Professional Documents
Culture Documents
دور المغرب في حكامة الهجرة رائد أم دركي حدود
دور المغرب في حكامة الهجرة رائد أم دركي حدود
.
..
.
.
.
.
.
.
.
Studies and Research دراسات وأبحاث
Magdy Abdel-Hadi
مجدي عبد الهادي
The Price of Tyranny: In the
11 يف االقتصاد:ثمن االستبداد
Political Economy of the Collapse
of the Egyptian pound السياسي النهيار الجنيه املصري
Abderrafie Zaanoun
عبد الرفيع زعنون
Morocco's Role in Governing
127 دور املغرب يف حوكمة الهجرة بين
Migration between Africa and
Europe: Pioneer or Border Guard? رائد أم دركي حدود؟:إفريقيا وأوروبا
Hicham Ismaili
هشام اإلسماعيلي
The Ideology of Wokeism:
149 تعميق أزمة:أيديولوجية الووكيزم
Deepening the Crisis of Values
and Displacing References القيم وإزاحة املرجعيات
Rachid Boutayeb
رشيد بوطيب
The Defeat of the West: Another 181 تاريخ آخر للحداثة:هزيمة الغرب
History of Modernity
دور املغرب يف حوكمة الهجرة بين إفريقيا وأوروبا:
رائد أم دركي حدود؟
ملخص
تســعى هــذه الورقــة إلــى رصــد تحــول الــدور املغربــي مــن دركــي الحــدود األوروبيــة
إلــى محاولــة القيــام بــأدوار قياديــة يف تدبيــر الهجــرة غيــر النظاميــة مــن إفريقيــا
إلــى أوروبــا ،مــع تتبــع مســاعي املغــرب لجعــل الشــركاء األفارقــة واألوروبييــن يقبلــون
بهــذا املوقــع ،والتأثيــرات الناجمــة عــن ذلــك .يف ضــوء ذلــك تحــاول الدراســة اإلجابــة
عــن هــذا الســؤال املركــزي :مــا ســياقات تحــول دور املغــرب يف تدبيــر الهجــرة
اإلفريقيــة نحــو أوروبــا؟ وهــل تمكــن مــن تجــاوز نمــوذج دركــي الحــدود إلــى لعــب دور
ريــادي ،باعتبــاره دولــة عبــور بيــن الــدول اإلفريقيــة واألوروبيــة ،يف تدبيــر تدفقــات
الهجــرة؟ تخلــص الدراســة إلــى تزايــد التوظيــف اإلســتراتيجي مللــف الهجــرة مــن
طــرف املغــرب بمــا يخــدم مصالحــه السياســية واالقتصاديــة ،غيــر أن محاولتــه التحول
إلــى فاعــل إســتراتيجي يف الحكامــة الجهويــة للهجــرة بيــن إفريقيــا وأوروبــا تترتــب
املصــِّدرة
ِ عليهــا ارتــدادات عــدة ىلع أوضاعــه الداخليــة ،وىلع عالقاتــه بالــدول
واملســتقبلة للمهاجريــن غيــر النظامييــن ،خاصــة فيمــا يتعلــق بتفاقــم وضعيــات
عــدم االســتقرار بــدول إفريقيــا جنــوب الصحــراء وانســداد مســالك الهجــرة بباقــي دول
شــمال إفريقيــا ،وكــذا "األمننــة" املتزايــدة للحلــول األوروبيــة للهجــرة نتيجــة توالــي
األزــمات االقتصادــية وتناــمي الخطاــبات املعادــية للمهاجرــين
كلمــات مفتاحيــة :الهجــرة غيــر النظاميــة ،إفريقيــا ،االتحــاد األوروبــي ،حكامــة
الهــجرة ،تدبــير الــحدود ،املــغرب
Abstract
This paper observes Morocco's transition from merely guarding European
borders to aspiring to assume leadership roles in managing irregular
migration from Africa to Europe, while also monitoring Morocco's endeavours
to garner acceptance of this role from African and European partners, and
the consequent effects. In light of this, the study seeks to answer to answer
* د .عبــد الرفيــع زعنــون ،أســتاذ جامعــي ،باحــث فــي القانــون الإداري والسياســات العموميــة ،باحــث مشــارك بالمعهــد
المغرــبي لتحليل السياــسات
Abderrafie Zaanoun, Researcher in administrative law and public policies, research associate at the
Moroccan Institute for Policy Analysis.
the following questions: What are the contexts of Morocco's transformation
in managing African migration to Europe? Has it succeeded in moving beyond
the border guard model to play a leading role, as a transit state between
African and European countries, in managing migration flows? Ultimately,
the study finds that there is an increasing strategic utilisation of the migration
issue by Morocco to serve its political and economic interests. However,
its attempt to transition into a strategic actor in the regional governance
of migration between Africa and Europe has several repercussions on its
domestic situation as well as its relations with migrant-sending and receiving
countries, especially concerning the worsening instability in sub-Saharan
African countries and the blockage of migration routes in other North African
countries in addition to the increasing securitisation of European migration
solutions due to successive economic crises and the growth of anti-migrant
rhetoric.
Keywords: irregular migration, Africa, European Union, migration
governance, border control, Morocco.
| 129
مقدمة
عنصًرا محِّدِ ًًدا للسياســة الخارجية للمغــرب ولطبيعة عالقاته بدول
ً تشــكل الهجرة
جســًرا بين إفريقيا
ً الجوار ،نتيجة اعتبارات جيوســتراتيجية متصلة بموقعه الجغرافي
وأوروبــا ،وبالنظر للثقل الديمغرافي للمهاجرين المغاربــة المقيمين بالخارج الذين
أصبحوا يشــكلون نســبة تفوق 10في المئة من مجموع الســكان ،وما لذلك من
تداعيــات اقتصاديــة واجتماعية ُُتحتم اتخاذ نهج دبلوماســي متوازن في العالقة مع
دول المصــدر األوروبــي التي يقيم بها حوالي 90في المئة من "مغاربة العالم"(.)1
كمــا أصبح المغرب الوجهة األولى للمهاجرين األفارقة في مســارهم نحو أوروبا،
ومــا يترتــب على ذلك من تهديدات تجعله في صلــب "معادلة حرجة" بين مراعاة
األولويات الداخلية والوفاء بااللتزامات الدولية.
شــهد تعاطــي المغرب مــع معضلة الهجرة تحــوالت متتالية عكســت المعطيات
الديمغرافية واالقتصادية والجيوسياسية السائدة ،وهو ما تجلى في التحسينات المتتالية
لألطر التشريعية والمؤسساتية التي رامت االنضباط لمتطلبات الحكامة العالمية لتدبير
التنقالت البشرية ،مع الحرص على التمكين للمصالح اإلقليمية للمغرب الذي أصبح
يلعب دور الوساطة بين الدول اإلفريقية واألوروبية ،عبر المشاركة في تنظيم فعاليات
نتــج عنها توقيع اتفاقيات واالنخراط في إســتراتيجيات عــدة للتحكم في تدفقات
المهاجرين.
مَّكن تنامي هذا الدور المغرب من تحقيق مكاسب إستراتيجية في سعيه إلى أن يكون َ
طر ًًفا فاعاًلا بين الدول المستقبلة والدولة المصِّدِ رة للمهاجرين في التقليص من مخاطر
الهجــرة وتأثيراتهــا على األطراف المعنية ،ليتحول هــذا التعاون تدريج ًًّيا إلى قاعدة
لالرتقاء بمســتويات التبادل في مختلف المجاالت األمنية والسياســية واالقتصادية.
لكنه من زاوية أخرى ُُير ِِّتب تأثيرات عكســية على مصالحه الداخلية ،فالتزامه بتنفيذ
بعض البرامج األوروبية للهجرة كان له تداعيات وخيمة جعلت منه في مراحل سابقة
مجرد "دركي" للبوابة المتوســطية ألوروبا ،كما أن تفعيل تدابير الترحيل واتفاقيات
إعادة القبول واإلدماج أ ََّثر على موقعه السياسي تجاه شركائه األفارقة ،وعلى صدقية
أنموذجه في التعامل مع المهاجرين والالجئين الذي ظل مرتهًنًا للمتغيرات اإلقليمية
والدولية.
| 130
تأسي�س ـًا على ما ســبق ،يبرز الحقل االستفهامي اآلتي :ما ســياقات ومراحل تطور
سياسات الهجرة بالمغرب؟ وكيف تزايد تأثير المغرب في تدبير تدفقاتها بين أوروبا
وإفريقيا؟ وما المكاسب التي يجنيها المغرب؟ وما المخاطر المترتبة عن ذلك؟ وهل
أصبــح بالفعــل رائًدً ا في تدبير الهجرة اإلفريقية نحو أوروبا أم أنه لم يبرح بعد دوره
حارًسا لحدود أوروبا؟ ً النمطي
لإلجابة عن هذه التســاؤالت ،ســنتتبع ،اعتمــا ًًدا على المنهــج الوصفي التحليلي،
ســياقات تحول موقع المغرب في المنظومة الدولية والجهوية لحكامة تدبير الهجرة
غير النظامية .معتمدين في ذلك على الوثائق الرسمية للمؤسسات المغربية واألوروبية
واإلفريقية ،وعلى تقارير المنظمات الدولية والمحلية المدافعة عن حقوق المهاجرين
في وضعية غير نظامية ،بغرض اســتجالء التقاطعات والقطائع الكائنة والمتوقعة بين
الرهانات الوطنية والدولية وبين الحســابات "السيادية" و"البراغماتية" في تدبير هذا
الملف الحساس.
بتقسيمها إلى ثالث فترات كبرى لكل منها رهاناتها ومنطقها التدبيري ،دون أن يعني
ذلك وجود قطيعة تامة بينها:
صــدر للهجرة :ظل المغرب بلدً ا محتضنًا للتنقالت البشــرية العابرة ِّ •المغــرب ُم
ليتحول منذ عقد الســتينات إلى بلد مصدِّ ر ،فتسارع تدفق المغاربة نحو الخارج
جعلــه يتصدر قائمة الدول المصدرة للعمال المهاجرين إلى أوروبا( ،)2ولذلك
فقد اقتصرت سياسات معالجة معضلة الهجرة ،إلى حدود أواخر الثمانينات ،على
الدفــاع عن حقوق ومصالــح الجالية المغربية المقيمة بالخارج ،وخاصة بالدول
يمكن من تحقيق أهداف متعددة ،مثل إنعاش االستثمار الداخلي األوروبية ،بما ِّ
وجلب العملة الصعبة( ،)3وكذا توظيف "مد الهجرة" للتأثير في القرار األوروبي
سواء أكان بتوجيه المهاجرين نحو وجهات معينة في إطار اتفاقيات شراكة لسد
خصاص بعض الدول في األيدي العاملة ،أم بالتحكم في ظاهرة "الهجرة السرية"
واجتماعيا علــى الدول األوروبية وخاصة
ًّ وثقافيا
ًّ التــي أصبحــت تؤثر اقتصاد ًّيا
إسبانيا .لكن في هذه المرحلة لم تتبلور أي سياسة متكاملة في غياب أي مخطط
عمل إســتراتيجي يحدد الغايات وسبل بلوغها ويقترح التدابير االستباقية لتعزيز
عوائد الهجرة والحد من تأثيراتها الداخلية والخارجية(.)4
•المغرب بلد عبور :في بداية التسعينات واجه المغرب تحديات ِجسا ًما في تدبير
الهجــرة في ظل "انســيابية" تدفق المهاجرين مــن دول إفريقيا جنوب الصحراء
في ســبيلهم للوصول إلى "الفردوس األوروبي" ( ،)El Doradoمما حوله إلى
بلد عبور بامتياز بحكم ُقربه من دول االســتقبال ،وبالنظر لتفاقم ظواهر انعدام
االستقرار بدول المنشأ اإلفريقي .ففي خضم صراعات سياسية وإثنية وتحوالت
مناخية واجتماعية وجد المغرب نفسه أمام تدفقات بشرية مهولة يحتاج تدبيرها
إلى تعبئة إمكانيات ضخمة وتجريب حلول خالقة بشــكل تشــاركي مع الدول
المصدرة والمســتقبلة ،مع اســتحضار التحديات الجيوســتراتيجية واإلنســانية
واالقتصاديــة المترتبة على وضعه المزدوج :بلد عبور واســتقرار لعدد كبير من
المهاجرين( .)5في هذه المرحلة ،تم تخفيف المقاربة األمنية بما يســمح بتدفق
المهاجرين األفارقة مراعاة ألهمية مسألة الهجرة في المسارات الجديدة للتعاون
المغربي-اإلفريقي .لكن هذا "التسامح" ُقوبل بإغالق متزايد للحدود األوروبية؛
| 132
األمر الذي أفضى إلى تشــكل "بؤر للمهاجرين" بمحيط المدن الحدودية ،منها
طنجــة والناظور ،وهــو الواقع الذي ســيرفع من التكلفــة االجتماعية والمالية
والسياسية لتدبير الهجرة اإلفريقية.
•المغــرب بلد توطين :حفزت تدابير تســوية الوضع القانونــي للمهاجرين على
تفضيــل بعضهم االســتقرار علــى االنتقال إلى الوجهة المرغوبــة( ،)6كما دفع
طول مدة اإلقامة واستمرار إغالق الحدود األوروبية إلى تجريب تطبيقات لتوطين
المهاجريــن بدول العبــور ،فوضعت المفوضية األوروبية ،في ،2005لمناســبة
الذكرى العاشرة لمعاهدة برشلونة ،مقاربة جديدة لمساعدة المغرب على استقبال
المهاجرين .وجراء ذلك ،تزايدت بشكل تدريجي أعداد المهاجرين األفارقة الذين
جنحوا لالستقرار في المغرب لتصل إلى حوالي 15ألف مهاجر في .)7(2008
فــي خضم ذلك ،انخــرط المغرب في تنفيذ عدة برامــج أوروبية ،مثل برنامج
المساعدة على العودة الطوعية وإعادة اإلدماج ( ،)AVRRالذي َأطلق بجنيف في
،2012بميزانية تقدر بـ 800مليون دوالر بشراكة بين المنظمات الدولية والدول
برنامج دعم سياســات الهجــرة بالمغرب في 2017الذي َ المتأثرة بالهجرة(،)8
جاء ضمن مســاعي تنفيذ اتفاق الشــراكة من أجل حركية األشــخاص لتشجيعه
علــى إرجاع مواطنيه ورعايا الدول الثالثــة ( .)États Tiersوغيرها من البرامج
عالميا من حيث عدد
ًّ والعمليــات التي َّ
مكنت المغرب من تبــوء المرتبة الثامنة
المهاجرين الذين تمكن من إعادة استيعابهم في مجتمعاتهم األصلية( ،)9والذين
ناهز عددهم 40أل ًفا من تاريخ شــروعه في تفعيل تدابير اإلرجاع الطوعي ســنة
2004إلى أواخر سنة .2023
بشــكل عــام ،ظلت معظم التدابيــر المتخذة عبارة عن ردود فعل مرحلية عكســت
في الغالب األعم إرادة الجهات األوروبية التي ما فتئت تســعى -عن طريق حلول
متعــددة تتفــاوت ما بين الضغــط والتحفيز -إلى توجيه جهــود المغرب إلى خدمة
األجندة األوروبية ،بما يضمن استمرار دوره النمطي حارس حدود .وفي غياب رؤية
مســتقلة ظلت مقاربته لتدفقات الهجرة اإلفريقية حبيسة إجراءات ظرفية غير مستقرة
أضعفت موقفه أمام شركائه األفارقة؛ األمر الذي فاقم من "التكلفة السياسية" التباع
النموذج األوروبي للهجرة ،الذي غال ًًبا ما يميل إلى ترجيح البعد األمني على حساب
االستحقاقات الحقوقية واإلنسانية(.)10
| 133
العالمي من أجل هجرة آمنة ومنظمة ومنتظمة ،وهو وثيقة مرجعية حثت على تكييف
السياســات الوطنية للهجرة مع القانون الدولي( ،)15مع وضع مخطط عمل مراكش
2020-2018الذي تضمن 23إجراء لتطوير قدرات تدبير الحدود وتطويق شــبكات
تهريب المهاجرين ،ومواكبة خطط إعادة اإلدماج ،ومعالجة الجذور المغذية للهجرة
السرية ،منها التغير المناخي واالضطرابات السياسية والصراع العرقي(.)16
عضًوا
ً بالتــوازي مع ذلك ،تعزز موقع المغرب في الحكامة الدولية للهجرة ،فأصبح
فــاعاًلا في شــبكة األمم المتحدة للدول الرائدة في تنفيــذ االتفاق العالمي من أجل
الهجرة ( .)GCM-The Champions countriesكما شهدت سنة 2018حد ًًثا ً
بارًزا
تمثل في مشــاركة المغرب في لقاء مجموعة الســتة ( ،)G6)(17المخصص لتعزيز
التعــاون فــي محاربة اإلرهاب والهجرة الســرية ،مما يدل علــى االعتراف الدولي
بدوره اإلســتراتيجي في تدبير الهجرة واألمن بمنطقة الشرق األوسط وشمال إفريقيا
وبحوض المتوسط(.)18
دوًرا مه�م ـًا في حكامة الهجرة بإفريقيــا منذ "رجوعه"
لقــد أصبــح المغرب يلعب ً
إلى "األســرة اإلفريقية" بمشــاركته في القمة الثامنة والعشــرين لقادة دول ورؤساء
حكومات بلدان االتحاد اإلفريقي بأديس أبابا ،في يناير/كانون الثاني سنة ،2017إذ
شَّكل دافعا للمغرب للمساهمة في اختير العاهل المغربي رائًدً ا للهجرة بإفريقيا؛ مما َ
صياغة األجندة اإلفريقية للهجرة في 2018التي أكدت تيسير تنقل األشخاص بشكل
آمن ومنتظم( ،)19وفي مواكبة شركائه األفارقة في تدبير الهجرة؛ إذ بادر المغرب إلى
إحداث المرصد اإلفريقي للهجرة بالرباط ،في ديســمبر/كانون األول ،2020بعدما
اع ُُت ِِمد نظامه األساســي بالقمة الثالثة والثالثين لالتحاد اإلفريقي ،في فبراير/شــباط
،2020ليكون بذلك أول هيئة لالتحاد اإلفريقي ُُتعنى بحكامة الهجرة .ووع ًًيا للدور
الحاســم لهذه اآللية ،فقد أكد المغرب بالدورة الرابعة واألربعين للمجلس التنفيذي
لالتحاد اإلفريقي المنعقدة بأديس أبابا ،في 14فبراير/شباط ،2024ضرورة التشغيل
قادًرا على المســاهمة بكفاءة في تحســين النظام العام إلدارة
الكامل للمرصد لجعله ً
الهجرة في إفريقيا ،من خالل جمع وتبادل المعلومات بين الدول اإلفريقية وتوظيفها
في تحليل مسارات "الهجرة" ووضع سيناريوهات للتحكم في تدفقاتها(.)20
هــذا الدور ما فِتِئ يتعزز باحتضانه عدة فعاليات دولية ،مثل المؤتمر الوزاري الثامن
| 135
ثالًثًا :حصاد المغرب من تدبير الهجرة بين إفريقيا وأوروبا :المكاسب والفرص
بدأ المغرب يحصد ثمار "انزياحه" التدريجي عن دوره التقليدي في التصدي لزحف
المهاجرين غير النظاميين نحو حدود الدول األوروبية ،فبدأت تظهر بعض مكاســب
تنامي دوره اإلســتراتيجي في تدبير الهجرة غير النظامية على مختلف المســتويات
السياسية واالقتصادية .ومن إرهاصات هذا التحول:
•تعزيز جاذبية النموذج المغربي :ســاعدت اإلستراتيجيات والجهود السابقة على
تقويــة تموقع المغرب في الحكامة الدوليــة واإلقليمية للهجرة( ،)24كما تنامى
المصدِّ رة
تأثيــره في السياســات المتعلقة بتدبير تدفقات المهاجريــن بين الدول ُ
| 136
ً
وفاعاًل ال نموذجا ُيحتذى
ً والمســتقبلة ،وأصبح االتحاد األوروبي يقدم المغرب
يمكن تجاهله في كل إستراتيجية "جدية" لحل معضلة الهجرة؛ إذ أكد "جوزيب
بوريــل" ( ،)José Borrellالممثل األعلى لالتحاد األوروبي للعالقات الخارجية
والسياسة األمنية ،أن الهجرة باعتبارها مشكلة أوروبية ال يمكن أن تجد طريقها
إلى الحل بدون إشــراك فعلي للمغرب( )25الذي أصبح يستغل المبادرات التي
يحتضنها في تســويق نموذجه في تدبير تدفقــات الهجرة ،آخرها القمة األخيرة
للحوار األوروبي-اإلفريقي حول الهجرة والتنمية المنعقدة بعاصمة المملكة ،في
فاتح فبراير/شباط ،2024إذ أكد المغرب خالل تسليم رئاسة "مسلسل الرباط"
إلى البرتغال أهمية التعامل معه على أنه شريك إستراتيجي في تنفيذ خطة عمل
قــادس ،2027-2023وخاصة فيما يتعلق بتطوير حلول الهجرة القانونية وإدماج
البعد الحقوقي في حكامة تدبير المهاجرين األفارقة نحو أوروبا(.)26
•اســتدرار التمويل األوروبي :حاول المغرب استغالل الهواجس األمنية األوروبية
للحصول على تمويالت "سخية" لخدمة أولوياته في مجال الهجرة ،على اعتبار
فضاًل عن كونه كان محدو ًدا وال يعكس الجهود التي يبذلها ً أن الدعم الســابق،
لحمايــة "الحدود الخارجية" ألوروبا ،فقد كان أكثر مشــروطية إذ ُو ِّجه معظمه
خصص لمشــاريع إدماج المهاجرين لتمويــل عمليات مراقبة الحدود ،فيما لم ُي َّ
وتجفيف منابع الهجرة غير النظامية ســوى النزر اليسير .ولذلك ستأخذ منهجية
مسارا جديدً ا ،منذ نوفمبر/تشرين الثاني ،2015بالموازاة مع تنظيم قمةً التمويل
لرؤساء الحكومات اإلفريقية واألوروبية حول الهجرة بعاصمة مالطا ،التي ُت ِّوجت
أشــغالها بوضع مخطط "فاليت" للعمل المشــترك ( )PACVلمعالجة مســ ِّببات
الهجــرة غير النظامية وتطوير أنظمة إدارة تدفقات المهاجرين .لتمويل المخطط
اســ ُتحدث الصنــدوق االئتماني األوروبي للطوارئ مــن أجل إفريقيا (EUTF-
)Africaبميزانيــة بلغــت 3.8مليارات يورو ،وكان المغرب الدولة الوحيدة من
شــمال إفريقيا التي اســتفادت منه بمبلغ يناهز 170مليون يورو ُخ ِّصص لتقوية
قدراته على استقبال المهاجرين واستيعابهم ،وعلى تدبير الحدود وتحسين نظام
اللجوء( ،)27وفي منتصف ،2022تضاعف الدعم المالي المخصص للمغرب في
ماليا يفوق 500مليون يورو لتمويلمحاربة الهجرة غير الشــرعية بمنحه غال ًفا ًّ
عمليات إدارة الحدود وتشــجيع سياســات اإلدماج والتصدي لعصابات تهريب
| 137
أكثر على دول جنوب المتوسط لدفعها إلى إرجاع المهاجرين غير النظاميين إلى
بلدانهــم أو إلــى أقرب دولة عبور مثل المغــرب ،وظل يعارض مختلف حلول
إعادة القبول مخافة تأثيرها على أمنه الداخلي وعلى عالقاته اإلفريقية .وبموازاة
اســتحضارا لمتطلبات الموازنة بين المصالح األوروبية
ً ذلك ،غدا المغرب أكثر
واإلفريقيــة عبر عدة مفاوضات نجــم عنها التوقيع مع المفوضية األوروبية على
تضمن عدة
َّ إعالن مشترك ثم على مخطط عمل للشراكة من أجل التنقل ،الذي
تدابير للرفع من اآلثار التنموية للهجرة ولتيسير المسالك القانونية للحركية ،مقابل
التصدي الحازم للهجرة السرية(.)33
•الهجــرة "بطاقة دخول" لشــبكات التعاون اإلقليمي :أصبــح المغرب أكثر وع ًيا
بحيوية قضايا الهجرة في رســم تحالفاته مع دول االســتقبال والمنشــأ ،فاعترا ًفا
بجهــوده في التصدي للهجرة غير النظامية تــم تمتيع المغرب بوضع متقدم مع
االتحاد األوروبي خالل الدورة الســابعة للشــراكة المغربية-األوروبية المنعقدة
بلوكســمبورغ ،فــي 13أكتوبر/تشــرين األول ،2008والتي أثنــت فيها الدول
األوروبيــة على الجهــود الحثيثة التي تبذلها المملكــة المغربية للحد من تدفق
المهاجرين( .)34وقد انطلق المغرب من هذا المكتســب للمطالبة بترقية اإلطار
ً
شــريكا العام للشــراكة المغربية-األوروبية وتوظيف سياســات الهجرة للتموقع
إســتراتيجيا لشبكات القرار األوروبي .عالقة بذلك ،نشير إلى نزوع المغرب في
ًّ
السنوات األخيرة إلى تنويع مواقفه مع الجانب األوروبي؛ فتارة يتعامل مع الكتلة
األوروبية وتارات أخرى يفضل التعاون الثنائي مستغاًّلًّ في ذلك اختالف الرؤى
والمصالــح بين بعض دول االتحاد األوروبي حول ملفات الهجرة .وبالرغم من
تواتر الضغوط األوروبية على المغرب من أجل توقيع اتفاق شامل إلعادة قبول
مهاجري "الدول الثالثة" ،فإنه يفضل التوقيع على اتفاقيات ثنائية مع دول الجوار
األوروبي وخاصة إســبانيا؛ إذ مكنت اتفاقية إعادة القبول الموقعة بين المغرب
وإســبانيا في - 2019والتي دخلت حيز التفعيل في 2022-من تقليص دخول
المهاجرين غير النظاميين للتراب اإلسباني بنسبة .)35(% 25فيما يتعلق بعالقاته
مع دول المنشأ ،حرص المغرب منذ عودته إلى المجموعة اإلفريقية على التجذر
وشكلت الهجرة نافذة مهمة لتوسيع النفود المغربي َّ في األطر القيادية اإلفريقية،
بالعمق اإلفريقي ،من خالل اضطالعه بدور محوري في رســم مســتقبل إفريقيا
| 139
التــي ما فتئت تغذي المشــاعر المعادية للمهاجريــن لتجعل من محاربة الهجرة غير
النظامية ورقة انتخابية رابحة من أجل تصدر المشهد السياسي في العديد من الدول
األوروبية ،كما وقع في هولندا في انتخابات نوفمبر/تشــرين الثاني ،2023وكما هو
متوقع في االنتخابات البرلمانية للعديد من الدول األوروبية ،مثل ألمانيا ،وانتخابات
البرلمان األوروبي المزمع تنظيمها في يونيو/حزيران .)45(2024
في خضم هذا الســياق "العنصري" تزايدت ترتيبات "أمننة" تدبير الهجرة ،في ضوء
مرجعيات توجيهية جديدة ،منها وثيقة الرؤية المشتركة لعام 2030الصادرة عن القمة
األوروبية اإلفريقية المنعقدة ببروكسل في فبراير/شباط ،2022والتي دعت إلى تعزيز
العــودة الطوعية وتطوير فرص الهجرة القانونية بين القارتين وداخل إفريقيا ،وهو ما
قد يقود نحو تكثيف الضغوط على المغرب للقبول بشكل كامل بالحلول األوروبية
في شــأن توطين المهاجرين األفارقة وإعادة قبولهم .ومنذ بداية ســنة ،2024ما فتئ
االتحاد األوروبي يعلن عن عزمه تشديد ضغوطاته على دول العبور اإلفريقي ،ومن
ضمنها المغرب ،لالنخراط في سياســاته األمنية للهجرة ،عبر برامج الترحيل وإعادة
القبول والتوطين(.)46
خاتمة
مهًّما لتقوية النفوذ اإلســتراتيجي للمغرب في ً
منفًذا ً يشــكل تدبير الهجرة اإلفريقية
عالقته بشــركائه األفارقة واألوروبيين ،في ظل نزوعه المستمر نحو تقوية موقعه في
مستثمًرا في ذلك موقعه الجغرافي
ً حكامة تدبير حركات الهجرة بين ضفتي المتوسط،
حلقة وسيطة بين الدول المصِّدِ رة والمستقبلة للمهاجرين .لكن هذا الموقع بقدر ما
يوفر من مكاسب بقدر ما يفرز من تهديدات ال حصر لها على أمنه الداخلي ومصالحه
السياســية واالقتصادية ،في ظل الرهانات المعاكسة لدول المنشأ واالستقبال التي ما
فتئت تحاول اســتغالل "توثب" المغــرب ألدوار الريادة لخدمة مصالحها ،فالجانب
األوروبــي لم يتخلص بعد من "عقيدته" الدبلوماســية التي طالما رأت في المغرب
مجــرد دركي حدود .وجراء ذلك ُُتفرض عليــه ترتيبات و"حلول" تتجاوز إمكانياته
و ُُتهــدد مصالحه الداخلية وتحالفاته اإلقليمية ،وخاصة فيما يتعلق بسياســات إعادة
القبول والتوطين واإلرجاع القســري ،التي طالما أثرت ســل ًًبا على جاذبية أنموذجه
| 143
في التعامل مع المهاجرين والالجئين وعلى عالقته بدول المنشــأ والعبور اإلفريقية
ً
شــرًطا لتطوير العالقات التي تحفز المغرب على االقتراب من سياســتها في الهجرة
االقتصاديــة والدبلوماســية ،ولالنضمام إلــى منظمات التعاون بيــن اإلقليمي ،مثل
المجموعة االقتصادية لغرب إفريقيا.
زيــادة على هــذه المخاطر برزت تحديــات جديدة ُُتهدد باســتفحال معضلة تدبير
االتجاهات الجديدة للتنقالت البشــرية العابــرة للحدود ،منها تداعيات أزمة كورونا
وتفاقــم انعدام االســتقرار والتحوالت المناخية والديمغرافيــة التي أصبحت تغذي
باســتمرار موجــات النزوح؛ األمر الذي يفرض إحــداث تغيير جوهري في المقاربة
المغربية للهجرة وفق منظور تقاطعي يستوعب المتغيرات اإلقليمية الجديدة ،ويوازن
بين الحســابات السياســية واألمنية في عالقته باألطراف األوروبية ،وبين االعتبارات
اإلنســانية واالجتماعية في اســتيعابه للمتطلبات الداخلية واإلفريقية لتدفقات الهجرة
نحو أوروبا .وذلك من خالل الترافع من أجل تقوية مسالك الهجرة القانونية بتوسيع
نطــاق الهجرة االقتصادية وتأطير الهجرة الموســمية بضمانــات فعلية تكفل حقوق
المهاجريــن ،مع الضغط في اتجاه اســتئصال الجذور المنتجة للهجرة غير النظامية،
بتطوير مســاعدات التنمية وتشجيع االستثمارات وتشغيل الكفاءات بالدول اإلفريقية
تصديًرا للمهاجرين غير النظاميين.
ً األكثر
المراجع
( )1صبــري الحــو" ،المغرب والهجــرة القادمة من إفريقيــا جنوب الصحــراء" ،مركز الجزيرة
للدراســات 21 ،ديســمبر/كانون األول ســنة ،2016ص ( ،5تاريخ الدخول 25 :يونيو/حزيران
https://2u.pw/rKTVeko ،)2023
( )2ارتفع عدد المغاربة المقيمين بالخارج من 1.8مليون في 1998إلى 4.8ماليين حال ًًّيا ،أكثر
من ثالثة ماليين منهم يقيمون بأوروبا بما ِ
يشِّكل نسبة % 86.4غالبيتهم مستقرون بفرنسا ()% 31.1
وإسبانيا ( )%23.4وإيطاليا ( .)%18.7
Mehdi Lahlou, Le Maroc, pays de départ, de transit et d’installation de
migrants: Contexte régional et retombées politiques, in :Les migrations en
Afrique du Nord (Tunis :Konrad-Adenauer-Stiftung, 2021), p.2.
| 144
دراســة تحليلية:نموذًجا
ً هولندا: هجرة العمالة من المغرب إلى أوروبا،) هاشــم نعمة فياض3(
.130 ص،)2012 ، المركز العربي لألبحاث ودراسة السياسات، (بيروت،مقارنة
(4) Khalil, Mourad, Irregular Migration in Morocco: A Case for Constructionism,
Independent Study Project, Collection. 34 (Vermont: School for International
Training, 2022). p. 8.
(6) Davide Lemmi & Oumar Sall, "Rather than looking for scapegoats,
Morocco is cashing in on South-South migration, thenewhumanitarian, 16
January 2024. accessed on 18/02/2024, at: https://short-url.uk/yGM4
الجزيرة،" "المهاجرون األفارقة بالمغرب يعيشون على التسول والمساعدات،) الحسن السرات7(
https://cuts. ،)2024 آذار/ مــارس16 : (تاريخ الدخول،2008 كانــون الثاني/ يناير23 ،نــت
top/z-9M
.55 ص،)2020 ، (جنيف،"2020 "تقرير الهجرة في العالم لعام،) المنظمة الدولية للهجرة9(
، العربي الجديد،" ضغوط متزايدة مع تنامي أرقام الهجرة الســرية: "المغرب،) عادل نجدي10(
https://short-url.uk/ ،)2024 شــباط/ فبراير19 : (تاريخ الدخول،2024 شــباط/ فبراير18
Amwg
، دراسة حول الهجرة واللجوء في بلدان المغرب العربي (كوبنهاغن، وآخرون،) ماتيو أندري13(
.60 ص،)2010 ،الشبكة األورومتوسطية لحقوق اإلنسان
145 |
"اإلستراتيجية الوطنية،) الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة14(
.5 ص،)2019 ،للهجرة واللجوء" (الرباط
في شأن المصادقة على73/195 "قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة رقم،) األمم المتحدة15(
/ يوليو28 : (تاريخ الدخول،6 ص،"االتفاق العالمي من أجل الهجرة اآلمنة والمنظمة والنظامية
195/https://undocs.org/ar/A/RES/73 ،)2023 تموز
) مجموعــة عمل حول الهجرة واإلرهــاب تتألف من وزراء داخلية كل من المملكة المتحدة17(
للتصدي لتهديدات الهجرة2006 تم تأسيسها في سنة،وفرنســا وإيطاليا وإســبانيا وألمانيا وبولندا
.واإلرهاب
(18) Anna Jacobs, "Morocco’s Migration Policy: Understanding the
Contradiction between Policy and Reality", MIPA, 30 june 2019, accessed
on 13/07/2023, at : https://mipa.institute/6872#
،" "المغرب يبحث عن استثمار قضايا الهجرة في خدمة التنمية بالقارة اإلفريقية،) توفيق بوفرتيح20(
https://short- ،)2024 فبراير/ شباط17 (تاريخ الدخول،2024 شباط/ فبراير16 ،هســبريس
url.uk/yFFk
صحيفة،" "المغرب يرفض التوظيف السياســي في قضايا الهجرة،) محمــد مامونــي العلوي21(
.4 ،2022 شباط/ فبراير8 ،12322 العدد،العرب
(22) Samir El Ouardighi, "Rivalité UE-Chine : les cartes du Maroc", medias24.
14 février 2022, consulté le 30 juillet 2023. Disponible à : https://bit.
ly/3KXB470
(25) Tarek Bazza, “Spain Calls for Raising EU’s Fund to Morocco for Border
Control”, Moroccoworldnews, 18 October, 2018, accessed on 13/08/2023, at:
https://bit.ly/3sC6ERN
، المعهد المغربي لتحليل السياســات، هل المغرب بالفعل دركي أوروبا؟،) مصطفــى حجــي27(
https://mipa.institute/8653 ،)2024 شباط/ فبراير19 : (تاريخ الدخول،2022
إنترريجونال،" "ما مكاسب المغرب من الرئاسة اإلسبانية لالتحاد األوروبي؟،) حسين معلوم29(
شباط/ فبراير17 : (تاريخ الدخول،2023 كانون الثاني ســنة/ يناير10 ،للتحليالت اإلســتراتيجية
https://2u.pw/CSAcw6D ،)2024
"المغرب يتصدى لخطاب الكراهية ويدعو إلبعــاد الهجرة عن المزايدات،) خالــد فاتيحــي31(
،)2024 شــباط/ فبراير18 : (تاريخ الدخول،2024 شــباط/ فبراير16 ،21 المــدار،"االنتخابيــة
https://madar21.com/217149.html
(34) Nora El Qadim, "La politique migratoire européenne vue du Maroc :
contraintes et opportunités", Revue Politique européenne, n 31, (2010), p.111-
112.
(35) Dominique Reynié (Dir), immigration: comment font les états européens
(Paris :la fondation pour l’innovation politique, 2023), p.37.
( )38جــان بيير كاســارينو (منســق) ،التعاون بــشٔان ٕاعادة القبول في المنطقة األورو-متوســطية
وخارجها :الدروس المســتفادة والدروس غير المســتفادة ،سلســلة دراســات سياسية ،رقم ،28
(برشلونة ،المعهد األوروبي للبحر األبيض المتوسط ،)2023 ،ص .11
( )39أحمد نظيف" ،بالد المغرب ومهاجرو إفريقيا جنوب الصحراء :النزعة الوظيفية لسياســات
تصديــر الحــدود" ،حبــر 2 ،مــارس/آذار ( ،2023تاريخ الدخــول 11 :يوليو/تمــوز ،)2023
https://2u.pw/DtE29zZ
( )40ســعيد الصديقي" ،تشــديد الرقابة على الحدود وبناء األســوار لمحاربة الهجرة :مقارنة بين
السياســتين األمريكية واإلســبانية" ،مجلة رؤى اســتراتيجية (مركز اإلمارات للدراسات والبحوث
االستراتيجية ،دبي ،المجلد 3العدد ،)2013 ،1ص .99
( )41خالــد عثمــان الفيــل" ،المغرب :اســتراتيجية االنفتاح االقتصادي علــى إفريقيا وتحدياتها
المستقبلية" ،ص ،12مركز الجزيرة للدراسات 10 ،مارس/آذار ( 2020تاريخ الدخول 10 :يوليو/
تموز https://studies.aljazeera.net/ar/article/4596 ،)2023
(42) El Arbi Mrabet, La migration africaine (Rabat: Institut Royal des Études
Stratégiques, 2018), p.175.
( )43مركــز رصــد النزوح الداخلي" .التقرير العالمي حــول النزوح الداخلي في :2022األطفال
والشباب في النزوح الداخلي" (جنيف )2022 :ص ( ،15تاريخ الدخول 13 :مارس/آذار ،)2024
https://cuts.top/AaWu
| 148
( )44البنك الدولي" ،االســتعداد الحتواء الهجرات الداخلية الناجمة عن تغير المناخ" (واشنطن:
،)2021ص ( ،7تاريخ الدخول 13 :مارس/آذار https://cuts.top/Aa-E ،)2024
( )45زهير حمداني" ،بإســتراتيجية صفر لجوء وهجرة عكســية ..رهان اليمين األوروبي في عام
االنتخابات" ،الجزيرة 27 ،يناير/كانون الثاني ( ،2024تاريخ الدخول 19 :فبراير/شــباط ،)2024
https://short-url.uk/yF7C