Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 3

‫اثلثا ‪ :‬استشهاده بأقوال األمئة ‪:‬‬

‫ونلمس ذكل عند الكم ابن فرحون عن اآلداب ال!!يت جيب عىل القايض الزتاهما حيامن ق!!ال‪ « :‬ومهنا أن!!ه ينبغي الترته عن‬
‫دخول امحلام ما أمكنه ‪ ،‬إذ ال يسمل من اإلطالع عىل عورة‪ ،‬ألن امحلام مظنة ذلكل ال سامي م!!ع العام!!ة ‪ ،‬وق!!د ق!!ال ماكل‬
‫ريض اهللا عن!!ه ‪:‬واهللا م!!ا دخ!!ول امحلام بص!!واب م!!ع م!!ا ت!!دعوا إلي!!ه خمالط!!ة الن!!اس هناكل من سقوط الهيب!!ة و نقص‬

‫املروءة ‪ ،‬فإن دخهل خاليا فال بأس و ال كراهة فيه حينئذ » (مزاري‪2016 ،‬م)‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬تنوع أخذه اآلراء من مجيع املذاهب دون تعصب ملذهب معني ‪:‬‬

‫املتأمل يف خشصية ابن فرحون يف كتاب تبرصة احلاكم جيدها خشصية علمية ابرزة‪ ،‬وذكل ألمانت!!ه العلمي!!ة املمتثةل يف‬
‫إسناد األقوال إىل أحصابه مع كرثة تعقيباته املفيدة و استدرااكته مبينا للك ذي عق!!ل راحج أن!!ه ال يس!!مل مجلي!!ع م!!ا ينقهل ‪،‬‬
‫ونلمس ذكل فامي ييل ‪:‬‬

‫تعقبه رمحه اهللا عىل اإلمام الق!!رايف رمحه اهللا يف كتاب!!ه الف!!روق يف مس!أةل الشهادة وصفهتا واللف!!ظ اذلي تص!!ح ب!!ه‬
‫الشهادة فقال – رمحه اهللا « ‪ -:‬ق!!ال الق!رايف –رمحه اهللا‪ -‬يف الف!رق الس!!ابع والعرشين و املائتني‪ :‬اعمل أن أداء الشهادة‬
‫ال يصح ابخلرب البتة ‪ ،‬فل!!و ق!!ال الش!!اهد للحامك‪ :‬أان أخربك أهيا القايض ب!أن لزي!د عن!!د معرو دين!!ارا عن يقني ‪ ،‬فال جيوز‬
‫اعامتد القايض عىل هذا الوعد‪ ،‬ولو قال‪ :‬قد أخربتك أهيا القايض بك!ذا ‪ ،‬اكن ك!ذاب ‪ ،‬ألن مقتض!اه تق!دم األخب!ار من!ه ومل‬
‫يق!!ع‪ ،‬و الاعامتد عىل الك!!ذب ال جيوز‪ ،‬فاملستقبل و عد و املايض ك!!ذب ‪ ،‬امس الفاعل املقتيض للحال كقوهل‪ ،‬أان خمربك‬
‫أهيا القايض بذكل فإنه إخبار عن اتصافه ابخلرب للقايض‪ ،‬وذكل مل يقع يف احلال‪ ،‬ب!ل الب!د من إنش!اء األخب!ار عن الواقع!ة‬
‫املشهود هبا ‪ ،‬واإلنش !!اء ليس خبرب ‪ ،‬وذلكل ال حيمتل التص !!ديق والتك !!ذيب‪ ،‬ف !!إذا ق !!ال الش !!اهد‪ ":‬أشهد عن !!دك أهيا‬
‫القايض"اكن إنشاء‪ ،‬ولو قال‪" :‬شهدت"‪ ،‬مل يكن إنشاء "‪ .‬قال حيهنا ابن فرحون ‪ -‬عليه رمحة اهللا «‪ -:‬وهذا اذلي ذكره‬
‫القرايف هو مذهب الشافعي ومل أره عند أحد من املالكية ‪ ،‬ونقل مشس ادلين ابن قمي اجلوزي!!ة أن م!!ذهب ماكل –رمحه‬
‫اهللا ‪ -‬او أب حنيفة وظاهر الكم أمحد ابن حنب!!ل أن!ه ال يشرتط يف حصة الشهادة لف!ظ أشهد ‪ ،‬ب!ل مىت ق!!ال الش!!اهد‪:‬‬
‫رأيت ك!!ذا وك!!ذا أو مسعت حنو ذكل ‪ ،‬اكنت شهادة من!!ه وليس يف كت!!اب اهللا تع!!اىل وال سنة رس!!ول اهللا ص!!ىل اهللا‬

‫عليه وسمل موضع واحد يدل عىل اشرتاط لفظ الشهادة ‪( » ...‬اليعمري‪1986 ،‬م)‪.‬‬
‫ونالحظ ذكل كذكل حيامن تطرق علي!ه رمحة اهللا يف الكم!ه إىل م!ا يتعل!ق مبجلس القايض ومسكنه حني ق!ال ‪: « :‬‬
‫قال يف املدونة ‪ :‬القضاء يف املسجد من األم!!ر الق!!دمي‪ ،‬وه!!و احلق والص!!واب‪ ،‬ق!!ال ماكل‪ :‬ألن!!ه ال يرىض في!!ه ابدلون من‬
‫اجمللس و ه!!!و أق!!!رب عىل الن!!!اس يف شهودمه ويف ااجملموعة وكت!!!اب املواز عن ماكل‪ :‬ال ب!!!أس أن يقيض القايض يف‬
‫مرتهل ‪ ...‬ويف تنبيه احلاكم ويكره اجللوس لأل حاكم يف داره‪.‬‬

‫اخلامتة‬

‫بناًء عىل اخلالصة اليت ميكن استخالصها من العرض أعاله‪ ،‬اذلي فإن أمه النتاجئ اليت متحصت بعد هذه ادلراسة‬
‫هو أن خشصية اإلمام ابن فرحون رمحه اهللا من أمه خشصيات مدرسة الفق!!ه املاليك ال!!يت س!!امهت مبجهوده!!ا الفك!!ري و‬
‫العلمي يف مسرية الفق!!ه اإلساليم ‪ .‬مث‪ ،‬أن كت!!اب "تبرصة احلاكم يف أص!!ول األقضية ومن!!اجه األحاكم ‪ :‬من أمه املص!!ادر‬
‫القمية يف الفقه اإلساليم يف ابب القضاء ‪ ،‬ومنه فهو يعترب مرجعا فقهي!!ا يف ه!!ذا الفن خصوص!!ا عن!!د املالكي!!ة و ه!!و أول‬
‫من وضع اللبنة األساسية لفقه القضاء املاليك من حيث ادلراسة و التحليل ‪.‬‬

‫احلمك من خالل طريقة الكتاب مثري لالهامتم أيًض ا هو من حيث مصدر كتابه ‪ ،‬فه!و كثري اإلم!ام ابن فرح!ون س!امه‬
‫يف خدمة الفقه املاليك و ذكل ابعامتده عىل مصادر كثرية ومتنوعة للاملكية سواء عند املتقدمني أو املت !أخرين مهنم بيهنا أن‬
‫من إنصاف هذا العامل الفذ أمانته العلمية ادلقيقة يف عزو األخبار و الفتاوى إىل أهلها من الصحابة و الت!!ابعني و غريمه من‬
‫أهل العمل مما زاد مصنفه أكرث ثقة من هجة التوثي!ق ‪ .‬يف ه!ذا الكت!اب يق!ول أيض!ا عن خشصية اإلم!ام ابن فرح!ون رمحه‬
‫اهللا تعاىل ممتزية بعدم التعصب لأل شخاص وال للمذاهب ب!!دليل م!!ا أورده رمحه اهللا يف خض!!م دراسته من استدالالته‬
‫املتنوعة من فقهاء املذهب املاليك و غريمه من فقهاء املذاهب األخرى مع عدم التسلمي ألي فتوى ينقلها ب!!ل ق!!د يناقشها‬
‫علمي!!ا دون تعص!!ب أو متي!!ع ‪ .‬أن غالب القواعد الفقهي!!ة ال!!واردة يف ‪ :‬تبرصة احلاكم عىل لس!!ان ص!!احهبا مستوحاة من‬
‫نص!وص الرشع و أق!وال العلامء إال م!ا ن!در مهنا و القواعد الفقهي!ة ال!واردة يف ه!ذا املصنف جاءت للتعلي!ل و التقرير ال‬
‫قص!!د امجلع والت!أليف ونلمس ذكل يف رب!!ط معظم م!!ا ورد مهنا بتطبيقات!!ه ال!!يت قص!!د رمحه اهللا تع!!اىل حتليله!!ا‪ .‬وأخريا‪،‬‬
‫يتكون الكتاب من ثالثة القسم هو األول من الكتاب يف مق!دمات ه!ذا العمل وفي!ه أب!واب‪ .‬اثني!ا‪ ،‬من الكت!اب يف أن!واع‬
‫البينات واثلثا هو من الكتاب يف القضاء ابلسياسة الرشعية‪.‬‬
‫املراجع‬

‫إبراهمي بن عيل بن محمد‪ ،‬ابن فرحون‪ ،‬برهان ادلين اليعمري‪1986( .‬م)‪ .‬تبرصة احلاكم يف أصول األ قضية ومناجه‬
‫األ حاكم‪ .‬القاهرة‪ ،‬مرص‪ :‬مكتبة اللكيات األزهرية‪.‬‬
‫زكرايء مزاري‪ 2016( .‬م)‪ .‬القواعد الفقهية عند اإلمام ابن فرحون ( ت ‪ 799‬ه ) من خالل كتابه تبرصة احلاكم يف‬
‫أصول األقضية ومناجه األحاكم ( ابب ادلعاوى والشهادات أمنوذجا )‪ .‬مدينة‪ :‬لكية العلوم اإلسالمية‪.‬‬

You might also like