القتل بدافع الشرف 1

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 26

‫جامعة تونس المنار‬

‫كلية الحقوق و العلوم السياسية بتونس المنار‬

‫ندوة بحث تحت عنوان‬

‫القتل بدافع الشرف‪ :‬دراسة مقارنة‬

‫في مادة الفقه اإلسالمي المقارن‬


‫من أعداد‪:‬‬

‫سليم الحاج قاسم‬

‫تحت اشراف األستاذة‪:‬‬

‫سعاد حمدي‬

‫‪0202-0202‬‬

‫‪1‬‬
‫المخطط‬

‫الجزء األول‪ :‬مفهوم جريمة القتل بدافع الشرف‪:‬‬

‫أ‪ -‬صور جريمة القتل بدافع الشرف‬

‫ب‪ -‬أركان جريمة القتل بدافع الشرف‬

‫الجزء الثاني‪ :‬النظام العقابي لجريمة القتل بدافع الشرف‪:‬‬

‫في الشرائع السماوية‬ ‫أ‪-‬‬


‫ب‪ -‬في القوانين الوضعية‬

‫‪2‬‬
‫الحياة نعمة كبرى وهبها هللا تعاال لللفاه وفارم يمايتهاا‪ ،1‬يياث كرسات الشارائع الساماوية‬
‫أصال عاما وثابتا مفاده الحفاظ عل النفس ويمايتهاا مان اا اعتاداء وهاو ماا دأبات علياه عادة‬
‫تشاريع وضعية أعتبرت النفس من أثمن الحقوق التاي يتتسابها الفارد باالففرة فحرصات علا‬
‫صيانتها فبقائها هو أساس بقاء المجتمع‪.2‬‬

‫لتن هذا األصل العام له استثناء ولد من ريم األعراف والتقاليد وهو مابات يعرف فاي ممانناا‬
‫اليوم "القتل بدافع الشرف" وهو موضوع هذا البحث‪.‬‬

‫و القتل لغة هو "إمهاق الروح التي أودعها هللا في البدن"‪.3‬‬

‫ويحتمل القتل معني "اإلماتة أو اإلمالة"‪.4‬‬

‫أما القتل اصفاليا فهو "فعل تزول به الحياة"‪.5‬‬

‫وعرفه الشربيني بقوله "الفعل الصادر من شلص مباشر أو سببا المزهق‪-‬القاتل للنفس"‪.6‬‬

‫ومن الحداثيين من عرفه بقوله "فعل مؤثر في إمهاق الروح"‪.7‬‬

‫وهناك من أعتبرها االعتداء عل النفس االنسانية المحرماة شارعا أو المعصاومة الادم بألاة أو‬
‫وسيلة تحقق غرم القتل عادة مع نية العدوان بالقتل من غير يق"‪.8‬‬

‫وعرفت بعض التشاريع القتل عل غرار الجزائر بأنه "إمهاق روح انسان عمدا"‪.9‬‬

‫أما المشرع العراقي لم يعفي تعريفا دقيقا للقتل بل ترك االمر للفقه‪.‬‬

‫أما فقهاء الشريعة االسالمية فقد قدموا تعاريف ملتلفة للقتال لتنهاا تحمال نفاس المعنا فهنااك‬
‫من اعتبره "فعل من العباد تزول به الحياة"‪.10‬‬

‫‪1‬‬
‫أيمن نصر عبد العال‪:‬القتل بدافع الشرف‪،‬دراسة تحليلية مقارنة بين التشريع المصري و الفلسطيني‪،‬المجلة الدولية للدراسات القانونية والفقهية‬
‫المقارنة‪،‬المجلد الثاني‪،‬العدد الثالث‪،465 ،452،‬كانون األول‪.0204،‬‬
‫‪2‬‬
‫همداد مجيد علي المرزاني‪،‬القتل بدافع الشرف‪،‬دراسة قانونية مقارنة بالشريعة األسالمية‪،‬مكتبة زين الحقوقية واالدبية‪،‬بيروت ‪.0246‬‬
‫‪3‬‬
‫الفيومي أحمد‪ ،‬المصباح المنير في غريب الشرح الكبير‪،‬ج‪،0‬ص‪،292‬مادة قتل‪ ،‬المكتبة العلمية‪،‬بيروت‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫ابن فارس احمد‪ ،‬معجم مقايس اللغة‪،‬تحقيق عبد السالم هارون‪،‬ج‪،5‬ص‪،56‬دار الفكر‪،‬بيروت‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫ابن الهمام‪،‬دمحم عبد الواحد‪،‬فتح القدير‪،‬بدون رقم طبعة وبدون تاريخ نشر‪،‬ج‪42‬ص‪،022‬دار الفكر‪،‬بيروت‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫الشربيني‪،‬دمحم بن أحمد‪،‬معني المحتاج الى معرفة معاني ألفاظ المناهج‪،‬ط‪،4‬ج‪5‬؛ص‪،044‬دار الكتب العلمية‪،‬بيروت‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫حوري‪،‬عمر مجدي الدين‪،‬الجريمة‪:‬اسبابها مكافحتها‪،‬ط‪،4‬ص‪،082‬دار الفكر‪،‬دمشق‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫العمر‪،‬اإلسراء‪،‬القضاء في االسالم ودوره في القضاء على الجريمة‪،‬ص‪،422‬دار المشر بالمركز العربي للدراسات االمنية و التدريب‪،‬الرياض‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫همداد مجيد علي المرواني‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.56‬‬

‫‪3‬‬
‫أما األستاذ دمحم فاروق النبهان عرف القتل بأنه"إمهاق روح إنساان بفعال انساان ااار‪،‬اا فعال‬
‫من العباد تزول به الحياة"‪.11‬‬

‫مما سبق نللص إل القول بأن القتال فاي الشاريعة اإلساالمية هاو "ثباوت إمهااق روح إنساان‬
‫قصدا أو بغير يق‪،‬مقرر بمقتض الشريعة بفعل إنسان اار ناوى إياداه هاذه النتيجاة بمجارد‬
‫األعتداء‪.12‬‬

‫***** تعريف جامع للقتل‬

‫أمااا الشاارف لغااة فهااو ياادل عل ا فااي األصاال عل ا "العلااو و االرتفاااع" والشااريف‪:‬الرجاال‬
‫العالمي‪،‬وشاارف الحسااال باالباااء واألصاال واالستشااراف ان تضااع ياادك عل ا ياجب ا وتنظاار‬
‫كالذا سيظل من الشمس يت *** الشيء كأنه ينظار إلياه مان موضاع مرتفاع فيتاون متمتناا‬
‫من إدراكه أكثر"‪.13‬‬

‫كما استعملت عبارة الشرف للداللة عل تفضيل بعض االشياء عل غيرها فعل سبيل المثاال‬
‫وصف بعض االيات القرآنية ييث قال ابو اسحاق‪ :‬اشرف اية في القران اية الترسي‪.‬‬

‫أما اصفاليا هو "قيمة مرتبفة بالعفة الجنسية"‪.14‬‬

‫هااذا التعريااف يحيلنااا ضاارورة وصااراية إل ا مفهااوم العاارم الااذا يعنااي لغااة "الجسااد" أمااا‬
‫اصفاليا إل الفهارة الجنسية أا التزام الشلص بسالوكا جنسايا ساويا ال يعرضاه إلا اللاوم‬
‫اإلجتماعي‪*.‬‬

‫أما في القانون الوضعي فيقصد بالعرم يرية المعاشرة الجنسية إذا كانت إرادياة‪ ،‬لاذل فا ن‬
‫كل فعل يتضمن مساسا بهذه الحرية أو اللروج عنها إل الحادود الموضاوعة لهاا يعاد اعتاداء‬
‫عل العرم‪.15‬‬

‫‪10‬‬
‫دمحم ثوري كاظم‪ :‬شرح قانون العقوبات‪:‬ص‪ 9‬بغداد‪4911،‬‬
‫‪11‬‬
‫همداد مجيد عليالمرواني‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.51‬‬
‫‪12‬‬
‫همداد مجيد علي المرواني‪،‬مر جع سابق ص‪51‬‬
‫‪13‬‬
‫ابن زكرياء أحمد بن فارس‪،‬معجم مقايس اللغة‪،‬بيروت‪ ،‬دار احياء التراث العربي‪،‬الطبعة األولى‪،0224،‬ص‪495،499‬‬
‫‪14‬‬
‫ابن زكرياء أحمد بن فارس‪،‬معجم مقايس اللغة‪،‬بيروت‪ ،‬دار احياء التراث العربي‪،‬الطبعة األولى‪،0224،‬ص‪495،499‬‬
‫‪15‬‬
‫علي أبو حجلة‬

‫‪4‬‬
‫أما الدافع يعناي "اإلثاارة‪ ،‬وقاد ورد فاي كثيار مان المعجماات العربياة أن الباعاث مان بعثاه‪-‬‬
‫بعثة‪-‬يبعثه‪-‬بعثة عل الشيء‪-‬يمله عل فعله وبعثه من نومه بعثا‪ :‬ما نبعث‪:‬أيقظه‪،‬فيقال البعاث‬
‫فالن لشأنه‪ ،‬والبعث هو إثارة بارك أو قاعدة‪ :‬فيقال بعثت التعبير ف ن بعث أثرته وثار‪.16‬‬

‫أما اصفاليا‪ ،‬فناليظ غياب تعريف للدافع في الفقه القاانوني مماا أدى إلا ظهاور تعااريف‬
‫عديدة‪ ،‬ييث ينظر كل كل فقيه من ماويته اللاصة ثم يسوق تعريف يتماش مع وجهة نظره‪.‬‬

‫ومن هذا المنفلق يمتن االشارة إل امسة إتجاهات قدمت تعاريف ملتلفة‪:‬‬

‫االتجاه األول؛ عرف الباعث بأنه الدافع اللفي الذا يحمل الفاعل عل ارتتاب الجريمة‪.17‬‬

‫االتجاه الثاني؛اعتبره الغاية التي يسع المجرم إل تحقيقهاا‪ ،‬فياذهال أياد أنصاار هاذا االتجااه‬
‫إل أن الباعث هو الغاية التي يسع إليها المجمرم من إرتتاب جريمة‪.18‬‬

‫االتجاه الثالث؛ ذهال انصاره إل أعتبار السبال الذا دفع المجرم إل أقتراف الجريمة باعثا‪.‬‬

‫وعرفه أيد أنصار هذا الرأا بأنه اليبال الذا يدفع اإلنسا إل إرتتاب الجريمة‪.‬‬

‫األتجاه الرابع؛ عرف الباعث بأنه المصلحة التي تدفع الجاني إل إرتتاب الجريمة‪.‬‬

‫أما األتجاه الخامس ويعرف باالتجاه األنجليزا الذا عارف الباعاث علا كوناه الرغباة التاي‬
‫تدفع المجرم إل إرتتاب الجريمة‪ .‬وعرفه الفقيه ‪ ROBERT-SANDES‬بأنه الرغباة أو‬
‫اللوف أو المؤثر الذا ينشأ الفعل األجرامي‪.‬‬

‫أما الفقيه هنرا عرف الباعث بأنه "الرغبة أو العاطفة التي تدفع الرء وتحركاه ليرتتاال فعاال‬
‫معينا"‪.‬‬

‫هااذا االتجاااه القا نقاادا واسااعا نظاارا لتونااه يفتقاار للدقااة ماان جهااة وألن الرغبااة والباعااث غياار‬
‫مترادفان فألن كانت الرغبة تعني االشتهاء المجرد ف ن الباعث يعني اإلرادة فهو نشااط نفساي‬
‫واع‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫ابن منظور لسان العرب‪،‬دار بيروت للطباعة والنشر‪ ،‬المجلد الثاني‪،‬بيروت‪،4955‬منشورات دارمكتبة الحياة‪،‬بيروت‪،‬الطبعة االولى‬
‫‪17‬‬
‫سعدي بسيسو‪،‬مبادئ قانون العقوبات ص‪62‬‬
‫‪18‬‬
‫جندي عبد الملك‪،‬الموسوعة الجنائية‪،‬مطبعة االعتماد‪،‬القاهرة‪،4926،‬الطبعة األولى‪،‬الجزء الثاني‪،‬ص‪.69‬‬

‫‪5‬‬
‫ويمتن أن نسوق تعريفا قانونيا للباعث ييث عرفه الفقهيه همداد مجياد علاي المرماناي بأناه‪":‬‬
‫السبال الذا يدفع الجااني إلا اقتاران الجريماة كاألنتقاام والثاأرأو الشافقه ألنهااء ييااة ماريض‬
‫يتعذب من األلم أو بدافع الشرف في جريمة القتل أو الفمع أو الشجع كما في جرائم السرقة‪.‬‬

‫وقااد ااتلفاات التشاااريع الجزائيااة فااي تعريااف الاادافع فقااد عرفااه المشاارع السااورا والمشاارع‬
‫اللبناني بأن الدافع هو"الصلة التي تحمل الفاعل عل الفعل أو الغاية القصوى التي يتوااها‪.‬‬

‫بينما ال نجد تعاريف معينة في قانون العقوبات المصرا والعراقي تعاريف معيناة وإنماا تارك‬
‫المشااارع مهماااة الاااق تعرياااف للقضااااء مااان ااااالل اساااتلالة الظاااروف المحيفاااة بالواقعاااة‬
‫وظروف الجاني و المجني عليه‪.‬‬

‫مما تقادم يمتان ان نللاص بتعرياف شاامال للادافع فهاو"السابال الاذاتي الاذا يادفع المجارم إلا‬
‫إرتتاب الجريمة وهو متغير وملتلف من يالة إل اارى ومن شلص الار"‬

‫وفي هذا اإلطار يجال تمييز الباعث عن غيره من التعاريف المشابهة‪.‬‬

‫ييث ال يجال الللط بين الدافع والقصد اإلجرامي‪ ،‬فالقصد األجرامي هاو اتجااه إرادة الجااني‬
‫إل ارتتاب الفعل المتون للجريمة وإل أيداه النتيجة برغبته‪.‬‬

‫ويمتن اإلشارة في هذا اإلطار إل اوجه االاتالف بين الدافع و القصد االجرامي والتي يمتن‬
‫جمعها في ثالثة نقاط‪.‬‬

‫فأوال؛الباعث أقدم من القصد اإلجرامي في تتوينه ووجوده‪.‬‬

‫ثانيا؛ الباعث متعدد ويلتلف من شلص الار عل االف القصد فهو وايد وثابت‪.‬‬

‫ثالثا؛ القصد هو عنصر من عناصر الجريمة‪.‬‬

‫أما اوجه التشابه فيمتن أن نجمعها في نقفتين؛ األول أنهما يمثالن الحالة النفسية للجاني‬

‫أما النقفة الثانية فتالهما ال يتوفران إال في الجرائم العمدية‪.‬‬

‫االصااة القااول القصااد يتميااز بتونااه موضااوعي و ثاباات فااي ذات الجاارائم‪ .‬ففااي جريمااة القتاال‬
‫القصد وايد ويتمثل في اتجاه نية نية الجاني إلا إمهااق روح بشارية بينماا يلتلاف الادافع مان‬

‫‪6‬‬
‫يالة إل اارى ومن شلص الار فقد يتون نبيال كالقتل بدافع الشفقة أو بغاياة تحقياق العدالاة‬
‫كما قد يتون مسيئا كاالنتقام أو الغيرة المهنية أو العاطفية‪.‬‬

‫إن الشااعوب واألجيااال عااادة مااا تعتااز بالعااادات و التقاليااد التااي ترثهااا عاان أجاادادها وماان هااذه‬
‫العااادات والتقاليااد المحافظااة علا الشاارف وردع كاال فعاال أو محاولااة ل عتااداء علا الشاارف‬
‫والعرم‪.‬‬

‫وجريمة القتل بدافع الشارف شاائعة فاي المجتمعاات البشارية مناذ العصاور القديماة‪ ،‬فالجريماة‬
‫قديمة قدم اإلنسان والحجر وغصن الزيتون‪.19‬‬

‫ويمتن معاينة تفور القتل في التشريعات القديمة عبر العصور في ثاله مرايل‪.‬‬

‫المريلاة األولا ‪ :‬القتاال فاي التشااريعات القديمااة‪ :‬يياث شااهد العااراق القاديم تفااورا قانونيااا ماان‬
‫ااالل شااريعة أورنمو‪،‬وليات عشتار‪،‬واشاانونا وشاريعة يمااورابي التاي تعتباار دلايال علا تقاادم‬
‫العراق في وضع الشارائع لحماياة اإلنساان والماال و الشارف‪ .‬ولعال شاريعة يماورابي تتمياز‬
‫باابعض اللصوصااية فااي هااذا الموضااوع ييااث تفرقاات إل ا الجاارائم الماسااة بحياااة اإلنسااان‬
‫وسالمته البدنياة‪ .‬فاالمواد ‪ 702 ،351‬و ‪ 702‬مان شاريعة يماورابي كانات تعاالت القتال العماد‬
‫والمادة ‪ 732‬جريمة القتل عل وجه اللفأ‪.‬‬

‫أما في مصر القديمة ف كان ت النفس عندهم مان المقدساات التاي ال يجاال التعادا أوالتفااول‬
‫عليهااا ييااث يااتم تسااليط عقوبااة االعاادام علا مرتتااال جريمااة القتاال العمااد وال يقااع التمييااز فااي‬
‫تفبيق العقوبة بين الحر والعبد والمواطن و األجنبي‪...‬‬

‫أما عند الرومان ف ن اا أعتاداء مااس بحيااة اإلنساان يعاقاال عليهاا القاانون‪ .‬يياث نظام قاانون‬
‫توما وقاانون كاوا أيتاام جارائم القتال‪ .‬كماا نضامت هاذه القاوانين أيتاام الجارائم التاي يتاون‬
‫موضوعها األعتداء عل شلص المل وقتل األنسان الحر وقتل أيد األصول أو األقارب‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫همداد علي المرزاني‪،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.421‬‬

‫‪7‬‬
‫لتن تجدر اإلشارة إل أن القوانين الرومانية كانت تبيح القتل فاي يااالت معيناة كحالاة الادفاع‬
‫الشرعي أو قتل العبد الهارب أو الشلص الذا يهت عرم إمراة‪ ،‬وأعتبر القانون الرومااني‬
‫القتل بالسم أكثر الجرائم افورة‪.‬‬

‫أما عند اليونان ف ن جزاء جريمة القتل يلتلف بحسال إذا كان القتال عمادا أو عان افاأ‪ ،‬يياث‬
‫يعاقال مرتتال جريمة القتل عمدا باإلعدام لتن بقع التلفيف فاي العقوباة فاي يالاة القتال بادون‬
‫قصد أو إن وقعت الجريمة تحت تأثير الغضال واألنفعال‪.‬‬

‫واعتبر التشريع اليوناني القتل في يالة الدفاع الشارعي يقاا طبيعياا‪ .‬هاذه القاوانين فرقات باين‬
‫الدفاع ضاد االعتاداء الاذا يقاع لايال وباين االعتاداء الاذا يقاع فاي تانهاار فتانات تسامح بالقتال‬
‫للسااارق لاايال ولتنهااا ال تباايح القتاال بالنساابة للااذا يرتتااال الساارقة نهااارا إال إذا كااان االعتااداء‬
‫الموجه ضد من كان مسلحا‪.‬‬

‫المريلة الثانية‪:‬القتل في الشرائع السماوية‪:‬‬

‫جاء في التوراة "إن ساف دم اإلنسان يسف دمه"**‬

‫معن ذل أن من يقتل إنسانا يقتل‪ ،‬كما يعاقال من يضرب أباه أو أمه بالقتال‪ ،‬أماا مان يضارب‬
‫عبده أو أمته بالعص ويموت نتيجاة الضارب‪ ،‬ف ناه يناتقم مان الفاعال وإذا وجاد الساارق وهاو‬
‫يسرق فضرب ومات فلبس له دم‪ .‬ولتن إذا اشرقت عليه الشامس فلاه دم‪ ،‬وإن ولاي الادم الاذا‬
‫يتول قتل القاتل‪.‬‬

‫أمااا فااي الشااريعة المساايحية فهااي ال تتضاامن قواعااد تاانظم المعااامالت وتساان جاازاء لمرتتبااي‬
‫الجرائم كما ال توجد أيتام تنظم الدولة والروابط القانونية إال القاعادة المتعلقاة باالفالق والتاي‬
‫تقضاي باأن مان يجمعهام الارب ال يفارق بيانهم الفارد‪ .‬لتان الفقاه المسايحي رأا معااكس ييااث‬
‫ذهال إل ضرورة تسليط جزاء االعدام عل القاتل‪.‬‬

‫أمااا بلصااوة الشااريعة اإلسااالمية فقااد أرساات العاادل واألاااالق وتجنااال كاال فعاال ياادعو إل ا‬
‫الرذيلة وإيذاء الناس والعقوبة تنقسم عل ثالثة أنواع يلتلف يسال افورة الفعل المرتتال‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫فأوال عقوبة الحد وهي عقوبة يددها المشرع االالهي بنص في القران أو السانة النبوياة وهاي‬
‫عقوبة أساسها يماية للدين واألاالق‪.‬‬

‫ثانيا‪ ،‬القتل قصاصا وهي عقوبة القتال العماد أماا علا القتال وجاه اللفاأ وشابه العماد فعقوبتاه‬
‫هي الدية‪ .‬وتجدراالشارة إل أن القتل فاي يالاة الحارب أو الادفاع الشارعي سابال مان أساباب‬
‫األباية يجوم فيه القتل وتنتفي به الجريمة وبالتالي ال عقوبة‪.‬‬

‫المريلة الثالثة القانون الفرنسي القديم‪:‬‬

‫كان القانون الفرنسي قديما يعاقال عل القتل‪ .20‬كما سمح القانون الفرنسي لعائلة المجني عليه‬
‫إمتانية أاذ تعويضات مالياة مان الجااني وتجدراإلشاارة إلا قيماة التعويضاات تلتلاف يساال‬
‫صفة المجني عليه؛ ييث كاان تعاويض قتال رجال الادين أكثار مان تعاويض قتال الرجال الحار‬
‫والتعويض عن قتل الرجل الفرنسي أكثر من التعويض الرجل الروماني‪.‬‬

‫أما فاي القاانون الحاديث‪ ،‬فاأوال تام سان قاانون العقوباات سانة ‪ 3273‬ثام قاانون العقوباات لعاام‬
‫‪ 3720‬الذا أعتبر القتل والضرب والجرح هي جرائم متعددة نابعة مان فعال واياد وهاو فعال‬
‫األعتداء عل سالمة جسم المجني عليه‪.‬‬

‫أما بالنسبة للشرف فهو مفهوم شهد كذل تفور تاريلي عبر العصاور يياث نجاد جاذوره فاي‬
‫االره الذا تركه الرومان وفي عادات وتقاليد الشعوب البربرية ووصاياهم‪.‬‬

‫ففي ذل الوقت كان سلوك المواطن وكرامته وشرفه قيم ال تقادر باثمن ولهاذا علا صاايبها‬
‫أن يحافظ عليها‪.‬‬

‫ويعااد الشاارف قيمااة محركااة وفعالااة فااي المجتمااع الماادني فأصاابحت القيمااة هااي معيااار لرجااال‬
‫الحاارب‪ ،‬ييااث كااان الجنااود الفرنساايون يضااحون بتاال شاايء فااي ساابيل الش ارف‪ ،‬كمااا أصاابح‬
‫الشرف الهة ودينا بجانال الدين المسيحي الذا سمي بدين الشرف أو دين الرجال‪.‬‬

‫ظهر مفهوم الشرف مع بداية الثورة الفرنسية عندما بدأ الناس يشاعرون بالرغباة فاي التلفياف‬
‫من قيود األاالق والدين وبدأ المجتمع ينتار ياق السالفة العاماة فاي االطاالع علا التفاصايل‬

‫‪9‬‬
‫اللاصة للحياة الشلصية للفرد‪ ،‬بالتالي ظهر مفهوم جديد للشرف ال يهتم كثيارا بمفااهيم الادين‬
‫واألاالق عل الفية العرم ييث ركز هفا المفهوم عل الجااني والمجناي علياه فاي جارائم‬
‫الشرف‪.‬‬

‫وماان تفبيقااات هااذا المفهااوم المغلااوط كاناات منتشاارة فااي المجتمااع التااردا الااذا شااهد عنااف‬
‫وتمييز واضحا تجاه المراة التي كانت تقتل عل الفية الشرف ونفس الشايء ناليظاه بالنسابة‬
‫للعشائر العربية‪.‬‬

‫وفي نهاية القرن الثامن عشار وفاي عهاد الثاورة الفرنساي ة ضاعف المفهاوم الرجاولي للشارف‬
‫ويلت محله مفاهيم اارى كالحياة الحرة التريمة أو الموت‪.‬‬

‫وقد سيفرمفهوم الشرف عل أغلال التشريعات األوروبية إل القرن الثاامن وكاان يقاوم علا‬
‫فترة أن الزواج المقدس و ان كل عالقة غير مشروعة اارجه تعتبر تعد عل هذه القداسية‪.‬‬

‫وتتمن االهمية النظرية في دراسة موضوع القتل بدافع الشرف إل ضارورة تجااوم القاوانين‬
‫التااي تااأثرت باااألعراف الباليااة و العااادات والتقاليااد القديمااة‪ .‬ييااث ناليااظ تمياازا واضااحا بااين‬
‫المرأة و الرجل في أمور عدة لعال مان اهمهاا الجواناال الجنساية يياث قامات القاوانين مدافعاة‬
‫عن كرامة الرجل و اوفا عليه من األضرار المعنوية فعاقبت المرأة ووضعت لها أشد يساابا‬
‫إذا منت أو يت تم التشتي فيها‪ .‬هذه القوانين تحمل تبنت ايضا قاعدة جاءت بها األعاراف و‬
‫‪21‬‬
‫التقاليد مفادها أن "منا المرأة أكثر معرة وعارا من منا الرجل"‬

‫فااالمرأة هااي الويياادة المسااؤولة عاان شاارف و ساامعة العائلااة فيجااال عليهااا وياادها أن تصااون‬
‫عرضها صيانة لشرف العائلة يت وإن كان بقية أفراد العائلة ال يعرفون للشرف معن ‪.22‬‬

‫ومن األهميات النظرياة كاذل ضارورة تجااوم المفهاوم المغلاوط للشارف و العاادات والتقالياد‬
‫التي تقودهاا األمثاال الشاعبية المتوارثاة مناذ باروم فجار التااري ياوم كاان قاانون الغااب يحتام‬
‫الناس‪.‬‬

‫وجدير بالذكر أنه في هذا العصر ماملت هنا مجتمعات تبارك القتل بدافع الشرف‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫السرطاوي فواد‪:‬جريك=مة القتل بسبب الشرف بين الشريعة والقانون‪ ،‬بحث منشور في مجلة الحقوق‪،‬ص ‪.421‬‬
‫‪22‬‬
‫أحمد ياسين القرالة‪ :‬القتل بدافع الش رف‪،‬أسبابه و عالجه‪،‬جامعة ال بيروت‪،‬االردن‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫يشااير تقرياار أعدتااه األماام المتحاادة عااام ‪ 7070‬إل ا أنااه يقااع ساانويا يااوالي ‪ 5‬آالف شاالص‪،‬‬
‫ضحايا لـ”جرائم الشرف” أغلبهم من اإلناه‪ ،‬فاي المجتمعاات المحافظاة‪ ،‬يياث ينقاتلن انقاا أو‬
‫يرقا أو رجما أو طعنا‪.‬‬

‫وأصابحت جارائم الشارف شاائعة فاي بلاادان كثيارة‪ ،‬مثال باكساتان‪ ،‬أفغانساتان‪ ،‬الهناد‪ ،‬إيفاليااا‪،‬‬
‫األردن‪ ،‬الاايمن‪ ،‬تركيااا‪ ،‬السااويد‪ ،‬العااراق‪ ،‬المغاارب‪ ،‬ومصاار‪ ،‬األماار الااذا ياادفع المنظمااات‬
‫الحقوقية والدولية للمفالبة بتشديد العقوبات عل هذا النوع من الجرائم‪.‬‬

‫وتحتل مصر المركز الثالث عربيا والـ‪ 72‬عالميا في جارائم القتال‪ ،‬بحساال تصانيف “نااميبو”‬
‫لقياس معادالت الجارائم باين الادول‪ .‬فيماا كشافت دراساة صاادرة عان جامعاة عاين شامس‪ ،‬أن‬
‫جرائم القتل العائلي ويدها باتت تشتل نسبة الربع إل الثلث في إجمالي جارائم القتال‪ .‬وأكادت‬
‫دراسااة أااارى للمركااز القااومي للبحااوه الجنائيااة واالجتماعيااة‪ ،‬أن ‪ %77‬ماان هااذه الجاارائم‬
‫تنرتتال بدافع العرم والشرف‪.‬‬

‫وانفالقا مما تقادم‪ ،‬وللبحاث أكثار فاي موضاوع القتال بادافع الشارف يمتان أن نفارح الساؤال‬
‫التالي ‪:‬‬

‫ماهي اللصوصية التي تتمتع بها جريمة القتل بدافع الشرف؟‬

‫وعل اعتبار أن هذه الجريمة هي جريمة نابعة من دافع االنتقام الثأر فهاي تتمتاع بلصوصاية‬
‫من ييث مفهمومها وهو ماا سانعينه فاي الجازء األول وكاذل اصوصاية ناليظهاا مان ااالل‬
‫النظام العقابي وهو ما سنتفرق اليه في الجزء الثاني‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫الجزء األول‪ :‬مفهوم القتل بدافع الشرف‪:‬‬

‫ال يمتن يصر جريمة القتل بدافع الشرف في المجتمعات في قتل الزوجة الزانية ييث جااءت‬
‫تشاريع بعض الدول األارى بحاالت أارى لجريمة القتل بدافع الشرف وهو ما سنتعرم لاه‬
‫في مريلة أول ‪-‬أ‪ -‬ثم سنتعرم في مريلة ثانية إل أركان جريمة القتل بدافع الشرف ‪-‬ب‪-‬‬

‫أ‪ -‬صور جريمة القتل بدافع الشرف‪:‬‬

‫كانت جريمة الشرف منتشرة بين البشر منذ القدم وقد تام توقياع عقوباات لهاا تلتلاف باااتالف‬
‫صور األاالل بالشرف في المجتمع و يمتن تقسيم هذه الصاور إلا ثااله‪ ،‬فنجاد جريماة قتال‬
‫الملوط به بدافع الشرف‪ ،‬قتل األم لوليدها اتقاء للعار و الصاورة الثالثاة و األكثار أنتشاارا هاي‬
‫جريمة قتل الزوجة في يالة تلبسها بالزنا‪.‬‬

‫يمتن أن نبدأ بحثنا في الصورة األول عن التسائل عن ماهية اللواط؟‬

‫إن اللواط هو النوع من العالقات الجنسية التي تقوم باين جنساين متمااثلين كالعالقاة باين رجال‬
‫ورجل أو التي تجمع بين إمرأة وإمرأة والتي يعبر عنها بالسحاق‪.‬‬

‫وعرفه الفقه القاانوني بأناه " جمااع فاي دبار شالص ذكار كاان أو أنثا ‪ ،‬وهاو ناوع مان أناواع‬
‫‪23‬‬
‫الشذوذ الجنسي‪ ،‬ويتم اللواط ب يالج القضيال كال أو جزء في دبر الشلص الملوط به‪...‬‬

‫وتعد هذه العالقاات غيار مشاروعة لتونهاا ألنهاا تعاد ناوع مان أناواع العالقاات الجنساية الغيار‬
‫طبيعية التي تجمع عادة بين الذكر والمرأة‪.‬‬

‫والبد من اإلشارة في هذا السياق بأن تسمية هذه العالقاات بغيار المشاروعة هاي تسامية نسابية‬
‫تلتلف بااتالف موقف القوانين ييث نجد قوانين تعتبرها ممارسة شااذة عان المجتماع ملالفاة‬
‫للقانون والنظاام العاام فهاي إذا عالقاات غيار مشاروعة بينماا نجاد قاواتين تانظم هاذه العالقاات‬
‫وتعفيهاااا المشاااروعية‪.‬و يمتااان أن نساااوق فاااي هاااذا اإلطاااار بريفانياااا يياااث كانااات القاااوانين‬
‫األنجليزيااة تساالط عقوبااة اإلعاادام عل ا ممارسااي هااذه العالقااات ثاام وبعااد ساانة ‪ 3283‬اففاات‬
‫‪23‬‬
‫وصفي دمحم علي‪:‬الطب العدلي علما وتطبيقا‪،‬بغداد ‪،4911‬ص‪.099‬‬

‫‪12‬‬
‫بالعقوبة إل السجن المؤبد‪ .‬ولتن وبعد أن أثبتت الدراسات فاي بريفانياا إرتفااع نسابة العالقاة‬
‫‪24‬‬
‫غيارت بريفانياا سياساتها العقابياة فنظمات‬ ‫بين جنسسين متماثلين يت وصلت ‪ 25‬بالمائة‬
‫العالقة بين الجنسين المتماثلين‪.‬‬

‫أما الصاورة الثانياة هاي صاورة قتال االم لوليادها إتقااء للعاار‪ ،‬وتعاد هاذه الجريماة مان جارائم‬
‫القتل الموصوفة التي فيها تعد عل الحياة‪.‬‬

‫فالمرأة بعد قيامها بعالقة جنسية اارج إطار الزواج ‪،‬تجد نفسها محيفة بنظرات المجتمع‬
‫السيئة ااصة إذا الفت هذه العالقة ثمار فللتللص المرأة من العار المحيط بها تقوم بقتل‬
‫وطفلها يديث الوالدة‪ .‬وهذه الجريمة وهي من مللفات األعراف و التقاليد فهي ليست وليدة‬
‫هذا العصر ييث كانت الناس في عصر الجاهلية يوأدون البنت لتجنال العار أما الولد فتانوا‬
‫يقتلونه اشية موته من الجوع‪.‬‬

‫والتشريع الروماني كان يعفي لألب أن يقتل الففل يديث الوالدة لما له من سلفة عليه‪.‬‬

‫أما القانون الفرنسي القاديم فقاد كاان يانص علا عقوباة اإلعادام لاألم التاي تقتال طفلهاا وكاذل‬
‫الحال بالنسبة لألب إذا أمر بقتل الففل‪.25‬‬

‫وتنبغي اإلشارة أايرا إل أن هذه الجريمة تعد ظرف تلفيف في بعض الدول الشرقية‪.‬‬

‫أما الصورة الثالثة فهي تهم قتل الزوجة في يالة تلبسها بالزنا‪ ،‬وهي تعد من أهم الجرائم التي‬
‫تبيح جريمة القتل بماأنها ترتتال دفاعا عن الشرف‪ .‬وهاذه الجارائم ال تازال مباجاة إلا يومناا‬
‫هذا عل أعتبار أنها جرائم تسااهم فاي ترساي األااالق العاماة والتقالياد االجتماعياة الراسالة‬
‫ويماياة النااواة العائلياة‪ .‬فااألن كااان الحفااظ علا العارم ماان األعااراف والمبااد السااائدة فااي‬
‫عديااد الاادول ثاام تبناهااا المشاارع ويولهااا إل ا إل ا قواعااد قانونيااة تهاام النظااام العااام ال يجااوم‬
‫ملالفتها‪ .‬ويمتن في هذا اإلطار أن نسوق فاي هاذا اإلطاار القاانون الرومااني الاذا أجاام قتال‬
‫الزوجة المتلبسة بجريمة الزنا شريفة وقوع القتل أثناء الهيااج النفساي و الغضاال النااجم عان‬
‫يالة المفاجأة‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫‪For details see Lbid at to.‬‬
‫‪25‬‬
‫همداد مجيد علي المرزاني‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.006‬‬

‫‪13‬‬
‫وأما بالنسبة للقانون الصيني فقد كان يسامح للازوج أن يقتال موجتاه وعشايقها إذا ضابفها فاي‬
‫يالة تلبسهما بالزنا‪.‬‬

‫وكان القانون المصرا في عهد الفراعناة يبايح للازوج إياراق موجتاه وإلقااء رفاتهاا فاي نهار‬
‫النيل وبالعودة إلا القاوانين العراقياة القديماة نالياظ أن القاانون األساورا يانص علا أناه إذا‬
‫ضبط الرجل موجته مع رجل أار فقتلها ال يتحمل أية مسؤولية‪.‬‬

‫أما المادة ‪ 377‬من قانون يموارفقد نصت عل أنه إذا ضابفبت موجاة رجال مضافجعة ماع‬
‫رجل اار فعل الزوج ربفهما معا والميهما في النهر‪.‬‬

‫أما القانون الجزائي العثماني لم يشير إل يالة اإلنفعال إال عند ضابط الزوجاة أو المحارم فاي‬
‫يالااة التلاابس بالزنااا‪ ،‬لتنااه ياانص فااي مادتااه ‪ 322‬عل ا أنااه إذا رأى رجاال موجتااه أو إياادى‬
‫محارمه مع رجل أار وضربها أو جريها أو ضرب كليهما فهو معذور‪.‬‬

‫والقار لمباد التشاريع السماوية ناليظ أن العدياد مان النصاوة فاي التاورات واألنجيال و‬
‫القران التريم تشير إل جرائم القتل فال يالة الزنا‪.‬‬

‫فالتوراة أشارت للحالة التي يرى فيها رجل موجته أو افيبته مع رجال ااار فاي يالاة الزناا‪،‬‬
‫فقااد جاااء فااي اإلصااحاح العشااريت ماان التااوراة أنااه "إذا كاناات الفتاااة ملفوب اة لرجاال فوجاادها‬
‫مضاافجعة مااع رجاال اااار فااي المدينااة فأارجهمااا كليهمااا إل ا باااب تل ا المدينااة فارجمهمااا‬
‫بالحجارة يت الموت‪.‬‬

‫وفي اإلصحاح العشريني أيضا "من منا ب مرأة إسرائيلي اار يقتل الزاني والزانية‪.‬‬

‫أما في الشريعة المسحية؛ ف ذا شااهد رجال شلصاا بفاأ موجتاه فلاه أن يفلاال مان التنيساة أن‬
‫تحتم بفس عقد الزواج ألن الفالق غير مسموح في هذه الديانة‪.‬‬

‫أمااا بالنساابة للشااريعة اإلسااالمية فااناليظ اتجاااهين ملتلفااين‪ ،‬األول ال يساامح للاازوج أن يقتاال‬
‫موجته وعشيقها ويوجبون القصاة عل الازوج القاتال‪ .‬أماا اإلتجااه الثااني؛ فيادعمون جاوام‬
‫قتل الزوج لزوجته وشريتها في يالة تلبسها بالزنا‪.‬إذا وجدها مع عشيقها يجامعان ‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫بعااد التعاارم لملتلااف الصااور التااي تقااوم فيهااا جريمااة القتاال باادافع الشاارف ساانتول األن‬
‫استعرام أركان هذه الجرائم كل عل يدى‪.‬‬

‫ب‪-‬أركان جريمة القتل بدافع الشرف‪:‬‬

‫في هذا العنصار سانتعرم إلا أركاان جريماة اللاواط‪ ،‬ثام أركاا جريماة قتال األم ألبنهاا إتقااء‬
‫للعار وفي مريلة أايرة أركان جريمة الزوجة الزانية‪.‬‬

‫تقوم جريمة اللواط عل ثالثة أركان‪.‬‬

‫الركن األول هو الركن المادا و المتمثال فاي اللواطاة باذكر أو باأنث ‪ ،26‬ويتفلاال هاذا الاركن‬
‫ضرورة شرطين‪ ،‬هما؛ اإليالج ويعني ذل أن يتم إداال العضو التناسلي فاي دباال الملاوط باه‬
‫ف ذا لم يحصل اإليالج ال يمتن التحده عن اللواط ولتن يمتن إعتبار ذل شروعا فيه‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إل أن إداال األصبع أو اا شايء أاار فاي دبار المجناي علياه ال يعاد جريماة‬
‫اللواطة‪.‬‬

‫أما الشرط الثااني فهاو ضارورة أن يتاون الملاوط باه يياا أماا إذا كاان دميتاا فاذل يعاد انتهاكاا‬
‫لحرمة الميت‪.‬‬

‫أما الركن الثاني لقيام هذه الجريمة هو ضرورة انتقاء رضا الضحية ومعن ذلا أن يصاايال‬
‫جريمااة المالوطااة أا فعاال صااادر ماان الضااحية يااويي بأنعاادام الرضاااة أو أن يصااايال فعاال‬
‫الجاني أا وسيلة تجعل الضحية فاقدة القدرة عل المقاومة أو اإلدالء برضاها‪.‬‬

‫ولقيا م الرضا البد أن يتون صادرا عن الراشد العاقل أا الباال مان العمار ثمانياة عشار سانة‪.‬‬
‫وأنتفاء الرضا تتحقق معه الجريمة‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إل أن عدم رضا الضحية يمتن أن يتحقق أو يظهر من ااالل صاورتين‪ ،‬فقاد‬
‫يتحقق بصورة صريحة أو قد يتحقق داللة كأن نجد عل جسد المجني عليه اثار عنف‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫همداد مجيد علي المرزاني‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.012‬‬

‫‪15‬‬
‫أما الركن الثالث هو القصد الجنائي‪ ،‬ييث تعد جريمة اللاواط مان الجارائم العمدياة التاي تتجاه‬
‫فيها نية الجاني لتحقيق مقصده بصفة مباشرة‪ .‬فالقصد الجنائي يتحقاق بتاوفر علام الجااني بأناه‬
‫يلوط بذكر أو بأنث ‪.27‬‬

‫وألنتفاء الركن القصدا عل المتهم أن يثبت أنه لم يتن في يالاة وعاي كاملاة كاأن أتا الفعال‬
‫وهو في يالة ستر أو تناول مواد ملدرة‪.‬‬

‫ويتحققق القصاد الجناائي كاذل مان ااالل إدرام الجااني بعادم مشاروعية فعلاه أا أناه ملاالف‬
‫للقانون وتجدر اإلشارة إل أنه ال يمتت الدفع بعدم مشروعية الفعل‪.‬‬

‫ويشترط أيضا لتحقق القصد علم الجاني بعدم رضاء الضحية ورغم ذل يأتي الفعل‪.‬‬

‫االصة القول القصد الجنائي يتون متوفرا مت ما انصرفت نية الفاعل إل الواطة وهو عاالم‬
‫بعدم مشروعية الفعل وبعدم رضا المجني عليه‪.28‬‬

‫أما بالنسبة لجريمة قتل األم ألبنها إتقاء للعار فهذه الجريمة تقوم عل ‪ 5‬شروط‪.‬‬

‫أوال يجال أن يتوفر القصد في تحقيق المراد بصفة مباشرة‪.‬‬

‫أما الشارط الثااني هاو صافة الفاعال‪ ،‬فمان الضارورا أن يتاون قاتال الففال والدتاه‪ ،‬وتنبغاي‬
‫اإلشارة إل أن كل طرف يساعد األم في قتل وليدها يعد مرتتبا لجريمة القتل العمد وال يتمتاع‬
‫بظروف التلفيف التي تتمتع بها األم كما ذكرنا سابقا‪.‬‬

‫أما الشرط الثالث هو صفة المجني علياه هاو أن يتاون المولاود ياديث العهاد باالوالدة و يعتبار‬
‫الففل يديث الوالدة مثال في فرنسا طالما لم يتجاوم مجة تسجيله وهي ثالثة ايام‪.‬‬

‫أما الشرط الرابع هو أن يتون المولود ثمارة عالقاة قائماة ااارج إطاار الازواج ساواء أكانات‬
‫هذه العالقة مصحوبة بتغرير أو اغتصاب أو منا‪.‬‬

‫أما الشرط اللامس هو أن يتون الدافع إل القتل إتقاء للعار‪ .‬فال يمتن قتل الولاد بتعلاة ضاعف‬
‫الحالة األقتصادية أو الحالة الصحية للمولود أو كونه مشوها‪ .‬ويرى التشريع الجنائي العراقاي‬

‫‪27‬‬
‫همداد مجيد علي المرزاني‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.016‬‬
‫‪28‬‬
‫همداد مجيد علي المرزاني‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪011‬‬

‫‪16‬‬
‫أن نية اتقاء العار ال يعتد بها إذا كانت األم قد جاهرت بحملها غير الشارعي أو فااارت باه أو‬
‫ذاع أمر يملها وافيئتها بين الناس ودافعت عنه‪.29‬‬

‫أمااا الصااورة األاياارة هااي جريمااة قتاال الزوجااة فااي يالااة تلبسااها بالزنااا‪ .‬ويشااترط لقيااام هااذه‬
‫الجريمة توفر األركان التالية‪.‬‬

‫أوال أن يتون الجاني موجا للمرأة الزانية‪.‬‬

‫ثانيا التفاجأ بحالة التلبس ويفهام مان هاذا الاركن أن اناه يحتاوا علا ثالثاة عناصار األول هاو‬
‫عنصر المفاجأة؛ والمفاجأة تعني مباغتة الزوج أو القريال لمشهد الزنا‪.30‬‬

‫معن ذل أن ارتتاب القتل يجال أن يتون قاد تام فاي ممان المفاجاأة و تتحاق المفاجاأة بواقعاة‬
‫الزنا ففي هذه الحالاة تنقلاال نظارة الازوج إلا موجتاه‪ ،‬فتتغيار الصاورة و ماا كاان يعتقاده فاي‬
‫موجته‪ .‬والمفاجأة تعني أن الزود ينصدم بمشاهدة موجته متلبساة بالزناا فاي الوقات الاذا كاان‬
‫واثقا كل الثقة من عفة موجته ووفائها وأاالصها‪.31‬‬

‫وفي الواقع من يشاهد موجته أو إيدى محارمه فاال فاراو واياد ماع رجال شايتون فاي يالاة‬
‫انفعال شديد وقد يفقده المشهد قدرته عل التحتم في ردود أفعاله و تصرفاته‪.‬‬

‫وتعتبر التشاريع العربية أن الزوج ال يتون فاي يالاة مفاجاأة إذا كانات تاراوده شاتوك أو كاان‬
‫شبه متأكدا من تصرفات موجته المنحرفة‪.‬‬

‫أما العنصر الثاني هو عنصر التلبس بالزنا؛ ويعرف التلبس بأنه يالة ضبط الزوجة أو إيادى‬
‫‪32‬‬
‫المحارم‪ ،‬وهي تباشر الفعل الجنسي مع شلص غير موجها‪.‬‬

‫معن ذل لقيام جريمة التلابس ال باد مان الشاروع فاي يالاة الجمااع غيار المشاروع أا التأكاد‬
‫بصفة قاطعة من يصول الليانة الزوجية‪ .‬والتلبس ال يقتصر عل مشااهدة الازوج موجتاه أو‬
‫إيادى محارماه فااي يالاة اتصاال جنسااي بال يشامل كااذل كال وضاع تبنا باذاتها وبماا ال ياادع‬
‫مجاال للش عقال فال أن الزنا قد وقع‪ ،‬أو أنه عل وش الوقوع‪.‬‬
‫‪29‬‬
‫همداد مجيد علي المرزاني‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪028‬‬
‫‪30‬‬
‫همداد مجيد علي المرزاني‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪419‬‬
‫‪31‬‬
‫همداد مجيد علي المرزاني‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪419‬‬
‫‪32‬‬
‫همداد مجيد علي المرزاني‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪482‬‬

‫‪17‬‬
‫أمااا العنصاار الثالااث وهااو عنصاار القتاال فااي الحااال‪ ،‬أا أن يقتاال الرجاال موجتااه يااال أكتشااافه‬
‫لليانة موجته معاه و تفاجئه بهذه الحادثة ة هي في وضعية تلبس‪ .‬أا علا الازوج أن يرتتاال‬
‫جريمته يال المفاجأة‪.‬‬

‫وال يفوتنا الحديث في هذا السياق عن الحاالت التي تلارج عان نفااق التلابس‪ ،‬ويمتان جمعهاا‬
‫في أربعة ياالت‪ .‬األول إذا قام الزوج بقتل موجته بمجرد العثور عل رساالة تاويي بوجاود‬
‫عالقة جنسية غيرمشروعة‪ ،‬ثانياا إذا تام القتال أثنااء ناوم الزوجاة وكاان قاد عثار علا شالص‬
‫تحاان الفااراو ال تجمعااه معهااا عالقااة غياار مشااروعة‪ ،‬ثالثااا إذا قااام تاام قتاال الزوجااة بتعلااة عاادم‬
‫الفاعة و سوء السلوك وأايرا إذا قام الزوج بقتل موجته بعد أكتشاف كونها يامال من عالقاة‬
‫غير مشروعة‪.‬‬

‫بعد إستعرام الصور التي تدفع للقيام بجريمة القتل بدافع الشرف و اللوم في اركانهاا كال‬
‫منهااا عل ا ياادى سااوف نتعاارم فااي الجاازء الثاااني إل ا النظااام العقااابي لجريمااة القتاال باادافع‬
‫الشرف‪.‬‬

‫الجزء الثاني‪ :‬النظام العقابي لجريمة القتل بدافع الشرف‪:‬‬

‫ألن كانت الشرائع الساماوية جااءت بقواعاد تتعلاق بجريماة القتال المرتبفاة بالشارف ‪ -‬أ‪ -‬فاأن‬
‫جل القوانين الوضعية لم تتبنا ماا جااءت باه القاران والسانة بال تاأثرت بالعاادات و األعاراف‬
‫التي ولدت منذ عصر الجاهلية – ب‪.-‬‬

‫أ‪ -‬النظام العقابي في الشرائع السماوية‪:‬‬

‫إن جريمااة اللواطااة فااي نظاار الشااريعة اإلسااالمية تعااد إنتتاسااة فااي الففاارة‪ ،‬ومفساادة كبياارة‬
‫لألاالق‪.33‬‬

‫وقد أجمع أهل العلم عل تحريم اللواط‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫همداد مجيد علي المرزاني‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪092‬‬

‫‪18‬‬
‫وقاااد أاتلفااات اراء الفقهااااء فاااي يتااام اللواطاااة‪ ،‬فقاااد ذهاااال رأا أول وهاااو رأا جماااع باااين‬
‫الشااافعي‪،‬مال واألوماعااي وأيااو يوسااف ومحماات باان الحساان وأبااو ثااور وإسااحاق والزهاارا‬
‫وأيمد و الزيدية إل أن يد اللواطة هو الرجم‪.‬‬

‫أما الرأا الثاني الذا جمع اإلما أبو ينيفة والحتام والظاهرياة إلا أن اللواطاة ليسات مناا وال‬
‫يد فيها‪.‬‬

‫أما الرأا الثالث عن اإلمام أيمد والشايعة الزيدياة أن يتام اللواطاة كالزناا أا جزاؤهماا مائاة‬
‫وتغريال عام‪.‬‬

‫أما بالنسبة لجريمة قتل األم لففلها أتقاء للعار فناليظ أن األسالم وتصدى لهذه الظاهرة‬
‫ويرمها بنص قراني ييث جاء في قوله تعال ‪:‬‬

‫ال قنتلَ ْ‬ ‫ت ۞ بأ َ ِّ‬


‫ا ذَن ٍ‬ ‫﴿وإذَا ْال َم ْوؤنودَة ن ن‬
‫سئلَ ْ‬
‫‪34‬‬
‫ت﴾‬ ‫َ‬
‫‪35‬‬
‫} وال تقتلوا أوالدكم اشية إمالق نحن نرمقهم وإياكم إن قتلهم كان افئا كبيرا {‬

‫أما بالنسابة لجريماة القتال بسابال الزناا و هاي كماا ذكرناا ساابقا مان أكثار الجارائم إنتشاارا فاي‬
‫المجتمعات منذ قيم الزمان‪ .‬وتجدر اإلشارة إل أنه فاي القاران التاريم ال توجاد قاعادة مباشارة‬
‫تبيح قتل الزوجة عند تلبسها بالزنا وإنما هناك بعض االيات القرانية التاي القات اااتالف باين‬
‫ْيَن تيْ تف فَا تََْنىوا َ‬
‫ْيَ تينم بمثتن َمنا‬ ‫العلماء في تحديد ما جاء فيها من قولاه تعاال ‪{":‬ف َمنِ ا تََْن َى ع َ‬
‫َّللاَ َوا تْيَموا أ َ َّن َّ‬
‫َّللاَ َم َع ا تلمََّق َ‬ ‫ْيَ تيْ تف ۚ َواتَّقوا َّ‬
‫ا تَْ َ َى ع َ‬
‫‪36‬‬
‫يِ }‬

‫قاس بعض الفقهاء عل قاعدة المحرمات قصاة وأعتبروا أن الزنا هاو أعتاداء علا الازوج‬
‫فله أن بعتدا عل من أعتدى عليه‪.‬‬

‫أما السنة النبوية الشريفة فقد تداول أن الرسول ملسو هيلع هللا ىلص أيد وأجام القتل في يالة أن يارى الشالص‬
‫رجال يزني بامرأته فيضربه بالسيف‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫سورة التكوير‪:‬االية ‪.9-8:‬‬
‫‪35‬‬
‫سورة اإلسراء االية ‪.24‬‬
‫‪36‬‬
‫سورة البقرة‪:‬االية‪492‬‬

‫‪19‬‬
‫أما بالنسبة إل فقهاء الشريعة اإلسالمية فقد أجمعوا علا ضارورة الادفاع عان العارم أكثار‬
‫من الدفاع عن المال بتعلة أن المال يمن إسترداده في يين أن العرم ال يمتن فيه ذل ‪.‬‬

‫ويمتن تقسيم اراء الفقهاء إل اتجاهين‪:‬‬

‫األول رأى أنه ال يسوغ للزوج أن يقتل موجته ومن منا بها لذل هم يسمحون بالقصاة‪.‬‬

‫وتعليلهم في ذل أن قتل الزانين فيه إقاماة للحاد والتاي تعاد مان وظاائف اإلماام دون غياره وال‬
‫يمتن القيام بها من غياره إال بتفاويض مناه‪ .‬كماا عللاوا رأيهام باأن اساتعمال الساالح فاي تغييار‬
‫المنتر من صالييات الوالة‪.‬‬

‫أما اإلتجاه الثاني فقد أعتبار أناه يمتان للازوج أن يقتال موجتاه ومان معهاا ولتان علا أساساي‬
‫شرطين‪.‬‬

‫األول هااو وجااود شااهود يشااهدون بوقااوع القتاال أثناااء التلاابس بالزنااا والثاااني اعتااراف واقاارار‬
‫أولياء الدم بوقع القتل بسبال الزنا‪.‬‬

‫كذل الشريعة المسيحية لم تتفرق إل العقوبة لجريمة القتل او اإليذاء المرتتبة يال المفاجاأة‬
‫بالزناا ألن الدياناة المساحية تقااوم علا ثالثاة أساس‪:‬وهااي التساامح والغفاران‪ ،‬المصاالحة علا‬
‫أساس أن وسيلتها إل التوبة نفوق وسيلة العقاب‪ ،‬لذل ال يجوم ل نساان بموجاال هاذه الدياناة‬
‫‪37‬‬
‫أن يغضال أو أن ينفعل‪.‬‬

‫وفي سياق النزعة السلمية للمسيحية يجادر علا كال إنساان أن يحاال االاارين يتا وأن كاان‬
‫عدوا له‪ .‬و هو ما جعل هذه الديانة ال تقول بالعقاب عل الزنا وهو ما يدال فاي إطاار الرغباة‬
‫اإلصاليية التي تتبناها المسيحية‪.‬‬

‫وقااد ورد فااي العهااد الجديااد تحاات عنااوان الماارأة الزانيااة"‪.....‬جاااء التتبااة بااامراة بغتااة فااي منااا‬
‫متلبس بالزن وأقاموها في وسط‪،‬وقالوا له يا معلم‪ ،‬إن هذه المرأة‪،‬فأنت مااذا تقاول؟ قاال لهام‪:‬‬
‫من هو فيتم بال يفيئة فليبادأ ويرميهاا بحجار‪ .‬فلماا سامعوا طفقاوا يلرجاوان وايادا فويادا‪...‬‬
‫وبقي هو ويده والمرأة قائمة في الوسط فانتصال يسوع وقال لها‪ :‬يا امراة ايان هام؟ ألام يحتام‬

‫‪37‬‬
‫همداد مجيد علي المرزاني‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪021‬‬

‫‪20‬‬
‫علي أيد ؟ قالت ال أيد يا سيدا‪ .‬فقاال يساوع‪....‬وال أناا أيتام عليا ‪ ،‬اذهباي وال تعاودا إلا‬
‫اللفيئة من بعد‪.38‬‬

‫وجاء في األنجيل مت ‪ :‬أنه إذا شاهد الرجل شلصا يواطاأ موجتاه‪ ،‬فلاه أن يفلاال مان محتماة‬
‫التنسية أن تحتم له بفس الزواج‪.‬‬

‫أمااا بالنساابة للشااريعة اليهوديااة فقااد جاااء بااالتورات علا أواماار وأيتااام مانعااة ماجاارة بغاارم‬
‫يماي الشرف‪.‬‬

‫ييث تعاقال بأعدام عل منا الرجل بامرأة متزوجة وأبايات قتال المارأة المتزوجاة و شاريتها‬
‫ولتن لم تحدد من له الحق فال قتال المارأة المتزوجاة الزايناة‪ .‬كماا يلتلاف األمار فاي الشاريعة‬
‫اليهودية بين يالة ضبط المرأة المتزوجة وشريتها في يالة اللبس بالزن وبين فتاة عذراء‪.‬‬

‫لتن هل الموقف العقابي لجريمة القتل بدافع الشارف يلتلاف بالنسابة للقاوانين الوضاعية ؟ هاذا‬
‫ما سنعاينه في العنصر الثاني‪.‬‬

‫ج‪ -‬النظام العقابي في القوانين الوضعية ‪:‬‬

‫نبدأ بحثنا في هذا العنصر األول بالصورة األول وهي قتل الملوط به بدافع الشرف‪.‬‬

‫يعااد قتاال الشاالص الااذا يمااارس اللااواط جريمااة قصاادية تسااتوجال العقاااب بالنساابة للعديااد ماان‬
‫الدول التي تنظم العالقة بين شلصين بين جنسين مثماثلين وعلا سابيل المثاال بريفانياا التاي‬
‫تنظم العالقة بين المثليين وكذل السويد‪.‬‬

‫في يين تعتبر دول عربية قتل المثلي الذا يمارس عالقة جنسية ماع شالص مان جنساه مبااح‬
‫وهو ماذهبت إليه محتمة التمييز العراقياة فاي يتام لهاا يياث جااء فاي ناص هاذا الحتام أن ‪":‬‬
‫قتاال الولااد بساابال تعاطيااه الواطااة يصااح معااه االسااتدالل بالمااادتين ‪ 372‬و‪ 310‬ماان قاااانون‬
‫العقوبات العراقي باعتبار القتل وقع لباعث شريف وهو غسل العار‪".39‬‬

‫‪38‬‬
‫إنجيل القديس يوحنا‪ ،‬االصحاح الثامن‪ ،‬االية ‪ ،44-4‬دار الكتاب المقدس في الشرق األوسط‪،‬بيروت‪،‬لبنان‪4991،‬‬
‫‪39‬‬
‫قرار محكمة التمييز العراقية‪ 491‬جنايات لسنة ‪ 4912‬المنشور في النشرة القضائية‪-‬العدد األول‪:‬ص‪.288‬‬

‫‪21‬‬
‫وفي قرار اار لمحتمة التميياز العراقياة أعتبارت المحتماة إقادام الماتهم علا قتال شاقيقه عناد‬
‫مشااهدته أشلاصااا بلوطااون بااه يتااون مشاموال بالعااذر القااانوني الملفااف‪ ،‬ألن العااار ساايان إذا‬
‫كان قد ارتتال امرأة أو رجل‪ ،‬إذ أن العبرة بوجوده‪،‬وليس بمن كان مصدره‪.‬‬

‫أما في القانون التونسي ال يوجد نص يسمح بقتل ممارسي اللواط وأنما معاقبة المثلياين نظمهاا‬
‫القانون الجزائاي صاراية فاي الفصال ‪ 710‬مان المجلاة الجزائياة والتاي سالفت علايهم عقااب‬
‫ثالثة سنوات‪.‬‬

‫أما بلصوة الصورة الثانية وهي قتال األم لولادها اتقااء للعاار‪ ،‬ااتلفات التشاريعات العقابياة‬
‫بشأن تجريم والمعاقبة عل هذه الجريمة‪.‬‬

‫فعل سبيل المثال جاء بالمادة ‪ 553‬من قانون العقوبات اللبناني التي تانص علا أناه‪ ":‬يعاقاال‬
‫باالعتقال المؤقت الوالدة التي تقدم عل قتل وليدها الذا يملات باه سافايا‪،‬وال تانقص العقوباة‬
‫عن امس سنوات‪،‬إذا وقع الفعل عمدا‪.‬‬

‫أما المشرع الجزائي فقد نص في المادة ‪ 783‬من قانون العقوباات الجزائاي لسانة ‪ 3788‬علا‬
‫أنه‪":‬يعاقال باالعادام كال مان ارتتاال جريماة القتال‪ ،‬أو قتال األصاول أو التصاميم ‪ ،‬وماع ذلا‬
‫تعاقال األم‪،‬سواء أكانت فاعلة أصلية‪ ،‬أم شريتة في قتل أبنهاا الحاديث العهاد باالوالدة بالساجن‬
‫المؤقت من عشر سنوات إل عشرين سانة علا أن ال يفباق هاذا الانص علا مان سااهموا أو‬
‫اشتركوا معها في ارتتاب الجريمة‪".‬‬

‫أما قانون العقوبات التونسي لسنة ‪ 3728‬فقد نص في الفصل ‪ 733‬منه عل أنه‪":‬قتل المولاود‬
‫قتاال األم لمولودهااا بمجاارد والدتااه‪ ،‬أو أثاار والدتااه‪ ،‬وعقابااه هااو األشااغال الشاااقة ماادة عشاارة‬
‫أعااوام‪ ".‬ثاام نقااح بالقااانون عاادد ‪ 71‬لساانة ‪ 3727‬المااؤرف فااي ‪ 72‬فيفاارا ‪ 3727‬فأصاابحت‬
‫"تعاقال بالسجن مدة عشر أعوان األم القاتلة لمولودها بمجرد والدته أو اثر والدته‪".‬‬

‫أما في القانون الفرنسي فقد طرأت عدة تغييرات فبعد أن كانت عقوبة الجاني بموجال القاانون‬
‫لسنة ‪ 3230‬الموت مهما كانت صالته باالمجني علياه‪ ،‬وجااء قاانون سانة ‪ 3703‬فاأمال عقوباة‬
‫الموت عن األم المرتتبة لجريمة القتل لولدها وفي عام ‪ 3723‬صدر قاانون جعال مان جريماة‬

‫‪22‬‬
‫قتل طفال ياديث العهاد جنحاة إال أناه فاي عاام ‪ 3752‬صادر قاانون جاديت أعااد لهاذه الجريماة‬
‫الصفة الجنائية‪.‬‬

‫وأاياارا صااورة قتاال الزوجااة فااي يالااة تلبسااها بالزنااا فساانلوم أوال فااي البحااث عاان موقااف‬
‫القوانين األجنبية‪ .‬فقاد كاان القاانون الفرنساي يعتارف باالساتفزام فاي البداياة إال أناه ألغااه سانة‬
‫‪ 3725‬ييث تم إلغاء مواد التجريم اللاصة بالزناا جميعهاا فاي قاانون العقوباات الفرنساي إلا‬
‫جانال إلغاء عذر قتل الزوجة الزانية في يالة تلبس إذ عد المفاجاأة بالزناا عاذرا ملففاا لعقااب‬
‫الزوج الذا يرتتال قتل موجته‪.‬‬

‫أما قانون العقوبات االيفالي لعام ‪ 3710‬فقد وسع من نفاق العذر في الماادة ‪522‬منه‪،‬ليساتفيد‬
‫منه األب واألف إذا ارتتبا جريمة القتل في لحظة اكتشاافهما العالقاة الجنساية غيار المشاروعة‬
‫وجعل عقوبة الجاني ال تقل عن ثالثة سنوات وال يزيد عن سبع سنوات‪.‬‬

‫أما المريلة الثانية فتستوجال البحث عن موقف القوانين العربية من هذه الجريمة‪.‬‬

‫وتتفق أكثر القوانين العقابية في العالم العربي عل أعفااء الازوج فاي يالاة المفاجاأة بمشااهدة‬
‫موجته بالزنا‪،‬العذر المعفي للعقاب أو الملفف له‪.‬‬

‫فعل ا ساابيل المثااال‪ ،‬قااانون العقوبااات المصاارا لساانة ‪ 3712‬وقااانون الجاازاء التااويتي لساانة‬
‫‪ 3780‬والقانون المغربي لسنة‪ 3757‬والقانون الجزائرا لسنة ‪ 3788‬والقاانون اللبنااني لسانة‬
‫‪ 3721‬وكذل قانون العقوبات الليبي لسنة‪ 3751‬أعتبرو تلبس الزوجة بالزنا عذرا ملففا‪.‬‬

‫وقد جعل القانون التويتي من هاذه الجريماة عاذرا قانونيناا ملففاا فاي الماادة ‪ 351‬مان القاانون‬
‫الجزائي التويتي بقوله من فاجأ موجته ياال تلبساها بالزناا أو فاجاأ ابنتاه أو أماه أو أاتاه ياال‬
‫تلبسها بمواقعة رجل لها‪ ،‬وقتلها في الحال وقتل من يزني بها أو يواقعها أو قتلهماا معاا يعاقاال‬
‫بالحبس مدة ال تتجااوم ثااله سانوات وبغراماة ال تتجاومثالثاة االف رةبياة أو ب يادى هااتيتن‬
‫العقوبتين‪.‬‬

‫ومن نايياة أاارى هنااك بلادان عربياة تعتبار الزناا عاذر يعفاي مان العقااب‪ .‬فقاانون العقوباات‬
‫السورا عدد ‪ 322‬لسنة ‪ 3727‬نص في المادة ‪ 522‬منه عل أنه يستفيد من العذر المحل مان‬

‫‪23‬‬
‫فاجأ موجته أو أيد أصوله أو فروعه أو أاته فاي جارم الزناا المشاهود او فاي صاالت جنساية‬
‫فحشاء مع شلص اار فأقدم عل قتلهم أو أيذاء أيدهما بغير عمد‪.‬‬

‫أما القانون التونسي لم يقدم نص يبيح او يلفف العقوباة علا الازوج الاذا يقتال موجتاه وانماا‬
‫نظم عقاب للزاني أو الزانية وهو ما يمتن القول معه أن قتل الزوج أو الزوجة لشريتها بتعلاة‬
‫الزنا يعد جريمة قتل قصدية فالقانون التونسي ال يأاذ بالباعث‪.‬‬

‫وقد سلط المشرع الجزائي التونسي عل الزاني عقوبة مادتها امساة سانوات و بلفياة قادرها‬
‫امسمائة دينار‪ .‬ولتن المشرع التونساي وضاع شاروط لقياام عملياة التتباع يياث ال يحصال إال‬
‫بفلال من الزوج أو الزوجة الذين لهما ويدهما الحق في ايقاف التتبع او ايقااف تنفياذ العقااب‪.‬‬
‫وتجاادر االشااارة ال ا أن الشااري يعاقااال باانفس العقاااب المقاارر للزوجااة أو الاازوج المرتتااال‬
‫للجريمة‪.‬‬

‫االصااة القااول‪ ،‬تعتباار جاال القااوانين العربيااة أن الشاارف هااو مسااؤولية الماارأة وياادها وهااي‬
‫المسؤولة عنه والحارسة لاه وتعاقاال علياه عقوباات ساالبة للحرياة وهاي أيتاام يتا الشارائع‬
‫السااماوية بريئااة منهااا فهااي ولياادة جهاال الشااعوب و تقديسااها للرجاال و تتريسااها ألمثااال شااعبية‬
‫متللفة لعل أبرمها "الرجل ال يعيبه شيء"‪.‬‬

‫ومن هذا المنفلق لعله من الضرورا تجاومهذه األعاراف ووضاع قواعاد و عقوباات معقولاة‬
‫ضامنة للحقوق والحرية واألنصاف و المحاكمة العادلة‪ ،‬فعهد قانون الغاب قد ولا ولان يعاود‬
‫ونحن اليوم في عهد القانون وكل مرتتال للجريمة يعاقال بما ينص عليه المشرع‪.‬‬

‫قائمة المراجع‬

‫‪24‬‬
‫‪ ‬المراجع باللغة العربية‬
‫‪ ‬المراجع العامة‪:‬‬

‫‪ -‬عبد القادر عودة‪":‬التشاريع الجناائي اإلساالمي مقارتاا بالقاانون الوضاعي"‪ ،‬الجازء‬


‫الثاني‪،‬دار التاتال العربي‪،‬بيروت‪.‬‬

‫‪ -‬عبد هللا األيمدا‪":‬الجرائم األاالقية"‪ ،‬اللدمات العامة للنشر‪،‬تونس ‪.3772‬‬


‫‪ -‬أيمااد فتحااي بهنسااي‪ " :‬الجاارائم فااي الفقااه اإلسااالمي‪:‬دراسااة فقهيااة مقارنااة‪ :‬جاارائم‬
‫السرقة والزنا والقذف وشرب اللمر والقتل والضرب والجرح والغرير"‪ ،‬الشركة‬
‫العربية للفباعة و النشر‪،‬القاهرة ‪.3757‬‬
‫‪ -‬عبد هللا معاوية‪":‬الدافع إلا ارتتااب جريماة القتال فاي الاوطن العرباي"‪،‬دار النشار‬
‫بالمركز العربي للدراسات األمنية والتدريال بالريام‪،‬الريام ‪.3770‬‬
‫‪ -‬عبااد الاارييم صاادقي‪" :‬جاارائم األساارة فااي الشااريعة اإلسااالمية والقااانون المصاارا‬
‫والقرنساااي‪:‬القتااال باااين األمواج‪-‬السااارقة العائلياااة‪-‬الزناااا‪ -‬موقاااف التشاااريع والفقاااه‬
‫والقضاء المعاصر"‪،‬متتبة نهضة مصر‪،‬القاهرة ‪.3722‬‬
‫‪ -‬عبااد العزيااز مشاارف عاادنان الغاماادا‪ ،‬نبياال محماات صااادق أيمااد‪":‬العواماال البيئيااة‬
‫المرتبفااة بجريمااة القتاال العمااد ماان واقااع الجريمااة فااي المملتااة العربيااة السااعودية‪:‬‬
‫مشروع مقدم ضمن متفلبات الحصول عل درجة الماجستير في متافحة الجرائم‪.‬‬

‫‪ ‬المراجع اللاصة‪:‬‬

‫‪-‬هماداد مجياد علااي المرماناي‪" :‬القتاال بادافع الشاارف‪:‬دراساة قانونياة مقارناة بالشااريعة‬
‫االسالمية"‪،‬متتبة مين الحقوقية واالدبية‪،‬بيروت ‪.7038‬‬

‫‪ -‬مصفف الشاذلي‪":‬الجرائم الماسة بالشرف"‪،‬المتتال العربي الحديث‪،‬االستندرية‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫‪ ‬المقاالت ‪:‬‬
‫‪ -‬أيمااد ياسااين القرالااة‪" :‬القتاال باادافع الشاارف‪ ،‬أساابابه وعالجااه"‪ ،‬جامعااة ال البياات‪-‬‬
‫األردن‪.‬‬
‫‪ ‬المذكرات‪:‬‬
‫‪ -‬من تقية‪":‬الشرف والقانون الجنائي"‪،‬كلية الحقوق والعلوم السياساية بتونس‪،‬تاونس‬
‫‪.3772‬‬
‫‪ -‬ايناااس الفبااوبي‪ ":‬الليانااة الزوجيااة"‪،‬رسااالة لنياال شااهادة الماجسااتير فااي القااانون‬
‫اللاة والعلوم الجنائية"‪،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية بتونس‪،‬تونس ‪.7031‬‬

‫‪26‬‬

You might also like