اسم المحاضرة :عالقات تركيا الخارجية بعد الحرب العالمية الثانية انتهجت تركيا ،منذ إعالن الجمهورية سياسة خاالجية عكست الى ٍ حد كبير ،السالم في الخارج .وقد نجحت هذه السياسة خالل الحرب العالمية الثانية ،حيث وقفت تركيا على الحياد أزاء الصراع المسله بين المانيا وقوى المحور وبريطانيا وقوى الحلفاء. ومع إن السياسة الخارجية لتركيا ،بعد الحرب العالمية الثانية تأثرت بالمنطلقات التي سادت العالم آنذاك بتأثير النظام العالمي الجديد الذي تمثّل بظهور كتلتين متنازعتين هما االتحاد السوفيتي والواليات المتحدة االمريكية ،إال أن ثمة خطوطاً رئيسة في السياسة الخارجية ،أتفقت عليها كل األحزاب الرئيسة في تركيا .ويبدو أن لموقع تركيا الجيوبوليتكي ،بوصفها جس اًر بين الغرب والشرق ،أث اًر كبي اًر في رسم السياسة الخارجية التركية.
العالقات التركية – السوفيتية:
أتسمت العالقات التركية – السوفيتية بعد الحرب العالمية الثانية بالتوتر .فلم تكد الحرب العالمية الثانية قدمت الحكومة تضع أوزارها حتى بدأت المشكالت االقليمية بين تركيا واالتحاد السوفيتي .ففي 9آذار ّ 1945 السوفيتية مذكرة الى الحكومة التركية جاء فيها :أن معاهدة الحياد وعدم االعتداء الموقّع عليها بين الدولتين لم تعد مالئمة للوضع الجديد ،وهي بحاجة الى تعديل جديد لكي تتالئم مع ظروف ما بعد الحرب .وفي حزيران من السنة ذاتها أعلنت الحكومة السوفيتية أنه إذا ما أُريد توقيع معاهدة جديدة فيجب منح االتحاد السوفيتي قاعدة على مضايق البحر االسود.
العالقات التركية – االمريكية:
وصلت تركيا في أيار 1947بعثة خدمات خاصة أمريكية ،تتألف من أثني عشر رجالً في الجيش االمريكي وشتة رجال من البحرية وثالثة من سالح الجو واثنين من الخبراء االقتصاديين وذلك لمعرفة احتياجات الجيش التركي .وقد أدركت البعثة أن تركيا بلد متأخرتنقصه الخبرة ،وأنه بحاجة الى رأسمال ،وكذلك الى الكفاءات العلمية والتنظيم االقتصادي الواعي .أما طرق المواصالت التركية التي تؤلف عامالً مهماً في الستراتيجية الدفاعية التركيةفرديئة جداً .لذلك قدموا مقترحاً بضرورة شمول تركيا بمبدأ ترومان The Truman Doctrineالقاضي َّ بأن تركيا بحاجة الى الدعم االقتصادي((لحماية وسائل المدنية الحديثة والستمرار الوحدة القومية فيها. تم التوقيع على اتفاقية المعونة العسكرية بين تركيا والواليات المتحدة. وفي 12تموز َّ 1947 العالقات بين تركيا والجماعة االوروبية: أما بشأن العالقات بين تركيا والجماعة االوروبية ،فقد كانت اتفاقية 12أيلول ،1963التي ُع ِق َدت في أنقرة ،تمثل أكبر خطوة اتخذتها تركيا عن طريق توطيد عالقاتها بأوروبا .وتسعى تركيا منذ انضمامها الى السوق االوربية المشتركة ،أن تكون عضواً كامالً .وعلى الرغم من أن توركوت أوزال رئيس الجمهورية التركية الحالي( )1991كان يعارض إنضمام تركيا الى عضوية الجماعة االوروبية ،عندما كان رئيساً لهيئة التخطيط غير موقفه بعد ذلك أزاء هذه المسألة من منطلق نجاح تركيا في التصنيع وزيادة قبل إنقالب ،1980إال أنه ّ َّ قال((:إن صادراتها الصناعية .والى شيء من هذا القبيل أشار توركوت أوزال في تموز سنة 1987حين صادرات تركيا في سنة 1980كانت حوالي( )2.9مليار دوالر فقط .وكانت الصادرات التركية الصناعية منها تش ّكل( . )35%و في السنة 1987فإن صادرات تركيا بلغت( )9مليار دوالر تش ّكل منها الصادرات الصناعية حوالي( )%79مليون دوالر في سنة 1980الى( )7.11مليار دوالر في السنة .)) 1987 واضاف اوزال أن عضوية المجموعة االوروبية مفيدة فقط للدول الصناعية ،خاصةً الحديد والصلب واإلطارات وغيرها( )80%من صادراتها ،فإنها مستعدة وقادرة لالنضمام الى المجموعة االوروبية .ومع أن هناك مشكالت كثيرة شهدتها العالقات بين تركيا و المجموعة االوروبيةَّ ، فإن النظر في طلب تركيا سيستغرق فترة تمت الى نهاية القرن الحالي.
العالقات التركية مع األقطار األفريقية:
تتسم العالقات بين تركيا و األقطار األفريقية ،بأنها محدودة وال تزال قاصرة على مستوى ضعيف من التبادل التجاري والمعونات .ففي 5كانون األول ،1988قررت الحكومة التركية تقديم بعذ المساعدات الفنية بقيمة( )10مليون دوالر الى( )12دولة أفريقية منها السنغال ومالي و ازمبيا .وتحاول تركيا البحث عن أسواق لتصريف منتجاتها في افقريقيا ،وذلك عن طريق بعض االقطار العربية االفريقية مثل مصر .أما بشأن عالقاتها مع جنوب أفريقيا ،فقد أخذت بالتطور ،فعلى سبيل المثال بلغت قيمة واردات تركيا من جنوب أفريقيا()182.2 مليار ليرة تركية وصادراتها اليها( )4.5مليون ليرة تركية .وقد ذكرت إحدى الصحف التركية في 25آذار 1988أن جنوب أفريقيا مهتمة بتسويق منتجاتها في مناطق التجارة الحرة التركية المطلة على البحر المتوسط. وذلك للتغلب على مشكالتها االقتصادية بسبب الثيود والعقوبات المفروضة عليها.
المصدر :إبراهيم خليل أحمد و آخرون ،تركيا المعاصرة ،الموصل.1988 ،