Professional Documents
Culture Documents
Sans Nom 2
Sans Nom 2
8/1
_ "الربانية في الشريعة ال إسلامية تعبر عن تفوق المصدر ال إلهي في تشريع القوانين وتحديد
ال أحكام ،حيث أن الله الذي يعلم حال العباد واحتياجاتهم بالتفصيل ،وبالتالي ف إن تشريعاته
تتناسب مع كل زمان ومكان".
الوسطية :فالشريعة ال إسلامية لا ُتق ّصر فيها ولا ُتف ّرط ،بل هي توازن بين الروح •
والجسد (المادة) .فال إنسان مزيج من القبضة الترابية والنفخة الروحانية ،لديه رغبات
جسدية و أشواق روحية .لذا ،شرع له ال إسلام ما يلبي جوانب روحه ليطمئن نفسه،
كما قال تعالىَ ' :و ِإ َذا َس َأ َل َك ِع َبا ِدي َع ِّني َف ِإ ِّني َق ِري ٌب ُأ ِجي ُب َد ْع َو َة ال َّدا ِع ِإ َذا
َد َعا ِنَ ،ف ْل َي ْس َت ِجي ُبوا ِلي َو ْل ُي ْؤ ِم ُنوا ِبي َل َع َّل ُه ْم َي ْر ُش ُدو َن' (البقرة .) 186 :وجاءت
الشريعة لتلبية جوانب جسد ال إنسان أي ًضا ،ف أباحت له التملك والبيع والزواج ونحوه،
كما ذكر تعالىَ ' :و َأ َح َّل ال َّل ُه ا ْل َب ْي َع َو َح َّر َم ال ِّر َبا' (البقرة .) 275 :وقال أي ًضا:
' َف ُك ُلوا ِم َّما َغ ِن ْم ُت ْم َح َلا ًلا َط ِّي ًبا َوا َّت ُقوا ال َّل َه ِإ َّن ال َّل َه َغ ُفو ٌر َر ِحي ٌم' (ال أنفال:
".) 69
8/2
ال إمام النووي" :الوسطية في ال إسلام تعني الابتعاد عن التطرف والغلو في الدين ،والسير
- ال إمام الشافعي" :الوسطية سبب الخير كله ،ومن فعل الوسطية دخل الجنة".
ال إمام ابن القيم الجوزية" :الوسطية في الدين تفريج للقلوب وشعار لل أعمال ،و أساس
جاءت الشريعة ال إسلامية لكافة الناس فهي غير خاصة بشعب معين ولا زمان أو مكان مع ّين
لقوله تعالىَ * :و َما َأ ْر َس ْل َنا َك ِإ َّلا َر ْح َم ًة ِل ْل َعا َل ِمي َن * [ال أنبياء] 107 :
أن الشريعة ال إسلامية قادرة على تغطية جميع جوانب الحياة ال إنسانية ،سواء الدينية أو
الاجتماعية أو الاقتصادية أو السياسية ،وتوفير إطار شامل لتنظيم الحياة الفردية والمجتمعية .
8/3
_ قال الشيخ محمد الغزالي" :الشمولية في ال إسلام تعني أن الشريعة ال إسلامية توفر
تشريعات شاملة تغطي جميع جوانب الحياة الفردية والمجتمعية ،وتوفير إطار متكامل يوجه
ال إنسان نحو الخير والسعادة في الدنيا وال آخرة - ".كتاب "ال إسلام في مواجهة التحديات
الحديثة" -
العدل :هو َو ْض ُع ال َّشيء في موضعه الذي أ َمر الله تعالى أن ُيوضع .وبعبارة ُأخرى :هو موازنة
بين ال أطراف بحيث ُيعطى ك ٌّل منهم ح َّقه دون َب ْخ ٍس ولا َج ْو ٍر عليه .
المساواة :وهو المماثلة التامة في الشيء إلا ما جاء الشرع بنفي التسوية فيه.
حيث دعت الشريعة ال إسلامية إلى المساواة لكنها دعت أكثر إلى العدل حيث قال الشيخ
ابن عثيمين -ب أ َّن «دين ال إسلام دين العدل ،وهو ال َج ْمع بين المتساويين ،وال َّتفريق بين
المف َت ِر َقين»
8/4
هذا راجع إلى أ َّن ال َّشريعة أمرت (بالعدل) ور َّغبت فيه مطلق ًا ،في ك ِّل زما ٍن ومكا ٍن،
ومع ك ِّل إنسا ٍن .قال تعالىَ ﴿ :يا َأ ُّي َها ا َّل ِذي َن آ َم ُنوا ُكو ُنوا َق َّوا ِمي َن ِل َّل ِه ُش َه َدا َء ِبا ْل ِق ْس ِط َول َا
َي ْج ِر َم َّن ُك ْم َش َن آ ُن َق ْو ٍم َع َلى َأل َّا َت ْع ِد ُلوا ا ْع ِد ُلوا ُه َو َأ ْق َر ُب ِلل َّت ْق َوى ﴾ [المائدة ،] 8 :وقال تعالى:
أ َّما (المساواة) فهي منف َّية في بعض المواضع؛ كقوله تعالىَ ﴿ :و َما َي ْس َت ِوي ال أ ْح َيا ُء
َول َا ال َأ ْم َوا ُت ﴾ [فاطر ،]22 :وقوله تعالىَ ﴿ :و َل ْي َس ال َّذ َك ُر َكال ُأ ْن َثى ﴾ [ آل عمران:
.]36
كما نذكر قول ال إمام علي بن أبي طالب " :العدل ميزان الخير وقياس السعادة- ".
اليسر ورفع الحرج :جاءت الشريعة ال إسلامية لتراعي ضيق ال إنسان فكانت •
تكاليفها في أصلها لا مشقة فيها ،لقوله تعالى' :لا ُي َك ِّل ُف ال َّل ُه َن ْف ًسا ِإلا ُو ْس َع َها'،
8/5
وراعت أحواله الاستثنائية فخففت عنه التكاليف بتشريع الرخص ،كقصر الصلاة مثل ًا
في السفر ،قال تعالىَ ' :و ِإ َذا َض َر ْب ُت ْم ِفي ا ْل َأ ْر ِض َف َل ْي َس َع َل ْي ُك ْم ُج َنا ٌح َأن َت ْق ُص ُروا
ِم َن ال َّص َلا ِة ِإ ْن ِخ ْف ُت ْم َأن َي ْف ِت َن ُك ُم ا َّل ِذي َن َك َف ُروا ۚ ِإ َّن ا ْل َكا ِف ِري َن َكا ُنوا َل ُك ْم َع ُد ًّوا
ُّم ِبي ًنا' .وكذلك ال إباحة في السفر والمرض والحرب ،وتحويل ال أحكام".
_ قال ال إمام الغزالي -رحمه الله " -الشريعة مبنية على رفع الحرج وتيسير ال أمور"
المثالية والواقعية :المراد بالواقعية مراعاة واقع الكون والحياة فيه ،ومراعاة واقع •
ال إنسان من حيث هو جسد وروح ،ذكر و أنثى ،قادر وعاجز ،عضو في المجتمع.
والواقعية بهذا المعنى ليست تنازع ًا للمثالية المعتدلة المتجهة نحو الهدف السامي،
بل هي تجمع بين الواقعية والمثالية ،فالشريعة ال إسلامية تسعى لتحقيق المثالية
8/6
قال ابن القيم الجوزية -رحمه الله " -الشريعة تحمل في طياتها المثالية والواقعيةُ ،تشجع
على السعي نحو ال أفضل وتوجيه الجهود لتحقيق الرضا ال إلهي في الظروف العملية"
الثبات والمرونة :ونعني بهما التوازن بين الثبات والتطور ،أو الثبات والمرونة .الثبات •
هو ما يجب أن يظل دائ ًما ويستمر ،بينما المرونة هي ما ينبغي أن يتطور ويتغير .لكل
من الثبات والمرونة مظاهر ودلائل متعددة .يمكننا العثور عليها في مصادر ال إسلام،
حيث يتجلى هذا الثبات في المصادر ال أصلية النصية القر آنية والسنة النبوية ،حيث
يعتبر القر آن هو ال أصل والدستور ،ويعتبر الاجتهاد وسيلة للت أقلم مع التطورات والتغيرات
في العصر .وتتجلى المرونة في المصادر الاجتهادية التي اختلف فيها فقهاء ال أمة،
مثل الاجماع والقياس والاستحسان والمصالح المرسلة و أقوال الصحابة ،وغير ذلك
8/7
قال ال إمام الشاطبي -رحمه الله " -الشريعة ال إسلامية تتميز بالثبات والمرونة ،فهي ثابتة
في القيم والمبادئ ال أساسية ،ومرنة في التعامل مع التغيرات والظروف الفريدة" -مصدر:
"الموافقات" -
قال ابن تيمية -رحمه الله " -الشريعة ال إسلامية تجمع بين الثبات والمرونة ،فهي ثابتة في
القيم ال أساسية وال أحكام العامة ،ومرنة في تطبيقها على الظروف الخاصة والتغيرات المتعلقة
8/8