Professional Documents
Culture Documents
مستند نصي جديد
مستند نصي جديد
مستند نصي جديد
كانت مقاربة
Bottom-upمقاربة تبحث في الكيفية التي يتمكن من خاللها الموظفون المتواجدون في الميدان ,من التأثير على مضمون السياسات
العمومية عند تنفيذها ,فإن الرؤية الثالثة تحاول الربط ما بين عملية الصياغة وعملية التنفيذ في مسارهما التفاعلي .فاألولى أصبحت
تأخذ باالعتبار الصعوبات التي ستواجهها عملية التنفيذ .ومن ثمة يعمل صاحب القرار على توفير عدد من القواعد التي ستساعد على
تسهيل عملية التنفيذ ,مثل :مرونة القوانين والمعايير ,مالءمة الشروط السوسيو -سياسة المحيطة بعملية التنفيذ ...إلخ
.أما الثانية ,فقد أضحت تعمل مسبقا على فهم مقاصد صاحب القرار .واألهداف المحّد دة في السياسة العمومية بشكل أفضل
___
وعليه فإن القراءة الثالثة ترى بأن عملية التنفيذ ال تحدد كعملية مهمتها تطبيق سياستها عمومية ما فقط ,وانما تتصورها االضافة الى ذلك
,كعملية تساهم في توضيح واعادة تدفيق الخيارات األهداف .وتبعا لذلك ال تنظر هذه النظرية الى عملية التنفيذ كعملية مستقلة تلي
.مرحليا عملية الصياغة ,بل تعتبرهما عمليتين مترابطتين ومتداخلتين
وهكذا ,وفي إطار هذا التصّو ر الجديد ,ظهرت مقاربات جديدة تحاول رصد عملية التنفيذ انطالقا من زوايا جديدة .إال انه ,وقبل
عرض هذه األطروحات ,يجب أوال – ألسباب منهجية – القيام بتقييم كل من التيارين حتى يسهل فهم المقدمات التي مهدت لظهور
هذا التوجه الجديد
_______
لقد جاءت كتابات الجيل الثالث المهتمة بعملية التنفيذ برؤية جديدة ,رؤية تنظر إلى هذه األخيرة باعتبارها عملية ديناميكية وفي تطور.
بمعنى أن عملية التنفيذ لم تعد -وفق هذا التصور -عملية منفصلة ومستقلة بذاتها ,بل أصبحت عملية متفاعلة مع عملية اتخاد القرار,
إذ يعاد صياغة السياسة العمومية على ضوء المستجدات التي تظهر على أرض الميدان .وهي المستجدات التي لم تكن معروفة لدى
.صاحب القرار عند صياغة السياسة العمومية
فهذا االتجاه الجديد يدعو إلى االهتمام باآلثار االسترجاعية للسياسة العمومية عند تنفيذها على اعتبار أن هذه األخيرة تساهم في إعادة تحديد
.األهداف المحّد دة سابقا
ومن زواد هذا التيار ,نجد بول سباتيي ,ودانييل مازمانيان .,وكودجين ,فالباحث األول تميز بأبحاثه حول الشروط التي يجب
توفيرها لتحقيق عملية تنفيذ ناجحة .وقد انطلق مشروعه الفكري أوال من نقد األعمال السابقة التي ركزت على الفاعل والبرامج .وأهملت
أهم عنصر على مستوى حقل التنفيذ ,وهي االستراتيجيات التي ينهجها الفاعلون خالل-هذه المرحلة .لهذا اقترح نهجا آخرا يجمع بين
Top upوفكرة "اإلكراه الشرعي" التي يوظفها أتباع مدرسة Bottom up,اإلطار ل
ال أن أهم اإلسهامات في هذا المجال ,تبقى من إنجاز كودجين .فهذا األخير ال ينظر إلى عملية التنفيذ كعملية فقط ,أي كمجموع
األعمال واألنشطة التي يقوم بها الموظفون من أجل بلورة القرارات على أرض الواقع ,وترجمة السياسات العمومية إلى أعمال ملموسة ,
.وإنما أصبح نظر إليها باعتبارها مخارج السياسة العمومية ,وما يترتب عنها من آثار اجتماعية
ومن أجل فهم منطق عملية التنفيذ في إطار هذا التصور الجديد يستعين الباحث بمفهوم «نمط االتصال" الذي يوظفه كدليل إرشادي,
وذلك لفهم نظام التبادالت القائمة والجارية خالل هذه المرحلة .ويقصد الباحث بنظام التبادالت ,تلك الرسائل المتعلقة بالتنفيذ ,والتي
.تنتقل من المستويات العليا للحكومة إلى المستويات الدنيا لإلدارة العامة .ومن هذه األخيرة إلى القمة
فاإلدارات المكلفة بالتنفيذ تفّسر الرسائل اآلتية من المركز وفق منظورها الخاص ,بمعنى أن مصير التنفيذ يتحّد د من جهة ,حسب شكل
ومضمون الرسالة (السياسة العمومية) ؛ وشرعية ونفوذ المرسل ,ومن جهة ثانية .حسب الكيفية التي يفسر بها المرسل إليه ,
.الرسالة ,والطريقة التي ينظر بها إلى المرسل
بعبارة أخرى .يمكن القول بأن منطق التنفيذ وفق هذا التصور ,أصبح يتحّد د حسب عدد من المتغيرات من بينها -:صيغة الرسالة :هل
السياسة العمومية واضحة أم غامضة ؟
هل حّد دت أهدافها ووسائلها بدقة أم تركت هامشا غامضا سيقوم بتأويله عون التنفيذ ,وذلك حسب منظوره الخاص؟
___
إن التنفيذ يكون إداريا حين يتعلق األمر بتطبيق أهداف تعتبر مشروعة ,فنحن هنا نتواجد في إطار النموذج الفيبيري ,حيث التنفيذ يتم
بواسطة اإلرادة المكلفة بتطبيق قرارات السلطة السياسية .إن نتيجة عملية التنفيذ هنا تكون رهينة بمدى توفر اإلدارة على الموارد .وفي
هذا السياق جاء ماتالند بمثال يهم برامج الصحة العمومية التي ال تعرف معارضات قوية ,ويكون نجاحها رهينا بمدى توفرها على
.الوسائل والموارد المطلوبة
ويكون التنفيذ اساسيا ,عندما تكون أهداف السياسة واضحة ,ويكون البرنامج التنفيذي َم صاغ كذلك بطريقة دقيقة ,إال أن هناك فاعلين
معارضين لهذه السياسة .وهؤالء لهم موارد يمكن أن تؤثر على عملية التنفيذ .وفي هذه الحالة ,تكون نتائج التنفيذ رهينة عالقات القوة
.القائمة ما بين الفاعلين المنخرطين
___
ويكون التنفيذ تجريبيا ,عندما تكون األهداف والوسائل غير محّد دة بوضوح .ففي هذه الحالة تكون نتائج التنفيذ رهينة الشروط المحلية
وظروف البيئة التي سوف تنفذ فيها السياسة (مثال :السياسات الموجهة لألطفال الذين يتواجدون في وضعية صعبة) .ويكون التنفيذ
رمزيا ,عندما تكون األهداف عامة ,وأحيانا متناقضة ,ففي هذه الحالة تكون الصراعات قوية ما بين األعيان المحليين على
.الخصوص ,وتكون النتائج رهينة تحالفات الفاعلين(مثال سياسة إدماج الشباب)
تأسيسا على ما سبق ,يمكن القول بأن هذا التصنيف القائم على ربط أنماط التنفيذ بنماذج السياسات المتبعة هو الذي يسمح بتجاوز الجدل
bottom-upونظرية Top downالقائم ما بين نظرية