Professional Documents
Culture Documents
ورش الحماية الاجتماعية
ورش الحماية الاجتماعية
تمهيد
خّلفت سياسات التقويم الهيكلي التي تبنتها الحكومات المغربية خالل عقد الثمانينيات من القرن
الماضي هشاشًة بنيويًة بين صفوف أوسع شرائح المجتمع المغربي .وما زالت مخّلفات هذه
السياسات ،وآثارها السلبية على الناس ،تترك عددًا كبيرًا من المغاربة على الهامش ،من دون تعليم
جيد وال تغطية وخدمات صحية جيدة ،وال سكن الئق وال عمل كريم .بقي تعاطي الدولة مع
المعضلة االجتماعية خالل العقود الماضية متأرجحًا بين سياسات انتقائية تبتغي تصحيح التفاوتات
االجتماعية والمجالية ،الناجمة عن سوء توزيع الثروات والخدمات ،وبين سياسات استدراكية،
1
للتخفيف من اآلثار السلبية لبرنامج التقويم الهيكلي الذي َعمل على تقليص االستثمار الحكومي في
القطاعات االجتماعية ،مثل الصحة والتعليم .إذ برزت جليًا ضرورة القطع مع سياسات التخلي التي
َم َّك نت ربما من التحّك م نسبيًا في التوازنات الماكرو-اقتصادية ،إّال أنها أثرت سلبًا على التماسك
2
االجتماعي وشبكات الحماية االجتماعية للسكان.
وحاولت الحكومات المتعاقبة الحقًا إيجاد حلول لهذه المعضالت ،التي كّلفت المغرب وما زالت،
ثمنًا باهظًا جعلته يحتل المراتب األخيرة ضمن مؤشر التنمية البشرية (فاحتل المرتبة ،123ضمن
هذا المؤشر في رسم عام .)2022كان على هذه الحكومات التفكير في برامج ذات بعد اقتصادي
3
واجتماعي تكون قادرة على الخروج بالمغرب من آثار سياسات التقويم الهيكلي القاسية ،وتحويل
االقتصاد المغربي من اقتصاد تابع يعتمد أساسًا على تصدير المواد الزراعية والمواد األولية فقط،
إلى اقتصاٍد منتج لصناعات ذات قيمة مضافة عالية ،قادرة على إدماج جيوش العاطلين عن العمل
ضمن دائرة اإلنتاج االقتصادي ،وبالتالي تمّتعهم بحقوقهم في الحماية االجتماعية الكاملة .إّال أن هذه
الحكومات لجأت إلى حلوٍل ترقيعية مرتجلة ،غلب عليها البعد اإلسعافي واإلحساني ،من دون أن
تساهم في انتشال الفئات الهّش ة والفقيرة من دوائر اإلقصاء والتهميش .فكّل البرامج التي ُوِض عت في
هذا السياق لم تخرج عن الخلفية النيوليبرالية لهذه الحكومات التي أولت األهمية كثيرًا القتصاد
السوق ،وللتوازنات المالية والماكرو-اقتصادية ،على حساب فقر وبؤس فئات واسعة من المجتمع.
لذلك ،جاءت برامج المساعدات االجتماعية لذّر الرماد في العيون وتكريس الفوارق بين المغاربة،
في ظل غياب سياسات اجتماعية واقتصادية تروم العدالة االجتماعية والتوزيع العادل للثروات .هذه
البرامج كانت محّط انتقادات وتقييم سلبي من كل أطراف الدولة ،بما فيهم الملك الذي أقّر بأن هذه
البرامج يطبعها التشتت بين القطاعات الوزارية وضعف التناسق في ما بينها وعدم القدرة على
استهداف الفئات التي تستحقها ،وعلى االستجابة بفعالية لحاجات المواطنين الذين ال يكادون يلمسون
4
أثرها.
ثم عّم قت جائحة كوفيد 19-الهشاشة االقتصادية واالجتماعية لغالبية فئات المجتمع المغربي،
وفضحت بشكٍل واضح محدودية هذه البرامج وضعفها في صيانة كرامتهم ،في ظّل غياب منظومة
فّعالة ومنصفة للحماية االجتماعية ،ما عّج ل في اقتناع الملك والطبقة السياسية بضرورة التسريع في
مراجعة أسس هذه المنظومة ،والعمل على تعميم الحماية االجتماعية على جميع المغاربة قبل حلول
.عام 2025
من جهٍة أخرى ،تزامن انتشار الجائحة مع تقييم المغرب ومراجعته لنموذجه التنموي ،الذي أخفق
في إدماج كّل المغاربة في دينامية التنمية ،التي ما تزال تستهدف التوازنات المالية على حساب
التوازنات االجتماعية والبشرية .وبدأ بذلك التفكير في نموذج تنموي جديد يقطع مع السيرورة ،التي
آلت إلى االختالالت البنيوية التي ُش خّص ت في بالدنا على مستوى التربية والتكوين والصحة
والسكن والتشغيل والخدمات العمومية والحماية االجتماعية.
5
من نتائجه إقصاء فئات عريضة من المغاربة عن االستفادة من خيرات التنمية االقتصادية ،مع ما
يرتبط بذلك من ضعٍف وهشاشٍة في منظومة الحماية االجتماعية وتغطيتها للمواطنين .وتقاطع
والتقى هذا اإلعالن مع ما كانت ترافع من أجله النقابات العمالية والمنظمات الحقوقية ،وهو
ضرورة إرساء عدالة اجتماعية ترتكز على مبدأ التضامن والتوزيع العادل للثروات .فذكر رئيس
الدولة في خطابه أمام البرلمان ،عجز منظومة الحماية االجتماعية في المغرب وحجم الخصاص
7
االجتماعي وسبل تحقيق العدالة االجتماعية والمجالية التي كانت ،بحسب كلمته ،من أهم األسباب
التي دفعت إلى الدعوة لتجديـد النموذج التنموي ،كما دعا الحكومة وجميع الفاعلين المعنيين إلى
القيام بإعادة هيكلة شاملة وعميقة للبرامج والسياسات الوطنية في مجال الدعم والحماية االجتماعية،
.وإلى اعتماد مقاربة تشاركية والتعجيل في تنفيذ هذه البرامج
وبعد دعوة الملك ،بدأ التحضير النطالق ورش مراجعة منظومة الحماية االجتماعية لتوسيع وتعميم
الحماية على جميع المغاربة وفي أسرع فترٍة زمنيٍة عبر ُرزنامة حّد دها الملك ،تنتهي بحلول .2025
إذ اسُتحِد ث بمقتضى مرسوم لجنة وزارية يرأسها رئيس الحكومة ،لقيادة إصالح منظومة الحماية
8
.االجتماعية ،تضم في عضويتها ست سلطات حكومية ذات صلة بورش الحماية االجتماعية
ومن ضمن سياقات تنفيذ "ورش" توسيع وتقوية الحماية االجتماعية في المغرب ،يمكن أن نذكر
كذلك ما أقّر ه الدستور المغربي ،2011الذي كّر س في فصله الـ 31الحق في الحماية االجتماعية
والتغطية الصحية ،وتنفيذ الدولة المغربية التزاماتها الدولية في مجال الحماية االجتماعية ،خصوصًا
العهد الدولي المتعلق بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية ،االتفاقية رقم 102بشأن المعايير
الدنيا للتضامن االجتماعي الصادرة عن منظمة العمل الدولية ،والتوصية رقم 202بشأن
األرضيات الوطنية للحماية االجتماعية الصادرة عن المنظمة ،وخطة األمم المتحدة لتحقيق أهداف
التنمية المستدامة في أفق عام ،2030التي جعلت من الحماية االجتماعية واحدة من بين أهم غاياتها
األساسية ،وضّم نتها صراحًة في الهدف األول .إذ تشّك ل الرفاهية والصحة الجيدة أحد أهم العناصر
التي اعتمدتها أهداف التنمية المستدامة ،على اعتبار أن ضمان حياة صحية وتعزيز العيش الكريم
لجميع الفئات العمرية أمر أساسي لتحقيق التنمية المستدامة .كما أكدت منظمة األمم المتحدة أهمية
الصحة في المنظومة الدولية ،من خالل اإلشارة إليها في عناصر شعارها" :السالم والكرامة
".والمساواة على كوكب ينعم بالصحة
اإلنفاق الكبير من المال العام على هذه البرامج من دون تحقيق النتائج المرجوة .بينما أحصت
منظمة األمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" ،في دراسة َم سحية نشرتها عام 2018، 140برنامجًا
10
اجتماعيًا يشرف عليه 50متدخًال مؤسساتيًا في المغرب .ووصل البنك اإلفريقي للتنمية إلى
الخالصة نفسها ضمن تقريٍر له عام 2016.إذ تفاقمت تأثيرات هذا التشرذم مع ضعف التنسيق
11
12
الشكل : 1الجدولة الزمنية لتعميم التغطية الصحية
ولعّل أبرز مظاهر هشاشة المنظومة الصحية في المغرب ،كون األسر المغربية تتحمل العبء
الثقيل لنفقات العالجات الصحية .إذ تساهم بما يزيد على نسبة %50في تمويل المنظومة الصحية،
وهي نسبة كبيرة جدًا إذا ُقورنت بنسبة 18%في بلدان منظمة التعاون والتنمية االقتصادية.
ويضاف إلى ذلك التفاوت غير العادل -بين الطبقات االجتماعية وبين المناطق الجغرافية للبلد -في
الوصول إلى الخدمات الصحية بشكٍل منصف وجودة عالية .إذ يصعب على سكان المدن واألرياف
البعيدة عن المدن الكبرى الحصول على العالجات الضرورية من دون الذهاب إلى هذه المدن حيث
تتمركز المستشفيات الرئيسية ،خصوصًا التابعة للقطاع الخاص ،الذي نما وتطور بشكل سريع
خالل العقد األخير .فأصبح القطاع العام غير قادر على مواجهة الطلب المتزايد للسكان ،خصوصًا
ذوي المداخيل المحدودة وسكان األرياف ،الذين ال يحصلون على تغطية صحية كفيلة بتوفير
العالجات األساسية والضرورية .إذ بدأ عدد األطباء العاملين في القطاع الخاص في المغرب يفوق
عدد العاملين في القطاع العام ( 13.625طبيبًا/ة في القطاع الخاص مقابل 12.454طبيبًا/ة في
القطاع العام) .ويبقى معّد ل تغطية األطباء لعدد السكان في المغرب من أضعف المعدالت في بلدان
شمال إفريقيا ،فيبلغ 7,1طبيب/ة لكل 10.000نسمة ،مقابل 12طبيبًا/ة في كل من الجزائر
.وتونس ،على سبيل المثال
ويعاني نظام المساعدة الطبية الذي ُو ضع عام 2005لفائدة ذوي الدخل المحدود من عدة اختالالت،
ألنه تأّسس على فرضيات أصبحت متجاَو زة ،خصوصًا في ما يتعلق بانتقاء المستفيدين ،فالفئة
الهّش ة التي كانت ُم ستهدفة تجاوزت العدد المرتقب بنسبة الضعف ،لتنتقل من 8,5ماليين إلى 16,4
مليونًا .ما يعني أن نسبة الفقر والهشاشة بين صفوف المغاربة اّتسعت بشكٍل متسارع خالل السنوات
العشر الماضية ،وشهد تمويل هذا النظام عدة مشاكل من جهة عدم ضمان استمرارية الموارد،
وتضارب االختصاصات في التدبير المالي بين وزارة الصحة والوكالة الوطنية للتأمين الصحي.
كما أن تقسيم المستفيدين من هذا النظام حسب الفقر والهشاشة ،لم يعد موضوعًا مهمًا ،بسبب ارتفاع
نسبة الفقر إلى أكثر من ،82%ما جعل ،حسب دراسة إكتوارية ُأنِج زت عام ،2013المعدل
السنوي للتكاليف ينتقل من 343درهمًا إلى 650درهمًا ،بارتفاٍع بلغ %90مقابل زيادة طفيفة في
الموارد ،التي ظلت غير متكافئة مقارنة مع النفقات ،ما أحدث عجزًا كبيرًا لدى المستشفيات
والمراكز االستشفائية الجامعية ،وجعلها غير قادرة على أداء مهامها العالجية.
13
أّم ا في ما يتعلق بنظام التأمين اإلجباري األساسي عن المرض ،فيعاني بدوره من عدة اختالالت
أبرزها تعدد الهيئات المدّبرة لهذا النظام (الصندوق الوطني للضمان االجتماعي أو الصندوق
الوطني لمنظمات االحتياط االجتماعي ،التعاضديات ،وشركات التأمين الخاصة) .واألدهى من ذلك،
تعدد األنظمة حتى داخل الهيئة نفسها أو الصندوق المدّبر ،مع عدم التنسيق في ما بين هذه األنظمة،
سواء تعّلق األمر بسّلة العالجات أو نسبة االشتراك أو االسترداد .ويعاني هذا النظام أيضًا من غالء
األدوية مقارنًة مع بلدان الجوار ،أو حتى مع بعض البلدان الغنية كفرنسا وإسبانيا وإيطاليا .ونتيجًة
لهذا الغالء ،تحّم ل الصندوق الوطني لمنظمات االحتياط االجتماعي وحده ما يفوق 292مليون
درهم خالل عام .2019إذ تشكل األدوية العبء األكبر لهذا النظام ،فتمثل من %34إلى %40من
نفقات صناديق التأمين الصحي ،بينما انتقلت ميزانيتها من 522مليون درهم إلى 2,5ملياري درهم
للمستشفيات .وال تساعد اللوبيات المتحّك مة بصناعة وتسويق األدوية في تسهيل وصول الدواء
الجنيس منخفض الثمن إلى السوق الوطنية ،فال تتجاوز نسبة تداوله الـ .%30مقابل ذلك ،تتوسع
الئحة األدوية المبتكرة ومرتفعة الثمن ،المعّو ض عنها على الرغم من وجود أدوية أقّل ثمنًا وبفعالية
مماثلة (في شكل األدوية الجنيسة) ،ما يهدد التوازنات المالية للصناديق المدّبرة للتأمين الصحي.
وتفاقم الوضع خصوصًا بالنسبة إلى أدوية األمراض المزمنة المكلفة التي يعاني منها من %6إلى
%11من المؤّم نين ،وتكّلف نصف نفقات التأمين الصحي ،إذ انتقل عدد األدوية المعوض عنها من
1001دواء عام 2006إلى 4430دواء عام .2018وينعكس كّل ذلك على النسبة المئوية التي
يتحملها المؤَّم ن ،التي تبقى مرتفعة جدًا ،فتراوح بين 31.3%بالنسبة خدمات القطاع العام ،و
%39,9بالنسبة إلى خدمات القطاع الخاص عام ،2016ما يجعل أثر هذا النظام محدودًا على
حماية المؤّم نين ومساعدتهم على مواجهة الظروف المادية الصعبة خالل فترة عالجهم.
14
ونّبهت "الشبكة المغربية للدفاع عن الحّق في الصّحة والحّق في الحياة " الحكومة المغربية إلى
15
الوضع الصحي "المقلق" في المغرب ،ليس فقط بسبب جائحة كورونا ،بل بسبب ضعف التغطية
الصحية التي لم تتجاوز حتى اليوم %46من السكان ،فضًال عن تدني اإلنفاق في مجال الرعاية
الصحية الذي لم يتجاوز %45طيلة السنوات العشر األخيرة ،ونسبة هذا اإلنفاق الضئيلة من الناتج
الوطني اإلجمالي ،وضعف االستثمار في القطاع الصحي .وأفادت الشبكة أن ذلك أّد ى إلى ارتفاع
مستوى إنفاق األسر المغربية من جيوبها في ظل جائحة كوفيد" 19-لتظل تتحمل األعباء الصحية
والكلفة اإلجمالية للصحة ،فضًال عن ضعف جودة الخدمات الصحية وارتفاع معدل الوفيات داخل
المستشفيات ومستعجالتها" .وأضافت الشبكة في أحد بياناتها األخيرة ،في مناسبة اليوم العالمي
للصحة أن المغرب ُص ِّنف ضمن أسوأ عشرين دولة في التمتع بالرعاية الصحية والرفاه ،وفق
مؤشر " إنديغو ويلنس" ،بسبب تدني جودة الخدمات الصحية وعدم رضى المواطنين عن مستوى
الخدمات الصحية المقدمة بنسبة تفوق .%80وسّج لت الشبكة أن هذا "الواقع المزري" لقطاع
الصحة يدفع غالبية المواطنين إلى التوجه نحو القطاع الخاص ،فضًال عن اقتناء األدوية بأثمان
مضاعفة مقارنًة مع دوٍل أخرى .ولتجاوز هذا الوضع ،دعت الشبكة الحكومة المغربية إلى وضع
العدالة الصحية على رأس أولوياتها ،مع ضرورة مراجعة جذرية لمنظومة الصحة وإحداث نقلة
نوعية في مجال الرعاية الصحية ،لتواكب التحّو ل في تعميم التغطية الصحية على جميع المغاربة،
.بمفهوم العدالة الصحية
من جهتها ،لم يُفت على الجمعية المغربية لحقوق اإلنسان ،وهي واحدة من أكبر المنظمات الحقوقية
في المغرب ،التنبيه ضمن البيان العام لمؤتمرها الوطني ،المنعقد خالل شهر يونيو/حزيران من عام
،2022إلى الوضع الصحي المزري في المغرب وتأثيره على تمّتع المغاربة بحقهم في الصحة،
الذي تفّسره الجمعية بالنقص في الموارد المالية والبشرية وهشاشة البنى التحتية والنقص في األدوية
والتجهيزات وسوء التسيير والتدبير ،وتخّلي الدولة عن مسؤوليتها األساسية في ضمان الحّق في
الصحة للجميع .ويظهر ذلك في ضعف الميزانية المرصودة والصفقات المشبوهة للحكومة،
وعجز ) (AMOخصوصًا إّبان انتشار وباء كورونا وضعف نظام التأمين اإلجباري عن المرض
نظام المساعدة الطبية عن المرض للمعوزين "الراميد" عن إعطاء الحلول المنتظرة بعد سنوات من
تطبيقه ،وضعف مراقبة الدولة للمرافق الصحية التابعة للقطاع الخاص؛ ما جعل المواطنات
والمواطنين عرضة للمضاربات التي تستنزفهم ماديًا ،وأدى إلى اإلهمال الشديد للمرضى المصابين
بأمراض عقلية ونفسية ،وإلى ضعف البنيات االستشفائية والنقص الحاد في األطر الطبية المختصة
.في هذا المجال
ولم ينجح نظام التغطية الصحية حتى اآلن في إدماج عدد كبير من طلبة الجامعات ،على الرغم من
إصدار القانون المتعّلق بتعميم التأمين اإلجباري عن المرض لفائدة طلبة الجامعات ومؤسسات
التكوين المهني .ولم يتعّد َ عدد الطلبة المستفيدين من التغطية الصحّية اإلجبارية حتى عام 2020
16
مجموع 300ألف طالب ،من ضمن 1.170.836طالبًا وطالبة ،وفق إحصائيات صادرة عن
الصندوق الوطني لمنظمات االحتياط االجتماعي .والسبب وراء ذلك هو ضعف حمالت الدعوة
والتحفيز بين صفوف الطلبة لحّثهم على االنخراط في نظام التغطية الصحية ،وإن كان معظم الطلبة
يفضلون أن تتم هذه التغطية من دون الحاجة إلى دفع ذلك المبلغ الزهيد لالنخراط ( 100درهم ،أي
.نحو 10دوالرات)
وضع منظومة المعاشات 2.
تشـّك ل خدمـات التقاعـد مكّو نـًا رئيسـيًا فـي نظـام الحمايـة االجتماعية .فهي أيضًا تجّسـد حقًا إنسـانيًا
أساسـيًا كّر سـه اإلعالن العالمـي لحقـوق اإلنسان ،الـذي تبّنتـه األمم المتحـدة عام ،1948والعهـد
الدولـي الخـاص بالحقـوق االقتصادية واالجتماعية والثقافيـة (عام .)1966وترتكـز هـذه الخدمـات
علـى مبـدأ الضـرورة ،الـذي ذكـره عام 2001قـرار المؤتمـر الدولـي للعمـل (منظمـة العمـل
الدوليـة( ،عندمـا أكـد أن "جميـع المجتمعـات تواجه اليـوم إشكاًال مفـاده أنـه ال يمكـن ألحـد أن
يوفـر احتياجاتـه طيلـة مراحـل حياتـه عـن طريـق عملـه الشـخصي .فالمـرض والعجـز والبطالـة
وتعليـم األبناء والشـيخوخة ،جميعها أمثلـة لفتـرات تتقلـص فيهـا القـدرة علـى الكسـب ،لذلـك ينبغـي
علـى كّل المجتمعـات إرسـاء نظـام لمسـاعدة األشخاص الذيـن ُيحَر مـون مـن القـدرة علـى
".الكسـب
وفي حالة المغرب ،يعاني نظــام التقاعــد من ضعــف نســبة تغطيتــه للســكان النشــطين :فنحو
%60مــن األشخاص النشــطين العاملين ،أي 2,6مليــوني نســمة ،غيــر مشــمولين بــأي نظــام
للتقاعد ،سواء للمعاشات أو تعويضات عن نهاية الخدمة ،إذ تقتصـر أنظمـة التقاعـد اإلجبارية علـى
موظفـي وأجـراء القطاعيـن العـام والخـاص ،فال يتعّد ى عدد المتقاعدين المصّرح عنهم
1.805.224شخصًا في رسم عام 2018،في ظل انتظار تطبيق القانـون رقـم 15.99المتعّلق
17
بإحـداث نظـام للمعاشـات لفائـدة المهنّييـن والعّم ـال المسـتقّلين واألشخاص غيـر األجراء الذيـن
يزاولـون نشـاطًا خاّص ـًا ،بحلول عام ،2025كما هو مسّطر في الجدول الزمني لتعميم الحماية
.االجتماعية الذي أعدته الحكومة المغربية
18
الشكل : 2الجدولة الزمنية لتعميم الحماية االجتماعية
وعلى الرغم من حمالت المراقبة التي يقوم بها الصنـدوق الوطنـي للضمـان االجتماعي لعمليات
التصريــح عن األجراء ،التــي مّك نــت مــن رفــع نســبة تغطيــة أجــراء القطــاع الخــاص مــن
%72عام 2011إلـى %82عام ،2016فـإن عـددًا مهّم ـًا مـن النشـطين ما زالوا غيـر مصـرح
عنهـم لـدى الصنـدوق ،أو مصـّر ح عنهـم بشـكٍل ناقـص .وما زال الحّق في االستفادة من معاشات
التقاعد في المغرب موصومًا بالالمساواة والتمييز السلبي ضد النساء .فهّن أقـّل اسـتفادة مـن
التغطيـة في نظـام التقاعـد ،بسبب ارتفاع نسبة البطالة بين صفوفهّن .ومن نتائج ذلك أن نسبة
النسـاء ال تتعدى حاليـًا %16مــن عــدد المتقاعديـن ،ويبلــغ متوســط مبلــغ المعـاش الـذي
يتقاضينـه 865,1درهمـًا ،مقابـل 935,1درهمـًا بالنسـبة إلى الذكـور .وكما تشـكل النسـاء %97
مـن مجمـوع المسـتفيدين مـن تحويـل معـاش التقاعـد ،بمتوسـط معـاش يبلـغ 839درهمـًا ،مقابـل
894درهمـًا للذكـور.
19
ومن أهم االختالالت التي تعيق منظومة الحماية االجتماعية ،تلك المتعلقة بالحماية من مخاطر
الشيخوخة في المغرب ،كون األنظمة المتعددة والمشتتة أو المجّز أة تساهم في تكريس الفوارق
وغياب المساواة بين المغاربة بحسب نظام التقاعد الذي ينتسبون إليه .فالمعاش الذي يحصل عليه
األجير في القطاع العام أعلى من معدل المعاشات التي يحصل عليها العاملون في القطاع الخاص،
الذي تبلغ نسبة معاشات المتقاعدين فيه ،%26فال تتعدى الـ 1000درهم ( 100دوالر أميركي)
شهريًا ،و %57منهم ال تتعدى معاشاتهم 1500درهم (أي 150دوالرًا أميركيًا) ،ما يساهم في
تدنّــي مســتوى معيشــة متقاعــدي القطـاع الخـاص الذين ُيعتبرون من بين الفئات التي تتحمل
العبء المالي الباهظ للعالجات ،واإلنفاق على الصحة ،كما تمت اإلشارة إليه أعاله ،ما يجعلهم من
.الفئات األكثر هشاشة واألكثر فقرًا في المغرب
تحديات تعميم الحماية االجتماعية في المغرب
يتم توصيف مشروع تعميم الحماية االجتماعية على جميع المواطنين في المغرب من طرف الفرقاء
االجتماعيين والسياسيين على أنه أحد أكبر القرارات السياسية واالجتماعية تحت حكم الملك محمد
السادس ،وربما واحد من أهم القرارات منذ استقالل المغرب ،كونه ،وللمرة األولى ،سُينصف فئات
واسعة من الفقراء والمهددين بالهشاشة ،وسيتمتعون بالحد األدنى من الحقوق االجتماعية ،وقد
يساعدهم ذلك على مواجهة شظف العيش وتكاليف الحياة الباهظة .كما يعّو لون على أنه قد ينصف
شريحًة أخرى من المواطنين الذين يزاولون مهنًا منتظمة ،ومع ذلك ،محرومون من حقهم في
الحماية االجتماعية كما هو شأن مهٍن أخرى (أطباء ،مهندسون ،محامون ،موّثقون ،محاسبون.)...
وال يفوت نفس الفرقاء االجتماعيين والسياسيين التعبير عن انشغالهم بالتحديات والصعوبات التي
:ستواجه تنزيل هذا المشروع االجتماعي الضخم ،ومن بين هذه التحديات
لمنظومة الحماية االجتماعية بالنظر إلى أن العاطلين ال يحصلون على دخٍل قاّر يمّك نهم من
الوصول إلى الخدمات الصحية بالجودة الكافية ،التي ستضمن لهم حقهم في الحد األدنى من
العالجات الطبية ،والحصول على حّد أدنى من المدخول واالنخراط في نظام للمعاشات لمواجهة
.مخاطر الشيخوخة الحقًا
االقتصاد غير المنّظم 2.
من التحديات التي ستواجه ورش تعميم التغطية االجتماعية ،التحدي المرتبط بعدد العاملين في
االقتصاد غيــر المنظــم (غير المهيكل) ،بمعنــاه الواســع ،وهو ظاهــرة مســتعصية فــي
المنظومــة االقتصادية المغربيــةَ ومصـدر قلـق .إذ يصـل حجمه بحسـب معطيـات بنـك المغـرب
عام 2018إلـى نحـو %30مـن الناتـج الداخلـي اإلجمالي .وتذهـب تقديـرات المؤسسـات الوطنيـة
الدوليـة ،إلـى أن نسـبة تـراوح بيـن %60و %80مـن السـكان النشـطين في المغـرب يـزاولون
أعماًال تنـدرج ضمـن االقتصاد غيـر المنظّـم ،وهو تحٍّد تستحضره مراكز القرار المكَّلفة بتعميـم
21
التغطيـة االجتماعية لتسـريع وصول هـذه الفئـات إلـى نظام الضمان االجتماعي الشامل ،وإن كان
.ذلك يطرح تحديًا ثانيًا أيضًا يتعلق بنظام االستهداف
نظام االستهداف 3.
إن نظام استهداف العاملين في القطاع غير المهيكل والعاطلين عن العمل والمعوزين والمسنين من
دون دخل ،ضعيف وغير فعال .فهناك صعوبة في تحديد وضبط الفئات المؤهلة لالستفادة من نظام
المساعدة الطبية وبقية برامج منظومة الحماية االجتماعية ،خصوصًا مع تنامي القطاع غير
المهيكل ،واعتماد النظام التصريحي لتقدير مستوى الدخل ،الذي ينطوي على الكثير من المغالطات
نتيجة التصريحات المخفضة وغير الدقيقة .كما أن اعتماد قواعد معقدة لتحديد األهلية بشكٍل تصعب
معه دراسة طلبات االستفادة أو تفعيل المراقبة البعدية للنظام والتأخر في تنزيل نظام االستهداف،
المكّو ن من سجّلين كما وضعهما القانون ،هما السجل الوطني للسكان (يستهدف األشخاص)
22
والسجل االجتماعي الموحد (يستهدف األسر) ،من عامين إلى ثالثة أعوام بعد تعميم التغطية
الصحية ،جميعها أمور تترك عددًا كبيرًا من المعنيين على الهامش إلى أن ُتدرج أسماؤهم ضمن
قوائم المسجلين الذين سيستفيدون من الحماية االجتماعية .وقد يسجل السجل االجتماعي الموحد
"تحايًال" لتجاوز فكرة الدولة االجتماعية ،فيتم حصر الدعم العمومي ضمن تدابير تقنية
) وبيروقراطية ،قد ينجم عنها تضييق عدد المستفيدين من البرامج االجتماعية.
23
الحماية االجتماعية 51مليار درهم ،موزعة بين 28مليار درهم تتأّتى من آلية االشتراك بالنسبة
إلى األشخاص الذين تتوفر لديهم القدرة على المساهمة ،و 23مليار درهم يتم تحصيلها في إطار
تضامني لتغطية األشخاص الذين ال تتوفر لديهم هذه القدرة .يعني ذلك أن نحو %45من الوعاء
25
المالي لورش تعميم الحماية االجتماعية سيأتي من مصادر تضامنية،ستطرح طبيعة هذا التمويل
تداعيات عديدة حول استدامة اإلطار المالي ألنظمة الحماية االجتماعية ،وحول اآلفاق المستقبلية
لموقع الدولة في تدبير السياسات االجتماعية في انتظار إصالح النظام الضريبي المغربي للوصول
إلى عدالة ضريبية تساعد على تمويل برامج الحماية االجتماعية وضمان ديمومتها وتعميمها على
.الجميع
وهناك تخوفات من أن تفضي مراجعة أدوار صندوق المقاّص ة المغربي ،الذي تعتزم الحكومة
توجيه مخصصاته التي بلغت خالل شهر شباط/فبراير 2022نحو 5مليارات درهم مغربي نحو
آليات مندمجة للحماية االجتماعية ،والسجل االجتماعي الموّحد وبشكٍل خاص لتمويل تكاليف
الصحة .ما يعني تخصيص الموارد الناتجة عن الرفع التدريجي لدعم الدولة للمواد الغذائية
26
والطاقة لتمويل تدابير الحماية االجتماعية ،وبالتالي المّس بالقدرة الشرائية لبعض الناس في
المغرب ،وال سيما من هم من الطبقة الوسطى .فهذه األخيرة مهددة بالهشاشة ،ومستثناة إلى حٍد كبير
من التغطية االجتماعية الكافية ،إثر ضعف نظام االستهداف والمشاكل في تركيبة السجالت
المعتمدة .وبالتالي لن تقدر هذه الطبقة على مواجهة غالء أسعار عدد من المواد المدعومة من قبل
صندوق المقاّص ة من دون أن يكون لها إمكانية االستفادة من أي دعم أو استهداف في الوقت نفسه.
ما قد يؤدي إلى تدحرج هذه الطبقة المنسية نحو عتبة الفقر .فربما تفضي هذه النظرة التجزيئية إلى
مسألة تمويل الحماية االجتماعية إلى حماية فئات مقابل إفقار أخرى ،وقد تكون مشّجعة لتبرير
الدولة انسحابها من المجال االجتماعي ،وتكريس سياسات التخلي عبر مدخل إصالح صندوق
المقاصة .ولعل هذا ما يفسر دعم البنك الدولي لهذا اإلصالح ،إذ التزم بتخصيص 400مليون
27
دوالر لدعم الحكومة في القيام باإلصالحات "المنهجية" لنظام الحماية االجتماعية ،عبر وضع
السجل الوطني للسكان والسجل االجتماعي الموحد ،وإرساء الوكالة الوطنية للسجالت ،ما يطرح
28
توّج سات حول اآلثار الجانبية لهذا المشروع ،في ضوء مصير بعض التجارب التي واكبها البنك
الدولي في بلداٍن أخرى ،باتخاذ تعميم الحماية االجتماعية كمدخل ناعم لتوجيه الميزانية العامة
لخدمة شروط االستدانة على حساب األولويات االجتماعية كما حصل في المكسيك .وهذا ما بدأت
تظهر بعض تطبيقاته في التجربة المغربية ،في ظل ضعف إعمال التدابير المواكبة للحيلولة دون
إضرار بعض اإلصالحات بالقدرة الشرائية للمواطنين ،كما هو الحال مع برنامج "تيسير" الموّجه
إلى تشجيع التمدرس ،الذي ُتغطى ميزانيته من الموارد الناجمة عن رفع الدعم عن المواد الغذائية
والطاقة ،ما يجعله ال يخدم فقط توسيع تغطية الحماية االجتماعية في كل البالد ،بل إن نتائجه قد
تخدم في المقام األول تحقيق توازن الميزانية.
29
الوطني لحقوق اإلنسان (مؤسسة وطنية رسمية) ،أنه مقابل 23ألف طبيب مغربي يمارسون مهنتهم
في البالد ،يوجد بين عشرة آالف و 14ألف منهم يمارسونها في الخارج ،خصوصًا في الدول
األوروبية .فواحد من كل ثالثة أطباء مغربيين تقريبًا يمارس مهنته خارج البلد ،على الرغم من
الحاجة الملحة في المغرب إلى كل أطبائه وإلى المزيد منهم .لذا ،تدق هذه المعطيات واألرقام
ناقوس الخطر بشأن هجرة األطباء أو الطلبة المتخرجين من كليات الطب والصيدلة في دول
الغرب ،ما يتطلب من الحكومة المغربية تدارك تداعيات هذا النزيف ،التي قد تؤثر سلبًا على فعالية
ونجاعة منظومة التغطية الصحية في شكلها ومضمونها الجديدين ،باعتماد قرارات وإجراءات
.تهدف إلى تحسين وضع الطبيب المغربي ،حتى ال يختار الهجرة إلى الخارج
تزايد نسبة الشيخوخة 8.
من بين التحديات الكبيرة التي يجب معالجتها بالجدية المطلوبة وبالروح التضامنية ،التي يجب أن
تؤطر جميع السياسات العمومية للدولة االجتماعية ،التحدي المرتبط بتزايد نسبة الشيخوخة في
الهرم السكاني المغربي .فتوقعت تقارير رسمية ارتفاع أعداد المسنين في المجتمع المغربي في أفق
عام ،2050إذ تشير التوقعات اإلحصائية للمندوبية السامية للتخطيط (مؤسسة اإلحصاء الرسمية)،
إلى أن عدد األشخاص المسنين سيرتفع من 4,5ماليين حاليًا ،إلى 10ماليين نسمة في أفق عام
.2050وبذلك ،سيصل الوزن الديموغرافي لألشخاص المسنين إلى %23,2مقابل %12,2عام
2022.ومن المعلوم أن فترة الشيخوخة ترتبط باألمراض المزمنة ،ما يزيد من الطلب على 31
الرعاية الصحية والمزيد من نفقات التأمين اإلجباري عن المرض ،مع ما يصاحب ذلك من تأثير
سلبي على استدامة أنظمة الحماية االجتماعية ،خصوصًا صناديق التقاعد والتغطية الصحية ،ما
سيؤدي بالضرورة إلى تحّم ل األجيال المقبلة ارتفاع العبء المالي ألنظمة التقاعد .ومن أهم العقبات
التي سيواجهها المسنون الفقراء ،وذوو الدخل المحدود ،أن المعاشات أو المساعدات االجتماعية
التي سيتسلمونها بعد وضع آليات االستهداف ،لن تكفيهم لمواجهة تكاليف الحياة ،ال سيما كلفة
عالجات األمراض المزمنة باهظة الثمن ،إذ سيتحملون ما يزيد عن %50أو أكثر من النفقات من
ميزانياتهم الخاصة ،على الرغم من االشتراكات الشهرية التي يدفعونها ،ألن االشتراكات
.والمعاشات ال ُتَع َّد ل وفقًا لمعّد ل التضخم المالي في البالد
خالصة
يعّد تعميم الحماية االجتماعية في المغرب تحوًال نوعيًا في النموذج االجتماعي للنظام السياسي
القائم .قد يكون هذا التعميم ُلبنة مركزية في تأسيس الدولة االجتماعية المبنية على التضامن
واإلنصاف والعدالة االجتماعية ،وربما يساهم نجاح ورش الحماية االجتماعية في إعادة ثقة الناس
في مؤسسات بلدهم .لكن ذلك ال يمنع من التذكير بأن هذه الورش تواجهها أيضًا ومنذ نشأتها ،عدة
تحديات قد تعطل أهدافها وتطلعاتها في األفق المنظور ،خصوصًا إذا لم يصاحب عملية تنفيذها عدد
من االحترازات المرتبطة بنمط الحوكمة المرتقبة لتدبيرها ،ومواجهة التحديات التي من شأنها أن
تحول دون تحقيق أهدافها كما سّطرتها الحكومة المغربية للعموم ،وكما تم تشريعها ضمن القانون
اإلطار رقم 09.21المتعلق بالحماية االجتماعية.
32
لذلك ،وجب على القائمين على منظومة الحماية االجتماعية في المغرب ،التفكير بروح وبمقاربة
تضامنية بين األجيال وبين الطبقات االجتماعية ،إلصالح أنظمة التغطية الصحية وأنظمة التقاعد
وغيرها ،كما ديمومة تلك األنظمة حتى ال تنهار اآلمال المعلقة على ورش تعميم الحماية االجتماعية
من قبل الماليين من المغاربة إلخراجهم من دائرة البؤس والحاجة ،وتمكينهم من العيش بكرامة
.وثقة في وطنهم