- المراكز الجهوية للإستتمار

You might also like

Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 24

‫مقدمة‪:‬‬

‫تبنى المغرب منذ عقود‪ ،‬سياسة االنفتاح على اقتصاد السوق وتشجيع االس تثمار بش قيه الوط ني‬
‫وال دولي ‪،‬به دف تحقي ق اإلقالع االقتص ادي محلي ا ووطني ا ‪ ،‬في أف ق االس تجابة لحاجي ات‬
‫مجتمعية ورفع تح ديات العولم ة دولي ا ‪ .‬وبحكم أن االس تثمار من زاوي ة يعت بر رافع ة أساس ية‬
‫للتنمية االقتصادية واالجتماعي ة‪ ،‬ومن زاوي ة أخ رى فه و ره ان ض روري لتحقي ق االس تقرار‬
‫السياسي‪ ،‬وتدعيم ال سيادة على ال وطن ‪.‬وبعب ارة أخ رى يق دم مفه وم االس تثمار األداة الناجع ة‬
‫لتقييم وظائف باقي األنساق األخرى السياسية‪ ،‬االقتص ادية‪ ،‬اإلداري ة‪ ،‬باعتباره ا أنس اقا فرعي ة‬
‫تتفاعل مع المنظومة االجتماعية الكلية‪ ،‬ويتح دد ه ذا التفاع ل في م ا تقدم ه ه ذه األنس اق للف رد‬
‫والجماعة‪ ،‬من إمكانيات مهمة لتحقيق اإلنتع اذ االقتص ادي من جه ة واالن دماج االجتم اعي من‬
‫جهة تانية‪.‬‬
‫تهدف سياسة إحداث المراكزالجهوية لالستثمار إلى التأسيس لرؤيةدي جدي دة لت دبير االس تثمار‬
‫وتقوم باالساس على عدم تمركز االستجمار وهو ما كرسته الرسالة الملكية المؤرخة بتاريخ ‪09‬‬
‫يناير ‪ 2002‬والتي تعد بمتابة اإلطار المرجعي لتأسيس المراكز الجهوية لإلستثمار‪.‬‬
‫فالدور التي تلعبة هذه المراكز الجهوية ال ينحصر في مهام الشباك الوحيد بل تقوم بأدوار أخرى‬
‫تتعدى ذلك و و تتمتل في تسهيل الولوج إلى المعلومة وأوضح ياه رهن إشارة مختلف ة الف اعلين‬
‫االقتصاديين فكذا تشعر يف باإلمكانيات االقتصادية والم ؤهالت ال تي تت وفر عليه ا الجه ة وفي‬
‫هذا الصدد تقوم المراكز الجهوية ولالستثمار تحت سلطة الوالة بدور‪:‬‬
‫شباك المساعدة على خلق المقاوالت‬
‫شباك مساعدة المستثمرين‬
‫تكمن اهميه الموضوع الذي نحن بصدده ‪ ،‬تتحدد اهميه هذه المراكز باعتبارها وسيله لتحقي ق‬
‫التنميه االقتصاديه واالجتماعي ه وباعتباره ا ايض ا اح دى االلي ات المهم ه ال تي لعبت وال زالت‬
‫تلعب ادوارا طالئعيه في مج ال السياس ات االقتص اديه الهادف ه الى تش جيع االس تثمار وت وطين‬
‫مشاريع اقتص اديه على المس توى ال ترابي به دف معالج ه الف وارق المجالي ه بين الجه ات ع بر‬
‫اجراءات تحفيزيات تمكن من كسب رهانات التنافسيه والجاذبيه الترابي ه بم ا يمكن من الح د من‬
‫العراقي ل ال تي تواج ه االس تثمار في جوانبه ا القانوني ه واالداري ه والمؤسس اتيه بغيت تس هيل‬
‫ماموريه المستثمرين في كل ما يتعلق بعمليات االستثمار‪.‬‬
‫وفي هذا اإلطار ‪ ،‬ما هي احوال الدوافع االداريه التي كانت وراء احداث هذه المراكز ؟ وما هي‬
‫الضمانات التقنيه والقانونيه واالداريه المؤطره والماليه لعمل مراكز الجهويه لالستثمار؟‬
‫ه ذه االش كالية تف رض علين ا تس اؤالت تش كل عنه ا مح ور ه ذا االبحث ‪ ،‬فمن الض روري ان‬
‫نتساءل عن المكتسبات التي حققتها هذه المراكز؟ وما هي االكراهات والتحديات التي وجهته ا ؟‬
‫وهل تعتبر هذه االكراه ات س ببا في ص دور ق انون رقم ‪47.18‬؟ والى اي ح د توف ق المش رع‬
‫المغربي من خالل هذا القانون على االجابه عن المشاكل التي عاقت عمل هذه المراكز؟‬
‫ولتحليل هذه االشكالية واإلجابة عن األسئلة التي تطرحها سوف نعتمد المنهج الوصفي التحليلي‬
‫وذل ك من أج ل تبي ان ال دوافع اإلداري ة ال تي ك انت وراء إح داث المراك ز الجه ة واالس تثمار‬
‫باإلض افة إلى تحلي ل النص وص القانوني ة الم ؤطرة له ذه المراك ز وك ذا الق رارات المص احبة‬
‫إلنشائها وبالتالي استخالص أهم اإلشكاالت القانونية والتحديات لعملية النظرية ال تي س تطرحها‬
‫هذه المراكز وذلك بوصف هيكلتها التنظيم هي وآليات اشتغالها وكيفية تطورها‬
‫وبناء عليه ‪ ،‬سنعالج هذه االشكاليات في مبحثين ‪:‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬المنظومة التأطيرية للمراكز الجهوية لإلستثمار ‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬األسس القانونية للمراكز الجهوية لإلستثمار ‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬اللجان الجهوية الموحدة لإلستثمار‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬إحداث الجان الجهوية الموحدة و كيفية تسيير ها ‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬اختصاصاتها‪.‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬اصالح المراكز الجهوية لالستثمار على ضوء ق ‪.47.18‬‬
‫المطلب االول‪ :‬محدودية عمل المراكز الجهوية لإلستثمار و االختالالت المرصودة‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬االختالالت التنظيمية و التدبييرية‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬االختالالت البشرية و المالية‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬اصالح المراكز الجهوية لالستثمار بين النجاعة و المحدودية‪.‬‬
‫الفرع األول‪:‬اصالح المراكز الجهوية اية فعالية‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬اصالح المراكز الجهوية لالستثمار اية محدودية‪.‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬المنظومة التأطيرية للمراكز الجهوية لإلستثمار ‪.‬‬
‫جعل المغرب التنمية في صلب اهتماماته‪ ،‬من أجل تحقيق األمن واالستقرار السياسي‬
‫واالجتماعي‪ ،‬بغية مواكبة الحاجيات المضطردة للساكنة‪ ،‬ورفع كافة التحديات االقتصادية‬
‫وعلى اعتبار أن االستثمار قاطرة ودعامة أساسية للتنمية المستدامة كان الخطاب الملكي‬
‫ألكتوبر ‪ ،1999‬ليتم احداث المراكز الجهوية لالستثمار سنة ‪ ،2002‬والتي ترمي إلى تجاوز‬
‫مركزية القرار بهدف مواكبة اإلدارة لتدبير اإلجراءات الجديدة المتعلقة بغية إنعاش االستثمار‬
‫بالمغرب‪ ،‬ويندرج هذا اإلصالح في سياق التقليص من عدد المخاطبين‪ ،‬وتجميعهم للمزيد من‬
‫التفاعل والتنسيق‪ ،‬لتشجيع االستثمار وخدمة متطلبات التنمية‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬القراءة القانونية لمراكز االستثمار الجهوية‬
‫منذ دخول قانون اإلطار رقم ‪ 95.18‬الذي يعتبر بمثابة ميثاق لالستثمار حيز التنفيذ سنة‬
‫‪ 1996‬والسلطات العمومية تعمل على تشجيع االستثمار والمبادرة الخاصة من خالل جملة‬
‫من اإلجراءات ذات الطبيعة التنظيمية والتشريعية‪ ،‬فضال عن حوافز ضريبية وجمركية‪ .‬وإذا‬
‫كان الوضع بداية قد فرض ضرورة تحمل سلطات الالتركيز اإلداري مهمة خدمة شروط‬
‫االستثمار‪ ،‬وهو ما سرع بإحداث المراكز الجهوية لالستثمار كإجراء عملي قصد تبسيط‬
‫المساطر اإلدارية المرتبطة به مع تخويل السادة الوالة والعمال صالحيات مهمة في هذا‬
‫المجال كمرحلة أولى‪ .‬إال أن الممارسة العملية لمدة زمنية تجاوزت ‪ 16‬سنة فرضت من جديد‬
‫وبإلحاح عملية إصالح ومواكبة‪ ،‬بعد الوقوف على مكتسبات التجربة ومثبطاتها التطبيقية‪.‬‬
‫أحدثت المراكز الجهوية لالستثمار سنة ‪ ،2002‬والتي ترمي إلى تجاوز مركزية القرار بهدف‬
‫مواكبة اإلدارة لتدبير اإلجراءات الجديدة المتعلقة بغية إنعاش االستثمار بالمغرب‪ ،‬ويندرج هذا‬
‫اإلصالح في سياق التقليص من عدد المخاطبين‪ ،‬وتجميعهم للمزيد من التفاعل والتنسيق‪،‬‬
‫لتشجيع االستثمار وخدمة متطلبات التنمية‪.‬‬
‫فالمراكز الجهوية لالستثمار تخضع ألحكام القانون رقم ‪( 47.18‬المنشور في الجريدة الرسمية‬
‫بتاريخ ‪ 21‬فبراير‪ )2019‬والمتعلق بإصالح المراكز الجهوية لالستثمار وإحداث اللجان‬
‫الجهوية الموحدة لالستثمار‪.‬‬
‫وتعتبر المراكز الجهوية لالستثمار مؤسسة عمومية تتمتع بالشخصية االعتبارية واالستقالل‬
‫المالي ويخضع لرقابة الدولة التي تهدف إلى ضمان االمتثال ألحكام القانون‪ ،‬ال سيما تلك‬
‫المتعلقة بالمهام المنوطة به‪ ،‬وبشكل عام‪ ،‬ضمان تطبيق النصوص التشريعية والتنظيمية‬
‫المتعلقة بالمؤسسات العمومية‪.‬‬
‫وتنفذ المراكز الجهوية سياسة الدولة في مجال تنمية االستثمارات وتحفيزها وانعاشها وجلبها‬
‫على الصعيد الجهوي والمواكبة الشاملة للمقاوالت ال سيما المقاوالت الصغيرة والمتوسطة‬
‫والصغيرة جدا‬
‫كما تعتبر المراكز الجهوية وفقا ألحكام القانون ‪ 47.18‬المحرك الرئيسي لالستثمار بالمغرب‬
‫حيث تقوم المراكز الجهوية لالستثمار بمواكبة المستثمرين الوطنيين او األجانب بالمغرب قبل‬
‫بداية المشروع وتوفر لهم الدراسة األولية للمشروع قبل تنفيذه مع مواكبة تقنية وقانونية اثناء‬
‫التنفيذ وحتى بعد التنفيذ المشروع االستثماري بالمغرب‬
‫وفي قراءة للقانون المنظم نجد ان قانون ‪ 47.18‬لم يرد أي تعريف لمفهوم االستثمار ولم يتم‬
‫تحديد المعايير التي يمكن اعتمادها أو على األقل االستئناس بها إلضفاء صبغة مشاريع‬
‫استثمارية على الطلبات المقدمة لالستفادة من القرارات والتراخيص الضرورية إلنجازها أو‬
‫استغاللها أو لعرضها على أنظار اللجنة الجهوية الموحدة لالستثمار‬
‫فعلى المستوى المواد القانونية حظي القسم األول المتعلق بإصالح المراكز الجهوية لالستثمار‬
‫ب ‪ 28‬مادة في مشروع القانون‪ ،‬في حين انحصرت حصة القسم المتعلق بإحداث اللجن‬
‫الجهوية الموحدة لالستثمار في ‪ 12‬مادة‬
‫ومن جهة أخرى جمع القانون بين المراكز الجهوية لالستثمار وإحداث اللجن الجهوية الموحدة‬
‫لالستثمار وهما موضوعان وإن كانت تجمع بينهما وحدة الهدف المتمثل في تبسيط وتسريع‬
‫التدابير المتعلقة باالستثمار ومواكبة المستثمرين إال أن إدراجهما في مشروع قانون واحد خلق‬
‫نوعا من عدم التوازن في هذا النص كما وكيفا‬
‫من جانب آخر لم يشر مشروع القانون إلى القطاعات المشمولة بالتدبير الالمتمركز لالستثمار‬
‫كما حددتها الرسالة الملكية بتاريخ ‪ 9‬يناير ‪ 2002‬في ميادين الصناعة التقليدية والسياحة‬
‫والسكن والصناعة والصناعات المرتبطة باإلنتاج الفالحي والمعادن‪ ،‬وتم استكمالها فيما بعد‬
‫بقطاعات الصحة والطاقة والتعليم والتكوين‪.‬‬
‫وفي سنة ‪ 2019‬تمت المصادقة على مشروع المرسوم ‪ 2.23.310‬وذلك بتغيير وتتميم‬
‫المرسوم رقم ‪2.19.67‬‬
‫على مستوى االختصاصات‪ ،‬أوكل مشروع القانون للجنة الجهوية الموحدة لالستثمار القيام‬
‫بمهام المعالجة المندمجة والمتسقة لملفات االستثمار وتقييمها من الجوانب االقتصادية‬
‫واالجتماعية والبيئية والعمرانية وتنسيق أعمال اإلدارات المختصة في هذا المجال مع إحاللها‬
‫محل اللجان التي تمارس هذه االختصاصات في تاريخ دخول هذا القانون حيز التنفيذ‪ .‬وهنا‬
‫يطرح السؤال عن الكيفيات واآلليات التي سيتم بموجبها تحويل االختصاصات المذكورة ونقلها‬
‫من اإلدارات التي تمارسها حاليا إلى المراكز الجهوية لالستثمار‪.‬‬
‫حيث حسب المادة ‪ 10‬من القانون المذكور أعاله يتألف مجلس اإلدارة تحت رئاسة والي‬
‫الجهة المعنية من تلة من األعضاء من بينهم رئيس مجلس الجهة‪ ،‬الممثلون الجهويين لإلدارات‬
‫العمومية‪ ،‬مكتب التكوين المهني‪ ،‬صندوق الضمان المركزي‪ ،‬الوكالة الوطنية إلنعاش‬
‫المقاوالت الصغرى والمتوسطة‪ ،‬وكالة التنمية الفالحية‪ ،‬الوكالة الحضرية للجهة‪ ،‬الوكالة‬
‫المغربية لتنمية االستثمارات والصادرات‪ ،‬الممثل الجهوي للمنظمة المهنية للمشغلين األكثر‬
‫تمثيلية‬
‫يتمتع مجلس اإلدارة بجميع السلط واالختصاصات الالزمة إلدارة المركز حيث يمارس‪ ،‬على‬
‫الخصوص‪ ،‬االختصاصات التالية‬
‫يصادق على برنامج العمل السنوي للمركز ويحصر الميزانية والبيانات التوقعية المتعددة‬
‫السنوات للمركز وكذا كيفيات تمويل برامج أنشطته ويحصر الحسابات السنوية للمركز‬
‫ويصادق عليها ويبت في تخصيص النتائج ويحصر المخطط التنظيمي الذي يحدد بنيات‬
‫المركز التنظيمية واختصاصاته ويحدد أجور الخدمات المقدمة لألغيار ويصادق على تقرير‬
‫التسيير السنوي والتقرير السنوي عن األنشطة اللذين يعدهما مدير المركز‪.‬‬
‫ما يالحظ عن تركيبة المجالس اإلدارية للمراكز الجهوية لالستثمار هو غياب عمال العماالت‬
‫واألقاليم عن عضويتها على الرغم مما أوكل إليهم بموجب مشروع القانون نفسه من مهام‬
‫اإلشراف على أعمال المراكز الجهوية لالستثمار المرتبطة بتتبع إنجاز المشاريع وتنفيذ العقود‬
‫وإبرام االتفاقيات داخل دوائر نفوذهم الترابي‪ ،‬عالوة على أهميتهم داخل اللجنة الجهوية‬
‫الموحدة لالستثمار‪ .‬كما يالحظ أيضا غياب الجماعات عن عضوية المجالس اإلدارية‪.‬‬
‫خالصة القول ان اصالح مراكز الجهوية لالستثمار يتطلب من الساهرين عليها العمل بكل‬
‫مسؤولية وحزم بهدف االستفادة من رؤوس أموال المستثمرين المحليين واألجانب بغية خلق‬
‫فرص جديدة للشغل وضخ نفس في التنمية االستثمارية ‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬اللجان الجهوية الموحدة لإلستثمار‬
‫اللجنة الجهوية الموحدة لإلستثمار هي المسؤولة عن المعالجة الشاملة والحصرية والموحدة‬
‫والمتكاملة لملفات اإلستثمار وطلبات التراخيص على المستوى الجهوي الفرع االول‪ :‬إحداث‬
‫اللجان الجهوية الموحدة وكيفية تسييرها‬
‫الفرع االول‪ :‬إحداث اللجان الجهوية الموحدة وكيفية تسييرها‬
‫جاء في الظهير الشريف رقم ‪ 1.19.18‬صادر في ‪7‬جمادى الثانية ‪13(1440‬فبراير‬
‫‪ )2019‬قانون ‪ 47.18‬المتعلق بإصالح المراكز الجهوية لالستثمار وبإحداث اللجان الجهوية‬
‫الموحدة لالستثمار فالباب الثاني من هذا األخير نص على تأليف اللجنة وكيفيات سيرها في‬
‫المادة ‪31‬‬
‫يرأس والي الجهة اللجنة الجهوية‪ .‬ويمكن له أن يفوض رئاستها إلى مدير المركز الجهوي‬
‫لالستثمار المعني‪.‬‬
‫تتألف اللجنة الجهوية‪ ،‬حسب القضايا المدرجة في جدول األعمال‪ ،‬من األعضاء اآلتية‪:‬‬
‫عمال العماالت أو األقاليم التي ستنجز داخل نفوذها الترابي مشاريع االستثمار أو ممثلوهم‪.‬‬
‫‪ -‬رؤساء مجالس الجماعات التي ستنجز داخل نفوذها الترابي مشاريع االستثمار أو أحد نواب‬
‫كل واحد منهم‬
‫‪ -‬مدير المركز الجهوي لالستثمار‬
‫‪ -‬المدير العام للمصالح بإدارة الجهة ممثل عن والية الجهة المعنية‬
‫‪ -‬مدير الوكالة الحضرية المعنية أو من يمثله‪.‬‬
‫المسؤولون الجهويون عن المصالح الالممركزة والممثلون الجهويون للمؤسسات العمومية وكل‬
‫البيئات األخرى المعنية بمشروع أو مشاريع االستثمار‪.‬‬
‫يمكن لرئيس اللجنة الجهوية أن يدعو المستثمر أو وكيله ليقدم إلى أعضاء اللجنة كل توضيح‬
‫مفيد لدراسة ملف مشروع استثماره‪ .‬على أال يحضر مداوالت اللجنة‪.‬‬
‫يمكن لرئيس اللجنة الجهوية أن يدعو لحضور اجتماعات اللجنة ‪،‬بصفة استشارية ‪،‬كل شخص‬
‫يرى فائدة في مشاركته‪.‬‬
‫كما نصت المادة ‪ 32‬أيضا على‬
‫أن كل عضو في اللجنة الجهوية أن يمتنع عن المشاركة في اجتماعات وأشغال اللجنة عندما‬
‫يتعلق األمر بدراسة مشروع استثمار له فيه مصلحة شخصية مباشرة أو غير مباشرة‪.‬‬
‫وفي جميع األحوال‪ ،‬يجب على العضو المعني أن يصرح لرئيس اللجنة بكل حالة قد تجعله في‬
‫وضعية تنازع المصالح‪.‬‬
‫فمن المادة‪31‬الى المادة ‪ 39‬كلها جاءت على تأليف اللجنة وكيفيات تسييرها‬
‫المادة ‪33‬‬
‫تتخذ السلطات الحكومية المعنية جميع التدابير الضرورية لتمكين المسؤولين عن المصالح‬
‫الالممركزة من الصالحيات الالزمة التخاذ القرارات المرتبطة بدراسة الملفات المتعلقة‬
‫بمشاريع االستثمار والتي تدخل ضمن اختصاصات اإلدارات التابعة لهذه السلطات‪.‬‬
‫المادة ‪34‬‬
‫تجتمع اللجنة الجهوية بدعوة من رئيسها كلما دعت الضرورة إلى ذلك‪ ،‬وعلى األقل مرة واحدة‬
‫في األسبوع‪ .‬يحدد الرئيس تاريخ اجتماعات اللجنة وجدول أعمالها‪.‬‬
‫تتداول اللجنة الجهوية بكيفية صحيحة بحضور نصف عدد أعضائها أو ممثليهم على األقل‪ .‬إذا‬
‫لم يتوفر هذا النصاب‪ ،‬توجه الدعوة لعقد اجتماع ثان شريطة أن يتم عقده داخل أجل ال يتعدى‬
‫أسبوعا‪ .‬وفي هذه الحالة تتداول اللجنة بكيفية صحيحة مهما كان عدد األعضاء الحاضرين أو‬
‫الممثلين‪.‬‬
‫تتخذ اللجنة الجهوية قراراتها بأغلبية أصوات أعضائها الحاضرين‪ .‬وفي حالة تعادل يجب أن‬
‫تتخذ اللجنة الجهوية قراراتها داخل أجل أقصاه ثالثون يوما من تاريخ إحالة ملف المشروع‬
‫إليها من قبل مدير المركز‬
‫المادة ‪35‬‬
‫يلتزم أعضاء اللجنة الجهوية بكتمان سر مداوالت اللجنة واجتماعاتها‪ ،‬بما في ذلك المعلومات‬
‫علقة بالمشاريع المعروضة عليها‪ ،‬مع إلزامية كتمان السر المهني‪ ،‬وفقا للمقتضيات التشريعية‬
‫جاري بها العمل‪.‬‬
‫المادة ‪36‬‬
‫تلزم القرارات واآلراء الصادرة عن اللجنة الجهوية جميع أعضائها واإلدارات والهيئات‬
‫الممثلة فيها‪.‬‬
‫في ما يتعلق بالجماعات تعتبر ملزمة في مدلول المادة ‪ 101‬من القانون التنظيمي رقم‬
‫‪ 113.14‬المتعلق بالجماعات اآلراء الصادرة عن اللجنة في إطار دراسة طلبات رخص البناء‬
‫واألذون بإحداث التجزئات العقارية وتقسيم العقارات وإحداث المجموعات السكنية‪ ،‬وكذا‬
‫طلبات رخص السكن وشواهد المطابقة المطلوبة إلنجاز واستغالل مشاريع االستثمار‪.‬‬
‫إذا رفض عضو من أعضاء اللجنة اآلخرين اتخاذ القرارات أو منح التراخيص التي تدخل‬
‫ضمن اختصاصه والتي تكون موضوع قرارات أو آراء إيجابية صادرة عن اللجنة أو امتنع‬
‫عن ذلك‪ ،‬أمكن لوالي الجهة أو العامل المفوض من لدنه لهذا الغرض‪ ،‬بعد أن يأمر العضو‬
‫المذكور بالقيام بذلك‪ ،‬أن يتخذ القرارات أو يمنح التراخيص بموجب قرار معلل‪.‬‬
‫المادة ‪37‬‬
‫يجب أن يكون كل قرار بالرفض صادر عن اللجنة الجهوية معلال‪ .‬ويمكن أن يكون هذا القرار‬
‫موضوع طعن يقدمه المستثمر المعني أمام اللجنة الوزارية للقيادة المنصوص عليها في القسم‬
‫الثالث من هذا القانون وذلك داخل ‪ 10‬أيام تحتسب ابتداء من تاريخ تبليغ القرار‪.‬‬
‫غير أنه يمكن للمستثمر قبل إحالة األمر إلى اللجنة الوزارية أن يتقدم بتظلم استعطافي إلى‬
‫والي الجهة الذي يعرضه على اللجنة الجهوية التي تبت داخل أجل ‪ 10‬أيام من تاريخ توصلها‬
‫بالتظلم‪.‬‬
‫إذا لم تبت اللجنة الجهوية داخل األجل المذكور أو إذا أصدرت قرارا بتأييد قرارها السابق‪،‬‬
‫أمكن للمستثمر تقديم طعن أمام اللجنة الوزارية للقيادة التي تبت في األمر داخل أجل أقصاه‬
‫ثالثون يوما‪.‬‬
‫المادة ‪38‬‬
‫تضع اللجنة الجهوية نظاما داخليا يحدد على الخصوص كيفيات سيرها ويعرض على مصادقة‬
‫السلطة الحكومية المختصة‪.‬‬
‫المادة ‪39‬‬
‫يتولى المركز الجهوي لالستثمار مهام الكتابة الدائمة للجنة الجهوية‪ .‬ولهذه الغاية‪ ،‬يقوم‬
‫المركز على الخصوص بما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬إعداد أشغال اللجنة الجهوية وتنظيمها‪ ،‬واقتراح جدول األعمال على الرئيس‪ ،‬وتحرير‬
‫محاضر اجتماعات اللجنة‬
‫تتبع تنفيذ قرارات اللجنة الجهوية‬
‫‪ -‬تبليغ قرارات وآراء اللجنة الجهوية إلى المستثمرين واإلدارات والهيئات العمومية المعنية ‪-‬‬
‫إعداد تقرير سنوي عن أنشطة اللجنة الجهوية وعرضه عليها قصد المصادقة‪.31 .‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬اختصاصاتها‬
‫الباب األول من قانون ‪ 47.18‬جاء متخصصا في اختصاصات اللجان الجهوية في المادة‬
‫‪29‬و‪.30‬‬
‫تحل اللجنة الجهوية محل اللجان التي تمارس في تاريخ دخول هذا القانون حيز التنفيذ‬
‫االختصاصات المنصوص عليها في هذه المادة‪ ،‬وتتولى‪ ،‬بالرغم من جميع األحكام التشريعية‬
‫والتنظيمية المخالفة القيام بما يلي على صعيد نفوذها الترابي ‪ )1‬إجراء تقييم مسبق لمشاريع‬
‫االستثمار المعروضة عليها من الجانب االقتصادي واالجتماعي والبيني والعمراني‪ ،‬وكذا في‬
‫ما يتعلق بإحداث مناصب الشغل والتحقق عند االقتضاء‪ ،‬من قابليتها لالستفادة من نظام‬
‫التحفيزات واالمتيازات التي تمنحها الدولة كما هوب البت أو إبداء رأيها أو رأيها المطابق‬
‫حسب الحالة‪ .‬وفق الشروط والمساطر المحددة بموجب النصوص التشريعية والتنظيمية‬
‫الجاري بها العمل في جميع القرارات اإلدارية الضرورية إلنجاز مشاريع االستثمار‪ .‬وفي هذا‬
‫اإلطار‪ ،‬تمارس اللجنة الجهوية االختصاصات التالية‪:‬‬
‫‪ - 1‬تبت في طلبات تفويت األراضي التابعة لملك الدولة الخاص أو كرائها‪ ،‬بما في ذلك‬
‫األراضي الفالحية أو ذات الصبغة الفالحية وتحدد قيمة هذه األراضي التجارية أو الكرائية‬
‫حسب الحالة‪.‬‬
‫‪ - 2‬تبت في طلبات االشهاد بعدم الصبغة الفالحية لألراضي المزمع إنجاز مشاريع استثمارية‬
‫فوقها‪.‬‬
‫‪ - 3‬تبت في طلبات الترخيص بتقسيم األراضي الواقعة داخل دوائر الري أو دوائر‬
‫االستثمار في األراضي الفالحية غير المسقية من أجل إحداث منشآت غير فالحية أو توسيعها‪.‬‬
‫‪ - 4‬تبت في إنجاز مشاريع استثمارية في منطقة ساحلية ال تشملها وثائق التعمير أو في‬
‫المناطق الحساسة حسب مدلول النصوص التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل‪.‬‬
‫‪ - 5‬تبت في الطلبات المتعلقة باالحتالل المؤقت للقطع األرضية التابعة للملك العام للدولة‬
‫وللملك الغابوي وتحدد اإلتاوة المرتبطة بهما‪ ،‬وكذا في الطلبات المتعلقة بالمعاوضة والمقايضة‬
‫العقارية بخصوص األراضي الغابوية المخصصة إلنجاز مشاريع استثمارية‬
‫‪ - 6‬تبدي رأيها المطابق بخصوص رخص البناء وأذون إحداث التجزئات العقارية وتقسيم‬
‫العقارات وبإحداث المجموعات السكنية وكذا رخص السكن وشواهد المطابقة المطلوبة اإلنجاز‬
‫مشاريع االستثمار أو استغاللها‬
‫‪ - 7‬تبدي رأيها المطابق في منح تراخيص‪ ،‬وفق النصوص التشريعية والتنظيمية الجاري بها‬
‫العمل‪ ،‬بممارسة أعمال التصدير ذات الطابع الصناعي أو التجاري وأعمال الخدمات المرتبطة‬
‫بها داخل مناطق التصدير الحرة‬
‫‪ - 8‬تفحص دراسات التأثير على البيئة وتبدي رأيها في شأن الموافقة البيئية حول مشاريع‬
‫االستثمار المعروضة عليها‪:‬‬
‫‪ - 9‬تبدي رأيها في ترتيب المؤسسات السياحية ورخص استغاللها؛‬
‫‪ - 10‬تبدي رأيها في طلبات إسناد القطع األرضية في المناطق الصناعية ومناطق األنشطة‬
‫االقتصادية وفقا للشروط والكيفيات المحددة في اتفاقيات تهيئة المناطق المذكورة وتطويرها‪.‬‬
‫ج) دراسة وإبداء رأيها في مشاريع االستثمار المعروضة عليها لالستفادة من االمتيازات‬
‫الممنوحة في إطار المنظومة التحفيزية المعمول بها أو الصناديق المخصصة لهذا الغرض أو‬
‫هما معا‪ ،‬وفي العقود واالتفاقيات المتعلقة بها‪.‬‬
‫وبصفة عامة‪ ،‬يمكن للجنة الجهوية البت في جميع المجاالت المتعلقة باالستثمار‪.‬‬
‫عالوة على المهام المسندة إليها‪ ،‬تتولى اللجنة الجهوية‪ ،‬بالرغم من جميع األحكام التشريعية‬
‫والتنظيمية الجاري بها العمل‪ ،‬منح استثناءات في مجال التعمير لفائدة مشاريع االستثمار‬
‫المنتجة والمحدثة لمناصب الشغل في جميع القطاعات‪ ،‬ماعدا المشاريع العقارية السكنية غير‬
‫تلك المخصصة للسكن االجتماعي ومحاربة السكن غير الالئق أو المباني اآليلة للسقوط‪.‬‬
‫غير أنه ال يمكن منح أي استثناء في مجال التعمير بهم أراض مخصصة للتجهيزات العمومية‬
‫أو المساحات الخضراء أو طرق التهيئة أو مناطق الري أو المناطق المعرضة للفيضانات أو‬
‫المخاطر أو المناطق المحمية‪.‬‬
‫يجب أن يأخذ كل استثناء بعين االعتبار ضرورة الحفاظ على المآثر التاريخية والطابع التراثي‬
‫للمدن العتيقة والتناغم الجمالي والمعماري للمدن‪.‬‬
‫يجب أن يكون كل قرار باالستثناء اسميا ومعلال‪.‬‬
‫يعتبر االستثناء الممنوح الغيا في الحاالت التالية‪:‬‬
‫‪ -‬عدم إبداع المستثمر‪ ،‬داخل أجل سنة (‪ )6‬أشهر يحتسب ابتداء من تاريخ تبليغ االستثناء‪،‬‬
‫ملف طلب رخصة البناء أو اإلذن بإحداث التجزئة العقارية المتعلقين بمشروع االستثمار‪:‬‬
‫عدم الشروع الفعلي في أشغال إنجاز مشروع االستثمار داخل أجل ‪ 6‬أشهر يحتسب رخصة‬
‫البناء أو اإلذن بإحداث التجزئة العقارية المتعلقين ابتداء من تاريخ الحصول على رخصة البناء‬
‫أو اإلذن بإحداث التجزئة العقارية المتعلقين بمشروع االستثمار المذكور‪ .‬وفي هذه الحالة يجب‬
‫سحب الرخصة أو اإلذن المذكورين‬
‫‪ -‬اإلخالل بشروط إنجاز مشروع االستثمار المحددة في قرار االستثناء‪.‬‬
‫ال يمكن الترخيص بإدخال أي تغيير على مشروع استثمار استفاد من االستثناء بعد‬
‫الحصول على رخصة البناء أو اإلذن بإحداث تجزئة عقارية‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬إصالح المراكز الجهوية لإلستثمار على ضوء‬


‫القانون ‪47.18‬‬

‫مع كل ما كانت للمراكز الجهوية من اختصاصات إال أنها لم تقم باالدوار المسطرة‬
‫لها كما يجب‪ ،‬بل أصبحت تشكل أداه فرملة للمشاريع ومعرقل سير عمل هذه‬
‫السياسة‪ .‬فاالشكال المطروح يتبلور حول االختالالت التي تشوب عمل هذه المراكز‪.‬‬
‫فما هي طبيعة الحلول الالزمة للحد من هذه المشاكل في ظل قانون ‪.47.18‬‬

‫المطلب االول ‪:‬محدودية عمل المراكز الجهوية لالستثمار‬


‫واالختالالت المرصودة‪.‬‬
‫اذا كان إحداث المراكز الجهوية لإلستثمار قد أدى إلى تحوالت هيكلية لإلطار‬
‫المؤسساتي لإلستثمار الجهوي ‪،‬ومكن من تكريس الفعالية في تدبير معالجة الملفات‬
‫اإلقتصادية فإن النتائج ال تخفي جوانب االنتقادات الموجهة لها واالنشغاالت التي‬
‫تطرحها ‪.1‬‬
‫فبإجماع مختلف الفاعلين والمهتمين بالشأن العام الوطني‪ ،‬بكون المراكز الجهوية‬
‫لإلستثمار تعتريها الكثير من االختالالت واالشكاالت التي تعود سلبا على اداءها‬
‫للوظائف األساسية التي أنشأت من أجلها‪ ،‬وذلك على إثر تقارير وطنية ودراسات‬
‫الخبرة الدولية التي شخصت في أكثر من محطة تاريخية مكامن قصور وعجز‬
‫المراكز الجهوية‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬االختالالت التنظيمية و التدبييرية‪.‬‬
‫ال يمكن للمراكز الجهوية لإلستثمار أن تؤدي دورها كامال بدون توفر هيكلة تنظيمية‬
‫منسجمة مع استعمال آليات حديثة لتدبير حديث‪.‬‬
‫أ‪-‬االختالالت التنظيمية‪.‬‬
‫إن أول مالحظة تثير اإلنتباه عند دراسة أداء المراكز الجهوية لإلستثمار‪ ،‬هو عجز‬
‫هذه المراكز عن تطوير نفسها لحد اصبحت تعد مشكلة وعائقا أمام عملية اإلستثمار‬
‫‪ ، 2‬حيث كرس التدبير الالمتمركز لإلستثمار‪،‬استمرارية حضور البعد المركزي في‬
‫بلورة وتوجيه القرار االستثماري على المستوى الترابي وذلك عبر االنتقال من‬
‫بيروقراطية المركز الى بيروقراطيه المحيط ‪ ، 3‬على اعتبار أن المهام المسندة للوالة‬
‫بموجب الرسالة الملكية الصادرة بتاريخ ‪ 9‬يناير ‪ ،2002‬والتي بموجبها تنص على‬
‫تخويل والة الجهةج كل ما يلزم من صالحيات قانونية وتنظيمية التخاذ القرارات‬
‫الالزمة إلنجاز المشاريع واالستثمارات‪ ،‬وكذا تفويض للوالة الصالحية الالزمة‬
‫إلصدار أو إبرام العقود بإسم الدولة‪ ،‬كما إصدار قرارات متعلقة بالترخيص وباحتالل‬
‫الملك العمومي أو الغابوي‪ ،‬مع صالحية إنشاء أو إقتراح إنشاء المراكز الجهوية‬
‫لإلستثمار‪ ،‬وكذا ترأسه وتنظيمه للمركز الذي يوجد داخل نفوذه الترابي‪.‬‬
‫مما يعطي للوالي سلطة كبيرة في مجال اإلستثمار‪ ،‬تجعل منه الرجل األول أي اآلمر‬
‫والناهي في هذا الباب‪.‬‬
‫مما يجعلنا نطرح التساؤل حول طبيعة دور مدير المركز الجهوي لإلستثمار وعالقته‬
‫بالوالي‪.‬‬
‫فبإحاطتنا لدور المدير نجده يقتصر على تسهيل عملية اإلستثمار باعتباره مشرفا‬
‫على المركز‪ ،‬حيث يتم اللجوء إليه لحل المشاكل العالقة ‪ ،‬فالمالحظ هو أن رأيه قد‬
‫يتم تجاوزه من طرف الوالي‪ ،‬وأن هناك ملفات تدرس في المراكز الجهوية من أجل‬
‫احترام القوانين فقط‪ ،‬في حين ان جوهر العمل والمصادقة الفعلية يقوم بها الوالي ‪،‬‬
‫وهذا ما يعني بأن المراكز الجهوية مرتبطة بوزارة الداخلية ورجاالتها واشتغالها‬
‫تحت إمرة الصالة التي ال زالت توجههم عقلية الحنين للماضي اإلداري السلطوي‬
‫بعيدا عن الفهم السليم للمفهوم الجديد للسلطة وتجلياته االقتصادية واالجتماعية‬
‫والسياسية ‪.4‬‬
‫هذا يحيلنا على ضعف السلطة التقريرية في مهام مدير المركز بل ما يمكن القول‬
‫عنها أنها مهمة تجميع اللجن والعمل على استدعائها‪ .‬لكن العمل األهم والذي يشكل‬
‫اللبنة األساسية في مجال االستثمار هو العمل التقريري‪.‬المتخذ لعدة اشكال كإعطاء‬
‫الرخص سواء باالستغالل و تفويت أراضي الدولة أو تغيير تخصيص األراضي‬
‫الداخلية في إطار تصميم التهيئة‪ ،‬او المصادقة على المشاريع‪.‬‬
‫ان تباين هذه العالقة بين مدير المركز الجهوي والوالي‪.‬يجعل منها معادلة صعبة من‬
‫حيث الصراع حول عالقة القوة‪ ،‬وأيضا تداخل اإلختصاصات‪.‬‬
‫وهذا يجعلنا نتساءل عما إذا كان االستثمار في حاجة إلى تفويض للوالة‪،‬وهل يمكن‬
‫تسريع وتيرة االستثمار بسلطة مركزية تستقوي بكل السلط باعتبار االوالت ليسوا‬
‫بمجالس منتخبة وال هم بحكومة تحاسب أمام البرلمان‪ ،‬وبعبارة أخرى قد أدى‬
‫التوسع في نظام التفويض الى السحب العملي لالختصاصات مركزية من قطاعات‬
‫حكومية مختصة وصالحيات ترابية لمجالس منتخب لصالح وزارة الداخلية وبنياتها‬
‫وممثليها بتكريس سلطة نفوذ رجل السلطة على حساب الجماعات الترابية‬
‫والديمقراطية المحلية ‪.5‬‬
‫كما هذا يعد بمثابة معيقات تقف أمام أداء المراكز الجهوية لإلستثمار للغاية التي‬
‫أحدثت من أجلها‪ ،‬بالخصوص المقاربة التشاركية في التقرير‪ .‬كتعاون بين المركز‬
‫والتنسيق بينه وبين الجماعات الترابية وباقي اإلدارات األخرى‪.‬‬
‫ولهذا يجب إسناد سلطة حقيقية لمدراء المراكز الجهوية التخاذ القرار العمومي‬
‫الترابي في مجال اإلستثمار‪،‬وهذا ال يمكنه أن يتم إال باالنتقال من منطقة تنازع السلط‬
‫ودخول في منطقة تدافع السلط ولهذا سلطة الوالي ال يجب أن تكون إدارية بل يجب‬
‫أن يكون دورها تجميع القوى بين الفاعلين الترابين ‪.6‬‬
‫هذا من جهة أما من جهة أخرى فاإلشكاالت ال زالت متعددة‪ ،‬وقد أقرتها عدة‬
‫مستويات من بينها ‪.‬‬
‫‪-‬مستوى الخطب الملكية‪ :‬فبالرجوع إلى مختلف الخطب الملكية كخطبة إفتتاح السنة‬
‫التشريعية لسنة‪ ،2017 2016.‬يتضح جليا أنها أعطت تعليمات واضحة لضخ نفس‬
‫جديد لهذه المراكز التي أصبحت تشكل عائقا أمام الجهود التنموية بإعطاء حلول‬
‫جذرية للمشاكل المتمثلة اصال في نقص وثائق المستثمرين‪ ،‬فيقوم بالعكس من ذلك‬
‫بتكبيلهم وتعقيد المساطر أمامهم الشيء الذي يؤدي إلى تعطيل وتيرة التنمية‪.‬‬
‫‪-‬مستوى تقرير المجلس األعلى للحسابات‪ :‬فإن جل التقارير الصادرة عن المجلس‬
‫األعلى للحسابات منذ سنة ‪ 2009‬الى ‪ 2017‬أبانت على ان هناك العديد من‬
‫العوائق‪ ،‬واالختالالت تحد من عمل هذه المراكز‪ .‬في في التقرير األخير الذي رفعه‬
‫ادريس الى الملك محمد السادس تضمن العديد من العوائق‪.‬‬
‫* غياب المواكبة والمتابعة‪:‬‬
‫فرغم أن هذه المراكز الجهوية لالستثمار قامت بخطوات ملموسة فيما يخص إنشاء‬
‫المقاوالت‪ ،‬إال أنها لم ترقى الى المستوى المسطر لها في مواكبة عمل المقاوالت‬
‫خاصة الصغرى والمتوسطة كما أنها ال تقوم بمساعدة المستثمرين‪ ،‬وذلك بتوفير‬
‫المناخ المالئم والذي يرقى الى مستوى تطلعاتهم والذي يقتضي بتبسيط المصادر‬
‫وكذا توفير المعطيات الخاصة بالتراب والمؤهالت االقتصادية للجهة‪.‬‬
‫* االفتقار للممثلي اإلدارات‪:‬‬
‫فمن أهم اإلشكاالت التي تعاني منها المراكز الجهوية لإلستثمار في هذا الباب هو‬
‫محدودية التمثيليات اإلدارية على مستوى الشباك الوحيد‪ ،‬ويعتبر هذا اإلكراه من بين‬
‫العوائق التي تجبر في بعض األحيان حاملي المشاريع إلحداث المقاوالت إلى التنقل‬
‫للعض اإلدارات ‪،‬وقد تم تسجيل معدل تمثيلية اإلدارات لدى المراكز الجهوية‬
‫لإلستثمار الذي يتراوح بين واحد وأربعة ‪.7‬‬
‫فالمكتب المغربي للملكية الصناعية ممثل لدى ‪ 12‬مركز جهوي لالستثمار‪ ،‬في حين‬
‫أن إدارة الضرائب لديها ‪ 9‬مراكز جهوية لالستثمار‪ .‬والمحكمة االبتدائية في ‪8‬‬
‫مراكز و الصندوق الوطني للضمان االجتماعي في ‪ 6‬مراكز‪ .‬وال توجد أي تمثيلية‬
‫لإلدارات الشريكة في مركزين اثنين (‪.)8‬وفي الحاالت التي ال توجد فيها أية تمثيلية‬
‫فالمركز الجهوي لإلستثمار يتكلف بمعالجة ملفات إنشاء المقاوالت وذلك بالتنقل‬
‫اليومي لإلدارة الشركه او بإسناد المعني باألمر للتنقل لتلك اإلدارات‪.‬‬
‫وعند االستثناء في وجود جميع ممثلي اإلدارات المركزية داخل المركز الجهوي‬
‫لإلستثمار‪ ،‬فالبد من الرجوع ألخذ اآلراء النهائية لرؤساء هؤالء الممثلين من‬
‫المركز‪ ،‬وهذا يجعل منها أكبر عائق في وجه المستثمرين وعرقلة مصالحهم ‪.‬‬
‫وكاستنتاج تقضي خدمة الشباك الوحيد توفر المركز على ممثلين اثنين على األقل‬
‫عن كل إدارة فاعلة وهو ما يغيب عن مختلف المراكز باستثناء البعض منها الشيء‬
‫الذي يدفع المستثمرين الى تفضيل المراكز المكتملة إن صح القول مما يؤدي إلى‬
‫التفاوتات بين الجهات‪.‬‬
‫* مستوى تقرير ماكنزي‪:‬‬
‫لقد قام مركز الدراسات األمريكية ماكنزي بتكريس االختالالت التي رصدها‬
‫المجلس األعلى للحسابات فقام بتسطيرها في أربع عرائض‪.‬‬
‫‪-‬الشباك الثاني ال يقوم بالدور المسطر له والمتمثل في تقديم النصائح والمعلومات‬
‫والمواكبة‪.‬‬
‫‪ -‬التأخير في تسليم الرخص ونقل العقارات‪.‬‬
‫‪ -‬النقص في الموارد البشرية‪.‬‬
‫ب‪ -‬االختالالت التدبيرية ‪:‬‬
‫إن التدبير العمومي الحديث أصبح ضرورة بالعمل على اتر مجموعة من الوسائل‬
‫والتقنيات واآلليات الحديثة بغية النهوض بالعمل العمومي بشكل عام ‪ ،‬والعمل‬
‫اإلداري بشكل خاص‪ .‬ورفعه إلى مستوى المردودية الذي تعرفه المقاوالت الخاصة‬
‫الناجحة التي تعتمد طرق تدبيرية جد فعالة‪..‬‬
‫فما هو موقع المراكز الجهوية لإلستثمار من التدبير الحديث؟‬
‫بالرجوع إلى الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى ‪ 18‬لتربع الملك على العرش‪ ،‬حيث‬
‫وجه نقدا لإلدارة العمومية المغربية‪ ،‬فحملها مسؤولية ضعف المردودية وعرقلة‬
‫التقدم بقوله‬
‫" إن من بين المشاكل التي تعيق تقدم المغرب‪ ،‬هو ضعف اإلدارة العمومية سواء من‬
‫حيث الحكامة أو مستوى النجاعة أو جودة الخدمات ‪ ،‬التي تقدمها للمواطنين وعلى‬
‫سبيل المثال‪ ،‬فإن المراكز الجهوية لإلستثمار تعد باستثناء مركز أو اثنين‪ ،‬مشكلة‬
‫وعائقا أمام عملية اإلستثمار عوض أن تشكل آلية لتحفيز‪ ،‬وحل مشاكل المستثمرين‬
‫على المستوى الجهوي دون الحاجه للتنقل إلى اإلدارة المركزية"‬
‫فأول ما يالحظ في تدبير المراكز الجهوية لإلستثمار هو غياب استراتيجية مشتركة‬
‫فيما بينهم‪ ،‬حيث لم يتم وضع آلية استراتيجية مشتركة للمراكز الجهوية لالستثمار منذ‬
‫إنشائها‪ ،‬قصد تحديد األهداف الموكلة لها و تحيينها على المديين المتوسط والبعيد‪،‬‬
‫والوسائل المخصصة لتفعيل التوجهات الواردة في الرسالة الملكية إلى الوزير األول‬
‫المتعلق بالتدبير الالمتمركز لالستثمار(‪.)09‬‬
‫لقد أعاق غياب تلك االستراتيجيات حسن السير هذه المرافق وإيجاد حلول للعقبات‬
‫التي تعترضها ‪،‬خصوصا ما يتعلق بإنشاء الشبابيك الوحيدة المشرفة على إنشاء‬
‫المقاوالت‪ ،‬ومصاحبة االستثمارات وتتبعها‪ ،‬وتحديد وضعتها وضعيتها القانون وكذا‬
‫ضبط الموارد البشرية والمالية المرصودة لها (‪.)10‬‬
‫باإلضافة أيضا إلى ضعف التواصل بين اإلدارات الشريكة مع المركز الجهوي‬
‫لإلستثمار فقد رصد المجلس األعلى للحسابات في تقريره المرفوع لرئيس الدولة سنة‬
‫‪ 2017‬على نقص في الربط المعلوماتي للمراكز الجهوية لالستثمار بالشركاء‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة الى أنه باستثناء الربط بين المكتب المغربي بين الملكية الصناعية‬
‫والتجارية‪ ،‬فإن النظام المعلوماتي للمراكز الجهوية‪ ،‬غير متصل بهذه الكيفية مع‬
‫باقي اإلدارات المعنية بإنشاء المقاوالت‪ ،‬وهذا مما ال يسمح بتبسيط مساطر إنشاء‬
‫المقاوالت وال باالستغالل األمثل للموارد‪ ،‬مما يؤدي بطبيعة الحال إلى زيادة في أجل‬
‫إنشاء المقاوالت وإلى تكرار تحصيل المعلومات لدى كل اإلدارات المعنية(‪.)11‬‬
‫عدم االنتقال من الدور الكالسيكي اإلداري التدبيري ألداء المراكز الجهوية‬
‫والمقتصر في تسيير األمور اليومية وانتظار التعليمات مع انعدام القدرة على اتخاذ‬
‫القرارات في معالجة الملفات االستثمارية والوصاية والقرارات الفوقية التي تساهم‬
‫أحيانا في خلق األزمات بدل معالجتها‪ ،‬إلى دور الزيادة بامتالكها لقدرات تدبيرية‬
‫ناجحة‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪:‬االختالالت البشرية والمالية‪.‬‬
‫إن من بين المعيقات التي عاقت عمل المراكز الجهوية لإلستثمار لما يقارب من ‪16‬‬
‫سنة‪ ،‬ضعف الموارد البشرية وغياب نظام يؤطرها‪،‬باإلضافة إلى قلة الموارد المالية‪.‬‬
‫أ‪ -‬ضعف الموارد البشرية‪:‬‬
‫لإلنتاج ارتباط وطيد بالعامل البشري حيث تعتبر الموارد البشرية من أساس تجويد‬
‫اإلنتاج فال يتم توكيل مهمة تطويرها وتدبيرها إال لمن كان له رصيد مهم من‬
‫التجارب الميدانية‪،‬‬
‫وله إلمام بعدة علوم‪،‬كعلوم التسيير‪ ،‬علم النفس‪ ،‬علم االجتماع وعلم االقتصاد‪ .‬هذه‬
‫المعايير ال نجدها إال في الشخصية المثالية والحنكة والكفاءة العالية للشخص المزاول‬
‫لها ‪.‬‬
‫غير اننا نالحظ في تدبير الموارد البشرية للمراكز الجهوية لإلستثمار‪ ،‬غياب نظام‬
‫أساسي خاص بالموظفين‪ ،‬وهؤالء الموظفين ينقسمون الى ثالث أقسام‪.‬‬
‫*الموظفون المنتدبون‪ :‬وهؤالء يستمرون في االنتماء إلى إداراتهم األصلية‪ ،‬مثل‬
‫<<المكتب الوطني للضمان اإلجتماعي‪ ،‬المالية‪ ،‬العدل…>> ويخضعون للنظام‬
‫األساسي العام للوظيفة العمومية‪ ،‬وما يعرفه من إشكاالت سواء على مستوى‬
‫الترقيات أو التحفيزات وكذا تعدد األنظمة الخاصة والخصوصية التي تولد نوعا من‬
‫الالمساواة بين الموظفين‪.‬‬
‫الشيء الذي يمنع مدراء المراكز الجهوية لإلستثمار من امتالك سلطة تحريك‬
‫المسطرة التأديبية‪ ،‬وأيضا اختصاص اقتراح ترقية المستخدمين مما يحيل كل موظف‬
‫أو مستخدم لتبعية إلدارته األصلية‪.‬‬
‫الموظفون التابعون للمركز الجهوي لالستثمار وهم موظفون خاضعون لسلطة‬
‫المدير ومن بينهم رؤساء المصالح ورؤساء األقسام (‪.)12‬وأطر إدارية وتقنيون‬
‫وكتاب إداريون ‪.‬‬
‫*الموظفون المتعاقدون ‪ :‬وتربطهم بالمركز الجهوي عالقة تعاقدية وغالبا ما يتم‬
‫توظيفهم من أجل شغل مناصب تتعلق بالدراسات االستثمارية القانونية واالقتصادية‪،‬‬
‫وكذا اإلعالم والتوثيق واإلعالميات‪.‬‬
‫كاستنتاج إن هذا الخليط في التركيب البشري للمراكز الجهوية‪ ،‬يمكن أن يعود سلبا‬
‫على مردودية الموظفين‪ ،‬يولد نوعا من الشعور بعدم االنتماء الى هذا الكيان‬
‫اإلداري‪.‬‬
‫بموازاة ذلك اقتصار المدراء على منح العطل والموافقة عليها‪ .‬فعدم االنسجام‬
‫القانوني واالختالف والتداخل بين األنظمة القانونية يعرقل مسلسل التدبير‪،‬‬
‫بالخصوص عندما يجد الموظفون أنفسهم مجبرين على اتباع مسارات مهنية مختلفة‬
‫أو على الخضوع لتدابير فردية أو جماعية متناقضة‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ضعف تكوين المستخدمين‪ ،‬وعدم مواكبتهم بتكوينات مستمرة لمواكبة‬
‫التطورات الدولية في مجال اإلستثمار‪ ،‬لذا فالعاملون بتلك المراكز‪ ،‬البد وأن يتوفروا‬
‫على تكوين متخصص‪ ،‬حتى يقومون بمهامهم على أحسن وجه ‪ ،‬لذا فالتكوين يمكن‬
‫ان يعهد الى مؤسسة عمومية كالمدرسة الوطنية لإلدارة‪ .‬والمعهد العالي لإلدارة‪ ،‬أو‬
‫إلى معاهد خاصة و متخصصة في التدبير الحديث (‪.)12‬‬
‫ب‪-‬االختالالت المالية‪ :‬من المعيقات التي تواجه مالية المراكز الجهوية لالستثمار‬
‫غياب االستقالل المالي‪ ،‬حيث تقتصر الموارد المالية على دعم من الميزانية العامة‬
‫للدولة مما يغلب عليها طابع الجمود فلم تعرف اي تغيير خالل السنوات األخيرة‪.‬‬
‫وهذا ما أقر به مسؤولي هذه المراكز بقلة ونقص الموارد المالية المرصودة للقيام‬
‫بالمهام المنوطة بها‪ ،‬وعدم توفرها على الموارد الذاتية وخاصة بها‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪:‬إصالح المراكز الهجوية لالستثمار بين النجاعة والمحدودية‬
‫إن ما يميز إصالح المراكز الجهوية لالستثمار فهو أنه نجيز لمجموعة من الدراسات والتق ارير‬
‫التي ساهمت في رصد المعيقات التي عاقت أداء المراكز الجهوية لالس تثمار أي أن ه يه دف إلى‬
‫تدارك النواقص واإلكراهات التي تم الوق وف عليه ا وإلى تحس ين نجاعته ا وتعزي ز دوره ا في‬
‫تحفيز االستثمار ودعم ومواكبة المقاوالت وجعل هذه المراكز في هيكلتها الجديدة ق وة اقتراحي ة‬
‫وأدوات فعالة لتحسين جاذبية االستثمار إضافة إلى معالج ة الملف ات االس تثمارية بش كل من دمج‬
‫ومتناسق عبر خلق اللجنة الجهوية الموحدة لإلستثمار ( الفرع األول)‬
‫لكن بالمقاب ل لم يجيب عن بعض اإلش كاالت األخ رى (الف رع الث اني)‪ ،‬من قبي ل تم تيع ه ذه‬
‫المراك ز باس تقاللية حقيقي ة لت دبير ش ؤونها‪ ،‬فمن خالل االطالع على مض امين ق انون إص الح‬
‫المراكز الجهوية لالستثمار‪ ،‬وكذا ميثاق الالتمرك ز‪ ،‬نالح ظ اس تمرارية هيمن ة وزارة الداخلي ة‬
‫على القرار االس تثماري الجه وي‪ ،‬عن طري ق والي الجه ة‪ .‬مم ا ي دفعنا للتس اؤل عن الش رعية‬
‫الديمقراطية؛ أي موقع رؤساء الجهات في تدبير االستثمار الخاص على المستوى الجهوي‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬اصالح المراكز الجهوية ‪ :‬أية فعالية‬
‫يش كل إص الح المراك ز الجهوي ة لالس تثمار فرص ة س انحة للنه وض باالس تثمارات الجهوي ة‪،‬‬
‫خصوصا تلك التي تتعل ق ب دعم المق اوالت الص غرى والمتوس طة وال تي تمث ل ‪ 95‬بالمائ ة من‬
‫النسيج االقتصادي الوطني‪ .‬ويندرج هذا اإلصالح في إط ار التنزي ل الفعلي للت دبير الالمتمرك ز‬
‫لالستثمار‪ ،‬والذي يه دف إلى مواكب ة النس يج المق اوالتي وإنع اش االس تثمارات على المس توى‬
‫الجهوي وذلك من خالل إعادة هيكلة المراكز الجهوية لالستثمار وتوسيع صالحياتها وهو ما قد‬
‫يؤدي إلى تحسين نجاع ة أدائه ا وتج اوز االختالالت التنظيمي ة والبش رية والمالي ة ال تي طبعت‬
‫أدائها‪ ،‬باإلضافة إلى جمع كافة اللجان الجهوية المعنية باالستثمار في لجنة واحدة‪ ،‬وك ذا تبس يط‬
‫المساطر اإلدارية في وجه المستثمرين‪ ،‬مما سيساهم في المعالجة المندمجة للملفات االس تثمارية‬
‫بشكل أسرع‪ ،‬واألمر الذي يبشر بنجاح هذا اإلصالح وتحقيقه للنجاعة والمردودية ه و المواكب ة‬
‫في تنزيله وتتبع تنفيذه من طرف اللجنة الوزارية للقيادة برئاسة رئيس الحكومة ‪.‬‬
‫إن أول ما يالحظ في قانون ‪ 47.18‬المتعلق بإصالح المركز الجهوية‪ ،‬هو اإلجاب ة عن إش كالية‬
‫تعدد اللجان التي كانت تشتغل بدون نص قانوني يحدد اختصاصاتها وط رق عمله ا وك ذا كيفي ة‬
‫تقييم الطلبيات‪ ،‬مما جعلها تشكل عقبة أمام المستثمرين من خالل التأخر في اتخاذ القرارات‪.‬‬
‫ورغم اتخاذه ا لق رارات إيجابي ة ال يع ني إعف اء المس تثمر من رخص البن اء والعق ار وب اقي‬
‫الرخص األخرى‪ ،‬الشيء الذي جعل إشكالية التنس يق األفقي تتف اقم بين الف اعلين المكلفين ب دعم‬
‫وتنشيط االستثمار الترابي في ظل تف اقم إش كالية ض عف التلقائي ة عم ل المراك ز م ع مب ادرات‬
‫أخرى‪ .‬ولتحقيق الفعالية في معالجات الملفات االستثمارية ج اء اإلص الح الجدي د لتوحي د جمي ع‬
‫اللجان الجهوية المتدخلة في تدبير االستثمار في اللجنة الجهوي ة الموح دة ال تي ستش كل اإلط ار‬
‫األوحد التخاذ القرارات المتعلقة بملفات االستثمار‪ ،‬و إبداء ال رأي بخص وص طلب ات االس تفادة‬
‫من االمتي ازات الممنوح ة في إط ار المنظوم ة التحفيزي ة‪ ،‬وك ذا البت في طلب ات ال رخص‬
‫والقرارات واإلجراءات اإلدارية الالزمة إلنشاء المشاريع االس تثمارية وك ذا طلبي ات االس تثناء‬
‫في مجال التعمير‪ ،‬مما سياسهم في الس رعة في اتخ اذ الق رار باعتب ار ه ذه اللجن ة تض م جمي ع‬
‫المت دخلين في مج ال االس تثمار على المس توى الجه وي؛ أي أن الق رار س يكون مل زم لكاف ة‬
‫األعضاء‪ ،‬وهذا ما سيسهل على المستثمر اإلجراءات األخرى التي كانت في السابق‪ ،‬مثل إعداد‬
‫رخص البناء ‪ ....‬وهذا اإلجراء سيساهم في تحقيق الفعالية على مستوى مساطر اتخاذ الق رارات‬
‫و المقرارات ومالئمة إجراءاتها‪.‬‬
‫إن ما يميز عمل اللجنة الجهوية الموحدة لالس تثمار ه و االس تناد في اتخ اذ قراراته ا إلى فلس فة‬
‫تعليل القرارات اإلدارية (‪ )252‬؛ إذ يمكن للمستثمر االطالع مباشرة على أسباب القرار ليعم ل‬
‫على ترتيب أوضاعه على ضوء ذلك بمعرفة أسباب الرفض‪ ،‬وكذلك االنفت اح على آلي ات طعن‬
‫جديدة على المستوى الوط ني‪ ،‬وعلى تقني ة التظلم واالس تعطاف‪ ،‬مم ا سيحس س المس تثمر بأن ه‬
‫يتوفر على ضمانات إدارية وقضائية‪ ،‬تحمي ه من أي ق رار غ ير ق انوني‪ .‬في نفس اإلط ار ج اء‬
‫قانون رقم ‪ 47.18‬المتعلق باإلصالح المراكز الجهوي ة بإع ادة هيكل ة ه ذه األخ يرة من مراف ق‬
‫الدولة المسيرة بصورة مستقلة إلى مؤسسات عمومية تتمتع باالس تقالل الم الي واإلداري‪ ،‬وه ذا‬
‫يعتبر جوابا عن مجموع ة من اإلش كاالت ال تي ك انت تعي ق عم ل المراك ز الجهوي ة‪ ،‬من قبي ل‬
‫إشكالية غي اب االنس جام بين المت دخلين في العملي ة االس تثمارية‪ ،‬وك ذا اختالالت على مس توى‬
‫الموارد البشرية وغياب نظام خاص لتدبير مس تخدمي المراك ز‪ ،‬وأيض ا ض عف نظ ام التموي ل‬
‫الذاتي مما يؤدي إلى االستعانة بالدولة لتحويل الموارد المالية الالزمة لتنفي ذ مهامه ا‪ ،‬باإلض افة‬
‫إلى إشكالية تدبير الصفقات العمومية‪.‬‬
‫ولهذا فإن نظام المؤسسة العمومية سيتيح للمراكز الجهوية مجلسا إداريا يض م مختل ف الف اعلين‬
‫في مجال االستثمار‪ ،‬وكذا حرية جلب الكف اءات المتخصص ة في مج ال االس تثمار‪ ،‬عن طري ق‬
‫وضع نظام خاص ومحفز لتدبير الموظفين‪ ،‬مما سيؤدي إلى فعالية الموارد البشرية‪ ،‬زي ادة على‬
‫ذلك وضع نظام خاص بالصفقات العمومية‪ ،‬والتمتع بميزانية مستقلة ذات مداخيل مختلفة‪ ،‬وه ذه‬
‫اإلصالحات قد تؤدي إلى تحقي ق النجاع ة على المس توى الت دبيري‪ .‬فنم ط الت دبير عن طري ق‬
‫المؤسسة العمومية سيجعل المراك ز منفتح ة على مختل ف الف اعلين من مج الس جهوي ة وممثلي‬
‫القطاع الخاص‪ ،‬وأهم ما جاء في اإلصالح توس يع نط اق ص الحيات المراك ز لتش مل المواكب ة‬
‫الشاملة للشركات‪ ،‬وخاصة المقاوالت الصغرى والمتوسطة‪ ،‬وكذا المس اهمة في بل ورة وتنزي ل‬
‫االستراتيجيات ذات الصلة‪ ،‬ومواكبة عروض التنمية المندمجة بتجانس مع السياسات العمومي ة‪،‬‬
‫وك ذا الس هر على التس وية الودي ة للنزاع ات الناش ئة بين اإلدارات والمس تثمرين وغيرهم ا‪،‬‬
‫واعتماد هيكلة تنظيمية حديثة ومتطورة عبر إحداث قطبين أساسيين وهم ا قطب دار المس تثمر"‬
‫وقطب "تحفيز االستثمار والعرض الترابي"‪ ،‬وكذا وضع المس تثمر في مرك ز الجه از اإلداري‬
‫لالستثمار عبر تكريس هذه المراكز كشبابيك وحيدة لالستثمار على المستوى الجهوي‪.‬‬
‫وكذا ستصبح المراكز قادرة على إبرام كل عقد أو اتفاقية شراكة مع كل هيئة من هيئات القط اع‬
‫العام أو الخاص‪ ،‬وطني ة ك انت أم اجنبي ة‪ ،‬تن درج ض من مهامه ا وته دف على الخص وص إلى‬
‫تبادل التجارب والخبرات‪ ،‬وإجراء كل دراسة أو بحث ل ه ص لة بمهامه ا‪ .‬في نفس اإلط ار ف إن‬
‫التنصيص على نزع الصفة المادية عن المساطر واإلجراءات المتعلق ة بدراس ة ملف ات مش اريع‬
‫االستثمار‪ ،‬وتطوير منصات إلكترونية مخصصة لالستثمار على الصعيد الجهوي‪ ،‬وإدارتها من‬
‫أجل تمكين المستثمرين والمقاوالت‪ ،‬خاصة المق اوالت الص غرى والمتوس طة‪ ،‬من الول وج إلى‬
‫المعطيات المتعلقة بمناخ االستثمار بالجهة‪ ،‬والتع رف على ف رص االس تثمار واإلمكان ات ال تي‬
‫توفرها الجهة والمساطر التي يتعين اتباعها إلنجاز المشاريع‪ ،‬وكذا تتبع مراحل دراس ة الملف ات‬
‫المتعلقة باالس تثمار‪ ،‬س يجعل المراك ز الجهوي ة ت واكب التق دم الحاص ل على الص عيد الع المي‬
‫وتعزيز وتطوير التع اون االقتص ادي ال تي من ش أنها فتح أس واق جدي دة تس اهم بش كل مباش ر‬
‫وإيجابي على الطلب وبالتالي على اإلنتاج‪.‬‬
‫إن استعمال التكنولوجي ة الحديث ة ونظ ام معلوم ات متط ور يمكن من ال مرك زة عم ل المراك ز‬
‫الجهوية‪ ،‬ففي عمالة معينة أو خ ارج ت راب المملك ة‪ ،‬يمكن للمس تثمر أن يباش ر في اإلج راءات‬
‫واإلطالع على مؤهالت الجهات المعنية وكل المعلومات ال تي له ا عالق ة باختص اص المراك ز‬
‫دون التنقل لعين المكان؛ أي تلعب دور ملحق للمركز وهذا يؤدي إلى هدفين في آن واحد تقريب‬
‫الخ دمات من الم رتفقين وثاني ا ترش يد النفق ات‪ .‬وتكمن فعالي ة ه ذا اإلص الح في االنفت اح على‬
‫تبسيط ورقمنة المساطر واإلجراءات المرتبطة بملف ات االس تثمارات على المس توى الجه وي و‬
‫المركزي‪ ،‬وذلك ارتباطا بورش الالتركيز اإلداري ترابيا‪ ،‬ومركزيا من خالل اعتم اد مقارب ات‬
‫وقوانين مقارنة محفزة وحديثة أثبتت نجعتها على المستوى الدولي و تهم جانب تبسيط المس اطر‬
‫والشفافية في مسلسلها التنفيذي من خالل اعتماد وأجرئت قانون إلزامية التنفيذ وتقنين آج ال منح‬
‫الرخص ومعالجة الملفات‪ ،‬فلقد عزز صدور ميث اق الالتمرك ز اإلداري دور المراك ز الجهوي ة‬
‫لالستثمار في تبسيط المس اطر و اإلج راءات اإلداري ة في وج ه المس تثمرين من خالل؛ تخوي ل‬
‫المص الح الالممرك زة للدول ة ص الحيات تقريري ة‪ ،‬وتحدي د االختصاص ات المنوط ة بمختل ف‬
‫مصالح إدارات الدولة‪ ،‬باإلضافة إلى تحقيق وحدة عمل مصالح الدول ة على المس توى الجه وي‬
‫أو اإلقليمي‪ ،‬وإمكانية إحداث تمثيليات إدارية جهوية أو إقليمية مشتركة بين قطاعين وزاريين أو‬
‫أكثر ‪ ،‬مما سيؤدي إلى السرعة في معالجة الملفات االستثمارية ترابيا‪ .‬ومن بين أهم ما جاء ب ه‬
‫ميث اق الالتمرك ز اإلداري ه و استحض ار تجرب ة المراك ز الجهوي ة لالس تثمار من خالل‬
‫التنصيص في المادة ‪ 37‬على أنه " يتعين على المصالح الالممركزة على مس توى الجه ة وعلى‬
‫مستوى العمال ة واإلقليم التع اون والقي ام بجمي ع أعم ال التنس يق الالزم ة م ع المرك ز الجه وي‬
‫لالستثمار المعني باعتباره شباكا وحيدا‪ ،‬من أجل تمكينه من القيام بمهامه‪ ،‬والسيما تلك المتعلق ة‬
‫بمساعدة المس تثمرين من اج ل الحص ول على ال تراخيص الالزم ة طبق ا للنص وص التش ريعية‬
‫والتنظيمية الجاري بها العمل إلنجاز مشاريعهم االستثمارية‪ ،‬ومواكبتها‪.‬‬
‫ومن أجل ضمان ش روط النجاع ة والفعالي ة في تنفي ذ إص الح المراك ز الجهوي ة لالس تثمار‪ ،‬تم‬
‫وضع آليات للحكامة تتمثل في إحداث "اللجنة الوزارية للقيادة" برئاس ة رئيس الحكوم ة‪ ،‬وال تي‬
‫يعهد إليها بقيادة إصالح مراكز االستثمار مما قد ت ؤدي للتنزي ل الس ليم لمقتض يات الق انون رقم‬
‫‪ 18.47‬المتعلق بإصالح المراكز الجهوية لالستثمار وإحداث اللجان الجهوية الموحدة‪.‬‬
‫إن كل هذه اإلجراءات واآلليات الجديدة إلصالح المراكز الجهوي ة لالس تثمار س تؤدي ال مح ال‬
‫إلى تحسين من فعالية ونجاعة تدبير هذه المراكز‪ ،‬ولكن هذا ال يعني أن المش رع لم يغف ل بغض‬
‫الجوانب األخرى التي قد تؤدي إلى إعادة نفس التجربة‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬اصالح المراكز الجهوية لإلستثمار ‪ :‬أية محدودية‬
‫إن أول م ا يالح ظ من خالل دراس ة وتحلي ل مقتض يات الق انون رقم ‪ 47.18‬المتعل ق بإص الح‬
‫المراكز الجهوية لالستثمار وإحداث اللجان الجهوية الموحدة؛ هو الجمع بين موضوعي المراكز‬
‫الجهوية لالستثمار واللجان الجهوية الموحدة قد اثر سلبا في إحاطته بمختلف الجوانب المرتبط ة‬
‫بهما‪ ،‬والتنبؤ بحجم اإلشكاالت القانونية التي ق د تطرحه ا الممارس ة العملي ة على مس توى تع دد‬
‫المت دخلين وحجم المه ام وطريق ة التنظيم الزم ني من حيث طريق ة االش تغال وكثاف ة الجدول ة‬
‫الزمنية ‪ .‬كما أن التنصيص على أن المراكز تقوم بمهام الكتابة الدائمة للجان الجهوية يجع ل من‬
‫المراكز تابعة لها تنظيميا‪ ،‬وهو أمر غير طبيعي‪.‬‬
‫ويمكن أن نسجل كذلك بأن القانون لم يحدد المعايير التي يمكن اعتمادها إلضفاء صبغة مش اريع‬
‫استثمارية على الطلبات المقدمة لالستفادة من الق رارات وال تراخيص الض رورية إلنجازه ا‪ ،‬أو‬
‫استغاللها‪ ،‬أو لعرضها على انضار اللجنة الجهوية الموحدة لالستثمار‪ .‬وهذا األمر قد ي ؤدي إلى‬
‫الوق وف على ح االت تط رح في ه بعض المش اكل من قبي ل إدراج عين ة من الطلب ات في خان ة‬
‫المشاريع االستثمارية أو تحييد الجهة ص احبة االختص اص في دراس تها واستص دار الق رارات‬
‫الالزمة بشأنه وفي نفس االتجاه لم يشر الق انون إلى القطاع ات المش مولة بالت دبير الالمتمرك ز‬
‫لالس تثمار كم ا ح ددتها الرس الة الملكي ة بت اريخ ‪ 9‬ين اير ‪ 2002‬في مي ادين الص ناعة التقليدي ة‬
‫والسياحة والسكن والصناعة والص ناعات المرتبط ة باإلنت اج الفالحي والمع ادن وتم اس تكمالها‬
‫فيما بعد بقطاعات الصحة والطاقة والتكوين‪ .‬وإذا كان الهدف من عدم حصر هذه القطاعات ه و‬
‫توسيع مجاالت االستثمار التي يتم اتخاذ القرارات بشأنها على الصعيد الجهوي‪ ،‬فه ذا أم ر جي د‬
‫ألن ه يتماش ى م ع منظ ور الواس ع الفلس فة الت دبير الالمتمرك ز لالس تثمار باعتب اره معني ا على‬
‫المستوى ال ترابي بك ل الج وانب والمراح ل واإلج راءات اإلداري ة ال تي تتعل ق بطلب ات إنج از‬
‫مشاريع اس تثمارية كي ف م ا ك ان حجمه ا (‪ )257‬أم ا على مس توى تركيب ة المج الس اإلداري ة‬
‫للمراكز الجهوية الستثمار يالحظ غياب عمال العماالت واألقاليم عن عضويتها على الرغم مم ا‬
‫أوكل إليهم بموجب القانون نفس ه من مه ام اإلش راف على أعم ال المراك ز الجهوي ة لالس تثمار‬
‫داخل نفوهم الترابي‪ ،‬عالوة على أهميتهم داخل اللجن ة الجهوي ة الموح دة لالس تثمار‪ ،‬باإلض افة‬
‫إلى غياب الجماعات الترابية عن عضوية المجالس اإلدارية‪ ،‬وكذا إقصاء ممثل الباطرونة‪ ،‬التي‬
‫قد يكون في عضويتها قيمة مض افة للمجلس اإلداري بوض عية من اخ االس تثمار على المس توى‬
‫الجهوي‪.‬‬
‫من جانب آخر‪ ،‬ادرج قانون رقم ‪ 47.18‬الممثلين الجه ويين لإلدارات العمومي ة المعني ة بتنمي ة‬
‫االس تثمارات والمعين ة بنص تنظيمي في عض وية المج الس اإلداري ة‪ ،‬مم ا يس تدعي إب داء‬
‫مالحظتين ‪:‬‬
‫األولى تتعلق ب التنظيم اإلداري للمص الح الخارجي ة ال ذي ال يتواف ق في كث ير من الح االت م ع‬
‫التقطيع الترابي الجهوي‪ ،‬حيث ال زالت مجموعة من القطاعات اإلدارية ال تتوفر على تمثيلي ات‬
‫جهوية‪ ،‬كما أن بعضا منها يمتد اختصاصه الترابي إلى أكثر من جهة‪ ،‬فكيف س يتم التعام ل م ع‬
‫هذه الحاالت وما هي الجهة التي سيتم استدعاؤها لتمثيل القطاع الذي ال يتوفر على إدارة جهوية‬
‫في أشغال المجالس اإلدارية؟ الثاني ة له ا عالق ة بالط ابع األفقي لمج ال االس تثمار ال ذي يجعل ه‬
‫مرتبط ا مب دئيا بجمي ع القطاع ات اإلداري ة‪ ،‬تبع ا الختالف حاجي ات ومط الب ك ل مش روع‬
‫استثماري‪ ،‬وفي هذه الحالة هل يتعين استدعاء جميع تمثيلي ات اإلدارات العمومي ة على الص عيد‬
‫الجهوي لحضور أشغال المجالس اإلدارية للمراكز الجهوية لالستثمار‪ ،‬مما قد ينتج عن ذلك من‬
‫تأثير على فاعليتها؟‬
‫كما يالحظ أيض ا؛ أن التنص يص على رئاس ة والي الجه ة لك ل من المراك ز الجهوي ة واللج ان‬
‫الجهوية لالستثمار يؤدي إلى التراجع عن منطق اإلصالح‪ ،‬بالنظر للتجربة السلبية لتحكم وزارة‬
‫الداخلية في المراكز الموجودة منذ سنة ‪ .2002‬مم ا يع ني اس تمرارية المراك ز الجه وي لتبعي ة‬
‫وزارة الداخلية ترابيا؛ من خالل التبعية المباشرة لإلدارة الترابية‪ ،‬فبالرجوع إلى ق انون إص الح‬
‫المراكز الجهوي ة وك ذا ميث اق الالتمرك ز‪ ،‬نج دهما أس هموا في توس يع وتقوي ة هيمن ة الهيئ ات‬
‫البيروقراطية والتكنوقراطية على المجال الترابي‪ ،‬وتمديد صالحياتها إلى مجاالت جديدة تجع ل‬
‫منه ا الجه ة المحتك رة لملف ات التنمي ة االقتص ادية الجهوي ة‪ ،‬على حس اب الجماع ات الترابي ة‬
‫والديمقراطية المحلية‪.‬‬
‫ف رغم التنص يص على عض وية رؤس اء الجه ات ض من المج الس اإلداري ة للمراك ز الجهوي ة‬
‫لالس تثمار وال ذي يعت بر من أهم المس تجدات‪ ،‬ف إن تخوي ل رئاس تها لل والة يجع ل من الجه ات‬
‫مؤسسات تحت سلطة الوالي بشكل عملي‪ ،‬وخاصة في مجال تحفيز االس تثمار ال ذي أص بح من‬
‫أهم االختصاصات الذاتية للجهات بموجب مقتضيات القانون التنظيمي الحالي‪.‬‬
‫إن ه ذا المنظ ور س يجعل المراك ز الجهوي ة لالس تثمار تخ دم ره ان الح د من األدوار التنموي ة‬
‫للمجالس المنتخبة‪ ،‬وإعادة مركزة تدبير الشؤون الترابية بأيدي الوالي الذي احتك ر الص الحيات‬
‫االقتصادية‪ ،‬وهو ما يعني أن الدولة مستمرة في تكثيف مركزة األنشطة االقتصادية‪.‬‬
‫على العموم إن تقوية اختصاصات الوالي في مجال االستثمارات الجهوي ة ق د أث ار ردود أفع ال‬
‫متباين ة‪ ،‬حيث رأى البعض أن ه ق د ي ؤدي إلى تمكين المراك ز الجهوي ة لالس تثمار من قيامه ا‬
‫بأدواره ا المنتظ رة منه ا باعتب ار الق وة التدبيري ة والمعنوي ة لل والة واختصاص هم الدس توري‬
‫والق انوني وس لطانهم على مختل ف المراف ق واإلدارات العمومي ة النابع ة للقطاع ات الحكومي ة‬
‫والمؤسسات العمومية‪.‬‬
‫في حين اعتبر البعض تقليصا لسلطة الحكومة والمجالس الجهوية‪ ،‬والبعض اآلخر تساءل ح ول‬
‫هل يمكن تسريع وتيرة االستثمار بسلطة مركزي ة تس تقوي بك ل‪ .‬الس لط؟ باعتب ار ال والة ليس وا‬
‫بمج الس منتخب ة وال هم بحكوم ة أو مج الس تحاس ب أم ام البرلم ان (‪ ،)259‬وبعب ارة أخ رى‬
‫سيؤدي نظام تقوية ص الحيات ال والة إلى الس حب العملي الختصاص ات مركزي ة من قطاع ات‬
‫حكومية مختصة‪ ،‬وصالحيات ترابية لمجالس منتخبة لص الح وزارة الداخلي ة وبنيته ا وممثليه ا‬
‫بتكريس سلطة ونفوذ رجال السلطة على حساب الجماعات الترابية و الديمقراطية المحلية وله ذا‬
‫كان من العمل على خلق وكالة وطنية مرتبطة سواء برئاسة الحكومة أو بوزارة أخ رى‪ ،‬و ه ذا‬
‫من ش أنه مؤسس اتيا أن يبعث ال روح في ه ذه المراك ز‪ ،‬والعم ل على اخراجه ا من دائ رة نف وذ‬
‫وزارة الداخلية التي تملك العقليات التي تستطيع بها مواكبة االستثمار ‪.‬‬

You might also like