Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 2

‫التسلسل ‪26 – 25 :‬‬

‫اسم المادة ‪ :‬تاريخ تركيا‬


‫اسم المحاضرة‪ :‬عالقات تركيا الخارجية بعد الحرب العالمية الثانية‬
‫انتهجت تركيا‪ ،‬منذ إعالن الجمهورية سياسة خاالجية عكست الى ٍ‬
‫حد كبير‪ ،‬السالم في الخارج‪ .‬وقد‬
‫نجحت هذه السياسة خالل الحرب العالمية الثانية‪ ،‬حيث وقفت تركيا على الحياد أزاء الصراع المسله بين المانيا‬
‫وقوى المحور وبريطانيا وقوى الحلفاء‪.‬‬
‫ومع إن السياسة الخارجية لتركيا‪ ،‬بعد الحرب العالمية الثانية تأثرت بالمنطلقات التي سادت العالم آنذاك‬
‫بتأثير النظام العالمي الجديد الذي تمثّل بظهور كتلتين متنازعتين هما االتحاد السوفيتي والواليات المتحدة‬
‫االمريكية‪ ،‬إال أن ثمة خطوطاً رئيسة في السياسة الخارجية‪ ،‬أتفقت عليها كل األحزاب الرئيسة في تركيا‪ .‬ويبدو‬
‫أن لموقع تركيا الجيوبوليتكي‪ ،‬بوصفها جس اًر بين الغرب والشرق‪ ،‬أث اًر كبي اًر في رسم السياسة الخارجية التركية‪.‬‬

‫العالقات التركية – السوفيتية‪:‬‬


‫أتسمت العالقات التركية – السوفيتية بعد الحرب العالمية الثانية بالتوتر‪ .‬فلم تكد الحرب العالمية الثانية‬
‫قدمت الحكومة‬ ‫تضع أوزارها حتى بدأت المشكالت االقليمية بين تركيا واالتحاد السوفيتي‪ .‬ففي ‪ 9‬آذار ‪ّ 1945‬‬
‫السوفيتية مذكرة الى الحكومة التركية جاء فيها‪ :‬أن معاهدة الحياد وعدم االعتداء الموقّع عليها بين الدولتين لم‬
‫تعد مالئمة للوضع الجديد‪ ،‬وهي بحاجة الى تعديل جديد لكي تتالئم مع ظروف ما بعد الحرب‪ .‬وفي حزيران من‬
‫السنة ذاتها أعلنت الحكومة السوفيتية أنه إذا ما أُريد توقيع معاهدة جديدة فيجب منح االتحاد السوفيتي قاعدة‬
‫على مضايق البحر االسود‪.‬‬

‫العالقات التركية – االمريكية‪:‬‬


‫وصلت تركيا في أيار ‪ 1947‬بعثة خدمات خاصة أمريكية‪ ،‬تتألف من أثني عشر رجالً في الجيش‬
‫االمريكي وشتة رجال من البحرية وثالثة من سالح الجو واثنين من الخبراء االقتصاديين وذلك لمعرفة احتياجات‬
‫الجيش التركي‪ .‬وقد أدركت البعثة أن تركيا بلد متأخرتنقصه الخبرة‪ ،‬وأنه بحاجة الى رأسمال‪ ،‬وكذلك الى‬
‫الكفاءات العلمية والتنظيم االقتصادي الواعي‪ .‬أما طرق المواصالت التركية التي تؤلف عامالً مهماً في‬
‫الستراتيجية الدفاعية التركيةفرديئة جداً‪ .‬لذلك قدموا مقترحاً بضرورة شمول تركيا بمبدأ ترومان ‪The Truman‬‬
‫‪ Doctrine‬القاضي َّ‬
‫بأن تركيا بحاجة الى الدعم االقتصادي((لحماية وسائل المدنية الحديثة والستمرار الوحدة‬
‫القومية فيها‪.‬‬
‫تم التوقيع على اتفاقية المعونة العسكرية بين تركيا والواليات المتحدة‪.‬‬
‫وفي ‪ 12‬تموز ‪َّ 1947‬‬
‫العالقات بين تركيا والجماعة االوروبية‪:‬‬
‫أما بشأن العالقات بين تركيا والجماعة االوروبية‪ ،‬فقد كانت اتفاقية ‪ 12‬أيلول ‪ ،1963‬التي ُع ِق َدت في‬
‫أنقرة‪ ،‬تمثل أكبر خطوة اتخذتها تركيا عن طريق توطيد عالقاتها بأوروبا‪ .‬وتسعى تركيا منذ انضمامها الى السوق‬
‫االوربية المشتركة‪ ،‬أن تكون عضواً كامالً‪ .‬وعلى الرغم من أن توركوت أوزال رئيس الجمهورية التركية‬
‫الحالي(‪ )1991‬كان يعارض إنضمام تركيا الى عضوية الجماعة االوروبية‪ ،‬عندما كان رئيساً لهيئة التخطيط‬
‫غير موقفه بعد ذلك أزاء هذه المسألة من منطلق نجاح تركيا في التصنيع وزيادة‬
‫قبل إنقالب ‪ ،1980‬إال أنه ّ‬
‫َّ‬
‫قال‪((:‬إن‬ ‫صادراتها الصناعية‪ .‬والى شيء من هذا القبيل أشار توركوت أوزال في تموز سنة ‪ 1987‬حين‬
‫صادرات تركيا في سنة ‪ 1980‬كانت حوالي(‪ )2.9‬مليار دوالر فقط‪ .‬وكانت الصادرات التركية الصناعية منها‬
‫تش ّكل(‪ . )35%‬و في السنة ‪ 1987‬فإن صادرات تركيا بلغت(‪ )9‬مليار دوالر تش ّكل منها الصادرات الصناعية‬
‫حوالي(‪ )%79‬مليون دوالر في سنة ‪ 1980‬الى(‪ )7.11‬مليار دوالر في السنة ‪.)) 1987‬‬
‫واضاف اوزال أن عضوية المجموعة االوروبية مفيدة فقط للدول الصناعية‪ ،‬خاصةً الحديد والصلب‬
‫واإلطارات وغيرها(‪ )80%‬من صادراتها‪ ،‬فإنها مستعدة وقادرة لالنضمام الى المجموعة االوروبية‪ .‬ومع أن هناك‬
‫مشكالت كثيرة شهدتها العالقات بين تركيا و المجموعة االوروبية‪َّ ،‬‬
‫فإن النظر في طلب تركيا سيستغرق فترة‬
‫تمت الى نهاية القرن الحالي‪.‬‬

‫العالقات التركية مع األقطار األفريقية‪:‬‬


‫تتسم العالقات بين تركيا و األقطار األفريقية ‪ ،‬بأنها محدودة وال تزال قاصرة على مستوى ضعيف من‬
‫التبادل التجاري والمعونات‪ .‬ففي ‪ 5‬كانون األول ‪ ،1988‬قررت الحكومة التركية تقديم بعذ المساعدات الفنية‬
‫بقيمة(‪ )10‬مليون دوالر الى(‪ )12‬دولة أفريقية منها السنغال ومالي و ازمبيا‪ .‬وتحاول تركيا البحث عن أسواق‬
‫لتصريف منتجاتها في افقريقيا‪ ،‬وذلك عن طريق بعض االقطار العربية االفريقية مثل مصر‪ .‬أما بشأن عالقاتها‬
‫مع جنوب أفريقيا‪ ،‬فقد أخذت بالتطور‪ ،‬فعلى سبيل المثال بلغت قيمة واردات تركيا من جنوب أفريقيا(‪)182.2‬‬
‫مليار ليرة تركية وصادراتها اليها(‪ )4.5‬مليون ليرة تركية‪ .‬وقد ذكرت إحدى الصحف التركية في ‪ 25‬آذار‬
‫‪ 1988‬أن جنوب أفريقيا مهتمة بتسويق منتجاتها في مناطق التجارة الحرة التركية المطلة على البحر المتوسط‪.‬‬
‫وذلك للتغلب على مشكالتها االقتصادية بسبب الثيود والعقوبات المفروضة عليها‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬إبراهيم خليل أحمد و آخرون‪ ،‬تركيا المعاصرة‪ ،‬الموصل‪.1988 ،‬‬

You might also like