Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 25

L U B A B

 
       

2024 / - 22   - ­ €­

‚ †„‡
Š‹Œ ˆŽŒ   .
‚ †„‡ ˆ‡‰
‘ ’­ ..
‚ 
“    ” .

‚ ƒ„
    .
  
    .
   .
    .
­€ ‚ƒ€ .
„ „ „ .
­† ‡
   
ˆ‰ ˆ

Š‹ ŒŽ‘
•Ž  –— ˜
Studies and Research ‫دراسات وأبحاث‬

Magdy Abdel-Hadi
‫مجدي عبد الهادي‬
The Price of Tyranny: In the
11 ‫ يف االقتصاد‬:‫ثمن االستبداد‬
Political Economy of the Collapse
of the Egyptian pound ‫السياسي النهيار الجنيه املصري‬

Anwar Qasem Al-Khudhari ‫أنور بن قاسم الحضري‬

Utilising Religious Groups in ‫توظيف الجماعات الدينية يف‬


Political Conflicts: Yemen as 55 ‫النزاعات السياسية (اليـمـــن‬
a Case Study )‫أنمـــــوذجــــًـا‬
ً

Zaid Ahmed Baidar and Arshad Adil Rashid


‫ أرشد عادل راشد‬-‫زيد أحمد بيدر‬
The Impact of Regional Changes
on Saudi-American Relations since 103 ‫أثر املتغيرات اإلقليمية ىلع العالقات‬
2021 2021 ‫السعودية منذ العام‬-‫األميركية‬

Abderrafie Zaanoun
‫عبد الرفيع زعنون‬
Morocco's Role in Governing
127 ‫دور املغرب يف حوكمة الهجرة بين‬
Migration between Africa and
Europe: Pioneer or Border Guard? ‫ رائد أم دركي حدود؟‬:‫إفريقيا وأوروبا‬

Hicham Ismaili
‫هشام اإلسماعيلي‬
The Ideology of Wokeism:
149 ‫ تعميق أزمة‬:‫أيديولوجية الووكيزم‬
Deepening the Crisis of Values
and Displacing References ‫القيم وإزاحة املرجعيات‬

Rachid Boutayeb
‫رشيد بوطيب‬
The Defeat of the West: Another 181 ‫ تاريخ آخر للحداثة‬:‫هزيمة الغرب‬
History of Modernity
‫دور املغرب يف حوكمة الهجرة بين إفريقيا وأوروبا‪:‬‬
‫رائد أم دركي حدود؟‬

‫‪Morocco's Role in Governing Migration between Africa‬‬


‫?‪and Europe: Pioneer or Border Guard‬‬
‫*‬
‫عبد الرفيع زعنون – ‪Abderrafie Zaanoun‬‬

‫ملخص‬
‫تســعى هــذه الورقــة إلــى رصــد تحــول الــدور املغربــي مــن دركــي الحــدود األوروبيــة‬
‫إلــى محاولــة القيــام بــأدوار قياديــة يف تدبيــر الهجــرة غيــر النظاميــة مــن إفريقيــا‬
‫إلــى أوروبــا‪ ،‬مــع تتبــع مســاعي املغــرب لجعــل الشــركاء األفارقــة واألوروبييــن يقبلــون‬
‫بهــذا املوقــع‪ ،‬والتأثيــرات الناجمــة عــن ذلــك‪ .‬يف ضــوء ذلــك تحــاول الدراســة اإلجابــة‬
‫عــن هــذا الســؤال املركــزي‪ :‬مــا ســياقات تحــول دور املغــرب يف تدبيــر الهجــرة‬
‫اإلفريقيــة نحــو أوروبــا؟ وهــل تمكــن مــن تجــاوز نمــوذج دركــي الحــدود إلــى لعــب دور‬
‫ريــادي‪ ،‬باعتبــاره دولــة عبــور بيــن الــدول اإلفريقيــة واألوروبيــة‪ ،‬يف تدبيــر تدفقــات‬
‫الهجــرة؟ تخلــص الدراســة إلــى تزايــد التوظيــف اإلســتراتيجي مللــف الهجــرة مــن‬
‫طــرف املغــرب بمــا يخــدم مصالحــه السياســية واالقتصاديــة‪ ،‬غيــر أن محاولتــه التحول‬
‫إلــى فاعــل إســتراتيجي يف الحكامــة الجهويــة للهجــرة بيــن إفريقيــا وأوروبــا تترتــب‬
‫املصــِّدرة‬
‫ِ‬ ‫عليهــا ارتــدادات عــدة ىلع أوضاعــه الداخليــة‪ ،‬وىلع عالقاتــه بالــدول‬
‫واملســتقبلة للمهاجريــن غيــر النظامييــن‪ ،‬خاصــة فيمــا يتعلــق بتفاقــم وضعيــات‬
‫عــدم االســتقرار بــدول إفريقيــا جنــوب الصحــراء وانســداد مســالك الهجــرة بباقــي دول‬
‫شــمال إفريقيــا‪ ،‬وكــذا "األمننــة" املتزايــدة للحلــول األوروبيــة للهجــرة نتيجــة توالــي‬
‫األزــمات االقتصادــية وتناــمي الخطاــبات املعادــية للمهاجرــين‬
‫كلمــات مفتاحيــة‪ :‬الهجــرة غيــر النظاميــة‪ ،‬إفريقيــا‪ ،‬االتحــاد األوروبــي‪ ،‬حكامــة‬
‫الهــجرة‪ ،‬تدبــير الــحدود‪ ،‬املــغرب‬
‫‪Abstract‬‬
‫‪This paper observes Morocco's transition from merely guarding European‬‬
‫‪borders to aspiring to assume leadership roles in managing irregular‬‬
‫‪migration from Africa to Europe, while also monitoring Morocco's endeavours‬‬
‫‪to garner acceptance of this role from African and European partners, and‬‬
‫‪the consequent effects. In light of this, the study seeks to answer to answer‬‬

‫* د‪ .‬عبــد الرفيــع زعنــون‪ ،‬أســتاذ جامعــي‪ ،‬باحــث فــي القانــون الإداري والسياســات العموميــة‪ ،‬باحــث مشــارك بالمعهــد‬
‫المغرــبي لتحليل السياــسات‬
‫‪Abderrafie Zaanoun, Researcher in administrative law and public policies, research associate at the‬‬
‫‪Moroccan Institute for Policy Analysis.‬‬
the following questions: What are the contexts of Morocco's transformation
in managing African migration to Europe? Has it succeeded in moving beyond
the border guard model to play a leading role, as a transit state between
African and European countries, in managing migration flows? Ultimately,
the study finds that there is an increasing strategic utilisation of the migration
issue by Morocco to serve its political and economic interests. However,
its attempt to transition into a strategic actor in the regional governance
of migration between Africa and Europe has several repercussions on its
domestic situation as well as its relations with migrant-sending and receiving
countries, especially concerning the worsening instability in sub-Saharan
African countries and the blockage of migration routes in other North African
countries in addition to the increasing securitisation of European migration
solutions due to successive economic crises and the growth of anti-migrant
rhetoric.
Keywords: irregular migration, Africa, European Union, migration
governance, border control, Morocco.
‫| ‪129‬‬

‫مقدمة‬
‫عنصًرا محِّدِ ًًدا للسياســة الخارجية للمغــرب ولطبيعة عالقاته بدول‬
‫ً‬ ‫تشــكل الهجرة‬
‫جســًرا بين إفريقيا‬
‫ً‬ ‫الجوار‪ ،‬نتيجة اعتبارات جيوســتراتيجية متصلة بموقعه الجغرافي‬
‫وأوروبــا‪ ،‬وبالنظر للثقل الديمغرافي للمهاجرين المغاربــة المقيمين بالخارج الذين‬
‫أصبحوا يشــكلون نســبة تفوق ‪ 10‬في المئة من مجموع الســكان‪ ،‬وما لذلك من‬
‫تداعيــات اقتصاديــة واجتماعية ُُتحتم اتخاذ نهج دبلوماســي متوازن في العالقة مع‬
‫دول المصــدر األوروبــي التي يقيم بها حوالي ‪ 90‬في المئة من "مغاربة العالم"(‪.)1‬‬
‫كمــا أصبح المغرب الوجهة األولى للمهاجرين األفارقة في مســارهم نحو أوروبا‪،‬‬
‫ومــا يترتــب على ذلك من تهديدات تجعله في صلــب "معادلة حرجة" بين مراعاة‬
‫األولويات الداخلية والوفاء بااللتزامات الدولية‪.‬‬
‫شــهد تعاطــي المغرب مــع معضلة الهجرة تحــوالت متتالية عكســت المعطيات‬
‫الديمغرافية واالقتصادية والجيوسياسية السائدة‪ ،‬وهو ما تجلى في التحسينات المتتالية‬
‫لألطر التشريعية والمؤسساتية التي رامت االنضباط لمتطلبات الحكامة العالمية لتدبير‬
‫التنقالت البشرية‪ ،‬مع الحرص على التمكين للمصالح اإلقليمية للمغرب الذي أصبح‬
‫يلعب دور الوساطة بين الدول اإلفريقية واألوروبية‪ ،‬عبر المشاركة في تنظيم فعاليات‬
‫نتــج عنها توقيع اتفاقيات واالنخراط في إســتراتيجيات عــدة للتحكم في تدفقات‬
‫المهاجرين‪.‬‬
‫مَّكن تنامي هذا الدور المغرب من تحقيق مكاسب إستراتيجية في سعيه إلى أن يكون‬ ‫َ‬
‫طر ًًفا فاعاًلا بين الدول المستقبلة والدولة المصِّدِ رة للمهاجرين في التقليص من مخاطر‬
‫الهجــرة وتأثيراتهــا على األطراف المعنية‪ ،‬ليتحول هــذا التعاون تدريج ًًّيا إلى قاعدة‬
‫لالرتقاء بمســتويات التبادل في مختلف المجاالت األمنية والسياســية واالقتصادية‪.‬‬
‫لكنه من زاوية أخرى ُُير ِِّتب تأثيرات عكســية على مصالحه الداخلية‪ ،‬فالتزامه بتنفيذ‬
‫بعض البرامج األوروبية للهجرة كان له تداعيات وخيمة جعلت منه في مراحل سابقة‬
‫مجرد "دركي" للبوابة المتوســطية ألوروبا‪ ،‬كما أن تفعيل تدابير الترحيل واتفاقيات‬
‫إعادة القبول واإلدماج أ ََّثر على موقعه السياسي تجاه شركائه األفارقة‪ ،‬وعلى صدقية‬
‫أنموذجه في التعامل مع المهاجرين والالجئين الذي ظل مرتهًنًا للمتغيرات اإلقليمية‬
‫والدولية‪.‬‬
‫‪| 130‬‬

‫تأسي�س ـًا على ما ســبق‪ ،‬يبرز الحقل االستفهامي اآلتي‪ :‬ما ســياقات ومراحل تطور‬
‫سياسات الهجرة بالمغرب؟ وكيف تزايد تأثير المغرب في تدبير تدفقاتها بين أوروبا‬
‫وإفريقيا؟ وما المكاسب التي يجنيها المغرب؟ وما المخاطر المترتبة عن ذلك؟ وهل‬
‫أصبــح بالفعــل رائًدً ا في تدبير الهجرة اإلفريقية نحو أوروبا أم أنه لم يبرح بعد دوره‬
‫حارًسا لحدود أوروبا؟‬ ‫ً‬ ‫النمطي‬
‫لإلجابة عن هذه التســاؤالت‪ ،‬ســنتتبع‪ ،‬اعتمــا ًًدا على المنهــج الوصفي التحليلي‪،‬‬
‫ســياقات تحول موقع المغرب في المنظومة الدولية والجهوية لحكامة تدبير الهجرة‬
‫غير النظامية‪ .‬معتمدين في ذلك على الوثائق الرسمية للمؤسسات المغربية واألوروبية‬
‫واإلفريقية‪ ،‬وعلى تقارير المنظمات الدولية والمحلية المدافعة عن حقوق المهاجرين‬
‫في وضعية غير نظامية‪ ،‬بغرض اســتجالء التقاطعات والقطائع الكائنة والمتوقعة بين‬
‫الرهانات الوطنية والدولية وبين الحســابات "السيادية" و"البراغماتية" في تدبير هذا‬
‫الملف الحساس‪.‬‬

‫أواًلا ‪ :‬تطور الدور المغربي في تدبير الهجرة اإلفريقية نحو أوروبا‬


‫عرفت السياسات العمومية في مجال الهجرة تقلبات مستمرة في ارتباط مع تحوالت‬
‫شَّكل تدبير ملف الهجرة غير‬ ‫النسق السياسي وتطور عالقاته بمحيطه اإلقليمي‪ ،‬فقد َ‬
‫النظامية رها ًًنا أساســ ًًّيا النغراس المغرب في عمقه الجيوستراتيجي أوروبًّيّ ا وإفريق ًًّيا‪،‬‬
‫مفتاًحا ال يمكن االســتغناء عنه لتطوير نطاق تعاونه مع دول الجوار في‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫شــَّكل‬ ‫كما‬
‫مختلف المجاالت السياسية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية‪.‬‬
‫قــد يبدو من باب المجازفة افتراض وجود نمذجــة تصنيفية (‪ )Typology‬عند تتبع‬
‫ســيرورة الطروحــات المغربية عن حكامة تدبيــر الهجرة بيــن الجانبين‪ ،‬اإلفريقي‬
‫واألوروبي‪ ،‬طالما أن تطور المواقف والسياســات لم يخضع لمنطق "تراكمي"‪ ،‬بل‬
‫كان في العديد من األحيان مجرد مسايرة لتوجهات األطراف الشريكة‪ ،‬وفي أحايين‬
‫أخــرى كانــت هذه المواقف عبارة عــن ردود أفعال ِِصيغت بشــكل مفاجئ نتيجة‬
‫جَّر‬
‫"صحوة دبلوماســية" تحفز على "مقاومة" محاوالت جهات االســتقبال والمنشأ َ‬
‫المغــرب نحو لعب أدوار تعاكس رهاناته ومصالحه الداخلية‪ .‬لكن بشــكل منهجي‬
‫يمكــن "تحقيب" (‪ )Periodization‬سياســات تدبير تدفقــات المهاجرين بالمغرب‬
‫| ‪131‬‬

‫بتقسيمها إلى ثالث فترات كبرى لكل منها رهاناتها ومنطقها التدبيري‪ ،‬دون أن يعني‬
‫ذلك وجود قطيعة تامة بينها‪:‬‬
‫صــدر للهجرة‪ :‬ظل المغرب بلدً ا محتضنًا للتنقالت البشــرية العابرة‬ ‫ِّ‬ ‫•المغــرب ُم‬
‫ليتحول منذ عقد الســتينات إلى بلد مصدِّ ر‪ ،‬فتسارع تدفق المغاربة نحو الخارج‬
‫جعلــه يتصدر قائمة الدول المصدرة للعمال المهاجرين إلى أوروبا(‪ ،)2‬ولذلك‬
‫فقد اقتصرت سياسات معالجة معضلة الهجرة‪ ،‬إلى حدود أواخر الثمانينات‪ ،‬على‬
‫الدفــاع عن حقوق ومصالــح الجالية المغربية المقيمة بالخارج‪ ،‬وخاصة بالدول‬
‫يمكن من تحقيق أهداف متعددة‪ ،‬مثل إنعاش االستثمار الداخلي‬ ‫األوروبية‪ ،‬بما ِّ‬
‫وجلب العملة الصعبة(‪ ،)3‬وكذا توظيف "مد الهجرة" للتأثير في القرار األوروبي‬
‫سواء أكان بتوجيه المهاجرين نحو وجهات معينة في إطار اتفاقيات شراكة لسد‬
‫خصاص بعض الدول في األيدي العاملة‪ ،‬أم بالتحكم في ظاهرة "الهجرة السرية"‬
‫واجتماعيا علــى الدول األوروبية وخاصة‬
‫ًّ‬ ‫وثقافيا‬
‫ًّ‬ ‫التــي أصبحــت تؤثر اقتصاد ًّيا‬
‫إسبانيا‪ .‬لكن في هذه المرحلة لم تتبلور أي سياسة متكاملة في غياب أي مخطط‬
‫عمل إســتراتيجي يحدد الغايات وسبل بلوغها ويقترح التدابير االستباقية لتعزيز‬
‫عوائد الهجرة والحد من تأثيراتها الداخلية والخارجية(‪.)4‬‬
‫•المغرب بلد عبور‪ :‬في بداية التسعينات واجه المغرب تحديات ِجسا ًما في تدبير‬
‫الهجــرة في ظل "انســيابية" تدفق المهاجرين مــن دول إفريقيا جنوب الصحراء‬
‫في ســبيلهم للوصول إلى "الفردوس األوروبي" (‪ ،)El Dorado‬مما حوله إلى‬
‫بلد عبور بامتياز بحكم ُقربه من دول االســتقبال‪ ،‬وبالنظر لتفاقم ظواهر انعدام‬
‫االستقرار بدول المنشأ اإلفريقي‪ .‬ففي خضم صراعات سياسية وإثنية وتحوالت‬
‫مناخية واجتماعية وجد المغرب نفسه أمام تدفقات بشرية مهولة يحتاج تدبيرها‬
‫إلى تعبئة إمكانيات ضخمة وتجريب حلول خالقة بشــكل تشــاركي مع الدول‬
‫المصدرة والمســتقبلة‪ ،‬مع اســتحضار التحديات الجيوســتراتيجية واإلنســانية‬
‫واالقتصاديــة المترتبة على وضعه المزدوج‪ :‬بلد عبور واســتقرار لعدد كبير من‬
‫المهاجرين(‪ .)5‬في هذه المرحلة‪ ،‬تم تخفيف المقاربة األمنية بما يســمح بتدفق‬
‫المهاجرين األفارقة مراعاة ألهمية مسألة الهجرة في المسارات الجديدة للتعاون‬
‫المغربي‪-‬اإلفريقي‪ .‬لكن هذا "التسامح" ُقوبل بإغالق متزايد للحدود األوروبية؛‬
‫‪| 132‬‬

‫األمر الذي أفضى إلى تشــكل "بؤر للمهاجرين" بمحيط المدن الحدودية‪ ،‬منها‬
‫طنجــة والناظور‪ ،‬وهــو الواقع الذي ســيرفع من التكلفــة االجتماعية والمالية‬
‫والسياسية لتدبير الهجرة اإلفريقية‪.‬‬
‫•المغــرب بلد توطين‪ :‬حفزت تدابير تســوية الوضع القانونــي للمهاجرين على‬
‫تفضيــل بعضهم االســتقرار علــى االنتقال إلى الوجهة المرغوبــة(‪ ،)6‬كما دفع‬
‫طول مدة اإلقامة واستمرار إغالق الحدود األوروبية إلى تجريب تطبيقات لتوطين‬
‫المهاجريــن بدول العبــور‪ ،‬فوضعت المفوضية األوروبية‪ ،‬في ‪ ،2005‬لمناســبة‬
‫الذكرى العاشرة لمعاهدة برشلونة‪ ،‬مقاربة جديدة لمساعدة المغرب على استقبال‬
‫المهاجرين‪ .‬وجراء ذلك‪ ،‬تزايدت بشكل تدريجي أعداد المهاجرين األفارقة الذين‬
‫جنحوا لالستقرار في المغرب لتصل إلى حوالي ‪ 15‬ألف مهاجر في ‪.)7(2008‬‬
‫فــي خضم ذلك‪ ،‬انخــرط المغرب في تنفيذ عدة برامــج أوروبية‪ ،‬مثل برنامج‬
‫المساعدة على العودة الطوعية وإعادة اإلدماج (‪ ،)AVRR‬الذي َأطلق بجنيف في‬
‫‪ ،2012‬بميزانية تقدر بـ‪ 800‬مليون دوالر بشراكة بين المنظمات الدولية والدول‬
‫برنامج دعم سياســات الهجــرة بالمغرب في ‪ 2017‬الذي‬ ‫َ‬ ‫المتأثرة بالهجرة(‪،)8‬‬
‫جاء ضمن مســاعي تنفيذ اتفاق الشــراكة من أجل حركية األشــخاص لتشجيعه‬
‫علــى إرجاع مواطنيه ورعايا الدول الثالثــة (‪ .)États Tiers‬وغيرها من البرامج‬
‫عالميا من حيث عدد‬
‫ًّ‬ ‫والعمليــات التي َّ‬
‫مكنت المغرب من تبــوء المرتبة الثامنة‬
‫المهاجرين الذين تمكن من إعادة استيعابهم في مجتمعاتهم األصلية(‪ ،)9‬والذين‬
‫ناهز عددهم ‪ 40‬أل ًفا من تاريخ شــروعه في تفعيل تدابير اإلرجاع الطوعي ســنة‬
‫‪ 2004‬إلى أواخر سنة ‪.2023‬‬
‫بشــكل عــام‪ ،‬ظلت معظم التدابيــر المتخذة عبارة عن ردود فعل مرحلية عكســت‬
‫في الغالب األعم إرادة الجهات األوروبية التي ما فتئت تســعى ‪-‬عن طريق حلول‬
‫متعــددة تتفــاوت ما بين الضغــط والتحفيز‪ -‬إلى توجيه جهــود المغرب إلى خدمة‬
‫األجندة األوروبية‪ ،‬بما يضمن استمرار دوره النمطي حارس حدود‪ .‬وفي غياب رؤية‬
‫مســتقلة ظلت مقاربته لتدفقات الهجرة اإلفريقية حبيسة إجراءات ظرفية غير مستقرة‬
‫أضعفت موقفه أمام شركائه األفارقة؛ األمر الذي فاقم من "التكلفة السياسية" التباع‬
‫النموذج األوروبي للهجرة‪ ،‬الذي غال ًًبا ما يميل إلى ترجيح البعد األمني على حساب‬
‫االستحقاقات الحقوقية واإلنسانية(‪.)10‬‬
‫| ‪133‬‬

‫ثانًيًا‪ :‬موقع المغرب في الحكامة الجهوية للهجرة بين التبعية والريادة‬


‫حاول المغرب الفكاك من ََأ ْْسر المقاربة األوروبية ُُم ِ‬
‫وِّظ ًًفا السياقات المساعدة في فرض‬
‫نفســه طر ًًفا فاعاًلا في حكامة تدبير الهجرة انطال ًًقا من ســنة ‪ ،2005‬محاواًلا استثمار‬
‫موقعه الجيوســتراتيجي في تنفيذ السياســة الجديدة للجوار األوروبي لبلورة مقاربة‬
‫خاصة به(‪ ،)11‬عبر احتضان عدة فعاليات مثل المؤتمر الوزاري للحوار األوروإفريقي‬
‫عن الهجرة والتنمية‪ ،‬الذي أصبح يعد ‪-‬منذ دورته األولى المنعقدة بالعاصمة المغربية‬
‫في ‪ 2006-‬من أكثر اآلليات تقد ًًما للتشاور السياسي والتقني بين دول المنشأ والعبور‬
‫والمقصد(‪ .)12‬و ُُت ِِّوجت الدورة األولى من المؤتمر بإعالن "مسلسل الرباط" (‪Rabat‬‬
‫‪ )Process‬أرضية للحوار األوروبي‪/‬اإلفريقي حول الهجرة‪ .‬ولتنفيذ توصيات الحوار‬
‫تم تنظيم عدة مبادرات‪ :‬برنامج تطوير سياسات الهجرة واللجوء بدول العبور‪ ،‬الذي‬
‫اســتغرق تنفيذه ثالث ســنوات ابتداء من ‪ 2007‬بتعبئة عدة تمويالت لفائدة الدول‬
‫الشــريكة لالتحــاد األوروبي ومــن ضمنها المغرب‪ ،‬الذي اســتفاد من ‪ 654‬مليون‬
‫دوالر لتمويل عمليات مكافحة الهجرة الســرية واالتجار بالبشر وتسهيل إعادة قبول‬
‫المهاجرين غير الشرعيين‪ ،‬وكذا تقوية قدرات إدارة الهجرة(‪ .)13‬كما انخرط المغرب‬
‫فــي فعاليات متابعة وتطوير الحــوار األوروبي‪/‬اإلفريقي حول الهجرة مثل "برنامج‬
‫باريس" في ‪ ،2008‬و"إعالن دكار" في ‪.2011‬‬
‫أضحــى المغــرب واع ًًيا أكثر بفضائل التدبير المشــترك للهجرة‪ ،‬في خضم تحديات‬
‫إطاًرا لتعزيز التعاون الجهوي والدولي(‪،)14‬‬
‫أصبحت تستوجب التعامل معها باعتبارها ً‬
‫و ََم ْْن ََف ًًذا للمساهمة في تعديل السياسات اإلقليمية للهجرة باحتضانه عدة مبادرات تهدف‬
‫إلى بث روح جديدة في منهجية تدبير هذا الملف بالتنسيق مع الفاعلين الدوليين‪ ،‬مع‬
‫نزوعه للعب دور الوســيط ضمن الفضاء األورو‪-‬إفريقي؛ إذ بادر طوال فترة رئاســته‬
‫المشــتركة ‪-‬إلى جانب ألمانيا‪ -‬للمنتدى الدولي حول الهجرة والتنمية (‪،)FMMD‬‬
‫خالل فترة ‪ ،2018-2017‬إلى تنظيم عدة ملتقيات دولية‪ ،‬مثل المؤتمر العالمي حول‬
‫التحوالت المناخية والتحركات البشــرية بالرباط‪ ،‬في مايو‪/‬أيار ‪ ،2017‬ولقاء برلين‬
‫حول العقد االجتماعي الدولي للهجرة والتنمية‪ ،‬في يونيو‪/‬حزيران من السنة نفسها‪،‬‬
‫وغيرها من األنشــطة التي ُُت ِِّوجت باحتضان مدينة مراكش‪ ،‬في ديسمبر‪/‬كانون األول‬
‫سنة ‪ ،2018‬القمة الحادية عشرة للمنتدى المذكور؛ تمخض عنها التوقيع على الميثاق‬
‫‪| 134‬‬

‫العالمي من أجل هجرة آمنة ومنظمة ومنتظمة‪ ،‬وهو وثيقة مرجعية حثت على تكييف‬
‫السياســات الوطنية للهجرة مع القانون الدولي(‪ ،)15‬مع وضع مخطط عمل مراكش‬
‫‪ 2020-2018‬الذي تضمن ‪ 23‬إجراء لتطوير قدرات تدبير الحدود وتطويق شــبكات‬
‫تهريب المهاجرين‪ ،‬ومواكبة خطط إعادة اإلدماج‪ ،‬ومعالجة الجذور المغذية للهجرة‬
‫السرية‪ ،‬منها التغير المناخي واالضطرابات السياسية والصراع العرقي(‪.)16‬‬
‫عضًوا‬
‫ً‬ ‫بالتــوازي مع ذلك‪ ،‬تعزز موقع المغرب في الحكامة الدولية للهجرة‪ ،‬فأصبح‬
‫فــاعاًلا في شــبكة األمم المتحدة للدول الرائدة في تنفيــذ االتفاق العالمي من أجل‬
‫الهجرة (‪ .)GCM-The Champions countries‬كما شهدت سنة ‪ 2018‬حد ًًثا ً‬
‫بارًزا‬
‫تمثل في مشــاركة المغرب في لقاء مجموعة الســتة (‪ ،)G6)(17‬المخصص لتعزيز‬
‫التعــاون فــي محاربة اإلرهاب والهجرة الســرية‪ ،‬مما يدل علــى االعتراف الدولي‬
‫بدوره اإلســتراتيجي في تدبير الهجرة واألمن بمنطقة الشرق األوسط وشمال إفريقيا‬
‫وبحوض المتوسط(‪.)18‬‬
‫دوًرا مه�م ـًا في حكامة الهجرة بإفريقيــا منذ "رجوعه"‬
‫لقــد أصبــح المغرب يلعب ً‬
‫إلى "األســرة اإلفريقية" بمشــاركته في القمة الثامنة والعشــرين لقادة دول ورؤساء‬
‫حكومات بلدان االتحاد اإلفريقي بأديس أبابا‪ ،‬في يناير‪/‬كانون الثاني سنة ‪ ،2017‬إذ‬
‫شَّكل دافعا للمغرب للمساهمة في‬ ‫اختير العاهل المغربي رائًدً ا للهجرة بإفريقيا؛ مما َ‬
‫صياغة األجندة اإلفريقية للهجرة في ‪ 2018‬التي أكدت تيسير تنقل األشخاص بشكل‬
‫آمن ومنتظم(‪ ،)19‬وفي مواكبة شركائه األفارقة في تدبير الهجرة؛ إذ بادر المغرب إلى‬
‫إحداث المرصد اإلفريقي للهجرة بالرباط‪ ،‬في ديســمبر‪/‬كانون األول ‪ ،2020‬بعدما‬
‫اع ُُت ِِمد نظامه األساســي بالقمة الثالثة والثالثين لالتحاد اإلفريقي‪ ،‬في فبراير‪/‬شــباط‬
‫‪ ،2020‬ليكون بذلك أول هيئة لالتحاد اإلفريقي ُُتعنى بحكامة الهجرة‪ .‬ووع ًًيا للدور‬
‫الحاســم لهذه اآللية‪ ،‬فقد أكد المغرب بالدورة الرابعة واألربعين للمجلس التنفيذي‬
‫لالتحاد اإلفريقي المنعقدة بأديس أبابا‪ ،‬في ‪ 14‬فبراير‪/‬شباط ‪ ،2024‬ضرورة التشغيل‬
‫قادًرا على المســاهمة بكفاءة في تحســين النظام العام إلدارة‬
‫الكامل للمرصد لجعله ً‬
‫الهجرة في إفريقيا‪ ،‬من خالل جمع وتبادل المعلومات بين الدول اإلفريقية وتوظيفها‬
‫في تحليل مسارات "الهجرة" ووضع سيناريوهات للتحكم في تدفقاتها(‪.)20‬‬
‫هــذا الدور ما فِتِئ يتعزز باحتضانه عدة فعاليات دولية‪ ،‬مثل المؤتمر الوزاري الثامن‬
‫| ‪135‬‬

‫للحــوار ‪ 5+5‬حول الهجرة والتنمية المنعقد بمراكش‪ ،‬في مارس‪/‬آذار ‪ ،2020‬الذي‬


‫أوصى بوضع سياسات وطنية متناسقة حول الهجرة‪ ،‬وبدفاعه المستمر عن المقاربات‬
‫الحقوقية والتنموية في التعامل مع المهاجرين‪ ،‬ون ََّبه التقرير الذي قدمه محمد السادس‬
‫ملك المغرب بالدورة الخامســة والثالثين لقمة االتحاد اإلفريقي‪ ،‬في فبراير‪/‬شــباط‬
‫‪ ،2022‬إلــى أن تدبيــر الهجرة ال ينبغي أن يقترن دو ًًما بإدارة الطوارئ‪ ،‬بل يجب أن‬
‫ُُينظر إليه بعين المسؤولية والتضامن(‪ .)21‬ومن المنتظر أن يسهم تطور دور المغرب‬
‫فــي معالجــة "توترات" الهجرة فــي تحويله إلى قناة ثابتة للتعــاون بين االتحادين‪،‬‬
‫اإلفريقي واألوروبي‪ ،‬في ضوء اآلفاق الرحبة التي ُُيتوقع أن تفتحها إستراتيجية البوابة‬
‫العالمية (‪ ،)22()Global Gateway‬وغيرها من اإلستراتيجيات العابرة للقارات التي‬
‫أصبحت تتعامل مع تدبير معضالت الهجرة على أنها شرط مسبق للتفاوض في شأن‬
‫فرص التعاون االقتصادي‪.‬‬
‫بشكل عام‪ ،‬يمكن القول‪ :‬إن المغرب أصبح يبتعد من النموذج األوروبي في معالجة‬
‫إشــكاالت الهجرة بمراعاة أكثر للجوانب اإلنســانية(‪ ،)23‬ولــم يعد ََيرضى بموقع‬
‫"التلميــذ النجيب" الذي يلعب دور "المتعاقــد من الباطن" (‪ )Subcontractor‬لدى‬
‫الطرف األوروبي الذي لم ِ‬
‫يِف بما فيه الكفاية باالســتحقاقات السياسية واالقتصادية‬
‫ِ‬
‫ســيمِّكنه من جني مكاسب‬ ‫لشــراكته اإلســتراتيجية مع المغرب‪ ،‬وهو الموقع الذي‬
‫جمة فضاًلا عن مخاطر عديدة تترتب على دور القيادة في الحكامة الجهوية للهجرة‬
‫اإلفريقية‪.‬‬

‫ثالًثًا‪ :‬حصاد المغرب من تدبير الهجرة بين إفريقيا وأوروبا‪ :‬المكاسب والفرص‬
‫بدأ المغرب يحصد ثمار "انزياحه" التدريجي عن دوره التقليدي في التصدي لزحف‬
‫المهاجرين غير النظاميين نحو حدود الدول األوروبية‪ ،‬فبدأت تظهر بعض مكاســب‬
‫تنامي دوره اإلســتراتيجي في تدبير الهجرة غير النظامية على مختلف المســتويات‬
‫السياسية واالقتصادية‪ .‬ومن إرهاصات هذا التحول‪:‬‬
‫•تعزيز جاذبية النموذج المغربي‪ :‬ســاعدت اإلستراتيجيات والجهود السابقة على‬
‫تقويــة تموقع المغرب في الحكامة الدوليــة واإلقليمية للهجرة(‪ ،)24‬كما تنامى‬
‫المصدِّ رة‬
‫تأثيــره في السياســات المتعلقة بتدبير تدفقات المهاجريــن بين الدول ُ‬
‫‪| 136‬‬

‫ً‬
‫وفاعاًل ال‬ ‫نموذجا ُيحتذى‬
‫ً‬ ‫والمســتقبلة‪ ،‬وأصبح االتحاد األوروبي يقدم المغرب‬
‫يمكن تجاهله في كل إستراتيجية "جدية" لحل معضلة الهجرة؛ إذ أكد "جوزيب‬
‫بوريــل" (‪ ،)José Borrell‬الممثل األعلى لالتحاد األوروبي للعالقات الخارجية‬
‫والسياسة األمنية‪ ،‬أن الهجرة باعتبارها مشكلة أوروبية ال يمكن أن تجد طريقها‬
‫إلى الحل بدون إشــراك فعلي للمغرب(‪ )25‬الذي أصبح يستغل المبادرات التي‬
‫يحتضنها في تســويق نموذجه في تدبير تدفقــات الهجرة‪ ،‬آخرها القمة األخيرة‬
‫للحوار األوروبي‪-‬اإلفريقي حول الهجرة والتنمية المنعقدة بعاصمة المملكة‪ ،‬في‬
‫فاتح فبراير‪/‬شباط ‪ ،2024‬إذ أكد المغرب خالل تسليم رئاسة "مسلسل الرباط"‬
‫إلى البرتغال أهمية التعامل معه على أنه شريك إستراتيجي في تنفيذ خطة عمل‬
‫قــادس ‪ ،2027-2023‬وخاصة فيما يتعلق بتطوير حلول الهجرة القانونية وإدماج‬
‫البعد الحقوقي في حكامة تدبير المهاجرين األفارقة نحو أوروبا(‪.)26‬‬
‫•اســتدرار التمويل األوروبي‪ :‬حاول المغرب استغالل الهواجس األمنية األوروبية‬
‫للحصول على تمويالت "سخية" لخدمة أولوياته في مجال الهجرة‪ ،‬على اعتبار‬
‫فضاًل عن كونه كان محدو ًدا وال يعكس الجهود التي يبذلها‬ ‫ً‬ ‫أن الدعم الســابق‪،‬‬
‫لحمايــة "الحدود الخارجية" ألوروبا‪ ،‬فقد كان أكثر مشــروطية إذ ُو ِّجه معظمه‬
‫خصص لمشــاريع إدماج المهاجرين‬ ‫لتمويــل عمليات مراقبة الحدود‪ ،‬فيما لم ُي َّ‬
‫وتجفيف منابع الهجرة غير النظامية ســوى النزر اليسير‪ .‬ولذلك ستأخذ منهجية‬
‫مسارا جديدً ا‪ ،‬منذ نوفمبر‪/‬تشرين الثاني ‪ ،2015‬بالموازاة مع تنظيم قمة‬‫ً‬ ‫التمويل‬
‫لرؤساء الحكومات اإلفريقية واألوروبية حول الهجرة بعاصمة مالطا‪ ،‬التي ُت ِّوجت‬
‫أشــغالها بوضع مخطط "فاليت" للعمل المشــترك (‪ )PACV‬لمعالجة مســ ِّببات‬
‫الهجــرة غير النظامية وتطوير أنظمة إدارة تدفقات المهاجرين‪ .‬لتمويل المخطط‬
‫اســ ُتحدث الصنــدوق االئتماني األوروبي للطوارئ مــن أجل إفريقيا (‪EUTF-‬‬
‫‪ )Africa‬بميزانيــة بلغــت ‪ 3.8‬مليارات يورو‪ ،‬وكان المغرب الدولة الوحيدة من‬
‫شــمال إفريقيا التي اســتفادت منه بمبلغ يناهز ‪ 170‬مليون يورو ُخ ِّصص لتقوية‬
‫قدراته على استقبال المهاجرين واستيعابهم‪ ،‬وعلى تدبير الحدود وتحسين نظام‬
‫اللجوء(‪ ،)27‬وفي منتصف ‪ ،2022‬تضاعف الدعم المالي المخصص للمغرب في‬
‫ماليا يفوق ‪ 500‬مليون يورو لتمويل‬‫محاربة الهجرة غير الشــرعية بمنحه غال ًفا ًّ‬
‫عمليات إدارة الحدود وتشــجيع سياســات اإلدماج والتصدي لعصابات تهريب‬
‫| ‪137‬‬

‫المهاجريــن(‪ .)28‬ويظــل الدعم المالي األوروبي للمغــرب‪ 200 ،‬مليون دوالر‬


‫ضئياًل ال يعكس الجهود المبذولة مقارنة بدول أخرى‪،‬‬ ‫ً‬ ‫سنو ًّيا في المتوسط‪ً ،‬‬
‫مبلغا‬
‫مثــل تركيــا التي تجني أكثر من ‪ 3‬مليارات دوالر ســنو ًّيا نظير دورها في إبطاء‬
‫ديناميات الهجرة غير النظامية إلى أوروبا(‪.)29‬‬
‫•تعظيم العوائد اإلســتراتيجية‪ :‬اســتفاد المغرب من تجاربه الســابقة مع الجانب‬
‫األوروبــي فــي مجــال الهجرة وأصبح يشــترط الحصول على عوائد سياســية‬
‫واقتصاديــة أفضل(‪ ،)30‬فقد منحته تحديــات تدبير تدفقات الهجرة ورقة ضغط‬
‫مهمة لتقوية قدراته التقنية في مراقبة الحدود القارية والبحرية‪ ،‬ولخدمة مصالحه‬
‫التجارية بتحسين شروط اتفاقات الصيد البحري وبتحصين مكاسب التبادل الحر‬
‫مــع االتحاد األوروبي‪ ،‬مع جعل المواقف األوروبية من الســيادة المغربية على‬
‫مرج ًحا لمستوى انخراط المغرب في إستراتيجيات ضبط‬ ‫عنصرا ِّ‬
‫ً‬ ‫الصحراء الغربية‬
‫ً‬
‫مثــااًل على ذلك‪ ،‬إلى الجمود‬ ‫تدفقــات الهجرة اإلفريقية تجاه أوروبا‪ .‬ونشــير‪،‬‬
‫الذي اعترى عالقات المغرب وإســبانيا منذ اســتقبالها زعيم جبهة البوليساريو‪،‬‬
‫في ‪ 18‬أبريل‪/‬نيسان ‪ ،2021‬وما أعقب ذلك من تراخ في عمليات مراقبة الحدود‬
‫والتدفقات غير المسبوقة في أعداد المهاجرين غير النظاميين إلى التراب اإلسباني؛‬
‫األمر الذي "أرغم" الجانب اإلســباني على الوفاء أكثر باالســتحقاقات السياسية‬
‫للتعاون مع المغرب في مجال الهجرة‪ ،‬من خالل اإلعالن‪ ،‬في ‪ 18‬مارس‪/‬آذار‬
‫‪ 2022‬عــن قبول المبادرة المغربية بشــأن الحكم الذاتي للصحراء الغربية‪ .‬وهو‬
‫الموقــف الذي ُقوبل بإعراب المغرب عن تكثيــف جهوده في محاصرة ظاهرة‬
‫الهجرة غير النظامية‪ .‬وفي ضوء ذلك‪ ،‬ما فتئ المغرب يحاول استثمار تجربته مع‬
‫إسبانيا لالستدالل على دوره الحيوي في التدبير المشترك للهجرة غير النظامية بين‬
‫ضفتي المتوسط‪ ،‬آخرها لمناسبة افتتاح الدورة ‪ 17‬للجمعية البرلمانية لالتحاد من‬
‫أجل المتوسط التي تم تنظيمها بالرباط في ‪ 15‬و‪ 16‬من فبراير‪/‬شباط ‪.)31(2024‬‬
‫•تفضيل الحلول التفاوضية للهجرة‪ :‬مقابل التعاطي اإليجابي للمغرب مع "الحلول"‬
‫األوروبية للهجرة‪ ،‬فقد عارض الخيارات المرتبطة بالهجرة القســرية منذ ‪2012‬‬
‫برفضــه التوقيع على اتفاق إعــادة قبول مواطنيه ورعايا البلدان الثالثة (‪)EURA‬‬
‫(‪ .)32‬كما رفض الميثاق األوروبي للهجرة واللجوء الذي دعا إلى ممارسة ضغوط‬
‫‪| 138‬‬

‫أكثر على دول جنوب المتوسط لدفعها إلى إرجاع المهاجرين غير النظاميين إلى‬
‫بلدانهــم أو إلــى أقرب دولة عبور مثل المغــرب‪ ،‬وظل يعارض مختلف حلول‬
‫إعادة القبول مخافة تأثيرها على أمنه الداخلي وعلى عالقاته اإلفريقية‪ .‬وبموازاة‬
‫اســتحضارا لمتطلبات الموازنة بين المصالح األوروبية‬
‫ً‬ ‫ذلك‪ ،‬غدا المغرب أكثر‬
‫واإلفريقيــة عبر عدة مفاوضات نجــم عنها التوقيع مع المفوضية األوروبية على‬
‫تضمن عدة‬
‫َّ‬ ‫إعالن مشترك ثم على مخطط عمل للشراكة من أجل التنقل‪ ،‬الذي‬
‫تدابير للرفع من اآلثار التنموية للهجرة ولتيسير المسالك القانونية للحركية‪ ،‬مقابل‬
‫التصدي الحازم للهجرة السرية(‪.)33‬‬
‫•الهجــرة "بطاقة دخول" لشــبكات التعاون اإلقليمي‪ :‬أصبــح المغرب أكثر وع ًيا‬
‫بحيوية قضايا الهجرة في رســم تحالفاته مع دول االســتقبال والمنشــأ‪ ،‬فاعترا ًفا‬
‫بجهــوده في التصدي للهجرة غير النظامية تــم تمتيع المغرب بوضع متقدم مع‬
‫االتحاد األوروبي خالل الدورة الســابعة للشــراكة المغربية‪-‬األوروبية المنعقدة‬
‫بلوكســمبورغ‪ ،‬فــي ‪ 13‬أكتوبر‪/‬تشــرين األول ‪ ،2008‬والتي أثنــت فيها الدول‬
‫األوروبيــة على الجهــود الحثيثة التي تبذلها المملكــة المغربية للحد من تدفق‬
‫المهاجرين(‪ .)34‬وقد انطلق المغرب من هذا المكتســب للمطالبة بترقية اإلطار‬
‫ً‬
‫شــريكا‬ ‫العام للشــراكة المغربية‪-‬األوروبية وتوظيف سياســات الهجرة للتموقع‬
‫إســتراتيجيا لشبكات القرار األوروبي‪ .‬عالقة بذلك‪ ،‬نشير إلى نزوع المغرب في‬
‫ًّ‬
‫السنوات األخيرة إلى تنويع مواقفه مع الجانب األوروبي؛ فتارة يتعامل مع الكتلة‬
‫األوروبية وتارات أخرى يفضل التعاون الثنائي مستغاًّلًّ في ذلك اختالف الرؤى‬
‫والمصالــح بين بعض دول االتحاد األوروبي حول ملفات الهجرة‪ .‬وبالرغم من‬
‫تواتر الضغوط األوروبية على المغرب من أجل توقيع اتفاق شامل إلعادة قبول‬
‫مهاجري "الدول الثالثة"‪ ،‬فإنه يفضل التوقيع على اتفاقيات ثنائية مع دول الجوار‬
‫األوروبي وخاصة إســبانيا؛ إذ مكنت اتفاقية إعادة القبول الموقعة بين المغرب‬
‫وإســبانيا في ‪- 2019‬والتي دخلت حيز التفعيل في ‪ 2022-‬من تقليص دخول‬
‫المهاجرين غير النظاميين للتراب اإلسباني بنسبة ‪ .)35(% 25‬فيما يتعلق بعالقاته‬
‫مع دول المنشأ‪ ،‬حرص المغرب منذ عودته إلى المجموعة اإلفريقية على التجذر‬
‫وشكلت الهجرة نافذة مهمة لتوسيع النفود المغربي‬ ‫َّ‬ ‫في األطر القيادية اإلفريقية‪،‬‬
‫بالعمق اإلفريقي‪ ،‬من خالل اضطالعه بدور محوري في رســم مســتقبل إفريقيا‬
‫| ‪139‬‬

‫الجديدة‪ ،‬وتشــبيك عالقاته مع دول الجوار بمحاولته االنضمام إلى المجموعة‬


‫االقتصادية لغرب إفريقيا في ضوء الرهانات اإلستراتيجية لتدبير قضايا الهجرة‪.‬‬

‫راب ًًعا‪ :‬كلفة تدبير الهجرة اإلفريقية وارتداداتها‪ :‬التهديدات والتحديات‬


‫في مقابل المكاســب المحققة‪ ،‬بدأت تتعاظم عدة مخاطر تهدد قيام المغرب بدور‬
‫متوازن في اإلطار بين‪-‬الجهوي لتدبير الهجرة غير النظامية‪ ،‬في ظل تزايد الصعوبات‬
‫المرتبطة بترصيد العوائد اإليجابية لملف الهجرة ضمن شبكة العالقات مع األطراف‬
‫األوروبية واإلفريقية على مختلف األصعدة‪:‬‬
‫•التكامل بين اإلســتراتيجيات المخصصــة لمغاربة الخارج وللمهاجرين األجانب‬
‫بالمغرب‪ :‬وذلك من أجل خلق أكبر قدر من التناغم بين تحصين حقوق ومصالح‬
‫الجاليــة المغربية القاطنة بالدول األوروبيــة‪ ،‬وبين الضرورة القانونية واألخالقية‬
‫التي ُتحتِّم منح االهتمام نفسه للمهاجرين األفارقة بالمغرب انسجا ًما مع مصادقة‬
‫المغرب على مجموعة من االتفاقيات الدولية لصالح تلك الفئة(‪ .)36‬ومن شأن‬
‫تدعيم هذا التوجه أن يســاعد على بناء سياســة موحدة للهجرة تتوخى تحصين‬
‫الحقوق األساسية للمهاجرين غير النظاميين بغض النظر عن أصولهم وعن طبيعة‬
‫وأفق العالقات السياسية بدول المنشأ‪.‬‬
‫•المالءمــة بيــن المقاربة األمنيــة والمقاربة الحقوقية‪ :‬أصبــح موقع المغرب في‬
‫منوطــا باحترام حقوق وحريات‬ ‫ً‬ ‫تدبيــر الهجرة غيــر النظامية بين إفريقيا أوروبا‬
‫المهاجريــن والالجئين‪ .‬لكن تفعيل هذا التوجه على المســتوى العملي يتطلب‬
‫مراجعــة النصوص القانونية والتنظيمية الخاصة بالهجرة‪ ،‬كما يفترض الشــروع‬
‫في حوار جدي مع دول المنشــأ في ضوء التداعيات الســلبية للتنقالت العابرة‬
‫للحدود‪ ،‬مثل‪ :‬االتجار في البشــر‪ ،‬واإلرهاب‪ ،‬وتهريب المخدرات‪ ،‬واألسلحة‪،‬‬
‫والجريمة المنظمة‪ ،‬والعنف القائم على النوع االجتماعي‪ ،‬واألطفال المفصولين‬
‫خول تطور دور‬‫عن ذويهم‪ ،‬واألشــخاص ذوي اإلعاقة(‪ .)37‬لكن في المقابل‪َّ ،‬‬
‫المغــرب في الحكامة الجهوية للهجرة المســاهمة في الجهود الدولية لمعالجة‬
‫اإلشكاالت المؤثرة على األمن العالمي واإلقليمي بالحوض المتوسطي ومنطقة‬
‫الســاحل والصحراء‪ ،‬مثل التصدي للشبكات اإلرهابية ولعب أدوار الوساطة في‬
‫حل النزاعات ببلدان المنشأ والعبور‪ ،‬مثل ليبيا ومالي‪.‬‬
‫‪| 140‬‬

‫•الموازنــة بين خيــارات الترحيل والتوطيــن‪ :‬أثبتت التجــارب المرتبطة بإعادة‬


‫المهاجرين إلى أوطانهم محدودية اســتدامتها‪ ،‬فالترحيل القســري يؤثر بشــكل‬
‫كبير على ثقة الدول اإلفريقية وعلى المنظمات الدولية الشريكة في مجال تدبير‬
‫التدفقــات البشــرية‪ ،‬مثل المنظمة الدولية للهجرة والمفوضية الســامية لالجئين‬
‫بحكــم إضــراره بحقوق وأحيا ًنا بحياة المهاجرين خاصــة أولئك الذين ُأرجعوا‬
‫إلــى مناطق النزاع‪ ،‬كما تصطدم خيارات العودة الطوعية والتوطين بإشــكاالت‬
‫عدة سياسية وتدبيرية تؤثر في فعاليتها‪ ،‬وخاصة فيما يتعلق بعدم كفاية التمويالت‬
‫فضاًل عن توجس المغرب من تحوله إلى حاضنة‬ ‫ً‬ ‫األوروبيــة المخصصة لذلك‪،‬‬
‫للــدول األوروبية في التدبير الخارجي لتدفقات المهاجرين غير النظاميين‪ ،‬وهو‬
‫ما يفســر تعثر المفاوضات بين االتحاد األوروبي والمغرب بشــأن اتفاقية إعادة‬
‫القبــول‪ ،‬فوزارة الخارجية المغربية تصر على تحمل كل دولة مســؤوليتها تجاه‬
‫مواطنيها وعلى رفض منطق التعاقد من الباطن في تدبير إشــكاالت الهجرة بين‬
‫ضفتي المتوسط(‪.)38‬‬
‫•الترجيح بين المكاســب اإلفريقية واألوروبية‪ :‬أصبح المغرب يجد صعوبة بالغة‬
‫في إمساك العصى من الوسط في التعامل مع دول المنشأ واالستقبال‪ ،‬خاصة مع‬
‫الحرص المتزايد لالتحاد األوروبي على سياسة "تصدير الحدود" التي تستهدف‬
‫تحويــل حــدود االتحاد األوروبي إلى داخل هذه الدول(‪ ،)39‬عبر مجموعة من‬
‫الحلول الرامية إلى تســهيل إعادة طالبي اللجوء والمهاجرين غير النظاميين إلى‬
‫الدول غير األعضاء في االتحاد األوروبي التي يكون هؤالء قد دخلوا منها(‪.)40‬‬
‫األمر الذي ســيؤثر ســل ًبا على وضع المغرب وعلى سعيه الحثيث إلى التموقع‬
‫إستراتيجيا في تدبير تدفقات الهجرة‪ ،‬في ظل التوجس من استغالل موقعه‬
‫ًّ‬ ‫ً‬
‫فاعاًل‬
‫أساســيا في تنفيذ اإلستراتيجية اإلفريقية للهجرة في بلورة مواقف مستقلة‬
‫ًّ‬ ‫ً‬
‫فاعاًل‬
‫قد تدفعه الح ًقا نحو تجاوز أو "مقاومة" الترتيبات األوروبية حول إيقاع وحجم‬
‫هذه التدفقات ومنهجية تدبيرها‪.‬‬
‫•المفاضلة بين المصالح الداخلية وااللتزامات اإلقليمية‪ :‬خاصة في ظل تبلور رؤى‬
‫متعددة تصل إلى حد التضارب بشــأن مقاربات تدبير الهجرة‪ ،‬فعلى المســتوى‬
‫الداخلي تفرض برامج التعاون عدة استحقاقات قد تضر بالمصالح الوطنية على‬
‫| ‪141‬‬

‫مختلف المســتويات السياسية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية‪ ،‬وعلى الصعيد‬


‫الخارجي ما فتئ الخرق يتســع بين مواقف الشــركاء األوروبيين واألفارقة‪ ،‬كما‬
‫ارتفع ســقف المنظمات الدولية المهتمة بحقوق المهاجرين والالجئين بشــكل‬
‫سيجعل تفعيل بعضها يتعارض مع األولويات والرهانات الداخلية‪.‬‬
‫نشير في هذا الصدد إلى تأثير ملف الهجرة على حظوظ المغرب في االنضمام إلى‬
‫شــبكات التعاون اإلقليمي‪ ،‬فعضويته بالمجموعة االقتصادية لغرب إفريقيا ســتحتم‬
‫عليــه االنضبــاط لبروتوكوالتها الخاصة بحقوق الولوج والتنقــل واإلقامة بين دول‬
‫المجموعــة؛ إذ بمجرد تقديم المغرب لطلب االنضمام للمجموعة في ‪ 2017‬تعالت‬
‫المطالب بتخفيف قيود السفر التي يفرضها على مواطني دول غرب إفريقيا المنتمية‬
‫للمجموعــة(‪ .)41‬كمــا أن انضمام المغرب لمنطقة التبادل الحــر القارية اإلفريقية‪،‬‬
‫ســيجعله ملز ًًما بوضع تشــريعات وسياسات تكفل حرية تنقل األشخاص بين الدول‬
‫ً‬
‫ضغًطا‬ ‫أفواًجا جديدة من المهاجرين سيمارســون‬‫ً‬ ‫األعضــاء؛ األمــر الذي قد يجلب‬
‫إضاف ًًّيا على إدارة الحدود بشــكل ســيثير بدون شك حفيظة االتحاد األوروبي(‪،)42‬‬
‫ويجعله يتخذ إجراءات مشــددة لكبح التجــذر اإلفريقي للمغرب‪ ،‬الذي أصبح أكثر‬
‫وع�ي ـًا بأهميــة ملف الهجرة فــي ضبط التحالفات الجيوسياســية‪ ،‬في ظل محدودية‬
‫مكاســبه من سياســات الهجرة األوروبية التي حاولت جعله درك ًًّيا لحدودها دون أن‬
‫ُُت ِ‬
‫مِّكنه في المقابل من جني ثمار هذه الشراكة‪.‬‬
‫فــضاًلا عن هــذه المخاطر برزت تحديات جديدة من شــأنها إبطاء دينامية الموقف‬
‫المغربــي‪ ،‬لعــل أبرزها تداعيات التغير المناخي‪ ،‬حيث تشــير بيانات المركز الدولي‬
‫لرصد النزوح الداخلي إلى أن ‪ 80‬في المئة من حاالت النزوح بسبب العنف والنزاع‬
‫والكوارث الطبيعية عبر العالم تقع ضمن نطاق إفريقيا جنوب الصحراء(‪ ،)43‬وهو وضع‬
‫جَّراء ندرة األمطار وتوالي‬
‫مقبل على التفاقم أمام توســع ظاهرة "الهجرة المناخية" َ‬
‫موجات الحر الشــديدة والجفاف؛ حيث يتوقع البنك الدولي بلوغ عدد المهاجرين‬
‫بســبب التغيرات المناخية في هذه المنطقة إلى ‪ 86‬مليو ًًنا في ســنة ‪ .)44(2050‬كما‬
‫أن تزايد صعوبات العبور من ليبيا وتونس ســيرتب تحديات مضاعفة على المغرب‬
‫باعتباره الوجهة المفضلة للعبور نحو أوروبا‪ ،‬مع األخذ بعين االعتبار التصلب المتزايد‬
‫للمواقف األوروبية تجاه قضايا الهجرة في ظل تنامي قوة األحزاب المناهضة للهجرة‪،‬‬
‫‪| 142‬‬

‫التــي ما فتئت تغذي المشــاعر المعادية للمهاجريــن لتجعل من محاربة الهجرة غير‬
‫النظامية ورقة انتخابية رابحة من أجل تصدر المشهد السياسي في العديد من الدول‬
‫األوروبية‪ ،‬كما وقع في هولندا في انتخابات نوفمبر‪/‬تشــرين الثاني ‪ ،2023‬وكما هو‬
‫متوقع في االنتخابات البرلمانية للعديد من الدول األوروبية‪ ،‬مثل ألمانيا‪ ،‬وانتخابات‬
‫البرلمان األوروبي المزمع تنظيمها في يونيو‪/‬حزيران ‪.)45(2024‬‬
‫في خضم هذا الســياق "العنصري" تزايدت ترتيبات "أمننة" تدبير الهجرة‪ ،‬في ضوء‬
‫مرجعيات توجيهية جديدة‪ ،‬منها وثيقة الرؤية المشتركة لعام ‪ 2030‬الصادرة عن القمة‬
‫األوروبية اإلفريقية المنعقدة ببروكسل في فبراير‪/‬شباط ‪ ،2022‬والتي دعت إلى تعزيز‬
‫العــودة الطوعية وتطوير فرص الهجرة القانونية بين القارتين وداخل إفريقيا‪ ،‬وهو ما‬
‫قد يقود نحو تكثيف الضغوط على المغرب للقبول بشكل كامل بالحلول األوروبية‬
‫في شــأن توطين المهاجرين األفارقة وإعادة قبولهم‪ .‬ومنذ بداية ســنة ‪ ،2024‬ما فتئ‬
‫االتحاد األوروبي يعلن عن عزمه تشديد ضغوطاته على دول العبور اإلفريقي‪ ،‬ومن‬
‫ضمنها المغرب‪ ،‬لالنخراط في سياســاته األمنية للهجرة‪ ،‬عبر برامج الترحيل وإعادة‬
‫القبول والتوطين(‪.)46‬‬

‫خاتمة‬
‫مهًّما لتقوية النفوذ اإلســتراتيجي للمغرب في‬ ‫ً‬
‫منفًذا ً‬ ‫يشــكل تدبير الهجرة اإلفريقية‬
‫عالقته بشــركائه األفارقة واألوروبيين‪ ،‬في ظل نزوعه المستمر نحو تقوية موقعه في‬
‫مستثمًرا في ذلك موقعه الجغرافي‬
‫ً‬ ‫حكامة تدبير حركات الهجرة بين ضفتي المتوسط‪،‬‬
‫حلقة وسيطة بين الدول المصِّدِ رة والمستقبلة للمهاجرين‪ .‬لكن هذا الموقع بقدر ما‬
‫يوفر من مكاسب بقدر ما يفرز من تهديدات ال حصر لها على أمنه الداخلي ومصالحه‬
‫السياســية واالقتصادية‪ ،‬في ظل الرهانات المعاكسة لدول المنشأ واالستقبال التي ما‬
‫فتئت تحاول اســتغالل "توثب" المغــرب ألدوار الريادة لخدمة مصالحها‪ ،‬فالجانب‬
‫األوروبــي لم يتخلص بعد من "عقيدته" الدبلوماســية التي طالما رأت في المغرب‬
‫مجــرد دركي حدود‪ .‬وجراء ذلك ُُتفرض عليــه ترتيبات و"حلول" تتجاوز إمكانياته‬
‫و ُُتهــدد مصالحه الداخلية وتحالفاته اإلقليمية‪ ،‬وخاصة فيما يتعلق بسياســات إعادة‬
‫القبول والتوطين واإلرجاع القســري‪ ،‬التي طالما أثرت ســل ًًبا على جاذبية أنموذجه‬
‫| ‪143‬‬

‫في التعامل مع المهاجرين والالجئين وعلى عالقته بدول المنشــأ والعبور اإلفريقية‬
‫ً‬
‫شــرًطا لتطوير العالقات‬ ‫التي تحفز المغرب على االقتراب من سياســتها في الهجرة‬
‫االقتصاديــة والدبلوماســية‪ ،‬ولالنضمام إلــى منظمات التعاون بيــن اإلقليمي‪ ،‬مثل‬
‫المجموعة االقتصادية لغرب إفريقيا‪.‬‬
‫زيــادة على هــذه المخاطر برزت تحديــات جديدة ُُتهدد باســتفحال معضلة تدبير‬
‫االتجاهات الجديدة للتنقالت البشــرية العابــرة للحدود‪ ،‬منها تداعيات أزمة كورونا‬
‫وتفاقــم انعدام االســتقرار والتحوالت المناخية والديمغرافيــة التي أصبحت تغذي‬
‫باســتمرار موجــات النزوح؛ األمر الذي يفرض إحــداث تغيير جوهري في المقاربة‬
‫المغربية للهجرة وفق منظور تقاطعي يستوعب المتغيرات اإلقليمية الجديدة‪ ،‬ويوازن‬
‫بين الحســابات السياســية واألمنية في عالقته باألطراف األوروبية‪ ،‬وبين االعتبارات‬
‫اإلنســانية واالجتماعية في اســتيعابه للمتطلبات الداخلية واإلفريقية لتدفقات الهجرة‬
‫نحو أوروبا‪ .‬وذلك من خالل الترافع من أجل تقوية مسالك الهجرة القانونية بتوسيع‬
‫نطــاق الهجرة االقتصادية وتأطير الهجرة الموســمية بضمانــات فعلية تكفل حقوق‬
‫المهاجريــن‪ ،‬مع الضغط في اتجاه اســتئصال الجذور المنتجة للهجرة غير النظامية‪،‬‬
‫بتطوير مســاعدات التنمية وتشجيع االستثمارات وتشغيل الكفاءات بالدول اإلفريقية‬
‫تصديًرا للمهاجرين غير النظاميين‪.‬‬
‫ً‬ ‫األكثر‬

‫المراجع‬
‫(‪ )1‬صبــري الحــو‪" ،‬المغرب والهجــرة القادمة من إفريقيــا جنوب الصحــراء"‪ ،‬مركز الجزيرة‬
‫للدراســات‪ 21 ،‬ديســمبر‪/‬كانون األول ســنة ‪ ،2016‬ص ‪( ،5‬تاريخ الدخول‪ 25 :‬يونيو‪/‬حزيران‬
‫‪https://2u.pw/rKTVeko ،)2023‬‬

‫(‪ )2‬ارتفع عدد المغاربة المقيمين بالخارج من ‪ 1.8‬مليون في ‪ 1998‬إلى ‪ 4.8‬ماليين حال ًًّيا‪ ،‬أكثر‬
‫من ثالثة ماليين منهم يقيمون بأوروبا بما ِ‬
‫يشِّكل نسبة ‪ % 86.4‬غالبيتهم مستقرون بفرنسا (‪)% 31.1‬‬
‫وإسبانيا ( ‪ )%23.4‬وإيطاليا ( ‪.)%18.7‬‬
‫‪Mehdi Lahlou, Le Maroc, pays de départ, de transit et d’installation de‬‬
‫‪migrants: Contexte régional et retombées politiques, in :Les migrations en‬‬
‫‪Afrique du Nord (Tunis :Konrad-Adenauer-Stiftung, 2021), p.2.‬‬
| 144

‫ دراســة تحليلية‬:‫نموذًجا‬
ً ‫ هولندا‬:‫ هجرة العمالة من المغرب إلى أوروبا‬،‫) هاشــم نعمة فياض‬3(
.130 ‫ ص‬،)2012 ،‫ المركز العربي لألبحاث ودراسة السياسات‬،‫ (بيروت‬،‫مقارنة‬
(4) Khalil, Mourad, Irregular Migration in Morocco: A Case for Constructionism,
Independent Study Project, Collection. 34 (Vermont: School for International
Training, 2022). p. 8.

(5) Mrabti, Abdelali, "el marco jurídico de la migración en marruecos" ,


revista de investigación de la facultad de derecho”, Vol. 8 n 1, 2019, p.2.

(6) Davide Lemmi & Oumar Sall, "Rather than looking for scapegoats,
Morocco is cashing in on South-South migration, thenewhumanitarian, 16
January 2024. accessed on 18/02/2024, at: https://short-url.uk/yGM4

‫ الجزيرة‬،"‫ "المهاجرون األفارقة بالمغرب يعيشون على التسول والمساعدات‬،‫) الحسن السرات‬7(
https://cuts. ،)2024 ‫آذار‬/‫ مــارس‬16 :‫ (تاريخ الدخول‬،2008 ‫كانــون الثاني‬/‫ يناير‬23 ،‫نــت‬
top/z-9M

(8) réseau euro-méditerranéen des droits de l’homme, Asile et migrations dans


le Maghreb (Copenhague : réseau euro-méditerranéen des droits de l’homme,
2012), p.46.

.55 ‫ ص‬،)2020 ،‫ (جنيف‬،"2020 ‫ "تقرير الهجرة في العالم لعام‬،‫) المنظمة الدولية للهجرة‬9(

،‫ العربي الجديد‬،"‫ ضغوط متزايدة مع تنامي أرقام الهجرة الســرية‬:‫ "المغرب‬،‫) عادل نجدي‬10(
https://short-url.uk/ ،)2024 ‫شــباط‬/‫ فبراير‬19 :‫ (تاريخ الدخول‬،2024 ‫شــباط‬/‫ فبراير‬18
Amwg

(11) Jean-Noël Ferrié & Mehdi Alioua, politiques migratoires et sérénité́́ de


l’action publique, in : la nouvelle politique migratoire marocaine (Rabat :
Konrad Adenauer Stiftung, 2017), p.25.

(12) Abdeslam Badre, rethinking the migration dialogue in the Maghreb


region, policy study n 25 (Girona: Euomesco, 2022), p.19.

،‫ دراسة حول الهجرة واللجوء في بلدان المغرب العربي (كوبنهاغن‬،‫ وآخرون‬،‫) ماتيو أندري‬13(
.60 ‫ ص‬،)2010 ،‫الشبكة األورومتوسطية لحقوق اإلنسان‬
145 |

‫ "اإلستراتيجية الوطنية‬،‫) الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة‬14(
.5 ‫ ص‬،)2019 ،‫للهجرة واللجوء" (الرباط‬

‫ في شأن المصادقة على‬73/195 ‫ "قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة رقم‬،‫) األمم المتحدة‬15(
/‫ يوليو‬28 :‫ (تاريخ الدخول‬،6 ‫ ص‬،"‫االتفاق العالمي من أجل الهجرة اآلمنة والمنظمة والنظامية‬
195/https://undocs.org/ar/A/RES/73 ،)2023 ‫تموز‬

(16) CMEMD, "Déclaration Politique de Marrakech", Consulté le 15 février


2024. Disponible à :https://bit.ly/3JwNIcx

‫) مجموعــة عمل حول الهجرة واإلرهــاب تتألف من وزراء داخلية كل من المملكة المتحدة‬17(
‫ للتصدي لتهديدات الهجرة‬2006 ‫ تم تأسيسها في سنة‬،‫وفرنســا وإيطاليا وإســبانيا وألمانيا وبولندا‬
.‫واإلرهاب‬
(18) Anna Jacobs, "Morocco’s Migration Policy: Understanding the
Contradiction between Policy and Reality", MIPA, 30 june 2019, accessed
on 13/07/2023, at : https://mipa.institute/6872#

(19) Nadir El Habib, la politique marocaine de la migration, à l'aune de


l'adhésion du royaume du Maroc à la CEDEAO, in : la question migratoire
en Afrique : enjeux, défis et stratégies (Rabat: Ires, 2018), p.19-20.

،"‫ "المغرب يبحث عن استثمار قضايا الهجرة في خدمة التنمية بالقارة اإلفريقية‬،‫) توفيق بوفرتيح‬20(
https://short- ،)2024 ‫فبراير‬/‫ شباط‬17 ‫ (تاريخ الدخول‬،2024 ‫شباط‬/‫ فبراير‬16 ،‫هســبريس‬
url.uk/yFFk

‫ صحيفة‬،"‫ "المغرب يرفض التوظيف السياســي في قضايا الهجرة‬،‫) محمــد مامونــي العلوي‬21(
.4 ،2022 ‫شباط‬/‫ فبراير‬8 ،12322 ‫ العدد‬،‫العرب‬
(22) Samir El Ouardighi, "Rivalité UE-Chine : les cartes du Maroc", medias24.
14 février 2022, consulté le 30 juillet 2023. Disponible à : https://bit.
ly/3KXB470

(23) Yousra Abourabi. Governing African Migration in Morocco: The Challenge


of Positive Desecuritisation. In: Governing Migration for Development from
the Global Souths (Leiden: Brill Nijhoff, 2022) p. 52.‫‏‬
| 146

(24) Hatem Ghemari, " dynamiques de migration et coopération internationale:


analyse de la politique migratoire marocaine et de sa collaboration avec union
européenne", revue droit et société, n 11 (2023), p. 30.

(25) Tarek Bazza, “Spain Calls for Raising EU’s Fund to Morocco for Border
Control”, Moroccoworldnews, 18 October, 2018, accessed on 13/08/2023, at:
https://bit.ly/3sC6ERN

(26) The International Centre for Migration Policy Development, “Chairmanship


of the Rabat Process launched at high-level event in Morocco" , 06 February
2024. Accessed on 16/02/2024, at : https://short-url.uk/AmDx

،‫ المعهد المغربي لتحليل السياســات‬،‫ هل المغرب بالفعل دركي أوروبا؟‬،‫) مصطفــى حجــي‬27(
https://mipa.institute/8653 ،)2024 ‫شباط‬/‫ فبراير‬19 :‫ (تاريخ الدخول‬،2022

(28) María Martín, “Marruecos recibirá 500 millones de la UE para que


controle sus fronteras”, EL PAIS, 15 Agosto 2022, Accedido el 24 de agosto
de 2023. https://bit.ly/41Xm4hY

‫ إنترريجونال‬،"‫ "ما مكاسب المغرب من الرئاسة اإلسبانية لالتحاد األوروبي؟‬،‫) حسين معلوم‬29(
‫شباط‬/‫ فبراير‬17 :‫ (تاريخ الدخول‬،2023 ‫كانون الثاني ســنة‬/‫ يناير‬10 ،‫للتحليالت اإلســتراتيجية‬
https://2u.pw/CSAcw6D ،)2024

(30) Laïla Fathi, "La gestion de la migration Transméditerranéenne Entre


partage de responsabilités et convergence d’intérêts", Afrique(s) en mouvement,
N° 3 (2020), p.45-46.

‫ "المغرب يتصدى لخطاب الكراهية ويدعو إلبعــاد الهجرة عن المزايدات‬،‫) خالــد فاتيحــي‬31(
،)2024 ‫شــباط‬/‫ فبراير‬18 :‫ (تاريخ الدخول‬،2024 ‫شــباط‬/‫ فبراير‬16 ،21 ‫ المــدار‬،"‫االنتخابيــة‬
https://madar21.com/217149.html

(32) Carrera, Sergio, et al. "EU-Morocco Cooperation on Readmission,


Borders and Protection: A model to follow?". CEPS Papers in Liberty and
Security in Europe, No. 87 (2016), p.5.

(33) Oxfam, Intrinsèquement Incohérentes : Les politiques migratoires et


économiques de l’UE vis-à-vis de l’Afrique du Nord (Nairobi : Oxfam
international, 2020), p.8-7
‫| ‪147‬‬

‫‪(34) Nora El Qadim, "La politique migratoire européenne vue du Maroc :‬‬
‫‪contraintes et opportunités", Revue Politique européenne, n 31, (2010), p.111-‬‬
‫‪112.‬‬

‫‪(35) Dominique Reynié (Dir), immigration: comment font les états européens‬‬
‫‪(Paris :la fondation pour l’innovation politique, 2023), p.37.‬‬

‫(‪ )36‬صبري الحور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬


‫‪(37) The International Organization for Migration, “fostering health and‬‬
‫‪protection to vulnerable migrants transiting through Morocco, Tunisia, Egypt,‬‬
‫‪Libya, Yemen and Sudan” (Rabat: 2022), p.1.‬‬

‫(‪ )38‬جــان بيير كاســارينو (منســق)‪ ،‬التعاون بــشٔان ٕاعادة القبول في المنطقة األورو‪-‬متوســطية‬
‫وخارجها‪ :‬الدروس المســتفادة والدروس غير المســتفادة‪ ،‬سلســلة دراســات سياسية‪ ،‬رقم ‪،28‬‬
‫(برشلونة‪ ،‬المعهد األوروبي للبحر األبيض المتوسط‪ ،)2023 ،‬ص ‪.11‬‬

‫(‪ )39‬أحمد نظيف‪" ،‬بالد المغرب ومهاجرو إفريقيا جنوب الصحراء‪ :‬النزعة الوظيفية لسياســات‬
‫تصديــر الحــدود"‪ ،‬حبــر‪ 2 ،‬مــارس‪/‬آذار ‪( ،2023‬تاريخ الدخــول‪ 11 :‬يوليو‪/‬تمــوز ‪،)2023‬‬
‫‪https://2u.pw/DtE29zZ‬‬

‫(‪ )40‬ســعيد الصديقي‪" ،‬تشــديد الرقابة على الحدود وبناء األســوار لمحاربة الهجرة‪ :‬مقارنة بين‬
‫السياســتين األمريكية واإلســبانية"‪ ،‬مجلة رؤى اســتراتيجية (مركز اإلمارات للدراسات والبحوث‬
‫االستراتيجية‪ ،‬دبي‪ ،‬المجلد ‪ 3‬العدد ‪ ،)2013 ،1‬ص ‪.99‬‬

‫(‪ )41‬خالــد عثمــان الفيــل‪" ،‬المغرب‪ :‬اســتراتيجية االنفتاح االقتصادي علــى إفريقيا وتحدياتها‬
‫المستقبلية"‪ ،‬ص ‪ ،12‬مركز الجزيرة للدراسات‪ 10 ،‬مارس‪/‬آذار ‪( 2020‬تاريخ الدخول‪ 10 :‬يوليو‪/‬‬
‫تموز ‪https://studies.aljazeera.net/ar/article/4596 ،)2023‬‬

‫‪(42) El Arbi Mrabet, La migration africaine (Rabat: Institut Royal des Études‬‬
‫‪Stratégiques, 2018), p.175.‬‬

‫(‪ )43‬مركــز رصــد النزوح الداخلي‪" .‬التقرير العالمي حــول النزوح الداخلي في ‪ :2022‬األطفال‬
‫والشباب في النزوح الداخلي" (جنيف‪ )2022 :‬ص ‪( ،15‬تاريخ الدخول‪ 13 :‬مارس‪/‬آذار ‪،)2024‬‬
‫‪https://cuts.top/AaWu‬‬
‫‪| 148‬‬

‫(‪ )44‬البنك الدولي‪" ،‬االســتعداد الحتواء الهجرات الداخلية الناجمة عن تغير المناخ" (واشنطن‪:‬‬
‫‪ ،)2021‬ص ‪( ،7‬تاريخ الدخول‪ 13 :‬مارس‪/‬آذار ‪https://cuts.top/Aa-E ،)2024‬‬

‫(‪ )45‬زهير حمداني‪" ،‬بإســتراتيجية صفر لجوء وهجرة عكســية‪ ..‬رهان اليمين األوروبي في عام‬
‫االنتخابات"‪ ،‬الجزيرة‪ 27 ،‬يناير‪/‬كانون الثاني ‪( ،2024‬تاريخ الدخول‪ 19 :‬فبراير‪/‬شــباط ‪،)2024‬‬
‫‪https://short-url.uk/yF7C‬‬

‫‪(46) The International Centre for Migration Policy Development "Migration‬‬


‫‪outlook 2024" (Vienna: ICMPD, 2024), p.12-13.‬‬

You might also like