Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 82

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬


‫جامعة بلحاج بوشعيب لوالية عين تموشنت‬
‫كلية علوم اقتصادية و تجارية و علوم التسيير‬
‫قسم ‪ :‬علوم مالية و محاسبية‬
‫تخصص‪ :‬محاسبة و جباية معمقة‬

‫تسيير الميزانية في المؤسسات العمومية اإلستشفائية ذات‬


‫الطابع الخاص‬
‫دراسة حالة – مؤسسة اإلستشفائية الدكتور بن زرجب‪-‬‬

‫مذكرة مقدمة لنيل شهادة ماستر علوم محاسبة وجباية‬

‫إشراف األستاذة‪:‬‬ ‫من إعداد الطلبة‪:‬‬

‫د‪ .‬حبشي فادية‬ ‫فقيه محمد إلياس‬

‫مغربي ميمون‬

‫أعضاء لجنة المناقشة‬

‫رئيسا‬ ‫جامعة بلحاج بوشعيب‪-‬عين تموشنت‬ ‫د‪ .‬بن حدو أمينة‬


‫مشرفا و مقررا‬ ‫جامعة بلحاج بوشعيب‪-‬عين تموشنت‬ ‫د‪ .‬حبشي فادية‬
‫عضوا مناقشا‬ ‫جامعة بلحاج بوشعيب‪-‬عين تموشنت‬ ‫د‪ .‬بن طوير نعيمة‬

‫السنة الجامعية‪ 0200 - 0202 :‬م‬


‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬

‫" ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ريب وما أوتيتم من العلم إال قليال"‬

‫احلمد هلل الذي انعم علي بالصحة إلمتام هذه املذكرة و حسب قوله تعاىل بعد بسم هلل الرمحن الرحيم *‬
‫اذْ ُكر يوِن أَذْ ُكرُكم وا ْش ُكروا يِل وَال تَ ْك ُفر ي‬
‫ون *‬‫ُ‬ ‫ْ َْ ُ َ‬ ‫ُ‬
‫لقد حثنا اهلل يف كتابه العزيز على شكر الناس قائال "و فوق كل ذي علم عليم " ( سورة يوسف آية ‪)67‬‬
‫صدق اهلل العظيم ‪.‬‬

‫اشكر اهلل العلي القدير الذي انعم علينا بنعمة العقل و الدين القائل يف حمكم التنزيل عن أيب هريرة رضي اهلل‬
‫عنه قال _صلى اهلل عليه و سلم "من ال يشكر الناس ال يشكر اهلل "‬

‫إىل األستاذة املشرفة اليت نكن له فائق االحرتام و التقدير‪ ،‬و اليت مل تبخل علينا بالنصح و التوجيه‪ ،‬األستاذة‬
‫حبشي فاديه‬

‫و يف األخري ال يسعنا إال أن نقول ملن ساعدنا أو نصحنا أو وجهنا‪ ،‬و لو برأي أو كلمة جزأكم اهلل خريا و‬
‫بارك اهلل فيكم مجيعا‪.‬‬
‫إهداء‬
‫" و الصالة و السالم على أشرف المرسلين "محمد صلى هللا عليه وسلم‬

‫"الحمد هلل الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لوال أن هدانا هللا"‬

‫اللهم لك الحمد قبل أن ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضا‬
‫إلى قرة عيني وجوهر الفؤاد و منبع الحنان و العطاء إلى التي حرمت نفسها وأعطتني‬
‫ومن نبع حنانها سقتني‪...‬إلى من وهبتني الحياة‪...‬أمي العزيزة حفظها هللا‬
‫إلى من يزيدني انتسابي له ذكره فخرا واعتزازا و إلى كل من وفر لي كل ما أحتاجه في‬
‫هذه الحياة‪..‬وجعلني اكبر في ازكي واطهر فضيلة أبي الغالي‬
‫إهداء‬

‫إلى التي حملتني وهنا على وهن وسقتني من نبع حنانها وعطفها‬
‫الفياض إلى من كان دعاؤها ورضاها عن سر نجاحي أمي‬
‫رمز كف احي في الحياة إلى الذي تعب من اجل تربيتي إلى من غرس‬
‫القيم و األخالق في ق لبي إلى من احمل لقبه بكل فخر واعتزاز أبي أطال اهلل‬
‫في عمره‬
‫إلى إخوتي وأخواتي‬
‫إلى زميالتي وزمالئي في الدفعة وخاصة زميلتي التي شاركتني في‬
‫هذا العمل‬
‫أما عن أصدق ائي ف لن أتوان عن شكرهم عالء الدين وريان وسفيان وأيمن‬
‫وحميمد وربيع وعبد اللطيف وبن سالم كلهم كانوا سندا في هذا المشوار‬
‫الجامعي‬

‫و من هذا المنبر اخص بالذكر أستاذتي العزيزة ف ادية حبشي التي أدت‬
‫األمانة وأكثر ولن أوفيها حقها بهذه الكلمات‪.‬‬
‫الفهرس‬
‫الشكر‬
‫إهداء‬
‫مقدمة‬
‫الفصل األول اإلطار النظري و الدراسات السابقة‬
‫‪7‬‬ ‫متهيد‬
‫‪6‬‬ ‫املبحث االول‪ :‬عموميات حول املؤسسات العمومية االستشفائية‬
‫‪6‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬ماهية املؤسساتالعمومية‬
‫‪6‬‬ ‫الفرع االول‪ :‬تعريف املؤسسة العمومية و خصائصها‬
‫‪9‬‬ ‫الفرع الثاِن‪ :‬انواع املؤسسات العمومية‬
‫‪21‬‬ ‫املطلب الثاِن‪ :‬تقدمي املرفق العام االستشفائي يف اجلزائر‬
‫‪21‬‬ ‫الفرع االول‪ :‬حملة عامة عن تسيري ومتويل قطاع الصحة يف اجلزائر‬
‫‪21‬‬ ‫الفرع الثاِن ‪:‬تصنيفات املؤسسات العمومية للصحة يف اجلزائر‬
‫‪26‬‬ ‫املبحث الثاِن‪ :‬اإلطار النظري لتسيري امليزانية يف املؤسسات العمومية‬
‫‪26‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬عموميات حول امليزانية العامة‬
‫‪26‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعريف امليزانية ومبادئها‬
‫‪21‬‬ ‫الفرع الثاِن‪ :‬مكونات امليزانية العامة‬
‫‪11‬‬ ‫املطلب الثاِن‪ :‬تنفيد امليزانية و الرقابة عليها‬
‫‪11‬‬ ‫الفرع االول‪ :‬مراحلتنفيد امليزانية‬
‫‪11‬‬ ‫الفرع الثاِن ‪:‬اهليئات املسؤولة عن الرقابة على امليزانية‬
‫‪33‬‬ ‫املطلب الثالث‪ :‬عموميات حول تسيري امليزانية‬
‫‪33‬‬ ‫الفرع االول‪ :‬مفهوم ميزانية التسيري واهدافها‬
‫‪31‬‬ ‫الفرع الثاِن‪ :‬خطوات تسيري امليزانية‬
‫‪36‬‬ ‫املبحث الثالث ‪ :‬دراسات السابقة‬
‫‪14‬‬ ‫خالصة الفصل‪:‬‬
‫الفصل الثاِن دراسة ميدانية يف املؤسسة اإلستشفائية – أمحد بن زرجب‬
‫‪11‬‬ ‫متهيد‬
‫‪13‬‬ ‫املبحث االول‪:‬بطاقة تعريفية للمؤسسة االستشفائية الدكتور بن زرجب‪.‬‬
‫‪13‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬التعريف باملؤسسة االستشفائية الدكتور بن زرجب ومهامها‬
‫‪13‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬التعريف‬
‫‪17‬‬ ‫الفرع الثاِن‪ :‬مهام املؤسسة االستشفائية لعني متوشنت‬
‫‪16‬‬ ‫املطلب الثاِن‪ :‬تنظيم وتسيري املؤسسة االستشفائية عني متوشنت " دكتور بن زرجب‬
‫‪16‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬جملس اإلدارة‬
‫‪19‬‬ ‫الفرع الثاِن‪ :‬املدير العام‬
‫‪04‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬اجمللس الطيب‪:‬‬
‫‪01‬‬ ‫املبحث الثاِن‪ :‬خطوات تسيري امليزانية يف املؤسسة االستشفائية بن زرجب‬
‫‪01‬‬ ‫املطلب االول‪ :‬اعداد امليزانية االولية‬
‫‪01‬‬ ‫الفرع االول‪ :‬مرحلة التحضري‬
‫‪01‬‬ ‫الفرع الثاِن‪ :‬مرحلة التصويت ومناقشة امليزانية‬
‫‪01‬‬ ‫املطلب الثاِن‪ :‬مرحلة املصادقة على امليزانيةوتنفيذها‬
‫‪01‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬املصادقة على ميزانية املؤسسة االستشفائية دكتور بن زرجب‬
‫‪00‬‬ ‫الفرع الثاِن‪:‬تنفيذ النفقة على مستوى املؤسسة االستشفائية دكتور بن زرجب‬
‫‪00‬‬ ‫املطلب الثاِن‪ :‬الفرق يف تنفيذ امليزانية بني املؤسسة االستشفائية دكتور بن زرجب‬
‫واملؤسسات األخرى ذات الطابع اإلداري‬
‫‪00‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬نتائج املقابلة مع حماسب املؤسسة االستشفائية‬
‫‪06‬‬ ‫الفرع الثاِن‪ :‬حتليل خصائص املؤسسة االستشفائية دكتور بن زرجب من خالل‬
‫امليزانية ‪1412‬‬
‫‪72‬‬ ‫خالصة الفصل‪:‬‬
‫‪73‬‬ ‫خامتة‬
‫قائمة املصادر و املراجع‬
‫‪:‬‬

‫مقدمة‬
‫مقدمة عامة‬

‫يف بداية القرن التاسع عشر قامت الثورة الصناعية و ظهر اإلنتاج الواسع مما أدى إىل تغري و تعدد الكيان‬
‫القانوِن للمؤسسات حيث جند املؤسسات املسامهة ‪ ،‬ذات املسؤولية احملدودة و املؤسسات التضامنية ‪.....‬اخل‬
‫‪ ،‬و كذلك تنوعت األنشطة اليت متارسها هذه املؤسسات ‪ ،‬التجارية ‪ ،‬املؤسسات الصناعية ‪ ،‬املؤسسات‬
‫الزراعية و املؤسسات اخلدمية و املؤسسات ذات األنشطة املتعددة ‪ ،‬كل هذا أدى إىل زيادة احلاجة إىل رؤوس‬
‫األموال املواجهة هلذه التغريات و التوسعات و إن عملية تسيري‬

‫أعمال املؤسسة أصبحت ليس بسهلة و خاصة فيما يتعلق خبلق التوازن للموارد املتاحة و األهداف اليت تسعى‬
‫إىل حتقيقها إدا املؤسسة‪.‬‬

‫إن إدارة املؤسسة االستشفائية تنتهج اليوم كافة الوسائل الالزمة ملواجهة األوضاع املتغرية و التهيؤ للتقلبات و‬
‫الطوارئ اليت قد حتدث مستقبال و اليت هلا عالقة يف جناحها أو فشلها يف حتقيق أهدافها اليت رمستها ‪.‬‬

‫إن التطور السريع احلاصل يف طبيعة أعمال اإلدارة و التسيري للمؤسسات االستشفائية وضع على عاتق‬
‫املسيريين مهام و وظائف جديدة تستوجب البحث عن السبل اليت تتيح هلم الفرصة ملواجهة املشاكل و‬
‫املعضالت عند أو قبل وقوعها و أن عليهم إعداد العدة ملواجهة الظروف االقتصادية احمليطة باملؤسسة و اختاذ‬
‫القرارات املناسبة ‪.‬‬

‫و لغرض حتقيق أهداف املؤسسة االستشفائية على إدارهتا أن تستخدم أدوات ختطيطية و رقابية متكنها من‬
‫قراءة املستقبل و التطورات و التغريات املتوقع حصوهلا يف السوق االقتصادية سواء كانت على املستوى التقين ‪،‬‬
‫أو سعر السوق ‪ ،‬أو كل ما يتعلق مبستلزمات اإلنتاج و التشغيل و التسويق و العوامل املؤثرة على الطلب و‬
‫منتجات املؤسسة االقتصادية بصفة عامة و املؤسسة االستشفائية باخلصوص ‪.‬‬

‫تستخدم إدارة املؤسسة االستشفائية يف العملية التخطيطية املعلومات اليت حتصل عليها من كافة األقسام و‬
‫املصاحل التابعة هلا ‪ ،‬و كذلك املتحققة يف الفرتات السابقة و بشكل رئيس ي املعلمات احملاسبية و لكي‬
‫تستطيع األقسام احملاسبية أن تساير و تساهم يف التطورات احلاصلة يف عملية التسيري للمؤسسة االستشفائية‬
‫بشكل فعال ‪ ،‬و تقدم اخلدمات الالزمة إلدارة املؤسسة لكي تنجز أعماهلا بأحسن وجه ‪.‬‬

‫شهدت املؤسسات الصحية العمومية خالل التسعينيات تغريات عميقة مل تنحصر يف التطور احلاصل يف‬
‫ممارسات‬

‫أ‬
‫مقدمة عامة‬

‫العالج والرعاية فقط بل ذهبت إىل أبعد من ذلك لتأخذ شكل إعادة نظر شاملة يف طرق التنظيم واإلدارة‪،‬‬
‫وهكذا أصبحت املؤسسات الصحية العمومية موضوع االهتمام وحمط األنظار على مستوى اإلدارة املركزية من‬
‫خالل املشروع الوزاري إلصالح املستشفيات‪ ،‬والذي يهدف إىل إدخال إجراءات حديثة لضبط وتنظيم‬
‫املستشفيات اليت أصبحت تشكل حجر الزاوية لربنامج اإلصالحات الذي يهدف يف جمال تسيري‬
‫املستشفيات إىل وضع منوذج جديد‪.‬‬

‫ويتميز هذا ا لنموذج باستقاللية أكرب يف التسيري مع إنشاء هياكل تعتمد على مبدأ املسؤولية ورد التقارير‪،‬‬
‫بإدخال مناهج متطورة يف التسيري كاحملاسبة التحليلية‪ ،‬مراقبة التسيري‪ .‬كما يتميز املستشفى بتسيري تعاقدي مبين‬
‫على األهداف (تعاقد على األهداف بني الوزارة الوصية واملستشفى من جهة‪ ،‬وبني املستشفى واملصاحل من‬
‫جهة أخرى)‪ .‬إن انفتاح املستشفى على التقنية والتكنولوجيات احلديثة‪ ،‬وتطوير املعلومات الطبية وإدماجها مع‬
‫معلومات التسيري‪ ،‬وإخضاع األطباء إىل ضوابط اقتصادية وإدماجهم يف التسيري جعل املستشفيات تنشط‬
‫ضمن شبكة عالج متكاملة‪.‬‬
‫و من نقوم بطرح االشكالية الرئيسية كااليت‪:‬‬

‫كيف يتم تسيري املؤسسات العمومية عامة و االستشفائية خاصة؟‬

‫وتتفرع عنها عدة أسئلة فرعية ‪:‬‬

‫‪-‬ما مفهوم الميزانية ? وما هي خصائصها ومبادئها والعناصر التي تحتوي عليها ؟‬

‫‪-‬كيفية تحضير واعتماد تسيير الميزانية العامة ?و ما هي أنواع الرقابة عليها ؟‬

‫‪-‬من هم أألعوان المكلفون بتنفيذ الميزانية ؟ وكيفية تحصيل اإليرادات وصرف النفقات العامة ؟‬

‫*فرضيات البحث‪:‬‬

‫لإلجابة وتحليل اإلشكالية المطروحة يمكن طرح فرضيات في بداية األمر كانطالقة للوصول إلى‬
‫الهدف وتكون كالتالي‪:‬‬

‫‪ -‬المؤسسات العمومية االستشفائية ذات الطابع إال داري هي مؤسسات دولة تختلف عن باقي‬
‫المؤسسات من حيث‬
‫ب‬
‫مقدمة عامة‬

‫االختصاص‪،‬ولديها قطاع معين حيث تقدم خدمة اجتماعية‪.‬‬

‫‪ -‬لتحضير واعتماد الميزانية يجب أن يسود االنسجام والتوافق بين أجزاء وبنود وتقسيمات الميزانية‬
‫المختلفة‪.‬‬

‫‪-‬كل مسؤول إداري ال يمكن المباشرة في تنفيذ أو التعاقد أي عقد نفقة أو صرفها‪،‬وهنا ال توجد‬
‫ميزانية ولذلك يجب أن يكون ترخيص سياس ي مسبق في انجاز النفقات‪.‬‬

‫* ‪-‬دوافع اختيار البحث‪:‬‬

‫‪ -‬األهمية التي يكتسيها هذا الموضوع من خالل أهمية المبالغ المرصدة لوزارة الصحة و التوزيع‬
‫المخصص من طرف الدولة و الذي يفوق كل القطاعات‪.‬‬

‫‪ -‬معرفة كيفية تسيير النفقات العامة في المؤسسة العمومية االستشفائية‪.‬‬

‫‪ -‬موضوع البحث هو من اختصاصنا في التسيير و المحاسبة العامة‪.‬‬

‫‪ -‬نظرا لوجود سياسة التقشف المفروضة على المؤسسات العمومية في الجزائر‬

‫واجهت موضوعنا هذا الذي هو حمل الدراسة بعض الصعوبات و اليت تتعلق بنقص يف املراجع اخلاصة هبذا‬
‫املوضوع و باإلضافة إىل تواجدها على مستوى جمموعة من جامعات الوطن و الذي كلفنا جتميعها الكثري من‬
‫الوقت و اجلهد ‪ ،‬و بالرغم من تواجدها يف املكتبات اجلامعية إال أهنا بصفة عامة كانت حول املؤسسات‬
‫اخلدماتية و االقتصادية و لكننا استطعنا بفضل اهلل أن ننجز حبثنا هذا مبساعدة بعض العناصر اليت تعمل يف‬
‫املؤسسات االستشفائية على مستوى الدكتور بن زرجب – عني متوشنت‬

‫أمهية البحث ‪:‬‬

‫من خالل هذا البحث سنحاول إثبات إن املؤسسة االستشفائية هلا مسؤولية كبرية فيما خيص ترصيد حساباهتا‬
‫مثل باقي املؤسسات األخرى حيث تؤثر و تتأثر بالتسيري اإلداري و املاِل من ج و احلرص على الرقابة‬
‫الداخلية اليت تساعد اإلطارات املسرية يف اختاذ القرارات الصائبة و إتباع سياسة املوازنة التقديرية اليت تساهم و‬

‫ج‬
‫مقدمة عامة‬

‫لو بالقليل يف حل األمور املالية املتأزمة للمؤسسة االستشفائية بصفة عامة حمليا أو عامليا ‪ ،‬و هذا بعد توحيد‬
‫النظام املاِل و احملاسيب‬

‫بصورة موجزة و بالتقارير املالية اليت تزيد من حدة التوضيح و الوضوح يف القوائم املالية و احملاسبية هلاته‬
‫املؤسسات االستشفائية ‪.‬‬

‫إعداد ميزانية التسيري للمؤسسة االستشفائية يتم من خالل تطبيق التقنيات االقتصادية و املالية و احملاسبية‬
‫اخذين بعني االعتبار خصوصية النشاط أالستشفائي باإلضافة إىل تضافر جهود كل العاملني منها اختلفت‬
‫اختصاصاهتم و مسؤوليتهم من اجل حتديد مواقع الداء و حماولة معاجلته‪.‬‬

‫منهج البحث ‪:‬‬

‫اعتمدنا يف هذه الدراسة على املنهج الوصفي التحليلي لذي يعتمد على أسلوب االستقراء و االستنتاج ‪.‬‬

‫د‬
‫اإلطار النظري و الدراسات السابقة‬ ‫الفصل األول‬

‫الفصل األول‬
‫االطار النظري و الدراسات السابقة‬

‫‪5‬‬
‫اإلطار النظري و الدراسات السابقة‬ ‫الفصل األول‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫مع تطور األمهية املمنوحة للقطاعات االجتماعية يف العامل وخاصة يف اجلزائر‪ ،‬مت ختصيص مبالغ ضخمة هلا‬
‫قطاعا ذا أمهية قصوى‪ ،‬ال سيما من حيث تأثريه االقتصادي‬
‫لتلبية االحتياجات املتزايدة‪ .‬ميثل قطاع الصحة ً‬
‫كبريا من‬
‫واالجتماعي‪ .‬يف اجلزائر‪ ،‬هذا القطاع األخري مسري بشكل أساسي من قبل الدولة‪ ،‬اليت متول جزءًا ً‬
‫الرعاية إىل جانب الضمان االجتماعي‪ ،‬الذي يشهد زيادة يف حصته‪ .‬بالنظر إىل احتواء القطاع على األموال‬
‫العامة‪ ،‬فإن احلاجة إىل ترشيدها أكثر من ضرورية‪ ،‬ال سيما يف أعقاب األزمة اليت ضربت اجلزائر نتيجة اهنيار‬
‫أسعار النفط يف عام ‪.1421‬‬

‫‪6‬‬
‫اإلطار النظري و الدراسات السابقة‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث االول‪ :‬عموميات حول المؤسسات العمومية االستشفائية‬

‫المطلب األول‪ :‬ماهية المؤسساتالعمومية‬


‫الفرع االول‪ :‬تعريف المؤسسة العمومية و خصائصها‬

‫يشوب فكرة املؤسسة العمومية غموض شديد من حيث تعريفها وحتديـدها حتديـدا جامعا مانعا‪ ،‬وذلك‬
‫لغياب تعريف تشريعي أو قضائي هلا‪ ،‬إضافة إىل شدة اختالف الفقهاء وعدم اتفاقهم حول معىن املؤسسة‬
‫العمومية‪ ،‬نتيجة لسرعة وعمق التطور الـذي أصـاب املفهوم التقليدي للمؤسسة العمومية كمقابل لتطور‬
‫وظائف الدولة‪ ،‬من دولة حارسة إلـى دولة تدخلية‪ ،‬وكذلك كثرة التسميات والتطبيقات للمؤسسـة العموميـة‬
‫بـاختالف الـنظمالسياسية واالجتماعية واالقتصادية‪.‬‬

‫من خـالل التطبيقـات العمليـة للمؤسسـة العمومية سواء يف النظم الرأمسالية أو االشرتاكية‪ ،‬جند أن للمؤسسة‬
‫العموميـة مقومـات ثالثة وهي‪:1‬‬

‫أوال‪ :‬المؤسسة العمومية هي منظمة تنشئها الدولة ولها الكلمة األخيرة في تنظيمهـا‬

‫وتسيريها‪ ،‬وإخضاعها للنظام القانوِن الذي تراه مناسبا وبالتاِل فهذه املنظمة هي منظمة عامة الرتباطها املطلق‬
‫بسيادة الدولة وإرادهتا‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الهدف من إنشاء هذه المنظمة العامة هو إدارة نشاط معين مهما كان طبيعـة‬

‫هذا النشاط سواء كان إداريا أو صناعيا وجتاريا أو زراعيا‪ ،‬ومهما كانت الغاية من هـذا النشاط سواء تقدمي‬
‫اخلدمات العامة أو حتقيق الرتاكم املاِل‪ ،‬أي أن املنظمة العامة ختضع ملبدأ التخصص يف إدارة هذا النشاط‪.2‬‬

‫ثالثا‪ :‬طريقة إدارة المنظمة العامة لهذا النشاط المتخصص هي األسلوب الالمركزي والذي يشتمل على‬
‫عنصرين متقابلني ما‪:‬‬

‫‪ 1‬محد عماد مكاوي‪ ،‬تكنولوجيا االتصال يف عصر املعلومات‪ ،‬دار املصرية اللبنانية‪ ،‬القاهرة‪،‬ص‪1441‬‬
‫‪2‬أمحد فوزميلوخية‪،‬نظماملعلوماتاإلدارية‪،‬مؤسسةحورسالدولية‪،‬اإلسكندرية‪.1447 ،‬‬

‫‪7‬‬
‫اإلطار النظري و الدراسات السابقة‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ - 2‬االستقالل يف إدارة النشاط‪ ،‬ويكون هذا من خالل متتع املنظمة العامة بالشخصـيةاملعنوية‪ ،‬اليت تكفل هلا‬
‫التخصص يف إدارة النشاط لتحقيق األهداف املتوخاة منه وهذامن خالل اآلثار القانونية املرتتبة عن التمتع‬
‫بالشخصية املعنوية من أهليـة اكتسـاباحلقوق وحتمل االلتزامات‪.‬‬

‫‪ - 1‬الرقابة اليت متارسها السلطة املركزية على املؤسسة العمومية‪ ،‬أي وجود رابطـةعضوية حتد من استقالل‬
‫املؤسسة العمومية‪ ،‬وذلك عن طريق الوصاية اإلدارية‪.1‬‬

‫من خالل هذه العناصر ميكننا اقرتاح التعريف التاِل للمؤسسة العمومية‪:‬‬

‫" املؤسسة العمومية هي منظمة عامة تنشـئها الدولـة إلدارة نشـاط متخصـصباألسلوب الالمركزي"‪.‬‬

‫‪ -‬خصائص المؤسسات العمومية ‪:‬‬

‫تتفرد املؤسسات العمومية جبملة من اخلصائص واملزايا وهي‪ :‬تتميز املؤسسات العمومية جبملة من الصفات‬
‫واخلصائص الذاتية اليت تساهم فيتحديد ماهيتها بصورة أكثر دقة ووضوحا‪ ،‬ومتيزها عن غريها من اهليئات‬
‫واملنظماتاليت تقرتن هبا‪.‬‬

‫ومن أهم الخصائص للمؤسسات العمومية ما يلي‪:‬‬

‫‪- 2‬املؤسسة العمومية متثل وجتسد فكرة الالمركزية اإلدارية املصلحية املرفقية (املادية)‪.‬‬

‫‪- 1‬املؤسسة العمومية مرفق عام أو منظمة عامة وفقا للمعايري الراجحة‪.‬‬

‫‪- 3‬تتمتع املؤسسة العمومية بالشخصية املعنوية العامة‪.‬‬

‫‪- 1‬تتمتع املؤسسة العمومية باالستقالل املاِل واإلداري يف حدود القانون‪.‬‬

‫‪ - 0‬تعترب املؤسسة العمومية األداة والوسيلة التنظيمية األكثر كفاءة ومرونة ورشادةلتدخل الدولة لتحقيق‬
‫أهداف التنمية الوطنية االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬نظرا لتمتعها باالستقالل اإلداري واملاِل‪ ،‬وحرية التصرف‪،‬‬
‫وختصصها يف أغراض وأهداف حمددة‬

‫‪1‬حممدعبامسحرزي ‪:‬اقتصادياتاملالية‪،‬ديواناملطبوعاتاجلامعية‪،‬اجلزائر ‪1443‬‬

‫‪8‬‬
‫اإلطار النظري و الدراسات السابقة‬ ‫الفصل األول‬

‫‪- 7‬تدار وتسري املؤسسة العمومية بواسطة األسلوب اإلداري الالمركزي‪ ،‬وعنطريق جمالس إدارات وعمال‬
‫وجلان متخصصة دائمة ومؤقتة‪.1‬‬

‫‪- 6‬ختضع املؤسسة العمومية للسلطة والرقابة اإلدارية الوصائية‪ ،‬اليت متارس عليهاالسلطات اإلدارية املركزية يف‬
‫حدود النظام القانوِن الذي حيكم املؤسسات العمومية‪.‬‬

‫‪ - 1‬تتخصص املؤسسة العمومية لتحقيق أهداف عامة حمددة‪ ،‬تتمثل عادة يف إنتاجسلع إنتاجية‪ ،‬استهالكية‪،‬‬
‫ويف تقدمي خدمات عامة‪ ،‬إلشباع احلاجات العامة‪.‬‬

‫‪- 9‬املؤسسة العمومية مملوكة للدولة‪ ،‬وتنشأ –أصال‪ -‬بواسطة الدولة‬

‫الفرع الثاني‪ :‬انواع المؤسسات العمومية‬


‫من الصعوبة مبا كان تصنيف املؤسسات العامة بدقة تامة فتطبيقاهتا خمتلفة‪،‬ومتنوعة فهي ختتلف فيما بينها‪،‬ويف‬
‫تكوينها‪،‬ويف النظام القانوِن الذي تتبعه‪،‬ويف مدى استقالهلا اجتاه الشخص العام الذي أنشاها ‪ ،‬لكن على‬
‫الرغم من ذلك ميكن تصنيفها وفقا لتقسيم املكرس يف املادة‪ 1:‬من املرسوم الرئاسي‪ 20/116‬املؤرخ يف ‪ 1‬ذو‬
‫احلجة ‪ 2137‬املوافق ‪ 1420/49/27‬املتعلق بصفقات العمومية ومكرس ايضا مبوجب املادة ‪ 1‬من األمر‬
‫‪ 47/43‬املؤرخ يف ‪ 29‬مجاد الثانية ‪ 2116‬املوافق ‪ 1447/46/20‬املتعلق بالقانون األساسي للوظيفة‬
‫العمومية إىل أربعة أصناف‪:2‬‬

‫‪ -‬املؤسسة العمومية اإلدارية (ذات طابع إداري)‬

‫‪ -‬املؤسسة العمومية ذات الطابع الصناعي والتجاري‬

‫‪ -‬املؤسسة العمومية ذات الطابع العلمي والتكنولوجي‬

‫‪ -‬املؤسسة العمومية ذات الطابع الثقايف واملهين‬

‫‪ ‬المؤسسة العمومية اإلدارية‪ :‬املؤسسة اإلدارية هي املؤسسة اليت متارس نشاطا طبيعته إداريا حمضا‬
‫تتخذها الدولة‪،‬واجملموعة احمللية (اإلقليمية) كوسيلة إلدارة بعض مرافقها اإلدارية من خالل‬

‫‪1‬حسينصغري ‪:‬دروسفياملاليةواحملاسبةالعمومية‪،‬داراحملمديةالعامة‪،‬اجلزائر‪،‬طبعة‪2999 ،‬‬


‫‪-2‬حسينمصطفيحسني‪ :‬املاليةالعامة‪،‬ديواناملطبوعاتاجلامعية‪،‬طبعة ‪1442‬‬

‫‪9‬‬
‫اإلطار النظري و الدراسات السابقة‬ ‫الفصل األول‬

‫إعطائها شخصية املعنوية ‪ ،‬وختضع للقانون العام‪،‬ويعترب عماهلا موظفني و قراراهتا اإلدارية وختضع‬
‫يف عقودها لقانون الصفقات العمومية‪ ،‬أما منازعاهتا فتعرض أمام القضاء اإلداري‪،‬واألصل يف‬
‫عماهلا هو مبدأ اجملانية إال ما استثين بنص هذا يعين إن النظام القانوِن هلدا النوع من املؤسسات‬
‫العامة يتميز بصيغة‪ 1‬اإلدارية من حيت اخلضوع لنظام إداري تسوده قواعد القانون اإلداري سواء‬
‫يف تطبيقها او نشاطها‪،‬ومنازعاهتا و تعترب املؤسسة العمومية اإلدارية اكرت األنواع شيوعا و‬
‫استعماال اذ متثل ‪ 94‬باملائة من جمموع املؤسسات العمومية من أمثلة هذا النوع من املؤسسات‬
‫الديوان‪،‬الوكالة‪،‬املركز الصندوق‪،‬الغرفة‪،‬املعهد‪،‬املكتب‬

‫*األمر رقم‪76/262‬املؤرخ يف ‪ 2976/41/32‬املركز الوطين الرتبوي ألفالحي‬

‫*املرسوم رقم ‪ 13/106‬املؤرخ يف ‪ 2913/46/13‬املتضمن إنشاء الوكالة الوطنية حلماية البيئة‬

‫‪ ‬المؤسسة االقتصادية والتجارية‪:‬‬

‫هي املؤسسات اليت تتخذ موضوعا هلا نشاطا جتاريا او صناعيا مماثال لنشاط األفراد‪،‬وقد ظهرت هذه‬
‫املؤسسات مع احلرب العاملية األوىل نتيجة الظروف االقتصادية‪،‬وبروز مبدأ ضرورة تدخل الدولة يف امليدان‬
‫االقتصادي ملواجهة األزمات‪،‬وملنع االحتكار واملغاالة يف األسعار‪،‬وحتقيق ما يسمى باآلمن الغذائي‪،‬أو‬
‫االقتصادي وهو نشاط يسته دف الدفع العام فخضوع املؤسسات العامة االقتصادية للقانون اخلاص يرجع إىل‬
‫القانون الذي يتالءم مع طبيعة هذا النشاط‪،‬وهو القانون اخلاص‪،‬وعليه فهذا القانون حيكم دعاوى املسؤولية‬
‫املرتتبة عن نشاط املؤسسة‪،‬وال يعترب عماهلا موظفني عموميون فالقانون اخلاص والقضاء العادي خمتص بالنظر‬
‫يف املنازعات املتعلقة بكافة هذه املسائل‪،‬و قد وضع القانون اإلداري و القضاء اإلداري يف القانون املقارن‬
‫معيارا مركبا‪،‬او خمتلطا لتحديد املؤسسات العامة االقتصادية‪.‬‬

‫ومتيزها عن املؤسسة العامة اإلدارية ‪ ،‬واملؤسسات اخلاصة يف ذات الوقت ويتكون هذا املعيار املركب ‪ ،‬أو‬
‫املختلط من عنصر مادي موضوعي يتمثل يف الطبيعة االقتصادية الباحثة لنشاط‪،‬وعنصر ذايت شخصي يتجسد‬
‫يف آلية كل مشروع ‪،‬وسلطة اإلدارية تنظيمية طاهرة واملعلن يف النظام القانوِن للمؤسسة العامة االقتصادية‬
‫وإخضاعها لنظام قانوِن يتمثل يف قواعد القانون اخلاص ‪ ،‬مثلها مثل املؤسسات اخلاضعة للقانون التجاري‬

‫‪1‬سوزيعدليناشد‪،‬الوجيزفياملالية‪،‬داراجلامعةاجلديدةللنشر‪،‬مصر‪،‬طبعة‪1444 .‬‬

‫‪10‬‬
‫اإلطار النظري و الدراسات السابقة‬ ‫الفصل األول‬

‫وميكن االستدالل على نية املشرع ‪،‬و اإلدارة يف ذلك من خالل عدة شواهد وأدلة مثل أسلوب املؤسسة‬
‫وأسلوب القانون اإلداري شديد التقيد و التجدد والبطء ونظام احملاسبة اليت ختضع هلا املؤسسة‪.1‬‬

‫ومن امثلة املؤسسات العامة االقتصادية والتجارية يف النظام االداري اجلزائري املؤسسة الوطنية للسياحة‬

‫‪ ‬المؤسسات العمومية ذات الطابع العلمي و التكنولوجي‪:‬‬

‫لقد جنم عن التطور االقتصادي واالجتماعي بل حىت السياسي تغري أمناط التسيري والنظرة لتصنيف املؤسسات‬
‫العمومية فبعد املصادقة على القانون التوجيهي‪،‬والربنامج اخلماسي حول البحث العلمي والتكنولوجي ‪2991‬‬
‫‪ 1441‬صدرت مباشرة املرسوم التنفيذي رقم‪ 99/107‬املؤرخ يف ‪ 27‬نوفمرب ‪ 2999‬مبينا كيفية إنشاء‬
‫مؤسسات عامة ذات طابع علمي وتكنولوجي وتنظميها وتسريها‪.‬‬

‫ولقد نص القانون ‪ 91/22‬على خضوع هذا النوع من املؤسسات لنظام الرقابة املالية البعدية كخطوة متيز هذه‬
‫املؤسسة عن غريها خاصة ذات الطابع اإلداري‪،‬وهذا هبدف بعث نوع من املرونة على نشاطها العلمي وأدائها‬
‫وأخريا صدر املرسوم التنفيذي ‪ 22/397‬املؤرخ يف ‪ 11‬نوفمرب ‪ 1422‬الذي حيدد ال القانون األساسي‬
‫للمؤسسة ذات الطابع العلمي والتكنولوجي‪ ،‬والذي اعرتف يف املادة ‪ 3‬منه بتمتعها بالشخصية االعتبارية‬
‫والغي هذا املرسوم اجلديد املرسوم ‪99/07‬و‪.99/101‬‬

‫‪ ‬المؤسسة ذات الطابع العلمي والمهني‪:‬‬

‫وهي مؤسسة حديثة العهد يف اجلزائر من حيث التصنيف‪،‬وقد ورد تعريفها يف املادة ‪ 31‬من القانون‪99-40‬‬
‫املؤرخ يف ‪ 1‬افريل ‪ 2999‬املتضمن القانون التوجيهي للتعليم تتمتع بالشخصية املعنوية واالستقالل املاِل"‬
‫وبينت املادة ‪ 31‬من القانون املذكور اشكاهلا‪:‬اجلامعة‪،‬املراكز اجلامعية و املعاهد‪،‬وصدر بتاريخ ‪ 11‬نوفمرب‬
‫‪ 1422‬مرسوم تنفيذي حتت رقم ‪ 22-196‬يتعلق بالقواعد اليت ختص تسيري املؤسسة العمومية ذات الطابع‬
‫العلمي و الثقايف و املهين حيث نصت املادة الثالثة منه على انه يلزم اجراء املراقبة البعدية للمؤسسات‪.2‬‬

‫‪1‬حممدمسعي‪،‬احملاسبةالعمومية‪،‬داراهلدىعينمليلة‪،‬اجلزائر‪،‬طبعة ‪1440‬‬
‫‪2‬محزةحممودالزبيدي ‪:‬أساسياتاإلدارةاملالية‪،‬مؤسسةالوراق‪،‬عمان‪،‬األردن‪،‬سنة ‪. 1442‬‬
‫‪-1‬عبدالفتاحالصحن ‪:‬مبادئوأسساملراجعة‪،‬مؤسسةشباباجلامعة‪،‬اإلسكندرية‪،‬مصر‪،‬سنة ‪2991‬‬

‫‪11‬‬
‫اإلطار النظري و الدراسات السابقة‬ ‫الفصل األول‬

‫وندرج املرسوم التنفيذي كمثال ‪ 41-143‬املؤرخ يف ‪ 49‬يوليو املتضمن انشاء املركز اجلامعي‬
‫بتسمسيلت‪،‬واملنشور يف اجلريدة الرمسية ‪ 39‬لسنة ‪ 1441‬حيث اعرتفت املادة االوىل منه أن هذا املركز يعترب‬
‫مؤسسة علمية ذات طابع علمي وثقايف ومهين‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تقديم المرفق العام االستشفائي في الجزائر‬

‫الفرع االول‪ :‬لمحة عامة عن تسيير وتمويل قطاع الصحة في الجزائر‬

‫‪ -‬التسيير‪:‬‬
‫إن املرافق العامة االستشفائية باعتبارها مؤسسة عمومية ذات طابع إداري أو ذات طابع خاص تنقسم إىل ع ّدة‬
‫مصاحل سواء طبية كما سبق التوضيح أو إدارية و اليت تقوم بالتسيري اإلداري و املاِل للمرفق العام االستشفائي‬
‫مهما كان نوعه سواء أكان مؤسسة استشفائية عمومية أو مؤسسة استشفائية متخصصة أو مركز استشفائي‬
‫جامعي ‪ ،‬و حتدد هذه املصاحل اإلدارية يف القانون املنظم هلذه األخرية‪ ،‬و حسب املرسوم التنفيذي ‪214/46‬‬
‫املؤرخ يف ‪ 1‬مجادي األوىل ‪ 2113‬و املوافق ل ‪ 29‬مايو ‪ 1446‬املتضمن إنشاء املؤسسات العمومية‬
‫االستشفائية و املؤسسات العمومية للصحة اجلوارية تنظيمها و سريها ‪،‬فإن املصاحل اإلدارية يف املؤسسة‬
‫العمومية االستشفائية و املؤسسة العمومية للصحة اجلوارية تكون كاآليت‪:‬‬

‫‪ -‬املديرية الفرعية لتسيري املوارد البشرية‪.‬‬

‫‪ -‬املديرية الفرعية للمالية والوسائل‪.‬‬

‫‪ -‬املديرية الفرعية للنشاطات الصحية‪.‬‬

‫‪ -‬املديرية الفرعية للتجهيزات الطبية والتجهيزات املرفقة و اليت هي غري جمسدة يف أغلي املؤسسات الصحية‬

‫‪ -‬التمويل‪:‬‬

‫التمويل للمرافق االستشفائية ذات الطابع اإلداري‪:‬‬

‫تعترب كل من املؤسسة العمومية االستشفائية و املركز االستشفائي اجلامعي و املؤسسة االستشفائية املتخصصة‬
‫مؤسسة عمومية ذات طابع إداري تتمتع بالشخصية املعنوية واالستقالالملاِل ‪ ،‬حتدد ميزانيتها بقرار مشرتك من‬

‫‪12‬‬
‫اإلطار النظري و الدراسات السابقة‬ ‫الفصل األول‬

‫وزير الصحة و وزير املالية و ذلك بعد إعداد مشروع امليزانية من طرف مدير املؤسسة االستشفائية الذي يعرضه‬
‫بعد ذلك على جملس اإلدارة لدراسته يف مداولته لريسل بعد ذلك إىل السلطة الوصية للمصادقة عليه ‪،‬‬
‫وتتضمن ميزانية اهليئات العمومية االستشفائية فرعني فرع اإليرادات و فرع النفقات‪.‬‬

‫يتم مسك حماسبة هذه اهليئة االستشفائية حسب قواعد احملاسبة العامة‪،‬و يسند تداول األموال إىل عون‬
‫حماسب معني أو معتمد من طرف وزارة املالية و يف حالة املؤسسة االستشفائية املتخصصة ميسك املدير اآلمر‬
‫بالص رف حماسبة إدارية لإليرادات و النفقات‪ ،‬و تسجل حماسبة اإليرادات و االعتمادات املسجلة و املصفاة و‬
‫أوامر اإليرادات التحصيل‪.‬‬

‫فالنسبة للتنظيم املاِل يف املرافق العامة االستشفائية فإنه مت إدخال نظام جديد و هو النظام‪ ،‬على التعاقدي و‬
‫الذي إىل حد اآلن مل يعرف تطبيق يف املؤسسة الصحية يعرف هذا النظام انه بديل جديد لتمويل املؤسسات‬
‫العمومية للصحة يعين إبرام هذه األخرية لعقود أداء خدمة أو بذل عناية مقابل تعويض ماِل يساوي جمموع‬
‫التكاليف املستعملة لتقدمي اخلدمة يف إطار األصول‬

‫‪ ‬متويل يف للمرافق االستشفائية ذات الطابع اخلاص‪:1‬‬

‫تتكون ميزانية املؤسسة العمومية االستشفائية ذات الطابع اخلاص من بابني اثنني حبيث األول خاص باإليرادات‬
‫و الثاِن بالنفقات‪ ،‬فيضم باب اإليرادات إعانات الدولة و إعانات اجلماعات احمللية و اإليرادات الناجتة عن‬
‫التعاقد مع هيئات الضمان االجتماعي و التخصصات االستثنائية و األموال اخلاصة املرتبطة بنشاطها ‪ ،‬و كذا‬
‫تسديدات التأمينات االقتصادية بعنوان األضرار اجلسدية و اهلبات و الوصايا و املوارد املتأتية من التعاون‬
‫الدوِل‪ ،‬و كل املوارد األخرى املرتبطة بنشاط اهليئة االستشفائية‪ ،‬أما باب النفقات فهو يشتمل على نفقات‬
‫التسيري و ن فقات التجهيز و كل النفقات األخرى املرتبطة بنشاطها ومتسك حسابات اهليئة االستشفائية‬
‫املذكورة طبقا للمخطط الوطين للمحاسبة‪ ،‬و يؤدي هذه املهمة عون حماسب يعيّنه وزير املالية‪ ،‬أما حمافظ‬
‫حساباهتا فهو معني من طرف هذا الوزير األخريباالشرتاك يف ذلك مع وزير الصحة‪.‬‬

‫‪1‬حامدعبداجمليددراز ‪:‬مبادئاملاليةالعامة‪،‬مركزاإلسكندريةللكتاب‪،‬مصرطبعة‪ 1444 ،‬قائمةالرسائلواملذكرات‬

‫‪13‬‬
‫اإلطار النظري و الدراسات السابقة‬ ‫الفصل األول‬

‫‪-.‬و اجلدير بالذكر أخريا أنه يتم إرسال حصيلة حسابات االستغالل املرفقة بالتقرير السنوي عن نشاط اهليئة‬
‫االستشفائية للسلطة الوصية أي لوزارة الصحة و تبقى اهليئة املذكورة خاضعة للرقابة الالحقة لألجهزة املؤهلة‬
‫قانونا‬

‫الفرع الثاني ‪:‬تصنيفات المؤسسات العمومية للصحة في الجزائر‬


‫ختتلف املستشفيات من بيئة ألخرى و من نظام آلخر و ذلك تبعا االختالف الظروف االقتصادية و‬
‫االجتماعية و السياسية السائدة يف الدولة‪ ،‬و على الرغم من هذا االختالف فإنه ميكن تصنيف‬

‫املستشفيات تبعا لنماذج امللكية أو حجم املستشفى أو درجة التنظيم‪.....‬اخل‪ ،1‬و األسس املختلفة فيتصنيف‬
‫املستشفيات تتباين من باحث آلخر تبعا للهدف من التصنيف و تتمثل أهم األسساملستخدمة يف تصنيف‬
‫املستشفيات فيما يلي‪:‬‬

‫منط امللكية واإلشراف‪.‬الرحبية‪.‬مناذج اإلدارة‪.‬م ّدة املكوث‪.‬نوع اخلدمة‪.‬املوقع و السعة السريرية‬


‫(احلجم)‪.‬اجلنس‪.‬عمر املريض‪.‬نوع التعليم‪.‬‬

‫‪ -‬منط امللكية و اإلشراف‪ :‬ميكن تقسيم املستشفيات على أساس امللكية و اإلشراف إىل نوعينرئيسيني‪:‬‬
‫مستشفيات حكومية و مستشفيات أهلية (خاصة )‬

‫أ‪ .‬المستشفيات الحكومية‪ :‬هي املستشفيات اليت متلكها هيئات رمسية تقوم على رعاية شؤوهنا و مصاحلها‪،‬‬
‫و هذا النوع من املستشف يات يعترب أكثر أنواع املستشفيات انتشارا يف العامل اليوم حيث تعترب الكثري من الدول‬
‫خاصة االشرتاكية منها أن من أوىل واجبات الدولة هو تقدمي أفضل اخلدمات الصحية إىل املواطنني جمانا و مبا‬
‫أن املستشفيات تعد أحد أنواع املؤسسات الصحية اليت يتم عن طريقها تقدمي اخلدمات الصحية لذلك فإن‬
‫الكثري من الدول تأخذ على عاتقها مهمة بناء و إدارة املستشفيات‪ .‬وهذه املستشفيات اليت يفرتض أهنا تقدم‬
‫اخلدمات الصحية ملختلف املواطنني مقابل أجور زهيدة و طبقا لنظام خاص هبا يف احلجز و العالج و‬
‫الكشف للمرضى و إجراء العمليات وتنقسم إىل نوعني أساسيني وفقا ألحقية العالج هبا و مها‪:‬‬

‫‪ -‬مستشفيات حكومية متاحة خدماهتا جلميع املواطنني يف ظل نظام اخلدمة الصحية الوطنية‪.‬‬

‫‪1‬ساعدعلى ‪:‬املاليةالعمومية‪،‬مطبوعةباملعهدالوطنيللمالية‪،‬القليعة‪2991‬‬

‫‪14‬‬
‫اإلطار النظري و الدراسات السابقة‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬مستشفيات حكومية متاحة خدماهتا فقط لفئة حمددة من املواطنني مثل املستشفيات العسكرية‪.1‬‬

‫ب‪ .‬المستشفيات األهلية (الخاصة )‪ :‬و هذه تشمل مجيع املستشفيات باستثناء تلك اليت تتبع‬

‫للحكومة املركزية أو احمللية و من أمثلة املستشفيات األهلية هناك املستشفيات الدينية واملؤسسات اخلريية و‬
‫مستشفيات تعود إىل أطباء يعملون حلساهبم اخلاص‪ ،‬و هذا النوع مناملستشفيات بشكل عام يتقاضى أجور‬
‫لقاء تقدميه للخدمات الطبية و ذلك بعكس املستشفيات احلكومية اليت تقدم اخلدمات الصحية جمانا ميكن‬
‫تقسيم املستشفيات األهلية (اخلاصة) إىل قسمني أساسيني و مها‪:‬‬

‫‪ -‬مستشفى ذات طابع رحبي‪) Hospitalsprojet(:‬و هي املستشفيات اليت قد ميلكها شخص أو شركة‬
‫أو هيئة‪....‬اخل‪ ،‬و ذلك هبدف حتقيق مكاسب رحبية من خالل اخلدمات املقدمة‪.‬‬

‫‪ -‬مستشفى ذات طابع غري رحبي‪) Hospitals projet non(:‬هي املستشفيات اليت تتوافر فيها نفس‬
‫خصائص و مميزات املستشفيات ذات الطابع الرحبي‪ ،‬إال أن اهلدف من إنشائها يكون غالبا هبدف املسامهة يف‬
‫تقدمي خدمة اجتماعية عامة أفراد اجملتمع‪ ،‬و على العكس مما يعتقد البعض فإن العالج يف هذا النوع من‬
‫املستشفيات ليس جمانيا‪ ،‬حيث أن األموال احملصلة من املرضى تصرف عادة على النفقات املتعلقة بتطوير‬
‫خدمات املستشفى و تشغيله و من أمثلة هذه املستشفيات‪ :‬املستشفيات الدينية و املستشفيات اجلامعية‬
‫التابعة لبعض اجلامعات و املستشفيات التابعة لبعض الشركات‪.‬‬

‫‪- 0‬الربحية‪:‬‬

‫بالرغم من أن اهلدف العام من إنشاء املستشفيات هو عادة لتقدمي اخلدمات الطبية إىل املواطنني إال أن هنالك‬
‫أهدافا أخرى قد تكون أساسية من وراء تأسيس املستشفيات و من بني هذه األهداف سعي املستشفى‬
‫لتحقيق األرباح‪ ،‬و يف هذا السياق ميكن أن منيز بني ثالثة أنواع من املستشفيات و هي‬

‫‪:‬أ‪ .‬مستشفيات حكومية ال تهدف للربح‪ :‬و هي مستشفيات حكومية تقوم الدولة بتأسيسها هبدف تقدمي‬
‫اخلدمات الطبية للمواطنني و هذه املستشفيات تقدم اخلدمات من دون مقابل أو مقابل أجور رمزية‪. 1‬‬

‫‪1‬دواعرعفاف‪،‬املركزالقانونيلهيئاتالرقابةالعليافيمجاالملاليةالعامة‪،‬مذكرة‪ -1423.‬لنيلشهادةاملاجستري‪،‬جامعةاجلازئر ‪،2‬كليةاحلقوق‪1421 ،‬‬

‫‪15‬‬
‫اإلطار النظري و الدراسات السابقة‬ ‫الفصل األول‬

‫ب‪ .‬مستشفيات خيرية‪ :‬وهي مستشفيات طوعية تدار من قبل إحدى اجلهات اخلريية إما على هيئة مجعية‬
‫خريية أو منظمة دينية‪ ،‬و يكون اهلدف من إنشاء هذه املستشفيات عادة هو هدف خريي و تتربع للخدمة‬
‫العامة من دون أن يكون هلم أي غرض مادي‪.‬‬

‫ج‪ .‬مستشفيات تهدف للربح‪:‬وهي املستشفيات اخلاصة اليت تعود ملكيتها عادة إىل أفراد أو جمموعة من‬
‫األفراد هم على األغلب األطباء‪ ،‬و هؤالء يديرون شؤوهنا و يرمسون سياستها و يف نفس الوقت ميارسون فيها‬
‫مهنتهم‪.‬‬

‫‪ 1‬رميامحدفروانة‪،‬تقوميوتطويرالدورالرقابيلديوانالرقابةاملاليةواإلداريةفيالرقابةعلىاداءاجلامعاتالفلسطينية‪،‬شهادةاستكمالدرجةاملاجستري‪،‬جامعةاالزهر‪-1421.‬‬
‫غزة‪1422 ،‬‬

‫‪16‬‬
‫اإلطار النظري و الدراسات السابقة‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث الثاني‪ :‬اإلطار النظري لتسيير الميزانية في المؤسساتالعمومية‬

‫المطلب األول‪ :‬عموميات حول الميزانية العامة‬


‫يف العصر احلديث أصبحت امليزانية العامة ضرورية إذ البد لكل دولة من دول العامل فبدوهنا يصعب أن تسري‬
‫الوزارات واملؤسسات احلكومية سريا منتظما وبدوهنا ال تستطيع الدولة القيام بالوظائف املوكلة اليها‪ ،‬اي ان‬
‫امليزانية العامة للدولة تعترب احملور الذي تدور حوله مجيع أعمال الدولة‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف الميزانية ومبادئها‬

‫امليزانية العامة هي تقدير رمسي للموارد اليت ختطط احلكومة إلنفاقها على االنشطة املختلفة خالل فرتة‬
‫معينة‪،‬هي يف العادة سنة مالية واحدة‪،‬وكيفية احلصول على هذه املوارد‪.‬‬

‫‪-‬تعترب امليزانية العامة وثيقة هامة مصادق عليها من طرف الربملان‪،‬هتدف اىل تقدير النفقات الضرورية إلشباع‬
‫احلاجات العامة‪،‬واإليرادات الالزمة لتغطية هذه النفقات عن فرتة مقبلة عادة ما تكون سنة‪.‬‬

‫وكتعريف جامع للتعاريف السابقة وجدنا أن امليزانية العامة هي‪:1‬‬

‫‪ -‬تعترب أداة هامة وأساسية من أدوات السياسة املالية‪،‬واليت هي جزء من السياسة االقتصادية‪،‬ومن أجل حتقيق‬
‫األهداف االقتصادية و االجتماعية‪،‬وميكن أن متثل خطة تنفيذيه قصرية األجل حتاول أن ترتجم برامج وخطط‬
‫الدولة والتنسيق بني خمتلف النشاطات والفعاليات االقتصادية وتوفر الرقابة واالشراف على نشاط‬
‫احلكومة‪،‬وبالذات يف جانبها ملاِل‪،‬ومن اجل حتقيق األهداف العامة للدولة واجملتمع‪.‬‬

‫‪ -‬مبادئها‪:‬‬

‫يقصد مببادئ امليزانية العامة األصول اليت حتكم إعدادها‪،‬واألسس اليت تقوم عليها وقد تشكلت معظم هذه‬
‫املبادئ خالل القرن التاسع عشر‪،‬وكان اهلدف منها تنظيم امليزانية العامة والتعرف على املركز املاِل للدولة‪،‬‬
‫وتبسيط إجراءات الرقابة من خالل السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية‪ ،‬واحلد من التبذير واهلدر من املال‬
‫العام ‪.‬ومن هذا ميكن ذكر هذه املبادئ كالتاِل‪:‬‬

‫‪ -1‬حممدعبامسحرزي‪،‬اقتصادياتاملاليةالعامة‪،‬النفقاتالعامة ‪ -‬اإليراداتالعامة ‪ -‬امليزانيةالعامةللدولة‪،‬ديواناملطبوعاتاجلامعية‪،‬الساحةمركزية‪،‬بنعكنون‬

‫‪17‬‬
‫اإلطار النظري و الدراسات السابقة‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -1‬مبدأ سنوية الميزانية‪:‬‬

‫املقصود مببدأ سنوية امليزانية أن يسري العمل مبيزانية الدولة ملدة سنة واحدة‪ ،‬وجند هذا املبدأ أساسه هي‬
‫مربرات أساسية ومالية‪ ،‬من الناحية السياسية فتعين السنوية وضمان الرقابة املالية من قبل السلطة التشريعية‪ ،‬أما‬
‫من الناحية املالية فان فرتة السنة تكون أكثر مالئمة للميزانية‪ .‬الن املدة إذا كانت أكثر يصعب إعداد‬
‫تقديرات النفقات واإليرادات بسبب تغري األسعار‪ ،‬وإذا كانت املدة اقل لكانت غري كافية إلعداد كل هذه‬
‫التقديرات بسبب حاجة امليزانية إىل جهود كبرية من جوانب خمتلفة باإلضافة إىل أن املدة إذا قلت عن سنة‬
‫أصبحت بعض الفصول خارج امليزانية وبالتاِل تأثري ذلك على األسعار‬

‫‪ -2‬مبدأ عمومية الميزانية (الشمولية)‪:‬‬

‫ويقصد هبذا املبدأ أن تشمل امليزانية لكافة اإليرادات و النفقات العامة‪ ،‬حبيث ال ختصم نفقات أي مصلحة‬
‫أو مرفق من إيراداته‪ ،‬ذلك أن بعض النفقات تأيت بإيرادات كاإلنفاق على احملاكم اليت تدر بعض اإليرادات‬
‫كالرسوم ‪2‬املتنوعة يف القضايا وغريها من الرسوم‪.‬‬

‫‪ -3‬مبدأ عدم التخصيص‪:‬‬

‫ويقصد به أن إيرادات الدولة تستخدم لإلنفاق منها على برامج وأنشطة الدولة املختلفة دون أن خيصص إيراد‬
‫‪3‬معني بذاته ملواجهة أوجه إنفاق معينة بذاهتا أو جلهات معني‪.1‬‬

‫‪ -4‬مبدأ وحدة الميزانية‪:‬‬

‫تنص قاعدة الوحدة بأن تدرج مجيع إيرادات الدولة ونفقاهتا يف ميزانية واحدة‪ ،‬وتظهر يف وثيقة واحدة (أو‬
‫جملد واحد)‪ ،‬وتطبيق هذا املبدأ يعين عدم تعدد ميزانيات الدولة‪ ،‬ووضع خطة مالية (امليزانية العامة) شاملة‬
‫تنسق قاعدة أوجه اإلنفاق وحتصيل اإليرادات‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مكونات الميزانية العامة‬


‫تتكون امليزانية العامة من جانبني أساسيني تتمثالن يف اإليرادات العامة والنفقاتالعامة‪.‬‬
‫‪.2‬اإليرادات العامة‬

‫‪1‬دستور‪، 1427‬املؤرخفي ‪ 7‬مارس‪،‬املتضمنالتعدياللدستوريلدستور ‪، 2997.1427‬جرعدد ‪2‬‬

‫‪18‬‬
‫اإلطار النظري و الدراسات السابقة‬ ‫الفصل األول‬

‫إن اتساع دور الدولة يف احلياة االقتصادية واالجتماعيةوتطورها من الدولة احلارسة إىل الدولة املتدخلة‪ ،‬أدى‬
‫إىل اتساع وزيادة حجم النفقات العمومية‪ ،‬ومن مث وعلى حنو حتمي اتساع نطاق اإليرادات العامة لتتمكن من‬
‫تغطية النفقات العامة‪ .‬وترتب على ذلك تطور يف هيكل اإليرادات العامة وأصبحت الدولة حتصل على‬
‫إيراداهتا من مصادر متعددة‪.‬‬
‫‪0.2‬تعريف اإليرادات العامة‪:‬‬
‫يقصد باإليرادات العامة جمموع الدخول اليت حتصل عليها الدولة من املصادر املختلفة‪ ،‬من أجل تغطية نفقاهتا‬
‫العامة وحتقيق التوازن االقتصادي واالجتماعي‪.1‬‬
‫‪ 2.3‬تقسيمات اإليرادات العامة‪:‬‬
‫‪ 2.3.2‬الضرائب‪:‬‬
‫تعرف الضرائب بأهنا اقتطاع ماِل تقوم به الدولة عن طريق اجلرب من ثروات اآلخرين‪ ،‬و دون تطبيق مقابل‬
‫خاص بدافعها‪ ،‬و ذلك بغرض حتقيق نفع عام‪.2‬‬
‫وهي اقتطاعات جبائية تتم من طرف الدولة‪ ،‬وذلك بفرض سلطتها على األعوان االقتصاديني اخلواص‪ ،‬بدون‬
‫مقابل مباشر من جهتها‪.‬وعليه نستنتج اخلصائص التالية للضرائب‪:‬‬
‫‪ -‬مبلغ نقدي‪ :‬اقتطاع نقدي‬
‫‪ -‬تدفع بصفة هنائية‬
‫‪ -‬تفرضجربا‬
‫‪ -‬بدون مقابل معني‬
‫‪ -‬غرضها حتقيق النفع العام‬
‫وأهم تقسيم للضرائب على اإلطالق هو تقسيمها لضرائب مباشر و غري مباشرة‪:‬‬
‫• ضرائب مباشرة‪ :‬تعترب الضريبة مباشرة إذا مت دفعها مباشرة من طرف املكلف متحمال عبئها (ضرائب على‬
‫الدخل)‪.‬‬
‫• ضرائب غير مباشرة ‪ :‬تعترب الضريبة غري مباشرة إذا اقتطعت يف أي نقطة من الدورة االقتصاديةمراحل البيع‬
‫والشراء)‪ ،‬يدفعها املكلف بطريقة غري مباشرة وتكون يف حالة استهالك السلع واخلدمات‪ ،‬حيث يتم نقل عبئها‬
‫إىل املستهلك (الرسم على القيم املضافة )‪TVA‬‬

‫‪1‬السيدعبداملوىل‪ " ،‬املاليةالعامة "‪،‬دارالفكرالعريب‪،‬مصر‪،2960 ،‬ص ‪.129‬‬


‫‪2‬سوزيعدليناشد‪ " ،‬الوجيزفياملاليةالعامة "‪،‬مرجعسابق‪،‬ص ‪341‬‬

‫‪19‬‬
‫اإلطار النظري و الدراسات السابقة‬ ‫الفصل األول‬

‫‪1‬‬
‫‪0.3.2‬الرسوم‪ :‬الرسم هو املقابل الذي يدفعه الفرد هليئة عامة‪ ،‬نظري خدمة معينة تؤديها له بناءا على طلبه‬
‫‪ .‬من خالل هذا التعريف تتضح اخلصائص التالية للرسم‪:‬‬
‫‪ -‬الصفة النقدية‬
‫‪ -‬عنصر املقابل (النفع اخلاص) يف دفع الرسم‬
‫‪ -‬حتقيق النفع العام إىل جانب النفع اخلاص‬
‫‪3.3.2‬الدومين‪ :‬يقصد بالدومني "‪ "le Domaine‬كل ما متلكه الدولة سواء كانت ملكية عامة أو‬
‫خاصة‪ ،‬سواء كانت أمواال عقارية أو منقولة‪.‬وعليه ينقسم الدومني إىل دومني عام وخاص‪:2‬‬
‫دومين عام‪ :‬يشمل مجيع األموال اليت متتلكها الدولة (أو األشخاص العامة األخرى) و اليت ختضع األحكام‬
‫القانون العام‪ ،‬و ختصص للنفع العام مثل‪ :‬الطرق واحلدائق العامة ‪ ...‬وعادة ما ال تتقاضىالدولة مثنا مقابل‬
‫استعمال األفراد هذه األموال‪.‬‬
‫دومين خاص‪ :‬يراد به األموال اليت متلكها الدولة ملكية خاصة‪ ،‬واليت ختضع بوجه عام لقواعد‬
‫القانون اخلاص‪ ،‬فيمكن التصرف فيه بالبيع وغريه‪ ،‬و اليت تدر على الدولة إيرادا‪.3‬‬
‫‪1.3.2‬القروض العامة‪ :‬يعرف القرض العام بأنه "عقد ماِل تعقده الدولة أو من ينوب عنها من أشخاص‬
‫القانون العام مع األفراد‪ ،‬أو مع هيئة أو دولة أخرى‪ ،‬حتصل مبوجبه على مال تتعهد برده مع فوائد يف تاريخ‬
‫معني ينص عليه العقد‪. 4‬‬
‫وتلجأ الدولة إىل االقرتاض يف حال عدم كفاية إيراداهتا العامة اجلارية الضرائب‪ ،‬الرسوم‪ ،‬إيرادات ممتلكات‬
‫الدولة) لتغطية نفقاهتا العامة‪.‬‬
‫وميكن أن تقسم القروض من حيث صورها وأنواعها إىل تقسيمات ختتلف باختالف املعيار الذي يستند إليه‬
‫التقسيم‪ ،‬و الذي نذكر من بينها معيار املصدر املكاِن و الذي يقسم القروض العامة إىل قروض داخلية‬
‫وخارجية‪ .‬فيكون القرض داخليا‪ :‬إذا قام باالكتتاب يف سنداته أشخاص طبيعيون أو اعتباريون داخل الدولة‬
‫املقرتضة‪ ،‬أي عندما يكون السوق املاِل الذي مت فيه القرض داخل الدولة‪.‬‬
‫ويكونخارجيا‪ :‬حني يتم إصداره يف األسواق األجنبية ويكتب فيه أفراد أو هيئات عامة أجنبية‪ ،‬وعادة ما يتم‬
‫االكتتاب يف هذه القروض بالعمالت األجنبية‪.‬‬

‫‪1‬زينبحسينعوضاهلل‪ " ،‬مبادئاملاليةالعامة"‪،‬الداراجلامعية‪،‬بريوت ‪ -‬لبنان‪، 2991،‬ص‪.249‬‬


‫‪2‬سوزيعدليناشد‪ "،‬الوجيزفياملاليةالعامة "‪،‬مرجعسابق‪،‬ص ‪341‬‬
‫‪3‬كردوديصربيئة‪ " ،‬متويلعجزاملوازنةالعامةللدولةفياالقتصاداإلسالمي "‪،‬داراخللدونية‪،‬اجلزائر‪،‬الطبعةاألوىل ‪،1446‬ص ‪.12‬‬
‫‪4‬غازحيسينعناية‪ " ،‬املاليةالعامةوالتشريعالضرييب "‪،‬دارالبيان‪،‬عمان ‪ -‬األردن‪،2991 ،‬ص ‪09‬‬

‫‪20‬‬
‫اإلطار النظري و الدراسات السابقة‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ .0‬النفقات العامة‪:‬‬
‫تعد النفقات العمومية تلك النفقات اليت تنجزها الدولة‪ ،‬وقد تطور مفهوم النفقة العمومية و اسع‬
‫تبعا لتطور واتساع مفهوم دور الدولة‪ ،‬ففي ظل املفهوم التقليدي حيث ساد دور الدولة احلارسة‪ ،‬ارتبطت‬
‫النفقات العامة بأدوار و مهام حمدودة‪ ،‬اشتملت على األمن الداخلي و اخلارجي و القضاء‪ .‬ليتسع بعد ذلك‬
‫نطاق النفقة العمومية باتساع دائرة نشاط الدولة يف إطار مفهومها احلديث " الدولةاملتدخلة "‪ ،‬ليظهر ما‬
‫يسمى باملفهوم االجتماعي و االقتصادي للنفقة العمومية‪ ،‬حيث أصبحت من أهم الوسائل املستعملة لتنفيذ‬
‫خمتلف السياسات و الربامج العمومية‪.‬‬
‫‪2.0‬تعريف النفقة العمومية‪:‬‬
‫يقصد بالنفقات العامة تلك األموال اليت تصرفها الدولة (احلكومة‪ ،‬اجلماعات احمللية‪ ،‬املؤسسات واهليئات‬
‫العمومية)‪ .‬تعرف كذلك بأهنا " جمموع املصروفات اليت تقوم الدولة بإنفاقها خالل فرتة زمنية معينة‪ ،‬هبدف‬
‫إشباع حاجات عامة معينة للمجتمع الذي تنظمه هذه الدولة‪.‬‬
‫‪0.0‬أركان النفقة العمومية‪:‬‬
‫من خالل هذه التعاريف ميكننا استخالص األركان األساسية للنفقة العمومية وهي ثالثة‪:‬‬
‫‪ 2.0.0‬شكلها‪ :‬تكون النفقة العامة يف شكل مبلغ نقدي‪ ،‬حيث تقوم الدولة بدورها يف اإلنفاق العام‬
‫باستخدام مبلغ نقدي مثنا ملا حتتاجه من منتجات‪ ،‬سلع وخدمات من أجل تسيري املرافق العامة‪ ،‬و مثنا لرؤوس‬
‫األموال اإلنتاجية اليت حتتاجها للقيام باملشاريع االستثمارية اليت تتوالها‪ ،‬و ملنح اإلعانات و املساعدات‬
‫االقتصادية‪ ،‬االجتماعية‪ ،‬الثقافية و غريها‪.1‬‬
‫‪0.0. 0‬مصدرها‪ :‬فيشرتط لكي تعد من النفقات العامة أن يكون األمر بصرفها شخص معنوي عام‪،‬‬
‫واملقصود بالشخص املعنوي العام‪ ،‬ذلك الشخص الذي تنظم قواعد القانون العام عالقاته بغريه من األشخاص‬
‫الطبيعيني واملعنويني‪.2‬‬
‫وعلى ذلك تعد نفقة عمومية تلك النفقات اليت تصدر عن الدولة وأقسامها السياسية و مجاعاهتا احمللية و كل‬
‫املؤسسات و اهليئات العمومية التابعة هلا‪.‬‬
‫‪3.0.0‬الهدف منها‪ :‬يشرتط أن يكون الغرض من النفقة العمومية هو حتقيق املنفعة العامة‪ ،‬وذلك بإشباع‬
‫احلاجات و الرغبات العامة‪ ،‬فمن منطلق العدالة و املساواة يف حتمل املواطنني و األفراد األعباء العامة‬

‫‪1‬کردوديصربينة‪ " ،‬متويلعجزاملوازنةالعامةللدولةفياالقتصاداإلسالمي "‪،‬مرجعسابق‪،‬ص ‪13‬‬


‫‪ .2‬عبامسحرزي‪ " ،‬اقتصادياتاملاليةالعامة "‪،‬ديواناملطبوعاتاجلامعية‪،‬اجلزائر‪،1443 ،‬ص ‪77‬‬

‫‪21‬‬
‫اإلطار النظري و الدراسات السابقة‬ ‫الفصل األول‬

‫(الضرائب مثال) جيب أن يستفيد كذلك املواطنون من النفقة العامة بنفس املنطلق‪ ،‬أي أن توجه النفقة العامة‬
‫خلدمة املنفعة العامة‪.1‬‬
‫‪3.2‬تقسيمات النفقة العمومية ‪:‬‬
‫تنقسم النفقات العامة إىل أنواع عديدة ختتلف باختالف معيار التقسيم و أمهها ما يلي‪:‬‬
‫أ‪ .‬النفقات الحقيقية و النفقات التحويلية‪:‬‬
‫‪ ‬النفقات احلقيقية ‪ :‬يقصد بالنفقات احلقيقية أو الفعلية تلك اليت تقوم هبا الدولة مقابل احلصول على‬
‫سلع وخدمات أو رؤوس أموال إنتاجية‪ ،‬فالنفقات العامة هنا تؤدي إىل حصول الدولة على مقابل‪.‬‬
‫‪ ‬النفقات التحويلية‪ :‬النفقات التحويلية تشكل النفقات اليت تقوم هبا الدولة دون أن حتصل مقابلها‬
‫على سلع أو خدمات فهي هتدف من ورائها إىل حتويل جزء من املوارد املتاحة من مساره األصلي‬
‫بغرض حتقيق هدف اقتصادي أو ماِل أو اجتماعي‪.‬‬
‫ب‪ .‬النفقات من حيث أغراضها‪ :‬تنقسم النفقات حسب الوظائف األساسية إىل‪ :‬النفقات اإلدارية‪ :‬يقصد‬
‫هبا النفقات اليت تتعلق بسري املرافق العامة والالزمة لقيام الدولة‪ ،‬مثل‪ :‬الدفاع األمن‪ ،‬العدالة‪ ،‬السلك‬
‫الدبلوماسي‪.‬‬
‫‪ ‬النفقات االجتماعية‪ :‬هي النفقات املرتبطة بالوظائف والتدخالت االجتماعية للدولة‪ ،‬ومن أمثلتها‪:‬‬
‫نفقات الصحة والتعليم‪.‬‬
‫‪ ‬النفقات االقتصادية‪ :‬وهي نفقات متعلقة خبدمات الدولة ذات الطابع االقتصادي‪ ،‬كخدمات النقل‬
‫و املواصالت و تسمى أيضا نفقات استثمارية حيث هتدف الدولة من ورائها لزيادة اإلنتاج القومي‪.‬‬
‫ت‪ .‬النفقات حسب خصائصها االقتصادية‪:‬‬
‫إذ تقسم النفقات العامة حسب خصائصها االقتصادية إىل نفقات جارية و أخرى استثمارية‪:‬‬
‫النفقات اجلارية (نفقات التسيري)‪ :‬و يقصد هبا تلك النفقات املستمرة الالزمة لسري املرافق العمومية للدولة‪ ،‬و‬
‫متثل مرتبات املوظفني و لوازم اإلدارة و اخلدمات التعليم و القضاء و األمن و غريها‪ ،‬و تسمى باملصروفات‬
‫اجلارية باعتبارها دورية و تتكرر سنويا و بانتظام‪.2‬‬
‫النفقات االستثمارية‪ :‬تضم ا لنفقات الرأمسالية اإلنفاق على األصول الرأمسالية الثابتة اليت يزيد عمرها العادي‬
‫عن عام واحد‪ ،‬و اليت تزيد قيمتها عن حد أدىن معني و تستعمل لغرض اإلنتاج‪.‬‬
‫ث‪ .‬النفقات العادية و غيرالعادية‪ :‬تقسم النفقة من حيث تكرارها الدوري إىل نوعني‪ :‬النفقات‬

‫‪ .1‬حامدعبداجمليددراز‪ " ،‬مبادئاملاليةالعامة "‪،‬الداراجلامعية‪،‬اإلسكندرية ‪ -‬مصر‪،2911 ،‬ص ‪.144‬‬


‫‪2‬عادألمحدحشيش‪ "،‬مقدمةفياالقتصادالعام "‪،‬داراجلامعةاجلديدةللنشر‪،‬اإلسكندرية ‪ -‬مصر‪،2991 ،‬ص ‪.203‬‬

‫‪22‬‬
‫اإلطار النظري و الدراسات السابقة‬ ‫الفصل األول‬

‫‪-‬العادية‪ :‬هي اليت تتجدد كل فرتة زمنية (كل سنة) كمرتبات العاملني و املهام الالزمة لسري املرافق العامة‪.‬‬
‫‪ -‬النفقات غري العادية‪ :‬هي تلك اليت ال تتكرر كل سنة و بصفة منتظمة يف امليزانية‪ ،‬بل تدعوا احلاجة إليها‬
‫يف فرتات متباعدة‪ ،‬مثل‪ :‬احلروب‪ ،‬الكوارث الطبيعية و االستثمارات الكربى‪.‬‬
‫‪1.0‬آثار النفقات العمومية‬
‫تأثر النفقة العامة تأثريا واضحا سواء يف زيادة مقدرة األفراد على اإلنتاج‪ ،‬أو يف توزيع الدخل القومي ويف‬
‫حماربة البطالة وحتقيق التشغيل الكامل‪.1‬‬
‫‪2.1.0‬تأثير النفقات العامة على االستهالك‪ :‬ميكن أن تزيد النفقات العامة من استهالك السلع و‬
‫اخلدمات اليت تدعمها الدولة‪ ،‬كما يزيد االستهالك حينما تساهم النفقة العمومية يف زيادة القدرة الشرائية‬
‫للمواطن من خالل إعانات البطالة‪ ،‬املعاشات و فتح مناصب الشغل‪.‬‬
‫‪0.1.0‬تأثير النفقات العامة على اإلنتاج‪:2‬‬
‫‪ -‬تؤدي النفقات الرأمسالية أو اإلنتاجية اليت حتدث زيادة مباشرة يف االنتاج القومي اجلاري‪ ،‬إىل زيادة املقدرة‬
‫اإلنتاجية القومية‪.‬‬
‫‪ -‬تساهم اإلعانات االقتصادية املمنوحة للمشروعات إىل رفع أرباحها وبالتاِل ارتفاع مقدرهتا اإلنتاجية‪.‬‬
‫‪ -‬يؤدي اإلنفاق العام على البنية التحتية كالطرقووسائل النقل و املواصالت‪ ،‬و على متويل التقدم التكنولوجي‬
‫إىل خفض نفقة اإلنتاج‪ ،‬و بالتاِل رفع األرباح و زيادة الناتج القومي‪.‬‬
‫‪3.1.0‬اآلثار االجتماعية للنفقة العمومية‪:‬‬
‫‪ -‬تساهم النفقات العمومية بشكل كبري يف سد احلاجات االجتماعية للمواطنني من خالل توفري الصحة‪ ،‬و‬
‫التعليم مثال‪.‬‬
‫‪ -‬كما يعترب احلد من البطالة أثرا واضحا للنفقة العمومية وذلك من خالل فتح الدولة ملناصب شغل و تبنيها‬
‫ملشروعات أو صفقات توظف من خالهلا عمال و موظفني جدد‪.‬‬
‫‪ -‬توجه النفقة العمومية أيضا إلرساء مبدأ العدالة االجتماعية يف توزيع الدخول‪ ،‬حيث أن اإلنفاق على‬
‫خدمات و مشاريع تستفيد منها طبقات ذوي الدخل املنخفض‪ ،‬تعمل على حتقيق أهداف العدالة يف توزيع‬
‫الدخول‪ ،‬يث متول هذه النفقات من ضرائب ذوي الدخول املرتفعة ليستفيد منها ذوي الدخول املنخفضة‪.‬‬
‫يضاف إىل ذلك إنفاق الدولة على الضمان و احلماية االجتماعية ‪.‬‬

‫‪1‬حممدحلميمراد‪ " ،‬ماليةالدولة "‪،‬مطبعةهنضةمصر‪،‬القاهرة‪،2971 ،‬ص ‪16‬‬


‫‪2‬نعمتعبداللطيفمشهور‪ " ،‬اقتصادياتاملاليةالعامةالوضعيةواالقتصادية "‪،‬مطبعةالعمرانية ‪ -‬القاهرة‪،2911 ،‬ص ‪171-176‬‬

‫‪23‬‬
‫اإلطار النظري و الدراسات السابقة‬ ‫الفصل األول‬

‫‪1.1.0‬آثار أخرى للنفقة العمومية‪ :‬تضمن النفقات العمومية أيضا سري و قيام الدولة بوظائفها‪ ،‬و ذلك من‬
‫خالل النفقات اإلدارية و السياسية و النفقات املوجهة للحفاظ على األمن و االستقرار داخل الدولة‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تنفيد الميزانية و الرقابة عليها‬

‫الفرع االول‪ :‬مراحلتنفيد الميزانية‬

‫أ‪ .‬المرحلة االدارية‪:‬‬


‫وهي من اختصاص األمر بالصرف وتتكون من عملييت االثبات حسب املادة ‪ 27‬من قانون ‪94/12‬‬
‫االجراء الذي يتم مبوجبه تكريس حق الدائن العمومي ‪ ،‬وهو خيتلف حبسب النوع والطبيعة أما عملية التصفية‬
‫حسب املادة ‪ 26‬من نفس القانون تسمح بتحديد املبلغ الصحيح للديون الواقعة على املدين لفائدة الدائن‬
‫العمومي واالمر بتحصيلها وتباشر ايضا من طرف املكلف بتنفيذها وعدم جواز التخلي عن الدين العمومي او‬
‫أي ختفيض جماِن له حبسب املادة ‪ 77‬من نفس القانون‪..‬‬
‫ب‪ .‬المرحلة المحاسبية‪ :‬بعد أن تأكد األمر بالصرف من وجود الدين ونشاته ‪ ،‬حيدد املبلغ االزم وبدقة‬
‫ويقوم بتحرير امر بالتحصيل ويرسله للمحاسب العمومي وهنا يبدا اختصاص احملاسب العمومي واملتمثل يف‬
‫عملية التحصيل حسب املادة ‪ 21‬من نفس القانون السابق من خالل إبراء الدين العمومي ‪ ،‬فالدولة تتمتع‬
‫دون االشخاص اآلخرين بتحصيل ديوهنا من الغري حىت ولو اعرتض الغري على ذلك‪. 1‬‬
‫الفرع الثاني ‪:‬الهيئات المسؤولة عن الرقابة على الميزانية‬

‫‪ .2‬الرقابة اإلدارية‪:‬‬
‫تعد الرقابة اإلدارية رقابة ذاتية متارسها السلطة التنفيذية على نفسها بواسطة األجهزة التابعة هلا‪ ،‬وهي رقابة‬
‫تتناول اإلنفاق العام أكثر مما تتناول حتصيل اإليرادات العامة‪.‬‬
‫وميارس الرقابة اإلدارية يف اجلزائر أجهزة متخصصة كل واحدة يف جماهلا وهي‪:‬‬
‫‪ -‬احملاسب العمومي‬
‫‪ -‬املراقب املاِل‪،‬‬
‫‪ -‬جلان الصفقات العمومية‪،‬‬

‫‪1‬حممدحلميمراد‪ " ،‬ماليةالدولة "‪،‬مطبعةهنضةمصر‪،‬القاهرة‪،2971 ،‬ص ‪16‬‬

‫‪24‬‬
‫اإلطار النظري و الدراسات السابقة‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬املفتشية العامة للمالية‬


‫تعد الرقابة اليت ميارسها كل من املراقب املاِل واحملاسب العمومي وجلان الصفقات العمومية‪ ،‬رقابة قبلية‪ ،‬أي‬
‫أهنا متارس قبل إمتام التنفيذ وصرف النفقة‪ .‬أما رقابة املفتشية العامة للمالية فإهنا تصنف ضمن الرقابة البعدية‪،‬‬
‫على اعتبار أهنا حتري بعد عمليات التنفيذ‬
‫‪ 2.2‬رقابة احلاسب العمومي‪ :‬ورد تعريف احملاسب العمومي يف املادة ‪ 33‬من قانون احملاسبة العمومية‬
‫بعد حماسبا عموميا مفهوم هذه األحكام‪ ،‬كل شخص يعني قانونا للقيام بالعمليات التالية‪: 1‬‬
‫_حتصيل اإليرادات ودفع النفقات‪،‬‬
‫_ ضمان حراسة األموال أو السندات أو القيم أو األشياء أو املواد املكلف هبا وحفظها‬
‫_تداول األموال والسيدات و القيم واملمتلكات والعائالت واملواد‬
‫_حركة حسابات املوجودات‬
‫" يتم تعيني احملاسبني العموميني أو اعتمادهم من قبل الوزير املكلف باملالية وخيضعون أساسا ملسؤوليته‪ .‬لقد‬
‫‪2‬‬
‫نظم املرسوم التنفيذي رقم ‪ 322-92‬الصادر يف ‪ 6‬سبتمرب سنة ‪ 2992‬کيفيات تعبينهم واعتمادهم‬
‫فدور احلاسب العمومي يف تنفيذ النفقات العمومية على اخلصوص وهو دور ال ينحصر يف صرفها بل ميتد إىل‬
‫حد إجراء رقابة دقيقة مسبقة على األمر بالصرف الذي يصدر إليه حبيث ال ينفذه إال بعد التأكد من صحته‪،‬‬
‫ويقوم احلاسب العمومي برقابة مالية فيلية سواء لإليرادات العامة أو النفقات العامة‪ ،‬إذ يتعني عليه قبل التكفل‬
‫بسندات اإليرادات اِل بصدرها األمر بالصرف أن يتحقق من أن هذا األخري مرخص له مبوجب القوانني‬
‫‪3‬‬
‫واألنظمة بتحصيل اإليرادات‬
‫‪ .1.2‬رقابة املراقب امل اِل‪ :‬يعني الوزير املكلف باملالية مراقبني ماليني لالضطالع مبهمة الرقابة السابقة على‬
‫النفقات العامية امللتزم ما من طرف اإلدارات واهليات واملؤسسات العمومية‪ .‬وينصب هذا النوع من الرقابة على‬
‫املرحلة األوىل من مراحل تنفيذ النفقات العامة‬
‫يتمثل دور املراقب املاِل يف ممارسة وقاية قبلية على االلتزام بالنفقة العمومية والتأشري عليها حيث ال ميكن‬
‫ألي إدارة أو مؤسسة عمومية صرف اعتماد إال إذا كان االلتزام بالنفقة صحيحا و مؤشر عليه من طرف‬
‫املراقب املاِل‪ .‬لقد حدد املرسوم التنفيذي رقم ‪ 121-91‬املؤرخ يف ‪ 21‬نوفمرب سنة ‪ 2991‬املتعلق بالرقابة‬

‫‪1‬القانون ‪ 12-94‬املؤرخفي ‪ 20‬أوتسنة ‪،2994‬التعلقبقانوناحملاسبةالعمومية‪،‬اجلريدةالرمسية‪،‬عددرقم ‪،2994 ،30‬ص‪21‬‬


‫‪-)2‬املرسومالتنفيذيرقم ‪ 322-92‬املؤرخفي ‪ 46‬سبتمربسنة ‪ 2992‬يتعلقبتعييناحملاسبينالعموميينوإعتمادهم‪،‬اجلريدةالرمسية‪،‬العدد ‪،13‬‬
‫‪،2992‬املتممباملرسومالتنفيذيرقم ‪ 12-43‬املؤرخفي ‪ 29‬جانفيسنة ‪،1443‬اجلريدةالرمسية‪،‬العدد ‪،1443 ،41‬ص‪27‬‬
‫‪3‬حممدسعيدبوسعدية‪،‬مدخإللىدراسةقانونالرقابةاجلزائري‪،‬دارالقصبةللنشر‪،‬اجلزائر‪،1421 ،‬ص‪213‬‬

‫‪25‬‬
‫اإلطار النظري و الدراسات السابقة‬ ‫الفصل األول‬

‫السابقة للنفقات امللتزم های نوع العمليات اخلاضعة لتأشرية املراقب املاِل‪ ،‬نگر منها على سبيل املثال (‪1‬‬
‫قرارات التعيني‪ ،‬قرارات التثبيت‪ ،‬وغريها من القرارات األخرى اليت ختص املسار املهين للموظفني ودفع مرتباهتم‪.‬‬
‫اجلداول اإلمسية اليت تعد عند قفل كل سنة مالية‪ .‬اجلداول األصلية األولية اليت تعد يف بداية السنة واجلداول‬
‫األصلية املعدلة أثناء السنة املالية‪ .‬االلتزامات بنفقات التسيري‬
‫اجلداول األصلية األولية اليت تعد يف بداية السنة واجلداول األصلية املعدلة أثناء السنة املالية‪ .‬االلتزامات بنفقات‬
‫التسيري واالستثمار ‪ .‬كل التزام مدعم يسند الطلب (‪ )Bon de commande‬أو فاتورة شكلية‬
‫(‪ )Facture proformat‬عندما ال يتعدى مبلغه املستوى احملدد إلبرام الصفقات العمومية‪ .‬كل مقرر‬
‫يتعلق ال سيما بتحويل االعتمادات‬
‫يف هذا اإلطار‪ ،‬جيب على األمر بالصرف أن يقوم بإعداد استمارةااللتزام اليت ترفق جبميع األوراق الثبوتية‬
‫للنفقات العمومية‪ ،‬ألن املراقب املاِل يقوم بفحص دقيق لعناصر النفقة العمومية امللتزم ها‪ ،‬السيما التأكد من‬
‫صفة اآلمر بالصرف‪ ،‬مدى مطابقة للنفقة العمومية امللتزم هبا للقوانني والتنظيمات املعمول ها‪ ،‬توفر‬
‫االعتمادات أو املناصب املالية‪ ،‬الشخصيص القانون للنفقة العمومية‪ ،‬مطابقة مبلغ االلتزام للعناصر البيئة يف‬
‫الوثائق املرفقة‪ ،‬وجود التأشريات أو اآلراء املسبقة عندما يشرتط التنظيم املعمول به كتأشرية جلنة الصفقات‬
‫العمومية‬
‫تنتهي عملية الرقابة إما بالتأشري على النفقة امللتزم هبا أو رفضها رفضا مؤقتا ‪ ،‬وجيب أن يكون ذلك يف املواعيد‬
‫القانونية اليت حددها التنظيمات و التشريعات املعمول هبا‬
‫ويكون الرفض مؤقتا للتأشرية يف احلاالت التالية‪:‬‬
‫‪ -‬اقرتاحااللتزام تشويه خمالفة للتنظيم وقابل للتصحيح‬
‫‪ -‬إنعدام أو نقصان الوثائق الثبوتية املطلوبة‬
‫‪ -‬نسيان بيان هام يف الوثائق‬
‫أما الرفض النهائي للتأشرية فيكون يف احلاالت التالية‪:‬‬
‫‪ -‬عدم مطابقة إقرتاحاإللتزامم للقوانني والتنظيمات املعمول هبا‬
‫‪ -‬عدم توفر اإلعتمادات أو املناصب املالية‪،‬‬
‫‪ -‬عدم إحرتام األمر بالصرف املالحظات املراقب املاِل املدونة يف مذكرة الرفض املؤقت‪ .‬هذا الصدد‪ ،‬جيب‬
‫على املراقب املاِل أن يطلع اآلمر بالصرف بكل أسباب الرفض املؤقت أو النهائي‬

‫‪26‬‬
‫اإلطار النظري و الدراسات السابقة‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ . 3.2‬مراقبه الن الصفقات العمومية‪ :‬ختضع نفقات اإلدارات العمومية املصروفة يف إطار صفقة عمومية‬
‫الرقابة مسبقة من طرف جلان الصفقات‪ ،‬وينظم الصفقات العمومية يف اجلزائر‪ ،‬املرسوم الرئاسي رقم ‪-20‬‬
‫‪ 116‬املؤرخ يف ‪ 27‬سبتمرب سنة ‪ 1420‬املتضمن تنظيم الصفقات العمومية و تفويضات املرفق العام ‪.‬‬
‫وتعرف الصفقات العمومية على أهنا عقود مكتوبة يف مفهوم التشريع املعمول به‪ ،‬ثريم مقابل مع متعامني‬
‫اقتصاديني وفق الشروط املنصوص عليها يف هذا املرسوم‪ ،‬لتلبية حاجات املصلحة املتعاقدة يف جمال األشغال‬
‫‪1‬‬
‫واللوازم واخلدمات والدراسات‬
‫وختضع النفقات العمومية ألحكام متميزة تتعلق على اخلصوص بطرق إبرامها وأساليب الدفع واملراقبة املسبقة‬
‫املفروضة عليها‪ ،‬غري أنه تسئلئ من تطبيق أحكام قانون الصفقات العمومية و بالتاِل من الرقابة املسبقة عليها‬
‫بعض العقود تذکر‬
‫‪ -‬العقود املربمة من طرف اهليئات واإلدارات العمومية واملؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري فيما بينها‪،‬‬
‫‪ -‬العقود املتعلقة باإلشراف املنتدب على املشاريع‪،‬‬
‫‪ -‬العقود املتعلقة باقتناء أو تأجري أراضي أو عقارات‪،‬‬
‫‪ -‬العقود املربمة مع بنك اجلزاتر‬
‫كل صفقة عمومية يساوي فيها املبلغ التقديري حلاجات املصلحة املتعاقدة يساوي ‪ 21 444 444‬دج أو‬
‫بقل عنه لألشغال أو اللوازم‪ ،‬و( ‪ 7.444.444‬دج للدراسات أو اخلدمات‪ ،‬ال يقتضي وجوبا إبرام صفقة‬
‫‪2‬‬
‫عمومية وفق اإلجراءات الشكلية املنصوص عليها‬
‫يف هذا اإلطار‪ ،‬فقد حص النظيم كل صنف من أصناف املصاحل املتعاقدة بلجنة تراقب الصفقات اليت‬
‫تعقدها‪ ،‬ومن مث أحدث مجس من اللجان ‪ :‬اللجنة الوزارية للصفقات‪ ،‬وجلنة الصفقات للمؤسسات العمومية‬
‫الوطنية‪ ،‬واللجنة الوالئية للصفقات‪ ،‬واللجنة البلدية للصفقات‪ ،‬وجلنة الصفقات للمؤسسات العمومية احمللية‬
‫و بالنسبة للصفقات اليت يزيد حجمها عن حد معني أنشأ هلا نوعني من اللجان‪ :‬اللجنة الوطنية للصفقات‬
‫واللجان القطاعية للصفقات‪.‬‬
‫تتوىل كل من اللجان الوطنية واللجان القطاعية للصفقات يف جمال رقابة مدى قانونية إجراء إبرام الصفقات‬
‫العمومية عندما يتعلق األمر مبشاريع دفاتر الشروط‪ ،‬ومشاريع الصفقات واملالحق اليت تندرج ضمن‬
‫اختصاصها‪ .‬كما تنظر يف الطعون اليت تندرج ضمن اختصاصها واليت يرفعها املتعهدون الذين يعارضون‬
‫اإلختيار الذي قامت به املصلحة املتعاقدة يف إطار مناقصة أو الرتاضي بعد اإلستشارة‪ .‬وكذلك الطعون اليت‬

‫‪1‬املرسومالرئاسريقم ‪ 116-20‬املؤرخفي ‪ 27‬ستمربسنة ‪، 1420‬يتضمنتنظيمالصفقاتالعموميةوتفويضاتاملرفقالعام‪،‬اجلريدةالرمسية‪،‬العدد ‪،04‬ص ‪0‬‬


‫‪ -2‬املرجعالسابق‪،‬ص ‪.7‬‬

‫‪27‬‬
‫اإلطار النظري و الدراسات السابقة‬ ‫الفصل األول‬

‫يرفعها املتعاقدون قبل أي دعوى قضائية بشأن الزراعات النامجة تنفيذ الصفقة‪ .‬تتشكل اللجان القطاعية‬
‫للصفقات من الوزير املعني أو ممثله‪ ،‬رئساء وممثل الوزير نائب للرئيس‪ ،‬وممثالن عن القطاع املعي‪ ،‬وممثالن عن‬
‫وزير املالية (ممثل عن املدير العام للميزانية وممثل عن املدير العام للمحاسبة)‪ ،‬و ممثل عن وزير التجارة‪.‬‬
‫هذا الصدد‪ ،‬تعد جلنة الصفقات املتخصصة القرار بقبول منح التأشرية للصفقة املعروضة عليها أو رفضها بعد‬
‫الدراسية التقنية و املالية لكل العروض املقدمة من قبل املتعهدين‬
‫أوال‪ :‬قبول التأشرية؛ إن قبول منح التأشرية بعد ترخيصا لتنفيذ الصفقة‪ ،‬ويف هذه احلالة تفرض التأشرية على‬
‫املصلحة املتعاقدة و املراقب املاِل‪ ،‬وتنفذ الصفقة جمرد موافقة السلطة املختصة عليها و بعد رفع التحفظات‬
‫املرافقة للتأشرية‬
‫ثانيا‪ :‬رفض التأشرية ‪ :‬تشكل خمالفة الصفقة اللتشريع أو التنظيم املعمول مها سببا كافيا لرفض التأشرية‪ ،‬وجيب‬
‫أن يكون هذا الرفض مسبياء‬
‫يف هذا اإلطار‪ ،‬مث إستحداث سلطة ضبط الصفقات العمومية وتفويضات املرفق العام وهي تابعة ملصاحل وزير‬
‫‪1‬‬
‫املالية ‪ .‬وتتوىل هذه السلطة باألساس ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬إعداد تنظيم الصفقات العمومية و تفويضات املرفق العام ومتابعة تنفيذه وتصدر هذه الصفة‪ ،‬رأيا موجها‬
‫إىل املصاحل املتعاقدة وهيآت الرقابة وجلان الصفقات العمومية‪.‬‬
‫‪ -‬التدقيق أو تكليف من يقوم بالتدقيق يف إجراءات إبرام الصفقات العمومية و تفويضات املرفق العام‪،‬‬
‫وتنفيذها بناءا على طلب كل سلطة خمتصة‬
‫‪ .1.2‬مراقبة املفتشية العامة للمالية‪ :‬تعمل املفتشية العامة املالية‪ ،‬اليت أنشأت سنة ‪ ،2914‬حتت سلسلة‬
‫الوزير املكلف باملالية و يديرها مفتش عام‪ .‬وهي تتشكل من هياكل مركزية للتقومي و الرقابة الالحقة‪ .‬ممارس‬
‫مهامها على نشاط اإلدارات واملصاحل املركزية‪ ،‬كما أن هذه اهلياكل إمتداد على املستوى احمللي ممثال‬
‫باملفتشيات اجلهوية واليت تتكفل مبراقبة املصاحل متارس املفتشية العامة للمالية الرقابة على التسيري املاِل‬
‫والنحاسي لصاخ الدولة واجلماعات اإلقليمية واهليات واألجهزة‬
‫واملؤسسات اخلاضعة لقواعد احملاسبة العمومية‪ .‬ومتتد رقابتها إىل املؤسسات ذات الطابع الصناعي والتجاري‪،‬‬
‫وهيأت الضمان االجتماعي‪ ،‬وكذا كل اهليات ذات الطابع االجتماعي والثقايف اليت تستفيد من مساعدات‬
‫الدولة واهليات العمومية ‪.‬کمرتافب استعمال املوارد اليت جتمعها اهليات واجلمعيات يف شكل هبة‪ .‬وميكن أن‬

‫‪1‬للمزيدأنظراملرسومالتنفيذيرقم ‪ 121-91‬املؤرخفي ‪ 21‬نوفمربسنة ‪ 2991‬املتعلقبالرقابةالسابقةللنفقاتامللتزمما‪،‬اجلريدةالرمسية‪،‬العدد ‪،11‬‬


‫‪،2991‬املعدلواملتممباملرسومالتنفيذيرقم ‪ 361-49‬املؤرخفي ‪ 27‬نوفمرب ‪،1449‬اجلريدةالرمسية‪،‬العدد ‪1449 ،76‬‬

‫‪28‬‬
‫اإلطار النظري و الدراسات السابقة‬ ‫الفصل األول‬

‫تطبق هذه الرقابة على كل شخص معنوي يستفيد من مساعدات مالية من الدولة أو مجاعة إقليمية أو هيئة‬
‫‪1‬‬
‫عمومية‬
‫( تتمثل بدالت املفتشية العامة للمالية يف مهام الرقابة أو التدقيق أو التقييم أو التحقيق أو اخلربة خصوصا‬
‫‪2‬‬
‫على ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬سري الرقابة الداخلية وفعالية هياكل التدقيق الداخلي‪،‬‬
‫‪ -‬شروط تطبيق التشريع املاِل واحملاسيب و تسيري األمالك‪،‬‬
‫‪ -‬إبرام الصفقات و الطلبات العمومية وتنفيذها‬
‫‪ -‬دقة احملاسبة وصدقها و انتظامها‬
‫‪ -‬شروط تعبئة املوارد املالية‬
‫‪ -‬تسيري إعتمادات امليزانية و استعمال وسائل السري‪،‬‬
‫‪ -‬شروط منح و استعمال املساعدات واإلعانات اليت تقدمها الدولة واجلماعات اإلقليمية واهلبات واملؤسسات‬
‫العمومية‬
‫‪ -‬تطابق النفقات املسددة مع األهداف املتبعة بطلب احلياة العمومية‪.‬‬
‫ويتمتع أعوان املفتشية العامة للمالية بعدة صالحيات نذكر منها على اخلصوص حق اإلطالع على مجيع‬
‫العمليات املالية اليت قام ما احملاسبون واملسريون‪ ،‬كما حيق هلم دعوة واستجواب كل مسؤول أو موظف برون‬
‫ضرورة اإلستماعالشهادته ‪،‬‬
‫وجمرد إنتهاء مهام الرقابة‪ ،‬يتم حترير تقرير أساسي تسجل فيه مجيع املالحظات واملعاينات اليت توصلوا إليها‬
‫بشأن فعالية تسيري املصلحة أو اهليئة املراقبة‪ ،‬يتم بعد ذلك تبليغ هذا التقرير للمصاحل املراقبة‪ ،‬اليت جيب عليها‬
‫أن حتيب يف أحل أقصاه شهران‪ ،‬عن املعاينات واملالحظات الواردة يف هذا التقرير‪ .‬وبعد اجلواب‪ ،‬بعد‬
‫املفتشني التقرير النهائي الذي يبلغ للسلسلة السلمية أو الوصية‪ ،‬وال ميكنها إختاذ أي قرار فيما خيص إصدار‬
‫العقوبات أو احلزاعات‪.‬‬
‫‪ ،1‬الرقابة الق ضائية‪ :‬أسند الدستور اجلزائري مهمة الرقابة القضائية الالحقة على تنفيذ امليزانية العامة للدولة و‬
‫خمتلف العمليات املالية العمومية حلكمة خمتصة يف اجملال املاِل تدعى جملس احملاسبة‪ ،‬والذي تأسس موجب‬
‫دستور سنة ‪ 2967‬وقد نص دستور سنة ‪ 1427‬صراحة على طبيعة ومهمة جملس احملاسبة‪ " :‬يتمتع مبجلس‬

‫‪1‬املرسومالتنفيذيرقم ‪ 161-41‬املؤرخفي ‪ 47‬سبتمربسنة ‪ 1441‬حيددصالحياتاملفتشيةالعامةللمالية‪،‬اجلريدةالرمسية‪،‬العدد ‪،1441 ،04‬ص‪9‬‬


‫‪ -2‬املرجعالسابق‪،‬ص‪.24‬‬

‫‪29‬‬
‫اإلطار النظري و الدراسات السابقة‬ ‫الفصل األول‬

‫اغاسية باالستقاللية وبكلف بالرقابة البعدية األموال الدولة واجلماعات اإلقليمية واملرافق العمومية‪ ،‬وكذلك‬
‫رؤوس األموال التجارية التابعة للدولة يساهم مبجلس احملاسبة يف تطوير احلكم الراشد والشفافية يف تسيري‬
‫األموال العمومية ‪ 1‬وهدف الرقابة اليت ميارسها جملس احملاسبة‪ ،‬كما مت حتدناها يف املادة ‪ 41‬من األمر رقم‬
‫‪ 14-90‬املؤرخ يف ‪ 26‬جوان سنة ‪ 2990‬واملتعلق مبجلس احملاسبة‪ ،‬اللعدل والتسمم باألمر رقم ‪41-24‬‬
‫املؤرخ يف ‪ 17‬أوت سنة ‪ ،1424‬إىل ما يلي ‪: 2‬‬
‫‪ -‬التدقيق يف شروط إستعماالهليآت العمومية للموارد والوسائل املادية واألموال العمومية اليت تدخل يف نطاق‬
‫إختصاصها‬
‫‪ -‬تقييم تسيريها والتأكد من مطابقة عمليات هذه احليات املالية واحملاسبية للقوانني والتنظيمات املعمول ما‬
‫‪ -‬تشجيع اإلستعمال الفعال والصارم للموارد والوسائل املادية واألموال العمومية‬
‫‪ -‬ترفية إجبارية تقدمي احلسابات‪،‬‬
‫‪ -‬تطوير شفافية تسيري املالية العمومية‬
‫‪ -‬كما يساهم يف تعزيز الوقاية ومكافحة مجيع أشكال الغش واملمارسات غري القانونية أو غري الشرعية اليت‬
‫تشكل تقصريا يف األخالقيات ويف واجب التزاهة أو الضارة باألموال العمومية‪.‬‬
‫و ميارس جملس احملاسبة طبقا ألحكام املادة ‪ 21‬من األمر رقم ‪ 14-90‬سالف الذكر رقابته على أساس‬
‫الوثائق املقدمة‪ ،‬أو يف عني املكان‪ ،‬أو فجائيا أو بعد التبليغ‪ .‬كما أن القضاة ومدققي جملس احملاسبة حق‬
‫اإلطالعو سلطة التحري‪ ،‬ولذلك ميكن للقاضي احملقق أن يطالب باإلطالع على كل الوثائق اليت من شأهنا‬
‫تسهيل رقابة العمليات املالية واحملاسبية‪ .‬كما ميكن له اإلستماع إىل أي عون تابع للمصلحة اخلاضعة لرقابته‪،‬‬
‫وأن جيري كل التحريات الضرورية باالتصال مع إدارات و مؤسسات القطاع العمومي‪ ،‬وأن يدخل إىل كل‬
‫احملالت اليت تشملها أمالك املصاحل اخلاضعة لرقابته ولتمكني جملس احملاسبية من مراقبة حسابات مجيع املصاحل‬
‫اخلاضعة الختصاصه‪ ،‬ألزم القانون مجيع احملاسبني العمومني واآلمرين بالصرف‪ ،‬إيداع حساباهم (حسابات‬
‫التسيري وحسابات اإلدارة) لدى كتابة ضبط احللس وكذا املستندات الثبوتية‬
‫وتعنري خمالفات أو أخطاء ميكن جمللس احملاسبية أن يعاقب عليها‪ ،‬التصرفات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬خرق األحكام التشريعية أو التنظيمية املتعلقة بتنفيذ اإليرادات العامة و النفقات العامة‬
‫‪ -‬إستعماالإلعتمادات واملساعدات املالية العمومية األهداف غري اهلدف الذي منحت من أجلها صراحة‬

‫‪1‬املرجعالسابق‪،‬ص‪21‬‬
‫‪2‬قانونرقم ‪ 42-27‬مؤرخفي ‪ 7‬مارسسنة ‪،1427‬يتضمنالتعدياللدستوري‪،‬اجلريدةالرمسية‪،‬عددرقم ‪،1427 ،21‬ص‪33‬‬

‫‪30‬‬
‫اإلطار النظري و الدراسات السابقة‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬اإللتزام بالنفقات دون توفر الصفة أو السلطة املخولة هبا‪ ،‬أو خرق القواعد املطبقة يف جمال الرقابة القبلية‪،‬‬
‫‪ -‬اإللتزام بالنفقات دون توفر اإلعتمادات أو جتاوز الرتخيصات اخلاصة بامليزانية‬
‫‪ -‬الرفض غري املؤسس للتأشريات أو العراقيل الصرحية من طرف هيئات الرقابة القبلية أو التأشريات املمنوحة‬
‫خارج الشروط القانونية‪.‬‬
‫يف هذا اإلطار‪ ،‬يعد جملس احملاسبة تقريرا سنويا يرفعه إىل رئيس اجلمهورية وإىل رئيس جملس األمة ورئيس‬
‫اجمللس الشعيب الوطين والوزير األول‬
‫‪ . 3‬الرقابة الربملانية‪ :‬تعد الرقابة على النشاط املاِل للحكومة الوظيفة الثانية للربملان بعد وظيفته الرئيسية‬
‫التشريع‪ .‬حيث يشكل مشروع قانون ضبط امليزانية فرصة بالنسبة للربملان ملتابعة الكيفيات اليت مت ما تنفيذ‬
‫امليزانية العامة للدولة‪ ،‬والتقييم‬
‫النتائج املرتتبة عن تصويته على قانون املالية و حتليل شروط تطبيقه‪ .‬ميكن القول أن قانون ضبط امليزانية ميثل‬
‫آخر عمل يتعلق بالدورة املالية‪ .‬فإذا كانت الدورة تفتتح بقانون املالية الذي يتضمن األرقام التقديرية للنفقات‬
‫العامة واإليرادات العامة املنتظر حتقيقها‪ ،‬فإن هذه الدورة ختتتم بقانون ضبط امليزانية الذي يفصح عن األرقام‬
‫املنجزة فعال واملصادق عليها من طرف الربملان‪ .‬وقد حددت املادتني ‪ 40‬و ‪ 66‬من القانون ‪ 26-11‬املتعلق‬
‫بقوانني املالية املعدل واملتمم‪ ،‬طبيعة ومهام قانون ضبط امليزانية‪ .‬قانون ضبط امليزانية هو" الوثيقة اليت يثبت‬
‫مبقتضاها تنفيذ‬
‫قانون املالية وعند اإلقتضاء قوانني املالية التكميلية أو املعادلة اخلاصة بكل سنة مالية" ‪ 1‬وفيما خيص مهامه‪" :‬‬
‫‪2‬‬
‫يقر قانون ضبط امليزانية حساب نتائج السنة املشتمل على ما يلي‬
‫‪ -‬الفائض أو العجز الناتج عن الفرق الواضح بني إيرادات ونفقات امليزانية العامة للدولة‪،‬‬
‫‪ -‬النتائج املثيئة يف تنفيذ احلسابات اخلاصة للخزينة‬
‫‪ -‬نتائج تسيري عمليات احلزينة‬
‫ولتمك ني الربملان من ممارسة رفائه عن علم و دراية بالكيفيات اليت مت ها تنفيذ امليزانية‪ ،‬أو حب املشرع على‬
‫احلكومة عن تقدمي مشروع قانون ضبط امليزانية للربملان أن ترفقه بتقارير وبيانات توضيحية وهي على‬
‫اخلصوص‪ :‬تقرير تفسريي بريز‬

‫‪1‬القانونرقم ‪ 26-11‬املؤرخفي ‪ 46‬جويليةسنة ‪،2911‬املتعلقبقوانيناملالية‪،‬اجلريدةالرمسية‪،‬عددرقم ‪،2911 ،11‬ص ‪.1‬‬


‫‪ -2‬املرجعالسابق‪،‬ص ‪23‬‬

‫‪31‬‬
‫اإلطار النظري و الدراسات السابقة‬ ‫الفصل األول‬

‫شروط تنفيذ امليزانية العامة للدولة للس نة املالية املعنية‪ ،‬وجدول تنفيذ اإلعتمادات املصوت عليها‪ ،‬ورخص‬
‫متويل اإلستثمارات املخططة‬
‫ويضم قانون ضبط امليزانية نوعني من األحكام تتعلق ب‪ :‬معاينة نتائج العمليات املتخذة من أجل تنفيذ‬
‫امليزانية‪ ،‬مث املصادقة على حساب نتائج السنة والذي يشكل جزاء املراقبة ويعمل الربملان على إجراء مراقبة تقنية‬
‫تتضمن مقارنة بني التقديرات الواردة يف قانون املالية والنتائج اليت أسفر عنها التنفيذ‪ .‬تودي هذه املقارنة إىل‬
‫حتليل احلساب العام لتنفيذ الرتخيصات الربملانية وتسيريها وپني قانون ضبط امليزانية فيما إذا كان العجز أو‬
‫الفائض املقرر يف امليزانية قد حتقق بعد التنفيذ‪ ،‬أو ألغي أو تضاعف‪ ،‬وبأي الكيفيات كما جيب معرفة ما إذا‬
‫كانت احلكومة تفيد بقرارات الربملان واحرتمت حجم و موضوع النفقات اليت رخصت ها هدف الرقابة‬
‫الربملانية من جهة أخرى إىل التعرف على شروط حتصيل املوارد العامة و كيفية إستخدامها مع العلم أن هذه‬
‫الشروط هلا طبيعة تقنية على اخلصوص مما يتطلب لدى املراقب املاما كافيا بأمور املالية‪ .‬ونظرا للطابع النفي‬
‫للعملية الرقابية‪ ،‬ميكن للربملان أن يستنجد خبدمات جملس احملاسبة ولذلك رخص األمر رقم ‪ 14-90‬املتعلق‬
‫مبجلس احملاسبة لرئيس اهليأة الربملانية ورئيس اجملموعة الربملانية أن يعرضا على جملس احملاسبة دراسة امللفات‬
‫‪1‬‬
‫ذات األمهية الوطنية اليت تدخل يف نطاق اختصاص احمللس‬
‫وما أن الربملان يعنري جهازا سياسيا بالدرجة األوىل فإن رقابته تتخذ طابعا سياسيا‪ ،‬وبالتاِل تعترب مناقشية‬
‫قانون ضبعد امليزانية فرصة ب النسبة ألعضاء الربملان للحكم ليس فقط على السياسة املالية للحكومية‪ ،‬وإمنا‬
‫احلكم أيضا على سياستها االقتصادية و االجتماعية برمتها‪ .‬وقدف الرقابة الربملانية يف هناية املطاف إىل التأكد‬
‫من أن اإلعتمادات املصوت عليها حققت األهداف االجتماعية واالقتصادية اليت وضعت من أجلها وأهنا مل‬
‫‪2‬‬
‫تستخدم لتحقيق أغراض مغايرة‪.‬‬
‫يف األخري‪ ،‬وبعد التأكد ومعاينة نتائج تنفيذ امليزانية يتم من خالل قانون ضبط امليزانية إجراء ضبط (تثبيت)‬
‫اإلعتمادات باملقارنة مع األرقام التقديرية الواردة يف قانون املالية‪ ،‬ويرخص حتويلنانج السنة املعنية إىل احلساب‬
‫الدائم للكشوف الفتوح على مستوى اخلزينة العمومية‪ ،‬وهذا طبقا ألحكام املادة ‪ 61‬من القانون ‪26-11‬‬
‫‪3‬‬
‫املتعلق بقوانني املالية املعدل واملتمم‬

‫‪ -1‬األمررقم ‪،14-90‬مرجعسابق‪،‬ص‪0‬‬
‫‪ 2‬بلسشاوشييلس‪،‬املاليةالعامة‪،‬املبادئالعامةوتطبيقاهتافيالقانوناجلزائري‪،‬ديواناملطبوعاتاجلامعية‪،‬بنعكنون‪،‬اجلزائر‪1423 ،‬‬
‫‪3‬القانونرقم ‪،26-11‬مرجعسابق‪،‬ص ‪23‬‬

‫‪32‬‬
‫اإلطار النظري و الدراسات السابقة‬ ‫الفصل األول‬

‫المطلب الثالث‪ :‬عموميات حول تسيير الميزانية‬

‫غالبًا ما يبدو تسيري امليزانية وكأهنا عامل منفصل‪ .‬عامل من الشخصيات اليت ال يعرف أسرارها إال قلة‪.‬عامل ال‬
‫جيد فيه سوى عدد قليل من املطلعني أو احملاسبني أو الفنيني أمهية‪ .‬عامل على اهلامش‪ ،‬منفصل عن اإلدارة‬
‫احلقيقية‪ ،‬العامل الذي يقود إىل قرارات عامة كربى ويضمن تنفيذها‪.‬‬

‫يُنظر إليه على أنه أس اسي ألننا جيب أن نكون مسؤولني أمام الربملانيني ودافعي الضرائب وألن املال العام ليس‬
‫حتديدا‪ ،‬ليكونوا‬
‫أموال اإلدارة بل أموال املواطنني‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يرغب الكثريون يف اإلعفاء منه أو بشكل أكثر ً‬
‫أقل تقييداً‪ .‬ملاذا جيب أن تفرض مثل هذه القيود مببادرة من القطاع العام بينما يستفيد القطاع اخلاص‪ ،‬يف كثري‬
‫من األحيان من قيود أخف؟ أليست تسيري امليزانية مسؤولة جزئياً عن ضعف أداء اإلدارة العمومية؟‬

‫هذه األسئلة والتصورات ليست منفصلة عن السمعة السيئة إلدارة امليزانية‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬فهي تستند إىل‬
‫متاما‪.‬‬
‫معلومات غري كاملة ‪ ،‬وفهم ضعيف لطبيعة إدارة امليزانية ‪ ،‬وحىت التحيز‪ .‬ألن الواقع خمتلف ً‬

‫الفرع االول‪ :‬مفهوم ميزانية التسيير واهدافها‬


‫كثريا مايتم الربط بني تسيري امليزانية واحملاسبة‪ .‬ففي الواقع‪ ،‬عرض اإليرادات والنفقات وتنسيقها وف ًقا ألبواب‬
‫امليزانية وقواعد احملاسبة املعمول هبا هو جانب واحد فقط من جوانب تسيري امليزانية‪ .‬إذ هنالك جوانب أخرى‬
‫حيث تستخدم أدوات خمتلفة مثل حتليل االقتصاد الكلي أو حتليل التكلفة والعائد أو مناذج التنبؤ‪ ،‬على سبيل‬
‫املثال‪ .‬تشري إدارة امليزانية إىل مجيع القوانني والتوجيهات والسياسات واالتفاقيات اليت حتكم املمارسة العامة‬
‫‪1‬‬
‫لتطوير امليزانيات وترخيصها ومراقبتها بقدر ما تشري إىل األدوات املستخدمة‪.‬‬

‫تسيري امليزانية هي طريقة لإلدارة يف املدى القصري فهي تشمل مجيع جوانب نشاط املؤسسة يف شكل جمموعة‬
‫متماسكة من التنبؤات الكمية‪ :‬امليزانيات‪ .‬تتم مقارنة اإلجنازات مع التوقعات بشكل دوري حىت يسمح‬
‫للمدراء بإبراز التناقضات اليت جيب أن تؤدي إىل إجراءات تصحيحية‪.‬‬

‫‪1Pierre‬‬‫‪Cliche, Gestion budgétaire et dépenses publiques : Description comparée des‬‬


‫‪processus, évolutions et enjeux budgétaires du Québec, Presses de l’Université du Québec,‬‬
‫‪2009, P 1-12‬‬

‫‪33‬‬
‫اإلطار النظري و الدراسات السابقة‬ ‫الفصل األول‬

‫لقد مت إثبات أهنهذا النوع من التسيري غري قادر على توقع التغيريات يف بيئة املؤسسة‪ :‬حيث افتقرت هذه‬
‫التوقعات إىل إطار عمل أكثر مشولية من شأنه أن يشري إىل اإلجراءات اليت يتعني اختاذها ووسائل حتقيقها‪.‬‬
‫هذا هو الغرض من اخلطط االسرتاتيجية والتشغيلية‪.‬‬

‫لذلك فقد تنوعت أدوات مراقبة التسيري لتشمل حتليل املاضي والتنبؤ باملستقبل‪.‬‬

‫ميكننا االستعانة بالتعريفات التالية‪:‬‬

‫مت تعريف تسيري امليزانية على أهنا أسلوب تسيري يقوم برتمجة القرارات اليت تتخذها اإلدارة إىل برامج عمل حمددة‬
‫الكمية‪ ،‬تسمى امليزانيات‪.‬‬

‫ويف تعريف أخر فهي "طريقة للتنبؤ والرقابة املنتظمني عن طريق امليزانيات الناجتة عن خطة شاملة قد تغطي‬
‫‪1‬‬
‫فرتة طويلة إىل حد ما واليت يتم تقسيمها إىل برامج عمل طبيعية وقابلة للتحقيق مع حتديد موعد هنائي"‬

‫فمن أهداف تسيري امليزانية جند ما يلي‪:2‬‬

‫‪ -‬ضمان قدر معني من األمان‬


‫‪ -‬التنبؤات قصرية األجل وحتسني الرحبية‬
‫‪ -‬عقل متفتح حنو احلوارات والتفاوض والتدريب‬
‫‪ -‬تشجيع الفاعلني وإشراكهم لتحمل مسؤولياهتم‪.‬‬

‫لذلك فإن اهلدف األساسي لتسيري امليزانية هو حتسني أداء املؤسسة‬

‫‪3‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬خطوات تسيير الميزانية‬

‫ميكننا استخراج من التعريف السابق ثالث مراحل يف تسيري امليزانية‪ :‬التنبؤ‪ ،‬التسجيل يف امليزانية والرقابة‪.‬‬

‫‪1BELGHAOUTI‬‬ ‫‪Nacera, cours de « Gestion Budgétaire »,2020-2021, Ecolenationale‬‬


‫‪d’économie d’Oran‬‬
‫‪2 Op Cit‬‬

‫‪3KENAOUI Asmaa, SMAH Lynda, La gestion budgétaire au sein desétablissements publics à‬‬

‫‪caractère industriel etcommercialCas : Algérienne Des Eaux de Tizi-Ouzou, Mémoire de‬‬


‫‪Master, UNIVERSITE MOULOUD MAMMERI TIZI OUZOU, 2016-2017, P30-31‬‬

‫‪34‬‬
‫اإلطار النظري و الدراسات السابقة‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬التنبؤ‪:‬‬

‫عرف التنبؤ بأنه هنج تطوعي (سياسة اختيار أو التزام للمستقبل)‪،‬‬


‫هو أن نتنبأ بطريقة ما أو أن نعرف مقدما‪ .‬يُ َّ‬
‫وموقف علمي (إحصائي) وموقف مجاعي جتاه العمل املستقبلي‪.‬‬

‫التوقع عبارة عن خطة نشاط‪ ،‬مما جيعل من املمكن‪ ،‬للفرتة املعنية‪ ،‬إنشاء برنامج عمل‪،‬ومعيار‪ ،‬يعتمد على‬
‫العديد من عمليات احملاكاة واملعلومات الداخلية واخلارجية‪.‬‬

‫تتعلق مهام التنبؤ مبا يلي‪:‬‬

‫فكرة تطوير األهداف وترمجتها إىل مصطلحات مالية‪.‬‬

‫حتديد الوسائل الواجب االلتزام هبا لكل هدف‪.‬‬

‫‪ -‬وضع ميزانية‪:‬‬

‫امليزانية عبارة عن جمموعة إيرادات ونفقات اليت ترتجم األهداف إىل أرقام مالية‪.‬امليزانية مرتبطة بأفق التخطيط‬
‫واهلدف املستهدف والوسائل املنفذة‪.‬‬

‫‪ -‬مراقبة امليزانية‬

‫إهنا اخلطوة األخرية يف إدارة امليزانية (تُستخدم لتحديد إىل أي مدى حتقق املنظمة أهدافها من الناحية املالية)‪.‬‬
‫من الضروري مقارنة اإليرادات والنفقات الفعلية بانتظام مقابل اإليرادات والنفقات املدرجة يف امليزانية‪ .‬للقيام‬
‫شهرا بعد شهر‪ ،‬ويف املناطق اليت تكون فيها النفقات‬ ‫بذلك‪ ،‬جيب إعداد تقرير حتليل الفجوة الذي سيظهر ً‬
‫مرتفعة للغاية‪ ،‬ويف املناطق اليت مل يتم فيها إنفاق األموال الكافية أو يف املشاريع اليت مل يتم إنفاقها‪.‬‬

‫مراقبة امليزانية تعمل على املقارنة الدائمة بني النتائج الفعلية والتوقعات الكمية‪ ،‬من أجل البحث عن أسباب‬
‫التناقضات وإبالغ املستويات اهلرمية املختلفة الختاذ اإلجراءات التصحيحية الالزمة وتقييم نشاط مديري‬
‫امليزانية‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫اإلطار النظري و الدراسات السابقة‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع الثالث‪ :‬تسيير كأداة لمراقبة التسيير في المؤسسات العمومية‬

‫‪ -2‬تعريف مراقبة التسيير‪:‬‬

‫استنادا اىل تعريف "روبرت أونتوِن"يف الستينات نستنتج على أهنا كانت تعد الضامن لعدم إهدار املوارد املوكلة‬
‫إىل املدير وتضمن استخدام املوارد بالطريقة املثلى لتحقيق النتائج‪ .‬الح ًقا‪ ،‬يف أواخر الثمانينيات‪ ،‬اعتُربت هذه‬
‫الرؤية ملراقبة التسيري حمدودة للغاية‪ .‬أدى ذلك إىل قيام املؤلف نفسه بتعديل التعريف السابق لتوضيحه وتوسيعه‬
‫على النحو التاِل‪" :‬الرقابة اإلدارية هي العملية اليت من خالهلا يؤثر قادة املنظمة على األعضاء اآلخرين يف‬
‫‪1‬‬
‫املنظمة لتنفيذ اسرتاتيجياهتا"‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ -0‬مراقبي تسيير طرف أساسي في تسيير الميزانية‪:‬‬

‫‪ -‬يساعد اإلدارة يف توجيه ومتابعة اإلسرتاتيجية اليت وضعتها لنفسها ‪،‬‬

‫‪ -‬يشارك يف حتديد األهداف وتوقع النتيجة ‪،‬‬

‫‪ -‬وضع اخلطة الرئيسية للميزانية واإلجراءات التصحيحية املقرتحة قيد التنفيذ ‪،‬‬

‫‪ -‬وضع توقعات النشاط من حيث اهلدف وامليزانية والتنظيم والوسائل‪،‬‬

‫‪ -‬تطوير وتكييف أداة التحليل ومؤشرات التحكم يف اإلدارة باستخدام معاجلة الكمبيوتر‪،‬‬

‫‪ -‬حتديد الفروق اهلامة بني اإلجناز والتنبؤات‪،‬‬

‫‪ -‬قياس وحتليل االحنرافات يف شكل إحصائيات ولوحات القيادة‪.‬‬

‫‪1IKHLEF‬‬ ‫‪Salim, IMENDJERIOUANE Massinissa, « Essai d’analyse de la gestion‬‬


‫‪budgétaired’un établissement publichospitalier en Algérie :Cas du CHU KhelilAmrane de‬‬
‫‪Béjaia », Mémoire de Master, Université ABDERAHMANE MIRA BEJAIA, 2013, P 34‬‬
‫‪2MAHAMAT AHMAT OUMAR ADOUM,OUMAHAMMED M’HAND, “La gestion‬‬

‫‪budgétaire des établissements publics :préparation du projet, exécution et contrôle dubudget‬‬


‫‪: cas CHU T.O”, Mémoire de Master, Université mouloud Maameri Tizi ouzou, 2016-‬‬
‫‪2017, P 9-10‬‬

‫‪36‬‬
‫اإلطار النظري و الدراسات السابقة‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬دراسات السابقة‬

‫المطلب األول ‪ :‬الدراسات العربية‬

‫وجدنا بعض الدراسات اليت تناولت موضوع الرقابة املالية على النفقات العامة ومن بينها ما يلي‪:‬‬

‫دراسة جليل فاطمة ‪ 0222‬بعنوان تسري امليزانية العامة يف املؤسسة العمومية للصحة اجلوارية –دراسة حالة‬

‫املؤسسة العمومية للصحة اجلوارية بسيدي علي مذكرة لنيل شهادة ماسرت أكادميي ‪ ،‬جامعة مستغامن حيث‬

‫هدفت هذه الدراسة إبراز اإليرادات صرف النفقات باملؤسسات العموميةو نقاط الضعف اخلاصة بتطبيق‬

‫احملاسبة العمومية و تلخصت النتائج التالية فيما يلي ‪ - :‬امليزانية العامة هي أداة رئيسة نستخدمها لتحقيق‬

‫أهداف املتمثلة يف الرفاهية ‪ ،‬النمو و العدالة االجتماعية و ال تكون أي فعالية و غري مؤهلة للتنفيذ ‪ ،‬إذ مل‬

‫توضع يف إطارها القانوِن‪ ،‬يعد مدير املؤسسة العمومية للصحة اجلوارية هو األمر بالصرف الوحيد لتنفيذ امليزانية‬

‫العامة ‪ - ،‬أن املصادقة على امليزانية هى أمر ضروري لتنفيذها سواء يف امليزانية األولية عادة تكون يف‬

‫األشهر الثالثة ‪ ،‬األوِل او امليزانية الضافية يف حالة العجز املاِل للمؤسسة و اليت تأيت عادة يف هناية السنة‬

‫املالية باإلضافة إىل أن ملراقبة التسيري دور هام يف امليزانية العامة و استخدام هذه األخرية يتحقق بوجود نظام‬

‫رقابة فعال‪ ،‬فللمراقب املاِل دور يتبني لنا من خالل قيامه بتوزيع التعليمات الالزمة إليضاح آليات إعداد‬

‫خمتلف املوازنات ومتابعة تنفيذها ومدى توافقها وتسلسلها‪ ،‬كما يقوم بإعداد خمتلف املوازنات النهائية مقارنا‬

‫بني النتائج الفعلية واملقررة‬

‫مذكرة دكتوراه محمد الصالح فينش‪ ،‬بعنوان الرقابة على تنفيذ النفقات العمومية في القانون الجزائري‪،‬‬

‫فرع القانون العام ‪ ،‬كلية الحقوق جامعة الجزائر ‪ ،0220 ،2‬حبيث خلصت ه ذه الدراسة إىل أنه لكي‬

‫‪37‬‬
‫اإلطار النظري و الدراسات السابقة‬ ‫الفصل األول‬

‫تكون الرقابة على تنفيذ النفقات العمومية ناجحة‪ ،‬البد من توفر عوامل معينة واليت تتمثل على وجه اخلصوص‬

‫يف متتع أجهزة الرقابة باالستقالل الكايف للقيام بعمليات الرقابة ويف عدم تركيزها على فحص الوثائق‬

‫واملستندات فقط‪ ،‬وإمنا جيب أن متتد الرقابة التمارس عمليا على ما مت إجنازه يف الواقع فعليا‪ ،‬ويف تاليف مساوئ‬

‫تعدد أجهزة الرقابة الداخلية وتداخل صالحياهتا‪ ،‬وذلك بتنظيمها تنظيما حمكما والتنسيق فيما بينها بشكل‬

‫جيد م ن جهة أوىل‪ ،‬وفيما بينها وبني أجهزة الرقابة اخلارجية من جهة ثانية‪ ،‬مع ضرورة مراعاة احلفاظ على‬

‫بقاء هذه الرقاية منصفة باملرونة وغري مكلفة يف تفقائها‪ ،‬سهلة الفهم غري معقدة يف إجراءاهتا‪.‬‬

‫مذكرة ماجستير لسامية شوخي‪ ،‬بعنوان أهمية االستفادة من األليات الحديثة و المنظور االسالمي في‬

‫الرقابة على المال العام‪ ،‬تخصص تسيير المالية العامة‪ ،‬جامعة أبو بكر بلقايد تلمسان‪0222/0222 ،‬‬

‫‪ ،‬حبيث أهم ما خلصت اليه هذه الدراسة أن موض و ع الرقابة املالية من أهم املواضيع اليت يبىن عليه الكيان‬

‫التنظيمي للدولة‪ ،‬فهي حتمية البد منها حلماية األموال العامة‪ ،‬حيث أن للمال العام أمهية كربى يف استقرار‬

‫الدولة على الصعيد الداخلي و حىت الدوِل‪ ،‬و أن دراسة الرقابة املالية العامة تسهل على اهليئات الرقابة‬

‫اجلزائرية معرفة و اتباع أجنع و أحدث سبل الرقابة على املال العام وصوال إىل حتقيق األداء يف تسيري هذا املال‬

‫من خالل معايري االقتصاد و الكفاءة و الفعالية‬

‫‪ -‬مذكرة ماجستير للطالب بوقرة الشيخ‪ ،‬بعنوان مراقبة تنفيذ النفقات العامة في ظل االصالحات‬

‫المالية حالة الجزائر‪ ،‬تخصص تحليل اقتصادي ‪ ،0222-0222‬حبيث خلصت هذه الدراسة إىل أنه‬

‫بالرغم م ن وجود أرمدة من القوانني والتنظيمات اليت تنظم الرقابة وأجهزهتا مازال هذا اجلهاز يعاِن النقص وال‬

‫يليب األهداف املرجوة وهذا راجع إىل انعدام االرادة وروح االصالح لدى الطبقات احلاكمة‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫اإلطار النظري و الدراسات السابقة‬ ‫الفصل األول‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬دراسة باألجنبية‬

‫خيلف سليم ‪Imendjeriouane Massinissa 2013 -‬‬

‫العنوان‪ :‬مقال عن حتليل إدارة ميزانية مؤسسة مستشفيات عامة يف اجلزائر‪ :‬حالة ‪ CHU‬خليل عمران جباية‬

‫الغرض من الدراسة اهلدف من عملنا بالدرجة األوىل هو الصعوبات اليت تنشأ يف املستشفى العام أثناء وضع‬

‫امليزانية والرقابة على تنفيذها فيما يتعلق بتوقعات امليزانية‪.‬سؤالنا الرئيسي هو‪ :‬ما الذي يفسر ضعف أداء تنفيذ‬

‫ميزانية املستشفيات يف اجلزائر؟ بشكل صحيح أكثر‪ :‬هل نظام إدارة امليزانية قادر على تعديل أوجه القصور‬

‫احلالية يف نظام إدارة املستشفى‪.‬‬

‫مسحت لنا دراسة إدارة امليزانية يف ‪ CHU‬خليل عمران من جباية اليت قدمناها مبتابعة تطبيق مجيع التقنيات‬

‫املستخدمة املناسبة للتحكم الفعال يف إدارة املوارد املالية للمنشأة‪ .‬هلذا حنن‬

‫اتبعت أهم اخلطوات يف إعداد عملية إدارة امليزانية‪ .‬يف اخلطوة األوىل ‪ ،‬حتققنا من مرحلة توقعات امليزانية و‬

‫ختصيص املوارد املالية‪ .‬يف الثانية ‪ ،‬الحظنا هنج تنفيذ نفقات ‪ CHU‬يف جباية‪ .‬مث قدمنا طرق مراقبة امليزانية‪..‬‬

‫تتميز دراستنا عن الدراسات السابقة هو أن ال يوجد دراسة قبلنا تطرقت اىل دراسة حالة باملؤسسة‬

‫االستشفائية ذات طابع خاص‬

‫‪39‬‬
‫اإلطار النظري و الدراسات السابقة‬ ‫الفصل األول‬

‫خالصة الفصل‪:‬‬

‫حاولنا يف هذا الفصل حتديد املفاهيم األساسية املتعلقة بتسيري امليزانية وكذلك قطاع العام للصحة‪ ،‬على‬
‫وجه اخلصوص‪ ،‬املؤسسات العامة بشكل عام‪ ،‬وكذلك املؤسسات الصحية‪ ،‬من خالل عرضها حسب‬
‫تصنيفها‪ .‬كما مت تسليط الضوء على نوع التمويل الذي يغطي هذه املؤسسات‪ .‬وأخرياً‪ ،‬مت ختصيص قسم‬
‫كامل ملراجعة األدبيات اخلاصة مبيزانية الدولة‪ ،‬والرقابة اليت متارس عليها‪ ،‬فضالً عن خطوات تسيريها‪.‬‬

‫سيتم تفصيل هذه اخلطوات يف الفصل الثاِن‪ ،‬حيث سنعرض حالة تسيريامليزانية على مستوى املؤسسة‬
‫العمومية االستشفائية يف اجلزائر‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫دراسة ميدانية في المؤسسة اإلستشفائية – أحمد بن زرجب‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفصل الثاني‬

‫دراسة ميدانية في المؤسسة اإلستشفائية‬

‫– أحمد بن زرجب‬

‫‪41‬‬
‫دراسة ميدانية في المؤسسة اإلستشفائية – أحمد بن زرجب‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تمهيد‬

‫حتتل اخلدمات الصحية مكانة بارزة نظرا ألمهيتها يف احلفاظ على سالمة اإلنسان وزيادة قدرته على املسامهة‬
‫يف التنمية‪ .‬من خالل الفصل األول تطرقنا إىل مفاهيم حول امليزانيةواملؤسسات العمومية‪ ،‬حيث مت استعراض‬
‫خمتلف أنواع املؤسسات العمومية الصحية إضافة إىل التنظيم الداخلي للمرافق العامة االستشفائية ومصادر‬
‫متويلها‪ .‬يف هذا الفصل التطبيقي حاولنا التعرف على خطوات تسيري ميزانية املؤسسة العمومية االستشفائية‬
‫ذات التسيري او الطابع اخلاص اليت سنرى أهنا تتميز خبصائص جتعلها ختتلف عن املؤسسات ذات الطابع‬
‫اإلداري من ناحية تنفيذ نفقاهتا‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫دراسة ميدانية في المؤسسة اإلستشفائية – أحمد بن زرجب‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث االول‪:‬بطاقة تعريفية للمؤسسة االستشفائية الدكتور بن زرجب‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬التعريف بالمؤسسة االستشفائية الدكتور بن زرجب ومهامها‬

‫الفرع األول‪ :‬التعريف‬

‫مبقتضى املرسوم التنفيذي رقم ‪ 109-40‬مؤرخ يف ‪ 11‬شوال عام ‪ 2117‬املوافق ‪ 34‬نوفمرب سنة ‪1440‬‬

‫مت إنشاء املؤسسة االستشفائية باسم "د‪ .‬بن زرجب" حيث جاء يف املادة ‪ 1‬أن هذه املؤسسة هلا طابع خاص‬

‫وتتمتع بالشخصية املعنوية واالستقاللية‪.‬‬

‫"وضع احلجر األساسي لبناء مشروع مؤسسة استشفائية يف والية عني متوشنت سنة ‪ 1440‬املوافق‬

‫لـ‪ 34‬نوفمرب‪ ،‬و ذلك حبضور مسؤولني من وزارة الصحة و إصالح املستشفيات و وزير الصحة و السكان‬

‫"عمـارتـو"‪ ،‬و اليت كان بنائها من طرف أجانب حيث دامت مدة هذا اإلجناز حواِل عاميـن و يف العام اليت‬

‫انتهتاألعمال مت تدشينها و تدشني بعض املصاحل منها سنة ‪ 1446‬و بالضبط يف شهر أوت فهي تعترب‬

‫مكسب منمكاسب الصحة العمومية لوالية عني متوشنت حتتوي املؤسسة على ‪ 114‬سرير موزعة على أربعة‬
‫‪49‬‬
‫طوابق ختتلفاختصاصتها من طابق إىل آخر ‪ ،‬حيث يضم الطابق األول ‪":‬‬

‫‪ ‬مصلحة الفحص الطيب املتعددة االختصاصات ‪.‬‬

‫‪ ‬مصلحة جراحة العظام‪.‬‬

‫‪ ‬مصلحة األشعة وقسم االستعجاالت الطبية اليت مل يتم تدشينها من بعد‪.‬‬

‫‪ ‬مصلحة القسطرة‪.‬‬

‫‪49‬عقيب أمينة‪" ،‬دور جودة خدمات الصحية وانعكاسها على رضا املريض‪ ،‬دراسة ميدانية للمؤسسة االستشفائية الدكتور بن زرجب" مذكرة ماسرت‪،‬‬
‫املركز اجلامعي عني متوشنت‪1414،‬‬
‫‪43‬‬
‫دراسة ميدانية في المؤسسة اإلستشفائية – أحمد بن زرجب‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أما فيما خبص الطابــق الثانـي‪:‬‬

‫‪ ‬مصلحة الطب الداخلي‪.‬‬

‫‪ ‬مصلحة أمراض املعدة و األمعـاء‪.‬‬

‫‪ ‬مصلحة القلب‬

‫‪ ‬املخبـر‪.‬‬

‫‪ ‬مصلحة معاجلة األمراض السرطانية‪.‬‬

‫أما الطــابق الثالث جند فيه‪:‬‬

‫‪ ‬مصلحة اجلراحة العامة ‪.‬‬

‫‪ ‬قسم العمليات واإلنعاش‬

‫‪ ‬مصلحة جراحة وطب األطفال‪.‬‬

‫أما الطـابق الرابع واألخري جند فيه‪:‬‬

‫‪ ‬مصلحة طب العيون واألنفواحلنجرة ‪.‬‬

‫‪ ‬مصلحة جراحة القلب والشرايينوجراحة األعصاب‪.‬‬

‫تسيري املؤسسة االستشفائية "الدكتور بن زرجب" بطاقم إداري متكون من مخس مديريات ‪:‬‬

‫‪ ‬املديرية العامة ‪.‬‬

‫‪ ‬مديرية املوارد البشرية‪.‬‬

‫‪ ‬مديرية املالية والوسائل‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫دراسة ميدانية في المؤسسة اإلستشفائية – أحمد بن زرجب‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ ‬مديرية النشاطات الصحية‪.‬‬

‫‪ ‬مديرية صيانة العتاد الطيب واجلماعي‪.‬‬

‫حيث يسهر على صحة املريض طاقم شبه طيب وطيب حيسن الرعاية الالزمة باملرضى الذين يقصدوناملؤسسة و‬

‫هذا متاشيا مع السري احلسن للمؤسسة و احلفاظ على مسعتها سواء داخل الوطن أو خارجه ‪ ،‬أما فيماخيص‬

‫اجلانب اإلداري هلذه املؤسسة الذي يضم كما سبق الذكر ‪ 40‬مصاحل تدور على أربعني ساعة يف األسبوعو‬

‫مبىن متكون من‪:‬‬

‫‪2‬طابق ‪ :2‬مديرية املالية والوسائل‪.‬‬

‫طابق ‪ :1‬مديرية النشاطات الصحية ‪.‬‬

‫طابق ‪ :3‬مديرية املوارد البشرية ومديرية الصيانة والعتاد الصناعي ‪.‬‬

‫قاعة احملاضرات‪ ،‬موقف بنزين‪ ،‬مكتبة‪ ،‬موفق غسل السيارات‪ ،‬مغسلة‪ ،‬أربع خمازن‪ ،‬خمرب‪ ،‬قاعات مراقبة طبية‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫دراسة ميدانية في المؤسسة اإلستشفائية – أحمد بن زرجب‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الشكل ‪:2‬الهيكل التنظيمي للمؤسسة محل الدراسة‬

‫املصدر‪ :‬عقيب أمينة‪" ،‬دور جودة خدمات الصحية وانعكاسها على رضا املريض‪،‬‬
‫دراسة ميدانية للمؤسسة االستشفائية الدكتور بن زرجب" مذكرة ماسرت‪ ،‬املركز اجلامعي عني‬
‫متوشنت‪1414،‬‬
‫‪50‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬مهام المؤسسة االستشفائية لعين تموشنت‬

‫جاءت املادة ‪ 3‬من الفصل الثاِن للمرسوم التنفيذي املذكور أعاله مهام املؤسسة االستشفائية لعني متوشنت‬
‫السياسة الصحية الوطنية‪ ،‬حيث ختتصاملؤسسة برعاية االحتياجات الصحيةلسكان‬ ‫اليت تدخل يف إطار‬
‫الوالية اليت تغطيها وكذلك الواليات اجملاورة بشكل متكامل‪ .‬وعلى هذا النحو‪ ،‬تشمل مهامها ما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬القيام بأنشطة يف جماالت التشخيص واالستكشاف والرعاية والوقاية وإعادة التأهيل الطيب‬
‫واالستشفاء وأي نشاط يساهم يف محاية الصحة وتعزيزها؛‬
‫‪ ‬تنفيذ الربامج الصحية الوطنية واإلقليمية واحمللية؛‬

‫‪50Ould‬‬ ‫‪Kada Med, « Statuts et Organigramme des Etablissements Publics‬‬ ‫‪de‬‬


‫‪Santé »,Collection Textes Réglementaires sur la Santé en Algérie, Fascicule N° 2,2016‬‬
‫‪46‬‬
‫دراسة ميدانية في المؤسسة اإلستشفائية – أحمد بن زرجب‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ ‬املسامهة يف محاية البيئة وتعزيزها فيمجاالت الوقايةوالنظافة والصحة ومكافحةاإلزعاج‪ ،‬اآلفات االجتماعية‬
‫‪ ‬املشاركة يف تطوير مجيعاإلجراءات واألساليب ومجيع العمليات واألدوات التيتهدفإىل تعزيز‬
‫إدارة حديثة وفعالة ملواردها البشرية واملادية واملالية ;‬
‫‪ ‬االضطالع باألنشطة املتصلة بالصحة اإلجنابية وتنظيماألسرة؛‬
‫‪ ‬لضمان تنظيم وبرجمة توزيع الرعاية املتخصصة للتحكم يف بعض األمراض؛‬
‫‪ ‬اقرتاح مجيع إجراءات تطوير وإعادة تدريب املوظفني واملسامهة فيها‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تنظيم وتسيير المؤسسة االستشفائية عين تموشنت " دكتور بن زرجب"‬

‫املادة ‪ 6‬من املرسوم التنفيذي السا بق تنص على التاِل‪ :‬يدير املؤسسة جملس إدارة ويديره مديرعام‪ ،‬يساعده يف‬
‫ممارسة مهامها جملس طيب ‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مجلس اإلدارة‬

‫املادة ‪:1‬يتكون جملس اإلدارة من األعضاء التالية‪:‬‬


‫ممثل عن وزير الصحة‪ ،‬رئيسا؛‬ ‫—‬
‫ممثل عن وزير التعليم العاِل والبحث العلمي؛‬ ‫—‬
‫ممثل عن وزير املالية؛‬ ‫—‬
‫ممثل عن التأمني االقتصادي ؛‬ ‫—‬
‫ممثل عن مؤسساتالضمان االجتماعي؛‬ ‫—‬
‫ممثل عناجمللس الشعيب ملقر الوالية يف املؤسسة؛‬ ‫—‬
‫ممثل عن مقر اجمللس الشعيب اجملتمعي للمؤسسة؛‬ ‫—‬
‫الوزير املسؤول عن الصحة من بني اجلمعيات‬ ‫ممثالن (‪ ) 1‬عن مجعيات املستخدمني اليت يعينها‬ ‫—‬
‫األكثر متثيال‪:‬‬
‫ممثل واحد (‪ )2‬للطاقم الطبيينتخبه أقرانه؛‬ ‫—‬

‫‪51‬‬ ‫‪Idem‬‬
‫‪47‬‬
‫دراسة ميدانية في المؤسسة اإلستشفائية – أحمد بن زرجب‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ممثل مسعف واحد (‪ )2‬منتخب من قبل أقرانه؛‬ ‫—‬


‫ممثالن (‪ )1‬للموظفني ينتخبهما أقراهنما؛‬ ‫—‬
‫رئيس اجمللس الطيب للمؤسسة‬ ‫—‬
‫يشارك املدير التنفيذي للمؤسسة يف اجتماعامتجلس اإلدارة بصفةاستشارية‪ .‬جيوز جمللس اإلدارة أن يدعو‬
‫أي شخص من شأنه أن ينري له يف عمله‪.‬‬
‫املادة ‪ :9‬يعني أعضاء جملس اإلدارة ملدة ثالث (‪ )3‬سنوات قابلة للتجديد بقرار من الوزير املكلف بالصحة‬
‫بناء على اقرتاح اجلهات اليت ينتمون إليها يف حالة انقطاع عهدة العضويعني عضو جديد بنفس الصيغ خلالفته‬
‫حىت انتهاء العهدة‪.‬‬
‫وتنتهي معهم مدة عضوية األعضاء املعينني بسبب مهامهم ‪.‬‬
‫املادة ‪ :24‬يتداول جملس اإلدارة يف‪:‬‬
‫‪ o‬السياسة العامة للمنشأة؛‬
‫‪ o‬املشاريع السنوية واملتعددة السنوات املنصوص عليها يف املادة ‪ 7‬من هذا املرسوم؛‬
‫‪ o‬احلسابات التقديرية لإليراداتوالنفقات‪ ،‬وعمليات االستثمار‪ ،‬وعمليات الشراءوالتصرف يف‬
‫املمتلكات املنقولة وغري املنقولة وعقود اإلجيار‪ ،‬وقبول أو رفض اهلدايا والتربعات؛‬
‫‪ o‬مشروع ميزانية املؤسسة؛‬
‫‪ o‬خطط توظيف املوظفني وتدريبهم وكذلك األجور‬
‫‪ o‬النظام الداخليوتنظيم املؤسسة؛‬
‫‪ o‬االتفاقيات واالتفاقاتوالعقود املنصوص عليها يف املادة (‪ )0‬من هذا املرسوم؛‬
‫‪ o‬مقرتحات إلنشاء اخلدماتوحذفها؛‬
‫‪ o‬االقرتاض؛‬
‫‪ o‬اإلدارة املالية للسنة املالية املاضية؛‬
‫‪ o‬امليزانيات العمومية وتقرير النشاط‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫دراسة ميدانية في المؤسسة اإلستشفائية – أحمد بن زرجب‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ينظر جملس اإلدارة يف مجيع املسائل اليت حتال إليه من الوزير املسؤول أو املدير التنفيذي للمؤسسة‪ .‬وتعتمد‬
‫بشأن‬ ‫اللجنة نظامها الداخلي يف دورهتا األوىل‪ .‬يتداول جملس اإلدارة مرة واحدة يف السنة على األقل‬
‫سياسةاملؤسسة فيما يتعلق حبقوق املستخدمني ونوعية االستقبال و رعاية املرضى‪.‬‬
‫املادة ‪ :22‬جيتمع جملس اإلدارة يف جلسة عادية مرة واحدة (‪ )2‬مرة كل ستة (‪ )7‬أشهر‪ .‬وجيوز هلا أن جتتمع‬
‫يف دورة استثنائية بدعوة من رئيسها أو بناء على طلب ثلثي أعضائها‪(2/3).‬‬
‫املادة ‪ : 21‬ال جيوز جمللس اإلدارة أن يتداول بشكل صحيح إال بأغلبية األعضاء احلاضرين‪ .‬إذا مل يكتمل‬
‫النصاب القانوِن‪ ،‬جيتمع اجمللس مرة أخرى يف غضون مثانية (‪ )1‬أيام‪ ،‬وجيوزألعضائه بعد ذلك املداولة‪ ،‬بغض‬
‫النظر عن عدد األعضاء‪.‬‬
‫تعادل األصوات‪ ،‬يكون للرئيس صوت‬ ‫وتتخذ قرارات اجمللس بأغلبية األعضاء احلاضرين‪ .‬ويف حالة‬
‫مرجح‪.‬تدون مداوالت جملس اإلدارة يف حماضر تقيد يف سجل خاص يدرجويكتب باألحرف األوىل‬
‫ويوقعه الرئيس وأمني االجتماع ‪.‬‬
‫املادة ‪ : 23‬ترفع مداوالت جملس اإلدارة للموافقة عليها إىل السلطة اإلشرافية خالل مثانية (‪ )1‬أيام من تاريخ‬
‫االجتماع‪.‬‬
‫تكون مداوالت جملس اإلدارة قابلة للتنفيذ بعد ثالثني (‪ ) 34‬يوما من استالمهامن قبل السلطة اإلشرافية ما‬
‫مل يتم االعرتاض عليها صراحة‪ ،‬ويتم إخطارها خالل هذه الفرتة ‪.‬‬
‫املادة ‪ : 21‬حيدد رئيس جملس اإلدارة جدول أعمال كل اجتماع بناء على اقرتاح املدير العام‪ .‬ويبلغ إىل كل‬
‫عضو من األعضاء قبل مخسة عشر (‪ )20‬يوما من التاريخ احملدد لكل دورة‪ .‬جيوز ختفيض هذه الفرتة للدورات‬
‫االستثنائية ولكن ال جيوز أن تقل عن مثانية (‪ )1‬أيام‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬المدير العام‬
‫املادة ‪ :20‬يعني املدير العام للمؤسسة مبرسوم مجهوري‪ .‬يتم إهناء وظائفه بنفس األشكال‪.‬‬
‫املادة ‪ :27‬يعاون املدير العام للمؤسسة أمني عام ومديرون يعينهم بقرار من الوزير املكلف بالصحة‪.‬‬
‫املادة ‪ :26‬املديرالعام مس ؤولعن حتقيق األهداف املسندة للمؤسسة ويسهر على تنفيذ الربامج اليت يعتمدها‬
‫جملس اإلدارة‪.‬‬
‫إدارة املؤسسة وفقا للتشريعات واللوائح املعمول هبا‪ .‬وعلى هذا النحو‪:‬‬ ‫وهو يضمن‬

‫‪49‬‬
‫دراسة ميدانية في المؤسسة اإلستشفائية – أحمد بن زرجب‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ ‬وضع براجماألنشطة ورفعها إىل جملس اإلدارة‪.‬‬


‫‪ ‬يتصرف نيابة عن املؤسسة وميثلها يف احملكمة ويف مجيع أعمال احلياة املدنية؛‬
‫‪ ‬ميارس سلطة هرمية على مجيع املوظفني؛‬
‫وتعيني وإهناء مهام املوظفني اخلاضعني لسلطتها‪ ،‬باستثناء املوظفني الذينتوفر هلم‬ ‫‪ ‬وتقوم بتعيني‬
‫طريقة أخرى للتعيني؛‬
‫‪ ‬يضع احلسابات املؤقتةلإليرادات والنفقات؛‬
‫‪ ‬يضع مشروع ميزانية املؤسسة؛‬
‫‪ ‬يضع امليزانية العمومية وحسابات األرباح واخلسائر؛‬
‫‪ ‬يربم مجيع االتفاقات والعقود؛‬
‫‪ ‬حيدد مشروع التنظيم واللوائح الداخلية للمؤسسة؛‬
‫وعليها يف هناية كلسنة مالية أن تعد تقريرا سنويا عن النشاط مصحوباجبداول حلسابات األرباح واخلسائر‬
‫ترسلها إلىاجلهات املعنية ‪.‬‬
‫املادة ‪ :21‬حيدد تنظيم املؤسسةبأمر من الوزير املكلف بالصحة‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬المجلس الطبي‪:‬‬
‫املادة ‪ :29‬اجمللسالطيب مسؤولعن إبداء الرأي يف‪:‬‬
‫‪ ‬الربامج الصحية للمؤسسة؛‬
‫‪ ‬مشاريع الربامج املتعلقة باملعدات الطبية؛‬
‫‪ ‬إنشاء اخلدمات وحذفها؛‬
‫املادة ‪ :14‬يشمل اجمللس الطيب ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬مدراء اخلدمات الطبية;‬
‫‪ ‬الصيدِل املسؤول عن الصيدلية؛‬
‫‪ ‬جراح أسنان يعينه املدير العام؛‬
‫اجمللس الطيب من بني أعضائه‬ ‫‪ ‬شبه طيب‪ ،‬ينتخبه أقرانه يف أعلى رتبةيف سلكشبه الطبيني‪ .‬ينتخب‬
‫رئيسا ونائبا للرئيس‬

‫‪50‬‬
‫دراسة ميدانية في المؤسسة اإلستشفائية – أحمد بن زرجب‬ ‫الفصل الثاني‬

‫مدة عضوية أعضاء اجمللس ثالث (‪ )3‬سنوات قابلة للتجديد ‪.‬‬


‫للمجلس الطيب أن يستعني بأيةشخصية علميةأو أي خبري يستطيع أن يقدم مسامهة مفيدة يف عمله بسبب‬
‫مهاراته‪.‬‬
‫مادة ‪ :12‬جيتمعاجمللس الطبيبدعوة منرئيسه يف جلسة عادية مرة واحدة (‪ )2‬كل شهرين‪(2).‬‬
‫رئيسها أو أغلبيةأعضائها أو املدير التنفيذي‬ ‫وجيوز هلا أن جتتمع يف دورة استثنائية بناء على طلب‬
‫للمؤسسة‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫دراسة ميدانية في المؤسسة اإلستشفائية – أحمد بن زرجب‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث الثاني‪ :‬خطوات تسيير الميزانية في المؤسسة االستشفائية بن زرجب‬

‫متر عملية تسيري امليزانية يف املؤسسة االستشفائية دكتور بن زرجببعدة مراحل‪ :‬تقديرات امليزانية‪ ،‬التخصيص‬
‫األوِل‪ ،‬التخصيص التكميلي‪ .‬يف هذا القسم‪ ،‬سنركز بشكل خاص على السنة املالية ‪.1412‬‬
‫المطلب االول‪ :‬اعداد الميزانية االولية‬

‫خالل الربع األول من عام ‪ ،1414‬قام مديرو املؤسسة االستشفائية لعني متوشنت بوضع امليزانية املؤقتة‬
‫لعام ‪ .1412‬هذا األخري مير باخلطوات التالية‪:‬‬

‫التفاوض مع رؤساء األقسام لتحديد األهداف املراد حتقيقها من حيث األنشطة واإليرادات‬ ‫⮚‬

‫واستهالك املنتجات الصيدالنية ومتوسط التكاليف‪ .‬يتم إجراء هذا التفاوض على أساس التحليل‬
‫اإلحصائي لعام ‪ ،1414‬ويتم تدوين النتائج على أوراق عقود األهداف (األوراق اليت تكتب عليها‬
‫األهداف املعنية) اليت مت تطويرها هلذا الغرض‪ .‬ويتم التوقيع على هذه االستمارات بشكل مشرتك من قبل‬
‫مدير املستشفى ورؤساء األقسام؛‬
‫إعداد مشروع امليزانية األولية من قبل مدير املستشفى‪ ،‬بدعم من املصلحة اإلدارية واملالية؛‬ ‫⮚‬

‫تقدمي املشروع األوِل للميزانية إىل اجمللس االستشاري الطيب إلبداء اآلراء والتعديالت؛‬ ‫⮚‬

‫عرض املشروع األوِل للميزانية على جملس اإلدارة‪ ،‬هبدف قبوله؛‬ ‫⮚‬

‫إحالة املشروع األوِل إىل مديرية الصحة اليت تقوم بدورها بإرساله لوزارة الصحة والسكان‬ ‫⮚‬

‫تتمثل ميزانية املؤسسة العمومية الصحية أساسا يف امليزانية األولية‪ ،‬امليزانية املعدلة‪ ،‬احلساب اإلداري‪ ،‬فتح‬
‫االعتمادات املسبقة‪.‬‬

‫الفرع االول‪ :‬مرحلة التحضير‬

‫يعود حتضري امليزان ية األولية إىل املدير الفرعي للمالية والوسائل ويتم البدء يف صياغتها عند وصول القرار الوزاري‬
‫املشرتك املتضمن توزيع اإليرادات والنفقات واملناصب املالية للمؤسسات العمومية الصحية‪ .‬كما جاءت به‬
‫املادة ‪ " : 13‬يعد املدير العام التقديرات السنوية إليرادات ونفقات املؤسسة وتعرض بعد مداولة جملس‬
‫اإلدارة على موافقة الوزير املسؤول عن الصحة بالشروط املنصوص عليها يف اللوائح املعمول هبا‪".‬‬

‫‪52‬‬
‫دراسة ميدانية في المؤسسة اإلستشفائية – أحمد بن زرجب‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬االيرادات‪:‬‬

‫ميزانية املؤسسة العمومية االستشفائية من عدة مصادر كما جاء يف املادة ‪ 11‬من املرسوم‬ ‫تأيت إيرادات‬
‫التنفيذي رقم ‪ 109-40‬مؤرخ يف ‪ 11‬شوال عام ‪ 2117‬املوافق ‪ 34‬نوفمرب سنة ‪ ،1440‬وهي الدولة‬
‫وهيئات الضمان االجتماعي واجلماعات احمللية واملوارد األخرى املتأتية من النشاط االقتصادي للمؤسسة‪،‬حيث‬
‫تربم املؤسسة اتفاقيات مع مؤسسات خاصة مثال عن ذلك " ‪MEDGAZ‬ميدغاز فهي احتاد من ثالث‬
‫شركات دولية تت متع خبربة واسعة يف قطاع الطاقة ومعرتف هبا لكفاءهتا الفنية ومالءهتا املالية‪ .‬هدفهم‪ :‬خط‬
‫أنابيب الغاز اجلزائري األورويب‪ ،‬عرب إسبانيا‪ .‬كما تقوم املؤسسة االستشفائية باتفاقية مع الصيدليات لحرق‬

‫النفايات وكذلك كراء سيارات اإلسعاف‪ .‬مما يميز هذا النوعمن المؤسسات عن المؤسسات ذات الطابع‬
‫‪52‬‬
‫اإلداري‪.‬‬

‫جدول ‪ :1‬إيرادات المؤسسة االستشفائية دكتور بن زرجب لعام ‪0201‬‬

‫الطرف الممول‬
‫مبلغ‬
‫‪260.362.96222‬‬
‫مشاركة الدولة‬
‫‪9096222222‬‬
‫الضمان االجتماعي‬

‫ال نملك بيانات‬ ‫موارد أخرى‬

‫‪92.22.9222‬‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالبني استنادا إىل الوثائق الداخلية للمؤسسة‬

‫‪ -‬النفقات‪:‬‬

‫ترسل وزارة الصحة والسكان واصالح املستشفيات اىل املؤسسة العمومية الصحية مقرر وزاري مشرتك يتضمن‬
‫نفقات سنة‪ 1412‬على شكل فرعني يتمثل الفرع األول يف نفقات املوظفني والفرع الثاِن يف نفقات التسيري‬
‫كما هو مبني من أجل إعداد مشروع امليزانية األولية حيث يتم ختصيص النفقات على أساس السنوات‬

‫‪ 52‬مقابلة مع حماسب املؤسسة االستشفائية‬


‫‪53‬‬
‫دراسة ميدانية في المؤسسة اإلستشفائية – أحمد بن زرجب‬ ‫الفصل الثاني‬

‫السابقة واحتياجات املؤسسة العمومية الصحية للسنة ‪ 1412‬تكون هذه األخرية يف شكل أبواب وتوزع‬
‫حسب احتياجات كل مادة‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مرحلة التصويت ومناقشة الميزانية‬

‫بعد ما يتم إعداد مشروع امليزانية يعرض من أجل الدراسة على أعضاء جملس اإلدارة الذي ميكنهم إدخال‬
‫تعديالت عليها دون املساس باالعتمادات اخلاصة‪ ،‬كما تتم معاينة مشروع امليزانية من طرف كاتب اجللسة‬
‫وممثل املستخدمني الطبيني‪ ،‬رئيس مجعية املرضى والتربع بالدم‪ ،‬رئيس اجمللس الطيب‪ ،‬ممثل العمال‪ ،‬ممثل‬
‫الصندوق الوطين للتأمينات االجتماعية‪ ،‬ممثل املستخدمني الشبه طبيني‪ ،‬ممثل شركات التأمني‪ ،‬ممثل املراقبة‬
‫املالية‪ ،‬ممثل اجمللس الشعيب الواِل‪ ،‬ممثل اجمللس الشعيب البلدي‪ ،‬إذ بإمكاهنقبول امليزانية أو رفضها أو تعديله‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مرحلة المصادقة على الميزانيةوتنفيذها‬

‫الفرع األول‪ :‬المصادقة على ميزانية المؤسسة االستشفائية دكتور بن زرجب‬

‫تقدم امليزانية للمصادقة عليها من قبل السلطة الوصية املختصة واملتمثلة يف أعضاء جملس اإلدارة وتتم املصادقة‬
‫عليها باإلمجاع‪ ،‬حيث يقوم أعضاء جملس اإلدارة بالتدقيق يف التعديالت ومدى واقعيتها حىت ال تتسبب يف‬
‫عجز امليزانية‬

‫بعد املصادقة على امليزانية من طرف جملس االمة‪ ،‬تقوم وزارة املالية بتقسمها على الوزارات املختلفة حسب‬
‫االعتمادات احملددة يف قانون املالية‪ .‬تتلقى كل والية عرب مديرية الصحة ميزانية أولية توزع على املؤسسات‬
‫العمومية الصحية اخلاضعة لسلطتها‪ .‬وهي ميزانية معتمدة من حيث املبدأ قبل بداية العام لتغطية نفقات العام‬
‫احلاِل‪ ،‬ولكن من الناحية العملية‪ ،‬يف معظم األحيان بعد بضعة أشهر من بداية العام‪.‬‬
‫بعد أن وزعت مديرية الصحة امليزانية على املنشآت الصحية‪ ،‬تقوم املؤسسات العمومية ذات الطابع االداري‬
‫بتوزيع أوِل بني اقسام نفقات التسيري‪ ،‬وإرساهلا إىل املراقب املاِل للموافقة عليها‪ .‬على عكس هذا النوع األخري‬
‫من املؤسسات‪ ،‬تتمتع املؤسسات االستشفائية ذات الطابع اخلاص باستقاللية كاملة فيما يتعلق بتوزيع نفقات‬
‫التسيري دون إذن مسبق من املراقب املاِل‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫دراسة ميدانية في المؤسسة اإلستشفائية – أحمد بن زرجب‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفرع الثاني‪:‬تنفيذ النفقة على مستوى المؤسسة االستشفائية دكتور بن زرجب‬

‫‪ -2‬االلتزام‪:‬‬

‫هو أول إجراء لتنفيذ النفقة‪ .‬ينشأ بقرار فعلي من مدير املؤسسة على وثيقة مكتوبة تثبت ومتثل تعهدا من‬
‫االمر مثل حترير صفقة عمومية أو سند طلب أو مقرر تسمية موظف‪.‬‬

‫‪ -0‬التصفية والدفع‬

‫ال تصبح النفق ة امللتزم هبا فعليا إال بعد تنفيذ االلتزام املرتبط هبا والذي يرتتب عنه دين يف ذمة اهليئة العمومية‪،‬‬
‫وعليه فإن موضوع التصفية هو التحقق من وجود الدين وضبط مبلغ النفقة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الفرق في تنفيذ الميزانية بين المؤسسة االستشفائية دكتور بن زرجب والمؤسسات‬
‫األخرى ذات الطابع اإلداري‬

‫الفرع األول‪ :‬نتائج المقابلة مع محاسب المؤسسة االستشفائية‬

‫خيتلف مستشفى الدكتور بنزرجب عن املرافق الصحية األخرى يف وضعهالقانوِن‪ .‬وهو واحد من ‪ 0‬املؤسسات‬
‫االستشفائية ذات الطابع اخلاصفي اجلزائر‪ .‬وخيتلف مسك حساباهتا وتسيريها اختالفا كبريا عن تلك‬
‫املستخدمة يف املؤسسات العامة ذات الطابع اإلداري‪ ،‬واليت ختضع لقانون احملاسبة العمومية الذي من املفرتض‬
‫أن يتحكم يف تنفيذ النفقات‪ .‬وكان إنشاء مستشفى عني متوشنت طريقا جتريبيا للتطبيق الفعال للتعاقد وترشيد‬
‫نفقات الصحة والضمان االجتماعي‪.‬‬

‫‪ -‬السمة األوىل للمؤسسات االستشفائية ذات الطابع اخلاصهي أن لديها حرية أكرب يف إدارة أمواهلا‪ ،‬يف‬
‫الواقع‪ ،‬لديها حساب مشرتك جلميع العناوين‪ ،‬ولديها خيار ختصيص املبالغ الالزمة ضمن فصول‬
‫امليزانية دون املرور عرب املراقب املاِل‪ .‬وخالفا للمؤسسات األخرى ذات الطابع اإلداري‪ ،‬اليت ال خيار‬
‫أمامها‪ ،‬مبجرد منح املبلغ لكل عنوان‪ ،‬سوى االكتفاء مببالغها‪ .‬على سبيل املثال‪ :‬إذا وضعوا‬
‫‪ 64444444‬دج لعنوان األدوية‪ ،‬وجتاوزت املتطلبات هذا املبلغ‪ ،‬فيجب أن يكون لديهم إذن من‬
‫املراقب املاِل للتحويل من عنوان إىل آخر‪ .‬على الرغم من أمهيته الكبرية‪ ،‬إال أن املراقب املاِل ميكن‬

‫‪55‬‬
‫دراسة ميدانية في المؤسسة اإلستشفائية – أحمد بن زرجب‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أن ميثل عقبة رئيسية أمام األداء السليم للمؤسسات الصحية‪ ،‬وميكن أن يكون عنصر معيق للتسيري‪.‬‬
‫"إذا أردنا شراء سيارة إسعاف أو فتح مصلحة داخل مؤسستنا‪ ،‬فنحن لسنا حباجة إىل أي إذن‪ ،‬نظرا‬
‫ألن لدينا ح سابا مشرتكا‪ ،‬فإن الباب األول فقط املتعلق بنفقات املوظفني يبقى ثابتا الن الدولة لديها‬
‫السيطرة الكاملة‪ .‬حدث لنا خالل فرتة كوفيد ‪ 29‬تغطية احتياجات املستشفيات األخرى يف الوالية‪،‬‬
‫حيث كانت تفتقر إىل الكمامات وغريها من االحتياجات اليت تندرج حتت عنوان الوقاية"‪ .‬حماسب‬
‫املستشفى دكتور بن زرجب‪" .‬يستهلك قسم األورام لدينا ما يقرب من ‪ ٪64‬من ميزانية الدواء‪.‬‬
‫لذلك عندما نستقبل مريضا بالسرطان حيتاج إىل دواء معني الذي قد يكلف حواِل ‪3444444‬‬
‫دج‪ ،‬لن نضطر إىل انتظار إذن من املراقب املاِل‪ ،‬وهذه هي ميزة الوضع القانوِن مؤسستنا " حماسب‬
‫املستشفى دكتور بن زرجب‬
‫‪ -‬أما السمة الثانية فهي نوع احملاسبة املطبقة داخل هذا النوع من املؤسسات‪ ،‬بل إن حساباهتا حتفظ‬
‫وفقا ألحكام ‪ 30/60‬الصادر يف‪ 19 :‬أفريل‪ 2960‬املتعلق باملخطط احملاسيب الوطين‪ .‬ويعهد‬
‫مبسك احلسابات إىل موظف حماسبة يعينه الوزير املسؤول عن املالية‪ .‬ومبا أن هناك ‪ 0‬مرافق صحية‬
‫من هذا القبيل‪ ،‬فإن هذا يعين أن هناك ‪ 0‬حماسبني على املستوى الوطين خيضعون إىل سلطة وزارة‬
‫املالية وليس إىل وزارة الصحة‪ ،‬وميثلون يف الوقت نفسه موظفا مستقال للرقابة داخل هذه املؤسسات‪.‬‬
‫‪ -‬اخلاصية الثالثة‪ :‬يف الوقت اليت ختضع فيه املؤسسات العامة ذات الطابع اإلداري إىل رقابة املفتشية‬
‫العامة للمالية‪ ،‬فإن مؤسسة املستشفى ذات الطابع اخلاصيخضع لرقابة حمافظاحلسابات‪ ،‬الذي يعينه‬
‫وزير املالية والصحة يف نفس الوقت‪( .‬املادة ‪ 11‬من املرسوم املذكور أعاله)‬
‫‪ -‬السمة الرابعة‪ :‬وفقا للمادة ‪ 0‬من املرسوم املذكور أعاله‪ ،‬جيوز للمؤسسة دكتور بن زرجب‪ ،‬إلجناز‬
‫مهامها وتطوير أنشطتها‪ ،‬إبرام أي عقد أو اتفاقية أو صفقة‪ ،‬مع أي هيئة عامة أو خاصة‪ ،‬وطنية أو‬
‫أجنبية‪.‬‬
‫‪ -‬السمة اخلامسة‪ :‬مؤسسة مستشفى الدكتور بنزرجب‪ ،‬حىت لو بقيت حتت إشراف وزارة الصحة‪،‬‬
‫وتعتمد على اخلزينة العامة‪ ،‬ومع ذلك لديها القدرة على تنمية رأس ماهلا‪ ،‬من خالل وضع سيارات‬
‫اإلسعاف لالجيار على سبيل املثال‪" ،‬مع مدغاز‪ medgaz‬نكسب ما يصل إىل ‪1444444‬‬
‫دينار شهريا‪ ،‬حيث لدينا هذه االستقالليةلتنمية رأس املال" حماسب املؤسسة‬

‫‪56‬‬
‫دراسة ميدانية في المؤسسة اإلستشفائية – أحمد بن زرجب‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬السمة ‪ : 7‬يف هناية العام ال ميكن االحتفاظ باملبالغ املتبقية من ميزانية املؤسسات ذات الطابع‬
‫اإلداري للسنة التالية‪ .‬على عكس املؤسسة االستشفائية ذات الطابع اخلاص‪ ،‬واليت ميكنها احلفاظ‬
‫على األموال املتأتية مننشاطها االقتصادي‪ ،‬وإعادة استخدامها‪" .‬إذا كنا نتوقع أن يرتفع سعر الورق‪،‬‬
‫‪53‬‬
‫على سبيل املثال‪ ،‬يف العام املقبل‪ ،‬فإننا نشرتي الورق بسعر جيد وخنزنه" حماسب املؤسسة‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تحليل خصائص المؤسسة االستشفائية دكتور بن زرجب من خالل الميزانية ‪0202‬‬

‫‪ /2‬نفقات املوظفني‪ :‬جدول ‪ :1‬الوضعية املالية فيما خيص نفقات املوظفني يف ‪1412/21/32‬‬

‫نسبة االعتمادات‬ ‫االعتمادات المستهلكة‬ ‫االعتمادات الممنوحة‬ ‫البيان قسم التسيير نفقات‬ ‫المادة‬
‫المستهلكة من‬ ‫الموظفين‬
‫مجموع النفقات‬
‫المستخدمين‬

‫‪%12‬‬ ‫‪90000900.02‬‬ ‫‪000000222.22‬‬ ‫مرتبات نشاط المستخدمين‬ ‫‪1‬‬


‫المرسمين والمتربصين‬
‫والمتعاونين‬

‫‪%29‬‬ ‫‪202020200.00‬‬ ‫‪202020200.00‬‬ ‫التعويضات والمنح المختلفة‬ ‫‪0‬‬


‫الباب‪1‬‬
‫‪0%‬‬ ‫‪22.2‬‬ ‫‪22.2‬‬ ‫معالجة نشاط المقيمين‬ ‫‪0‬‬

‫‪21%‬‬ ‫‪012200020.20‬‬ ‫‪020290022.22‬‬ ‫مرتبات المستخدمين المتعاقدين‬ ‫‪2‬‬

‫‪8%‬‬ ‫‪00200092.02‬‬ ‫‪220000222.22‬‬ ‫األعباء االجتماعية‬ ‫‪0‬‬


‫للمستخدمين المرسمين‬
‫والمتربصين والمتعاونين‬

‫‪12%‬‬ ‫‪110002220.91‬‬ ‫‪01022222.22‬‬ ‫االعباء االجتماعية‬ ‫‪0‬‬


‫للمستخدمين المتعاقدين‬

‫‪53‬مقابلة مع حماسب املؤسسة االستشفائية دكتور بن زرجب‬


‫‪57‬‬
‫دراسة ميدانية في المؤسسة اإلستشفائية – أحمد بن زرجب‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪%122‬‬ ‫‪900012010.20‬‬ ‫‪0110102022.22‬‬ ‫مجموع نفقات الموظفين‬

‫المصدر‪:‬من إعداد الطالبين اعتمادا على وثائق مديرية المالية والوسائل لمؤسسة دكتور بن‬
‫زرجب‬

‫‪ /1‬نفقات التسيري‪ :‬هي تلك املصاريف اليت ترصد يف امليزانية لتغطية األعباء العادية والضرورية لتسيري مصاحل‬
‫املؤسسة العمومية الصحية‬

‫اجلدول ‪ :3‬الوضعية املالية فيما خيص نفقات التسيري يف ‪1412/21/32‬‬

‫االعتمادات‬ ‫نسبة‬ ‫االعتمادات المستهلكة‬ ‫االعتمادات الممنوحة‬ ‫البيان قسم نفقات التسيير‬ ‫المادة‬ ‫الباب‬
‫المستهلكة من مجموع‬
‫النفقات التسيير‬

‫‪1,00%‬‬ ‫‪10021000.00‬‬ ‫‪0222222.22‬‬ ‫تسديد المصارف‬ ‫‪1‬‬


‫‪0,00%‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪22222.22‬‬ ‫مصاريف قضائية وتعويضاتمستحقة‬ ‫‪0‬‬
‫على عاتق الدولة‬

‫‪6,01%‬‬ ‫‪90090010.00‬‬ ‫‪2.222.222.22‬‬ ‫عتاد واثاث‬ ‫‪0‬‬ ‫‪II‬‬

‫‪1,30%‬‬ ‫‪02002200‬‬ ‫‪102222222.22‬‬ ‫لوازم‬ ‫‪2‬‬

‫‪0,27%‬‬ ‫‪202100122‬‬ ‫‪022222222‬‬ ‫االلبسة‬ ‫‪0‬‬

‫‪1,57%‬‬ ‫‪0202100200‬‬ ‫‪12.000.22.22‬‬ ‫تكاليف ملحقة‬ ‫‪2‬‬

‫‪0,27%‬‬ ‫‪202100122‬‬ ‫‪0.122.222.22‬‬ ‫حظيرة السيارات‬ ‫‪0‬‬

‫‪1,45%‬‬ ‫‪0002002122‬‬ ‫‪022222222‬‬ ‫صيانة وتصليح المنشآت القاعدية‬ ‫‪0‬‬

‫‪0,00%‬‬ ‫‪22‬‬ ‫مصاريف التكوين وتحسين األداء واعادة ‪22‬‬ ‫‪9‬‬


‫التأهيل والتربص للمستخدمين‬

‫‪0,00%‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪22‬‬ ‫مصاريف التربص قصيرة المدة بالخارج‬ ‫‪12‬‬

‫‪1,97%‬‬ ‫‪02020000.00‬‬ ‫‪22‬‬ ‫تغذية‬ ‫‪11‬‬

‫‪58‬‬
‫دراسة ميدانية في المؤسسة اإلستشفائية – أحمد بن زرجب‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪0,00%‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪22‬‬ ‫االيجار‬ ‫‪10‬‬

‫‪50,95%‬‬ ‫‪09120029020‬‬ ‫‪12222222.22‬‬ ‫األدوية‪ ،‬المواد الصيدالنية والمواد‬ ‫‪10‬‬


‫األخرى الموجهة إلى الطب اإلنساني‬
‫واألجهزة الطبية‬

‫‪0,31%‬‬ ‫‪2002022.00‬‬ ‫‪00222222.22‬‬ ‫نفقات النشاطات العلمية للوقاية‬ ‫‪12‬‬

‫‪34,90%‬‬ ‫‪020000201.09‬‬ ‫‪00.222.222.22‬‬ ‫اقتناء وصيانة العتاد الطبي وملحقاته‬ ‫‪10‬‬


‫واألدوات الطبية‬

‫‪100%‬‬ ‫‪1000020000.09‬‬ ‫‪010090022.22‬‬ ‫مجموع نفقات التسيير‬

‫المصدر‪:‬من إعداد الطالبين اعتمادا على وثائق مديرية المالية والوسائل لمؤسسة دكتور بن زرجب‬

‫‪ -‬الباب األول "نفقات املوظفني"‪ :‬متثل جزءا كبريا من ميزانية مستشفىدكتور بن زرجب؛ وترجع‬

‫أمهية هذه احلصة إىل خمتلف املراتب املدفوعة لألطباء وشبه الطبيني واإلداريني‪ ،‬فضال عن‬

‫اشرتاكاهتم يف الضماناالجتماعي‪.‬‬

‫‪ -‬العنوان الثالث العشر "اإلنفاق على االدوية" من الباب الثاني‪ :‬ميثل ‪ ٪02‬من نفقات تسيري‬

‫املستشفى دكتور بن زرجب‪.‬‬

‫‪ -‬العنوان ‪" 21‬اإلنفاق على إجراءات وقائية «‪ :‬يتم هتميش اإلجراء الوقائية من قبل السلطات‬

‫املركزية‪ ،‬حيث أنفق املستشفى ‪ ٪4.32‬فقط من نفقات التسيري‪.‬‬

‫‪ -‬العنوان ‪" 21‬المعدات واألدوات الطبية"‪ :‬ميثل ثاِن أكرب نسبة يف نفقات تسيري املستشفى‬

‫دكتور بن زرجب‪ .‬ويتعلق األمر بشراء املعدات الطبية وامللحقات وقطع الغيار للمعدات‬

‫واألدوات الطبية‬

‫‪59‬‬
‫دراسة ميدانية في المؤسسة اإلستشفائية – أحمد بن زرجب‬ ‫الفصل الثاني‬

‫يف اجلدول الثالث املمثل أعاله‪ .‬نالحظ أن االعتمادات املمنوحة فيما خيص نفقات التغدية تعادل ‪ .4‬بالرغم‬

‫من أن كل سنة تضع املؤسسة يف مشروع امليزانية مبلغا ميكنه أن يغطي مصاريف تغذية املوظفني واملرضى ومع‬

‫ذلك تتلقى املؤسسة االستشفائية تسجيل مبالغ معدومة يف صنف التغذية من قبل الوزارة (يرجى النظر يف‬

‫املالحق اخلاصة بالوضعية املالية للسنوات ‪ 1412 1429 1414 1421‬للمؤسسة االستشفائية بن‬

‫زرجب)‬

‫لكن من إجيابيات الوضع القانوِن اليت ختضع له املؤسسة االستشفائية "دكتور بن زرجب"يعطي هلا احلرية‬

‫املطلقة يف التحويل ما بني العناوين دون تأشرية من املراقب املاِل كما هو احلال يف املؤسسات العمومية ذات‬

‫الطابع اإلداري اخلاضعة لقانون احملاسبة العمومية‬

‫مما يثبت أن هذه اإلجراءات تعيق التسيري احملكم للمرافق العامة اليت تتميز بأمهيتها القصوى من اجلانب‬

‫االجتماعي‬

‫إضافة إىل ما سبق ذكره يستوجب إلقاء النظر على تفصيل مهم مت استخراجه من اجلدول أعاله وهو الفرق‬

‫بني االعتمادات املمنوحة واملستهلكة حيث خالل السنة ‪ 1412‬وقع جتاوز كبري يف االعتمادات وهذا راجع‬

‫للحق املخول للمؤسسات العمومية ذات الطابع اخلاص يف استهالك أكثر ما هو ممنوح هلا نظرا لقدرهتا على‬

‫رأمساله‬ ‫تنمية‬

‫‪60‬‬
‫دراسة ميدانية في المؤسسة اإلستشفائية – أحمد بن زرجب‬ ‫الفصل الثاني‬

‫خالصة الفصل‪:‬‬

‫لقد حاولنا يف هذا الفصل عرض اخلصائص اليت متيز مؤسسات الصحة ذات الطابع اخلاص يف إدارة ميزانيتها‬
‫عن غريها من املؤسسات ذات الطابع اإلداري‪ .‬وعلى الرغم من أن كال املستشفيني مستقالن ماليا‪ ،‬إال أن‬
‫االوىل تتمتع مبرونة أكرب يف إدارة أمواهلما مقارنة بالثانية اخلاضعة للمحاسبة العمومية مما ميثل عائق يف بعض‬
‫احلاالت‪ ،‬خاصة يف قطاع حساس مثل الصحة‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫دراسة ميدانية في المؤسسة اإلستشفائية – أحمد بن زرجب‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الخاتمة‬

‫‪62‬‬
‫خاتمة‬

‫خاتمة‪:‬‬

‫أصبحت مؤسسات الصحة العامة يف اجلزائر اليوم يف قلب النقاشات‪ ،‬من ناحية‪ ،‬احلاجة إىل تنفيذ التعاقد‪،‬‬
‫ومن ناحية أخرى‪ ،‬االلتزام بتلبية احتياجات املواطنني من حيث جودة الرعاية‪ .‬وقد أظهرت العديد من‬
‫الدراسات يف هذا االجتاه أن اجلودة ال تزال متوسطة مقارنة باملوارد املوجودة يف قطاع الصحة‪ ،‬وكذلك املبالغ‬
‫املمنوحة له‪ .‬غالبًا ما يظهر سوء إدارة مؤسسات الصحة العامة سواء يف املقاالت أو يف الصحافة مما يسلط‬
‫الضوء على العديد من اخللل الوظيفي ونقص املواد واألدوية وتعطل املعدات وما إىل ذلك‪.‬‬

‫من املفرتض أن تقدم إدارة امليزانية‪ ،‬وهي أداة مراقبة التسيري‪ ،‬للقطاع العام نفس املزايا اليت يتمتع هبا القطاع‬
‫اخلاص‪ ،‬من حيث مرونة اإلجراءات واالستقاللية املالية‪ ،‬ومع ذلك‪ ،‬فإن النصوص التنظيمية اليت حتكم القطاع‬
‫العام حترف أحيانًا هدف احملاسبة العمومية اليت ختضع هلا املؤسسات العمومية ذات الطابعاإلداري؛وإغراقها يف‬
‫بريوقراطية بال خمرج‪ ،‬والقيود اليت ميكن أن حتفز أحيانًا الالعبني الرئيسيني يف هذا القطاع على الفساد‪.‬‬

‫وتبقى امليزانيات املمنوحة هلذه األنواع من املؤسسات مبنية على توقعات تقريبية نسخة طبق االصللموازنات‬
‫العام السابق‪،‬بدون االستناد إىل أي دراسة دقيقة‪ ،‬وال إىل مؤشرات مفيدة تعرض النشاط احلقيقي‬
‫للمؤسسات‪ .‬وهلذا أعربت الدولة منذ تسعينيات القرن املاضي عن رغبتها يف إقامة نظام التعاقد‪،‬حىت يتم متويل‬
‫املستشفيات العامة حسب نشاطها الفعلي‪ ،‬وكذلك التنبؤات اليت تتم باحملاكاة‪.‬‬

‫ملواجهة هذه التحديات‪ ،‬أنشأت الدولة اجلزائرية ‪ 0‬مستشفيات عامة ذات طابع خاص‪ ،‬كطريق حنو األداء‬
‫يدا من االستقاللية واملرونة‪ ،‬وجتنيبها من‬
‫واجلودة‪ .‬تستفيد هذه املؤسسات من وضع قانونيخاص‪ ،‬مما مينحها مز ً‬
‫احملاسبة العمومية‪ ،‬وال سيما الرقابة املالية‪ ،‬اليت ميكن أن تكون مقيدة‪.‬‬

‫وف ًقا لدراستنا اليت أجريت على مستشفى الدكتور بنزرجب‪ ،‬ميكننا أن نستنتج أن القطاع الصحي ميكن أن‬
‫يتعلم نسبيًا من جتربة هذا األخري‪ .‬بناءً على نتائج دراستنا‪ ،‬ميكننا اقرتاح التوصيات التالية‪:‬‬

‫‪-‬تطبيق جل أدوات مراقبة التسيري‬

‫‪-‬وضع املؤشرات واستخدامها يف إعداد مشروع املوازنة األوِل‬

‫‪-‬إعادة استخدام النسب اليت تنتجها املؤسسات لعمل تنبؤات جيدة وحتسني الكفاءة‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫خاتمة‬

‫‪ -‬تدريب الكوادر املؤهلة على استخدام لوحات القيادة احملوسبة واالستثمار يف مجع الفرق املختصة حلساب‬
‫التكاليف احلقيقية للمنشأة‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫مالحق‬

‫المالحق‬

‫‪65‬‬
‫مالحق‬

‫‪66‬‬
‫مالحق‬

‫‪67‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬

‫قائمة المصادر و المراجع‬

‫‪68‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬

‫الكتب ‪:‬‬
‫حمد عماد مكاوي‪ ،‬تكنولوجيا االتصال في عصر المعلومات‪ ،‬دار المصرية اللبنانية‪،‬‬
‫القاهرة‪،‬ص‪8002‬‬

‫أحمد فوزي ملوخية ‪،‬نظم المعلومات اإلدارية‪،‬مؤسسة حورسالدولية‪،‬اإلسكندرية‪،‬‬


‫‪.8002‬‬

‫محمد عباس محرزي ‪:‬اقتصاديات المالية‪،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪،‬الجزائر ‪8002‬‬

‫حسين صغير ‪:‬دروس في المالية والمحاسبة العمومية‪،‬دارالمحمديةالعامة‪،‬الجزائر‪،‬طبعة‪،‬‬


‫‪9111‬‬

‫حسين مصطفي حسين‪ :‬المالية العامة‪،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪،‬طبعة ‪8009‬‬

‫سوزي عدلي ناشد‪،‬الوجيز في المالية‪،‬دارالجامعة الجديدة للنشر‪،‬مصر‪،‬طبعة‪8000 .‬‬

‫محمد مسعي‪،‬المحاسبةالعمومية‪،‬دارالهدىعينمليلة‪،‬الجزائر‪،‬طبعة ‪8002‬‬


‫حمزة محمود الزبيدي ‪:‬أساسيات اإلدارة المالية‪ ،‬مؤسسة الوراق‪،‬عمان‪،‬األردن‪،‬سنة‬
‫‪.8009‬‬

‫عبدالفتاح الصحن ‪:‬مبادئ وأسس لمراجعة‪،‬مؤسسة شبابالجامعة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪،‬‬


‫سنة ‪9111‬‬

‫حامد عبدالمجيد دراز ‪:‬مبادئ المالية العامة‪،‬مركزاإلسكندرية للكتاب‪،‬مصر‪،‬طبعة‪،‬‬


‫‪ 8000‬قائمة الرسائل والمذكرات ساعد على ‪:‬المالية العمومية‪،‬مطبوعة بالمعهدالوطن‬
‫يللمالية‪ ،‬القليعة ‪9118‬‬

‫محمد عباس محرزي‪،‬اقتصاديات الماليةالعامة‪،‬النفقات العامة ‪ -‬اإليراداتالعامة ‪-‬‬


‫الميزانيةالعامةللدولة‪،‬ديوانالمطبوعاتالجامعية‪،‬الساحةمركزية‪،‬بنعكنون‬
‫دستور‪، 8092‬المؤرخفي ‪ 2‬مارس‪،‬المتضمن التعديل الدستور يلدستور ‪9112.8092‬‬

‫السيدعبدالمولى‪ " ،‬المالية العامة "‪،‬دار الفكر العربي‪،‬مصر‪9192 ،‬‬

‫زينبحسينعوضاهلل‪ " ،‬مبادئالماليةالعامة"‪،‬الدار الجامعية‪،‬بيروت ‪ -‬لبنان‪9112،‬‬


‫كردوديصبريئة‪ " ،‬تمويلعجزالموازنةالعامةللدولةفياالقتصاداإلسالمي‬
‫"‪،‬دارالخلدونية‪،‬الجزائر‪،‬الطبعةاألولى ‪،8009‬ص ‪.29‬‬
‫‪69‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬

‫غازيحسينعناية‪ " ،‬المالية العامة والتشريع الضريبي "‪،‬دارالبيان‪،‬عمان ‪ -‬األردن‪،‬‬


‫‪،9112‬ص ‪21‬‬

‫‪.‬عباس محرزي‪ " ،‬اقتصاديات المالية العامة "‪،‬ديوانالمطبوعاتالجامعية‪،‬الجزائر‪،‬‬


‫‪،8002‬‬

‫‪ .‬حامدعبدالمجيددراز‪ " ،‬مبادئ الماليةالعامة "‪،‬الدارالجامعية‪،‬اإلسكندرية ‪ -‬مصر‪،‬‬


‫‪،9122‬‬
‫عادل أحمد حشيش‪ "،‬مقدمة في االقتصادالعام "‪،‬دارالجامعةالجديدةللنشر‪،‬اإلسكندرية ‪-‬‬
‫مصر‪،9112 ،‬‬

‫محمدحلميمراد‪ " ،‬ماليةالدولة "‪،‬مطبعةنهضةمصر‪،‬القاهرة‪،9128 ،‬‬

‫نعمتعبداللطيفمشهور‪ " ،‬اقتصادياتالماليةالعامةالوضعيةواالقتصادية "‪،‬مطبعةالعمرانية ‪-‬‬


‫القاهرة‪،9122 ،‬‬

‫مذكرات جامعية ‪:‬‬


‫دواعرعفاف‪،‬المركزالقانونيلهيئاتالرقابةالعليافيمجااللماليةالعامة‪،‬مذكرة‪-8092.‬‬
‫لنيلشهادةالماجستير‪،‬جامعةالجازئر ‪،9‬كليةالحقوق‪8098 ،‬‬

‫رمياحمدفروانة‪،‬تقويموتطويرالدورالرقابيلديوانالرقابةالماليةواإلداريةفيالرقابةعلىاداءالجام‬
‫عاتالفلسطينية‪،‬شهادةاستكمالدرجةالماجستير‪،‬جامعةاالزهر‪ -8098.‬غزة‪8099 ،‬‬

‫القانون ‪ 89-10‬المؤرخفي ‪ 92‬أوتسنة ‪،9110‬التعلق‬


‫بقانونالمحاسبةالعمومية‪،‬الجريدةالرسمية‪،‬عددرقم ‪،9110 ،22‬ص‪91‬‬

‫‪ )-‬المرسومالتنفيذيرقم ‪ 299-19‬المؤرخفي ‪ 09‬سبتمبرسنة ‪9119‬‬


‫يتعلقبتعيينالمحاسبينالعموميينوإعتمادهم‪،‬الجريدةالرسمية‪،‬العدد ‪،9119 ،12‬المتمم‬
‫بالمرسومالتنفيذيرقم ‪ 19-02‬المؤرخفي ‪ 91‬جانفيسنة ‪،8002‬الجريدةالرسمية‪،‬العدد ‪،01‬‬
‫‪،8002‬ص‪92‬‬

‫محمدسعيدبوسعدية‪،‬مدخإللىدراسةقانونالرقابةالجزائري‪،‬دارالقصبةللنشر‪،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪،8091‬ص‪982‬‬

‫‪70‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬

‫المرسومالرئاسيرقم ‪ 819-92‬المؤرخفي ‪ 92‬ستمبرسنة‬


‫‪،8092‬يتضمنتنظيمالصفقاتالعموميةوتفويضاتالمرفقالعام‪،‬الجريدةالرسمية‪،‬العدد ‪،20‬ص‬
‫‪2‬‬

‫‪ -‬المرجعالسابق‪،‬ص ‪.2‬‬

‫للمزيدأنظرالمرسومالتنفيذيرقم ‪ 191-18‬المؤرخفي ‪ 91‬نوفمبرسنة ‪9118‬‬


‫المتعلقبالرقابةالسابقةللنفقاتالملتزمما‪،‬الجريدةالرسمية‪،‬العدد ‪،28‬‬
‫‪،9118‬المعدلوالمتممبالمرسومالتنفيذيرقم ‪ 291-01‬المؤرخفي ‪ 92‬نوفمبر‬
‫‪،8001‬الجريدةالرسمية‪،‬العدد ‪8001 ،29‬‬

‫المرسومالتنفيذيرقم ‪ 898-02‬المؤرخفي ‪ 02‬سبتمبرسنة ‪8002‬‬


‫يحددصالحياتالمفتشيةالعامةللمالية‪،‬الجريدةالرسمية‪،‬العدد ‪،8002 ،20‬ص‪1‬‬

‫‪ -‬المرجعالسابق‪،‬ص‪.90‬‬

‫المرجعالسابق‪،‬ص‪98‬‬

‫قانونرقم ‪ 09-92‬مؤرخفي ‪ 2‬مارسسنة‬


‫‪،8092‬يتضمنالتعدياللدستوري‪،‬الجريدةالرسمية‪،‬عددرقم ‪،8092 ،91‬ص‪22‬‬

‫القانونرقم ‪ 99-21‬المؤرخفي ‪ 09‬جويليةسنة‬


‫‪،9121‬المتعلقبقوانينالمالية‪،‬الجريدةالرسمية‪،‬عددرقم ‪،9121 ،82‬ص ‪.1‬‬

‫‪ -‬المرجعالسابق‪،‬ص ‪92‬‬

‫‪ -‬األمررقم ‪،80-12‬مرجعسابق‪،‬ص‪2‬‬

‫بلسشاوشييلس‪،‬الماليةالعامة‪،‬المبادئالعامةوتطبيقاتهافيالقانونالجزائري‪،‬ديوانالمطبوعاتالجام‬
‫عية‪،‬بنعكنون‪،‬الجزائر‪8092 ،‬‬

‫مراجع باألجنبية ‪:‬‬


‫‪Pierre Cliche, Gestion budgétaire et dépenses publiques :‬‬
‫‪Description comparée des processus, évolutions et enjeux‬‬

‫‪71‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬

budgétaires du Québec, Presses de l’Université du Québec, 8001, P


1-12

BELGHAOUTI Nacera, cours de « Gestion Budgétaire »,2020-2021,


Ecolenationale d’économie d’Oran

KENAOUI Asmaa, SMAH Lynda, La gestion budgétaire au sein


desétablissements publics à caractère industriel etcommercialCas :
Algérienne Des Eaux de Tizi-Ouzou, Mémoire de Master,
UNIVERSITE MOULOUD MAMMERI TIZI OUZOU, 2016-2017, P30-31

IKHLEF Salim, IMENDJERIOUANE Massinissa, « Essai d’analyse de la


gestion budgétaired’un établissement publichospitalier en Algérie
:Cas du CHU KhelilAmrane de Béjaia », Mémoire de Master,
Université ABDERAHMANE MIRA BEJAIA, 2013, P 34

MAHAMAT AHMAT OUMAR ADOUM,OUMAHAMMED M’HAND,


“La gestion budgétaire des établissements publics :préparation du
projet, exécution et contrôle dubudget : cas CHU T.O”, Mémoire de
Master, Université mouloud Maameri Tizi ouzou, 2016-2017, P 9-

Ould Kada Med, « Statuts et Organigramme des Etablissements


Publics de Santé »,Collection Textes Réglementaires sur la Santé en
Algérie, Fascicule N° 2,2016

‫ دراسة ميدانية‬،‫ "دور جودة خدمات الصحية وانعكاسها على رضا المريض‬،‫عقبي أمينة‬
‫ المركز الجامعي عين‬،‫للمؤسسة االستشفائية الدكتور بن زرجب" مذكرة ماستر‬
8080،‫تموشنت‬

72
:‫الملخص‬
‫تسيير الميزانية هي واحدة من أدوات مراقبة التسيير وهو مفهوم يستخدم على نطاق واسع اليوم في‬
،‫ تحتاج مؤسسات الصحة العامة إلى هذه األدوات‬،‫ وأكثر من أي وقت مضى‬،‫ واليوم‬.‫القطاع العام‬
‫ تهدف دراستنا إلى تسليط الضوء‬.‫سواء من حيث ترشيد اإلنفاق العام أو تحسين جودة الرعاية الصحية‬
‫ أجرينا دراسة‬،‫ لتحقيق أهداف بحثنا‬.‫على مراحل تسيير الميزانية داخل المؤسسات ذات الطابع الخاص‬
‫ وقد‬.0200 ‫حالة على مستشفى الدكتور بن زرجب في عين تموشنتخالل السداسي األول من سنة‬
‫ وكذلك‬،‫أظهرت نتائج دراستنا أن هذا النوع من المؤسسات يتميز بإدارته الخاصة وتنفيذ نفقاته‬
‫ مما‬،‫ حيث تنمي هذه المؤسسة رأس مالها الخاص من خالل القيام بأنشطة اقتصادية‬،‫بم صادر تمويله‬
.‫يوفر لها مرونة معينة في إدارة ميزانيتها‬
‫ المؤسسات االستشفائية ذات الطابع الخاص‬،‫ قطاع الصحة‬،‫ تسيير الميزانية‬:‫الكلمات المفتاحية‬
Résumé :
La gestion budgétaire est l’un des outils du contrôle de gestion, un concept largement
utilisé aujourd’hui dans le secteur public. Les établissements publics de santé ont
aujourd’hui et plus que jamais besoin de ces outils, que ce soit au niveau de la
rationalisation des dépenses ou du coté de l’amélioration de la qualité des soins. Notre
étude a pour objectif de mettre la lumière sur les étapes de la gestion budgétaire au sein des
établissements hospitaliers à caractère spécifique. Pour atteindre les objectifs de notre
recherche, nous avons mené une étude de cas sur l’Etablissement hospitalier Dr. Benzerjeb
situé à Ain Temouchentdurant le premier trimestre de l’année 2022. Les résultats de notre
étude ont démontré que ce type d’établissements se caractérise par ses modes de gestion et
d’exécution de la dépense propres à lui, ainsi que par ses sources de financement, étant
donné que cet établissement génère son propre capital en menant des activités
économiques, lui offrant une certaine souplesse quant à la gestion de son budget.
Mots-clés : Gestion budgétaire, Secteur de la santé, Etablissements hospitaliers à caractère
spécifique
Abstract:
Budget management is one ofthe tools of management control, a concept widely used
today in the public sector. Today, and more than ever, public health institutions need these
tools, whether in terms of rationalizing spending or improving the quality of care. Our
study aims to shed light on the stages of budget management within hospitals of a specific
nature. To achieve the objectives of our research, we conducted a case study on the Dr.
Benzerjeb Hospital in Ain Temouchent during the first quarter of 2022. The results of our
study have shown that this type of institution is characterized by its own management and
execution of expenditure, as well as by its sources of funding, since this institution
generates its own capital by carrying out economic activities, offering it a certain flexibility
in the management of its budget.
Keywords: Budget management, Health sector, Hospitals of a specific nature

73

You might also like