Professional Documents
Culture Documents
النظام القانوني لحماية البيئة في الجزائر
النظام القانوني لحماية البيئة في الجزائر
يعد موضوع اإلنسان والطبيعة إحدى أهم الموضوعات التي يتم دراستها في علم الفلسفة،
كعلم يهدف إلى طرح األسئلة دون الوصول إلى اإلجابة عنها ،إال أن الفالسفة قد تمكنوا اليوم
من اإلجابة على السؤال الذي طرح منذ القدم :هل اإلنسان تأثر بالطبيعة التي يعيش فيها ،أم
أنه أثر عليها؟
فبعدما كان اإلنسان في العصور القديمة حبيس الطبيعة ،يأكل ويشرب منها محاوال التأقلم
معها أصبح في العصر الحديث يؤثر عليها ويغيرها ،وان كان لهذا الفعل مظاهر إيجابية في
تحسين إطار وظروف معيشته ،إال أن له مساوئ كثيرة تتمثل في جعل الطبيعة ضحية سلوكات
اإلنسان ،فتعرف الطبيعة اليوم تدهو اًر مستم اًر يرجع إلى سوء تصرف اإلنسان واعتداءاته-
العمدية والغير عمدية – المتزايدة عليها.
لذا أصبح الحديث عن البيئة من األمور المسلم بها في الوقت الحاضر وغدت مشكلة تزداد
تعقيداً وتشابكاً ،األمر الذي أصبحت فيه الحاجة ملحة للتدخل واجراء الدراسات المتأنية
لخصائص البيئة وتشخيص المشكالت التي تعاني منها ،والبحث عن أسباب التلوث واإلجراءات
الواجب إتباعها لحل مشاكلها والبحث عن مدى التوفيق بين البيئة والتنمية ،فأخذت قضية البيئة
وحمايتها حي اًز كبي اًر من اإلهتمام على الصعيد الوطني والدولي ،وهذا راجع الرتباطها الوثيق
بحياة اإلنسان والحيوان والنبات مما جعل الحكومات والشعوب تتوجه نحو عقد المؤتمرات
وحلقات العمل المتخصصة لبحث اإلشكاليات المتعلقة بالبيئة.
كما أن اإلشكالية المتعلقة بالتشريعات البيئية ال تقل أهمية عن غيرها من المشاكل التي تعاني
منها البيئة ،بسبب اإلزدواجية في النصوص والعقوبات ،ومن خالل الجهات اإلدارية المكلفة
بحمايتها وكذا الطابع التقني الذي يغلب على التشريعات البيئية.
باإلضافة إلى أن مفهوم الحماية القانونية للبيئة هو مفهوم واسع وفي تغير مستمر ،ألن
مجاالت الحماية التي تجسدها هذه القواعد ال يمكن اإللمام بها مسبقا ،كون أن العالم والبيئة في
تغير دائم.
1
مقدمة
من خالل سعيها إلى إعادة االعتبار للبيئة ومحاولة حل مشكالتها واآلثار السلبية التي
تخلفها على رهانات التنمية االقتصادية واالجتماعية ،فأصدرت مجموعة من النصوص القانونية
تهدف إلى المحافظة على البيئة من جميع أشكال التلوث ،واستحدثت العديد من الهيئات
والمؤسسات اإلدارية المتخصصة في مجال حماية البيئة ،وأوكلت هذه المهمة إلى عدة أجهزة
مركزية في البداية ،ثم وسعت نطاق حماية البيئة إلى المستوى المحلي بغية تجسيد إدارة الدولة
في حماية البيئة من أضرار وأخطار التلوث على الصعيدين الوطني واإلقليمي.
كما أن وجود هيئات مختصة بحماية البيئة غير كاف ما لم تكن هذه الهيئات متمتعة
بقدر من السلطات والصالحيات الالزمة لحماية البيئة وبدونها تصبح هذه الهيئات عاجزة عن
ممارسة أعمالها ،وبصورة عامة تمتلك هاته الهيئات المختصة بحماية البيئة أسلوبين رئيسيين
للحماية ،يقوم أحدهما على الوقاية من حدوث التلوث ويقوم اآلخر على إصالح ما ألحق بالبيئة
من ضرر.
تتجلى أهمية الموضوع في كونه يعالج مسألة تعتبر من أهم قضايا العصر وبعدا رئيسيا
من أبعاد التحديات التي تراهن عليها الحكومات والدول ،فالبيئة هي اإلطار الذي يعيش فيها
اإلنسان وفي ظلها يمارس نشاطه االجتماعي واإلنتاجي.
ولعل مبرر ذلك يكمن في حرص المشرع الجزائري على غرار التشريعات األخرى على
حماية هذه األخيرة من خالل أجهزة وهيئات إدارية أناط لها صالحية حماية البيئة ،هذا من
جهة ومن جهة أخرى سنحاول أن نتطرق في هذا الموضوع إلى دور الهيئات اإلدارية سواء
على المستوى المركزي أو على المستوى المحلي في حماية البيئة قصد الوصول إلى إيجابيات
هذه الحماية أو ما يعتريها من سلبيات ،باإلضافة إلى ذلك سنتطرق إلى اآلليات الضبطية أو
كما تعرف بالوسائل أو األدوات القانونية والدور المناط لها في حماية البيئة.
2
مقدمة
من بين األسباب التي أدت إلى اختيار هذا الموضوع نذكر :
-انتشار البناءات الفوضوية مما يعيق تلبية الدولة لحاجات المواطنين التي تسعى إلى تحسين
شروط المعيشة وتعمل على ضمان إطار معيشي سليم.
أما بالنسبة للدراسات السابقة والتي ساعدتنا في بحثنا هذا نشير إلى موضوع الوسائل
القانونية اإلدارية لحماية البيئة في الجزائر لألستاذ الفاضل بن أحمد عبد المنعم ،باإلضافة إلى
موضوع الهيئات اإلدارية المكلفة بحماية البيئة للباحثة بن صافية سهام ،إضافة إلى دراسات
أخرى ساهمة في إعداد هذه البحث .الصعوبات في معالجة الموضوع :
-كثرة النصوص القانونية ذات الصلة بالموضوع وتشعبها ،األمر الذي يحتاج معه إلى الكثير
من الوقت لبيانها ،إضافة إلى التغيرات التي تط أر عليها سواء بالتعديل أو اإللغاء.
-قلة المراجع المتخصصة في مجال حماية البيئة ،وباألخص الكتب ذات التأليف الجزائري
التي تهتم بهذا المجال ،إال أن هذا ال يمنع وجود بعض الكتابات القيمة في هذا المجال.
المستوى المركزي أو على المستوى المحلي في حماية البيئة قصد الوصول إلى إيجابيات هذه
الحماية أ و ما يعتريها من سلبيات ،باإلضافة إلى ذلك سنتطرق إلى اآلليات الضبطية أو كما
تعرف بالوسائل أو األدوات القانونية والدور المناط لها في حماية البيئة.
أسباب اختيار الموضوع :
من بين األسباب التي أدت إلى اختيار هذا الموضوع نذكر :
-االنتشار الرهيب لظواهر التلوث بالنفايات الصناعية
3
مقدمة
-انتشار البناءات الفوضوية مما يعيق تلبية الدولة لحاجات المواطنين التي تسعى إلى تحسين
شروط المعيشة وتعمل على ضمان إطار معيشي سليم.
-الميل والبحث في مجال البيئة.
-إبراز أهمية الهيئات اإلدارية المركزية والمحلية ومجال تدخلها في حماية البيئة.
الدراسات السابقة :
أما بالنسبة للدراسات السابقة والتي ساعدتنا في بحثنا هذا نشير إلى موضوع الوسائل
القانونية اإلدارية لحماية البيئة في الجزائر لألستاذ الفاضل بن أحمد عبد المنعم ،باإلضافة إلى
موضوع الهيئات اإلدارية المكلفة بحماية البيئة للباحثة بن صافية سهام ،إضافة إلى دراسات
أخرى ساهمة في إعداد هذه البحث .الصعوبات في معالجة الموضوع :
-كثرة النصوص القانونية ذات الصلة بالموضوع وتشعبها ،األمر الذي يحتاج معه إلى الكثير
من الوقت لبيانها ،إضافة إلى التغيرات التي تط أر عليها سواء بالتعديل أو اإللغاء.
-قلة المراجع المتخصصة في مجال حماية البيئة ،وباألخص الكتب ذات التأليف الجزائري
التي تهتم بهذا المجال ،إال أن هذا ال يمنع وجود بعض الكتابات القيمة في هذا المجال.
اإلشكالية :
تلعب اإلدارة دو اًر جد هاماُ في حماية البيئة ،لما تتمتع به من صالحيات السلطة
العامة وسلطة ضبط النشاطات التي يمارسها األفراد ،ثم وفي مرحلة ثانية القضاء باعتباره مرفق
مكلف بتطبيق نصوص القانون يلعب دو اًر أساسياً في حماية البيئة.
ولهذا بعد تحديد اإلطار العام لد ارستنا ،نطرح اإلشكالية التالية:
الفصل األول بعنوان النظام القانوني لحماية البيئة في الجزائر حيث قسمنا هذا
اإلطار المفاهيمي لنظام حماية البيئة ،وفي الفصل إلى مبحثين المبحث األول بعنوان
المبحث الثاني إلى تطور السياسات العامة للبيئة في الجزائر.
أما الفصل الثاني سنتطرق فيه اآلليات التنظيمية واإلدارية لحماية البيئة في الجزائر
في المبحث األول سنتطرق الهيئات المكلفة بحماية البيئة في التشريع الجزائري ،وفي
وفي األخير أنهينا هذا البحث بخاتمة تتضمن مجموعة من النتائج والتوصيات التي
توصلنا لها من خالل هذه الدراسة.
5
النظام القانوني لحماية البيئة في الجزائر الفصل األول :
- 1أشرف توفيق شمس الدين ،الحماية الجنائية للبيئة ،دار النهضة العربية ،القاهرة ،الطبعة الثانية ،لسنة ،2182ص . 9
- 2محمد رابح ،البيئة المنسية مشاكل البيئة في الجزائر غداة األلفية الثالثة ،مطبعة مرنيور ،الجزائر ،لسنة ،8555ص
.855
6
النظام القانوني لحماية البيئة في الجزائر الفصل األول :
العوامل غير الحية مثل خصائص المناخ الح اررة ،الرطوبة ،اإلشعاعات ،غازات المياه
والهواء والخصائص الفيزيائية والكيميائية لألرض والماء والهواء .1
أ -تعريف البيئة في اللغة العربية
يعود األصل اللغوي لكلمة البيئة في اللغة العربية إلى الفعل "بوأ" ومنه "تبوأ" أي حل
أو نزل وقام .واالسم من "بيئة" أي "منزل" .وقد ذكر ابن منظور في لسان العرب بكلمة "تبوأ"
معنيان:2
األول :بمعنی اصطالح .المكان وتهيئته للمبيت فيه قبل تبوأه وأصله وهيئته أي جعله مالئما
المبيته ثم اتخذه محال له .الثاني :بمعنى النزول واإلقامة كأن تقول تبوأ المكان أي حل ونزل
به ،قال تعالى بعد بسم اهلل الرحمن الرحيم {والذين تبوءو الدار واإليمن من قبلهم يحبون من
هاجر إليهم وال يجدون في صدورهم حاجه مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم
خصاصة ومن يوق شځ تفسير أولك هم المفلحون }.3
ب .تعريف البيئة في اللغة الغربية
عرفها المجلس الدولي للغة الفرنسية" :بأنها مجموعة العوامل المادية والكيميائية
والبيولوجية والعناصر االجتماعية القابلة في وقت معين للتأثير بطريقة مباشرة أو غير مباشرة
حاليا أو في وقت الحق على الكائنات الحية أو النشاط اإلنساني".
عرفها قاموس "الروس" الفرنسي بأنها "المحيط الذي يعيش فيه الكائن الحي وهي
تشكل مجموعة من العناصر البيولوجية والكيميائية والطبيعية سواء كانت طبيعية أو
صناعية".
-1عكروم عادل ،حماية البيئة في إطار المنظمات الدولية ،مجلة البحوث والدراسات القانونية والسياسية ،جامعة البليدة،
العدد الثاني عشر ،ص .19
-2سعيد سعد عبد السالم" ،مشكلة تعويض أضرار البيئة التكنولوجية ،دار النهضة ،القاهرة ،لسنة ،2112ص .15
-3سورة الحشر ،اآلية .5
7
النظام القانوني لحماية البيئة في الجزائر الفصل األول :
-1ماجد راغب الحلو ،قانون حماية البيئة ،دار المطبوعات الجامعية ،اإلسكندرية ،الطبعة األولى ،لسنة ،8551ص
.291
- -2منى قاسم ،التلوث البيئي والتنمية االقتصادية ،الدار المصرية ،القاهرة ،الطبعة الثانية ،لسنة ،8551ص.29
-3منى قاسم ،المرجع سابق ،ص .29
8
النظام القانوني لحماية البيئة في الجزائر الفصل األول :
-2البيئة الطبيعية وأهمها الماء والهواء والتربة وكل عنصر منها يشكل محيطا خاصا به
فمن ناحية هناك المحيط المائي ،Hydiosphereومن ناحية هناك المحيط الجوي أو
الهوائي Atmosphereناحية أخيرة هناك المحيط اليابس أو األراضي .Lithosphere
ثالثا :التعريف االيكولوجي للبيئة
-تعرف البيئة نقال عن قاموس البيئة العام بأنها "الوسط الفيزيائي والكيميائي والبيولوجي
الذي يحيط بالكائن الحي".1
-تعرف البيئة ايكولوجيا بأنها "مجموع كل المؤثرات والظروف الخارجية المباشرة وغير
المباشرة المؤثرة على حياة ونمو الكائنات الحية ،وتعرف البيئة كذلك بأنها "الوسط أو المجال
المكاني الذي يعيش فيه اإلنسان بما يضم من ظواهر طبيعية وبشرية يتأثر بها ويؤثر فيها.
-يعرف جوناثان تورك ()J.Turk
البيئة على أنها ":األرض التي نعيش عليها ،بكل ما تتضمنه من جوانب فيزيائية كالهواء و
المعادن األرضية والصخور والمياه وكائنات حية مثل الحيوانات والنباتات".
نخلص مما سبق أن البيئة وفقا لهذا المفهوم تمثل المحيط الذي يعيش فيه اإلنسان،
يمارس فيه نشاطه في الحياة ،هي أيضا المستودع لموارده التي تتفاعل مع بعضها البعض
فتؤثر على اإلنسان وتتأثر به ،و عليه فان هذا التعريف االيكولوجي ضيق ال يربط بين
البيئة والعادات والتقاليد التي يرتبط بها اإلنسان في سلوكه وأنشطته اإلنتاجية أو
االستهالكية ،كما أنه يتجاهل شكل المؤسسات االجتماعية واالقتصادية التي تنظم المجتمع
والعالقات التي تربط بينها وبين البيئة ،كذلك فهو يتجاهل الوسط االجتماعي لإلنسان ومدی
رؤيته للبيئة ومشاكلها. 2
-1يوسف حجيم الطائي وآخرون ،نظم إدارة الجودة في المنظمات اإلنتاجية والخدمية ،دار البازوري ،عمان ،األردن،
لسنة ،2115ص .271
-2عز الدين دعاس ،أثار تطبيق نظام اإلدارة البيئية من طرف المؤسسات الصناعية ،رسالة ماجستير في علوم التسيير،
كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة الحاج لخضر ،باتنة ،2188-2181 ،ص.11
9
النظام القانوني لحماية البيئة في الجزائر الفصل األول :
-1نجم العزاوي وعبد اهلل حكمت النقار ،إدارة البيئة ،نظم ومتطلبات ،ISO14000الطبعة األولى ،دار المسيرة ،عمان،
األردن ،لسنة ،2117ص .51
-2محمد صالح الشيخ ،اآلثار االقتصادية والمالية التلوث البيئة ووسائل الحماية ،الطبعة األولى ،مطبعة اإلشعاع الفنية،
اإلسكندرية ،مصر ،لسنة ،2112ص .87
-3دردار فتحي ،البيئة في مواجهة التلوث ،دار األمل ،تيزي وزو ،الجزائر ،لسنة ،2111ص.81
10
النظام القانوني لحماية البيئة في الجزائر الفصل األول :
-1المادة 4من القانون 03-30المؤرخ في ،01/30/3330يتعلق بحماية البيئة والتنمية المستدامة ،ج ،ر ،العدد ،40
المؤرخ في33/30/3330
2 -Loi n° 95-101 du 2 février 1995 relative au renforcement de la protection de l'environnement, Jor f
n° 29 du 3 février 1995.
-3حورية سويقي ،أليات حماية البيئة (مسؤولية الشركة األم عن األضرار البيئية التي تسببها شركاتها التابعة في ظل
تجمع الشركات) ،ملتقى دولي ،طرابلس ،لبنان ، 21-27/82/2187 ،ص .891
11
النظام القانوني لحماية البيئة في الجزائر الفصل األول :
-1محمد عاطف غيث ،دراسات في علم االجتماع ،دار النهضة ،القاهرة ،طبعة ،8511ص .29
-2محمد عاطف ،المرجع نفسه ،ص . 29
-3عز الدين دعاس ،المرجع السابق ،ص .88
12
النظام القانوني لحماية البيئة في الجزائر الفصل األول :
كما عرفته منظمة التعاون والتنمية االقتصادية في توصياتها عقب مؤتمر ستوكهولم
في عام ،8571بأنه "إدخال مواد أو طاقة بواسطة اإلنسان سواء بطريق مباشر أو غير
مباشر إلى البيئة ،بحيث يترتب عليها أثار ضارة من شأنها أن تهدد الصحة اإلنسانية
وتضر بالموارد الحية أو بالنظم البيئية ،أو تنال من قيم التمتع بالبيئة أو يعوق االستخدامات
األخرى المشروعة لها".
نالحظ أن التعريفين قد تطرقا للتلوث المادي الذي يصيب مكونات البيئة دون
تعرضها التلوث غير المادي كالضوضاء.
الغرض مكافحة التلوث ،وضعت المؤسسة األوربية في عام 8551التعريف التالي :
"نعني بالتلوث ذلك التصريف المباشر أو غير المباشر نتيجة النشاط اإلنساني للمواد
واألبخرة والح اررة والضوضاء الصادرة إلى الجو والماء واألرض والتي قد تكون مضرة بصحة
اإلنسان وجودة البيئة والتي تؤدي في النهاية إلى دمار وتلف الممتلكات المادية والتأثير
والتدخل باالستخدامات الشرعية للبيئة".1
نجد أن التلوث هو الدافع ،بالرغم من أن التلوث ليس هو الخطر الوحيد الذي يهدد
البيئة اإلنسانية ،إال أنه أهم األخطار على وجه العموم ،لذلك فان فكرة التلوث هي مفتاح
قانون حماية البيئة ،هي تشكل نقطة االنطالق في تحديد العمل الملوث ،وتعيين األدوات
القانونية المناسبة لمكافحته.2
التلوث هو كل تغير كمي أو كيفي في مكونات البيئة الحية وغير الحية ،ال تقدر األنظمة
البيئية على استيعابها دون أن يختل توازنها كوجود أية مادة أو طاقة في غير مكانها وزمانها
وكميتها المناسبة ،فالماء ملوث إذا ما أضيف إلى التربة بكميات تختل محل الهواء فيها،
13
النظام القانوني لحماية البيئة في الجزائر الفصل األول :
واألمالح عندما تتراكم في األرضي الزراعية ،بسبب قصور نظم الصرف تعتبر ملوثات،
1
والنفط من مكونات البيئة لكنه يصبح ملوثا عندما يتسرب إلى مياه البحار والمحيطات.
من هذا التعريف يمكن استخالص عناصر التلوث.
التغير الكيفي :قد يشكل التغير في نوعية األشياء تلوثا ضار بالبيئة مثل :تحول مادة
الكربون من الحالة الصلبة إلى الحالة الغازية بفعل الصناعة ،مما يؤدي إلى تلبد أجواء
المدن بأوكسيد الكربون التي تسقط مع األمطار فتصيب الزرع والصرع وتهشم الدور
وواجهات المباني...الخ. 2.
التغير الكمي :قد ينشأ التلوث نتيجة لتغير كمية بعض المواد الموجودة في الطبيعة ،مثل:
زيادة كمية ثاني أوكسيد الكربون ونقص كمية األكسجين في الجو بمقدار معين ،يعد تلوثا
ضا ار بالكائنات الحية ويحصل هذا بسبب تبرير واجتثاث المزروعات وتقليص حجم الغابات.
التغير المكاني :يؤدي تغير مكان بعض المواد الموجودة في الطبيعة إلى تلوث البيئة
والحاق الضرر باإلنسان ،مثل :نقل النفط بالسفن عن طريق البحار والمحيطات وغرق
بعضها يؤدي إلى تلوث الماء بالزيت إلى األضرار بالكائنات الحية األخرى.
التغير الزماني :قد يحدث التلوث إذا ما وجدت بعض المواد في غير زمانها ،فوجود المياه
الزراعية في غير أوقات السقي يعتبر تلوثا ضار بالمزروعات ،كما أن صرف المياه
الصناعية الحارة إلى مياه األنهار في فصل الصيف يؤدي إلى ارتفاع درجة ح اررة الماء ،مما
يضر بالثروة السمكية والكائنات الحية األخرى.3
-0التصحر:
مصطلح التصحر عند إصدار الجمعية العامة لألمم المتحدة في ديسمبر 8571الق اررين
هما:
14
النظام القانوني لحماية البيئة في الجزائر الفصل األول :
القرار األول :يتضمن دعوة الدول إلى االهتمام بدراسات التصحر والتعاون فيما بينها لتقصي
ظواهره وتبين طرق مكافحته .القرار الثاني :يتضمن قرار بعقد مؤتمر دولي عن التصحر
عام 8577وعقد هذا المؤتمر في نيروبي (عاصمة كينيا) في الفترة الممتدة من 25أوت
إلى 5سبتمبر ،8577وعرف التصحر بأنه" :انخفاض وتحطيم القدرة االحتمالية البيولوجية
لألرض والتي تؤدي في النهاية إلى ظهور سمات وظروف الصحراء ،انه مظهر التدهور
العام في النظم البيئية في شكل نقص أو تدمير االحتمال البيولوجي ،ذلك يعني انخفاض
اإلنتاج النباتي والحيواني الموجه لالستخدامات المتعددة ،في نفس الوقت الذي تعتبر فيه
زيادة اإلنتاجية أمر ضروريا إلشباع الحاجات المتزايدة للسكان المتطلعين إلى التنمية.1
-3مشكلة تأكل طبقة األوزون
طبقة األوزون هي عبارة عن طبقة تبعد عن سطح األرض عشرات آالف األمتار
بشكل متفاوت عن مستوى سطح األرض وهي تعمل على حماية الكرة األرضية من األشعة
فوق البنفسجية القادمة من الفضاء والشمس ،واضمحالل األوزون عن الحد الطبيعي يؤدي
إلى انعكاسات بيئية خطرة بفعل تأثير األشعة فوق البنفسجية ،التي تؤثر سلبا وبنسبة كبيرة
على اإلنسان والحيوان والنبات.2
-4مشكلة التغير المناخي
التغير المناخي هو االختالف سواء في متوسط حالة المناخ أو في تذبذبه أو في
االستمرار لفترة طويلة والتي عادة ما تكون عقودا أو أكثر ،ويشمل زيادات في درجة الح اررة
"االحتباس الحراري العالمي" وارتفاع مستوى سطح البحر والتغييرات في أنماط سقوط
األمطار ،وزيادة تواتر الظواهر الجوية المتطرفة.
-1عبد اهلل الصعيدي ،النمو االقتصادي والتوازن البيئي (تقييم أثر النشاط االقتصادي على عناصر النظام البيئي) ،دار
النهضة العربية ،القاهرة ،مصر ،2112 ،ص .19
-2حميد علي منصر الشرجي ،المشكالت المعاصرة في كتب التربية اإلسالمية بالمرحلة األساسية ،مجلة الدراسات العليا،
كلية التربية ،جامعة النيلين (السودان)( ،مج ،)1العدد الثاني والثالثون ،2187 ،ص .811
15
النظام القانوني لحماية البيئة في الجزائر الفصل األول :
-5االحتباس
الحراري يقصد به "ظاهرة ارتفاع درجة الح اررة في بيئة ما نتيجة تغيير في سيالن الطاقة
الح اررية من البيئة واليها وعادة ما يطلق هذا االسم على ظاهرة ارتفاع درجات ح اررة األرض
عن معدلها الطبيعي".1
.ثانيا :دور الحكومة وأدوات السياسة المالية والنقدية في الحد من التلوث
تلزم الحكومة القطاع اإلنتاجي على اتخاذ كل ما هو ضروري لحماية البيئة المحلية
والمحافظة على الموارد الطبيعية من التدهور المستمر ،وتتبع في ذلك أساليب مباشرة وأخرى
غير مباشرة ،من األساليب المباشرة نذكر جميع اللوائح وتراخيص العمل وتراخيص االستثمار
والتوسع في تقديم دراسات تقييم بيئي مبدئية لكل مشروع واإلصرار على ضرورة منع التلوث
من المنبع بدال من السماح به ثم محاولة عالجه ،غير ذلك من األساليب اإلدارية تجبر
صاحب العمل على االلتزام بقواعد معينة تحددها السلطات المسؤولة.2
أما بالنسبة ألساليب التدخل غير المباشر تتمثل في:
-التأثير على حجم االئتمان الممنوح للشركات المختلفة وفقا لمساهمة كل نشاط إنتاجي في
التلوث.
-منح قروض مسيرة طويلة األجل لتغطية اإلنفاق االستثماري للحد من التلوث وعالجه.
-التمييز في حجم الضرائب وحجم اإلعانات الحكومية لكل قطاع إنتاجي.
-تمويل مجهودات البحث والتطوير الهادفة إلى إيجاد تقنيات إنتاجية نظيفة.
-منح إعفاءات جمركية على األجهزة والمعدات الخاصة بالحد من التلوث.
ثالثا :الوسائل االقتصادية لحماية البيئة
تعتمد هذه الوسائل على مبدأ جعل الملوث يدفع ،الذي أدى إلى ظهور العديد من
النظم المختلفة واألدوات االقتصادية لتطبيقه منها:
-تجصيل تكاليف التلوث :يتم ذلك عن طريق وضع تسعيرة أو رسم أو ضريبة للتلوث
فعندما يدفع الملوث ثمن ملوثاته ،فان هذا سيكون ذا فعالية على عدم التلويث.
-بيع تصاريح التلوث :حيث تحدد السلطات المحلية في كل دولة الكمية المسموح بها من
التلوث في كل منطقة معينة ،ثم تصدر تصاريح أو شهادات قابلة لتداول يشتريها الملوث
1
تسمح له بكمية من التلوث تعادل قيمة التصاريح التي تقوم بشرائها
-توسيع نطاق الملكية الخاصة :يرى بعض االقتصاديين أنه يمكن حماية البيئة من خالل
إعادة تخصيص حقوق الملكية عن طريق إعطاء حقوق الهواء والماء النظيفين لألفراد
المستهلكين ،واتاحة الفرصة لهم لكي يبيعوا تصاريح التلوث الخاصة بها دون أن يتسبب ذلك
في حدوث أضرار لهم.
رابعا :عالقة البيئة بالتنمية المستدامة
جاء في أحد تقارير المهتمين بحماية البيئة" :لقد نجح مؤتمر قمة األرض الذي عقد
عام 8552في أن يستنهض
ضمير العالم إلى تحقيق تنمية مستدامة بيئيا ."2ويعني بالتنمية المستدامة" :التنمية التي تلبي
احتياجات الجيل الحاضر دون أن تعرض للخطر احتياجات جيل المستقبل".
بالرجوع إلى نص المادة 1من القانون رقم 81-12المتعلق بحماية البيئة في إطار التنمية
المستدامة نجد أن هذه األخيرة" :مفهوم يعني التوفيق بين تنمية اجتماعية واقتصادية قابلة
لالستمرار وحماية البيئة ،أي إدراج البعد البيئي في إطار تنمية تتضمن تلبية حاجات
األجيال الحاضرة واألجيال المستقبلية".3
17
النظام القانوني لحماية البيئة في الجزائر الفصل األول :
التنمية المستدامة تعد بمثابة إحدى الثوابت الجوهرية في سياسة الدولة ،كون أن البيئة
والتنمية يشكالن وجهان لعملة واحدة وهي االستم اررية والبقاء والمحافظة على حقوق األجيال
المقبلة وأي إخالل بهما يؤدي حتما إلى تدهور الحياة الطبيعية واالقتصادية.
المالحظ على التنمية االقتصادية في الجزائر أنها تمت على حساب البيئة وهذا
بالرغم من وجود جملة من النصوص القانونية التي تؤكد ضرورة مراعاة البيئة.
الفرع الثالث :تحديد مفهوم النظام القانوني للبيئة
نظ ار لكون البيئة قد أ صبحت عرضت الستغالل الغير الرشيد وادخال مواد كيميائية
وصناعية ونفايات المصانع ،بدت الحاجة ملحة لقواعد قانونية أو نظامية تضبط سلوك
اإلنسان في تعامله مع بيئته على نحو يحفظ لها توازنها االيكولوجي ،فكان ميالد قانون
حماية البيئة الذي يمكن تعريفه بأنه مجموعة القواعد القانونية ذات الطبيعة الفنية التي تنظم
نشاط اإلنسان في عالقاته بالبيئة والوسط الطبيعي الذي يعيش فيه وتحدد ماهية البيئة
وأنماط النشاط المحظور الذي يؤدي إلى اختالل التوازن الفطري بين مكوناتها واآلثار
القانونية المترتبة على مثل هذا النشاط. 1
المطلب الثاني :مبادئ ومميزات النظام القانوني للبيئة
البيئة لفظ شاع استخدامه في السنوات األخيرة بشكل كثيف خصوصا في طبيعة
النظام الذي يحكمها ،ما جعل له مميزات ومبادئ خاصة به يمكن إجمالها كالتالي:
الفرع األول :مبادئ النظام القانوني للبيئة
عرف المشرع الجزائري البيئية ضمن قانون حماية البيئة في إطار التنمية المستدامة
رقم 81-12المؤرخ في 2112/17/85على أنها "تتكون من الموارد الطبيعية الالحيوية
والحيوية كالهواء ،والجو والماء واألرض وباطن األرض والنبات والحيوان ،بما في ذلك التراث
-1کرومي نور الدين ،الوسائل القانونية لحماية البيئة في الجزائر ،مذكرة تخرج لنيل شهادة الماستر ،كلية الحقوق ،جامعة
موالي الطاهر ،2181-2189 ،ص.87
18
النظام القانوني لحماية البيئة في الجزائر الفصل األول :
الوراثي ،وأشكال التفاعل بين هذه الموارد ،وكذا األماكن والمناظر والمعالم الطبيعية 1لقد
ظهر أول اهتمام صريح من الدولة الجزائرية بالمجال البيئي من خالل استحداث المجلس
الوطني للبيئة في جويلية ،8571بمقتضى المرسوم ،891/71بدأ المجال التشريعي البيئي
في الجزائر بصدور أول قانون لحماية البيئة سنة 8512م ،حيث حدد هذا القانون األهداف
2
األساسية التي ترمي إليها حماية البيئة هي:
-حماية الموارد الطبيعية.
-اتقاء كل شكل من أشكال التلوث.
-تحسين إطار المعيشة ونوعيتها .
فضال عن ذلك يرتكز هذا القانون على المبادئ التالية:
-ضرورة األخذ بعين االعتبار حماية البيئة في التخطيط الوطني .
-تحقيق التوازن بين متطلبات النمو االقتصادي ومتطلبات حماية البيئة.
-تحديد شروط إدراج البيئة في المشاريع التنموية.
ضمن هذا التوجه ،صدرت عدة قوانين تضمن التأكيد على حماية البيئة في الجزائر،
من بينها :قانون الغابات ،قانون المياه ،قانون المناجم ،قانون الصيد ،قانون النفايات ،قانون
الصحة ،قانون حماية التراث الثقافي ،قانون الصيد البحري وتربية المائيات.
رأی المشرع -نظ ار للمعطيات الجديدة التي عرفها العالم -ضرورة إصدار قانون
جديد يتعلق بحماية البيئة هو القانون 81-12المؤرخ في 85جويلية ،2112لقد حدد هذا
القانون المبادئ األساسية لحماية البيئة.
-1المادة 1من القانون 81-12المؤرخ في ،85/17/2112يتعلق بحماية البيئة والتنمية المستدامة ،ج ،ر ،العدد ،12
المؤرخ في 2112/17/21
-2مونة مقالتي ،إشكالية التدهور البيئي :محاولة للفهم والمعالجة القانونية ،مجلة الباحث للدراسات األكاديمية ،العدد
الثاني عشر ،قالمة جانفي ،2181ص . 211
19
النظام القانوني لحماية البيئة في الجزائر الفصل األول :
وعلى العموم ،يمكن التطرق ألهم المبادئ التي تجسد البعد الوقائي -مثلما يراها المشرع -
كما يلي :1
نص القانون رقم 81-12ضمن المادة 212على منع القيام بأي عمل من شأنه أن يضر
بالتنوع الطبيعي أو يشوه طابع المجاالت المحمية ،كون أن المشرع قد أخضعها األنظمة
خاصة للحماية ،في إطار حماية التنوع البيولوجي منع المشرع إتالف البيض واألعشاش
وتشويه الحيوانات غير األليفة والفصائل النباتية غير المزروعة المحمية ،كذا نقلها أو
استعملها أو عرضها للبيع أو شرائها حية كانت أو ميتة ،كما منع المشرع في قانون
، 317/11ممارسة الصيد عند تساقط الثلوج ،أو في الليل في فترات التكاثر واصطياد
األصناف المحمية ،أو القبض عليها عبر كامل التراب الوطني.
جاء هذا المبدأ في المادة 2الفقرة 2من القانون 481-12حيث تم منع كل صب أو
غمر أو ترميد لمواد مضرة بالصحة العمومية داخل المياه البحرية الخاضعة للقضاء
الجزائري ،أو من شأنها عرقلة األنشطة البحرية أو إفساد نوعية المياه البحرية ،أما قانون
-1عجالن العياشي ،تفعيل دور الجباية البيئية لتحقيق التنمية المستدامة :حالة الجزائر ،الملتقي الدولي حول :التنمية
المستدامة والكفاءة االستخدامية ،كلية العلوم االقتصادية ،جامعة فرحات عباس ،سطيف ،يومي 17و 11أفريل .2111
-2المادة 2من القانون 81-12المتعلق بحماية البيئة والتنمية المستدامة.
-3القانون ،17/11المؤرخ في 81أوت ،2111المتعلق بالصيد ،ج ،ر ،العدد ،98بتاريخ 89/11/2111
-4المادة ،2الفقرة 2من القانون .81-12
20
النظام القانوني لحماية البيئة في الجزائر الفصل األول :
المناجم 1فنجده ينص في المادة 2منه على عدم إمكانية منع الترخيص بأي نشاط منجمي
في المواقع المحمية بالقانون و/أو االتفاقيات الدولية ،نصت المادة 11الفقرة 2من القانون
2
على أنه يجب على الوحدات الصناعية اتخاذ كل التدابير الالزمة للتقليص أو 81-12
الكف من استعمال المواد المتسببة في إفقار طبقة األوزون
ورد هذا المبدأ في المادة 2في الفقرة 2من القانون ،3 81-12حيث ينص المبدأ
على أنه يتم ذلك باستبدال عمل مضر بالبيئة بأخر يكون أقل خط ار عليها ويختار هذا
النشاط األخير ،حتى ولو كانت تكلفته مرتفعة ،مادام مناسبا للقيم البيئية موضوع الحماية.
يجب بمقتضى هذا المبدأ دمج الترتيبات المتعلقة بحماية البيئة والتنمية المستدامة عند إعداد
المخططات والبرامج القطاعية وتطبيقها ،بذلك يضطر المخططون وأصحاب الشركات
واألنشطة االستثمارية إلى ضرورة أن تتضمن أعمالهم ومشروعاتهم فروعا ،يتم فيها اإلنفاق
على الجوانب البيئية في الوقاية والمالءمة اإلنتاجية ،وعند التخلص من مخلفات اإلنتاج،
حتى بعد االستهالك في إطار نظم االستعادة والتدوير ويكفل كل ذلك بدوائر ومصالح ثانية
ومستقرة.4
-1القانون رقم 19-81المؤرخ في 21ربيع الثاني 8129الموافق ل 21فبراير 2181يتضمن قانون المناجم ،ج.ر،
العدد 21 ،81مارس .2181
-2المادة ،11الفقرة 2من القانون 81-12
-3المادة ،2الفقرة 2من القانون .81-12
-4يوهتفل زوليخة ،دور الجماعات المحلية في حماية البيئة ،رسالة ماجستير في التهيئة اإلقليمية ،قسم التهيئة العمرانية،
كلية علوم األرض والجغرافيا والتهيئة العمرانية ،جامعة منتوري ،قسنطينة ،2117 ،ص .99
21
النظام القانوني لحماية البيئة في الجزائر الفصل األول :
يكون ذلك باستعمال أحسن التقنيات المتوفرة ،وبتكلفة اقتصادية مقبولة ،يلزم كل
شخص يمكن أن يلحق نشاطه ضر ار كبي ار بالبيئة ،مراعاة مصالح الغير قبل التصرف ،حيث
تدخل المشرع الجزائري مثال في إطار قانون تسيير النفايات ومراقبتها وازالتها ،1بقواعد حماية
من التلوث بالنفايات الناتجة عن مخلفات النشاط اإلنساني.
يجسد مضمون فكرة الحيطة ،االستعجال في اتخاذ الق اررات نتيجة لضرورة العمل
الفوري ،حتى قبل توفر المعرفة اليقينية ،وجمع المعلومات الكافية والمتعلقة بالخطر الذي
يهدد سالمة البيئة ،ومعرفة ما إذا كان القرار تأثيرات في المستقبل أم ال ،لقد اكتفى المشرع
الجزائري بالوصف العم لهذا المبدأ ،عبر إحداث تناسب بين التدابير االحتياطية الواجب
اتخاذها وبين مقدرة كل متسبب على حدى.2
يغلب على هذا المبدأ البعد الردعي أكثر من البعد الوقائي ،حيث جاء في المادة 2من
القانون 81-12المتعلق بحماية البيئة في إطار التنمية المستدامة ما يلي:
-1محمد حميداني ،الجزاءات المدنية ودورها في حماية البيئة ،نحو نظرية عامة المسؤولية بيئية في إطار قانوني بيئي
مستقل ،أطروحة دكتوراه ،كلية الحقوق ،جامعة باجي مختار ،عنابة ،لسنة ،2182ص 891
-2محمد حميداني ،المرجع نفسه ،ص 899
22
النظام القانوني لحماية البيئة في الجزائر الفصل األول :
مبدأ الملوث الدافع ،الذي يتحمل بمقتضاه كل شخص يتسبب نشاطه أو يمكن أن يتسبب في
إلحاق الضرر بالبيئة ،نفقات كل تدابير الوقاية من التلوث والتقليص منه ،واعادة األماكن
وبيئتها إلى الحالة األصلية.1
اعتمدت الجزائر كغيرها من دول العالم هذا المبدأ وبدأت في إكمال اآلليات التي يقوم
عليها ،من قبيل فرض معايير أو ضوابط لجودة البيئة ،وفرض ضريبة تصاعدية على
الملوث ،وكذا اإلعانات أو المساعدات التي تدفع للملوث ،لتشجيعه على بذل مزيد من
الجهود للحفاظ على سالمة البيئة وعدم تلويثها ،فمثال منذ بداية تسعينات القرن الماضي
شرعت الدولة تدريجيا في وضع مجموعة من الرسوم ،بغرض مزدوج وقائي وردعي في نفس
الوقت ،بغية تحميل أصحاب النشاطات الخطرة تكاليف التلوث ،والعمليات التي تستدعيها
حماية البيئة ،فتم استحداث الرسوم التالية:
-الرسم على النشاطات الملوثة أو الخطيرة على البيئة ،بموجب المادة 887من قانون
المالية لسنة .8552
-الرسم على الوقود بموجب المادة 21من قانون المالية لسنة .2112
-الرسم التكميلي على التلوث الجوي بموجب قانون المالية لسنة .2112
-الرسم التحفيزي للتشجيع على عدم تخزين النفايات الصناعية الخاصة أو الخطيرة،
بموجب قانون المالية لسنة .2112
23
النظام القانوني لحماية البيئة في الجزائر الفصل األول :
يكون بمقتضى هذا المبدأ لكل شخص الحق أن يكون على علم بحالة البيئة ،والمشاركة
في اإلجراءات المسبقة عند اتخاذ الق اررات التي قد تضر بالبيئة وهو ما أقرته بوضوح المادة
2من القانون .181-12
-0التحقيق العمومي
هو إجراء يتم من خالله إخضاع العملية المتوقعة إلى امتحان عمومي واشراك جميع
شركاء البيئة في اتخاذ القرار ،كإعداد المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير ومخطط شغل.
24
النظام القانوني لحماية البيئة في الجزائر الفصل األول :
25
النظام القانوني لحماية البيئة في الجزائر الفصل األول :
أقرب إلى الصواب ،أن قانون حماية البيئة فرع مستقل وأصل من فروع القانون العام أو
الخاص ،يعالج المشكالت القانونية المختلفة لنشاط اإلنسان في عالقته بالبيئة ،وال يصح
االدعاء بأنه قانون مختلط يجمع في قواعده بين الخاص والعام ،ألن العبرة هي بالطبيعة
الذاتية لقواعده األصلية في مجموعها ،دون النظر إلى كل قاعدة على حدى ،واال انتهينا إلى
أنه مزيج من القانون اإلداري والجنائي والدولي.1
رابعا :أنه قانون ذو طابع دولي
يظهر ذلك في طبيعة النشاط الذي يؤثر سلبا على البيئة فالمالحظ أن أغلب األنشطة التي
تشكل تعديا على البيئة تمتد أثارها الضارة عبر حدود الدول وتتجاوزها ،فالملوثات ال تحترم
الحدود السياسية ،ال فرق لديها بين الدول ،تظهر أيضا من خالل األنشطة التي تمارسها
الدول وهي أشخاص القانون الدولي كالتجارب النووية والمصانع العمومية ...الخ .2
خامسا :ذو طابع إداري
يتجلى بوضوح من السلطات واالمتيازات الممنوحة للدولة لتحقيق المنفعة العامة كما
يظهر ذلك في الوسائل اإلدارية التي يخولها المشرع لإلدارة التدخل من أجل حماية النظام
العام البيئي مثل سلطة اإلدارة في منح التراخيص ،األوامر ،الحضر.
سادسا :ذو طابع إلزامي
قانون حماية البيئة ذو طابع إلزامي ،ذلك أنها قواعد أمرة ،ال يجوز لألفراد االتفاق
على مخالفتها ،لكونه قد تضمن نصوصا قمعية وجزاءات ضد كل مخالف ألحكامه ،بل تعد
األمر ذلك حيث تلزم السلطات اإلدارية المكلفة بتطبيق قانون حماية البيئة باحترام قواعده
أعماال المبدأ الشرعية.3
26
النظام القانوني لحماية البيئة في الجزائر الفصل األول :
-1عبد الفتاح مراد ،شرح تشريعات البيئة في مصر وفي الدول العربية محليا ودوليا ،دار نشر الكتب والوثائق المصرية،
السنة ،8551ص .225
27
النظام القانوني لحماية البيئة في الجزائر الفصل األول :
األراضيالفالحية ،1مما تقدم يمكن القول أن القوانين التي طبقتها فرنسا في الجزائر خالل
الفترة االستعمارية لعبت الدور الكبير في استنزاف الموارد البيئية وتقليصها .
الفرع الثاني :تطور قانون حماية البيئة في ظل االستقالل ()2660
بعد االستقالل كان على الحكومة المستقلة أن ترسم سياسة عامة تأخذ بالبعد البيئي التخلص
من اآلثار االستعمارية ،ومواجهة التحديدات في ظل التنمية فتدخل المشرع الجزائري واتخذ
مجموعة من التدابير واإلجراءات الجزائية في البداية ثم اهتم بحماية البيئة متماشيا مع
المستجدات البيئية الدولية.
مع بداية االستقالل 8512قامت الجزائر بسياسة تنموية ذلك باستغالل المنشأة من
سدود وأبار ومساحات زراعية وغيرها ،وكانت نتائج هذه السياسات على النحو التالي:
-تعميق التوازن في الميدان المجالي وزيادة استهالك األراضي األكثر خصوبة.
-التخلي عن االقتصادية الزراعية نتيجة الهجرة من الريف إلى المدينة.
-التطورات االقتصادية لم تولي عناية للبيئة نتيجة االنشغال بالخروج من التخلف وحمايتها
2
كانت ضمن األهداف المستقبلية.
لقد ظهر هذا االهتمام من خالل صدور عدة نصوص قانونية من أجل حماية البيئة
ومراسيم تنظيمية منها ما يتعلق بحماية السواحل ،كما تم إنشاء لجنة المياه وقد صدر أول
تشريع يتعلق بتنظيم الجماعات اإلقليمية صالحياتها وهو قانون البلدية الصادر سنة
،38517إال أنه لم يبين صراحة الحماية القانونية للبيئة واكتفي فقط بتبيان صالحيات رئيس
المجلس الشعبي البلدي باعتباره يسعى إلى حماية النظام العام ،أما قانون الوالية الصادر
سنة 8515فإنه يمكن القول بشأنه أنه تضمن شيئا عن حماية البيئة هذا من خالل نصه
-1وناس يحي ،اآلليات القانونية لحماية البيئة في الجزائر ،أطروحة دكتوراه في القانون العام ،جامعة أبو بكر بلقايد ،
تلمسان ،جويلية ،2117ص .12-18
-2سليمة بوعزيز ،السياسات العامة البيئية وأثرها على التنمية المستدامة في الجزائر ،مذكرة تخرج لنيل شهادة الماستر،
كلية الحقوق جامعة العربي بن مهيدي ،أم البواقي ،لسنة ،2189-2181ص .29
-3األمر رقم 21-17المؤرخ في ، 8517/18/81المتضمن قانون البلدية.
28
النظام القانوني لحماية البيئة في الجزائر الفصل األول :
على التزام السلطات العمومية بالتدخل لمكافحة األمراض المعدية والوبائية .غداة دخول
الجزائر مرحلة التصنيع مع مطلع السبعينات بدأت تظهر بوادر تشريعية تجسد اهتمام الدولة
بحماية البيئة ،هذا ما نجده مبر ار بإنشاء المجلس الوطني للبيئة كهيئة استشارية تقدم
اقتراحات في مجال حماية البيئة.
المطلب الثاني :تأثير القانون البيئي الدولي على الجزائر
عرف التشريع البيئي في الجزائر إعداد مجموعة من القوانين والمراسيم التنفيذية .نحاول
دراستهما في الفرعين التاليين:
الفرع األول :مرحلة صدور قانون 2693إلى غاية 0222
كانت الجزائر قد حضرت لندوة ستوكهولم ،خرجت بقناعة وضع أسس و قواعد خاصة
بالبيئة ،فأنشأت اللجنة الوطنية لحماية البيئة" بمرسوم 8571التي حلت في 8577
واستبدلت "بو ازرة الري واستصالح األراضي والبيئة" ،لكن لم تحدد صالحياتها ،وحلت
في ،8575واستبدلت بمجموعة من اإلدارات منها :كتابة الدولة للغابات واستصالح
األراضي ،التي كان لها دور في تنفيذ التشريع البيئي ،8512الذي كان من أهم التشريعات
البيئية يشبه إلى حد كبير التشريع البيئي الفرنسي ،أنشئت 1في 8511عدد و ازرة البيئة والري
والغابات التدوم أربع سنوات ،إلى غاية ،8511ومباشرة بعدها أسندت حماية البيئة إلى و ازرة
الداخلية التفرض الحماية البيئية بوسائلها القوية ،ثم إلى الو ازرة المنتدبة للبحث والتكنولوجيا،
ثم إلى و ازرة البيئة والتربية ،ثم ألحقت بو ازرة الداخلية والبيئة واإلصالح الزراعي ،في8551ثم
إلحاقها بالمديرية العامة للبيئة ،من خالل هذه التغييرات الو ازرات التي ألحقت بها مهمة
حماية البيئة ،دفعنا إلى محاولة البحث عن األسباب الكامنة وراء عدم استقرار وثبات مهمة
حماية البيئة في أحضان و ازرة معينة والتي يمكن أن نجملها فيما يلي:2
29
النظام القانوني لحماية البيئة في الجزائر الفصل األول :
-2انعدام سياسة وطنية للبيئة :يتبين ذلك من غياب سياسة بيئية واضحة ،كذا االستيعاب
الخاطئ لمفهوم حماية الب يئة ،الذي كان ينظر إليه أنه عائق التنمية ،وأن الجزائر ترفض هذا
الطرح االمبريالي ،كما ورد في اتفاقية الجزائر لدول عدم االنحياز ،هذه النظرة أدت إلى
إهمال البيئة مما أثر على مردودية العمل اإلداري ،ذلك أن الو ازرات ما هي إال هياكل
مركزية تتولى ترجمة السياسة الحكومية للبيئة إلى ق اررات إدارية ،وتدخلها حيز التنفيذ فإذا
انعدم هذا الدفع السياسي ،فسيؤثر ال محالة على نوعية العمل اإلداري البيئي ،هذه النتيجة
تؤدي بدورها إلى ظهور إدارة غير فعالة وعاجزة عن القيام بمهامها مما يستدعي تغييرها كل
مرة.
-0انعدام إدارة اقتصادية البيئة ،حيث تعتبر
جميع العمليات التنموية من بين أهم مصادر التلوث والتدهور الذي تعرفه البيئة ،لذا
وجب تحقيق تجانس عقالني بين البيئة التنمية في إطار جميع العمليات االقتصادية
والتنموية ،على هذا األساس وجب تغيير ذهنية اإلدارة االقتصادية واشراكها في عملية البيئة،
من خالل اعتماد مفهوم التنمية المستدامة وتطوير الوسائل االقتصادية لحماية البيئة ،ذلك
أن المشكالت التي تعاني منها البيئة الجزائرية ،تعود غالبيتها إلى اإلدارة كسلطة وصاحبة
القرار ،واالتهام يوجه أساسا إلى إدارة التنمية ،التي لم تراع في برامجها أهمية البعد البيئي
والتوازن االيكولوجي في عملية التنمية ،ألن التخلي عن دور اإلدارة االقتصادية للبيئة
واالكتفاء باإلدارة الكالسيكية ،يؤدي إلى تهميش عنصر فعال في المعادلة البيئية ،مما يؤثر
على كل إستراتيجية بيئية ،وبالتالي على عمل اإلدارة البيئية.1
-أسباب متعلقة بالتنظيم اإلداري المركزي،
حيث تم إحداث أول جهاز إداري خاص بالبيئة عام 8571يتمثل في إنشاء اللجنة
الوطنية للبيئة ،ذلك قبل إحداث قوانين متخصصة في مجال حماية البيئة ،إذ لم يصدر
-1سنوسي خنيش ،اإلدارة والبيئة في النظرية والتطبيق (دراسة حالة الجزائر) ،رسالة ماجستير ،معهد العلوم السياسية
والعالقات الدولية ،جامعة الجزائر ،8557 ،ص .211
30
النظام القانوني لحماية البيئة في الجزائر الفصل األول :
قانون 12-12المتعلق بحماية البيئة ،هذا يعني أن الهياكل اإلدارية البيئية التي وجدت قبل
85121لم يكن بحوزتها إطا ار قانونيا لممارسة صالحياتها واختصاصاتها بعد سنة .8512
المشرع الجزائري بدأ في إصدار سلسلة من القوانين التي تتعلق بحماية البيئة ،إال أنه بعد
ذلك طرحت مسألة فعالية القواعد القانونية البيئية في الغياب التام للمخططات ،والبرامج
الوطنية للبيئة ،حيث أنه تم اعتماد أول برنامج وطني للبيئة سنة ،8515ودخل حيز النفاذ
سنة .8557يرى الدكتور أحمد صقر أن نجاح نظام إداري معين يتوقف على مدى مالئمته
للواقع االجتماعي ،أي مدى تأثر األداء اإلداري بظروف البيئة السياسية واالقتصادية
واالجتماعية.
وتطبيقا لما خل ص إليه الدكتور احمد صقر وفي غياب أو عدم وضوح المفاهيم
السياسية واالقتصادية المتعلقة بالبيئة ،في غياب مشروع توعية اجتماعية بيئية وثقافية بيئية.
لم تعرف المؤسسة البيئية في الجزائر استق اررا ،إال منذ سنة ،2111حيث أسندت إلى و ازرة
تهيئة اإلقليم والبيئة ،التي بدأت بتنظيم حوار وطني لتقرير شامل حول البيئة.
لعل أهم تشريع بيئي جزائري هو قانون 12-12المؤرخ في 19فبراير ،8512
المتعلق بحماية البيئة ،الذي سعى إلى وضع سياسة وطنية لحماية البيئة ،تهدف إلى حماية
البيئة واعادة الهيكلة وتطوير الموارد الطبيعية ومكافحة كل أشكال التلوث والمضار وتحسين
إطار ونوعية الحياة ،يالحظ أن المبادئ العامة لهذا القانون مستوحاة من مبادئ ستوكهولم
فقانون 12-12يهدف إلى حماية البيئة ويسعى لوضع سياسة وطنية تهدف إلى ثالثة
مسائل.2
-8حماية البيئة واعادة هيكلة البيئة وتطوير الموارد الطبيعية.
-2مكافحة كل شكل من أشكال التلوث والمضار.
-2تحسين إطار ونوعية الحياة.
-1المادة 8من قانون12/12المؤرخ في 19/12/8512المتعلق بحماية البيئة ،ج ،ر ،العدد 11
-2محمد بلفضل ،المرجع السابق ،ص.11
31
النظام القانوني لحماية البيئة في الجزائر الفصل األول :
ومن بين األسس والمبادئ التي جاء بها القانون 12-12ما يلي :1
-2التخطيط الوطني :كعامل يؤخذ بعين االعتبار كمطلب للسياسة الوطنية للتنمية
االقتصادية واالجتماعية.
-0التنمية الوطنية :تستدعي التوازن الضروري بين متطلبات التنمية االقتصادية ومتطلبات
حماية البيئة والمحافظة على إطار معيشة السكان.
-3في إطار التهيئة العمرانية :تحدد الدولة شروط إدراج المشاريع في البيئة وكذا
التعليمات التقنية والتنظيمية المتعلقة بالحفاظ على التوازنات الطبيعية.
المشرع الجزائري ألغي قانون 12-12المؤرخ في 19/12/8512بقانون 81/12المؤرخ
في ، 2112/17/85يالحظ أن هذا األخير لم يأتي بالبديل حيث أن قانون 81/12لعام
2112نص في مادته ،882على أن تبقى المراسيم التطبيقية لقانون 12سارية المفعول
لمدة 21شه ار بعد صدوره.
الفرع الثاني :السياسة البيئة في مرحلة 0224-0222
لقد تطور االهتمام بالبيئة من خالل قانون 81/12المؤرخ في 85جويلية ،2112لكننا نجد
بعض القوانين السابقة التي عالجت الموضوع مثل: 2
-التشريعات المتعلقة بتسيير النفايات :إن قانون 85 /18المؤرخ في 82ديسمبر ،2118
المتعلق بتسيير النفايات ومراقبتها وازالتها يهدف لتحديد كيفيات تسيير النفايات ومراقبتها
ومعالجتها.
-التشريعات المتعلقة بحماية الساحل :قانون رقم 21/18المؤرخ في 82ديسمبر 2118
المتعلق بتهيئة اإلقليم والتنمية المستدامة ،الذي يهدف لتحديد األحكام الخاصة المتعلقة
بحماية الساحل وتثمينه.
32
النظام القانوني لحماية البيئة في الجزائر الفصل األول :
-التشريعات المتعلقة بحماية البيئة في إطار التنمية المستدامة :القانون رقم 81/12المؤرخ
في 85مارس 2112يتعلق بحماية البيئة في إطار التنمية المستدامة يحدد قواعد حمايتها.
-السياسة البيئية في ظل إستراتيجية العشرية :2188-2118تتركز حول تحقيق األهداف
التالية:
-إدماج االستم اررية البيئية في برامج التنمية االجتماعية واالقتصادية من خالل برامج
االستعمال المواد الطبيعية ،تقديم خدمات بيئية سليمة متوافقة مع متطلبات صالحيات البيئة
والتنمية المستدامة.
-العمل على النمو المستدام والتقليص من ظاهرة الفقر :ذلك من خالل القانون المتعلق
بالتهيئة والتنمية المستدامة ،موضوعه عقلنة األعمار والتطور البشري الذي يقوم على التنمية
المستدامة من أجل بناء مجتمع متضامن والتخفيف من ظاهرة الفقر.
-حماية الصحة العمومية للسكان ،من خالل التحسين والتربية البيئية لحث المواطنين على
احترام القواعد البيئية فيغيروا سلوكياتهم بصفة إرادية تجاه البيئة ،سواء بواسطة المعلمين أو
الجمعيات الفاعلة أو الشخصيات المحلية للوصول لتحقيق التنمية المستدامة.
-إضافة إلى ما سبق قانوني البلدية رقم 81-88والوالية رقم 17-82اللذان أمدا مهام
أوسع في تسيير الجماعات المحلية ،مما يسمح باالستجابة للتحديات التي تواجهها الجماعات
اإلقليمية ،والتأقلم مع التطورات االقتصادية واالجتماعية التي تعرفها البالد واالنخراط في
مسار اإلصالحات الشاملة التي شرع فيها منذ عشرية من الزمن.1
33
اآلليات التنظيمية واإلدارية لحماية البيئة في الجزائر الفصل الثاني :
التنسيق بين الهيئات المركزية والهيئات الالمركزية من أجل ضمان تطبيق القواعد
البيئية الداخلية واالتفاقيات الدولية المصادق عليها للحد من التدخل في هذه االختصاصات
بين اإلدارات ،ال يتأتى إال من خالل تفعيل دور هذه الهيئات المكلفة بحماية البيئة ،هذا ما
سوف نتطرق إليه في المبحث األول ،ثم من خالل تأهيل دور هذه الهيئات بسياسة ردعية
من خالل جزاءات إدارية تترتب في حالة مخالفة اإلجراءات الوقائية لحماية البيئة وهذا في
المبحث الثاني ،ذلك من أجل تجسيد حماية فعالة للبيئة في الجزائر.
34
اآلليات التنظيمية واإلدارية لحماية البيئة في الجزائر الفصل الثاني :
-1کرمون مريم وسالم ساسية ،اإلدارة المركزية ودورها في حماية البيئة في الجزائر ،مذكرة لنيل شهادة الماستر ،تخصص
قانون الجماعات المحلية والهيئات اإلقليمية ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة عبد الرحمان ميرة ،بجاية،
،21812189ص.7
-2بن صديق فاطمة ،الحماية القانونية للبيئة في التشريع الجزائري ،مذكرة تخرج ماستر ،قسم الحقوق ،الملحقة الجامعية،
جامعة أبي بكر بلقايد ،مغنية ،تلمسان ،السنة الجامعية ،2181-2189ص22.
35
اآلليات التنظيمية واإلدارية لحماية البيئة في الجزائر الفصل الثاني :
اإلدارة المركزية لو ازرة التهيئة والبيئة والمدينة ،حيث جاء في المادة ":9يضع الوزير المكلف
بحماية البيئة الهيئات المكلفة بتطبيق هذا القانون ويعمل على إشراك األجهزة المعينة توخيا
التنسيق أفضل للعمل الرامي إلى حماية البيئة".1
ووفق لذلك فان الوزير المكلف بالبيئة يمارس صالحيات باالتصال مع القطاعات والهيئات
المعنية ويكلف ب:
اقتراح السياسات العامة للحكومة وبرنامج عملها ،عناصر السياسة الوطنية في
ميادين تهيئة اإلقليم والبيئة ومتابعة تطبيقها ومراقبتها وفقا للقوانين والتنظيمات المعمول بها
وتقييم نتائج نشاط الو ازرة إلى الوزير األول ومجلس الوزراء
-ممارسة صالحيات الو ازرة باالتصال مع القطاعات والهيئات المعينة وفي حدود
2
اختصاصات كل منها ،من منظور التنمية المستدامة في ميادين تهيئة اإلقليم وحماية البيئة.
-إعداد اإلستراتيجية الوطنية لتهيئة اإلقليم والبيئة واقتراحها وتنفيذها.
-التخطيط ووضع أدوات التحكم في تطور المدن ،وكذا التوزيع المتوازن للنشاطات
التجهيزات والسكان.
-تطوير جميع الهياكل األساسية والطاقات الوطنية وتثمينها ،وكذا الحفاظ على الفضاءات
ومتابعة إعدادها.
-تطوير جميع الهياكل األساسية والطاقات الوطنية وتثمينها ،وكذا الحفاظ على الفضاءات
الحساسة والهشة وترقيتها،
-الممارسة الفاعلة للسلطة العمومية في ميادين البيئة والتهيئة العمرانية والسياحة.
-تنظيم وتطوير التشاور واعتماد اختيارات التوجيه وأهداف تهيئة اإلقليم والتنمية المستدامة
على المستويات القطاعية والجهوية.
-1المادة 9من المرسوم الرئاسي رقم ،221-82المؤرخ في ديسمبر ،2182يتضمن تعيين أعضاء الحكومة،
العدد ،15الصادر بتاريخ 5ديسمبر .2182
-2ماجد راغب الحلو ،المرجع السابق ،ص21.
36
اآلليات التنظيمية واإلدارية لحماية البيئة في الجزائر الفصل الثاني :
37
اآلليات التنظيمية واإلدارية لحماية البيئة في الجزائر الفصل الثاني :
38
اآلليات التنظيمية واإلدارية لحماية البيئة في الجزائر الفصل الثاني :
تقوم و ازرة الموارد المائية بدور كبير في مجال حماية البيئة وخاصة عنصر الماء،
ويتجسد هذا االهتمام من خالل حماية المسطحات المائية والمياه الجوفية من التلوث .كما
تهدف الو ازرة على ضبط أحكام توزيع مياه الري والشرب واقامة وتشغيل وصيانة الخزانات
وشبكات الري والصرف وتحسين وتطوير طرق الري لغرض االستخدام األمثل للموارد المائية
والحفاظ على نوعية المياه وحمايتها من التلوث ،حيث تمارس الو ازرة لتحقيق أهدافها جملة
من االختصاصات من ضمنها التنسيق مع المنظمات الدولية واإلقليمية والعربية والمنظمات
غير الحكومية المتخصصة في الموارد المائية والبيئية.
يتم التنسيق بين و ازرة التهيئة العمرانية والبيئة وو ازرة الموارد المائية من خالل العمل
المشترك السيما منها دراسات التقييم األثر البيئي ،لكافة المشروعات المائية بإشراف من
الو ازرتين ،مع ضرورة مساهمة وزير البيئة رفقة الوزير المختص في منح أي رخص
االستغالل المنابع المائية السطحية أو الجوفية ،العادية أو المعدنية و نرى بضرورة فتح
المجال أمام و ازرة البيئة التدخل و المراقبة ،بل و الحلول محل الو ازرة المتعلقة بالري في رقابة
الردع في كل مساس للبيئة المائية و بالبيئة بوجه عام و العمل على تعديل قانون المياه بما
يستجيب و هذه المعطيات.1
ثالثا :وزارة الفالحة والتنمية الريفية
تتولى هذه الو ازرة مهام تقليدية مرتبطة بتسيير إدارة األمالك الغابية والثروة الحيوانية
والنباتية وحماية السهوب ومكافحة االنجراف والتصحر باإلضافة إلى أعمال إعادة التشجير
المكثف ،صيانة وتوزيع األحزمة الخضراء حول مرتفعات األطلس الصحراوي ومحاربة
التصحر وكذا أقلمة الهياكل الفالحية والمتعاملين الفالحين مع المتغيرات المناخية مع وضع
39
اآلليات التنظيمية واإلدارية لحماية البيئة في الجزائر الفصل الثاني :
رزنامة تقليدية لها وتطوير ممارسات فالحية عملية جديدة ،فمن خالل هذه المهام يتضح أن
تدخل و ازرة الفالحة والتنمية الريفية في المجال البيئي مرتبط بحماية الطبيعة.1
أشارت الو ازرة في تقرير لها" :إشكالية وأفاق" أنه يجب اعتماد سياسة للمحافظة على
التراث الطبيعي كالمساحات الغابية والسهوب والصحراء ،كما جددت في تقريرها "مهام
وتطلعات اإلشارة إلى التدهور الكبير والسريع الذي تشهده األوساط الطبيعية في الجزائر ،من
جراء تطور الطرقات القاعدية والهياكل القاعدية والتعمير والحرائق والقضاء على المساحات
الغابية واهمال األراضي ،و ازرة األنظمة البيئية الهشة وانجراف التربة والرعي المركز
والجفاف...الخ.
رابعا :وزارة الصناعة
تتولى في مجال و ازرة الصناعة في مجال البيئة سن القواعد العامة لألمن الصناعي وتطبيق
التنظيم الخاص باألمن الصناعي وحماية البيئة وتدعيمها لهذه المهام فقد أحدث مكتب رئيس
دراسات مكلف بحماية البيئة واألمن الصناعي ضمن مديرية المقاييس الجودة والحماية
الصناعية.2
خامسا :وزارة الطاقة والمناجم
تتكفل باستغالل الثروات الطاقوية المنجمية من أجل تحقيق قاعة صناعية للدولة
ورغم الطابع الحيوي الذي تكتسيه الطاقة في المجال االقتصادي فإنها تؤدي إلى إحداث
انعكاسات سلبية مباشرة على البيئة الطبيعية في الجزائر خاصة ،وأن الجزائر تعتبر من بين
أكبر الدول المنتجة للبترول ،من أجل ذلك تم إنشاء أول وكالة وطنية لتطوير الطاقة
وترشيدها.3
-1بن صافية سهام ،الهيئات اإلدارية المكلفة لحماية البيئة ،رسالة ماجستير ،كلية الحقوق ،جامعة بن عكنون ،الجزائر،
السنة ،2188-2181ص.87
-2أحمد سالم ،المرجع السابق ،ص .29-21
- -3أحمد سالم ،المرجع نفسه ،ص .29-21
40
اآلليات التنظيمية واإلدارية لحماية البيئة في الجزائر الفصل الثاني :
-1إسماعيل نجم الدين ،القانون اإلداري البيئي ،منشورات الحلبي الحقوقية ،بيروت ،2182 ،الطبعة األولى ،ص .218
41
اآلليات التنظيمية واإلدارية لحماية البيئة في الجزائر الفصل الثاني :
-1المادة 12من المرسوم رقم 889-12المؤرخ في 12أفريل 2112المعدل والمتمم بموجب المرسوم التنفيذي
851/11المؤرخ في 85جويلية ،2111يتضمن انشاء المرصد الوطني للبيئة والتنمية المستدامة ،ج ،ر ،العدد ،11
المؤرخ في 28جويلية .2111
-2المادة 889من المرسوم التنفيذي رقم889/12المتضمن إنشاء المرصد الوطني للبيئة والتنمية المستدامة.
-3بن صديق فاطمة ،المرجع السابق ،ص .17-11
-4بن أحمد عبد المنعم ،الوسائل القانونية اإلدارية لحماية البيئة في الجزائر ،أطروحة دكتوراه في القانون العام ،جامعة
بن يوسف بن خدة ،الجزائر ،لسنة ،2115-2111ص.811
42
اآلليات التنظيمية واإلدارية لحماية البيئة في الجزائر الفصل الثاني :
-1المادة 18من المرسوم التنفيذي رقم 879/12المؤرخ في 21ماي ،2112يتضمن انشاء الوكالة للنفايات وتنظيمها
وعملها ،ج ،ر ،العدد ،27لسنة .2112
-2أحمد سالم ،المرجع السابق ،ص.27
43
اآلليات التنظيمية واإلدارية لحماية البيئة في الجزائر الفصل الثاني :
-1المرسوم التنفيذي رقم 279/19المؤرخ في 21سبتمبر 2119المتضمن إنشاء الوكالة الوطنية للمتغيرات المناخية
وتحديد مهامها وضبط كيفية تنظيمها وسيرها ،ج ،ر ،العدد 17بتاريخ .2119/81/19
-2المرسوم التنفيذي رقم.279/19
-3المرسوم التنفيذي رقم 22/58المؤرخ في 15فيفري ،8558يتضمن إعادة المتحف الوطني للطبيعة في الوكالة
الوطنية الحفظ الطبيعية ،ج ،ر ،العدد 17بتاريخ .8558/12/82
44
اآلليات التنظيمية واإلدارية لحماية البيئة في الجزائر الفصل الثاني :
المحلي ،فإنه ينبغي دراسة الصالحيات التي تماريها سواء بموجب قانون الوالية 17-82أم
بموجب القوانين المتعلقة بالبيئة.1
الفرع األول :الوالية
يمثل الوالي الدولة على مستوى الوالية ،يقوم بتنفيذ القوانين في إطار االمتداد اإلقليمي
للوالية ،أما المجلس الشعبي الوالئي فهو صورة من صور الديمقراطية على مستوى الوالية،
ألنه يمثل المواطنين ويشركهم في تسيير المرافق العامة.
أوال :صالحيات رئيس المجلس الشعبي الوالئي
يعتبر الوالي سلطة الضبط اإلداري حسب المادة 81من قانون الوالية بحيث جاء
فيها" :الوالي مسؤول على المحافظة على النظام واألمن والسالمة والسكينة".2
للوالي صالحيات في مجال حماية البيئة نذكر منها:
-يتولى انجاز أشغال التهيئة والتطهير وتنقية مجاري المياه في حدود اإلقليم الجغرافي
للوالية فهو ملزم باتخاذ كافة اإلجراءات الخاصة في حماية الموارد المائية لما بهذه األخيرة
من تأثير على صحة المواطنين قصد تفادي أخطار األمراض المتنقلة عن طريق المياه .
-يتخذ الوالي كافة اإلجراءات الالزمة للوقاية من الكوارث الطبيعية هو ملزم بضبط مخطط
تنظيم تدخالت اإلسعافات في كل منطقة صناعية تقع في حدود اإلقليم الجغرافي اللوالية.3
-كما تستشير اإلدارة المكلفة بالبيئة الوالي المختص إقليميا فيما يتعلق بمنح رخص قبلية
للمؤسسات التي تحوز حيوانات غير أليفة ،في حالة إصابة الحيوانات بالحمى القالعية
-1طاوسي فاطنة" ،دور الجماعات المحلية واإلقليمية في الحفاظ على البيئة" ،مجلة جيل حقوق االنسان ،العدد الثاني،
ص .78
-2المادة 81من القانون 17/82المؤرخ في 17ربيع الثاني عام 8122الموافق ل 25فبراير ،2182المتعلق بقانون
الوالية ،ج ،ر ،العدد.82
-3أحمد سالم ،المرجع السابق ،ص .15
45
اآلليات التنظيمية واإلدارية لحماية البيئة في الجزائر الفصل الثاني :
وتثبيتها من قبل الطبيب البيطري مفتش الوالية يصدر الوالي ق اررات بذبح كل الحيوانات
المريضة والمصابة بالعدوى.1
كما يتولى تسليم رخصة البناء الخاصة بالبنايات والمنشآت المنجزة لحساب الدولة
والوالية وهياكلها العمومية ،ال يمكن تسليمها إال من طرفه والتي حددها المشرع الجزائري في
قانون التهيئة والتعمير في المواد .211 ،19 ،11
ثانيا :صالحيات المجلس الشعبي الوالئي
المجلس الشعبي الوالئي هيئة منتخبة من طرف مواطني الوالية ،يتكون من األعضاء
اآلتيين:
-رئيس المجلس الشعبي الوالئي.
-نواب رئيس المجلس الشعبي الوالئي وأعضاء.
-رؤساء اللجان الدائمة وأعضاء.
تتلخص مهام المجلس الشعبي الوالئي طبقا لنص المادة 77من قانون الوالية التي نجد من
خاللها جانبا يهتم بالبيئة حيث نصت على ما يلي" :يمارس المجلس الشعبي الوالئي
اختصاصات في إطار الصالحيات المخولة للوالية بموجب القوانين والتنظيمات ويتداول في
مجال :3
-الصحة العمومية.
-اإلعالم واالتصال.
-السكن والتعمير وتهيئة اإلقليم.
-الفالحة ،الري والغابات.
46
اآلليات التنظيمية واإلدارية لحماية البيئة في الجزائر الفصل الثاني :
يساهم في إعداد مخطط تهيئة اإلقليم والبيئة هذا ما نصت عليه المادة 71من قانون
الوالية بحيث جاء في مضمونها ما يلي ":يساهم المجلس الشعبي الوالئي في اعداد مخطط
تهيئة إقليم الوالية ويراقب تطبيقه طبقا للقوانين والتنظيمات المعمول بها".1
-بخصوص ترقية األراضي الفالحية نجد نص المادة 11والتي جاء في محتواها ما يلي":
يبادر المجلس الشعبي الوالئي ويضع حيز التنفيذ كل عمل في مجال حماية البيئة وتوسيع
وترقية األراضي الفالحية والتهيئة والتجهيز الريفي".2
يهتم المجلس الشعبي الوالئي بالوقاية من األوبئة في مجال الصحة الحيوانية والنباتية
طبقا النص المادة ":11يساهم المجلس الشعبي الوالئي باالتصال مع المصالح المعنية في
تطوير كل أعمال الوقاية ومكافحة األوبئة في مجال الصحة الحيوانية والنباتية".3
يساعد تقنيا وماليا بلديات الوالية في مشاريع التزويد بالمياه الصالحة للشرب والتطهير
واعادة استعمال المياه التي تتجاوز اإلطار اإلقليمي للبلديات المعنية.4
الفرع الثاني :المديرية الوالئية والجهوية
سنتناول في هذا الفرع مختلف المديريات الوالئية والجهوية ذلك على النحو التالي:
أوال :المديريات الوالئية
المديريات البيئية للواليات نظمها المرسوم التنفيذي رقم 151/22المؤرخ في 87ديسمبر
2112المتضمن إحداث مفتشية للبيئة للواليات سابقا .5
-تنظيم هذه المديريات في مصالح ومكاتب يسيرها مدير يعين بموجب مرسوم بناءا على
اقتراح الوزير المكلف بالبيئة ،خول لها المشرع المهام التالية:
47
اآلليات التنظيمية واإلدارية لحماية البيئة في الجزائر الفصل الثاني :
العمل على تنفيذه وهذا باالتصال والتنسيق مع األجهزة األخرى في الدولة والوالية -
والبلدية.
-تقوم بتسليم الرخص والتأشيرات التي تشترطها النصوص التشريعية والتنظيمية المتعلقة
بحماية البيئة.
-تتولى اتخاذ التدابير الرامية إلى الوقاية من جميع أشكال التدهور البيئي.
-يظهر جليا أنها تعتبر المنسق لجميع األعمال المتعلقة بحماية البيئة في مختلف بلديات
الوالية.
كما أن هناك هيئات إدارية تساهم أثناء تأدية مهامها إلى حماية البيئة نذكر منها:
-2مديرية الصحة في حماية البيئة
تلعب دو ار ممي از في حماية البيئة ومكافحة التلوث على مستوى إقليم الوالية هذا من خالل
صالحياتها:
-العمل على مراقبة تنفيذ القواعد الصحية المطبقة على صيانة جميع أماكن الحياة.
-تعمل إلى جانب الوالة ومسؤولي بعض الهيئات العمومية ورؤساء المجالس الشعبية
البلدية ،على تطبيق التدابير المالئمة في الوقت المناسب للوقاية من ظهور الوباء والقضاء
على أسباب المرض.1
-0مديرية التعمير والبناء في حماية البيئة
تعتبر مصلحة خارجية تابعة لو ازرة السكن والعمران خاضعة لسلطة الوزير في القيام
بمهامها في تسيير شؤون قطاع التهيئة العمرانية والبناء الذي يعتبر قطاعا حساسا الرتباطه
بحماية البيئة سواء من خالل :
-إعداد المخططات البيئية.
-1لعوامر عفاف ،دور الضبط االداري في حماية البيئة ،مذكرة لنيل شهادة الماستر ،جامعة محمد خيضر ،كلية الحقوق
والعلوم السياسية ،بسكرة ،لسنة ،2181-2182ص .15-11
48
اآلليات التنظيمية واإلدارية لحماية البيئة في الجزائر الفصل الثاني :
49
اآلليات التنظيمية واإلدارية لحماية البيئة في الجزائر الفصل الثاني :
المتجددة وضمانها إلى األجيال الحاضرة و المستقبلية ،1بالرجوع لقانون البلدية لسنة 2188
نص المشرع على مجموعة من االختصاصات تخص دور البلدية في مجال حماية البيئة.2
-2اختصاصات رئيس المجلس الشعبي البلدي في مجال حماية البيئة
-يتم تع رئيس المجلس الشعبي البلدي فيما يتعلق بحماية البيئة بصالحيات واسعة نصت
المادة 11من قانون البلدية
81/88على أن يقوم رئيس المجلس الشعبي البلدي تحت اشراف الوالي:
-السهر على النظام والسكينة والنظافة العمومية .على نظافة
-كما نصت المادة 51على أن يكلف رئيس المجلس الشعبي البلدي بالسهر العمارات
وضمان سهولة السير في الشوارع والساحات والطرق العمومية.
-اتخاذ االحتياطات والتدابير الضرورية لمكافحة األمراض المتنقلة أو المعدية والوقاية منها.
-السهر على احترام تعليمات نظافة المحيط وحماية البيئة.3
بالعودة إلى النصوص القانونية األخرى السيما المرسوم المتعلق بالتنظيم المطبق
على المؤسسات المصنفة مثال :نجدها قد نصت على صالحيات عديدة لرئيس المجلس
الشعبي البلدي في المجال البيئي ومثال ذلك مهمة تسليم رخصة استغالل المؤسسة المصنفة
من الدرجة الثالثة.4
كما أنه في مجال التهيئة والتعمير خول لرئيس المجلس الشعبي البلدي صالحية تسليم
رخصة البناء ،ذلك طبقا للشروط المنصوص عليها في المادة 29من المرسوم
-1محمد الموسخ ،دور الجماعات المحلية في حماية البيئة ،مجلة االجتهاد القضائي ،جامعة قاصدي مرباح ،العدد
السادس ،لسنة ،2115ص.811
-2خروبي محمد ،االليات القانونية لحماية البيئة في الجزائر ،مذكرة تخرج لنيل شهادة الماستر ،جامعة قاصدي مرباح،
ورقلة ،لسنة ،2181-2182ص .29
-3المواد 51و 11من القانون 81/88المؤرخ في 22يونيو ،2188يتعلق بالبلدية ،ج ،ر ،العدد ،27لسنة .2188
-4المادة 12من المرسوم 851/11المتعلق بضبط التنظيم المطبق على المؤسسات المصنفة لحماية البيئة ،ج ،ر،
العدد ،27لسنة .2111
50
اآلليات التنظيمية واإلدارية لحماية البيئة في الجزائر الفصل الثاني :
التنفيذي 871/58الذي يحدد كيفيات تحضير شهادة التعمير ورخصة التجزئة وشهادة التقييم
ورخصة البناء وشهادة المطابقة ورخصة الهدم.1
-0اختصاصات المجلس الشعبي البلدي في مجال حماية البيئة
تتمثل صالحيات المجلس الشعبي البلدي في مجال حماية البيئة ،والتي حددها قانون
البلدية 81-88في الفصل الرابع تحت عنوان النظافة وحفظ الصحة والطرقات البلدية حيث
نصت المادة 822منه 2على أنه ":تسهر البلدية بمساهمة المصالح التقنية الدولة على
احترام التشريع والتنظيم المعمول به المتعلق بحفظ الصحة والنظافة العمومية السيما:
-توزيع المياه الصالحة للشرب.
-صرف المياه المستعملة ومعالجتها .
-جمع النفايات الصلبة ونقلها ومعالجتها .
-مكافحة نواقل األمراض المتنقلة.
-الحفاظ على صحة األغذية واألماكن المستغلة والمؤسسات المستقبلية للجمهور .3
كما جاء في الفصل األول تحت عنوان التهيئة والتنمية في نص المادة " 815على
أنه تخضع إقامة أي مشروع استثمار أو تجهيز على إقليم البلدية يندرج في إطار البرامج
القطاعية التنمية ،إلى الرأي المسبق للمجلس الشعبي البلدي السيما في مجال حماية
األراضي الفالحية والتأثير على البيئة".
كما جاء في المادة 881منه على أنه "يسهر المجلس الشعبي البلدي على حماية
األراضي الفالحية والمساحات الخضراء السيما عند إقامة مختلف المشاريع على إقليم
البلدية".4
-1المادة 29من المرسوم التنفيذي 871/58المؤرخ في 21ماي ،8558يحدد القواعد العامة للتهيئة والتعمير والبناء،
جر ،العدد ،21جوان .8558
-2المادة 822من قانون البلدية .81/88
-3خروبي محمد ،المرجع السابق ،ص .21-29
-4المادة 881- 815من قانون البلدية81/88
51
اآلليات التنظيمية واإلدارية لحماية البيئة في الجزائر الفصل الثاني :
كما أشارت المادة 882على أنه" تساهم البلدية في حماية التربة والموارد المائية
1
وتسهر على االستغالل األمثل لهما".
لمكافحة التلوث الناشئ جراء رمي النفايات المنزلية تتولى البلدية من خالل تسيير ومعالجة
النفايات المنزلية والصناعية ،على عدم انتشارها أو تركمها ،مما يشكل تهديد للبيئة والمحيط
الطبيعي ،ذلك بوضع مخطط بلدي لتسيير النفايات الحضرية ،ذلك وفقا لمخططاتها الشاملة
طبقا لمخطط الوالية والمخطط البلدي المصادق عليه من قبل الوالي ،2نظ ار لخطورة
النفايات الحضرية نص المشرع في المادة 25من القانون 85-18على أنه" ينشأ مخطط
بلدي لتسيير النفايات المنزلية وما شبهها".3
الفرع الرابع :دور منظمات المجتمع المدني (الجمعيات اإلعالم)
أوال :دور الجمعيات من خالل النصوص البيئية
عرف القانون رقم 11/82المؤرخ في 82جانفي 2182المعدل والمتعلق بالجمعيات
بأنها " :تجمع أشخاص طبيعيون أو معنويون على أساس تعاقدي لمدة محددة أو غير محددة
ويشترك هؤالء األشخاص في تسخير معارفهم ووسائلهم تطوعا ولغرض غير مربح من أجل
ترقية األنشطة وتشجيعها السيما في المجال المهني واالجتماعي والعلمي والديني والتربوي
والثقافي والرياضي والبيئي والخيري واإلنساني".4
الستكمال التحول الجذري في القبول بدور الجمعيات ،كشريك لإلدارة في تحقيق
اإلستراتيجية الوطنية لحماية البيئة ،خص القانون 81-12المتعلق بحماية البيئة،5
الجمعيات بفضل خاص تتمتع الجمعيات بحرية اختيار النشاطات القانونية المالئمة المتاحة
52
اآلليات التنظيمية واإلدارية لحماية البيئة في الجزائر الفصل الثاني :
لها لبلوغ هدفها ،فلها أن تختار العمل التوعوي والتحسيسي والتطوعي الميداني ،تركز على
اتصالها بالمنتخبين المحليين ،تلعب دور الهيئة المراقبة للكشف عن االنتهاكات التي تمس
بالبيئة.1
كما أقر المشرع صراحة بموجب نص المادة 21من نفس القانون ،على أنه يمكن
لألشخاص الطبيعيين الذين تعرضوا ألضرار فردية ،تسبب فيها فعل الشخص نفسه تعود إلى
مصدر مشترك في الميادين المذكورة في المادة 27أن يفوضوا جمعية معتمدة قانونا لكي
توقع باسمها دعوى التعويض كما يمكن للجمعية أن ترفع دعوى قضائية لممارسة الحقوق
المعترف بها للطرف المدني ،أمام أية جهة قضائية جزائرية.
رغم التوسع في قبول تأسيس الجمعيات البيئية للدفاع عن المصالح الجماعية أو حتى
مصالح األشخاص غير المنتسبين إليها بانتظام أو بالتفويض عن شخص ،فان النزاع البيئي
الجمعوي لم يزدهر ،ال تعد القضايا المنشورة والمتداولة من قبل الباحثين أن تعد على رؤوس
األصابع يعود ذلك إلى حداثة التشريع الذي تناول ألول مرة وبوضوح حق جمعيات حماية
البيئة في التفاوض من خالل قانون 81-12المتعلق بحماية البيئة ،وعدم تعود الجمعيات
2
اللجوء إلى القضاء.
لعل أبرز النشاطات الرئيسية التي تقوم بها الجمعيات هي:
-تكوين أشخاص مختصين مثل المنشطين واإلداريين والمنتخبين وتوعية الجمهور .
-اللجوء إلى القضاء في حاالت التلوث أو مخالفة قوانين حماية البيئة.
-كما يمكنها أن تتدخل في حاالت تلوث المياه الصالحة للشرب أو تمارس دو ار وقائيا في
حماية المياه من التلوث.
1 - Mohamed Ali Mekouar, Association Et Environnement, in la ravue marocaine de droit et
d'économie de développement N°15-1987, P214.
-2وناس يحي ،اآلليات القانونية لحماية البيئة في الجزائر ،أطروحة دكتوراه في القانون العام ،جامعة أبوبكر بلقايد،
تلمسان ،2117 ،ص .819-818-811-827
53
اآلليات التنظيمية واإلدارية لحماية البيئة في الجزائر الفصل الثاني :
1 -Jerome Fromageau, Philippe Guttinger, droit de l'environnement, éditions Eyrolles, paris, 1993,
pp124-125
54
اآلليات التنظيمية واإلدارية لحماية البيئة في الجزائر الفصل الثاني :
-كل الجوانب حول المعطيات الواردة في المعلومة البيئية على الصعيد الوطني والدولي
وتطبيقها لهذه المنظمة القانونية المستجدة فقد ميز المشرع الجزائري بين نوعين من اإلعالم
البيئي وذلك من خالل :
أ -الحق العام في اإلعالم البيئي:
يقصد به وفقا للمادة 17حق كل شخص طبيعي أو معنوي طلب معلومات حول
البيئة من الهيئات المعنية وتتعلق بإجراءات والترتيبات الكفيلة بحماية البيئة.
ب .الحق الخاص في اإلعالم البيئي:
يقصد به وفقا للمادتين 11و 15الطبيعة المزدوجة لهذا الحق فهو التزام بتقديم
واإلبالغ على جميع المعلومات والمعطيات التي من شأنها أن تشكل خطر أو أضرار
محتملة على البيئة هذا االلتزام يقع على شخص طبيعي أو معنوي وصل إلى علمه أو بحكم
منصبه أو وظيفته علم يخطر محدق بالبيئة.1
يالحظ أن اإلعالم المتخصص في شؤون البيئة في الجزائر ،ال يزال في مستوى أقل
من المخاطر البيئية التي تواجهها ،كما تواجه العالم كله ،فالقائمون على الشأن اإلعالمي
سواء ،كانوا أفرادا أم مؤسسات أم دوال ،لم يتخذوا بعد ق اررا ،بولوج هذا المجال بطريقة
متخصصة ومحترفة ،خصوصا أن مخاطرة ال تقل شأنا عن المخاطر الناتجة عن الحروب
والخالفات السياسية والمشكالت االجتماعية.
اإلعالم البيئي هو أحد تخصصات الصحافة واإلعالم وبدأ يظهر بعد مؤتمر البيئة
في ستوكهولم عام 8572م ،يختص بالقضايا والموضوعات ذات الصلة بالطبيعة والبيئة
وانعكاس حالتيهما على مجمل حياة البشر الصحية ،االقتصادية ،العلمية ،السياحية ،الثقافية،
- -1محمد بن محمد ،حماية البيئة واالعالم البيئي "قراءة تحليلية لقانون حماية البيئة 81-12وقانون االعالم،19-82
مجلة االجتهاد القضائي ،العدد العاشر ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة ،ص .818
55
اآلليات التنظيمية واإلدارية لحماية البيئة في الجزائر الفصل الثاني :
التراثية وغيرها ،هو أيضا حلقة وصل بين العلوم المتعلقة بالبيئة والجمهور يهدف إلى تشكل
رأي عام للمجتمع في هذا االتجاه .1
-أهداف اإلعالم البيئي
يهدف اإلعالم البيئي إلى تنمية الوعي والمسؤولية البيئية لدى الجمهور والمسؤولين
وتوجيه سلوكهم وأنشطتهم للوصول إلى حال من الوعي الكامل بالقضايا البيئية ،ما يؤدي
إلى تغيير في نمط حياة المجتمع وسلوكياته الضارة بالبيئة والطبيعة من ثم التعامل بتلقائية
وعفوية واحساس معها ،في نهاية المطاف يهدف اإلعالم البيئي إلى إعالم اإلنسان بضرورة
تحقيق توازن بين مصالحه وأنشطته من جهة ،واستدامة الطبيعة وعناصرها من جهة أخرى،
بما يضمن استمرار حياته على األرض وديمومة بقاء الحياة الفطرية وتحسين نوعيتها.
بمعنى أخر يهدف اإلعالم البيئي إلى حماية اإلنسان من الطبيعة وحمايتها من
اإلنسان وتحقيق التنمية المستدامة.2
56
اآلليات التنظيمية واإلدارية لحماية البيئة في الجزائر الفصل الثاني :
57
اآلليات التنظيمية واإلدارية لحماية البيئة في الجزائر الفصل الثاني :
58
اآلليات التنظيمية واإلدارية لحماية البيئة في الجزائر الفصل الثاني :
وقد تضمن التشريع الجزائري في قوانينه المتعلقة بحماية البيئة العديد من التراخيص
وعليه سوف نقتصر في هذه الدراسة على اثنين من أهم تطبيقات هذا األسلوب :
-2رخصـة البناء و عالقتهـا بحماية البيئـــــــة
باستق ـراء مـواد القانـون 25/ 51المتعلقـة بالتهيئـة و التعميــر يظهـر جليا أن هنـاك
عالقــة وطيدة بين حمايــة البيئـة ورخصـة البناء ،و هــذه األخي ـرة تعتبـر مـن أهـم التراخيـص
1
التي تعبــر عـن الرقابــة السابقة على المحيـط البيئـي و الوسـط الطبيعـي
كمـا اشتــرط القانون 25/51على ضـرورة الحصـول على رخصـة البناء التي تمنحـها
اإلدارة المختصـة قبل الش ــروع في انجاز أي بناء جديـد كما اشتـرطت الرخصة عند القيام
بأي ترميـم أو تعديــل يدخـل على البنـاء.
وقد نص قانون التهيئة والتعمير على ضرورة الحصول على رخصة البناء في حالة
تشييد بنايات جديدة مهما كان استعمالها ،كما اشترطت الرخصة في أي ترميم أو تعديل
يدخل على البناء 2،باستثناء البنايات والهياكل القاعدية التي تحتمي بسرية الدفاع الوطني
وتشمل الهياكل القاعدية العسكرية المخصصة لتنفيذ المهام الرئيسية لو ازرة الدفاع الوطني،
كما ال تعني بعض الهياكل القاعدية الخاصة التي تكتسي طابعا استراتيجيا من الدرجة
األولى والتابعة لبعض الدوائر الو ازرية أو الهيئات أو المؤسسات.3
وفي إطار شروط الحصول على رخصة البناء وعالقتها بحماية البيئة ،ينص قانون
4
على ضرورة أن يستفيد كل بناء معد للسكن من مصدر للمياه الصالحة التهيئة والتعمير
للشرب ،و أن يتوفر على جهاز لصرف المياه يحول دون تدفقها على سطح األرض ،و أن
-1قانون رقم 19/ 11المؤرخ في 27جمادى الثانية 8129الموافق لـ 81:غشت 2111المعدل و المتمم للقانون 25/51المؤرخ
في 81جمادى األولى عام 8188الموافق لـ 8ديسمبر 8551و و المتعلق بالتهيئة و التعمير .
-2المادة 91من القانون رقم 25-51المعدل والمتمم ،نفس المصدر ،صفحة 8191
-3لمادة 92من القانون رقم 25-51المعدل والمتمم ،نفس المصدر ،صفحة 8191و المادة األولى من المرسوم
التنفيذي رقم 85-89مصدر سابق ،صفحة 19
-4المادتين 17و 11من رقم 25-51المعدل والمتمم ،نفس المصدر ،صفحة 8192و 8191
59
اآلليات التنظيمية واإلدارية لحماية البيئة في الجزائر الفصل الثاني :
تصمم المنشآت والبنايات ذات االستعمال المهني والصناعي بكيفية تمكن من تفادي رمي
النفايات الملوثة وكل العناصر الضارة خارج الحدود المنصوص عليها في التنظيم.
لقد حدد المرسوم التنفيذي رقم 85-89جملة من الشروط الواجب توفرها للحصول على
رخصة البناء ،وتتمثل في :
-طلب رخصة البناء م وقع من المالك أو موكله أو المستأجر المرخص له قانونا أو الهيئة
أو المصلحة المخصصة لها العقار.
-قرار السلطة المختصة الذي يرخص بإنشاء مؤسسات صناعية وتجارية مصنفة في فئة
المؤسسات الخطيرة وغير الصحية والمزعجة.
-تصميم الموقع على سلم مناسب يسمح بتحديد موقع المشروع ومخطط كتلة البيانات ،بما
يشمله من حدود قطعة األرض ومساحتها وغيرها من المعلومات التي تتعلق بهاته القطعة
-مذكرة بالنسبة للمباني الصناعية ترفق بالرسوم البيانية الترشيدية والتي تتضمن وسائل
العمل وطريقة بناء الهياكل واألسقف وشرح مختصر ألجهزة تموين الكهرباء والغاز وتصاميم
شبكات صرف المياه المستعملة ،ونوع المواد السائلة والصلبة والغازية وكمياتها المضرة
بالصحة العمومية والزراعية والمحيط والموجودة في المياه المستعملة المصروفة وانبعاث
الغازات وترتيب المعالجة والتخزين والتصفية ،مستوى الضجيج المنبعث بالنسبة للبنايات ذات
االستعمال الصناعي والتجاري ومؤسسات استقبال الجمهور.1
-وثيقة تتضمن دراسة مدى التأثير على البيئة :وهي دراسة تهدف إلى تحديد مدى مالئمة
إدخال المشروع في بيئته ،مع تحديد وتقييم اآلثار المباشرة و/أو غير المباشرة للمشروع على
البيئة ،والتحقق من التكفل بالعمليات والتعليمات المتعلقة بحماية البيئة.2
كما يمكن رفض رخصة البناء السيما إذا كانت تقديمها سيؤدي إلى المساس بالمحيط والبيئة
والمنظر الجمالي والتنسيق العمراني وذلك على النحو التالي:
60
اآلليات التنظيمية واإلدارية لحماية البيئة في الجزائر الفصل الثاني :
-رفض كل رخصة للبناء إذا لم يكن اإلبقاء على المساحات الخضراء مضمونا ،أو أدى
إنجاز المشروع إلى تدمير الغطاء النباتي.1
-إذا كانت البنايات من طبيعتها أن تمس بالسالمة واألمن العمومي من جراء موقعها أو
حجمها أو استعمالها فإنه يمكن رفض رخصة البناء أو منحها شريطة احترام األحكام
الخاصة الواردة في القوانين والتنظيمات المعمول بها
-وكذل ك الحال بالنسبة للبناء أو التهيئة المقررة في أرضية معرضة لألخطار الطبيعية مثل
الفيضانات واالنجراف والزالزل
-إذا كانت البنايات نظ ار لموقعها يمكن أن تتعرض ألضرار خطيرة يتسبب فيها الضجيج
على الخصوص.
-إذا كانت البنايات بفعل أهميها وموقعها ومالها وحجمها من طبيعتها يمكن أن تكون لها |
عواقب ضارة على البيئة ،يمكن رفض رخصة البناء أو منحها شريطة تطبيق التدابير التي
أصبحت ضرورية لحماية البيئة.2
المالحظ مما سبق أنه ليس من السهولة الحصول على رخصة البناء إلقامة مشاريع
مهما كان نوعها حيث نجد أن المشرع الجزائري قد اشترط العديد من اإلجراءات القانونية
واآلليات والضوابط التقنية للحصول على رخصة البناء كما تشير أن رخصة البناء تعتبر من
أهم التراخيص التي تعبر عن الرقابة السابقة على المحيط البيئي والوسط الطبيعي وبالنظر
إلى ما جاءت به النصوص السابقة يمكن القول أن المشرع الجزائري ورغبة منه في حماية
البيئة قد وضع إجراءات صارمة تستطيع من خاللها السلطات اإلدارية ممارسة رقابة واسعة
واتخاذ الق اررات المناسبة في مجال حماية البيئة
-1المادة 81من القانون 11-17مؤرخ في 82ماي 2117المتعلق بتسيير المساحات الخضراء وحمايتها وتنميتها،
جريدة رسمية عدد 28مؤرخة في 82ماي ،2117صفحة 15
-2المواد 11 ،12 ،12و 19من المرسوم التنفيذي رقم 879-58سؤرخ في 21مايو 8558يحدد القواعد العامة
للتهيئة والتعمير والبناء جريدة رسمية عدد 21مؤرخة في 18يونيو ،8558صفحة ,591
61
اآلليات التنظيمية واإلدارية لحماية البيئة في الجزائر الفصل الثاني :
اإلشارة إليه فان المنشآت المصنف ــة محــددة عـن طـريق قائمـة ،و عليـه في حالـة عـدم ورود
ذكـر المنشأة ضمـن هـذه القائمــة تقوم السلطـة التي تم إيداع الملـف لديها بإشعار صاحب
الطلب خالل 89يوم الذي يلي تاريخ اإليداع ثم يعاد الملف إلى المعني.1
كما يمكن تعريف المنشأة المصنفة بأنها وحدة تقنية ثابتة يمارس فيها نشاط أو عدة
أنشطة من النشاطات المذكورة في قائمة المنشآت المصنفة والمحددة في التنظيم المعمول به،
وتتمثل المؤسسة المصنفة في مجموع منطقة اإلقامة والتي تتضمن منشأة واحدة أو عدة
منشات مصنفة
تخضع لمسؤولية شخص طبيعي أو معنوي خاضع للقانون العام أو الخاص ،يحوز
المؤسسة والمنشآت المصنفة التي تتكون منها أو يستغلها أو أوكل استغاللها إلى شخص
أخر.2
وقد أخضع المشرع الجزائري المنشآت المصنفة إما للترخيص أو للتصريح ،3حسب
أهميتها وحسب األخطار أو المضار التي تتجر عن استغاللها ،حيث تمثل المنشآت
الخاضعة للترخيص الصنف األكثر خطورة على البيئة .وحسب المرسوم التنفيذي 851-11
الخاص بالمنشآت المصنفة ،فإن هذه المنشآت تقسم إلى أربع فئات ،حيث تخضع الفئات
الثالث األولى منها الترخيص ،كما يلى :4
-الفئة األولى :تخضع إلى ترخيص الوزير المكلف بالبيئة.
-الفئة الثانية :تخضع إلى ترخيص الوالي المختص إقليميا.
63
اآلليات التنظيمية واإلدارية لحماية البيئة في الجزائر الفصل الثاني :
-الفئة الثالثة :تخضع إلى ترخيص رئيس المجلس الشعبي البلدي المختص إقليميا .وفيما
يتعلق بإجراءات الحصول على الترخيص فهي تتمثل: 1
-ضرورة تقديم طلب الترخيص لدى السلطة المانحة له ،يشمل كافة المعلومات الخاصة
بصاحب المنشأة سواء كان شخصا طبيعيا أو معنويا.
-معلومات خاصة بالمنشأة وتتمثل أساسا في الموقع الذي تقام فيه المنشأة ،طبيعة األعمال
التي يعتزم المعني القيام بها وأساليب الصنع.
-تقديم دراسة التأثير أو موجز التأثير الذي يقام من طرف مكاتب دراسات أو مكاتب
خبرات أو مكاتب استشارات معتمدة من طرف الو ازرة الكلفة بالبيئة وهذا على نفقة صاحب
المشروع
-إجراء تحقيق عمومي ودراسة تتعلق بأخطار وانعكاسات المشروع ،إال أن المشرع لم يحدد
كيفية إجراء هذا التحقيق ،كما أنه لم يحدد الجهة المكلفة بالقيام به.
ويمر ملف طلب رخصة استغالل المؤسسة المصنفة بمرحلتين:2
المرحلة األولية إليداع الطلب :
يتم إيداع الطلب مرفقا بالوثائق المطلوبة والمنصوص عنها في المادة 11من
المرسوم التنفيذي ،851-11بعد إيداع الملف تتم دراسة الطلب دراسة أولية من طرف لجنة
مراقبة المؤسسات المصنفة 3،إال أنه في حالة االستثمارات الجديدة يجب أن تكون عناصر
تقييم المشروع موضوع تشاور بين إدارة البيئة والصناعة وترقية االستثمارات وعلى أساس
هذه الدراسة األولية لملف طلب الرخصة ،تقوم اللجنة بمنح مقرر بالموافقة المسبقة إلنشاء
المؤسسة المصنفة في أجل 2أشهر إبتداءا من تاريخ إيداع ملف الطلب والذي بموجبه
يستطيع صاحب المشروع أن يبدأ في أشغال بناء المؤسسة المصنفة.
64
اآلليات التنظيمية واإلدارية لحماية البيئة في الجزائر الفصل الثاني :
-1المواد 21 ،85 ،81 ،11 ،11من المرسوم 851-11ء نفس المصدر ،صفحة 81و 82
65
اآلليات التنظيمية واإلدارية لحماية البيئة في الجزائر الفصل الثاني :
نشاط تلك المؤسسة وازالة آثارها واعادة الموقع إلى الحالة التي كان عليها قبل إنشاء
المؤسسة.1 .
ثانيا :نظام الحظر
يقصــد بالحظـر الوسيلـة التي تلجأ إليها اإلدارة عـن طريـق الق ـ اررات اإلدارية التي
تصــدرها تهــدف من خالله منع إتيان بعــض التصرفات بسبـب الخطــورة 2التي تنجــم عند
ممارستها ،و بما أن خصائــص قواعـد قانون حمايـة البيئــة اغلبها عبارة عن قواعـد آمـرة ال
يمكـن لألف ـراد مخالفتها باعتبـارها تتصـل بالنظــام العام فالحظـر صورة من صور القواعــد
3
اآلمـرة التي تقيـد كل من اإلدارة و األشخاص الذيـن يزاولــون نشاطات مضـرة بالبيئـ ـ ـ ــة
فكثي ار ما يلجا القانون في حمايته للبيئة إلى حظر اإلتيان ببعض التصرفات التي
يقدر خطورتها وضررها على البيئة وقد يكون هذا الحظر مطلقا أو نسبيا .4
-2الحظر المطلق
قد تلجا هيئات الضبط البيئي من أجل المحافظة على النظام العام بمختلف عناصره
إلى حظر النشاط حظ ار مطلقا أي دائما ومستم ار ما دامت أسباب هذا الحظر قائمة ومستمرة
وللحظر المطلق تطبيقات كثيرة في قوانين حماية البيئة ،حيث أرسى المشرع العديد من
القواعد منع خالل إتيان بعض التصرفات التي لها خطورة كبيرة على البيئة ومن أمثلة
الحظر المطلق :.5
-1بن صافية سهام ،الهيئات اإلدارية المكلفة بحماية البينة ،منكرة ماجستير في القانون العام تخصص قانون اإلدارة
والمالية ،جامعة الجزائر 18كلية الحقوق بن عكنون ،2188 ،صفحة .891
-2معيفي كمال ،مرجع سابق ،صفحة 11
-3عمار عوابدي ،القانون اإلداري ،النشاط اإلداري " الجزء الثاني ،الطبعة الثالثة ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر،
،2119صفحة.407
- -4ماجد راعي الحلو ،قانون حماية البيئة في ضوء الشريعة ،دار الجامعة الجديدة ،اإلسكندرية ،مصر،2117 ،
صفحة 821
-5محمد عربي ،الضبط البيتي في الجزائر ،منكرة من أجل نيل شهادة ماجستير في إطار مدرسة الدكتوراه ،قانون عام
تخصص الدولة والمؤسسات العمومية ،جامعة الجزائرة مدرسة الدكتوراه فرع األغواط2182 ،ء صفحة 58
66
اآلليات التنظيمية واإلدارية لحماية البيئة في الجزائر الفصل الثاني :
-حظر كل صب أو طرح للمياه المستعملة أو رمي النفايات أيا كانت طبيعتها في المياه
المخصصة إلعادة تزويد طبقات المياه الجوفية وفي اآلبار والحفر وسراديب.1
-منع كل مستغل للشواطئ من القيام بأي عمل يمس بالصحة العمومية أو يتسبب في
إفساد نوعية مياه البحر أو إتالف قيمتها النوعية.2
-حظر تفريغ المياه القذرة مهما كانت طبيعتها أو صبها في اآلبار والحفر وأماكن الشرب
العمومية والوديان الجافة والقنوات ،أو طمر المواد غير الصحية التي من شأنها أن تلوث
المياه الجوفية من خالل التسربات الطبيعية.3
-منع القانون 17-11ممارسة الصيد عند تساقط الثلوج أو في الليل وفي فترات تكاثر
الطيور والحيوانات.4
من خالل هذه النصوص القانونية المشار إليها على سبيل المثال ،يستنتج أن المشرع
يستعين بأسلوب الحظر كلما توقع وجود خطر حقيقي يهدد التوازن البيئي ،ويرى ضرورة
التدخل للحفاظ على البيئة وحمايتها.5
-0الحظر النسبي
يتجسد الحظر النسبي في منع القيام بأعمال معينة يمكن أن تصيب البيئة أو أحد
عناصرها بالضرر ،إال بعد الحصول على إذن أو إجازة من قبل السلطات اإلدارية المختصة
ووفق الشروط الضوابط التي تحددها القوانين واألنظمة.6
67
اآلليات التنظيمية واإلدارية لحماية البيئة في الجزائر الفصل الثاني :
68
اآلليات التنظيمية واإلدارية لحماية البيئة في الجزائر الفصل الثاني :
و إداري يتـم من خالله منـع إتيان النشاط فهــو بهـذا إج ـراء سلبـي في حيـن أن اإللـزام هو
ضـرورة إتيان التصرف فهو بهذا إجراء ايجابي ال يتحقــق هدفـه إال بإتيان التصـرف الذي
يوجبــه القانــون و اإللزام نجــده يتقيــد بشروط أهمهـا :1
-8أن تكـون ثمــة حاجـة ضروريـة و واقعيــة زمانا و مكانا للقيام بالتصـرف المنصـوص عليـه
-2أن يكـون هناك نـص تشريعـي يمنـع اإلدارة من إصـدار األوامـر التي تأتـي على شكل
ق اررات فرديـة .2
و فـي التشريعات البيئيــة هناك العديــد من األمثلـة التي تجسـد أسلوب اإلل ـزام نذكـر منــها :
_ قانـون 12/12المنظـم للقواعـد العامـة الستغالل الشواطـئ الذي نـص على مجموعـة
من االلت ازمـات التي تقـع على صاحـب امتياز الشاطئ منها حمايـة الحالـة الطبيعية واعادة
األماكـن إلى حالتـها بعــد انتهـاء موسـم االصطيـاف ،كما يقـع عليـه عبء القيـام بنـزع
النفايــات .
_ قانون 81/12المتعلـق بحمايـة البيئـة نـص في مادته " 11علـى انـه يجـب علـى الوحدات
الصناعيـة اتخاذ كل التدابيـر الالزمـة للتقليـص أو الكـف من استعمـال المواد المتسببـة في
إفقـار طبقـة األوزون .3
-قانــون 19 /19المتعلــق بحمايــة الصحـة نـص في مادته 11علـى انـه يلتـزم جميــع
المواطنيــن بم ارع ــاة قواع ـ ـ ــد الوقايـة من مضـار الضجيـ ــج .1
-3عرف المشرع الجزائري في المادة 81/ 12مبدأ النشاط الوقائي و تصحيح األضرار البيئية باألولوية عند المصدر بحيث نص "
يكون ذلك باستعمال أحسن التقنيات المتوفرة و بتكلفة اقتصادية مقبولة و يلزم كل شخص يمكن أن يلحق نشاطه ضر ار كبي ار بالبيئة
69
اآلليات التنظيمية واإلدارية لحماية البيئة في الجزائر الفصل الثاني :
يعــد االستشهاد بهـذه األمثلة نصـل إلى أن اإللزام كأسلـوب مـن أساليـب الضبـط في حقيقـة
األمــر هو المجــال الخصب الذي يتمكــن من خالله المشرع من الوقاية من جميع األخطار و
األضرار التي تمس بالبيئـة و المحـيط في مختلـف المجاالت ،و قد اخذ هــذا األسلوب
نصيبا معتبـ ار من نصـوص التشريـع البيئــي سـ ـواء التشريــع األساسـي للبيئـة أو التشريعات
األخـرى التي كرسـت الحمايـة القانونيــة للبيئــة :كقانـون الغابـات ،قانــون المياه ،قانــون
الصحـة ،هــذا و تكمـن أهمية أسلـوب اإللـزام في كونـها قواعـد آمـرة ال استثنـاء فيها ،وهـي
مـن هـذا القبيــل شبيهـة بأسلوب الحظر إال أن ه ــذا األخيــر يأتـي في شكل إج ـراء سلبــي أي
حظر إتيان السلــوك في حيـن نجـد أن أسلوب اإللـزام يأتـي على شكـل إجـراء ايجابـي تتحقـق
الحمايـة القانونيـة للبيئــة حينما يتــم القيـام بما تلـزم بـه القاعـدة القانونيــة.2
رابعا :نظام التقارير
نظـام التقاريـر هو أسلوب جديـد استحدثـه المشـرع بموجب النصـوص الجديـدة المتعلقـة
بحمايــة البيئــة هدفـه هـو فــرض رقابــة الحقـة ومستمـرة على النشاطات و المنشآت أي يسمـى
بالرقابــة البعديـة إذ يعتبـر أسلوب مكمل ألسلـوب الترخيص كما أنـه يتشابـه مـع أسلوب اإللـزام
كونـه يفـرض على صاحبــه تقديـم تقاريــر دوريـة عن نشاطاتـه حتى تتمكـن السلطـة اإلداريـة
من فـرض الرقابـة .3
ومن أمثلة أسلوب التقرير في القوانين المتعلقة بحماية البيئة نجد :
-نص قانون المياه 82-19على أنه بعد اإلدارة المكلفة بالموارد المائية نظام تسيير مدمج
لإلعالم حول الماء ،الذي يكون منسجما مع أنظمة اإلعالم وقواعد المعطيات المنشأة السيما
على مستوى الهيئات العمومية المختصة ،وأنه يتعين على األشخاص الطبيعية أو المعنوية
-1نواف کنعان ،نور الضبط اإلداري في حماية البيئة ( دراسة تطبيقية في دولة اإلمارات العربية المتحدة) ،مجلة جامعة
الشارقة للعلوم الشرعية واإلنسانية ،المجد ،12العدد ،18فيفري ،2111صفحة 52
-2المادة 1من القانون ،81-12مصدر سابق ،صفحة 89
-3مالك بن لعبيدی ،دور الجماعات المحلية في حماية البيئة ،منكرة ماجستير قانون عام تخصص قانون إدارية كلية
الحقوق جامعة اإلخوة منتوري قسنطينة ،2189 ،صفحة 829
70
اآلليات التنظيمية واإلدارية لحماية البيئة في الجزائر الفصل الثاني :
الحائزين على رخصة أو امتياز استعمال األمالك العمومية الطبيعية للمياه ،وأصحاب
االمتياز أو المفوض لهم الخدمات العمومية للماء والتطهير وأصحاب امتياز استغالل
مساحات السقي أن يقدموا دوريا للسلطة المكلفة بنظام التسيير المدمج لإلعالم كل
المعلومات والمعطيات التي تتوفر لديهم.1
و ألسلوب التقريــر أمثلة عديـدة في القوانيـن المتعلقـة بحمايـة البيئــة نذكـر منـ ــها :
_ قانـون 85/18المتعلق بتسيير النفايات و الذي نص في مادتـه 28على " إلزام المنتجــون
أو حائزوا النفايــات الخاصـة الخطـرة بالتصريـح للوزيـر المكلـف بالبيئـة بالمعلومات المتعلقــة
بطبيعـة و كميـة و خصائـص النفايـات ،كما يتعيـن عليهـم تقديـم بصفـة دوريـة المعلومات
الخاصـة بمعالجـة هــذه النفايات و كذلك اإلج ـراءات العمليـة المتخـذة والمتوقعـة لتفادي إنتاج
هـذه النفايات بأكبر قــدر ممكـن ولقد قـرر المشرع لمخالـفة هـذا اإلجـراء عقوبـة غ ارمــة من
خمسيــن ألف دينـار 91.111د ج إلى مائـة ألف دينار 811.111د ج .
قانــون 82/19المتعلـق بقانـون المياه نـص في مادتيـن 815علـى " انه يتعيـن على
صاحـب امتيـاز تسيير نشاطات الخدمـة العموميـة للماء أو التطهيـر تقديـم تقري سنوي
للسلطـة المانحـة لالمتياز يسمـح بمراقبـة شروط تنفيـذ تفويـض الخدمـة العموميـة و تقييمها ،و
يكـون هذا التقريـري السنوي و المالحظات المترتبـة على دراسة الموضـوع عـرض على
الحكومـ ــة.2
بعـد االستشهاد بهـذه األمثلـة تصـل إلى أن نظـام التقاريـر له أهميـة بالغـة في المراقبـة
المستمـرة لألنشطة و المنشآت التي تشكـل خطر على البيئـة مع العلم أن المشـرع الج ازئـري لم
-1المادتين 11و 17من القانون 82-19المعدل والمتمم ،مصدر سابق ،صفحة 88
-2المادة 811و 81من قانون " 82/19يشكـل التزويد بماء الشرب اصطناعي و التطهير خدمات عمومية :هي من اختصاص
الدولة و البلديات ،إال انه يمكن لهما منح امتياز تسييـر الخدمات العمومية للمياه ألشخاص معنويـة على أساس دفتر ش ــروط أو
بموجـب اتفاقيــة .
71
اآلليات التنظيمية واإلدارية لحماية البيئة في الجزائر الفصل الثاني :
1
و إنما تطـرق ينـص بصفة صريحة على هذا األسلوب في قانون حمايـة البيئــة 81/12
إليه بطريقـة غيـر مباشـرة في المادة 11من نفـس القانـون والتـي نصت " بتعيـن على كل
شخص طبيعـي أو معنـوي بحوزتـه معلومات متعلقـة بالعناصـر البيئـة التي يمكنها التأثير
بطريقـة مباشرة أو غير مباشـرة على الصحـة العموميـة تبليغها إلى السلطات المحلية أو
السلطات الكلفـة بالبيئــة ".2
72
اآلليات التنظيمية واإلدارية لحماية البيئة في الجزائر الفصل الثاني :
73
اآلليات التنظيمية واإلدارية لحماية البيئة في الجزائر الفصل الثاني :
أما بالنسبة لمحتوى دراسة التأثير فقد أشارت إليها المادة 81من القانون 81-12المتعلق
بحماية البيئة في إطار التنمية المستدامة ،وكذا المادة 11من المرسوم التنفيذي | 819-17
المتعلق بدراسة وموجز التأثير على البيئة على جملة من النقاط نذكر منها :
-تقديم صاحب المشروع أو طالب الترخيص
-عرض عن النشاط المزمع القيام به وأثاره ،ووصف للحالة األصلية للموقع والتأثيرات
المحتملة على البيئة وصحة اإلنسان.
-وضع قائمة األشغال الخاضعة إلجراءات دراسة التأثير وموجز التأثير.
-الوصف الدقيق لمراحل المشروع وتقدير أصناف وكميات الرواسب واالنبعاثات واألضرار
التي تتولد خالله.
ويتم انجاز دراسة التأثير أو موجز التأثير على البيئة من طرف مكاتب دراسات أو
مكاتب خبرات أو استشارات معتمدة من الو ازرة المكلفة بالبيئة ،وعلى نفقة صاحب المشروع
كما أن إجراءات المصادقة على دراسة التأثير على البيئة أشار لها المرسوم 819-17
المتعلق بمجال تطبيق محتوى وكيفيات المصادقة على دراسة وموجز التأثير على البيئة.1
إن دراسة التأثير تهدف إلى ضمان البيئة بالتشجيع على إجراء التحقيقات الشاملة
والمتعددة التخصصات على مخاطر المشاريع التنموية على البيئة ،وهي وسيلة ضرورية في
يد هيئات الضبط للمحافظة على البيئة وسالمة إجراءاتها بخصوص منح أو رفض الترخيص
للمشروعات واألنشطة الصناعية المختلفة .2
74
اآلليات التنظيمية واإلدارية لحماية البيئة في الجزائر الفصل الثاني :
75
اآلليات التنظيمية واإلدارية لحماية البيئة في الجزائر الفصل الثاني :
ولد ارس ــة التأثيــر أهميتـه التي تكمــن فيما يل ـ ــي :
76
اآلليات التنظيمية واإلدارية لحماية البيئة في الجزائر الفصل الثاني :
_2منـع إقامـة مشـروعات معينـة على مواقـع محـددة و ذلك لما تحدثـه هـذه
المشـروعات من تلــوث و أضـ ـرار بيئي ــة خطيـرة يتعـذر تداركـها بعــد وقوعـ ـ ـ ــها .
و كمـا سبـق التطـرق إليه فان أول تشريـع تبنـى إجـراء د ارسـة التأثيـر هـو تشريـع
الواليات المتحدة األمريكيـة سنـة 8521كما تبنــاه المشــرع الفرنســي في ظل قانـون 82
أكتوبــر 8571و الــذي أشار في مادته 12إلى " إلزاميــة د ارسـة التأثيــر باعتبـاره إجـراء
جوهــري لتقييــم آثار المشاري ــع علـى البيئـة كما اعتبـره بمثابــة الحــدود القانونيـة لإلعتــدءات
.
البيئي ــة
و لقــد أشـار الدكتـور ميشـال بريور إلى الغمـوض الوارد في هـذا النص السالـف الذكـر
ألنــه لم يحـدد بالضبــط مفهوم البيئة في هذا المجال باعتبار أن للبيئة مفهوما واسعا ال
تقتصـر علـى مجــال دون آخر
_ أما المشـرع الج ازئــري فأول ما اخـذ بنظام د ارســة التأثيـر كان ذلك في ظــل قانـون 81/12
و الذي عرفـه بأنـه وسيلــة أساسيــة للنهــوض بحمايـة البيئــة تهـدف إلى معرف ــة تقديــر
االنعكاسات المباش ـرة و الغيـر المباشـرة للمشاريـع علـى التـوازن البيئـ ــي و كذا علـى إطار
ونوعيـة معيشـة السكان " و لق ــد صـدر في ظـل هذا القانـون المرسـوم التنفيـذي رقم 71/51
المتعلـق بد ارسـة التأثيـر بأنـه إجراء قبلــي يخضــع إليه جميـع أشغال و أعمال التهيئـة أو
المنشآت الكب ــرى التي يمكـن بسبب أهميتها و إبعادها و آثارها أن تلحــق ضــر ار مباش ـ ار او
غير مباشر بالبيئـة و ال سيما الصحـة العموميـة و الفالحيـة و المساحـات الطبيعية و
الحي ـوان و النبـات و المحافظـة على األماكـن و اآلثار وحســن الج ـوار .
-أما القانون 81/ 12المعــدل والمتعلـق بحمايــة البيئــة فـال قـد عــرف في مادتـه 89د ارس ــة
التأثير أنها " تخض ــع مسبقا وحسـب الحالـة لد ارسـة التأثيـر أو لموجـز التأثيـر على البيئــة ،
مشاريـع التنمية والهياكــل والمنشآت الثابتـة والمصانـع واألعمــال الفنيــة األخــرى وكل أعمال
77
اآلليات التنظيمية واإلدارية لحماية البيئة في الجزائر الفصل الثاني :
وب ارمـج البناء والتهيئـة التي تؤثــر بصفــة مباشرة أو غير مباش ـرة فو ار أو الحقا على البيئــة ،
السيما علـى األنواع والمـوارد واألوساط و الفض ــاءات الطبيعيـة والتوازنات االيكولوجيــة وكذلك
علــى إطار ونوعي ــة المعيشــة .
أما فـي الجانـب الفقهـي فلقــد عـرف الدكتــور يحـيى عبـد الغانــي أبو الفتوح د ارســة
التأثي ــر "أنه مجموع ــة من الد ارسات تبــدأ بدراسة فك ـرة المشـروع مــرو ار بجوانـب جــدواه
السوقيــة والفنيــة والماليــة والبيئيــة والقانونيـة تحقيقا إلختيـار المشــروع األصلح من وجه ــة نظـر
المستثمــر مـن جهــة ،و وجهــة نظ ــر الدولــة من جه ــة أخ ـ ـ ــرى
78
اآلليات التنظيمية واإلدارية لحماية البيئة في الجزائر الفصل الثاني :
مقدمات الجزاء القانوني ،يحتوي على ضمانة مهمته لألفراد و هو أن ثمة بعض أنواع من
الجزاءات ال يمكن إخضاع األفراد إليها مباشرة وانما ال بد من تسبيق تطبيق الجزاء
باإلخطار.1 .
_ ولقد تبنى المشرع الجزائري أسلوب اإلخطار في قوانين حماية البيئة و أحسن مثال
لهذا هو ما نجده في قانون البيئة الجزائري 81/12في مادته 29التي نص " على أن
يقوم الوالي بإعذار مستغل المنشأة الغير واردة في قائمة المنشآت المصنفة والتي ينجم عنها
أخطار أو أضرار تمس بالبيئة ،و يحدد له أجال التخاذ التدابير الضرورية إلزالة تلك
األخطار أو األضرار ".2
_كما نجد قانون المياه الجديد 82 /19نص على هذا األسلوب في مادته 17على
انه تلغى الرخصة أو االمتياز استعمال الموارد المائية بعد إعذار يوجه لصاحب الرخصة
أو االمتياز في حالة عدم مراعاة الشروط و االلتزامات المنصوص عليها قانونا .
ضف إلى ذلك القانون المتعلق بتسيير النفايات و مراقبتها و إزالتها 85/18الــذي نص في
مادته 11على انه " عندما يشكل استغالل المنشأة لمعالجة النفايات أخطا ار أو عواقب سلبية
ذات خطورة على الصحة العمومية أو على البيئة تأمر السلطة اإلدارية المختصة المستغل
بإنخاذ اإلجراءات الضرورية فو ار إلصالح هذه األوضاع ".
أما في مجال حماية البيئة البحرية فقد أكد قانون حماية البيئة على أنه في حالة وقوع
عطب أو حادث في المياه الخاصة الخاضعة للفضاء الجزائري لكل سفينة أو طائرة أو آلية
أو قاعدة عائمة تنقل مواد ضارة أو خطيرة أو محروقات من شأنها أن تشكل خط ار ال يمكن
79
اآلليات التنظيمية واإلدارية لحماية البيئة في الجزائر الفصل الثاني :
دفعه ومن طبيعت ه إلحاق ضر ار بالساحل أو المنافع المرتبطة به ،يحذر صاحب السفينة أو
الطائرة أو اآللية أو القاعدة العائمة باتخاذ كل التدابير الالزمة لوضع حد لهذا اإلخطار.1
المالحظ من خالل هذا النص أن أسلوب اإلخطار يكون أقوى ،وأكثر صرامة ،إذا
كان متبوعا بتحميل المسؤولية ،ألن ه في بعض األحيان ال يرتدع األشخاص بمجرد التنبيه
باتخاذ اإلجراءات الضرورية الكفيلة بدرء الخطر ،وهو ما جاء استكماال لنفس النص في
الفقرة الثانية ،إذا ظل اإلعذار دون جدوى أو لم يسفر عن النتائج المنتظرة في األجل المحدد
أو في حالة االستعجال تأمر السلطة المختصة بتنفيذ التدابر الالزمة على نفقة المالك.2
3
على أنه عندما يشكل كما نص القانون المتعلق بتسيير النفايات ومراقبها وازالتها
استغالل منشأة لمعالجة النفايات أخطا ار أو عواقب سلبية ذات خطورة على الصحة العمومية
أو البيئة ،تأمر السلطة اإلدارية المختصة المستغل باتخاذ اإلجراءات الضرورية فو ار
إلصالح هذه األضرار ،و أستعمل المشرع هنا لفظ األمر للتعبير عن خطورة الوضع ألن
أسلوب األمر أقوى من الناحية القانونية وان كان يفهم منه اإلعذار ،خاصة وأن الفقرة الثانية
من نفس النص جاء فيها أنه في حالة عدم امتثال المعني باألمر ،تتخذ السلطة المذكورة
تلقائيا اإلجراءات التحفظية الضرورية على حساب المسؤول أو توقف كل النشاط المجرم أو
جزء منه ،وغالبا ما يأتي وقف النشاط بعد اإلعذار.
وكخالصة القول ،يعتبر اإلخطار وسيلة من وسائل الضبط اإلداري الذي تلجأ إليه
اإلدارة كمرحلة أولى من مراحل الردع ،يتضمن بيان خطورة المخالفة المرتكبة وجسامة
الجزاء المترتب عنها في حالة عدم اتخاذ اإلجراءات المخالفة
-1المادة 29و المادة 91الفقرة 18من القانون ،81-12مصدر سابق ،صفحة .81
-2المادة ،91الفقرة 12من القانون ،81-12مصدر سابق ،صفحة 81
-3المادة 11من القانون ،85-18مصدر سابق ،صفحة 81
80
اآلليات التنظيمية واإلدارية لحماية البيئة في الجزائر الفصل الثاني :
وفي هذا اإلطار نشير إلى بعض الحاالت كتطبيق لهذا الجزاء ،حيث نص المرسوم
التنفيذي رقم 2851-11في مجال المنشأت المصنفة على أنه في حالة عدم مطابقة
المؤسسة المصنفة لتنظيم المعمول به في مجال حماية البيئة ،يمنح أجل للمستغل لتسوية
الوضعية وبعد انتهاء األجل تغلق الرخصة وهو ما يفهم منه وقف النشاط.3
أما في قانون حماية البيئة ،فقد أشار إلى المنشئات غير الواردة في قائمة المؤسسات
المصنفة ،أنه عندما تنجم عن استغاللها أخطار أو أضرار تمس بالصحة العمومية والنظافة
واألمن ،واألنظمة البيئية والموارد الطبيعية ،وبناء على تقرير من مصالح البيئة ،يعذر الوالي
81
اآلليات التنظيمية واإلدارية لحماية البيئة في الجزائر الفصل الثاني :
المستغل ويحدد له أجال التخاذ التدابير الضرورية إلزالة األخطار ،واذا لم يمتثل في األجل
المحدد يوقف سير المنشأة إلى حين تنفيذ الشروط المطلوبة.1
كما قرر المشرع في القانون المتعلق بتسيير النفايات 85-18أنه عندما يشكل
استغالل منشأة لمعالجة النفايات أخطا ار أو عواقب سلبية ذات خطورة على الصحة العمومية
و /أو على البيئة ،تأمر السلطة اإلدارية المختصة المستقل باتخاذ اإلجراءات الضرورية فو ار
إلصالح هذه األوضاع ،وفي حالة عدم امتثال المعني باألمر ،تتخذ السلطة المذكورة تلقائيا
اإلجراءات التحفظية الضرورية على حساب المسؤول و/أو توقف كل النشاط المجرم أو جزء
منه .2
وفي قانون المياه 82-19ألزم المشرع كل منشأة مصنفة بموجب أحكام قانون حماية
البيئة ،وال سيما كل وحدة صناعية تعتبر تفريغاتها ملوثة ،ألزمها بوضع منشآت تصفية
مالئمة ،وكذا مطابقة منشأتها وكيفية معالجة مياهها المترسبة حسب معايير التفريغ المحددة
في رخصة الصب ،كما تلزم اإلدارة المكلفة بالموارد المائية أن تتخذ كل التدابير التنفيذية
لتوقيف تفريغ اإلف ارزات أو رمي المواد الضارة عندما يهدد تلوث المياه الصحة العمومية ،كما
يجب عليها كذلك أن تأمر بتوقيف أشغال المنشأة المتسببة في ذلك إلى غاية زوال التلوث.3
من خالل ما سبق يمكن القول أن أسلوب وقف النشاط يأتي بعد إعذار المعني،
كمحاولة للتوفيق بين متطلبات استمرار النشاط أي مشاريع التنمية ،وضرورة حماية البيئة
والحفاظ عليها.
82
اآلليات التنظيمية واإلدارية لحماية البيئة في الجزائر الفصل الثاني :
_8إذا كان استمرار المشروع يؤدي إلى خط ــر يداهـم النظام العام في احــد عناصره أما
الصحـة العموميـة أو األمن العام أو السكينــة العموميـ ــة .3 .
_2إذا لم يستوفي المشروع الشروط القانونية التي إلزام المشرع بضرورة توافرها
-1عوايدي عمار ،نظرية الق اررات اإلدارية بين علم اإلدارة والقانون اإلداري نار هومة ،الجزائر ، 2119 ،صفحة .871
-2مقاني فريد ،مرجع سابق ،صفحة 819
-3محمد عربي ،مرجع سابق ،صفحة .812
83
اآلليات التنظيمية واإلدارية لحماية البيئة في الجزائر الفصل الثاني :
_1إذا صــدر حكم قضائي بغلق المشروع أو إزالته.و من تطبيقات سحب الترخيص في
التشريع الجزائري ما نص عليه المشرع في قانون حماية المستهلك على انه "عندما تتحقق
السلطة اإلداري المختصة من عدم مطابقة المنتوج الذي تم اختياره أو دراسته فان البضاعة
المعنيـة يت ـم سحبها من مسار وضع البضاعـة حيز االستهالك و إذا احظـر بان المتوج تم
عرضه لالستهالك تقوم السلطة اإلدارية بسحب ــه فـو ار ".1
كما نـص قانون المياه 82/19في مادته 17على انه "في حالة عد مراعاة صاحب
الرخصة أو امتياز ،استعمال الموارد المائية للشروط و اإللتزامات المنصوص عليه قانون
يلغي هذه الرخصة أو اإلمتيــاز "
ومن بين تطبيقات سحب الترخيص في التشريع الجزائري ما نص عليه قانون المياه
على أنه في حالة عدم مراعاة صاحب رخصة أو امتياز استعمال الموارد المائية للشروط
وااللتزامات المنصوص عليها قانونا ،تلغي هذه الرخصة الممنوحة له أو االمتياز.2
أما في مجال مراقبة المنشآت المصنفة فإن المشرع أقر أنه في حالة معاينة وضعية
غير مطابقة عند كل مراقبة :
-للتنظيم المطبق على المؤسسات المصنفة في مجال حماية البيئة.
-لألحكام التقنية الخاصة المنصوص عليها في رخصة االستغالل الممنوحة.
-يحرر محضر بين األفعال المجرمة حسب طبيعة وأهمية هذه األفعال ،ويحدد أجل
التسوية وضعية المؤسسة المعنية.
-عند انتهاء األجل ،وفي حالة عدم التكفل بالوضعية غير المطابقة تعلق رخصة استغالل
المؤسسة المصنفة،
84
اآلليات التنظيمية واإلدارية لحماية البيئة في الجزائر الفصل الثاني :
-إذا لم يقم المستغل بمطابقة مؤسسته في أجل ستة أشهر بعد تبليغ التعليق ،تسحب
رخصة االستغالل.1
-في حالة سحب رخصة استغالل المؤسسة المصنفة يخضع كل استغالل جديد إلجراء
جديد لمنح رخصة االستغالل
ومن األمثلة كذلك ما نص عليه المرسوم التنفيذي رقم 811-52المتعلق بالنفايات
الصناعية السائلة الذي نص على إن لم يمتثل مالك التجهيزات في نهاية األجل المحدد،
يقدر الوالي اإليقاف المؤقت لسير التجهيزات المسيبة في التلوث ،حتى غاية تنفيذ الشروط
المفروضة وفي هذه الحالة يعلن الوزير المكلف بالبيئة عن سحب رخصة التصريف بناء
على تقرير الوالي وذلك دون المساس بالمتابعة القضائية.2
وفي األخير تصل إلى أن أهمية سحب الترخيص تكمن في كونه أهم وأشد تدبير
إداري تتخذه الهيئات اإلدارية لمواجهة منتهكي البيئة.
رابعا :الرسم البيئي
سميت المرسوم البيئية في ضل المنشور الوزاري المشترك لسنة ،8552تظهر اهتماما بيئيا
واضحا ،تجسدت من خالل فرض تدريجي للجباية على األنشطة الملوثة للبيئة بشكل ردعي
ومع نظرة وقائية من أجل الحماية والمحافظة على البيئة في الجزائر ،ووضع حد للتدهور
البيئي تأث ار باالهتمام الدولي وانتشار الوعي البيئي دولية وداخلية ولهذا بدأ التكفل بهذه
الحماية مادية من خالل وضع مجموعة من الرسوم الغرض منها مزدوج وقائي وردعي.3
85
اآلليات التنظيمية واإلدارية لحماية البيئة في الجزائر الفصل الثاني :
كما تعرف على أنها إحدى السياسات الوطنية المستحدثة مؤخ ار والتي تهدف إلى
تصحيح النقائص عن طريق وضع تسعيرة أو رسم أو ضريبة للطوث ويعبر عنها بالضرائب
الخضراء أو الضرائب اإليكولوجية.1
و تقوم الجباية البيئة على مبدأين هامين هما :
مبدأ الملوث الدافع ،حيث ظهر مبدأ الملوث الدافع ألول مرة سنة 8572من طرف
منظمة التعاون والتنمية االقتصادية ،تقوم الجباية البيئية وفق هذا المبدأ على أن الملوث
للبيئة دافع للضريبة ،ويلزم ملحقي األضرار بالبيئة على عملية اإلصالح البيئي و يمكن
االستناد إلى قواعد المسؤولية لتحديد أساس التعويض عن األضرار البيئية.2
ولقد نص عليه المشرع الجزائري في قانون البيئة وعرفه بأنه " المبدأ الذي يتحمل
بمقتضاه كل شخص يتسبب نشاطه أو يمكن أن يتسبب نشاطه في إلحاق الضرر بالبيئة ،
نفقات كل تدابير الوقاية من التلوث والتقليص منه واعادة األماكن وبيئتها إلى حالتها
األصلية ،فالهدف الذي يسعى إليه المشرع من خالل إدخال هذا المبدأ هو إلقاء عبء
التكلفة االجتماعية للتلوث على الذي يحدثه وليس على الجماعة ،وبالتالي الضغط المالي
على الملوث ليمتنع عن تلويث.3
البيئة أو على األقل تقليص التلوث الناجم عن نشاطه الصناعي والبحث عن
التكنولوجيات األقل تلويثا.4
أما المبدأ الثاني فهو مبدأ المصفى ويمقتضى هذا المبدأ يتلقى كل من يستجيب
للضوابط البيئية امتيازات في شكل إعفاءات أو عالوات مالية.
86
اآلليات التنظيمية واإلدارية لحماية البيئة في الجزائر الفصل الثاني :
وهو ما أقره المشرع في القانون رقم ،21-18حيث نص على أنه تحدد في إطار
قوانين المالية إجراءات محفزة بغرض تطوير الفضاءات واألقاليم واألوساط الواجب ترقيتها
وفقا ألدوات تهيئة اإلقليم المصادق عليها.1
ومن أهم الرسوم البيئية التي شرعت الجزائر في وضعها ابتداءا من سنة 8552
بصفة تدريجية :
بالرجوع إلى نص المادة 887من قانون المالية لسنة 8552نجد أن المشرع حدد
هذا الرسم القاعدي بالنسبة للمنشآت المصنفــة الخاضعة إلجراء للتصريح بحوالي 2111دج أما
المنشآت المصنفة الخاضعة للترخيص بحوالي 21ألف دج ،أما المنشآت التي ال تشغل
أكثر من شخصين فخفض الرسم القاعدي إلى 791دج بالنسبة للمنشآت المصنفة الخاضعة
للتصريح والى 1111دج بالنسبة للمنشآت المصنفة الخاضعة للترخيص.2
لهذا قام المشرع بمراجعته بموجب قانون المالية لسنة 2111على النحو التالي :
821.111 -دج بالنسبة للمنشآت المصنفة الخاضعة لرخصة من الوزير المكلف بالبيئة و
21111دج إذا لم تشغل أكثر من عاملين.
51.111 -دج بالنسبة للمنشآت المصنفة الخاضعة لرخصة من الوالي المختص إقليميا و
81111دج إذا لم تشغل أكثر من عاملين.3
21.111 -دج بالنسبة للمنشآت المصنفة الخاضعة لرخصة من رئيس المجلس الشعبي
البلدي المختص إقليميا و 2111دج إذا لم تشغل أكثر من عاملين 5111 - .دج بالنسبة
للمنشآت المصنفة الخاضعة لتصريح و 2111دج إذا لم تشغل أكثر من عاملين.1
-1المادة 27من القانون رقم 21-18مؤرخ في 82ديسمبر 2118المتعلق بتهيئة اإلقليم وتنمية المستدامة ،جريدة
رسمية عند 77مؤرخة في 89ديسمبر ،2118صفحة 25
-2المادة 887من القانون 29-58مؤرخ في 81ديسمبر 8558المتضمن قانون المالية لسنة ،8552جريدة رسمية
عند 19مؤرخة في 81ديسمبر ،8558صفحة ،2912السفل و المتمم
-3قانون رقم 88-55مؤرخ في 22ديسمبر 8555المتضمن قانون المالية لسنة ،2111جريدة رسمية عند 52
مؤرخة في 29ديسمبر ،8555صفحة 2
87
اآلليات التنظيمية واإلدارية لحماية البيئة في الجزائر الفصل الثاني :
ولقد نص المرسوم التنفيذي 2221-15على أنه يقوم مدير البيئة بالتشاور مع
المدير التنفيذي المعني ،بإعداد إحصاء المؤسسات المصنفة الخاضعة للرسم على النشاطات
الملوثة أو الخطيرة على البيئة وارساله إلى قابض الضرائب المختلفة للوالية مع المعامل
المضاعف المطبق حسب الكيفيات المحددة في القوانين والتنظيمات المعمول بها ويحسب
انطالقا من سعر مرجعي يتحدد بموجب قانون المالية مضروبا في المعامل المضاعف
يحدده المرسوم التنفيذي المتعلق بالرسم على النشاطات الملوثة وهذا المعامل المضاعف
يتغير حسب طبيعة وأهمية النشاط ،وكذا حسب نوع النفايات المخلفة عن النشاط وكميتها.3
الرسم على الوقود وهو رسم حديث العهد ،تأسس بموجب قانون المالية لسنة 2112
ويقدر بدينار عن كل لتر من البنزين الممتاز والعادي بالرصاص.4
الرسم التحفيزي لتشجيع عدم تخزين النفايات المرتبطة بأنشطة العالج حيث أسس
قانون المالية لسنة 2112رسما للتشجيع على تخزين النفايات اإلستشفائية المتعلقة بأنشطة
العالج في المستشفيات والعيادات الطبية بسعر مرجعي قدره
21.111 .دج عن كل عالج من النفايات المخزونة ،ويتم ضبط الوزن المعني وفقا لقدرات
العالج وأنماطه في كل مؤسسة معينة أو عن طريق قياس مباشر ،ويتم توزيع حاصل الرسم
ب %81لفائدة البلديات ب %89لفائدة الخزينة العمومية ب %79لفائدة الصندوق الوطني
للبيئة وازالة التلوث ،وقد منحت مهلة ثالثة سنوات للمستشفيات و العيادات الطبية للتزود
بتجهيزات الترميد المالئمة أو حيازتها.5
88
اآلليات التنظيمية واإلدارية لحماية البيئة في الجزائر الفصل الثاني :
الرسم على الزيوت والشحوم وتحضير الشحوم حيث تم تأسيسه بموجب قانون المالية 2111
1
وحدد ب 82.911دج عن كل طن مستورد أو مصنوع داخل التراب الوطني والتي تنجم
عن استعمالها زيوت مستعملة وتخصص مدا خيل هذا الرسم كما يأتي :
89 % -لصالح الخزينة العمومية.
29 % -لصالح البلديات.
91 % -لصالح الصندوق الوطني للبيئة و إزالة التلوث.
مما سبق يمكن القول أن الجزاءات المالية التي توقعها سلطات الضبط اإلداري لها
دور فعال في حماية البيئة ،إذا كانت تتماشى ودرجة التلوث واال فإن الملوثين سوف
يواصلون انتهاك البيئة.
الفرع الثاني :مدى فاعلية اآلليات الضبطية الردعية في حماية البيئة
من خالل هذا المطلب سوف نحاول التطرق إلى تقييم الدور الذي تؤديه هذه اآلليات
في مجال حماية البيئة.
اوال :آلية اإلخطار
يعتبر اإلخطار المرحلة األولى من مراحل الردع كما يعتبر أخف القيود الوقائية التي
يمكن فرضها على ممارسة النشاط الفردي وأكثرها توفيقا بين الحرية والسلطة ،ولكن ما يأخذ
على هذا النظام في بعض الحاالت لم يحدد اآلجال الممنوحة في اإلخطار ( في مجال
حماية البيئة البحرية) لذلك قد يطول اإلعذار في بعض األحيان ألنها خاضعة للسلطة
التقديرية لإلدارة المسؤولة هذا من جهة كما قد تحدد اإلدارة مدة طويلة بعد اإلعذار مثلما هو
الحال بالنسبة للمنشآت المصنفة لذلك كان على المشرع تحديد المدة التي تتناسب ودرجة
األضرار البيئية.2
-1المادة 18من القانون رقم 81-19مؤرخ في 28ديسمبر 2119المتضمن قانون المالية لسنة 2111جريدة رسمية
عدد 19مؤرخة في 28ديسمبر ،2119صفحة 22
-2محمد غريبي ،مرجع سابق ،صفحة 888
89
اآلليات التنظيمية واإلدارية لحماية البيئة في الجزائر الفصل الثاني :
90
اآلليات التنظيمية واإلدارية لحماية البيئة في الجزائر الفصل الثاني :
اإلنتاجية المرتكزة على التكنولوجيا الرخيصة الملوثة إلى البحث في سبل اعتماد تكنولوجيات
صديقة للبيئة.1
تعتبر اآلليات الضبطية أو األدوات القانونية التي تستخدمها هيئات الضبط اإلداري
في مجال حماية البيئة أهم وسيلة تستخدمها اإلدارة في نشاطها ،حيث تقسم هذه اآلليات إلى
آليات ضبطية وقائية وآليات ضبطية ردعية
وتعتبر اآلليات الضبطية الوقائية وسائل قبلية ،أي قبل مزاولة النشاط ،الهدف منها
محاولة منع وقوع الضرر.
أما اآلليات الضبطية الردعية فهي أدوات مكملة لتحقيق الرقابة المستمرة للمشاريع
وهي بمثابة جزاء وتكون بعد وقوع الضرر.
91
خاتمة
استعرضنا في هذا البحث مفهوم البيئة وتطور التشريعات المتعلقة بها وصور الحماية
القانونية للبيئة ،وتبين لنا أن الفقه والقانون لم يتمكنا من وضع تعريف شامل للبيئة ،حيث
اختلف ذلك من حيث الزاوية التي ينظر من خاللها للبيئة ،وحاولنا ربط الجانب العلمي بالجانب
القانوني التطبيقي.
ونظ اًر لعدم القدرة على الفصل بين اإلنسان والبيئة ،فقد حاولنا في هذا البحث توضيح طبيعة
العالقة بين اإلنسان والبيئة ،وبينا أن اإلنسان هو العامل الرئيسي في المحافظة على البيئة ،لذا
البد من السعي لتطوير سلوكاته من خالل التوعية ،والقضاء على بعض العوامل األخرى التي
من شأنها زيادة تفاقم المشكلة كالفقر ،والجهل وضعف التشريعات ،وجهل اإلدارة للمشاكل
البيئية وغيرها.
ولتدارك األمر أعد المشرع الجزائري عدة قوانين يهدف من خاللها حماية البيئة والحفاظ
عليها متخذاً بعين اإلعتبار ضرورة النمو اإلقتصادي ،إال أن إزدواجية هذه القوانين وتشغيلها،
وامتيازها بالطابع التقني جعلها صعبة التطبيق من طرف اإلدارة والقضاء.
ولقد حدد المشرع في قانون البيئة 81/12مهلة سنتين لصدور المراسيم التنظيمية ،إال أنه
ورغم فوات هذا األجل لم تصدر هذه المراسيم ،مما يجعلنا أمام فراغ قانوني ،والذي سوف يؤدي
حتماً إلى تعقيد مهمة اإلدارة والقضاء في تأدية دورهما في حماية البيئة.
كما ارتأينا البحث في اإلطار القانوني لإلدارة البيئية في الجزائر ،بتناول الجهاز اإلداري
المركزي والمحلي ،ووجدنا أن غالبية و ازرات الدولة على صلة فعلية بالبيئة من خالل إعطاءها
بعض اإلختصاصات بموجب قوانين خاصة ،األمر الذي خلق مشكلة تتمثل في تحديد الجهة
ذات اإلختصاص في ظل هذا الواقع التشريعي ،وقد تدخل هذه الجهات مع بعض في حالة
تنازع إيجابي أو سلبي واألخطر من هذا وذاك أن تعتمد كل جهة على األخرى ،وبالنتيجة
فالبيئة هي التي تدفع الثمن.
92
خاتمة
وحاولنا في هذا البحث التركيز على دور الجمعيات في مجال حماية البيئة ،في الوقت الذي
تم فيه تجاهل دورها في التشريعات البيئية القديمة ،لذلك كان البد من إعطاءها دورها الحقيقي،
كالسماح لها بتحريك الدعوى العمومية في الجرائم التي يكون فيها اإلعتداء على البيئة صارخاً.
وفي إطار تقييمنا للتشريعات البيئية الموجودة ،تبين لنا أن هناك تشابكاً وتعددًا في
اإلختصاصات والعقوبات ،واإلجراءات والبعض تجاوزه الزمن والبعض تعرض للعديد من
التعديالت ،األمر الذي خلق ارتباكا لدى القاضي والباحث ،وكل من له صلة بهذه التشريعات
في التعامل معها وتطبيقها.
وقد حاولنا تسليط الضوء على صور الحماية القانونية للبيئة كالضبط اإلداري والحماية
المدنية والجزائية ،ووجدنا أن اإلدارة لما تتمتع به من سلطات في منح التراخيص ومنع األفراد
من القيام ببعض النشاطات التي ترى فيه مساس بالبيئة ،فهي بذلك تلعب دو اًر أساسياً ووقائياً
في حماية البيئة.
وبالنظر إلى الفلسفة التي تبنى عليها التشريعات البيئية ،فيالحظ أنها أوكلت مهمة
حماية البيئة لإلدارة بالدرجة األولى لما تتمتع به من صالحيات السلطة العامة وسلطات الضبط
اإلداري ،ثم بدرجة ثانية إلى القضاء ،هذا ما يفسر قلة األحكام والق اررات القضائية في مجال
حماية البيئة.
وأما بالنسبة للحماية المدنية ،فقد وجدنا أن المشرع الجزائري لم يشر إليها في قانون
المدني ،ولم يشر إليها في القوانين األخرى ،مما أدى بنا إلى إيجاد صعوبات في تحديد أساس
المسؤولية المدنية عن األضرار البيئية.
وقد عرفنا طرق التعويض ،كالتعويض النقدي الذي يقصد منه جبر الضرر في
الحالة التي ال يمكن فيها إعادة الحال إلى ما كان عليه من قبل ،وفي مجال الضرر البيئي
فضلنا استخدام أسلوب التعويض العيني كلما أمكن ذلك ،ألن بعض األمور ال يمكن تعويضها
بالمال.
93
خاتمة
أما بالنسبة للحماية الجزائية ،التي تهدف إلى تحقيق الردع فقد وجدنا أن الجريمة البيئية
كغيرها من الجرائم تحتاج إلى توفر أركان الجريمة كالركن الشرعي والركن المادي والمعنوي،
وان كانت الجرائم البيئية تمتاز بضعف ركنها المعنوي ،ذلك أن وقوع السلوك اإلجرامي وحده
يؤدي إلى المساس بالبيئة دون النظر إلى إرادة مرتكبها.
كما تطرقنا إلى كيفية المتابعة الجزائية عن الجرائم البيئية و إلى بعض العقوبات المقررة لها،
إال أنه ونظ ار لنقص تأهيل القضاة وضعف اإلدارة في هذا المجال وتعدد القوانين الخاصة
المتعلقة بالبيئة جعل مهمة القضاء صعبة في الوقوف أمام الجرائم البيئية.
لهذا نرى أنه لضرورة تفعيل التشريعات البيئية البد األخذ بعين اإلعتبار النقاط التالية:
.8وجود تشريعات بيئية منسجمة ومتناسقة وغير متناقضة فيما بينها ،وممكنة التطبيق على
أرض الواقع الواقع ،وتالفيا للتعدد في النصوص القانونية ندعو إلى إيجاد تشريع بيئي
موحد يكون له األولوية في التطبيق ،والذي يقوم بتوزيع اإلختصاص بين كافة الجهات
ذات العالقة بالبيئة لكي تتحمل كل جهة مسؤوليتها ،وأن تنشأ بموجب هذا التشريع
مؤسسة مؤهلة ذات إستقاللية مالية وادارية ،يراعى في عملها الحياد والموضوعية،
تستطيع الموازنة بين البيئة والتنمية والمصلحة اإلقتصادية.
.2وجود إدارة قوية وصارمة في تطبيق التشريعات البيئية دون األخذ باإلعتبارات األخرى
سوى حماية البيئة.
-2قضاء صارم وردعي في تطبيق القوانين المتعلقة بحماية البيئة ،وذلك بتوفير قضاة
مؤهلين ومتخصصين للنظر في القضايا البيئية بصورتيها المدنية و الج ازئية ،وأن تأخذ
القضايا البيئية طابع االستعجال للتمكن من ضبط األضرار البيئية.
-1توعية األفراد بضرورة الحفاظ على البيئة ،كون وجود تشريعات بيئية وادارة منظمة،
وقضاء صارم غير كافي وحده للوقوف أمام األخطار البيئة ،إذا لم يتم تحسيس األفراد
وتوعيتهم وتدعيم دور الجمعيات في مجال البيئة .
94
خاتمة
ونخلص في نهاية هذا البحث إلى القول أن تحقيق حماية البيئة والمحافظة عليها يتحقق
بتطبيق المعادلة التالية:
تشريعات بيئية منسجمة +إدارة صارمة في تطبيق التشريعات البيئية +قضاء رعي في مواجهة
المنازعات و الجرائم البيئية +توعية األفراد بضرورة الحفاظ على البيئة.
95
قائمة المراجع
أوال :الكتب
أ -المراجع العامة
- 2عمار عوابدي ،القانون اإلداري ،النشاط اإلداري " الجزء الثاني ،الطبعة الثالثة ،ديوان
المطبوعات الجامعية ،الجزائر.2119 ،
- 2عوايدي عمار ،نظرية الق اررات اإلدارية بين علم اإلدارة والقانون اإلداري ،دار هومة،
الجزائر. 2119 ،
- 1عمار بوضياف ،شرح قانون الوالية ،دار جسور للنشر والتوزيع ،الطبعة األولى،
.2182
-9محمد عاطف غيث ،دراسات في علم االجتماع ،دار النهضة ،القاهرة ،طبعة
8511يحي عبد الغني أبو الفتوح ،أسس واجراءات دراسة جدوى المشروعات (بيئية،
تسويقية ،مالية) ،قسم المالية العامة ،كلية التجارة ،اإلسكندرية8555 ،
-1يوسف حجيم الطائي وآخرون ،نظم إدارة الجودة في المنظمات اإلنتاجية والخدمية ،دار
البازوري ،عمان ،األردن2115 ،
-8أشرف توفيق شمس الدين ،الحماية الجنائية للبيئة ،دار النهضة العربية ،القاهرة ،الطبعة
الثانية.2182 ،
96
قائمة المراجع
-2أحمد عبد الكريم سالمة ،قانون حماية البيئة :دراسة تأصيلية في األنظمة الوطنية
واالتفاقية ،النشر العلمي والمطابع ،جامعة الملك سعود ،السعودية.8557 ،
-2أحمد لكحل ،دور الجماعات المحلية في حماية البيئة ،دار هومة للطباعة والنشر
والتوزيع ،الجزائر ،الطبعة األولى.2181 ،
إسماعيل نجم الدين ،القانون اإلداري البيئي ،منشورات الحلبي الحقوقية ،الطبعة -1
األولى ،بيروت.2182 ،
بن حبيب عبد الرزاق وبن عزة محمد ،دور الجباية في ردع وتحفيز المؤسسات -9
االقتصادية على حماية البيئة من أشكال التلوث (دراسة تحليلية لنموذج الجباية في الجزائر)،
جامعة قاصدي مرباح ورقلة .2182
-1تركية سايح ،حماية البيئة في ظل التشريع الجزائري ،مكتبة الوفاء ،الطبعة األولى،
اإلسكندرية.2181 ،
-7خالد مصطفى قاسم ،إدارة البيئة والتنمية المستدامة في ظل العولمة المعاصرة ،دار
المطبوعات الجامعية ،اإلسكندرية.2117،
-1دردار فتحي ،البيئة في مواجهة التلوث ،دار األمل ،تيزي وزو ،الجزائر. 2111 ،
. -5سعيد سعد عبد السالم" ،مشكلة تعويض أضرار البيئة التكنولوجية ،دار النهضة،
القاهرة.2112 .،
-81عبد الفتاح مراد ،شرح تشريعات البيئة في مصر وفي الدول العربية محليا ودوليا ،دار
نشر الكتب والوثائق المصرية.8551 ،
-88عارف مخلف صالح ،الحماية اإلدارية البيئية ،دار البازوري ،عمان ،األردن.2117 ،
97
قائمة المراجع
-82عبد اهلل الصعيدي ،النمو االقتصادي والتوازن البيئي (تقييم أثر النشاط االقتصادي
على عناصر النظام البيئي) ،دار النهضة العربية ،القاهرة ،مصر.2112 ،
-89محمد اريح ،البيئة المنسية مشاكل البيئة في الجزائر غداة األلفية الثالثة ،مطبعة
مرنيور ،الجزائر.8555 ،
-81ماجد راغب الحلو ،قانون حماية البيئة ،دار المطبوعات الجامعية ،اإلسكندرية،
الطبعة األولى.8551 ،
- 87ماجد ارغب الحلو ،قانون حماية البيئة في ضوء الشريعة ،دار الجامعة الجديدة،
اإلسكندرية ،مصر.2117 ،
منى قاسم ،التلوث البيئي والتنمية االقتصادية ،الدار المصرية ،القاهرة ،الطبعة -81
الثانية.8551 ،
-85محمد صالح الشيخ ،اآلثار االقتصادية والمالية التلوث البيئة ووسائل الحماية ،الطبعة
األولى ،مطبعة اإلشعاع الفنية ،اإلسكندرية ،مصر.2112 ،
-21منال سخري ،السياسة البيئية في الجزائر بين المحددات الداخلية والمقتضيات الدولية،
دار الحامد للنشر والتوزيع ،عمان ،الطبعة األولى. 2187 ،
- 28نجم العزاوي وعبد اهلل حكمت النقار ،إدارة البيئة ،نظم ومتطلبات ،ISO14000
الطبعة األولى ،دار المسيرة ،عمان ،األردن.2117 ،
98
قائمة المراجع
.-8بن أحمد عبد المنعم ،الوسائل القانونية اإلدارية لحماية البيئة في الجزائر ،أطروحة
دكتوراه في القانون العام ،جامعة بن يوسف بن خدة ،الجزائر ،لسنة .2115-2111
-2حسونة عبد الغني ،الحماية القانونية للبيئة في إطار التنمية المستدامة ،أطروحة
دكتوراه ،كلية الحقوق ،جامعة محمد خيضر بسكرة ،لسنة .2182-2182
-2محمد حميداني ،الجزاءات المدنية ودورها في حماية البيئة ،نحو نظرية عامة المسؤولية
بيئية في إطار قانوني بيئي مستقل ،أطروحة الدكتوراه ،كلية الحقوق جامعة باجي مختار،
عنابة ،لسنة .2182
- 1محمد عربي ،الضبط البيئي في الجزائر ،منكرة من أجل نيل شهادة ماجستير في
إطار مدرسة الدكتوراه ،قانون عام تخصص الدولة والمؤسسات العمومية ،جامعة الجزائر،
مدرسة الدكتوراه فرع األغواط.2182 ،
- 9وناس يحي ،اآلليات القانونية لحماية البيئة في الجزائر ،أطروحة دكتوراه في القانون
العام ،جامعة أبوبكر بلقايد ،تلمسان2117 ،
.-8بن صافية سهام ،الهيئات اإلدارية المكلفة لحماية البيئة ،رسالة ماجستير ،كلية الحقوق،
جامعة بن عكنون ،الجزائر ،لسنة .2188 -2181
-2بن فري سفيان ،النظام القانوني لحماية البيئة في ظل التشريع الجزائري ،مذكرة لنيل
إجازة المدرسة العليا للقضاء ،لسنة .2111
99
قائمة المراجع
- 2حميدة جميلة ،الوسائل القانونية لحماية البيئة ،دراسة على ضوء التشريع الجزائري،
منكرة ماجستير ،القانون الخاص تخصص القانون العقاري والزراعي قسم الحقوق جامعة
البليدة.2118 ،
- 1خنتاش عبد الحق ،مجال تدخل الهيئات الالمركزية في حماية البيئة في الجزائر ،رسالة
ماجستير ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة قاصدي مرباح ورقلة ،لسنة -2181
.2188
-9رياح لخضر ،اختصاص البلدية في مجال حماية البيئة ،رسالة ماجستير في العلوم
السياسية والعالقات الدولية ،جامعة الجزائر ،لسنة.2182
-1سنوسي خنيش ،اإلدارة والبيئة في النظرية والتطبيق (دراسة حالة الجزائر) ،رسالة
ماجستير ،معهد العلوم السياسية والعالقات الدولية ،جامعة الجزائر.8557 ،
-7عز الدين دعاس ،أثار تطبيق نظام اإلدارة البيئية من طرف المؤسسات الصناعية،
رسالة ماجستير في علوم التسيير ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة الحاج
لخضر ،باتنة.2188-2181 ،
-1كرومي نور الدين ،الوسائل القانونية لحماية البيئة في الجزائر ،رسالة ماجستير ،كلية
الحقوق ،جامعة موالي الطاهر.2181-2189 ،
-5لعويجي عبد اهلل ،ق اررات التهيئة والتعمير في حماية البيئة ،رسالة ماجستير ،كلية
الحقوق ،جامعة الحاج لخضر ،باتنة ،لسنة .2182
-81محمد بلفضل ،القانون الدولي لحماية البيئة والتنمية المستدامة ،رسالة ماجستير في
القانون العام ،كلية الحقوق جامعة السانيا ،وهران.2117-2111 ،
100
قائمة المراجع
-88محمد قاسمي ،اآلليات القانونية لحماية البيئة من التلوث الصناعي في الجزائر ،رسالة
ماجستير في القانون العام ،كلية الحقوق جامعة محمد لمين دباغين ،سطيف -2189 ،2
.2181
-82مالك بن لعبيدی ،دور الجماعات المحلية في حماية البيئة ،مذكرة ماجستير قانون
عام تخصص قانون إدارية كلية الحقوق جامعة اإلخوة منتوري قسنطينة.2189 ،
- 82مدين أمال ،المنشات المصنفة لحماية البيئة -دراسة مقارنة ،منكرة تخرج لنيل
شهادة الماجستير القانون العام ،كلية الحقوق والعلوم السياسية جامعة أبي بكر بلقايد،
.2182
- 81مقاني فريد ،تدابير حماية البيئة من التلوث في التشريع الجزائرية منكرة لنيل شهادة
ماجستير في القانون العام نخصص قانون البيئة والعمران ،كلية الحقوق والعلوم السياسية،
جامعة الجزاتر - 8بن يوسف بن خدة – .2189
- 89يوهتفل زوليخة ،دور الجماعات المحلية في حماية البيئة ،رسالة ماجستير في
التهيئة اإلقليمية ،قسم التهيئة العمرانية ،كلية علوم األرض والجغرافيا والتهيئة العمرانية،
جامعة منتوري ،قسنطينة.2117 ،
-8أحمد سالم ،الحماية اإلدارية للبيئة في التشريع الجزائري ،مذكرة لنيل شهادة الماستر،
كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة ،لسنة .2181-2182
-2بن خالد سعدي ،قانون المنشأة المضفة لحماية البيئة في الجزائر ،مذكرة الماجستير،
كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة عبد الرحمن ميرة ،بجاية.2182 ،
101
قائمة المراجع
-2بن صديق فاطمة ،الحماية القانونية للبيئة في التشريع الجزائري ،مذكرة تخرج ماستر،
قسم الحقوق ،الملحقة الجامعية ،جامعة أبي بكر بلقايد ،مغنية ،تلمسان ،السنة الجامعية
.2181-2189
-1حليمي بلخير ،دور قواعد التهيئة والتعمير في حماية البيئة ،مذكرة لنيل شهادة ماستر
أكاديمي ،كلية الحقوق جامعة قاصدي مرباح ،ورقلة ،لسنة .2182
-9خروبي محمد ،اآلليات القانونية لحماية البيئة في الجزائر ،مذكرة تخرج لنيل شهادة
الماستر ،جامعة قاصدي مرباح ورقلة ،لسنة .2181-2182
-1سليمة بوعزيز ،السياسات العامة البيئية وأثرها على التنمية المستدامة في الجزائر ،مذكرة
تخرج لنيل شهادة الماستر ،كلية الحقوق ،جامعة العربي بن مهيدي ،أم البواقي،
لسنة.2181-2189
-7ىعمران عامر ،الحماية اإلدارية للبيئة ،مذكرة لنيل شهادة ماستر ،كلية الحقوق ،جامعة
زيان عاشور ،الجلفة ،لسنة .2187-2181
-1عمران مختار ،اآلليات القانونية لحماية البيئة في الجزائر ،مذكرة تخرج لنيل شهادة
الماستر ،كلية الحقوق ،جامعة الدكتور موالي الطاهر ،سعيدة ،لسنة .2187-2181
-5کرمون مريم وسالم ساسية ،اإلدارة المركزية ودورها في حماية البيئة في الجزائر ،مذكرة
النيل شهادة الماستر ،تخصص قانون الجماعات المحلية والهيئات اإلقليمية ،كلية الحقوق
والعلوم السياسية ،جامعة عبد الرحمان ميرة ،بجاية.2189-2181 ،
-81لبوخ العربي وشرفة علي ،آليات حماية البيئة ودورها في تحقيق التنمية المستدامة في
الجزائر ،مذكرة ماستر ،كلية الحقوق ،قسم العلوم السياسية ،جامعة الدكتور موالي الطاهر،
سعيدة .2187-2181
102
قائمة المراجع
-88لعوامر عفاف ،دور الضبط اإلداري في حماية البيئة ،مذكرة لنيل شهادة الماستر،
جامعة محمد خيضر ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،بسكرة ،لسنة .2181-2182
-8الهام فاضل" ،العقوبات اإلدارية لمواجهة خطر المنشأت المصنفة على البيئة في
التشريع الجزائري" ،مجلة السياسة والقانون ،العدد التاسع ،جامعة قاصدي مرباح ورقلة،
لسنة2182،
-2إسماعيل سراج" ،حتى تصبح التنمية المستدامة" ،مجلة التمويل والتنمية ،صندوق النقد
الدولي ،ديسمبر .8552
-2عكروم عادل ،حماية البيئة في إطار المنظمات الدولية ،مجلة البحوث والدراسات
القانونية والسياسية ،جامعة البليدة ،العدد الثاني عشر.
-1حميد علي منصر الشرجي ،المشكالت المعاصرة في كتب التربية اإلسالمية بالمرحلة
األساسية ،مجلة الدراسات العليا ،كلية التربية ،جامعة النيلين (السودان)( ،مج ،)1العدد ،22
بتاريخ . 2187-17-18
-9مونة مقالتي ،إشكالية التدهور البيئي :محاولة للفهم والمعالجة القانونية ،مجلة الباحث
للدراسات األكاديمية ،العدد الثاني عشر ،قالمة جانفي .2181
-1طاوسي فاطنة ،دور الجماعات المحلية واإلقليمية في الحفاظ على البيئة ،مجلة جيل
حقوق اإلنسان ،العدد الثاني.
-7محمد الموسخ ،دور الجماعات المحلية في حماية البيئة ،مجلة االجتهاد القضائي،
جامعة قاصدي مرباح ،العدد السادس ،لسنة .2115
103
قائمة المراجع
-1منصوري مجاجي ،دراسة مدى التأثير على البيئة كأداة لحمايتها من أخطار التوسع
العمراني في التشريع الجزائري ،مجلة البحوث والدراسات العلمية ،جامعة يحي فارس،
المدية. 2115،
-5نواف کنعان ،دور الضبط اإلداري في حماية البيئة ،دراسة تطبيقية في دولة اإلمارات
المتحدة ،مجلة جامعة الشارقة للعلوم الشرعية والقانون ،العدد األول تصدر عن كلية القانون،
جامعة الشارقة ،اإلمارات ،لسنة .2111
-81محمد بن محمد ،حماية البيئة واإلعالم البيئي "قراءة تحليلية لقانون حماية البيئة
1281وقانون االعالم ،19-82مجلة االجتهاد القضائي ،العدد العاشر ،جامعة محمد
خيضر ،بسكرة.
-88ملعب مريم ،اآلليات اإلدارية الوقائية لحماية البيئة في التشريع الجزائري ،مجلة العلوم
االجتماعية ،العدد 21جوان .2187
-82نبيلة أقوجيل ،حق الفرد في حماية البيئة لتحقيق السالمة والتنمية المستدامة ،مجلة
الفكر ،العدد السادس ،لسنة .2181
-8حورية سويقي ،آليات حماية البيئة (مسؤولية الشركة األم عن األضرار البيئية التي
تسببها شركاتها التابعة في ظل تجمع الشركات) ،ملتقى دولي ،طرابلس،
لبنان21-27/82/2187.،
104
قائمة المراجع
-2موسی عبد الناصر وبرني لطيفة ،االقتصاد البيئي بين مستوييه الكلي والجزئي في
الجزائر ،ملتقى وطني الخامس حول اقتصاد البيئة وأثره على التنمية المستدامة ،جامعة 21
أوت ،8599سكيكدة.2111 ،
-2عجالن العياشي ،تفعيل دور الجباية البيئية لتحقيق التنمية المستدامة :حالة الجزائر،
الملتقى الدولي حول :التنمية المستدامة والكفاءة االستخدامية ،كلية العلوم االقتصادية،
جامعة فرحات عباس ،سطيف ،يومي 17و 11أفريل .2111
أ .القوانين
- 5القانون رقم 19/01المتعلق بتسيير النفايات ومراقبتها وازالتها ،ج ،ر ،العدد ،77
89ديسمبر .2118
-82القانون رقم 81/88المؤرخ في 22يونيو ،2188يتعلق بالبلدية ،ج ،ر ،العدد ،27
السنة 2188
106
قائمة المراجع
ب -األوامر
ج -المراسيم
107
قائمة المراجع
108
قائمة المراجع
-أمل المرشدي ،بحث قانوني ودراسته عن الوسائل القانونية لحماية البيئة ودور القاضي
في تطبيقها ،متوفر عليه يوم www.mohanah.net/lawأطلع على موقع
.2122/19/29
109
قائمة المراجع
110
الفهرس
إهداء
شكر
مقدمة 8 .............................................................................
الفصل األول النظام القانوني لحماية البيئة في الجزائر6 ............................
المبحث األول :اإلطار المفاهيمي لنظام حماية البيئة1 .................................
المطلب األول :مفهوم البيئة1 ........................................................
الفرع األول :تحديد مفهوم البيئة 1 .....................................................
الفرع الثاني :مفهوم المشكالت البيئية82 ................................................
الفرع الثالث :تحديد مفهوم النظام القانوني للبيئة 81 .....................................
المطلب الثاني :مبادئ ومميزات النظام القانوني للبيئة81 ................................
الفرع األول :مبادئ النظام القانوني للبيئة 81 ............................................
الفرع الثاني :مميزات النظام القانوني لحماية البيئة 21 ...................................
المبحث الثاني :تطور السياسات العامة للبيئة في الجزائر 27 ............................
المطلب األول :التطور التشريعي القانون حماية البيئة في الجزائر27 .....................
الفرع األول :تطور قانون حماية البيئة أثناء الفترة االستعمارية 27 ......................
الفرع الثاني :تطور قانون حماية البيئة في ظل االستقالل (21 ...................)8512
المطلب الثاني :تأثير القانون البيئي الدولي على الجزائر 25 .............................
الفرع األول :مرحلة صدور قانون 8512إلى غاية 25 ...........................2111
الفرع الثاني :السياسة البيئة في مرحلة 22 .............................. 2181-2118
الفصل الثاني اآلليات التنظيمية واإلدارية لحماية البيئة في الجزائر 35 ................
المبحث األول :الهيئات المكلفة بحماية البيئة في التشريع الجزائري29 ....................
المطلب األول :الهيئات المركزية لحماية البيئة 29 .......................................
الفرع األول :و ازرة التهيئة العمرانية والبيئة والمدينة29 ....................................
الفهرس