01ربا الديون

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 17

‫المحاضرة أال ولى‪ :‬التنظير الفقهي لضوابـط الـربا وصوره المعاصرة‬ ‫حماضرات يف‪ :‬املعامالت املالية املعاصرة‬

‫د‪.‬بوزياني جياليل – استاذ حماضر قسم "أ"‪ -‬جامعة مخيس مليانة‬

‫نسخة أولية غير منشورة‪ 1444 – 1443 :‬هـ‪ 2023 – 2022 /‬م‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المحاضرة أال ولى‪ :‬التنظير الفقهي لضوابـط الـربا وصوره المعاصرة‬ ‫حماضرات يف‪ :‬املعامالت املالية املعاصرة‬

‫‪2‬‬
‫المحاضرة أال ولى‪ :‬التنظير الفقهي لضوابـط الـربا وصوره المعاصرة‬ ‫حماضرات يف‪ :‬املعامالت املالية املعاصرة‬

‫‪ )1‬تعريف الربا يف اللغة واالصطالح الشرعي‪:‬‬

‫أصل و ٍ‬
‫احد‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫‪ )1-1‬الربا في اللغة‪ :‬الراء والباء والحرف المعتل وكذلك المهموز منه يد ُّل على‬
‫الزيادة والنماء والعلو‪ .‬تقول ِّمن ذلك‪ :‬ربا الشيء يربو‪ ،‬إذا زاد‪ ،‬وربا الرابية يربوها‪،‬‬
‫وهو ِّ‬
‫الربوة‪ :‬المكان المرت ِّفع‪ ،‬ففي‬ ‫إذا عالها‪ ،‬وربا‪ :‬أصابه الربو‪ ،‬والربو‪ :‬عل ُّو النف ِّ‬
‫س‪ ،‬والربوة و ُّ‬
‫قوله تعالى‪﴿:‬فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ﴾ (فصلت‪( ،)39 :‬اهتزت) أي‪ :‬تحركت‬

‫وعها وذلِّك لِّ ِّزياد ِّة نب ِّاتها‪ ،‬وفي قوِّل ِّه تعالى‪:‬‬
‫بالنبات‪( ،‬وربت) أي‪ :‬ارتفعت بعد خش ِّ‬
‫المقدار ِّ‬
‫الذي يحصل ِّبهم‬ ‫﴿فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَابِيَةً﴾ (الحاقة‪ ،)10 :‬أي‪ :‬زِّائدة على الح ِّد و ِّ‬

‫هالكهم‪ ،‬ورباه تربِّية وترباه‪ ،‬أي‪ :‬غذاه وهذا لِّك ِّل ما ين ِّمي كالول ِّد والزرِّع ونح ِّوِّه‪.‬‬

‫[مقاييس اللغة البن فارس (‪ ،)483/2‬مختارالصحاح للرازي‪ ،‬ص‪ ،231 :‬تيسيرالكريم الرحمن البن سعدي‪ ،‬ص‪]506 :‬‬

‫ٍ‬
‫معان لم يكن االسم موضوعا لها في اللغة‪ ،‬فصار بمنزلة سائر‬ ‫الربا في الشرع يقع على‬
‫األسماء المجملة المفتقرة إلى البيان وهي األسماء المنقولة من اللغة إلى الشرع لمعان لم يكن‬
‫االسم موضوعا لها في اللغة‪.‬‬

‫‪ )2-1‬الربا في االصطالح الشرعي‪ :‬هو تفاضل المقدار في الجنس الواحد‪ ،‬أو تأخير القبض‬
‫في الجنس أو العلة الواحدة‪ ،‬في أشياء مخصوصة (الربويات)‪ ،‬أو الزيادة المشروطة‬
‫[انظر‪ :‬أحكام القرآن للجصاص‪ ،‬ص‪.]184 :‬‬ ‫على أصل الدين نظير األجل‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫المحاضرة أال ولى‪ :‬التنظير الفقهي لضوابـط الـربا وصوره المعاصرة‬ ‫حماضرات يف‪ :‬املعامالت املالية املعاصرة‬

‫‪ )2‬أدلة حتريم الربا‪:‬‬


‫‪ )1-2‬من القرآن الكريم‪:‬‬
‫‪ )1-1-2‬قال تعالى‪﴿ :‬وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا﴾ (البقرة‪ ،)275 :‬جاءت ِّ‬
‫هذه اآلية ع ِّقب ق ِّ‬
‫ول‬

‫الربا شيئا و ِّ‬


‫احدا‪ ،‬فرد َّللا سبحانه‬ ‫المش ِّركين‪﴿ :‬إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبا﴾ أي‪ :‬أنهم جعلوا البيع و ِّ‬

‫اع ِّه وهو‬


‫علي ِّهم ِّبقولِّ ِّه‪﴿ :‬وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ﴾‪ ،‬أي أن َّللا أحل البيع وحرم نوعا ِّمن أنو ِّ‬

‫الحكمة البالِّغة فهو العلِّيم الح ِّكيم ال ِّذي ال مع ِّقب‬ ‫البيع المشت ِّمل على ِّ‬
‫الربا‪ ،‬وله في ذلك ِّ‬

‫لِّحك ِّم ِّه وال يسأل عما يفعل وهم يسألون‪ ،‬وهو العالم ِّبحق ِّائ ِّق األم ِّ‬
‫ور ومصالِّ ِّحها وما ينفع‬
‫ِّعباده فيِّبيحه لهم‪ ،‬وما يض ُّرهم ينهاهم عنه‪.‬‬
‫(‪.])709/1‬‬ ‫[فتح القديرللشوكاني (‪ ،)295/1‬تفسيرالقرآن العظيم للحافظ بن كثير‬
‫‪ )2-1-2‬قال تعالى‪﴿ :‬الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ﴾‪( ،‬البقرة‪:‬‬

‫‪.)275‬‬
‫‪ -‬الذين يأكلون الربا‪ :‬يدخل فيه المعطي واآلخذ والشاهد والكاتب والوسيط ‪ ...‬الخ‪.‬‬
‫الربا يحشر يوم ال ِّقيامة‬
‫‪ -‬إالا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس‪ :‬ومعناه‪ :‬أن آكل ِّ‬
‫كمثل السكران‪ ،‬يقوم تارة‪ ،‬ويقع أخرى‪ ،‬وقيل‪ :‬هو ِّمن تخُّب ِّط الشيطان‪ ،‬وذلِّك أن يدخل‬
‫المس‪ :‬الجنون‪ ،‬والخبط‪ :‬أول الجنون‪ ،‬ومعناه‪ :‬أنه يحشر يوم ال ِّقيامة‬ ‫ِّ‬
‫اْلنسان فيصرعه و ُّ‬
‫الربا يوم ال ِّقيامة‪ ،‬وقد عاقبهم هللا تعالى ِّبذلِّك لما‬
‫مثل المصروِّع؛ وذلِّك عالمة أكلة ِّ‬
‫ك ِّ‬
‫الرب ِّوية سلب هللا عقولهم في ِّ‬
‫اآلخرة وصاروا في‬ ‫انسلبت عقولهم ِّفي طلب المك ِّ‬
‫اس ِّب ِّ‬
‫هيئِّت ِّهم وحرك ِّات ِّهم يشِّبهون المج ِّانين جزاء ِّوفاقا‪.‬‬
‫ُ‬
‫[انظر‪ :‬تفسيرالقرآن للسمعاني (‪ ،)279/1‬تيسيرالكريم الرحمن البن سعدي‪ ،‬ص‪]506 :‬‬

‫‪4‬‬
‫المحاضرة أال ولى‪ :‬التنظير الفقهي لضوابـط الـربا وصوره المعاصرة‬ ‫حماضرات يف‪ :‬املعامالت املالية املعاصرة‬

‫‪ )3-1-2‬قال تعالى‪﴿ :‬يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا﴾‪( ،‬البقرة‪.)276 :‬‬

‫‪ -‬قال المفسرون‪ :‬أي‪ :‬يذهبه وي ِّ‬


‫ذهب بركته ذاتا ووصفا‪.‬‬
‫أن المحق المذكور في اآلية على قسمين‪:‬‬
‫معنى ذلك ا‬
‫• األول‪ :‬محق حسي (مادي)‪ :‬أي أن المال ينقص ِّ‬
‫بذاته ِّ‬
‫حقيقة‪ ،‬كأن يسلِّط هللا عليه‬
‫ما يفِّن ِّ‬
‫يه مثل‪ :‬الحريق أو السرقة‪...‬‬
‫• الثاني‪ :‬محق معنوي‪ :‬ال ينقص حقيقة لكن ال ينتفع به‪ ،‬كأن ي ِّنفقه في الش ِّر مثل‪:‬‬
‫حرمه منه‪ ،‬أو يق ِّذف هللا في قلِّبه‬
‫المالهي والمخدرات ‪ ،...‬أو يسلِّط هللا عليه من ي ِّ‬
‫البخل ‪ ،...‬وقد قال رسول هللا ﷺ‪:‬‬
‫(رواه أحمد‪ 3754 :‬و‪)4026‬‬
‫[تيسيرالكريم الرحمن في تفسيركالم املنان البن سعدي‪ ،‬ص‪]101 :‬‬

‫‪ )4-1-2‬قال تعالى‪﴿ :‬يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِني* فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا‬

‫بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ﴾ (البقرة‪.)278-277 :‬‬

‫قال ابن عباس رضي هللا عنه‪" :‬فأذنوا بحرب" أي‪ :‬استيقنوا الحرب من هللا ورسوله‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وقال‪ :‬يقال آلكل الربا يوم القيامة‪ :‬خذ سالحك للحرب‪.‬‬
‫[تفسيرابن كثير(‪])497/2‬‬

‫‪ )2-2‬من السنة النبوية‪:‬‬


‫‪ ،‬قِيل‪ :‬يا رسول هللا وما ّ‬
‫هن‬ ‫‪ )1-2-2‬قال رسول هللا ﷺ‪:‬‬
‫قال‪:‬‬

‫‪( .‬مسلم‪)19 :‬‬

‫‪5‬‬
‫المحاضرة أال ولى‪ :‬التنظير الفقهي لضوابـط الـربا وصوره المعاصرة‬ ‫حماضرات يف‪ :‬املعامالت املالية املعاصرة‬

‫‪ )2-2-2‬لعن رسول هللا ﷺ آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه‪ ،‬وقال‪ " :‬هم سواء "‪.‬‬
‫(مسلم‪)1598 :‬‬
‫‪ -‬آكل الربا‪ :‬آكل الربا بمعنى آخذ الربا فعبر عن األخذ باألكل ألن األخذ إنما يراد لألكل‪.‬‬
‫‪ -‬اللعن‪ :‬الطرد واْلبعاد عن رحمة هللا‪.‬‬
‫‪ -‬وموكله‪ :‬يعني الذي يع ِّطي ِّ‬
‫الربا‪ ،‬فرغم أنه مظلوم إال أنه ملعون كونه أعان آكله في‬
‫الربا‪.‬‬
‫يوثقه‪ ،‬لهذا يكون هؤالء الثالثة‪:‬‬ ‫‪ -‬وكاتبه وشاهديه‪ :‬الشاهدان يثبتان الحق والكاتب ِّ‬
‫الشاهدان والكاتب قد أعانوا على اْلثم والعدوان فنالهم من اللع ِّن ن ِّ‬
‫صيب‪.‬‬
‫ُ‬
‫[انظر‪ :‬الجامع ألحكام القرآن للقرطبي (‪ ،)381 /4‬شرح رياض الصالحين البن عثيمين (‪])334 – 332 /6‬‬

‫‪ )3-2-2‬قال النبي ﷺ‪:‬‬

‫(أخرجه البخاري‪.)2085 :‬‬

‫‪ )3-2‬من اإلمجاع‪ :‬أجمعت األمة على تحريم الربا في الجملة وإن اختلفوا في التفاصيل‬

‫واألحاديث في النهي عنه وذم فاعله‪ ،‬ومن أعانه‪ ،‬كثيرة جدا ووردت بلعنه‪.‬‬
‫[سبل السالم للصنعاني (‪.])77/3‬‬
‫َ َ‬
‫النووي في شرح مسلم (‪ ،)06/11‬قال‪َ " :‬وق ْد أ ْج َم َع‬
‫َ َ هُ َ َ‬
‫ال َّللا ت َعالى‪:‬‬
‫ََ‬ ‫َ‬ ‫ْ ََ ُ‬ ‫ْ َ‬
‫الرَبا ِفي ال ُج ْمل ِة َو ِإ ِن اختلفوا ِفي ض ِاب ِط ِه َوتفا ِري ِع ِه‪ ،‬ق‬ ‫يم‬
‫ر‬ ‫ْاملُ ْسل ُمو َن َع َلى َت ْ‬
‫ح‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ٌَ َ ْ ُ ٌَ‬ ‫ُ‬ ‫َْ‬
‫ورة"‪.‬‬ ‫" وأحلَّ اهلل البيع وحرَّم الربا "‪َ ،‬واأل َح ِاديث ِف ِيه ك ِثيرة مشه‬

‫الرَبا ُم َح هر ٌم "‪.‬‬ ‫األ هم ُة َع َلى َأ ه‬


‫ن‬
‫ََ ْ َ َ ْ ُْ‬
‫وقال ابن قدامة في المغني (‪":)03/4‬وأجمعت‬
‫ِ‬

‫‪6‬‬
‫المحاضرة أال ولى‪ :‬التنظير الفقهي لضوابـط الـربا وصوره المعاصرة‬ ‫حماضرات يف‪ :‬املعامالت املالية املعاصرة‬

‫‪ )4-2‬من القياس‪ :‬تحريم ِّ‬


‫الربا هو مقتضى العدل والقياس‪ ،‬ألن التعامل به ظلم أو ذريعة‬

‫ومضار‬
‫ُّ‬ ‫إليه‪ ،‬والكون ال يقوم إال بالعدل‪ ،‬الذي أوجبه المولى على نفسه وألزم به خلقه‬
‫[تيسيرالعالم شرح عمدة األحكام لعبد هللا البسام (‪])496‬‬ ‫ِّ‬
‫الربا ومفاسده ال تحصى‪.‬‬

‫‪ )5-2‬من أقوال السلف‪:‬‬


‫تنوعت أقوال السلف في هذا الباب بين‪:‬‬
‫‪ -‬الترهيب من الوقوع في الربا‪.‬‬
‫‪ -‬الترغيب في معرفة تفاصيله الجتنابه‪.‬‬
‫‪ -‬التحذير من معاملة المرابين وأكل طعامهم‪.‬‬
‫‪ 1 4 2‬قال عمر بن الخطاب رضي هللا عنه‪ " :‬ألن أكون أعلم أبواب الربا ُّ‬
‫أحب ه‬
‫إلي من أن‬
‫ُ‬
‫يكون لي مثل ِمصرها وكورها "‪.‬‬
‫َُ َ ه ََ‬ ‫ه‬ ‫‪ 2 4 2‬وقال أيضا‪ " :‬ال هيتج ْرفي ُ‬
‫الربا"‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ل‬‫ك‬ ‫أ‬ ‫وإال‬ ‫ه‬‫ق‬ ‫ف‬ ‫من‬ ‫إال‬ ‫نا‬ ‫ق‬
‫ِ‬ ‫و‬‫س‬ ‫ِ‬
‫‪ 3 4 2‬عن أبي هريرة رضي هللا عنه‪ " :‬إذا لم يفقه الرجل التاجر أو يسأل ارتطم في الربا ثم‬
‫ارتطم "‪.‬‬
‫‪ 4 4 2‬عن الضحاك بن مزاحم قال‪ " :‬من تاجرتاجرليس بفقيه‪ ،‬إال أكل الربا إن شاء أو أبى "‪.‬‬
‫ُ‬
‫‪ 5 4 2‬عن أبي العالية قال‪ " :‬مررت بالكافة بسوق الصيارفة‪ ،‬فإذا بشيخ قد وقف عليهم‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫ُ‬
‫يا معشرالصيارفة أبشروا بالنار‪ ،‬فسألت عنه فقلت‪ :‬من هذا ؟‪ ،‬قالوا‪ :‬عبد هللا بن أبي أوفى‬
‫صا ُ‬
‫حب رسول هللا ﷺ‪.‬‬
‫قال عبد الملك بن حبيب المالكي‪ " :‬هذا ألن الربا غالب عليهم‪ ،‬ال ينجون منه في تجا َرِتهم‪،‬‬
‫وقد بلغني أن رسول هللا ﷺ " نهى عن التجارة بالصرف " اهـ‪.‬‬
‫َ‬ ‫َََ ُ‬
‫ٌ‬
‫أقوام‬ ‫‪ 6 4 2‬عن الحسن البصري رحمه هللا قال‪ " :‬إن هاهنا أقواما أكلت الربا لو ْأد َرك ْت ُهم‬
‫مضوا لنصبوا لهم الحرب "‬

‫‪7‬‬
‫المحاضرة أال ولى‪ :‬التنظير الفقهي لضوابـط الـربا وصوره المعاصرة‬ ‫حماضرات يف‪ :‬املعامالت املالية املعاصرة‬

‫فس ِق َيته من بيت ه‬


‫صراف فال‬ ‫اس ُت ْس ِقيت ً‬
‫ماء ُ‬ ‫‪ 7 4 2‬وكان يقول رحمه هللا – أي الحسن ‪ " :-‬إن ْ‬

‫تشربه "‪.‬‬
‫قال عبد الملك بن حبيب المالكي‪ :‬ألن الغالب عليهم عمل الربا وقد قال رسول هللا ﷺ‪:‬‬

‫(لعن هللا آكل الربا وموكله) اهـ‪.‬‬


‫[الربا البن حبيب املالكي‪ ،‬ص – ص‪ ،59-55 :‬الجامع ألحكام القرآن‪ ،‬للقرطبي (‪])387 /4‬‬

‫‪ )3‬احلكمة من حتريم الربا‬

‫الحكم التي من أجلها ُحرم الربا كثيرة نذكر أهمها‪:‬‬

‫فيه أكل ألموال الناس بغير حق ألن المرِّابي يأخذ منهم الربا من غير أن يستفيدوا‬ ‫‪)1-3‬‬
‫شيئا في المقابل واألصل في العقود كلِّها إنما هو العدل الذي بعثت به الرسل وأنزلت‬

‫به الكتب‪ ،‬قال تعالى‪﴿ :‬لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ‬

‫بِالْقِسْطِ﴾‪( ،‬الحديد‪ )25 :‬والشارع نهى عن الربا لما فيه من ُّ‬


‫الظلم‪.‬‬

‫فيه إضرار بالفقراء والمحتاجين بمضاعفة الديون عليهم وتركيز الثروة في أيدي‬ ‫‪)2-3‬‬
‫المرابين‪.‬‬
‫فيه قطع للمعروف بين الناس‪ ،‬وسد لباب القرض الحسن‪.‬‬ ‫‪)3-3‬‬
‫فيه تعطيل للتجارات والحرف والصناعات وعرقلة المشاريع االقتصادية التي ال‬ ‫‪)4-3‬‬
‫تنتظم مصالح العالم إال بها وذلك من وجوه‪ :‬منها أن المرابي إذا تحصل على زيادة‬
‫ماله بواسطة الربا بدون تعب فلن يلتمس طرقا أخرى للكسب‪ ،‬ومنها كون الربا تكلفة‬
‫إضافية بدون مقابل فتؤدي إلى زيادة تكاليف المؤسسة ومن ثم إفالسها كليا‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫المحاضرة أال ولى‪ :‬التنظير الفقهي لضوابـط الـربا وصوره المعاصرة‬ ‫حماضرات يف‪ :‬املعامالت املالية املعاصرة‬

‫الربا من أسباب غالء األسعار‪ ،‬منها أنه يزيد في تكلفة المنتجات في حالة‬ ‫‪)5-3‬‬
‫االقتراض من البنوك الربوية‪ ،‬فيعمد صاحب المشروع إلى زيادة سعر البيع للحفاظ‬
‫على هامش الربح‪ ،‬ومنها أن صاحب المشروع يرفع نسبة الربح حتى تفوق متوسط‬
‫نسبة الربا في سوق النقد‪ ،‬ألنه استثمر ماله وبذل جهدا في ذلك‪.‬‬
‫ُ‬
‫[انظر‪ :‬امللخص الفقهي لصالح الفوزان (‪ ،)3/2‬الترهيب من الربا ملحمد بن سعيد رسالن‪ ،‬ص ‪.]112‬‬

‫‪ )4‬أقسام الربا يف املعامالت املالية‬


‫آ‬
‫ّالربا من جهة ما يقع فيه من معامالت مالية ينقسم الى قسمين موضحة في الشكل التي‪:‬‬
‫‪ )1‬ربا القرض‪.‬‬
‫ربا الديون‬
‫‪ )2‬ربا الدين الناتج عن معاملة غير القرض‬ ‫ّ‬
‫أقسام الربا‬
‫كالبيع اآلجل أو اإلجارة المؤخرة الدفع‪.‬‬
‫‪ )3‬مسألة ضع وتعجال‪.‬‬ ‫من جهة‬

‫ما يقع فيه‬


‫‪ )1‬ربا النسيئة‬ ‫ربا البيوع‬
‫‪ )2‬ربا الفضل‬

‫‪)1-4‬‬

‫‪ )1-1-4‬تعريف ربا الديون‪:‬‬

‫[لسان العرب‪])338 /5( ،‬‬ ‫الدين في اللغة‪ :‬هو كل شيء غير حاضر‪.‬‬

‫الدين في االصــطالح‪ :‬هو ما يثبت في الذمة من مال بسبببب يقتضببي ثبوته‪ ،‬مثل‪ :‬القرض أو‬
‫[انظر‪ :‬نهاية املحتاج (‪])103/3‬‬ ‫ثمن مؤجل في البيع أو اْلجارة وغيرهما من المعامالت‪.‬‬
‫وعليه ُت ه‬
‫عرف ربا الديون‪ :‬الزيادة املشروطة على ما ثبت في الذمة مقابل الزيادة في األجل‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫المحاضرة أال ولى‪ :‬التنظير الفقهي لضوابـط الـربا وصوره المعاصرة‬ ‫حماضرات يف‪ :‬املعامالت املالية املعاصرة‬

‫‪ )2-1-4‬أقسام ربا الديون‪:‬‬

‫ربا الديون على ثالثة أقسام‪:‬‬

‫القرض في اللغة‪ :‬القطع‪.‬‬

‫أما في االصطالح الشرعي‪ :‬هو دفع مال ملن ينتفع به ويرد بدله‪.‬‬

‫[صالح الفوزان‪ ،‬من فقه املعامالت‪ ،‬ص‪]423 :‬‬

‫صورته‪ :‬أن يدفع ماال آلخر لينتفع به ثم يرد بدله بشرط الزيادة عليه‪ ،‬وتكون هذه الزيادة مشروطة في بداية‬
‫القرض‪.‬‬

‫[لسان العرب (‪])436/6‬‬ ‫الذمة هي‪ :‬العهد والكفالة‪ ،‬وفالن له ذمة أي حق‪.‬‬

‫صورته‪ :‬أن يكون لرجل على آخر دينا ألجل دون زيادة‪ ،‬ولكن عند حلول األجل ال يستطيع دفع الدين‪ ،‬فيزيد‬
‫ً‬
‫ابتداء أو ناتج عن قرض أو بيع‬ ‫هذا في قيمة الدين ويزيد ذاك في األجل‪ ،‬سواء هذا الدين كان قد أقرضه‬
‫ُ‬
‫يكون فيه الثمن مؤجال‪ ،‬أو عقد إجارة أ ِّجلت األجرة فيها ‪...‬‬

‫هي عكس الزيادة في الدين الثابت في الذمة‪ ،‬وهي تعني‪ :‬النقص والوضع من الدين الثابت في الذمة من قبل‬
‫ستقرض‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫قرض بشرط تعجيل في أجل التسديد من قبل ال ُـم‬ ‫ُ‬
‫الـم ِّ‬
‫أو العكس‪ ،‬أي‪ :‬تعجيل سداد الدين من املستقرض بشرط أن يضع املقرض من قيمة الدين‪.‬‬

‫اختلف فيها العلماء على قولين‪:‬‬

‫‪10‬‬
‫المحاضرة أال ولى‪ :‬التنظير الفقهي لضوابـط الـربا وصوره المعاصرة‬ ‫حماضرات يف‪ :‬املعامالت املالية املعاصرة‬

‫حرمهــــا الجمهــــور وعـــــدوها مــــن الربـــــا‪ :‬وذل ب ببك ألن ال ب ببنقص ف ب ببي األج ب ببل ك ب ببان مقابل ب ببه‬ ‫•‬

‫الب ببنقص فب ببي الب ببدين يعنب ببي أنب ببه جعب ببل األجب ببل مقابب ببل المب ببال‪ ،‬وهب ببذا نفسب ببه مب ببا يحصب ببل فب ببي‬
‫مسألة ربا القرض وربا الدين الثابت في الذمة‪.‬‬
‫أجازهـــــا بعـــــض الفقهـــــاء‪ :‬وق ب ببالوا أن هن ب بباك ف ب ببرق بينه ب ببا وب ب ببين الرب ب ببا‪ ،‬ألن الرب ب ببا فيه ب ببا‬ ‫•‬

‫ظلم‪ ،‬أما هذه الصورة فال ظلم فيها‪ ،‬بل فيها مصلحة الطرفين‪.‬‬
‫وقد أجازها كذلك مجلس مجمع الفقه اْلسالمي الدولي واللجنة الدائمة‪.‬‬

‫‪ )3-1-4‬مسائل ربا الديون‬

‫ّ‬
‫األصل في ربا الديون قاعدة‪ :‬كل قرض جر نفعا فهو ربا‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬

‫أغلب مسائل ربا الديون تندرج تحت هذه القاعدة‪ ،‬ن ِّ‬
‫جملها في ثالثة جوانب‪ ،‬كل جانب يدخل‬
‫تحته مسائل‪.‬‬

‫األمـ ـوال التـــي تقـــع فيهـــا ربـــا الـــديون‪ :‬رب ببا ال ببديون يق ببع ف ببي ك ببل م ببا‬
‫بح االنتفب بباع ب ببه وقابب ببل‬ ‫ص بمب ب ٍ‬
‫بال دون م ببال‪ ،‬وكب بل م ببا يص ب ُّ‬ ‫هب بو م ببال فهب ببذه القاع ببدة ال تخب بت ُّ‬
‫للملك فهو مال‪.‬‬

‫معنى القرض ووقوع الربا فيه‪ :‬ذكرناها في أنواع ربا الديون‪.‬‬

‫المقصــــود بالمنفعــــة فــــي القاعــــدة‪ :‬فأمــــا لغــــة‪ :‬مب ببن النفب ببع يقب ببال‪:‬‬
‫[لسان العرب (‪.])365/14‬‬ ‫نفعه ينفعه نفعا ومنفعة وهو ضد الضرر‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫المحاضرة أال ولى‪ :‬التنظير الفقهي لضوابـط الـربا وصوره المعاصرة‬ ‫حماضرات يف‪ :‬املعامالت املالية املعاصرة‬

‫والمـــراد بهــــا فــــي القاعــــدة‪ :‬الفوائب ببد ال ازئب ببدة علب ببى أصب ببل القب ببرض إمب ببا يشب ببترطها المقب ب ِّرض‬
‫على المستق ِّرض في بداية القرض‪ ،‬أو تحدث أثناء القرض‪.‬‬
‫أقسام المنفعة‪ :‬تقسم المنفعة باعتبار العديد من المعايير‪:‬‬

‫تنقسم إلى منفعة مشروطة وغير مشروطة‪.‬‬

‫وهب ببي التب ببي تشب ببتر فب ببي أصب ببل القب ببرض (أول عقب ببد القب ببرض)‬ ‫أ)‬

‫أو عنب ببد تمديب ببد أجب ببل الب ببدين الثابب ببت فب ببي الذمب ببة‪( ،‬وهــــي المقصــــودة بــــالتحريم فــــي‬
‫هذه القاعدة باإلجماع)‪.‬‬
‫هي المنفعة التي يقدمها المستقرض للمقرض عند القضاء بعد‬ ‫ب)‬

‫القرض أي دون اشت ار ٍ في أول العقد أو أثناءه‪ ،‬وذلك من باب اْلحسان و ُّ‬
‫التفضل‬
‫كما كان يفعل النبي صلى هللا عليه وسلم‪( .‬هذه غير مقصودة في القاعدة كونها ال‬
‫[صالح الفوزان‪ ،‬من فقه املعامالت‪ ،‬ص‪]185 :‬‬ ‫تعتبر ربا على رأي الجمهور)‪.‬‬

‫تنقسم إلى منفعة حسية ومعنوية ومعاملة‪.‬‬


‫وهي الفوائد المادية الملموسة‪ ،‬مثل‪ :‬النقود‪ ،‬سيارة‪ ،‬ثياب‪...‬‬ ‫أ)‬

‫كاالنتفاع بجاهه أو باسمه أو بوساطته‪.‬‬ ‫ب)‬

‫تكون المنفعة عبارة عن معاملة يسويها للم ِّ‬


‫قرض ويفردها له‪.‬‬ ‫ت)‬
‫[سليمان الرحيلي‪ ،‬ضوابط الربا‪ ،‬ص ‪]119‬‬

‫‪12‬‬
‫المحاضرة أال ولى‪ :‬التنظير الفقهي لضوابـط الـربا وصوره المعاصرة‬ ‫حماضرات يف‪ :‬املعامالت املالية املعاصرة‬

‫هي إ اما منفعة للمقرض أو للمقترض أو لكليهما‪.‬‬

‫هب ببي المنفعب ببة التب ببي اشب ببترطها المقب ببرض لنفسب ببه‬ ‫أ)‬

‫فق ب ببط وتك ب ببون ف ب ببي أص ب ببل العق ب ببد أو ح ب ببدثت أثن ب بباءه وكان ب ببت بس ب ببببه فه ب ببي رب ب ببا مهم ب ببا‬
‫كان ب ببت طبيعته ب ببا‪ ،‬ف ب ببمذا ل ب ببم يش ب ببترطها المق ب ببرض م ب ببن قب ب ببل فه ب ببي م ب ببن ب ب بباب اْلحس ب ببان‬
‫كما مر‪( .‬هذه المنفعة محرمة وهي المقصودة في هذه القاعدة)‪.‬‬
‫فه ب ببذه ليس ب ببت م ب ببن ب ب بباب الرب ب ببا عل ب ببى رأي‬ ‫ب)‬

‫الجمهب ببور س ب بواء كانب ببت مشب ببترطة فب ببي أصب ببل العقب ببد أوال‪ ،‬وذلب ببك أن الربب ببا تكب ببون عنب ببد‬
‫الزيب ببادة علب ببى مب ببال المقب ب ِّبرض‪ ،‬أمب ببا الزيب ببادة والمنفعب ببة المقدمب ببة للمسب ببتقرض فهب ببي مب ببن‬
‫ب ب ب بباب اْلحس ب ب ببان والرف ب ب ببق ب ب ب ببه ومثاله ب ب ببا أن يق ب ب ببول المس ب ب ببتقرض للمق ب ب ببرض‪ :‬أقرض ب ب ببني‬
‫ألب ببن دينب ببار لمب ببدة سب ببنة‪ ،‬لكب ببن اذهب ببب إلب ببى البريب ببد وافب ببتح لب ببي حسب ببابا هنب بباك باسب ببمي‬
‫وأودعه ب ببا في ب ببه‪( .‬جمهـــــور العلمـــــاء علـــــى أن المنفعـــــة المقدمـــــة للمقتـــــرض ولـــــو‬
‫كانت مشروطة من قبل ليست ربا)‪.‬‬
‫يعني أن تكون هذه المنفعة مشتركة‬ ‫ت)‬

‫بينهما وتعود على كليهما بالفائدة‪ ،‬فهذه المنفعة سواء كانت مشروطة عند أصل العقد‬
‫أوال‪ ،‬فهي ليست من باب الربا‪ ،‬مثال ذلك‪ :‬أن يقول المقرض للمستقرض أقرضك ألن‬
‫دينار بشر أن تستأجر بيتي‪ ،‬وقد علمت أنك تبحث عن ٍ‬
‫بيت للكراء فهذه منفعة‬
‫للمقرض والمقترض‪( .‬الجمهور على جوازها وأنها ليست من باب الربا ولكن هي من‬
‫[سليمان الرحيلي‪ ،‬ضوابط الربا‪ ،‬ص ‪.]119‬‬ ‫باب المعاونة والمشاركة)‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫المحاضرة أال ولى‪ :‬التنظير الفقهي لضوابـط الـربا وصوره المعاصرة‬ ‫حماضرات يف‪ :‬املعامالت املالية املعاصرة‬

‫هي إ اما منفعة أصلية أو زائدة‪.‬‬

‫ه ببي المنفعب ببة المالزم ببة للق ببرض ول ببيس للمق ببرض أو المسب ببتقرض‬ ‫أ)‬

‫اختي ب ب ببار ف ب ب ببي تجنبه ب ب ببا‪ ،‬منه ب ب ببا‪ :‬أن المقت ب ب ببرض يحص ب ب ببل عل ب ب ببى منفع ب ب ببة حفب ب ب ب مال ب ب ببه‬
‫وضب ب ببمانه‪ ،‬أمب ب ببا المسب ب ببتقرض فيحصب ب ببل علب ب ببى منفعب ب ببة اسب ب ببتخدام المب ب ببال واسب ب ببتهالكه‪،‬‬
‫وكلت ب ببا المنفعت ب ببين مالزمت ب ببين للق ب ببرض ال تنفك ب ببان عن ب ببه‪ ،‬فه ب ببذه ليس ب ببت مقص ب ببودة ف ب ببي‬
‫القاع ببدة أي أنهب ببا ليسب ببت ربب ببا كونه ببا مالصب ببقة للقب ببرض‪ ،‬قب ببال اب ببن حب ببزم‪( :‬لــــيس فــــي‬
‫العـــــالم الـــــلف إال وهـــــو يجـــــر منفعـــــة وذلـــــك انتفـــــاع المســـــلف بتضـــــمين مالـــــه‬
‫فيكـــون مضـــمونا ‪ -‬تلـــف أو لـــم يتلـــف ‪ -‬مـــع شـــكر المســـتقرض إيـــاه‪ ،‬وانتفـــاع‬
‫المستقرض بمال غيره مدة ما)‪.‬‬

‫وه ببي المنفع ببة ال ازئ ببدة ع ببن المن ببافع األص ببلية للق ببرض سب بواء كانب ببت‬ ‫ب)‬

‫مادية أو معنوية‪ ،‬مثلما ذكرناه سابقا في المعيار الثاني‪.‬‬


‫[انظر‪ :‬العمراني‪ ،‬املنفعة في القرض ‪-‬دراسة تأصيلية تطبيقية‪ ،-‬ص‪ ،78 :‬ابن حزم‪ ،‬املحلى‪ ،‬ج‪ ،06‬ص‪]361 :‬‬

‫‪14‬‬
‫المحاضرة أال ولى‪ :‬التنظير الفقهي لضوابـط الـربا وصوره المعاصرة‬ ‫حماضرات يف‪ :‬املعامالت املالية املعاصرة‬

‫والشكل اآلتي يوضح األقسام السابقة مجتمعة‪:‬‬


‫ّ‬
‫حمرمة‬
‫حسية‪ ،‬معنوية‪ ،‬معاملة‬ ‫للمقرض‬
‫باإلمجاع‬

‫منفعة مشروطة‬
‫حسية‪ ،‬معنوية‪ ،‬معاملة‬ ‫للمقترض‬
‫جائزة‬
‫على رأي‬
‫اجلمهور‬ ‫منفعة‬
‫حسية‪ ،‬معنوية‪ ،‬معاملة‬ ‫لكليهما‬
‫زائدة‬

‫حسية‪ ،‬معنوية‪ ،‬معاملة‬ ‫للمقرض‬ ‫منفعة غير مشروطة‬


‫جائزة‬
‫على رأي‬ ‫حسية‪ ،‬معنوية‪ ،‬معاملة‬ ‫للمقترض‬
‫اجلمهور‬

‫حسية‪ ،‬معنوية‪ ،‬معاملة‬ ‫لكليهما‬

‫منفعة‬
‫أصلية‬

‫‪15‬‬
‫المحاضرة أال ولى‪ :‬التنظير الفقهي لضوابـط الـربا وصوره المعاصرة‬ ‫حماضرات يف‪ :‬املعامالت املالية املعاصرة‬

‫قرض فال يخلو ذلك من حالين‪:‬‬ ‫ِّ‬


‫باْلهداء للم ِّ‬ ‫إذا قام المقترض‬
‫وهذا ال يخلو من أن‪:‬‬ ‫❖‬

‫• يكون مشروطا في أصله‪.‬‬


‫• أو حدث أثناء القرض يعني قبل الوفاء‪.‬‬
‫• أو حدث بعد الوفاء‪.‬‬
‫ك ببأن تك ببون ع ببادة اْله ببداء بينهم ببا م ببن قب ببل‪،‬‬ ‫❖‬

‫أو لمناس ب بببة م ب ببا كه ب ببدايا العي ب ببد وه ب ببدايا الزف ب بباف وغيره ب ببا مم ب ببا ل ب ببه س ب بببب ف ب ببي ع ب ببادة‬
‫الناس‪.‬‬

‫فيختلف حكم اإلهداء في القرض باختالف ذلك كله‪:‬‬

‫ٍ‬
‫لمناسبة‬ ‫كأن كان بينهما عادة في ذلك‪ ،‬أو أهداه‬ ‫‪)1‬‬
‫ولم يخصه بها‪ ،‬فذلك جائز ُّ‬
‫كله قال شيخ اْلسالم ابن تيمية كما في المجموع (‪:)184/29‬‬
‫(وذلك أن الهدية إذا كانت بسبب أُلحقت به)‪.‬‬

‫إما أن يكون مشروطا في أصل القرض أو حدث قبل‬ ‫‪)2‬‬

‫الوفاء أو بعده‪:‬‬
‫المسلف إذا‬
‫أن ُ‬ ‫‪ )1-2‬اإلهداء المشروط في أصل العقد‪ :‬قال ابن المنذر‪ :‬وأجمعوا على ا‬
‫أن أخذ الزيادة على ذلك‬
‫المستسلف زيادة أو هدية فأاللف على ذلك ا‬
‫اشترط على ُ‬
‫ربا‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫المحاضرة أال ولى‪ :‬التنظير الفقهي لضوابـط الـربا وصوره المعاصرة‬ ‫حماضرات يف‪ :‬املعامالت املالية املعاصرة‬

‫وألحق بعض العلماء بهذا ما إذا كان المستق ِّرض معروفا بحسن القضاء فمنه يكره إقراضه‬
‫ِّ‬
‫قضائه‪ ،‬وذلك للقاعدة‪ :‬المعروف عرفا كالمشروط شرطا‬ ‫كون الم ِّ‬
‫قرض يطمع في حسن‬
‫لكن رد هذا القول‪ :‬بأن النبي صلى هللا عليه وسلم كان معروفا بحسن القضاء وال نقول‬
‫أنه يكره إقراضه‪.‬‬
‫[املغني البن قدامة (‪])439-436/6‬‬
‫‪ )2-2‬اإلهداء الذي يكون قبل الوفاء‪ :‬قال ابن قدامة في المغني (‪( :)437/6‬وإن فعل ذلك من‬

‫غير شرط قبل الوفاء لم يقبله ولم يـجز قبوله إال أن يكافئه أو يـحسبه من دينه)‪.‬‬

‫ففي الحديث عن أنس مرفوعا‪ " :‬إذا أقرض أحدكم قرضا‪ ،‬فأهدى إليه‪ ،‬أو حمله على‬
‫الدابة؛ فال يركبها وال يقبله‪ ،‬إال أن يكون جرى بينه وبينه قبل ذلك" رواه ابن ماجه‪ ،‬وله‬
‫شواهد كثيرة‪ ،‬وقد ثبت عن عبد هللا بن سالم رضي هللا عنه؛ أنه قال‪" :‬إذا كان لك على‬
‫رجل حق‪ ،‬فأهدى إليك حمل تبن‪ ،‬فال تأخذه فإنه ربا"‪ ،‬وهذا له حكم الرفع‪ ،‬فال يجوز‬
‫لمقرض قبول هدية وال غيرها من المنافع من المقترض إذا كان هذا بسبب القرض للنهي‬
‫عن ذلك‪.‬‬
‫[صالح الفوزان‪ ،‬امللخص الفقهي‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪]65 :‬‬
‫‪ )3-2‬اإلهداء الذي يكون بعد الوفاء‪ :‬عن جابر رضي هللا عنه قال‪ :‬أتيت النبي صلى‬
‫هللا عليه وسلم وهو في المسجد‪ ،‬قال مسعر‪ :‬أراه قال‪ :‬ضحى‪ ،‬فقال‪( :‬صل ركعتين)‪.‬‬
‫وكان لي عليه دين‪ ،‬فقضاني وزادني‪ .‬رواه البخاري (‪ ،)432‬ومسلم (‪ ،)715‬وذلك‬
‫ألنه لم يجعل تلك الزيادة عوضا في القرض وال وسيلة إليه‪ ،‬وال إلى استيفاء دينه‬
‫فحلت‪ ،‬كما لو لم يكن قرض‪ ،‬وقد ثبت عن النبي صلى هللا عليه وسلم أنه استسلن‬
‫بك ار فرد خي ار منه‪ ،‬وقال‪( :‬خيركم أحسنكم قضاء) البخاري (‪ ،)2393‬مسلم (‪.)1601‬‬
‫ُ‬
‫[انظر‪ :‬املغني البن قدامة (‪ ،)438/6‬املبسوط لسرخس ي (‪])35/14‬‬

‫‪17‬‬

You might also like