Professional Documents
Culture Documents
التداول 2
التداول 2
تقتصر على مناقشة ظوهر األمور بل تغوص في أعماقها محاولة البحث عن حقيقتها ومن بين تلك
المواضيع نجد الوضع البشري الذي يحيل على الوجود اإلنساني الذي يتميز عن باقي الكائنات األخرى
بالتركيب و التعقيد فإذا كان الوجود الحيواني مثال يحدده البعد الفطري الغريزي فإن الوجود اإلنساني
تتداخل في تحديده العديد من األبعاد و المستويات منها البعد الذاتي الذي يتم النظر إلى اإلنسان كذات
مستقلة و عاقلة و مسؤولة .هذه المجزوءة تتضمن مجموعة من المفاهيم لعل أبرزها مفهوم التاريخ الذي
يحيل إلى حركة اإلنسان في الزمان و المكان فالحديث عن التاريخ و هو الحديث عن الماضي و كل
مجهود يهتم بالتفكير فيه يسمى تاريخا نظرا لكونه ينقل أحداثا ووقائع حصلت في الماضي .و القولة
التي بين أيدينا تعالج اإلشكالية المتعلقة حول التاريخ و فكرة التقدم .يتمحور النقاش الفلسفي و اإلشكالي
في هذا السياق المتعلق بمسار تقدم التاريخ فهناك من يعتبر أن التاريخ يأخذ مسارا خطيا متصال يسير
نحو هدف محتوم فيما هناك من يعتبر أن التاريخ يأخذ مسارا منفصال و متقطعا و محكوم بالصدفة و
العشوائية ومن هنا يمكن أن نتساؤل على النحو التالي:
ما التاريخ؟ هل يسير التاريخ نحو غاية معينة؟ هل هناك منطق يحكم التاريخ أم أن األحداث التاريخية
تضع بشكل عشوائي؟
تدافع القولة المماثلة أمامنا عن أطروحة جوهرية مفادها أن ...وهذه القولة التي نحن بصدد تحليلها
تتضمن مجم وعة من المفاهيم من أبرزها مفهوم التاريخ الذي يحيل إلى دراسة و تحليل الوقائع و معرفة
األسباب وراء حدوثها و تأثيرها على اإلنسان و دوره في صنعها و أما بالنسبة لمفهوم التقدم فيدل على
صفة يمكن أن ترتبط بمجال ما كالعلم مثال و كل تطور و تغير يلحق مجاال ما و من خالل دراستنا
للمفاهيم السابقة يتضح أن هناك عالقة ...ألن ...و لتدعيم األطروحة يمكن اإلعتماد على مجموعة من
الحجج الواقية...
إذا كانت األطروحة المتظمنة في القولة تشير إلى أن ...لألطروحة قيمتها الفلسفية إذ تضمنت فكرة
مفادها أن ...لكن برغم مما قدمته األطروحة إال أننا أحيانا نجد أن(تاريخ يسير بشكل منظم :إن التاريخ
يتقدم بشكل مستمر و غير متقطع من خالل الصراع الطبقي حيث بدأ الصراع بين العبيد و األسياد
مرورا إلى الصراع بين عامة الناس و مالك األراضي ثم بين الطبقة الثالثة و النبالء وصوال إلى
الصراع بين الطبقة البرجوازية و الطبقة العاملة في المجتمع الرأسمالي ومن هنا يظهر أن الصراع بين
الطبقات كان متسلسل بين الطبقة الغنية و الفقيرة ≠ تاريخ يتقدم بشكل غير منظم :إن التاريخ يتقدم بشكل
فجائي و متقطع فمثال إكتشاف أمريكا و أيضا أحداث التايتنك و اندالع الحرب العالمية األولى و بعد
زمن إندالع التانية و من هنا ينظر أن التاريخ فهو فجائي و غير مستمر بشكل متسلسل بل متقطع و
تحكمه الصدفة) فإلى أي حد يمكن القبول بهذه األطروحة؟
إيجابا عن التساؤل السابق سننفتح على مجموعة من المواقف الفلسفية التي قاربت اإلشكالية ذاتها
فانسجاما مع تصور صاحب ال قولة نستحضر عالم أنتروبولجيي و الفيلسوف الفرنسي كلودليفي ستروس
الذي يرى أن التاريخ عرف مجموعة من التطورات و تغيرات عبر عدة مراحل مختلفة غير أن هذه
التغيرات لم تتم بشكل متسلسل و منظم بمعنى أن التقدم التاريخي ال يسير وفق خط متصل و إنما من
خالل قفزات ففي لحظة يمكن للتاريخ أن يتقدم فيها لألمام و في لحظة يمكن أن يعود فيها التاريخ للخلف
و بالتالي فمسار التاريخ عرف مجموعة من التغيرات و هو ال يسير بشكل متسلسل بل عبر قفزات و
طفرات على عكس الموقف السابق ير فيلسوف ألماني كارل ماركس أن تقدم في التاريخ يسير وفق خط
مرسوم و تصاعدي من طرف البنية الفوقية التي تمثل الوعي و تطور الفكر ومن طرف البنية التحتية
التي تجسد الواقع اإلقتصادي و تضم كل من القوى اإلنتاج و عالقات اإلنتاج و هذا يخلق بين الطبقة
البروليتاريا و الطبقة البرجوازية صراع الذي يشكل محرك التاريخ.
نستنتج مما سبق أن األطروحة المتضمنة في القولة تؤكد أن ...بناء على ما سبق يمكن القول بأن
التصورين السابقين قدمان فكرتين مختلفين لمنطق التاريخ تصور يرى أن التاريخ يسير وفق خط
مرسوم و تصاعدي و تصور مخالف يرى أن التاريخ عبارة عن سل من اإلنقطاعات و طفرات و يبقى
السؤال الذي يفرض نفسه في األخير هل اإلنسان فاعل في التاريخ؟