Professional Documents
Culture Documents
الاختصاص القضائي الدولي للمحاكم المغربية
الاختصاص القضائي الدولي للمحاكم المغربية
Summary:
P 274 مـجلة علمية حمكمة © ردمد * ISSN: 2550 – 603Xاإليداع القانوني 80غ 7802 /م
الـعدد 36من مجلة الباحـث للدراسات واألبحاث القانونية والقضائية /RJLGRS/هشـر فرباير 2024
TEL + 212 649027884 ww.allbahit.com Majalatlbahit2017@gmail.com
addition to the fact that they are national rules that the national legislator
contributed to in making, and they are one-sided as they only seek to determine
the cases that the national judiciary is competent to consider, the general
principle is that the national legislator is the one who determines the cases of
jurisdiction of the national courts with regard to the consideration of private
international disputes, in view of the national character that It is distinguished by
’the rules of international judicial jurisdiction, and this is what most countries
legislation has settled on in activating general principles that they follow as
controls to determine the jurisdiction of their courts.
Keywords for the article in English: Conflict of laws - support officer -
nationality - private international disputes
مقدمة :
إن تعدد العالقات و تشعبها جعلت العالم شبيها بقرية صغيرة ،فأصبح فيه التعامل بين
األشخاص من جنسيات مختلفة أمرا عاديا ،وما ُّ
ينجر عن ذلك من منازعات تعرف بالمنازعات
الخاصة الدولية التي يؤطرها القانون الدولي الخاص عن طريق تنظيم العالقات الداخلية والتي
يمكن أن تكون عرضة لتنازع االختصاص القضائي الدولي الذي ينظم بدوره مسائل اختصاص
املحاكم الوطنية أو عدم اختصاصها في المنازعات التي تتضمن عنصرا أجنبيا(.)532
كما يعد االختصاص القضائي من المسائل التي يفصل فيها القاض ي الوطني بمناسبة
النظر في المنازعات الخاصة الدولية ،ويقصد به الحدود التي تباشر فيها الدولة سلطاتها
القضائية في مقابل السلطات القضائية لدولة أخرى ،حيث بموجبه يتم تعيين حدود والية
محاكم الدولة في المنازعات المشتملة على عنصرأجنبي اتجاه غيرها من الدول ،وتتكفل كل دولة
بتحديد اختصاصها بنظر تلك المنازعات احتراما لسلطتها وسيادتها ،ومنه تتخذ القواعد
المنظمة لذلك االختصاص المتعلق بالطابع الوطني والذي يعد من صنع مشرع الدولة ما لم
( )532زريويل محمد ،محاضرات في القانون الدولي الخاص ،جامعة المولى إسماعيل ،كلية العلوم القانونية و االقتصادية
واالجتماعية ،مطبعة سجلماسة ،مكناس ،5252\5228 ،ص .22
P 275 مـجلة علمية حمكمة © ردمد * ISSN: 2550 – 603Xاإليداع القانوني 80غ 7802 /م
الـعدد 36من مجلة الباحـث للدراسات واألبحاث القانونية والقضائية /RJLGRS/هشـر فرباير 2024
TEL + 212 649027884 ww.allbahit.com Majalatlbahit2017@gmail.com
يتعلق األمر بإحدى سلطاتها -السلطة القضائية -مع مراعاة المصلحة الوطنية والعالقات
الدولية ،كما تهدف قواعد االختصاص القضائي إلى تيسيرالتقاض ي وحسن سيرالعدالة(.)533
وتقتصردراستنا هذه على موضوع االختصاص القضائي الدولي لما تتميزبه قواعده إضافة
للضوابط التي تسترشد بها املحاكم الوطنية في تحديد اختصاصها بنظر المنازعات المتضمنة
عنصرا أجنبيا ،ومع األخذ بعين االعتبارالقيود المفروضة عليه.
تبرزأهمية موضوع الدراسة في تنامي المنازعات الدولية الخاصة وما يترتب عنها من تداخل
في المسائل القانونية ،وهذا راجع لعدة أسباب لعل أبرزها تجاوزعالقات األفراد الحدود الوطنية
و التي لم تعد قاصرة على حدود دولة معينة ،األمرالذي يترتب عليه نشوء نوع من العالقات ذات
البعد الدولي الخاص.
وبما أن القضاء يعتبر مظهرا من مظاهر سيادة الدولة ،فان محاكم الدولة مسؤولة عن
الفصل في المنازعات التي تقع داخل إقليمها سواء كانت تتضمن عناصر وطنية أو
أجنبية(،)534نظرا لعدم وجود محكمة دولية يمكن لها أن تنظرفي المنازعات الدولية الخاصة.
و نظرا ألهمية االختصاص القضائي الدولي في تحديد اختصاص املحاكم الوطنية للنظرفي
المنازعات ذات العنصراألجنبي ،اضافة ألهمية قواعده و الضوابط المعتمدة كمعايير لتحديد
هذا االختصاص يظهر أن الموضوع يطرح عدة مشاكل منها ما هو نطاق اإلختصاص القضائي
الدولي للمحاكم المغربية؟ وما هي ضوابط اإلختصاص القضائي الدولي للمحاكم المغربية؟
يظهر جليا أن تلك المشاكل وغيرها أدت إلى إشكالية هامة وهي على أي أساس يتحدد
اختصاص املحاكم المغربية بنظرالمنازعات الخاصة الدولية ،وما موقف التشريع المغربي من
ذلك.
إن األهداف المتوخاة من دراسة هذا الموضوع ترجع باألساس لتسليط الضوء على
موضوع االختصاص القضائي الدولي ،وبيان الضوابط التي ساهمت في ذلك ومدى مسايرة
المشرع المغربي للتشريعات المقارنة في تحديد اختصاص املحاكم الوطنية للنظرفي المنازعات
الدولية الخاصة سعيا منه إلى إرساء قواعد اإلختصاص الدولي مساهمين بذلك في إثراء هذا
( ) 533المسعودي العياشي ،محاضرات في القانون الدولي الخاص ،جامعة سيدي محمد بن عبد الله ،كلية العلوم القانونية و
االقتصادية واالجتماعية ،فاس 2882-2898 ،ص .228
( )534المسعودي العياشي ،مرجع سابق ،ص 212
P 276 مـجلة علمية حمكمة © ردمد * ISSN: 2550 – 603Xاإليداع القانوني 80غ 7802 /م
الـعدد 36من مجلة الباحـث للدراسات واألبحاث القانونية والقضائية /RJLGRS/هشـر فرباير 2024
TEL + 212 649027884 ww.allbahit.com Majalatlbahit2017@gmail.com
الموضوع الذي عولج بقدر محتشم،وفي المقابل تناولنا في هذه الدراسة النظرية العامة
لالختصاص القضائي الدولي وكذلك اختصاص املحاكم المغربية بالنظرفي المنازعات المشتملة
على عنصرأجنبي.
بهدف معالجة هذه اإلشكالية ومختلف التساؤالت التي تثيرها الدراسة ،استعنا بالمنهج
الوصفي في سرد المعطيات وذلك من خالل تناول اختصاص املحاكم المغربية في المنازعات
الدولية الخاصة ،في حين أننا وظفنا المنهج التحليلي خاصة عند تحليل نصوص الفصلين ،27
28من قانون المسطرة المدنية ( )535املحددة الختصاص املحاكم المغربية ببيان ما تضمنته من
أحكام.
وفي سبيل اإلجابة عن اإلشكالية المطروحة قمنا بتقسيم الموضوع إلى شقين :أوال :انعقاد
اإلختصاص للمحاكم المغربية على أساس ضابط الجنسية .ثانيا :تقييم ضابط الجنسية
كمعيارلثبوت االختصاص القضائي الدولي.
تعتبر الجنسية ضابط الختصاص القضاء الوطني وذلك لكونها رابطة قانونية وسياسية
تربط الفرد بالدولة ،وتختص املحاكم الوطنية بناء عليها بالفصل في المنازعات التي يكون
مواطنيها ()536أطراف فيها حتى ولو كان مكان إقامتهم بالخارج.
وهذا ما اعتمده المشرع المغربي من خالل نصوص الفصلين 27و 28من قانون المسطرة
المدنية في ما يتعلق بالمنازعات المتضمنة عنصرا أجنبي.
ويتضح من خالل هادين الفصلين أن املحاكم المغربية تختص بالنظر في الدعوى متى كان
المدعي أو المدعى عليه مغربيا بغض النظر عن مكان نشوء العالقة القانونية( ،)537ولذلك
سنتطرق لمضمون ضابط الجنسية ،ثم ننتقل لبيان شروط إعمال هذا الضابط.
( )535ظهير شريف بمثابة قانون رقم 2.12.221بتاريخ 22رمضان 59( 2382شتنبر )2812بالمصادقة على نص قانون
المسطرة المدنية كما ثم تعديله و تثميمه ،الجريدة الرسمية عدد 3532مكرر ،بتاريخ 23رمضان 32( 2382شتنبر ،)2812
ص .5122
(536)Pierre Mayer, Droit international privé, 1997, N°807, paris, P 577
() 537زريويل محمد ،محاضرات في القانون الدولي الخاص،مرجع سابق ،ص .33
P 277 مـجلة علمية حمكمة © ردمد * ISSN: 2550 – 603Xاإليداع القانوني 80غ 7802 /م
الـعدد 36من مجلة الباحـث للدراسات واألبحاث القانونية والقضائية /RJLGRS/هشـر فرباير 2024
TEL + 212 649027884 ww.allbahit.com Majalatlbahit2017@gmail.com
تعتبر الجنسية كضابط في تحديد االختصاص القضائي للمحاكم الوطنية ومن خاللها
سنتناول في ما يلي بيان مضمون ضابط الجنسية من خالل مفهومها ،أنواعها والتنازع االيجابي
والسلبي الخاص بها في ظل التشريع المغربي)538( .و ينعقد االختصاص القضائي بنظرالمنازعات
الخاصة الدولية للمحاكم المغربية على أساس الجنسية والتي تعد ضابط الختصاص القضاء
الوطني من خالل ربطها ألشخاص النزاع بدولة القاض ي املختص بنظره وهو ما أشارت إليه
الفصول 27و 28من قانون المسطرة المدنية التي منحت االمتياز للطرف الوطني عندما مكنته
من اللجوء إلى املحاكم المغربية للفصل في المنازعات التي يكون أطر افها وطنيين أو أجانب(.)539
وفقا للفصلين 28 ،27من قانون المسطرة المدنية المغربي يكفي أن يكون أحد أطراف
الدعوى متمتعا بالجنسية المغربية ليستفيد من االمتياز المقرر له بمقتضاهما في عقد
االختصاص للمحاكم المغربية ،ويعتد بالصفة المغربية في أحد أطراف الدعوى وقت رفعها ،فال
يؤثر بالتالي لالستفادة من هذا االمتياز أن يكون أحد أطراف الدعوى أجنبيا وقت نشوب الحق
المتنازع عليه إذا كان متمتع بالجنسية المغربية وقت رفع الدعوى(.)540
ويستوي أن يكون الطرف المغربي في الدعوى شخصا طبيعيا أو شخصا معنويا ،وتعد
الصفة المغربية ألحد أطراف الدعوى كافية لالستفادة من هذا االمتياز ،بمعنى وجود شرط آخر
إضافي بعد غيرضروري كان يشترط فيه أن يكون له موطن في المغرب ،وأن يكون لخصمه موطن
فيها ،كما يشترط في النزاع أن يكون له ارتباط من حيث الموضوع بالمغرب(.)541
بصرف النظرأيضا عن نوع الدعوى ما إذا كانت دعوى غيرمالية كدعاوى حالة األشخاص
وأهليتهم أو دعوى مالية كدعوى عينية أودعوى مختلطة(.)542وهوما أخذت به املحاكم الفرنسية
( )538ظهير شريف رقم 2.29.522بسن قانون الجنسية المغربية ،الجريدة الرسمية عدد 5382بتاريخ 2ربيع األول 2319
( 28شتنبر ،)2829ص .5282
( )539ينص الفصل 51من قانون المسطرة المدنية المغربي في فقرته الثالثة " ...إذا لم يكن للمدعى عليه ال موطن وال محل
إقامة بالمغرب فيمكن تقديم الدعوى ضده أمام محكمة موطن أو إقامة المدعي أو واحد منهم عند تعددهم.
كذلك ينص الفصل 59من ذات القانون في فقرته الثالثة " ...في دعاوى النفقة أمام محكمة موطن أو محل إقامة المدعى عليه
أو موطن أو محل إقامة المدعي باختيار هذا األخير"
( )540زريويل محمد ،القانون الدولي الخاص ،تنازع القوانين/حقوق األجانب ،كلية العلوم القانونية و اإلقتصادية واإلجتماعية،
مطبعة سجلماسة ،مكناس ،5229\5221 ،ص .32
( )541زريويل محمد ،القانون الدولي الخاص ،تنازع القوانين /حقوق األجانب ،مرجع سابق ،ص .32
( )542زريويل محمد ،القانون الدولي الخاص ،تنازع القوانين /حقوق األجانب ،مرجع سابق ،ص 222
P 278 مـجلة علمية حمكمة © ردمد * ISSN: 2550 – 603Xاإليداع القانوني 80غ 7802 /م
الـعدد 36من مجلة الباحـث للدراسات واألبحاث القانونية والقضائية /RJLGRS/هشـر فرباير 2024
TEL + 212 649027884 ww.allbahit.com Majalatlbahit2017@gmail.com
أيضا حيث أسندت االختصاص للمحاكم الفرنسية بناء على اعتباروحيد وهوالجنسية الفرنسية
للمدعي أو المدعى عليه ،أما الدعاوى العينية العقارية فال تختص بها املحاكم الفرنسية إال إذا
كان العقارو اقعا في فرنسا ،فإذا كان و اقعا في بلد أجنبي تدفع بعدم اختصاصها ولو كان المدعي
أوالمدعى عليه فرنسيا ويبدوأن ذلك استثناء من القاعدة الواردة بالمواد 11و )543( 15مما يفهم
منه خضوع العقار لقانون البلد الذي يقع به و تختص محاكمه بالدعاوى العينية العقارية
فيه(.)544
يترتب عن هذا االمتيازحالتين األولى تتمثل في عقد القواعد العادية لالختصاص القضائي
الدولي للمحاكم المغربية ،أما في الحالة الثانية قد ال يعقد االختصاص لها(.)545
بالنسبة للحالة األولى :المتمثلة في عقد االختصاص للقضاء المغربي ،فإن الطرف المغربي
ال يمكنه االعتماد على اإلستثناء المقرر في النصين 27و 28من قانون المسطرة المدنية ،ذلك
ألنه من غير المنطقي اللجوء إلى هذه النصوص ،بينما القواعد العامة كافية للوصول إلى نفس
ا لنتيجة وهي اختصاص املحاكم المغربية إضافة لذلك فإنه في حالة إعمال القضاء المغربي
االمتيازلتفعيل اختصاصه دون القواعد العادية لالختصاص القضائي الدولي فإن الحكم الذي
يصدره قد ال يمتلك حظوظا كبيرة لتنفيذه في بلد الطرف األجنبي على أساس مبدأ المعاملة
بالمثل(.)546وهذا ما استقر عليه القضاء الفرنس ي في الدعاوى التي يكون طرفاها أجنبيين ،فقد
جرى القضاء الفرنس ي في بداية األمر خالل النصف األول من القرن التاسع عشر على عدم
اختصاص املحاكم الفرنسية للنظرفيها(.)547
وهذا ما تمسكت به املحاكم الفرنسية من خالل نصوص المواد 11و 15من القانون
المدني الذي ال يسمح إال بعقد اختصاص هذه املحاكم بالدعوى التي يكون أحد أطر افها
( )543أنظر نصوص المواد 22و 22من القانون المدني الفرنسي على أساس معيار الجنسية
()544عز الدين عبد الله ،القانون الدولي الخاص ،تنازع القوانين وتنازع اإلختصاص القضائي الدوليين ،الجزء الثاني ،الهيئة
المصرية العامة للكتاب،الطبعة التاسعة ،القاهرة 2828 ،ص .229
( )545زريويل محمد ،القانون الدولي الخاص ،تنازع القوانين/حقوق األجانب ،مرجع سابق ،ص 32
( )546زريويل محمد ،القانون الدولي الخاص ،تنازع القوانين /حقوق األجانب ،مرجع سابق ،ص 289
()547عز الدين عبد الله ،مرجع سابق ،ص .229
P 279 مـجلة علمية حمكمة © ردمد * ISSN: 2550 – 603Xاإليداع القانوني 80غ 7802 /م
الـعدد 36من مجلة الباحـث للدراسات واألبحاث القانونية والقضائية /RJLGRS/هشـر فرباير 2024
TEL + 212 649027884 ww.allbahit.com Majalatlbahit2017@gmail.com
فرنسيا ،ألن هذه االخيرة أنشأت ألداء العدالة بالنسبة للفرنسيين(،)548فالقضاء كان يرفض لفترة
طويلة النظرفي النزاعات بين األجانب عند اللجوء إلى الجنسية كمعيار اختصاص سلبي(.)549
أما بالنسبة للحالة الثانية :وهي التي ال تعقد فيها قواعد االختصاص القضائي الدولي
العادية االختصاص للمحاكم المغربية ،فإنه في هذه الحالة يمكن الرجوع واالعتماد على
اإلستثناء الوارد في نصوص الفصلين 28 ،27من قانون المسطرة المدنية المانحة االمتياز
لصالح الطرف المغربي.
وهذا ما عمل به القضاء الفرنس ي لتأسيس اختصاص محاكمه في ما يتعلق بدعاوى الطالق
على اعتبارات القواعد العادية لالختصاص القضائي الدولي ال تعقد االختصاص للمحاكم
الفرنسية(.)550
سنتطرق بداية لتعريف الجنسية و بيان أنواعها ،ثم نعالج التنازع اإليجابي والسلبي
للجنسية ،في ظل أحكام القانون 62.06المعدل والمتمم لقانون الجنسية المغربي(.)551
.1-3تعريف الجنسية
يعرف بعض الفقهاء الجنسية " بأنها المعيار األساس ي في تحديد ركن الشعب في الدولة
للتفريق بين الوطني واألجنبي ،فهي بهذا التعريف رابطة قانونية وسياسية بين الفرد والدولة التي
ينتمي إليها هذا األخير ،وتصبغ عليه صفة الوطني فمن ينتسب لدولة من الدول يسمى "وطنيا"
ومن ال ينتسب إليها فهو "أجنبي"(.)552
وتتكون الجنسية من ثالث عناصر أساسية الدولة :المانحة للجنسية ،الفرد المتحصل
عليها ،والرابطة بين الفرد ودولته(.)553
P 280 مـجلة علمية حمكمة © ردمد * ISSN: 2550 – 603Xاإليداع القانوني 80غ 7802 /م
الـعدد 36من مجلة الباحـث للدراسات واألبحاث القانونية والقضائية /RJLGRS/هشـر فرباير 2024
TEL + 212 649027884 ww.allbahit.com Majalatlbahit2017@gmail.com
وقد اختلف الفقهاء في تعريف الجنسية ،هناك من غلب الجانب القانوني فيها معتمدا على
ما ينشأ عنها من التزامات متبادلة بين الفرد والدولة ،وهناك من رجح الجانب السياس ي فيها على
اعتبار التبعية السياسية على المستوى الداخلي والدولي ،وهناك من راعى فضال عما سبق
الرابط الروحي في عالقة الفرد بالجنسية(.)554
فالجنسية ليست عالقة تعاقدية بل هي عالقة تنظيمية ينشئها المشرع بقرار من جانبه و
يتكفل بوضع قواعدها و له مطلق الحرية في تعديلها بما يتفق والمصالح العليا للبالد ،أما دور
الفرد فيها قاصر على الدخول في هذه العالقة إذا ما تو افرت فيه الشروط المطلوبة ،فالمبدأ
األس اس ي الذي يطبع مختلف القواعد في مادة الجنسية هو حرية كل دولة في وضع تنظيم خاص
لجنسيتها كنتيجة حتمية لمبدأ السيادة و يترتب عن ذلك نتيجتان:
األولى :انفراد كل دولة في تشريع جنسيتها بوضع نظام قانوني لها يالئم أوضاعها و تحديد
المبادئ التي تكتسب الجنسية على أساسها.
الثانية :عدم حق أي دولة في التدخل في تشريع الجنسية سواها ،فحريتها تنحصرفي تنظيم
جنسيتها دون تجاوزحرية الدول األخرى.
.2-3أنواع الجنسية
قسم المشرع المغربي الجنسية إلى نوعين ،أصلية والتي تقوم على رابطة الدم أصال وعلى
رابطة اإلقليم استثناءا ،ومكتسبة بفضل القانون أو بالتجنس.
بين المشرع المغربي من خالل نص المادة السادسة من قانون الجنسية بأن الجنسية
األصلية تثبت للولد المولود من أب مغربي أو أم مغربية،إال أن تطبيق هذا النص بالنسبة لألب
يستوجب تو افرشرطين :
الشرط األول :أن يكون األب متمتعا بالجنسية المغربية وقت والدة طفله ،حيث يعتد
بجنسية األب وقت ميالد طفله(،)555و ال يؤثر في ذلك كون أمه مثال أجنبية ألن الولد يعتبر دائما
مولودا ألب مغربي.
( )554زريويل محمد ،محاضرات في القانون الدولي الخاص ،مرجع سابق ،ص .38
( )555نفسه ،ص .13
P 281 مـجلة علمية حمكمة © ردمد * ISSN: 2550 – 603Xاإليداع القانوني 80غ 7802 /م
الـعدد 36من مجلة الباحـث للدراسات واألبحاث القانونية والقضائية /RJLGRS/هشـر فرباير 2024
TEL + 212 649027884 ww.allbahit.com Majalatlbahit2017@gmail.com
أما عن مكان والدة الطفل فال يشترط فيه أن يكون في إقليم المغرب فحتى ولو ولد بالخارج
فإنه تثبت له الجنسية المغربية األصلية ألن حسب نص المادة السادسة من قانون الجنسية لم
تشترط الوالدة على إقليم المغرب.
بالرجوع إلى أحكام النسب في القانون المغربي بوصفه مختص ببيان أحكامه ،والنسب
الذي ينقل
الجنسية لالبن في هذا الفرض هو النسب الشرعي الناتج عن زواج قائم حقيقة أو حكما
وهذا ما تناولته نص المادة 158من مدونة األسرة المغربية( ،)556وأساس ثبوت النسب في هذه
الحالة هو الزوجية أو قاعدة الولد الفراش.
أما في ما يخص إثبات نسب االبن إلى وقت الحق على الميالد فانه من الممكن أن يثبت
النسب وقت الميالد أو بعده ألنه إثبات كاشف للجنسية و ليس منشأ لها.
أصبح المشرع المغربي بعد التعديل الطارئ على نص المادة السادسة بموجب القانون
،62.06يثبت الجنسية المغربية لكل من ينحدرمن أم مغربية دون شرط آخر ،والمشرع المغربي
في هذا الجانب اعتمد على مجموعة من الحجج واألسباب أهمها :
-معالجة مشكلة انعدام الجنسية إذ المولود من أم مغربية وأب أجنبي غادر اإلقليم
المغربي ولم يسعى إلى تسوية وضعية ابنه على جنسيته.
-المساواة بين المرأة والرجل ،وهذا ما استندت عليه جل التشريعات المقارنة بالرجوع
لالتفاقيات والمعاهدات الدولية باعتبار أن هذه المساواة ال تتعارض مع األسس العامة
والمعتقدات التي يقوم عليها املجتمع.
أما بالنسبة للشروط الواجب توفرها لثبوت الجنسية من أب مغربي يجب أن تتوفر ذات
الشروط أيضا في حالة الجنسية بالنسب ألم مغربية ويكفي لحمل الجنسية المغربية عن طريق
األم أن تكون األم مغربية بغض النظرعن كون األب مجهول أو عديم الجنسية أو صاحب جنسية
( )556ظهير شريف رقم 2.22.55صادر في 25من ذي الحجة 3( 2252فبراير )5222بتنفيذ القانون رقم 12.23بمثابة
مدونة األسرة ،الجريدة الرسمية عدد 2292بتاريخ 22ذو الحجة 2( 2252فبراير ،)5222ص 229
P 282 مـجلة علمية حمكمة © ردمد * ISSN: 2550 – 603Xاإليداع القانوني 80غ 7802 /م
الـعدد 36من مجلة الباحـث للدراسات واألبحاث القانونية والقضائية /RJLGRS/هشـر فرباير 2024
TEL + 212 649027884 ww.allbahit.com Majalatlbahit2017@gmail.com
أجنبية ،حسب نص المادة السادسة فإن ربط ثبوت الجنسية األصلية بالنسب ألم مغربية لم
يعلق على شرط إضافي ،وال يؤثرمكان الميالد في ثبوت الجنسية لالبن.
اقتصر المشرع المغربي في منح الجنسية على أساس حق اإلقليم بموجب الفصل 7من
قانون الجنسية المغربية من خالل النص على أنه يعتبر مغربيا :الولد المولود في المغرب من
أبوين مجهولين وهي حالة اللقيط الذي وجد باإلقليم المغربي و كان حديث الوالدة ،فيمنح
المولود الجنسية المغربية األصلية بموجب الميالد في المغرب تفاديا النعدام الجنسية(.)557
غير أن قانون الجنسية المغربي مثله مثل أغلب التشريعات المقارنة في العالم ينص على
أن هذا الولد يفقد الجنسية المغربية بأثر رجعي في حال ثبوت نسبه خالل قصوره إلى أحد
األبوين.
-الجنسية المكتسبة
تضمن قانون الجنسية المغربي ثالث طرق الكتساب الجنسية المغربية وهي :بحكم
القانون ،التجنيس و اإلسترجاع:
كما أنه يحق لكل شخص مولود في المغرب من أبوين أجنبيين وله إقامة اعتيادية ومنتظمة
في المغرب ،وكان ا ألب قد ولد هو أيضا فيه أن يكتسب الجنسية المغربية بتصريح يعبر فيه عن
اختياره لها فيما إذا كان هذا األب ينتسب إلى بلد تتألف أكثرية سكانه من جماعة لغتها العربية أو
دينها اإلسالم ،وذلك مع مراعات حق وزيرالعدل في المعارضة(.)559
( )557زريويل محمد ،محاضرات في القانون الدولي الخاص ،مرجع سابق ،ص .12
( )558زريويل محمد ،محاضرات في القانون الدولي الخاص ،مرجع سابق ،ص .92
( )559نفسه ،ص .95
P 283 مـجلة علمية حمكمة © ردمد * ISSN: 2550 – 603Xاإليداع القانوني 80غ 7802 /م
الـعدد 36من مجلة الباحـث للدراسات واألبحاث القانونية والقضائية /RJLGRS/هشـر فرباير 2024
TEL + 212 649027884 ww.allbahit.com Majalatlbahit2017@gmail.com
ينص الفصل العاشرمن قانون الجنسية المغربية أنه يمكن للمرأة األجنبية المتزوجة من
مغربي اكتساب الجنسية المغربية عن طريق الزواج وفقا للشروط اآلتية:
أن يكون الزواج قانوني وقائم فعليا منذ خمس سنوات على األقل من تاريخ تقديم طلب
الجنسية(.)560
اإلقامة المعتادة والمنتظمة بالمغرب وجوب توفر هذا الشرط مع االستمرارية بدون
انقطاع لمدة خمس سنوات األقل على أن تكون اإلقامة مشروعة وفقا للتنظيمات السارية
المفعول.
الحالة األولى والمتمثلة في التجنيس العادي وتمثل هذه الطريقة الحالة األكثرشيوعا لجواز
حصول األجنبي على الجنسية المغربية وهي حالة مقررة في كل النظم القانونية إال أنها مختلفة
الشروط في التشريعات المقارنة وطبقا للقانون المغربي الذي يشترط توفرالشروط اآلتية :
اإلقامة اإلعتيادية والمنتظمة في المغرب خالل السنوات الخمس السابقة على تقديم
التجنيس ،مع اإلقامة في المغرب إلى حين البث في الطلب ،بلوغ سن الرشد القانوني حين تقديم
الطلب ،سالمة الجسم و العقل ،و اإلتصاف بسيرة حسنة وسلوك محمود وغير محكوم عليه
بعقوبة من أجل ارتكاب جناية أو جنحة مشينة أو أفعال مخالفة لقوانين اإلقامة المشروعة
بالمملكة المغربية أو أفعال موجبة لسقوط األهلية التجارية مالم يقع في جميع الحاالت محو
العقوبة عن طريق رد اعتباره ،إضافة إلى معرفة كافية باللغة العربية ،و التوفر وسائل كافية
للعيش(.)561
الحالة الثانية :المتمثلة في التجنيس اإلستثنائي نص عليه الفصل 12من قانون الجنسية
المغربي ،وله ثالث صور :يجوز منح الجنسية المغربية مع إعفاء شروط التجنيس المنصوص
عليها في الفصل الحادي عشرللشخص األجنبي الذي قدم خدمات استثنائية للمغرب و لم تحدد
( )560زريويل محمد ،محاضرات في القانون الدولي الخاص ،مرجع سابق ،ص 91
( )561نفسه ،ص 82
P 284 مـجلة علمية حمكمة © ردمد * ISSN: 2550 – 603Xاإليداع القانوني 80غ 7802 /م
الـعدد 36من مجلة الباحـث للدراسات واألبحاث القانونية والقضائية /RJLGRS/هشـر فرباير 2024
TEL + 212 649027884 ww.allbahit.com Majalatlbahit2017@gmail.com
نوع الخدمات ،فقد تكون في املجال العلمي أو االقتصادي أو العسكري،وكذلك األجنبي المصاب
بعاهة أو مرض من جراء عمل قام به خدمة للمغرب أو لفائدته(.)562
-استرداد الجنسية
أن يكون طالب االسترداد مغربيا أصيال قبل فقدها بأي سبب من أسباب الفقد( ،)563و
اإلقامة اإلعتيادية والمنتظمة في المغرب لمدة 3أشهرعلى األقل من تاريخ تقديم طلب االسترداد.
يكون التنازع بين الجنسيات ايجابيا لما يكون الشخص متمتعا بأكثر من جنسية ،ونكون
أمام تنازع سلبي للجنسيات في الحالة التي ال يعتبرفيها الشخص رعية ألي دولة من الدول.
يحصل التنازع اإليجابي للجنسيات عندما تدعي دولتان أو أكثر السيادة على شخص واحد
و تعتبره من جنسيتها مما يؤدي إلى حصول حالة تعدد الجنسيات فقد تتو افرفي شخص أسباب
التمتع بجنسية أكثر من دولة واحدة فيكون الشخص هنا متمتعا بأكثر من جنسية واحدة وفقا
ألحكام قانون دولتين يثير تعدد الجنسيات في الدول التي تخضع األحوال الشخصية القانون
الجنسية مشكلة تحديد من بين الجنسيات التي يتمتع بها الشخص الجنسية التي يعتد بها
لتحديد القانون الواجب التطبيق على النزاع.
ونجده أيضا في مجال تنازع االختصاص القضائي الدولي كما تكون محاكم الدولة مختصة
بالنظر فقط في المنازعات التي يكون احد أطر افها من وطنيبها ،مما يطرح مشكلة تحديد
الجنسية التي يعتد بها من بين الجنسيات التي يحملها الشخص لعقد االختصاص أو عدم عقده
لها(.)564
( )562زريويل محمد ،محاضرات في القانون الدولي الخاص ،مرجع سابق ،ص .89
() 563نفسه ،ص .229
( )564زريويل محمد ،محاضرات في القانون الدولي الخاص ،مرجع سابق ،ص 212 ،213
P 285 مـجلة علمية حمكمة © ردمد * ISSN: 2550 – 603Xاإليداع القانوني 80غ 7802 /م
الـعدد 36من مجلة الباحـث للدراسات واألبحاث القانونية والقضائية /RJLGRS/هشـر فرباير 2024
TEL + 212 649027884 ww.allbahit.com Majalatlbahit2017@gmail.com
و في املجال الدولي يطرح تعدد الجنسيات مشكلة الحماية الدبلوماسية التي تلتزم بها الدولة
نحو وطنيبها في الخارج فهل بإمكان الدولة التي يحمل الشخص جنسيتها بسط حمايتها
الدبلوماسية عليه في دولة يحمل أيضا جنسيتها؟
ينش ئ التنازع السلبي للجنسيات عندما تتخلى قوانين الجنسية في معظم الدول عن شخص
معين فال يعتبر من وطني ي أي دولة و يقع في الالجنسية ففي حالة انعدام الجنسية ال يوجد تنازع
قوانين على جنسية هذا الشخص فمن األسباب التي تجعل الشخص عديم الجنسية منذ ميالده
نذكرسببين :
-أن يوجد الشخص في إقليم دولة تمنح جنسيتها على حق الدم دون حق اإلقليم ،ومن أبوين
يحمالن دولة ال ت أخذ بحق الدم في ثبوت جنسيتها للشخص و إنما بحق اإلقليم فبالنسبة للدولة
التي ولد على إقليمها ال تثبت له جنسيتها ألنها تأخذ بحق الدم وحده دون حق االقليم.
-أن يولد الشخص من أبوين مجهولين في دولة ال تأخذ بحق اإلقليم في ثبوت جنسيتها،
وهذا الفرض قليل الحدوث في الو اقع ،ألن جل التشريعات التي تأخذ بحق الدم في منح جنسيتها
األصلية تمنح جنسيتها للمولود من أبوين مجهولين كما هو الحال في التشريع المغربي الذي يمنح
الجنسية المغربية ملجهول األبوين إذا ولد في المغرب.
و من األسباب التي تجعل الشخص عديم الجنسية بعد ميالده أن يكون مثال متمتعا
بجنسية دولة معينة عند ميالده ،ثم تسقط هذه الدولة جنسيتها عنه في إحدى مراحل حياته
كعقوبة له ،و منها أيضا أن تفقد المتزوجة بأجنبي جنسيتها وفقا لقانونها الوطني دون أن تدخل
في جنسية زوجها ،كما أيضا أن يفقد الشخص جنسيته التي يتمتع بها بسبب دخوله في جنسية
دولة أخرى ،ثم يتعرض من طرفها لسحبها منه.
ففي حالة انعدام الجنسية ال يوجد تنازع بين القوانين على جنسية هذا الشخص ،و إنما
يوجد مركزسلبي ناش ئ عن تخلي قوانين جميع الدول عنه وال بد لقاض ي الموضوع أن يعين قانون
P 286 مـجلة علمية حمكمة © ردمد * ISSN: 2550 – 603Xاإليداع القانوني 80غ 7802 /م
الـعدد 36من مجلة الباحـث للدراسات واألبحاث القانونية والقضائية /RJLGRS/هشـر فرباير 2024
TEL + 212 649027884 ww.allbahit.com Majalatlbahit2017@gmail.com
يحكم نشاطه ،خاصة في قضايا أحواله الشخصية ،حيث يطبق القاض ي على مسائل عديم
الجنسية قانون موطنه أو محل إقامته باعتباره أقرب القوانين صلة إلى الشخص(.)565
منح القانون االختصاص للقضاء الوطني متى كان المدعي أو المدعى عليه وطنيا ،وهذا
إعماال لمبدأ الحق في اللجوء إلى القضاء ،حيث اعتبر المشرع من خالل الفصول 28 ،27أن
للطرف المغربي امتياز اللجوء للمحاكم المغربية مهما كان مكان إبرام التصرف ومهما كان
الضابط الذي من خالله تطبق القواعد العادية لالختصاص ،فاالختصاص الذي يقوم على
الجنسية يزيح كل اختصاص مبني على معاييرأخرى.
فالدعاوى المرفوعة من طرف مغربي على أجنبي أو المرفوعة على المغربي من طرف أجنبي
تختص املحاكم المغربية بالنظر والفصل فيها ،فيكون معيار اإلختصاص المغربية ألحد أطراف
الدعوى بغض النظرعن موطنهم(.)566
وهذا ما أخذ به الفقه االيطالي والفرنس ي على اعتبار تو افر الصفة الوطنية وحدها في
المدعى عليه تكون كافية حتى تختص املحاكم الوطنية بالنظر في الدعاوى التي ترفع إليها،
فضابط تحديد االختصاص في هذه الحالة إذن هي الصفة الوطنية وحدها ،مثال ذلك تختص
املحاكم االيطالية بالدعاوى التي ترفع على االيطالي سواء كان المدعي ايطاليا أم أجنبيا ،وإذن
فاملحاكم االيطالية تختص بالمنازعات فيما بين االيطاليين مادام الواحد منهم مدعى
عليه(، )567كما بنى القضاء الفرنس ي قواعد االختصاص القضائي ملحاكمة استثناءا إلى المادتين
( )565غالب علي الداودي ،القانون الدولي الخاص /الجنسية ،الطبعة األولى ،دار الثقافة للنشر والتوزيع ،عمان ،5222 ،ص
.519
( )566زريويل محمد ،القانون الدولي الخاص ،تنازع القوانين /حقوق األجانب ،مرجع سابق ،ص .292
()567عز الدين عبد الله ،مرجع سابق ،ص 232
P 287 مـجلة علمية حمكمة © ردمد * ISSN: 2550 – 603Xاإليداع القانوني 80غ 7802 /م
الـعدد 36من مجلة الباحـث للدراسات واألبحاث القانونية والقضائية /RJLGRS/هشـر فرباير 2024
TEL + 212 649027884 ww.allbahit.com Majalatlbahit2017@gmail.com
11و 15من القانون المدني بالنسبة للدعاوى التي يكون المدعي أو المدعى عليه فرنسيا على
اعتبارشخص ي ،أو كما سماء بعض الفقهاء الفرنسيين اعتبارسياس ي(.)568
األصل حسب تفسيرالفصلين 28 ،27من قانون المسطرة المدنية يتبين أن الدعاوى التي
تشتملها تقتصر على االلتزامات التعاقدية فقط ،لكن حسب التفسير الموسع ال يكون القضاء
مقيدا بهذه الدعاوى وال يكون ملزما بذلك وهذا أمر منطقي باعتبار أن الغاية من النصين هو
حماية الطرف المغربي وأن االختصاص هو الجنسية المغربية فلماذا تقتصر الحماية على نوع
معين من الدعاوى التي يكون موضوعها اإللتزامات التعاقدية المالية ؟()569
كاستثناء لم يلتزم القضاء الفرنس ي بهذا التفسيرحسب نصوص مواد 15 ، 11من القانون
المدني و عمم تطبيقهما على جميع االلتزامات ،سواء كانت تعاقدية أو غيرتعاقدية ،بل و طبقهما
حتى على الدعاوى الغير مالية ،باعتبار أن االمتياز المقرر في المادتين مبني على الجنسية و ليس
فقصره بالتالي على االلتزامات التعاقدية دون غيرها ليس له ما يبرر.
على طبيعة النزاع ِ
و لم يستثن القضاء الفرنس ي من هذا التعميم في التطبيق إال الدعاوى العينية العقارية ،و
الدعاوى المتعلقة بطرق التنفيذ المعمول بها في الخارج ،و يبرر هذا االستثناء في كون المادتين
متعلقتين بسيادة الدولة األجنبية مما يجعل األحكام الصادرة بشأنها في الخارج ال تنفذ فيها.
وعليه وجب أن يشمل اختصاص املحاكم المغربية على جميع الدعاوى التي يكون المدعى
أو المدعى عليه المغربي جزء فيها ،سواء كانت دعاوى شخصية أو أحوال عينية ،في ما يتعلق
باألحوال الشخصية كدعوى بطالن الزواج أو التطليق أو بنفقة زوجية أو بنفقة مطلقة أو بثبوت
النسب(.)570
وكذلك الدعاوى في مواد األحوال العينية مدنية أو تجارية سواء كانت الدعوى شخصية أو
عينية أو مختلطة حتى ولو كان مصدر االلتزام أو محل تنفيذه أو موقع المال خارج
( )568سامي بديع منصور ،عكاشة عبد العال ،القانون الدولي الخاص ،حلول النزاعات الدولية الخاصة ،دون ذكر الطبعة،
الدار الجامعية ،بيروث ،2883 ،ص .222
( )569زريويل محمد ،القانون الدولي الخاص ،تنازع القوانين /حقوق األجانب ،مرجع سابق ،ص 292 ،293
( )570نفسه ،ص .238
P 288 مـجلة علمية حمكمة © ردمد * ISSN: 2550 – 603Xاإليداع القانوني 80غ 7802 /م
الـعدد 36من مجلة الباحـث للدراسات واألبحاث القانونية والقضائية /RJLGRS/هشـر فرباير 2024
TEL + 212 649027884 ww.allbahit.com Majalatlbahit2017@gmail.com
المغرب(،)571ومنها الدعوى التي يرفعها مستأجر العقار المتمثلة في تسليم العقار المؤجر،
والدعاوى التي يرفعها المؤجر مطالبا سداد أجرة العقار ،والدعوى التي يرفعها بائع العقار
مطالبا تسديد الثمن باعتبارها دعوى شخصية منقولة ،إذ يعتبر ضابط االختصاص المستمد
من الجنسية ضابطا عاما غيرمحصوربنوع معين من الدعاوى باإلضافة عدم تقيده بمكان نشوء
النزاع وهو ضابط قانوني و غير إقليمي ،وعام ،يجب توفره وقت رفع الدعوى وال تتعلق بالقانون
المطبق على موضوعه ،فيستوي أن يكون القانون الواجب التطبيق هو القانون المغربي أو
القانون األجنبي(.)572
على الرغم من اعتماد جل التشريعات المقارنة على معيار الجنسية في تحديد والية
محاكمها في ما يتعلق بالمنازعات الدولية الخاصة إال أنها أضفت عليها الطابع االختياري بحيث
يجوزاألطراف الدعوى من خالله التنازل عنه كونه غيرمرتبط بالنظام العام.
ومن جهة أخرى انقسم الفقه بين معارض ومؤيد العتماد معيار الجنسية على جملة من
الحجج وعليه سنتولى بداية )أ( تحديد طبيعة ضابط الجنسية ،وسنتطرق في )ب( لبيان
االيجابيات والسلبيات والحلول البديلة المقترحة لهذا المعيار.
اقترن الفصل 27من قانون المسطرة المدنية بعبارة "يمكن" وهذا ما ينشأ عليه من
قاعدتين متعلقتين بالنظام العام حيث يجوز لألطراف االتفاق على مخالفتهما بسبب أنهما
تمنحان للطرف المغربي امتيازإن شاء استعمله وأن شاء تخلى عنه(.)573
P 289 مـجلة علمية حمكمة © ردمد * ISSN: 2550 – 603Xاإليداع القانوني 80غ 7802 /م
الـعدد 36من مجلة الباحـث للدراسات واألبحاث القانونية والقضائية /RJLGRS/هشـر فرباير 2024
TEL + 212 649027884 ww.allbahit.com Majalatlbahit2017@gmail.com
ويتضح إذن أن اختصاص امتيازالجنسية المغربية هو اختصاص اختياري مما يترتب عنه
عدم التطبيق التلقائي للفصل 27من قانون المسطرة المدنية ،فقد ترفع الدعوى أمام القضاء
المغربي اعتمادا على معيار موضوعي آخر ،ولو أن المشرع المغربي لم يستند على معايير أخرى،
أو ترفع أمام قضاء دولة أخرى إذا كان االختصاص مؤسس قانونا وفي صالح أطراف الدعوى.
ومن جهة أخرى ،ما دام االختصاص اختياريا ،يجوز للمتقاضيين اختيار جهة قضائية أو
تحكيمية أجنبية ولكن مع وجوب التأكد من النوايا الحسنة والمشروعة ألطراف الدعوى
ومالئمة االختيارمع الظروف الموضوعية للنزاع ،وإال أستبعد بسبب الغش نحو القانون(.)574
وهذا ما عمل به القانون الفرنس ي على أنه يجوز للفرنس ي بوصفه مدعيا أن يتنازل عن
اختصاص املحاكم الفرنسية المقررة لصالحه في المادة 11مدني و يقبل اختصاص محكمة
أجنبية ،ويتم هذا التنازل بإرادته وحده ،إذن هذا االمتيازمقررله إذ أن هذه المادة تقول "يمكن
أن ترفع الدعوى على األجنبي" ،كما أن االختصاص المقرر فيها هو عند القضاء من قبيل
االختصاص املحلي وهذا يجوزالتخلي عنه ،كذلك يجوزالتنازل عن االختصاص المقررفي المادة
،15ولكن هذا التنازل ال يتم إال باتفاق المدعى عليه الفرنس ي والمدعي األجنبي أو الفرنس ي ألن
االختصاص مقررلصالح االثنين(.)575
وفي محاولة للتقريب بين قواعد االختصاص القضائي الدولي و قواعد االختصاص املحلي،
ذهب القضاء الفرنس ي إلى القول بأنه ليس للمحاكم الفرنسية أن تقض ي بعدم اختصاصها من
تلقاء نفسها ،وقد كان هذا المنهج نتيجة طبيعية لكون أن القضاء الفرنس ي كان حتى لسنة 1558
ال يسمح للقاض ي أن يقض ي بعدم اختصاصه بنظرالدعوى سواء بالنسبة لالختصاص املحلي أو
النوعي ،ألنهما كانا خاضعين لنظام موحد بالنسبة لصالحية القاض ي في الدفع بعدم اختصاصه
من تلقاء نفسه في األحوال التي يكون فيها هذا االختصاص متعلق بالنظام العام(.)576
لكن بعد ذلك غيرالمشرع الفرنس ي موقفه من قواعد االختصاص القضائي الدولي و عمل
على تقريبها من قواعد االختصاص النوعي و ذلك بتقريرالطبيعة اإللزامية لها(.)577
( )574زريويل محمد ،القانون الدولي الخاص ،تنازع القوانين /حقوق األجانب ،مرجع سابق ،ص .15-22
( )575عز الدين عبد الله ،مرجع سابق ،ص .252
( )576بلغيت عمارة ،اإلختصاص الجوازي لضابط الجنسية في القانون الدولي الخاص ،جامعة عنابة ،مجلة الحقوق و العلوم
السياسية ،العدد الخامس ،5222 ،ص .28
( )577نفسه ،ص 28
P 290 مـجلة علمية حمكمة © ردمد * ISSN: 2550 – 603Xاإليداع القانوني 80غ 7802 /م
الـعدد 36من مجلة الباحـث للدراسات واألبحاث القانونية والقضائية /RJLGRS/هشـر فرباير 2024
TEL + 212 649027884 ww.allbahit.com Majalatlbahit2017@gmail.com
أما في مصر فنظرا لكون قواعد االختصاص القضائي الدولي للمحاكم المصرية ذات
طبيعة واحدة فهي قواعد االختصاص العام ،فقد اتجه الفقه المصري إلى اعتبارها جميعا من
النظام العام و رتب على ذلك االعتراف لها بالصيغة اإلجبارية ومن ثم عدم الجواز بالتنازل عنها.
كما قسم البعض اآلخر قواعد االختصاص القضائي الدولي إلى قسمين ،قواعد تتعلق
بحاالت االختصاص األصلي وأخرى تتعلق باالختصاص الجوازي :
فقواعد االختصاص األصلي :هي الحاالت التي يكون فيها االختصاص وجوبيا أوإلزاميا ،وهي
متعلقة بالنظام العام.
أما قواعد االختصاص الجوازي ففيها يثبت للمحاكم الوطنية الفصل في النزاع ،و لكنها
ليست متعلقة بالنظام العام(.)578
أما في ما يتعلق بالو اقع العملي في المغرب ،فان محكمة النقض درجت على انه ليس
للقاض ي المغربي أن يتخلى عن االختصاص المقرر في الفصل 27من قانون المسطرة المدنية،
لصالح قضاة أجانب ،فرغم استعمال المشرع للفظ يختار في الفقرة األخيرة أسوة بما هو عليه
الحال في القانون الفرنس ي إال أن التطبيق العملي لهذا النص يفهم منه اتجاه نية المشرع إلى
إضفاء قواعد االختصاص القضائي الدولي استنادا لمبدأ سيادة الدولة الشخصية على رعاياها،
باعتبارانه ال يجوزللقاض ي أن يحكم من تلقاء نفسه كما هو الحال في االختصاص املحلي(.)579
إن الطبيعة االختيارية لقواعد االختصاص المعمول بها في الفصول 28 ،27من قانون
المسطرة المدنية ،قد دفعت المشرع المغربي إلى تكرار "يختار" أكثر من مرة بمعنى أن المدعي
المغربي يملك الحق في التخلي عن االختصاص المعقود للمحاكم المغربية بمقتض ى هذه
الفصول ،كما أن للمدعى عليه الحق في التنازل عن االمتياز المقرر لمصلحته بمقتض ى الفصل
28من قانون المسطرة المدنية ،ومن ثم فإن هذا النص غيرمتعلق بالنظام العام ألنه ليس مقرر
لحماية مصلحة عامة.
P 291 مـجلة علمية حمكمة © ردمد * ISSN: 2550 – 603Xاإليداع القانوني 80غ 7802 /م
الـعدد 36من مجلة الباحـث للدراسات واألبحاث القانونية والقضائية /RJLGRS/هشـر فرباير 2024
TEL + 212 649027884 ww.allbahit.com Majalatlbahit2017@gmail.com
ذلك أن هذا االمتياز يستند إلى أساس سياس ي هو مجرد تمتع المدعي بالجنسية المغربية و
من ثم فهو يملك بإرادته التنازل عن هذا االمتياز وعقد االختصاص ملحاكم دولة أخرى خاصة
وأن هذا االختصاص يعتبرمخالفا لقاعدة االختصاص العادية أو التقليدية المتعارف عليها التي
تعقد االختصاص ملحكمة موطن المدعى عليه فال يمكن إجبارالمدعي المغربي على التمسك بهده
القاعدة االستثنائية في مواجهة المدعى عليه األجنبي ،بل يجب أن تترك له حرية االختيار بين
قاعدة االختصاص المبني علي جنسية المدعي وتلك التي تقوم على موطن المدعي عليه(.)580
يترتب على تنازل الخصم المغربي عن التمسك بالفصلين 28 ،27من قانون المسطرة
المدنية سواء كان التنازل صريحا أو ضمنيا ،فقد إمتياز التقاض ي الذي قررته له هذه الفصول
في اختصام المدعى عليه األجنبي أمام املحاكم المغربية،وكذلك األمرإذا تخلى صراحة أو ضمنيا
عن التمسك باالمتيازالمقرر لمصلحته بمقتض ى الفصل 28من قانون المسطرة المدنية ،إذ ال
يجوزله بعد ذلك أن يتمسك باختصاص املحاكم المغربية المبني على ذلك الفصل.
وينتج عن ذلك أنه على الخصم الذي يريد الدفع بعدم اختصاص املحاكم المغربية لسبق
التنازل عن هذا االختصاص من طرف الخصم الذي يحق له استعمال رخصة التنازل ،أن
يتمسك بهذا الدفع قبل إبداء أي دفاع في موضوع الدعوى و ينبني على ذلك أنه ليس للمحاكم
المغربية أن تحكم بعدم اختصاصها من تلقاء نفسها و يرجع ذلك للطبيعة الجوازية لقواعد
االختصاص القضائي الدولي المعمول بها في الفصول 27و 28والتي يجوز التنازل عنها بإرادة
الخصوم(.)581
إختلف الفقه الفرنس ي بين معارض و مؤيد العتماد ضابط الجنسية ،من خالل بيان
إيجابيات وسلبيات هذا المعيارومنهم من حاول اقتراح حلول بديلة.
P 292 مـجلة علمية حمكمة © ردمد * ISSN: 2550 – 603Xاإليداع القانوني 80غ 7802 /م
الـعدد 36من مجلة الباحـث للدراسات واألبحاث القانونية والقضائية /RJLGRS/هشـر فرباير 2024
TEL + 212 649027884 ww.allbahit.com Majalatlbahit2017@gmail.com
أيد الفقهاء الفرنسيون المعاصرون إبقاء المواد 15 ،11من القانون المدني الفرنس ي مع
تحديد حكمهما اللجنة الفرنسية للقانون الدولي الخاص في اجتماعها سنة ،1536ويتمثل
تأييدها في أن تحديد االختصاص القضائي الدولي ال يتأثربالعوامل القانونية فحسب ،بل يخضع
لما تقض ي به المالئمة(.)582
وما دام أداء العدالة واجب على الدولة نحو وطنيها تباشره بواسطة محاكمها و مادام
الوضع الراهن للنظام الدولي ال يكفل األفراد أداء العدالة بواسطة محاكم أخرى غير محاكم
بالدهم ،فإنه أبواب محاكم الدولة يجب أن تضل مفتوحة أمام مواطنيها حتى يلجئون إليها إذا
أجحف في حقهم القضاء الذي تم اللجوء إليه خارج بالدهم و خاصة في مسائل الحالة ،التي يكون
في تقاض ي الفرنسيين في الخارج عدم خضوعها للقانون الفرنس ي إذا ما قضت قاعدة اإلسناد في
املحكمة األجنبية المطروح عليها النزاع بتطبيق قانون آخر(.)583وليست قاعدة المدعي يتبع
المدعى عليه التي يخش ى من إهدارها المشرع الفرنس ي بحكم المادة 11بقاعدة مقدسة ،فكثيرا
ما خرج عليها المشرع وكثيرا ما جاء عليها القضاء ،فإبقاء المادتين إذن أمر الزم في التشريع
ومع وضع ما يلزم لحكمها من ي على أن تقنن بجانبها القواعد التي وضعها القضاء ()584 الفرنس
حدود.
كما يرى األستاذ "هشام الحموني" بأنه مادام النظام الدولي ال يكفل لألفراد أداء العدالة
بواسطة محاكم أخرى غير محاكم بلدانهم ،فيكون من الضروري على الدولة كفالة وطنييها
بوساطة محاكمها(.)585
كما تعتبر قواعد االختصاص المبني على أساس الجنسية قواعد غير مألوفة تقرر امتياز
للطرف الوطني يتم االعتماد عليها في حالة عدم إمكانية االختصاص وفق الضوابط العادية .
وفي األخير قد تم تبرير اختصاص القضاء الوطني بناءا على جنسية المدعي بأن الوطنيين
يطلبون دائما العدالة أمام محاكمهم ألن املحاكم في الدول األجنبية ال تمنح الضمانات الكافية
وهذا ما يجب أن يكون في منح الثقة للمحاكم الوطنية وعدم التشكيك فيها ،وهذا ما برره الفقه
P 293 مـجلة علمية حمكمة © ردمد * ISSN: 2550 – 603Xاإليداع القانوني 80غ 7802 /م
الـعدد 36من مجلة الباحـث للدراسات واألبحاث القانونية والقضائية /RJLGRS/هشـر فرباير 2024
TEL + 212 649027884 ww.allbahit.com Majalatlbahit2017@gmail.com
في فرنسا بإنعقاد االختصاص لهذا الغرض على أساس أن القاض ي الفرنس ي هوالقاض ي الطبيعي
بالنسبة للفرنسيين(.)586
انتقد رجال الفقه الفرنس ي المشرع والقضاء الفرنسيين ،فقال بعضهم أن هذين األخيرين
عالجا قواعد االختصاص القضائي الدولي كما يعالج االختصاص املحلي باعتمادها على اعتبار
من أشخاص الخصوم وكان الواجب من الناحية التشريعية ،أن تعالج هذه القواعد كما يعالج
االختصاص النوعي فتبنى على أساس طبيعة المنازعة ونوعها(.)587
وقال الجانب اآلخر منهم أن المشرع تجاهل بحكم المادة 11مدني قاعدة عامة من قواعد
االختصاص و هي قاعدة المدعي يتبع المدعى عليه ما دامت هذه المادة تسمح للمدعي الفرنس ي
أن يجلب المدعى عليه األجنبي أمام املحاكم الفرنسية ،ثم علل جانب من الفقه حججهم
بانتقادهم للمشرع الفرنس ي على أساس التحيزو محاباة الفرنسيين(.)588
وفي الحقيقة إن إعمال امتياز الجنسية في القانون المغربي وفي القانون الفرنس ي ،يكمن
عيبه في تشخيص االختصاص القضائي الدولي تشخيصا غيرمتوازن وعدم كفايته أوعدم شموله
لكافة صورالتنازع.
وقد يكون التنازل عن االمتيازصريحا بذكربند صريح في العقد ،أو ضمنيا بأن يقبل الطرف
المغربي اختصاص محكمة أجنبية وعدم تزاحم اختصاصها واختصاص املحكمة المغربية،
فيتخلى عن تمسكه باالمتياز الممنوح له عند رفع دعواه أمام محكمة أجنبية ،أو عندما يكون
مدعى عليه أمام محكمة أجنبية فيقدم طلباته ودفوعه الموضوعية ،ويعتبر حضوره قرينة على
تنازله ،لكنها قرينة بسيطة قابلة إلثبات العكس.
كما يترتب على الطابع الجوازي للفصلين أن القاض ي ال يمكنه أن يثير تطبيقهما من تلقاء
نفسه ،عن طريق التمسك باختصاصه على أساس الجنسية إذا رفع المدعي دعواه بدون
االستناد عليه وكان االختصاص مبنيا على سبب آخرغيرالجنسية.
( )586حفيظة السيد حداد ،النظرية العامة في القانون القضائي الخاص الدولي ،الطبعة األولى ،منشورات الحلبي الحقوقية،
بيروت ،5228ص .18
()587عز الدين عبد الله ،مرجع سابق ،ص .255
( )588نفسه ،ص .253
P 294 مـجلة علمية حمكمة © ردمد * ISSN: 2550 – 603Xاإليداع القانوني 80غ 7802 /م
الـعدد 36من مجلة الباحـث للدراسات واألبحاث القانونية والقضائية /RJLGRS/هشـر فرباير 2024
TEL + 212 649027884 ww.allbahit.com Majalatlbahit2017@gmail.com
فاالختصاص القضائي الدولي للمحاكم الفرنسية المؤسس على المادتين 11و 15له طابع
احتياطي بالمقارنة مع القواعد العادية لالختصاص الدولي ،حيث قررت الغرفة المدنية األولى
ملحكمة النقض في قرار لها صادر بتاريخ 15نوفمبر ،1585أن المادة 11التي تمنح االختصاص
للمحاكم الفرنسية للمدعي ال تطبق إال اذا لم يتحقق أي معيار اختصاص إقليمي في فرنسا،
فبمجرد أن يتوفر ضابط االختصاص القاعدة العادية لالختصاص القضائي الدولي من
المستحيل أن يتم االستناد إلى المادتين )589( .15 ،11
وتكمن هذه االنتقادات خاصة في حالة جنسية المدعي الذي يمكنه اللجوء إلى محاكم
دولته في غياب كل ارتباط للمنازعة مع دولته بالرغم من اعتباره حقا طبيعيا ،لهذا فإن هذا
االختصاص غير منصف ألنه ال يأخذ بعين االعتبار مصلحة المدعى عليه و إنما يراعي مصلحة
المدعي بسبب انتمائه السياس ي لدولة القاض ي وليس باعتباره الطرف الضعيف في العالقة
القانونية ،وهذا ما يعتبرتحيزمن جانب القضاء لحماية الوطنيين ضد األجانب(.)590
لهذا يدعو بعض الفقه إلى إلغاء المواد التي تتضمن قاعدة االختصاص على أساس معيار
الجنسية ويمكن القول أن القاعدة معتمدة لمصلحة الطرف الوطني ما دام أنه يحمل جنسية
الدولة التي يلجأ لقضائها ،فتقريراالختصاص ملحاكم الدولة استنادا إلى كون المدعى عليه وطنيا
منتقد من الجانب النظري على أساس انه يقيم نوع من التفرقة ) )Discriminationفي المعاملة
بين الوطنيين واألجانب كما انه يواجه عقبات عملية تتمثل في عدم إمكانية كفالة أثار الحكم في
الدولة التي أصدرته وذلك في حالة انعدام أي صلة حقيقية بين المدعى عليه الوطني و دولته التي
أصدرت الحكم ،و انعدام الرابطة الجدية بين المدعى عليه ودولته يتحقق في حالة عدم وجود
موطن أو محل إقامة له(.)591
ويبدو من غير المالئم التمسك بتلك االعتبارات السياسية وخاصة أن هذه االعتبارات
السياسية قد فقدت الكثيرمن أهميتها مع ظهورالمفاهيم الحديثة لالختصاص القضائي الدولي،
فالعمل باعتبار جنسية المدعي أصبح عديم الفائدة حيث أنه لم يعد يواكب االتجاه الغالب في
( ) 589سمية كمال ،تطبيق قانون القاضي على المنازعات الدولية الخاصة ،أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون الخاص،
كلية الحقوق و العلوم السياسية ،جامعة أبو بكر بلقايد ،تلمسان ،5222 ،ص .12 ،12
( )590نفسه ،ص 19
( )591هشام علي صادق ،حفيظة السيد حداد ،دون دكر الطبعة ،دار الفكر الجامعي ،اإلسكندرية ،2888 ،ص 22
P 295 مـجلة علمية حمكمة © ردمد * ISSN: 2550 – 603Xاإليداع القانوني 80غ 7802 /م
الـعدد 36من مجلة الباحـث للدراسات واألبحاث القانونية والقضائية /RJLGRS/هشـر فرباير 2024
TEL + 212 649027884 ww.allbahit.com Majalatlbahit2017@gmail.com
القانون المقارن ،فلم يعد أداء العدالة واجبا على الدولة تؤديه نحو وطنيبها ،و إنما أصبح واجبا
عليها تؤديه في إقليمها بهدف توفيراألمن والسكينة بغض النظرعن جنسية المتقاضين(.)592
وإضافة لجملة االنتقادات التي وجهها الفقه الختصاص املحاكم الوطنية على أساس
جنسية المدعى عليه أنه يتنافى مع مبدأ جوهري متمثل في مبدأ قوة نفاد األحكام وفعاليتها الدولية
فهو ضابط قليل الجدوى وال يصلح لوحده في تحديد االختصاص القضائي الدولي .
لكن وبالرغم من االنتقادات الموجهة لهذا المعيارإال أن القاعدة مقررة قانونا فهي قاعدة
وضعية وجب على القاض ي أن يطبقها وأن يحدد من خاللها اختصاص املحكمة على هذا الضابط
وحده ،وهي مقررة في أغلب التشريعات وخاصة منه العربية.
يرى األستاذ "محمد زريول" أن حل اإلشكالية السابقة لضابط الجنسية وعدم كفايته
يعتمد على حلين :األول :توثيق اجتهاد قضائي مغربي يوسع اختصاص القضاء المغربي
للمنازعات الدولية ذات العالقة بعنصر أجنبي بالنظام القانوني المغربي ،دون استناد على
جنسية الطرفين وحدها( ،.)593ومن ثم يتحقق مبدأ الفعالية ألحكام القضاء وفي المقابل ترسيخ
اجتهاد قضائي مؤداه التخلي الختصاص قضاء أجنبي في حالة كون النزاع يمس في محتواه
اختصاص الدولة األخرى وإال اصطدم القرار المغربي االختصاص القضائي الدولي للمحاكم
المغربية باملحاكم األجنبية بغاية تنفيذه ،وأساس هذا الحل في حالتي االختصاص الجالب
والسالب فهو تفعيل مبدأ قوة النفاذ )594(،والحل الثاني يقتض ي تدخل المشرع إلعمال نصوص
خاصة باالختصاص القضائي الدولي على غرار الضوابط المعتمدة في التشريعات الحديثة،
ولكن الظاهرأن المشرع المغربي لم يأخذ بعين االعتبارعيوب امتيازالجنسية وقصوره و إال لما
نقل من قانون المسطرة المدنية الحالي نفس األحكام في مشروع المسطرة المدنية المرتقب.
والظاهر أن القضاء المغربي عمل بنفس المنهج ،فعمم مجاالت اختصاص القضاء
الداخلي عمال بالفصول 25 ،28 ،27من قانون المسطرة المدنية على االختصاص القضائي
الدولي ،فأصبح يكتفي بانطواء النزاع على صلة تسمح بالربط اإلقليمي ملحكمة مغربية كموقع
( )592سهى خلف عبد ،اإلختصاص القضائي الدولي للمحاكم الوطنية ،الطبعة األولى ،دار البادية ناشرون وموزعون ،عمان،
،5223ص .29
( )593زريويل محمد ،القانون الدولي الخاص ،تنازع القوانين/حقوق األجانب ،مرجع سابق ،ص .523
( )594نفسه ،ص .522
P 296 مـجلة علمية حمكمة © ردمد * ISSN: 2550 – 603Xاإليداع القانوني 80غ 7802 /م
الـعدد 36من مجلة الباحـث للدراسات واألبحاث القانونية والقضائية /RJLGRS/هشـر فرباير 2024
TEL + 212 649027884 ww.allbahit.com Majalatlbahit2017@gmail.com
العقار ومكان تنفيذ االلتزام أو موطن المتوفى أو مقر الشخص المعنوي ،وهذا بغض النظر عن
الجنسية التي يحملها طرفي العالقة.
وإذا كانت بعض معايير االختصاص الداخلي ال تثير إشكالية مثل المنازعات العينية
العقارية ومنازعات األشغال العمومية والصفقات اإلدارية والمحجوزات ألن تركيز النزاع دائما
يمكن أن تحدد من خالله الجهة املختصة وطنية كانت أم أجنبية ،فإن بعض المنازعات األخرى
يصعب ربطها دوليا من ذلك اختصاص موطن الزوجية ،ومحل إقامة الدائن بالنفقة ومكان
ممارسة الحضانة ،ألن األمر يتعلق بتقرير وقائع وليس حقوقا،وهنا تجدر اإلشارة إلى أن القضاء
الفرنس ي عمد إلى تبني الحل األول بالنظر لما كان يعانيه من نقص تشريعي في معايير اختصاصه
دوليا ،و قام بتقريب قواعد االختصاص القضائي الدولي من قواعد االختصاص الداخلي معتمدا
على التوسيع في تفسير أحكام المادتين 55و 120من قانون اإلجراءات المدنية الفرنس ي ،فأقرفي
بداية األمر اختصاصه في دعاوى األجانب األكثر قبوال واألقوى أساسا ،فقيل أوال اختصاص
القضاء الفرنس ي واختصاص القضاء األجنبي في الدعاوى العينية العقارية إذا كان العقار
موجودا في بلد أجنبي ولو كان أحد األطراف فرنسيا.
وأسس اختصاص القضاء الفرنس ي بالنسبة للفعل الضار الو اقع في فرنسا على فكرة
قوانينه البوليسية والسالمة العامة بغض النظر عن جنسية المتضرر أو المتسبب في الضرر،
كما من اختصاص القضاء الفرنس ي لألجانب بشأن المواد التجارية والتعاقدية المدنية وكذا
دعاوى الحالة .ومن جهة أخرى يتوقف االختصاص على تكييف النظام القانوني المعمول به مثال
في ميراث العقار ،هنا يرجع فيه االختصاص إلى موطن المتوفى الذي هو عادة مكان افتتاح التركة،
وفي حالة وجود العقار في إقليم الدولة مقر وفاة المورث ،فينفذ الحكم الصادر بشأن العقار
بوصفه جزءا من التركة ،أما إذا كان العقارفي الخارج فالحكم الصادربالتصفية ال يمكن تنفيذه
ألن الحق العيني عقاري يخضع الختصاص قانون وقضاء موقعه ،إذا االختالف في تكييف موضوع
النزاع يؤدي إلى تباين في االختصاص القضائي والتشريعي(.)595
ومن هنا يالحظ أنه رغم صعوبات تقريب االختصاص القضائي الدولي من االختصاص
الداخلي ،إال أن اللجوء على هذا اإلجراء حتمي في النظم القانونية التي لم تقرر قواعد خاصة
باختصاص قضائها دوليا كالمغرب ،أو النظم التي أقرت أحكام غيركافية كالقانون الفرنس ي.
( )595زريويل محمد ،القانون الدولي الخاص ،تنازع القوانين /حقوق األجانب ،مرجع سابق ،ص .52-22
P 297 مـجلة علمية حمكمة © ردمد * ISSN: 2550 – 603Xاإليداع القانوني 80غ 7802 /م
الـعدد 36من مجلة الباحـث للدراسات واألبحاث القانونية والقضائية /RJLGRS/هشـر فرباير 2024
TEL + 212 649027884 ww.allbahit.com Majalatlbahit2017@gmail.com
خاتمة :
تختص املحاكم المغربية بنظر المنازعات الدولية الخاصة متى كان أحد أطراف النزاع
يحمل الجنسية المغربية وذلك من خالل نصوص الفصول 27و 28من قانون المسطرة المدنية
الموضوعة لمصلحة الطرف الوطني في اللجوء للقضاء الوطني في المنازعات المتضمنة عنصرا
أجنبي ،ومنح من خاللها المشرع امتيازا للطرف الوطني للجوء للقضاء المغربي سواء كان مدعي
أو مدعى عليه معتمدا في ذلك على فقه القانون الدولي الخاص في تحديد مجموعة من الضوابط
العامة التي تسترشد بها الدول عند قيامها بتحديد الحاالت التي تكون فيها محاكمها مختصة
بالنظر في المنازعات المشتملة على عنصر أجنبي حيث اعتمد على ضوابط تمنح اإلختصاص
للمحاكم المغربية على أساس ارتباط أطراف النزاع بالدولة ،عن طريق األخذ بالجنسية كمعيار
لتحديد اختصاص محاكمه ،أو ضوابط االختصاص التي تقوم على ارتباط موضوع النزاع
بالدولة ،أو الخضوع االختياري للمحاكم المغربية.
و رغم أن المشرع الوطني لديه ما يكفي من الحرية في تحديد اختصاص محاكمه ،إال أنه
وفقا لما تقتضيه مصالح األول تحت مبدأ التعايش المشترك و انتماء الدولة إلى الجماعة الدولية
وما يعرف بالعرف الدولي ،يصبح هنا المشرع على قدر من االلتزام بهذه القواعد مما يؤدي إلى
إعفائه من النظرفي بعض المنازعات التي تتعلق باألشخاص المعفيين من والية القضاء الوطني،
كاألشخاص المتمتعين بالحصانة القضائية ،إال أنه و بالرغم من كل املحاوالت نجد أن المشرع
المغربي لم يساير التشريعات المقارنة في كيفية تحديد اختصاصه من عدمه بنظر المنازعات
المتضمنة عنصرا أجنبيا ،وعليه ينبغي على فقهاء القانون الدولي الخاص بصفة خاصة المزيد
من االجتهادات والتوسع حول الموضوع والتي تبقى قليلة في الفقه العربي عموما والفقه المغربي
خصوصا.
-ظهير شريف بمثابة قانون رقم 1.71.117بتاريخ 11رمضان 28) 1351شتنبر (1571
بالمصادقة على نص قانون المسطرة المدنية كما ثم تعديله و تثميمه ،الجريدة الرسمية عدد
3230مكرر ،بتاريخ 13رمضان 30) 1351شتنبر ،(1571ص .2711
P 298 مـجلة علمية حمكمة © ردمد * ISSN: 2550 – 603Xاإليداع القانوني 80غ 7802 /م
الـعدد 36من مجلة الباحـث للدراسات واألبحاث القانونية والقضائية /RJLGRS/هشـر فرباير 2024
TEL + 212 649027884 ww.allbahit.com Majalatlbahit2017@gmail.com
-ظهيرشريف رقم 1.58.250بسن قانون الجنسية المغربية ،الجريدة الرسمية عدد 2355
بتاريخ 1ربيع األول 15) 1378شتنبر ،(1558ص .2150
-القانون رقم 62.06الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.07.80بتاريخ 3ربيع األول
23) 1128مارس ،(2007الجريدة الرسمية عدد 5513بتاريخ ) 13ربيع األول 2 (1128أبريل
،2007ص .1116
-المسعودي العياش ي ،محاضرات في القانون الدولي الخاص ،جامعة سيدي محمد بن عبد
الله ،كلية العلوم القانونية و اإلقتصاديةواإلجتماعية ،فاس.1550-1585 ،
-زريويل محمد ،القانون الدولي الخاص ،تنازع القوانين/حقوق األجانب ،جامعة المولى
إسماعيل ،كلية العلوم القانونية و اإلقتصادية واإلجتماعية ،مطبعة سجلماسة ،مكناس
.2018\2017
-عزالدين عبد الله ،القانون الدولي الخاص ،تنازع القوانين وتنازع اإلختصاص القضائي
الدوليين ،الجزء الثاني ،الهيئة المصرية العامة للكتاب،الطبعة التاسعة ،القاهرة،1565.
-سامية بديع منصور ،القانون الدولي الخاص ،اإلختصاص القضائي الدولي و آثار األحكام
األجنبية في لبنان ،الطبعة األولى ،المؤسسة الجامعية للدراسات و النشر و التوزيع ،بيروث،
.2005
-أعراب بلقاسم ،القانون الدولي الخاص الجزائري ،الجزء الثاني ،الطبعة الخامسة ،دار
هومة للطباعة و النشرو التوزيع ،الجزائر.2008 ،
-غالب علي الداودي ،القانون الدولي الخاص /الجنسية ،الطبعة األولى ،دارالثقافة للنشر
والتوزيع ،عمان.2011 ،
P 299 مـجلة علمية حمكمة © ردمد * ISSN: 2550 – 603Xاإليداع القانوني 80غ 7802 /م
الـعدد 36من مجلة الباحـث للدراسات واألبحاث القانونية والقضائية /RJLGRS/هشـر فرباير 2024
TEL + 212 649027884 ww.allbahit.com Majalatlbahit2017@gmail.com
-سامي بديع منصور ،عكاشة عبد العال ،القانون الدولي الخاص ،حلول النزاعات الدولية
الخاصة ،دون ذكرالطبعة ،الدارالجامعية ،بيروث.1553 ،
-بلغيت عمارة ،اإلختصاص الجوازي لضابط الجنسية في القانون الدولي الخاص ،جامعة
عنابة ،مجلة الحقوق و العلوم السياسية ،العدد الخامس.2016 ،
-حفيظة السيد حداد ،النظرية العامة في القانون القضائي الخاص الدولي ،الطبعة األولى،
منشورات الحلبي الحقوقية ،بيروت .2005
-هشام علي صادق ،حفيظة السيد حداد ،دون دكر الطبعة ،دار الفكر الجامعي،
اإلسكندرية.1555 ،
-سهى خلف عبد ،اإلختصاص القضائي الدولي للمحاكم الوطنية ،الطبعة األولى ،دار
البادية ناشرون وموزعون ،عمان.2013 ،
-سمية كمال ،تطبيق قانون القاض ي على المنازعات الدولية الخاصة ،أطروحة لنيل
شهادة الدكتوراه في القانون الخاص ،كلية الحقوق و العلوم السياسية ،جامعة أبو بكر بلقايد،
تلمسان.2016 ،
- Yvon loussouarm, Pierre Bourel, Droit international prévé, 4 éme èdition,
Dalloz, Paris, 1993.
P 300 مـجلة علمية حمكمة © ردمد * ISSN: 2550 – 603Xاإليداع القانوني 80غ 7802 /م