Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 21

‫المجلد ‪ / 11‬الع ــدد‪ ،)2021( 01 :‬ص ‪61 -41‬‬ ‫مجلـة البحوث العلمية في التشريعات البيئية‬

‫تكريس الجباية لحماية البيئة في ظل مبدأ الملوث الدافع‬


‫‪Dedicate collection to environmental protection in light of the polluter‬‬
‫‪pays principle‬‬
‫‪2‬‬
‫قرميط جياللي*‪ ،1‬ولد عمر الطيب‬
‫‪ 1‬خمرب البحث يف تشريعات محاية النظام البيئي‪،‬كلية احلقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة إبن خلدون‪ ،‬تيارت (اجلزائر)‬
‫‪djlali.guermitt@univ-tiaret.dz‬‬
‫‪ 2‬خمرب البحث يف تشريعات محاية النظام البيئي‪،‬كلية احلقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة إبن خلدون‪ ،‬تيارت (اجلزائر)‬
‫‪OuldAmar.Tayeb@yahoo.fr‬‬
‫تاريخ النشر‪2021/11/09 :‬‬ ‫تاريخ القبول‪2021/06/17 :‬‬ ‫تاريخ االستالم‪2021/05/14 :‬‬

‫ملخص‪:‬‬
‫تعد اجلباية البيئية من أجنع الوسائل احلالية حلماية البيئية وأ ْك َفإها على اإلطالق‪ ،‬ذلك ألهنا تشمل‬
‫الضرائب والرسوم البيئية املفروضة من طرف الدول واحلكومات على املتسببني يف التلوث‪ ،‬وأساسها ردع‬
‫امللوثني عن األنشطة املضرة املسببة للتلوث وحتفيزهم على استعمال تقنيات صديقة للبيئة‪.‬‬
‫هتدف هه الدراسة ا ى إبرا مكونات اجلباية البيئية اليت تشمل خمتلف الضرائب والرسوم البيئية‬
‫املفروضة يف القانون اجلزائري تكريسا ملبدأ امللوث الدافع‪ ،‬للمسامهة يف حتصيل العوائد ملكافحة التلوث‬
‫احلاصل والتقليل من آثار و يادة اإليرادات اليت ميكن توجيهها إلصالح األضرار البيئية‪.‬‬
‫كلمات مفتاحية‪ :‬اجلباية البيئية‪ ،‬التلوث البيئي‪ ،‬امللوث الدافع‪ ،‬محاية البيئة‪ ،‬الرسوم البيئية‪.‬‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪Environmental taxation is one of the most effective and efficient ways‬‬
‫‪to protect the environment today, as environmental taxation, in the form of‬‬
‫‪environmental taxes and charges imposed by states and governments on‬‬
‫‪polluters, aims to deter polluters from harmful activities that cause pollution‬‬
‫‪and motivate them to use environmentally friendly technologies.‬‬

‫*المؤلف المرسل‬
‫‪41‬‬
‫قرميط جياللي‪ ،‬ولد عمر الطيب‬

‫‪This study aims to highlight the components of environmental‬‬


‫‪collection, which include the various environmental taxes and fees imposed‬‬
‫‪in Algerian law, in order to consecrate the principle of the polluter pays,‬‬
‫‪and which contribute to the collection of those revenues to combat pollution‬‬
‫‪reduce its effects and increase the revenues that can be directed to repair‬‬
‫‪environmental damage.‬‬
‫‪Keywords: Ecological Taxation; Environmental pollution; The Polluter‬‬
‫‪Pays; Protection of the environment ; Environmental costs.‬‬

‫‪ .1‬مقدمة‪:‬‬
‫يعد تلوث البيئة من بني أهم املشاكل اليت ميكن أن حتول دون حتقيق التنمية‪ ،‬لها جلأت غالبية الددول‬
‫ا ى إعتماد آليات قانونية وأخرى جبائية من أجل مكافحة التلوث وصون البيئة واحملافظة عليهدا‪ ،‬وتعدد اجلبايدة‬
‫البيئية من بني أجندع الوسدائل للحدد مدن التلدوث البيئدي عدن طريدق فدر الضدرائب والرسدوم البيئيدة تكريسدا ملبددأ‬
‫امللوث الدافع‪ ،‬لتشكل بهلك أدوات النظام اجلبائي البيئدي الدهي تبنتدل السدلطات اجلزائريدة منده سدنة ‪،1992‬‬
‫وفق التعديالت املتتالية اليت كان آخرها قانون املالية لسنة‪ ،2020‬بغية ردع األشخاص الطبيعيني أو املعنويني‬
‫عن تلويثهم للبيئة من جهة‪ ،‬و يادة اإليرادات اليت ميكن توجيهها إلصالح األضرار البيئية من جهة ثانية‪.‬‬
‫نظرا لألمهية املتزايدة إلستخدام الضرائب والرسوم البيئية‪ ،‬كان اهلدف من هه الدراسة إا ى إبرا‬
‫دور اجلباية البيئية يف احلد من التلوث‪ ،‬وفق أشكال عديدة كالضرائب على اإلنبعاثات امللوثة‪ ،‬الضرائب‬
‫على إستغالل املوارد الطبيعية وغريها‪ ،‬اليت ترمي يف معظمها ا ى التقليص من مصادر التلوث وكها التقليل‬
‫من األنشطة املسببة لل كما تساهم يف محاية البيئة وصحة اإلنسان‪ ،‬كما متنع من هدر نصيب األجيال‬
‫القادمة من املوارد الطبيعية‪ .‬ولعل اإلشكال الهي يثور هنا هو‪ :‬ما مدى مساهمة آليات الجباية في‬
‫حماية البيئة من التلوث ؟‬
‫لإلجابة على هه اإلشكالية وضعنا خطة مبحورين‪ ،‬يتحدث األول عن حمددات اجلبائية البيئية‬
‫اليت تشمل التعريف هبا وأهم مكوناهتا باإلضافة ا ى أساسها القانوين‪ ،‬ويتناول احملور الثاين أشكال اجلباية‬
‫البيئية يف القانون اجلزائري واليت تتضمن أغلب الضرائب والرسوم البيئية املفروضة وفق قوانني املالية املتعاقبة‪،‬‬

‫‪42‬‬
‫تكريس الجباية لحماية البيئة في ظل مبدأ الملوث الدافع‬

‫كما إعتمدنا أثناء دراسة هها املوضوع بشكل رئيسي على املنهج التحليلي‪ ،‬وذلك من خالل حتليل‬
‫خمتلف النصوص القانونية‪ ،‬خاصة اليت متس املوضوع بصفة مباشرة‪.‬‬
‫‪ .2‬محددات الجباية البيئية‬
‫‪ 1.2‬مفهوم الجباية البيئية‪:‬‬
‫اجلباية البيئية هي إحدى السياسات الوطنية و الدولية املستحدثة مؤخرا و اليت هتدف إ ى تصحيح‬
‫إختالالت النفقات العمومية يف جمال مكافحة التلوث عن طريق وضع تسعرية أو رسم أو ضريبة للتلوث‪،‬‬
‫حيث تنطوي اجلباية البيئية على جمموعة من الضرائب والرسوم املفروضة بغية محاية البيئة أو إصالح‬
‫التعاريف املتعلقة هبا ومكوناهتا‬ ‫األضرار البيئية‪ .‬وللتفصيل أكثر يف مفهوم اجلباية البيئية‪ ،‬سوف نستعر‬
‫من ضريبة ورسم واألساس القانوين لفر الضرائب والرسوم البيئية‪.‬‬
‫‪ 1.1.2‬تعريف الجباية البيئية‬
‫تعددت املصطلحات للجباية البيئية نهكر منها؛ اجلباية االيكولوجية‪ ،‬اإليكوتكس‪ ،‬الضرائب‬
‫اإليكولوجية الرسوم اإليكولوجية الرسوم اخلضراء‪ ،‬الرسوم البيئية‪ ،‬الضرائب البيئية أو الضرائب اخلضراء‪ ،‬كل‬
‫هه املصطلحات هلا معىن ومقصد واحد‪ ،‬حيث وردت عدة تعاريف منها‪:‬‬
‫أهنا عبارة عن إقتطاع مايل إلزامي يقرر من طرف السلطات العامة على امللوث الدافع الهي يساهم‬
‫بطريقة مباشرة أو غري مباشرة يف رقابة و إصالح البيئة‪ ،‬حتت تسميات خمتلفة كالرسوم أو الضرائب أو‬
‫رسوم اإلنتفاع‪.1‬‬
‫كما تعرف اجلباية البيئية بأهنا‪ ":‬عبارة عن كل اإلقتطاعات املالية املباشرة والغري املباشرة اليت تنصب‬
‫أوعيتها على كافة التأثريات السلبية على البيئة"‪ ،‬فهي كل الضرائب والرسوم اليت تستخدمها ادارة الضرائب‬
‫ألجل متويل عمليات إصالح األضرار اليت يسببها حمتملوها سواء كانوا منتجني أو مستهلكني"‪.1‬‬

‫‪ -1‬حممد حلمي حممد طعمة‪ ،‬السياسة الضريبية يف مكافحة تلوث البيئة‪ ،‬بني النظرية والتطبيق‪ ،‬رسالة دكتورا ‪ ،‬معهد الدراسات‬
‫والبحوث البيئية‪ ،‬جامعة عني مشس‪ ،‬مصر ‪ ،2005‬ص‪.84‬‬
‫‪43‬‬
‫قرميط جياللي‪ ،‬ولد عمر الطيب‬

‫ويقول الدكتور مسدور بأن‪ ":‬اجلباية البيئية تشمل خمتلف الضرائب والرسوم اليت تفرضها الدولة‬
‫على األشخاص املعنويني والطبيعيني امللوثني للبيئة‪ ،‬باإلضافة ا ى أن اجلباية البيئية قد تشمل خمتلف‬
‫والطبيعيني الهين يستخدمون يف نشاطاهتم‬ ‫اإلعفاءات والتحفيزات اجلبائية لألشخاص املعنويني‬
‫اإلقتصادية تقنيات صديقة للبيئة"‪.2‬‬
‫من خالل التعاريف السابقة‪ ،‬يتبني أن لنا بأن اجلباية البيئية جتمع يف مكوناهتا بني الضرائب والرسوم البيئية‬
‫وكها احلوافز واإلعفاءات اجلبائية‪.‬‬
‫أ‪ -‬الضريبة البيئية‪:‬‬
‫هي تلك الضرائب املفروضة على امللوثني الهين حيدثون أضرار بيئية من خالل نشاطاهتم‬
‫اإلقتصادية املختلفة النامجة عنها منتجاهتم امللوثة أو امللوثة‪ ،‬وإستخدامهم تقنيات إنتاجية مضرة بالبيئة‪.3‬‬
‫ب‪ -‬الرسم البيئي‬
‫هي إقتطاعات نقدية جربية يدفعها املكلف مقابل منفعة خاصة تقدمها لل الدولة‪ ،‬ويدفعها كلما‬
‫طلب تلك اخلدمة‪ ،‬مثل الرسم على الوقود‪.4‬‬
‫ج‪ -‬الحوافز واإلعفاءات الجبائية‪:‬‬
‫متثل الضرائب و الرسوم البيئية النسبة األكرب من النظام اجلبائي البيئي لكن ليس كلل‪ ،‬و إمنا يوجد‬
‫فيل احلوافز و اإلعفاءات اجلبائية اليت قد يكون هلا أكرب األثر يف إعتماد صناعات ونشاطات إقتصادية‬
‫صديقة للبيئة‪ ،‬ألن فر الضرائب والرسوم البيئة قد يواجل بالتهرب والغش اجلبائي‪ ،‬بينما التحفيز واإلعفاء‬
‫قد يقابلل االستجابة التلقائية واعتماد تكنولوجيات وتقنيات صديقة للبيئة‪،‬علما أن االعفاء والتحفيز قد‬

‫‪ -1‬عفيف عبد احلميد‪ ،‬فعالية السياسة الضريبية يف حتقيق التنمية املستدامة‪ ،‬مهكرة ماجستري يف إطار مدرسة الدكتورا ‪ ،‬ختصص‬
‫إقتصاد دويل و تنمية مستدامة‪ ،‬جامعة فرحات عباس‪ ،‬سطيف‪ ،‬سنة‪ ،2014‬ص ‪.22‬‬
‫‪ -2‬فارس مسدور‪ ،‬أمهية تدخل احلكومات يف محاية البيئة من خالل اجلباية البيئية‪ ،‬جملة الباحث‪،‬العدد‪ ،7‬سنة ‪ 2010‬ص‪.346‬‬
‫‪ -3‬بالعجني خالدية‪ ،‬اجلباية البيئية يف اجلزائر‪ ،‬جملة البحوث العلمية يف التشريعات البيئية‪ ،‬العدد ‪،2‬كلية احلقوق والعلوم السياسية‪،‬‬
‫جامعة إبن خلدون تيارت‪ ،‬سنة ‪ ،2015‬ص ‪.128‬‬
‫‪ -4‬برمحاين حمفوظ‪ ،‬اجلباية البيئية‪ ،‬جملة البحوث والدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬اجمللد ‪ ،4‬العدد‪ ،1‬سنة ‪ ،2015‬ص‪.401‬‬
‫‪44‬‬
‫تكريس الجباية لحماية البيئة في ظل مبدأ الملوث الدافع‬

‫يأخه أشكال معينة كاإلعفاء الدائم أو اإلعفاء املؤقت‪.1‬‬


‫‪ 2.1.2‬خصائص وأهداف الجباية البيئية‬
‫تلعب اجلباية البيئة دورا هاما يف محاية البيئة وحتقيق التتمية املستدامة عن طريق إرساء قواعد مبدأ‬
‫امللوث الدافع ‪،‬ومتتا مبجموعة من اخلصائص اليت كونت هلا ذاتية خاصة هبا‪،‬كما تطورت أهداف اجلباية‬
‫البيئية من الردع ا ى حتفيز أصحاب املشاريع اإلقتصادية ا ى إستخدام تكنولوجيا صديقة للبيئة‪.‬‬
‫‪1.2.1.2‬خصائص الجباية البيئية‬
‫من خصائص اجلباية البيئة اليت متيزها عن املفهوم العام للجباية أن جزء كبري من حصيلتها خيصص‬
‫لفائدة للصندوق الوطين إل الة التلوث‪ ،‬وكها الصناديق املتعلقة حبماية البيئة‪ ،‬وهها إستثناء على قاعدة عدم‬
‫التخصيص يف املالية العامة للدولة اليت تقتضي بأنل ال جيو أن خيصص إيراد معني لنفقة معينة‪ ،‬وعلية‬
‫اجلباية البيئية مستثناة من قاعدة التخصيص‪.2‬‬
‫كما أن اجلباية البيئية متدخلة‪ ،‬ومفاد هه اخلاصية أن محاية البيئة تقتضي تدخل املشرع من خالل‬
‫بعض اجلبايات ردعا‪ ،‬وكها توجيل النشاط االقتصادي على النحو الهي يضمن دون آخر إستعمال‬ ‫فر‬
‫التكنولوجيا النظيفة‪.3‬‬
‫‪2.2.1.2‬أهداف الجباية البيئية‬
‫من الضرائب البيئية مقتصرا على التمويل التقليدي لسياسة السلطات العامة‬ ‫مل يعد الغر‬
‫وتزويدها باملوارد املالية لضمان تغطية مصاريفها‪ ،‬بل تطور مظهر الضرائب البيئية وأصبحت هتدف ا ى‬

‫‪ -1‬قرميط جياليل‪ ،‬ولد عمر الطيب‪ ،‬دور امللوث الدافع يف التوفيق بني محاية البيئة وحتقيق التنمية املستدامة‪،‬مداخلة القيت يف‬
‫امللتقى الدويل األول حول املواطنة والبية لتحقيق التنمية املستدامة‪ ،‬يومي ‪ 21-20‬جانفي ‪ ،2021‬املركز اجلامعي سي احلواس‪،‬‬
‫بريكة‪،‬باتنة اجلزائر‪ ،‬ص‪.10‬‬
‫‪ -2‬برمحاين حمفوظ‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.401‬‬
‫‪ -3‬بن أمحد عبد املنعم‪ ،‬الوسائل القانونية اإلدارية حلماية البيئة يف اجلزائر‪ ،‬دكتورا يف القانون العام‪،‬كلية احلقوق‪ ،‬جامعة بن يوسف‬
‫بن خدة‪ ،‬اجلزائر ‪ ،2010‬ص‪.104‬‬
‫‪45‬‬
‫قرميط جياللي‪ ،‬ولد عمر الطيب‬

‫حث املنتجني وامللوثني ا ى محاية البيئة عن طريق التحول حنو التكنولوجيا النظيفة‪،‬وعليل تتمحور أهداف‬
‫اجلباية البيئية كاآليت‪:‬‬
‫أ‪ -‬هدف تمويلي‪:‬وهو اهلدف املايل الكالسيكي وهو متويل اخلزينة العمومية‪،‬وبدورها تعمل اجلباية‬
‫البيئة عن طريق حتصيل االيرادات العامة تعمل على ختفيف مصاريف الدولة يف محاية البيئة‪.1‬‬
‫ب‪ -‬هدف إصالحي عالجي‪ :‬حيث كان هدف الرسوم البيئية يف البداية إصالحي‪ ،‬يعين قيام امللوث‬
‫بدفع الرسوم البيئية من أجل إصالح األثار الضارة املرتتبة عن نشاطل‪.2‬‬
‫الضرائب والرسوم البيئية من الردع واإلصالح ا ى‬ ‫من فر‬ ‫ج‪ -‬هدف وقائي تحفيزي‪ :‬تطور الغر‬
‫حتفيز اإلقتصاديني و أصحاب املشاريع اإلستثمارية ا ى إستخدام تكنولوجيا أقل تلويثا للبيئة‬
‫مقابل حتفيزات جبائية‪.3‬‬

‫‪ 2.2‬مبدأ الملوث الدافع كأساس لفرض الجباية البيئية‪:‬‬


‫الضريبة البيئية هو املبدأ العاملي امللوث الدافع‪ ،‬و لقد تطرقت أهم الدراسات‬ ‫إن أساس فر‬
‫اإلقتصادية واإلجتماعية ا ى موضوع من يتحمل أعباء حدوث التلوث‪ ،‬ووفق األصل العام و ما متليل قواعد‬
‫العدالة اإلجتماعية أنل من يتحمل عبئ التلوث البيئي هو من يتسبب يف إحداثل) أي امللوث) ‪ ،‬و لقد‬
‫كانت منظمة التعاون والتنمية اإلقتصادية ‪ OCDE‬السباقة يف صياغة هها املبدأ الشهري امللوث يدفع‬
‫‪ Polluter pays principle‬ألول مرة سنة ‪ ،1972‬ليصبح بعد ذلك مبدأ عاملي‪.‬‬

‫‪ -1‬يد املال صافية‪ ،‬محاية البيئة يف اطار التنمية املستدامة على ضوء أحكام القانون الدويل‪ ،‬رسالة دكتورا يف القانون‪ ،‬كلية احلقوق‬
‫والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري تيزي و و‪ ،‬اجلزائر ‪ ،2013‬ص ‪.536‬‬
‫‪ -2‬صونية بن طيبة‪ ،‬اجلباية البيئية كآلية حلماية البيئة‪ ،‬امللتقى الدويل حول النظام القانوين حلماية البيئة يف ظل القانون الدويل‬
‫والتشريع اجلزائري‪،‬يومي ‪ 09‬و‪ 10‬ديسمرب ‪،2013‬كلية احلقوق جامعة قاملة‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬ص‪.08‬‬
‫‪ -3‬يد املال صافية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.537‬‬
‫‪46‬‬
‫تكريس الجباية لحماية البيئة في ظل مبدأ الملوث الدافع‬

‫‪1.2.2‬مفهوم ونشأة المبدأ‬


‫يعترب مبدأ امللوث الدافع من بني أهم املباد اليت تقوم عليها سياسات محاية البيئة‪ ،‬مت تكريسل ألول مرة‬
‫على املستوى الدويل من خالل مؤمتر ريو‪ ،1992‬لهلك سوف حناول التعرف على مفهومل وكها املراحل‬
‫اليت صاحبت نشأة املبدأ وظهور من اإلقليمية إ ى العاملية‪ ،‬باإلضافة إ ى الوظيفة اليت يؤديها‪.‬‬
‫‪1.1.2.2‬تعريف مبدأ الملوث الدافع‬
‫كان أول ظهور ملبدأ امللوث الدافع يف اطار منظمة التعاون والتنمية االقتصادية "‪ "O.C.D.E‬عام‬
‫‪ ،1972‬حيث ظهر هها املبدأ مبفهوم اقتصادي يرمي ا ى حتمل امللوث تكاليف منع ومكافحة التلوث‬
‫كي تكون البيئة يف حالة مقبولة‪ ،‬حيث جاء يف توصية جملس التعاون والتنمية االقتصادية رقم ‪74/223‬‬
‫الصادرة يف ‪ 1974/11/14‬انل "مبدأ امللوث الدافع يشكل مبدآ أساسيا لتحمل التكاليف املخصصة‬
‫ملنع التلوث وتدابري الرقابة عليل وتشجيع االستخدام االمثل للموارد البيئية النادرة وجتنب االضرار بالتجارة‬
‫الدولية واالستثمار"‪.1‬‬
‫بعد ذلك مت تعريف هها املبدأ يف احملافل الدولية‪ ،‬حيث تضمن املبدأ السادس عشر الوارد يف تقرير‬
‫األمم املتحدة حول البيئة والتنمية(ريو‪ )1992‬بأنل‪" :‬من واجب الدول السعي ا ى تعميم مفهوم كلفة‬
‫محاية البيئة‪ ،‬من أجل ذلك اللجوء ا ى وسائل إقتصادية مبوجب املبدأ الهي يقضي بتحميل امللوث كلفة‬
‫التلوث الناجم عن نشاطل‪ ،‬دون أن يؤثر هها األمر على التجارة الدولية وعلى تشجيع اإلستثمارات"‪.2‬‬

‫‪ -1‬بوفلجة عبد الرمحان ‪،‬املسؤولية املدنية عن األضرار البيئية ودور التأمني ‪ ،‬رسالة دكتورا يف القانون اخلاص ‪ ،‬كلية احلقوق والعلوم‬
‫السياسية ‪،‬جامعة ابو بكر بلقايد ‪ ،‬تلمسان ‪،‬اجلزائر ‪ ، 2016‬ص‪.117‬‬
‫‪ -2‬عايدة مصطفاوي‪ ،‬تكريس مبدأ التنمية املستدامة يف احلماية القانونية للبيئة يف اجلزائر‪ ،‬جملة دفاتر السياسة والقانون‪،‬اجمللد‪،10‬‬
‫العدد ‪ ،18‬جانفي ‪ ،2018‬ص‪.368‬‬
‫‪47‬‬
‫قرميط جياللي‪ ،‬ولد عمر الطيب‬

‫يعرفل املشرع اجلزائري يف قانون محاية البيئة مصرحا بأن امللوث يتحمل مبقتضا ما يسببل نشاطل‬
‫أوما ميكن أن يلحق ضررا بالبيئة نفقات كل تدابري الوقاية من التلوث والتقليص منل وإعادة األماكن إ ى‬
‫حالتها السابقة‪.1‬‬
‫‪2.1.2.2‬نشأة مبدأ الملوث الدافع‬
‫ظهر مبدأ امللوث الدافع ألول مرة يف إطار منظمة التعاون والتنمية االقتصادية ‪ OCDE‬عام‬
‫‪ 1972‬كمبدأ إقتصادي يرمي ا ى حتمل امللوث تكاليف منع ومكافحة التلوث كي تكون البيئة يف حالة‬
‫مقبولة‪ ،‬مث اعتمدتل اجملموعة االوروبية مبوجب املادة‪ R130‬من االتفاقية التأسيسية للمجموعة لعام‬
‫‪ 1987‬اليت أكدت على أن سياسة اجملموعة األوروبية يف جمال البيئة جيب أن تستند ا ى مبدأ امللوث‬
‫يدفع‪ ،‬ومن مث أصبح املبدأ كقاعدة قانونية ذات حجية مباشرة يف مواجهة مجيع الدول األعضاء باإلحتاد‬
‫األورويب‪ ،2‬مث تبنا املبدأ ‪ 16‬من مؤمتر ريو ‪ 1992‬ليصبح مبدأ يف القانون الدويل للبيئة‪.‬‬
‫‪ 2.2.2‬وظائف مبدأ الملوث الدافع‬
‫حسب رأي الفقل فإن املقصود بامللوث الدافع ينصرف ألحد املعنيني أوهلما أنل كل من تسبب يف‬
‫إحداث أضرار بيئية للغري يلزم بدفع التعويض املناسب‪ ،‬ويقصد بالثاين أن يتحمل الشخص املسؤول عن‬
‫النشاط املضر بالبيئة كافة التكاليف الضرورية ملنع حدوث هه األضرار‪ ،‬بناءا على ذلك فقد تطورت‬
‫وظيفة امللوث الدافع اليت بدأت بتحمل التكاليف املخصصة ملنع التلوث وتدابري الرقابة عليل مث أصبح آلية‬
‫وقائية فعالجية‪.‬‬

‫‪ -1‬محيدة مجيلة‪ ،‬النظام القانوين للضرر البيئي وآليات تعويضل‪ ،‬طبعة ‪ ،2011‬دار اخللدونية‪ ،‬اجلزائر‪،‬سنة ‪ ،2011‬ص‪.197‬‬
‫‪ -2‬بوفلجة عبد الرمحان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.118‬‬
‫‪48‬‬
‫تكريس الجباية لحماية البيئة في ظل مبدأ الملوث الدافع‬

‫‪ 1.2.2.2‬الوظيفة الوقائية للمبدأ‬


‫يفسر مبدأ امللوث الدافع على أنل قاعدة هتدف ا ى حتقيق العدالة يف تو يع عملية حتمل األعباء‪،‬‬
‫من هها املنطلق فإن امللوث هو الهي يدفع ويتحمل تكاليف األضرار البيئية وليس للضحية أن تتحمل‬
‫ذلك ألن امللوث هو الهي ميلك وسائل مالية لهلك‪.1‬‬
‫‪ 2.2.2.2‬الوظيفة العالجية للمبدأ‬
‫رغم أمهية اإلجراءات الوقائية‪ ،‬تبقى إحتمالية وقوع أضرار بالبيئة قائمة‪،‬ألنل من املستحيل وجود‬
‫أنشطة دون وجود تلوث‪ ،‬لها من املسلم بل قبول درجة معينة من التلوث‪ ،‬ولكن السماح بهلك قد حيدث‬
‫أضرارا بالبيئة على املدى الطويل تؤدي ا ى تدهور البيئة‪ ،‬لها جيب أن يتحمل امللوث أعباء األضرار الىت‬
‫رسوم بيئية هدفها‬ ‫حتدث بالبيئة‪ ،‬ويكون ذلك بتو يع تكاليف محاية البيئة على مجيع امللوثني بفر‬
‫إصالح األضرار البيئية عند حصوهلا‪.2‬‬
‫‪ 3.2.2.2‬وظيفة إعادة توزيع تكاليف التلوث لتحقيق التكامل االقتصادي‬
‫يفسر مبدأ امللوث الدافع على أنل قاعدة هتدف ا ى حتقيق العدالة يف تو يع عملية حتمل األعباء‪،‬من‬
‫هها املنطلق فان امللوث هو الهي يدفع ويتحمل تكاليف األضرار البيئية وليس للضحية أن تتحمل ذلك‬
‫ألن امللوث هو الهي ميلك وسائل مالية لهلك‪.3‬‬
‫‪ .3‬أشكال الجباية البيئية‬
‫حتو اجلزائر على منظومة جبائية متنوعة األوعية‪ ،‬حيث تشتمل على أكثر من ‪ 12‬رسم بيئي وفق‬
‫التعديالت املتتالية‪ ،‬واليت أصبح حتديثها بني احلني واآلخر‪ ،‬كان آخرها ماتضمنتل التعديالت الواردة يف‬
‫قانون املالية لسنة ‪ ،2018‬وقانون املالية لسنة ‪.2020‬‬

‫‪ -1‬يد املال صافية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.438‬‬


‫‪ -2‬احلبيب بن خليفة‪ ،‬القيمة القانونية للمباد العامة يف اجملال البيئي‪ ،‬ماجستري يف القانون‪ ،‬كلية احلقوق والعوم السياسية‪،‬جامعة‬
‫امحد دراية‪ ،‬أدرار‪ ،‬اجلزائر ‪،‬سنة ‪ ،2015‬ص‪.150‬‬
‫‪ -3‬قرميط جياليل‪ ،‬ولد عمر الطيب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.08‬‬
‫‪49‬‬
‫قرميط جياللي‪ ،‬ولد عمر الطيب‬

‫‪ 1.3‬مكونات الجباية البيئية في القانون الجزائري‪:‬‬


‫الرسوم البيئية ألول مرة يف القانون اجلزائري من خالل املادة ‪ 117‬من قانون‬ ‫بعد إعتماد فر‬
‫املالية لسنة ‪ ،1992‬سعى املشرع اجلزائري إ ى حتيينها و يادة نسب حتصيلها من حني ا ى آخر‪.‬‬
‫‪ 1.1.3‬الرسوم المفروضة على اإلنبعاثات الملوثة‬
‫تفر هه الرسوم على كل ما ختلفل النشاطات اإلنتاجية للوحدات اإلقتصادية‪ ،‬حيث تستهدف‬
‫بدرجة أو ى اآلثار السلبية الناجتة عن املشاريع امللوثة للبيئة‪.‬‬
‫أ‪ -‬الرسم على األنشطة الملوثة أو الخطيرة على البيئة ‪:TAPD‬‬
‫يتمثل وعاء هها الرسم يف جمموع األنشطة الصناعية والتجارية واخلدماتية اليت متارس من طرف‬
‫مؤسسات خمتلفة التصنيف‪ ،‬ولقد مت تأسيس هها الرسم مبوجب قانون املالية لسنة ‪ ،11992‬متت مراجعتل‬
‫مبوجب املادة ‪ 54‬من قانون املالية لسنة ‪ ،2000‬واملادة ‪ 61‬من قانون املالية لسنة ‪ 2018‬مث املادة ‪88‬‬
‫من قانون املالية لسنة ‪ .22020‬أصبحت حتسب قيمة الرسم السنوي على األنشطة امللوثة أو اخلطرية‬
‫على البيئة وفق اجلدول و على النحو التايل‪:‬‬
‫المبلغ‪:‬دج‬
‫النشاطات الخاضعة لــ‪:‬‬
‫≤عاملين‬ ‫>عاملين‬
‫‪ 6000‬دج‬ ‫‪27000‬دج‬ ‫التصريح‬
‫‪ 9000‬دج‬ ‫‪60000‬دج‬ ‫الترخيص أمام رئيس المجلس الشعبي البلدي‬
‫‪ 50000‬دج‬ ‫‪ 270000‬دج‬ ‫الترخيص يقدم أمام والي الوالية‬
‫‪ 68000‬دج‬ ‫‪ 120000‬دج‬ ‫الطلب يقدم أمام وزير البيئة‬

‫‪-1‬‬
‫املادة ‪ 117‬من القانون رقم ‪، 25-91‬املؤرخ يف ‪، 1991-12-18‬املتضمن قانون املالية لسنة ‪،1992‬املعدل واملتمم‬
‫مبوجب املادة ‪ 54‬من القانون ‪11-99‬املتضمن قانون املالية لسنة ‪ ،2000‬ج‪.‬ر العدد ‪، 92‬املعدل واملتمم مبوجب املادة ‪202‬‬
‫من القانون ‪ 21-01‬املتضمن قانون املالية لسنة ‪، 2002‬ج ر‪ ،‬عدد ‪.79‬‬
‫‪ -2‬املادة ‪ 88‬من القانون رقم ‪ 14/19‬املؤرخ يف ‪ 11‬ديسمرب ‪ 2019‬املتضمن قانون املالية لسنة ‪ ،2020‬الصادر يف ‪ 30‬ديسمرب‬
‫‪ ،2019‬ج ر‪،‬عدد ‪،81‬ص‪.34‬‬
‫‪50‬‬
‫تكريس الجباية لحماية البيئة في ظل مبدأ الملوث الدافع‬

‫حيدد مبلغ هها الرسم حسب الكيفيات احملددة يف املواد ‪ 4‬و‪ 5‬و‪ 6‬من املرسوم التنفيهي رقم ‪-09‬‬
‫‪ 1336‬املؤرخ يف ‪ 20‬أكتوبر ‪ ،2009‬وحيصل هها الرسم عن طريق قابضة الضرائب املتعددة ويوع‬
‫مناصفة بنسبة ‪ % 50‬للصندوق الوطين للبيئة والساحل و‪ % 50‬مليزانية الدولة‪.‬‬
‫ب‪ -‬الرسم التكميلي على التلوث الجوي ذي المصدر الصناعي‪:‬‬
‫يتمثل وعاء هها الرسم يف كمية الغا ات و األدخنة واألخبرة واجلزيئات السائلة والصلبة املنبعثة يف‬
‫اهلواء اليت تتجاو القيم القصوى احملددة يف املرسوم التنفيهي رقم ‪ ،2138-06‬وقد مت إحداث هها الرسم‬
‫مبوجب قانون املالية لسنة ‪ 32002‬املتمم مبوجب املرسوم التنفيهي ‪،4299-07‬ومت تعديل نسب حتصيل‬
‫هها الرسم عن طريق املادة ‪ 64‬من قانون املالية لسنة ‪ 2018‬واملادة ‪ 91‬من قانون املالية لسنة ‪،2020‬‬
‫وأصبح حيصل هها الرسم ويوع كالتايل‪ % 75 :‬لفائدة ميزانية الدولة‪ % 33 ،‬للصندوق الوطين للبيئة و‬
‫الساحل‪ %17 ،‬لفائدة البلديات‪.‬‬
‫ج‪ -‬الرسم التكميلي على المياه المستعملة ذات المصدر الصناعي‪:‬‬
‫يتمثل وعاء هها الرسم يف كمية امليا املستعملة من مصدر صناعي واليت تتجاو نسبة تلوثها القيم‬
‫القصوى احملددة يف أحكام املرسوم التنفيهي رقم ‪ ،5141-06‬ونشري إ ى أن هها الرسم قد تأسس‬
‫مبوجب قانون املالية لسنة ‪ ،62003‬والهي متم مبوجب املرسوم التنفيهي رقم ‪ ،1300-07‬ومت تطبيقل‬

‫‪ -1‬املرسوم التنفيهي رقم ‪ ،336-09‬املؤرخ يف ‪ 2009-10-20‬املتعلق بالرسم على األنشطة امللوثة أو اخلطرية على البيئة‪،‬ج‬
‫ر‪،‬عدد ‪ ،63‬سنة‪.2009‬‬
‫‪ 2‬املرسوم التنفيهي رقم ‪ ،138-06‬املؤرخ يف‪ ، 2005-05-31‬الهي ينظم انبعاث الغا والدخان والبخار واجلزيئات السائلة‬
‫والصلبة يف اجلو‪ ،‬وكها الشروط اليت تتم فيها مراقبتها ‪،‬ج ر ‪،‬عدد ‪،24‬سنة ‪.2005‬‬
‫‪ -3‬املادة ‪ 205‬من القانون ‪ ،21-01‬املؤرخ يف ‪ ،2001-12-22‬املتضمن قانون املالية لسنة ‪ ،2002‬ج ر‪،‬عدد‪.79‬‬
‫‪ -4‬املرسوم التنفيهي رقم ‪ ،299 -07‬املؤرخ يف ‪ ،2007-09-27‬احملدد لكيفيات تطبيق الرسم التكميلي على التلوث اجلوي‬
‫ذي املصدر الصناعي‪،‬ج رعدد ‪.36‬‬
‫‪ -5‬املرسوم التنفيهي‪،141-06‬املؤرخ يف‪،2006-04-19‬الهي يضبط القيم القصوى للمصبات الصناعية السائلة‪،‬ج رعدد ‪.26‬‬
‫‪ -6‬املادة ‪ 94‬من القانون ‪،11-02‬املؤرخ يف ‪ 2002-12-24‬املتضمن قانون املالية لسنة ‪،2003‬ج ر‪،‬عدد ‪.86‬‬
‫‪51‬‬
‫قرميط جياللي‪ ،‬ولد عمر الطيب‬

‫بنفس معايري الرسم على التلوث اجلوي ذي املصدر الصناعي‪ 2‬بإستثناء نسب التو يع اليت مت تعديلها‬
‫مبوجب قانون املالية لسنة ‪ 2018‬مث مبوجب املادة ‪92‬من قانون املالية لسنة ‪ 2020‬وأصبحت توع‬
‫كالتايل‪:‬‬
‫‪ %34 -‬لفائدة ميزانية الدولة‪.‬‬
‫‪ %34 -‬لفائدة البلديات‬
‫‪ % 16 -‬لصاحل الصندوق الوطين للبيئة والساحل‪.‬‬
‫‪ %16 -‬لصاحل الصندوق الوطين للميا ‪.‬‬
‫د‪ -‬الرسم على الوقود‪:‬‬
‫الرسم على الوقود رسم مت إنشائل حديثا إذ تأسس مبوجب املادة ‪ 38‬من قانون املالية لسنة ‪،2002‬حتدد‬
‫تعريفتل بدينار واحد عن كل لرت واحد من البنزين املمتا والعادي الهي حيتوي على الرصاص ويقتطع‬
‫‪3‬‬
‫الرسم وحيصل كما هو احلال بالنسبة للرسم على املنتوجات البرتولية‪ ،‬لكن قانون املالية لسنة ‪2007‬‬
‫عدل من املادة ‪ 38‬الهي خفض الرسم على الوقود حيث حددت تعريفة البنزين احملتوي على الرصاص‬
‫(عادي وممتا )‪ ،‬إ ى ‪ 0.10‬دج للرت الواحد‪ ،‬ويوع احلاصل كما يلي‪:‬‬
‫‪ %50 -‬لصاحل الصندوق الوطين للبيئة وإ الة التلوث‪،‬وهو اآلن الصندوق الوطين للبيئة والساحل‪.‬‬
‫‪ %50 -‬الصندوق الوطين للطرق والطرق السريعة‪.‬‬
‫ه‪ -‬الرسم على النفايات الحضرية‪:‬‬
‫يتعلق وعاء هها الرسم بالنفايات النامجة عن احملالت التجارية والسكنية واالستعماالت املهنية‪،‬‬
‫والواضح يف هها الرسم التغيري الهي جاء بل قانون املالية لسنة ‪ ،2002‬يف تعديل أحكام املادة ‪263‬‬

‫‪ -1‬املرسوم التنفيهي رقم ‪،300-07‬املؤرخ يف ‪،2007-09-27‬احملدد لكيفيات تطبيق الرسم التكميلي على امليا ذات املصدر‬
‫الصناعي ‪،‬ج رعدد ‪.63‬‬
‫‪ - 2‬حسونة عبد الغين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.84‬‬
‫‪ -3‬قانون رقم ‪ ،11-02‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪52‬‬
‫تكريس الجباية لحماية البيئة في ظل مبدأ الملوث الدافع‬

‫مكرر من قانون الضرائب املباشرة والرسوم املماثلة وحترير مبا يدعم ميزانية اجلماعات احمللية‪ 1‬وحيدد حسب‬
‫مداوالت اجمللس الشعيب البلدي إنطالقا من القيم ‪500‬دج إ ى ‪100000‬دج‪ ،‬وحيصل من طرف‬
‫املصاحل اجلبائية لصاحل البلدية بنسبة ‪.%100‬‬
‫‪ 2.1.3‬الرسوم المفروضة على المنتجات‬
‫تظهر الرسوم البيئية على املنتجات يف‪ ،‬الرسم على األكياس البالستيكية املستوردة أو املصنوعة‬
‫على الزيوت‬ ‫حمليا‪ ،‬الرسم املطبق على اإلطارات املطاطية اجلديدة واملستوردة وكها الرسم املفرو‬
‫والشحوم‪.‬‬
‫أ‪ -‬الرسم على األكياس البالستيكية المستوردة و‪/‬أوالمصنوعة محليا‪:‬‬
‫مت تأسيس هها الرسم مبوجب قانون املالية لسنة ‪ 22004‬و وعائل يعتمد الو ن حيث رتب مبلغ‬
‫‪10.50‬دج لكل كيلوغرام وحيصل لصاحل الصندوق الوطين للبيئة وإ الة التلوث بنسبة ‪،%100‬مث متت‬
‫مراجعتل بنص املادة ‪ 67‬من قانون املالية لسنة‪ 2018‬لتقدر الكميةب د د د د د‪ 40‬دج للكيلوغرم الواحد‪،‬مث مت‬
‫الرفع من املبلغ ا ى ‪200‬دج للكيلوغرام الواحد وخيصص حاصل هها الرسم بنسبة ‪ %73‬لفائدة ميزانية‬
‫الدولة و ‪ % 27‬لصاحل الصندوق الوطين للبيئة والساحل‪.‬‬
‫ب‪ -‬الرسم المطبق على اإلطارات المطاطية الجديدة والمستوردة‪:‬‬
‫هها الرسم على العجالت‬ ‫أحدث هها الرسم مبوجب قانون املالية لسنة ‪ ، 32006‬ويفر‬
‫املطاطية اخلاصة بالعربات الثقيلة (‪ ،)véhicules lourds‬وعلى العجالت املطاطية اخلاصة بالعربات‬
‫اخلفيفة ( ‪.)véhicules légers‬‬

‫‪ -1‬حسونة عبد الغين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.85-84‬‬


‫‪ -2‬املادة ‪ 53‬من القانون ‪ 22-03‬املؤرخ يف ‪ ،2003-12-28‬املتضمن قانون املالية لسنة ‪،2004‬ج ر‪،‬عدد ‪.83‬‬
‫‪ -3‬املادة ‪ 60‬من القانون ‪، 16-05‬املؤرخ يف‪، 2005-12-31‬املتضمن قانون املالية لسنة ‪ ،2006‬ج ر‪ ،‬عدد ‪.85‬‬
‫‪53‬‬
‫قرميط جياللي‪ ،‬ولد عمر الطيب‬

‫حيصل هها الرسم حسب املادة ‪ 09‬من املرسوم التنفيهي رقم ‪ ،1117-07‬ومتت مراجعة هها‬
‫الرسم مبوجب املادة ‪ 117‬من قانون املالية لسنة ‪.،2017‬وحيصل هها الرسم حسب املادة ‪ 54‬من قانون‬
‫املالية لسنة ‪ 2019‬حسب النسب التالية‪:‬‬
‫‪ % 35 -‬لصاحل صندوق الضمان والتضامن للجماعات احمللية‪.‬‬
‫‪ %34 -‬لصاحل ميزانية الدولة‪.‬‬
‫‪ %30 -‬لصاحل صندوق التضامن الوطين‪.‬‬
‫‪ % 01 -‬لصاحل الصندوق الوطين للبيئة والساحل‪.‬‬
‫ج‪ -‬الرسم على الزيوت والشحوم المستوردة أو المصنعة محليا‪:‬‬
‫باإلضافة إ ى الرسم على العجالت املطاطية اجلديدة جاء قانون املالية لسنة ‪ 2006‬بالرسم على‬
‫الزيوت ومستحضراهتا ‪ ،‬حيث يقدر هها الرسم بد د د‪ 12500‬دج عن كل طن واحد مستورد أو منتج‬
‫وطنيا‪ ،‬ومبوجب املادة ‪ 66‬لقانون املالية لسنة ‪ 2018‬مت رفع املبلغ ا ى ‪18750‬دج عن كل طن‪ ،‬مث مت‬
‫رفعل مرة أخرى مبوجب املادة‪ 93‬لقانون املالية لسنة ‪ 2020‬ليصبح ‪37000‬دج عن كل طن‪ ،‬ويتم‬
‫تو يع إيراد كما يلي‪ :‬نسبة ‪ %42‬لصاحل ميزانية الدولة‪ %24،‬لصاحل الصندوق الوطين للبيئة والساحل‬
‫ونسبة ‪ %34‬لصاحل البلديات ‪.‬‬
‫‪ 3.1.3‬الضرائب المفروضة لحماية جودة الحياة‬
‫هها النوع من الضرائب‪ ،‬خمصص حلماية الصحة العامة من اآلثار السلبية لبعض النفايات جراء‬
‫عمليات ختزينها‪ ،‬حبيث هتدف هه الرسوم إ ى التشجيع على معاجلة هه النفايات بالطرق الصحيحة‬
‫بدل ختزينها وهي‪:‬‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 09‬من املرسوم التنفيهي رقم ‪ ،117-07‬املؤرخ يف‪ ،2007-04-21‬احملدد لكيفيات اقتطاع وإعادة دفع الرسم على‬
‫اإلطارات املطاطية اجلديدة املستوردة أو املصنعة حمليا ‪،‬ج ر‪،‬عدد ‪.26‬‬
‫‪54‬‬
‫تكريس الجباية لحماية البيئة في ظل مبدأ الملوث الدافع‬

‫أ‪ -‬رسم تحفيزي للتشجيع على عدم تخزين النفايات المرتبطة بأنشطة العالج‬
‫للمستشفيات والعيادات الطبية‪:‬‬
‫مت إحداث هها الرسم مبوجب املادة ‪ 204‬من قانون املالية لسنة ‪ 2004‬حيث يعتمد وعائل على‬
‫حجم النفايات املخزنة حيث يسدد مبلغ ‪ 24000‬دج على كل طن من هه النفايات ‪،1‬ليتم تعديلل‬
‫بقانون املالية لسنة ‪ 2008‬مث قانون املالية السنة ‪ 2018‬وأخريا مت تعديلل مبوجب املادة ‪ 90‬لقانون املالية‬
‫لسنة ‪ 2020‬ليصبح السعر املرجعي ‪60000‬دج للطن‪ ،‬ويتم تو يع حاصل هها الرسم كما يلي ‪:‬‬
‫‪ % 50 -‬للصندوق الوطين للبيئة والساحل‪.‬‬
‫‪ % 30 -‬لفائدة ميزانية الدولة‪.‬‬
‫‪ %20 -‬لفائدة البلديات‪.‬‬
‫ب‪ -‬رسم تحفيزي للتشجيع على عدم تخزين النفايات الصناعية الخاصة أو الخطيرة‪:‬‬
‫مت تأسيس هها الرسم مبوجب املادة ‪ 203‬من قانون املالية لسنة ‪ ،2002‬يعتمد وعائل على‬
‫احلجم حيث حددت قيمة هها الرسم بد د د د د ‪ 10500‬دج على كل طن من النفايات‪ ،‬ومت تعديلل مبوجب‬
‫املادة‪ 89‬من قانون املالية لسنة ‪2020‬ليصبح الرسم ‪30000‬دج عن كل طن خمزن‪ ،‬وتوع عائداتل‬
‫حسب نفس املادة كالتايل‪ %46 :‬لفائدة ميزانية الدولة‪ %38 ،‬لصاحل الصندوق الوطين للبيئة‬
‫والساحل‪ % 16 ،‬لفائدة البلديات لصاحل‪.‬‬
‫‪ 4.1.3‬الضرائب المفروضة على استغالل الموارد الطبيعية (المائية)‬
‫تنقسم إتاوة امليا ا ى نوعني األو ى تسمى بإتاوة إقتصاد امليا ‪ ،‬أما الثانية فتسمى بإتاوة جودة‬
‫امليا ‪ ،2‬تطبيقا ألحكام املادة ‪ 73‬من القانون‪ 12-05‬املتعلق بامليا قام املشرع بفر إتاوة على استغالل‬
‫املوارد املائية بغر استعماالهتا الصناعية والسياحية واخلدماتية قدرها ‪25‬دينار جزائري عن كل مرت مركب‬

‫‪- 1‬حسونة عبد الغين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.87‬‬


‫‪ -2‬سعادة فاطمة الزهراء‪ ،‬دور اجلباية يف محاية البيئة‪ ،‬رسالة دكتورا يف احلقوق‪،‬ختصص قانون عام‪ ،‬كلية احلقوق والعلوم السياسية‪،‬‬
‫جامعة اجلياليل اليابس‪ ،‬سيدي بلعباس ‪ ،‬اجلزائر سنة ‪،2020‬ص ‪.49‬‬
‫‪55‬‬
‫قرميط جياللي‪ ،‬ولد عمر الطيب‬

‫من امليا املقتطعة‪ ،‬يف حني خصص ناتج هه اإلتاوة كالتايل‪ %44 :1‬لصاحل ميزانية الدولة‪%44،‬‬
‫املائية باعتبارها اجلهة‬ ‫الصندوق الوطين للميا الصاحلة للشرب‪ %12،‬تستفيد منها وكالة األحوا‬
‫املكلفة بالتحصيل‪.‬‬
‫‪ 2.3‬إجراءات تحصيل الرسوم البيئية في القانون الجزائري‪:‬‬
‫لتحصيل الرسوم الناجتة عن النشاطات امللوثة أو اخلطرة‪ ،‬تقوم املتفشيات الوالئية بإعداد وحتيني قائمة جرد‬
‫وإحصاء املنشآت املصنفة سنويا‪ ،‬وحتيلها إ ى قباضة الضرائب املتعددة قبل الفاتح أفريل من كل سنة‪،‬وعند‬
‫قيام املفتشيات الوالئية للبيئة بإحصاء املنشآت ذات النشاطات امللوثة اليت مت إنشاؤها حديثا‪ ،‬تقوم بإبالغ‬
‫مسريي هه املنشآت املصنفة بعملية اإلحصاء قبل الفاتح ماي‪ ،‬ومتنح مهلة مخسة عشر (‪ )15‬يوما‬
‫للمخاطب بالضريبة من يوم تسلمل البالغ املتعلق باجلرد‪ ،‬ملنا عة املعلومات اليت عرضتها مفتشية البيئة‪.‬‬
‫ويف حالة ما إذا قدم املخاطب بالضريبة معلومات خاطئة‪ ،‬أو قام بإخفاء معلومات مهمة عن مفتشية‬
‫البيئة تتعلق بتحديد نسبة الرسم وحتصيلها‪ ،‬تقوم املفتشية بتحرير حمضر تبني فيل الغرامة اليت تساوي مبلغ‬
‫الرسم احملدد هله املنشأة‪.‬‬
‫يتم سداد مبلغ الرسم احملدد يف إشعار الدفع بني الفاتح (‪)1‬جوان و‪ 31‬من نفس الشهر أمام‬
‫قابض الضرائب املتنوعة‪ ،‬وإذا مل يتم تسديد املبالغ املطابقة يف اآلجال احملددة تضاعف نسبة الرسم بد د د دد‪:‬‬
‫‪ ،%10‬كما يطبق املعامل املضاعف يرتاوح بني ‪ 2‬و‪ 6‬على األنشطة اخلطرية على البيئة‪.2‬‬
‫وأعيد تنظيم كيفية حتصيل الرسوم اإليكولوجية من خالل املنشور الو اري لسنة ‪ ،32002‬وطبق‬
‫على كل املنشات املصنفة املوجودة واعترب طلب التصريح أو الرتخيص املقدم من قبل أصحاب املنشات‬
‫امللوثة قرينة على وجود املنشاة امللوثة يف ظل املرسوم القدمي‪ ،‬إال أن املرسوم اجلديد ‪ ،4198_06‬املتعلق‬

‫‪- 1‬املادة ‪ 49‬من القانون ‪ ،09 -09‬املؤرخ يف‪ ،2009-12-30‬املتضمن قانون املالية لسنة ‪ ،2010‬ج رعدد ‪.78‬‬
‫‪ -2‬املادة ‪ 03‬من املرسوم التنفيهي املرسوم التنفيهي رقم ‪ 160-93‬املؤرخ يف ‪ 10‬جويلية ‪ 1993‬املتضمن تنظيم املطبق على‬
‫النفايات الصناعية السائلة‪ ،‬ج ر عدد ‪ ،46‬الصادرة يف ‪ 14‬جويلية ‪.1993‬‬
‫‪ -3‬املنشور رقم ‪/17‬و م‪/‬م ع ‪ /‬م ت ج ‪/‬ق م ‪ 2002‬املتعلق بكيفية حتصيل الرسم البيئي‪.‬‬
‫‪ -4‬املادة ‪ 04‬من املرسوم التنفيهي ‪ 339-98‬املتعلق باملنشات املصنفة امللغى باملرسوم التنفيهي رقم ‪.198 -06‬‬
‫‪56‬‬
‫تكريس الجباية لحماية البيئة في ظل مبدأ الملوث الدافع‬

‫باملنشآت املصنفة دقق يف الزمن القانوين الهي يعتد بل يف تسليم رخصة إستغالل املنشاة املصنفة‪ ،‬إذ‬
‫اعترب أن املرحلة األولية يتم فيها ايداع طلب املنشاة املصنفة وتنتهي هه املرحلة بتسليم مقرر باملوافقة‬
‫املسبقة خالل مدة ثالثة دأشهر من تاريخ إيداع الطلب‪ ،‬وال تعد هه الرخصة األولية حجة ملباشرة‬
‫اإلقتطاع ألن أحكام املرسوم اجلديد حتيلنا على املرحلة النهائية لتسلم الرخصة‪.1‬‬

‫يتم حتديد وعاء الرسم من قبل مصاحل إدارة البيئة ‪ ،‬وتتو ى مصاحل اإلدارة اجلبائية حتصيلل ‪،‬وتضع‬
‫مديرية الضرائب بالوالية سجالت الضرائب قبل تاريخ ‪ 30‬سبتمرب من كل سنة بناءا على املعلومات‬
‫املؤسسة للوعاء وكها املبلغ املقدمني من قبل مفتشية البيئة للوالية قبل تاريخ ‪ 30‬أفريل‪ ،‬وتتضمن هه‬
‫املعلومات‪ ،‬إسم أو تسمية املؤسسة‪ ،‬العنوان الكامل والصحيح‪ ،‬والصنف‪ ،‬واملعامل املضاعف املطبق على‬
‫النشاط وخيضع تسديد هه الرسوم لقواعد دفع الضرائب املستحقة عن طريق اجلداول‪ ،‬ويقوم حمصل‬
‫الضرائب املختص إقليما بتحصيل هه الرسوم‪ ،‬كما يتم مسك اإلحصائيات املتعلقة هبه الرسوم‬
‫االيكولوجية‪ ،‬من قبل مديرية الضرائب بالوالية‪ ،‬ويتم ضبط هه االحصائيات قبل تاريخ ‪ 31‬ديسمرب من‬
‫كل سنة‪.‬‬
‫يف حالة توقف املنشأة امللوثة عن النشاط يبقى الرسم مستحقا على السنة مهما كان تاريخ‬
‫التوقف عن النشاط امللوث أو اخلطري‪ ،‬وجيب على اخلاضع للرسم التصريح لدى مدير الوالية للبيئة يوقف‬
‫النشاط امللوث أو اخلطري خالل ‪ 15‬يوما اليت تلي التوقف الفعلي‪ ،‬ويف حالة جتاو هها األجل ودخول‬
‫السنة املدنية اجلديدة‪،‬يصبح الرسم مستحقا على السنة اجلديدة ‪.‬‬
‫أما فيما يتعلق بفض املنا عات املتعلقة بالرسوم اإليكولوجية‪ ،‬فيمكن ألي خاضع للرسم ‪ -‬املنشأة‬
‫املصنفة ‪ -‬منا عة البيانات أو احلصيلة النهائية املتعلقة بالرسم لدى مصلحة اإلدارة اجلبائية‪ ،‬وإذا تعلق‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 04‬من املرسوم التنفيهي رقم ‪ ،198 -06‬املؤرخ يف ‪ ،2006 /05/31‬املتعلق بالتنظيم املطبق على املنشآت املصنفة‬
‫حلماية البيئة‪،‬ج ر‪،‬عدد ‪ 82‬لسنة ‪.2006‬‬
‫‪57‬‬
‫قرميط جياللي‪ ،‬ولد عمر الطيب‬

‫الطعن بتحديد وعاء الرسم تقوم املصاحل اجلبائية بإرسالل إ ى مصاحل اإلدارة املكلفة بالبيئة قصد التكفل بل‪،‬‬
‫أما إذا تعلق األمر بأخطاء مادية فان مصلحة اإلدارة اجلبائية تعد هي املختصة للفصل يف هها الطلب‪.1‬‬

‫‪ .4‬خاتمة‪:‬‬
‫من خالل ما سبق‪ ،‬ميكن القول بأن اجلباية البيئية يف اجلزائر تتميز بوجود ترسانة قانونية وتشريعية‬
‫مهمة‪ ،‬تزودت هبياكل إدارية أساسية ممثلة يف و ارة خاصة بالبيئة (و ارة البيئة) هلا تنظيم أفقي وعمودي‬
‫على كل املستويات وحتو على منظومة جبائية مشكلة أكثر من ‪ 12‬رسم بيئي بأوعية جبائية قابلة‬
‫للتوسع والتطور وفق التعديالت املتتالية‪ ،‬واليت أصبح حتديثها يتم بوترية متسارعة عكس ما كان عليل يف‬
‫السنوات السابقة‪ ،‬كان آخرها ماتضمنتل املواد من ‪ 61‬ا ى ‪ 67‬من قانون املالية لسنة ‪،2018‬وقانون‬
‫املالية لسنة ‪ 2020‬يف املواد من ‪ 88‬ا ى ‪ 94‬باإلضافة إ ى مصادر تدعيمية جبائية متمثلة يف العقوبات‬
‫اجلزائية املالية الرادعة ملخالفة التشريع البيئي‪ ،‬وخلصنا يف ختام هه الدراسة ا ى بعض التوصيات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬اعتبار مبدأ امللوث الدافع وسيلة ردع‪ ،‬جترب املستغل للموارد البيئية على اختاذ اإلحتياطات الال مة‬
‫ملنع التلوث‪ ،‬وليس على دفع الرسوم البيئية مقابل التلويث "أنا أدفع إذن أنا ألوث"‪.‬‬
‫‪ -‬رصد املوارد املالية اجلبائية البيئية لتحقيق محاية البيئة و ليس للرتكيز على موا نة ميزانية الدولة‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة اإلستفادة من جتارب الدول الرائدة يف هها اجملال‪ ،‬مع ضرورة حتديد األهداف املنشودة‪.‬‬

‫‪ -1‬نقال عن ‪ :‬وناس حيي‪ ،‬اآلليات القانونية حلماية البيئة يف اجلزائر‪ ،‬أطروحة دكتورا يف القانون العام‪ ،‬كلية احلقوق‪ ،‬جامعة أبو بكر‬
‫بلقايد‪،‬تلمسان‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬سنة ‪ ،2007‬ص ص ‪.81-79‬‬
‫‪58‬‬
‫تكريس الجباية لحماية البيئة في ظل مبدأ الملوث الدافع‬

‫‪ .5‬قائمة المراجع‪:‬‬
‫المؤلفات‪:‬‬
‫محيدة مجيلة‪ ،‬النظام القانوين للضرر البيئي وآليات تعويضل‪ ،‬طبعة ‪ ،2011‬دار اخللدونية‪،‬‬ ‫‪-1‬‬
‫اجلزائر‪،‬سنة ‪.2011‬‬
‫األطروحات‪:‬‬
‫‪ -1‬سعادة فاطمة الزهراء‪ ،‬دور اجلباية يف محاية البيئة‪ ،‬رسالة دكتورا يف احلقوق‪،‬ختصص قانون عام‪،‬‬
‫كلية احلقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة اجلياليل اليابس‪ ،‬سيدي بلعباس ‪ ،‬اجلزائر سنة‪.2020‬‬
‫‪ -2‬حممد حلمي حممد طعمة‪ ،‬السياسة الضريبية يف مكافحة تلوث البيئة‪ ،‬بني النظرية والتطبيق‪ ،‬رسالة‬
‫دكتورا ‪ ،‬معهد الدراسات والبحوث البيئية‪ ،‬جامعة عني مشس‪ ،‬مصر‪ ،‬سنة ‪.2005‬‬
‫‪ -3‬عفيف عبد احلميد‪ ،‬فعالية السياسة الضريبية يف حتقيق التنمية املستدامة‪ ،‬مهكرة ماجستري يف إطار‬
‫مدرسة الدكتورا ‪ ،‬ختصص إقتصاد دويل و تنمية مستدامة‪ ،‬جامعة فرحات عباس‪ ،‬سطيف‪ ،‬سنة‪. 2014‬‬
‫يد املال صافية‪ ،‬محاية البيئة يف اطار التنمية املستدامة على ضوء أحكام القانون الدويل‪ ،‬رسالة‬ ‫‪-4‬‬
‫دكتورا يف القانون‪ ،‬كلية احلقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري تيزي و و‪ ،‬اجلزائر ‪.2013‬‬
‫‪ -5‬بن أمحد عبد املنعم‪ ،‬الوسائل القانونية اإلدارية حلماية البيئة يف اجلزائر‪ ،‬دكتورا يف القانون‬
‫العام‪،‬كلية احلقوق‪ ،‬جامعة بن يوسف بن خدة‪ ،‬اجلزائر ‪.2010‬‬
‫‪ -6‬بوفلجة عبد الرمحان‪ ،‬املسؤولية املدنية عن األضرار البيئية ودور التأمني‪ ،‬رسالة دكتورا يف القانون‬
‫اخلاص‪ ،‬كلية احلقوق والعلوم السياسية ‪،‬جامعة ابو بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،‬اجلزائر سنة‪.2016‬‬
‫‪ -7‬حسونة عبد الغين‪،‬احلماية القانونية للبيئة يف إطار التنمية املستدامة‪ ،‬أطروحة دكتورا يف‬
‫احلقوق‪،‬جامعة حممد خيضر بسكرة‪،‬سنة ‪.2013‬‬
‫‪ -8‬وناس حيي‪ ،‬اآلليات القانونية حلماية البيئة يف اجلزائر‪ ،‬أطروحة دكتورا يف القانون العام‪ ،‬كلية‬
‫احلقوق‪ ،‬جامعة أبو بكر بلقايد‪،‬تلمسان‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬سنة ‪.2007‬‬

‫‪59‬‬
‫قرميط جياللي‪ ،‬ولد عمر الطيب‬

‫‪ -9‬احلبيب بن خليفة‪ ،‬القيمة القانونية للمباد العامة يف اجملال البيئي‪ ،‬ماجستري يف القانون‪ ،‬كلية‬
‫احلقوق والعوم السياسية‪،‬جامعة امحد دراية‪ ،‬أدرار‪ ،‬اجلزائر ‪،‬سنة ‪.2015‬‬
‫المقاالت‪:‬‬
‫‪-1‬فارس مسدور‪ ،‬أمهية تدخل احلكومات يف محاية البيئة من خالل اجلباية البيئية‪ ،‬جملة الباحث‪،‬‬
‫اجمللد‪،7‬العدد‪ ،7‬سنة ‪.2010‬‬
‫‪-2‬بالعجني خالدية‪ ،‬اجلباية البيئية يف اجلزائر‪ ،‬جملة البحوث العلمية يف التشريعات البيئية‪ ،‬العدد‪،2‬كلية‬
‫احلقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة إبن خلدون تيارت‪ ،‬سنة ‪.2015‬‬
‫‪-3‬برمحاين حمفوظ‪ ،‬اجلباية البيئية‪ ،‬جملة البحوث والدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬العدد‪،1‬سنة ‪.2015‬‬
‫‪-4‬عايدة مصطفاوي‪ ،‬تكريس مبدأ التنمية املستدامة يف احلماية القانونية للبيئة يف اجلزائر‪ ،‬جملة دفاتر‬
‫السياسة والقانون‪،‬اجمللد‪ ،10‬العدد ‪ ،18‬جانفي ‪.2018‬‬
‫المداخالت‪:‬‬
‫‪-1‬قرميط جياليل‪ ،‬ولد عمر الطيب‪ ،‬دور امللوث الدافع يف التوفيق بني محاية البيئة وحتقيق التنمية‬
‫املستدامة‪،‬مداخلة القيت يف امللتقى الدويل األول حول املواطنة والبية لتحقيق التنمية املستدامة‪ ،‬يومي‬
‫‪ 21-20‬جانفي ‪ ،2021‬املركز اجلامعي سي احلواس‪ ،‬بريكة‪،‬باتنة اجلزائر‪.‬‬
‫‪-2‬صونية بن طيبة‪ ،‬اجلباية البيئية كآلية حلماية البيئة‪ ،‬امللتقى الدويل حول النظام القانوين حلماية البيئة يف‬
‫ظل القانون الدويل والتشريع اجلزائري‪،‬يومي ‪ 09‬و‪ 10‬ديسمرب ‪،2013‬كلية احلقوق ‪،‬قاملة‪ ،‬اجلزائر‪.‬‬
‫النصوص القانونية‪:‬‬
‫‪ -1‬القانون ‪ 14/19‬املؤرخ يف ‪ 2019 /12/ 11‬املتضمن قانون املالية لسنة ‪،2020‬ج ر‪،‬عدد ‪.81‬‬
‫‪ -2‬القانون ‪ ،11-17‬املؤرخ يف ‪، 2017/12/28‬املتضمن قانون املالية لسنة ‪،2018‬ج ر العدد‪.76‬‬
‫‪ -3‬القانون‪ ،21-01‬املؤرخ يف ‪ ،2001/12/22‬املتضمن قانون املالية لسنة ‪،2002‬ج ر‪،‬عدد‪.79‬‬
‫‪ -4‬القانون ‪ ،09-09‬املؤرخ يف‪ ،2009/12/30‬املتضمن قانون املالية لسنة ‪ ،2010‬ج رعدد ‪.78‬‬
‫‪ -5‬القانون ‪،16-05‬املؤرخ يف‪، 2005-12-31‬املتضمن قانون املالية لسنة ‪،2006‬ج ر‪،‬عدد‪.85‬‬

‫‪60‬‬
‫تكريس الجباية لحماية البيئة في ظل مبدأ الملوث الدافع‬

‫‪ -6‬القانون ‪ 22-03‬املؤرخ يف ‪ ،2003-12-28‬املتضمن قانون املالية لسنة ‪،2004‬ج ر‪،‬عدد ‪.83‬‬


‫‪ -7‬القانون ‪،11-02‬املؤرخ يف ‪ 2002-12-24‬املتضمن قانون املالية لسنة ‪،2003‬ج ر‪،‬عدد ‪.86‬‬
‫‪ -8‬القانون ‪، 25-91‬املؤرخ يف ‪،1991/12/18‬املتضمن قانون املالية لسنة ‪.1992‬ج ر‪،‬عدد‪.46‬‬
‫‪-9‬املرسوم التنفيهي رقم ‪ ،336-09‬املؤرخ يف ‪ 2009-10-20‬املتعلق بالرسم على األنشطة امللوثة‬
‫أو اخلطرية على البيئة‪،‬ج ر‪،‬عدد ‪ ،63‬سنة‪.2009‬‬
‫‪-10‬املرسوم التنفيهي رقم ‪ ،299 -07‬املؤرخ يف ‪ ،2007-09-27‬احملدد لكيفيات تطبيق الرسم‬
‫التكميلي على التلوث اجلوي ذي املصدر الصناعي‪،‬ج رعدد ‪.36‬‬
‫‪-11‬املرسوم التنفيهي رقم ‪،300-07‬املؤرخ يف ‪،2007-09-27‬احملدد لكيفيات تطبيق الرسم‬
‫التكميلي على امليا ذات املصدر الصناعي ‪،‬ج رعدد ‪.63‬‬
‫‪-12‬املرسوم التنفيهي رقم ‪ ،198 -06‬املؤرخ يف ‪ ،2006 /05/31‬املتعلق بالتنظيم املطبق على‬
‫املنشآت املصنفة حلماية البيئة‪،‬ج ر‪،‬عدد ‪ 82‬لسنة ‪.2006‬‬
‫‪-13‬املرسوم التنفيهي‪،141-06‬املؤرخ يف‪،2006-04-19‬الهي يضبط القيم القصوى للمصبات‬
‫الصناعية السائلة‪،‬ج رعدد ‪.26‬‬
‫‪-14‬املرسوم التنفيهي رقم ‪ ،138-06‬املؤرخ يف‪ ،2005-05-31‬الهي ينظم انبعاث الغا والدخان‬
‫والبخار واجلزيئات السائلة والصلبة يف اجلو‪،‬ج رعدد ‪،24‬سنة ‪.2005‬‬
‫‪-15‬املرسوم التنفيهي املرسوم التنفيهي رقم ‪ 160-93‬املؤرخ يف ‪ 10‬جويلية ‪ 1993‬املتضمن تنظيم‬
‫املطبق على النفايات الصناعية السائلة‪ ،‬ج ر عدد ‪ ،46‬الصادرة يف ‪ 14‬جويلية ‪.1993‬‬

‫‪61‬‬

You might also like