‬السياسة الصحية باملغرب زمن الحامية وبعد االستقالل‪ ،‬مساهمة يف فهم املنظومة‬
‫الدكتوراه يف التاريخ‪ ،‬تحت إرشاف‬ ‫الصحية الحايل‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة‬

‫‪119‬‬
‫العـدد ‪ 17‬يوليوز ـ شتنرب‪2023‬‬

‫األستاذين‪ :‬عبد الرحامن املودن ولطفي بوشنتوف‪ ،‬نوقشت بكلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‪-‬‬
‫جامعة محمد الخامس بالرباط‪ ،‬بتاريخ ‪ 14‬يوليوز ‪.2021‬‬
‫مقاالت علمية‬
‫▪ حسن جالب ‪،‬مقال تحت عنوان " إزدهار العلوم يف عرص املوحدين " منشور مبوقع وزارة االوقاف‬
‫و الشؤون االسالمية‪ ،‬عن مجلة دعوة الحق جاء يف وصفها أنها مجلة شهرية تعنى بالدراسات‬
‫اإلسالمية و بشؤون الثقافة و الفكر أسست سنة ‪ ،1957‬العدد ‪ 318‬ذو القعدة ‪.1996 / 1416‬‬
‫▪ محمد أنفلوس ‪ ،‬مقال تحت عنوان " بعض معامل سياسة التعمري عىل ضوء الحالة الطبية و‬
‫الصحية للمغرب يف عهد الحامية " منشور مبجلة ليكسوس الرقمية عدد ‪2020 36‬‬
‫التقارير‬
‫▪ تقرير مجموعة العمل املوضوعاتية املكلفة باملنظومة الصحية " الرئيس السيد الحبيب املاليك‬
‫الوالية الترشيعية العارشة ‪.2021/2016‬‬
‫▪ تقرير موضوعايت‪ " :‬األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية " يوليوز ‪2022‬‬

‫املواثيق الدولية والنصوص القانونية التنظيمية والوثائق الرسمية‬


‫▪ دستور اململكة املغربية بسنة ‪.2011‬‬
‫▪ اإلعالن العاملي لحقوق اإلنسان لسنة ‪1948‬‬
‫▪ العهد الدويل الخاص بالحقوق االقتصادية واالجتامعية والثقافية‪ ،‬سنة ‪.1966‬‬
‫▪ امليثاق االجتامعي األورويب لسنة ‪ 1965‬واملعدل بتاريخ ‪.1996‬‬
‫▪ االتفاقية ا ألوروبية لحقوق اإلنسان لسنة ‪.1950‬‬
‫▪ امليثاق اإلفريقي للحقوق اإلنسان والشعوب‪.‬‬
‫▪ امليثاق العريب لحقوق اإلنسان؛‬
‫▪ املؤمتر الدويل للرعاية الصحية األولية‪ ) :‬أملا آتا‪ -‬االتحاد السوفيايت سبتمرب ‪ )1978‬الوثيقة رقم‬
‫‪ EB63/21‬؛ بتاريخ ‪ 19‬دجنرب ‪1978‬‬
‫▪ ديباجة دستور املنظمة العاملية للصحة؛‬
‫▪ أهداف التنمية لخطة التنمية املستدامة لسنة ‪.2030‬‬

‫‪120‬‬
‫العـدد ‪ 17‬يوليوز ـ شتنرب‪2023‬‬

‫▪ املرسوم رقم ‪ 2.94.285‬صادر يف ‪ 17‬من جامدى اآلخرة ‪ 21 (1415‬نونرب ‪ )1994‬يف شأن‬


‫اختصاصات وتنظيم وزارة الصحة العمومي؛‬
‫▪ قرار وزير الصحة رقم ‪ 003.16‬الصادر يف ‪ 4‬يناير‪ 2016‬بشأن إحداث وتحديد اختصاصات‬
‫وتنظيم املصالح الالممركزة لوزارة الصحة؛‬
‫▪ منشور رئيس الحكومة رقم‪ 06/2018‬يف موضوع إصالح وحكامة منظومة الحامية االجتامعية‬
‫باملغرب وإرساء قواعد لقيادتها وحكامتها؛‬

‫‪121‬‬

You might also like