Professional Documents
Culture Documents
القتل بدافع الشرف 1
القتل بدافع الشرف 1
القتل بدافع الشرف 1
سعاد حمدي
0202-0202
1
المخطط
2
الحياة نعمة كبرى وهبها هللا تعاال لللفاه وفارم يمايتهاا ،1يياث كرسات الشارائع الساماوية
أصال عاما وثابتا مفاده الحفاظ عل النفس ويمايتهاا مان اا اعتاداء وهاو ماا دأبات علياه عادة
تشاريع وضعية أعتبرت النفس من أثمن الحقوق التاي يتتسابها الفارد باالففرة فحرصات علا
صيانتها فبقائها هو أساس بقاء المجتمع.2
لتن هذا األصل العام له استثناء ولد من ريم األعراف والتقاليد وهو مابات يعرف فاي ممانناا
اليوم "القتل بدافع الشرف" وهو موضوع هذا البحث.
وعرفه الشربيني بقوله "الفعل الصادر من شلص مباشر أو سببا المزهق-القاتل للنفس".6
وهناك من أعتبرها االعتداء عل النفس االنسانية المحرماة شارعا أو المعصاومة الادم بألاة أو
وسيلة تحقق غرم القتل عادة مع نية العدوان بالقتل من غير يق".8
وعرفت بعض التشاريع القتل عل غرار الجزائر بأنه "إمهاق روح انسان عمدا".9
أما المشرع العراقي لم يعفي تعريفا دقيقا للقتل بل ترك االمر للفقه.
أما فقهاء الشريعة االسالمية فقد قدموا تعاريف ملتلفة للقتال لتنهاا تحمال نفاس المعنا فهنااك
من اعتبره "فعل من العباد تزول به الحياة".10
1
أيمن نصر عبد العال:القتل بدافع الشرف،دراسة تحليلية مقارنة بين التشريع المصري و الفلسطيني،المجلة الدولية للدراسات القانونية والفقهية
المقارنة،المجلد الثاني،العدد الثالث،465 ،452،كانون األول.0204،
2
همداد مجيد علي المرزاني،القتل بدافع الشرف،دراسة قانونية مقارنة بالشريعة األسالمية،مكتبة زين الحقوقية واالدبية،بيروت .0246
3
الفيومي أحمد ،المصباح المنير في غريب الشرح الكبير،ج،0ص،292مادة قتل ،المكتبة العلمية،بيروت.
4
ابن فارس احمد ،معجم مقايس اللغة،تحقيق عبد السالم هارون،ج،5ص،56دار الفكر،بيروت.
5
ابن الهمام،دمحم عبد الواحد،فتح القدير،بدون رقم طبعة وبدون تاريخ نشر،ج42ص،022دار الفكر،بيروت.
6
الشربيني،دمحم بن أحمد،معني المحتاج الى معرفة معاني ألفاظ المناهج،ط،4ج5؛ص،044دار الكتب العلمية،بيروت.
7
حوري،عمر مجدي الدين،الجريمة:اسبابها مكافحتها،ط،4ص،082دار الفكر،دمشق.
8
العمر،اإلسراء،القضاء في االسالم ودوره في القضاء على الجريمة،ص،422دار المشر بالمركز العربي للدراسات االمنية و التدريب،الرياض.
9
همداد مجيد علي المرواني،مرجع سابق،ص.56
3
أما األستاذ دمحم فاروق النبهان عرف القتل بأنه"إمهاق روح إنساان بفعال انساان ااار،اا فعال
من العباد تزول به الحياة".11
مما سبق نللص إل القول بأن القتال فاي الشاريعة اإلساالمية هاو "ثباوت إمهااق روح إنساان
قصدا أو بغير يق،مقرر بمقتض الشريعة بفعل إنسان اار ناوى إياداه هاذه النتيجاة بمجارد
األعتداء.12
أمااا الشاارف لغااة فهااو ياادل عل ا فااي األصاال عل ا "العلااو و االرتفاااع" والشااريف:الرجاال
العالمي،وشاارف الحسااال باالباااء واألصاال واالستشااراف ان تضااع ياادك عل ا ياجب ا وتنظاار
كالذا سيظل من الشمس يت *** الشيء كأنه ينظار إلياه مان موضاع مرتفاع فيتاون متمتناا
من إدراكه أكثر".13
كما استعملت عبارة الشرف للداللة عل تفضيل بعض االشياء عل غيرها فعل سبيل المثاال
وصف بعض االيات القرآنية ييث قال ابو اسحاق :اشرف اية في القران اية الترسي.
هااذا التعريااف يحيلنااا ضاارورة وصااراية إل ا مفهااوم العاارم الااذا يعنااي لغااة "الجسااد" أمااا
اصفاليا إل الفهارة الجنسية أا التزام الشلص بسالوكا جنسايا ساويا ال يعرضاه إلا اللاوم
اإلجتماعي*.
أما في القانون الوضعي فيقصد بالعرم يرية المعاشرة الجنسية إذا كانت إرادياة ،لاذل فا ن
كل فعل يتضمن مساسا بهذه الحرية أو اللروج عنها إل الحادود الموضاوعة لهاا يعاد اعتاداء
عل العرم.15
10
دمحم ثوري كاظم :شرح قانون العقوبات:ص 9بغداد4911،
11
همداد مجيد عليالمرواني،مرجع سابق،ص.51
12
همداد مجيد علي المرواني،مر جع سابق ص51
13
ابن زكرياء أحمد بن فارس،معجم مقايس اللغة،بيروت ،دار احياء التراث العربي،الطبعة األولى،0224،ص495،499
14
ابن زكرياء أحمد بن فارس،معجم مقايس اللغة،بيروت ،دار احياء التراث العربي،الطبعة األولى،0224،ص495،499
15
علي أبو حجلة
4
أما الدافع يعناي "اإلثاارة ،وقاد ورد فاي كثيار مان المعجماات العربياة أن الباعاث مان بعثاه-
بعثة-يبعثه-بعثة عل الشيء-يمله عل فعله وبعثه من نومه بعثا :ما نبعث:أيقظه،فيقال البعاث
فالن لشأنه ،والبعث هو إثارة بارك أو قاعدة :فيقال بعثت التعبير ف ن بعث أثرته وثار.16
أما اصفاليا ،فناليظ غياب تعريف للدافع في الفقه القاانوني مماا أدى إلا ظهاور تعااريف
عديدة ،ييث ينظر كل كل فقيه من ماويته اللاصة ثم يسوق تعريف يتماش مع وجهة نظره.
ومن هذا المنفلق يمتن االشارة إل امسة إتجاهات قدمت تعاريف ملتلفة:
االتجاه األول؛ عرف الباعث بأنه الدافع اللفي الذا يحمل الفاعل عل ارتتاب الجريمة.17
االتجاه الثاني؛اعتبره الغاية التي يسع المجرم إل تحقيقهاا ،فياذهال أياد أنصاار هاذا االتجااه
إل أن الباعث هو الغاية التي يسع إليها المجمرم من إرتتاب جريمة.18
االتجاه الثالث؛ ذهال انصاره إل أعتبار السبال الذا دفع المجرم إل أقتراف الجريمة باعثا.
وعرفه أيد أنصار هذا الرأا بأنه اليبال الذا يدفع اإلنسا إل إرتتاب الجريمة.
األتجاه الرابع؛ عرف الباعث بأنه المصلحة التي تدفع الجاني إل إرتتاب الجريمة.
أما األتجاه الخامس ويعرف باالتجاه األنجليزا الذا عارف الباعاث علا كوناه الرغباة التاي
تدفع المجرم إل إرتتاب الجريمة .وعرفه الفقيه ROBERT-SANDESبأنه الرغباة أو
اللوف أو المؤثر الذا ينشأ الفعل األجرامي.
أما الفقيه هنرا عرف الباعث بأنه "الرغبة أو العاطفة التي تدفع الرء وتحركاه ليرتتاال فعاال
معينا".
هااذا االتجاااه القا نقاادا واسااعا نظاارا لتونااه يفتقاار للدقااة ماان جهااة وألن الرغبااة والباعااث غياار
مترادفان فألن كانت الرغبة تعني االشتهاء المجرد ف ن الباعث يعني اإلرادة فهو نشااط نفساي
واع.
16
ابن منظور لسان العرب،دار بيروت للطباعة والنشر ،المجلد الثاني،بيروت،4955منشورات دارمكتبة الحياة،بيروت،الطبعة االولى
17
سعدي بسيسو،مبادئ قانون العقوبات ص62
18
جندي عبد الملك،الموسوعة الجنائية،مطبعة االعتماد،القاهرة،4926،الطبعة األولى،الجزء الثاني،ص.69
5
ويمتن أن نسوق تعريفا قانونيا للباعث ييث عرفه الفقهيه همداد مجياد علاي المرماناي بأناه":
السبال الذا يدفع الجااني إلا اقتاران الجريماة كاألنتقاام والثاأرأو الشافقه ألنهااء ييااة ماريض
يتعذب من األلم أو بدافع الشرف في جريمة القتل أو الفمع أو الشجع كما في جرائم السرقة.
وقااد ااتلفاات التشاااريع الجزائيااة فااي تعريااف الاادافع فقااد عرفااه المشاارع السااورا والمشاارع
اللبناني بأن الدافع هو"الصلة التي تحمل الفاعل عل الفعل أو الغاية القصوى التي يتوااها.
بينما ال نجد تعاريف معينة في قانون العقوبات المصرا والعراقي تعاريف معيناة وإنماا تارك
المشااارع مهماااة الاااق تعرياااف للقضااااء مااان ااااالل اساااتلالة الظاااروف المحيفاااة بالواقعاااة
وظروف الجاني و المجني عليه.
مما تقادم يمتان ان نللاص بتعرياف شاامال للادافع فهاو"السابال الاذاتي الاذا يادفع المجارم إلا
إرتتاب الجريمة وهو متغير وملتلف من يالة إل اارى ومن شلص الار"
ييث ال يجال الللط بين الدافع والقصد اإلجرامي ،فالقصد األجرامي هاو اتجااه إرادة الجااني
إل ارتتاب الفعل المتون للجريمة وإل أيداه النتيجة برغبته.
ويمتن اإلشارة في هذا اإلطار إل اوجه االاتالف بين الدافع و القصد االجرامي والتي يمتن
جمعها في ثالثة نقاط.
ثانيا؛ الباعث متعدد ويلتلف من شلص الار عل االف القصد فهو وايد وثابت.
أما اوجه التشابه فيمتن أن نجمعها في نقفتين؛ األول أنهما يمثالن الحالة النفسية للجاني
االصااة القااول القصااد يتميااز بتونااه موضااوعي و ثاباات فااي ذات الجاارائم .ففااي جريمااة القتاال
القصد وايد ويتمثل في اتجاه نية نية الجاني إلا إمهااق روح بشارية بينماا يلتلاف الادافع مان
6
يالة إل اارى ومن شلص الار فقد يتون نبيال كالقتل بدافع الشفقة أو بغاياة تحقياق العدالاة
كما قد يتون مسيئا كاالنتقام أو الغيرة المهنية أو العاطفية.
إن الشااعوب واألجيااال عااادة مااا تعتااز بالعااادات و التقاليااد التااي ترثهااا عاان أجاادادها وماان هااذه
العااادات والتقاليااد المحافظااة علا الشاارف وردع كاال فعاال أو محاولااة ل عتااداء علا الشاارف
والعرم.
وجريمة القتل بدافع الشارف شاائعة فاي المجتمعاات البشارية مناذ العصاور القديماة ،فالجريماة
قديمة قدم اإلنسان والحجر وغصن الزيتون.19
ويمتن معاينة تفور القتل في التشريعات القديمة عبر العصور في ثاله مرايل.
المريلاة األولا :القتاال فاي التشااريعات القديمااة :يياث شااهد العااراق القاديم تفااورا قانونيااا ماان
ااالل شااريعة أورنمو،وليات عشتار،واشاانونا وشاريعة يمااورابي التاي تعتباار دلايال علا تقاادم
العراق في وضع الشارائع لحماياة اإلنساان والماال و الشارف .ولعال شاريعة يماورابي تتمياز
باابعض اللصوصااية فااي هااذا الموضااوع ييااث تفرقاات إل ا الجاارائم الماسااة بحياااة اإلنسااان
وسالمته البدنياة .فاالمواد 702 ،351و 702مان شاريعة يماورابي كانات تعاالت القتال العماد
والمادة 732جريمة القتل عل وجه اللفأ.
أما في مصر القديمة ف كان ت النفس عندهم مان المقدساات التاي ال يجاال التعادا أوالتفااول
عليهااا ييااث يااتم تسااليط عقوبااة االعاادام علا مرتتااال جريمااة القتاال العمااد وال يقااع التمييااز فااي
تفبيق العقوبة بين الحر والعبد والمواطن و األجنبي...
أما عند الرومان ف ن اا أعتاداء مااس بحيااة اإلنساان يعاقاال عليهاا القاانون .يياث نظام قاانون
توما وقاانون كاوا أيتاام جارائم القتال .كماا نضامت هاذه القاوانين أيتاام الجارائم التاي يتاون
موضوعها األعتداء عل شلص المل وقتل األنسان الحر وقتل أيد األصول أو األقارب.
19
همداد علي المرزاني،مرجع سابق،ص .421
7
لتن تجدر اإلشارة إل أن القوانين الرومانية كانت تبيح القتل فاي يااالت معيناة كحالاة الادفاع
الشرعي أو قتل العبد الهارب أو الشلص الذا يهت عرم إمراة ،وأعتبر القانون الرومااني
القتل بالسم أكثر الجرائم افورة.
أما عند اليونان ف ن جزاء جريمة القتل يلتلف بحسال إذا كان القتال عمادا أو عان افاأ ،يياث
يعاقال مرتتال جريمة القتل عمدا باإلعدام لتن بقع التلفيف فاي العقوباة فاي يالاة القتال بادون
قصد أو إن وقعت الجريمة تحت تأثير الغضال واألنفعال.
واعتبر التشريع اليوناني القتل في يالة الدفاع الشارعي يقاا طبيعياا .هاذه القاوانين فرقات باين
الدفاع ضاد االعتاداء الاذا يقاع لايال وباين االعتاداء الاذا يقاع فاي تانهاار فتانات تسامح بالقتال
للسااارق لاايال ولتنهااا ال تباايح القتاال بالنساابة للااذا يرتتااال الساارقة نهااارا إال إذا كااان االعتااداء
الموجه ضد من كان مسلحا.
معن ذل أن من يقتل إنسانا يقتل ،كما يعاقال من يضرب أباه أو أمه بالقتال ،أماا مان يضارب
عبده أو أمته بالعص ويموت نتيجاة الضارب ،ف ناه يناتقم مان الفاعال وإذا وجاد الساارق وهاو
يسرق فضرب ومات فلبس له دم .ولتن إذا اشرقت عليه الشامس فلاه دم ،وإن ولاي الادم الاذا
يتول قتل القاتل.
أمااا فااي الشااريعة المساايحية فهااي ال تتضاامن قواعااد تاانظم المعااامالت وتساان جاازاء لمرتتبااي
الجرائم كما ال توجد أيتام تنظم الدولة والروابط القانونية إال القاعادة المتعلقاة باالفالق والتاي
تقضاي باأن مان يجمعهام الارب ال يفارق بيانهم الفارد .لتان الفقاه المسايحي رأا معااكس ييااث
ذهال إل ضرورة تسليط جزاء االعدام عل القاتل.
أمااا بلصااوة الشااريعة اإلسااالمية فقااد أرساات العاادل واألاااالق وتجنااال كاال فعاال ياادعو إل ا
الرذيلة وإيذاء الناس والعقوبة تنقسم عل ثالثة أنواع يلتلف يسال افورة الفعل المرتتال.
8
فأوال عقوبة الحد وهي عقوبة يددها المشرع االالهي بنص في القران أو السانة النبوياة وهاي
عقوبة أساسها يماية للدين واألاالق.
ثانيا ،القتل قصاصا وهي عقوبة القتال العماد أماا علا القتال وجاه اللفاأ وشابه العماد فعقوبتاه
هي الدية .وتجدراالشارة إل أن القتل فاي يالاة الحارب أو الادفاع الشارعي سابال مان أساباب
األباية يجوم فيه القتل وتنتفي به الجريمة وبالتالي ال عقوبة.
كان القانون الفرنسي قديما يعاقال عل القتل .20كما سمح القانون الفرنسي لعائلة المجني عليه
إمتانية أاذ تعويضات مالياة مان الجااني وتجدراإلشاارة إلا قيماة التعويضاات تلتلاف يساال
صفة المجني عليه؛ ييث كاان تعاويض قتال رجال الادين أكثار مان تعاويض قتال الرجال الحار
والتعويض عن قتل الرجل الفرنسي أكثر من التعويض الرجل الروماني.
أما فاي القاانون الحاديث ،فاأوال تام سان قاانون العقوباات سانة 3273ثام قاانون العقوباات لعاام
3720الذا أعتبر القتل والضرب والجرح هي جرائم متعددة نابعة مان فعال واياد وهاو فعال
األعتداء عل سالمة جسم المجني عليه.
أما بالنسبة للشرف فهو مفهوم شهد كذل تفور تاريلي عبر العصاور يياث نجاد جاذوره فاي
االره الذا تركه الرومان وفي عادات وتقاليد الشعوب البربرية ووصاياهم.
ففي ذل الوقت كان سلوك المواطن وكرامته وشرفه قيم ال تقادر باثمن ولهاذا علا صاايبها
أن يحافظ عليها.
ويعااد الشاارف قيمااة محركااة وفعالااة فااي المجتمااع الماادني فأصاابحت القيمااة هااي معيااار لرجااال
الحاارب ،ييااث كااان الجنااود الفرنساايون يضااحون بتاال شاايء فااي ساابيل الش ارف ،كمااا أصاابح
الشرف الهة ودينا بجانال الدين المسيحي الذا سمي بدين الشرف أو دين الرجال.
ظهر مفهوم الشرف مع بداية الثورة الفرنسية عندما بدأ الناس يشاعرون بالرغباة فاي التلفياف
من قيود األاالق والدين وبدأ المجتمع ينتار ياق السالفة العاماة فاي االطاالع علا التفاصايل
9
اللاصة للحياة الشلصية للفرد ،بالتالي ظهر مفهوم جديد للشرف ال يهتم كثيارا بمفااهيم الادين
واألاالق عل الفية العرم ييث ركز هفا المفهوم عل الجااني والمجناي علياه فاي جارائم
الشرف.
وماان تفبيقااات هااذا المفهااوم المغلااوط كاناات منتشاارة فااي المجتمااع التااردا الااذا شااهد عنااف
وتمييز واضحا تجاه المراة التي كانت تقتل عل الفية الشرف ونفس الشايء ناليظاه بالنسابة
للعشائر العربية.
وفي نهاية القرن الثامن عشار وفاي عهاد الثاورة الفرنساي ة ضاعف المفهاوم الرجاولي للشارف
ويلت محله مفاهيم اارى كالحياة الحرة التريمة أو الموت.
وقد سيفرمفهوم الشرف عل أغلال التشريعات األوروبية إل القرن الثاامن وكاان يقاوم علا
فترة أن الزواج المقدس و ان كل عالقة غير مشروعة اارجه تعتبر تعد عل هذه القداسية.
وتتمن االهمية النظرية في دراسة موضوع القتل بدافع الشرف إل ضارورة تجااوم القاوانين
التااي تااأثرت باااألعراف الباليااة و العااادات والتقاليااد القديمااة .ييااث ناليااظ تمياازا واضااحا بااين
المرأة و الرجل في أمور عدة لعال مان اهمهاا الجواناال الجنساية يياث قامات القاوانين مدافعاة
عن كرامة الرجل و اوفا عليه من األضرار المعنوية فعاقبت المرأة ووضعت لها أشد يساابا
إذا منت أو يت تم التشتي فيها .هذه القوانين تحمل تبنت ايضا قاعدة جاءت بها األعاراف و
21
التقاليد مفادها أن "منا المرأة أكثر معرة وعارا من منا الرجل"
فااالمرأة هااي الويياادة المسااؤولة عاان شاارف و ساامعة العائلااة فيجااال عليهااا وياادها أن تصااون
عرضها صيانة لشرف العائلة يت وإن كان بقية أفراد العائلة ال يعرفون للشرف معن .22
ومن األهميات النظرياة كاذل ضارورة تجااوم المفهاوم المغلاوط للشارف و العاادات والتقالياد
التي تقودهاا األمثاال الشاعبية المتوارثاة مناذ باروم فجار التااري ياوم كاان قاانون الغااب يحتام
الناس.
وجدير بالذكر أنه في هذا العصر ماملت هنا مجتمعات تبارك القتل بدافع الشرف.
21
السرطاوي فواد:جريك=مة القتل بسبب الشرف بين الشريعة والقانون ،بحث منشور في مجلة الحقوق،ص .421
22
أحمد ياسين القرالة :القتل بدافع الش رف،أسبابه و عالجه،جامعة ال بيروت،االردن.
10
يشااير تقرياار أعدتااه األماام المتحاادة عااام 7070إل ا أنااه يقااع ساانويا يااوالي 5آالف شاالص،
ضحايا لـ”جرائم الشرف” أغلبهم من اإلناه ،فاي المجتمعاات المحافظاة ،يياث ينقاتلن انقاا أو
يرقا أو رجما أو طعنا.
وأصابحت جارائم الشارف شاائعة فاي بلاادان كثيارة ،مثال باكساتان ،أفغانساتان ،الهناد ،إيفاليااا،
األردن ،الاايمن ،تركيااا ،السااويد ،العااراق ،المغاارب ،ومصاار ،األماار الااذا ياادفع المنظمااات
الحقوقية والدولية للمفالبة بتشديد العقوبات عل هذا النوع من الجرائم.
وتحتل مصر المركز الثالث عربيا والـ 72عالميا في جارائم القتال ،بحساال تصانيف “نااميبو”
لقياس معادالت الجارائم باين الادول .فيماا كشافت دراساة صاادرة عان جامعاة عاين شامس ،أن
جرائم القتل العائلي ويدها باتت تشتل نسبة الربع إل الثلث في إجمالي جارائم القتال .وأكادت
دراسااة أااارى للمركااز القااومي للبحااوه الجنائيااة واالجتماعيااة ،أن %77ماان هااذه الجاارائم
تنرتتال بدافع العرم والشرف.
وانفالقا مما تقادم ،وللبحاث أكثار فاي موضاوع القتال بادافع الشارف يمتان أن نفارح الساؤال
التالي :
وعل اعتبار أن هذه الجريمة هي جريمة نابعة من دافع االنتقام الثأر فهاي تتمتاع بلصوصاية
من ييث مفهمومها وهو ماا سانعينه فاي الجازء األول وكاذل اصوصاية ناليظهاا مان ااالل
النظام العقابي وهو ما سنتفرق اليه في الجزء الثاني.
11
الجزء األول :مفهوم القتل بدافع الشرف:
ال يمتن يصر جريمة القتل بدافع الشرف في المجتمعات في قتل الزوجة الزانية ييث جااءت
تشاريع بعض الدول األارى بحاالت أارى لجريمة القتل بدافع الشرف وهو ما سنتعرم لاه
في مريلة أول -أ -ثم سنتعرم في مريلة ثانية إل أركان جريمة القتل بدافع الشرف -ب-
كانت جريمة الشرف منتشرة بين البشر منذ القدم وقد تام توقياع عقوباات لهاا تلتلاف باااتالف
صور األاالل بالشرف في المجتمع و يمتن تقسيم هذه الصاور إلا ثااله ،فنجاد جريماة قتال
الملوط به بدافع الشرف ،قتل األم لوليدها اتقاء للعار و الصاورة الثالثاة و األكثار أنتشاارا هاي
جريمة قتل الزوجة في يالة تلبسها بالزنا.
إن اللواط هو النوع من العالقات الجنسية التي تقوم باين جنساين متمااثلين كالعالقاة باين رجال
ورجل أو التي تجمع بين إمرأة وإمرأة والتي يعبر عنها بالسحاق.
وعرفه الفقه القاانوني بأناه " جمااع فاي دبار شالص ذكار كاان أو أنثا ،وهاو ناوع مان أناواع
23
الشذوذ الجنسي ،ويتم اللواط ب يالج القضيال كال أو جزء في دبر الشلص الملوط به...
وتعد هذه العالقاات غيار مشاروعة لتونهاا ألنهاا تعاد ناوع مان أناواع العالقاات الجنساية الغيار
طبيعية التي تجمع عادة بين الذكر والمرأة.
والبد من اإلشارة في هذا السياق بأن تسمية هذه العالقاات بغيار المشاروعة هاي تسامية نسابية
تلتلف بااتالف موقف القوانين ييث نجد قوانين تعتبرها ممارسة شااذة عان المجتماع ملالفاة
للقانون والنظاام العاام فهاي إذا عالقاات غيار مشاروعة بينماا نجاد قاواتين تانظم هاذه العالقاات
وتعفيهاااا المشاااروعية.و يمتااان أن نساااوق فاااي هاااذا اإلطاااار بريفانياااا يياااث كانااات القاااوانين
األنجليزيااة تساالط عقوبااة اإلعاادام عل ا ممارسااي هااذه العالقااات ثاام وبعااد ساانة 3283اففاات
23
وصفي دمحم علي:الطب العدلي علما وتطبيقا،بغداد ،4911ص.099
12
بالعقوبة إل السجن المؤبد .ولتن وبعد أن أثبتت الدراسات فاي بريفانياا إرتفااع نسابة العالقاة
24
غيارت بريفانياا سياساتها العقابياة فنظمات بين جنسسين متماثلين يت وصلت 25بالمائة
العالقة بين الجنسين المتماثلين.
أما الصاورة الثانياة هاي صاورة قتال االم لوليادها إتقااء للعاار ،وتعاد هاذه الجريماة مان جارائم
القتل الموصوفة التي فيها تعد عل الحياة.
فالمرأة بعد قيامها بعالقة جنسية اارج إطار الزواج ،تجد نفسها محيفة بنظرات المجتمع
السيئة ااصة إذا الفت هذه العالقة ثمار فللتللص المرأة من العار المحيط بها تقوم بقتل
وطفلها يديث الوالدة .وهذه الجريمة وهي من مللفات األعراف و التقاليد فهي ليست وليدة
هذا العصر ييث كانت الناس في عصر الجاهلية يوأدون البنت لتجنال العار أما الولد فتانوا
يقتلونه اشية موته من الجوع.
والتشريع الروماني كان يعفي لألب أن يقتل الففل يديث الوالدة لما له من سلفة عليه.
أما القانون الفرنسي القاديم فقاد كاان يانص علا عقوباة اإلعادام لاألم التاي تقتال طفلهاا وكاذل
الحال بالنسبة لألب إذا أمر بقتل الففل.25
وتنبغي اإلشارة أايرا إل أن هذه الجريمة تعد ظرف تلفيف في بعض الدول الشرقية.
أما الصورة الثالثة فهي تهم قتل الزوجة في يالة تلبسها بالزنا ،وهي تعد من أهم الجرائم التي
تبيح جريمة القتل بماأنها ترتتال دفاعا عن الشرف .وهاذه الجارائم ال تازال مباجاة إلا يومناا
هذا عل أعتبار أنها جرائم تسااهم فاي ترساي األااالق العاماة والتقالياد االجتماعياة الراسالة
ويماياة النااواة العائلياة .فااألن كااان الحفااظ علا العارم ماان األعااراف والمبااد السااائدة فااي
عديااد الاادول ثاام تبناهااا المشاارع ويولهااا إل ا إل ا قواعااد قانونيااة تهاام النظااام العااام ال يجااوم
ملالفتها .ويمتن في هذا اإلطار أن نسوق فاي هاذا اإلطاار القاانون الرومااني الاذا أجاام قتال
الزوجة المتلبسة بجريمة الزنا شريفة وقوع القتل أثناء الهيااج النفساي و الغضاال النااجم عان
يالة المفاجأة.
24
For details see Lbid at to.
25
همداد مجيد علي المرزاني،مرجع سابق،ص.006
13
وأما بالنسبة للقانون الصيني فقد كان يسامح للازوج أن يقتال موجتاه وعشايقها إذا ضابفها فاي
يالة تلبسهما بالزنا.
وكان القانون المصرا في عهد الفراعناة يبايح للازوج إياراق موجتاه وإلقااء رفاتهاا فاي نهار
النيل وبالعودة إلا القاوانين العراقياة القديماة نالياظ أن القاانون األساورا يانص علا أناه إذا
ضبط الرجل موجته مع رجل أار فقتلها ال يتحمل أية مسؤولية.
أما المادة 377من قانون يموارفقد نصت عل أنه إذا ضابفبت موجاة رجال مضافجعة ماع
رجل اار فعل الزوج ربفهما معا والميهما في النهر.
أما القانون الجزائي العثماني لم يشير إل يالة اإلنفعال إال عند ضابط الزوجاة أو المحارم فاي
يالااة التلاابس بالزنااا ،لتنااه ياانص فااي مادتااه 322عل ا أنااه إذا رأى رجاال موجتااه أو إياادى
محارمه مع رجل أار وضربها أو جريها أو ضرب كليهما فهو معذور.
والقار لمباد التشاريع السماوية ناليظ أن العدياد مان النصاوة فاي التاورات واألنجيال و
القران التريم تشير إل جرائم القتل فال يالة الزنا.
فالتوراة أشارت للحالة التي يرى فيها رجل موجته أو افيبته مع رجال ااار فاي يالاة الزناا،
فقااد جاااء فااي اإلصااحاح العشااريت ماان التااوراة أنااه "إذا كاناات الفتاااة ملفوب اة لرجاال فوجاادها
مضاافجعة مااع رجاال اااار فااي المدينااة فأارجهمااا كليهمااا إل ا باااب تل ا المدينااة فارجمهمااا
بالحجارة يت الموت.
وفي اإلصحاح العشريني أيضا "من منا ب مرأة إسرائيلي اار يقتل الزاني والزانية.
أما في الشريعة المسحية؛ ف ذا شااهد رجال شلصاا بفاأ موجتاه فلاه أن يفلاال مان التنيساة أن
تحتم بفس عقد الزواج ألن الفالق غير مسموح في هذه الديانة.
أمااا بالنساابة للشااريعة اإلسااالمية فااناليظ اتجاااهين ملتلفااين ،األول ال يساامح للاازوج أن يقتاال
موجته وعشيقها ويوجبون القصاة عل الازوج القاتال .أماا اإلتجااه الثااني؛ فيادعمون جاوام
قتل الزوج لزوجته وشريتها في يالة تلبسها بالزنا.إذا وجدها مع عشيقها يجامعان .
14
بعااد التعاارم لملتلااف الصااور التااي تقااوم فيهااا جريمااة القتاال باادافع الشاارف ساانتول األن
استعرام أركان هذه الجرائم كل عل يدى.
في هذا العنصار سانتعرم إلا أركاان جريماة اللاواط ،ثام أركاا جريماة قتال األم ألبنهاا إتقااء
للعار وفي مريلة أايرة أركان جريمة الزوجة الزانية.
الركن األول هو الركن المادا و المتمثال فاي اللواطاة باذكر أو باأنث ،26ويتفلاال هاذا الاركن
ضرورة شرطين ،هما؛ اإليالج ويعني ذل أن يتم إداال العضو التناسلي فاي دباال الملاوط باه
ف ذا لم يحصل اإليالج ال يمتن التحده عن اللواط ولتن يمتن إعتبار ذل شروعا فيه.
وتجدر اإلشارة إل أن إداال األصبع أو اا شايء أاار فاي دبار المجناي علياه ال يعاد جريماة
اللواطة.
أما الشرط الثااني فهاو ضارورة أن يتاون الملاوط باه يياا أماا إذا كاان دميتاا فاذل يعاد انتهاكاا
لحرمة الميت.
أما الركن الثاني لقيام هذه الجريمة هو ضرورة انتقاء رضا الضحية ومعن ذلا أن يصاايال
جريمااة المالوطااة أا فعاال صااادر ماان الضااحية يااويي بأنعاادام الرضاااة أو أن يصااايال فعاال
الجاني أا وسيلة تجعل الضحية فاقدة القدرة عل المقاومة أو اإلدالء برضاها.
ولقيا م الرضا البد أن يتون صادرا عن الراشد العاقل أا الباال مان العمار ثمانياة عشار سانة.
وأنتفاء الرضا تتحقق معه الجريمة.
وتجدر اإلشارة إل أن عدم رضا الضحية يمتن أن يتحقق أو يظهر من ااالل صاورتين ،فقاد
يتحقق بصورة صريحة أو قد يتحقق داللة كأن نجد عل جسد المجني عليه اثار عنف.
26
همداد مجيد علي المرزاني،مرجع سابق،ص.012
15
أما الركن الثالث هو القصد الجنائي ،ييث تعد جريمة اللاواط مان الجارائم العمدياة التاي تتجاه
فيها نية الجاني لتحقيق مقصده بصفة مباشرة .فالقصد الجنائي يتحقاق بتاوفر علام الجااني بأناه
يلوط بذكر أو بأنث .27
وألنتفاء الركن القصدا عل المتهم أن يثبت أنه لم يتن في يالاة وعاي كاملاة كاأن أتا الفعال
وهو في يالة ستر أو تناول مواد ملدرة.
ويتحققق القصاد الجناائي كاذل مان ااالل إدرام الجااني بعادم مشاروعية فعلاه أا أناه ملاالف
للقانون وتجدر اإلشارة إل أنه ال يمتت الدفع بعدم مشروعية الفعل.
ويشترط أيضا لتحقق القصد علم الجاني بعدم رضاء الضحية ورغم ذل يأتي الفعل.
االصة القول القصد الجنائي يتون متوفرا مت ما انصرفت نية الفاعل إل الواطة وهو عاالم
بعدم مشروعية الفعل وبعدم رضا المجني عليه.28
أما بالنسبة لجريمة قتل األم ألبنها إتقاء للعار فهذه الجريمة تقوم عل 5شروط.
أما الشارط الثااني هاو صافة الفاعال ،فمان الضارورا أن يتاون قاتال الففال والدتاه ،وتنبغاي
اإلشارة إل أن كل طرف يساعد األم في قتل وليدها يعد مرتتبا لجريمة القتل العمد وال يتمتاع
بظروف التلفيف التي تتمتع بها األم كما ذكرنا سابقا.
أما الشرط الثالث هو صفة المجني علياه هاو أن يتاون المولاود ياديث العهاد باالوالدة و يعتبار
الففل يديث الوالدة مثال في فرنسا طالما لم يتجاوم مجة تسجيله وهي ثالثة ايام.
أما الشرط الرابع هو أن يتون المولود ثمارة عالقاة قائماة ااارج إطاار الازواج ساواء أكانات
هذه العالقة مصحوبة بتغرير أو اغتصاب أو منا.
أما الشرط اللامس هو أن يتون الدافع إل القتل إتقاء للعار .فال يمتن قتل الولاد بتعلاة ضاعف
الحالة األقتصادية أو الحالة الصحية للمولود أو كونه مشوها .ويرى التشريع الجنائي العراقاي
27
همداد مجيد علي المرزاني،مرجع سابق،ص.016
28
همداد مجيد علي المرزاني،مرجع سابق،ص011
16
أن نية اتقاء العار ال يعتد بها إذا كانت األم قد جاهرت بحملها غير الشارعي أو فااارت باه أو
ذاع أمر يملها وافيئتها بين الناس ودافعت عنه.29
أمااا الصااورة األاياارة هااي جريمااة قتاال الزوجااة فااي يالااة تلبسااها بالزنااا .ويشااترط لقيااام هااذه
الجريمة توفر األركان التالية.
ثانيا التفاجأ بحالة التلبس ويفهام مان هاذا الاركن أن اناه يحتاوا علا ثالثاة عناصار األول هاو
عنصر المفاجأة؛ والمفاجأة تعني مباغتة الزوج أو القريال لمشهد الزنا.30
معن ذل أن ارتتاب القتل يجال أن يتون قاد تام فاي ممان المفاجاأة و تتحاق المفاجاأة بواقعاة
الزنا ففي هذه الحالاة تنقلاال نظارة الازوج إلا موجتاه ،فتتغيار الصاورة و ماا كاان يعتقاده فاي
موجته .والمفاجأة تعني أن الزود ينصدم بمشاهدة موجته متلبساة بالزناا فاي الوقات الاذا كاان
واثقا كل الثقة من عفة موجته ووفائها وأاالصها.31
وفي الواقع من يشاهد موجته أو إيدى محارمه فاال فاراو واياد ماع رجال شايتون فاي يالاة
انفعال شديد وقد يفقده المشهد قدرته عل التحتم في ردود أفعاله و تصرفاته.
وتعتبر التشاريع العربية أن الزوج ال يتون فاي يالاة مفاجاأة إذا كانات تاراوده شاتوك أو كاان
شبه متأكدا من تصرفات موجته المنحرفة.
أما العنصر الثاني هو عنصر التلبس بالزنا؛ ويعرف التلبس بأنه يالة ضبط الزوجة أو إيادى
32
المحارم ،وهي تباشر الفعل الجنسي مع شلص غير موجها.
معن ذل لقيام جريمة التلابس ال باد مان الشاروع فاي يالاة الجمااع غيار المشاروع أا التأكاد
بصفة قاطعة من يصول الليانة الزوجية .والتلبس ال يقتصر عل مشااهدة الازوج موجتاه أو
إيادى محارماه فااي يالاة اتصاال جنسااي بال يشامل كااذل كال وضاع تبنا باذاتها وبماا ال ياادع
مجاال للش عقال فال أن الزنا قد وقع ،أو أنه عل وش الوقوع.
29
همداد مجيد علي المرزاني،مرجع سابق،ص028
30
همداد مجيد علي المرزاني،مرجع سابق ،ص419
31
همداد مجيد علي المرزاني،مرجع سابق،ص419
32
همداد مجيد علي المرزاني،مرجع سابق،ص482
17
أمااا العنصاار الثالااث وهااو عنصاار القتاال فااي الحااال ،أا أن يقتاال الرجاال موجتااه يااال أكتشااافه
لليانة موجته معاه و تفاجئه بهذه الحادثة ة هي في وضعية تلبس .أا علا الازوج أن يرتتاال
جريمته يال المفاجأة.
وال يفوتنا الحديث في هذا السياق عن الحاالت التي تلارج عان نفااق التلابس ،ويمتان جمعهاا
في أربعة ياالت .األول إذا قام الزوج بقتل موجته بمجرد العثور عل رساالة تاويي بوجاود
عالقة جنسية غيرمشروعة ،ثانياا إذا تام القتال أثنااء ناوم الزوجاة وكاان قاد عثار علا شالص
تحاان الفااراو ال تجمعااه معهااا عالقااة غياار مشااروعة ،ثالثااا إذا قااام تاام قتاال الزوجااة بتعلااة عاادم
الفاعة و سوء السلوك وأايرا إذا قام الزوج بقتل موجته بعد أكتشاف كونها يامال من عالقاة
غير مشروعة.
بعد إستعرام الصور التي تدفع للقيام بجريمة القتل بدافع الشرف و اللوم في اركانهاا كال
منهااا عل ا ياادى سااوف نتعاارم فااي الجاازء الثاااني إل ا النظااام العقااابي لجريمااة القتاال باادافع
الشرف.
ألن كانت الشرائع الساماوية جااءت بقواعاد تتعلاق بجريماة القتال المرتبفاة بالشارف -أ -فاأن
جل القوانين الوضعية لم تتبنا ماا جااءت باه القاران والسانة بال تاأثرت بالعاادات و األعاراف
التي ولدت منذ عصر الجاهلية – ب.-
إن جريمااة اللواطااة فااي نظاار الشااريعة اإلسااالمية تعااد إنتتاسااة فااي الففاارة ،ومفساادة كبياارة
لألاالق.33
33
همداد مجيد علي المرزاني،مرجع سابق،ص092
18
وقاااد أاتلفااات اراء الفقهااااء فاااي يتااام اللواطاااة ،فقاااد ذهاااال رأا أول وهاااو رأا جماااع باااين
الشااافعي،مال واألوماعااي وأيااو يوسااف ومحماات باان الحساان وأبااو ثااور وإسااحاق والزهاارا
وأيمد و الزيدية إل أن يد اللواطة هو الرجم.
أما الرأا الثاني الذا جمع اإلما أبو ينيفة والحتام والظاهرياة إلا أن اللواطاة ليسات مناا وال
يد فيها.
أما الرأا الثالث عن اإلمام أيمد والشايعة الزيدياة أن يتام اللواطاة كالزناا أا جزاؤهماا مائاة
وتغريال عام.
أما بالنسبة لجريمة قتل األم لففلها أتقاء للعار فناليظ أن األسالم وتصدى لهذه الظاهرة
ويرمها بنص قراني ييث جاء في قوله تعال :
أما بالنسابة لجريماة القتال بسابال الزناا و هاي كماا ذكرناا ساابقا مان أكثار الجارائم إنتشاارا فاي
المجتمعات منذ قيم الزمان .وتجدر اإلشارة إل أنه فاي القاران التاريم ال توجاد قاعادة مباشارة
تبيح قتل الزوجة عند تلبسها بالزنا وإنما هناك بعض االيات القرانية التاي القات اااتالف باين
ْيَن تيْ تف فَا تََْنىوا َ
ْيَ تينم بمثتن َمنا العلماء في تحديد ما جاء فيها من قولاه تعاال {":ف َمنِ ا تََْن َى ع َ
َّللاَ َوا تْيَموا أ َ َّن َّ
َّللاَ َم َع ا تلمََّق َ ْيَ تيْ تف ۚ َواتَّقوا َّ
ا تَْ َ َى ع َ
36
يِ }
قاس بعض الفقهاء عل قاعدة المحرمات قصاة وأعتبروا أن الزنا هاو أعتاداء علا الازوج
فله أن بعتدا عل من أعتدى عليه.
أما السنة النبوية الشريفة فقد تداول أن الرسول ملسو هيلع هللا ىلص أيد وأجام القتل في يالة أن يارى الشالص
رجال يزني بامرأته فيضربه بالسيف.
34
سورة التكوير:االية .9-8:
35
سورة اإلسراء االية .24
36
سورة البقرة:االية492
19
أما بالنسبة إل فقهاء الشريعة اإلسالمية فقد أجمعوا علا ضارورة الادفاع عان العارم أكثار
من الدفاع عن المال بتعلة أن المال يمن إسترداده في يين أن العرم ال يمتن فيه ذل .
األول رأى أنه ال يسوغ للزوج أن يقتل موجته ومن منا بها لذل هم يسمحون بالقصاة.
وتعليلهم في ذل أن قتل الزانين فيه إقاماة للحاد والتاي تعاد مان وظاائف اإلماام دون غياره وال
يمتن القيام بها من غياره إال بتفاويض مناه .كماا عللاوا رأيهام باأن اساتعمال الساالح فاي تغييار
المنتر من صالييات الوالة.
أما اإلتجاه الثاني فقد أعتبار أناه يمتان للازوج أن يقتال موجتاه ومان معهاا ولتان علا أساساي
شرطين.
األول هااو وجااود شااهود يشااهدون بوقااوع القتاال أثناااء التلاابس بالزنااا والثاااني اعتااراف واقاارار
أولياء الدم بوقع القتل بسبال الزنا.
كذل الشريعة المسيحية لم تتفرق إل العقوبة لجريمة القتل او اإليذاء المرتتبة يال المفاجاأة
بالزناا ألن الدياناة المساحية تقااوم علا ثالثاة أساس:وهااي التساامح والغفاران ،المصاالحة علا
أساس أن وسيلتها إل التوبة نفوق وسيلة العقاب ،لذل ال يجوم ل نساان بموجاال هاذه الدياناة
37
أن يغضال أو أن ينفعل.
وفي سياق النزعة السلمية للمسيحية يجادر علا كال إنساان أن يحاال االاارين يتا وأن كاان
عدوا له .و هو ما جعل هذه الديانة ال تقول بالعقاب عل الزنا وهو ما يدال فاي إطاار الرغباة
اإلصاليية التي تتبناها المسيحية.
وقااد ورد فااي العهااد الجديااد تحاات عنااوان الماارأة الزانيااة".....جاااء التتبااة بااامراة بغتااة فااي منااا
متلبس بالزن وأقاموها في وسط،وقالوا له يا معلم ،إن هذه المرأة،فأنت مااذا تقاول؟ قاال لهام:
من هو فيتم بال يفيئة فليبادأ ويرميهاا بحجار .فلماا سامعوا طفقاوا يلرجاوان وايادا فويادا...
وبقي هو ويده والمرأة قائمة في الوسط فانتصال يسوع وقال لها :يا امراة ايان هام؟ ألام يحتام
37
همداد مجيد علي المرزاني،مرجع سابق،ص021
20
علي أيد ؟ قالت ال أيد يا سيدا .فقاال يساوع....وال أناا أيتام عليا ،اذهباي وال تعاودا إلا
اللفيئة من بعد.38
وجاء في األنجيل مت :أنه إذا شاهد الرجل شلصا يواطاأ موجتاه ،فلاه أن يفلاال مان محتماة
التنسية أن تحتم له بفس الزواج.
أمااا بالنساابة للشااريعة اليهوديااة فقااد جاااء بااالتورات علا أواماار وأيتااام مانعااة ماجاارة بغاارم
يماي الشرف.
ييث تعاقال بأعدام عل منا الرجل بامرأة متزوجة وأبايات قتال المارأة المتزوجاة و شاريتها
ولتن لم تحدد من له الحق فال قتال المارأة المتزوجاة الزايناة .كماا يلتلاف األمار فاي الشاريعة
اليهودية بين يالة ضبط المرأة المتزوجة وشريتها في يالة اللبس بالزن وبين فتاة عذراء.
لتن هل الموقف العقابي لجريمة القتل بدافع الشارف يلتلاف بالنسابة للقاوانين الوضاعية ؟ هاذا
ما سنعاينه في العنصر الثاني.
نبدأ بحثنا في هذا العنصر األول بالصورة األول وهي قتل الملوط به بدافع الشرف.
يعااد قتاال الشاالص الااذا يمااارس اللااواط جريمااة قصاادية تسااتوجال العقاااب بالنساابة للعديااد ماان
الدول التي تنظم العالقة بين شلصين بين جنسين مثماثلين وعلا سابيل المثاال بريفانياا التاي
تنظم العالقة بين المثليين وكذل السويد.
في يين تعتبر دول عربية قتل المثلي الذا يمارس عالقة جنسية ماع شالص مان جنساه مبااح
وهو ماذهبت إليه محتمة التمييز العراقياة فاي يتام لهاا يياث جااء فاي ناص هاذا الحتام أن ":
قتاال الولااد بساابال تعاطيااه الواطااة يصااح معااه االسااتدالل بالمااادتين 372و 310ماان قاااانون
العقوبات العراقي باعتبار القتل وقع لباعث شريف وهو غسل العار".39
38
إنجيل القديس يوحنا ،االصحاح الثامن ،االية ،44-4دار الكتاب المقدس في الشرق األوسط،بيروت،لبنان4991،
39
قرار محكمة التمييز العراقية 491جنايات لسنة 4912المنشور في النشرة القضائية-العدد األول:ص.288
21
وفي قرار اار لمحتمة التميياز العراقياة أعتبارت المحتماة إقادام الماتهم علا قتال شاقيقه عناد
مشااهدته أشلاصااا بلوطااون بااه يتااون مشاموال بالعااذر القااانوني الملفااف ،ألن العااار ساايان إذا
كان قد ارتتال امرأة أو رجل ،إذ أن العبرة بوجوده،وليس بمن كان مصدره.
أما في القانون التونسي ال يوجد نص يسمح بقتل ممارسي اللواط وأنما معاقبة المثلياين نظمهاا
القانون الجزائاي صاراية فاي الفصال 710مان المجلاة الجزائياة والتاي سالفت علايهم عقااب
ثالثة سنوات.
أما بلصوة الصورة الثانية وهي قتال األم لولادها اتقااء للعاار ،ااتلفات التشاريعات العقابياة
بشأن تجريم والمعاقبة عل هذه الجريمة.
فعل سبيل المثال جاء بالمادة 553من قانون العقوبات اللبناني التي تانص علا أناه ":يعاقاال
باالعتقال المؤقت الوالدة التي تقدم عل قتل وليدها الذا يملات باه سافايا،وال تانقص العقوباة
عن امس سنوات،إذا وقع الفعل عمدا.
أما المشرع الجزائي فقد نص في المادة 783من قانون العقوباات الجزائاي لسانة 3788علا
أنه":يعاقال باالعادام كال مان ارتتاال جريماة القتال ،أو قتال األصاول أو التصاميم ،وماع ذلا
تعاقال األم،سواء أكانت فاعلة أصلية ،أم شريتة في قتل أبنهاا الحاديث العهاد باالوالدة بالساجن
المؤقت من عشر سنوات إل عشرين سانة علا أن ال يفباق هاذا الانص علا مان سااهموا أو
اشتركوا معها في ارتتاب الجريمة".
أما قانون العقوبات التونسي لسنة 3728فقد نص في الفصل 733منه عل أنه":قتل المولاود
قتاال األم لمولودهااا بمجاارد والدتااه ،أو أثاار والدتااه ،وعقابااه هااو األشااغال الشاااقة ماادة عشاارة
أعااوام ".ثاام نقااح بالقااانون عاادد 71لساانة 3727المااؤرف فااي 72فيفاارا 3727فأصاابحت
"تعاقال بالسجن مدة عشر أعوان األم القاتلة لمولودها بمجرد والدته أو اثر والدته".
أما في القانون الفرنسي فقد طرأت عدة تغييرات فبعد أن كانت عقوبة الجاني بموجال القاانون
لسنة 3230الموت مهما كانت صالته باالمجني علياه ،وجااء قاانون سانة 3703فاأمال عقوباة
الموت عن األم المرتتبة لجريمة القتل لولدها وفي عام 3723صدر قاانون جعال مان جريماة
22
قتل طفال ياديث العهاد جنحاة إال أناه فاي عاام 3752صادر قاانون جاديت أعااد لهاذه الجريماة
الصفة الجنائية.
وأاياارا صااورة قتاال الزوجااة فااي يالااة تلبسااها بالزنااا فساانلوم أوال فااي البحااث عاان موقااف
القوانين األجنبية .فقاد كاان القاانون الفرنساي يعتارف باالساتفزام فاي البداياة إال أناه ألغااه سانة
3725ييث تم إلغاء مواد التجريم اللاصة بالزناا جميعهاا فاي قاانون العقوباات الفرنساي إلا
جانال إلغاء عذر قتل الزوجة الزانية في يالة تلبس إذ عد المفاجاأة بالزناا عاذرا ملففاا لعقااب
الزوج الذا يرتتال قتل موجته.
أما قانون العقوبات االيفالي لعام 3710فقد وسع من نفاق العذر في الماادة 522منه،ليساتفيد
منه األب واألف إذا ارتتبا جريمة القتل في لحظة اكتشاافهما العالقاة الجنساية غيار المشاروعة
وجعل عقوبة الجاني ال تقل عن ثالثة سنوات وال يزيد عن سبع سنوات.
أما المريلة الثانية فتستوجال البحث عن موقف القوانين العربية من هذه الجريمة.
وتتفق أكثر القوانين العقابية في العالم العربي عل أعفااء الازوج فاي يالاة المفاجاأة بمشااهدة
موجته بالزنا،العذر المعفي للعقاب أو الملفف له.
فعل ا ساابيل المثااال ،قااانون العقوبااات المصاارا لساانة 3712وقااانون الجاازاء التااويتي لساانة
3780والقانون المغربي لسنة 3757والقانون الجزائرا لسنة 3788والقاانون اللبنااني لسانة
3721وكذل قانون العقوبات الليبي لسنة 3751أعتبرو تلبس الزوجة بالزنا عذرا ملففا.
وقد جعل القانون التويتي من هاذه الجريماة عاذرا قانونيناا ملففاا فاي الماادة 351مان القاانون
الجزائي التويتي بقوله من فاجأ موجته ياال تلبساها بالزناا أو فاجاأ ابنتاه أو أماه أو أاتاه ياال
تلبسها بمواقعة رجل لها ،وقتلها في الحال وقتل من يزني بها أو يواقعها أو قتلهماا معاا يعاقاال
بالحبس مدة ال تتجااوم ثااله سانوات وبغراماة ال تتجاومثالثاة االف رةبياة أو ب يادى هااتيتن
العقوبتين.
ومن نايياة أاارى هنااك بلادان عربياة تعتبار الزناا عاذر يعفاي مان العقااب .فقاانون العقوباات
السورا عدد 322لسنة 3727نص في المادة 522منه عل أنه يستفيد من العذر المحل مان
23
فاجأ موجته أو أيد أصوله أو فروعه أو أاته فاي جارم الزناا المشاهود او فاي صاالت جنساية
فحشاء مع شلص اار فأقدم عل قتلهم أو أيذاء أيدهما بغير عمد.
أما القانون التونسي لم يقدم نص يبيح او يلفف العقوباة علا الازوج الاذا يقتال موجتاه وانماا
نظم عقاب للزاني أو الزانية وهو ما يمتن القول معه أن قتل الزوج أو الزوجة لشريتها بتعلاة
الزنا يعد جريمة قتل قصدية فالقانون التونسي ال يأاذ بالباعث.
وقد سلط المشرع الجزائي التونسي عل الزاني عقوبة مادتها امساة سانوات و بلفياة قادرها
امسمائة دينار .ولتن المشرع التونساي وضاع شاروط لقياام عملياة التتباع يياث ال يحصال إال
بفلال من الزوج أو الزوجة الذين لهما ويدهما الحق في ايقاف التتبع او ايقااف تنفياذ العقااب.
وتجاادر االشااارة ال ا أن الشااري يعاقااال باانفس العقاااب المقاارر للزوجااة أو الاازوج المرتتااال
للجريمة.
االصااة القااول ،تعتباار جاال القااوانين العربيااة أن الشاارف هااو مسااؤولية الماارأة وياادها وهااي
المسؤولة عنه والحارسة لاه وتعاقاال علياه عقوباات ساالبة للحرياة وهاي أيتاام يتا الشارائع
السااماوية بريئااة منهااا فهااي ولياادة جهاال الشااعوب و تقديسااها للرجاال و تتريسااها ألمثااال شااعبية
متللفة لعل أبرمها "الرجل ال يعيبه شيء".
ومن هذا المنفلق لعله من الضرورا تجاومهذه األعاراف ووضاع قواعاد و عقوباات معقولاة
ضامنة للحقوق والحرية واألنصاف و المحاكمة العادلة ،فعهد قانون الغاب قد ولا ولان يعاود
ونحن اليوم في عهد القانون وكل مرتتال للجريمة يعاقال بما ينص عليه المشرع.
قائمة المراجع
24
المراجع باللغة العربية
المراجع العامة:
المراجع اللاصة:
-هماداد مجياد علااي المرماناي" :القتاال بادافع الشاارف:دراساة قانونياة مقارناة بالشااريعة
االسالمية"،متتبة مين الحقوقية واالدبية،بيروت .7038
25
المقاالت :
-أيمااد ياسااين القرالااة" :القتاال باادافع الشاارف ،أساابابه وعالجااه" ،جامعااة ال البياات-
األردن.
المذكرات:
-من تقية":الشرف والقانون الجنائي"،كلية الحقوق والعلوم السياساية بتونس،تاونس
.3772
-ايناااس الفبااوبي ":الليانااة الزوجيااة"،رسااالة لنياال شااهادة الماجسااتير فااي القااانون
اللاة والعلوم الجنائية"،كلية الحقوق والعلوم السياسية بتونس،تونس .7031
26