محاضرات مقارنة الأنظمة القانونية

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 122

‫جامعة زيان عاشور بالجلفة‬

‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬


‫قسم الحقوق‬

‫محاضرات مقياس مقارنة األنظمة القانونية‬

‫مقدمة لطلبة السنة الثالثة ليسانس قانون عام‬

‫السداسي الخامس ‪،‬المجموعة األولى‬

‫من اعداد ‪:‬‬


‫د ‪ .‬بن مسعود حمد‬

‫السنة الجامعية ‪0202 - 0202‬‬


‫مقدمة‪:‬‬

‫من المعتاد تكريس خالل الدروس مقدمة عامة في القانون المقارن لالعتبارات‬
‫العامة والنظرية المتعلقة بدراسة األنظمة القانونية الكبرى‪.‬‬

‫ولقد تطورت المقارنة بشكل هائل منذ القرن الثامن عشر حيث يقارن الباحثين بين‬
‫اللغات (اللغويات المقارنة)‪ ،‬والرسائل األخرى (األدب المقارن)‪.‬‬

‫في الواقع يعود تاريخ المقارنة ال سيما في القانون إلى زمن بعيد عن القرن‬
‫الثامن عشر‪ .‬وخالل هذا التاريخ الطويل طورت الطريقة المقارنة منهجية عمل‬
‫مشتركة بين هذه التخصصات المختلفة‪.‬‬

‫أحيانا ما يتم انتقاد تعبير "القانون المقارن ويقترح استبداله بـ "علوم القانون‬
‫ً‬
‫المقارن‪ ،‬أو "الدراسات القانونية المقارنة"‪.‬تستخدم التيار األنجلوسكسوني عبارة‬
‫"القانون المقارن"‬

‫يتحدث الفقه األلماني عن "مقارنة القانون" و "القانون المقارن"‬

‫قال أحد مؤسسي القانون المقارن الحديث إدوارد المبرت (‪)6491-6611‬‬


‫األستاذ بكلية الحقوق في ليون إن مصطلح "القانون المقارن" غامض و له معنى‬
‫مزدوج‪.‬‬

‫في الواقع يحتوي القانون المقارن على شيئين هما‪ :‬صحيح يرتبط ارتباطًا وثيقًا‪:‬‬

‫بدراسة القوانين األجنبية من ناحية‪ ،‬ومقارنة القوانين من ناحية أخرى حيث ال‬

‫يمكن مقارنة عنصرين دون معرفة أحدهما دون اآلخر بدرجة كافية‪.‬‬
‫من حيث المبدأ يجب أن نبدأ بدراسة القوانين األجنبية قبل مقارنتها ببعضهما‬

‫البعض‪.‬‬

‫لكن دراسة القانون وطنية‪ ،‬أو أجنبية تتطلب سنوات وال ينبغي تأجيل دراسة‬

‫المشاكل المنهجية في نهاية الدراسات‪.‬‬

‫غالبا ما يتم التنازع على مصطلح "األسرة" للحقوق‬


‫تجب االشارة الى أنه ً‬

‫ورفضها لصالح "النظم القانونية" والتي تعتبر أكثر حيادية فيما يتعلق بالتاريخ‪.‬‬

‫جدا لبعض مجموعات األنظمة القانونية المطبقة حول‬


‫هنا سنقدم مقدمة عامة ً‬

‫العالم‬

‫سيعرض على الطالب دراسة فروع معينة من علم القانون المقارن‪ ،‬خالل‬
‫ُ‬

‫مناهجهم القانونية الالحقة يجدون دائما أن المخاوف المنهجية ال تزال ثابتة‬

‫ويصعب حلها‪.‬‬

‫حيث ستعيدهم دراسة القوانين األجنبية ومقارنتها باستم ارر إلى مسألة أهمية‬

‫أساليب عملهم‪ ،‬والبحث عن مسافة جيدة من حقهم في التكوين األولي‪ ،‬وفيما‬

‫يتعلق بالقانون األجنبي‪،‬أو الحقوق األجنبية‪،‬والتي سوف يختارون دراستها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫قد يكون في نظر بعض القراء‪ ،‬أن هذه المقدمة إلى القانون المقارن تبدو وكأنها‬

‫كتاب تاريخ قانوني أكثر من كونها دروس في القانون المقارن‪.‬‬

‫في مقدمة المحاضرات‪ ،‬ذكرنا بالفعل التحفظات التي يجب أن تصاحب‬

‫استخدام التعبير عن النظم القانونية الكبيرة‪ .‬انها تسمية غير دقيقة‪.‬‬

‫كما أن تعبير أسر القانون موضع خالف ألنه سيكون له داللة ومضمون اخر‬

‫صحيح أن هذا التعبير يعطي أهمية كبيرة لتشكيل القانون تاريخيا‪ ،‬وبمعنى أدق‬

‫لوزن التاريخ في نشأة وحالة القانون‪.‬‬

‫من بين النظم القانونية الرئيسية‪ ،‬هناك بالطبع معظم القوانين الغربية التي تمارس‬

‫تأثي ار على نطاق واسع‪ ،‬والتي تنتمي إلى عائلتين كبيرتين‪:‬‬

‫األسرة الرومانية المعروفة (ألمانيا‪،‬النمسا‪،‬بلجيكا‪،‬اسكتلندا‪،‬إسبانيا‪،‬فرنسا‪،‬إيطاليا‬

‫المجر‪،‬هولندا‪،‬بلدان الشمال األوروبي‪،‬البرتغال‪،‬رومانيا‪،‬سويس ار ‪ )...‬وعائلة القانون‬

‫الشامل (إنجلت ار‪ ،‬أيرلندا‪ ،‬الواليات المتحدة األمريكية)‪.‬‬

‫تنتشر هذه القوانين الغربية في جميع أنحاء العالم‪،‬بمناسبة االستعمار‪،‬في أفريقيا‬

‫وأمريكا وأسيا يقدم مجتمع الدول الناطقة بالفرنسية ورابطة الدول البريطانية العديد‬

‫من األمثلة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫أيضا من خالل التأثير الثقافي الوحيد هذا ما تفعله القوانين الرومانية‬
‫وهي منتشرة ً‬

‫في اليابان (التأثير الفرنسي واأللماني) ‪،‬وفي تركيا (التأثير السويسري) ‪...‬‬

‫أبدا‪ ،‬حتى في بضع فقرات‪،‬‬


‫من المؤكد أن الخطر مرتفع للغاية أال يسمع الطالب ً‬

‫العديد من القوانين التي تهم الثقافة القانونية وفائدتها العملية‪.‬‬

‫ستكون خطتنا على النحو التالي‪:‬‬

‫الفصل األول‪ :‬الفائدة من دراسة القانون المقارن‬

‫الفصل الثاني‪ :‬العائلة القانونية األنجلوسكسونية‬

‫الفصل الثالث‪ :‬العائلة القانونية الالتينية الجرمانية‬

‫الفصل األول‪ :‬الفائدة من دراسة القانون المقارن‬

‫هناك العديد من األسباب لدراسة القانون المقارن إنها مادة حاملة إن لم تكن‬

‫غريبة‪ .‬على أي حال طعم البلدان األجنبية القريبة أو البعيدة القانون المقارن‬

‫يدعو إلى السفر من هناك يأتي الكثير من اإلغواء له إذا كان يمكن أن يكون‬

‫أيضا األساس لمهنة مهنية‪.‬‬

‫ويعرض اهتمامات أخرى أكثر خطورة تتعلق بالوظائف المتعددة‬

‫‪3‬‬
‫بعضها فوري القانون المقارن له أوالً فائدة عملية (المبحث األول)‪ ،‬كما أنه يلعب‬

‫تعليميا (المبحث الثاني)‪.‬‬


‫ً‬ ‫دور‬
‫ًا‬

‫المبحث األول‪ :‬الفائدة العملية للقانون المقارن‬

‫على الرغم من أنه في معظم األحيان موضوع اختياري في المناهج الجامعية‬

‫فإن القانون المقارن قبل كل شيء له أهمية عملية‪.‬‬

‫تجدر اإلشارة إلى أن معرفة القوانين األجنبية أمر ال غنى عنه في ممارسة‬

‫العديد من الوظائف المهنية خاصة بالنسبة لرجال األعمال أيضا القاضي أو‬

‫المحكم أو المحامي ناهيك عن الدبلوماسي أو السياسي‪.‬‬

‫لفترة طويلة كان القانون المقارن يعمل على تحسين القانون النافذ منذ نصف‬

‫أيضا لمواءمة وتوحيد القانون خاصة في أوروبا التي تم بناؤها‬


‫قرن تم استخدامه ً‬

‫منذ عام ‪ 6491‬منذ نهاية الحرب العالمية الثانية‪.‬‬

‫أحيانا بلعبه فهو يمارس في ظروف معينة‬


‫طموحا و ً‬
‫ً‬ ‫دور أكثر‬
‫أخي ار قام بلعب ًا‬

‫وظيفة خالقة وظيفة بناءة حقًا للقانون‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬القانون المقارن وتحسين القانون‬

‫‪4‬‬
‫االسم األول المعطى لعلم القانون المقارن في األزمنة المعاصرة هو التشريع‬

‫المقارن‪.‬‬

‫يتم تفسير هذا المصطلح من خالل هيمنة التشريع في القرن التاسع عشر من‬

‫بين مصادر القانون األخرى‪.‬‬

‫كان القانون في ذروته منذ القرن الثامن عشر‪ ،‬وكانت العادات هي األساس‬

‫بسبب الظالمية وتنوعها وعقالنيتها رأى فالسفة التنوير في القانون طريقة لجعل‬

‫القانون العقالني‬

‫كان المفهوم القائل بأن القانون يجب أن يكون هو المصدر الرئيسي والمصدر‬

‫الوحيد‪.‬‬

‫كان اعتماد التقنيات الخمسة من عام ‪ 6689‬إلى عام ‪ 6666‬الذي تم تأسيسه‬

‫في ظل حكم نابليون بونابرت القنصل األول ثم اإلمبراطور أجمل تجسيد لهذه‬

‫‪1‬‬
‫المكانة التي يحتلها القانون‪.‬‬

‫في القرن التاسع عشر القانون هو المهيمن والمدرسة العقائدية المهيمنة مدرسة‬

‫التفسير تحد من طموحها في التعليق على التقنينات‪.‬‬


‫‪1‬‬

‫‪DAVID (René) et JAUFFRET-SPINOSI (Camille): Les grands systèmes de droit‬‬


‫‪contemporains, Paris, Dalloz, 11ème édition, 2002.p 55‬‬

‫‪5‬‬
‫في ذلك الوقت‪ ،‬يسمى القانون المقارن بشكل طبيعي "التشريع المقارن"‪.‬‬

‫تم تشكيل القانون المقارن بغرض تحسين القانون الوطني‪ ،‬ولتوضيح هذه المسألة‬

‫نذكر أمثلة لتحديد مجال االستعانة بالقوانين األجنبية‪.‬‬

‫الفرع األول‪:‬تحسين القانون‬

‫أحيانا بين دراسة القانون بقيادة ‪ lege lata‬وتلك التي يقودها ‪lege‬‬
‫ً‬ ‫نميز‬

‫‪ferenda‬‬

‫إن دراسة القانون ‪ lege lata‬هي دراسة القانون بالمعنى العام للقانون‪ ،‬كما هو‬

‫منصوص عليه كما هو موجود القانون النافذ‪.‬‬

‫إنها مسألة فهم القانون الساري في أحسن األحوال‪.‬‬

‫لدراسة القانون ‪ lege ferenda‬هو دراسة القانون في فكرة تحسينه ‪،‬من أجل‬

‫تكريس االصالحات التشريعية المرغوبة‪ femens legem:‬تعني الروماني أو‬

‫القنصل "يحمل القانون" ‪،‬بمعنى تصميم كتابة دعم دفاع مشروع قانون قبل‬

‫كوميتيا الشعب الروماني كانت ‪ comitia‬هي تجمعات للمواطنين الرومانيين‬

‫الذين كانت لديهم القدرة على قبول أو رفض اعتماد مشروع القانون الذي قدمه‬

‫القنصل‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫لذلك تعني ‪" De lege ferenda‬حول قانون نقترح طرحه على الناس لتحسين‬

‫القانون الحالي"‪.‬عادت وظيفة تحسين القانون إلى روما‪ ،‬أوالً إلى االختصاصات‬

‫القضائية‪.‬‬

‫كتب البعض في القرن الثاني الميالدي ال يمكن أن يبقى القانون على قيد‬

‫الحياة‪ ،‬إذا لم يكن هناك فقيه ال يعمل على تحسينه من خالل عمله اليومي‬

‫اليوم إلى جانب عبارة "دراسة قانون ‪ "lege ferenda‬فإن تعبير "العلوم‬

‫التشريعية" يستخدم بسهولة أكبر يتم تعريف العلوم التشريعية من خالل المفردات‬

‫القانونية كـ "الدراسة والبحث الفقهي التاريخي المقارن مع وجود نقد لالعتراض‬

‫على القانون القائم واعتماد إصالحات مرغوبة"‪.‬‬

‫في جميع األوقات كما يتضح من الفصل المخصص لتاريخ القانون المقارن‬

‫‪2‬‬
‫اختار هذا النظام أوالً كهدف من أعماله تحسين القانون الحالي‪.‬‬

‫عندما نسعى إلى النهوض بالقانون أيا كان االتجاه الذي نريد أن نتخذه واألهداف‬

‫التي حددناها للعدالة فائدتها‬

‫‪2‬‬

‫‪LEGEAIS (Raymond): Grands systèmes de droit contemporains, Paris, Litec, 2ème édition, 2008.‬‬
‫‪P 154‬‬

‫‪7‬‬
‫االتجاه الطبيعي لروح االجتهاد هو البحث عن الحلول الصيغ القريبة‪ ،‬أو‬

‫البعيدة التي أثبتت قيمتها والتي تم تطبيقها بنجاح مثال الجار وأحياناً الغيرة التي‬

‫يلهمها هي محركات قوية في سن القانون والتقليد هو السلوك الشائع لدى‬

‫المشرعين‪.‬‬

‫يشجع هذا الموقف للمتابعة في بعض األحيان التأثير السياسي واالقتصادي‬

‫والثقافي الذي تمارسه دولة قوية‪ ،‬وهي دولة رائدة يجب تقليد أسلوبها وأعرافها‬

‫وقوانينها‪.‬‬

‫الموضة في حد ذاتها ظاهرة منتشرة في القانون‪" .‬الكذب الذي يأتي من بعيد"‬

‫يقول المثل الفرنسي تناوله دين كاربنييه كعنوان لمقال قانون مقارن مكرس لـ‬

‫"أسطورة المشرع األجنبي"‪.‬‬

‫المشرعون‪،‬أو القضاة هم المروجين العتماد قواعد أجنبية‬


‫ّ‬ ‫في بعض األحيان‬

‫خالصة وبسيطة‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬بعض مجاالت االقتراض من المشرع األجنبي‬

‫من المرجح أن تستفيد جميع مجاالت القانون من نهج القانون المقارن لتحسين‬

‫القانون المعمول به‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫سنقتصر على بعض األمثلة المستمدة من القانون العام‪ ،‬أوالقانون الخاص‪.‬‬

‫أوال‪ :‬القانون العام‬

‫في القانون العام القانون الدستوري والقانون اإلجرائي المدني والجنائي على‬

‫‪3‬‬
‫السواء ‪ ،‬تخصصان كثيران في مجال الدراسات المقارنة القانون‪.‬‬

‫‪ -‬القانون الدستوري‬

‫ترتبط المؤسسات السياسية للبلدان على جانبي المحيط األطلسي بثقافة مشتركة‪.‬‬

‫بارز في تشكيل‬
‫دور ًا‬
‫لعب كل من ‪ Boétie‬و ‪ Montesquieu‬و ‪ً Tocqueville‬ا‬

‫‪4‬‬
‫ثقافة دستورية غربية‪.‬‬

‫أ‪ .‬ايزمان أستاذ القانون في كلية الحقوق في باريس في أواخر القرن التاسع‬

‫عشر أعطى هذا التخصص قوة دفع جديدة‪ .‬فكرة الدستور منقسمة لدرجة أنه تم‬

‫تحريرها من الدولة‪.‬‬

‫يذكر ‪ H Ruiz Fabri‬بشكل صحيح أن األمميين قد دافعوا عن فكرة دستور‬

‫للمجتمع العالمي للدول وغيرهم من دستور المجتمع العالمي‪ ،‬الذي سيكون رعاياه‬
‫‪3‬‬

‫‪LEGRAND (Pierre): Le droit comparé, Paris, PUF (Que-sais-je?), 2002 p 23‬‬


‫‪4‬‬

‫‪TUNC (André): Cours polycopié de Grands systèmes de droit contemporains, Paris, 1974. P57‬‬

‫‪9‬‬
‫أفراد ممارسة استعارة المؤسسات الدستورية األجنبية (االستماع إلى المؤسسة‬

‫كجهاز أو آلية) أمر شائع‪.‬‬

‫يشكل البرلمان البريطاني نموذجا للمجالس المتعددة للنواب في العالم‪.‬‬

‫لقد تم وضع الية الرقابة على دستورية القوانين بعد الحرب العالمية الثانية حيث‬

‫عملت المحكمة العليا للواليات المتحدة كمرجع للعديد من البلدان التي أرادت‬

‫إنشاء مؤسسة الرقابة على دستورية القوانين‪.‬‬

‫المحكمة الدستورية الفيدرالية األلمانية‪ ،‬المحكمة الدستورية اإليطالية‪ ،‬المجلس‬

‫الدستوري الفرنسي‪...‬‬

‫أيضا بهذه الظاهرة انتخاب رئيس الجمهورية باالقتراع‬


‫تتأثر السلطة التنفيذية ً‬

‫العام‪ ،‬الذي أُقيم في فرنسا بموجب إصالح دستوري لعام ‪ 6411‬هو استعارة‬

‫آخرى لقانون الواليات المتحدة هذه االستعانة كان يمكن أن يكون في وقت سابق‬

‫من ذلك بكثير‪.‬‬

‫بعد انقالب ‪ 66‬برومير (نوفمبر ‪ )6144‬أراد نابليون بونابرت استعادة قوة‬

‫تنفيذية قوية‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫عند صياغة دستور القنصلية تم اقتراح تقليد النظام األمريكي واستعارة مؤسسة‬

‫رئيس الجمهورية الناشئة للواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬التي أنشأها الدستور‬

‫الفيدرالي األخير للواليات المتحدة‪ ،‬دخلت حيز التنفيذ في ‪ 08‬أبريل ‪.6164‬لكن‬

‫‪5‬‬
‫جدا‪.‬‬
‫بونابرت رفض االقتراح‪ .‬كانت الثورة ال تزال قريبة ً‬

‫كان من الضروري التقدم بحذر في استعادة النظام الملكي‪ .‬كانت للرئاسة‬

‫جدا ومرئية ومحرجة‪ .‬لالقتراض من الرومان‬


‫ملكية واضحة ً‬
‫األمريكية شخصية ّ‬

‫القنصلية‪ .‬لقول الحقيقة اقترض االسم أكثر من الشيء نفسه‪.‬‬

‫يتم تقديم مثال آخر على االستعانة في مجال القانون الدستوري من قبل الحكومة‬

‫السويسرية‬

‫حاليا سبعة‬
‫تتكون الحكومة الفيدرالية السويسرية من مستشارين اتحاديين وهم ً‬

‫رؤساء دوائر وهم بطريقة ما وزراء كبار‪.‬‬

‫يمارس أحد المستشارين الفيدراليين لمدة عام واحد باإلضافة إلى مهام رئيس القسم‬

‫مهام رئيس االتحاد السويسري‪..‬إنه فخر هذا الشعب بتقاليد ديمقراطية ومساواة‬

‫قوية للغاية‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪LEGEAIS Raymond , op.cit , p. 64.‬‬

‫‪11‬‬
‫نظام الحكم هذا هو استعارة من الدستور الفرنسي للدليل‪ ،‬ما يسمى دستور العام‬

‫الثالث للجمهورية واحد وغير قابل للتجزئة (‪ 11‬أغسطس ‪.)6141‬‬

‫قرر هذا الدستور حمل المثل العليا للثورة الفرنسية خارج حدود الجمهورية وافادة‬

‫السويسريين الذين لم يطلبوا ‪،‬وال تزال المادة ‪ 619‬من الدستور السويسري الحالي‬

‫مستوحاة من المادة ‪ 601‬من دستور دليل ‪ 11‬أغسطس ‪.6141‬‬

‫القانون اإلجرائي‬

‫في مجال اإلجراءات المدنية قامت بريطانيا العظمى مؤخ اًر بإصالح كبير‪ .‬تم‬

‫‪6‬‬
‫انتقاد بعض عيوب العدالة المدنية البطء والتكلفة والتعقيد‪.‬‬

‫قد يعتقد المرء أنه في هذه المملكة المرتبطة بتقاليدها القضائية سيتم استبعاد‬

‫المبادئ القارية من البداية هذا ليس ما حدث اقترحت لجنة الدراسة التي أنشأتها‬

‫‪ Chancery‬اعتماد قواعد جديدة ‪ ،‬والتي من شأنها زيادة صالحيات القضاة في‬

‫إدارة القضايا‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪DAVID René , op.cit , p. 64‬‬

‫‪12‬‬
‫في تقريره المرحلي في عام ‪ 6441‬أشار رئيس اللجنة‪ ،‬اللورد وولف‪ ،‬بشكل‬

‫واضح إلى الوظيفة األكثر نشاطًا للقاضي‪ ،‬في الحقوق المدنية‪ ،‬مقارنة بوظيفة‬

‫القاضي اإلنجليزي‪.‬‬

‫ففي نظام الخصومة الخصوم يقتصر القاضي اإلنجليزي على البت في األسئلة‬

‫التي تختارها األطراف تم اإلبقاء على المبادئ التي اقترحتها اللجنة من قبل‬

‫المستشار واعتمدها البرلمان‪.‬‬

‫استعارت فرنسا من إنجلت ار منذ قرنين من الزمان مؤسسة هيئة المحلفين الثورة‬

‫الفرنسية خالل المرحلة الليبرالية األولى من عام ‪ 6164‬إلى ‪ 6141‬أصلحت‬

‫العدالة على النموذجين الهولندي واإلنجليزي من هولندا احتفظت الجمعية الوطنية‬

‫بناء على نصيحة فولتير في المسائل المدنية من‬


‫التأسيسية بالوساطة والتحكيم ً‬

‫بناء على نصيحة مونتسكيو‪.‬‬


‫إنجلت ار تبنت هيئة المحلفين الشعبية ً‬

‫في المسائل الجنائية في فرنسا قبل محاكم االستئناف تعمل هيئات المحلفين‬

‫دائما من خالل اإلجابة نعم أو ال على قائمة األسئلة والحقائق ومسؤولية المدعى‬
‫ً‬

‫عليه‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫أيضا من إنجلت ار حق الصمت المعترف به إلى المتهم‬
‫استعارت فرنسا الثورية ً‬
‫‪7‬‬
‫الذي استجوبه القاضي وليس لإلجابة على األسئلة المطروحة عليه‪.‬‬

‫في القرنين التاسع عشر والعشرين من جانبها استعارت إنجلت ار من فرنسا‬

‫الشرطة القضائية والشرطة المهنية والتقنية والعلمية‪ .‬في اآلونة األخيرة استعارت‬

‫بريطانيا العظمى من فرنسا مكتب المدعي العام والحضانة مع تعديالت وبطبيعة‬

‫الحال وتحت أسماء أخرى بالطبع (قانون جرائم االدعاء لعام ‪.)6461‬‬

‫في الوقت الذي تشكك فيه فرنسا اآلن في التخلي عن هيئة المحلفين فإن إنجلت ار‬

‫التي مارست هيئة المحلفين في المسائل المدنية والجنائية تخلت عنها إلى حد‬

‫كبير ألسباب تتعلق بالكفاءة والتكلفة خاصة في الوقت‬

‫اليوم اتخذ البلدان خطوات نحو بعضهما البعض التقارب بين القانونين واضح‬

‫لدى الدولتان اآلن نسختهما الخاصة من نظام اإلجراءات الجنائية المختلط‬

‫بوضوح ويستعيران من كال التقاليد‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬القانون الخاص‬

‫في القانون الخاص قانون األعمال هو موضوع مستوحى من القانون األجنبي‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫‪TUNC André , op.cit , p. 64.‬‬

‫‪14‬‬
‫أراد اإلمبراطور نابليون الثالث في الستينيات من القرن التاسع عشر أن يعطي‬

‫إطاره القانوني للرأسمالية الفرنسية ‪ ،‬بينما كان االقتصاد الفرنسي في طريقه إلى‬

‫تحقيق انطالقة اقتصادية‪ .‬التفت إلى إنجلت ار التي كانت الدولة الصناعية األكثر‬

‫تقدماً في ذلك الوقت‪.‬‬

‫لقد أقر القوانين المتعلقة بوسائل الدفع (الشيك على وجه الخصوص) ‪ ،‬والشركات‬

‫(القانون الكبير على الشركات التجارية لعام ‪ ، )6611‬والضمانات ‪...‬‬

‫خالل القرن العشرين اعتمد القانون الفرنسي نظام شركة ذات مسؤولية محدودة‬

‫(‪ )6418‬ثم الشركة مع مجلس اإلشراف والدليل (‪ )6414‬وكالهما مستوحى من‬

‫النماذج األلمانية‪.‬‬

‫اعتمد األسهم غير المصوتة وكذلك التأجير أو التأجير من حيث المنافسة‬

‫وبورصة األوراق المالية كان القانون الفرنسي قد استوحى من النماذج األمريكية‪:‬‬

‫قانون مكافحة االحتكار وقانون مراقبة معامالت البورصة‬

‫في مجال قانون العقود يستحق المثال الحديث عن اعتماد البرلمان الفرنسي‬

‫لقانون (قانون ‪ 64‬فبراير ‪ 1881‬االمانة) االهتمام‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫قد تم الترحيب بتبني هذا النموذج من العقود باعتبارها االستقبال المناسب‬

‫لمؤسسة إنجليزية نموذجية في الوقت المناسب‪ ،‬وسد الفجوة في القانون الفرنسي‪.‬‬

‫إنها حقيقة أن عقود األمانة تؤدي وظائف مثيرة لالهتمام في إدارة الممتلكات‬

‫والميراث والضمانات‪.‬‬

‫األمانة هي واحدة من أقدم عقود القانون الروماني الذي يسبق نظامه البيع‬

‫التوافقي والعقود األخرى المسماة وغير المسماة‪.‬‬

‫عقود األمانة هي نقل ملكية تخضع لشروط االستعمال ‪،‬أو المدة يوجد هذا‬

‫المفهوم بشكل أساسي في القانون العام تحت اسم "األمانة" تم تقديمه إلى القانون‬

‫الفرنسي في عام ‪ 1886‬بموجب قانون تحديث االقتصاد‬

‫قانون األمانة لعام ‪ 1881‬ينتج تأثيرات مذهلة‪ .‬كانت األمانة خطوة نحو‬

‫االعتراف بوجود ذمة مالية مستقلة ومتمايزة غير قانون ‪ 1881‬القانون الفرنسي‬

‫بشأن القضية المثيرة للجدل المتمثلة في تفرد الذمة المالية‪.‬‬

‫نحن نعلم أن الفقه الكالسيكي منذ أوبري وراو يؤكد على أن "فكرة الذمة المالية‬

‫مستنبطة منطقيا من فكرة الشخصية ‪...‬‬

‫‪16‬‬
‫الذمة المالية هي انبثاق الشخصية والتعبير عن السلطة القانونية التي يستثمر‬

‫فيها الشخص على هذا النحو سلطاته‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬استقبال القانون‬

‫يمكن تعريف ظاهرة تلقي القانون على أنها استقبال عن طريق القانون لألفكار‬

‫والقواعد والمؤسسات التي لم تكن معروفة حتى اآلن والقادمة من قانون أجنبي‪.‬‬

‫االستقبال ظاهرة معقدة يتطلب تثقيفا بالقانون‪ .‬يمكن اعتبار التثقف بمثابة‬

‫استيعاب لثقافات أخرى‪.‬‬

‫أيضا اعتباره تكيفًا للقانون األجنبي بدرجة أكبر أو أقل عمقًا‪.‬‬


‫يمكن ً‬

‫القانون مادة هشة‪ ،‬وهو مثل األواني الزجاجية تتكسر في النقل الدولي‬

‫غالبا ما يكون االستقبال نتيجة تصرف من السلطة يأتي من مؤسسة ترغب في‬
‫ً‬

‫كثير في الغالب وهو‬


‫تحقيق تحديث سريع لقانونها‪ .‬في هذه الحالة يكون النقل ًا‬

‫كامال على سبيل المثال‪.‬‬


‫يغطي فرًعا من القانون تقنينا ً‬

‫وهو فوري يتم إلغاء مجموعة من القوانين الوطنية واستبدالها بمجموعة من‬

‫القوانين األجنبية رأى عميد ‪ Carbonnier‬في هذه الصفات الثالث تصرف‬

‫السلطة‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫مجمل عملية النقل وفورية العملية وخصائص االستقبال إن االستقبال والنقل‬

‫الجماعي لكامل هيئات القانون األجنبي يتعارض مع القومية القانونية‪ .‬قال بول‬

‫كوشاكر (‪ )6416-6614‬أستاذ القانون النمساوي إن "االستقبال ليس مسألة‬

‫‪8‬‬
‫جودة بل مسألة قوة"‪.‬‬

‫بالنسبة لآلخرين يتم تبرير االستقبال بالتقدم الذي يحققه من خالل فائدته‪ .‬كتب‬

‫الفقيه األلماني إيرينج (‪ )6641-6666‬إن استقبال المؤسسات القانونية ليس‬

‫مسألة الجنسية بل الفائدة والحاجة‪.‬‬

‫ال أحد يهتم باستخدام شيء بعيد عندما يكون لديه مثل هذه األداة الجيدة أو‬

‫األفضل في المنزل‪.‬‬

‫يتم تقديم المثال الكالسيكي لتلقي الحق من خالل استقبال القانون الروماني في‬

‫ألمانيا في نهاية العصور الوسطى‪.‬‬

‫يؤرخ مؤرخو القانون من أمر أصدره اإلمبراطور ماكسيميليان األول جد تشارلز‬

‫الخامس ‪ ،‬في عام ‪.6941‬‬

‫‪8‬‬
‫‪DAVID René, op.cit , p. 64.‬‬

‫‪18‬‬
‫قام ماكسيميليان بإصالح المؤسسات باإلمبراطورية أعاد تشكيل الغرفة القضائية‬

‫لإلمبراطورية (‪)Reichskammergericht‬‬

‫والمحكمة القضائية وهي المحكمة العليا التي حكمت في المالذ األخي في‬

‫القضايا التي حسمتها المحاكم التي تضم العديد من اإلمارات المدن العلمانية‬

‫والكنسية والمجتمعات الحرة من مختلف الطوائف تم فرضها على فقهها القضائي‬

‫الذي تأسس على القانون الروماني‪.‬‬

‫وهكذا فإن القانون الروماني منذ أكثر من ألف عام كان لديه تطبيق جديد‪.‬‬

‫في السابق‪.‬‬

‫كان هذا القانون قد انخفض من سقوط اإلمبراطورية الرومانية الغربية واختفاء‬

‫فعلي في العصور اإلقطاعية (القرنين التاسع والحادي عشر)‪ .‬حوالي عام واحد‬

‫في أعقاب االنتعاش االقتصادي والحضري والفكري الذي تجلى في شمال إيطاليا‬

‫تم اكتشاف القانون الروماني‪.‬‬

‫الهمت دراسته في بولونيا على وجه الخصوص العديد من الطالب من العالم‬

‫الجرماني (ألمانيا وسويس ار بشكل رئيسي) وقد حدث تشرب فكري للقوانين األلمانية‬

‫قبل إصدار مرسوم ماكسيميليان في عام ‪.6946‬‬

‫‪19‬‬
‫تم توضيح القانون الروماني واثرائه من قبل علم القانون األلماني في القرن‬

‫التاسع عشر أنجبت سافيجني زعيم المدرسة التاريخية للقانون األلماني‪.‬‬

‫تقدم اليابان مثاالً آخر على تلقي هذا القانون حصلت اليابان على حكمين‬

‫تطوعا من القانون في ألمانيا‪.‬‬


‫ً‬ ‫قضائيين أكثر‬

‫أوالً قبل عام األلف حفل استقبال ضخم للقانون الصيني ثم في عهد ميجي‬

‫(‪ )6611‬استقبال بموجب القانون الفرنسي ثم ألماني ثم األنجلوسكسوني‪.‬‬

‫مثاال مذهالً ثالثًا على االستقبال الهائل للقانون األجنبي اإلمبراطورية‬


‫تقدم تركيا ً‬

‫العثمانية التي هزمت اإلمبراطورية البيزنطية (مأخوذة من القسطنطينية في عام‬

‫‪، )6911‬والتي اخترقت منطقة البلقان الشرقية والغربية التي هددت فيينا (‪)6114‬‬

‫واإلمبراطورية الجرمانية التي هيمنت على شرق البحر األبيض المتوسط والجنوب‬

‫(حتى معركة ليبانتوالبحرية في ‪ )6116‬سقطت في التدهور وعانت من هجمات‬

‫إنجلت ار وروسيا وفرنسا وبالد فارس‪.‬‬

‫لقد أراد الجنرال كمال أتاتورك تحديث بلده في أسرع وقت ممكن‪ .‬قرر إدخال‬

‫خاضعا‬
‫ً‬ ‫القانون الغربي‪ .‬في عام ‪ ،6411‬بأغلبية صوتين من مجلس الشعب‬

‫لصعود كما تقرر إدخال تقنين سويسريين في القانون التركي‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫تحتوي هذه المقدمة على جميع الخصائص التي قدمها العميد ‪Carbonnier‬‬

‫‪9‬‬
‫إلى مناسبات استقبال فعل السلطة‪ ،‬النقل العالمي‪ ،‬عملية فورية‪.‬‬

‫هذه األمثلة المنعزلة مضللة ألن مناسبات االستقبال تتقاطع في كثير من‬

‫األحيان‪ .‬يجب علينا أال ننكر ظواهر الهيمنة التي هي حاضرة للغاية في‬

‫العالقات بين المدن الكبرى والمستعمرات بين البلدان القوية والبلدان ذات القوة‬

‫المحدودة في جميع األوقات‪.‬‬

‫المنافسة ومواجهة القوانين ظواهر متكررة‪ .‬ولكن هناك أيضا التبادالت‪،‬‬

‫ومناسبات االستقبال التي تتقاطع باإلضافة إلى تحسين القانون‪ ،‬يمكن أن يساعد‬

‫القانون المقارن في مواءمة القانون‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬القانون المقارن وتنسيق القانون‬

‫أيضا على تلبية الحاجة إلى تنسيق القانون وحتى‬


‫يمكن أن يساعد القانون المقارن ً‬

‫توحيده من خالل الحلول المناسبة‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫‪LEGRAND Pierr, op.cit , p. 64.e‬‬

‫‪21‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الحاجة إلى تنسيق وتوحيد القانون‬

‫في أوروبا كان تشكيل القوانين الوطنية ظاهرة متعددة في إنجلت ار تم تشكيل‬

‫جدا في ظل الزخم الذي حققه الملوك نورمان ثم أنجفين من‬


‫مبكر ً‬
‫الكومون لو ًا‬

‫القرن الثاني عشر‪.‬‬

‫في فرنسا يرجع تاريخ التعبير عن القانون الفرنسي فقط إلى القرن السادس‬

‫عشر‪ .‬وتم تشكيل القانون القشتالي والحقوق الملكية األخرى لشبه الجزيرة األيبيرية‬

‫(البرتغال‪ ،‬نافار ‪ ،‬أراغون) بين هاتين الفترتين‪.‬‬

‫في القرن التاسع عشرولد القانون اإليطالي والقانون األلماني في وقت واحد‬

‫لتشكيل الدولتين‪.‬‬

‫يرجع تطور القانون المقارن إلى حد كبير إلى تأميم القانون‪ ،‬واستيعابه من قبل‬

‫مصادر القانون الوطنية‪ ،‬مما يضر بالمصادر غير الوطنية (الدولية وعبر‬

‫الوطنية)‪.‬‬

‫لقد كان إلى حد كبي نتاج رد فعل ضد تأميم القانون ألنه في الوقت نفسه‪،‬‬

‫تطورت العالقات الدولية الخاصة واإلنسانية واالقتصادية والقانونية‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫لقد كانت الثورة الصناعية أيضا ثورة في النقل والتجارة ومرت عولمة‬

‫االقتصاد في القرن التاسع عشر وتطورت العالقات الدولية الخاصة المشاكل‬

‫القانونية الصعبة التي جعلت من المستحسن مواءمة القانون وتقريب‬

‫القانون‪،‬وحتى توحيد القانون‪.‬‬

‫توحيد القانون هو هدف مثير للجدل حيث أعلن ‪ Portalis‬في خطابه‬

‫تقديم مشروع القانون المدني في عام ‪" 6689‬التوحيد هو نوع‬ ‫التمهيدي‬

‫أحيانا على عقول عظيمة ويضرب الصغار بشكل خاطئ"‪.‬‬


‫ً‬ ‫من الكمال يستحوذ‬

‫كتب مونتسكيو في ‪" :L'esprit des lois‬يجب أن تكون القوانين خاصة‬

‫صنعوا من أجلهم بحيث يكون من قبيل الصدفة العظيمة أن تكون‬


‫بالناس الذين ُ‬

‫قوانين دولة ما مناسبة ألخرى"‪.‬‬

‫في أوروبا المعاصرة‪ ،‬تعارض العديد من األوساط بقوة فكرة توحيد القانون‬

‫الخاص‪ ،‬وهو ما يعني اختفاء القانون الفرنسي‪ ،‬القانون العام اإلنجليزي‪...‬‬

‫موضوع التعددية القانونية رائج بين العديد من الفقهاء‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬وسائل تنسيق القانون‬

‫يتطلب تطوير العالقات الدولية الخاصة كحد أدنى تنسيق األنظمة القانونية‬

‫حيث تضع كل دولة القواعد المتعلقة باختصاص محاكمها والمحاكم األجنبية‬

‫عندما يتعلق النزاع بعالقة قانونية تحتوي على عنصر الجنسية األجنبية (أي‬

‫عنصر أجنبي)‪.‬‬

‫وتشكل هذه القواعد قانون تنازع االختصاص وبالمثل تضع كل دولة القواعد‬

‫التي تحكم اختيار القانون‪ ،‬سواء كانت وطنية‪ ،‬أو أجنبية‪ ،‬والتي سيتم تطبيقها‬

‫لتسوية النزاع‪ .‬تشكل هذه القواعد قانون تنازع القوانين‪ ،‬والمشار إليه بشكل أكثر‬

‫دقة باللغة اإلنجليزية اختيار القانون‪.‬‬

‫من المستحسن للغاية مواءمة القوانين الوطنية الخاصة بتضارب السلطات‬

‫وتنازع القوانين لتفادي محاكمتين (واحدة وطنية وواحدة أجنبية) تنظر في نفس‬

‫القضية مع المخاطرة بعدم اتخاذ ق اررات متناقضة ‪،‬وحتى بعد المواءمة‪ ،‬كان‬

‫‪10‬‬
‫مستصوبا للغاية‪.‬‬
‫ً‬ ‫أمر‬
‫توحيد قواعد تنازع السلطات القضائية وتعارض القوانين ًا‬

‫توحيد القانون هو موضوع ثابت للقانون المقارن ففي وقت من األوقات خالل‬

‫نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين‪ ،‬وخاصة بمناسبة انعقاد المؤتمر‬

‫‪10‬‬
‫‪LEGEAIS Raymond , op.cit , p77.‬‬

‫‪24‬‬
‫الدولي للقانون المقارن في باريس في عام ‪ 6488‬كان توحيد القانون هو الهدف‬

‫الرئيسي ومحدد للقانون المقارن‪.‬‬

‫أحيانا عن اتفاقيات دوليةو في وقت مبكر من‬


‫ً‬ ‫إن توحيد قوانين الدول ينشأ‬

‫القرن التاسع عشر تم إبرام معاهدات بين الدول لتوحيد قانون موضوع معين‪.‬‬

‫ويعد قانون العالمات التجارية وقانون البراءات فرعين للقانون حيث كانت‬

‫الحاجة إلى التوحيد كبيرة‪ .‬الشركات الكبيرة‪ ،‬التي تقدم براءات االختراع على نفس‬

‫االختراع في العديد من البلدان‪ ،‬وتدير نفس العالمات التجارية في جميع أنحاء‬

‫العالم‪ ،‬كانت نشطة بشكل خاص في مطالبة الدول بتوحيد هذين الحقين‪.‬‬

‫المنظمات المهنية الدولية قد نقلت هذا الطلب و يحكم قانون البراءات وقانون‬

‫العالمات التجارية العديد من االتفاقيات الدولية‪،‬التي تمت صياغتها والتصديق‬

‫عليها في وقت مبكر من القرن التاسع عشر من قبل العديد من البلدان‪.‬‬

‫مبكر إلبرام االتفاقيات‬


‫مجاال ًا‬
‫ً‬ ‫يعد قانون النقل الدولي والسكك الحديدية والجوية‬

‫الدولية‪.‬‬

‫هناك طريقة أخرى لتوحيد القانون تتمثل في قيام منظمة دولية باقتراح قوانين‬

‫من النوع الذي يمكن أن يعتمده المشرعون على الواليات‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫في مجال اإلجراءات المدنية يمكن ذكر المبادئ األساسية لإلجراءات المدنية‬

‫عبر الوطنية ‪،‬التي اعتمدها فريق العمل للمحامين من معهد القانون األمريكي‬

‫ويونيدروا‪ .‬معهد القانون األمريكي هو مؤسسة خاصة‪ ،‬تأسست في عام ‪6410‬‬

‫مكرسة لتحسين القانون‪.‬‬

‫يونيدروا والمعهد الدولي لتوحيد القانون الخاص مؤسسة تأسست في روما عام‬

‫‪ 6411‬تحت رعاية عصبة األمم وضعت هاتان المؤسستان معاً مبادئ عامة‬

‫لإلجراءات المدنية عبر الوطنية‪.‬‬

‫تجدر اإلشارة إلى أن هذا الهدف الواضح المتمثل في تنسيق القانون‪ ،‬وحتى‬

‫توحيد القانون في بعض األحيان ال يمنع تطور شكل من أشكال اإلمبريالية‬

‫القانونية‪.‬‬

‫يذهب بعض المشرعين بمفردهم ويقومون بالتشريع في هذه المجاالت‪ ،‬بغض‬

‫النظر عما يجري في الخارج‪ ،‬حتى عندما تكون هناك غالبية معينة من اإللهام‪.‬‬

‫بعض الدوائر القانونية الوطنية تعتبر نفسها في طليعة العلوم العالمية وممارسة‬

‫القانون العالمي‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫وعالميا‪ ،‬بينما يسألون أنفسهم بفارغ الصبر‬
‫ً‬ ‫أحاديا‬
‫ً‬ ‫مفهوما‬
‫ً‬ ‫إنهم يتبنون بسهولة‬

‫"هل سيفهم األجانب؟" ‪.‬‬

‫ليس األنغلوسكسونيون وحدهم هم الذين لديهم مثل هذه العقلية األحادية فقط‪.‬‬

‫"المهمة الحضارية" لفرنسا ‪،‬التي سخر منها األنجلوسكسون‪،‬لم تمت‬

‫تحسين القانون ومواءمته في هذا االطار يضيف القانون المقارن وظيفة بناء‬

‫القانون‬

‫المطلب الثالث‪ :‬القانون المقارن وبناء القانون‬

‫دور أكثر أهمية يؤدي وظيفة أكثر جذرية وظيفة إبداعية‬


‫يلعب القانون المقارن ًا‬

‫وظيفة بناءة إن مقارنة العديد من القوانين يمكن أن تنتج عن طريق التوليف قانونا‬

‫أصليا‪.‬‬
‫ً‬ ‫جديدا‬
‫ً‬

‫هذه العملية مماثلة لتلك التي في جدلية أطروحة بمواجهتها مع نقيض ‪ ،‬يولد‬

‫فكرة ثالثة توليف فكرة جديدة مختلفة عن األولين‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تشكيل القوانين الوطنية‬

‫يقدم تشكيل القانون الفرنسي في القرن السادس عشر والقانون األلماني في القرن‬

‫التاسع عشر أمثلة على القوة اإلبداعية للقانون المقارن‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫كان القانون الفرنسي جوهره في القرن السادس عشر خالل هذا القرن تم تشكيل‬

‫جوهر القانون الفرنسي من خالل تجميع أهم العادات‪ ،‬كما سنرى الحقًا‪.‬‬

‫تم توحيد القانون األلماني الخاص ‪، Deutsches Privatrecht ،‬في القرن‬

‫التاسع عشر من خالل مقارنة وتوليف قوانين الممالك (بروسيا و بافاريا) ‪،‬‬

‫واإلمارات (ساكسونيا) ‪،‬الدوقية الكبرى (بادن) التي اندمجت في عام ‪ ، 6618‬في‬

‫‪11‬‬
‫الرايخ الثاني الذي حقق "توحيد ألمانيا تحت هيمنة بروسيا"‪.‬‬

‫ولقد تم البحث عن هذا التوليف طوال القرن التاسع عشر وأسفر عن تدوين نهاية‬

‫القرن‪ .‬كتب بول جايد في عام ‪" :6616‬كان األلمان قادرين على تنفيذ قانون‬

‫مقارن دون مغادرة المنزل"‪.‬‬

‫و بعد الحرب العالمية الثانية لوقف تدهور أوروبا أدت حركة "البناء األوروبي"‬

‫إلى توقيع سلسلة من المعاهدات ‪،‬التي أنشأت المؤسسات ‪،‬وأنشأت برامج‬

‫اقتصادية أشعلت خطط لتوحيد‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫‪DAVID René, op.cit , p. 58.‬‬

‫‪28‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬بناء القانون األوروبي‬

‫إن المعاهدات التي أنشأت ثم طورت المؤسسات األوروبية منحتها قوة معيارية‬

‫معينة‪ .‬الدول األعضاء في االتحاد األوروبي ملزمة بأن تدرج في نظامها القانوني‬

‫القواعد الصادرة عن هذه المؤسسات‪.‬‬

‫هكذا ُولد قانون الجماعة قانون الجماعة االقتصادية األوروبية ثم حق االتحاد‬

‫األوروبي عندما تم تشكيله بعد التوقيع على معاهدة ماستريخت في عام ‪.6441‬‬

‫أدت رغبة العديد من الحكومات في إحراز تقدم في التكامل األوروبي إلى جهود‬

‫لتوحيد القانون العام وقبل كل شيء القانون الخاص‪.‬‬

‫ظهرت مسودات مدنية أوروبية مختلفة تستعير إلهامها وأحكامها من‬

‫التشريعات الوطنية المختلفة في نوع من التوليف البناء‪.‬‬

‫حتى يومنا هذا منعت المعارضة‪ ،‬في بريطانيا العظمى وفي فرنسا على وجه‬

‫الخصوص‪ ،‬هذه المشاريع من النجاح‪ .‬لكن وجودهم يدل على االحتماالت البناءة‬

‫للقانون المقارن‪.‬‬

‫إنها لحقيقة أن تشكيل االتحاد يحث على تشكيل قانون اتحادي‪ .‬وأن أنصار‬

‫مشاريع القانون المدني األوروبي كانوا مقتنعين بالفدراليين‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫يبقى السؤال ما إذا كانت أوروبا ستتبع المسار الذي سلكته بلدان مثل سويس ار أو‬

‫وخاصا باإلضافة إلى إنشاء‬


‫ً‬ ‫وعاما‬
‫اتحاديا ً‬
‫ً‬ ‫قانونا‬
‫الواليات المتحدة‪ ،‬التي بنت ً‬

‫مؤسسات عامة فدرالية‪.‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬تشكيل القانون الفيدرالي‬

‫بعد حرب قصيرة (‪ )6691‬استبدلت الكانتونات السويسرية ميثاقها لعام ‪6661‬‬

‫بدستور عام ‪، 6696‬الذي حول كونفدرالية إلى اتحاد فيدرالي‪ .‬في عام ‪،6619‬‬

‫أعطى اإلصالح الدستوري االختصاص لالتحاد الجديد‪ ،‬والذي يواصل‬

‫السويسريون تسميته "االتحاد" في مجال القانون الخاص‪.‬‬

‫بعد بضع سنوات عهد وزير العدل إلى أستاذ القانون بصياغة القانون المدني‬

‫السويسري وقانون االلتزامات السويسري‪.‬‬

‫يعد هذان القانونان الفيدراليان‪،‬اللذان تم إصدارهما في وقت واحد في عام‬

‫‪ 6461‬توليفة رائعة للفقه األلماني حيث ألهمت القانون المدني األلماني لعام‬

‫‪ 6488‬والقانون المدني الفرنسي ‪،‬والقوانين المحلية لمختلف الكانتونات‬

‫السويسرية‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫وخاصا بعد‬
‫ً‬ ‫عاما‬
‫اتحاديا ً‬
‫ً‬ ‫قانونا‬
‫بالمثل وضعت الواليات المتحدة األمريكية ً‬

‫اعتماد الدستور الفيدرالي لعام ‪.6164‬‬

‫يجري تقليد تقنين التدوين بشكل سيء المحكمة العليا من خالل تفسير واسع‬

‫للدستور‪،‬ال سيما المواد المتعلقة بالتجارة بين الواليات سعت إلى بناء قانون‬

‫اقتصادي مشترك‪ .‬في قضية شهيرة سويفت ضد تايسون برر القاضي ستوري‬

‫تشكيل قانون تجاري مشترك للواليات المتحدة أقرته المحكمة العليا من خالل‬

‫سلطة حكم لوقا ضد ليد ‪،‬الذي حكم عليه اللورد مانسفيلد الذي كان يميل على‬

‫طبيعيا ومشترًكا في جميع‬


‫ً‬ ‫شيشرون! يعتقد سيشرون أن هناك حقًا للعقل ‪،‬وحقًا‬

‫عالميا وخالِ ًدا‪.‬‬


‫ً‬ ‫المدن‬

‫يمكن القول بأنه ال يوجد قانون في روما وقانون في أثينا واحد اآلن واآلخر في‬

‫وقت الحق‪ ،‬ولكن هناك قانون واحد أبدي وغير قابل للتغيير في جميع األمم وفي‬

‫جميع األوقات‪.‬‬

‫في بداية القرن التاسع عشر مثلت قصة العدالة في المحكمة العليا مصالح‬

‫الصناعيين في نيو إنجالند الذين أطلقوا الثورة الصناعية في أمريكا‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫اكتشف سكان بوسطن على وجه الخصوص ‪،‬مزايا السوق الموحدة ومساوئ تنوع‬

‫القوانين االقتصادية (التجارة ‪ ،‬الجمارك ‪ )...‬في الواليات المتحدة‪.‬‬

‫كانت التجارة هي أنيما البلد أول محرك لها بناء القانون الفيدرالي كان يجب أن‬

‫يأخذ مسا ار آخر ألن فكرة القانون العام االتحادي واجهت اعتراضات الواليات‪.‬‬

‫إن الفكرة الجريئة المتمثلة في الحق التجاري المشترك والعقالني والعالمي والتي‬

‫تدعي أنها تنتمي إلى كاتب التيني كان قد عاش قبل ثمانية عشر قرناً من الزمن‪،‬‬

‫مكنت ‪ Story‬من تبرير أي قاعدة حديثة مواتية لمصالح أهم التجار والصناعيين‪.‬‬

‫أصول االتحاد‪.‬‬

‫الحروف الالتينية والتشريعات األجنبية الموضوعة في خدمة األعمال التجارية‬

‫ما هي صورة جميلة للفوائد العملية للقانون المقارن والثقافة الكالسيكية‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الفوائد التعليمية للقانون المقارن‬

‫ان عولمة االقتصاد وهي ظاهرة قديمة تعود إن لم يكن في العصور القديمة‬

‫في العصور الوسطى التي شهدت تسارًعا مذهالً في القرنين التاسع عشر‬

‫والعشرين القانون المقارن موضوع ضروري ألي ثقافة قانونية وهو عنصر أساسي‬

‫لتدريب رجال القانون المحترفين‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫وبالتالي فإن القانون المقارن له مصلحة تعليمية‪ ،‬وفائدة تربوية‪ .‬هذا صحيح أوالً‬

‫أيضا ألنه يوفر تعميقًا‬


‫وقبل كل شيء ألنه يسمح بدراسة الحقوق األجنبية‪ ،‬ولكن ً‬

‫مثير للقانون‪.‬‬
‫ًا‬

‫المطلب األول‪ :‬القانون المقارن ومقدمة لقوانين األجنبية‬

‫لذلك فإن القانون المقارن له كيانان‪ :‬مقارنة القوانين ودراسة القوانين األجنبية‬

‫خالصا فيمكن القول أن موضوع القانون المقارن يقتصر‬


‫ً‬ ‫إذا أراد المرء أن يكون‬

‫على المقارنة وأن دراسة القوانين األجنبية غريبة على المقارنة في النظم التعليمية‪.‬‬

‫هامشيا في النظم‬
‫ً‬ ‫ثانويا إن لم يكن‬
‫مكانا ً‬
‫تحتل دراسة القوانين األجنبية ً‬

‫التعليمية والجامعات التي تضم كليات الحقوق والتي يهيمن عليها اهتمام منح‬

‫أساسا‬
‫ً‬ ‫الشهادات التي تمنح حق الوصول إلى المهن القانونية والقضائية التي هي‬

‫‪12‬‬
‫وطنية‪ . .‬إنه يتكامل مع القانون المقارن ‪.‬‬

‫مهما في تحسين التفاهم الدولي في الصداقة‬


‫دور ً‬
‫تلعب دراسة القوانين األجنبية ًا‬

‫أحيانا بين القوانين‪.‬‬


‫ً‬ ‫أيضا ظواهر تنافسية‬
‫بين الشعوب توضح لنا هذه الدراسة ً‬

‫‪12‬‬
‫‪ibid‬‬

‫‪33‬‬
‫الفرع األول‪ :‬معرفة القوانين األجنبية‬

‫معرفة الحقوق األجنبية مفيدة للغاية‪ ،‬بل ضرورية لفئات مختلفة من الجمهور‪.‬‬

‫يجب أن يعرف رجل األعمال ومحاميه رجل األعمال ومحاميه الخصائص‬

‫الرئيسية لقانون البلد األجنبي الذي يقيم فيه عالقات تجارية‪.‬‬

‫يجب أن يكونوا على دراية بحدودهم لتجنب التعرض للكثير من المخاطر‪،‬‬

‫ومعرفة متى وأين يتشاورون مع أخصائي في مجال القانون في القانون المحلي‪.‬‬

‫في بعض األحيان يتعين على المحامي أن يطلب من القاضي أو المح ّكم‬

‫تطبيق قانون أجنبي عندما ينطوي النزاع أو النزاع على عنصر الجنسية األجنبية‪،‬‬

‫وهو عنصر دولي‪.‬‬

‫وفقًا لمبدأ "‪" "iura novit curia‬المحكمة تعرف القانون" من المفترض أن‬

‫يسيطر القضاة على معرفة القوانين األجنبية ‪ ...‬في كثير من األحيان يتم تنوير‬

‫القضاة والحكام من قبل خبراء قانونيين ذوي خبرة بما ينطوي عليه ذلك من‬

‫مخاطر‪ ...‬السياسي ‪ ،‬والدبلوماسي والمسئول الرفيع والخبير الذي يشارك في‬

‫المؤتمرات الدولية المكرسة للتعاون الدولي في المجاالت المدنية والتجارية‬

‫والصناعية والثقافية يتخذ موقفه بشأن القضايا القانونية التي لها آثار في عدة‬

‫‪34‬‬
‫قوانين الوطنية واألجنبية‪ .‬وبدون معرفة هذه القوانين والعقلية القانونية لمحاوريهم‬

‫فإن مقترحاتهم قد تتعرض للتجاهل أو إساءة الفهم‪.‬‬

‫يتم الحصول على المعرفة من هذه القوانين األجنبية في دروس القانون المقارن‪.‬‬

‫ظل القانون المقارن منذ فترة طويلة وال يزال إلى حد كبير اإلطار المرجعي‬

‫لدراسة القوانين األجنبية‪.‬‬

‫من المسلم به أن ظاهرة العولمة زادت من االهتمام بالقوانين األجنبية‪ .‬كما يتم‬

‫تقديم ب ارمج لدراسة بعض القوانين األجنبية من بين النظم القانونية الكبرى على‬

‫وجه الخصوص للطالب‪.‬‬

‫على سبيل المثال لدى الجامعات الفرنسية برامج لغة أجنبية للطالب الفرنسيين‬

‫غالبا لطالب الدراسات العليا‬


‫بشكل أساسي‪ .‬هذه البرامج ً‬

‫القوانين األنجلوسكسونية والقوانين القارية ‪ ،‬وال سيما القانون األلماني والقانون‬

‫اإليطالي تجذب العديد من طالب الدراسات العليا‪.‬‬

‫هناك أيضا برامج القانون الفرنسي للطالب األجانب‪ .‬لفترة طويلة ‪،‬أصبح الطالب‬

‫األنجلوسكسونيون ‪،‬وخاصة األمريكيون ‪،‬يدرسون القانون المقارن والقوانين‬

‫األوروبية في الصيف في فرنسا‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫أيضا دورات ماجستير للطالب من قارات أو دول أخري‬
‫في السنوات األخيرة‪ ،‬نرى ً‬

‫آسيوية صينية على وجه الخصوص القانون الفرنسي القانون األوروبي‪.‬‬

‫ومع ذلك يظل القانون المقارن عنص ار موحدا في هذه الدراسات المتنوعة للغاية‬

‫في بعض األحيان للقوانين‪ .‬تظل دروس القانون المقارن هي الدورة التمهيدية‬

‫العامة في دراسة القوانين األخرى غير القانون الوطني‪ .‬كما أن معاهد القانون‬

‫المقارن (باريس‪ ،‬ليون ‪،‬إلخ) هي األكثر نشاطًا في تدريس القوانين األجنبية‬

‫‪13‬‬
‫والبحث وتنظيم المؤتمرات والمؤتمرات حول الحقوق األجنبية‪.‬‬

‫تشكل الكتب المدرسية المقارنة بالنسبة لغالبية الطالب الكتب األولى التي‬

‫أيضا عن معرفة‬
‫يبحثون فيها ليس فقط عن مقدمة لمختلف القوانين‪،‬ولكن ً‬

‫مصادرهم المميزة وطرق تفكيرهم و الصياغة والهيئات القضائية المتخصصة في‬

‫دراسة القانون األجنبي‪،‬باإلضافة إلى القانون الذي درسوه أوالً في بلدهم األصلي‬

‫غالبا ما يحتفظون بنهج مقارنة‪.‬‬


‫ً‬

‫‪13‬‬
‫‪ibid‬‬

‫‪36‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬التفاهم الدولي‬

‫دور إيجاب ًيا في الحد من التوترات الدولية‬


‫أيضا ًا‬
‫يمكن أن يلعب القانون المقارن ً‬

‫فكرة أن القانون المقارن هو عامل للسالم كانت شعبية خاصة بعد نهاية الحرب‬

‫العالمية الثانية‪.‬‬

‫ولقد قام رئيس الواليات المتحدة فرانكلين روزفلت‪،‬الذي تم انتخابه في سياق‬

‫األزمة االقتصادية الكبيرة التي بدأت في عام ‪ ، 6414‬بتنفيذ سياسة التدخل‬

‫االقتصادي المستوحاة من كينز (الصفقة الجديدة)‪،‬والتي أزاحت الواليات المتحدة‬

‫من الليبرالية اقتصادية بحتة‪.‬‬

‫اعترف روزفلت بالحكومة السوفيتية كانت للواليات المتحدة واالتحاد السوفيتي‬

‫عالقات دبلوماسية‪.‬‬

‫خالل الحرب العالمية الثانية دعم البريطانيين والسوفييت ثم جر الواليات المتحدة‬

‫إلى الحرب وسرع البرنامج النووي األمريكي‪.‬‬

‫لقد كان على دراية بالمخاطر البشرية المتزايدة باستمرار للعالم ‪ ،‬إذا استمرت‬

‫الدول في شن حرب ضد بعضها البعض‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫سعى إلقناع الرأي العام األمريكي والدول الكبرى (االتحاد السوفيتي ‪،‬بريطانيا‬

‫العظمى على وجه الخصوص) بضرورة إنشاء مجتمع دولي نظمته مؤسسات‬

‫‪14‬‬
‫عالمية حقًا‪.‬‬

‫لقد ألهمت مسألة تناول فكرة عصبة األمم ومنظمة العمل الدولية صيغة ويندل‬

‫ويلكي فرانكلين روزفلت‪" :‬إذا لم يكن هناك عالم موحد ‪،‬فلن يكون هناك المزيد من‬

‫الناس!"‪ :‬عالم واحد أوالعالم!‬

‫أعد روزفلت ميثاق األمم المتحدة ‪،‬الذي تم التوقيع عليه في سان فرانسيسكو في‬

‫‪ 11‬يونيو ‪ 6491‬بعد أسابيع قليلة من وفاته من قبل ممثلي إحدى وخمسين دولة‪.‬‬

‫ينص الميثاق على إنشاء منظمة لألمم المتحدة يتمثل دورها في ضمان صون‬

‫السالم واألمن الدولي‪ .‬ينص الميثاق على التعاون الدولي ليشمل مجاالت أخرى‬

‫غير الدبلوماسية‪ :‬االقتصاد ‪،‬الصحة ‪،‬التعليم ‪،‬العلوم ‪،‬الثقافة إلخ‪.‬‬

‫وهكذا تم إنشاء اليونيدو الفاو ‪،‬منظمة الصحة العالمية ‪،‬اليونيدو اليونسكو‪،‬‬

‫اليونيسف ‪ ...‬تأسست اليونسكو‪ ،‬منظمة األمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة‬

‫(اليونسكو) بموجب قانون تأسيسي صدر في ‪ 9‬نوفمبر ‪.6491‬‬

‫‪14‬‬
‫‪LEGEAIS Raymond , op.cit , p. 64.‬‬

‫‪38‬‬
‫وتدعو المادة ‪ 06‬من القانون التأسيسي إلى المعرفة والتفاهم المتبادل بين‬

‫األمم من خالل تطوير على المستوى العالمي لدراسة القوانين األجنبية ومن‬

‫خالل استخدام الطريقة المقارنة وهكذا يتم اختيار القانون المقارن كوسيلة للتفاهم‬

‫بين الشعوب‪.‬‬

‫تطور الحرب الباردة بين الغرب والشرق من عام ‪ 6491‬استنزفت جزءا كبي ار من‬

‫وظائفها ميثاق سان فرانسيسكو‪ .‬لكن ميزان الرعب (امتالك السالح الذري) حال‬

‫دون قيام الرئيسين الرئيسيين (الواليات المتحدة واالتحاد السوفيتي) بمواجهة‬

‫بعضهما البعض مباشرة‪.‬‬

‫أدى انهيار االتحاد السوفيتي بقيادة جورباتشوف (‪ )6446‬إلى إبعاد الخصوم‬

‫الرئيسيين الدبلوماسي والعسكري عن الواليات المتحدة أصبح التضامن القائم بين‬

‫الدول الغربية أقل أهمية ظهرت الظواهر الجديدة للمنافسة بين عائلتي القوانين‬

‫الغربية وقوانين القانون العام والحقوق الرومانية‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬المنافسة بين القوانين‬

‫ان المنافسة بين النظم القانونية مواجهة القوانين هي ظاهرة قديمة تعرف التجديد‬

‫األخير تتعايش فكرة تكامل القوانين واستقبال القوانين األجنبية مع ظواهر المنافسة‬

‫أحيانا العنيفة بين القوانين‪.‬‬


‫والمنافسة ‪،‬و ً‬

‫قبل بضع سنوات أعلن البنك الدولي وهو مؤسسة دولية تم إنشاؤها بعد الحرب‬

‫العالمية الثانية لتمويل إعادة إعمار أوروبا ‪،‬والتي تحولت بعد ذلك إلى تمويل‬

‫االستثمارات في البالد لتكون متخلفة أوالً ‪،‬ثم أثارت دولة نامية ‪ ،‬وهي اآلن دولة‬

‫جنوبية جدالً لم ينقرض‪.‬‬

‫في تقرير بعنوان "ممارسة األعمال التجارية" زعمت أن بلدان الجنوب يجب أن‬

‫تعتمد النظام القانوني للقانون العام مفضالً لألنظمة الرومانية وخاصة القانون‬

‫الفرنسي بحجة بسيطة ال يعني التبسيط أن القانون المدني لل ‪ 6689‬منعت فرنسا‬

‫من لعب لعبة اقتصادية متساوية مع إنجلت ار‪.‬‬

‫يقترن التنافس بين التقاليد القانونية الغربية الرئيسية بالمنافسة داخل كل من هذه‬

‫التقاليد ويتم دمجها مع المنافسة العامة‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫الفرع األول‪ :‬المنافسة بين القوانين الرومانية والقانون الشامل‬

‫يتعارض تقليد القانون العام والحقوق المدنية مع مفهوم القانون وأساليب التفكير‬

‫في القانون‪ .‬يمنح القانون العام القاضي مكانة بارزة في تشكيل القانون وصياغته‪.‬‬

‫االجراءات لها األسبقية على القواعد الموضوعية القانون هو مصدر الحق العام‬

‫وغير الشخصي ‪،‬وضمان العدالة‪.‬‬

‫القانون هو عمل سيادي التي غالباً ما تكون عبارة عن تجمع للممثلين في العديد‬

‫من البلدان ‪،‬ولكن في بعض األحيان مواطنين في سويس ار وهذا وفق تصور‬

‫العائلة القانونية الرومانية‪.‬‬

‫وتعارض هذه التقاليد أيضا أساليب التفكير في القانون‪ .‬يتحدث بيير ليجراند‬

‫عن "االنقسام المعرفي غير القابل لالختزال بين القانون العام والقانون المدني"‬

‫يبيا‬
‫اغماتيا ‪،‬تجر ً‬
‫الفقهاء اإلنجليزيون في القانون العام وفي قواعد العدالة ‪،‬والعقل بر ً‬

‫ائيا؛ أنها تعطي أهمية كبيرة للحقائق ويسخر من االفتراضات البحتة‪.‬‬


‫‪،‬واستقر ً‬

‫كانت المعارضة بين هذين التقاليد العظيمة مشرقة بسبب سقوط جدار برلين‬

‫وانهيار القانون االشتراكي تم إلغاء القانون السوفيتي والدول التي ما زالت تطلق‬

‫على نفسها اسم االشتراكيين‪ ،‬مثل الصين وفيتنام تعمل على إصالح قوانينها‬

‫‪41‬‬
‫بطريقة تفضل المبادرة الفردية والمؤسسات الخاصة‪ .‬فلسفة حقوق كل منهما تفقد‬

‫طابعها الجماعي والتدخلي والمجتمع‪.‬‬

‫أدى االختفاء المعلن لعائلة القوانين االشتراكية إلى إخماد فلسفة القانون التي‬

‫كانت مستوحاة من مبادئ معارضة بوضوح لمبادئ الحقوق الغربية بطبيعة الحال‬

‫فإن اختفاء عائلة القانون التي كانت في تنافس مع القوانين الغربية ترك المجال‬

‫مفتوحاً‪.‬‬

‫كان التنافس داخل عائلة القوانين الغربية‪ ،‬بين حقوق القانون العام والقانون‬

‫الروماني‪.‬‬

‫يتعلق الجدل التقليدي باستقالل القضاء عن السلطة التنفيذية‪.‬‬

‫في بريطانيا على سبيل المثال يبدو أن العدالة الفرنسية أكثر من واحدة‬

‫مسيسة للغاية أو خاضعة لشبكات النفوذ‪.‬‬


‫ّ‬

‫في بريطانيا كما يقول البريطانيون يتخذ المدعي العام ق ارراته في مسائل‬

‫المالحقات العامة بشكل مستقل لصالح العام ودون أي حزب‪ ،‬أو أي اعتبار‬

‫آخر‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫هل من المفرط القول إن البعض في إنجلت ار ليس لديهم ثقة تذكر في استقالل‬

‫القضاء عن السلطة التنفيذية مقارنة بفرنسا؟ هل التعاون القضائي بين بريطانيا‬

‫العظمى وبلدان نصف الكرة الغربي ممارسة سهلة أو صعبة؟ بالنسبة للبريطانيين‬

‫‪15‬‬
‫على أي حال‪ ،‬فإن تقاليد البلدين تتعارض‪.‬‬

‫هناك جدل تقليدي ثالث يتعلق بالجدل السابق فيما يتعلق بالحريات األساسية‬

‫مؤيدي األنجلوسكسونية إلجراءات التقاضي السليمة تجاه المدافعين القاريين عن‬

‫الحريات المدنية‪.‬‬

‫هل ُولدت الحريات العامة في إنجلت ار مع المادة ‪ 04‬من ‪ Magna carta‬لعام‬

‫‪ 6161‬وهل كانت مضمونة بحزم وبالتأكيد من خالل عريضة الحقوق لعام‬

‫‪ 6116‬ووثيقة الحقوق لعام ‪6164‬؟‬

‫من المسلم به أن ‪ Habeas corpus‬هو ضمان قضائي قديم في إنجلت ار حتى‬

‫أقدم من ‪ Magna carta‬على ما يبدو إن إعالن االستقالل األمريكي لعام‬

‫‪، 6111‬والدستور األمريكي لعام ‪، 6164-6161‬واإلعالن (الفرنسي) لحقوق‬

‫أيضا نصوص للحريات‬


‫اإلنسان والمواطن في ‪ 19‬أغسطس ‪ 6164‬يؤسس ً‬

‫العامة‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫‪ibid‬‬

‫‪43‬‬
‫أعطى إنشاء المجلس الدستوري في عام ‪ 6416‬في فرنسا مدافعا إضافيا عن‬

‫الحريات األساسية‪.‬‬

‫من المسلم به أن المؤسسات السياسية الليبرالية ترسخت أوالً في إنجلت ار ‪،‬ولكن‬

‫يضا في هولندا ‪،‬في القرن السابع عشر ‪،‬والواليات المتحدة وسويس ار ‪،‬في القرن‬
‫أ ً‬

‫الثامن عشر ‪،‬ثم في فرنسا ‪،‬والتاسع عشر ‪،‬وايطاليا ‪،‬وألمانيا ‪،‬واسبانيا في‬

‫العشرين‪.‬‬

‫وجدت الليبرالية منذ فترة طويلة منظرين في القارة فرنسا هي موطن مونتسكيو‬

‫وتوكفيل ‪،‬وسويس ار وفرنسا هي موطن بنجامين كونستانت‪.‬‬

‫نحن نعتز بالحريات العامة أيضا النقاد الذين رحبوا بمشروع قانون العقوبات‬

‫الكمبودي األخير‪ ،‬والذي ال يحترم الحريات العامة بما فيه الكفاية ‪،‬بما في ذلك‬

‫حرية التعبير هم جزء من هذا الجدال التقليدي في هذا المكان المشترك هذا‬

‫النقاش والمناقشات بين الفقهاء في القانون العام والقانون المدني‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬المنافسة بين الحقوق الرومانية‬

‫داخل أوروبا القارية التي تنتمي جميعها إلى األسرة الرومانية يمكن مالحظة‬

‫ظاهرة المنافسة بين القوانين الوطنية على سبيل المثال في قانون االلتزامات‪ .‬على‬

‫‪44‬‬
‫جانبي نهر الراين القانون الفرنسي والقانون األلماني لاللتزامات سواء المستمدة من‬

‫القانون الروماني تجربة كل من المنافسة والتكامل‪.‬‬

‫كليا أو جز ًئيا‬
‫كان للقانون المدني لعام ‪ 6689‬مصير استثنائي فقد تم تصديره ً‬

‫إلى العديد من البلدان‪.‬‬

‫وكان للقانون المدني األلماني ( مختصر ‪ )BGB‬لعام ‪ 6488‬تأثير قوي للغاية‬

‫في العالم الجرماني (سويس ار والنمسا) وكذلك في اليونان وايطاليا واليابان‪.‬‬

‫مؤخر لتوحيد القانون الخاص في‬


‫ًا‬ ‫ولقد أدت الجهود التي بذلها االتحاد األوروبي‬

‫ألمانيا وفرنسا إلى مبادرات لتحسين القانون الوطني من أجل وضعه في وضع‬

‫يسمح له بممارسة أقوى تأثير ممكنو تهدف هذه المبادرات بشكل رئيسي إلى محو‬

‫اآلثار القديمة وتصحيح العيوب الواضحة‪.‬‬

‫يظل ‪" BGB‬رمز بناء" وهو أفضل من أن يصبح "رمز متحف"‪ .‬ويالحظ‬

‫وينتجن أن التعاون بين القوانين و بين االختالفات القضائية في البلدين ثابت‪.‬‬

‫كان الفقه األلماني في القرن التاسع عشر مهتم بالقانون المدني الذي تم تطبيقه‬

‫في راينالند وبادن‪ .‬استخدمت القانون المدني لتطوير ‪ .BGB‬كما اقترحت بعض‬

‫التصحيحات المفيدة‪ .‬أصبحت معاهدة القانون المدني الفرنسي التي أصدرها ‪KS‬‬

‫‪45‬‬
‫‪Zachariae von Lingenthal (Handbuch des Französiches‬‬

‫‪ )Zivilrechts‬و التي ُنشرت في عام ‪ ،6686‬وترجمت إلى الفرنسية بواسطة‬

‫‪( Aubry and Rau‬أستاذان في كلية الحقوق في ‪ )Strasbourg‬مستشارين‬

‫لمحكمة النقض بعد الحرب من ‪ ،)6618‬أصبح واحدا من المراجع الرئيسية للفقه‬

‫القانون الخاص في فرنسا‬

‫الفرع الثالث‪ :‬مثال على المنافسة العامة التحكيم الدولي‬

‫أيضا منافسة داخل وخارج القارة األوروبية‪ .‬في‬


‫في قانون التحكيم اآلن هناك ً‬

‫السنوات الثالثين الماضية اعتمد جميع المشرعين الوطنيين تقر ًيبا قوانين أو لوائح‬

‫تميل إلى تفضيل هذا األسلوب لحل النزاعات‪.‬‬

‫نحن نعلم أن التحكيم يحظى بتقدير خاص ألسباب مختلفة االستقالل وبالتالي‬

‫أيضا فلسفة قانونية‬


‫ضمانا من القضاة الوطنين ولكن ً‬
‫ً‬ ‫الحياد والذي سيكون أفضل‬

‫تتماشى مع المخاوف عمل المسؤولية المشتركة تقييم األضرا‪ ،‬أو ‪cessans‬‬

‫‪ ... lucrum‬في فرنسا ‪ ،‬في عام ‪ ، 6466‬من بين النصوص األولى التي‬

‫اعتمدتها حكومة اتحاد اليسار ‪،‬بقيادة بيير موروي‪،‬مرسوم يتعلق بالتحكيم الدولي‬

‫‪ ،‬والذي حرره من بعض القيود‬

‫‪46‬‬
‫اضعا مقارنةً بقانون اإلصالح القضائي لعام ‪ .6148‬قانون‬
‫بقي هذا التحرير متو ً‬

‫‪ 19-61‬أغسطس ‪ 6148‬الذي دفن برلمانات النظام القديم أنشأ بدالً من ذلك‬

‫التحكيم باعتباره "األكثر من المعقول إنهاء النزاعات بين المواطنين "(المادة ‪.)6‬‬

‫عالوة على ذلك فإن القانون الذي تم اتخاذه بينما كانت الجمعية الوطنية ال تزال‬

‫تناقش الدستور الذي سيتم تبنيه (تم تبنيه في سبتمبر ‪ )6146‬أعطى األفضلية‬

‫طابعا دستورًيا‪ .‬تم منع الهيئة التشريعية الالحقة من فعل أي شيء قلل‬
‫ً‬ ‫للتحكيم‬

‫‪16‬‬
‫من صالح التحكيم أو فعالية التسويات (نفس المادة)‪.‬‬

‫بالمثُل الثورية للعدالة المحررة من‬


‫اضعا مقارنة ُ‬
‫ظل قرار موريوي لعام ‪ 6466‬متو ً‬

‫األشكال والنفقات‪.‬‬

‫ولقد كان إلنجلت ار قانون تحكيم أقل ليبرالية كان استقالل التحكيم الدولي من‬

‫المحاكم العامة ضعيفًا وكان من الضروري صراحة التنازل عن الحق في‬

‫االستئناف أمام المحاكم العامة في اتفاق التحكيم وبدون ذلك يمكن اللجوء إلى‬

‫المحاكم اإلنجليزية‪ .‬ولقد تخلت لندن عن هذه القاعدة المعروفة‪.‬‬

‫كما أصلحت سويس ار تشريعاتها لمواجهة ما كان يعتبر منافسة في جنيف‬

‫اليا بشكل خاص‪.‬‬


‫قانونا ليبر ً‬
‫وزيوريخ و اعتمدت بلجيكا ً‬
‫‪16‬‬
‫‪ibid‬‬

‫‪47‬‬
‫بناء على طلب‬
‫كان المشرعون الوطنيون هم أبطال المنافسة بين النظم القانونية ً‬

‫الدوائر المهنية (المحامون وغيرهم) لنوع من حرب المناقصات في الليبرالية والتي‬

‫وغالبا ما يتم التنافس بين‬


‫ً‬ ‫وصفها البعض بأنها "أقل قانونيةً" أو التسوق التشريعي‬

‫بمثُل نبيلة‪.‬‬
‫القوانين الوطنية ُ‬

‫عالوة على ذلك فإن الدول ليست قومية لدرجة أنها تمنع محاكمها من تطبيق‬

‫قانون أجنبي عندما يشير عنصر من عناصر األجانب إلى العالقة القانونية التي‬

‫هي موضوع النزاع‪.‬‬

‫يتم حل هذه المشكلة من خالل قانون تنازع القوانين كخيار للقانون ألنه ليس‬

‫تعارضا بل اختيار تمليه اعتبارات موضوعية وعقالنية‪.‬‬


‫ً‬

‫ان التنافس بين النظم القانونية ليس مجرد طلب لقواعد ُيقترح توسيع نطاقها‬

‫قانونيا آخر مما يجعلها تتقدم والتي يمكن تكييفها مع احتياجات‬


‫ً‬ ‫نظاما‬
‫ً‬ ‫لتشمل‬

‫مجتمعهم‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬العائلة القانونية االنجلوسكسونية‬

‫طا ارتباطًا وثيقًا بتاريخ الفقه‪،‬فإن‬


‫اذا كان تكوين أسرة الحقوق الرومانية مرتب ً‬

‫نشأة عائلة القانون العام مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بتاريخ العدالة‪ .‬سواء في إنكلترا‪،‬أو‬

‫في مستعمراتها المستقلة من الواليات المتحدة‪،‬أستراليا‪،‬نيوزيلندا ولكن ال تزال‬

‫موحدة من قبل العالقات الثقافية‪.‬‬

‫قانونا من صنع القضاة اليوم يدرس قانون الواليات المتحدة‬


‫ظل القانون الشامل ً‬

‫األمريكية أكثر في العالم من قانون إنكلت ار‪.‬‬

‫و مع ذلك تستمر الكتب القانونية المقارنة‪ ،‬معظم والوقت في تطبيق القانون‬

‫الشامل إلنجلت ار في المقام األول (المبحث األول) القانون الشامل اإلنجليزي هو‬

‫أصل القانون الشامل األمريكي مثل القوانين العامة األخرى‪.‬‬

‫من المؤكد أن القانون الشامل األمريكي له أهمية كبيرة بسبب قوة اقتصاد‬

‫الواليات المتحدة كما أن لديه ميزات أصلية بعضها مستمد من التأثير المبكر‬

‫ألوروبا القارية والذي ال يزال مهيمنا الى اليوم (المبحث الثاني)‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫المبحث األول‪ :‬القانون اإلنجليزي‬

‫يقوم القانون اإلنجليزي على أساس مبدأ االجتهاد القضائي وهو مبدأ استقرار‬

‫الق اررات القضائية وضمان اليقين القانوني‪ .‬ال يمكننا فهم القانون اإلنجليزي دون‬

‫داخليا (أي محتوىه) المترابط‬


‫ً‬ ‫اإلشارة إلى تاريخه الخارجي (أي من مصادره) وال‬

‫بشكل صارم سنقوم أوالً بفحص نشأة القانون الشامل اإلنجليزي وسنقوم بعد ذلك‬

‫بفحص الهيكل الحديث للقانون اإلنجليزي ‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تاريخ تشكيل القانون اإلنجليزي‬

‫تطور يمكن تقسيمه إلى‬


‫ًا‬ ‫لقد عرف القانون اإلنجليزي قبل العصر الحديث‬

‫ثالث مراحل الفترة األنغلوسكسونية قبل غزو إنجلت ار على يد وليام نورماند ووقت‬

‫السالالت الحاكمة للنورمانديين آنذاك ‪ Angevins‬الذين أروا تشكيل القانون‬

‫الشامل والتي تبدأ مع ساللة ‪ Tudor‬حيث ينافس القانون العام مع قواعد العدالة‪،‬‬

‫وأخي اًر الفترة الحديثة مع القرن التاسع عشر‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الفترة األنجلوسكسونية وأصول القانون اإلنجليزي (‪)6511-055‬‬

‫قبل الفتح من قبل النورمان من فرنسا في عام ‪ 6811‬كانت إنجلت ار قد مارست‬

‫بالفعل نظام الحكومة الملكية كان لقد ملك سكسون أيثلبرت ملك كنت حوالي عام‬

‫‪51‬‬
‫‪ 188‬ثم الملك الدنمركي كنوت (‪ )6801-6861‬مشرعين حيث ظل القانون‬

‫محليا واذا لم يكن هناك قانون شامل‪.‬‬


‫ً‬

‫تم تحقيق العدالة العادية من قبل تجمعات الرجال األحرار ضمن اإلطار‬

‫اإلقليمي ("المقاطعات") ومنذ من القرن العاشر أصبح العمداء في وقت الحق‬

‫محافظين للنظام الملكي ومعينين من قبل الملك ومكلفين بإدارة ومراقبة المناطق‬

‫الخاصة بهم باإلضافة إلى ذلك تُحكم محاكم الصلح بالعدالة لألتباع وغيرهم من‬

‫الموالين لألمراء‪.‬‬

‫أخيرأقر مجلس الملك (‪ witena gemot‬أو "تجمع الحكماء"‪ ،‬المختار ‪)witan‬‬


‫و ًا‬

‫صالحة‪ ،‬إما عن طريق التحكم في سير العدالة‬


‫ً‬ ‫الذي رافقه في رحالته عدالة‬

‫المحلية‪ ،‬أو عن طريق الفصل المباشر على الشؤون المتعلقة بالملك‪.‬‬

‫لم يتم تدمير هذه التنظيم من قبل دوق نورماندي المسمى في إنجلت ار وليام النذل‬

‫‪17‬‬
‫(‪ )6861-6801‬وفي فرنسا ويليام الفاتح‪.‬‬

‫‪TUNC André , op.cit , p.65. 17‬‬

‫‪51‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬فترة تشكيل القانون الشامل (‪)6840-6511‬‬

‫ويليام دوق النورماندي وملك إنجلت ار (‪ )6861-6811‬ينظمان المملكة بشكل‬

‫قويا يتمتع بإدارة فعالة على غرار‬


‫إقطاعيا ً‬
‫ً‬ ‫ملكيا‬
‫نظاما ً‬
‫ً‬ ‫منهجي أسس وليام األول‬

‫دوق نورمان ويدعمه األرستقراطية النورماندية والكنيسة كان قد أسس في ‪6861‬‬

‫"كتاب الحكم األخير" الذي سرد مناطق إنجلت ار ألغراض متعددة ألغراض‬

‫أيضا ألغراض‬
‫مخلصين لشخصه ولكن ً‬
‫ً‬ ‫سياسية ألنه أقام بارونات نورمان‬

‫قضائية وادارًية (لمراقبة التنظيمات القضائية) وكذلك المالية‪.‬‬


‫ً‬

‫عين ويليام مستشاره األسقف النفرانك رئيس أساقفة كانتربري ثم رئيس إنجلت ار‬

‫واستبدل األساقفة األنجلوسكسونيين بأساقفة نورمان‪.‬‬

‫حلت محكمة الملك (‪ )curia regis‬محل تجمع الحكماء وثبتت نفسها‬

‫باعتبارها السلطة العليا للمحاكم اإلقطاعية‪.‬‬

‫باإلضافة إلى ذلك فرض نظام محاكم الملك على محاكم المقاطعات التي كان لها‬

‫اختصاص على جميع القضايا المدنية والجنائية وتم استبدال العدالة المتجولة من‬

‫‪ witan‬ببعثات مراقبة أعضاء من محكمة الملك التي فرضت نفسها أيضا على‬

‫محاكم الكنيسة والشؤون الرسمية‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫جلب نورمان الفتح لألفراد الذين عاشوا في ظل أنظمة قانونية مختلفة لقد ألزم‬

‫قضاة الملك بعمل عمل انتقائي بين تقاليد نورمان والتقاليد السكسونية والشمالية‬

‫(خاصة الدنمركية)‪.‬‬

‫كان الملوك ونورمان ثم أنجفينز (هنري الثاني بالنتاجنيت) من خالل سياستهم‬

‫المتبعة بالمركزية اإلدارية‪،‬وانشاء مؤسسات ملكية نشطة‪ ،‬وال سيما الواليات‬

‫القضائية التي تشكلت من قضاة ملكيين متجولين في أصل تشكيل العرف العام‬

‫اإلنجليزي‪.‬‬

‫إنه القانون الشامل المحدد في البداية باللغة الفرنسية التي يتحدث بها دوقات‬

‫نورماندي ورجال القانون (القانون الفرنسي أو "القانوني الفرنسي" خليط من نورمان‬

‫باتوا والالتينية) القانون الشامل ظل القانون الفرنسي لغة القانون الشامل والمحاكم‬

‫اإلنجليزية حتى القرن الثامن عشر‪.‬‬

‫أسيسي كالرندون (‪ )6611‬بعد قرن من الفتح هو عمل ملكي لهنري الثاني‬

‫بالنتاجنيت يهدف إلى تعزيز العدالة الملكية في سياق الحرب األهلية بين فرعي‬

‫األسرة الحاكمة (وهي الفترة التي يسميها اإلنجليز "الفوضى")‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫لقد قرر كينج إرسال "قضاة " قضاة متجولون يعقدون جلسات مفتوحة تم تزويد‬

‫هؤالء القضاة الملكيين بسلطة قضائية واسعة لمعاقبة الجرائم المرتكبة ضد النظام‬

‫العام والممتلكات العامة‪.‬‬

‫ومجهزين بـلجنة لجميع الدعاوى يمكنهم سماع جميع أنواع الدعاوى القضائية‬

‫مرافعات التاج (انتهاكات سالم الملك) والنداءات الملكية (الهجمات على ممتلكات‬

‫الملك) ‪،‬وكذلك القضايا المدنية‪.‬‬

‫بالنسبة لمرافعات التاج تؤسس هيئة المحلفين وهي مؤلفة من أحد عشر عضوا‬

‫يجب تقديم أي متهم إليهم بموجب اإلجراء المسمى ‪ darrein‬التقديم ("العرض‬

‫األخير")‪.‬‬

‫في عام ‪، 6161‬يصرح قانون وستمنستر الثاني للمستشار بإصدار أوامر ‪،‬هذه‬

‫األوامر المكتوبة للحكم في األنواع المماثلة (في كونسيل كونسو)‪.‬‬

‫باإلضافة إلى ذلك وافق القضاة على اإلجراءات الفائقة (اإلجراءات المتعلقة‬

‫بالقضية) في ضوء وقائع القضية المنصوص عليها في وثيقة إقامة الدعاوى‬

‫(إعالن) وسعت هاتان الوسيلتان بشكل كبير من اختصاص المحاكم الملكية‬

‫‪،‬ومرة أخرى في صورة ما يسمى باإلجراءات المفيدة للبريتور الروماني‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫في القانون الشامل يأتي اإلجراء أوالً قواعد العدالة تسبق الحقوق وفي الوقت‬

‫نفسه نظمت محكمة العدل الملكية التي تتخذ من وستمنستر مق اًر لها في‬

‫وستمنستر دوائر منفصلة ومتخصصة‪ .‬حكم مقعد الملك في القضايا التي كان‬

‫للملك فيها مصلحة (النظام العام أو الملكية الملكية)‪.‬‬

‫وتنظر محكمة الدعاوى المشتركة‪ ،‬أو محكمة االستئناف المشتركة في القضايا‬

‫بين األفراد‪.‬‬

‫كان هناك نظام لمركزية العدل والتعاون بين محاكم المقاطعات المحلية (التي‬

‫حكمت على الحقائق من قبل هيئة المحلفين) ومحاكم وستمنستر‪.‬‬

‫خالل الفترة التي لم تكن فيها محاكم وستمنستر في الجلسات قام بعض قضاتها‬

‫بجولة لترؤس لجان محاكم المقاطعة مجمعة على دائرة ثابتة ثم أعيدت األحكام‬

‫إلى وستمنستر‪.‬‬

‫محاكم وستمنستر هي أصل تكوين القانون الشامل في المملكة قضوا على‬

‫العادات المحلية لصالح قانون ملكي مشترك بين جميع رعايا الملك على نموذج‬

‫مبدأ (ولكن ليس المحتوى) لعادات نورماندي تم تدوينه في أوائل القرن الحادي‬

‫‪55‬‬
‫عشر ("العرف القديم لنورماندي")‪ .‬تم تحقيق المثل األعلى لملوك الدوقات‬

‫إلعطاء قانون شامل لمواضيعهم‬

‫لم يكن قضاة محاكم وستمنستر من الممارسين الصغار لكنهم قضاة متعلمون‬

‫مدربون على القانون الروماني وقانون الكنسي في مدارس األساقفة واألديرة ثم في‬

‫جامعات اللغة اإلنجليزية ‪،‬وال سيما في أكسفورد حيث العمل يسبق التدريس من‬

‫نهاية القرن الحادي عشر تأسيس الجامعة في القرن الثالث عشر‪.‬‬

‫انت أول معاهدة للقانون اإلنجليزي ‪،‬التي يعود تاريخها إلى عام ‪ 6664‬من عمل‬

‫ران ولف دي غالن فيل ‪،‬وهو بارون من أصل نورمان بالقرب من الملك هنري‬

‫الثاني الذي منحه منصب رئيس المحكمة العليا ورئيس المحاكم الملكية والوصي‬

‫للمملكة في غيابه‪.‬‬

‫"معاهدة قوانين وأعراف مملكة إنجلت ار" تنسب إلى ‪، Glanville‬وهو عبارة عن‬

‫بيان علمي عن اإلجراء الجديد الذي أنشأه هنري الثاني ‪،‬في جهوده لإلصالح‬

‫والتهدئة‪.‬‬

‫لعبت معاهدة أخرى ‪،‬وكذلك عمل بارون آخر ربما نورمان ‪،‬هنري براتون‬

‫لقبا‬
‫حيويا في تشكيل القانون اإلنجليزي ‪،‬وتحمل ً‬
‫دور ً‬‫(باإلنجليزية ‪ً )Bracton‬ا‬

‫‪56‬‬
‫جدا"معاهدة قوانين وأعراف إنجلت ار"عرف ‪ Bracton‬الشريعة الرومانية‬
‫قر ًيبا ً‬

‫(بواسطة مسرد ‪ )Azon‬وقانون الشريعة (بواسطة ‪ )Gratien‬يستند عرضه‬

‫المنهجي للقانون اإلنجليزي إلى ق اررات المحكمة حول أساليب التفكير والترافع في‬

‫الممارسة العملية أمام المحاكم الملكية ‪،‬وكذلك على القانون األكاديمي والروماني‬

‫والكانون لقرون‪.‬‬

‫في الواقع حتى بلكستون (‪، )6168-6110‬في القرن الثامن عشر بقي‬

‫براكستون السلطة العقائدية الرئيسية للقانون الشامل‪Bracton.‬‬

‫كان على دراية باالنقسامات الرئيسية للقانون التي قدمها العنوان األول لل‬

‫‪ Digest‬في القانون العام والقانون الخاص والقانون الطبيعي وحقوق اإلنسان‬

‫‪18‬‬
‫والقانون الشامل والحقوق الفردية‪.‬‬

‫قبل عدة قرون من ذلك شكلت قوانين وأعراف إنجلت ار ‪،‬وهي حقًا محاكم‬

‫وستمنستر القانون الشامل للمملكة ‪،‬أو "قانون كوم" أو القانون الشامل ‪،‬وهو نص‬

‫وحيد‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫‪ibid‬‬

‫‪57‬‬
‫إن القانون الشامل الذي تم تعلمه من األساطير الرومانية ‪،‬الذي تم اكتشافه في‬

‫القرنين الحادي عشر والثاني عشر في القارة ‪،‬وقانون الشريعة ‪،‬قد تم تسريعه بفعل‬

‫ملوك إنجلت ار‪.‬‬

‫في وقت استقبال المنقذ المشترك في القارة ‪ ،‬كان لدى إنجلت ار بالفعل قانون‬

‫نسبيا‪.‬‬
‫وطني حي وموحد وكامل ً‬

‫الفرع الثالث‪ :‬المنافسة بين القانون الشامل وقواعد العدالة (‪)6411-6840‬‬

‫لم تتخلى انجلت ار عن الملكية المطلقة ففي هذا االطار سعت سالالت يورك‬

‫(‪ )6961-6911‬وتيودور (‪ )6180-6961‬وستيوارت (‪ )6161-6180‬إلى‬

‫توسيع سلطتها ‪،‬االمتياز الملكي تلبية معارضة البرلمان ومحاكم وستمنستر‬

‫‪،‬المدافعين عن القانون الشامل لمواجهتها أنشأ الملوك سلطات قضائية جديدة‬

‫محكمة ‪ Chancery‬و ‪ Star Chamber‬ومحكمة األميرالية‪.‬‬

‫أنصار بسبب عيوب القانون الشامل ‪،‬حيث حدت‬


‫ًا‬ ‫وجدت هذه المحاكم الجديدة‬

‫صالبتها وطابعها الفني الشديد من عدد األوامر ‪،‬وأثارت إنكار العدالة ‪،‬وأثارت‬

‫الكثير من االنتقادات‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫يلجأ أصحاب الشكوى الذين ال يحصلون على العدالة إلى الملك ‪ ،‬الذي كان‬

‫عليه كملك مسيحي واجب الضمير في تحقيق العدالة لرعاياه‪.‬‬

‫غالبا اعتراف الملك في تذكيره والهام واجب‬


‫لم يفشل المستشار الذي كان ً‬

‫اإلنصاف هذا من جانبهم ينتقد البرلمانيون والقضاة هذه األسهم الجامحة التي‬

‫حسب رأيهم تقاس بطول قدم المستشار‪.‬‬

‫مصدر إلمكانيات المالحقة القضائية الجديدة‬


‫ًا‬ ‫ومع ذلك أصبحت العدالة‬

‫وليست دعاوى للدفاع عن المصالح والحقوق مما أدى إلى إصدار مراسيم وليس‬

‫أحكاما‪.‬‬
‫ً‬

‫صدرت هذه الدعاوى من قبل المستشار وحكمت عليها محكمة االستئناف وفقًا‬

‫إلجراءات مكتوبة محققة دون هيئة محلفين‪.‬‬

‫ان العملية التي أدت إلى تشكيل القانون الشامل في القرنين الحادي عشر‬

‫والثاني عشر ‪،‬أي إنشاء القضاة إلجراءات جديدة بمناسبة القضايا التي تبرر‬

‫تدخلهم حدثت مرة أخرى حيث فقد إبداعه‪.‬‬

‫في كلتا الحالتين استنسخت المحاكم العملية التي اتبعها المدون في روما‬

‫لتعويض أوجه القصور في قانون االلواح الثانية عشرة‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫خلقت محكمة ‪ Chancery‬التي يحكمها فقهاء قانونيون مدربون على قانون‬

‫الشريعة مع إحساس متطور بالعدالة واحساس متميز بالعدالة سلسلة من الدعاوى‬

‫الجديدة الصراع بين الملك هنري الثامن الذي أراد الطالق ‪،‬والبابا ‪،‬الذي رفض‬

‫إعطاء موافقته تسبب في االنقسام‪.‬‬

‫ئيسا للكنيسة المنفصلة عن روما‪ ،‬وأصبح المستشار‬


‫أعلن ملك إنجلت ار نفسه ر ً‬

‫عاديا‪.‬‬
‫شخصا ً‬
‫ً‬ ‫اآلن‬

‫تسبب هنري الثامن في إحياء القانون الروماني في إنجلت ار لقد أنشأ رئيسين للقانون‬

‫المدني (أي القانون الروماني) ‪ ،‬مقيدين بذلك الرئيس ريجيوس للقانون المدني ‪،‬‬

‫أكسفورد وكامبردج‪.‬‬

‫كان الدافع الرسمي هو تدريب الدبلوماسيين الذين يمثلون التاج البريطاني في‬

‫القارة ‪ ،‬حيث ألهم القانون الروماني القانون العام والخاص‪.‬‬

‫أيضا نشر العقيدة المطلقة وادخال القانون‬


‫كانت الدوافع غير الرسمية حاسمة ً‬

‫الروماني في القانون اإلنجليزي‪ .‬في محكمة الشريعة‪ ،‬أصبح القانون الروماني‬

‫أكثر نفوذاً من قانون الشريعة‪ .‬وذهب أعمق في فقه غرفة الحكماء ومحكمة‬

‫األدميرالية‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫في أيدي محكمة ‪، Chancery‬شكلت العدالة مجموعة متميزة ومتكاملة وليست‬

‫منافسة للقانون من القانون الشامل في عام ‪.6161‬‬

‫قرر أمر جيمس األول أنه في حالة التنازع‪ ،‬تسود العدالة يرد البرلمان من‬

‫خالل منح اللجنة القضائية التابعة لمجلس اللوردات سلطة التحكم في أحكام‬

‫محكمة االستئناف ثم من خالل توجيهها إلى الملك "عريضة الحقوق" اإلعالن‬

‫عن حقوق وحريات البرلمان ومواضيع الملك ‪،‬والتي يعتبرها اإلنجليز أشبه‬

‫بإعالنهم لحقوق االنسان والمواطن‪.‬‬

‫توجت الحرب الطويلة بين البرلمان والملك بمحاكمة الملك بقيادة البرلمان‬

‫وعقوبة اإلعدام وقطع رأس تشارلز األول‪ .‬انتهى األمر باستعادة الملكية‪ ،‬لكن‬

‫الملكية الدستورية المحدودة في عام ‪"( 6164‬إعالن الحقوق" التي قبلها الحكام‬

‫الجدد)‪.‬‬

‫انتهت الثورة اإلنجليزية‪ ،‬وهبت المملكة بدستور ليبرالي ومؤسسات فعالة (البرلمان‬

‫والحكومة)‪ ،‬والثورة الصناعية في مسيرة أصبحت إنجلت ار القوة األولى ألوروبا في‬

‫القرن الثامن عشر أصبح النظام القانوني أكثر راحة مع التوفيق بين القانون‬

‫العام‪ ،‬والذي وجد إبداعه‪ ،‬والعدالة‪ ،‬الذي فقد نفسه‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫أسس ‪ )Blackstone (1723-1780‬توليفة جديدة من القانون اإلنجليزي‪،‬‬

‫مثل ‪ Bracton‬قبل خمسة قرون التعليقات على قوانين إنجلت ار‪.‬‬

‫يستعير بالكستون من نظرية القانون الطبيعي فكرة العقد االجتماعي لكنه وفقًا‬

‫لواقعية القانون العام ‪،‬يعترف بأن الحريات المستمدة من قوانين الطبيعة قد تكون‬

‫مقيدة بموجب القوانين اإلنسانية ‪.‬‬

‫من أجل المصلحة العامة للمجتمع يجد ‪ Blackstone‬خطته في تقسيم أعلى‬

‫مستعار من اقتباس من ‪"Cicero‬القانون هو قاعدة سلوك مدني تحددها السلطة‬

‫العليا في الدولة ‪،‬والتي يجب أن تأمر بما هو عادل وأن تدافع عما هو غير‬

‫عادل"‪.‬‬

‫يتم إكمال هذا الفصل بين الحقوق وانتهاك الحقوق بواسطة الفروق الرومانية‬

‫األخرى‪ :‬تنقسم دراسة الحقوق بين حقوق األشخاص وحقوق األشياء ؛وانتهاك‬

‫الحقوق بين الجرائم الخاصة والعامة‪.‬‬

‫يعرض ‪ Blackstone‬القانون اإلنجليزي بطريقة بسيطة وواضحة ومفهومة من‬

‫قبل الجميع ‪ ،‬بينما يثني على معقولية ذلك ‪ ،‬ومدى مطابقته لسبب عملي ‪ ،‬وهو‬

‫المنطق السليم‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫بنثام (‪( )6601-6196‬والد النفعية ينتقد بشدة بالكستون من تعريف القانون‬

‫المستمد من شيشرون ‪ ،‬يكتب‪" :‬يمكن تلخيص هذا التعريف على النحو التالي‪:‬‬

‫قاعدة سلوك ألولئك الذين يجب عليهم االلتزام بها ‪ ،‬والموصوفة من قبل أولئك‬

‫الذين وصفوه وطلب ما يأمر به والدفاع عما يدافع عنه‪ ".‬من محتويات الكتاب‬

‫وأسلوب بالكستون يقول‪" :‬إن الجدارة التي يدين بها هذا العمل لسمعته هي ‪،‬‬

‫أوالً وقبل كل شيء ‪ ،‬االنسجام الساحر لألسلوب‪.‬‬

‫مزدحما بالقذارة‬
‫ً‬ ‫" بنثام ‪ ،‬على عكس بالكستون ‪ ،‬يعتبر القانون اإلنكليزي‬

‫والعقالنية‪ .‬إنه يشجب إخفاقاته‪" :‬القانون العام هو أن الحيتان التي تقطن‬

‫الشواطئ اإلنجليزية تنتمي إلى الملك والملكة‪.‬‬

‫قويا لتدوين القانون ‪،‬وهو الوسيلة الوحيدة حسب قوله إلصالح‬


‫مؤيدا ً‬
‫كان بنثام ً‬

‫القانون بمعنى المنفعة الفردية واالجتماعية‪.‬‬

‫لم يسمع في بلده في هذه المرحلة‪،‬ومع ذلك فقد كان له تأثير عميق على‬

‫الرأسمالية والبرجوازية إنجلت ار في القرن التاسع عشر‪ .‬أعطى إصالح القانون‬

‫اإلنجليزي‪،‬الذي جاء من المحاكم نفسها وكذلك من التشريعات ‪ ،‬معالمه للقانون‬

‫الحديث‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫المطلب الثاني ‪:‬تحديث القانون االنجليزي‬

‫أصدر رئيس الوزراء الليبرالي تشارلزغري سلسلة من قوانين إصالح العدالة‬

‫في ‪ 6601‬و ‪، 6600‬التي غيرت النهج القانوني ففي عام ‪ ، 6606‬كان هناك‬

‫‪ 11‬صيغة نموذجية لألوامر‪.‬و في عام ‪ 6611‬ألغى البرلمان جميع أشكال العمل‬

‫القديمة‪ .‬من اآلن فصاعدا‪ .‬ألغت هذه اإلصالحات ‪ ،‬أو على أية حال ‪،‬أدت إلى‬

‫إضعاف الشكل الرسمي السابق للقانون اإلنجليزي ‪ ،‬وفصلوا القانون نفسه عن‬

‫اإلجراءات‪.‬‬

‫الفرع األول ‪:‬عملية الدمج وتحديث القانون‬

‫في عام ‪ 6610‬و ‪ ، 6611‬قامت القوانين القضائية بإصالح النظام القضائي‬

‫وتبسيطه‪.‬حيث أن المحاكم الملكية ليست سوى هيئات قضائية استثنائية ‪ ،‬يتم‬

‫التخلي عنها‪ .‬وتم إلغاء ازدواجية اإلجراءات‪ .‬وتطبيق هيئتي القانون من قبل‬

‫الهيئات القضائية لكال النظامين‪ .‬وشجعت المنظمة القضائية الجديدة على تقريب‬

‫القانون الشامل وقواعد العدالة‪.‬‬

‫إن عملية توحيد القانون الشامل وقواعد العدالة قد أعطت التشريع مكاناً مساوياً‬

‫اليوم لمكان االجتهاد القانوني‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫يكتسي االجتهاد القضائي أهمية كبيرة في القانون اإلنجليزي‪ ،‬ولكن يبقى القانون‬

‫الشامل ‪ ،‬والسوابق القضائية‪،‬األساس الرئيسي وحجر الزاوية في قوانين إنجلت ار‪.‬‬

‫القانون الشامل والسوابق القضائية‪ ،‬الذي تعلنه المحاكم أحيانا في ق ارراتها‬

‫أي من الحاالت‪ ،‬قد تم إعالنه وتثبيته رسمياً‪،‬فإن ما كان‬


‫عندما يكون القانون في ٍّ‬

‫غير واضح في السابق ‪،‬وربما غير مكترث ‪،‬أصبح اآلن قاعدة دائمة رأي القاضي‬

‫ال يصنع القانون‪،‬لكنه يجعله على يقين‪.‬‬

‫وأصبح اليوم القانوني يحتل مركز الصدارة في نظام مصادر القانون‬

‫اإلنجليزي‪ .‬ودفعت الحاجة إلى تحديث القانون في القرن التاسع عشر البرلمان‬

‫إلى سن تشريعات أكثر نشاطًا‪ .‬وفي القرن العشريين أثار تدخل اإلدارة في الحياة‬

‫جديدا‪،‬‬
‫ً‬ ‫وتنظيميا‬
‫ً‬ ‫يعيا‬
‫طا تشر ً‬
‫االقتصادية‪ ،‬وفي الحياة االجتماعية بشكل عام)‪ ،‬نشا ً‬

‫بينما تحقق تحديث القانون‪.‬‬

‫ويلعب التشريع المكتوب اليوم نفس الدور في إنجلت ار ويتمتع بنفس األهمية‪ ،‬كما‬

‫هو الحال في القارة األوروبية‬

‫‪65‬‬
‫الثابت أن التشريعات المكتوبة قد تضاعفت في العشر سنوات األخيرة الماضية‪،‬ثم‬

‫إن القانونين اإلنجليز أصبحوا متقبلين لها ولم يعد لديهم ذلك االنزعاج من عملية‬

‫‪19‬‬
‫التقنين‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التسلسل الهرمي الجديد لمصادر القانون اإلنجليزي‬

‫أعطت عملية توحيد القانون الشامل وقواعد العدالة وتوحيد القانون أعطت التشريع‬

‫مكاناً اليوم مساوياً للفقه القانوني تتمتع السوابق القضائية بأهمية كبيرة في القانون‬

‫اإلنجليزي‪ ،‬ويظل القانون الشامل‪ ،‬وهو العرف العام‪ ،‬هو األساس والحجر‬

‫األساسي لقوانين إنجلت ار‪.‬‬

‫الذي يستمر في التأثير على المفهوم اإلنجليزي الشائع للقانون العام ‪،‬حيث ال‬

‫يزال لدى الفرنسيين فكرة عن فصل السلطات عن مونتسكيو ‪،‬وبالتالي يعرف‬

‫أحيانا‬
‫ً‬ ‫القانون الشامل القانون العام هو العرف العام الغامض ‪،‬الذي تعلنه المحاكم‬

‫في ق ارراتها عندما في حالة ماتم إعالن واصالح الحق بشكل رسمي ما أصبح‬

‫غير مؤكد سابقًا ‪ ،‬وربما غير مبال ‪ ،‬أصبح اآلن قاعدة دائمة‬

‫‪19‬‬
‫عصام نجاح‪،‬القانون المقارن واألنظمة القانونية الكبرى‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع ‪،‬الجزائر ‪ ،2111،‬ص ‪63‬‬

‫‪66‬‬
‫دائما أنها‬
‫رأي القاضي ال يصنع القانون‪ ،‬ولكنه يجعله أكيد‪ ...‬إن ق ارراتهم تدعي ً‬

‫معلنة عن ماهية القانون‪ ،‬وليس ما يجب أن يكون‪ ...‬القضاة هم أمناء القوانين‬

‫يجب عليهم أن يقرروا في جميع الحاالت التي ينشأ فيها شك ‪.‬‬

‫إن السلطة التي يمنحها للقاضي متواضعة ال يتمتع القاضي بوظيفة خلق القانون‬

‫وخاصة عدم تشكيله وفقًا لما يعتقد أنه يجب أن يكون عليه فقط أن يعلن ذلك‬

‫رسميا‪ ،‬عندما يكون غير متأكد‪ ،‬ومن ثم يقوم بتثبيته للمستقبل‪.‬‬


‫ً‬

‫هنا يشير إلى وظيفة االختصاصات القضائية في هذا النظام‪ ،‬ال يتم إنشاء‬

‫القانون ولكن يتم اكتشافه فقط من خالل نشاط هذه السلطات في البحث عن‬

‫الصالح العام أو الدقة العامة‪.‬‬

‫إن ق اررات محاكم العدل هي دليل على ما يشكل القانون الشامل تماماً كما في‬

‫القانون الروماني‪ ،‬ما قرره اإلمبراطور ذات يوم كان بمثابة دليل في المستقبل‪..‬‬

‫إن المقارنة بين قوة القاضي اإلنجليزي في تطوير القانون الشامل وقوة اإلمبراطور‬

‫الروماني في صياغة القانون أمر مذهل‪ .‬يشير هنا إلى الوالية التي أمر بها‬

‫اإلمبراطور القضاة بالحكم وفقًا لمراسيمه‪ ،‬أي وفقًا لق ارراتها المتعلقة بالعدالة ‪،‬‬

‫‪67‬‬
‫وليس وفقًا لمثال القضاة اآلخرين‪" :‬من الضروري الحكم ‪ ،‬ليس وفقًا للمثال‬

‫(للقضاة اآلخرين) ‪ ،‬ولكن وفقًا لقوانين (اإلمبراطور)‬

‫وليس من مثال‪ ،‬ولكن على القانون‪ ،‬يدين في النظام الروماني ‪ ،‬الوالية (أمر‬

‫إداري) ‪ ،‬المرسوم (الحكم) ‪ ،‬المرسوم (القاعدة العامة) ‪،‬والجواب(االستشارات‬

‫القانونية المقدمة إلى فرد أو موظف عام) ‪ ،‬جميع أعمال اإلمبراطور ‪ ،‬هي‬

‫األشكال األربعة للدساتير(التشريعات) االمبراطورية‬

‫إنها قاعدة ثابتة لاللتزام بالق اررات السابقة عندما تنشأ نفس نقاط الخالف ‪ ،‬وذلك‬

‫للحفاظ على توازن عدالة ثابتة ومتساوية ومنعه من التحرك في اتجاهات مختلفة‬

‫مع رأي كل فرد‪.‬‬

‫الحكم الجديد‪ ،‬حيث أن القانون الذي تم إعالنه وتحديده بشكل رسمي‪ ،‬والذي‬

‫كان غير مؤكد من قبل‪ ،‬وربما حتى غير مبال يصبح قاعدة دائمة أنه لم يعد‬

‫يعتمد على ضمير أي من القضاة الذين يخلفون بعضهم البعض‪.‬‬

‫إنه حجر الزاوية في القانون الشامل وهو المبدأ األساسي للفقه القانوني في إنجلت ار‬

‫‪ ،‬كما أعلن البعض الحكم السابق‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫وغالبا ما يشار إلى هذه القاعدة باختصار صيغتها الالتينية‪ :‬سبق اق ارره وهكذا‬
‫ً‬

‫يتم صياغة القاعدة الكاملة‪ :‬من قرر‪ ،‬حتى ذلك الحين انه ال يستطيع التحرك‪:‬‬

‫"التمسك بق اررات (القضاة ‪ ،‬أي السوابق القضائية)‬

‫يعبر القول المأثور عن المبدأ األساسي الذي يقضي بعدم تعديل القواعد التي‬

‫تم وضعها في قانون السوابق القضائية بق اررات الحقة‬

‫يمكن ترتيب قاعدة احترام السابق مع ما لديه من جمود من خالل تقنية‬

‫التمييز‪ .‬يالحظ القاضي االختالفات في الظروف‪،‬والتي تجعل من الممكن استبعاد‬

‫تطبيق هذه السابقة ‪.‬‬

‫أدت الحاجة إلى االمن القانوني في القرن التاسع عشر إلى تأكيد هذه القاعدة‬

‫بحزم خاص قبل ذلك كان هذا المبدأ معروفًا ‪،‬وكان يضمن اتساق الفقه القانوني‪،‬‬

‫الذي يربط أي قرار بسلسلة من القضايا التي يتم الحكم عليها على حد سواء‪.‬‬

‫لكنه لم يكن لديه الطابع المطلق الذي أعطاه له قانون القرن التاسع عشر في‬

‫عام ‪ 6416‬قررت اللجنة القضائية التابعة لمجلس اللوردات رفض القاعدة التي‬

‫كانت ملزمة بسابقاتها تحت تأثير المستشار اللورد غاردينر أعلن القضاة أنهم‬

‫‪69‬‬
‫سيفعلون ذلك إذا لزم األمر إذا كان في يوم من األيام كان من المناسب الخروج‬

‫عنه‪.‬‬

‫ربما يحلمون بالحرية التي يتمتع بها قضاة محكمة النقض في فرنسا‪ ،‬والذين‬

‫يستطيعون عكس اتجاهات الفقه دون الحاجة إلى تبرير هذه التقلبات؟‬

‫أو الحرية التي تتمتع بها المحاكم العليا في الواليات المتحدة (المحاكم الفدرالية‬

‫العليا ومحاكم الواليات) بلد جديد ومتغير بسرعة حيث احترام السوابق هو مبدأ‬

‫نسبي‪.‬‬

‫وأخي ار يمكن القول بأن واحدة من السمات المميزة للحرية اإلنجليزية هي أن‬

‫القانون الشامل يقوم على العرف‪.‬‬

‫إنه يحتوي في حد ذاته على شهادة دليل على الحرية ألنه ربما تم تقديمه‬

‫بموافقة الشعب الطوعية هنا هو المدافع عن العرف كمصدر شعبي للقانون‬

‫والبراعة الدقيقة لنظرية العقد االجتماعي التي تعبر عن نفسها‪.‬‬

‫تؤكد البعض أن هذه الحرية العرفية هي اتفاقية للشعب اإلنجليزي وربما أن‬

‫القانون العام هو إرث لحالة الطبيعة ‪،‬وأنه تم تقديمه في نهاية العقد االجتماعي‬

‫يتجاهل هذا التقديم حقيقة أن القانون الشامل قد تم بناؤه على أنقاض العادات‬

‫‪71‬‬
‫المحلية ‪ ،‬وأنه من عادات القضاة ‪،‬وليس عادة الشعب‪ .‬كما هو الحال‪ ،‬فإن‬

‫دائما احترام اإلنجليز والتعلق بهم‪.‬‬


‫القانون الشامل يستدعي ً‬

‫ليس القانون األوروبي‪ ،‬بطابعه التنظيمي الصارم هو الذي سيجعلهم يغيرون‬

‫رأيهم‪ ،‬أو حتى قوانين البرلمان‪.‬‬

‫جدا‬
‫عاما ً‬
‫تقليديا ً‬
‫ً‬ ‫يعتبر قانون البرلمان‪ ،‬أو النظام األساسي‪ ،‬أو قانون البرلمان‬

‫بحيث ال يشكل النوع الطبيعي للحكم وكان الرأي العام هو أنه ينبغي دمج القانون‬

‫في النظام القانوني من خالل الممارسة واالجتهاد؛ أنه خالل المحاكمة أصبح هذا‬

‫اضحا‪ .‬تم وضع القانون بشكل عام كمكمل ومصحح للقانون الشامل‪.‬‬
‫التكامل و ً‬

‫منذ بنثام تم التخلي عن هذا المفهوم التقليدي اتخذ القانون مكانة مركزية في‬

‫نظام مصادر القانون اإلنجليزي‪.‬‬

‫أدت الحاجة إلى تحديث القانون في القرن التاسع عشر البرلمان إلى تشريع‬

‫أكثر نشاطا وفي القرن العشرين تدخل اإلدارة في الحياة االقتصادية في الحياة‬

‫جديدا‪ ،‬بينما تحقق تحديث‬


‫ً‬ ‫وتنظيميا‬
‫ً‬ ‫يعيا‬
‫االجتماعية بشكل عام أثار نشاطًا تشر ً‬
‫‪20‬‬
‫القانون‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫صوفي أبو طالب تاريخ النظم القانونية واالجتماعية ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاهرة ‪ ،2118،‬ص ‪189‬‬

‫‪71‬‬
‫اختفت الخاصية غير الطبيعية للحكم التشريعي يلعب القانون اليوم نفس‬

‫الدور في إنجلترا‪ ،‬ويتمتع بنفس األهمية‪ ،‬كما هو الحال في القارة األوروبية‬

‫مصدر للقانون اإلنجليزي منذ دخول المملكة المتحدة‬


‫ًا‬ ‫أصبح القانون األوروبي‬

‫إلى االتحاد األوروبي في عام ‪ 6410‬في ظل حكومة إدوارد هيث‪.‬‬

‫أحيانا االتفاقية األوروبية لحقوق اإلنسان لعام ‪6416‬‬


‫ً‬ ‫طبق القضاة اإلنجليزيين‬

‫‪ ،‬على الرغم من أنها لم تُدمج في القانون المحلي مع األخذ في االعتبار ‪،‬‬

‫واإلشارة إليها كمصدر للمبادئ القانونية‪.‬‬

‫منذ عام ‪ ،6410‬يضطر القضاة اإلنجليز الذين أُجبروا على ضمان أولوية‬

‫قانون الجماعة األوروبية إلى تبني أساليب تفسير محكمة العدل األوروبية أخبرهم‬

‫اللورد دينينج بعبارات ساخرة‪:‬‬

‫كما هو الحال في روما‪ ،‬يجب أن تفعل ما تفعله روما لذا في المجتمع‬

‫األوروبي يجب أن تفعل ما تفعله المحكمة األوروبية‪.‬‬

‫يشير االجتهاد أو الفقه بشكل أساسي في اللغة اإلنجليزية إلى دراسة المبادئ‬

‫العامة للقانون (فلسفة القانون) ودراسة النظام القانوني‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫في الحقيقة القانون الشامل ليس سوى المنطق بسبب هذا المعقولية تمكن‬

‫القانون الشامل في إنجلت ار من ممارسة تأثيره على القارات الخمس‪.‬‬

‫مؤهال آخر غير ذلك من الشروط الشائعة‬


‫ً‬ ‫يحجم اإلنجليز عن منح قانونهم‬

‫خاصةً أن يقولوا اإلنجليزية إنهم يرون ذلك دون أن يقولوا ذلك كقانون عام جديد‬

‫لألمم المتحدة وهو تجسيد جديد القانون العام‪.‬‬

‫إن تأثير القانون اإلنجليزي والقانون الشامل في إنجلت ار كان وال يزال هائالً‬

‫بموجب كومنولث األمم البريطانية أثر القانون اإلنجليزي على هيمنة أمريكا‬

‫وأفريقيا وآسيا حتى بعد تحريرها وبلدان أخرى‪.‬‬

‫نموذجا يحظى باالحترام واإللهام‬


‫ً‬ ‫تعتبر العديد من الدول القانون اإلنجليزي‬

‫ويؤخذ بعين االعتبار وكان له نقل في الواليات المتحدة األمريكية‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬النظام القانوني األمريكي‬

‫ال شك أن قانون الواليات المتحدة ينتمي إلى عائلة القانون بالشامل‪ ،‬ومع ذلك‬

‫فقد انفصل عن القانون الشامل إلنجلت ار وانضم إلى عائلة القوانين الرومانية يتمتع‬

‫هيكله الحالي بأصالة واضحة في إطار أسرة القانون العام‪ ،‬سواء في موضوعها‬

‫الذي يلبي احتياجات مجتمع متقدم اقتصادياً‪ ،‬وفي أشكاله أكثر انفتاحاً للتدوين‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تاريخ قانون الواليات المتحدة األمريكية‬

‫الثورة األمريكية في أواخر القرن الثامن عشر خلقت قطيعة مع الوطن األم‬

‫بريطانيا وأدت إلى االستقالل السياسي‪،‬ومع ذلك لم يتم رفض اإلرث القانوني‬

‫للقانون الشامل وقواعد العدالة بل تبنيه مع إعادة تقييمه‪.‬‬

‫لقد استعمرت أمريكا من قبل األوروبيين من اكتشاف في عام ‪ 6941‬من قبل‬

‫كريستوفر كولومبس‪.‬‬

‫ولقد شرعت القوى العظمى في أوروبا في مغامرات االستكشاف والغزو‬

‫واالستعمار‪.‬‬

‫أمريكا الوسطى والجنوبية المستعمرة من قبل البرتغاليين واألسبان تصبح‬

‫ضمن العائلة الالتينية‪ .‬وبالمقابل تجذب أمريكا الشمالية اإلسبانية والفرنسية‬

‫والهولندية والسويدية والدنمرك والبريطانيين‪ .‬وفقاً للتقاليد الوطنية لهذه الدول يتخذ‬

‫االستعمار واالستعمار أشكاالً مختلفة‪.‬‬

‫تأسست أول مستعمرة إنجليزية في جيمس تاون "مدينة جيمس" الملك جيمس‬

‫األول ستيوارت الذي منح ميثاق امتياز لشركة تجارة ومزارع والية فرجينيا‪.‬‬

‫واستقرت المستعمرة اإلنجليزية الثانية في ماساشوستس وأسست بليموث (‪.)6118‬‬

‫‪74‬‬
‫تم الرد على مسألة القانون الواجب التطبيق في المستعمرات األمريكية في السنة‬

‫التالية لتأسيس مستعمرة فرجينيا (‪.)6181‬‬

‫وفقًا للفقيه األمريكي لجيمس كنت تم نقل القانون الشامل اإلنجليزي إلى‬

‫الواليات المتحدة وكان التاريخ الذي تم فيه هذا النقل هو تأسيس أول مستعمرة‬

‫(جيمستاون)‪.‬‬

‫دائما‬
‫ومع ذلك فإن هذا االستقبال ليس مبدأ مطلقا حيث حافظ األميركيون ً‬

‫أوالً وقبل كل شيء على أنهم أغنوا التراث اإلنجليزي بإضافة حقوق إضافية‬

‫أمريكية بحتة بعد ذلك أنهم تلقوا هذا الميراث وأنهم سيتخلصون منه القواعد غير‬

‫المالئمة لظروفهم المعيشية وأخي ار فإن هذا الميراث لم يثر الكثير من االهتمام‬

‫‪21‬‬
‫للحريات اإلنجليزية بسبب القهر واالضطهاد‪.‬‬

‫كان على القانون الشامل إلنجلت ار أن يتكيف مع البيئة الجديدة التي شكلت‬

‫مجتمع المستوطنين البريطانيين الذين تم نقلهم إلى أمريكا‪.‬‬

‫كما يجب االتفاق على أن شرط التوافق مع ظروف الحياة األمريكية لم يتحقق‬

‫فيما يتعلق بوجود بيئة من المختصين القانونيين والقضاة والمحامين وأساتذة‬

‫الجامعات‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫عبد السالم الترمايني القانون المقارن والمناهج القانونية الكبرى‪،‬جامعة الكويت ‪ ، 1982،‬ص‪55‬‬

‫‪75‬‬
‫لم يكن القانون الشامل معروفًا على اإلطالق‪ ،‬وكان هذا النقص في المعرفة‬

‫يمنح األمريكيين الكثير من الحرية‪ .‬على حد تعبير روسكو باوند "سيكون الجهل‬

‫عامل التكوين الرئيسي في القانون األمريكي‪.‬‬

‫في القرن السابع عشر يتأثر القانون المطبق في مستعمرات الواليات المتحدة‬

‫األمريكية بشدة بالتأثير الديني والمسيحي والبروتستانتي وفي القرن الثامن عشر‬

‫بدأ القانون الشامل االنجليزي في التطور بسبب التطور االقتصادي في المجتمع‬

‫األمريكي‪.‬‬

‫انعكاسا للموقف من القانون الشامل الذي كان ُينظر إليه سابقًا‬


‫ً‬ ‫تملي السياسة‬

‫مع عدم اهتمام معين إن لم يكن عدائية يجد المستعمرون في القانون العام‬

‫الحدود القانونية لإلكراهية الملكية أعادوا قراءة الميثاق العظيم لعام ‪، 6161‬ووثيقة‬

‫حقوق ‪، 6116‬واعالن حقوق ‪، 6166‬وهناك اكتشفوا حقوق البرلمان وتلك‬

‫الخاصة بالموضوعات نفسها‪.‬‬

‫يصبح القانون العام حجة ضد البريطانيين كما أصبح واحداً من أقوى العناصر‬

‫في تحديد المستوطنين اإلنجليز والتعبير عن تضامنهم مع المستوطنين الفرنسيين‬

‫في أكاديا وكندا ولويزيانا‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫دور كبير فقد بدأ مجتمع المحاكاة األمريكي الذي‬
‫أخير لعبت العوامل الثقافية ًا‬
‫و ًا‬

‫وعد بمثل هذا المستقبل المشرق في التأسيس في أواخر القرن الثامن عشر مع‬

‫إنشاء أول كلية للقانون‪.‬‬

‫وفي نهاية القرن الثامن عشر سرعان ما قوبل هذا االنعكاس لصالح القانون‬

‫العام بالتوازن في العالقات الدولية التي حدثت مع الثورة األمريكية وحرب‬

‫‪22‬‬
‫حقيقيا للتحالفات‪.‬‬
‫ً‬ ‫انعكاسا‬
‫ً‬ ‫االستقالل كان‬

‫كان المستوطنون اإلنجليز هم حلفاء لندن في النضال ضد المستوطنين‬

‫الفرنسيين في كندا ‪،‬أكاديا ‪،‬لويزيانا ويشكلون أرضا متواصلة من الشمال إلى‬

‫الجنوب أكبر من تلك المستعمرات الثالثة عشراإلنجليزي قاد "المتمردين"‬

‫األمريكيين لطلب المساعدة من فرنسا وبشكل ثانوي من أسبانيا‪.‬‬

‫االنتصار الفرنسي‪-‬األمريكي من يوركتاون واالستسالم البريطاني (‪ ، )6166‬ثم‬

‫معاهدة فرساي التي اعترفت المملكة المتحدة بها باالستقالل األمريكي (‪)6160‬‬

‫فتحت مرحلة جديدة من العالقات الفرنسية األمريكية‪ .‬كانت فرنسا تاريخياً أول‬

‫صديقة وأول حليف للواليات المتحدة‪ ،‬ولقد تحولت الرياح فجرت من باريس‪ ،‬ولم‬

‫تعد من لندن وحملت مفاهيم قانونية جديدة‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫نفس المرجع‬

‫‪77‬‬
‫في أمريكا لم تقابل فكرة تدوين القانون المعارضة التي عرفتها في إنجلت ار على‬

‫العكس من ذلك فإن السرعة التي تشكلت بهاالواليات المتحدة‪ ،‬والتي يريد كل‬

‫منها دستو ار وقانونا خاصا بها تتعارض مع بطء تشكيل نظام مثل القانون الشامل‬

‫الذي يتطلب ‪،‬عالوة على ذلك عدد من المتخصصين في القانون القضاة‬

‫والمحامين‪ .‬وغيرهم وجدت فلسفة القانون الطبيعي التي ألهمت صياغة قوانين‬

‫صدى مواتياً في أمريكا‪،‬‬


‫ً‬ ‫القوانين في أوروبا القارية منذ القرن السابع عشر‬

‫وبالمثل الوضعية القانونية لبنتام جمع هذان التياران تأثيرهما للمطالبة بصياغة‬

‫تقنينات القانون‪.‬‬

‫مكانا مركزًيا اليوم ‪ ،‬كان لدى‬


‫في عائلة القانون الشامل تحتل الواليات المتحدة ً‬

‫الواليات المتحدة عدة نماذج تحت تصرفها‪ .‬في األيام األولى لالستقالل ‪ ،‬ترددت‬

‫البالد في النموذج الذي يجب اتباعه‪.‬‬

‫في عام ‪ 6666‬اقترح جيريمي بينثام على الرئيس ماديسون لمساعدة الواليات‬

‫المتحدة على إنشاء مدونة‪ .‬وقد نظرت بعض الدول في صياغة مدونة للقانون‬

‫بطريقة مكتوبة ومنهجية‪ :‬ماساتشوستس في ‪ 6601‬والية نيويورك في عام‬

‫‪.6691‬‬

‫‪78‬‬
‫كان دافيد فيلد (‪ )6649-6681‬رئيس لجنة تدوين والية نيويورك وراء فكرة‬

‫إعداد مدونة من خمسة قوانين ‪،‬هو إعداد خمسة مسودات مدونة‪ .‬مدونة سياسية‬

‫‪،‬ومدونة مدنية ‪،‬وقانون عقوبات ‪،‬وقانون اإلجراءات المدنية ‪،‬وقانون لإلجراءات‬

‫الجنائية وكذلك اقترح حتى صياغة مدونة للقانون الدولي وينبغي أال يحجب تأييد‬

‫التدوين حقيقة ال تقل أهمية وهي حقوق القوى االستعمارية األخرى القانون‬

‫الفرنسي والقانون االسباني كانا ضعيفي التأثير في البالد‪.‬‬

‫كان القانون الشامل المصدر الغالب لقانون المستعمرات المختلفة‪ .‬تتكون‬

‫المحكمة العليا للواليات المتحدة من قضاة القانون العام‪ .‬في والية لويزيانا التي‬

‫أصبحت دولة في عام ‪ 6661‬ظل القانون متأث ار بالقانون الفرنسي وال يزال ينتمي‬

‫إلى العائلة الرومانية‪ .‬في والية تكساس وكاليفورنيا ‪ ،‬لطالما شعر تأثير األسبان‬

‫ال سيما في قانون الملكية الزوجية وقانون األراضي‪.‬‬

‫توجد أسباب تبني القانون الشامل في المجتمع الثقافي الموجود بين البلديين‬

‫الهوية البدائية للغة واألصل اإلنجليزي للتسوية األولية للواليات المتحدة وتقاسم‬

‫نفس الفلسفة السياسية للحريات نفس الفلسفة االقتصادية للرأسمالية من نفس‬

‫الفلسفة القانونية لتثمين القانون‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫ساهم إنشاء المحكمة االتحادية للقانون الفدرالي بدعوة من قضاة مثل‬

‫جوزيف ستوري القاضي في هذه المحكمة من ‪ 6666‬إلى ‪ 6691‬بشكل كبير في‬

‫هذا التبني‪ .‬القانون التجاري اإلنجليزي الذي كان صحيحاً ذو جودة عالية‬

‫استلهمته المحكمة العليا وفُرض كقانون للتجارة بين الواليات والقانون االقتصادي‬

‫المشترك‪.‬‬

‫لعب الفقه وال سيما تلك الذي لعبه جيمس كنت دو ار في تبني القانون‬

‫اإلنجليزي‪ِ .‬كنت (‪ )6691-6110‬أستاذ القانون األول في كلية كولومبيا في‬

‫نيويورك (‪ )6146-6140‬وهو قاضي محكمة نيويورك العليا (‪)6689-6146‬‬

‫مؤلف كتاب ‪Commentaries on American Law (1826-‬‬

‫‪1838‬التعليقات هي أول معاهدة للقانون األمريكي‪ .‬كنت يدرس قانون الوالية‬

‫القانون االتحادي و القانون الدولي‪.‬‬

‫طالما تم تبني القانون الشامل إلنجلت ار من قبل الواليات المتحدة فقد اتخذ‬

‫خصائص غريبة ومميزة لتشكيل قانون شامل أمريكي سليم‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫المطلب الثاني‪:‬هيكل قانون الواليات المتحدة‬

‫يختلف الهيكل الحالي لقانون الواليات المتحدة بشكل أساسي عن القانون‬

‫اإلنجليزي في مجالين يعطي الهيكل الفيدرالي للواليات المتحدة القانون األمريكي‬

‫ومعقدا‪.‬‬
‫ً‬ ‫موحدا‬
‫ً‬ ‫طابعا‬
‫ً‬

‫وبالتالي فإن مصادر القانون الفيدرالية والدولة لها أشكال مختلفة وهي ظاهرة‬

‫تزداد من خالل السماح من حيث المبدأ لفكرة تدوين القانون‪.‬‬

‫دستور الواليات المتحدة هو دستور االتحاد من ‪ 60‬مستعمرة من أصل ‪199‬‬

‫والدولة االتحادية التي يشكلونها دخل هذا الدستور الذي تم تبنيه في عام‪6161‬‬

‫‪23‬‬
‫حيز التنفيذ في عام ‪ 6164‬وتم تعديله بسرعة من خالل العديد من التعديالت‪.‬‬

‫السؤال الذي يطرح نفسه حول اختصاص المؤسسات الفيدرالية ومؤسسات‬

‫الواليات المتحدة في المسائل التشريعية مؤتمر الواليات المتحدة في المجال‬

‫التشريعي اإلدارة الفيدرالية في التنظيم‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫‪DAVID René, op.cit , p. 64.‬‬

‫‪81‬‬
‫في عام ‪ 6146‬حدد التعديل العاشر للدستور ذلك إن السلطات التي ال يفوضها‬

‫الدستور للواليات المتحدة والتي ال تمنع الدول من ممارستها تكون محفوظة لكل‬

‫من الواليات على التوالي أو للشعب‪.‬‬

‫لذا فإن االختصاص التشريعي ينتمي من حيث المبدأ إلى الدول الفدرالية‪.‬‬

‫يبقى اختصاص الدولة الفدرالية استثناء‪ .‬تم تبني هذا المبدأ من قبل أستراليا‬

‫أيضا دولة اتحادية ولكن ليس من قبل كندا التي قررت تعزيز السلطة‬
‫وهي ً‬

‫الفيدرالية بعد الحرب األهلية األمريكية (‪.)6610-6616‬‬

‫في عام ‪ 6146‬تمتعت الواليات األمريكية بقدر كبير من االستقالل عن‬

‫بعضها البعض‪ .‬كانت مختلفة في أصولها سكانها (اإلنجليزية ولكن أيضا‬

‫الفرنسية واأللمانية والسويدية والهولندية واالسبانية) ومصالحهم عقلياتهم وبالتالي‬

‫فإن السلطة التشريعية للواليات المتحدة هي االستثناء الذي يجب تبريره بنص‬

‫دستوري‪.‬‬

‫باإلضافة إلى ذلك تحتفظ الدول الفيدرالية في األمور التي يكون للدولة‬

‫االتحادية فيها االختصاص التشريعي باختصاص ثانوي إذا لم يشرع كونغرس‬

‫‪82‬‬
‫الواليات المتحدة في مسألة تدخل في نطاق اختصاصها يجوز للواليات الفدرالية‬

‫إصدار تشريعات لملء هذا الفراغ‪.‬‬

‫أيضا بالتشريع باإلضافة إلى التشريعات الفيدرالية إذا‬


‫قد تقوم الواليات المتحدة ً‬

‫كان هذا التشريع ال يتعارض مع القانون الفيدرالي‪.‬‬

‫في المسائل الضريبية يتم إضافة تشريعات الوالية (والضرائب) إلى‬

‫التشريعات الفيدرالية (والضرائب)‪ ،‬ومع ذلك هناك حاالت يتم فيها رفض هذا‬

‫االختصاص الملحق افتراض أن تشريعات الدولة الفيدرالية ال تستدعي أي قانون‬

‫إضافي حالة التجارة بين الواليات نحن نتحدث عن االسبقية الفيدرالية القانون‬

‫الفيدرالي استبق كل القانون‪.‬‬

‫لكن تقسيم االختصاص بين المحاكم الفيدرالية ومحاكم الواليات ال يعتمد على‬

‫تقسيم السلطة التشريعية‪.‬‬

‫وأخي ار فان مكانة التشريع ال يختلف مكان القانون كثي اًر عن مكانه في النظام‬

‫اإلنجليزي‪.‬‬

‫لكن القانون األمريكي هو القانون الذي تم تدوينه في معظم الحاالت‪ .‬وكما هو‬

‫جدا ليس هو القاعدة العادية يجب‬


‫عاما ً‬
‫الحال في إنجلت ار فإن القانون الذي يعتبر ً‬

‫‪83‬‬
‫دمج القانون في النظام القانوني من خالل الممارسة واالجتهاد القضائي‪ .‬خالل‬

‫اضحا‪.‬‬
‫هذه المناسبة يصبح هذا االندماج و ً‬

‫يتم تطبيق القانون الشامل وتفسيره من قبل المحاكم‪ ،‬ويتحول القانون الشامل‬

‫إلى ق اررات قضائية دقيقة ‪ ،‬يمكن للقاضي االعتماد عليها وبطريقة ما يصبح‬

‫وملزما فقط عندما يتم تطبيقه من قبل المحاكم وبالمعنى الذي‬


‫ً‬ ‫مشروعا‬
‫ً‬ ‫القانون‬

‫تعطيه له المحاكم ‪،‬وبالتالي ُينظر إلى القانون بشكل عام كما هو الحال في‬

‫وتصحيحيا للقانون الشامل‪.‬‬


‫ً‬ ‫إنكلت ار باعتباره مكمالً‬

‫ولكن هناك فرق مزدوج فهو أكثر تك ار ار وهو مقنن‪ .‬لقد رأينا منذ البداية أن‬

‫بعض الدول قد نظرت في صياغة مدونة للقانون بطريقة مكتوبة ومنهجية‪:‬‬

‫ماساتشوستس في عام ‪ 6601‬معظم دول الساحل الشرقي وخاصة نيويورك‪.‬‬

‫كان المروج لفكرة قانون نيويورك ديفيد دادلي فيلد من أصل إعداد خمس‬

‫مسودات مدونة (سياسية‪ ،‬مدنية‪ ،‬جنائية‪ ،‬إجراءات مدنية‪ ،‬إجراءات جنائية‪ ،‬وحتى‬

‫القانون الدولي‪.‬‬

‫في عام ‪ 6666‬اعتمد مشروع قانون العقوبات من قبل والية نيويورك من‬

‫المسلم به أن مشروع القانون المدني قد تم رده ‪،‬لكن قانون اإلجراءات المدنية‬

‫‪84‬‬
‫الذي اعتمدته العديد من الواليات ‪ .196‬وبالمثل قانون اإلجراءات الجنائية‬

‫اعتمدت والية كاليفورنيا مسوداتها الخمس لقوانين الجنائية سارية المفعول في‬

‫جميع الواليات‪ .‬والمدونات المدنية في ست واليات‪.‬‬

‫ال تتمتع هذه القنينات بنفس سلطة القوانين المعمول بها في أوروبا القارية لكنها‬

‫تعبير عن االهتمام بتوحيد القانون األمريكي القانون التجاري للواليات المتحدة هو‬

‫اليوم قانون مقنن إلى حد كبير القانون التجاري الموحد (‪ )UCC‬هو نتاج ألكثر‬

‫من نصف قرن من الجهد‪.‬‬

‫في نهاية القرن التاسع عشر أصبحت التجارة في الغالب بين الدول تم االنتهاء‬

‫من مشروع قانون التجارة من ‪ 988‬مادة في عام ‪ .6411‬من ‪ 6416‬إلى ‪6416‬‬

‫اعتمد هذا القانون من قبل جميع الدول باستثناء والية لويزيانا‪.‬‬

‫لقد قامت الدول بإدخال تعديالت قليلة عليه باستثناء المسائل األمنية قوانين‬

‫التجارية للدول دفعت الوحدة االقتصادية باتجاه التوحيد القانوني‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫أُنشئ القانون التجاري الموحد بتعاون المؤتمر الوطني لمفوضي القوانين الموحدة‬

‫للدولة المؤلفة من ممثلي الدول ومعهد القانون األمريكي الممثَّل عن طريق‬

‫‪24‬‬
‫االختصاصيين القانونيين الخاصين المختلفة التي اعتمدت تشريعاتها الخاصة‪.‬‬

‫ولكن بين تشريعات القانون الشامل والقوانين الرومانية فإن العناصر المشتركة‬

‫ليست مفقودة فلسفة هاتين العائلتين من القانون مستمدة من نفس المصادر‬

‫األخالق الدين‪ ،‬واإللهام الجديد‪ ،‬والمذاهب الفلسفية اإلنسانية‪ ،‬والفردية والليبرالية‪.‬‬

‫إن مفهوم الحريات العامة والخاصة التي تغذي القانون الشامل و العدالة التي‬

‫تلهم القانون الخاص قريبة جدا التسلسل الهرمي لمصادر القانون يقترب جنبا إلى‬

‫جنب مع تزايد أهمية التشريع في دول القانون الشامل هناك دور أكبر للفقه في‬

‫البلدان الرومانية‪ .‬تشكل عائلتا القانون هذه العائلة الكبيرة للحقوق الغربية‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫‪ibid‬‬

‫‪86‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬العائلة القانونية الالتينية الجرمانية‬

‫تضم العائلة الرومانية اليوم العديد من األعضاء من جميع أنحاء العالم ‪ ،‬في‬

‫خمس قارات‪ :‬في ألمانيا‪،‬النمسا‪،‬بنلوكس اسكتلند‪،‬إسبانيا‪،‬فرنسا ‪،‬إيطاليا البرتغال‬

‫‪،‬رومانيا ‪،‬سويس ار ‪،‬الدول االسكندينافية‪.‬‬

‫انتشرت العائلة الرومانية إلى أمريكا الشمالية والوسطى والجنوبية مع المستوطنين‬

‫اإلسبان (من المكسيك إلى تشيلي) والبرتغالية (الب ارزيل) والهولندية (جزر الهند‬

‫الغربية وغويانا الفرنسية) والفرنسية (ليبيك وكندا ولويزيانا)‪.‬‬

‫في الواليات المتحدة وجزر الهند الغربية أيضا وصل هذا االنتشار إلى إفريقيا‬

‫آثار أكثر أو أقل‬


‫أيضا بسبب االستعمار الذي قادته البلدان األربعة نفسها تارًكا ًا‬
‫ً‬

‫قوة من شمال إفريقيا إلى جنوب إفريقيا (القانون الهولندي الروماني لجمهورية‬

‫جنوب إفريقيا) وانضم الحقاً إلى ألمانيا (الكاميرون وتوغو وتنزانيا) وايطاليا (ليبيا)‬

‫وبلجيكا (الكونغو)‪ .‬لديها ممثلين في آسيا تركيا تحت تأثير سويس ار في اليابان‬

‫(بناء على مبادرة من فرنسا وألمانيا)‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫في هذه المقدمة إلى القانون المقارنةال يمكن دراسة قوانين هذه الدول المختلفة‪.‬‬

‫لذلك سنقتصر على القانون الفرنسي (المبحث األول) والقانون األلماني (المبحث‬

‫الثاني)‪.‬‬

‫والتي تمارس تأثي ار قويا على العالم الالتيني والعالم الجرماني مع اإلشارة في‬

‫بعض األحيان إلى قوانين وطنية أخرى ال سيما القانون اإلسباني القانون اإليطالي‬

‫وقوانين بلجيكا وهولندا والقانون السويسري والقانون النمساوي‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬القانون الفرنسي‬

‫القانون الفرنسي مثل المشاعر القومية مثل اللغة الفرنسية بني ببطء ‪ ،‬من‬

‫العصور الوسطى كواحد من مظاهر تكوين األمة فرنسا‪ .‬حرر ملوك فرنسا‬

‫شعوبهم من التأثير السياسي لألباطرة الجرمانيين والباباوات الرومان وفتحوا فضاء‬

‫حيث يمكن أن يولد القانون الوطني‪.‬‬

‫ومثل ملوك إنجلت ار مثل ملوك إسبانيا اعتبر ملوك فرنسا أنفسهم مستقلين بشكل‬

‫كامل سياسياً وكانوا يعترفون بسيادتهم باألسلحة والقانون‪ .‬واعتمد ملوك فرنسا‬

‫على مبدأ "الملك هو إمبراطور في مملكته‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫هذا القانون الوطني ولد من إرادة الملوك وعمل من الفقهاء وقد تلقى اسم‬

‫القانون القديم‬

‫وهذا يعني قانون النظام السياسي واالجتماعي القديم حق الملكية (رجال الدين‬

‫والنبالء والدولة الثالثة)‪.‬‬

‫أدت الثورة الفرنسية (‪ )6144-6164‬وهي حدث كبير في التاريخ السياسي‬

‫واالجتماعي للبالد إلى ثورة في القانون وازدهار القانون الوطني‪.‬‬

‫كانت الفترة األخيرة هي بناء أوروبا وعولمة االقتصاد‪ .‬للتكيف والتأقلم مع‬

‫المنافسة قام القانون الفرنسي بإصالحات كبيرة دخل عصر أو مرحلة النضج‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬القانون القديم ميالد القانون الفرنسي‬

‫مثل أي ظاهرة لتوحيد القانون في مواد متعددة ‪ ،‬تم تشكيل القانون الفرنسي من‬

‫خالل الحاجة المادية للقانون من اجل تنظيم الموضوعات في المجال القانوني‪.‬‬

‫جعلت االتصاالت البشرية والتجارة استخدام قواعد قانونية مسألة ضرورية كما أن‬

‫اإلرادة السياسية للملوك الذين أرادوا تطوير الشعور باالنتماء إلى األمة الفرنسية‬

‫ساهمت في توحيد القانون وتجلت في وقت مبكر جدا وطبقت مع االستم اررية‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫من القرن الثاني عشر وفي القرن الثالث عشر تم استخدام أعراف المملكة للفصل‬

‫في النزاعات المختلفة‪.‬‬

‫في القرن الرابع عشر استدعى المدعي العام للملك في برلمان باريس أول‬

‫محكمة عدل في المملكة "العرف العام للمملكة"‪،‬في القرن الخامس عشر أمرالملك‬

‫بكتابة جميع عادات المملكة‪.‬‬

‫في القرن السادس عشر شجع على توحيد االعراف وهذا بمساهمة كل من‬

‫الفقه والقضاة ‪،‬في القرنين السابع عشر والثامن عشر قام الملوك بتدوين بأوامر‬

‫ملكية أجزاء كبيرة من القانون العام والقانون الخاص‪.‬‬

‫وهكذا كتب كولبير وزير الملك لويس الرابع عشر أمر مدني (‪ )6111‬وهو‬

‫قانون موحد لإلجراءات المدنية لجميع التنظيمات القضائية الملكية قانون الغابات‬

‫والمياه (‪ )6114‬؛أمر جنائي (‪ ، )6118‬وهو قانون اإلجراءات الجنائية وقانون‬

‫بحري (‪ )6166‬وقد كتب داجويسو مستشار الملك لويس الخامس عشر‪ ،‬أوامر‬

‫توحيد قانون التبرعات (‪ ، )6106‬الوصية (‪.)6101‬‬

‫هذه االوامر الملكية للتقنين استندت في موادها الى مجموعة متنوعة من‬

‫المصادر‪ .‬وقد اقتبس االمرين اإلجرائيتان لكولبيرت من تعاقب األوامر الملكية‬

‫‪91‬‬
‫السابقة ‪،‬التي فسرت في بعض األحيان بشكل مختلف من البرلمان إلى البرلمان‬

‫ووفقا للمواضيع نفسها ‪،‬متأثرة باإلجراء القانوني الروماني‪.‬‬

‫وتستند األوامر المتعلقة بالتجارة البرية والبحرية إلى استخدامات القانون‬

‫التجاري والقانون البحري (الهولندية واإلنكليزية)‪.‬‬

‫كانت األوامر الثالثة الخاصة بأجواسو المتعلقة بالقانون الخاص العرفي‬

‫مختلفة جداً على الرغم من الترويج لعرف باريس كانت دقيقة في الصياغة‪.‬‬

‫أحاط المستشار علما بالتباعد بين الشمال ووسط فرنسا من ناحية حيث سادت‬

‫العادات والجنوب حيث كان السكان يمارسون الشريعة الرومانية‪.‬‬

‫نجح في توحيد األعراف‪ .‬لكنه احتفظ بشكلين من التطبيق القانوني أحدهما‬

‫للشمال والوسط ‪ ،‬وهو مزيج من العادات واآلخر للجنوب لإللهام الروماني‪ .‬كان‬

‫متقدما بشكل جيد‪ .‬تم اتباعه باسم توحيد األمة من قبل الثورة‬
‫ً‬ ‫توحيد القانون‬

‫الفرنسية‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الثورة الفرنسية واإلمبراطورية ازدهار القانون الفرنسي‬

‫مثل الثورات التي سبقتها في هولندا (‪ )6114-6111‬في إنجلت ار (‪-6191‬‬

‫‪ 6194‬و‪ )6164-6166‬في الواليات المتحدة (‪ )6160-6119‬الثورة الفرنسية‬

‫(‪ )6144-6164‬مستوحاة من األفكار السياسية الجديدة ‪.‬‬

‫الثورة أيضاً قانونية فهي تعتمد على مجموعة من القوانين المبتكرة (‪)1‬و التي‬

‫تتماشى مع القانون القديم للملوك ‪ ،‬في مختلف التفنينات التي وضعت من‬

‫‪ 6688‬إلى ‪ 6668‬من قبل النظام االستبدادي لنابليون بونابرت‪.‬‬

‫الفرع األول ‪:‬االفكار السياسية الجديدة‬

‫طالب فالسفة القرن الثامن عشر فولتير ‪،‬وديدرو ‪،‬وروسو باسم العقل البشري‬

‫السيد ‪،‬بسيادة القانون بالنسبة لفولتير الكون عبارة عن ساعة يكون الحر فيها‬

‫كائنا‪، .‬أما روسو فهو المدافع عن القانون المعبر الوحيد عن اإلرادة العامة‪.‬‬
‫ً‬

‫والى جانب ذلك تم إجراء نقد للقانون الخاص القديم باسم المساواة والعقالنية‪.‬‬

‫تعتبر االمتيازات "القوانين الخاصة" اشتقاقية اآلن المزايا واالمتيازات من أجل‬

‫تطور المجتمع‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫يقدر البرجوازية على حساب رجال الدين والنبل‬
‫ال يبرر تطور المجتمع الذي ّ‬

‫مثل اإلعفاءات الضريبية‪ .‬يتم التشكيك في القوانين الخاصة باألنظمة االجتماعية‬

‫والمدن‪ ،‬والشركات (الجامعات‪ ،‬والحرف) باسم المساواة المدنية‪.‬‬

‫أيضا باسم‬
‫كما أن القانون الخاص القديم ‪،‬وخاصة تعدد االعراف ‪،‬موضع تساؤل ً‬

‫العقالنية القانونية في فرنسا‪.‬‬

‫إن الرغبة في االصالح التتماشى مع العرف حتى لو كان موحدا كمصدر‬

‫للقانون العرف هو خاص جدا وبطيء جدا لتشكيل اإلصالح والتوحيد االجتهاد‬

‫هو العمل الشائع للقضاة وأساتذة الجامعات والمحامين الذين تتميز عقليتهم‬

‫بالتعسف والنزعة القانونية وروح الثروات مظاهر الظالمية والتعبير عن المصالح‬

‫المهنية والمادية‪.‬‬

‫القانون وحده هو القادر على التعبير عن إرادة المجتمع السياسي وهو نفسه‬

‫السيادي الوحيد يتم نقل القانون إلى دائرة النظام السياسي والقانوني‪ .‬بدقة حيث‬

‫‪25‬‬
‫يحرم القاضي من أي سلطة للتفسير إنه تصور قاضي مستقل‪.‬‬

‫وبالعودة إلى المدينة اليونانية يحل القانون محل الملك‪ :‬القانون هو الرابط‬

‫المجرد للمواطن في قانونه يحل محل الرابط الموضوعي للموضوع السيد‬

‫‪25‬‬
‫‪ibid‬‬

‫‪93‬‬
‫االقطاعي القانون الذي له مجال غير محدود سلطة مطلقة هو المصدر الوحيد‬

‫للقانون‪.‬‬

‫تشكل القوانين الرائدة للعقد الثوري مجموعة من القواعد التي يشير إليها المؤرخون‬

‫القانونيون باسم "القانون األوسط"‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مرحلة العقد الثوري (‪)6811-6841‬‬

‫قبل القانون وعمل المجتمع السياسي أو ممثلي المواطنين توجد حقوقا طبيعية‬

‫قبل تكوين المجتمع من خالل العقد االجتماعي المبرم بين المواطنين الرجال‬

‫الذين يعيشون في حالة طبيعة يعرفون حقوقًا معينة‪.‬‬

‫وفقا لهذه النظرية ألسياسية سبقت حقوق اإلنسان تاريخيا حقوق المواطن هذه‬

‫حقوق اإلنسان‪ ،‬الحقوق الطبيعية غير القابلة للتصرف ال يمكن أن تكون ألضمنية‬

‫ولكن المعلن عنها فقط‪.‬‬

‫يشير إعالن حقوق اإلنسان والمواطن‪ ،‬الذي صدر في بداية الثورة الفرنسية‬

‫(‪ 11‬أغسطس ‪ )6164‬إلي الحرية والملكية واألمن والمقاومة للقمع (المادة ‪.)1‬‬

‫هذه الفلسفة الليبرالية المستوحاة من لوك ومونتسكيو خففت من تأثير روسو‬

‫القانون كتعبير عن الحرية العامة يمكن أن تضع حدودا للحرية والملكية‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫في أيدي الجمعية الوطنية التأسيسية يلغي القانون القانون المؤسسي‬

‫واالقتصادي واالجتماعي القديم‪ .‬في ليلة الرابع من أغسطس عام ‪ 6164‬قرر‬

‫النواب إلغاء جميع االمتيازات االجتماعية باسم المساواة المدنية (المساواة في‬

‫الحقوق) وباسم الفردية‪.‬‬

‫تختفي المجموعات (األوامر االجتماعية والشركات ‪ )...‬وامتيازاتها لصالح‬

‫األفراد الخاضعين للقانون يتم إعادة تعريف المنطقة ‪ :‬يتم إلغاء المقاطعات‬

‫واستبدالها باإلدارات الخالية من التقاليد والحقوق الخاصة بعد أن اقترح ‪Sieyès‬‬

‫قسماً هندسياً على النمط األمريكي‪.‬‬

‫و يتم استبدال الدستور العرفي للنظام الملكي بالدستور المكتوب لملكية‬

‫دستورية محدودة مستوحاة من مبادئ الدساتير البريطانية ‪،‬واألمريكية (‪ 16‬سبتمبر‬

‫‪.)6146‬‬

‫االقتصاد هو أيضا تحول‪ .‬يتم حل النقابات التجارية وحظرها‪ ،‬بحيث يتم تأسيس‬

‫حرية العمل‪ ،‬ويتم إلغاء العادات الداخلية‪ ،‬بحيث يتم تأسيس حرية التجارة في‬

‫سوق وطنية واحدة (‪.)6148‬‬

‫‪95‬‬
‫يعلن قانون إصالح العدالة (أغسطس ‪ )6148‬عن ثورة في القانون صياغة‬

‫"مدونة عامة للقوانين البسيطة واضحة ومناسبة للدستور‪.‬‬

‫إنه النظام االستبدادي لنابليون بونابرت الجنرال للثورة (‪ ، )6144-6149‬قنصل‬

‫الجمهورية األولى (‪ )6689-6144‬إمبراطور الفرنسيين (‪، )6661-6689‬‬

‫الذين أدركوا هذا التدوين‪.‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬تقنين القانون من طرف نابليون بونابرت‪:‬‬

‫أراد بونابرت أن يضع في أرض فرنسا أسسا وقواعد التي من شأنها أن‬

‫أسسا صلبة ‪ ،‬بعد اندالع الثورة (‪ .)6144-6164‬كان لديه سلسلة‬


‫تعطي البالد ً‬

‫من التقنينات وضعت في إرادة ونهج يشبه نهج لويس الرابع عشر وكولبرت‪.‬‬

‫أول هذه المدونات‪ ،‬القانون المدني الفرنسي‪ ،‬بدأ في عام ‪ 6688‬صدر في‬

‫‪.6689‬‬

‫من حيث مصادر القانون الرسمية القانون المدني يعلن انتصار القانون على‬

‫مصادر أخرى للقانون‪.‬‬

‫يلغي آخر حكم في القانون جميع المصادر السابقة ‪ :‬القوانين الملكية االعراف‬

‫أحكام المحاكم القوانين الرومانية ‪ ،‬القواعد الكنسية‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫من حيث المصادر المادية يشكل القانون المدني الفرنسي القانون العام للفرنسيين‬

‫حال وسطا بين الفانون القديم في الملكية وقانون العقد الثوري‪.‬‬

‫قانون األشخاص (الكتاب األول) ‪ ،‬يتم استعادة المبدأ القديم لسلطة رئيس األسرة‬

‫أو عائلة العائالت ‪ -‬الزوج على زوجته واألب على أطفاله‪.‬‬

‫لكن المبادئ الثورية للحرية والمساواة المدنية ألهمت الطالق والمساواة في‬

‫الميراث‪ .‬في قانون الملكية (الكتاب الثاني)‪ ،‬تؤدي المبادئ الثورية الفردية واحترام‬

‫الملكية ‪ ،‬والقانون إلى تعريف الملكية على أنه "الحق في التمتع باألشياء‬

‫والتصرف فيها على أكمل وجه"‪.‬‬

‫ملكية الحق القديم‪ ،‬الناتجة عن القانون العرفي والقانون اإلقطاعي‪ ،‬مع‬

‫االعتراف باالستعمال الجماعي للحقوق في قانون االلتزامات (الكتاب الثالث) ‪،‬‬

‫يسود القانون القديم ‪ ،‬الناتج عن أعمال ‪ Domat‬و ‪ ، Pothier‬المستوحى للغاية‬

‫من الحق المكتسب‪.‬‬

‫تم إصدار أربعة قوانين أخرى‪ ،‬تظهر مرة أخرى وجود القانون القديم في‬

‫الملكية ووجود القانون الوسيط للثورة‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫يظهر قانون اإلجراءات المدنية (‪ ، )6681‬المأخوذ إلى حد كبير من النظام‬

‫المدني لعام ‪،6111‬عودة إلى تقاليد النظام الملكي‪.‬‬

‫إن القانون التجاري المستوحى أيضاً من المرسوم المتعلق بالتجارة في األراضي‬

‫لعام ‪ 6110‬هو ملحق للقانون المدني "قوانين التجارة هي قوانين استثنائية فقط ‪،‬‬

‫‪26‬‬
‫والتي تستكمل تكملة القانون المدني‪.‬‬

‫جديدا للمعارضة الرومانية بين القانون العام وحق االستثناء أو‬


‫ً‬ ‫تجسيدا‬
‫ً‬ ‫نرى هنا‬

‫القانون الخاص‪.‬‬

‫تحتوي مدونة التجارة على قانون استثنائي من وجهة نظر أخرى رأى نابليون‬

‫طا يتم التحكم فيه وتوجيهه نحو أهداف‬


‫مثل لويس الرابع عشر ‪ ،‬في التجارة نشا ً‬

‫السياسة االقتصادية التي تحددها الدولة وليس بواسطة السوق‪.‬‬

‫في المسائل الجنائية قانون التحقيق الجنائي (‪ ،)6686‬وقانون العقوبات‬

‫(‪ )6668‬هما أيضا مندمجان‪.‬‬

‫حافظ قانون التعليمات الجنائية (قانون اإلجراءات الجنائية) على هيئة محلفين‬

‫للحكم ‪ ،‬لكن قمع هيئة المحلفين من االتهام (التحقيق األولي في القضية) ‪ ،‬التي‬

‫‪26‬‬
‫‪LEGEAIS Raymond , op.cit , p. 64.‬‬

‫‪98‬‬
‫وضعتها الثورة (‪ )6146‬على نموذج العدالة‪ .‬البريطاني ومن المفترض أن‬

‫يضمن حقوق الفرد‪.‬‬

‫كان قانون العقوبات (‪ )6668‬أكثر قمعاً من قانون الثورة (عقوبة اإلعدام‬

‫والسجن مدى الحياة) ‪ ،‬بينما عرف نوعا في المرونة لمبدأ الشرعية والعقوبات‬

‫الثابتة‪ :‬أعاد للقضاة تقديرهم ‪ ،‬لتحديد الحد األقصى والحد األدنى للعقوبات على‬

‫مخالفات معينة‪.‬‬

‫ولقد عرف هذا التدوين قليالً من اإلصالح أو اإلهمال بموجب القانون نفسه‪،‬‬

‫من خالل الفقه القانوني واالجتهاد خالل القرن التاسع عشر والنصف األول من‬

‫القرن العشرين‪ .‬ولذلك فقد أعطى خصائصه و المميزة الحالية والشكل والمضمون‬

‫معرض لمنافسة جديدة ودخل عصر‬


‫القانون الفرنسي اإليجابي المعاصر‪ ،‬قانون ّ‬

‫النضج والتحديث‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬القانون المعاصر‪:‬‬

‫عملية تدوين القانون قد أيدته روح الوضعية والقانونية فهي تستحق االهتمام‬

‫فقط بالقانون المعمول به يجب استبعاد أي اعتبار عقائدي ‪ ،‬سواء من اإللهام‬

‫الفلسفي المثالي أو ببساطة النفعية‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫هذا المنهج إضافة إلى القومية القانونية التي هيمنت على القرن التاسع عشر‬

‫وبداية القرن العشرين أضعفت مفاهيم العدالة واإلنصاف‪.‬‬

‫أما فيما يتعلق بالقومية القانونية فقد بدا أنها مهدت لتراجع فكرة القانون العام‪،‬‬

‫لألسرة الرومانية المشتركة‪.‬‬

‫غير أن وجهة النظر هذه في القانون الفرنسي تتجاهل أن قوانين نابليون لم‬

‫تقضي على االستعانة بالقوانين األجنبية (بما في ذلك القانون الشامل) من قانون‬

‫الثورة‪.‬‬

‫(هيئة المحلفين اإلنجليزية‪ ،‬وفصل السلطات والفيتو الملكي على النمط‬

‫تأثير على مدونات القرنين التاسع عشر‬


‫األمريكي)‪ ،‬وأنهم هم أنفسهم مارسوا ًا‬

‫والعشريين القوانين األلمانية واإليطالية والهولندية والسويسرية وحتى األمريكية‪...‬‬

‫إن عزلة القانون الوطني هي خطأ‪.‬‬

‫يتأثر القانون الفرنسي الخاص ككل بالقوانين األجنبية لقد رأينا في الفصل‬

‫المخصص لتاريخ القانون أن القانون الفرنسي قد اقترض خالل القرن العشرين‬

‫القانون الدستوري للواليات المتحدة (المجلس الدستوري الذي تم تقليده من المحكمة‬

‫العليا) ‪ ،‬وقانون الشركات األلمانية (الشركة ذات المسؤولية المحدودة والشركة مع‬

‫‪111‬‬
‫مجلس اإلدارة والمجلس اإلشرافي) وقانون المنافسة األمريكي (االتفاقيات)‬

‫والتمويل (تشريعات البورصة)‪.‬‬

‫اليوم يتأثر القانون الفرنسي بالتطور التشريعي لجيرانه ‪ ،‬كما نرى في الوقت‬

‫الحاضر في مجال الحقوق الشخصية سهولة الطالق وأحكام األزواج التأثيرات‬

‫األقوى تأتي من القانون األوروبي ‪ ،‬الذي يفرض نفسه في بعض األمور على‬

‫المشرع الفرنسي (البرلمان والحكومة) الذي يجب أن يتخذ تدابير لدمج األنظمة‬

‫األوروبية في القانون الوطني‪.‬‬

‫يتعرض القانون الفرنسي لمنافسات متعددة تجعله يتحسن لإلصالح للتأقلم مع‬

‫الوقت الحالي منذ ستينيات القرن الماضي ‪ ،‬أصبح القانون المدني ‪ ،‬بما في ذلك‬

‫قانون األشخاص ‪ ،‬وكذلك قانون األعمال والقانون الجنائي والقانون القضائي‬

‫(المؤسسات واإلجراءات) ‪ ...‬موضوع اإلصالحات المتعاقبة للتحديث‪.‬‬

‫يتنافس اآلن تأميم القانون أعمال القرن الثامن عشر‪ ،‬القرن التاسع عشر‪،‬‬

‫والقرن العشرين‪ ،‬على المقارنة وتقريب الحقوق‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫لقد أثار الوعي بالتهديد الذي تشكله القومية واألسلحة النووية لمستقبل البشرية‪،‬‬

‫من نهاية الحرب العالمية األولى (‪ ، )6466-6469‬وحتى بعد انتهاء الحرب‬

‫العالمية الثانية‪ )6491-6404( .‬الجهود مبذولة لتوحيد القوانين‪.‬‬

‫ثانيا ‪ ،‬وربما‬
‫يشكل تطوير العالقات التجارية بين جميع أنحاء العالم عامالً ً‬

‫أحيانا توحيد القانون من خالل االتفاقيات‬


‫أقوى من األول من تقريب القوانين و ً‬

‫الدولية والقوانين النموذجية ‪ ،‬واجتهاد المحاكم التحكيمية الدولية ‪....‬‬

‫ويحتفظ القانون الفرنسي بالمواصفات والخصائص من حيث الجوهر والشكل‬

‫من أصله البعيد والقريب‪.‬‬

‫يظل القانون المصدر الرئيسي للحق الذي ينظر إليه كقاعدة للحياة االجتماعية‪،‬‬

‫دور‬
‫وليس فقط كمجموعة من القواعد المصممة لتسوية النزاعات‪ .‬يلعب القانون ًا‬

‫أساسيا إنه أساس نظام المجتمع والقانون هو تعبير وانعكاس لإلرادة المشتركة‬
‫ً‬

‫يتم توفير االجتهاد القضائي فقط مع السلطة الممنوحة للمحاكم‪ ،‬والتي ال تشكل‬

‫داعما‪.‬‬
‫دور ً‬‫سلطة قضائية‪ ،‬في فرنسا يلعب العرف والفقه ًا‬

‫بالنسبة إلى بنية القانون الفرنسي ومحتواه ‪ ،‬تظل فئاته ملحوظة بتاريخها‬

‫مفاهيمها وقواعدها وآلياتها المؤسساتية (مجموعة من القواعد) وما زالت أقسامها‬

‫‪112‬‬
‫الرئيسية تميزها المساهمات المتتالية لعلوم القانون‪ :‬القانون الروماني ‪ ،‬القانون‬

‫المكتسب في العصور الوسطى ‪ ،‬القانون الطبيعي الحديث‪ .‬يشاطر القانون‬

‫الفرنسي هذه الخصائص الرائعة‪ ،‬مع الفروق الدقيقة بالطبع مع القانون‬

‫‪27‬‬
‫األلماني‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬النظام القانوني االلماني‬

‫على عكس دول أوروبا الغربية التي تشكلت في نهاية العصور الوسطى (إنجلت ار ‪،‬‬

‫إسبانيا ‪ ،‬فرنسا ‪ ،‬البرتغال) ‪ ،‬لم تجد ألمانيا في هذه الفترة ال مجالها وال‬

‫مؤسساتها‪.‬‬

‫ظلت اإلمبراطورية الرومانية وهي محاولة إلعادة تأسيس اإلمبراطورية‬

‫اتحادا‬
‫ً‬ ‫الرومانية القديمة من قبل األمراء الجرمانيين وبالتعاون مع كنيسة روما‬

‫فضفاضا لإلمارات لمدة ستة قرون (من ‪ 6118‬إلى ‪) 6618‬‬


‫ً‬

‫واستغرق األمر قرًنا ونصفًا آخرين (‪ ، )6448-6696‬نهاية القرن العشرين ‪،‬‬

‫وطنيا‪ .‬هذه‬
‫ً‬ ‫وقانونا‬
‫ً‬ ‫حدودا بال منازًعا ‪ ،‬ومؤسسات مستقرة ‪،‬‬
‫ً‬ ‫لكي تجد ألمانيا‬

‫الفجوة مع الدول األوروبية األخرى تقدم تفسي ار لخصوصية مؤسسات الدولة‬

‫والقانون األلماني ‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫‪ibid‬‬

‫‪113‬‬
‫المطلب األول ‪:‬نشأة القانون األلماني‬

‫تسبب التشظي السياسي أللمانيا في تأخير ‪،‬هذا التأخير من الناحية‬

‫المؤسسية والقانونية القانون االقطاعي ‪ ،‬انه ينبع من األمراء المدن‪ ،‬أو العادات‬

‫االقطاعية أو الريفية كان من التطبيق المحلي ‪،‬والقانون اإلمبراطوري الصادر من‬

‫مراسيم األباطرة التي وفقًا لـ ‪ Golden Bull‬لعام ‪ 6911‬تطلب إجماع الغرف‬

‫الثالثة للنظام اإلمبراطوري تم ملء الفجوات من خالل استقبال هائل للقانون العام‬

‫قبل أن يقوم التدوين بتوليف القانون ‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬القانون اإلقطاعي واإلمبراطوري‬

‫وقد اتخذ القانون اإلقليمي في ألمانيا شكلين رئيسين القانون الريفي والقانون‬

‫المدني (القوانين الحضرية)‪.‬‬

‫"مرآة الساكسونية" التي ُكتبت عام ‪ 6108‬على يد راهب ‪Eike von‬‬

‫أعماال من‬
‫ً‬ ‫‪ .Regkow‬كانت المرآة عبارة عن أدبية من القرون الوسط أنتجت‬

‫طبائع مختلفة (أخالقية ‪ ،‬قانونية ‪ ، )...‬تهدف إلى رفع الروح المعنوية وخالص‬

‫النفوس‪ ،‬مكتوبة باللغة األلمانية من والية سكسونيا تقدم نفسها كمجموعة من‬

‫‪114‬‬
‫جميع السكسونية اإليجابية العامة (العدالة والقانون الجنائي) والقانون الخاص‬

‫(الناس والعائلة)‪ .‬ويمزج بين العرف والقانون الكنسي والدساتير االمبريالية‪.‬‬

‫على نموذجه أنشئت غيرها من الفقهاء للشعوب واإلمارات األخرى مرآة من ألمانيا‬

‫‪ ،‬مرآة من شوابيا ‪ ،‬مرآة للفرنك ‪ ،‬مرآة هولندا ‪ ...‬كل تجميع القانون اإلقليمي‪.‬‬

‫قى قانون والية سكسونيا‪ ،‬أو القانون اإلقليمي السكسوني توليفة عقائدية من‬

‫‪ ، )(1595-1661‬والتي أكدت أن هناك وجود قانون سكسوني مشترك يتكون‬

‫من ‪ ، Saxon Mirror‬و ‪ glosses‬والتعليقات والدساتير السكسونية صدر من‬

‫قبل الدوقات‪.‬‬

‫حصلت اإلمارات األخرى على تدوينات لقانونها اإلقليمي ‪ ،‬مثل بافاريا في‬

‫‪ 6111‬بروسيا ‪ ، 1794‬بلد بادن‪.‬‬

‫قليلون هم المؤلفون الذين اعتبروا ‪ ،‬قبل الثورة الفرنسية (‪ ، )6144-6164‬أن‬

‫ألمانيا‪.‬‬
‫ً‬ ‫هناك قانونا‬

‫تقدر الغالبية العظمى للفقه أنه كان هناك قانون إمبريالي مشترك وقوانين‬

‫إقليمية رؤية القانون اإلمبراطوري في القانون الشامل‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫كان ‪ G. Beyer‬أول حامل ألول كرسي قانوني ألماني خاص ‪ ،‬تم إنشاؤه في‬

‫جامعة فيتنبرغ (سكسونيا)‪ُ .‬نشر في عام ‪ ، 6166‬دراسته المنهجية للقانون‬

‫األلماني المنفصل عن القانون الشامل‪.‬‬

‫كانت القوانين المدنية للمدن الحرة (هامبورغ ‪ ،‬كولونيا) ذات أهمية كبيرة‬

‫بسبب قوة الحركة الجماعية في ألمانيا ‪ ،‬كما هو الحال في فالندروز وايطاليا ‪،‬‬

‫حيث شجعها األباطرة‪.‬‬

‫كان للمدن الحرة قوانين وضعت من قبل الفقهاء وبعضها شكلت مجموعة من‬

‫أشكاال من التصرفات‬
‫ً‬ ‫أيضا‬
‫العادات التجارية ‪ ،‬حق التجار) وقد وضعت المدن ً‬

‫والعقود ‪ ،‬ومجموعات االجتهادات مثل االجتهاد في لوبيك من قبل مفيوس‬

‫(‪.)6118-6184‬‬

‫لم تكن المراسيم اإلمبراطورية ذات أهمية كمية كبيرة من مصادر القانون في‬

‫ألمانيا تشريح اإلمبراطورية‪ ،‬وااللتزام بالحصول على موافقة جميع األمراء يشكل‬

‫عقبات ال يمكن التغلب عليها‪.‬‬

‫نستشهد بأوامر السالم الموجهة لمحاربة الحروب اإلقطاعية (القرن الحادي عشر)‬

‫ودستوران من القرن السادس عشر دستور بامبرج (‪، )6181‬الذي حدد اإلجراء‬

‫‪116‬‬
‫الجنائي أمام الهيئات القضائية اإلمبراطورية خالل قرنين ‪،‬والدستور ‪carolina‬‬

‫الجنائية (‪ ، )6101‬وعمل تشارلز كوينت أو "كارولين" ‪ ،‬والنظام الجزائي‬

‫(الشرطة ‪ ،‬والجرائم والغرامات) ترتبط هذه المراسيم بالقانون العام كما هو الحال‬

‫في فرنسا والممالك األخرى يبررها الفقهاء بمقتطفات ‪. Ulpie‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تبني القانون الشامل‬

‫في وقت مبكر تبنى اإلمبراطور الروماني األلماني أوتو الثالث تصنيفات جستنيان‬

‫كقانون إمبراطوري ألماني في عينيه‪ ،‬يقصد بالقانون الروماني أن يكون قانون‬

‫اإلمبراطورية الرومانية الكبرى و يؤكد هذا الموقف‪.‬‬

‫هذا المفهوم يثير رد فعل ملوك انجلت ار وفرنسا واسبانيا والبرتغال الذين يخشون‬

‫من أن دراسة وتطبيق القانون الروماني في مملكتهم قد يبرران ادعاءات األباطرة‬

‫بالتفوق السياسي عليهم‪.‬‬

‫حتى تأسيس جامعات براغ (‪ ، )6996‬ثم فيينا ‪ ،‬هايد لبرغ وكولونيا ‪ ،‬في‬

‫نهاية القرن الرابع عشر ذهب األلمان لدراسة القانون في بولونيا في أورليانز‪.‬‬

‫تلقت جامعة بولونيا قوانينها من اإلمبراطور فريدريك ‪ ،‬وقد وضع العلماء مواهبهم‬

‫وعلومهم في خدمة السلطة اإلمبراطورية‪.‬‬

‫‪117‬‬
‫مارتينوس في ‪ 6616‬يبرر السلطة اإلمبراطورية بموجب القانون الروماني‬

‫في ‪ Ulpian‬ويقدم قائمة من سلطات (امتيازات) اإلمبراطور‪.‬‬

‫كتب بارتول في سنة ‪ 6911‬كتابا يحدد القانون السياسي لإلمبراطورية الجرمانية‬

‫‪ ،‬وهي منظمة جماعية بين ألمانيا‪.‬‬

‫كانت مصلحة األباطرة في القانون العام الروماني تتماشى مع مصلحة مختلف‬

‫فئات الممارسين قضاة المحكمة العليا اإلمبراطورية والمحاكم األميرية ‪ ،‬وكتاب‬

‫العدل ‪ ،‬والمحامين‪.‬‬

‫كما هو الحال في أي مكان آخر في أوروبا القانون الروماني تم توضيحه‬

‫ووضع القانون الكنسي ما يسمى اإلجراء الروماني القانوني‪ ،‬الذي ساد على نطاق‬

‫واسع‬

‫في ألمانيا ‪ ،‬أخذ القانون المكتسب اسم القانون الشامل ‪.‬‬

‫تم تشكيل القانون العام على أساس تدوين جستنيان ‪ ،‬الذي تم تخطيه في‬

‫العصور الوسطى المخصب بالقانون الكنسي من خالل العديد من التيارات‬

‫الفقهية األكاديمية‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫مدرسة القانون الطبيعي الحديث‪ ،‬التي تحدثنا عنها بالفعل حول أصول الحقوق‬

‫الوطنية ‪ ،‬كانت حية للغاية في ألمانيا‪ .‬نشر ‪ )Pufendorf 1632-1694‬أفكار‬

‫‪ .Grotius‬إن عمله الرئيسي قانون الطبيعة والناس (‪ )6111‬يجعل من القانون‬

‫مستمدا من الطبيعة البشرية‪.‬‬


‫ً‬ ‫عالميا وغير قابل للتغيير‬
‫ً‬ ‫الطبيعي حقًا‬

‫تستند فكرة العقد االجتماعي الموجود بالفعل في غروتيوس وهوبز ‪ ،‬والتي‬

‫تضمن السالمة المتبادلة لكل منهما إلى فكرة موافقة الرجال األحرار والمتساوين‬

‫هذه الموافقة ضرورية في منشأ المجتمعات ‪ ،‬حتى لو اعترف بووفندورف بأنه‬

‫‪28‬‬
‫غير قادر على اإلشارة إلى اللحظة التاريخية‪.‬‬

‫أما بالنسبة لمحتواه ‪،‬كما هو الحال مع غروتيوس فإن هذا الحق الطبيعي والشعب‬

‫يأتي أساسا من حق العلماء‪.‬‬

‫اقتضى االستقبال من قبل المحاكم األلمانية من اإلجراء الروماني الكنسي و‬

‫المادي للمادة العلمية توليفة جديدة أو على األقل‪ ،‬التوفيق بين القانون‬
‫القانون ّ‬

‫والممارسة العلمية‪.‬‬

‫لم يكن التطبيق على المجتمع األلماني من قانون عدة آالف السنين القديمة‬

‫من دون صعوبات علم تجميعات جستنيان ‪،‬الذي كان أساسه ‪،‬توليف علم القانون‬

‫‪28‬‬
‫‪ibid‬‬

‫‪119‬‬
‫الروماني في القرن التاسع عشر و سيطرت عليه العلوم القانونية التي تدرس في‬

‫الجامعات األلمانية‪.‬‬

‫ويعتبر سافيني مؤسس المدرسة التاريخية األلمانية أن القانون مثل اللغة ينشأ في‬

‫الوعي الجماعي للشعب ويعبر عن نفسه في العرف‪.‬‬

‫كتب جيرك أنه حدث استقبال ٍ‬


‫ثان للقانون الروماني في القرن التاسع عشر عن‬

‫طريق الممارسة‪ .‬مارس صافيني نفوذه على كل من البروتستقراطيين‪ ،‬ومنظري‬

‫ورثة المفهوم المنظم للقانون العام ‪ ،‬وعن األلمان الذين سعوا إلى األصول العميقة‬

‫للقانون األلماني في عادات وروح الشعب بعيداً عن القانون الشامل‪.‬‬

‫في الختام كان استقبال القانون الشامل في ألمانيا سياسياً ينبثق عن األباطرة‬

‫ويدعم مطالبهم بالسيطرة العالمية‪،‬كما أنها كانت عملية قادمة من رجال القانون‬

‫والقضاة ‪،‬وكتاب العدل والمحامين وتغذي أحكامهم وأفعالهم وحججهم‪.‬‬

‫أيضا‪،‬وعمل األساتذة وأغروه بجودة إبداعات القانون‬


‫كان هذا االستقبال نظرًيا ً‬

‫العام‬

‫أيضا في بعض األحيان مؤلفيها‪.‬‬


‫‪،‬والتي كانوا ً‬

‫‪111‬‬
‫كان هذا االستقبال السياسي العملي والنظري‪ ،‬ثمرة للتدفق المستمر للتأثير‬

‫واستغرق األمر طابع استقبال واسع النطاق وعالمي‪.‬‬

‫لم يكن القانون المكتسب القانون الشامل قد ألغى التقسيم القانوني أللمانيا عندما‬

‫حدثت الثورة الفرنسية (‪ ،)6144-6164‬والتي كان لها تأثير كبير في ألمانيا في‬

‫المستقبل القريب (‪ ،)6661-6141‬أثارت الثورة الحروب بين فرنسا والنمسا‪ ،‬ثم‬

‫بين فرنسا وبروسيا ثم (‪.)6618-6661‬‬

‫فقد أشعلت إحياء القومية األلمانية واقامة دولة ألمانية موحدة (‪ )6616‬وأطلقت‬

‫ألمانيا في المغامرة الكبرى لوضع قانون وطني مقنن ‪،‬والذي أدى إلى إصدار‬

‫العديد من التقنينات الرئيسية ‪ ،‬بما في ذلك القانون المدني لعام ‪.6488‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تدوين القانون‬

‫كان تدوين القانون ظاهرة مبكرة في العالم الجرماني ‪ ،‬قبل الثورة الفرنسية‬

‫واصدار القانون المدني الفرنسي في عام ‪ 6689‬طغى المستبدين المستنيرون ‪،‬وال‬

‫سيما ماريا تيري از من النمسا (‪ 6168-6198‬وفريدريك الثاني من بروسيا‬

‫(‪ )6161-6198‬متحركة بإرادة إصالح قوية بتدوين القانون‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫أصدرت ماري تيريز من النمسا تعليمات إلى لجنة الصياغة لوضع مشروع‬

‫القانون على أساس القانون العام ‪.‬‬

‫القانون الطبيعي سوف يحسن ويكمل الحق المكتسب واجهت هيئة الدستور سنة‬

‫(‪ )6111‬معارضة المحافظين باعتبارهم موحدين للغاية‪.‬‬

‫يبيا في‬
‫تم تعديل المشروع عدة مرات‪ ،‬وتم إصداره جز ًئيا‪ ،‬وتم تطبيقه تجر ً‬

‫مقاطعة‪ ،‬ثم صدر بشكل عام (‪ ، )6666‬تحت عنوان "القانون المدني العام"‬

‫الذي يعد موجز ‪ ،‬ونقلة بين القانون الروماني والقانون الطبيعي ‪ ،‬حديث (يزيل‬

‫تمييز الحالة المدنية) ‪ ،‬كان القانون المدني النمساوي ذو جودة رائعة فهو ال يزال‬

‫ساري المفعول‪ .‬تم استكماله من قبل قانون العقوبات‪.‬‬

‫أمر فريدريك الثاني من بروسيا بتدوين قانون الدول البروسية على أساس "حق‬

‫العقل"صدر "القانون العام لوالية بروسيا" من قبل خليفته في ‪ .6149‬تضمنت‬

‫القوانين التي تضم ‪ 64888‬مادة جميع القوانين العامة والخاصة والقانون الجنائي‬

‫‪29‬‬
‫والقانون التجاري‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫‪DAVID René , op.cit , p. 64‬‬

‫‪112‬‬
‫الجمع بين المساواة أمام القانون ("تنطبق قوانين الدولة على جميع المواطنين دون‬

‫تمييز من الدرجة أو الرتبة أو الجنس") ‪ ،‬وعدم المساواة في القانون ("حقوق‬

‫الرجال تحدد من خالل والدتهم ‪ ،‬وطبقتهم ‪ ،‬واألفعال واألحداث التي أرفق بها‬

‫التشريع بعض اآلثار "‪.‬‬

‫عدم المساواة في القانون ("يتم تحديد حقوق الرجال من خالل والدتهم ‪ ،‬وطبقتهم‬

‫‪ ،‬واإلجراءات واألحداث التي أرفق بها القانون بعض اآلثار") ‪ ،‬ومبدأ أن حقوق‬

‫اإلنسان محدودة من قبل هؤالء الرجال اآلخرين ("الحقوق العامة للرجال تستند إلى‬

‫حريتهم الطبيعية في السعي وراء مصالحهم الخاصة ‪ ،‬دون انتهاك حقوق الرجال‬

‫اآلخرين بأي شكل من األشكال"‬

‫وبعبارة أخرى‪ ،‬كان غارقا في الروح اإلقطاعية وعدم المساواة الطبقية مما‬

‫جعلها غير عملية لحل الصعوبات ‪ ،‬تلقت لجنة تشريعية خاصة ( ‪Gesetz‬‬

‫‪ )Omission‬المهمة والقدرة على تقديم تفسيرات رسمية للتقنين‪.‬‬

‫تمت ترجمة القانون المدني الفرنسي الذي أصدره نابليون بونابرت في عام‬

‫‪ ، 6689‬من بين لغات أخرى إلى اإليطالية والهولندية واأللمانية ليتم نشره‬

‫وتطبيقه في أجزاء من هذه الدول حيث جيوش الثورة‪.‬‬

‫‪113‬‬
‫لقد فرض الفرنسيون مثله العليا خصائصه التقدمية جعلته يقدر في ألمانيا‬

‫(راينالند وبادن)‪ .‬لكن شكل التدوين يمكن أن ينطبق فقط على القانون األلماني‬

‫في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وقبل ذلك كانت التدوينات عبارة عن‬

‫أعمال جزئية من جانب السلطة القضائية االقليمية وفروع القانون المعني‪.‬‬

‫من منتصف القرن التاسع عشر ‪ ،‬بعد عام ‪ ، 6696‬والتي شهدت "ربيع‬

‫الشعوب" والثورات انفجر في بلجيكا وفرنسا وايطاليا وألمانيا والنمسا والمجر‬

‫وبولندا القومية تزدهر في ألمانيا‪.‬‬

‫تم تحقيق التطلعات في اتحاد جمركي (‪ ، )6666-6600‬في اتحاد نقدي‬

‫(‪ ، )6614-6694‬في اتحاد سياسي (‪.)6618-6608‬‬

‫وقد استكمل االتحاد القانوني‪ ،‬الذي بدأ مع القانون العام للتجارة (‪-6611‬‬

‫‪ )6614‬والذي تم تنفيذه بموجب دستور اتحادي (‪ 6611‬و ‪ ،)6616‬استمر‬

‫بموجب قانون العقوبات (‪ ،)6614‬بموجب قانون قضائي (‪ ،)6611‬دخل القانون‬

‫المدني الكبير حيز التنفيذ في ‪ 6‬يناير ‪ ، 6488‬أو ‪Bürgerliches‬‬

‫‪ Gesetzbuch‬أو ‪.BGB‬‬

‫‪114‬‬
‫شرع الباحثون في مغامرة خلق قانون وطني‪ .‬تم تسهيل توحيد القانون الخاص‬

‫وانشاء قانون مدني ألماني خاص ( ‪Deutsches bürgerlisches‬‬

‫‪ )Privatrecht‬من خالل ملخصات ‪، Beseler ،Gerber ،Eichhorn‬‬

‫روث كتب بعض الكتاب مقاالت في القانون المدني مقارنة بالتشريعات العديدة‬

‫التي شاركت في أراضي ألمانيا‪ :‬ممالك بروسيا وبافاريا وفورتمبرغ وامارة ساكسونيا‬

‫ودوقية بادن الكبرى‪.‬‬

‫وتطلب ‪ Bürgerliches Gesetzbuch‬خمسة وعشرين عاما من التحضير‪.‬‬

‫كان تكوين اللجنتين وعملهما تصادمياً وصعباً نقسم الخطة إلى خمسة أجزاء‪.‬‬

‫الجزء األول ‪ ،‬عام ‪ ،‬يحدد القواعد المشتركة لمختلف فروع القانون المدني نظرية‬

‫االهلية ‪ ،‬نظرية إعالن اإلرادة ‪ ،‬نظرية الفعل القانوني والفعل التعاقدي ‪ ،‬نظرية‬

‫تنفيذ الواجبات القانونية ‪ ،‬نظرية التقادم‪.‬‬

‫الجزء األول‪ ،‬مثل الجزء الثاني مكرسة لاللتزامات‪ ،‬وتميزت عن القانون العام‬

‫الجزء الثالث الذي يتعامل مع األشياء والممتلكات والحيازة‪ ،‬والجزء الرابع مكرس‬

‫تأثر بالقانون الجرماني‪.‬‬


‫للعائلة‪ ،‬أكثر ًا‬

‫أخي ار الجزء الخامس يدرس قانون الميراث كتب في نمط يترجم جهدا كبي ار من‬

‫الصرامة االصطالحية ‪ ،‬والقانون المدني األلماني لعام ‪ 6488‬هو العلم ‪،‬‬

‫‪115‬‬
‫والمنهجية والمنطقية ‪ ،‬ذات قيمة كبيرة‪ .‬كان له تأثير كبير جدا‪ .‬الجزء األول العام‬

‫النظري تم نسخه بوفرة استلهم ‪ BGB‬من وقت إعداده من خالل مشاريعه‬

‫المنشورة والموزعة ‪ ،‬التدوين الياباني ‪ ،‬في سياق التفصيل‪.‬‬

‫في نفس الوقت أثر ‪ BGB‬أيضا على صياغة التقنينات السويسرية مع انتقال‬

‫ألمانيا من كونفدرالية اإلمارات إلى دولة فيدرالية ‪ ،‬تحولت سويس ار من كونفدرالية‬

‫إلى اتحاد من الكانتونات في النصف الثاني من القرن التاسع عشر‪ .‬بعد حرب‬

‫سوندربوند (‪ )6691‬أعطى دستور جديد السيادة لالتحاد إلى الدولة الفيدرالية‬

‫التي ال يزال السويسريون يطلقون عليها اسم "الكونفدرالية" عندما ال يقولون "بيرن"‬

‫عاصمة الفيدرالية حصلت الدولة االتحادية على السيادة في مجاالت العالقات‬

‫الخارجية والجمارك والعملة ‪...‬‬

‫وقد شجع تطور العالقات االقتصادية بين الكانتونات توحيدا لقانون وأدت‬

‫حركة التجارة بين المدن والحركات السكانية إلى تنازع القوانين بين الكانتونات في‬

‫عام ‪ ، 6619‬أعطى اإلصالح الدستوري االختصاص الكونفيدرالي في مجال‬

‫القانون الخاص وقانون االلتزامات والقانون التجاري‪ .‬وأصدرت رابطة الحقوقيين‬

‫السويسريين صورة كاملة وقابلة للمقارنة للقانون الخاص لجميع الكانتونات من‬

‫أجل التدوين‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫يوجين هوبر ‪،‬أستاذ في جامعة بازل ‪،‬ثم في جامعة برن نشر من ‪ 6661‬إلى‬

‫‪، 6640‬عمال يحتوي على مقدمة عامة عن التطور التاريخي لقانون مختلف‬

‫الكانتونات السويسرية ‪،‬والذي يقدم توليفة من القانون الخاص ثم أمر وزير العدل‬

‫هوبر بصياغة قانون مدني‪.‬‬

‫يشكل القانون المدني السويسري وقانون االلتزامات السويسري اللذان‬

‫عمال عالي الجودة ‪ ،‬مما‬


‫يشكالن الجزء الخامس واألخير من القانون المدني ‪ً ،‬‬

‫أدى إلى نشوة حماسية خطته بسيطة جدا‪.‬‬

‫بعد قسم تمهيدي موجز ‪ ،‬أربعة أجزاء تتعامل على التوالي مع قانون األشخاص‬

‫والجمعيات وقانون األسرة والنظم المالية الزوجية والوصاية وقانون الميراث وقانون‬

‫الملكية‪.‬‬

‫اسلوبه واضح ويمكن الوصول إليه وأخي اًر فإن محتواه هو توليفة للعقيدة األلمانية‬

‫‪30‬‬
‫‪،‬والقانون المدني الفرنسي ‪،‬والحقوق المحلية لمختلف الكانتونات السويسرية‪.‬‬

‫وقد تلقى ‪ ZGB‬حتى استقباال مواتيا في ألمانيا‪ ،‬حيث اقترح البعض أن يحل محل‬

‫‪ ،BGB‬وقد تم نسخها عن كثب من قبل القانون المدني التركي‪.‬‬

‫عشر إيطاليا في الوسط ‪،‬اسبانيا في نهاية هذا القرن ودول أخرى‪.‬‬


‫‪30‬‬
‫‪ibid‬‬

‫‪117‬‬
‫ظاهرة التدوين ليست حك ار على حقوق األسرة الرومانية‪ .‬قانون الواليات المتحدة‬

‫أثرت حركة التدوين على جميع البلدان الرومانية هولندا في أوائل القرن التاسع‬

‫األمريكية مقنن إلى حد كبير‪ .‬ولم يتردد البريطانيون في اللجوء إلى تدوين‬

‫القانون‪ ،‬في مستعمراتهم‪ ،‬عندما كان من الواجب تحقيق توليفة من القانون المحلي‬

‫بسرعة الحتياجات إدارة العدالة‪.‬‬

‫أثرت حركة التدوين على جميع البلدان الرومانية هولندا في أوائل القرن التاسع‬

‫األمريكية مقنن إلى حد كبير‪ .‬ولم يتردد البريطانيون في اللجوء إلى تدوين‬

‫القانون‪ ،‬في مستعمراتهم‪ ،‬عندما كان من الواجب تحقيق توليفة من القانون المحلي‬

‫بسرعة الحتياجات إدارة العدالة‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫‪56‬‬ ‫مقدمة‬ ‫‪56‬‬

‫‪50‬‬ ‫‪ 50‬الفصل االول ‪:‬الفائدة من دراسة القانون المقارن‬

‫‪50‬‬ ‫‪ 51‬المبحث االول ‪ :‬الفائدة العملية للقانون المقارن‬

‫‪50‬‬ ‫‪ 58‬المطلب األول‪ :‬القانون المقارن وتحسين القانون‬

‫‪00‬‬ ‫‪ 50‬المطلب الثاني ‪:‬القانون المقارن وتتنسيق القانون‬

‫‪04‬‬ ‫‪ 51‬المطلب الثالث‪:‬القانون المقارن وبناء القانون‬

‫‪11‬‬ ‫‪ 58‬المبحث الثاني ‪:‬الفوائد التعليمية للقانون المقارن‬

‫‪18‬‬ ‫‪ 54‬المطلب األول‪ :‬القانون المقارن ومقدمة القوانين األجنبية‬

‫‪86‬‬ ‫‪ 51‬المطلب الثاني‪ :‬المنافسة بين القوانين‬

‫‪05‬‬ ‫‪ 65‬الفصل الثاني ‪ :‬العائلة القانونية األنجلوسكسونية‬

‫‪06‬‬ ‫‪ 66‬المبحث األول‪ :‬القانون االنجليزي‬

‫‪06‬‬ ‫‪ 60‬المطلب األول ‪:‬تاريخ تشكيل القانون االنجليزي‬

‫‪10‬‬ ‫‪ 61‬المطلب الثاني‪:‬تحديث القانون االنجليزي‬

‫‪119‬‬
‫‪88‬‬ ‫‪ 68‬المبحث الثاني‪ :‬النظام القانوني األمريكي‬

‫‪80‬‬ ‫‪ 60‬المطلب األول‪:‬تاريخ قانون الواليات المتحدة األمريكية‬

‫‪40‬‬ ‫‪ 61‬المطلب الثاني ‪:‬هيكل قانون الواليات المتحدة األمريكية‬

‫‪44‬‬ ‫‪ 68‬الفصل الثالث ‪:‬العائلة القانونية الالتينية الجرمانية‬

‫‪41‬‬ ‫‪ 64‬المبحث األول‪:‬القانون الفرنسي‬

‫‪15‬‬ ‫‪ 61‬المطلب األول ‪:‬القانون القديم ميالد القانون الفرنسي‬

‫‪655‬‬ ‫‪ 05‬المطلب الثاني ‪:‬الثورة الفرنسية واالمبراطورية ازدهار‬

‫القانون الفرنسي‬

‫‪658‬‬ ‫‪ 06‬المبحث الثاني ‪:‬النظام القانوني األلماني‬

‫‪650‬‬ ‫‪ 00‬المطلب األول ‪:‬نشأة القانون األلماني‬

‫‪660‬‬ ‫‪ 01‬المطلب الثاني ‪ :‬تدوين القانون األلماني‬

‫‪121‬‬

You might also like