Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 17

‫الملتقى العلمي الدولي حول‪ :‬آليات حوكمة المؤسسات‬

‫ومتطلبات تحقيق التنمية يومي ‪ 52-52‬نوفمبر ‪5102‬‬

‫كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة ‪-‬الجزائر‬

‫عنوان المداخلة‪ :‬تطبيق مبادئ الحوكمة في الشركات العائلية (دراسة حالة مجموعة نقل)‬
‫من إعداد‪:‬‬

‫مختار بونقاب‬ ‫د‪.‬نوال بن عمارة‬


‫‪moukhtar8@gmail.com‬‬ ‫‪b.naoual_sf@yahoo.com‬‬

‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة ‪-‬الجزائر‬


‫الملخص‪ :‬لإلجابة على إشكالية البحث اليت تتمحور حول‪ :‬مدى تطبيق حوكمة الشركات يف رلموعة نقل ذات‬
‫ادللكية العائلية‪ .‬مت التطرق دلفهوم حوكمة الشركات‪ ،‬وسلتلف العناصر ادلتعلقة هبا‪ .‬وقد مت اتباع ادلنهج الوصفي‬
‫التحليلي لكونو مالئما لعرض ادلفاىيم ادلرتبطة حبوكمة الشركات‪ ،‬مع االستعانة دبنهج دراسة احلالة‪ ،‬ألننا بصدد‬
‫دراسة مدى تطبيق حوكمة الشركات يف رلموعة نقل‪ .‬وقد خرج البحث دبجموعة من النتائج أمهها‪ :‬إن تطبيق‬
‫حوكمة الشركات دبجموعة نقل ساىم يف النمو ادلتوسع للمجموعة وترسيخ مبدأ اإلفصاح والشفافية هبا‪.‬‬

‫الكلمات المفتاح‪ :‬حوكمة الشركات‪ ،‬االفصاح والشفافية‪ ،‬رللس اإلدارة‪ ،‬رلموعة نقل‪.‬‬
‫‪Abstract: To answer the problematic research centred on: the application of‬‬
‫‪corporate governance in a family-owned Nuqul Group. The concept of corporate‬‬
‫‪governance, various items related to them are surveyed. The descriptive‬‬
‫‪analytical method was followed since it is appropriate to display the concepts‬‬
‫‪that are associated with the corporate governance, a case study has been adopted‬‬
‫‪because we are going to examine the application of corporate governance in the‬‬
‫‪Nuqul Group. The main results of this research are: The application of corporate‬‬
‫‪governance Nuqul Group has contributed to the group's expanding growth and‬‬
‫‪establish the principle of disclosure and transparency.‬‬
‫‪Key words: corporate governance, disclosure and transparency, the Board of‬‬
‫‪Directors, Nuqul Group.‬‬
‫المقدمة‪ :‬شهد عادل ادلال واألعمال خالل العقود القليلة ادلاضية‪ ،‬رلموعة من األزمات ادلالية واالقتصادية‪ ،‬اليت‬
‫ضربت العديد من اقتصاديات بلدان العادل‪ ،‬وقد نتج عنها اهنيارات وخسائر مالية كبَتة مست شركات كربى مثل‪:‬‬
‫‪ ،... Enron, Worldcom, Parmalat‬ىذه اخلسائر واالهنيارات ظهرت نتيجة جملموعة من ادلمارسات‬
‫الالأخالقية وغَت القانونية‪ ،‬كاستخدام ىذه الشركات لطرق زلاسبية معقدة‪ ،‬بُغية إخفاء خسائرىا والتالعب حبقوق‬
‫أصحاب ادلصاحل كادلسامهُت‪ ،‬الدائنُت وادلوردين‪ ،‬فضال عن استغالل السلطة خلدمة مصاحل شخصية‪.‬‬

‫ولقد أدت ادلشاكل ادلالية اليت تعرضت ذلا العديد من كربيات الشركات يف العادل‪ ،‬إذل االىتمام بتطبيق‬
‫احلوكمة )‪ ،)GOVERNANCE‬ذلك أن االلتزام دببادئها سيؤدي إذل إدارة الشركات بشكل مسؤول وعدم‬
‫تالعب اإلدارة بأموال ادلسامهُت‪ ،‬ويعزز مبدأ الشفافية واإلفصاح‪ ،‬وبالتارل ربقيق الثقة وادلصداقية يف ادلعلومات‬
‫الواردة يف قوائمها ادلالية ‪ ،‬باإلضافة إذل ذلك فإن االلتزام بالقيم األخالقية اليت تنص عليها مبادئ احلوكمة سوف‬
‫يضمن التسيَت اجليد للشركات وحيافظ على حقوق مجيع األطراف ذوي ادلصلحة بالشركة‪.‬‬

‫أهمية البحث‪ :‬تكمن أمهية البحث يف كونو يتناول موضوعا أساسيا يف عادل الشركات‪ ،‬أال وىو حوكمة الشركات‬
‫العائلية‪ ،‬حيث ازداد االىتمام حبوكمة الشركات‪ ،‬خاصة بعد الفضائح واخلسائر ادلالية الكبَتة اليت منيت هبا‬
‫شركات عادلية من أمثال شركة انرون‪.‬‬

‫إشكالية البحث‪ :‬تتمحور إشكالية ىذا البحث يف اإلشكالية التالية‪ :‬ما مدى تطبيق حوكمة الشركات يف رلموعة‬
‫نقل ذات ادللكية العائلية؟‬

‫فرضية البحث‪ :‬اىتمت رلموعة نقل منذ تأسيسها بتطبيق حوكمة الشركات‪ ،‬حيث سامهت ىذه االخَتة يف‬
‫النمو ادلتوسع للمجموعة‪ ،‬فضال عن جذب وتأسيس شراكات اسًتاتيجية‪.‬‬

‫أهداف البحث‪ :‬ديكن تلخيص أىم أىداف البحث فيما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬التعرف على مفهوم حوكمة الشركات وسلتلف العناصر ادلرتبطة بو؛‬


‫‪ .2‬إبراز دور حوكمة الشركات يف تفعيل رللس اإلدارة وترسيخ مبدأ اإلفصاح والشفافية؛‬
‫‪ .3‬الوقوف على تطبيق حوكمة الشركات يف رلموعة نقل ذات ادللكية العائلية‪.‬‬

‫منهج البحث‪ :‬مت اعتماد ادلنهج الوصفي التحليلي لكونو مالئما لعرض ادلفاىيم ادلتعلقة حبوكمة الشركات‪ ،‬مع‬
‫االستعانة دبنهج دراسة احلالة‪ ،‬ألننا بصدد دراسة مدى تطبيق حوكمة الشركات يف رلموعة نقل‪.‬‬

‫محاور البحث‪ :‬سوف تتم معاجلة ىذا البحث من خالل احملاور الثالث التالية‪:‬‬

‫احملور األول‪ :‬اإلطار النظري حلوكمة الشركات‬

‫‪3‬‬
‫احملور الثاين‪ :‬دور حوكمة الشركات يف تفعيل رللس اإلدارة وترسيخ مبدأ اإلفصاح والشفافية‬

‫احملور الثالث‪ :‬دراسة حالة رلموعة نقل‬

‫المحور األول‪ :‬اإلطار النظري لحوكمة الشركات‬

‫اتفق االقتصاديون القانونيون على أن مصطلح (‪ )Corporate Governance‬يف اللغة االصلليزية‬


‫يعٍت حوكمة الشركات‪ ،‬لكن يف اللغة العربية ال توجد تسمية موحدة ذلذا ادلصطلح‪ ،‬حيث أطلق عليو عدة‬
‫تسميات مثل‪ :‬احلكم الرشيد‪ ،‬حوكمة الشركات و اإلدارة احلكيمة‪ ،‬يف حُت رأي بعض االقتصاديُت بتسميتها‬
‫أسلوب شلارسة سلطة اإلدارة بالشركة‪ ،‬أسلوب اإلدارة ادلثلي‪ ،‬القواعد احلاكمة للشركات‪ ،‬أو اإلدارة النزيهة أو‬
‫‪1‬‬
‫احلاكمية ادلؤسسية يف حكم الشركات‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مفهوم حوكمة الشركات‬

‫ذبدر اإلشارة إذل أنو ال يوجد تعريف موحد متفق عليو دلفهوم حوكمة الشركات‪ ،‬لكن ىناك العديد من‬
‫زلاوالت واجتهادات يف ىذا الشأن‪ ،‬ولقد تعددت الدراسات احلديثة اليت تناولت ىذا ادلوضوع بالبحث زلاولة‬
‫وضع التعريف ادلناسب وادلبادئ القابلة للتطبيق‪ ،‬وىذا ما تؤكده موسوعة حوكمة الشركات‪ ،‬حيث تشَت إذل عدم‬
‫وجود تعريف موحد ذلذا ادلفهوم‪ ،‬وىذا ردبا يرجع إذل تداخل عناصره مع العديد من االمور ادلؤسسية واالقتصادية‬
‫‪2‬‬
‫والسياسية واالجتماعية واإلدارية‪...‬إخل‪.‬‬

‫‪ -0‬تعريف حوكمة الشركات‬

‫ويف ىذا الصدد فقد عرفها البعض بأهنا‪:‬‬

‫‪" .1‬اإلجراءات احلاكمة بالشركات لضمان ربقيق التوازن يف حقوق أصحاب ادلصاحل ادلتعارضة‪ ،‬كما قد‬
‫تعترب بأهنا مفهوم التحكم ادلؤسسي ألغراض معاجلة مشكلة الوكالة ومحاية حقوق حاملي األسهم ومحاية‬
‫حقوق أصحاب ادلصاحل‪ ،‬والتأكد على ضرورة تفعيل ادلعايَت احملاسبية على ادلستوي احمللي والدورل وربقيق‬
‫‪3‬‬
‫العدالة االقتصادية من منظور اقتصاد السوق"‪.‬‬
‫‪" .2‬القواعد وادلعايَت اليت ربدد العالقة بُت إدارة الشركة من ناحية‪ ،‬ومحلة األسهم وأصحاب ادلصاحل أو‬
‫األطراف ادلرتبطة بالشركة (محلة السندات والعمال وادلوردين والدائنُت وادلستهلكُت من ناحية أخرى)"‪.‬‬
‫وبشكل أكثر ربديدا‪ ،‬يقدم ىذا االصطالح إجابات لعدة تساؤالت من أمهها‪ :‬كيف يضمن ادلالكون‬
‫أال تسيء اإلدارة استغالل أمواذلم؟ كيف يتأكد ىؤالء أن اإلدارة تسعى إذل تعظيم رحبية وقيمة أسهم‬

‫‪4‬‬
‫الشركة يف األجل الطويل؟ ما مدى اىتمام اإلدارة بادلصاحل األساسية للمجتمع يف رلاالت الصحة‬
‫‪4‬‬
‫والبيئة؟ وأخَتا‪ ،‬كيف يتمكن محلة األسهم وأصحاب ادلصاحل من رقابة اإلدارة بشكل فعال؟‬
‫‪" .3‬رلموعة من القواعد والعالقات فيما بُت القائمُت على الشركة ورللس اإلدارة وادلالك ومجيع األطراف‬
‫ذات ادلصلحة بالشركة"‪ .‬وىذا حسب منظمة التعاون االقتصادي والتنمية ‪5.OECD‬‬
‫‪" .4‬النظام الذي يتم من خاللو إدارة الشركات والتحكم يف أعماذلا"‪ ،‬وىذا حسب مؤسسة التمويل الدولية‬
‫‪6‬‬
‫‪.IFC‬‬
‫‪ -5‬نشأة حوكمة الشركات‬

‫تعود جذور حوكمة الشركات إذل ‪ Berle & Means‬اللذين يعدان أول من تناول موضوع فصل‬
‫ادللكية عن اإلدارة وذلك يف عام ‪ . 1932‬وتأيت آليات حوكمة الشركات لسد الفجوة اليت ديكن أن ربدث بُت‬
‫‪7‬‬
‫مديري ومالكي الشركة من جراء ادلمارسات السلبية اليت ديكن أن تضر بالشركة‪.‬‬

‫قام كل من (‪ )Jenson and Meckling‬باالىتمام دبفهوم حوكمة الشركات وإبراز أمهيتها يف احلد او‬
‫التقليل من ادلشاكل اليت قد تنشا من الفصل بُت ادللكية واإلدارة‪ ،‬أما يف عام ‪ 1987‬قام ادلعهد االمريكي‬
‫للمحاسبُت القانونيُت )‪ )AICPA‬بتشكيل جلنة محاية التنظيمات اإلدارية )‪The Committee (COSO‬‬
‫‪ Of Sponsoring Organization‬ادلعروفة باسم جلنة تريدواي )‪ ،)Treadway Commission‬واليت‬
‫أصدرت تقريرىا ادلتضمن رلموعة من التوصيات اخلاصة بتطبيق قواعد حوكمة الشركات وما يرتبط هبا من منع‬
‫حدوث الغش والتالعب يف إعداد القوائم ادلالية‪ ،‬وذلك عن طريق االىتمام دبفهوم نظام الرقابة الداخلية وتعزيز‬
‫‪8‬‬
‫مهمة ادلراجعة اخلارجية أمام رلالس إدارة الشركات‪.‬‬

‫بدا االىتمام احلقيقي دبفهوم حوكمة الشركات‪ ،‬حينما أصدرت جلنة األبعاد ادلالية حلوكمة الشركات‬
‫)‪ )Cadbury‬يف ديسمرب ‪ 1992‬تقريرىا ادلعد من قبل رللسي التقارير ادلالية وسوق لندن لألوراق ادلالية بعنوان‬
‫األبعاد ادلالية حلوكمة الشركات‪ ،‬ولقد أخذت حوكمة الشركات بعدا آخر بعد حدوث االزمات ادلالية وافالس‬
‫العديد من الشركات والفضائح ادلالية يف كربيات الشركات االمريكية يف هناية عام ‪ ،2001‬وعلى دلستوى الدورل‬
‫يعترب التقرير الصادر عن منظمة التنمية والتعاون االقتصادي (‪Organization For (OECD, 1999‬‬
‫‪ Economic Co-Operation and Devlopment‬بعنوان‪ :‬مبادئ حوكمة الشركات وىو اول اعًتاف‬
‫‪9‬‬
‫دورل رمسي بذلك ادلفهوم‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ -2‬خصائص حوكمة الشركات‬

‫يشَت مصطلح حوكمة الشركات إذل اخلصائص التالية‪:‬‬

‫‪ -‬االنضباط‪ :‬أي إتباع السلوك األخالقي ادلناسب والصحيح؛‬


‫‪ -‬الشفافية‪ :‬أي تقدًن صورة حقيقية لكل ما حيدث؛‬
‫‪ -‬االستقاللية‪ :‬أي ال توجد تأثَتات وضغوطات غَت الزمة للعمل؛‬
‫‪ -‬المساءلة‪ :‬أي إمكانية تقييم وتقدير أعمال رللس اإلدارة واإلدارة التنفيذية؛‬
‫‪ -‬المسؤولية‪ :‬أي وجود مسؤولية أمام مجيع األطراف ذوي ادلصلحة يف الشركة؛‬
‫‪ -‬العدالة‪ :‬أي جيب احًتام حقوق سلتلف اجملموعات أصحاب ادلصلحة يف الشركة ؛‬
‫‪10‬‬
‫‪ -‬المسؤولية االجتماعية‪ :‬أي النظر إذل الشركة كمواطن جيد‪.‬‬
‫‪ -4‬مبادئ حوكمة الشركات‬

‫يُقصد دببادئ حوكمة الشركات القواعد والنظم واإلجراءات اليت ربقق أفضل محاية وتوازن بُت مصاحل‬
‫مديري الشركة وادلسامهُت فيها‪ ،‬وأصحاب ادلصاحل األخرى ادلرتبطة هبا‪ ،‬وىناك مخسة مبادئ أساسية لًتسيخ قواعد‬
‫احلوكمة وضعتها منظمة التعاون االقتصادي والتنمية سنة ‪ 1999‬زائد ادلبدأ السادس والذي مت وضعو بعد مراجعة‬
‫ىذه ادلبادئ سنة ‪ ،112004‬وديكن عرض مبادئ حوكمة الشركات كاآلين‪:‬‬

‫‪ -‬ضمان وجود أساس إلطار فعال لحوكمة الشركات‪ :‬ينبغي أن يشجع ىذا اإلطار على الشفافية‬
‫وكفاءة األسواق وان يكون متوافقا مع حكم القانون وان حيدد وبوضوح توزيع ادلسؤوليات بُت سلتلف‬
‫اجلهات اإلشرافية والتنظيمية والتنفيذية‪.‬‬
‫‪ -‬حقوق المساهمين‪ :‬ينبغي يف إطار حوكمة الشركات أن يوفر احلماية للمسامهُت وأن يسهل ذلم شلارسة‬
‫حقوقهم‪ ،‬حيث يتضمن ىذا ادلبدأ رلموعة من احلقوق اليت تضمن ادللكية اآلمنة لألسهم‪ ،‬واإلفصاح‬
‫التام عن ادلعلومات‪ ،‬وحقوق التصويت‪ ،‬وادلشاركة يف قرارات بيع أو تعديل أصول الشركة دبا يف ذلك‬
‫عمليات االندماج وإصدار أسهم جديدة؛‬
‫‪ -‬المعاملة المتساوية للمساهمين‪ :‬ينبغي يف إطار حوكمة الشركات أن يضمن معاملة متساوية لكافة‬
‫ادلسامهُت‪ ،‬دبا يف ذلك مسامهي األقلية والسامهُت األجانب‪ ،‬كما ينبغي أن تتاح لكافة ادلسامهُت فرصة‬
‫احلصول على تعويض فعلي يف حالة انتهاك حقوقهم؛‬
‫‪ -‬دور أصحاب المصالح في حوكمة الشركات‪ :‬ينبغي أن ينطوي إطار حوكمة الشركات على االعًتاف‬
‫حبقوق أصحاب ادلصلحة كما يوضحها القانون‪ ،‬وأن يعمل أيضا على تشجيع االتصال بُت الشركات‬

‫‪6‬‬
‫وبُت أصحاب ادلصاحل يف رلال خلق الثروة وفرص العمل وربقيق االستدامة للمشروعات القائمة على‬
‫أسس مالية سليمة؛‬
‫‪ -‬اإلفصاح والشفافية‪ :‬ينبغي يف إطار حوكمة الشركات أن يضمن القيام باإلفصاح السليم الصحيح يف‬
‫الوقت ادلناسب عن كافة ادلوضوعات اذلامة ادلتعلقة بالشركة‪ ،‬دبا يف ذلك ادلركز ادلارل‪ ،‬واألداء‪ ،‬وحقوق‬
‫ادللكية‪ ،‬وحوكمة الشركات؛‬
‫‪ -‬مسؤوليات مجلس اإلدارة‪ :‬جيب أن يضمن إطار حوكمة الشركات التوجيو واإلرشاد االسًتاتيجي‬
‫للشركة‪ ،‬والرقابة الفعالة جمللس اإلدارة على إدارة الشركة‪ ،‬وزلاسبة رللس اإلدارة عن مسئوليتو أمام الشركة‬
‫‪12‬‬
‫وادلسامهُت‪.‬‬
‫‪ -2‬أهمية حوكمة الشركات‬

‫بعد االهنيارات االقتصادية واألزمات ادلالية اليت شهادهتا معظم دول العادل‪ ،‬واليت أدت اذل ضياع حقوق‬
‫أصحاب ادلصاحل هبا وبصفو خاصة ادلستثمرين احلاليُت‪ ،‬لذا كان االىتمام بتطبيق حوكمة الشركات ىو ادلخرج‬
‫‪13‬‬
‫السريع واحلل ادلتكامل والفعال لكل ىذه السلبيات دلا ذلا من مزايا واجيابيات‪.‬‬

‫وديكن تلخيص أمهية حوكمة الشركات كما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬جذب االستثمارات احمللية واألجنبية وزبفيض تكلفة التمويل؛‬


‫‪ -‬احلد من ىروب رؤوس األموال احمللية إذل اخلارج وىجرهتا؛‬
‫‪14‬‬
‫‪ -‬مكافحة الفساد ادلارل واإلداري وما يًتتب عليو من فقر وبطالة؛‬
‫‪ -‬ذبنب االنزالق يف مشاكل زلاسبية ومالية‪ ،‬دبا يعمل على تدعيم االستقرار نشاط الشركات العاملة‬
‫باالقتصاد‪ ،‬وبالتارل ربقيق التنمية واالستقرار االقتصادي؛‬
‫‪ -‬احلصول على رللس إدارة قوي يستطيع اختيار مديرين مؤىلُت قادرين على ربقيق وتنفيذ أنشطة الشركة‬
‫يف إطار القوانُت وبطريقة أخالقية؛‬
‫‪ -‬الشفافية والدقة والوضوح يف القوائم ادلالية اليت تصدرىا الشركات وما يًتتب على ذلك من زيادة ثقة‬
‫‪15‬‬
‫ادلستثمرين هبا و اعتمادىم عليها يف ازباذ القرارات‪.‬‬
‫‪ -2‬أهداف حوكمة الشركات‬

‫تسعى حوكمة الشركات إذل ربقيق العديد من األىداف نذكر أمهها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬ربسُت قدرة ادلشاريع على ربقيق أىدافها من خالل ربسُت الصورة الذىنية واالنطباع اإلجيايب عنها؛‬

‫‪7‬‬
‫‪ -‬ربسُت عملية صنع القرار يف الشركات بزيادة إحساس ادلديرين بادلسؤولية وإمكانية زلاسبتهم من خالل‬
‫اجلمعية العامة؛‬
‫‪ -‬ربسُت خاصية مصداقية البيانات وادلعلومات وربقيق سهولة فهمها عرب احلدود؛‬
‫‪ -‬إدخال اعتبارات القضايا البيئية واألخالقية يف منظومة صنع القرار؛‬
‫‪16‬‬
‫‪ -‬زيادة قدرة ادلشاريع على ربسُت موقفها التنافسي وجذب استثمارات ورؤوس أموال أخرى؛‬
‫‪ -‬تسمح خبلق الثقة بُت ادلتعاملُت يف زمن الفضائح ادلالية واالهنيارات؛‬
‫‪ -‬سبكن ادلستثمرين ادلاليُت من احلصول على وسائل تقوم بالرقابة على إدارة أصوذلم ادلوزعة على عدة‬
‫زلافظ استثمارية وتؤدي إذل تعظيم ادلنافع؛‬
‫‪17‬‬

‫‪ -‬العدالة والشفافية يف معامالت الشركة وحق ادلساءلة دبا يسمح لكل ذي مصلحة مراجعة اإلدارة حيث‬
‫أن احلوكمة تقف يف مواجهة الفساد؛‬
‫‪ -‬محاية ادلسامهُت بصفة عامة وتعظيم عائدىم وذلك بتبٍت معايَت الشفافية يف التعامل معهم دلنع حدوث‬
‫االزمات االقتصادية؛‬
‫‪18‬‬
‫‪ -‬ربسُت اإلدارة داخل الشركة وادلساعدة على تطوير االسًتاتيجيات وزيادة كفاءة االداء‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬محددات حوكمة الشركات واألطراف المعنية بها‬

‫‪ -1‬محددات حوكمة الشركات‬

‫يتوقف التطبيق اجليد حلوكمة الشركات على رلموعتُت من احملددات وىي‪:‬‬

‫‪ -1-1‬المحددات الداخلية‪ :‬تشَت ىذه احملددات إذل القواعد واألساليب اليت تطبق داخل الشركات واليت‬
‫تتضمن وضع ىياكل إدارية سليمة توضح كيفية ازباذ القرارات داخل الشركات وتوزيع مناسب للسلطات‬
‫والواجبات بُت األطراف ادلعنية بتطبيق مفهوم حوكمة الشركات‪ ،‬مثل اجلمعية العامة‪ ،‬رللس اإلدارة‪،‬‬
‫ادلديرين التنفيذيُت وأصحاب ادلصاحل‪ ،‬وذلك بالشكل الذي ال يؤدي إذل وجود تعارض يف ادلصاحل بُت‬
‫‪19‬‬
‫ىؤالء األطراف‪ ،‬بل يؤدي إذل ربقيق مصاحل ادلستثمرين على ادلدى الطويل‪.‬‬
‫‪ -2-1‬المحددات الخارجية‪ :‬وتشَت إذل ادلناخ العام لالستثمار يف الدولة‪ ،‬والذي يشمل على سبيل ادلثال‪:‬‬
‫القوانُت ادلؤسسة للنشاط االقتصادي مثل‪ :‬قوانُت سوق ادلال‪ ،‬الشركات وتنظيم ادلنافسة‪ ،‬منع ادلمارسات‬
‫االحتكارية واإلفالس‪ ،‬البنوك وسوق ادلال‪ ،‬كفاءة األجهزة واذليئات الرقابية وىيئة سوق ادلال والبورصة‪،‬‬
‫وذلك فضال عن بعض ادلؤسسات ذاتية التنظيم اليت تضمن عمل األسواق بكفاءة‪ ،‬ومنها على سبيل‬
‫ادلثال اجلمعيات ادلهنية اليت تضع ميثاق شرف للعاملُت يف السوق‪ ،‬مثل ادلراجعُت‪ ،‬احملاسبُت‪ ،‬احملامُت‬
‫والشركات العاملة يف سوق األوراق ادلالية وغَتىا‪ ،‬ىذا باإلضافة إذل ادلؤسسات اخلاصة للمهن احلرة مثل‪:‬‬

‫‪8‬‬
‫مكاتب احملاماة وادلراجعة‪ ،‬التصنيف االئتماين واالستشارات ادلالية واالستثمارية‪ .‬وترجع أمهية احملددات‬
‫اخلارجية إذل أن وجودىا يضمن تنفيذ القوانُت والقواعد اليت تضمن حسن إدارة الشركة‪ ،‬واليت تقلل من‬
‫‪20‬‬
‫التعارض بُت العائد االجتماعي والعائد اخلاص‪.‬‬
‫‪ -2‬األطراف المعنية بحوكمة الشركات‬

‫ىناك أربع أطراف رئيسية تتأثر وتؤثر يف التطبيق السليم لقواعد حوكمة الشركات‪ ،‬وربدد إذل درجة كبَتة‬
‫مدى النجاح أو الفشل يف تطبيق ىذه القواعد‪ ،‬وىي‪ :‬ادلسامهُت‪ ،‬رللس اإلدارة‪ ،‬اإلدارة‪ ،‬أصحاب ادلصاحل‪.‬‬

‫‪ .1‬المساهمين‪ :‬وىم من يقومون بتقدًن رأس ادلال للشركة عن طريق ملكيتهم لألسهم وذلك مقابل‬
‫احلصول على األرباح ادلناسبة الستثماراهتم‪ ،‬وأيضاً تعظيم قيمة الشركة على ادلدى الطويل‪ ،‬وىم من ذلم‬
‫احلق يف اختيار أعضاء رللس اإلدارة ادلناسبُت حلماية حقوقهم‪.‬‬
‫‪ .2‬مجلس اإلدارة‪ :‬وىم من ديثلون ادلسامهُت وأيضاً األطراف األخرى مثل أصحاب ادلصاحل‪ .‬ورللس اإلدارة‬
‫يقوم باختيار ادلديرين التنفيذيُت الذين يوكل إليهم سلطة اإلدارة اليومية ألعمال الشركة‪ ،‬باإلضافة إذل‬
‫الرقابة على أدائهم‪ .‬كما يقوم رللس اإلدارة برسم السياسات العامة للشركة وكيفية احملافظة على حقوق‬
‫‪21‬‬
‫ادلسامهُت‪.‬‬
‫‪ .3‬اإلدارة‪ :‬وىي ادلسئولة عن اإلدارة الفعلية للشركة وتقدًن التقارير اخلاصة باألداء إذل رللس اإلدارة‪ ،‬وتعترب‬
‫إدارة الشركة ىي ادلسئولة عن تعظيم أرباح الشركة وزيادة قيمتها باإلضافة إذل مسئولياهتا ذباه اإلفصاح‬
‫والشفافية يف ادلعلومات اليت تنشرىا للمسامهُت‪.‬‬
‫‪ .4‬أصحاب المصالح‪ :‬وىم رلموعة من األطراف ذلم مصاحل داخل الشركة مثل الدائنُت وادلوردين والعمالء‬
‫والعمال وادلوظفُت‪ ،‬وجيب مالحظة أن ىؤالء األطراف يكون لديهم مصاحل قد تكون متعارضة وسلتلفة‬
‫يف بعض األحيان‪ ،‬فالدائنون على سبيل ادلثال‪ ،‬يهتمون دبقدرة الشركة على السداد‪ ،‬يف حُت يهتم العمال‬
‫‪22‬‬
‫وادلوظفُت دبقدرة الشركة على االستمرار‪.‬‬

‫المحور الثاني‪ :‬دور حوكمة الشركات في تفعيل مجلس اإلدارة وترسيخ مبدأ اإلفصاح والشفافية‬

‫تلعب حوكمة الشركات دورا بارزا يف محاية حقوق أصحاب ادلصاحل‪ ،‬من خالل تعزيز ادلهمة الرقابية‬
‫جمللس اإلدارة واستقاللية أعضائو وإشرافو الفعال على ادلديرين التنفيذيُت بالشركة‪ ،‬حيث أن رللس اإلدارة يعترب‬
‫من أىم األدوات اليت تساعد على التطبيق السليم دلفهوم حوكمة الشركات‪ .‬باإلضافة إذل ذلك فهي تعمل على‬
‫زلاربة ظاىرة الفساد ادلارل واإلداري‪ ،‬من خالل تعزيز مبدأ الشفافية واإلفصاح‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫أوال‪ :‬دور حوكمة الشركات في تفعيل مجلس اإلدارة‬

‫لقد اىتمت مبادئ حوكمة الشركات بنسبة أعضاء رللس اإلدارة ادلستقلُت إذل مجلة أعضاء رللس‬
‫اإلدارة‪ ،‬وقد نادى تقرير (‪ )2::3 Cadbury‬بأمهية قيام الشركات ادلسامهة بتعيُت نسبة أكرب من ادلديرين غَت‬
‫التنفيذيُت يف رللس إدارهتا‪ ،‬حيث أن األعضاء ادلستقلُت يعتربون من أىم آليات الرقابة وادلراجعة‪ ،‬كما أن‬
‫وجودىم يساعد على إحداث نوع من التوازن داخل اجمللس‪ ،‬باإلضافة إذل أهنم ديدون الشركة حبلقات اتصال مع‬
‫البيئة اخلارجية حبكم خرباهتم واتصاالهتم ومكانتهم ادلميزة‪ .‬ولقد وفرت مبادئ احلوكمة عدد من اإلرشادات لبناء‬
‫ىيكل مالئم جمللس اإلدارة ديكن من خاللو ضمان االستقاللية يف عمل اجمللس ومن أىم ىذه اإلرشادات‪:23‬‬

‫‪ -0‬وجود عدد كاف من أعضاء رللس اإلدارة ادلستقلُت‪ ،‬لكي يصبح اجمللس ً‬
‫قادرا على شلارسة أعمالو يف‬
‫الرقابة واإلشراف بشكل مستقل‪.‬‬
‫‪ -5‬إنشاء اللجان التالية‪:‬‬

‫‪ -‬جلنة ادلراجعة دلساعدة اجمللس يف ضمان صحة البيانات ادلالية؛‬

‫‪ -‬جلنة األجور وادلكافآت دلساعدة اجمللس يف ربديد مستويات ادلكافآت للمدراء التنفيذيُت؛‬

‫‪ -‬جلنة التعيينات للموافقة على ادلرشحُت لألماكن الشاغرة يف رللس اإلدارة‪.‬‬

‫‪ -2‬تطبيق معايير جديدة الختيار أعضاء مجلس اإلدارة وذلك في ضوء‪:‬‬

‫‪ -‬ادلهارات والقدرات واخلصائص اليت جيب توافرىا يف أعضاء رللس اإلدارة احملددة قبل تشكيل اجمللس؛‬

‫‪ -‬التأىيل العلمي واخلربات الواجب توافرىا يف أعضاء رللس اإلدارة؛‬

‫‪ -‬تطبيق ادلعايَت والصفات االسًتشادية الصادرة عن مؤسسة التمويل الدولية (‪ (IFC‬عند اختيار أعضاء‬
‫رللس اإلدارة ادلستقلُت‪.24‬‬

‫ثانيا‪ :‬دور حوكمة الشركات في اإلفصاح المحاسبي‬

‫‪ -0‬مفهوم اإلفصاح‪ :‬يعرف اإلفصاح على أنو عملية إظهار ادلعلومات ادلالية سواء كانت كمية أو وصفية‬
‫يف القوائم ادلالية أو يف اذلوامش وادلالحظات واجلداول ادلكملة يف الوقت ادلناسب‪ ،‬شلا جيعل القوائم ادلالية‬
‫غَت مضللة ومالئمة دلستخدمي القوائم ادلالية من األطراف اخلارجية واليت ليس ذلا سلطة االطالع على‬
‫‪25‬‬
‫الدفاتر والسجالت للشركة‪.‬‬
‫‪ -5‬أنواع اإلفصاح‬

‫‪:‬‬
‫ديكن تقسيم اإلفصاح إذل عدة أنواع وذلك كاآليت‪:‬‬

‫‪ -1-2‬اإلفصاح الكافي‪ :‬ويقصد بو توفَت احلد األدىن من ادلعلومات اليت يطلبها مستخدمو القوائم ادلالية‪،‬‬
‫ودبا أن ادلستثمر من أىم فئات مستخدمي البيانات ادلالية فغن اإلفصاح يكون كافيا عند توفر‬
‫ادلعلومات الضرورية لقرارات االستثمار‪.‬‬
‫‪ -2-2‬اإلفصاح العادل‪ :‬يرتبط ىذا ادلستوى بالنواحي األخالقية واألدبية عند نشر ادلعلومات‪ ،‬ويكون‬
‫اإلفصاح عادال عند معاملة كافة فئات مستخدمي البيانات ادلالية اخلارجية بصورة متماثلة ومتساوية‪،‬‬
‫شلا يعٍت تزويدىم بنفس كمية ادلعلومات ويف نفس الوقت‪.‬‬
‫‪ -3-2‬اإلفصاح التام‪ :‬يرتبط ىذا النوع من اإلفصاح بنشر مجيع ادلعلومات ادلالئمة دلستخدمي التقارير‬
‫‪26‬‬
‫ادلالية‪ ،‬وقد يًتتب على ىذا اإلفصاح العديد من السلبيات اليت قد تؤثر على الشركة ومسامهيها‪.‬‬
‫‪ -2‬عالقة قواعد الحوكمة باإلفصاح وجودة التقارير المالية‬

‫إن التطبيق السليم دلبادئ حوكمة الشركات يشكل ادلدخل الفعال لتحقيق جودة التقارير ادلالية‬
‫وادلعلومات الناذبة عنو‪ ،‬فتطبيق ىذه ادلبادئ يؤثر على درجة ومستوى اإلفصاح احملاسيب شلا يؤكد على أن‬
‫اإلفصاح والشفافية وظاىرة حوكمة الشركات وجهان لعملة واحدة يؤثر كل منهما باآلخر ويتأثر بو‪ ،‬فإذا كان‬
‫اإلف صاح ىو أحد وأىم مبادئ احلوكمة فإن إطار اإلجراءات احلاكمة للشركات جيب أن يتم اإلفصاح بأسلوب‬
‫يتفق ومعايَت اجلودة ادلالية واحملاسبية‪ ،‬كذلك فإن األثر ادلباشر من تطبيق قواعد احلوكمة ىو إعادة الثقة يف‬
‫ادلعلومات احملاسبية‪ ،‬اليت ديكن االعتماد عليها لقياس حجم ادلخاطر بأنواعها ادلختلفة مثل‪ :‬سلاطر السوق وسلاطر‬
‫السيولة‪ ،‬فضالً عن دورىا يف عملية التنبؤ‪ ،‬كما أن التقارير ادلالية تؤثر يف قرارات ادلستثمرين بإمدادىم بادلعلومات‬
‫عن الشركات اليت تطرح أسهمها يف السوق ادلارل قبل ازباذ قرار الشراء أو البيع هبدف دعم وترشيد ذلك‬
‫‪27‬‬
‫القرار‪.‬‬
‫المحور الثالث‪ :‬دراسة حالة مجموعة نقل‬
‫أوال‪ :‬التعريف بمجموعة نقل‬
‫تأسست رلموعة نقل عام ‪ 1952‬وتتكون اآلن من أكثر من ‪ 30‬شركة‪ ،‬وتعد من أكرب اجملموعات‬
‫الصناعية يف الشرق األوسط‪ ،‬وكانت الشركة قد تأسست باسم نقل إخوان على يد الرئيس احلارل إيليا نقل‪ ،‬وىي‬
‫شركة ذات ملكية عائلية‪ .‬وبدأت الشركة كعمل ذباري متواضع يركز على استَتاد وتوزيع ادلنتجات الغذائية‪ ،‬ودبرور‬
‫السنوات قامت اإلدارة باسًتاتيجية توسعية قائمة يف أساسها على الصناعات التجارية التكاملية‪ ،‬والتوسع والتنوع‬
‫يضا من ادلنتجات دبا فيها‪ :‬الورق الصحي‪،‬‬ ‫قطاعا عر ً‬
‫يف أرجاء الشرق األوسط‪ .‬وتغطي خطوط أعماذلا اآلن ً‬
‫واألقمشة غَت ادلنسوجة‪ ،‬واللحوم ادلصنعة‪ ،‬ومقاطع األدلونيوم‪ ،‬واخلرسانة جاىزة‪ ،‬واإلسفنجي الصناعي (الفوم)‪،‬‬
‫‪28‬‬
‫واألنابيب البالستيكية‪ ،‬واألدوات ادلكتبية‪ ،‬ومواد التغليف ادلطبوعة‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫وربتضن رلموعة نقل ‪ 31‬شركة إقليمية وعادلية يعمل فيها زىاء ‪ 3000‬موظف يف األردن وأكثر من‬
‫‪ 5100‬موظف يف أرجاء العادل‪ .‬وتصدر منتجاهتا ألكثر من ‪ 45‬دولة يف مجيع أضلاء العادل‪.‬‬

‫ازبذ رللس اإلدارة على مر السنوات قرارات استندت يف بعض األحيان على أحداث ووقائع سياسية‬
‫وا قتصادية لًتكيز اسًتاتيجية اجملموعة على الصناعات ادلتكاملة والتوسع والتنوع‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬دل يغب عن ذىن‬
‫اجملموعة أبداً ادلعايَت األخالقية ادلتميزة اليت كانت مسةً بارزًة للمجموعة منذ البداية‪ .‬وانطالقاً من ىذه االختيارات‪،‬‬
‫أضحت رلموعة نقل شركة ذلا حضورىا العادلي يف العديد من األسواق العادلية‪ ،‬وامساً مشهوداً لو باحلكمة وبعد‬
‫‪29‬‬
‫النظر‪ ،‬يضع يف سلم أولوياتو تعزيز ادلوارد البشرية سواء داخل اجملموعة نفسها أويف اجملتمع كلو‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬حوكمة الشركات في مجموعة نقل‬

‫يؤمن رللس إدارة رلموعة نقل بأن حوكمة الشركات الفعالة تعد أمراً أساسياً لتعزيز مصداقية الشركات‬
‫وعنصراً ىاماً لًتسيخ استقرارىا‪ .‬وذبسيداً ذلذا اإلديان‪ ،‬انطلقت اجملموعة لتعمل على إرساء مبادئ حوكمة‬
‫الشركات فيها ربت إطار االلتزام بالقوانُت واللوائح واالمتثال لعدد من ادلمارسات الرشيدة يف ىذا اجملال وادلنسجمة‬
‫مع قيم رللس اإلدارة ومسؤوليتو ادلتمثلة يف اإلشراف على تنفيذ اسًتاتيجيات اجملموعة بفعالية‪ ،‬وتقييم التنفيذيُت‬
‫يف اجملموعة ومنحهم ادلزايا اليت يستحقوهنا‪ ،‬ودعم اجملموعة ومحاية مصاحل ادلسامهُت‪ ،‬إذل جانب رعاية مصلحة‬
‫اجملتمع ككل‪.‬‬

‫وسباشياً مع ىذه الرؤية‪ ،‬تبٌت رللس إدارة رلموعة نقل عدداً من العناصر األساسية لًتسيخ حوكمة‬
‫الشركات يف اجملموعة‪ ،‬ونذكر منها بعضها على سبيل ادلثال‪:‬‬

‫‪ .1‬دليل رللس اإلدارة دلمارسة حوكمة شركات سليمة؛‬


‫‪ .2‬قواعد جلنة التدقيق؛‬
‫‪ .3‬قواعد جلنة تطوير اإلدارة والتعويضات؛‬
‫‪ .4‬القيم األساسية وقواعد السلوك اليت ذبسد تكافؤ الفرص والشفافية والنزاىة‪.‬‬

‫وحيدد كل من دليل رللس اإلدارة دلمارسة حوكمة الشركات السليمة وقواعد اللجان اخلطوط العريضة‬
‫لألدوار وادلسؤوليات ادلناطة دبجلس اإلدارة وطريقة عملو‪ ،‬إذل جانب ربديد األطر لعالقتو باإلدارة التنفيذية‪.‬‬

‫وعلى صعيد آخر‪ ،‬قامت اجملموعة بوضع قواعد للسلوك ادلهٍت لتشجيع ادلوظفُت على ربري السلوك‬
‫الواعي وادلسؤول يف عملهم‪ ،‬لتمكُت اجملموعة من إرساء نظام للضبط وادلوازنة يف ىيكلية السلطة‪ .‬إن رلموعة نقل‬
‫ال تسمح وال تتساىل مع االنتهاكات الالأخالقية‪ ،‬حيث تقوم بأخذ اإلجراءات التأديبية ادلناسبة يف الوقت‬
‫‪30‬‬
‫ادلناسب‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫ثالثا‪ :‬تنفيذ حوكمة الشركات‬

‫طبقت حوكمة الشركات يف رلموعة نقل انطالقا من قناعة الشركة وبشكل طوعي‪ ،‬ودل تكن نتيجة‬
‫حلضور ندوة أو مؤسبر معُت‪ ،‬حيث يقول رئيس رلموعة نقل أنو حضرت ذات يوم ندوة عن ادلوضوع وكانت تلك‬
‫اللحظة اليت أدرك فيها أهنا تسمى "حوكمة الشركات"‪ .‬حيث وجد أن الشركة تطبق ‪ %80‬تقريباً شلا كانوا‬
‫‪31‬‬
‫يتحدثون عنو‪ .‬وىذا يثبت أن حوكمة الشركات ليست بالضرورة شيئًا يفرض على الشركات من اخلارج‪.‬‬

‫‪ -0‬االنتقال من إدارة الفرد الواحد إلى اإلدارة ذات الطابع المؤسسي المنظم‬

‫دورا قياديًا يف عام ‪ ،1985‬بعد ضلو ‪ 33‬سنة‬


‫توذل غسان نقل نائب رئيس رللس اإلدارة يف رلموعة نقل ً‬
‫من تأسيس الشركة على يد أبيو‪ ،‬إيليا نقل‪ ،‬ويف ذلك الوقت طورت الشركة نشاطها من عرض البيع باجلملة‬
‫لتشمل بعض ادلنتجات الصناعية‪ ،‬وحبلول عام ‪ ،1985‬كانت ىناك أربعة مصانع يف التشغيل‪ ،‬ورأى غسان نقل‬
‫أنو حىت ديكن للشركة أن تنمو وربافظ على وجودىا‪ ،‬عليو أن يؤسس العمليات وأن خيصص ادلهام ويطور آليات‬
‫ربمل ادلسئولية‪.‬‬

‫وقد واجهو التحدي الذي يواجو العديد من الشركات العائلية‪ ،‬فقد بدأ العمل يف شكل "إدارة الفرد‬
‫الواحد" حيث يتخذ شخص واحد مجيع القرارات‪ .‬ولكن مع منو الشركة‪ ،‬أصبح من شبو ادلستحيل أن يستمر ىذا‬
‫النظام بكفاءة‪ ،‬وانطالقا من ذلك قام نقل بفحص وربديث وإعداد ادلستندات لكافة اإلجراءات واألنظمة‪ ،‬وقد‬
‫مسح لو ذلك بالتقدم بربنامج لالمركزية لتنظيم األنشطة‪ .‬ويف غضون السنوات اخلمس التالية‪ ،‬ترأس نقل عملية‬
‫الالمركزية‪ .‬وقام بفصل وتفويض ادلهام‪ ،‬وضع األوصاف الوظيفية‪ ،‬تأسيس التدابَت ادلعمول هبا دلساءلة ادلديرين‬
‫وادلوظفُت‪ ،‬وضع خطط العمل‪ ،‬ووضع مؤشرات األداء األساسية‪ ،‬وقام أيضا بتقييم الشركة يف مقابل الشركات‬
‫األخرى العاملة يف نفس اجملال يف ادلنطقة وعلى ادلستوى الدورل‪ .‬حيث جاءت اخلطوات ادلبدئية دبنافع ملحوظة‪،‬‬
‫فقد تعاقدت الشركة مع استشاريُت دلساعدهتم يف الوصول إذل مستوى ادلهنية الذي تطمح إليو الشركة‪.‬‬

‫ونتيجة ذلذه اإلصالحات يشًتك ادلديرون‪ ،‬ادلوظفون والعائلة يف ربمل ادلسؤولية شلا يضمن استدامة‬
‫الشركة‪ ،‬وقد مت تنفيذ خطة عمل لعشر سنوات تضمنت توقعات بادليزانية لكل عام‪ ،‬وكانت الشركة قادرة على‬
‫وضع معايَت القياس‪ ،‬وأن تقيس موقعها بادلقارنة مع ادلمارسات األفضل يف العادل‪ ،‬واستمروا يف النمو يف كل من‬
‫‪32‬‬
‫احلجم ومستوى األرباح‪.‬‬

‫‪ -5‬بناء مجلس فعال‬

‫رللسا قويًا حيتوي على أعضاء من داخل العائلة وخارجها‪ ،‬ويتضمن اجمللس ثالثة‬
‫أسست رلموعة نقل ً‬
‫أعضاء من العائلة‪ ،‬ورئيسُت جملموعة نقل‪ ،‬ومدير لشئون الشركة‪ ،‬ومديرين اثنُت مستقلُت‪ .‬وتضم جلان اجمللس‬
‫‪23‬‬
‫(وليس يف اجمللس ذاتو) مديرين اثنُت مستقلُت آخرين‪ ،‬ولقد اختار نائب رئيس رللس اإلدارة غسان نقل أن‬
‫يضيف مديري ن اثنُت مستقلُت من خارج اجملال ومها مهندس ومصريف ولكل منهما خربة واسعة يف رلالو وذلك‬
‫العتقاده أنو بقدرهتما أن يدخال رؤية جديدة للمجلس‪ ،‬ويولدا ربديًا لطريقة تفكَت وعمل ادلديرين اآلخرين‪،‬‬
‫ويتمتع أعضاء رللس اإلدارة الستة اآلخرون خبربة واسعة يف رلموعة نقل‪ ،‬وديكن أن يفكروا بدقة يف مصاحل‬
‫الشركة‪ .‬وبينما يبدو األمر غريباً بالنسبة للبعض‪ ،‬فيعتقد نقل أن الًتكيب ادلختلط للمجلس خيدم يف النهاية مصاحل‬
‫الشركة‪.‬‬

‫وحيصل ادلديرون ادلستقلون على مكافآهتم وفقاً دليثاق اجمللس‪ .‬ويف كل عام يقدم خطاب ذبديد للمديرين‬
‫احلاليُت‪ ،‬والذي يعطي فرصة التغيَت يف عضوية اجمللس‪ ،‬أو تأكيد التكوين احلارل‪ ،‬ويلتزم اجمللس باللوائح‪ ،‬وادلواثيق‪،‬‬
‫ووصف األدوار اليت تأسست يف أثناء تطوير الشركة لنموذج احلوكمة هبا‪ .‬غَت أنو كما أكد غسان نقل‪ ،‬فعلى‬
‫الرغم من تطوير اإلجراءات ووضع مراسيمها يف إطار مؤسسي فإن ادلهم البقاء على استعداد لتغيَتىا‪.‬‬

‫‪ -2‬االفصاح والشفافية الطوعية‬

‫با لرغم من أن رلموعة نقل شركة عائلية خاصة غَت مدرجة‪ ،‬فإهنا غَت ملزمة من قبل احلكومة بنشر‬
‫بياناهتا ادلالية‪ .‬غَت أن الشركة تقوم بتجميع تقرير سنوي داخلي تطوعي يفصح عن ادلعلومات اليت تشتمل على‬
‫عدد العاملُت‪ ،‬معدل تغَتىم ومؤشرات مسؤولية الشركة االجتماعية مثل‪ :‬البصمة البيئية‪ ،‬ادلشاركة يف خدمة‬
‫اجملتمع واألعمال اإلنسانية يف شركة العائلة‪.‬‬

‫قامت رلموعة نقل باستثمارات ودخلت يف شراكات دل تكن زلتملة‪ ،‬إذا دل تعرض الشركة أساسها‬
‫الراسخ من احلوكمة‪ .‬كما أصبح توثيق الشركة الشامل لبياناهتا ادلالية والتقارير السنوية أساسيًا يف جذب وتأسيس‬
‫الشراكات االسًتاتيجية‪ ،‬فعلى سبيل ادلثال‪ ،‬أصبحت الشركة مؤخراً موزعاً مسجالً لسيارات أودي‪ ،‬بورش‪،‬‬
‫فولكس واجن‪ ،‬سكودا‪ ،‬مان ودلبورجيٍت‪ ،‬وكان من شروط الًتخيص وجود مستندات واضحة لعمليات تشغيلها‪،‬‬
‫‪33‬‬
‫وقام التقرير السنوي بوظيفتو كأداة تواصل سبتاز بالشفافية مع الشركاء اليت تقوم الشركة بأعماذلا معهم‪.‬‬

‫ويف نفس السياق‪ ،‬حققت رلموعة نقل ادلرتبة أ‪ +‬يف فئة اإلفصاح‪ ،‬واليت تعترب أعلى مستويات الشفافية‬
‫ضمن إطار اعداد التقارير العادلية‪ .‬وذلك عن تقريرىا اخلامس لالستدامة للعام ‪ 2012‬ضمن مبادرة "االتفاق‬
‫العادلي لألمم ادلتحدة"‪ ،‬وجاءت ىذه ادلرتبة للتتوج اجلهود اليت بذلتها اجملموعة يف االلتزام دببدأ االفصاح عن‬
‫اخلطوات اليت تتخذىا يف رلال النمو ادلستدام يف مجيع ادلناطق اليت تنشط هبا‪.‬‬

‫وكانت رلموعة نقل قد أسست رللساً خاصاً بأصحاب ادلصلحة ليقوم دبراجعة زلتوى وجودة التقرير‬
‫وتقدًن ادلشورة الالزمة لفريق إعداده‪ ،‬إضافة لتقدًن االقًتاحات والتوصيات الذباه سلططات االستدامة ادلستقبلية‬

‫‪24‬‬
‫اخلاصة باجملموعة‪ .‬ويعترب مفهوم "رللس أصحاب ادلصلحة" من أفضل ادلمارسات العادلية يف رلال مشاركة‬
‫أصحاب ادلصلحة وإدارة االستدامة‪ ،‬كما أنو يطبق ألول مرة يف األردن‪ ،‬حيث مت تأسيس رللس آخر يف منطقة‬
‫الشرق األوسط ومشال إفريقيا يف ادلملكة العربية السعودية‪ .‬ويتضمن رللس أصحاب ادلصلحة اخلاص دبجموعة‬
‫نقل شلثلُت ألىم رلموعات أصحاب ادلصلحة‪ ،‬شلن يتأثرون و ويؤثرون على استدامة اجملموعة‪ ،‬واليت تشمل‬
‫ادلالكُت وادلوظفُت والعمالء‪ ،‬إضافة للموردين واألكاددييُت‪ ،‬وخرباء العالقات العامة وادلنظمات غَت احلكومية‪.‬‬
‫ولقد شارك اجمللس بشكل فاعل يف مراجعة التقرير‪ ،‬حيث أصدر بيان ضمان مستقل حول تقرير االستدامة‬
‫جملموعة نقل خالل العام ‪ 2012‬وفقاً دلا جاء يف زلتوى تقرير اعداد التقارير العادلية ادلقدم ومعايَت اجلودة‬
‫‪34‬‬
‫العادلية‪.‬‬

‫‪ -4‬جذب العاملين المتميزين ووضع سياسة ترقية واضحة‬

‫جذبت شلارسات الشفافية يف الشركة عاملُت مرتفعي التميز‪ ،‬األمر الذي يعد عامالً رئيسيًا ساىم يف‬
‫صلاح الشركة‪ .‬وحيصل العاملون على أجورىم بإنصاف وف ًقا السًتاتيجية الشركة‪ ،‬ويتعرفون بوضوح على طرق‬
‫التقدم يف داخل الشركة‪ .‬ويقوم ىيكل الشركة حبيث ديكن ألي شخص أن يرتقي ادلناصب العليا‪ ،‬حىت منصب‬
‫الرئيس التنفيذي‪ ،‬وذلك على الرغم من كون الشركة ذات ملكية وإدارة عائلية‪.‬‬

‫وىناك العديد من الشركات العائلية اليت ال تقبل فكرة تعيُت شخص من خارج العائلة يف منصب الرئيس‬
‫التنفيذي‪ .‬غَت أن رلموعة نقل أدركت أن الرئيس التنفيذي ال ديارس السلطة يف الشركة دبفرده‪ ،‬ولكنو ينفذ رغبات‬
‫اجمللس الذي يؤدي وظائفو كما ينبغي‪ ،‬وديثل اجمللس بدوره ادلسامهُت‪ .‬وكما اكتشفت بعض الشركات العائلية أنو‬
‫قد يكون من األفضل أال يكون الرئيس التنفيذي من العائلة‪ ،‬خاصة يف اجليلُت الثاين والثالث‪ ،‬وما بعدمها‪ .‬وقد‬
‫يوجد ىناك رئيس تنفيذي كفؤ يف العائلة‪ ،‬غَت أن السعي لتعيُت رئيس تنفيذي من خارج العائلة ديكن أن يوسع‬
‫من رلال ادلواىب ادلتاحة‪ ،‬كما حيد من التوتر ما بُت أقسام العائلة ادلختلفة‪ .‬وباإلضافة إذل ذلك‪ ،‬فحىت يف حالة‬
‫حافزا دلن ىو من‬
‫اختيار فرد من العائلة كرئيس تنفيذي‪ ،‬فإن القدرة على اختيار شخص من اخلارج قد تعطي ً‬
‫العائلة؛ حيث إن ادلهارات واحلماس والكفاءة ىي اليت ربدد اختيار الرئيس التنفيذي بدالً من أن يكون ح ًقا‬
‫‪35‬‬
‫طبيعيًا‪.‬‬

‫‪ -2‬األثر الناجم عن اإلطار الراسخ لحوكمة الشركات‬

‫إن انعدام اذليكل‪ ،‬اإلجراءات‪ ،‬االنتظام والتوافق سيمثل بالتأكيد سلاطرة كبَتة لك يف أوقات الشدة‪.‬‬
‫لذلك من الضروري وضع شلارسات أعمال الشركة يف إطار مؤسسي يشتمل على إجراءات مكتوبة‪ ،‬مستندات‪،‬‬
‫خطط للتواصل‪ ،‬رؤية‪ ،‬ومهمة‪ ،‬إذل أخره‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫وترى رلموعة نقل أن شلارسات حوكمة الشركات احملسنة هبا‪ ،‬مثل‪ :‬وضع إطار مؤسسي للممارسات اليت‬
‫دل تكن نظامية يف السابق‪ ،‬وجود رللس قوي وضوابط وموازين فعالة‪ ،‬ىي عناصر رئيسية يف منوىا ادلتوسع‪ .‬وقد‬
‫اىتماما بالعمل مع الشركة مقارنة بالشركات اليت دل ربدد‬
‫ً‬ ‫وجدت اجملموعة أن البنوك وشركات القطاع اخلاص أكثر‬
‫أنظمة دلمارستها‪ ،‬خاصة إذا كانت تلك الشركات تعمل يف األسواق الناشئة‪ ،‬حيث قد تؤدي قلة ادلوارد إذل عرقلة‬
‫اإلشراف واألنظمة احلكومية‪ .‬واتسعت رلموعة نقل من أربع شركات تابعة ذلا يف عام ‪ 1985‬إذل ‪ 30‬شركة يف‬
‫الوقت احلارل‪ .‬كما يذكر نائب الرئيس‪ ،‬فإن مستوى النمو دل يكن شلكناً بدون شلارسات حوكمة الشركات‬
‫‪36‬‬
‫األفضل‪.‬‬

‫الخاتمة‪ :‬أدت الفضائح واخلسائر ادلالية ا ليت شهدهتا عديد الشركات الكربى يف العادل‪ ،‬إذل االىتمام دبفهوم‬
‫حوكمة الشركات‪ ،‬وتطبيقو يف سلتلف أنواع الشركات دبا فيها الشركات العائلية‪ ،‬ذلك أن االلتزام دببادئها سيؤدي‬
‫إذل إدارة الشركات بشكل مسؤول وعدم تالعب اإلدارة بأموال ادلسامهُت‪ ،‬ويعزز مبدأ الشفافية واإلفصاح‪،‬‬
‫وبالتارل ربقيق الثقة وادلصداقية يف ادلعلومات الواردة يف قوائمها ادلالية‪.‬‬

‫وتبُت لنا من خالل البحث‪ ،‬الدور ادلهم الذي لعبتو حوكمة الشركات يف تفعيل رللس إدارة رلموعة نقل‬
‫وترسيخ مبدأ اإلفصاح والشفافية هبا‪ ،‬فضال عن مسامهتها يف النمو ادلتوسع للمجموعة وتأسيس الشراكات‬
‫االسًتاتيجية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬نتائج البحث‪:‬‬

‫ديكن تلخيص أىم النتائج ادلتوصل إليها كما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬سامهت حوكمة الشركات يف النمو ادلتوسع جملموعة نقل وتأسيس شراكات اسًتاتيجية ذلا؛‬
‫‪ -‬عملت حوكمة الشركات على تفعيل رللس اإلدارة وترسيخ مبدأ اإلفصاح والشفافية يف رلموعة نقل؛‬
‫‪ -‬إن تطبيق مبادئ حوكمة الشركات ال يكون دائما من اخلارج‪ ،‬بل قد يكون من الداخل‪ ،‬وبشكل‬
‫طوعي‪ ،‬كما ىو احلال يف رلموعة نقل‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬توصيات البحث‪:‬‬

‫من خالل النتائج ادلتوصل إليها سابقا‪ ،‬فإننا نوصي دبا يلي‪:‬‬

‫‪ -‬ضرورة تفعيل حوكمة الشركات يف الشركات العائلية؛‬


‫‪ -‬تن ويع أعضاء رلالس إدارة الشركات العائلية‪ ،‬حبيث يشمل أعضاء من داخل العائلة وآخرين مستقلُت من‬
‫خارجها؛‬

‫‪26‬‬
‫‪ -‬تشجيع الشركات العائلية غَت ادلدرجة يف البورصة على االفصاح ونشر بياناهتا ادلالية‪.‬‬

‫المراجع والهوامش‪:‬‬

‫‪ 1‬الع ــياشي زرزار‪ :‬أثر تطبيق قواعد حوكمة الشركات على اإلفصاح احملاسيب وجودة التقارير ادلالية للشركات‪ ،‬ادللتقى الدورل األول حول ‪ :‬احلوكمة‬
‫احملاسبية للمؤسسة واقع رىانات وآفاق‪ ،‬جامعة العريب بن مهيدي (أم البواقي)‪-‬اجلزائر‪ 7‬و ‪ 8‬ديسمرب‪ ،2010‬ص‪.2 :‬‬
‫‪ 2‬عبد الرزاق حبار‪ :‬االلتزام دبتطلبات جلنة بازل كمدخل إلرساء احلوكمة يف القطاع ادلصريف العريب (حالة دول مشال إفريقيا)‪ ،‬رللة اقتصاديات مشال‬
‫إفريقيا‪ ،‬العدد‪ ،07 :‬جامعة حسيبة بن بوعلي‪ ،‬الشلف‪-‬اجلزائر‪ ،2009 ،‬ص‪.76 :‬‬
‫‪ 3‬الع ــياشي زرزار‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.2 :‬‬
‫‪ 4‬رضا جاوحدو‪ ،‬عبد اهلل مايو‪ :‬تطبيق مبادئ حوكمة ادلؤسسات وادلنهج احملاسيب السليم متطلبات ضرورية إلدارة ادلخاطر يف ادلؤسسات االقتصادية‪،‬‬
‫ادللتقى الدورل األول حول‪ :‬احلوكمة احملاسبية للمؤسسة واقع رىانات وآفاق‪ ،‬جامعة العريب بن مهيدي (أم البواقي)‪-‬اجلزائر‪ 7 ،‬و ‪ 8‬ديسمرب‪،2010‬‬
‫ص‪.3 :‬‬
‫‪5‬‬
‫‪Freeland, C; Basel Committee Guidance on Corporate Governance for Banks, paper presented to: Corporate‬‬
‫‪Governance and Reform (Paving the Way to Financial Stability and Development), the Egyptian Banking‬‬
‫‪Institute, Cairo, May 7 – 8, 2007.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪Alamgir, M;Corporate Governance (A Risk Perspective), paper presented to: Corporate Governance and‬‬
‫‪Reform (Paving the Way to Financial Stability and Development), the Egyptian Banking Institute, Cairo-Egypt,‬‬
‫‪May 7 – 8, 2007.‬‬

‫‪ 7‬عيساوي سهام‪ ،‬فاطمة الزىراء طاىري‪ :‬دور حوكمة الشركات يف الرفع م كفاءة السوق ادلالية‪ ،‬ادللتقى الوطٍت حول‪ :‬حوكمة الشركات كآلية للحد من‬
‫الفساد ادلارل واإلداري‪ ،‬جامعة زلمد خيضر (بسكرة)‪-‬اجلزائر‪ 07-06 ،‬ماي ‪ ،2012‬ص ص‪.5-4 :‬‬
‫‪ 8‬زلمد مصطفى سليمان‪ :‬حوكمة الشركات ومعاجلة الفساد ادلارل واإلداري‪ ،‬الدار اجلامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪-‬مصر‪ ،2006 ،‬ص‪.14 :‬‬
‫‪ 9‬ضيف اهلل زلمد اذلادي‪ ،‬مسعود دراوسي‪ :‬فعالية واداء ادلراجعة يف ظل حوكمة الشركات كآلية للحد من الفساد ادلارل واإلداري‪ ،‬ادللتقى الوطٍت حول‪:‬‬
‫حوكمة الشركات كآلية للحد من الفساد ادلارل واإلداري‪ ،‬جامعة زلمد خيضر (بسكرة)‪-‬اجلزائر‪ 07-06 ،‬ماي ‪ ،2012‬ص ص‪.4 ،3 :‬‬
‫‪ 10‬طارق عبد العال محاد‪ :‬حوكمة الشركات ( ادلفاىيم – ادلبادئ – التجارب‪-‬ادلتطلبات)‪ ،‬ط‪ ،2‬الدار اجلامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪-‬مصر‪ ،2007 ،‬ص‪.4 :‬‬
‫‪ 11‬حسُت يرقي‪ ،‬عمر علي عبد الصمد‪ :‬واقع حوكمة ادلؤسسات يف اجلزائر وسبل تفعيلها‪ ،‬ادللتقى الدورل األول حول ‪ :‬احلوكمة احملاسبية للمؤسسة‬
‫واقع رىانات وآفاق‪ ،‬جامعة العريب بن مهيدي (أم البواقي)‪-‬اجلزائر‪ 7‬و ‪ 8‬ديسمرب‪ ،2010‬ص‪.6 :‬‬
‫‪ 12‬مركز ادلشروعات الدولية اخلاصة‪ :‬مبادئ منظمة التعاون االقتصادي والتنمية يف رلال حوكمة الشركات‪ ،‬القاىرة‪-‬مصر‪ ،2004 ،‬ص ص‪-11 :‬‬
‫‪.18‬‬
‫‪ 13‬مجعة ىوام‪ :‬دور حوكمة الشركات يف ربقيق جودة ادلعلومة احملاسبية‪ ،‬ادللتقى الدورل األول حول ‪ :‬احلوكمة احملاسبية للمؤسسة واقع رىانات وآفاق‪،‬‬
‫جامعة العريب بن مهيدي (أم البواقي)‪-‬اجلزائر‪ 7 ،‬و ‪ 8‬ديسمرب‪ ،2010‬ص‪.6 :‬‬
‫‪ 14‬أبوبكر خوالد‪ ،‬أمال عياري‪ :‬تطبيق مبادئ احلوكمة يف ادلؤسسات ادلصرفية (دراسة حالة اجلزائر)‪ ،‬ادللتقى الوطٍت حول‪ :‬حوكمة الشركات كآلية للحد‬
‫من الفساد ادلارل واإلداري‪ ،‬جامعة زلمد خيضر (بسكرة)‪-‬اجلزائر‪ 07-06 ،‬ماي ‪ ،2012‬ص‪.5 :‬‬
‫‪ 15‬مجعة ىوام‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.7 :‬‬
‫عدنان قباجة وآخرون‪ :‬تعزيز حوكمة الشركات يف فلسطُت ‪ ،‬ورقة عمل مقدمة إذل معهد أحباث السياسات االقتصادية الفلسطينية‪ ،2008 ،‬ص‪:‬‬ ‫‪16‬‬

‫‪.6‬‬
‫‪ 17‬االىداف كلها جابر دىيمي‪ ،‬زين الدين بروش‪ :‬دور آليات احلوكمة يف احلد من الفساد ادلارل واإلداري‪ ،‬ادللتقى الوطٍت حول‪ :‬حوكمة الشركات كآلية‬
‫للحد من الفساد ادلارل واإلداري‪ ،‬جامعة زلمد خيضر (بسكرة)‪-‬اجلزائر‪ 07-06 ،‬ماي ‪ ،2012‬ص‪.5 :‬‬
‫‪ 18‬العيد قريشي‪ ،‬وليد بن تركي‪ :‬دور تطبيق آليات حوكمة الشركات يف التقليل من الفساد ادلارل واإلداري‪ ،‬ادللتقى الوطٍت حول‪ :‬حوكمة الشركات كآلية‬
‫للحد من الفساد ادلارل واإلداري‪ ،‬جامعة زلمد خيضر (بسكرة)‪-‬اجلزائر‪ 07-06 ،‬ماي ‪ ،2012‬ص‪.10 :‬‬
‫‪ 19‬زلمد مصطفى سليمان‪:‬دور حوكمة الشركات يف معاجلة الفساد ادلارل واإلداري"دراسة مقارنة"‪ ،‬الدار اجلامعية‪ ،2008 ،‬ص ص‪.24 ،23 :‬‬

‫‪27‬‬
‫‪ 20‬زلمد ياسُت غادر‪ :‬زلددات احلوكمة ومعايرىا‪ ،‬ادلؤسبر العلمي الدورل حول‪ :‬عودلة اإلدارة يف عصر ادلعرفة‪ ،‬جامعة اجلنان‪ ،‬طرابلس‪-‬لبنان‪17-15 ،‬‬
‫ديسمرب ‪ ،2012‬ص‪.16 :‬‬
‫‪ 21‬زلمد مصطفى سليمان‪ ،‬حوكمة الشركات ومعاجلة الفساد ادلارل واإلداري‪ ،‬الدار اجلامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ، 2006 ،‬ص ص‪.18 ،17 :‬‬
‫‪ 22‬أمحد مجيل‪ ،‬زلمد سفَت‪ :‬ذبليات حوكمة الشركات يف االرتقاء دبستوى الشفافية واإلفصاح‪ ،‬ادللتقى الوطٍت حول‪ :‬حوكمة الشركات كآلية للحد من‬
‫الفساد ادلارل واإلداري‪ ،‬جامعة زلمد خيضر (بسكرة)‪-‬اجلزائر‪ 07-06 ،‬ماي ‪ ،2012‬ص‪.7 :‬‬
‫‪ 23‬ادلرجع السابق‪ ،‬ص‪.11 :‬‬
‫‪ 24‬حوكمة الشركات يف القرن احلادي والعشرين‪ ،‬منشورات مركز ادلشروعات الدولية اخلاصة (‪ ،)CIPE‬طبعة ‪ ،2003‬ص‪.12 :‬‬
‫‪ 25‬زغدار امحد سفَت زلمد‪" ،‬خيار اجلزائر بالتكيف مع متطلبات اإلفصاح وفق معايَت احملاسبة الدولية )‪ ،" (IAS/IFRS‬رللة الباحث‪ ،‬العدد‪:‬‬
‫‪ ،07‬جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة‪ ،2009 ،‬ص‪.84 :‬‬
‫‪ 26‬حسُت علي خشارمة‪ ،‬مستوى اإلفصاح يف البيانات ادلالية للبنوك والشركات ادلالية ادلشاهبة ادلندرلة يف األردن‪ ،‬رللة جامعة النجاح لألحباث‪ ،‬اجمللد‪:‬‬
‫‪ ،17‬العدد‪ ،2003 ،01 :‬ص‪.96 :‬‬
‫‪ 27‬زلمد أمحد إبراىيم خليل‪ :‬دور حوكمة الشركات يف ربقيق جودة ادلعلومة احملاسبية و انعكاساهتا على سوق األوراق ادلالية (دراسة تطبيقية)‪ ،‬ندوة‬
‫السوق ادلالية السعودية حول‪ :‬نظرة مستقبلية ‪ ،‬جامعة ادللك خالد‪ 14-13 ،‬نوفمرب ‪.2007‬‬
‫‪ 28‬تشجيع حوكمة الشركات يف الشرق األوسط ومشال إفريقيا (ذبارب وحلول)‪ ،‬مركز ادلشروعات الدولية اخلاصة ادلنتدى العادلي حلوكمة الشركات‪،‬‬
‫واشنطن‪-‬الواليات ادلتحدة األمريكية‪ ،‬فيفري ‪ ،2011‬ص‪.17 :‬‬
‫‪ 29‬عن اجملموعة‪ ،‬صفحة الكًتونية جملموعة نقل‪ ،http://arabic.nuqulgroup.com/homepage/aboutus.aspx :‬تاريخ التصفح‪:‬‬
‫‪.2013/11/04‬‬
‫‪ 30‬حوكمة الشركات‪ ،‬صفحة الكًتونية جملموعة نقل‪ ،http://arabic.nuqulgroup.com/homepage/corporategovernance.aspx :‬تاريخ‬
‫التصفح‪.2013/11/04 :‬‬

‫‪ 31‬تشجيع حوكمة الشركات يف الشرق األوسط ومشال إفريقيا (ذبارب وحلول)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.19 :‬‬
‫‪ 32‬تشجيع حوكمة الشركات يف الشرق األوسط ومشال إفريقيا (ذبارب وحلول)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.18 ،17 :‬‬
‫‪ 33‬ادلرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.21 ،19 :‬‬
‫‪ 34‬رلموعة نقل ربقق مرتبة أ‪ +‬يف فئة اإلفصاح عن تقريرىا اخلامس لالستدامة ضمن مبادرة "االتفاق العادلي لألمم ادلتحدة‪ ،‬صفحة الكًتونية جملموعة‬
‫نقل‪:‬‬
‫‪ ،http://arabic.nuqulgroup.com/language/ar-jo/homepage/nuqulgroupnews/newsid373/80.aspx‬تاريخ التصفح‪.2013/11/04 :‬‬
‫‪ 35‬تشجيع حوكمة الشركات يف الشرق األوسط ومشال إفريقيا (ذبارب وحلول)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.21 :‬‬
‫‪ 36‬ادلرجع السابق‪ ،‬ص‪.22 :‬‬

‫‪28‬‬

You might also like