Professional Documents
Culture Documents
01ربا الديون
01ربا الديون
01ربا الديون
نسخة أولية غير منشورة 1444 – 1443 :هـ 2023 – 2022 /م.
1
المحاضرة أال ولى :التنظير الفقهي لضوابـط الـربا وصوره المعاصرة حماضرات يف :املعامالت املالية املعاصرة
2
المحاضرة أال ولى :التنظير الفقهي لضوابـط الـربا وصوره المعاصرة حماضرات يف :املعامالت املالية املعاصرة
أصل و ٍ
احد، ٍ )1-1الربا في اللغة :الراء والباء والحرف المعتل وكذلك المهموز منه يد ُّل على
الزيادة والنماء والعلو .تقول ِّمن ذلك :ربا الشيء يربو ،إذا زاد ،وربا الرابية يربوها،
وهو ِّ
الربوة :المكان المرت ِّفع ،ففي إذا عالها ،وربا :أصابه الربو ،والربو :عل ُّو النف ِّ
س ،والربوة و ُّ
قوله تعالى﴿:فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ﴾ (فصلت( ،)39 :اهتزت) أي :تحركت
وعها وذلِّك لِّ ِّزياد ِّة نب ِّاتها ،وفي قوِّل ِّه تعالى:
بالنبات( ،وربت) أي :ارتفعت بعد خش ِّ
المقدار ِّ
الذي يحصل ِّبهم ﴿فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَابِيَةً﴾ (الحاقة ،)10 :أي :زِّائدة على الح ِّد و ِّ
هالكهم ،ورباه تربِّية وترباه ،أي :غذاه وهذا لِّك ِّل ما ين ِّمي كالول ِّد والزرِّع ونح ِّوِّه.
[مقاييس اللغة البن فارس ( ،)483/2مختارالصحاح للرازي ،ص ،231 :تيسيرالكريم الرحمن البن سعدي ،ص]506 :
ٍ
معان لم يكن االسم موضوعا لها في اللغة ،فصار بمنزلة سائر الربا في الشرع يقع على
األسماء المجملة المفتقرة إلى البيان وهي األسماء المنقولة من اللغة إلى الشرع لمعان لم يكن
االسم موضوعا لها في اللغة.
)2-1الربا في االصطالح الشرعي :هو تفاضل المقدار في الجنس الواحد ،أو تأخير القبض
في الجنس أو العلة الواحدة ،في أشياء مخصوصة (الربويات) ،أو الزيادة المشروطة
[انظر :أحكام القرآن للجصاص ،ص.]184 : على أصل الدين نظير األجل.
3
المحاضرة أال ولى :التنظير الفقهي لضوابـط الـربا وصوره المعاصرة حماضرات يف :املعامالت املالية املعاصرة
الحكمة البالِّغة فهو العلِّيم الح ِّكيم ال ِّذي ال مع ِّقب البيع المشت ِّمل على ِّ
الربا ،وله في ذلك ِّ
لِّحك ِّم ِّه وال يسأل عما يفعل وهم يسألون ،وهو العالم ِّبحق ِّائ ِّق األم ِّ
ور ومصالِّ ِّحها وما ينفع
ِّعباده فيِّبيحه لهم ،وما يض ُّرهم ينهاهم عنه.
(.])709/1 [فتح القديرللشوكاني ( ،)295/1تفسيرالقرآن العظيم للحافظ بن كثير
)2-1-2قال تعالى﴿ :الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ﴾( ،البقرة:
.)275
-الذين يأكلون الربا :يدخل فيه المعطي واآلخذ والشاهد والكاتب والوسيط ...الخ.
الربا يحشر يوم ال ِّقيامة
-إالا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس :ومعناه :أن آكل ِّ
كمثل السكران ،يقوم تارة ،ويقع أخرى ،وقيل :هو ِّمن تخُّب ِّط الشيطان ،وذلِّك أن يدخل
المس :الجنون ،والخبط :أول الجنون ،ومعناه :أنه يحشر يوم ال ِّقيامة ِّ
اْلنسان فيصرعه و ُّ
الربا يوم ال ِّقيامة ،وقد عاقبهم هللا تعالى ِّبذلِّك لما
مثل المصروِّع؛ وذلِّك عالمة أكلة ِّ
ك ِّ
الرب ِّوية سلب هللا عقولهم في ِّ
اآلخرة وصاروا في انسلبت عقولهم ِّفي طلب المك ِّ
اس ِّب ِّ
هيئِّت ِّهم وحرك ِّات ِّهم يشِّبهون المج ِّانين جزاء ِّوفاقا.
ُ
[انظر :تفسيرالقرآن للسمعاني ( ،)279/1تيسيرالكريم الرحمن البن سعدي ،ص]506 :
4
المحاضرة أال ولى :التنظير الفقهي لضوابـط الـربا وصوره المعاصرة حماضرات يف :املعامالت املالية املعاصرة
)4-1-2قال تعالى﴿ :يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِني* فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا
قال ابن عباس رضي هللا عنه" :فأذنوا بحرب" أي :استيقنوا الحرب من هللا ورسوله. -
وقال :يقال آلكل الربا يوم القيامة :خذ سالحك للحرب.
[تفسيرابن كثير(])497/2
5
المحاضرة أال ولى :التنظير الفقهي لضوابـط الـربا وصوره المعاصرة حماضرات يف :املعامالت املالية املعاصرة
)2-2-2لعن رسول هللا ﷺ آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه ،وقال " :هم سواء ".
(مسلم)1598 :
-آكل الربا :آكل الربا بمعنى آخذ الربا فعبر عن األخذ باألكل ألن األخذ إنما يراد لألكل.
-اللعن :الطرد واْلبعاد عن رحمة هللا.
-وموكله :يعني الذي يع ِّطي ِّ
الربا ،فرغم أنه مظلوم إال أنه ملعون كونه أعان آكله في
الربا.
يوثقه ،لهذا يكون هؤالء الثالثة: -وكاتبه وشاهديه :الشاهدان يثبتان الحق والكاتب ِّ
الشاهدان والكاتب قد أعانوا على اْلثم والعدوان فنالهم من اللع ِّن ن ِّ
صيب.
ُ
[انظر :الجامع ألحكام القرآن للقرطبي ( ،)381 /4شرح رياض الصالحين البن عثيمين (])334 – 332 /6
)3-2من اإلمجاع :أجمعت األمة على تحريم الربا في الجملة وإن اختلفوا في التفاصيل
واألحاديث في النهي عنه وذم فاعله ،ومن أعانه ،كثيرة جدا ووردت بلعنه.
[سبل السالم للصنعاني (.])77/3
َ َ
النووي في شرح مسلم ( ،)06/11قالَ " :وق ْد أ ْج َم َع
َ َ هُ َ َ
ال َّللا ت َعالى:
ََ َ ْ ََ ُ ْ َ
الرَبا ِفي ال ُج ْمل ِة َو ِإ ِن اختلفوا ِفي ض ِاب ِط ِه َوتفا ِري ِع ِه ،ق يم
ر ْاملُ ْسل ُمو َن َع َلى َت ْ
ح
ِ ِ ِ ِ
َ ٌَ َ ْ ُ ٌَ ُ َْ
ورة". " وأحلَّ اهلل البيع وحرَّم الربا "َ ،واأل َح ِاديث ِف ِيه ك ِثيرة مشه
6
المحاضرة أال ولى :التنظير الفقهي لضوابـط الـربا وصوره المعاصرة حماضرات يف :املعامالت املالية املعاصرة
ومضار
ُّ إليه ،والكون ال يقوم إال بالعدل ،الذي أوجبه المولى على نفسه وألزم به خلقه
[تيسيرالعالم شرح عمدة األحكام لعبد هللا البسام (])496 ِّ
الربا ومفاسده ال تحصى.
7
المحاضرة أال ولى :التنظير الفقهي لضوابـط الـربا وصوره المعاصرة حماضرات يف :املعامالت املالية املعاصرة
تشربه ".
قال عبد الملك بن حبيب المالكي :ألن الغالب عليهم عمل الربا وقد قال رسول هللا ﷺ:
فيه أكل ألموال الناس بغير حق ألن المرِّابي يأخذ منهم الربا من غير أن يستفيدوا )1-3
شيئا في المقابل واألصل في العقود كلِّها إنما هو العدل الذي بعثت به الرسل وأنزلت
به الكتب ،قال تعالى﴿ :لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ
فيه إضرار بالفقراء والمحتاجين بمضاعفة الديون عليهم وتركيز الثروة في أيدي )2-3
المرابين.
فيه قطع للمعروف بين الناس ،وسد لباب القرض الحسن. )3-3
فيه تعطيل للتجارات والحرف والصناعات وعرقلة المشاريع االقتصادية التي ال )4-3
تنتظم مصالح العالم إال بها وذلك من وجوه :منها أن المرابي إذا تحصل على زيادة
ماله بواسطة الربا بدون تعب فلن يلتمس طرقا أخرى للكسب ،ومنها كون الربا تكلفة
إضافية بدون مقابل فتؤدي إلى زيادة تكاليف المؤسسة ومن ثم إفالسها كليا.
8
المحاضرة أال ولى :التنظير الفقهي لضوابـط الـربا وصوره المعاصرة حماضرات يف :املعامالت املالية املعاصرة
الربا من أسباب غالء األسعار ،منها أنه يزيد في تكلفة المنتجات في حالة )5-3
االقتراض من البنوك الربوية ،فيعمد صاحب المشروع إلى زيادة سعر البيع للحفاظ
على هامش الربح ،ومنها أن صاحب المشروع يرفع نسبة الربح حتى تفوق متوسط
نسبة الربا في سوق النقد ،ألنه استثمر ماله وبذل جهدا في ذلك.
ُ
[انظر :امللخص الفقهي لصالح الفوزان ( ،)3/2الترهيب من الربا ملحمد بن سعيد رسالن ،ص .]112
)1-4
[لسان العرب])338 /5( ، الدين في اللغة :هو كل شيء غير حاضر.
الدين في االصــطالح :هو ما يثبت في الذمة من مال بسبببب يقتضببي ثبوته ،مثل :القرض أو
[انظر :نهاية املحتاج (])103/3 ثمن مؤجل في البيع أو اْلجارة وغيرهما من المعامالت.
وعليه ُت ه
عرف ربا الديون :الزيادة املشروطة على ما ثبت في الذمة مقابل الزيادة في األجل.
9
المحاضرة أال ولى :التنظير الفقهي لضوابـط الـربا وصوره المعاصرة حماضرات يف :املعامالت املالية املعاصرة
أما في االصطالح الشرعي :هو دفع مال ملن ينتفع به ويرد بدله.
صورته :أن يدفع ماال آلخر لينتفع به ثم يرد بدله بشرط الزيادة عليه ،وتكون هذه الزيادة مشروطة في بداية
القرض.
[لسان العرب (])436/6 الذمة هي :العهد والكفالة ،وفالن له ذمة أي حق.
صورته :أن يكون لرجل على آخر دينا ألجل دون زيادة ،ولكن عند حلول األجل ال يستطيع دفع الدين ،فيزيد
ً
ابتداء أو ناتج عن قرض أو بيع هذا في قيمة الدين ويزيد ذاك في األجل ،سواء هذا الدين كان قد أقرضه
ُ
يكون فيه الثمن مؤجال ،أو عقد إجارة أ ِّجلت األجرة فيها ...
هي عكس الزيادة في الدين الثابت في الذمة ،وهي تعني :النقص والوضع من الدين الثابت في الذمة من قبل
ستقرض.
ِّ قرض بشرط تعجيل في أجل التسديد من قبل ال ُـم ُ
الـم ِّ
أو العكس ،أي :تعجيل سداد الدين من املستقرض بشرط أن يضع املقرض من قيمة الدين.
10
المحاضرة أال ولى :التنظير الفقهي لضوابـط الـربا وصوره المعاصرة حماضرات يف :املعامالت املالية املعاصرة
حرمهــــا الجمهــــور وعـــــدوها مــــن الربـــــا :وذل ب ببك ألن ال ب ببنقص ف ب ببي األج ب ببل ك ب ببان مقابل ب ببه •
الب ببنقص فب ببي الب ببدين يعنب ببي أنب ببه جعب ببل األجب ببل مقابب ببل المب ببال ،وهب ببذا نفسب ببه مب ببا يحصب ببل فب ببي
مسألة ربا القرض وربا الدين الثابت في الذمة.
أجازهـــــا بعـــــض الفقهـــــاء :وق ب ببالوا أن هن ب بباك ف ب ببرق بينه ب ببا وب ب ببين الرب ب ببا ،ألن الرب ب ببا فيه ب ببا •
ظلم ،أما هذه الصورة فال ظلم فيها ،بل فيها مصلحة الطرفين.
وقد أجازها كذلك مجلس مجمع الفقه اْلسالمي الدولي واللجنة الدائمة.
ّ
األصل في ربا الديون قاعدة :كل قرض جر نفعا فهو ربا.
3 2 1
أغلب مسائل ربا الديون تندرج تحت هذه القاعدة ،ن ِّ
جملها في ثالثة جوانب ،كل جانب يدخل
تحته مسائل.
األمـ ـوال التـــي تقـــع فيهـــا ربـــا الـــديون :رب ببا ال ببديون يق ببع ف ببي ك ببل م ببا
بح االنتفب بباع ب ببه وقابب ببل ص بمب ب ٍ
بال دون م ببال ،وكب بل م ببا يص ب ُّ هب بو م ببال فهب ببذه القاع ببدة ال تخب بت ُّ
للملك فهو مال.
المقصــــود بالمنفعــــة فــــي القاعــــدة :فأمــــا لغــــة :مب ببن النفب ببع يقب ببال:
[لسان العرب (.])365/14 نفعه ينفعه نفعا ومنفعة وهو ضد الضرر.
11
المحاضرة أال ولى :التنظير الفقهي لضوابـط الـربا وصوره المعاصرة حماضرات يف :املعامالت املالية املعاصرة
والمـــراد بهــــا فــــي القاعــــدة :الفوائب ببد ال ازئب ببدة علب ببى أصب ببل القب ببرض إمب ببا يشب ببترطها المقب ب ِّرض
على المستق ِّرض في بداية القرض ،أو تحدث أثناء القرض.
أقسام المنفعة :تقسم المنفعة باعتبار العديد من المعايير:
وهب ببي التب ببي تشب ببتر فب ببي أصب ببل القب ببرض (أول عقب ببد القب ببرض) أ)
أو عنب ببد تمديب ببد أجب ببل الب ببدين الثابب ببت فب ببي الذمب ببة( ،وهــــي المقصــــودة بــــالتحريم فــــي
هذه القاعدة باإلجماع).
هي المنفعة التي يقدمها المستقرض للمقرض عند القضاء بعد ب)
القرض أي دون اشت ار ٍ في أول العقد أو أثناءه ،وذلك من باب اْلحسان و ُّ
التفضل
كما كان يفعل النبي صلى هللا عليه وسلم( .هذه غير مقصودة في القاعدة كونها ال
[صالح الفوزان ،من فقه املعامالت ،ص]185 : تعتبر ربا على رأي الجمهور).
12
المحاضرة أال ولى :التنظير الفقهي لضوابـط الـربا وصوره المعاصرة حماضرات يف :املعامالت املالية املعاصرة
هب ببي المنفعب ببة التب ببي اشب ببترطها المقب ببرض لنفسب ببه أ)
فق ب ببط وتك ب ببون ف ب ببي أص ب ببل العق ب ببد أو ح ب ببدثت أثن ب بباءه وكان ب ببت بس ب ببببه فه ب ببي رب ب ببا مهم ب ببا
كان ب ببت طبيعته ب ببا ،ف ب ببمذا ل ب ببم يش ب ببترطها المق ب ببرض م ب ببن قب ب ببل فه ب ببي م ب ببن ب ب بباب اْلحس ب ببان
كما مر( .هذه المنفعة محرمة وهي المقصودة في هذه القاعدة).
فه ب ببذه ليس ب ببت م ب ببن ب ب بباب الرب ب ببا عل ب ببى رأي ب)
الجمهب ببور س ب بواء كانب ببت مشب ببترطة فب ببي أصب ببل العقب ببد أوال ،وذلب ببك أن الربب ببا تكب ببون عنب ببد
الزيب ببادة علب ببى مب ببال المقب ب ِّبرض ،أمب ببا الزيب ببادة والمنفعب ببة المقدمب ببة للمسب ببتقرض فهب ببي مب ببن
ب ب ب بباب اْلحس ب ب ببان والرف ب ب ببق ب ب ب ببه ومثاله ب ب ببا أن يق ب ب ببول المس ب ب ببتقرض للمق ب ب ببرض :أقرض ب ب ببني
ألب ببن دينب ببار لمب ببدة سب ببنة ،لكب ببن اذهب ببب إلب ببى البريب ببد وافب ببتح لب ببي حسب ببابا هنب بباك باسب ببمي
وأودعه ب ببا في ب ببه( .جمهـــــور العلمـــــاء علـــــى أن المنفعـــــة المقدمـــــة للمقتـــــرض ولـــــو
كانت مشروطة من قبل ليست ربا).
يعني أن تكون هذه المنفعة مشتركة ت)
بينهما وتعود على كليهما بالفائدة ،فهذه المنفعة سواء كانت مشروطة عند أصل العقد
أوال ،فهي ليست من باب الربا ،مثال ذلك :أن يقول المقرض للمستقرض أقرضك ألن
دينار بشر أن تستأجر بيتي ،وقد علمت أنك تبحث عن ٍ
بيت للكراء فهذه منفعة
للمقرض والمقترض( .الجمهور على جوازها وأنها ليست من باب الربا ولكن هي من
[سليمان الرحيلي ،ضوابط الربا ،ص .]119 باب المعاونة والمشاركة).
13
المحاضرة أال ولى :التنظير الفقهي لضوابـط الـربا وصوره المعاصرة حماضرات يف :املعامالت املالية املعاصرة
ه ببي المنفعب ببة المالزم ببة للق ببرض ول ببيس للمق ببرض أو المسب ببتقرض أ)
اختي ب ب ببار ف ب ب ببي تجنبه ب ب ببا ،منه ب ب ببا :أن المقت ب ب ببرض يحص ب ب ببل عل ب ب ببى منفع ب ب ببة حفب ب ب ب مال ب ب ببه
وضب ب ببمانه ،أمب ب ببا المسب ب ببتقرض فيحصب ب ببل علب ب ببى منفعب ب ببة اسب ب ببتخدام المب ب ببال واسب ب ببتهالكه،
وكلت ب ببا المنفعت ب ببين مالزمت ب ببين للق ب ببرض ال تنفك ب ببان عن ب ببه ،فه ب ببذه ليس ب ببت مقص ب ببودة ف ب ببي
القاع ببدة أي أنهب ببا ليسب ببت ربب ببا كونه ببا مالصب ببقة للقب ببرض ،قب ببال اب ببن حب ببزم( :لــــيس فــــي
العـــــالم الـــــلف إال وهـــــو يجـــــر منفعـــــة وذلـــــك انتفـــــاع المســـــلف بتضـــــمين مالـــــه
فيكـــون مضـــمونا -تلـــف أو لـــم يتلـــف -مـــع شـــكر المســـتقرض إيـــاه ،وانتفـــاع
المستقرض بمال غيره مدة ما).
وه ببي المنفع ببة ال ازئ ببدة ع ببن المن ببافع األص ببلية للق ببرض سب بواء كانب ببت ب)
14
المحاضرة أال ولى :التنظير الفقهي لضوابـط الـربا وصوره المعاصرة حماضرات يف :املعامالت املالية املعاصرة
منفعة مشروطة
حسية ،معنوية ،معاملة للمقترض
جائزة
على رأي
اجلمهور منفعة
حسية ،معنوية ،معاملة لكليهما
زائدة
منفعة
أصلية
15
المحاضرة أال ولى :التنظير الفقهي لضوابـط الـربا وصوره المعاصرة حماضرات يف :املعامالت املالية املعاصرة
أو لمناس ب بببة م ب ببا كه ب ببدايا العي ب ببد وه ب ببدايا الزف ب بباف وغيره ب ببا مم ب ببا ل ب ببه س ب بببب ف ب ببي ع ب ببادة
الناس.
ٍ
لمناسبة كأن كان بينهما عادة في ذلك ،أو أهداه )1
ولم يخصه بها ،فذلك جائز ُّ
كله قال شيخ اْلسالم ابن تيمية كما في المجموع (:)184/29
(وذلك أن الهدية إذا كانت بسبب أُلحقت به).
الوفاء أو بعده:
المسلف إذا
أن ُ )1-2اإلهداء المشروط في أصل العقد :قال ابن المنذر :وأجمعوا على ا
أن أخذ الزيادة على ذلك
المستسلف زيادة أو هدية فأاللف على ذلك ا
اشترط على ُ
ربا.
16
المحاضرة أال ولى :التنظير الفقهي لضوابـط الـربا وصوره المعاصرة حماضرات يف :املعامالت املالية املعاصرة
وألحق بعض العلماء بهذا ما إذا كان المستق ِّرض معروفا بحسن القضاء فمنه يكره إقراضه
ِّ
قضائه ،وذلك للقاعدة :المعروف عرفا كالمشروط شرطا كون الم ِّ
قرض يطمع في حسن
لكن رد هذا القول :بأن النبي صلى هللا عليه وسلم كان معروفا بحسن القضاء وال نقول
أنه يكره إقراضه.
[املغني البن قدامة (])439-436/6
)2-2اإلهداء الذي يكون قبل الوفاء :قال ابن قدامة في المغني (( :)437/6وإن فعل ذلك من
غير شرط قبل الوفاء لم يقبله ولم يـجز قبوله إال أن يكافئه أو يـحسبه من دينه).
ففي الحديث عن أنس مرفوعا " :إذا أقرض أحدكم قرضا ،فأهدى إليه ،أو حمله على
الدابة؛ فال يركبها وال يقبله ،إال أن يكون جرى بينه وبينه قبل ذلك" رواه ابن ماجه ،وله
شواهد كثيرة ،وقد ثبت عن عبد هللا بن سالم رضي هللا عنه؛ أنه قال" :إذا كان لك على
رجل حق ،فأهدى إليك حمل تبن ،فال تأخذه فإنه ربا" ،وهذا له حكم الرفع ،فال يجوز
لمقرض قبول هدية وال غيرها من المنافع من المقترض إذا كان هذا بسبب القرض للنهي
عن ذلك.
[صالح الفوزان ،امللخص الفقهي ،ج ،2ص]65 :
)3-2اإلهداء الذي يكون بعد الوفاء :عن جابر رضي هللا عنه قال :أتيت النبي صلى
هللا عليه وسلم وهو في المسجد ،قال مسعر :أراه قال :ضحى ،فقال( :صل ركعتين).
وكان لي عليه دين ،فقضاني وزادني .رواه البخاري ( ،)432ومسلم ( ،)715وذلك
ألنه لم يجعل تلك الزيادة عوضا في القرض وال وسيلة إليه ،وال إلى استيفاء دينه
فحلت ،كما لو لم يكن قرض ،وقد ثبت عن النبي صلى هللا عليه وسلم أنه استسلن
بك ار فرد خي ار منه ،وقال( :خيركم أحسنكم قضاء) البخاري ( ،)2393مسلم (.)1601
ُ
[انظر :املغني البن قدامة ( ،)438/6املبسوط لسرخس ي (])35/14
17