Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 20

‫مجلة الدراسات القانونية (صنف ج) ‪Journal OF LEGAL STUDIES (Class C) -‬‬

‫مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحي ى فارس بالمدية (الجزائر)‬
‫‪ISSN 2437-0304‬‬
‫‪EISSN: 2602-5108‬‬
‫رقم اإليداع القانوني‪2015- 3039 :‬‬
‫آ‬
‫ص‪768 - 749 :‬‬ ‫السنة‪ :‬جانفي ‪ 2022‬م‪-‬جمادى الخرة ‪ 1443‬ه‬ ‫العدد‪01 :‬‬ ‫المجلد‪08 :‬‬
‫كاميات المراقبة ر ن‬
‫بي اعتبارات إثبات الجريمة‬ ‫ر‬
‫ن‬
‫وانتهاك الحق يف الخصوصية‬
‫‪Surveillance cameras between considerations of‬‬
‫‪proof of crime and violation of to privacy‬‬
‫القينع بن يوسف‬
‫ي‬ ‫د‪.‬‬ ‫فرحة عبد الرؤوف‬
‫ر‬
‫محاضـ ـ أ ـ‬ ‫أستاذ‬ ‫طالب دكتوراه‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬ ‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬
‫يح فارس المدية‬ ‫جامعة ي‬ ‫يح فارس المدية‬‫جامعة ي‬
‫‪elkinai.benyoucef@univ-medea.dz‬‬ ‫‪ferha.abderaouf@univ-medea.dz‬‬

‫تاريخ ارسال المقال‪ 2021-07-24 :‬تاريخ قبول المقال‪ 2021-10-08 :‬تاريخ نشر المقال‪2022-01-20:‬‬

‫الملخص‪:‬‬

‫غي مسبوقة لم يشهدها التاري خ من قبل بواسطة شبكات من‬ ‫أصبح الناس تحت المراقبة بصورة ر‬
‫كاميات المراقبة سواء ف الشوارع أو المتاجر وأماكن العمل‪ ،‬ى‬
‫وحت داخل المساكن‪ ،‬األمر الذي فتح نقاشا‬ ‫ر‬
‫ي‬
‫الكبي عىل‬ ‫ميايد يف خضم اإلقبال‬‫حول المساس بخصوصية الناس وتراجع مساحة الحرية الفردية بشكل ى‬
‫ر‬
‫الكاميات و استخدامها‪.‬‬
‫ر‬ ‫اقتناء هاته‬
‫بالمقابل قد يبدو استخدام هذه التقنية رميرا كونها تساعد يف مكافحة الجريمة من خالل تعقب‬
‫المجرمي وإثباتها ف حقهم مما يجعل حياة المواطن ر‬
‫أكي أمانا‪ ،‬لذا نسىع من خالل هذه الدراسة إىل‬ ‫ي‬ ‫ر‬
‫كاميات المراقبة يف إثبات الجريمة‪ ،‬وإىل أشكال مساسها بالحق يف الخصوصية‪.‬‬
‫الخوض يف دور ر‬

‫عي الفيديو‪ ،‬رأشطة الفيديو‪ ،‬المساس بالحق يف‬ ‫الكلمات المفتاحية‪ :‬ر‬
‫كاميات المراقبة‪ ،‬نظام المراقبة ر‬
‫الخصوصية‪ ،‬الصورة‪ ،‬إثبات الجريمة‪.‬‬

‫___________________‬
‫*المؤلف المرسل‬

‫‪749‬‬
‫مجلة الدراسات القانونية (صنف ج) ‪Journal OF LEGAL STUDIES (Class C) -‬‬
‫مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحي ى فارس بالمدية (الجزائر)‬
‫‪ISSN 2437-0304‬‬
‫‪EISSN: 2602-5108‬‬
‫رقم اإليداع القانوني‪2015- 3039 :‬‬
‫آ‬
‫ص‪768 - 749 :‬‬ ‫السنة‪ :‬جانفي ‪ 2022‬م‪-‬جمادى الخرة ‪ 1443‬ه‬ ‫العدد‪01 :‬‬ ‫المجلد‪08 :‬‬
‫‪Abstract:‬‬

‫‪People have become unprecedentedly under survillance, never before seen by‬‬
‫‪networks of surveillance cameras, whether in the streets, shops, workpaces, and‬‬
‫‪even within homes, which has opened a debate on conpromising the privacy of‬‬
‫‪people and increasingly diminhing individual freedom in the midst of a high‬‬
‫‪demand for the acquisition and use of this technique.‬‬

‫‪In return, the use of this technique may seem justified by the fact that it helps‬‬
‫‪combat crime by tracking down criminals and proving them against them, which‬‬
‫‪has made secure, so through this study we seek to delve into the role of‬‬
‫‪surveillance cameras in establishing crime, and into forms that impinge on the‬‬
‫‪right to privacy.‬‬

‫‪Key words: Surveillance, video Surveillance system, video tapes, violations of the‬‬
‫‪right to privacy, image, prove the crime.‬‬

‫المقدمة‪:‬‬

‫ر‬
‫ر ي‬
‫التكنولوج‬ ‫كبي السيما بعد التطور‬‫كاميات المراقبة بشكل ر‬
‫انتشت ظاهرة استخدام ر‬
‫الت ترصد تحركاتنا لحظة‬ ‫ى‬
‫كاميات المراقبة ي‬
‫الذي وصل إليه العالم يف مجال التصوير و ر‬
‫الكثيين و تباينت بشأنها ردود‬
‫ر‬ ‫بلحظة‪ ،‬بحيث أشعلت هاته التقنية جدال واسعا لدى‬
‫األفعال ربي مؤيد و معارض‪ ،‬فهناك من يقر بأنها غدت أولوية يف الوقت الراهن باعتبارها‬
‫أداة للحفاظ عىل األمن و النظام العام‪ ،‬وهناك من يرى أنها انتهاك لخصوصية الفرد‬
‫وتقيد لحريته يف أغلب األحيان ‪.‬‬
‫الكاميات بأنها جهاز معد اللتقاط و نقل و تسجيل الصورة‪ ،‬بحيث يتنوع‬‫ر‬ ‫تعرف هاته‬
‫مجال استخدامها من مجرد المشاهدة الفورية للوقائع إىل إمكانية القيام بتسجيل‬
‫تتمي هاته التقنية بخاصية مراقبة ما تقوم‬‫األحداث يف األماكن الموجودة فيها‪ ،‬كما ر‬
‫ى‬
‫حت الهاتف النقال من أماكن بعيدة إذ ال يشيط‬ ‫عي أجهزة الكومبيوتر و ى‬ ‫بتصويره ر‬
‫ى‬ ‫ُ‬
‫التواجد عن قرب و ذلك من خالل ربطها بشبكة اإلنينت‪ ،‬إضافة إىل أنها تمكن صاحبها‬
‫من المتابعة الحية و المستمرة لما ترصده يف شكل شاشة واحدة مقسمة حسب عدد‬
‫الكاميات إىل جانب أنها تضمن ألصحابها المراقبة الليلية لممتلكاتهم و تأمينها من‬ ‫ر‬
‫مخاطر المساس بها‪.‬‬

‫‪750‬‬
‫مجلة الدراسات القانونية (صنف ج) ‪Journal OF LEGAL STUDIES (Class C) -‬‬
‫مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحي ى فارس بالمدية (الجزائر)‬
‫‪ISSN 2437-0304‬‬
‫‪EISSN: 2602-5108‬‬
‫رقم اإليداع القانوني‪2015- 3039 :‬‬
‫آ‬
‫ص‪768 - 749 :‬‬ ‫السنة‪ :‬جانفي ‪ 2022‬م‪-‬جمادى الخرة ‪ 1443‬ه‬ ‫العدد‪01 :‬‬ ‫المجلد‪08 :‬‬
‫األمت يف‬
‫ي‬ ‫الكثيون واحدة من أهم الوسائل المستجدة يف المجال‬ ‫ر‬ ‫اعتيها‬
‫هذا و قد ر‬
‫تنام ظاهرة العنف و الشقات يف مجتمعاتنا‪ ،‬حيث‬ ‫ظل انتشار العمليات اإلرهابية و ي‬
‫أصبحت ضورة أمنية للمؤسسات و األفراد يف غالبية األماكن العامة منها أو الخاصة‪،‬‬
‫إىل جانب دورها الهام يف الحد من ارتكاب الجريمة من خالل ما تقدمه من صور مسجلة‬
‫للحوادث اإلجرامية تدعم بها التحقيقات و تكون بمثابة دليل مادي عىل ارتكاب الجريمة‬
‫مقيفها‪ ،‬باإلضافة إىل ما يشكله وجودها من ردع لكل من تسول له نفسه‬ ‫و كشف ى‬
‫تجاوز القانون‪.‬‬

‫احيام الحق يف الخصوصية و‬ ‫يبق ى‬ ‫كاميات المراقبة ى‬ ‫الكبي عىل اقتناء ر‬


‫ر‬ ‫يف ظل التهافت‬
‫الحريات العامة ضورة البد منها‪ ،‬عىل اعتبار أن هاته التقنية يمكن لها المساس بحق‬
‫حت تخزين الصور‬ ‫عي التقاطها و تسجيلها دون علمه‪ ،‬بل و يمكن لها ى‬ ‫الفرد يف صورته ر‬
‫كاميات المراقبة‬
‫تغي محتواها (عملية المونتاج)‪ ،‬هنا تظهر خطورة ر‬ ‫الملتقطة و نقلها و ر‬
‫الت تسىع التشيعات لحمايتها ضد مختلف أشكال االعتداء‬ ‫ر‬ ‫ى‬
‫عىل الخصوصية الفردية ي‬
‫عليها‪.‬‬
‫نش مقاطع فيديو عىل مواقع التواصل‬ ‫ر‬
‫الطي بلة ف هذا الخصوص كية ر‬
‫ي‬ ‫و ما زاد ر‬
‫مقاه و مساكن صور‬ ‫ي‬ ‫كاميات المراقبة داخل محاالت و‬ ‫عي ر‬ ‫االجتماع التقطت ر‬ ‫ي‬
‫ى‬
‫ألشخاص يف وضعيات مختلفة أو حت لعمليات شقة من ممكن أن يرفض أصحابها‬
‫كاميات المراقبة و حقهم يف الصورة ‪ ،‬األمر‬ ‫ر‬ ‫نشها و إذاعتها تحت مضلة عدم قانونية‬ ‫ر‬
‫ر‬
‫كاميات المراقبة بغية تحقيق‬ ‫الذي يدعونا إىل طرح اإلشكالية التالية‪ :‬كيت استخدامات ر‬
‫كي معها الكالم عن الحق يف الخصوصية‪ ،‬فكيف‬ ‫أهداف متعلقة بمكافحة الجريمة و ر‬
‫التشي ع الجزائري يف الموازنة ربي ضورة إثبات‬ ‫التشيعات المقارنة و منها ر‬ ‫وفقت ر‬
‫الجريمة من جهة‪ ،‬و حماية الحق يف الخصوصية من جهة أخرى؟‬
‫و لإلجابة عن اإلشكالية المطروحة قمنا بوضع الخطة التالية‪:‬‬
‫كاميات المراقبة يف إثبات الجريمة‪.‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬دور ر‬
‫التشي ع الجزائري‪.‬‬‫لكاميات المراقبة ف ر‬ ‫ر‬ ‫القانون‬ ‫المطلب األول‪ :‬النظام‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫الجنان‪.‬‬
‫ي‬ ‫كاميات المراقبة يف اإلثبات‬ ‫الثان‪ :‬القيمة القانونية لتسجيالت ر‬ ‫المطلب ي‬
‫كاميات المراقبة‪.‬‬
‫عي ر‬ ‫الثان‪ :‬االعتداء عىل الحق يف الخصوصية ر‬ ‫المبحث ي‬
‫كاميات المراقبة بالخصوصية ف ر‬
‫التشيعات المقارنة‪.‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬صور مساس ر‬
‫ي‬
‫كاميات المراقبة بالخصوصية ف ر‬
‫التشي ع الجزائري‪.‬‬ ‫الثان‪ :‬صور مساس ر‬
‫ي‬ ‫المطلب ي‬

‫‪751‬‬
‫مجلة الدراسات القانونية (صنف ج) ‪Journal OF LEGAL STUDIES (Class C) -‬‬
‫مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحي ى فارس بالمدية (الجزائر)‬
‫‪ISSN 2437-0304‬‬
‫‪EISSN: 2602-5108‬‬
‫رقم اإليداع القانوني‪2015- 3039 :‬‬
‫آ‬
‫ص‪768 - 749 :‬‬ ‫السنة‪ :‬جانفي ‪ 2022‬م‪-‬جمادى الخرة ‪ 1443‬ه‬ ‫العدد‪01 :‬‬ ‫المجلد‪08 :‬‬

‫كاميات المراقبة يف إثبات الجريمة‬ ‫المبحث األول‪ :‬دور ر‬


‫ى‬
‫الت تبنتها دول‬
‫كاميا الفيديو من ربي األساليب الحديثة ي‬ ‫تعد تقنية المراقبة بواسطة ر‬
‫العالم للحد من الظاهرة اإلجرامية و المحافظة عىل النظام العام‪ ،‬كما ساهمت هاته‬
‫تكت الجرائم و إلقاء القبض عليهم‪ ،‬و‬ ‫ر‬
‫األخية بشكل مباش يف عملية التعرف عىل مر ر ي‬ ‫ر‬
‫بالتاىل سهولة إثبات الجريمة يف حقهم‪.‬‬ ‫ي‬
‫لكاميات المراقبة يف التحكم يف معدالت ارتكاب‬ ‫ر‬ ‫من هنا يظهر الدور الفعال‬
‫تعتي دليال يمكن‬‫كاميات المراقبة ر‬
‫الجريمة و سهولة كشفها عىل فرض اعتبار تسجيالت ر‬
‫الجنان‪ .‬وهذا ما يجرنا للبحث يف القيمة القانونية لتسجيالت‬ ‫ي‬ ‫االعتماد عليه يف اإلثبات‬
‫القانون‬
‫ي‬ ‫الجنان‪ ،‬لكن قبل ذلك ارتأينا التطرق أوال إىل اإلطار‬ ‫ي‬ ‫كاميات المراقبة يف اإلثبات‬ ‫ر‬
‫ر‬
‫لكاميات المراقبة يف التشي ع الجزائري من أجل معرفة حدود و ضوابط‬ ‫ر‬ ‫التنظيم‬ ‫و‬
‫ي‬
‫استخدام هاته الوسيلة‪.‬‬
‫ر‬
‫لكاميات المراقبة يف التشي ع الجزائري‬ ‫ر‬ ‫القانون‬ ‫المطلب األول‪ :‬النظام‬
‫ي‬
‫األخية يف العديد من األماكن العامة‬
‫ر‬ ‫عشوان يف اآلونة‬ ‫ر‬
‫انتشت كا رميات المراقبة بشكل‬
‫ي‬
‫و الخاصة يف ظل انعدام قانون مسطر ينظم هذه العملية‪ ،‬و يف ظل غياب‬ ‫منها‬
‫الت أصبحت تشكل خطرا عىل الخصوصية الفردية‪.‬‬ ‫ى‬
‫رقابة تردع استخدام هذه التقنية ي‬
‫كبي يعزي باألساس‬‫و يرجح المختصون يف القانون سبب انتشار هذه الظاهرة بشكل ر‬
‫كاميات المراقبة‪ ،‬مؤكدين أن األمر قد‬
‫إىل غياب نصوص قانونية واضحة تنظم استعمال ر‬
‫ى‬
‫الت‬
‫كبيا حول مدى قانونية هذه التقنية يف ظل الفوض ي‬ ‫يخلق يف المستقبل جدال ر‬
‫كاميات المراقبة‪.‬‬
‫تشهدها عمليات اقتناء و استعمال ر‬

‫ئاس رقم‪ 228-15 :‬المتعلق بالنظام‬ ‫الفرع األول‪ :‬ر‬


‫كاميات المراقبة وفقا للمرسوم الر ي‬
‫الوطت للمراقبة بواسطة الفيديو‬
‫ي‬
‫المشع الجزائري البحث عن طرق‬ ‫اليايد المستمر للظاهرة اإلجرامية حتم عىل ر‬ ‫أمام ى‬
‫بالتاىل الخروج عن اآلليات الكالسيكية يف مواجهة الجريمة‬
‫ي‬ ‫بديلة تساهم يف الحد منها‪ ،‬و‬
‫كاميات‬
‫كبية من ر‬ ‫عن طريق قانون العقوبات و هذا ما كان له من خالل تنصيب شبكة ر‬
‫الكيى‪ ،‬يف إطار مخطط تبنته السلطات سنة ‪ 2009‬مؤكدة عىل تعميم‬ ‫المراقبة بالمدن ر‬
‫عي كامل مدن البالد قبل حلول سنة ‪ 2030‬بهدف مراقبة الحالة األمنية و‬ ‫هاته التقنية ر‬
‫الحفاظ عىل النظام العام‪.‬‬

‫‪752‬‬
‫مجلة الدراسات القانونية (صنف ج) ‪Journal OF LEGAL STUDIES (Class C) -‬‬
‫مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحي ى فارس بالمدية (الجزائر)‬
‫‪ISSN 2437-0304‬‬
‫‪EISSN: 2602-5108‬‬
‫رقم اإليداع القانوني‪2015- 3039 :‬‬
‫آ‬
‫ص‪768 - 749 :‬‬ ‫السنة‪ :‬جانفي ‪ 2022‬م‪-‬جمادى الخرة ‪ 1443‬ه‬ ‫العدد‪01 :‬‬ ‫المجلد‪08 :‬‬
‫ئاس رقم‪ 228-15 :‬الذي يحدد‬ ‫ر‬
‫و هو ما كان عندما أصدر المشع الجزائري المرسوم الر ي‬
‫سيه‪ ،1‬و‬‫الوطت للمراقبة بواسطة الفيديو و ر‬ ‫ي‬ ‫القواعد العامة المتعلقة بتنظيم النظام‬
‫الوطت للمراقبة بواسطة الفيديو أداة تقنية لالطالع و االستباق تهدف‬ ‫ي‬ ‫يعتي النظام‬ ‫الذي ر‬
‫إىل المساهمة يف مكافحة اإلرهاب و الوقاية من األعمال اإلجرامية‪ ،‬حماية األشخاص و‬
‫عي الطرق‪ ،‬و معاينة‬ ‫السي ر‬
‫ر‬ ‫ممتلكاتهم‪ ،‬الحفاظ عىل النظام العام‪ ،‬و كذا ضبط حركة‬
‫تسي وضعيات األزمة أو‬ ‫تأمي البنايات و المواقع الحساسة و ر‬ ‫المخالفات إىل جانب ر‬
‫غيها‪.‬‬ ‫الكوارث الطبيعية و ر‬
‫الوطت للمراقبة بواسطة الفيديو بأنه أداة تقنية لإلطالع‬ ‫المشع بالنظام‬ ‫هذا و يقصد ر‬
‫ي‬
‫الكيى‬
‫كاميات المراقبة المثبتة يف األماكن العامة السيما التجمعات الحضية ر‬ ‫و االستباق ر‬
‫الكيى خصوصا ذات الحركة الكثيفة‪ ،‬األماكن‬ ‫ضواج المدن و محاور الطرق ر‬ ‫ي‬ ‫و مناطق‬
‫الكيى و المؤسسات‬ ‫المفتوحة للجمهور كالموان و المطارات و المنشآت الرياضية ر‬
‫الكيى‪.2‬‬‫االقتصادية ر‬
‫كاميات المراقبة يف‬‫من جهة أخرى أكدت المادة ‪ 6‬من نفس المرسوم أن تنصيب ر‬
‫األماكن العامة أو المفتوحة للجمهور ال يخضع لرخصة إدارية مسبقة تسلمها السلطات‬
‫الواىل بعد التصديق‬
‫ي‬ ‫ئيس للمراقبة يوافق عليه‬‫المختصة‪ ،‬و إنما يتم طبقا لمخطط ر ي‬
‫كاميات المراقبة الموجهة لتصوير الطريق‬ ‫عليه من قبل لجنة أمن الوالية‪ ،‬باستثناء ر‬
‫ضواج موقع مؤسسة اقتصادية الذي يخضع لرخصة إدارية‬ ‫ي‬ ‫العام من أجل حماية‬
‫الواىل‪.‬‬
‫ي‬ ‫يسلمها‬

‫الثان التنظيم الذي يتمتع به نظام‬‫ي‬ ‫كما أبرز المرسوم ‪ 228-15‬من خالل فصله‬
‫وطت للمراقبة تحت سلطة الوزير األول‬ ‫ي‬ ‫المراقبة بواسطة الفيديو و الذي يشمل المركز‬
‫الوطت بينما يحدد مقره يف‬
‫ي‬ ‫الذي يفوض تشغيله الدائم إىل المديرية العامة لألمن‬
‫الوطت للمراقبة مركزيا عىل مستوى كامل‬ ‫ي‬ ‫الجزائر العاصمة‪ ،‬يقوم المركز بجمع النظام‬
‫الوطت‪ ،‬كما يمكن ربطه عند االقتضاء بمركز العمليات للمديرية العامة للحماية‬ ‫ى‬
‫الياب‬
‫ي‬
‫الوطت لعمليات الحراسة واإلنقاذ‪ ،‬و احتماال بكل هيئة عملياتية‪.3‬‬
‫ي‬ ‫المدنية و المركز‬

‫‪1‬‬
‫ئاس رقم‪ 228-15 :‬المؤرخ يف ‪ 7‬ذي القعدة عام ‪ 1436‬الموافق ل ‪ 22‬غشت سنة ‪2015‬‬ ‫المرسوم الر ي‬
‫سيه‪ ،‬الجريدة الرسمية‬
‫الوطت للمراقبة بواسطة الفيديو و ر‬
‫ي‬ ‫يحدد القواعد العامة المتعلقة بتنظيم النظام‬
‫‪ 23‬أوت ‪.2015‬‬ ‫العدد ‪ ،45‬الصادرة بتاري خ‬
‫‪ 2‬أنظر المادة ‪ 4‬من المرسوم رقم‪ 228-15 :‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪3‬أنظر المادة ‪ 9‬من المرسوم رقم‪ 228-15 :‬المرجع السابق‪.‬‬

‫‪753‬‬
‫مجلة الدراسات القانونية (صنف ج) ‪Journal OF LEGAL STUDIES (Class C) -‬‬
‫مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحي ى فارس بالمدية (الجزائر)‬
‫‪ISSN 2437-0304‬‬
‫‪EISSN: 2602-5108‬‬
‫رقم اإليداع القانوني‪2015- 3039 :‬‬
‫آ‬
‫ص‪768 - 749 :‬‬ ‫السنة‪ :‬جانفي ‪ 2022‬م‪-‬جمادى الخرة ‪ 1443‬ه‬ ‫العدد‪01 :‬‬ ‫المجلد‪08 :‬‬
‫والن للمراقبة بواسطة الفيديو يتم‬ ‫ي‬ ‫الوطت للمراقبة هناك مركز‬‫ي‬ ‫إىل جانب المركز‬
‫الواىل الذي يفوض تشغيله هو األخر‬ ‫ي‬ ‫إنجازه عىل مستوى إقليم الوالية يخضع إىل سلطة‬
‫إىل أمن الوالية‪ ،‬يختص هذا المركز إقليميا يف حدود الوالية المعنية بحيث يجمع مركزيا‬
‫كاميات المراقبة داخل إقليم الوالية‪ ،‬كما يمكن ربط مصالح الحماية المدنية‬ ‫عمل ر‬
‫‪4‬‬
‫الواىل ‪.‬‬ ‫المحىل للمراقبة عند الحاجة بناء عىل طلب يرسل إىل‬ ‫بالنظام‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫كاميات‬ ‫فضال عن ذلك يشتمل نظام المراقبة بواسطة الفيديو عىل شبكة من ر‬
‫الت يتم انتقائها مسبقا طبقا‬ ‫ى‬
‫المراقبة مثبتة يف األماكن العامة أو المفتوحة للجمهور و ي‬
‫الواىل بعد تصديق عليه من قبل لجنة أمن الوالية‪.‬‬ ‫ي‬ ‫أمت مدروس يوافق عليه‬ ‫لمخطط ي‬
‫بالتجهيات‬
‫ر‬ ‫كاميات المراقبة وفقا للمرسوم التنفيذي رقم‪ 410-09 :‬المتعلق‬ ‫الثان‪ :‬ر‬‫الفرع ي‬
‫الحساسة‬
‫لكاميات المراقبة وفقا للمرسوم التنفيذي رقم ‪410-09‬‬ ‫ر‬ ‫القانون‬
‫ي‬ ‫يختلف النظام‬
‫الرئاس رقم ‪ 228-15‬المتعلق‬ ‫‪5‬‬
‫بالتجهيات الحساسة ‪،‬عنه بالنسبة للمرسوم‬ ‫المتعلق‬
‫ي‬ ‫ر‬
‫الوطت للمراقبة بواسطة الفيديو إذ يعالج األول عمليات اقتناء و تركيب و‬ ‫ي‬ ‫بالنظام‬
‫الت ال‬ ‫ى‬
‫كاميات المراقبة من طرف األشخاص العادين يف األماكن الخاصة و ي‬ ‫تصليح ر‬
‫الوطت‬
‫ي‬ ‫ئيس تحدده السلطات المختصة‪ ،‬و هذا عكس النظام‬ ‫تخضع لمخطط ر ي‬
‫للمراقبة بواسطة الفيديو الذي تمسكه و تنظمه السلطات األمنية باعتبارها المخولة‬
‫قانونا بذلك‪.‬‬
‫الت يمكن أن‬ ‫ى‬ ‫اعتي ر‬
‫التجهيات الحساسة و ي‬ ‫ر‬ ‫كاميات المراقبة من ربي‬
‫المشع الجزائري ر‬ ‫ر‬
‫الوطت و النظام العام ‪ ،‬كما حدد قائمة هاته‬ ‫ر‬
‫غي المشوع باألمن‬ ‫يمس استعمالها ر‬
‫ي‬
‫بالتاىل ال يمكن بيع‬
‫ي‬ ‫التجهيات يف الملحق األول من المرسوم التنفيذي المذكور أعاله‪ .‬و‬ ‫ر‬
‫كاميات المراقبة و تركيبها و صيانتها إال لفائدة األشخاص المرخص لهم قانونا بناء عىل‬ ‫ر‬
‫‪6‬‬
‫الواىل بعد أخذ رأي لجنة أمن الوالية ‪.‬‬ ‫رخصة تسلم من طرف‬
‫ي‬

‫‪ 4‬أنظر المواد ‪ 10‬و ‪ 11‬من المرسوم رقم‪ 228-15 :‬المرجع السابق‪.‬‬


‫ديسمي سنة‬
‫ر‬ ‫‪ 5‬المرسوم التنفيذي رقم‪ 410- 09 :‬المؤرخ يف ‪ 23‬ذي الحجة عام ‪ 1430‬الموافق ل ‪10‬‬
‫التجهيات الحساسة‪ ،‬الجريدة الرسمية‬
‫ر‬ ‫‪ 2009‬يحدد قواعد األمن المطبق عىل النشاطات المنصبة عىل‬
‫ديسمي ‪.2009‬‬
‫ر‬ ‫العدد ‪ ،73‬الصادرة بتاري خ ‪13‬‬
‫‪ 6‬أنظر المواد ‪ 15‬و ‪ 17‬من المرسوم التنفيذي رقم‪ 410-09 :‬المرجع السابق‪.‬‬

‫‪754‬‬
‫مجلة الدراسات القانونية (صنف ج) ‪Journal OF LEGAL STUDIES (Class C) -‬‬
‫مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحي ى فارس بالمدية (الجزائر)‬
‫‪ISSN 2437-0304‬‬
‫‪EISSN: 2602-5108‬‬
‫رقم اإليداع القانوني‪2015- 3039 :‬‬
‫آ‬
‫ص‪768 - 749 :‬‬ ‫السنة‪ :‬جانفي ‪ 2022‬م‪-‬جمادى الخرة ‪ 1443‬ه‬ ‫العدد‪01 :‬‬ ‫المجلد‪08 :‬‬
‫ى‬
‫كاميا مراقبة فقد حددها القرار الوزاري المشيك‬ ‫أما بالنسبة ر‬
‫لشوط و إجراءات اقتناء ر‬
‫التجهيات الحساسة‪ ،7‬بحيث يتم إيداع‬ ‫ر‬ ‫بشوط و كيفيات االستفادة من‬ ‫الذي جاء ر‬
‫كاميات المراقبة باإلضافة للملف الذي يحتوي عىل الغرض‬ ‫طلب رخصة اقتناء ر‬
‫التفصيىل للبنايات و المحيط المحاذي لها‬
‫ي‬ ‫الكاميات و المخطط‬
‫ر‬ ‫االجتماع من استعمال‬
‫ي‬
‫الت بدورها‬ ‫ى‬ ‫و‬ ‫إقليميا‬ ‫المختصة‬ ‫للوالية‬ ‫التنظيم‬ ‫مصالح‬ ‫لدى‬ ‫ات‬‫الكامي‬
‫ر‬ ‫موقع‬ ‫تحديد‬ ‫مع‬
‫ي‬
‫ستي (‪ )60‬يوم ابتداء من تاري خ إيداعه‪.8‬‬ ‫تقوم بدراسة الطلب يف أجل ال يتجاوز ر‬
‫كاميات المراقبة يف أجل ال يتجاوز ستة(‪ )06‬أشهر ابتداء من تاري خ تبليغ‬ ‫يتم اقتناء ر‬
‫الرخصة كما يمدد هذا األجل إىل سنة (‪ )1‬عندما يتعلق األمر باالقتناء من السوق‬
‫األجنبية‪.9‬‬
‫كاميات المراقبة يف ظل التطور الذي‬ ‫وحرصا منه عىل تنظيم عمليات استعمال ر‬
‫المشع المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،1061-16‬ليعدل و يتمم من‬ ‫شهدته هاته التقنية أصدر ر‬
‫الت تمنع ربط‬ ‫ى‬
‫سابقه حيث أضاف نقطة مهمة جدا و المتمثلة يف المادة ‪ 20‬مكرر‪ ،‬ي‬
‫كامياتها إىل الفضاء‬ ‫مت تعدى مجال رؤية ر‬ ‫كاميات المراقبة التابعة للهياكل الخاصة ى‬‫ر‬
‫كاميات المراقبة أن يقدم تعهدا كتابيا‬ ‫ى‬
‫المفتوح للجمهور بشبكة اإلنينت‪ ،‬و عىل مستغل ر‬
‫بذلك‪.‬‬
‫المادتي‬
‫ر‬ ‫كاميات المراقبة فإن كل من‬ ‫ر‬ ‫أما فيما يخص الرقابة عىل استخدام‬
‫مقتت‬
‫ي‬ ‫‪34‬مكرر‪ 02‬من المرسوم رقم ‪ 61-16‬و المادة ‪ 36‬من المرسوم ‪ 410-09‬تخضع‬
‫كاميات المراقبة لرقابة مصالح األمن وكذا كل هيئة أخرى مؤهلة قانونا‪ ،‬لهذا الغرض‬ ‫ر‬
‫المكلفي بالرقابة كل الوثائق الالزمة و تزويدهم بكل التسهيالت‬ ‫ر‬ ‫يجب أن تقدم لألعوان‬
‫الضورية إلنجاز مهامهم‪.‬‬

‫ك(الدفاع‪،‬الداخلية‪،‬المالية‪،‬النقل‪،‬الييد)المؤرخ يف‪15 :‬ذي القعدة عام ‪1432‬‬ ‫ى‬


‫المشي‬ ‫‪ 7‬القرار الوزاري‬
‫ر‬
‫التجهيات الحساسة و حيازتها و استغاللها‬
‫ر‬ ‫الموافق ل ‪ 13‬أكتوبر سنة ‪ 2011‬يحدد رشوط و كيفيات اقتناء‬
‫نوفمي ‪.2011‬‬
‫ر‬ ‫و استعمالها و التنازل عنها‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد ‪ ،63‬الصادرة بتاري خ‪23 :‬‬
‫ى‬
‫المشيك‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫‪ 8‬أنظر المادة ‪ 4‬من القرار الوزاري‬
‫ى‬
‫‪ 9‬أنظر المادة ‪ 16‬من القرار الوزاري المشيك‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪ 10‬المرسوم التنفيذي رقم‪ 61-16 :‬المؤرخ يف ‪ 2‬جمادى األوىل عام ‪ 1437‬الموافق ل ‪ 11‬رفياير سنة‬
‫‪ 2016‬يعدل و يتمم المرسوم التنفيذي رقم‪ ،410-09 :‬الذي يحدد قواعد األمن المطبقة عىل النشاطات‬
‫التجهيات الحساسة الجريدة الرسمية العدد‪ ،09 :‬الصادرة بتاري خ ‪ 17‬رفياير ‪.2016‬‬
‫ر‬ ‫المنصبة عىل‬

‫‪755‬‬
‫مجلة الدراسات القانونية (صنف ج) ‪Journal OF LEGAL STUDIES (Class C) -‬‬
‫مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحي ى فارس بالمدية (الجزائر)‬
‫‪ISSN 2437-0304‬‬
‫‪EISSN: 2602-5108‬‬
‫رقم اإليداع القانوني‪2015- 3039 :‬‬
‫آ‬
‫ص‪768 - 749 :‬‬ ‫السنة‪ :‬جانفي ‪ 2022‬م‪-‬جمادى الخرة ‪ 1443‬ه‬ ‫العدد‪01 :‬‬ ‫المجلد‪08 :‬‬
‫الجنان‬
‫ي‬ ‫كاميات المراقبة يف اإلثبات‬ ‫الثان‪ :‬القيمة القانونية لتسجيالت ر‬ ‫المطلب ي‬
‫قد يلجأ األفراد إىل رفع دعوى قضائية نتيجة المساس بهم أو بممتلكاتهم مع تأكيد‬
‫لكاميات المراقبة تثبت بما ال يدع مجال‬ ‫ر‬ ‫إدعاءاتهم من خالل تقديم تسجيالت فيديو‬
‫ر‬
‫الجان للجريمة موضوع الدعوى‪ ،‬فما هو موقف التشيعات من الدليل‬ ‫لشك ى‬
‫اقياف‬
‫ي‬
‫األخية حجية يف اإلثبات‬ ‫ر‬ ‫كاميات المراقبة‪ ،‬وهل تملك هاته‬ ‫المستمد من تسجيالت ر‬
‫الجنان؟‬
‫ي‬
‫ر‬
‫الفرع األول‪ :‬مدى مشوعية الدليل المستمد من تسجيالت ر‬
‫كاميات المراقبة‬
‫مشوعية رأشطة الفيديو المتحصل عليها من تسجيالت ر‬
‫كاميات‬ ‫أثيت مسألة مدى ر‬ ‫ر‬
‫المراقبة أمام القضاء المقارن نظرا لخطورة هاته التقنية عىل الخصوصية الفردية‪ ،‬بحيث‬
‫الت‬‫ى‬ ‫كان هناك تباين يف اآلراء بهذا الخصوص‪ .‬إذ استقر القضاء‬
‫الفرنس عىل قبول األدلة ي‬ ‫ي‬
‫هاتق أو صورة أو رشيط فيديو يف‬ ‫ي‬ ‫المدع أمام المحكمة سواء تمثلت يف تنصت‬ ‫ي‬ ‫يقدمها‬
‫بالتاىل من الممكن االستناد عليها يف تقرير األحكام‪ ،‬بالمقابل يحظر ذلك عىل‬ ‫ي‬ ‫اإلثبات‪ ،‬و‬
‫قضان عىل اعتبار‬‫ي‬ ‫رجال الضبطية القضائية ما لم تكن قد اتخذت اإلجراء بناء عىل إذن‬
‫غي ملزم بواجب الياهة يف تحصيل الدليل‪.11‬‬ ‫أن الشخص العادي ر‬
‫مشوعية الدليل المستمد من‬ ‫اإلنجليي فقد ثبت عنه فيما يخص ر‬ ‫ر‬ ‫أما القضاء‬
‫كاميات المراقبة مبدأ الدليل المؤثر يف الدعوى بضف النظر عن كيفية‬ ‫تسجيالت ر‬
‫لقاض الموضوع األمر الذي‬ ‫ي‬ ‫الحصول عليه‪ ،‬مما يجعل األمر يف مدى قبول الدليل يرجع‬
‫يؤدي إىل قبول هذا الدليل‪.12‬‬
‫لمشوعية الدليل‬ ‫بالرجوع إىل القضاء الجزائري نجد أن األمر يختلف بالنسبة ر‬
‫كاميات المراقبة‪ ،‬و هذا االختالف راجع إىل نوع المكان الذي‬ ‫المحصل من تسجيالت ر‬
‫كاميات المراقبة‪.‬‬
‫أخذت منه تسجيالت ر‬
‫كاميات المراقبة مثبة يف مكان خاص ‪ ،‬فالقاعدة العامة تأكد بعدم جواز‬ ‫إذا كانت ر‬
‫اف إذا ما تم دون إذن صاحبه‬ ‫مرن أو فوتوغر ي‬‫التصوير يف مكان خاص سواء كان التصوير ي‬
‫‪ ،‬فإن ذلك يمثل اعتداء صارخ عىل حياة اإلنسان الخاصة و هو أمر محظور قانونا‪ ،‬و هذا‬
‫الت تجرم‬‫ى‬ ‫ر‬
‫ما أكد عليه المشع الجزائري من خالل المادة ‪303‬مكررمن قانون العقوبات ي‬

‫الجنان و أثرها عىل حقوق المتهم دراسة‬


‫ي‬ ‫‪ 11‬فريد ناشف‪ ،‬استعمال الوسائل العلمية الحديثة يف التحقيق‬
‫مقارنة أطروحة دكتوراه يف الحقوق‪ ،‬جامعة البليدة ‪ ،2013 ،2‬ص ‪.428‬‬
‫‪ 12‬نفس المرجع‪ .‬ص ‪.428‬‬

‫‪756‬‬
‫مجلة الدراسات القانونية (صنف ج) ‪Journal OF LEGAL STUDIES (Class C) -‬‬
‫مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحي ى فارس بالمدية (الجزائر)‬
‫‪ISSN 2437-0304‬‬
‫‪EISSN: 2602-5108‬‬
‫رقم اإليداع القانوني‪2015- 3039 :‬‬
‫آ‬
‫ص‪768 - 749 :‬‬ ‫السنة‪ :‬جانفي ‪ 2022‬م‪-‬جمادى الخرة ‪ 1443‬ه‬ ‫العدد‪01 :‬‬ ‫المجلد‪08 :‬‬
‫مشوعية‬ ‫فعل التقاط الصور ف مكان خاص دون رضا صاحبها‪ 13‬و هذا ما يؤكد عدم ر‬
‫ي‬
‫كاميات المراقبة الموجودة يف مكان خاص‪.‬‬ ‫الدليل المستمد من ر‬
‫و عىل الخالف من ذلك أجاز قانون اإلجراءات الجزائية عملية التقاط الصور يف نوع‬
‫معي من الجرائم نصت عليها المادة ‪ 65‬مكرر‪ 5‬المستحدثة بموجب القانون رقم ‪-06‬‬ ‫ر‬
‫المختصي اإلذن بالتقاط‬ ‫قاض التحقيق‬ ‫‪ ، 22‬بحيث يجوز لكل من وكيل الجمهورية و‬ ‫‪14‬‬
‫ر‬ ‫ي‬
‫مشوعا يجوز االستناد‬‫يعتي الدليل ف الحالة هاته ر‬ ‫الصور ألشخاص يف مكان خاص‪ ،‬إذ ر‬
‫ي‬
‫عليه ‪.‬‬
‫يحم الحياة الخاصة لألشخاص و من ذلك حقه يف الصورة‪،‬‬ ‫ي‬ ‫فالمفروض أن القانون‬
‫المشع سمح بصفة استثنائية لجهات المتابعة و التحقيق بالخروج عن تلك‬ ‫ر‬ ‫غي أن‬ ‫ر‬
‫القاعدة لمواجهة تطور الجريمة‪ ،‬فأورد يف قانون اإلجراءات الجزائية أحكام خاصة‬
‫المتعلقة بالتقاط الصور لألشخاص يف مكان خاص عىل أن يكون ذلك تحت المراقبة‬
‫ر‬
‫المباشة لرجال القضاء‪.15‬‬
‫كاميات المراقبة المثبتة يف مكان‬ ‫بخالف ذلك يعد الدليل المستمد من تسجيالت ر‬
‫مشوعا عىل عكس الدليل المتحصل عليه من مكان خاص‪ ،‬بحيث يمكن‬ ‫عام دليال ر‬
‫الت‬‫ى‬
‫لسلطات األمنية العتبارات متعلقة باألمن و النظام العام أن تأمر بتسجيل الوقائع ي‬
‫تدور يف األماكن العامة و المفتوحة للجمهور رشيطة أن تخلو هاته التسجيالت من‬
‫المرن ال يمس األفراد يف حقهم يف‬
‫ي‬ ‫التعديل أو التحريف‪ ،‬فضال عىل أن مثل هذا التصور‬
‫ر‬
‫الخصوصية مساسا ماديا فعليا‪ ،16‬إىل جانب أن المشع ال يجرم هذا السلوك كون‬
‫التصوير قد وقع يف مكان عام و ليس خاص مثلما نصت عليه المادة ‪ 303‬مكرر من‬
‫قانون العقوبات‪.‬‬

‫ديسمي ‪ 2006‬المعدل و‬‫ر‬ ‫‪ 13‬القانون رقم‪ 23-06 :‬المؤرخ يف‪ 29 :‬ذي القعدة عام ‪ 1427‬الموافق ل ‪20‬‬
‫ديسمي ‪.2006‬‬ ‫ر‬ ‫المتمم لقانون العقوبات‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد‪ ،84 :‬الصادرة بتاري خ‪24 :‬‬
‫ديسمي ‪ 2006‬المعدل و‬ ‫ر‬ ‫‪ 14‬القانون رقم‪ 22-06 :‬المؤرخ يف‪ 29 :‬ذي القعدة عام ‪ 1427‬الموافق ل ‪20‬‬
‫ديسمي ‪.2006‬‬‫ر‬ ‫المتمم لقانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد‪ ،84 :‬الصادرة بتاري خ‪24 :‬‬
‫القضان‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬دار‬
‫ي‬ ‫نجيم‪ ،‬قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري عىل ضوء االجتهاد‬ ‫ي‬ ‫‪15‬جمال‬
‫هومة‪ ،‬الجزائر ‪ ،2018‬ص ‪.193‬‬
‫ان‪ ،‬مجلة الحقوق و العلوم‬ ‫ي‬ ‫ز‬‫الج‬ ‫اإلثبات‬ ‫ف‬‫ي‬ ‫كدليل‬ ‫الصورة‬ ‫و‬ ‫للصوت‬ ‫‪ 16‬بسمة مامن‪ ،‬القيمة القانونية‬
‫الثان‪ ،‬العدد الرابع‪ ،‬جامعة عباس لغرور خنشلة‪ ،‬الجزائر‪ ،2015 ،‬ص ‪.176‬‬ ‫السياسية‪ ،‬المجلد ي‬

‫‪757‬‬
‫مجلة الدراسات القانونية (صنف ج) ‪Journal OF LEGAL STUDIES (Class C) -‬‬
‫مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحي ى فارس بالمدية (الجزائر)‬
‫‪ISSN 2437-0304‬‬
‫‪EISSN: 2602-5108‬‬
‫رقم اإليداع القانوني‪2015- 3039 :‬‬
‫آ‬
‫ص‪768 - 749 :‬‬ ‫السنة‪ :‬جانفي ‪ 2022‬م‪-‬جمادى الخرة ‪ 1443‬ه‬ ‫العدد‪01 :‬‬ ‫المجلد‪08 :‬‬

‫الثان‪ :‬حجية الدليل المستمد من تسجيالت ر‬


‫كاميات المراقبة‬ ‫الفرع ي‬
‫القاض مادامت مقبولة‬
‫ي‬ ‫القاعدة العامة يف القضاء أن األدلة الجنائية تخضع لقناعة‬
‫و المنطق‪ ،‬و للمحكمة أن تأخذ من عناض اإلثبات ما تطمي له و‬ ‫بالنسبة للعقل‬
‫تطرح ما عداه‪ ،‬حيث يعد تقدير األدلة و ترجيح بعضها عىل البعض األخر من أبرز‬
‫الت تتمتع بها محكمة الموضوع‪.‬‬ ‫ى‬
‫الخصائص ي‬
‫كاميات المراقبة يف اإلثبات‬‫كبي من الفقه إىل تأيد قبول تسجيالت ر‬ ‫لقد ذهب جانب ر‬
‫الجنان‪ ،‬و لكنه أورد مجموعة من القيود القانونية و الفنية إلمكانية قبول هذا الدليل و‬ ‫ي‬
‫إعطاءه حجية يف اإلثبات‪.‬‬
‫هذه القيود تضمن يف نهاية األمر حماية و صيانة للخصوصية الشخصية من االعتداء‬
‫عليها‪ ،‬ولعل أبرز هاته القيود أن يكون التصوير حقيقيا و مؤمن ضد التالعب (المونتاج)‪،‬‬
‫منطق ريير التصوير‪ ،‬إىل جانب كون التصوير قد جرى يف مكان‬ ‫ى‬ ‫و أن يكون هناك سبب‬
‫ي‬
‫قضان يسمح بالتصوير‪.17‬‬ ‫ي‬ ‫أخيا ضورة الحصول عىل إذن‬ ‫عام‪ ،‬و ر‬
‫ه‬ ‫ى‬
‫الجنان ي‬
‫ي‬ ‫القضان يف اإلثبات‬
‫ي‬ ‫الت تسود العمل‬ ‫هذا وتأكيدا عىل ما سبق‪ ،‬فالفكرة ي‬
‫الشخص الذي يكون‬
‫ي‬ ‫أن المحكمة تحكم يف الدعوى المطروحة أمامها بناء عىل االقتناع‬
‫للقاض‬ ‫الت تم مناقشتها يف جلسة علنية‪ ،‬و‬ ‫ى‬
‫ي‬ ‫لديها من خالل األدلة المقدمة أمامها و ي‬
‫سلطة تقديرية يف تقدير قيمة الدليل المستمد من أجهزة المراقبة بواسطة الفيديو‪،‬‬
‫القاض ال‬
‫ي‬ ‫الفت لتسجيالت الفيديو كون‬ ‫ي‬ ‫بحيث أن هاته السلطة ال تمد إىل الجانب‬
‫الخبي‪ ،‬و ما يدخل يف‬ ‫ر‬ ‫الخية يف هذا المجال‪ ،‬و إنما يكون ذلك من اختصاص‬ ‫يملك ر‬
‫الت تم الحصول فيها عىل‬ ‫ى‬
‫القاض التقديرية الظروف و المالبسات ي‬ ‫ي‬ ‫نطاق سلطة‬
‫فالقاض له كامل الحرية يف تقدير حجية الدليل المستمد‬ ‫ي‬ ‫التسجيالت كدليل يف اإلثبات‪،‬‬
‫ى‬
‫كاميات المراقبة المقدمة إليه يف أن يأخذ به أو ييكه بناء عىل اقتناعه‬ ‫من تسجيالت ر‬
‫الشخص‪.18‬‬
‫ي‬

‫الجنان‪ ،‬مجلة كلية الحقوق‪ ،‬المجلد‬


‫ي‬ ‫المرن و حجيته يف اإلثبات‬
‫ي‬ ‫الحسيت‪ ،‬التصوير‬
‫ي‬ ‫‪ 17‬عماد عباس‬
‫عش العدد الحادي عش‪ ،‬جامعة النهرين‪ ،‬العراق‪ ،2014 ،‬ص ‪.73‬‬ ‫السادس ر‬
‫‪18‬‬
‫الجنان‪ ،‬مجلة الدراسات القانونية‪ ،‬المجلد‬
‫ي‬ ‫يح‪ ،‬دور نظام المراقبة بواسطة الفيديو يف اإلثبات‬
‫توم ي‬
‫ي‬
‫الثان‪ ،‬جامعة المدية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬جوان ‪ ،2017‬ص ‪.14‬‬ ‫الثالث‪ ،‬العدد ي‬

‫‪758‬‬
‫مجلة الدراسات القانونية (صنف ج) ‪Journal OF LEGAL STUDIES (Class C) -‬‬
‫مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحي ى فارس بالمدية (الجزائر)‬
‫‪ISSN 2437-0304‬‬
‫‪EISSN: 2602-5108‬‬
‫رقم اإليداع القانوني‪2015- 3039 :‬‬
‫آ‬
‫ص‪768 - 749 :‬‬ ‫السنة‪ :‬جانفي ‪ 2022‬م‪-‬جمادى الخرة ‪ 1443‬ه‬ ‫العدد‪01 :‬‬ ‫المجلد‪08 :‬‬
‫كاميات المراقبة‬
‫عي ر‬‫الثان‪ :‬االعتداء عىل الحق يف الخصوصية ر‬
‫المبحث ي‬
‫يشعرون العديد من الناس أن تحركاتهم مراقبة سواء يف األماكن العامة و المفتوحة‬
‫كاميات مراقبة‪ ،‬فمن الممكن لهاته التقنية‬ ‫الت توجد بها ر‬ ‫ى‬
‫للجمهور أو األماكن الخاصة ي‬
‫انتهاك خصوصية األفراد من خالل تسجيل صور لمواقف محرجة يتعرضون لها إىل‬
‫بالتاىل تكون حرمة الحياة الخاصة تحت خطر‬ ‫نشها و إذاعتها للجمهور و‬ ‫جانب إمكانية ر‬
‫ي‬
‫االعتداء عليها‪.‬‬
‫كاميات المراقبة بالحق يف الخصوصية يف‬ ‫هذا ما يقودنا إىل البحث يف صور مساس ر‬
‫تشيعات‬ ‫الت كرستها ال ر‬
‫ى‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫التشي ع الجزائري و التشيعات المقارنة من أجل معرفة الحماية ي‬
‫مشوع‪.‬‬ ‫غي ر‬
‫كاميات المراقبة بشكل ر‬ ‫للخصوصية ضد استخدامات ر‬
‫ر‬
‫كاميات المراقبة بالخصوصية يف التشيعات المقارنة‬ ‫المطلب األول‪ :‬صور مساس ر‬
‫التشيعات المقارنة بالحق يف الخصوصية ضد أشكال االعتداء عليه‬ ‫اهتمت معظم ر‬
‫كاميات المراقبة بصفة خاصة‪ ،‬مما نتج عنه سن العديد من‬ ‫و تقنية ر‬ ‫بصفة عامة‬
‫كاميات المراقبة يف الفضاء العام و الخاص بما ال يدع‬ ‫ر‬ ‫القواني تنظم تركيب و استغالل‬ ‫ر‬
‫ى‬ ‫ر‬
‫مجال النتهاك خصوصية األفراد ‪ ،‬فكيف نظمت هاته التشيعات فكرة احيام‬
‫كاميات المراقبة ؟‬
‫الغي ضد استخدامات ر‬ ‫خصوصيات ر‬
‫نس‬ ‫ر‬ ‫الفرع األول‪ :‬أشكال مساس ر‬
‫كاميات المراقبة بالخصوصية يف التشي ع الفر ي‬
‫كاميات‬‫نس يف حماية الحق يف الخصوصية ضد استخدامات ر‬ ‫ر‬
‫لم يتوان المشع فر ي‬
‫القواني جرمت من خاللها أفعال تسجيل األشخاص‬ ‫ر‬ ‫عي وضع جملة من‬ ‫المراقبة ر‬
‫كاميات المراقبة دون رخصة وتحويل التسجيالت الملتقطة عن هدفها حيث‬ ‫بواسطة ر‬
‫جانق‬
‫ي‬ ‫الفرنس الصادر يف‪21 :‬‬ ‫ي‬ ‫الجنحتي يف المادة ‪ 10‬من القانون‬ ‫ر‬ ‫هاتي‬
‫نص عىل ر‬
‫‪19‬‬
‫األمت ‪.‬‬ ‫اليمجة يف الميدان‬
‫ي‬ ‫‪ 1995‬المتضمن التوجه و ر‬
‫كاميا مراقبة دون الحصول‬ ‫الغي عن طريق ر‬ ‫اعتي القانون سالف الذكر تسجيل ر‬ ‫فقد ر‬
‫عىل رخصة إدارية مسبقة فعال معاقب عليه‪ ،‬ذلك أن وضع أي منظومة للمراقبة‬
‫بواسطة الفيديو يكون مربوط برخصة مسبقة تسلمها مصالح إحدى الواليات الفرنسية‪،‬‬
‫يحيمها‪ ،‬مثل أال‬ ‫كما تتطلب الرخصة اتخاذ احتياطات معينة تفرض عىل صاحبها أن ى‬

‫‪19‬‬
‫نس‪ -‬دراسة مقارنة ‪-‬‬
‫نويري عبد العزيز‪ ،‬الحماية الجزائية للحياة الخاصة يف القانون الجزائري و الفر ي‬
‫الطبعة الثانية دار هومة‪ ،‬الجزائر‪ ، 2016 ،‬ص ‪.375‬‬

‫‪759‬‬
‫مجلة الدراسات القانونية (صنف ج) ‪Journal OF LEGAL STUDIES (Class C) -‬‬
‫مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحي ى فارس بالمدية (الجزائر)‬
‫‪ISSN 2437-0304‬‬
‫‪EISSN: 2602-5108‬‬
‫رقم اإليداع القانوني‪2015- 3039 :‬‬
‫آ‬
‫ص‪768 - 749 :‬‬ ‫السنة‪ :‬جانفي ‪ 2022‬م‪-‬جمادى الخرة ‪ 1443‬ه‬ ‫العدد‪01 :‬‬ ‫المجلد‪08 :‬‬
‫تدابي تعلم‬ ‫الت يرتادها الجمهور مع اتخاذ‬ ‫ى‬
‫ر‬ ‫الكاميات إال يف األماكن العامة ي‬ ‫ر‬ ‫توضع‬
‫كاميات مراقبة ‪.20‬‬ ‫الجمهور بوجود ر‬
‫فه‬ ‫ى‬
‫الت تردع واقعة تحويل الصور عن الهدف المخصص لها ي‬ ‫أما الجنحة الثانية و ي‬
‫جنحة تكمل الجنحة السابقة‪ ،‬عىل اعتبار أن المراقبة بواسطة الفيديو تجري ها السلطات‬
‫العمومية لضمان حماية الممتلكات و المنشآت العمومية و كذا الوقاية من االعتداءات‬
‫تعسق للتسجيالت الملتقطة بواسطة‬ ‫ي‬ ‫غي أنه قد يقع استعمال‬ ‫الواقعة عىل األشخاص‪ ،‬ر‬
‫غي تلك المسموح بها‪ ،‬فمثال يستطيع‬ ‫كاميات المراقبة الخاصة أو العمومية ألغراض ر‬ ‫ر‬
‫ى‬
‫أحد رجال األمن أو صاحب محل خاص أو موظف استعمال الصور الملتقطة البياز‬
‫زوجي يف فضاء عام أو‬ ‫ر‬ ‫بنش رشيط فيديو لخصام‬ ‫المعنيي بها مثل التهديد ر‬ ‫ر‬ ‫األشخاص‬
‫لعشيقي يتبادالن األحضان داخل سيارة‪.‬‬ ‫ر‬ ‫تشيب صور‬
‫الفرنس عىل‬
‫ي‬ ‫األمت‬
‫ي‬ ‫اليمجة يف الميدان‬ ‫و تعاقب نفس المادة ‪ 10‬من قانون التوجه و ر‬
‫كاميات المراقبة دون رخصة‪ ،‬و جنحة تحويل‬ ‫ارتكاب جنحة تسجيل األشخاص بواسطة ر‬
‫الصور الملتقطة عن هدفها بالغرامة المالية نفسها الواردة يف المادة ‪ 226‬فقرة ‪ 1‬قانون‬
‫نس‪.21‬‬ ‫العقوبات الفر ي‬
‫كاميات المراقبة بالخصوصية ف ر‬
‫التشيعات العربية‬ ‫الثان‪ :‬أشكال مساس ر‬
‫ي‬ ‫الفرع ي‬
‫كاميات المراقبة‬
‫الت نظمت ر‬ ‫ى‬
‫تعد كل من قطر و الكويت من الدول العربية القليلة ي‬
‫الت‬ ‫ى‬ ‫ر‬
‫تأطي لعمليات شاء و استغالل هاته التقنية ي‬ ‫ر‬ ‫بنصوص خاصة أعطت من خاللها‬
‫تشكل تهديدا عىل الحرية الشخصية‪.‬‬
‫فقطر عىل سبيل المثال قد أصدرت القانون رقم (‪ )09‬لسنة ‪ 2011‬المتعلق بتنظيم‬
‫الكاميات و أجهزة المراقبة األمنية‪ ،22‬الذي أكد عىل حماية الحق يف‬ ‫ر‬ ‫استخدام‬
‫الت تعاقب بالحبس مدة ال‬ ‫ى‬
‫الخصوصية ضد صور المساس به من خالل المادة ‪ 10‬ي‬
‫الت ال تزيد عن ‪ 50.000‬ريال كل من ينقل أو‬ ‫ى‬
‫تتجاوز ثالثة (‪ )3‬سنوات و غرامة مالية ي‬
‫كاميات المراقبة دون موافقة الجهة المختصة‪ ،‬كما‬ ‫ينش تسجيالت ر‬ ‫يخزن أو يرسل أو ر‬

‫‪ 20‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.376‬‬


‫‪ 21‬نويري عبد العزيز‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.377‬‬
‫‪ 22‬القانون رقم‪ )09( :‬لسنة ‪ 2011‬المتعلق بتنظيم استخدام الك ر‬
‫اميات و أجهزة المراقبة األمنية القطري‪،‬‬
‫المؤرخ يف‪ 1432/06/15 :‬الموافق ل ‪ 2011/05/18‬الجريدة الرسمية العدد‪ ،07 :‬الصادرة بتاري خ‪:‬‬
‫‪.2011/06/20‬‬

‫‪760‬‬
‫مجلة الدراسات القانونية (صنف ج) ‪Journal OF LEGAL STUDIES (Class C) -‬‬
‫مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحي ى فارس بالمدية (الجزائر)‬
‫‪ISSN 2437-0304‬‬
‫‪EISSN: 2602-5108‬‬
‫رقم اإليداع القانوني‪2015- 3039 :‬‬
‫آ‬
‫ص‪768 - 749 :‬‬ ‫السنة‪ :‬جانفي ‪ 2022‬م‪-‬جمادى الخرة ‪ 1443‬ه‬ ‫العدد‪01 :‬‬ ‫المجلد‪08 :‬‬
‫كاميات المراقبة يف غرف النوم و غرف‬ ‫ى‬
‫يعاقب بنفس العقوبة كل من يقوم بيكيب ر‬
‫تغي المالبس و األماكن المخصصة للنساء‪.23‬‬ ‫الطبيىع و دورات المياه و غرف ر‬
‫ي‬ ‫العالج‬
‫مالك المنشآت‬ ‫ي‬ ‫كما تفرض المادة ‪ 05‬من نفس القانون تحت طائلة العقوبات عىل‬
‫حت يتست لألشخاص‬ ‫بكاميات مراقبة ى‬ ‫ر‬ ‫اإلشارة بلوحة واضحة إىل أن المكان مجهز‬
‫معرفة أنهم تحت نظام للمراقبة بواسطة الفيديو‪.‬‬
‫الكاميات و أجهزة المراقبة‬
‫ر‬ ‫الكويت فقد أستحدث قانون يف شأن تركيب‬ ‫ى‬ ‫المشع‬ ‫أما ر‬
‫ي‬
‫النش‬‫بالغي أو ر‬
‫التشهي ر‬
‫ر‬ ‫األمنية‪ ،24‬جرم من خالل المادة ‪ 24‬منه القيام عمدا باإلساءة أو‬
‫الكاميات و أجهزة‬‫ر‬ ‫و ذلك بالتقاط أو استخراج صورة أو مقطع فيديو من تسجيالت‬
‫المراقبة األمنية‪ ،‬حيث رصد لهاته الجريمة عقوبة الحبس مدة ال تتجاوز خمسة (‪)5‬‬
‫سنتي (‪ )2‬و غرامة مالية ال تقل عن ‪ 2000‬دينار و ال تزيد عن‬ ‫ر‬ ‫سنوات و ال تقل عن‬
‫‪ 10000‬دينار‪.‬‬
‫كاميات المراقبة بقانون مستقل‪ ،‬لكنه عالج‬ ‫التونس تقنية ر‬ ‫حي لم يفرد ر‬
‫المشع‬ ‫يف ر‬
‫ي‬
‫كاميات المراقبة من خالل قانون حماية‬ ‫عي ر‬ ‫فكرة حماية الخصوصية من المساس بها ر‬
‫اعتي التسجيالت البضية ( الصور‬ ‫ر‬ ‫األخي قد‬
‫ر‬ ‫المعطيات الشخصية‪ ،25‬إذ أن هذا‬
‫كاميات المراقبة) من قبيل المعطيات الشخصية‪ ،‬بحيث نص يف المادة‬ ‫عي ر‬ ‫الملتقطة ر‬
‫‪ 94‬منه عىل أنه يعاقب بالحبس لمدة ثالثة (‪ )3‬أشهر و بخطية قدرها ‪1000‬دينار‬
‫الت تفرض بدورها إعدام التسجيالت البضية إذا‬ ‫ى‬
‫تونس كل من يخالف أحكام المادة ‪ 74‬ي‬ ‫ي‬
‫المعت‬ ‫مصلحة‬ ‫كانت‬ ‫إذا‬ ‫أو‬ ‫أجلها‬ ‫من‬ ‫وضعت‬ ‫غي ضورية لتحقيق الغاية ى‬
‫الت‬ ‫ر‬ ‫أصبحت‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫باألمر يف إيقافها إال إذا كانت ضورية إلجراء األبحاث و التحريات يف المتابعات الجزائية‪.‬‬
‫التشي ع الجزائري‬‫كاميات المراقبة بالخصوصية ف ر‬ ‫الثان‪ :‬صور مساس ر‬
‫ي‬ ‫المطلب ي‬
‫كاميات المراقبة ف ر‬
‫التشي ع‬ ‫يف ظل غياب قانون خاص ينظم عمليات استخدام ر‬
‫ي‬
‫الرئاس‬
‫ي‬ ‫الجزائري‪ ،‬و يف ظل إهمال كل من المرسوم التنفيذي رقم‪ 410-09 :‬و المرسوم‬
‫ى‬
‫الت تشكل انتهاك‬ ‫رقم‪ 228-15 :‬اإلشارة إىل صور تجريم استخدامات ر‬
‫كاميات المراقبة ي‬
‫للحق يف الخصوصية‪ ،‬ارتأينا العودة إىل القواعد العامة يف قانون العقوبات من أجل‬

‫‪ 23‬أنظر المادة ‪ ،08‬نفس المرجع‪.‬‬


‫ى‬
‫ويت‪.‬‬ ‫‪ 24‬القانون رقم‪ )61( :‬لسنة ‪ 2015‬يف شأن تنظيم و تركيب ر‬
‫كاميات و أجهزة المراقبة األمنية الك ي‬
‫األساس العدد‪ )63(:‬لسنة ‪ 2004‬المؤرخ يف ‪ 27‬جويلية ‪ 2004‬يتعلق بحماية المعطيات‬‫ي‬ ‫‪ 25‬القانون‬
‫التونس‪.‬‬
‫ي‬ ‫الشخصية‬

‫‪761‬‬
‫مجلة الدراسات القانونية (صنف ج) ‪Journal OF LEGAL STUDIES (Class C) -‬‬
‫مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحي ى فارس بالمدية (الجزائر)‬
‫‪ISSN 2437-0304‬‬
‫‪EISSN: 2602-5108‬‬
‫رقم اإليداع القانوني‪2015- 3039 :‬‬
‫آ‬
‫ص‪768 - 749 :‬‬ ‫السنة‪ :‬جانفي ‪ 2022‬م‪-‬جمادى الخرة ‪ 1443‬ه‬ ‫العدد‪01 :‬‬ ‫المجلد‪08 :‬‬
‫المشع الجزائري للحق يف الخصوصية ضد‬ ‫الت فرضها ر‬ ‫ى‬
‫الوصول إىل الحماية العقابية ي‬
‫كاميات المراقبة‪.‬‬‫استخدامات ر‬
‫ر‬
‫ما يمكن قوله يف هذا الصدد أن المشع قد حرص عىل حماية الحق يف الصورة ضد‬
‫أشكال االعتداء عليها بوضع نصوص خاصة بذلك يف قانون العقوبات بعد تعديله‬
‫بالقانون رقم ‪ ،23-06‬تحديدا من خالل المواد ‪303‬مكرر‪303 ،‬مكرر‪ 1‬اللتان جرمتا‬
‫للغي دون إذن باإلضافة إىل استغالل الصور الملتقطة‪ ،‬و هو ما‬ ‫أفعال التقاط الصور ر‬
‫كاميات المراقبة‪.‬‬
‫يفيد إمكانية تطبيق هاته المواد إذا ما تعلق األمر بالتصوير عن طريق ر‬
‫كاميات المراقبة‬
‫الغي بواسطة ر‬ ‫الفرع األول‪ :‬جنحة تصوير ر‬
‫المشع الجزائري عىل حماية الخصوصية الفردية من خالل تجريم أفعال‬ ‫ر‬ ‫حرص‬
‫التقاط أو تسجيل أو نقل صور ألشخاص يف مكان خاص دون رضاهم‪ ،‬إذ جرم هذه‬
‫األفعال من خالل نص المادة ‪303‬مكرر من قانون العقوبات بنصها ‪ :‬يعاقب بالحبس‬
‫و بغرامة مالية من‪50.000‬دج‬ ‫من ستة (‪ )6‬أشهر إىل ثالثة (‪ )3‬سنوات‬
‫إىل‪ 300.000‬دج كل من تعمد المساس بحرمة الحياة الخاصة لألشخاص بأي تقنية‬
‫بغي إذن صاحبها‬ ‫كانت و ذلك بالتقاط أو تسجيل أو نقل صورة لشخص يف مكان خاص ر‬
‫أو رضاه‪.‬‬
‫ه‪:‬‬ ‫يتبي لنا لقيام هاته الجنحة ضورة توافر مجموعة من عناض ي‬ ‫استنادا لما سبق ر‬
‫ام من خالل أفعال التقاط الصور أو تسجيلها أو نقلها‪ ،‬و ضورة أن‬ ‫قيام السلوك اإلجر ي‬
‫ُ‬
‫تأخذ الصورة يف مكان خاص إىل جانب الوسيلة المستعملة يف عملية التقاط الصورة‪ ،‬و‬
‫أخيا عدم رضا المج يت عليه بالتقاط الصورة‪.‬‬ ‫ر‬
‫غي‬‫تعي عن فكرة و ال داللة ر‬ ‫وه ال ر‬‫الضون لجسمه‪ ،‬ي‬ ‫ي‬ ‫ه االمتداد‬ ‫صورة اإلنسان ي‬
‫‪26‬‬
‫إشارتها إىل شخصية صاحبها ‪ ،‬و من ثم يقصد بالصورة المعاقب عىل التقاطها أو‬
‫تسجيلها أو نقلها بمقتص المادة ‪ 303‬مكرر تثبيت أو رسم قسمات شكل إنسان عىل‬
‫يعت أخذ صورة إلنسان سواء كانت هاته الصورة ثابتة‬ ‫‪27‬‬
‫دعامة مادية أيا كانت ‪ ،‬و هو ما ي‬
‫(فوتوغرافية) أو صورة متحركة (مرئية ‪ ،‬فيديو)‪.‬‬

‫‪ 26‬محمد الشهاوى ‪ ،‬الحماية الجزائية لحرمة الحياة الخاصة ‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪،2005 ،‬‬
‫ص ‪.273‬‬
‫العقان الجزائري دراسة تأصيلية تحليلية‬ ‫ر‬
‫خلق‪ ،‬الحق يف الحياة الخاصة يف التشي ع‬ ‫‪ 27‬عبد الرحمان‬
‫ري‬ ‫ي‬
‫عش‪ ،‬جامعة الوادي‪ ،‬الجزائر‪،2011 ،‬‬‫مقارنة مجلة البحوث و الدراسات‪ ،‬المجلد الثامن‪ ،‬العدد الثان ر‬
‫ي‬
‫ص ‪.177‬‬

‫‪762‬‬
‫مجلة الدراسات القانونية (صنف ج) ‪Journal OF LEGAL STUDIES (Class C) -‬‬
‫مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحي ى فارس بالمدية (الجزائر)‬
‫‪ISSN 2437-0304‬‬
‫‪EISSN: 2602-5108‬‬
‫رقم اإليداع القانوني‪2015- 3039 :‬‬
‫آ‬
‫ص‪768 - 749 :‬‬ ‫السنة‪ :‬جانفي ‪ 2022‬م‪-‬جمادى الخرة ‪ 1443‬ه‬ ‫العدد‪01 :‬‬ ‫المجلد‪08 :‬‬
‫هذا و يتحقق فعل التقاط الصورة من خالل تثبتها عىل أجهزة التصوير الفوتوغرافية‬
‫الت أخذت بها‬ ‫ى‬
‫فيعت عملية حفظ الصورة عىل الوسيلة ي‬ ‫ي‬ ‫كاميات الفيديو‪ ،‬أما التسجيل‬ ‫أو ر‬
‫تعت عملية‬‫حي ي‬ ‫أو أي وسيلة أخرى معدة لهذا الغرض ليتم العودة إليها يف أي وقت‪ ،‬يف ر‬
‫تمكي شخص أخر يوجد يف مكان مختلف عن المكان الذي أخذت منه‬ ‫ر‬ ‫نقل الصورة‬
‫الصورة من االطالع عليها‪ ،‬و يساوي أن يكون المكان الذي تنتقل إليه الصورة مكانا عاما‬
‫أو خاصا‪.‬‬
‫كاميات المراقبة بإمكانها القيام بكل العمليات السابقة من‬ ‫نشي يف هذا الصدد أن ر‬ ‫و ر‬
‫الكاميات مربوطة‬ ‫ر‬ ‫التقاط للصور و تسجيلها و نقلها بجودة عالية خصوصا إذا كانت هاته‬
‫بشبكة ى‬
‫اإلنينت‪.‬‬
‫المشع لتحقيق االعتداء عىل الحق يف الخصوصية عن طريق التصوير أن‬ ‫اشيط ر‬ ‫كما ى‬
‫ُ ِّ‬
‫المجت عليه قد التقطت أو ُس ِّجلت أو نقلت و هو يف مكان خاص‪ ،‬و ال‬ ‫ي‬ ‫تكون صورة‬
‫أهمية بعد ذلك للوضع الذي كان عليه الشخص أثناء التقاط الصورة‪ ،‬بمفهوم مخالف‬
‫المشع ال يعاقب عىل التقاط الصور يف األماكن العامة أو المفتوحة للجمهور‪ ،‬و هذا‬ ‫فإن ر‬
‫الرئاس رقم‪ 228-15 :‬الذي حدد القواعد العامة المتعلقة بتنظيم‬ ‫ي‬ ‫ما نظمه المرسوم‬
‫كاميات المراقبة يف‬ ‫الوطت للمراقبة بواسطة الفيديو الذي أباح تنصيب شبكة من ر‬ ‫ي‬ ‫النظام‬
‫األماكن العامة بهدف الوقاية من األعمال اإلجرامية‪ ،‬إذ أنه ال يمكن االحتجاج بانتهاك‬
‫كاميات الفيديو المثبتة يف األماكن العامة باعتبار‬ ‫حرمة الحياة الخاصة عن طريق تصوير ر‬
‫دواع أمنية متعلقة بالنظام العام‪.‬‬
‫ي‬ ‫ه‬
‫الكاميات ي‬‫ر‬ ‫دواع اللجوء إىل هاته‬ ‫ي‬ ‫أن‬
‫ر‬
‫بالرجوع إىل الوسيلة المستعملة فان المشع لم يحدد وسيلة بذاتها من أجل االلتقاط‬
‫أو التسجيل أو نقل الصور‪ ،‬بل استعمل عبارة " بأية تقنية كانت " مما يفيد التوسع‬
‫كاميات المراقبة عىل اعتبار أنها تقوم بالتقاط و تسجيل و‬ ‫الحتواء كل التقنيات بما فيها ر‬
‫نقل الصور‪.‬‬
‫المجت عليه بعمليات التقاط و تسجيل و نقل الصور‬ ‫ي‬ ‫أما فيما يخص عنض عدم رضا‬
‫المعت‬ ‫المشع قد اشيط لقيام هذه الجنحة أن تتم من دون رضا‬ ‫ى‬ ‫ف مكان خاص فإن ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫المجت عليه يحول دون قيام هاته الجريمة‪ ،‬فال يتصور ارتكاب‬ ‫ي‬ ‫باألمر أي أن رضا‬
‫اض عن تلك األفعال و من هنا كان عدم الرضا‬ ‫غي ر ي‬ ‫المجت عليه ر‬ ‫ي‬ ‫الجريمة إال إذا كان‬
‫‪28‬‬
‫القانون للجريمة ‪.‬‬ ‫عنضا ماديا يف النموذج‬
‫ي‬

‫ماجستي يف الحقوق‪،‬‬
‫ر‬ ‫العقان الجزائري‪ ،‬مذكرة‬ ‫‪ 28‬بن ذياب عبد المالك‪ ،‬الحق ف الخصوصية ف ر‬
‫التشي ع‬
‫ري‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫جامعة باتنة ‪ ،2013‬ص ‪.115‬‬

‫‪763‬‬
‫مجلة الدراسات القانونية (صنف ج) ‪Journal OF LEGAL STUDIES (Class C) -‬‬
‫مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحي ى فارس بالمدية (الجزائر)‬
‫‪ISSN 2437-0304‬‬
‫‪EISSN: 2602-5108‬‬
‫رقم اإليداع القانوني‪2015- 3039 :‬‬
‫آ‬
‫ص‪768 - 749 :‬‬ ‫السنة‪ :‬جانفي ‪ 2022‬م‪-‬جمادى الخرة ‪ 1443‬ه‬ ‫العدد‪01 :‬‬ ‫المجلد‪08 :‬‬
‫كاميات المراقبة يف مكان‬
‫الغي بواسطة ر‬‫األخي أن الجريمة تصوير ر‬ ‫ر‬ ‫وجب اإلشارة يف‬
‫المشع استعمل عبارة " كل من‬‫خاص دون موافقتهم جريمة عمدية بضي ح النص إذ أن ر‬
‫الجنان العام الذي‬
‫ي‬ ‫تعمد " بحيث يتخذ الركن المعنوي يف هاته الجريمة صورة القصد‬
‫يتحقق بتوافر عنضي العلم و اإلرادة‪.‬‬
‫ميات المراقبة‬ ‫الثان‪ :‬جنحة استغالل تسجيالت كا ر‬ ‫الفرع ي‬
‫كاميات المراقبة بها‪ ،‬قد‬
‫أكي للحق يف الخصوصية ضد مساس ر‬ ‫يف سبيل بسط حماية ر‬
‫كاميات المراقبة من خالل نص المادة‬ ‫المشع الجزائري استغالل تسجيالت ر‬ ‫ر‬ ‫جرم‬
‫الت نصت ‪ :‬يعاقب بالعقوبات المنصوص عليها يف‬ ‫ى‬
‫‪303‬مكرر‪ 1‬من قانون العقوبات ي‬
‫الغي‬
‫المادة ‪303‬مكرر كل من احتفظ أو وضع أو سمح بأن توضع يف متناول الجمهور أو ر‬
‫أو استخدم بأي وسيلة كانت الصور المتحصل عليها بواسطة أحد األفعال المنصوص‬
‫عليها يف المادة‪303‬مكرر من هذا القانون‪.‬‬
‫ام للجنحة محل الدراسة يف إحدى الصور ثالث االحتفاظ‪،‬‬ ‫يتجسد النشاط اإلجر ي‬
‫ر‬
‫االستعمال‪ ،‬الوضع يف متناول الجمهور ألشطة فيديو متعلقة بأشخاص مستمدة من‬
‫كاميات المراقبة‪.‬‬
‫ر‬
‫الجان لصور خاصة بشخص عن قصد و علمه‬ ‫ي‬ ‫أما االحتفاظ فيقصد به إمساك‬
‫بمحتوى هاته الصور مع ضورة أن يكون قد تم الحصول عليها عن طريق التقاطها يف‬
‫مكان خاص دون إذن من صاحبها ‪.29‬‬
‫الجان‬
‫ي‬ ‫حي يقصد باالستخدام‪ :‬استعمال الصور الملتقطة‪ ،‬أو النشاط الذي يسىع‬ ‫يف ر‬
‫ى‬
‫من خالله لتحقيق غاية ما يرغب فيها‪ ،‬مثل استعمالها يف عمليات االبياز من أجل‬
‫الحصول عىل المال‪.‬‬
‫نش أو إظهار تسجيالت الصور‬ ‫أما الوضع ف متناول الجمهور فيقصد منه إذاعة أو ر‬
‫ي‬
‫غي محدود من الناس من‬ ‫بتمكي عدد ر‬
‫ر‬ ‫للجمهور و يتحقق الوضع يف متناول الجمهور‬
‫اإلطالع عىل فحوى الصور الملتقطة‪.30‬‬
‫ام يف الجريمة المنصوص عليها يف المادة‬ ‫عالوة عىل ذلك فإن موضوع النشاط اإلجر ي‬
‫الجان ألفعال االحتفاظ أو االستعمال أو‬
‫ي‬ ‫‪303‬مكرر‪ 1‬يتمثل يف الصورة محل إتيان‬
‫ام تم‬ ‫ى‬
‫الوضع يف متناول الجمهور فيشيط لقيام الجريمة أن يكون موضوع السلوك اإلجر ي‬

‫خلق‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.183‬‬


‫ي‬ ‫‪29‬عبد الرحمان‬
‫‪ 30‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪183‬‬

‫‪764‬‬
‫مجلة الدراسات القانونية (صنف ج) ‪Journal OF LEGAL STUDIES (Class C) -‬‬
‫مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحي ى فارس بالمدية (الجزائر)‬
‫‪ISSN 2437-0304‬‬
‫‪EISSN: 2602-5108‬‬
‫رقم اإليداع القانوني‪2015- 3039 :‬‬
‫آ‬
‫ص‪768 - 749 :‬‬ ‫السنة‪ :‬جانفي ‪ 2022‬م‪-‬جمادى الخرة ‪ 1443‬ه‬ ‫العدد‪01 :‬‬ ‫المجلد‪08 :‬‬
‫الحصول عليه بإحدى الطرق المبينة يف المادة ‪303‬مكرر السابقة‪ ،‬أي عن طريق التقاط‬
‫المعت باألمر‪.‬‬
‫ي‬ ‫أو تسجيل أو نقل لصور يف مكان خاص دون موافقة‬
‫ى‬
‫ام تسجيالت مصورة فيشيط أن يكون‬ ‫يضاف إىل ذلك إذا كان موضوع السلوك اإلجر ي‬
‫تمي الشخص موضوع الصورة بوضوح‪ ،‬أي أن يكون هناك تشابه كاف بيم من‬ ‫باإلمكان ر‬
‫‪31‬‬
‫تمثله الصورة و ربي قسمات شكل الشخص ‪.‬‬
‫ه من الجرائم‬ ‫كاميات المراقبة ي‬
‫تجدر اإلشارة إىل أن الجنحة استغالل تسجيالت ر‬
‫الجنان العام‪ ،‬الذي يتحقق‬
‫ي‬ ‫العمدية‪ ،‬حيث يتخذ الركن المعنوي فيها صورة القصد‬
‫الجان‬
‫ي‬ ‫الجان بجميع مكونات الفعل المادي للجريمة كأن يعلم‬ ‫ي‬ ‫بتوافر عنض علم‬
‫بمصدر الحصول عىل الصور و أن من شأن نشاطه إذاعة هاته التسجيالت المصورة‪ ،‬إىل‬
‫كاميات‬
‫عي ر‬ ‫الت تتجه إىل استغالل الصور الملتقطة ر‬ ‫ى‬
‫جانب عنض إرادة الشخص ي‬
‫المراقبة‪ ،‬أما إذا تم ذلك عىل سبيل الخطأ أي أنه لم يقصد إحداث هذا الفعل فال جريمة‬
‫يف هاته الحالة النتفاء الركن المعنوي لهذه الجنحة‪.‬‬
‫المشع لهذه الجنحة العقوبة نفسها الخاصة بالجريمة الواردة يف المادة‬ ‫لقد قرر ر‬
‫ه الحبس من ستة(‪ )6‬أشهر إىل ثالثة (‪ )3‬سنوات و بغرامة‬ ‫‪303‬مكرر السابقة الذكر و ي‬
‫مالية من ‪50.000‬دج إىل ‪300.000‬دج‪.‬‬
‫الشوع معاقب عليه بنفس العقوبة المقررة للجريمة‬ ‫األخي أن ر‬
‫ر‬ ‫و تجدر اإلشارة يف‬
‫كاميات المراقبة أو جنحة استغالل‬ ‫الغي بواسطة ر‬‫التامة سواء بالنسبة لجنحة تصوير ر‬
‫كاميات المراقبة إىل جانب إمكانية قيام مسؤولية الشخص المعنوي عن‬ ‫تسجيالت ر‬
‫‪32‬‬
‫سابقتي ‪.‬‬ ‫الجنحتي‬
‫ر‬ ‫ر‬

‫الخاتمة‪:‬‬

‫بتاىل‬
‫كاميات المراقبة بصفة خاصة إىل مكافحة الجريمة من خالل تسجيلها و ي‬ ‫تهدف ر‬
‫سهولة إثباتها أمام القضاء برغم من مساسها بخصوصيات األشخاص و حرياتهم العامة ‪،‬‬
‫ى‬
‫الت نرتادها‬
‫الواقىع لكا رميات المراقبة يف معظم األماكن ي‬
‫ي‬ ‫الفعىل و‬
‫ي‬ ‫فعىل الرغم من التواجد‬
‫كممارسة عملية إال أن القانون كان غامضا بشأنها‪.‬‬
‫توصلنا من خالل هذه الدراسة إىل جملة من النتائج أهمها‪:‬‬

‫‪ 31‬بن ذياب عبد المالك‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.125‬‬


‫‪ 32‬انظر المواد ‪303‬مكرر‪303 ،‬مكرر‪303 ،1‬مكرر‪ 3‬من القانون رقم ‪ ،23-06‬المرجع السابق‪.‬‬

‫‪765‬‬
‫مجلة الدراسات القانونية (صنف ج) ‪Journal OF LEGAL STUDIES (Class C) -‬‬
‫مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحي ى فارس بالمدية (الجزائر)‬
‫‪ISSN 2437-0304‬‬
‫‪EISSN: 2602-5108‬‬
‫رقم اإليداع القانوني‪2015- 3039 :‬‬
‫آ‬
‫ص‪768 - 749 :‬‬ ‫السنة‪ :‬جانفي ‪ 2022‬م‪-‬جمادى الخرة ‪ 1443‬ه‬ ‫العدد‪01 :‬‬ ‫المجلد‪08 :‬‬
‫الجنان‬
‫ي‬ ‫‪ 1‬ال يختلف حوله اثنان أن مثل هاته التقنية رغم أهميتها يف مجال اإلثبات‬
‫تثيه من عالمات استفهام‬ ‫ه الخصوصية الفردية و ذلك لما ر‬ ‫إال أن ضحيتها األوىل ي‬
‫مرتبطة بحقوق اإلنسان و االعتداء عىل الحريات سواء من الناحية األخالقية أو القانونية‬
‫تغيا‬ ‫حت الفنية لما تتطلبه من وسائل و ما تحمله من إمكانية التحريف و القص ر‬ ‫و ى‬
‫للحقيقة‪.‬‬
‫كاميات المراقبة بقانون مستقل‪ ،‬بل أشار إليها من‬ ‫المشع الجزائري ر‬ ‫ر‬ ‫‪ 2‬لم ينظم‬
‫اعتيها‬ ‫بالتجهيات الحساسة‪ ،‬حيث ر‬ ‫ر‬ ‫خالل المرسوم التنفيذي رقم‪ 09-410 :‬المتعلق‬
‫الوطت‬ ‫غي المشوع باألمن‬‫ر‬ ‫الت يمكن أن يمس استعمالها ر‬ ‫ى‬
‫ي‬ ‫التجهيات الحساسة ي‬ ‫ر‬ ‫من قبيل‬
‫الوطت للمراقبة‬ ‫ي‬ ‫الرئاس رقم‪ 15-228 :‬المتعلق بالنظام‬ ‫ي‬ ‫والنظام العام‪ ،‬والمرسوم‬
‫كاميات المراقبة‬ ‫الت أفردت ر‬ ‫ى‬ ‫ر‬
‫بواسطة الفيديو‪ ،‬عىل خالف بعض التشيعات العربية ي‬
‫ى‬
‫الكويت‪.‬‬ ‫المشع القطري و‬ ‫بقانون خاص مثل ر‬
‫ي‬
‫كاميات المراقبة يف مجال اإلثبات سواء‬ ‫‪ 3‬بالرجوع إىل القيمة القانونية لتسجيالت ر‬
‫الكاميات مثبته يف‬ ‫ر‬ ‫مشوعيتها أو حجيتها فاألمر يختلف فيما لو كانت هاته‬ ‫من خالل ر‬
‫فكاميات المراقبة المثبتة يف مكان عام من قبل السلطات األمنية يعد‬ ‫ر‬ ‫مكان عام أو خاص‬
‫الت يحددها‬ ‫ى‬ ‫ر‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ر‬
‫عيها دليال مشوعا مت ما احيمت الشوط و الضوابط ي‬ ‫الدليل المتحصل ر‬
‫المعت فالدليل مستمد‬ ‫ي‬ ‫كاميات المراقبة المثبتة يف مكان خاص دون إذن‬ ‫القانون ‪ ،‬أما ر‬
‫ى‬ ‫ر‬
‫الت‬ ‫يعتي الدليل باطال تبعا لذلك ‪ ،‬إال يف الحاالت ي‬ ‫ر‬ ‫غي مشوع و من ثم‬ ‫منها هو دليل ر‬
‫أجاز فيها قانون اإلجراءات الجزائية ذلك من خالل المواد ‪ 65‬مكرر ‪ 5‬و ما يليها‪ ،‬حيث‬
‫المشع للنيابة العامة و سلطات التحقيق اللجوء إىل تقنية التصوير يف مكان خاص‬ ‫سمح ر‬
‫عت يف بعض الجرائم و جعل اللجوء إىل التقنية هاته مرهون بضورة توفر‬ ‫دون إذن الم ي‬
‫الشوط و اإلجراءات ضمانا للحق يف الخصوصية‪ ،‬أما فيما يخص حجية‬ ‫جملة من ر‬
‫لقاض الموضوع ‪،‬‬ ‫ي‬ ‫كاميات المراقبة يف اإلثبات فالسلطة التقديرية ترجع‬ ‫مخرجات ر‬
‫كاميات‬ ‫فالقاض له كامل الحرية يف تقدير حجية الدليل المستمد من تسجيالت ر‬ ‫ي‬
‫الشخص و ال تمتد‬ ‫اقتناعه‬ ‫عىل‬ ‫بناء‬ ‫كه‬
‫يي‬‫المراقبة المقدمة إليه ف أن يأخذ به أو ى‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫الخبي‪.‬‬
‫ر‬ ‫سلطته إىل تقدير القيمة الفنية للدليل ألنها من مهام‬
‫كاميات‬ ‫التشي ع الجزائري يف اإلشارة إىل أشكال مساس ر‬ ‫‪ 4‬ما زاد الوضع تأزما قصور ر‬
‫المراقبة بحرمة الحياة الخاصة ما حتم علينا العودة إىل القواعد العامة يف قانون‬
‫كاميات المراقبة عىل الحق يف الخصوصية و هو‬ ‫العقوبات من أجل إيجاد صور اعتداء ر‬

‫‪766‬‬
‫مجلة الدراسات القانونية (صنف ج) ‪Journal OF LEGAL STUDIES (Class C) -‬‬
‫مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحي ى فارس بالمدية (الجزائر)‬
‫‪ISSN 2437-0304‬‬
‫‪EISSN: 2602-5108‬‬
‫رقم اإليداع القانوني‪2015- 3039 :‬‬
‫آ‬
‫ص‪768 - 749 :‬‬ ‫السنة‪ :‬جانفي ‪ 2022‬م‪-‬جمادى الخرة ‪ 1443‬ه‬ ‫العدد‪01 :‬‬ ‫المجلد‪08 :‬‬
‫ما كان من خالل المواد ‪303‬مكرر و ‪303‬مكرر‪ 1‬اللتان تجرمان أفعال التقاط الصور‬
‫للغي يف مكان خاص دون إذن و استغالل هاته الصور‪.‬‬ ‫ر‬
‫ى‬
‫األخي بعض االقياحات لعلها نساهم من خاللها‬ ‫و عىل ضوء هذه الدراسة نقدم يف‬
‫ر‬
‫يىل‪:‬‬ ‫ى‬
‫الت من بينها ما ي‬ ‫يف إثراء المنظومة القانونية ذات الصلة‪ ،‬و ي‬
‫كاميات المراقبة بقانون خاص و مستقل ينظم من خالله استغالل‬ ‫ُ‬
‫‪ 1‬حبذا لو يفرد ر‬
‫هاته التقنية خصوصا من طرف المواطن العادي يف حماية ممتلكاته ضد مختلف‬
‫األعمال اإلجرامية‪.‬‬
‫ر‬
‫ينبىع أن يتم وفق شوط معينة‬ ‫لكاميات المراقبة يف منازلهم‬
‫ر‬ ‫المواطني‬
‫ر‬ ‫‪ 2‬استخدام‬
‫ي‬
‫أهمها أن توضع هذه األجهزة داخل حدود المسكن‪.‬‬
‫كاميات المراقبة يف اإلثبات‬
‫‪ 3‬التأكيد عىل بيان حجية األدلة المتحصل عليها من ر‬
‫الجنا ين‪.‬‬
‫طت للمراقبة‬
‫عي النظام الو ي‬‫‪ 4‬ضورة تحديد مدة حفظ تسجيالت الفيديو المنجزة ر‬
‫بواسطة الفيديو و كيفية إعدامها عند انقضاء المدة‪.‬‬
‫بكاميات مراقبة بالنسبة‬
‫ر‬ ‫‪ 5‬ضورة اإلشارة بلوحة واضحة إىل أن المكان مجهز‬
‫حت يتست لألشخاص معرفة أنهم تحت نظام مراقبة بواسطة الفيديو‪.‬‬ ‫لألماكن المراقبة ى‬
‫غي‬‫كاميات المراقبة ر‬
‫لكاميات المراقبة‪ ،‬وكذا ر‬ ‫ر‬ ‫غي ر‬
‫المشوع‬ ‫‪ 6‬تجريم االستخدام ر‬
‫القانونية بما يضمن دورها يف مكافحة الجريمة و عدم المساس بالحق يف الخصوصية‬
‫الفردية‪.‬‬
‫قائمة المراجع‪:‬‬

‫أوال‪ -‬الكتب‪:‬‬
‫القضان‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬دار‬
‫ي‬ ‫نجيم ‪ ،‬قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري عىل ضوء االجتهاد‬
‫ي‬ ‫‪ .1‬جمال‬
‫هومة‪ ،‬الجزائر ‪.2018‬‬
‫الفرنس‪ -‬دراسة مقارنة‬
‫ي‬ ‫‪ .2‬عبد العزيز نويري ‪ ،‬الحماية الجزائية للحياة الخاصة يف القانون الجزائري و‬
‫‪ -‬الطبعة الثانية دار هومة‪ ،‬الجزائر‪.2016 ،‬‬
‫‪ .3‬محمد الشهاوى ‪ ،‬الحماية الجزائية لحرمة الحياة الخاصة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪.2005 ،‬‬
‫ثانيا‪ -‬المقاالت العلمية‪:‬‬
‫ان‪ ،‬مجلة الحقوق و العلوم‬ ‫‪ .1‬بسمة مامن ‪ ،‬القيمة القانونية للصوت و الصورة كدليل يف اإلثبات الجز ي‬
‫الثان‪ ،‬العدد الرابع‪ ،‬جامعة عباس لغرور خنشلة‪ ،‬الجزائر‪.2015 ،‬‬‫السياسية‪ ،‬المجلد ي‬
‫العقان الجزائري دراسة تأصيلية تحليلية‬ ‫ع‬ ‫ي‬ ‫‪ .2‬عبد الرحمان خلق‪ ،‬الحق ف الحياة الخاصة ف ر‬
‫التش‬
‫ري‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫عش‪،‬جامعة الوادي‪ ،‬الجزائر‪.2011 ،‬‬ ‫مقارنة مجلة البحوث و الدراسات‪ ،‬المجلد الثامن‪ ،‬العدد الثان ر‬
‫ي‬

‫‪767‬‬
‫مجلة الدراسات القانونية (صنف ج) ‪Journal OF LEGAL STUDIES (Class C) -‬‬
‫مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحي ى فارس بالمدية (الجزائر)‬
‫‪ISSN 2437-0304‬‬
‫‪EISSN: 2602-5108‬‬
‫رقم اإليداع القانوني‪2015- 3039 :‬‬
‫آ‬
‫ص‪768 - 749 :‬‬ ‫السنة‪ :‬جانفي ‪ 2022‬م‪-‬جمادى الخرة ‪ 1443‬ه‬ ‫العدد‪01 :‬‬ ‫المجلد‪08 :‬‬
‫الجنان‪ ،‬مجلة كلية الحقوق‪ ،‬المجلد‬ ‫ي‬ ‫المرن و حجيته يف اإلثبات‬ ‫ي‬ ‫الحسيت‪ ،‬التصوير‬
‫ي‬ ‫‪ .3‬عماد عباس‬
‫عش‪ ،‬جامعة النهرين‪ ،‬العراق‪.2014 ،‬‬ ‫عش‪ ،‬العدد الحادي ر‬ ‫السادس ر‬
‫الجنان‪ ،‬مجلة الدراسات القانونية‪،‬‬ ‫ي‬ ‫توم‪ ،‬دور نظام المراقبة بواسطة الفيديو يف اإلثبات‬ ‫يح ي‬ ‫ي‬ ‫‪.4‬‬
‫يح فارس بالمدية‪ ،‬الجزائر‪.2017 ،‬‬ ‫الثان‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية‪ ،‬جامعة ي‬ ‫المجلد الثالث‪،‬عدد ي‬
‫ثالثا‪ -‬الرسائل الجامعية‪:‬‬
‫الجنان و أثرها عىل حقوق المتهم‬ ‫ي‬ ‫‪ .1‬فريد ناشف‪ ،‬استعمال الوسائل العلمية الحديثة يف التحقيق‬
‫( دراسة مقارنة)‪ ،‬أطروحة دكتوراه يف الحقوق‪ ،‬جامعة البليدة ‪ ،2‬الجزائر‪.2013 ،‬‬
‫ماجستي يف‬
‫ر‬ ‫العقان الجزائري‪ ،‬مذكرة‬ ‫‪ .2‬عبد المالك بن ذياب‪ ،‬الحق ف الخصوصية ف ر‬
‫التشي ع‬
‫ري‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫الحقوق جامعة باتنة‪.2013 ،‬‬
‫التشيعية‪:‬‬ ‫رابعا‪ -‬النصوص ر‬
‫التشي ع الجزائري‬ ‫ر‬ ‫‪)1‬‬
‫القواني‪:‬‬‫ر‬ ‫‪‬‬
‫ديسمي ‪ 2006‬المعدل‬ ‫ر‬ ‫‪ .1‬القانون رقم‪ 22-06 :‬المؤرخ يف‪ 29 :‬ذي القعدة عام ‪ 1427‬الموافق ل ‪20‬‬
‫ديسمي ‪.2006‬‬‫ر‬ ‫و المتمم لقانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬الجريدة‪ ،‬الرسمية العدد‪ ،84 :‬الصادرة بتاري خ‪24 :‬‬
‫ديسمي ‪ 2006‬المعدل‬ ‫ر‬ ‫‪ .2‬القانون رقم‪ 23-06 :‬المؤرخ يف‪ 29 :‬ذي القعدة عام ‪ 1427‬الموافق ل ‪20‬‬
‫ديسمي ‪.2006‬‬ ‫ر‬ ‫و المتمم لقانون العقوبات‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد‪ ،84 :‬الصادرة بتاري خ‪24 :‬‬
‫‪ ‬المراسيم و القرارات‪:‬‬
‫ئاس رقم‪ 228-15 :‬المؤرخ يف ‪ 7‬ذي القعدة عام ‪ 1436‬الموافق ل ‪ 22‬غشت ‪2015‬‬ ‫‪ .1‬المرسوم الر ي‬
‫سيه‪ ،‬الجريدة‬ ‫الوطت للمراقبة بواسطة الفيديو و ر‬ ‫ي‬ ‫النظام‬ ‫بتنظيم‬ ‫المتعلقة‬ ‫العامة‬ ‫الذي يحدد القواعد‬
‫الرسمية العدد‪ 45 :‬الصادرة بتاري خ‪ 23 :‬أوت ‪.2015‬‬
‫ديسمي‬
‫ر‬ ‫‪ .2‬المرسوم التنفيذي رقم‪ 410- 09 :‬المؤرخ يف ‪ 23‬ذي الحجة عام ‪ 1430‬الموافق ل ‪10‬‬
‫التجهيات الحساسة‪ ،‬الجريدة‬ ‫ر‬ ‫‪ 2009‬الذي يحدد قواعد األمن المطبق عىل النشاطات المنصبة عىل‬
‫ديسمي ‪.2009‬‬‫ر‬ ‫الرسمية العدد‪ 73 :‬الصادرة بتاري خ‪13 :‬‬
‫‪ .3‬المرسوم التنفيذي رقم‪ 61-16 :‬المؤرخ يف‪ 2 :‬جمادى األوىل عام ‪ 1437‬الموافق ل ‪ 11‬رفياير‬
‫‪ 2016‬الذي يعدل و يتمم المرسوم التنفيذي رقم‪ ،410-09 :‬الذي يحدد قواعد األمن المطبقة عىل‬
‫التجهيات الحساسة الجريدة الرسمية العدد‪ ،09 :‬الصادرة بتاري خ‪ 17 :‬رفياير‬ ‫ر‬ ‫النشاطات المنصبة عىل‬
‫‪.2016‬‬
‫‪:‬‬
‫ك(الدفاع‪،‬الداخلية‪،‬المالية‪،‬النقل‪،‬الييد)المؤرخ يف ‪15‬ذي القعدة عام ‪1432‬‬ ‫ى‬
‫‪ .4‬القرار الوزاري المشي‬
‫ر‬
‫التجهيات الحساسة و حيازتها و‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫الموافق ل ‪ 13‬أكتوبر ‪ 2011‬الذي يحدد شوط و كيفيات اقتناء‬
‫نوفمي ‪.2011‬‬‫ر‬ ‫استغاللها و استعمالها و التنازل عنها‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد‪ ،63 :‬الصادرة بتاري خ‪23 :‬‬
‫األجنت‬ ‫ر‬
‫التشي ع‬ ‫‪)2‬‬
‫ري‬
‫الكاميات و أجهزة المراقبة األمنية‬ ‫ر‬ ‫‪ .1‬القانون رقم‪ )09( :‬لسنة ‪ 2011‬المتعلق بتنظيم استخدام‬
‫القطري‪ ،‬المؤرخ يف‪ 1432/06/15 :‬الموافق ل ‪ ،\2011/05/18‬الجريدة الرسمية العدد‪ ،07 :‬الصادرة‬
‫بتاري خ‪.2011/06/20 :‬‬
‫ى‬
‫الكويت‪.‬‬ ‫األمنية‬ ‫اقبة‬‫ر‬‫الم‬ ‫أجهزة‬ ‫و‬ ‫ات‬ ‫كامي‬
‫ر‬ ‫كيب‬ ‫تر‬ ‫و‬ ‫تنظيم‬ ‫شأن‬ ‫ف‬ ‫‪2015‬‬ ‫لسنة‬ ‫‪ .2‬القانون رقم (‪)61‬‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫األساس العدد(‪ )63‬لسنة ‪ 2004‬المؤرخ يف ‪ 27‬جويلية ‪ 2004‬يتعلق بحماية المعطيات‬ ‫ي‬ ‫‪ .3‬القانون‬
‫التونس‪.‬‬
‫ي‬ ‫الشخصية‬

‫‪768‬‬

You might also like