Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 449

‫املؤتمر الدولي‬

‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫كتاب وقائع املؤتمرالعلمي االفتراض ي‪:‬‬

‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد‬


‫الجزء األول‬

‫إشراف وتنسيق‪:‬‬
‫د‪ .‬نجاة وسيلة بلغنامي‪ ،‬جامعة طاهري محمد بشار‪ ،‬الجزائر‬

‫‪2‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫الن ـ ـ ـ ــاشر‪:‬‬
‫املركزالديمقراطي العربي‬
‫للدراسات اإلستراتيجية والسياسية واالقتصادية‬
‫أملانيا‪/‬برلين‬
‫‪Democratic Arabic Center‬‬
‫‪Berlin / Germany‬‬
‫ال يسمح بإعادة إصدارهذا الكتاب أو أي جزء منه أو تخزينه‬
‫في نطاق استعادة املعلومات أو نقله بأي شكل من األشكال‪ ،‬دون إذن مسبق خطي من الناشر‪.‬‬
‫جميع حقوق الطبع محفوظة‬
‫‪All rights reserved‬‬
‫‪No part of this book may be reproduced, stored in a retrieval system, or transmitted in‬‬
‫‪any form or by any means, without the prior written permission of the publisher‬‬

‫املركزالديمقراطي العربي‬
‫للدراسات اإلستراتيجية والسياسية واالقتصادية أملانيا‪/‬برلين‬
‫‪Tel: 0049-code Germany‬‬
‫‪030-54884375‬‬
‫‪030-91499898‬‬
‫‪030-86450098‬‬
‫البريد اإللكتروني‬
‫‪book@democraticac.de‬‬

‫‪3‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫املركزالديمقراطي العربي‪ ،‬برلين‪ ،‬أملانيا‬

‫جامعة طبرق‪ ،‬ليبيا‬


‫مخبرإدارة أعمال املؤسسات االقتصادية املستدامة ‪-‬جامعة الشهيد حمة لخضر الوادي‪-‬الجزائر‬

‫مخبرالقانون واملجتمع ‪-‬جامعة أحمد دراية أدرار‪ -‬الجزائر‬

‫مركزالبحوث والدراسات العلمية – جامعة طبرق‪ /‬ليبيا‬

‫فريق البحث التكويني الجامعي ‪" PRFU‬أثر تقنين املعامالت اإللكترونية على النظام التقليدي للعقود"‪ ،‬الجزائر‬

‫ينظمون املؤتمر الدولي االفتراض ي املوسوم ب ـ ــ‪:‬‬

‫البيروقراطية اإللكترونية بين املرونة والتعقيد‬

‫‪Electronic bureaucracy between flexibility and complexity‬‬

‫أيام ‪ / 22-21‬أيار‪ -‬مايو ‪2022‬‬

‫ّ‬
‫إقامة املؤتمربواسطة تقنية التحاضر املرئي عبرتطبيق ‪Zoom‬‬

‫مالحظة‪ :‬املشاركة مجانا بدون رسوم‬

‫ال يتحمل املركز ورئيس املؤتمر واللجان العلمية والتنظيمية مسؤولية ما ورد في هذا الكتاب من آراء‪ ،‬وهي ال تعبربالضرورة عن قناعاتهم‬
‫ويبقى أصحاب املداخالت هم وحدهم من يتحملون كامل املسؤولية القانونية عنها‬

‫‪4‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫الرئاسة الشرفية للمؤتمر‪:‬‬


‫أ‪ .‬عمارشرعان‪ ،‬رئيس املركزالعربي الديمقراطي‪ ،‬برلين‪ ،‬أملانيا‬

‫أ‪ .‬د‪ .‬وليد شعيب آدم – وكيل الجامعة للشؤون العلمية – جامعة طبرق‪ -‬ليبيا‬

‫أ‪ .‬د‪ .‬مصطفى عوادي – مديرمخبرإدارة أعمال املؤسسات االقتصادية املستدامة ‪-‬جامعة الشهيد حمة لخضر‬
‫الوادي‪-‬الجزائر‬

‫أ‪.‬د‪ .‬حمليل صالح ‪ -‬مخبرالقانون واملجتمع ‪-‬جامعة أحمد دراية أدرار‪ -‬الجزائر‬

‫أ‪ .‬أحمد ابريك مراجع ‪ -‬مركزالبحوث والدراسات العلمية – جامعة طبرق‪ /‬ليبيا‬

‫رئيس املؤتمر‪:‬‬
‫د‪.‬وسيلة نجاة بلغنامي‪ ،‬جامعة طاهري محمد بشار‪ ،‬الجزائر‬
‫رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر‪:‬‬
‫د‪ .‬مليكة جامع‪ ،‬املركزالجامعي علي كافي تندوف‪ ،‬الجزائر‬
‫املنسق العام للمؤتمر‪:‬‬
‫د‪.‬أحمد بوهكو‪ ،‬رئيس تحريراملجلة الدولية للدراسات اإلقتصادية‬
‫رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر‪:‬‬
‫د‪.‬ناجية سليمان عبد هللا‪ ،‬رئيسة تحريرمجلة العلوم السياسية والقانون‬
‫رئيس اللجنة التنظيمية للمؤتمر‪:‬‬
‫د‪ .‬سهيلة عبد الجبار‪ ،‬جامعة طاهري محمد بشار‪ ،‬الجزائر‬
‫مديراملؤتمر‪:‬‬
‫أ‪.‬كريم عايش‪ ،‬املركزالديمقراطي العربي‪ ،‬برلين‪ ،‬أملانيا‬
‫مديرإدارة النشر‪:‬‬
‫د‪.‬أحمد بوهكو‪ ،‬املركزالديمقراطي العربي‪ ،‬برلين‪ ،‬أملانيا‬

‫‪5‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫أعضاء اللجنة العلمية‬


‫أ‪.‬د عدالة العجال‪ ،‬جامعة عبد الحميد بن باديس مستغانم د‪ .‬هناء محمود سيد أحمد‪ ،‬املعهد العالي للدراسات املتطورة‬
‫بالهرم‬ ‫الجزائر‬
‫فردي حماد‪ ،‬املركز الجامعي علي كافي تندوف‪ -‬الجزائر‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬بن عمران إنصاف‪ ،‬جامعة سعد لغرور خنشلة‪ ،‬الجزائر‬
‫د‪ .‬مويس ي نور الدين‪ ،‬املركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬ ‫أ‪.‬د مباركي مليك‪ ،‬جامعة ليل– فرنسا‬
‫د‪.‬بورحلة ميلود‪ ،‬املركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬حمودي محمد‪ ،‬املركز الجامعي على كافي تندوف ‪-‬الجزائر‬
‫د‪ .‬بن زاير عبد الوهاب‪ ،‬املركز الجامعي علي كافي تندوف –‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬محمد جاسم بوحجي‪ ،‬جامعة البحرين‬
‫الجزائر‬
‫د‪ .‬بودالي محمد‪ ،‬املركز الجامعي علي كافي تندوف‪ -‬الجزائر‬ ‫أ‪.‬د بوسهمين أحمد‪ ،‬جامعة محمد طاهري بشار ‪ -‬الجزائر‬
‫د‪ .‬نجاة وسيلة بلغنامي‪ ،‬جامعة طاهري محمد بشار – الجزائر‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬عوادي مصطفى‪ ،‬جامعة لخضر حمة الوادي‪ -‬الجزائر‬
‫أ‪.‬د‪ .‬بن منصور عبد الكريم‪ ،‬املركز الجامعي علي كافي تندوف‪ ،‬د‪ .‬بلحاج بلخير‪ ،‬املركز الجامعي علي كافي تندوف‪ -‬الجزائر‬
‫الجزائر‬
‫د‪ .‬عبد هللا ياسين‪ ،‬جامعة محمد طاهري بشار – الجزائر‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬قابوسة علي – جامعة لخضر حمة الوادي‪ -‬الجزائر‬
‫محمد ملين دباغين سطيف‪– 2‬‬‫د‪ .‬عبد هللا ملوكي‪ ،‬جامعة ّ‬ ‫أ‪ .‬دبن بوزيان محمد – جامعة أبو بكر بلقايد تلمسان‪ ،‬الجزائر‬
‫الجزائر‬
‫د‪ .‬مولفرعة فاطمة الزهراء‪ ،‬جامعة محمد طاهري بشار –‬ ‫أ‪.‬د مخلوفي عبد السالم – جامعة محمد طاهري بشار‪ ،‬الجزائر‬
‫الجزائر‬
‫د‪ .‬لعيدي عبد القادر – املركز الجامعي علي كافي تندوف –‬ ‫أ‪.‬د بالل بوجمعة – جامعة أحمد دراية أدرار‪ ،‬الجزائر‬
‫الجزائر‬
‫د‪ .‬سعدي هارون‪ ،‬املركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬عياش الزوبير – جامعة أم البواقي‪ -‬الجزائر‬
‫د‪ .‬بن عبد العزيز سمير‪ ،‬جامعة محمد طاهري بشار – الجزائر‬ ‫أ‪.‬د نصر رحال – املركز الجامعي علي كافي تندوف ‪-‬الجزائر‬
‫أ‪.‬د بلحمدي سيد علي – املركز الجامعي علي كافي تندوف ‪-‬الجزائر د‪ .‬مازوني محمد‪ ،‬جامعة باتنة ‪ 1‬الحاج لخضر‪-‬الجزائر‬
‫د ‪ .‬فوزي محمود الالفي الحسومي‪ – ،‬املعهد العالي للعلوم‬ ‫أ‪.‬د بن عابد مختار – املركز الجامعي علي كافي تندوف ‪-‬الجزائر‬
‫والتقنية‪ -‬ليبيا‬
‫د‪ .‬نهلة حامد إسماعيل حامد‪ ،‬كلية املعرفة للعلوم‬ ‫‪.‬د‪.‬بالل شيخي‪ ،‬جامعة بومرداس‪ -‬الجزائر‬
‫والتكنولوجيا‪ ،‬السودان‬
‫د‪ .‬رابحي عزيزة‪ ،‬جامعة طاهري محمد بشار – الجزائر‬ ‫أ‪.‬د بن حرز هللا مراد‪ ،‬املركز الجامعي علي كافي تندوف ‪-‬الجزائر‬
‫د‪ .‬أعراب سعيدة‪ ،‬املركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬ ‫د‪ .‬قدوري طارق‪ ،‬جامعة لخضر حمة الوادي‪ -‬الجزائر‬
‫د‪.‬ميلود عزوز‪ ،‬جامعة بسكرة‪ -‬الجزائر‬ ‫د‪.‬لعلى عتيق‪ ،‬جامعة ورقلة‪ -‬الجزائر‬
‫د‪.‬تقرارت يزيد‪ ،‬جامعة أم البواقي‪ -‬الجزائر‬ ‫د‪.‬عوادي عبد القادر ‪ ،‬جامعة بسكرة ‪-‬الجزائر‬

‫‪6‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫د‪.‬تومي إبراهيم‪ ،‬جامعة بسكرة‪ -‬الجزائر‬ ‫د‪ .‬عباس ي صابر‪ ،‬جامعة بسكرة ‪ -‬الجزائر‬
‫د‪.‬سوسن زريق‪ ،‬جامعة سكيكدة‪ -‬الجزائر‬ ‫د‪ .‬عمامرة محمد العيد‪ ،‬جامعة لخضر حمة الوادي‪ -‬الجزائر‬
‫د‪.‬وليد مرغني‪ ،‬جامعة الوادي‪ -‬الجزائر‬ ‫د‪ .‬غضابنة ليليا‪ ،‬جامعة أم البواقي‪ -‬الجزائر‬
‫د‪.‬العبس ي علي‪ ،‬جامعة الوادي‪ -‬الجزائر‬ ‫د‪ .‬معزوز ربيع‪ ،‬املركز الجامعي علي كافي تندوف ‪-‬الجزائر‬
‫د‪.‬بن فرج زوينة‪ ،‬جامعة برج بوعريريج – الجزائر‬ ‫د‪ .‬بوربابة صورية‪ ،‬جامعة طاهري محمد بشار –الجزائر‬
‫د‪ .‬بعض ي آسيا‪ ،‬جامعة الوادي‪ -‬الجزائر‬ ‫د‪ .‬بكراوي محمد املهدي‪ ،‬جامعة أحمد دراية أدرار‪-‬الجزائر‬
‫د‪ .‬نصر الدين حسن أحمد جمعة‪ ،‬املركز القومي للبحوث أ‪ .‬ياحي توفيق‪ ،‬املركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬
‫الخرطوم‪ ،‬السودان‬
‫د‪ .‬ناصر عبد الرحيم العلي‪ ،‬معهد القانون جامعة روسيا للنقل‪ ،‬أ‪ .‬كشيش عبد السالم‪ ،‬املركز الجامعي علي كافي تندوف‪ ،‬الجزائر‬
‫موسكو‬
‫د‪ .‬حمليل صالح‪ ،‬جامعة أحمد دراية ‪-‬أدرار – الجزائر‬ ‫د‪ .‬حازم فروانة‪ ،‬جامعة أبو بكر بلقايد تلمسان ‪-‬الجزائر‬
‫أ‪.‬د‪ .‬مهداوي عبد القادر‪ ،‬جامعة أحمد دراية‪ -‬أدرار – الجزائر‬ ‫د‪ .‬دينا طمان‪ ،‬جامعة القاهرة ‪ -‬مصر‬
‫د‪ .‬عربية هاللي‪ ،‬كلية علوم االقتصاد واملناجمنت صفاقس‪ -‬تونس أ‪.‬د‪ .‬ختير مسعود‪ ،‬جامعة أحمد دراية أدرار – الجزائر‬
‫د‪ .‬بكراوي محمد عبد الحق‪ ،‬جامعة أحمد دراية أدرار – الجزائر‬ ‫د‪ .‬عباس حسن رضا‪ ،‬الجامعة اللبنانية ‪ -‬لبنان‬
‫د‪ .‬سيد اعمر زينب‪ ،‬جامعة أحمد دراية أدرار – الجزائر‬ ‫د‪ .‬ميثاق بيات‪ ،‬جامعة تكريت‪ -‬العراق‬
‫د‪ .‬بن نوح مريم‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪ -‬باتنة ‪ – 1‬الجزائر‬ ‫د‪ .‬سهيلة عبد الجبار‪ ،‬جامعة طاهري محمد بشار‪ -‬الجزائر‬
‫د‪ .‬بكراوي عبد هللا‪ ،‬جامعة أحمد دراية أدرار – الجزائر‬ ‫د‪ .‬بياض مصطفى‪ ،‬املركز الجامعي علي كافي تندوف‪ -‬الجزائر‬
‫د‪ .‬صالحي عبد الناصر‪ ،‬املركز الجامعي علي كافي تندوف‪ -‬الجزائر د‪ .‬الطيبي أحمد‪ ،‬جامعة أحمد دراية أدرار ‪ -‬الجزائر‬
‫د‪.‬يحياوي لعلي‪ ،‬جامعة الحاج لخضر باتنة ‪ - 01‬الجزائر‬ ‫د‪ .‬دن أحمد‪ ،‬املركز الجامعي علي كافي تندوف‪ -‬الجزائر‬
‫د‪ .‬نشأت ادوارد ناشد‪ ،‬معهد العبور العالي لإلدارة والحاسبات أ‪.‬د‪.‬م محمد عبد الفتاح زهرى‪ ،‬وكيل كلية السياحة والفنادق‬
‫بجامعة املنصورة‪ ،‬مدير وحدة األزمات والكوراث‪ ،‬منسق‬ ‫ونظم املعلومات‪ ،‬مصر‬
‫الجودة واالعتماد املؤسس ي‪ ،‬مصر‬
‫د‪ .‬يحياوي حسنية‪ ،‬املركز الجامعي علي كافي تندوف‪ -‬الجزائر‬ ‫د‪ .‬محفوظ عرابي‪ ،‬جامعة البويرة – الجزائر‬
‫د‪ .‬سنيسنة فضيلة‪ ،‬جامعة طاهري محمد بشار‪ ،‬الجزائر‬

‫‪7‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫كلم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة رئي ـ ـ ـ ـ ـ ــسة املؤتم ـ ــر‪:‬‬

‫بسم هللا الرحمن الرحيم ‪ ،‬والحمد هلل رب العاملين‪ ،‬والعاقبة للمتقين‪ ،‬والصالة والسالم على عبده‬
‫ورسوله وأمينه على وحيه وخليله وصفوته من عباده نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبدهللا‪ ،‬وعلى‬
‫آله وأصحابه‪ ،‬ومن سلك سبيله‪ ،‬واهتدى بهداه إلى يوم الدين‪ .‬أما بعد‪ ...‬أصحاب املعالي والسعادة كل‬
‫باسمه مع حفظ االلقاب و املقامات و األساتذة الباحثين من داخل الوطن وخارجه السالم عليكم‬
‫ورحمة هللا وبركاته‬

‫أوال من ال يشكر الناس ال يشكر هللا تعالى لذا اسمحوا لي ان اتقدم بوافر الشكر وجزيل االمتنان لكل‬
‫املجهودات الداعمة من قريب او بعيد لهذه الجهود الصادقة على راسهم‪:‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬وليد شعيب آدم – وكيل الجامعة للشؤون العلمية – جامعة طبرق – ليبيا‬ ‫•‬

‫أ‪.‬د مصطفى عوادي – مدير مخبر إدارة أعمال املؤسسات االقتصادية املستدامة ‪-‬جامعة‬ ‫•‬

‫الشهيد حمة لخضر الوادي – الجزائر‬


‫أ‪.‬د‪ .‬حمليل صالح – مدير مخبر القانون واملجتمع جامعة أحمد دراية أدرار ‪-‬الجزائر‬ ‫•‬

‫أ‪ .‬أحمد ابريك مراجع – مدير مركز البحوث والدراسات العلمية – جامعة طبرق – ليبيا‬ ‫•‬

‫أ‪ .‬عمارشرعان – رئيس املركز الديمقراطي العربي – أملانيا – برلين‬ ‫•‬

‫د‪ .‬مليكة جامع فريق البحث التكويني الجامعي – ‪ PRFU‬أثر تقنين املعامالت اإللكترونية‬ ‫•‬

‫على النظام التقليدي للعقود – الجزائر املركز الجامعي علي كافي تندوف و رئيسة اللجنة‬
‫العلمية التي تابعت العملية منذ االعالن عن املؤتمر‬

‫أيها السادة والسيدات إنه ملن دواعي السروروالغبطة أن أشاركم جانب من فعاليات افتتاح‬
‫ملتقاكم الدولي واملوسوم ب‪ " :‬البيروقراطية اإللكترونية بين املرونة والتعقيد"‪.‬‬

‫ال شك فيه مما تطرق له السادة الباحثين في ما يخص من مساهمة الرقمنة و التكنولوجيات‬
‫الحديثة في بــلورة أساليب وقيم ومفاهيم جديدة مــرتبطة بالــمجاالت املختلفة على الصعيد السياس ي‬
‫واالقتصادي واالجتماعي واإلداري‪ ،‬هذه االخيرة اإلدارة التي لم تعد في معزل عن تلك التغيرات الجذرية التي‬
‫أحدثتها وسائل االتصال الحديثة من أتمتة و حوسبة لالنظمة و الخدمات واالتصال بهدف إنشاء معامالت‬

‫‪8‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫في ادارات و مؤسسات ذات جودة عالية بعيدا عن التعقيد للوثائق و االجراءات و بطئ سير االعمال‬
‫وتماطل املستخدمين و كل أشكال البيوقراطية‪،‬‬

‫عليه جاءت اشكالية املؤتمر التي تطرح والدة اليات جديدة منها اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬املعامالت‬
‫االلكترونية‪ ،‬الحكومة اإللكترونية‪ ،‬التجارة اإللكترونية‪ ،‬النقود االلكترونية‪ ،‬وغيرها من املفاهيم‪ .‬التي‬
‫تمخض عنها االنتقال من البيئة التقليدية إلى البيئة الرقمية‪ ،‬لكن الواقع ابرز وجود النموذج البيروقراطي‬
‫في شقه السلبي بما يحتويه من تعقيدات بعيدة كل البعد عن التقنية تعطل رغبات املستفيدين في الحصول‬
‫وفساد في املمارسات‬
‫ٍ‬ ‫على خدمات سهلة وسريعة تواكب روح العصر ‪ .‬االمر الذي نجم عنه مشكلة أخالقية‪،‬‬
‫اصبح النموذج االلكتروني كأداة لتكريس الفساد في البيئة الرقمية الحديثة بدال من كسر حواجز‬
‫البيروقراطية واملحسوبية‪.‬‬

‫أملنا كبير في األساتذة الباحثين املساهمين من داخل الوطن وخارجه في اثراء املؤتمر بمداخالت‬
‫قيمة تحظى أن تكون مرجعا هاما في البحث العلمي‪ .‬مع حرصنا على أن يتوج هذا املؤتمر بتوصيات ترى‬
‫طريقها إلى التطبيق الفعلي‪.‬‬

‫وفي الختام نتمنى لكم التوفيق والنجاح‪ ،‬مع دوام الصحة والعافية‪ .‬وأن يرفع هللا عنا هذا البالء والوباء‬

‫و في نفس الصدد تزامنا مع ذكرى اليوم الخالذ للكفاح املسلح للطلبة و بهذه املناسبة العظيمة‬
‫التمنى لطلبتنا االفاضل مزيدا من التقدم و الرفاه و املجد والخلود لشهدائنا األبرار‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫كما اتمنى مؤتمرا مثمرا يحقق أهدافه الطموحة وغاياته النبيلة‪ .‬وأشكركم على حسن االستماع‪.‬‬

‫والسـ ـ ــالم علي ـ ــكم ورحـ ــمة هللا‬

‫د‪ .‬نجاة وسيلة بلغنامي‬

‫‪9‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫كلمة رئيسة اللجنة العلمية للمؤتمر‬


‫بسم هللا الرحمان الرحيم‬
‫والصالة والسالم على أشرف املرسلين وعلى آله وصحبه ومن اتبعه بهديه إلى يوم الدين‪.‬‬
‫✓ السيد رئيس املركز الديمقراطي العربي برلين ‪ -‬أملانيا‪.‬‬
‫✓ السيد مدير جامعة طبرق – ليبيا‬
‫✓ السيد مدير مخبر إدارة أعمال املؤسسات االقتصادية املستدامة ‪-‬جامعة الشهيد حمة لخضر الوادي‪،‬‬
‫الجزائر‬
‫✓ السيد مدير مخبر القانون واملجتمع ‪-‬جامعة أحمد دراية أدرار‪ ،‬الجزائر‬
‫✓ السيد رئيس مركز البحوث والدراسات العلمية – جامعة طبرق‪ ،‬ليبيا‬
‫✓ زمالءنا األساتذة‬
‫✓ طلبتنا األفاضل‬
‫✓ األسرة التقنية‬
‫أصالة عن نفس ي ونيابة على كل فريق مؤتمر البيروقراطية اإللكترونية بين املرونة والتعقيد‪ ،‬أرحب بكم في رحاب‬
‫هذه التظاهرة العلمية التي تتم عبر تقنية التحاضر عن بعد‪ ،‬فأهال وسهال بكل املشاركين من مختلف بقاع العالم‪.‬‬
‫أيها الجمع الكريم إنه لشرف لنا أن نستضيف هذه الكوكبة املتميزة من أساتذة وباحثين وإطارات من مختلف‬
‫الدول الصديقة والشقيقة‪ ،‬فلكم منا جميعا كل الترحاب والشكر على تشريفكم لنا وقبولكم دعوتنا وتكرمكم إلثراء‬
‫موضوع هذا املؤتمر الدولي‪.‬‬
‫ففي ضوء التقدم املتزايد في استخدام التكنولوجيا الحديثة والتطبيقات الحاسوبية أصبح دور استخدام اإلدارة‬
‫اإللكترونية مطلب وضرورة ال غنى عنها في إدارات املوارد البشرية ملا تحققه من نتائج إيجابية نحو تحسين األداء فيها ورفع‬
‫كفاءاتها‪.‬‬
‫وعلى الرغم مما حققته التقنية من كسر للحواجز الجغرافية والزمانية‪ ،‬ومع ذلك نتفاجأ بوجود النموذج‬
‫البيروقراطي في شقه السلبي بما يحتويه من تعقيدات وغموض لإلجراءات وغياب للشفافية فرض نفسه على نظم اإلدارة‬
‫اإللكترونية‪ ،‬وهذا راجع إلى املفهوم الخاطئ للتقنية لدى البعض‪ ،‬حيث يرونها مجرد ترف إداري ومظاهر جمالية على‬
‫مكاتب املسؤولين واملوظفين يقتصر دورها فقط على الطباعة والنسخ وغيرها‪ .‬إن هذا املفهوم الخاطئ ّ‬
‫كرس انتشار‬
‫البيروقراطية في اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬نتيجة وجود بعض الذهنيات والعقليات التقليدية املقاومة للتغيير والرافضة ملقومات‬
‫التجديد ومسايرة ما يحدث من تطورات على املستوى العاملي‪.‬‬
‫ومن هنا جاءت فكرة املؤتمر لتعالج إشكالية مفادها "كيف يمكننا االستفادة من خدمات التقنية على نحو يحفز‬
‫على إصالح العمل اإلداري وتجنب مساوئ البيروقراطية؟ وما هي األطر القانونية واألخالقية املناسبة كأداة لردع الفساد في‬
‫البيئة الرقمية؟‪.‬‬

‫‪10‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫وإنه لشرف لنا القول أنه من يوم اإلعالن عن املؤتمر وبداية استقبال امللخصات‪ ،‬استقبلنا ما يزيد عن ‪120‬‬
‫مساهمة علمية‪ ،‬انصبت على جميع محاور املؤتمر‪ ،‬حيث كانت مساهمات راقية جسد من خاللها املشاركون النموذج‬
‫البيروقراطي وكذا تطبيقاته في بعض املؤسسات‪ ،‬محاولين إعطاء الحلول املالئمة التي من شأنها أن تحقق التزاوج اإليجابي‬
‫بين التقنية واملوارد البشرية‪ ،‬وتخلق حياة معلوماتية ومجتمعا افتراضيا في النمط والشكل واألداء‪ ،‬تتميز بالسهولة‬
‫والسرعة في تقديم الخدمات وإنجاز األعمال‪ ،‬متجاوزة جميع حواجز البيروقراطية واملحسوبية‪ ،‬ومجسدة ملفهوم ذهاب‬
‫الخدمة أو السلعة إلى املستفيد أو العميل وليس العكس‪.‬‬
‫أيها الحضور الكريم‪ ،‬إننا نتوقع من خالل ملتقانا هذا تحقيق جملة من األهداف أهمها‪:‬‬
‫‪ /1‬الوقوف على مفهوم البيروقراطية اإللكترونية‬
‫‪ /2‬التعرف على واقع اإلدارة اإللكترونية في الجزائر‬
‫‪ /3‬تحديد تحديات اإلدارة اإللكترونية ومعوقاتها‬
‫‪ /4‬تنوير األفراد بخدمات اإلدارة اإللكترونية‬
‫‪ /5‬تعزيز قيم األخالق في املمارسات الرقمية‪.‬‬
‫‪ /6‬تفعيل دور املسؤولية األخالقية والقانونية‪.‬‬
‫أخيرا بودي أن أتقدم بالشكر الجزيل للسيد عمار شرعان لرعايته لهذه التظاهرة العلمية‪ ،‬وعلى الدافعية القوية‬
‫واإليجابية التي تمثلت في تسهيل كل اإلجراءات من بداية اإلعالن على املؤتمر إلى غاية انعقاده‪ ،‬والتي ستستمر بإذن هللا‬
‫تعالى إلى اليوم التي ترى فيه مساهماتكم العلمية النور بنشرها على مستوى املركز الديمقراطي العربي‪ ،‬فله منا جزيل الشكر‬
‫والعرفان‪.‬‬
‫أغتنم الفرصة لتقديم جزيل الشكر والعرفان للسيد مدير جامعة طبرق – ليبيا‪ ،‬والسيد رئيس مركز البحوث‬
‫والدراسات العلمية – جامعة طبرق‪ ،‬ليبيا ملشاركتهم معنا في تنظيم هذه التظاهرة‪.‬‬
‫والشكر موصول أيضا إلى مخبر إدارة أعمال املؤسسات االقتصادية املستدامة ‪-‬جامعة الشهيد حمة لخضر‬
‫الوادي‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ومخبر القانون واملجتمع ‪-‬جامعة أحمد دراية أدرار‪ ،‬الجزائر ملساهمتهما القوية في تنظيم هذا املؤتمر‬
‫الدولي‪ ،‬دون أن ننس ى فرقة البحث ‪ PRFU‬املوسومة بأثر تقنين املعامالت اإللكترونية على النظام التقليدي للعقود‪ ،‬فلهم‬
‫منا أسمى عبارات التقدير واالحترام‪.‬‬
‫أيها الجمع الكريم‪ ،‬إن تنظيم هذا املؤتمر جاء بجهود كبيرة من أساتذة وإداريين وطلبة‪ ،‬فإليهم أتوجه بالشكر‬
‫الخالص على ما بذلوه من مجهودات خاصة‪.‬‬
‫وفي األخير أجدد شكري للجميع وأرحب بمشاركينا الكرام من مختلف الدول‪ ،‬ونتمنى لكم جولة علمية طيبة وإفادة‬
‫متميزة‪ ،‬وأشكركم على حسن وكرم اإلصغاء‪ ،‬والسالم عليكم ورحمة هللا وبركاته‪.‬‬

‫د‪ .‬مليكة جامع‬

‫‪11‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫ديباجة املؤتمر‬

‫أسفر االنفجار املعرفي الذي شهده العالم نتيجة ثورة املعلومات واالتصاالت انعكاساته على سياسة اإلصالح‬
‫اإلداري وتطوير املرافق العامة الى انبثاق مفاهيم جديدة منها مفهوم اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬املعامالت االلكترونية‪ ،‬الحكومة‬
‫اإللكترونية‪ ،‬التجارة اإللكترونية‪ ،‬النقود االلكترونية‪ ،‬وغيرها من املفاهيم‪ .‬األمر الذي تمخض عنه االنتقال من البيئة‬
‫التقليدية إلى البيئة الرقمية‪ ،‬التي تهدف إلى االستثمار في تكنولوجيا املعلومات من أجل االستفادة من تقنيات املعلومات‬
‫وتسخيرها لخدمة املستفيد أو العميل وتطوير األداء وزيادة اإلنتاجية بسرعة ودقة عالية وبتكاليف ومجهود أقل‪.‬‬
‫ففي ضوء التقدم املتزايد في استخدام التكنولوجيا الحديثة والتطبيقات الحاسوبية أصبح دور استخدام اإلدارة‬
‫اإللكترونية مطلب وضرورة ال غنى عنها في إدارات املوارد البشرية ملا تحققه من نتائج إيجابية نحو تحسين األداء فيها ورفع‬
‫كفاءاتها‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫إن هذا التزاوج بين التقنية واملوارد البشرية تمخض عنه حياة معلوماتية شكلت مجتمعا افتراضيا في النمط والشكل‬
‫واألداء‪ ،‬تميز بالسهولة والسرعة في تقديم الخدمات وإنجاز األعمال‪ ،‬متجاوزا جميع حواجز البيروقراطية واملحسوبية‪،‬‬
‫مجسدا مفهوم ذهاب الخدمة أو السلعة إلى املستفيد أو العميل وليس العكس‪.‬‬
‫ووسط ما حققته التقنية من كسر للحواجز الجغرافية والزمانية‪ ،‬ومع ذلك نتفاجأ بوجود النموذج البيروقراطي‬
‫في شقه السلبي بما يحتويه من تعقيدات وغموض لإلجراءات وغياب للشفافية فرض نفسه على نظم اإلدارة اإللكترونية‪،‬‬
‫وهذا راجع إلى املفهوم الخاطئ للتقنية لدى البعض‪ ،‬حيث يرونها مجرد ترف إداري ومظاهر جمالية على مكاتب املسؤولين‬
‫واملوظفين يقتصر دورها فقط على الطباعة والنسخ وغيرها‪.‬‬
‫إن هذا املفهوم الخاطئ ّ‬
‫كرس انتشار البيروقراطية في اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬نتيجة وجود بعض الذهنيات والعقليات‬
‫التقليدية املقاومة للتغيير والرافضة ملقومات التجديد ومسايرة ما يحدث من تطورات على املستوى العاملي‪ ،‬حيث وجدت‬
‫للقوة لم يعثروا عليها في قوة سلطات املكاتب الحقيقية‪ ،‬وأجبروا من يبرمج ّ‬
‫آلة ّ‬‫ً‬
‫وينفذ الصفحات‬ ‫في سلطة املكتب الرقمي‬
‫ّ‬
‫اإللكترونية على أن يكون الروتين والتعقيد سيدا املوقف حتى على صفحات املواقع اإللكترونية‪ .‬وليس هذا‬ ‫واألنظمة‬
‫فحسب‪ ،‬بل كثيرا ما نجد بعض املوظفين عاجزين عن تيسير معامالت األفراد نتيجة استحواذ املدير على كلمة املرور‪،‬‬
‫وبالتالي الدخول إلى النظام مرهون بموافقة هذا املدير‪ .‬وال غلو في القول ‪-‬ونحن في عصر التكنولوجيا‪ -‬نقف أمام طوابير‬
‫طويلة‪ ،‬وعندما يحين دورك يخبرك املوظف أن النظام قد تعطل‪ ،‬أو أن الوثيقة لن تستلمها إال بعد توقيعها خطيا من‬
‫املدير‪.‬‬
‫إن مثل هذه الذهنيات ترسخ النموذج الديمقراطي في ظل اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬فتجعل التحول إلى اإلدارة‬
‫اإللكترونية مجرد مفهوم للتوفير والتخلي عن استخدام املزيد من األوراق فقط‪ ،‬أما من حيث طريقة العمل وإجراءاته‬
‫وخطواته التنظيمية فهي بعيدة كل البعد عن التقنية بل ظلت نفس اإلجراءات والتعقيدات إلكترونيا ولكن بدون معامالت‬
‫ورقية‪.‬‬
‫صفوة القول‪ ،‬أنه وبالرغم من املخاوف التي شكلها هذا املفهوم الراهن ‪ ،‬إال أن التحول من اإلدارة التقليدية إلى‬
‫اإلدارة اإللكترونية أمرا فرضته متطلبات عصر املعلوماتية من جهة‪ ،‬واستجابة لرغبات املستفيدين في الحصول على‬

‫‪12‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫خدمات سهلة وسريعة تواكب روح العصر من جهة أخرى‪ .‬ففي الوقت الذي يفترض أن يكون توفير الخدمة أو املنتوج‬
‫بكبسة زر‪ ،‬لوحظ بطء كبير في عملية تسيير املعامالت وانجازها في كافة املجاالت وجل القطاعات‪ ،‬وإن تمت تكون بمواعيد‬
‫وفساد في املمارسات مما طرح إشكالية قانونية‬
‫ٍ‬ ‫طويلة في خضم تطبيقات ذكية‪ ،‬األمر الذي نجم عنه مشكلة أخالقية‪،‬‬
‫تبحث في سبل وآليات كسر حقل جديد ظهر للوجود يعرف بالبيروقراطية االلكترونية‪.‬‬

‫إشكالية املؤتمر الدولي‪:‬‬

‫عطفا على ما سبق‪ ،‬ومن خالل هذا امللتقى سنحاول معالجة اإلشكالية التالية‪ :‬كيف يمكننا االستفادة من خدمات‬
‫التقنية على نحو يحفز على إصالح العمل اإلداري وتجنب مساوئ البيروقراطية؟ وما هي األطر القانونية واألخالقية‬
‫املناسبة كأداة لردع الفساد في البيئة الرقمية؟‪.‬‬
‫أهداف املؤتمر الدولي‪:‬‬
‫يرمي املؤتمر إلى تحقيق األهداف التالية‪:‬‬
‫✓ الوقوف على مفهوم البيروقراطية اإللكترونية‬
‫✓ التعرف على واقع اإلدارة اإللكترونية‬
‫✓ تحديد تحديات اإلدارة اإللكترونية ومعوقاتها‬
‫✓ تنوير األفراد بخدمات اإلدارة اإللكترونية‬
‫✓ تعزيز قيم األخالق في املمارسات الرقمية‪.‬‬
‫✓ تفعيل دور املسؤولية األخالقية والقانونية‪.‬‬
‫محاور املؤتمر‪:‬‬
‫املحور األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي لإلدارة اإللكترونية ونماذج البيروقراطية‪.‬‬ ‫✓‬

‫املحور الثاني‪ :‬تطور التنظيم البيروقراطي في علم االجتماع ومقارنته بمداخل اإلدارة الحديثة‪.‬‬ ‫✓‬

‫املحور الثالث‪ :‬اإلطار القانوني والرقابي للممارسات واملعامالت االلكترونية‪.‬‬ ‫✓‬

‫املحور الرابع‪ :‬اإلطار األخالقي والديني لدعائم البيروقراطية االلكترونية‪.‬‬ ‫✓‬

‫املحور الخامس‪ :‬تجارب كسر الحواجز والعراقيل االلكترونية واملادية في بيئة العمل‪.‬‬ ‫✓‬

‫‪13‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫فهرس املحتويات‬

‫الباحث‬ ‫عنوان املداخلة‬ ‫الصفحة‬


‫د‪ .‬بوجحفة رشيدة‬ ‫نحو الحكامة اإللكترونية من أجل مكافحة الفساد‬ ‫‪16‬‬
‫د‪ .‬بن سعودي زينب‬ ‫أهداف اإلدارة االلكترونية في منظمات األعمال بناء على مداخل التحليل االستراتيجي‬ ‫‪28‬‬
‫د‪ .‬قداش سمية‬
‫تطبيقات االدارة االلكترونية في الجزائر ‪-‬التحديات و آفاق تطويرها‪-‬‬ ‫‪42‬‬
‫ط‪.‬د‪ .‬عظامو زكريا‬
‫د‪ .‬تيشات سلوى‬
‫دور اإلدارة اإللكترونية في تحسين الخدمات العمومية في الجزائر‪-‬دراسة نماذج قطاعية‬ ‫‪53‬‬
‫د‪ .‬يوسف أسماء‬
‫د‪ .‬بلول فهيمة‬
‫الخدمة العمومية في الجزائر‪ :‬من البيروقراطية التقليدية إلى البيروقراطية االلكترونية‬ ‫‪71‬‬
‫د‪ .‬مقداد فتيحة‬
‫أ‪.‬د‪ .‬حمودي محمد‬
‫العدالة الرقمية في الجزائر‬ ‫‪89‬‬
‫د‪ .‬شهرزاد مناصر‬
‫م‪ .‬إسماعيل نبو‬
‫اإلدارة االلكترونية في الجزائرو اقع وتحديات‬ ‫‪98‬‬
‫د‪ .‬جرادة لخضر‬
‫أسماح بن حيجب‬
‫دور اإلدارة االلكترونية في إرساء مبدأ الشفافية املالية املحلية‪ :‬بين البيروقراطية‬
‫أ‪.‬د‪ .‬أمين فروخي‬ ‫‪112‬‬
‫والتجديد‬
‫د‪ .‬رشيد ونادي‬
‫ط‪ .‬د‪ .‬بوزيدي بوبكر‬
‫و اقع و آفاق تطبيق اإلدارة اإللكترونية لدى الجماعات املحلية الجزائرية‬ ‫‪129‬‬
‫د‪ .‬سعداوي فريد‬
‫د‪ .‬جامع مليكة‬ ‫الطرق البديلة لتسوية املنازعات اإللكترونية‬ ‫‪147‬‬
‫د‪ .‬بلخضرمسعودة‬ ‫االلتزام بأخالقيات التسويق كمتطلب ضروري لنجاح التسويق االلكتروني‬ ‫‪162‬‬
‫د‪ .‬أح ـم ــد م ـص ـط ـف ــى م ـم ــدوح‬
‫اإلطار القانوني والرقابي للمعامالت اإللكترونية وتأثرها بالتطور التكنولوجي‬ ‫‪174‬‬
‫م ـنـ ــدور‬
‫د‪ .‬ملزري مفيدة‬ ‫اإلدارة اإللكترونية كخيارإستراتيجي لتحسين الخدمات في الجماعات املحلية‬ ‫‪183‬‬
‫د‪ .‬رمضان فر اقة‬
‫توسيع نطاق الرقمنة االلكترونية في إدارة القطاعين العام والخاص في التشريع الجزائري‬ ‫‪196‬‬
‫د‪ .‬منيرة رقطي‬
‫د‪ .‬حازم أحمد فرو انة‬
‫استخدام بطاقات االئتمان والدفع املسبق والنقود اإللكترونية في ميزان اإلسالم‬ ‫‪213‬‬
‫د‪ .‬سليمان مرابط‬
‫د‪ .‬كرم سالم عبد الرؤوف سالم‬ ‫البيروقراطية اإللكترونية بين املرونة والتعقيد‬ ‫‪230‬‬
‫د‪ .‬رحماني حسيب ــة‬ ‫تطويرأداء األعمال واملعامالت في املؤسسات عبر منهاج الرقابة اإللكترونية‬ ‫‪258‬‬
‫د‪ .‬ياسف حسيبة‬ ‫اإلطار املفاهيمي لإلدارة اإللكترونية ونماذج البيروقراطية‬ ‫‪264‬‬
‫د‪ .‬منال محمد محمود آدم‬ ‫دور اإلدارة االلكترونية في الحد من بيروقراطية العمل في بنك ام درمان الوطني‬ ‫‪284‬‬
‫د ‪ .‬فوزي محمود الالفي الحسومي‬
‫دور االدارة االلكترونية في تحقيق التنمية املستدامة باملؤسسات الصحية الليبية‬ ‫‪309‬‬
‫أ‪ .‬الهام ابراهيم ميالد‬

‫‪14‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫ب‪ .‬كهينة عازم‬


‫اإلدارة االلكترونية وسوسيولوجية البيروقراطية‬ ‫‪322‬‬
‫د‪ .‬ربيعة رميش ي‬
‫د‪ .‬معمربن علي‬ ‫دور اإلدارة اإللكترونية في حماية التعامالت التجارية‬ ‫‪330‬‬
‫د‪ .‬منصوري هواري‬
‫معيقات تطوير التجارة االلكترونية في الجزائر‬ ‫‪347‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬يوسفات علي‬
‫د‪ .‬فراج الطيب‬
‫أثرالنقود اإللكترونية على األدوات الكمية للسياسة النقدية‪ ،‬مع اإلشارة إلى حالة‬
‫د‪ .‬بروكي عبد الرحمان‬ ‫‪361‬‬
‫د‪ .‬حس ـ ــاني بوحسون‬ ‫الجزائر‬

‫ط‪ .‬د‪ .‬بومعزة بلقاسم‬


‫االدارة االلكترونية للجماعات املحلية في الجزائر‪-‬دراسة تشخيصية نقدية‬ ‫‪371‬‬
‫أ‪ .‬د‪ .‬العقريب كمال‬
‫ط‪ .‬د‪ .‬رحوي فاطمة الزهراء‬ ‫االستراتيجيات والتقنيات املتبناة من طرف اإلدارة لحماية املمارسات اإللكترونية‬
‫د‪ .‬موس ى شنيني‬ ‫‪383‬‬
‫للمتعاملين بها‬
‫ط‪ .‬د‪ .‬إسماعيل سايح ــي‬ ‫التحول من البيئة التقليدية إلى البيئة اإللكترونية وإشكالية التسييرالبيروقراطي‬ ‫‪396‬‬
‫أ‪ .‬د‪ .‬يحياوي إلهام‬
‫دور التكنولوجيا في البيروقراطية اإللكترونية –تجارب عاملية‪-‬‬ ‫‪411‬‬
‫د‪ .‬قرابص ي سارة‬
‫د‪ .‬قلوش عبد هللا‬ ‫االدارة االلكترونية بين ترشيد الخدمة العمومية والبيروقراطية اإللكترونية ‪ -‬التجربة‬
‫د‪ .‬بن مصطفى ريم‬ ‫‪431‬‬
‫الجزائرية ‪-‬‬

‫‪15‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫نحو الحكامة اإللكترونية من أجل مكافحة الفساد‬


‫‪Towards e-governance to fight corruption‬‬
‫رشيدة بوجحفة‬
‫‪Rachida Boudjahfa‬‬
‫أستاذ محاضر‪ ،‬جامعة عبد الحميد بن باديس‪ ،‬مستغانم‪ /‬الجزائر‬
‫‪University of Abdelhamid Ben Badis, Mostaganem/ Algeria‬‬

‫امللخص‪:‬‬
‫في هذه الورقة املعنونة "نحو الحكامة اإللكترونية من أجل مكافحة الفساد" سيتم تناول الجانب النظري للحكامة‬
‫والحكامة اإللكترونية والفساد‪ ،‬من خالل التعرض للمفهوم واملؤشرات واملظاهره‪ ،‬وفي شق ثاني سيتم تناول كيف أن‬
‫الحكامة اإللكترونية تعتبر أداة فاعلة ملكافحة الفساد باتخاذ استراتيجية ناجعة للحد من انتشاره‪ ،‬هذا املرض العضال‬
‫الذي أصبح ينخر جسد الدول ويهدد االستقرار االجتماعي والسياس ي لها‪ ،‬ويضعف ثقة املواطنين في مؤسسات الدولة‪،‬‬
‫وينتهك سيادة القانون‪ .‬لكن تطبيق الحكامة اإللكترونية لوحدها لن يكون السبيل األنجع ما لم يقترن بجدية اإلرادة‬
‫السياسية ملحاربة الفساد‪ .‬وإصالح اإلطار القانوني واملؤسساتي في هذا الشأن بتفعيل منظومة املحاسبة‪ ،‬ثم البد من تفعيل‬
‫مؤسسات الحكامة ووجوب إدماج املجتمع املدني في الجهود الرسمية‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬الحكامة‪ ،‬الحكامة اإللكترونية‪ ،‬الفساد‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪In this paper entitled 'Towards e-governance in order to combat corruption', the theoretical aspect‬‬
‫‪of governance, e-governance and corruption will be addressed through exposure to the concept, indicators‬‬
‫‪and manifestations, and in a second part, how electronic governance is an effective tool to combat‬‬
‫‪corruption by adopting an effective strategy to limit its spread, This incurable disease, which has become‬‬
‫‪ravaging the body of states and threatening the social and political stability of them, weakens the confidence‬‬
‫‪of citizens in state institutions, and violates the rule of law. However, the application of electronic‬‬
‫‪governance alone will not be the most effective way unless it is coupled with the seriousness of the political‬‬
‫‪will to fight corruption. And reform of the legal and institutional framework in this regard by activating the‬‬
‫‪accountability system, then it is imperative to activate the institutions of governance and the necessity of‬‬
‫‪integrating civil society in the official efforts.‬‬
‫‪Key words: governance, e-governance, corruption‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫يقول بيتر أيغن الفساد يمثل الشر األساس ي في عصرنا‪ ،‬ويكشف عن وحهه القبيح في كل مكان‪ ،‬ويكمن في جذور‬
‫جميع املشكالت ويحول دون حلها‪ ،‬وهو ما يدع ماليين البشر أسرى البؤس والفقر واملرض واالستغالل والصراع‪ .‬ومن أجل‬
‫القضاء عليه بكافة أشكاله خاصة وأنه يقف كحجر عثرة أمام تحقيق التنمية بكافة أشكالها كان والبد من تواجد حكامة‬
‫إلكتروني ة جيدة من خالل توافر ديمقراطية حقيقية توفر املشاركة وتمثل الشعب وتحاسب الحكومة‪ ،‬ثم احترام حكم‬

‫‪16‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫القانون وتطبيق العدالة مع احترام حقوق اإلنسان وحمايتها‪ ،‬استقاللية وفعالية املجتمع املدني ودوره في الحياة العامة‪،‬‬
‫وفي األخير سلطات غير مركزة لحكومة محلية فعالة ‪ .‬لكن هذا ال يتحقق إال بتوفير آليات حقيقية على أرض الواقع تضمن‬
‫استدامتها عن طريق انتخابات حقيقية حرة ونزيهة‪ ،‬تحقيق فعالية واستقاللية املجتمع املدني‪ ،‬فتح املجال أمام اإلعالم‬
‫الحر وخاصة اإلعالم الخاص‪ ،‬الشفافية في إدارة املوارد املالية‪ ،‬إعادة بعث القطاع الخاص وتشجيعه وتوفير كافة‬
‫التسهيالت‪ ،‬فعالية املجالس املحلية املنتحبة وجعلها كشريك أساس ي في عملية التنمية املحلية‪ ،‬إشراك األحزاب الكفؤة‬
‫وذات الرؤية اإلستراتيجية التي تعمل للمصلحة العامة للدولة وليس ملصالحها الشخصية‪ ،‬وتطبيق القانون‪ ،‬وتطبيق‬
‫الرقمنة في كل امليادين‪.‬‬
‫على هذا األساس يمكن طرح اإلشكالية التالية‪ :‬كيف يمكن للحكامة اإللكترونية الرشيدة أن تكون كآلية حقيقية‬
‫ملكافحة الفساد؟‬
‫من خالل هذه اإلشكالية املطروحة ستحاول الدراسة أن تجيب عن فرضية أساسية تتمحور حول العالقة الوطيدة‬
‫بين تطبيق الحكامة اإللكترونية ومحاربة الفساد‪ .‬وعليه فإن أهمية هذا املوضوع تكمن في كون الحد من انتشار الفساد‬
‫مرهون بمدى تطبيق الحكامة اإللكترونية التي تعتبر من املرتكزات الحتمية لتحقيق التنمية‪ ،‬شريطة إعادة تأهيل اإلدارة‬
‫العمومية وعصرنتها ورقمنتها وتحسين شفافية التسيير للقضاء على الفساد‪ .‬وسيتم توظيف منهج دراسة الحالة للتعمق‬
‫في دراسة كل من الحكامة اإللكترونية والفساد وطبيعة العالقة القائمة بينهما‪.‬‬
‫وملعالجة اإلشكالية املطروحة سابقا سيتم التطرق للمحاور التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬املحور األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي والنظري للحكامة‪ ،‬الحكامة اإللكترونية‪ ،‬والفساد‬
‫‪ .2‬املحور الثاني‪ :‬دور الحكامة اإللكترونية في محاربة الفساد‬
‫املحور األول‪ :‬اإلطاراملفاهيمي والنظري للحكامة‪ ،‬الحكامة اإللكترونية‪ ،‬والفساد‬
‫‪ .1‬الحكامة‪:‬‬
‫• املفهوم‪:‬‬
‫الحكامة‪ ،‬الحكمانية‪ ،‬الحكامة الرشيدة‪ ،‬الحكم الراشد‪ ،‬الحكم الصالح‪ ،‬اإلدارة املجتمعية‪ ،‬مصطلحات متداولة لكن‬
‫تبقى الحكامة هي أكثر األلفاظ شيوعا‪ ،‬وقد استعمل هذا املفهوم ألول مرة في مجتمع القرون الوسطى اإلنجليزي الذي تميز‬
‫بالتعاون بين مختلف مصادر السلطة (الكنيسة‪ ،‬النبالء‪ ،‬التجار‪ ،‬الفالحون‪( )...‬شعراوي و وأخرون‪ ،2001 ،‬صفحة ‪، )10‬‬
‫وأعيد استخدامه من طرف البنك الدولي في الثمانينيات وبداية التسعينات لتحديد الطريقة التي تمارس بها السلطة في‬
‫تسيير املوارد االقتصادية واالجتماعية في بلد معين من أجل التنمية )‪.(Kaufmann, Daniel, & Aart Kraay, 2008, p. 01‬‬
‫ويعرفها برنامج األمم املتحدة اإلنمائي بأنها‪ :‬نسق جديد من العالقات واملساطر واملؤسسات التي تتمفصل بها مصالح‬
‫املجموعات واألفراد‪ ،‬وتمارس الحقوق والواجبات‪ ،‬وتفك الخالفات والنزاعات‪ ،‬يقوم على تذويب التراتبية وتشجيع التشارك‬
‫بين املسيرين واملساهمين وحسن التنظيم وتوزيع املسؤوليات وصقل القدرات ودعم التواصل داخليا وخارجيا‪ .‬وهي أيضا‬
‫مقاربة ورؤيا وفلسفة جديدة للتغيير‪ ،‬لها مضمون اقتصادي مالي اجتماعي وسياس ي باعتبارها النهج األكثر نجاعة لتدبير‬
‫الشأن العام واملجتمعي ( الحكامة‪.)2020 ،‬‬
‫تعتبر الحكامة حال واجب التنفيذ نظرا ملا تنطوي عليه من تكامل بين أدوار القطاع الخاص‪ ،‬ومؤسسات املجتمع‬
‫املدني‪ ،‬واإلدارة الحكومية (بوكطب‪ ،2016 ،‬صفحة ‪ .)120‬فهي تهدف إلى تحقيق املصلحة العامة بواسطة االستعمال‬
‫األقص ى للوسائل البشرية واملالية والتقنية وكذا املؤسساتية للدولة‪ ،‬بغية إقامة دولة ديمقراطية نافعة تضمن حقوق‬
‫املواطنين‪ ،‬وتوفر آليات مناسبة لتقويم السياسات‪ ،‬وتصحيحها والتصدي لإلساءة في استخدام السلطة والنفوذ وإهدار‬
‫املال العام ( السركالي‪.)2020 ،‬‬

‫‪17‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫هناك ثمانية خصائص أو ميزات يتسم بها‪ ،‬وهي‪ :‬املشاركة‪ ،‬امليل نحو اإلجماع‪ ،‬الشفافية‪ ،‬املحاسبة‪ ،‬االستجابة‪،‬‬
‫الفعالية والكفاية‪ ،‬املساواة‪ ،‬وحكم القانون‪ ،‬وفي دراسات أخرى أضيف لها‪ :‬حكم القانون‪ ،‬الشرعية‪ ،‬الديمقراطية‬
‫التعددية‪ ،‬النظرة اإلستراتيجية‪ ،‬هذه الخصائص هي ذاتها وصفة للحد من الفساد السياس ي واإلداري‪ ،‬بحيث أن افتقادها‬
‫يدل على وجود الفساد وانتشار سلوكاته املنافية ملتطلبات الشفافية‪ .‬والحكم الجيد أتى في سياق اقتراح بديل للمعضلة‬
‫التنموية‪ ،‬وينظر في أسبابها على ضوء الفساد وعدم التحكم في املوارد‪ ،‬فهو حسب أغنيس بويلو هو محصلة لرؤيتين في‬
‫الحكمانية أو الحكم‪ ،‬وجهة تقنوقراطية ووجهة ديمقراطية (عبد العالي ‪ ،2016 ،‬صفحة ‪.)04‬‬
‫• املرتكزات‪:‬‬
‫لتجسيد الحكامة على أرض الواقع هناك مجموعة من املرتكزات األساسية سيتم تفصيلها على النحو التالي‪:‬‬
‫أ‪ .‬املرتكزات السياسية‪ :‬تتمثل في فعالية الحكومة واملشاركة‪ ،‬والشرعية وحكم القانون‪ ،‬فإقامة دولة القانون تعتبر‬
‫من القيم التي تمنح السلطة مشروعيتها لتمكينها من التحرك ومباشرة عملها في إطار املصلحة العامة‪ ،‬من خالل‬
‫تنظيم العالقات بين مؤسسات الدولة واحترام فصل السلطات واستقاللية القضاء‪ ،‬بهدف تأمين العدالة‬
‫واملساواة بين املواطنين (إمنصوران ‪ ،2006-2005 ،‬صفحة ‪.)104‬‬
‫لهذا فالحكامة تستهدف التجسيد الفعلي لدولة القانون وذلك لتحقيق فكرة املساواة بين جميع املواطنين وتوفير‬
‫الحياة الكريمة لهم‪ ،‬بحيث يكون املواطن محور اهتمام متخذي القرار مما يؤدي إلى تحقيق وإدامة الشرعية في املجتمع‬
‫(لحرش‪ ،2011 ،‬صفحة ‪ .)39‬إن الحكامة تؤكد على ضمان احترام حقوق املواطنين وكرامتهم وتلبية طموحاتهم في التقدم‬
‫والرفاه اإلنساني‪ ،‬والعمل على مساواتهم دون تمييز في الحريات والحقوق بالتصدي إلساءة استخدام السلطة والنفوذ‬
‫(الشراكات والحوكمة والتنمية املستدامة‪.)2020 ،‬‬
‫الفعالية تفرض إشراك املواطنين في القرارات املتخذة في الشأن السياس ي أو االقتصادي أو االجتماعي‪ ،‬ما يضمن‬
‫التفاعل اإليجابي بين الدولة ومؤسساتها واملجتمع املدني فتكون الشراكة أداة لتحقيق تطلعات املواطنين خاصة فئة‬
‫الشباب ليكونوا مشاركين وفعالين في التنمية‪ ،‬كما تتطلب املشاركة توفر القوانين التي تضمن حرية تشكل الجمعيات‬
‫واألحزاب‪ ،‬وحرية التعبير واالنتخاب‪ ،‬وكل الحريات بشكل عام ضمانا ملشاركة فاعلة وفعالة‪ ،‬لترسيخ الشرعية السياسية‬
‫مما يؤدي إلى بناء الثقة االجتماعية والتعاون وبالتالي تجويد العمل الحكومي والتفاعل أكثر مع مطالب املواطنين وتعزيز‬
‫قيم الديمقراطية (الشراكات والحوكمة والتنمية املستدامة‪.)2020 ،‬‬
‫ب‪ .‬املرتكزات االقتصادية واالجتماعية‪ :‬وتتجلى في محاربة الفساد والرؤية االستراتيجية‪ .‬فالفساد ظاهرة مرضية‬
‫تنخر املجتمعات على مر العصور ملا له من نتائج وخيمة على الفرد والدولة معا كونه عبارة عن إساءة استخدام‬
‫السلطة أو الوظيفة العامة للحصول على املنافع الشخصية مع اإلضرار باملصلحة العامة‪ ،‬وتتعدد مظاهره ما بين‬
‫الرشوة‪ ،‬املحسوبية‪ ،‬املحاباة ‪ ،‬الوساطة‪ ،‬االبتزاز‪ ،‬إهدار املال العام‪ ،‬االختالس‪ ،‬التهرب الضريبي‪ ،‬استغالل‬
‫النفوذ (جربو و بوفليح ‪ ،2018 ،‬الصفحات ‪.)123-122‬‬
‫فالفساد يشل عملية التنمية بشتى أشكالها‪ ،‬وليتم مكافحته والحد منه فان ذلك يتطلب توافر ثالث محاور أساسية‬
‫وسياسية وإدارية ومالية تتمثل في توسيع مبدأ ورقعة الديمقراطية واملسائلة عن طريق توسيع الرقابة واملسائلة من جانب‬
‫املجالس الرقابية ومنظمات املجتمع املدني لتحقيق درجة أكبر من ثقافة املسائلة‪ ،‬كما يجب العمل على التداول السلطة‬
‫ومراقبة النفقات العمومية واإلنصاف الجبائي والشفافية في إبرام الصفقات العمومية مع اعتماد التنافسية‪ ،‬وإصالح‬
‫هيكل الرواتب واألجور مع توفير الرعاية الصحية ومحاربة الفقر والبطالة‪.‬‬
‫أما فيما يخص الرؤية اإلستراتيجية فهي تعبر عن الرؤية املنطلقة من املعطيات الثقافية واالجتماعية الهادفة إلى‬
‫تحسين شؤون الناس وتنمية املجتمع والقدرات البشرية (إمنصوران ‪ ،2006-2005 ،‬صفحة ‪ ، )105‬وتستلزم كال من‬

‫‪18‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫التخطيط الجيد‪ ،‬التنظيم الفعال‪ ،‬القيادة الواقعية‪ ،‬التحفيز املناسب‪ ،‬الرقابة التقويمية‪ ،‬الجودة وإدارة الجودة الشاملة‬
‫(الشراكات والحوكمة والتنمية املستدامة‪.)2020 ،‬‬
‫• أركانها‪:‬‬
‫من أجل تحقيق الحكامة الجيدة ال بد من تحقيق الترابط بين العناصر الفعالة املتجسدة في كل من الدولة‬
‫والقطاع الخاص واملجتمع املدني‪ ،‬فالدولة تيهئ البيئة السياسية والقانونية املساعدة‪ ،‬بينما يعمل القطاع الخاص على خلق‬
‫فـرص العمل وتحقيق الدخل ألفراد املجتمع‪ ،‬أما املجتمعات املدنية فتهيء للتفاعل السياس ي واالجتماعي بتسخير‬
‫الجماعات للمشاركة في األنشطة السياسية واالجتماعية واالقتصادي‪ .‬ويمكن التفصيل فيها كاآلتي‪:‬‬
‫أ‪ .‬الدولة‪ :‬هي التي تقوم بخلق محيط سياس ي يسوده جو من العدالة والشفافية‪ ،‬وهي تتجسد في كل من السلطة‬
‫التشريعية‪ ،‬السلطة القضائية‪ ،‬املصالح العمومية والقوات املسلحة‪.‬‬
‫ب‪ .‬القطاع الخاص‪ :‬هو مجموعة املهن‪ ،‬واألعمال التي يعمل فيها فرد‪ ،‬أو مجموعة من األفراد وترتبط بالخبرات‪،‬‬
‫واملهارات املكتسبة سواء باالعتماد على التدريب املنهي‪ ،‬أو التعليم األكاديمي‪ ،‬ويساهم بتوفير الدخل لألفراد‪ ،‬من‬
‫خالل وجود مجموعة من فرص العمل ضمن املنشآت الخاصة‪ .‬فلقد أصبحت الخوصصة الوصفة السحرية‬
‫غير القابلة لاللتفاف والدوران ولكل السياسات الرشيدة في املجال االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬فكل منظمة مطالبة‬
‫بالتسيير الفعال وإعداد استراتيجيات جديدة يتعين القيام بها وتسخيرها لخدمة التنمية املستدامة مرفقة‬
‫باملسؤولية االجتماعية لكل املؤسسات‪ ،‬هاته األخيرة مطالبة باالعتماد منذ البداية على استراتيجيات واضحة‬
‫املعالم ألجل تقييم أفضل وواضح وبطرقة مثلى للنتائج (زايري ‪ ،2005 ،‬صفحة ‪.)92‬‬
‫ج‪ .‬املجتمع املدني‪ :‬هو مجموع التنظيمات الطوعية الحرة التي تمأل املجـال العـام بـين األسرة والدولة لتحقيق‬
‫مصالح أفرادها‪ ،‬ملتزمة بالقيم الديمقراطية‪ .‬ويتكون املجتمع املدني من مجموعات منظمة أو غير منظمة وأفراد‬
‫يتفاعلون اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا وينظمون بقواعد وقوانين رسمية وغير رسمية‪ .‬ومنظمات املجتمع‬
‫املدني هي مجموع الجمعيات التي ينظم املجتمع نفسـه حولهـا طوعا‪ .‬وتشمل النقابات العمالية‪ ،‬واملنظمات غير‬
‫الحكومية‪ ،‬واملؤسسات الدينية والخيرية‪ ،‬والتعاونيـات ومنظمات تنمية املجتمع والجمعيات املهنية‪ .‬لهذا فقد‬
‫أعطت الدولة للمجتمع املدني حركة جديدة في إطار الشفافية واملساءلة‪ ،‬وعبر قنواته كإطار نوعي لألبعاد‬
‫التربوية والتثقيفية والتوعوية (زايري ‪ ،2005 ،‬صفحة ‪.)92‬‬
‫‪ .2‬الحكامة اإللكترونية‪:‬‬
‫• تعريفها‪:‬‬
‫الحكامة اإللكترونية هي استخدام تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت لتقديم الخدمات الحكومية‪ ،‬وتبادل معلومات‬
‫معامالت االتصاالت‪ ،‬وتكامل مختلف األنظمة والخدمات القائمة بذاتها بين الحكومة واملواطن‪ ،‬وبين الحكومة والشركات‪،‬‬
‫وبين الحكومات وبعضها البعض‪ ،‬وكذلك عمليات األقسام اإلدارية والتفاعالت داخل إطار عمل الحكومة بأكمله‪ .‬ومن‬
‫خالل الحكامة اإللكترونية يتم تقديم الخدمات الحكومية املتاحة للمواطنين بطريقة مريحة وتتسم بالفعالية والشفافية‪.‬‬
‫والفئات الثالث الرئيسية املستهدفة التي يمكن تمييزها في مفاهيم الحكامة هي‪ :‬الحكومة واملواطنون والشركات‪/‬مجموعات‬
‫املصالح (ويكيبيديا‪.)2021 ،‬‬
‫يعرف البنك الدولي الحكامة اإللكترونية بأنها "استخدام تكنولوجيا املعلومات من ِقبل الوكاالت الحكومية املسؤولة‬
‫عن تحويل املعلومات بين األفراد والشركات وجميع أصحاب املصلحة الحكوميين اآلخرين" (علواني‪.)2021 ،‬‬
‫وتهدف الحكامة اإللكترونية إلى تقديم الخدمات للمواطنين املحليين وحصولهم على الخدمة السريعة غير املكلفة‪،‬‬
‫وتمكين املواطنين من ممارسة الديمقراطية ومشاركتهم في جميع القضايا كما تعمل على زيادة كفاءة الوحدات املحلية مما‬

‫‪19‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫يترتب عليها توفير الوقت وخفض الزمن الالزم النجاز املعامالت‪ ،‬وكذا تحقيق االتصال الفعال والتقليل من التعقيدات‬
‫اإلدارية‪ ،‬مع خلق بيئة عمل أفضل أي باستخدام تقنيات املعلومات واالتصال في املؤسسات وتأسيس بنية تحتية للحكومة‬
‫االلكترونية تساعد على العمل بكل يسر وسهولة من خالل تحقيق االنسيابية والتفاعل وتحسين واجهة التواصل بين‬
‫الحكومة وجهات العمل األخرى‪ ،‬تحقيق الشفافية والعدالة ومنح الحق في مساءلة إدارة املؤسسة للجهات املعنية ‪ ،‬وتحقيق‬
‫فرصة مراجعة األداء من خارج أعضاء اإلدارة التنفيذية تكون لها مهام واختصاصات وصالحيات لتحقيق رقابة فعالة‬
‫ومستقلة‪.‬‬
‫• فوائدها‪:‬‬
‫الحكامة اإللكترونية تعمل ولو بشكل غير مباشر على تحسين األداء ألنها هي التي أتاحت املعلومات للمواطنين‬
‫أمال في إعالمهم بكل ش يء ومنحهم الفرصة لالستدراك والتعديل‪ ،‬لذا فتجسيدها على أرض الواقع له مجموعة كبيرة من‬
‫الفوائد يمكن تلخيصها فيما يلي (علواني‪:)2021 ،‬‬
‫✓ السرعة‪ :‬أي أنها تسرع إنجاز املهام وتسريع إنجاز الخدمات‪ ،‬كما تمكن الشركات واألفراد من الحصول‬
‫على املعلومات في أسرع وقت ممكن‪ ،‬فلقد أتاحت الهواتف الذكية والخدمات عبر اإلنترنت إمكانية‬
‫النقل الفوري لكميات كبيرة من البيانات في جميع أنحاء العالم‪.‬‬
‫✓ تقليل التكاليف‪ :‬إن استبدال الطرق التقليدية من الرسائل والسجالت املكتوبة وطريقة إنجاز األشياء‬
‫باستخدام الهواتف الذكية واألنترنت يمكن أن يوفرا الكثير من املال‪ ،‬وبالتالي تسهم الحكامة‬
‫اإللكترونية في تقليل النفقات‪.‬‬
‫✓ الشفافية‪ :‬تتيح الشفافية للمواطنين االطالع على جميع املعلومات التي يريدونها‪ ،‬وقتما يريدون‪ ،‬بنقرة‬
‫على الفأرة أو بلمسة إصبع‪.‬‬
‫✓ تعزيز التواصل‪ :‬أي تعزيز االتصاالت األفضل بين الحكومة وقطاع األعمال‪ ،‬إذ يمكنها أن تتواصل‬
‫بفعالية وتتنافس الشركات الكبرى املوجودة في السوق من أجل الحصول على صفقة ما وبالتالي تقليل‬
‫االحتكار وإتاحة مساحة للجميع‪ ،‬كما أن الحكامة اإللكترونية تعمل على صنع سوق مفتوح وشفاف‬
‫واقتصاد أقوى‪.‬‬
‫✓ بناء الثقة‪ :‬تساعد الحكامة اإللكترونية في بناء الثقة بين الحكومات واملواطنين‪ ،‬وهي عامل أساس ي في‬
‫الحكامة الرشيدة‪ ،‬التي تسعى إلى استخدام االستراتيجيات القائمة على األنترنت إلشراك املواطنين‬
‫بشكل عام‪.‬‬
‫✓ الكفاءة التشغيلية‪ :‬تساهم الحكامة اإللكترونية في رفع الكفاءة التشغيلية بشكل عام من خالل‬
‫استخدام التقنيات الحديثة وهذا بأداء املهام وتقديم الخدمات بشكل أسرع وأكثر كفاءة‪ ،‬كما أنها توفر‬
‫الكثير من الوقت والجهد‪.‬‬
‫✓ املساءلة‪ :‬وهي كنتيجة للشفافية ألنه من مستلزماتها أن تكون هناك مساءلة للحكومات في حالة ارتكابها‬
‫خطأ ما‪.‬‬
‫• مكونات الحكامة اإللكترونية‪:‬‬
‫يعرف املجلس األوروبي الحكامة اإللكترونية بأنها استخدام التكنولوجيات اإللكترونية في املجاالت الثالثة التالية‪:‬‬
‫العالقة بين السلطة واملجتمع املدني‪ ،‬قيام السلطة بوظائفها في جميع مراحل العملية الديمقراطية (الديمقراطية‬
‫اإللكترونية)‪ ،‬تقديم الخدمات العامة (الخدمات اإللكترونية)‪.‬‬
‫فانطالقا من هذا التعريف فإن الحكامة اإللكترونية تتكون من مجموعة من املكونات تندرج فيما يأتي‪:‬‬

‫‪20‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫اإلدارة اإللكترونية‪ :‬أي االستثمار الحكومي في مجال تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت بهدف تعزيز الشفافية‬ ‫‪.1‬‬
‫واملساءلة في املؤسسات الحكومية املركزية واملحلية‪ ،‬ولتحسين وظائف عملها وكفاءتها‪.‬‬
‫تقديم الخدمات اإللكترونية‪ :‬االستثمار الحكومي في مجال تقديم الخدمات الحكومية إلكترونيا للجميع‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫املشاركة اإللكترونية‪ :‬االستثمار الحكومي في تعزيز التفاعل بين املؤسسات الحكومية واملواطن‪ ،‬وذلك للحصول‬ ‫‪.3‬‬
‫على سياسات أفضل وخدمات أعلى كفاءة‪ ،‬وعلى أداء حكومي متميز‪ ،‬ويرتبط هذا املكون بالتصويت واملساءلة‬
‫ودعم مؤسسات املجتمع املدني وتطوير البرملانات‪.‬‬
‫بيئة السياسات والتشريعات‪ :‬االستثمار الحكومي لدعم إطالق وتنفيذ مشاريع في مجال تكنولوجيا املعلومات‬ ‫‪.4‬‬
‫واالتصاالت تساهم في التنمية وفي تعزيز السياسات والتشريعات والقواعد الناظمة للحكامة اإللكترونية‪،‬‬
‫واالستثمار في بناء القدرات املؤسسية الداخلية للجهات الحكومية املعنية بوضع السياسات ومراقبة تنفيذها‪.‬‬
‫الوصول إلى تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت‪ :‬ويتضمن االستثمار في البنى التحتية لكال القطاعين العام‬ ‫‪.5‬‬
‫والخاص‪ ،‬وفي الربط باألنترنت لتعزيز استخدام املواطنين لتكنولوجيا املعلومات واالتصاالت‪ ،‬مثل مراكز‬
‫التواصل ومنها مراكز النفاذ في املناطق النائية واملحرومة واملراكز العمومية الستخدام األنترنت‬
‫النفاذ إلى االنترنت‪ :‬االستثمار في تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت لتعزيز الرقمنة واستخدام املعلومات‬ ‫‪.6‬‬
‫الحكومية بشكلها الرقمي من قبل املواطنين‪ ،‬وهي ترتبط بشكل كبير بالتشريعات الوطنية الخاصة بالنفاذ‬
‫للمعلومات الحكومية (مثل قانون حرية املعلومات) (‪.)2020 ،unescwa‬‬
‫الفساد‪:‬‬ ‫‪.3‬‬
‫• تعريفه‪:‬‬
‫الفساد في جوهره حالة تفكك تعتري الدول ألسباب عديدة متشابكة بعضها محلي واآلخر خارجي يرتبط بالنظام‬
‫العاملي الجديد‪ ،‬فهو ظاهرة عاملية شديدة االنتشار ومعقدة تأخذ أبعادا واسعة تتداخل فيها عوامل مختلفة يصعب التمييز‬
‫بينها وتختلف درجة شموليتها من مجتمع إلى آخر‪.‬‬
‫ويعتبر استفحال هذه الظاهرة الخطيرة من أهم أسباب الضعف الداخلي والخارجي للدول‪ ،‬لكن ما يالحظ عليه هو‬
‫زيادة حجمه اتساع دائرته وتشابك وترابط آلياته بفعل زيادة االندماج العاملي على جميع املستويات وتداعيات‬
‫العوملة‪ ،‬مما أصبح يهدد مسيرة التنمية من خالل سوء تسيير األموال املتاحة والتخفيض من كفاءة‬
‫وفعالية استخدامها‪ ،‬باإلضافة إلى التأثير سلبا على العدالة التوزيعية زيادة عن كونه يلحق الضرر باملصلحة العامة‪،‬‬
‫ألنه يؤثر سلبا على قدرة أجهزة الدولة في أداء مهامها ودورها التنموي ويشوه النتائج املستهدفة للسياسات التنموية‪.‬‬
‫لقد أصبح الفساد من أهم املشاكل التي تؤرق مخططي و صناع السياسة االقتصادية‪ ،‬حيث تعاني منه جميع دول‬
‫العالم النامي واملتقدم على حد سواء وإن اختلف حجمه وآثاره تبعا الختالف التشكيلة االقتصادية واالجتماعية‬
‫والسياسية لكل دولة‪.‬‬
‫فالفساد هو مجمل االنحرافات املالية ومخالفة القواعد واألحكام املالية التي تنظم سير العمل اإلداري واملالي في‬
‫الدولة ومؤسساتها والتي تؤدي بالنتيجة إلى املساس باملال العام ( سالمة ‪ ،2017 ،‬صفحة ‪ .)532‬ويعرف أيضا بأنه وسيلة‬
‫لكسب األرباح عن طريق األنشطة غير املشروعة بطريقة غير مباشرة وهذا ما يحدث عندما يكون اختالل في نظام الحكم‬
‫أو النظام الضريبي‪ ،‬أو اختالل في األنظمة االقتصادية (‪)Désiré , Gislain , & Gandjon , 2014, p. 109‬‬
‫إن الفساد سلوك اجتماعي تدل عليه بعض املؤشرات املتعلقة بغياب املؤسسة الفعالة سياسيا وإداريا‪ ،‬واالنحراف‬
‫عن القيم االجتماعية واألعراف السائدة وقصور القيم ومخرجات االنحراف السلوكي‪ ،‬وإشباع األطماع املالية وسوء‬
‫استخدام السلطة املالية والتهرب من الكلفة الواجبة والحصول على منافع غير مشروعة (حمدي‪ ،2008 ،‬صفحة ‪.)17‬‬

‫‪21‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫• تصنيفاته وأسبابه‪:‬‬
‫قبل التطرق إلى أسباب الفساد البد من التنويه إلى أنه هناك اختالف بين الباحثين في تصنيفه انطالقا من املعيار أو‬
‫الزاوية التي ينظر منها الباحث‪ ،‬فمثال روز أكرامان تصنفه انطالقا من حيث الحجم إلى شكلين رئيسيين وهما الفساد‬
‫الثانوي أو الصغير‪ :‬والذي تكون تأثيراته صغيرة وغير واضحة إجماال على البالد‪ ،‬وغالبا ما يتعلق باألشخاص الذين ال‬
‫يمتلكون تأثيرا قويا في البالد‪ ،‬ومن أشكاله دفع األموال غير املستحقة للحصول على مقاعد دراسية‪ ،‬أو للحصول على‬
‫ترقيات مهنية سريعة‪ .‬والشكل الثاني يتجلى في الفساد الضخم أو الكبير والذي يؤثر تأثيرا سلبيا مباشرا وطويل األمد على‬
‫البالد‪ ،‬حيث ينطوي على مبالغ مالية هائلة‪ ،‬ويقوم به مسؤولون ذو مكانة عالية في البالد كاختالس األموال التي كان الهدف‬
‫منها إنشاء املشاريع التي تخدم عامة الناس وغيرها (حمدي‪ ،2008 ،‬صفحة ‪.)05‬‬
‫أما سييد أليتاس فقد اقترح تصنيفا آخر للفساد على أساس حوافزه وهو‪ :‬الفساد التعاملي الذي يحدث بغرض‬
‫تمرير الصفقات‪ ،‬الفساد اإلرغامي أو االبتزازي‪ ،‬الفساد الدفاعي‪ ،‬الفساد الناجم عن املحاباة ‪،‬الفساد االنعكاس ي‪،‬‬
‫والفساد التدعيمي‪ .‬وهناك من يصنفه على أساس االنتشار إلى فساد دولي وفساد محلي‪ ،‬أما من حيث القطاع فهناك فساد‬
‫القطاع العام وفساد القطاع الخاص (حمدي‪ ،2008 ،‬صفحة ‪.)05‬‬
‫الفساد في مجمله هو إساءة استخدام الوظيفة العامة لخدمة مصالح خاصة‪ .26‬ومن املؤكد أن هناك أسباب أدت‬
‫إلى بروز هذه الظاهرة وانتشارها وتتمثل في )‪:(Daniel , 2004, p. 09‬‬
‫‪ .1‬أسباب حظرية ترتبط بوجود فجوة كبيرة بين القيم الحضرية السائدة في املجتمع وبين قيم وقواعد العمل‬
‫الرسمية املطبقة في أجهزة الدولة‪ ،‬لذلك ستكون هناك حاالت مخالفة لقيم وقواعد العمل الرسمية ‪.‬‬
‫‪ .2‬أسباب سياسية تتعلق بمحدودية قنوات التأثير غير الرسمية على القرارات اإلدارية‪ ،‬إضافة إلى ضعف العالقة‬
‫بين الغدارة واملواطنين وانتشار الوالءات الجزئية‪.‬‬
‫‪ .3‬أسباب هيكلية نظرا لوجود هياكل قديمة لألجهزة اإلدارية لم تتغير على الرغم من التطور الحاصل في قيم‬
‫وطموحات األفراد‪ ،‬مما يدفع العاملين إلى اتخاذ مسالك وطرق أخرى بغية تجاوز محدودية الهياكل القديمة وما‬
‫ينتج عنها من مشاكل اإلجراءات وتضخم الجهاز اإلداري‪.‬‬
‫‪ .4‬أسباب قيمية كنتيجة النهيار قيم وأخالق الفرد واملجتمع‪.‬‬
‫‪ .5‬أسباب بيولوجية وفزيولوجية ودافعها األساس ي هو ما اكتسبه الفرد عن طريق الوراثة والبيئة التي عاش فيها‬
‫وآثارها على سلوكاته وتصرفاته‪.‬‬
‫‪ .6‬أسباب اجتماعية نتيجة الفقر والجهل وسيادة قيم تقليدية قائمة على النسب والقرابة‪ ،‬مع ضعف أجهزة‬
‫الرقابة‪ ،‬ضعف املرافق والخدمات واملؤسسات العامة التي تخدم املواطنين‪ ،‬غياب قواعد العمل واإلجراءات‬
‫املكتوبة ومدونات السلوك للموظفين‪ ،‬غياب حرية اإلعالم إلى جانب ضعف مؤسسات املجتمع املدني‪.‬‬
‫• آثاره‪:‬‬
‫يمكن رصد أهم اآلثار التي يخلفها الفساد في‪:‬‬
‫أ‪ .‬على الصعيد السياس ي يؤدي الفساد إلى‪:‬‬
‫‪ .1‬تشويه الدور املطلوب من الحكومة بشأن تنفيذ السياسة العامة للدولة وتحقيق مستهدفات خطط التنمية‪.‬‬
‫‪ .2‬انهيار وضياع هيبة دولة القانون واملؤسسات بما يعدم ثقة األفراد فيها‪.‬‬
‫‪ .3‬إضعاف كل جهود اإلصالح املعززة للديمقراطية بما يتزعزع معه االستقرار السياس ي‪.‬‬
‫‪ .4‬إقصاء الشرفاء واألكفاء عن الوصول للمناصب القيادية بما يزيد من حالة السخط بين األفراد ونفورهم من‬
‫التعاون مع مؤسسات الدولة‪.‬‬

‫‪22‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫‪ .5‬إعاقة وتقويض كافة الجهود الرقابية على أعمال الحكومة والقطاع الخاص (الهيئة العامة ملكافحة الفساد‪،‬‬
‫‪.)2020‬‬
‫ب‪ .‬على الصعيد االقتصادي يؤدي الفساد إلى‪:‬‬
‫‪ .1‬إعاقة النمو االقتصادي مما يقوض كل مستهدفات خطط التنمية طويلة وقصيرة األجل‪.‬‬
‫‪ .2‬إهدار موارد الدولة أو على أقل تقدير سوء استغاللها بما يعدم الفائدة املرجوة من االستغالل األمثل‪.‬‬
‫‪ .3‬هروب االستثمارات سواء الوطنية أو األجنبية لغياب حوافزها‪.‬‬
‫‪ .4‬اإلخالل بالعدالة التوزيعية للدخول واملوارد وإضعاف الفعالية االقتصادية وازدياد الهوة بين الفئات الغنية‬
‫والفقيرة‪.‬‬
‫‪ .5‬اضعاف اإليرادات العامة للدولة نتيجة التهرب من دفع الجمارك والضرائب والرسوم باستخدام الوسائل‬
‫االحتيالية وااللتفاف على القوانين النافذة‪.‬‬
‫‪ .6‬التأثير السلبي لسوء اإلنفاق العام ملوارد الدولة عن طريق إهدارها في املشاريع الكبرى بما يحرم قطاعات هامه‬
‫مثل الصحة والتعليم والخدمات من االستفادة من هذه املوارد‪.‬‬
‫‪ .7‬تدني كفاءة االستثمارات العامة وإضعاف مستوى الجودة في البنية التحتية العامة بفعل الرشاوى التي تدفع‬
‫للتغاض ي عن املواصفات القياسية املطلوبة (الهيئة العامة ملكافحة الفساد‪.)2020 ،‬‬
‫ج‪ .‬على الصعيد االجتماعي يؤدي الفساد إلى‪:‬‬
‫‪ .1‬انهيار النسيج االجتماعي وإشاعة روح الكراهية بين طبقات وفئات املجتمع نتيجة عدم العدالة واملساواة وتكافؤ‬
‫الفرص‪.‬‬
‫‪ .2‬التأثير املباشر وغير املباشر لتداعيات الفساد االقتصادية والسياسية على استقرار األوضاع األمنية والسلم‬
‫االجتماعي (الهيئة العامة ملكافحة الفساد‪.)2020 ،‬‬

‫املحور الثاني‪ :‬الحكامة اإللكترونية ودورها في محاربة الفساد‬


‫تعد الحكامة آلية للتدبير الرشيد والحكيم للموارد بهدف تحقيق التوازن في شتى امليادين‪ ،‬فهي دعوة صريحة إلى تجاوز‬
‫حالة الالتوازن الناتج عن أحادية صنع القرار دون مراعاة املنطق العلمي املؤسس على عناصر املشاركة في مختلف مراحل‬
‫إعداد املشروع من التشخيص إلى البرمجة والتنفيذ ثم التقييم واملحاسبة‪ ،‬في إطار سيرورة تمتاز بالشفافية والعقالنية‪،‬‬
‫إذ ال تكتفي الحكامة الرائجة بأروقة املؤسسات املالية واالقتصادية الدولية‪ ،‬باملطالبة بالتسيير الجيد والتدبير السليم‬
‫للشؤون العامة‪ ،‬بل وتذهب إلى مستوى إلحاحها على ضرورة تعضيد ذلك بـ”جرعات” في الديمقراطية واحترام حقوق‬
‫اإلنسان تترجم بمقتضاها قيم املواطنة و”اإلحساس باملسؤولية” واملساهمة في التدبير (الحكامة والتنمية‪.)2020 ،‬‬
‫وبالتالي‪ ،‬فبقدر ما تدفع الحكامة بضرورة تسييد قيم التسيير الجيد والتدبير الرشيد للموارد واإلمكانات املتاحة‬
‫اقتصاديا واجتماعيا‪ ،‬فإنها تدفع أيضا وبالقدر ذاته إلى إلزامية مصاحبة ذلك (سياسيا ومؤسساتيا) بنظم في الحكم ال‬
‫ترتكن إلى تمثيلية الجسد االنتخابي بل وتذهب لحد جعله في قلب صناعة القرار إذا لم يكن بالتمثيل الشاسع والواسع‪,‬‬
‫فعلى األقل بالتشاور املكثف الذي يضمن التشاركية وال يقتصر على مستوى االنتداب غير مضمون النتائج والتبعات‬
‫(الحكامة والتنمية‪.)2020 ،‬‬
‫تتحقق الحكامة الجيدة إذا أنجزت ثالثة أهداف هي‪ :‬املساواة أمام القانون والتطبيق الفعال له‪ ،‬وتوافر الفرص‬
‫لكل فرد لتحقيق طاقاته وإمكاناته كاملة‪ ،‬والتأثير واإلنتاجية وعدم اإلهدار‪ .‬ولقد وضعت هيئة البنك العاملي ‪ 22‬مؤشرا‬
‫الختبار وتحقيق الحكامة‪ ،‬منها ‪ 12‬مؤشرا تخص املـساءلة العامة و‪ 10‬مؤشرات تخص جودة اإلدارة وتتمثل هذه املؤشرات‬

‫‪23‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫في أوال‪ :‬مؤشر املساءلة العامة والذي يخص هذا أربعة مجاالت تتجلى في درجة انفتاح املؤسسات السياسية في البلد‪ ،‬درجة‬
‫املشاركة السياسية ونوعيتها‪ ،‬درجة الشفافية ومدى القبول الذي تحظى به الحكومة لدى الشعب‪ ،‬درجة املساءلة‬
‫السياسية‪ .‬ثم ثانيا‪ :‬مؤشر جودة اإلدارة‪ ،‬فهذا املؤشر يقيس حدود الفساد في مجال إدارة املوارد وإدارة السوق ومدى‬
‫احترام الحكومة للقوانين‪ ،‬ويشمل بيانات حول درجة الفساد‪ ،‬نوعية اإلدارة‪ ،‬حقوق امللكية‪ ،‬اإلدارة املالية‪ ،‬تخصيص‬
‫املوارد‪ ،‬احترام وتطبيق القانون‪ ،‬السوق املوازي (البابلي‪.)2020 ،‬‬
‫وفي املقابل نجد أن آثار الفساد سواء كان اقتصاديا أو سياسيا أو إداريا في البلدان النامية سلبية كونه يقف كعائق‬
‫أمام عجلة التنمية‪ ،‬ويعطل من فرص التراكم االستثماري املنتج في األصول البشرية واملادية ويقوي من قيم وسلوك الربح‬
‫السريع من خالل توظيف الريع على الحظوة من وجهي القوة (السلطة و الثروة) بدال من العمل املنتج املحقق للمصلحة‬
‫العامة‪ ،‬ويؤدي كذلك إلى سوء توزيع الدخل والثروة في املجتمع ويقلل الكفاءة املجتمعية‪ ،‬و يتسبب بالفقر ويخلق العوائق‬
‫أمام التغلب عليه (ناجي ‪ ،2020 ،‬صفحة ‪ ،)15‬إلى جانب فقدان شرعية الحكومات وخسارة الثقة العامة وتقليل االستثمار‬
‫(بما في ذلك االستثمار األجنبي املباشر)‪ ،‬واستنزاف املوارد الطبيعية وتدمير األنظمة البيئية‪ ،‬وتقليل النمو االقتصادي‬
‫وتحويل إنفاق الحكومات من األنشطة األكثر إنتاجية إلى األنشطة األقل إنتاجية‪ .‬ويمكن تقسيم كلفة الفساد إلى أربع فئات‬
‫رئيسة‪ :‬االقتصادية والبيئية والسياسية واالجتماعية‪ ،‬وذلك وفقا لتصنيف صندوق النقد الدولي ومنظمة الشفافية‬
‫الدولية‪.‬‬
‫وما دمنا في عصر الرقمنة فقد آن األوان لتطبيق الحكامة اإللكترونية ألنها باإلضافة إلى الحكامة تعد من السبل‬
‫الكفيلة للتقليل من الفساد إن لم يكن القضاء عليه‪ ،‬فإذا كنا نتعامل مع آالت صماء‪ ،‬وفي عصر رقمي أكثر ما يميزه هيمنة‬
‫الرؤية‪ ،‬وكون كل ش يء متاحا ومعروفا لدى الجميع‪ ،‬فهذا معناه أنه لم يعد للفساد فرصة ليعثر لنفسه على موطئ قدم‪.‬‬
‫فالحكامة اإللكترونية هي األداة الفاعلة ملكافحة الفساد داخل مؤسسات الدولة الحكومية‪ ،‬من خالل توفير املزيد من‬
‫فرص العمل للفئات املهمشة‪ ،‬وضمان تحقيق السالم االجتماعي‪ ،‬وتعزيز قواعد الحكامة واإلفصاح للشركات‪ ،‬وتوفير‬
‫قطاع واسع من املنتجات االستثمارية‪ ،‬باإلضافة إلى أنها تساوي بين الجنسين‪ ،‬وتساوي بين الجميع بالتنمية االقتصادية‬
‫الشاملة‪ ،‬فضال عن توفير األموال الضرورية إليصال الخدمات األساسية للمواطنين وخاصة املستضعفين منهم‪.‬‬
‫فالفساد يساهم في ضياع حقوق األفراد ويحرمهم من التمتع بالحريات والعدالة وضمان مستقبل األجيال املتقدمة‬
‫كما يقصيهم من صياغة السياسات ومختلف الخطط التنموية واملشاركة في اتخاذ القرارات املصيرية املتعلقة بمستقبلهم‪،‬‬
‫وهو يشكل جزاءا من التهديدات الرئيسية للتنمية واالستقرار االجتماعي والسياس ي الذي يطمح إليه الفرد واملجتمع على‬
‫حد سواء‪ ،‬إنه يعطل الخدمة العامة ويضعف االستثمارات‪ ،‬ويضعف ثقة املواطنين بالحكومة‪ .‬وللتقليل من آثاره البد من‬
‫تبني مجموعة من املبادئ املتمثلة في (عثماني‪:)2020 ،‬‬
‫‪ .1‬الشفافية‪ :‬الشفافية هي كشف الحقائق والنقاش العام الحر‪ ،‬بمعنى ضرورة اإلفصاح للجمهور وإطالعهم على‬
‫منهج السياسات العامة من قبل مسؤولي إدارة الدولة‪ ،‬وكلما كان النظام يحقق مساحة أكبر من الشفافية‬
‫والتعامل وإتاحة وسائل املعرفة وحرية تدفق املعلومات لجميع األعضاء واملعنيين‪ ،‬كان أقرب إلى تطبيق الحكامة‪.‬‬
‫‪ .2‬املساءلة ‪:‬املساءلة تعكس واجب املسؤولين عن الوظائف الرسمية في أن يقدموا تقارير دورية عن عملهم‬
‫وسياساتهم ومستويات تنفيذها وبالتالي هي حق املواطنين في الحصول على التقارير واملعلومات الالزمة عن عمل‬
‫اإلدارات العامة‪ ،‬بهدف رفع فعالية وكفاءة العمل‪ .‬ومن ثم فاملساءلة فعل تقويمي هام وضروري لكل الجهات‬
‫املسؤولة ومطلب رئيس وحق لألطراف املرؤوسة‪ ،‬وهي بذلك تعتبر التزاما بين املؤسسات الحكومية ومؤسسات‬
‫القطاع الخاص وتنظيمات املجتمع املدني‪.‬‬

‫‪24‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫‪ .3‬الرقابة واملحاسبة‪ :‬الوظيفة األساسية للرقابة هي متابعة سير العمل للخطط املرسومة‪ ،‬بهدف اكتشاف‬
‫االنحرافات في الوقت املناسب وتصحيحها‪ ،‬يمكن من خاللها التأكد من احترام املرؤوسين للقوانين والقرارات‬
‫الصادرة من املستويات اإلدارية العليا واملحافظة على حقوق األطراف ذات املصلحة‪ .‬إن هشاشة املحاسبة هي‬
‫التي تساهم في انتشار الفساد من خالل ترك القيادة السياسية واإلدارية في أعلى الهرم اإلداري دون محاسبة‬
‫األجهزة التنفيذية والتشريعية والقضائية (طالل ‪ ،2004 ،‬صفحة ‪.)44‬‬
‫‪ .4‬تعزيز دولة القانون‪ :‬ال بد أن يكون القانون مرجعية ثابتة وقوية لكافة املواطنين‪ ،‬وتعتبر سيادته هي األقوى‪،‬‬
‫حيث يقوم الحكم الرشيد على قوة التقاض ي أو التحاكم‪ ،‬وما يتطلب ذلك من نظام قضائي نزيه‪ ،‬وكفؤ‪،‬‬
‫وشفاف‪ ،‬ومستقل‪ ،‬وسرعة البت في النزاعات‪ ،‬بهدف تحقيق العدالة‪ ،‬وخاصة عند وجود انحرافات وممارسات‬
‫غير مقبولة في املجتمع‪ .‬لذا فإن تراخي وهشاشة نظام قانون العقوبات يشجع على الفساد‪ ،‬فالبد من الصرامة‬
‫في تنفيذ القانون ألن القاعدة تقض ي بأن تكلفة املخالفة تساوي احتمال اإلمساك باملرتكب ومعاقبته مضروبا في‬
‫مستوى العقوبة (طالل ‪ ،2004 ،‬صفحة ‪.)48‬‬
‫‪ .5‬مشاركة املواطن في مكافحة الفساد‪ :‬املشاركة تعني أن كل الرجال والنساء يجب أن يكون لهم رأي في‬
‫صنع القرار‪ ،‬سواء بطريقة مباشرة أو من خالل مؤسسات وسيطة مشروعة‪ ،‬مما يحقق قدرا من الثقافة‬
‫املجتمعية ويساعد في إعطاء شرعية للقرارات املتخذة سواء على مستوى السلطة أو على مستوى اتخاذ القرار‬
‫داخل املؤسسة‪ .‬فاملشاركة تعتبر من أبرز آليات نجاح الحكامة ويرتبط مفهومها باملجتمع املدني والقطاع الخاص‬
‫ووسائل اإلعالم بشكل يعطي لكل واحدة منها صوتا وقدرة على الفعل‪ ،‬كما يمكن إشراك املواطنين على املستوى‬
‫املحلي لتحسين نظام اإلدارة العامة وضبط الفساد لكن شريطة أن يكون هناك وعي للمواطنين (بوعزة ‪،2018 ،‬‬
‫صفحة ‪.)100‬‬
‫ويرى العديد مـن الباحثين والدارسين بأنــه للحكامـة اإللكترونية العديد من املزايا واملقومات ما يمنحها فعالية‬
‫في مكافحة الفساد من خالل استهدافها جمهور املواطنين بخدماتها ممـا يضفي طابع املرونة على اإلجراءات اإلدارية‬
‫والتنظيمية وفتح مجـال املشاركة والتحاور إلعداد السياسات وتحديــد األولويات واالستراتيجيات الحكومية وبذلك يتــم‬
‫القضاء علـى التعتيم الذي يسود األعمال الحكومية وإضفـاء الشفافية عليها‪ ،‬وهـذا بدوره يؤدي إلـى تفعيل املساءلة‬
‫والرقابـة وهي أسس جوهرية في مكافحة الفساد‪.‬‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫نجد أن الحكامة اإللكترونية قد أصبحت انشغاال رئيسا في الخطابات العلمية والسياسية واالجتماعية‬
‫واالقتصادية في ظل انتشار الفساد بكافة أشكاله‪ ،‬مع وجوب تطبيق فصل الخاص عن العام وحماية الشأن العام من‬
‫تعسف واستغالل السياسيين‪ .‬فالحكامة اإللكترونية هي األداة الفاعلة ملحاربة الفساد عن طريق القضاء على كل املعوقات‬
‫إلى جانب إيجاد إطار وقوانين تحكم تصميم وإطالق الخدمات االلكترونية‪ ،‬وإلتزام اإلدارات والوزارات باملخطط التوجيهي‬
‫العام الصادر عن السلطة املنوطة بإدارة الحكومة االلكترونية‪ ،‬ضبط املعايير واملقاييس التي يجب أن تعتمدها الدوائر‬
‫الحكومية في حال قررت بناء أنظمة إلكترو‪-‬حكومية‪ ،‬مع إلزامية جودة الخدمة وكيفية قياس مدى استخداميتها من قبل‬
‫الجمهور املستهدف‪ ،‬ناهيك عن االدوار التنظيمية واملسؤوليات في إطار إطالق مشاريع الحكومة االلكترونية‪ .‬لكن السير‬
‫في مسار الحكامة اإللكترونية والحق يقال‪ ،‬ليس مسارا سهال وال ميسورا‪ ،‬وإنما هو قرار جذري يستلزم القدرة على إحداث‬
‫ُ‬
‫ثورة جذرية‪ ،‬ومخالفة للمألوف واملتعارف عليه كليا‪.‬‬

‫‪25‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫قائمة املراجع‪:‬‬
‫أ‪ .‬باللغة العربية‪:‬‬
‫• الكتب‪:‬‬
‫‪ .1‬حمدي عبد العظيم‪ ،‬عوملة الفساد وفساد العوملة‪ :‬منهج نظري وعملي‪ ،‬ط‪( 1 .‬اإلسكندرية‪ :‬الدار الجامعية‪)2008 ،‬‬
‫‪ .2‬سلوى شعراوي وأخرون‪ ،‬إدارة شؤون الدولة واملجتمع (القاهرة‪ :‬مركز دراسات واستثمارات اإلدارة العامة جامعة‪،‬‬
‫‪)2001‬‬
‫‪ .3‬كريم لحرش‪ ،‬مغرب الحكامة ‪ :‬التطورات ‪ ،‬املقاربات والرهانات‪ ،‬ط‪( 2 .‬الرباط‪ :‬مطبعة توب برس‪)2011 ،‬‬
‫املقاالت‪:‬‬ ‫•‬
‫بوعزة سعيدة‪" ،‬الحكم الراشد كآلية ملكافحة الفساد اإلداري في اإلدارة املحلية الجزائرية"‪ ،‬مجلة معالم للدراسات‬ ‫‪.4‬‬
‫القانونية والسياسية‪ ،‬ع‪ ،05 .‬ديسمبر ‪ ،2018‬ص‪100 .‬‬
‫جربو سارة‪ ،‬بوفليح نبيل‪" ،‬دور الحكم الراشد في الحد من ظاهرة الفساد املالي واإلداري"‪ ،‬مجلة االقتصاد واملالية‪،‬‬ ‫‪.5‬‬
‫املجلد ‪ ،4‬ع‪،2018 ،2 .‬‬
‫طالل بن مسلط الشريف‪" ،‬ظاهرة الفساد اإلداري وأثرها على الجهاز اإلدارية"‪ ،‬مجلة جامعة امللك عبد العزيز‪،‬‬ ‫‪.6‬‬
‫املجلد ‪ ،18‬ع‪ ،2004 ،02 .‬ص‪44 .‬‬
‫عبد العالي عبد القادر‪" ،‬الفساد السياس ي والحكامة‪ :‬القيمة النظرية والخلفية اإليديولوجية"‪ ،‬املجلة الجزائرية لألمن‬ ‫‪.7‬‬
‫والتنمية‪ ،‬ع‪ ،8 .‬جانفي ‪2016‬‬
‫سالمة إبراهيم علي‪" ،‬دور التدقيق االستراتيجي في الكشف عن حاالت الفساد املالي في العراق‪ ،‬مجلة العلوم‬ ‫‪.8‬‬
‫االقتصادية واإلدارية‪ ،‬املجلد ‪ ،23‬ع‪،2017 ،97 .‬‬
‫محمد بوكطب‪" ،‬الحكامة‪ :‬املبادئ و األسس"‪ ،‬مجلة املنارة للدراسات القانونية واإلدارية‪ ،‬ع‪2016 ،15 .‬‬ ‫‪.9‬‬
‫• امللتقيات‪:‬‬
‫‪ .10‬زايري بلقاسم‪" ،‬الحكم االقتصادي الرشيد والكفاءة االقتصادية"‪ ،‬مداخلة ألقيت في مؤتمر علمي دولي موسوم بـ ‪:‬‬
‫األداء املتميز للمنظمات والحكومات‪ ،‬جامعة ورقلة‪ 09/08 ،‬مارس ‪،2005‬‬
‫‪ .11‬عزيزة بن سمينة‪ ،‬دالل بن سمينة‪" ،‬تفش ي ظاهرة الفساد اإلداري بين التنظير والواقع العملي"‪ ،‬مداخلة ألقيت في‬
‫ملتقى وطني موسوم بـ‪ :‬حوكمة الشركات كآلية للحد من الفساد املالي واإلداري‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪،2012 ،‬‬
‫• املذكرات الجامعية‪:‬‬
‫‪ .12‬إمنصوران سهيلة‪" ،‬الفساد املالي وإشكالية الحكم الراشد وعالقتها بالنمو االقتصادي‪ :‬دراسة اقتصادية تحليلية‬
‫(حالة الجزائر)‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬تخصص تحليل اقتصادي‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة الجزائر‪،‬‬
‫‪2006/2005‬‬
‫• املو اقع إلكترونية‪:‬‬
‫‪ .13‬إنصاف حسن السركالي‪" ،‬تكريس مفهوم الحكامة الجيدة كرافعة لتحديث وتنمية اإلدارة العمومية‪ :‬التجربة املغربية‬
‫نموذجا"‪ ،‬شجون عربية‪ ،‬في‪https://hazbane.asso-web.com/uploaded/o-u-o-u :‬‬
‫‪ .14‬الحكامة والتنمية"‪ ،‬مجلة املختبر القانوني‪ ،‬في‪ http://www.labodroit.com/191 :‬م‬
‫‪ .15‬الحكامة‪ ،‬في‪https://bilarabiya.net/2175.html :‬‬
‫‪" .16‬الشراكات والحوكمة والتنمية املستدامة"‪ ،‬في‪http://www.birzeit.edu/sites/default/files/nzm_lzrw.pdf :‬‬

‫‪26‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
)‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول‬ 2022

https://www.nazaha.gov.kw/AR/Pages/effects-of-corruption.aspx :‫ في‬،‫ الهيئة العامة ملكافحة الفساد‬.17


:‫ في‬،"‫ثورة تخالف املألوف‬.. ‫ "فوائد الحوكمة اإللكترونية‬،‫ محمد علواني‬.18
https://www.rowadalaamal.com/%D9%81%D9%88%‫ على السا‬2022/03/05 :‫تم تصفح املوقع يوم‬
:‫ في‬،‫ املعهد املصري للدراسات‬،"‫ األبعاد واملعايير واملتطلبات‬،‫ "الحكم الرشيد‬،‫ نبيل البابلي‬.19
https://eipss-eg.org/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%83%D9%85
:‫ في‬،15 .‫ ص‬،"-‫ آثاره واستراتيجيات مكافحته –أشارة لحالة الجزائر‬،‫ أسبابه‬:‫ "الفساد‬،‫ ناجي بن حسين‬.20
http://www.univ-constantine2.dz/laboratoires/labgmes/index_htm_files/Revue_num4_article1_ar.pdf
21. https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AD%D9%8
22. https://www.unescwa.org/sites/www.unescwa.org/files/uploads/m3s1.pdf
:‫ باللغة األجنبية‬.‫ب‬
• Livres :
23. Daniel Dommel, Face a la corruption (Alger : edition Ibn Khaldoun, 2004
• Les articles :
24. Albert Honlonkon, « corruption, inflation, croissance et développement humain durable, y a-t-il un lien
? », mondes en développement, vol 31, n°123,03/200
25. Désiré Avom, Gislain Stéphane, Gandjon Fankem, « Qualité du cadre juridique, corruption et commerce
international : le cas de la CEMAC », Revue d’économie politique, v. 124, n.1,2014
26. Kaufmann, Daniel, and Aart Kraay. "Governance Indicators: Where Are We, Where Should We Be
Going?" The World Bank Research Observer 23, n. 1, 2008.

27 ‫ ألمانيا– برلين‬/ ‫ السياسية واالقتصادية‬،‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‬


‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
)‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول‬ 2022

‫أهداف اإلدارة االلكترونية في منظمات األعمال بناء على مداخل التحليل االستراتيجي‬
Objectives of electronic management in business organizations based on strategic
analysis approaches
‫ بن سعودي زينب‬.‫د‬
BENSAOUDI Zineb
‫ الجزائر‬/‫ بشار‬،‫ جامعة طاهري محمد‬،‫دكتوراه‬
TAHRI Mohammed university, Bechar/ Algeria
bensaoudibensaoudi@gmail.com
:‫امللخص‬
‫ هذه املعلومات البد لها‬،‫أصبح االهتمام باملعلومات شيئا مهما في حياة منظمات األعمال التي تبحث عن النجاح في بيئة دائمة التغير‬
.‫ طرق ووسائل الحصول عليها وإدارتها لالستفادة منها‬،‫من تحديد مصادرها‬
.‫هذه البيئة املعقدة فرضت على منظمات األعمال وضع العديد من األهداف وبالتالي فإن أي وسيلة تتبناها إال وتخدم هذه األهداف‬
‫لذا جاءت هذه الدراسة إللقاء الضوء على بعض مداخل التحليل االستراتيجي كوسائل لتحليل بيئة منظمات األعمال مبرهنة على أن تعدد‬
‫مكونات البيئة يعني تعدد أهداف منظمات األعمال وبالتالي األهداف من تبني اإلدارة االلكترونية مما يوسع من مجال االستفادة منها بدال من‬
‫ لتحقيق الغرض من الدراسة قامت الباحثة بجمع البيانات من مصادر مختلفة كالكتب واألبحاث العلمية‬.‫اقتصارها على خدمات محدودة‬
:‫ وتمثلت أهم النتائج في اآلتي‬،‫ ثم تحليلها‬،‫واالنترنت‬
‫ في حين تعتبر اإلدارة‬،‫• تعتبر مداخل التحليل االستراتيجي وسائل مهمة بالنسبة ملنظمات األعمال في استقطاب املعلومات التي تحتاجها‬
‫االلكترونية وسائل إلدارة هذه املعلومات مما يثبت التكامل بين الوسيلتين؛‬
.‫• تعدد مكونات بيئة منظمات األعمال يؤدي حتما إلى تعدد أهدافها وبالتالي تعدد األهداف التي أوجدت اإلدارة االلكترونية من أجلها‬
.‫ منظمات أعمال‬،‫ معلومات‬،‫ مداخل التحليل االستراتيجي‬،‫ بيئة‬،‫ إدارة الكترونية‬،‫ أهداف‬:‫الكلمات املفتاحية‬
Abstract
The interest in information has become an important element in the life of business organizations seeking to succeed
in a constantly changing environment; that's why it must identify the sources of information, the means of obtaining and
managing it to be useful.
This complex environment has required business organizations to set many objectives, and so any method adopted
must serve them. Therefore, this study has come to show some of the approaches of strategic analysis as a way to analyze the
environment of business organizations, proving that the multiplicity of components of the environment means the
multiplicity of objectives of business organizations and therefore the objectives adoption of electronic management, which
widens the scope of their use instead of limiting it to few services. For this purpose, the researcher collected data from various
sources such as books, scientific researches and the Internet and then analyzed them. The most important results were:
• Strategic analysis approaches are important means for business organizations to attract the information they need,
while electronic management is a means of managing this information, which proves the integration between the two means;
• The multiplicity of components of the environment of business organizations inevitably leads to the multiplicity of its
objectives and consequently the multiplicity of objectives for which electronic management was created.
Keywords: business organization, electronic management, environment, information, objectives, strategic analysis
approaches,.

28 ‫ ألمانيا– برلين‬/ ‫ السياسية واالقتصادية‬،‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‬


‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫مقدمة‬
‫في عصر تميز بالتطور الهائل في العديد من املجاالت واشتداد املنافسة على جميع األصعدة وعاملية األسواق‪،‬‬
‫أصبحت املعلومات أكثر طلبا مما كانت عليه في السابق‪ ،‬إال أن الحصول عليها ليس ما تبحث عنه منظمات األعمال فقط‬
‫ُ‬
‫بل في الكيفية التي تستغل بها بما يكفل تحقيق أهدافها‪.‬‬
‫هذه الظروف أسفرت عن ظهور العديد من املفاهيم الجديدة‪ ،‬من بينها التحليل االستراتيجي الذي يعتبر أحد‬
‫الوسائل التي تستعملها منظمات األعمال الستقطاب املعلومات‪ ،‬كما نجد مفهوم اإلدارة االلكترونية والتي تعتبر وسيلة‬
‫مهمة في إدارة هذه املعلومات‪ ،‬وبما أن املنظمات تعمل في شكل أنظمة‪ ،‬فإن أي عملية تقوم بها إال وتسخرها في خدمة‬
‫أهدافها‪.‬‬
‫على هذا األساس تتشكل لدينا اإلشكالية اآلتية‪ :‬ما هي األهداف املرجوة من اإلدارة االلكترونية في منظمات‬
‫األعمال بناء على مداخل التحليل االستراتيجي؟‬
‫وعلى إثر هذه اإلشكالية يمكن طرح األسئلة الفرعية اآلتية‪:‬‬
‫• ما املقصود بكل من اإلدارة االلكترونية والتحليل االستراتيجي؟‬
‫• ما هي األهداف التي تسعى منظمات األعمال لتحقيقها من خالل تبني اإلدارة االلكترونية؟‬
‫• كيف يمكن أن يساهم التحليل االستراتيجي لبيئة منظمات األعمال في تحديد أهداف اإلدارة االلكترونية؟‬
‫هدفت هذه الدراسة إلى توسيع دائرة أهداف اإلدارة االلكترونية للمعلومات الخاصة بمنظمات األعمال بناء على‬
‫املداخل املختلفة للتحليل االستراتيجي‪ ،‬وهذا في ظل املحور األول الخاص باإلطار املفاهيمي لإلدارة االلكترونية ونماذج‬
‫البيروقراطية‪.‬‬
‫تستمد الدراسة أهميتها من املعطيات اآلتية‪:‬‬
‫• كونها توسع أهداف اإلدارة االلكترونية على املستوى النظري بدال من حصر أهدافها في دائرة ضيقة وهو ما تثبته‬
‫املمارسات العملية؛‬
‫• نظرا ألهمية كل من اإلدارة االلكترونية وأدوات التحليل االستراتيجي بالنسبة ملنظمات األعمال في عصرنا الحالي‪.‬‬
‫وفقا لطبيعة الدراسة واألهداف التي تسعى لتحقيقها تم االعتماد على املنهج الوصفي لإلحاطة بمختلف املفاهيم‬
‫املتعلقة باإلدارة االلكترونية والتحليل االستراتيجي واملنهج التحليلي فيم يتعلق باملداخل املختلفة للتحليل االستراتيجي‬
‫كوسائل لتحليل بيئة منظمات األعمال ودورها في تحديد األهداف املرجوة من اإلدارة االلكترونية ‪.‬‬
‫وقد تمت معالجة املوضوع من خالل املحاور اآلتية‪:‬‬
‫• اإلطار النظري للتعرف على مفهوم كل من اإلدارة االلكترونية والتحليل االستراتيجي؛‬
‫• مداخل التحليل االستراتيجي كوسائل لتحليل بيئة منظمات األعمال ودورها في تحديد أهداف اإلدارة االلكترونية‪.‬‬
‫اإلطارالنظري‬
‫مفاهيم حول اإلدارة االلكترونية‪ :‬فيم يلي سنتعرف على بعض املفاهيم املتعلقة باإلدارة االلكترونية والتي تخدم‬
‫هدف الدراسة‪.‬‬
‫تعريف اإلدارة االلكترونية‪ :‬من خالل الدراسات التي تم االطالع عليها‪ ،‬نجد العديد من التعريفات التي أعطيت‬
‫لإلدارة االلكترونية وذلك حسب سياق الدراسة‪ ،‬لذا نحاول االقتصار على تعريف واحد وهو التعريف الذي جاءت به‬
‫دراسة (حركات‪ ،2018/2017 ،‬صفحة ‪ )4‬وهو أن اإلدارة االلكترونية هي مدخل جديد يهدف إلى تحويل اإلدارة التقليدية‬
‫اليدوية إلى عمل الكتروني بحيث يقوم على استخدام الحاسوب وتطبيقاته وشبكات االنترنت‪ ،‬لتسهيل ربط املوظفين مع‬

‫‪29‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫بعضهم البعض وربطهم مع الزبائن‪ ،‬اعتمادا على تطوير البنية املعلوماتية داخل املؤسسة بغية استخدام أمثل للوقت‬
‫واملال والجهد‪ ،‬وتحقيقا للمطالب املنشودة وبالجودة املطلوبة‪.‬‬
‫من خالل هذا التعريف يمكننا استنتاج عناصر اإلدارة االلكترونية كما يأتي‪ :‬الحاسوب وتطبيقاته‪ ،‬شبكات‬
‫االنترنت‪.‬‬
‫أهداف اإلدارة االلكترونية‪ :‬مبدئيا نقبل باألهداف التي جاءت في بعض الدراسات‪ ،‬فعلى سبيل املثال نجد في‬
‫ديباجة املؤتمر مجموعة من األهداف التي يمكننا أن نستنتجها من العبارة اآلتية‪ ..." :‬من أجل االستفادة من تقنيات‬
‫املعلومات وتسخيرها لخدمة املستفيد أو العميل وتطوير األداء وزيادة اإلنتاجية بسرعة ودقة عالية وبتكاليف ومجهود‬
‫أقل‪".‬‬
‫أما دراسة (رضوان‪ )2008 ،‬فقد ذكرت األهداف اآلتية‪:‬‬
‫إدارة ومتابعة اإلدارات املختلفة للمؤسسة وكأنها وحدة مركزية؛‬ ‫•‬
‫تركيز نقطة اتخاذ القرار في نقاط العمل الخاصة بها مع إعطاء دعم أكبر في مراقبتها؛‬ ‫•‬
‫تجميع البيانات من مصادرها األصلية بصورة موحدة؛‬ ‫•‬
‫تقليص معوقات اتخاذ القرار عن طريق توفير البيانات وربطها؛‬ ‫•‬
‫تقليل أوجه الصرف في متابعة عمليات اإلدارة املختلفة؛‬ ‫•‬
‫توظيف تكنولوجيا املعلومات من أجل دعم وبناء ثقافة مؤسسية إيجابية لدى كافة العاملين؛‬ ‫•‬
‫توفير البيانات واملعلومات للمستفيدين بصورة فورية؛‬ ‫•‬
‫التعلم املستمر وبناء املعرفة؛‬ ‫•‬
‫زيادة الترابط بين العاملين واإلدارة العليا ومتابعة وإدارة كافة املوارد‪.‬‬ ‫•‬
‫تعريف التحليل االستراتيجي‪ :‬تعرفه دراسة (مخناش‪ ،2021 ،‬صفحة ‪": )794‬هو األسلوب اإلداري الذي يمكن من‬
‫خالله تحديد مدى التغير في البيئة الخارجية‪ ،‬إذ أنه يكشف عن الفرص املستقبلية املتاحة أمام املنظمة والتي يجب عليها‬
‫استغاللها وتطويرها‪ ،‬وعن التهديدات املتوقعة التي ستواجهها في بيئة عملها باعتبارها تتأثر بها وتؤثر فيها‪ ،‬كما أنه يساعد‬
‫في فحص بيئتها الداخلية بتحديد نقاط القوة املتوفرة لديها ونقاط الضعف والقصور في عملها حتى يتسنى لها معالجة‬
‫الخلل الحاصل قبل استغالل هذا الضعف من طرف املنافسين الذي يحول دون بقائها في ميدان املنافسة‪.‬‬
‫من خالل املفاهيم السابقة لكل من اإلدارة االلكترونية والتحليل االستراتيجي‪ ،‬كيف يمكن ملنظمات األعمال خلق‬
‫التكامل بينهما لتحقيق األهداف التي تسعى هذه األخيرة لتحقيقها؟‬
‫الدراسات السابقة‬
‫دراسة (عيدوني و بن محجوبة‪ )2017 ،‬بعنوان " اإلدارة االلكترونية في العالم العربي وسبل تطبيقها‬ ‫•‬
‫(واقع وآفاق)"‪ ،‬هدفت الدراسة إلى الوقوف على موضوع اإلدارة االلكترونية وأهميتها في تحسين وتفعيل فتحديث‬
‫املؤسسات العصرية في ظل االنفتاح والدخول إلى االقتصاد العاملي الجديد املبني على املعرفة والتعامالت االلكترونية من‬
‫جهة‪ ،‬والوقوف على مختلف متطلبات تطبيقها وكدا مختلف العراقيل واملعوقات التي تقف حائال لتطبيقها‪ ،‬وقد توصلت‬
‫الدراسة إلى ضرورة النهوض واالهتمام بتطبيق وتحديث اإلدارة الحديثة‪ ،‬كما تم اقتراح جملة من التوصيات واالقتراحات‬
‫للنهوض وتسهيل تطبيقها‪.‬‬
‫دراسة (بوهنتالة‪ )2018 ،‬بعنوان "التحليل االستراتيجي كمدخل لخلق القيمة في ظل اعتماد الوفورات‬ ‫•‬
‫االقتصادية كأداة لدعم امليزة التنافسية" هدفت الدراسة إلى البحث في فعاليات التحليل االستراتيجي لبيئة املؤسسة كأولى‬

‫‪30‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫املداخل املعتمدة للوقوف عند مجمل الخيارات االستراتيجية التي تتيح للمؤسسة تحديد املوقع االستراتيجي األنسب لها‪،‬‬
‫ومن تم تحاول االستثمار في بناء امليزة التنافسية التي تتوافق معه‪ ،‬وفي ظل حاجة املؤسسة إلى مصادر خلق القيمة لبناء‬
‫ودعم ميزتها التنافسية في السوق فقد تلجأ إلى استغالل مدخل الوفورات االقتصادية لتحقيق مزيد من العوائد‪.‬‬
‫النتائج‬
‫تعمل منظمات األعمال في بيئات دائمة التغير‪ ،‬لذا عليها التفاعل معها‪ ،‬ففي السابق كانت املنظمات تعمل في‬
‫معزل عن كل ما يطرأ في الخارج‪ ،‬لكن ومع التطور الذي شهدته األسواق وظروف العوملة اختزل التباعد الجغرافي بين‬
‫املنظمات أين أصبح لزاما عليها األخذ بعين االعتبار كلما يجول في عاملها كمفتاح من مفاتيح تحقيق األهداف التي رسمتها‬
‫لنفسها‪ ،‬أي أنه ال يمكنها العمل بمعزل عن بيئتها‪ ،‬لذا تعددت املداخل التي وضعها الباحثون لتحليلها‪ ،‬حيث نجد التقليدية‬
‫منها مثل‪ :‬نموذج ‪ ،Learned‬نموذج ‪ Porter‬و نموذج ‪ Simon‬أين تكون منظمات األعمال كمراقب فقط لبيئتها وملا يحدث‬
‫فيها كعناصر منفصلة عن بعضها‪ ،‬لكن الواقع أثبت أن هذه العناصر ال تعمل بشكل منفصل بل في شكل شبكات مما‬
‫فرض عليها استعمال الوسائل الذكية للتحليل وهو ما أسمته )‪ (GHALAMALLAH, 2009, p. 36‬في دراستها بـ "التحليل‬
‫االستراتيجي بالذكاء االقتصادي"‪.‬‬
‫أوال‪ :‬نموذج ‪Learned‬‬
‫أو مصفوفة ‪ ، SWOT‬أو نموذج التحليل اإلستراتيجي‪ ،‬جاء به ألول مرة (‪(GHALAMALLAH, Learned )1965‬‬
‫)‪ ،2009, p. 32‬وهي اختصار للكلمات االنجليزية ‪ Strengths‬بمعنى القوى‪ Weaknesses ،‬بمعنى الضعف‪Opportunities ،‬‬
‫بمعنى الفرص أما ‪ Threats‬فمعناها التهديدات‪.‬‬
‫فالتحليل الخارجي للبيئة قد يسفر إما عن الفرص التي قد تمنحها البيئة للمنظمة وبالتالي عليها استغاللها أحسن‬
‫استغالل وال تفوتها‪ ،‬أو عن وجود تهديدات والتي يجب على املنظمة إيجاد السبل لتفاديها أو تقليل قوتها‪ .‬في حين ينتج عن‬
‫التحليل الداخلي للم نظمة إما عن وجود نقاط قوة تعمل هذه األخيرة على استغاللها‪ ،‬كما قد يظهر نقاط ضعف داخلها‪،‬‬
‫والبد لها في هذه الحالة العمل على تفاديها كما يمكن لها القضاء عليها وهذا وفقا ملا تراه املنظمة مناسبا‪ ،‬ومن خالل مقارنتها‬
‫للفرص والتهديدات مع نقاط القوة والضعف‪ ،‬تصبح أمام أربعة خيارات‪ ،‬أو كما يعبر عها بعض الباحثين بالخاليا وهي‪،‬‬
‫كما يبينها بني حمدان وإدريس (‪ )2007‬نقال عن (الصرايرة‪ ،‬صفحة ‪ )35‬كما يلي‪:‬‬
‫الخلية األولى (‪ :)S/O‬وهذه املجموعة تبين نقاط قوة املنظمة وفرصها‪ ،‬فمن حيث األساس والجوهر‬ ‫•‬
‫يجب أن تسعى املنظمة إلى تعظيم نقاط قوتها‪ ،‬واالستفادة من الفرص الجديدة‪ ،‬مما يجعل املنظمة تتبع إستراتيجية‬
‫ذات توجه نحو النمو أو إستراتيجيات هجومية للحصول على أفضل موقع في السوق (إستراتيجية نمو)؛‬
‫الخلية الثانية (‪ :)S/T‬هذه املجموعة تبين نقاط قوة املنظمة مع أخذ التهديدات بنظر االعتبار‪ ،‬أي‬ ‫•‬
‫التهديدات من املنافسين على سبيل املثال‪ ،‬ومن حيث األساس يجب أن تستخدم نقاط قوتها من أجل تقليل التهديدات‬
‫(إستراتيجية عالجية)؛‬
‫الخلية الثالثة (‪ :)W/O‬هذه املجموعة تبين نقاط ضعف املنظمة بشكل ترادفي مع الفرص‪ ،‬بمعنى‬ ‫•‬
‫محاولة املنظمة السيطرة على نقاط ضعفا من خالل استغالل أقص ى الفرص التي تتاح أمامها (إستراتيجية دفاعية)؛‬
‫الخلية الرابعة (‪ :)W/T‬وتعد أكثر األوضاع سوءا‪ ،‬وتبين نقاط ضعف املنظمة باملقارنة مع التهديدات‬ ‫•‬
‫الخارجية الحالية‪ ،‬وهنا يجب أن تكون اإلستراتيجية بشكل دفاعي‪ ،‬لتقليل نقاط الضعف الداخلية للمنظمة وتفادي‬
‫التهديدات الخارجية (إستراتيجية انكماشية)‪.‬‬

‫‪31‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫ثانيا‪ :‬نموذج ـ ‪Porter‬‬


‫في إطار امليزة التنافسية ملنظمات األعمال‪ ،‬قدم ‪ Porter‬نموذجين لتحليل البيئة أولهما على املستوى الداخلي وهو‬
‫ما يعرف "بتحليل سلسلة القيمة" والثاني على مستوى البيئة الخارجية والتي يسميها ببيئة الصناعة وهو ما يعرف بنموذج‬
‫"تحليل القوى التنافسية"‪.‬‬
‫نموذج سلسلة القيمة‪ :‬يتضمن هذا النموذج تقسيم املنظمة إلى مجموعة من األنشطة‪ ،‬بهدف‬ ‫•‬
‫تحليلها من أجل التعرف على تأثير هذه األنشطة في امليزة التنافسية ملنظمات األعمال‪ ،‬حيث قسم األنشطة إلى قسمين‬
‫هما أنشطة رئيسية وأخرى داعمة‪:‬‬
‫➢ األنشطة الرئيسية‪ :‬هي التي تخلق القيمة (قاسمي‪ ،2012 ،‬صفحة ‪ )152‬في املنظمة وتتمثل في‪:‬‬
‫✓ اإلنتاج والعمليات‪ :‬يعرفهما (العامري و الغالبي‪ ،2008 ،‬صفحة ‪ )586‬كما يلي‪ :‬اإلنتاج هو عملية خلق‬
‫السلع والخدمات من خالل تحويل املدخالت إلى مخرجات‪ ،‬أما العمليات فهي مزيج األنشطة التي تقوم باإلجراءات الفنية‬
‫الالزمة لتحويل املدخالت إلى مخرجات؛‬
‫✓ التسويق والبيع‪ :‬يتضمن كل العمليات التي تختص بنقل حيازة املنتجات من املؤسسة إلى العمالء؛ من‬
‫إعالن وترويج‪ ،‬بيع شخص ي‪ ،‬تسعير واختيار قنوات التوزيع؛ (بن سديرة‪ ،2013-2012 ،‬صفحة ‪)98‬‬
‫✓ املناولة والتخزين الداخلي للمواد‪ :‬أو كما تسميه بعض الدراسات باملدخالت‪ ،‬وتعرفه دراسة (بن‬
‫سديرة‪ ،2013-2012 ،‬صفحة ‪ )98‬بأنه يتضمن كل العمليات ذات العالقة بنقل‪ ،‬استالم‪ ،‬تحريك‪ ،‬تخزين ومناولة املواد‬
‫األولية الالزمة للعمليات اإلنتاجية‪ ،‬أي ضمان حركة املواد وضمان تدفقها لتلبية احتياجات اإلنتاج؛‬
‫✓ املناولة والتخزين الخارجي للمنتجات التامة‪ :‬ويسمى كذلك بالتوزيع ويتعلق بالعمليات الخاصة بإيصال‬
‫املنتجات النهائية للزبائن ويدرجه (العامري و الغالبي‪ )2008 ،‬في كتابهما كجزء من نشاط التسويق؛‬
‫✓ الخدمات‪ :‬وتتمثل في خدمات ما بعد البيع مثل عمليات الصيانة وتوصيل السلعة إلى الزبون (يوسف‬
‫ز‪ )2009 ،.‬؛‬
‫➢ األنشطة الداعمة‪ :‬يتم من خاللها توفير مستلزمات األنشطة األساسية وتساهم في كفاءتها (قاسمي‪،‬‬
‫‪ ،2012‬صفحة ‪ )152‬وتتمثل في‪:‬‬
‫✓ البنية التحتية للمنظمة‪ :‬أو كما ورد في دراسة (يوسف ز‪ )2009 ،.‬تحت اسم "البنية التنظيمية"‪ ،‬والتي‬
‫تتكون حسب نفس الدراسة من كافة املستويات التنظيمية املسؤولة عن تنفيذ األنشطة املختلفة في املنظمة واملتمثلة في‬
‫اإلدارة العامة‪ ،‬التخطيط االستراتيجي‪ ،‬الحسابات‪ ،‬الشؤون القانوني ــة والعالقات العامة واألمن الصناعي حيث يتطلب أن‬
‫تكون جميع محتويات البنيـة التنظيمية متماشيــة مع مالمح الفكر األساس ي للمنظمة القابل للتغيـر وبمـا يتالءم مـع‬
‫املـستجدات والتغيرات؛‬
‫✓ إدارة املوارد البشرية‪ :‬وتشمل أنشطة االختيار‪ ،‬التعيين‪ ،‬التدريب‪ ،‬الترقية‪ ،‬تحديد املسار الوظيفي‪،‬‬
‫التحفيز والتنبؤ باالحتياجات من اليد العاملة ملختلف أنشطة املؤسسة (بن سديرة‪ ،2013-2012 ،‬صفحة ‪)99‬؛‬
‫✓ تطوير التكنولوجيا‪ :‬حيث تختص املجاالت األساسية لتطوير التكنولوجيا ليس فقط على قسم البحث‬
‫والتطوير‪ ،‬وإنما بكل ما يتعلق بتكنولوجيا املنتج‪ ،‬تكنولوجيا العملية‪ ،‬تكنولوجيا املعلومات والتي تكتس ي أهمية بالغة في‬
‫كل نشاطات املؤسسة من إمداد‪ ،‬تسويق وإنتاج وغيرها‪( ]...[ ،‬بن سديرة‪ ،2013-2012 ،‬صفحة ‪ )99‬؛‬
‫✓ اإلمدادات والشراء‪ :‬أو إدارة الشراء كما تصفه دراسة (يوسف ز‪ )2009 ،.‬وحسب نفس الدراسة فإن‬
‫هذا النشاط يختص بتوفير املواد الخام أو األجهزة واملعدات للقيام بعملية اإلنتاج‪.‬‬

‫‪32‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫نموذج القوى الخمس‪ :‬وهو النموذج الذي اقترحه ‪ Porter‬لتحليل البيئة الخارجية‪ ،‬حيث حصرها في‬ ‫•‬
‫خمس مكونات يعبر عنها بالقوى أو التهديدات نظرا لتأثيرها على منظمات األعمال‪ ،‬وتشمل جميع القوى الخارجية ذات‬
‫التأثير املباشر على املنظمة‪ ،‬يتمثل الهدف األساس ي من تحليل بيئة الصناعة في تحديد "جاذبية الصناعة" وكذلك في‬
‫التعرف على "العوامل الحاكمة للنجاح" في الصناعة (إدريس و املرس ي‪ ،2003/2002 ،‬صفحة ‪ .)158‬وتتمثل عناصر بيئة‬
‫الصناعة فيما يأتي‪:‬‬
‫➢ املنتجين الحاليين‪ :‬تتوقف حدة املنافسة بين املنتجين الحاليين على عدة اعتبارات أهمها‪ :‬عدد هؤالء‬
‫املنتجين‪ ،‬درجة تعلقهم بالصناعة‪ ،‬مدى التنوع في املنتجات املعروضة‪ ،‬مدى وجود تكاليف ثابتة مرتفعة‪ ،‬وجود عوائق‬
‫للخروج‪ .‬وبصفة عامة‪ ،‬كلما زاد عدد املنافسين املباشرين كلما ارتفعت درجة كثافة املنافسة‪ ،‬خاصة إذا ما كان هناك‬
‫اختالف بينهم في األهداف واإلستراتيجيات‪ .‬كذلك إذا كانت الصناعة على درجة عالية من األهمية للعديد من املنافسين‪،‬‬
‫فإن درجة تعلقهم بها تكون مرتفعة وبالتالي فإن حدة املنافسة بينهم سوف تكون مرتفعة‪ .‬وباملثل فإنه عندما تنخفض درجة‬
‫التنويع في املنتجات املتنافسة‪ ،‬فإن املنافسة السعرية تكون مرتفعة‪ ،‬وتميل الربحية إلى االنخفاض‪ .‬كما أن وجود تكاليف‬
‫ثابتة مرتفعة كما هو الحال في صناعة الطيران املدني‪ ،‬سوف يؤدي إلى املنافسة السعرية لتحسين استغالل الطاقة‪ .‬أخيرا‪،‬‬
‫فإن وجود عوائق للخروج‪ ،‬مثل تخصص األصول سوف يمنع املنافسين الضعفاء من ترك الصناعة مما يجعلهم يجبرون‬
‫على استخدام كافة أساليب املنافسة لالستمرار في نشاط األعمال‪( .‬إدريس و املرس ي‪ ،2003/2002 ،‬الصفحات ‪)167-166‬‬
‫➢ الداخلين الجدد‪ :‬من أجل منع دخول منافسين جدد‪ ،‬تقوم املنظمة بمحاولة منعهم مستغلة في ذلك‬
‫إمكانياتها الخاصة وكذا بفضل العوامل البيئية املساعدة التي يمكن أن تلعب دور الحاجز فتحاول ذلك بوضع مجموعة‬
‫من العوائق حيث تتضمن هذه العوائق ما يأتي‪:‬‬
‫‪ ‬اقتصاديات الحجم‪ :‬وما يترتب عنه من انخفاض في تكلفة إنتاج الوحدة وبالتالي إمكانية املنافسة‬
‫باألسعار؛‬
‫تنويع املنتجات‪ :‬حيث يساعد املؤسسة على املحافظة على مركزها التنافس ي وحصتها السوقية‬ ‫‪‬‬
‫والصمود بوجه املنافسة وفتح أسواق جديدة خاصة عند إضافة منتجات جديدة (جعيجع‪ ،2007 ،‬صفحة ‪ ... )40‬كما‬
‫أنها قد تمتلك درجة عالية من والء املستهلك (إدريس و املرس ي‪ ،2003/2002 ،‬صفحة ‪)167‬؛‬
‫‪ ‬حجم رأس املال‪ :‬بحيث أن ارتفاع حجم رأس املال في الصناعة قد يكون حاجزا بالنسبة للمنافسين‬
‫املحتملين؛‬
‫‪ ‬قنوات التوزيع‪ :‬وذلك باإلبداع واالبتعاد عن التقليد في عملية التوزيع مع تقديم نظام بيعي وإشهاري‬
‫جديد ومتميز خاصة على مستوى الزبائن وكدا السيطرة على قنوات وطرق التوزيع املختلفة‪( .‬مقدم و حساب‪،2008 ،‬‬
‫صفحة ‪)306‬‬
‫➢ الزبائن‪ :‬وهم مجموع األفراد أو املنظمات التي تحصل على منتجات أو خدمات املنظمة‪ ،‬ويزداد تأثيرهم‬
‫في حالة‪:‬‬
‫✓ وجود عدد كبير من الزبائن يعقدون صفقات كبيرة مع املنظمة؛ (جواد‪ ،2010 ،‬صفحة ‪)216‬‬
‫✓ نمطية املنتجات وعدم تباينها؛ (جواد‪ ،2010 ،‬صفحة ‪)216‬‬
‫✓ سهولة استغنائهم عن سلعة معينة بسلعة منافسة؛ (جواد‪ ،2010 ،‬صفحة ‪)216‬‬
‫✓ وجود عدد كبير من املنتجين مقارنة بالزبائن؛ (إدريس و املرس ي‪ ،2003/2002 ،‬صفحة ‪)168‬‬
‫✓ عند وجود إمكانية للتكامل الخلفي بحيث يستطيع الزبون تصنيع كل أو بعض ما يحتاجه؛ (إدريس و‬
‫املرس ي‪ ،2003/2002 ،‬صفحة ‪)168‬‬

‫‪33‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫✓ عندما يمتلك الزبون معلومات كاملة عن عمليات املنتج من حيث األسواق والتكلفة والطلب؛ (إدريس‬
‫و املرس ي‪ ،2003/2002 ،‬صفحة ‪)168‬‬
‫➢ املوردون (املجهزون)‪ :‬منظمات أو أفراد يقومون بتزويد املنظمة باملوارد التي تحتاجها كاملواد األولية‪،‬‬
‫املعلومات‪ ،‬األموال‪ ،‬األيدي العاملة‪ ... ،‬ويكون للمودين أثرا كبيرا على املنظمة كلما‪( :‬عماري و بن واضح)‬
‫✓ إذا كانت شركات التوريد قليلة؛‬
‫✓ إذا كان املشتري ال يملك الكثير من البدائل؛‬
‫✓ أن يكون منتج املورد وحيدا؛‬
‫✓ أن يضع املوردون تهديدا جادا أنه بإمكانهم أن يصبحوا منافسين عن طريق استخدام املوارد‪ ،‬أو‬
‫املنتجـات التي تبـاع للمشتري إلنتاج نفس املنتجـات التي يقدمهـا املشتري‪.‬‬
‫➢ املنتجات البديلة‪ :‬وتتمثل في وجود مؤسسات أخرى تقدم بدائل تحل محل املنتجات أو الخدمات التي‬
‫تقدمها املؤسسة‪ ،‬أو تقدم بديال إلشباع هذا الطلب (قاسمي‪ ،2012 ،‬صفحة ‪ .)145‬فالسلع البديلة هي السلع التي تبدو‬
‫مختلفة ظاهريا لكتها تستطيع أن تشبع نفس الحاجة (بلقيدوم‪ ،2013-2012 ،‬صفحة ‪ )87‬؛‬
‫➢ كما يضيف بعض الباحثين قوة أصحاب املصالح‪ :‬يقترح )‪ Freeman. Re (1984‬إضافة هذه القوة‬
‫السادسة إلى قوى بورتر لتتضمن مجموعة من أصحاب املصالح في بيئة العمل مثل‪ :‬الحكومات‪ ،‬حاملي األسهم‪ ،‬النقابات‪،‬‬
‫املقرضين‪ ،‬الغرف التجارية‪... ،‬إلخ‪ ،‬وتختلف أهمية هذه الجماعات من صناعة إلى أخرى لكن ال يمكننا تجاهلها كقوة مؤثرة‬
‫على جاذبية الصناعة‪( .‬بلقيدوم‪ ،2013-2012 ،‬صفحة ‪)87‬‬
‫في النموذج السابق‪ ،‬نجد أن املنظمة تأخذ بعين االعتبار جميع مكونات بيئتها‪ ،‬في حين اكتفى )‪ Porter (1980‬بما‬
‫أسماه ببيئة الصناعة‪ ،‬حيث يسفر تحليل بيئة الصناعة عن التهديدات التي يكون مصدرها مكونات بيئة الصناعة‪ ،‬كما‬
‫يمكن من خالله تحديد العناصر الحرجة أو مفاتيح النجاح الخاصة بالصناعة‪ .‬وعلى أساس هذا التحليل تقوم املنظمة‬
‫باختيار اإلستراتيجية التنافسية التي تراها مناسبة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬نموذج ‪Simon‬‬
‫وهو نموذج مقترح من طرف )‪ ،(GHALAMALLAH, 2009, p. 35) Simon (1960‬وهو اختصار للكلمات‪:‬‬
‫‪ Intelligence‬بمعنى الذكاء‪ Decision ،‬بمعنى القرار وكلمة ‪ Choice‬بمعنى البديل‪ ،‬وهي املراحل التي تمر بها عملية اتخاذ‬
‫القرار حسب هذا النموذج والذي يتمثل في إيجاد حل ملشكل مطروح‪ ،‬فدوره بالنسبة لهذا املشكل يتمثل في‪:‬‬
‫)‪(GHALAMALLAH, 2009, p. 35‬‬
‫تحليل البيئة وسياقها للحصول على رؤية واضحة للقرار؛‬ ‫•‬
‫تصور سيناريوهات مختلفة أو الحلول املمكنة املرتبطة باملشكلة‪ ،‬وتحليلها؛‬ ‫•‬
‫اختيار السيناريو األنسب للوضع‪.‬‬ ‫•‬
‫إذا تمر عملية اتخاذ القرار وفقا لهذا النموذج بثالث مراحل هي‪(ESPINASSE, 2014, p. 12) :‬‬
‫مرحلة الذكاء (التحري)‪ ،‬وتمر هي األخرى بثالث مراحل هي‪:‬‬ ‫•‬
‫➢ عملية صياغة املشكل (‪)problem setting‬؛‬
‫➢ إجراء مقارنة بين الوضع املتصور والوضع املطلوب‪ ،‬أي تصور التعارض؛‬
‫➢ تحديد القيم‪ ،‬األهداف والحدود املمكنة ألفعال املنظمة‪.‬‬
‫مرحلة وضع النماذج (التصميم)‪ ،‬وتمر بمرحلتين هما‪:‬‬ ‫•‬

‫‪34‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫➢ تطوير نموذج العمليات املمكن‪ ،‬رسم خطط العمل واإلستراتيجية املمكنة والتي من شأنها حل املشكل‬
‫الذي تواجهه املنظمة؛‬
‫➢ إجراء وصف لحالة النظام (املنظمة) في حالة تطبيق إجراء محتمل‪.‬‬
‫مرحلة االختيار (االنتقاء)‪ ،‬ويتم فيها‪:‬‬ ‫•‬
‫➢ تقييم‪ ،‬مقارنة وترتيب العمليات املمكنة؛‬
‫➢ اختيار عملية (إجراء) من بين العمليات املمكنة؛‬
‫➢ إذا كانت جميع اإلجراءات غير مرضية فيجب إعادة النظر في املراحل السابقة‪.‬‬
‫إذا‪ ،‬يمكننا تلخيص كل من دور النموذج بالنسبة للمشكل واملراحل التي يمر بها حل هذا املشكل (اتخاذ القرار)‬
‫في الجدول اآلتي‪:‬‬
‫جدول رقم ‪ :1‬جدول توضيحي لنموذج ‪IDC‬‬
‫طريقة تحقيقها‬ ‫أهميتها‬ ‫املرحلة‬
‫• عملية صياغة املشكل (‪)problem setting‬؛‬ ‫الذكاء تحليل البيئة وسياقها للحصول‬

‫‪Intelligence‬‬
‫• إجراء مقارنة بين الوضع املتصور والوضع‬ ‫على رؤية واضحة للقرار‬
‫املطلوب؛ أي تصور التعارض؛‬
‫• تحديد القيم‪ ،‬األهداف والحدود املمكنة‬
‫ألفعال املنظمة‪.‬‬

‫• تطوير نموذج العمليات املمكن‪ ،‬رسم خطط‬ ‫تصور سيناريوهات مختلفة أو‬ ‫القرار‬

‫‪Decision‬‬
‫العمل واإلستراتيجية املمكنة والتي من شأنها‬ ‫الحلول املمكنة املرتبطة‬
‫حل املشكل الذي تواجهه املنظمة؛‬ ‫باملشكلة‪ ،‬وتحليلها‬
‫• إجراء وصف لحالة النظام (املنظمة) في حالة‬
‫تطبيق إجراء محتمل‪.‬‬
‫• تقييم‪ ،‬مقارنة وترتيب العمليات املمكنة؛‬ ‫االختيار اختيار السيناريو األنسب‬
‫‪Choice‬‬

‫• اختيار عملية (إجراء) من بين العمليات‬ ‫للوضع‬


‫املمكنة؛‬
‫• إذا كانت جميع اإلجراءات غير مرضية فيجب‬
‫إعادة النظر في املراحل السابقة‪.‬‬
‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحثة استنادا للدراسات املذكورة‬
‫من خالل النموذج‪ ،‬يمكننا مالحظة أنه أدخل عنصر البدائل واملعبر عنه بالعمليات املمكنة‪ ،‬وهو الش يء الذي‬
‫لم يكن واردا في الوسائل السابقة‪ ،‬كما اعتمد ‪ Simon‬الحل املرض ي وليس الحل األمثل الذي كان معروفا في التوجهات‬
‫اإلدارية السابقة‪ ،‬وهذا يرجع الهتمام "‪ "Simon‬بعناصر املحيط (البيئة الخارجية) من ضمن عناصر اتخاذ القرار‪.‬‬
‫إال أننا‪ ،‬نالحظ أن النموذج يتوقف في مرحلة االختيار نظرا لعدم توفر الوسائل التكنولوجية التي تمكن من‬
‫متابعة تنفيذ القرار)‪ (ESPINASSE, 2014, p. 13‬في الوقت الذي اقترح فيه النموذج‪.‬‬

‫‪35‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫رابعا‪ :‬نموذج الذكاء االقتصادي‬


‫من خالل النماذج السابقة نالحظ أن جميعها سعت إلى تحليل عناصر البيئة التي تنشط فيها سواء على املستوى‬
‫الداخلي أو الخارجي‪ ،‬من أجل تحديد كيفية التعامل مع الظروف التي تواجهها منظمات األعمال‪ ،‬إال أن املنظمات في عصرنا‬
‫الحالي لم تعد تنتظر وقوع األحداث ملواجهتها بل أصبحت تعمل على استباق التغيرات التي قد تحدث في املستقبل من أجل‬
‫االستعداد لها والتأثير فيها‪ .‬وهو ما يسمى بالذكاء االقتصادي ملنظمات األعمال‪ ،‬الذي ترى الباحثة أن اعتماد املنظمات‬
‫عليه كوسيلة للتحليل االستراتيجي قد فرضته طبيعة البيئة املعاصرة التي أفرزت ظرفين أحدهما بمثابة ضغط على‬
‫املنظمة واآلخر بمثابة حل أو وسيلة ملواجهة هذا الضغط‪ ،‬حيث‪:‬‬
‫أصبحت عناصر البيئة تعمل في شكل مجموعات من االتحادات‪ ،‬الشبكات‪ ،... ،‬مما زاد من تعقيد البيئة‬ ‫•‬
‫وبالتالي صعب من عملية اتخاذ القرار‪ (GHALAMALLAH, 2009, pp. 35-36) .‬مما يعني وجوب التعامل مع البيئة‬
‫الخارجية على أساس أنها مجموعات وليست عناصر متفرقة فقط؛‬
‫يعتبر )‪ (ESPINASSE, 2014, p. 13‬أن سبب توقف نموذج ‪ Simon‬عند مرحلة اتخاذ القرار‪ ،‬راجع لعدم‬ ‫•‬
‫توفر الوسائل التكنولوجية (في ذلك الوقت) التي تساعد على متابعة تنفيذ هذا القرار‪ .‬لذا يعتبر توفرها بالنسبة ملنظمات‬
‫اليوم بمثابة فرصة يجب عليها استغاللها‪ ،‬إذ وفرت الوسائل التكنولوجية للمنظمات القدرة العالية على التعامل مع كم‬
‫هائل من املعلومات‪ ،‬من خالل أنظمة للمعلومات ونظم دعم القرار‪.‬‬
‫وفي ظل هذه املقاربة تقسم املنظمة إلى ثالث أنظمة فرعية تمثل مستوياتها اإلدارية أو مستويات تنظيمية‪ ،‬حيث‬
‫نجد في القاعدة املستوى التشغيلي‪ ،‬ثم املستوى املعلوماتي أما في األعلى فنجد املستوى اإلستراتيجي‪ ،‬كما يبينه الشكل اآلتي‪:‬‬
‫الشكل رقم ‪ :1‬املستويات التنظيمية الثالثة للمنظمة‬
‫املستوى اإلسرتاتيجي‬

‫املستوى املعلومايت‬

‫املستوى التشغيلي‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحثة‬


‫تتفاعل املستويات التنظيمية فيما بينها عن طريق تدفق املعلومات‪ ،‬فتصبح املنظمة عبارة عن نظام معلومات‬
‫مكون من أنظمة معلومات فرعية‪ .‬وملا كان كل مستوى تنظيمي يحتاج في عمله إلى نوع معين من املعلومات ووسائل مناسبة‬
‫إلدارتها‪ ،‬نتج لدينا ثالث أنواع من األنظمة‪:‬‬
‫نظام املعلومات اإلستراتيجي‪ ،‬ويسمى أيضا نظام القرار‪ ،‬تتمثل مهامه في‪(EPINASSE, 2017, p. 6) :‬‬ ‫•‬
‫➢ استغالل املعلومات املتدفقة؛‬
‫➢ تنظيم عمل النظام‪ 1‬؛‬
‫➢ تحديد اإلجراءات التي يجب اتخاذها بالنسبة للنظام التشغيلي؛‬
‫➢ ضمان التوجه ضمن أهداف وسياسات املنظمة؛‬
‫كما تضيف (عصفور‪ ،‬صفحة ‪:)35‬‬

‫‪1‬‬
‫أي النظام الكلي ويقصد به املنظمة‪.‬‬

‫‪36‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫➢ تدعم هذه النظم أنشطة التخطيط طويل األجل لإلدارة العليا؛‬


‫➢ تمكن من مواجهة التغيرات في البيئة الخارجية اعتمادا على إمكانيات وقدرات املنظمة؛‬
‫➢ التنبؤ باالتجاهات املستقبلية ألعمال املنظمة‪.‬‬
‫نظام املعلومات املعلوماتي‪ :‬يسمح بـ‪(EPINASSE, 2017, p. 6) :‬‬ ‫•‬
‫يسمح بتنظيم عمل النظام الكلي؛‬ ‫➢‬
‫يؤمن تخزين املعلومات؛‬ ‫➢‬
‫نشر املعلومات؛‬ ‫➢‬
‫معالجة املعلومات من أجل عمل النظام‪.‬‬ ‫➢‬
‫نظام املعلومات التشغيلي‪ ،‬تتمثل مهامه في‪(EPINASSE, 2017, p. 6) :‬‬ ‫•‬
‫➢ يستقبل املعلومات القادمة من نظام املعلومات اإلستراتيجي عن طريق النظام املعلوماتي؛‬
‫➢ يحقق املهام املوكلة إليه؛‬
‫➢ يولد بدوره املعلومات املطلوبة منه من قبل النظام اإلستراتيجي عبر النظام املعلوماتي‪.‬‬
‫إال أن املنظمة هي بدورها جزء من نظام أكبر منها‪ ،‬عليها التعامل مع املعلومات التي تأتيها منه من أجل تحديد‬
‫موقفها اإلستراتيجي‪ ،‬وهو الش يء الذي يوكل للمستوى اإلستراتيجي‪ ،‬حيث يعتبره العديد من الباحثين بمثابة حلقة الوصل‬
‫التي تسخرها املنظمة للتوفيق بين املعلومات الداخلية والخارجية من أجل تحديد املوقف اإلستراتيجي للمنظمة‪ ،‬ففي ظل‬
‫الذكاء االقتصادي يتم الحصول على املعلومات من البيئة الخارجية عن طريق اليقظة اإلستراتيجية‪ ،‬التي تراها الباحثة‬
‫بمثابة النظام الفرعي الرابع للمنظمة‪ ،‬وبالتالي نضيف مهمة أخرى لنظام املعلومات اإلستراتيجي أال وهي‪ :‬مهمة الربط بين‬
‫املعلومات الداخلية ومعلومات اليقظة اإلستراتيجية لتحديد املوقف اإلستراتيجي للمنظمة‪.‬‬
‫نظام اليقظة اإلستراتيجية‪ :‬من خالل الوظائف التي يجب أن يؤديها أي نظام للمعلومات داخل املنظمة‪،‬‬ ‫•‬
‫وكدا تعريف اليقظة اإلستراتيجية‪ ،‬تحاول الباحثة وضع تصور لنظام معلومات اليقظة اإلستراتيجية‪.‬‬
‫➢ الوظائف التي يجب أن يؤديها أي نظام معلومات داخل املنظمة‪ :‬يرى )‪ ،(EPINASSE, 2017, p. 8‬أن أي‬
‫نظام للمعلومات تضعه املنظمة‪ ،‬يجب أن يسمح لها بـ‪ :‬الجمع‪ ،‬التخزين‪ ،‬املعالجة والنشر‪.‬‬
‫✓ جمع املعلومة‪ :‬أي تدوينها (حامل ورقي أو معلوماتي)؛‬
‫✓ حفظ املعلومة (التخزين)‪ :‬حفظها وأرشفتها (لالستعمال املستقبلي أو كالتزام قانوني)؛‬
‫✓ معالجة املعلومة‪ :‬القيام بعمليات مثل الحساب‪ ،‬التصنيف‪ ،‬الترتيب والتلخيص)؛‬
‫✓ النشر‪ :‬للشخص املناسب (تجرير‪ ،‬طباعة‪ ،‬عرض ‪...‬معلومة بعد املعالجة)‪.‬‬
‫➢ تعريف اليقظة اإلستراتيجية‪ :‬يعرفها كل من )‪ (GUSTAVE & MOINET, 2001‬على أنها‪ ":‬عملية‬
‫استعالمية تعمل من خاللها املنظمة ‪-‬بصفة إستباقية‪ -‬على إيجاد إشارات اإلنذار بهدف خلق فرص من السوق وتقليل‬
‫املخاطر املتعلقة بعدم التأكد"‪.‬‬
‫وبالتالي فنظام املعلومات الخاص باليقظة اإلستراتيجية سيسمح لنا بـ‪:‬‬
‫✓ جمع املعلومات االستباقية من البيئة الخارجية‪ ،‬وتدوينها؛‬
‫✓ تخزين هذه املعلومات‪ ،‬حفظها وأرشفتها؛‬
‫✓ معالجتها في شكل (حسابات‪ ،‬تصنيفات‪ ،‬ترتيب وتلخيص)؛‬

‫‪37‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫✓ نشر املعلومات عن طريق توفيرها للمستعمل املناسب (في شكل مطبوعات‪ ،‬تقارير ‪...‬إلخ)‪ ،‬والذي يعتبر في هذه‬
‫الحالة نظام املعلومات اإلستراتيجي من أجل ربطها باملعلومات الناتجة عن كل من نظام املعلومات التشغيلي ونظام‬
‫املعلومات املعلوماتي‪ ،‬ومنه تحديد املوقف اإلستراتيجي الذي ستنتهجه املنظمة‪.‬‬
‫وفيم يلي مخطط توضحي لشكل املنظمة في ظل الذكاء االقتصادي‪:‬‬
‫الشكل رقم ‪ :2‬املنظمة كمجموعة من األنظمة الفرعية في ظل نموذج الذكاء االقتصادي‬
‫نظام املعلومات اإلستراتيجي‬
‫نظام معلومات اليقظة‬
‫اإلستراتيجية‬
‫نظام املعلومات املعلوماتي‬

‫نظام املعلومات التشغيلي‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحثة‬


‫من خالل الشكل نالحظ" أن املنظمة‪ ،‬وفي ظل اعتمادها على الذكاء االقتصادي كوسيلة للتحليل االستراتيجي‪،‬‬
‫فإن نظام املعلومات االستراتيجي يصبح الوعاء الذي تصب فيه املعلومات الناتجة عن نظام املعلومات املعلوماتي الذي‬
‫يعتبر الوسيط بينها وبين نظام املعلومات التشغيلي أي بيئتها الداخلية‪ ،‬ونظام اليقظة اإلستراتيجية الذي يعتبر الوسيط‬
‫بينها وبين بيئتها الخارجية‪.‬‬
‫الخاتمة‬
‫من خالل تطرقنا إلى مداخل التحليل االستراتيجي ‪ ،‬يمكننا القول بأن هذا األخير هو الوسيلة التي تستعملها‬
‫منظمات األعمال في تحديد مكونات بيئتها وكيفية التعامل مع كل مكون من هذه املكونات باألسلوب الذي يناسب عملها وفي‬
‫حدود إمكانياتها‪ ،‬هذا التعامل يترجم في هيئة استراتيجيات وبالتالي أهداف والتي تقترح الباحثة تصنيفها كما يأتي‪:‬‬
‫األهداف املوجهة نحو البيئة الخارجية العامة‪ :‬وتكون في صورة مسؤولية اجتماعية فيما يخص البيئة‬ ‫•‬
‫االقتصادية‪ ،‬االجتماعية‪ ،‬الثقافية‪ ،‬القانونية وااليكولوجية‪ ،‬أما بالنسبة للبيئة التكنولوجية فتستمد منها املنظمة كل ما‬
‫هو جديد من أجل استقطابه واستغالله في نشاطها؛‬
‫األهداف املوجهة نحو البيئة الخارجية الخاصة‪ :‬وتتمثل أهداف منظمات األعمال عادة في التأثير على‬ ‫•‬
‫مكونات بيئتها الخارجية الخاصة بما يتناسب مع نشاطها وفي حدود إمكانياتها؛‬
‫األهداف الداخلية‪ :‬وتتمثل أهداف منظمات األعمال في الرفع من أداء مواردها‪ ،‬باإلضافة إلى أهداف‬ ‫•‬
‫خاصة باملنتجات التي تقدمها املنظمة والتي تترجم في شكل إبداع‪ ،‬ابتكار أو جودة‪.‬‬
‫وإذا انطلقنا من مسلمة أن صياغة األهداف تحتاج إلى معلومات من جهة وضرورة استعمال منظمات األعمال‬
‫للتكنولوجيا الحديثة أو ما نسميه باإلدارة االلكترونية من جهة أخرى‪ ،‬فإننا نستنتج أهدافا جديدة لإلدارة االلكترونية‬
‫بدال من األهداف الضيقة التي كانت تعطى لها‪ ،‬إذ ترى الباحثة بأن الهدف من اإلدارة االلكترونية بالنسبة ملنظمات األعمال‬
‫يتمثل في إدارة كل جزء من أجزاء بيئتها سواء كأجزاء مستقلة أو كمجموعات مترابطة فيم بينها‪ ،‬باإلظافة إلى أهداف اإلدارة‬
‫االلكترونية انطالقا من اإلمكانيات الهائلة التي تتمتع بها وسائلها فالحاسوب وتطبيقاته وشبكات االنترنت كلها وسائل ال‬
‫حدود الستعماالتها ومجاالتها‪ ،‬ومنه نستنتج األهداف اآلتية لإلدارة االلكترونية‪:‬‬

‫‪38‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫األهداف التي تستمدها اإلدارة االلكترونية انطالقا من بيئة منظمات األعمال‪:‬‬ ‫•‬
‫➢ األهداف الخاصة بالبيئة الخارجية العامة‪:‬‬
‫✓ البيئة االجتماعية‪ :‬وتخدم اإلدارة االلكترونية في هذه الحالة صورة منظمات األعمال تجاه املجتمع الذي‬
‫تنشط فيه أو ما يسمى باملسؤولية االجتماعية‪ ،‬فمن خالل إدارة املعلومات الخاصة بالبيئة االجتماعية فإنها تقدم لها‬
‫صورة تتمكن من خاللها اتخاذ القرار املناسب‪ ،‬كما تمكنها من معرفة مدى مساهمتها في الرفع من مستوى املجتمع الذي‬
‫تنشط فيه مقارنة بمنظمات أعمال أخرى كمستوى التشغيل‪ ،‬مدى إشباعها لحاجات املجتمع‪ ،‬وتكوين أفراد املجتمع‬
‫بصفتهم موظفين لديها وكل ما يخص سمعتها في املجتمع؛‬
‫✓ البيئة االقتصادية‪ :‬حيث يتجلى دور اإلدارة االلكترونية في هذه الحالة في إعطاء صورة عن البيئة‬
‫االقتصادية التي تنشط فيها منظمة األعمال وكيفية التعامل معها ومدى مشاركة منظمة األعمال في الجانب االقتصادي‬
‫مقارنة بما يقدمه املنافسين من نفس القطاع أو منظمات األعمال األخرى‪ ،‬ما مكانة منتوجاتها مقارنة باملنتجات األخرى‪،‬‬
‫ما مدى مساهمتها في التقليل من نسب البطالة‪ ،‬ما مدى تمويلها مليزانية الدولة عن طريق الضرائب املقدمة ‪.....‬؛‬
‫✓ البيئة الثقافية‪ ،‬القانونية وااليكولوجية فتسمح اإلدارة االلكترونية بإدارة املعلومات الخاصة بهذا‬
‫الجزء من البيئة من أجل استغالله في نشاطها إذ تعتبر هذه العناصر الثالثة بمثابة الخط الذي ال يمكن تجاوزه بالنسبة‬
‫ملنظمات األعمال؛‬
‫✓ البيئة الخارجية الخاصة‪ :‬وملا كان الهدف األساس ي ملنظمات األعمال بالنسبة للبيئة الخارجية الخاصة‬
‫هو التأثير‪ ،‬فإن الباحثة تعتبر أن هذا النوع من اإلدارة االلكترونية هو األكثر حساسية من السابق كون دوره ال يتمثل في‬
‫التحليل فقط وإنما في إيجاد طرق للتأثير كذلك ؛‬
‫✓ هذا إذا اعتبرنا عناصر البيئة كأجزاء مستقلة عن بعضها البعض أما كأجزاء مترابطة فنستدل على‬
‫أهمية اإلدارة االلكترونية انطالقا من دورها األساس ي الذي تلعبه في حوكمة العالقات‪ ،‬فإذا ما انطلقنا من مسلمة القدرات‬
‫الهائلة لتطبيقات الحواسيب ‪-‬باعتبارها وسائال من وسائل اإلدارة االلكترونية‪ -‬نجد أنه من املمكن التجسيد وبطريقة جد‬
‫فعالة للحوكمة داخل منظمات األعمال وهذا من خالل تزويد هذه التطبيقات بمختلف القوانين‪ ،‬القواعد‪ ،‬الحقوق‪،‬‬
‫الواجبات ومختلف املعايير التي تنظم العالقات فيم بين األطراف املعنية‪.‬‬
‫➢ أهداف اإلدارة االلكترونية على مستوى البيئة الداخلية ملنظمات األعمال‪ :‬وتتمثل في تحليل املوارد‬
‫الداخلية بما يمكن املنظمة من الرفع من أدائها‪ ،‬تحليل أنشطة منظمة األعمال‪ ،‬إدارة املعلومات الخاصة بمواردها املادية‬
‫والبشرية باإلضافة إلى أهداف خاصة باملنتجات التي تقدمها املنظمة والتي تترجم في شكل إبداع‪ ،‬ابتكار و جودة؛‬
‫األهداف التي تستمدها اإلدارة االلكترونية انطالقا من مكوناتها‪ :‬الحاسوب وتطبيقاته‪ ،‬شبكات االنترنت‬ ‫•‬
‫فقد ذكرت دراسة (رضوان‪ )2008 ،‬األهداف اآلتية‪:‬‬
‫➢ إدارة ومتابعة اإلدارات املختلفة للمؤسسة وكأنها وحدة مركزية؛‬
‫➢ تركيز نقطة اتخاذ القرار في نقاط العمل الخاصة بها مع إعطاء دعم أكبر في مراقبتها؛‬
‫➢ تجميع البيانات من مصادرها األصلية بصورة موحدة؛‬
‫➢ تقليص معوقات اتخاذ القرار عن طريق توفير البيانات وربطها؛‬
‫➢ تقليل أوجه الصرف في متابعة عمليات اإلدارة املختلفة؛‬
‫➢ توظيف تكنولوجيا املعلومات من أجل دعم وبناء ثقافة مؤسسية إيجابية لدى كافة العاملين؛‬
‫➢ توفير البيانات واملعلومات للمستفيدين بصورة فورية؛‬

‫‪39‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫➢ التعلم املستمر وبناء املعرفة؛‬


‫➢ زيادة الترابط بين العاملين واإلدارة العليا ومتابعة وإدارة كافة املوارد‪.‬‬
‫قائمة املراجع‬

‫• ابتسام مخناش‪ 05( .‬جوان‪ .)2021 ,‬التحليل االستراتيجي كمدخل لتحقيق امليزة التنافسية في املنظمة‪ .‬مجلة‬
‫أبحاث ‪ ،)1( 6 ،‬الصفحات ‪.803 -792‬‬
‫• اسماعيل محمد الصرايرة‪ .‬التحليل اإلستراتيجي في إعادة هندسة العمليات اإلدارية‪.‬‬
‫• أمل مصطفى عصفور‪( .‬بال تاريخ)‪ .‬نظم املعلومات اإلدارية ‪ .‬كلية التجارة‪ :‬جامعة قناة السويس‪.‬‬
‫• رأفت رضوان‪ .)2008( .‬اإلدارة االلكترونية‪ .‬القاهرة‪.‬‬
‫• زينب جبار يوسف‪ 2( .‬أبريل‪ .)2009 ,‬إدارة وتخفيض الكلفة باستخدام سلسلة القيمة دراسة حالة في الشركة‬
‫العامة للصناعات اإلنشائية‪.‬‬
‫• سعيد قاسمي‪ 27( .‬جوان‪ .)2012 ,‬التفاعل بين الرسالة والبيئة في املؤسسة االقتصادية الجزائرية "دراسة حالة‬
‫بعض مؤسسات صناعة األدوية"‪ .‬جامعة فرحات عباس كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬سطيف ‪.‬‬
‫• سعيدة حركات‪ .)2018/2017( .‬أثر اإلدارة االلكترونية على أداء البنوك دراسة حالة عينة من الوكاالت البنكية‬
‫لوالية أم البواقي‪ .‬أم البواقي‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسييرقسم العلوم االقتصادية‪.‬‬
‫• شوقي ناجي جواد‪ .)2010( .‬املرجع الكامل في إدارة األعمال منظور كلي (اإلصدار ط‪ .)1‬بغداد‪ :‬الحامد‪.‬‬
‫• صالح العامري‪ ،‬و طاهر الغالبي‪ .)2008( .‬اإلدارة واألعمال (اإلصدار ط‪ّ .)2‬‬
‫عمان‪ :‬دار وائل‪.‬‬
‫• صباح بلقيدوم‪ .)2013-2012( .‬أثر تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت الحديثة (‪ )NTIC‬على التسيير اإلستراتيجي‬
‫للمؤسسات االقتصادية‪ .‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬قسنطينة‪ :‬جامعة قسنطينة (‪.)2‬‬
‫• عبد الرحمان إدريس‪ ،‬و جمال الدين املرس ي‪ .)2003/2002( .‬اإلدارة اإلستراتيجية‪ .‬االسكندرية‪ :‬الدار الجامعية‪.‬‬
‫• عبيرات مقدم‪ ،‬و محمد األمين حساب‪( .‬يناير‪ .)2008 ,‬استراتيجيات وضع حواجز الدخول أمام تهديد املنافس‬
‫املحتمل‪ .‬مجلة اقتصاديات شمال إفريقيا ‪ ،‬الصفحات ‪.318-299‬‬
‫• عمار عماري‪ ،‬و الهاشمي بن واضح‪( .‬بال تاريخ)‪ .‬تقييم البيئة الخارجية وأثرها على فعالية تسيير املؤسسة‬
‫االقتصادية الجزائرية‪.‬‬
‫• عمر بن سديرة‪ .)2013-2012( .‬التحليل اإلستراتيجي كمدخل لبناء املزايا التنافسية في املؤسسات الصغيرة‬
‫واملتوسطة الجزائرية‪ :‬دراسة ميدانية يف املؤسسات احمللية بسطيف‪ .‬كلية العلوم االقتصادية و التجارية و‬
‫علوم التسيير‪ ،‬سطيف الجزائر‪ :‬جـامعـة فرحات عباس (سطيـف ‪.)1‬‬
‫• كافية عيدوني‪ ،‬و حميد بن محجوبة‪( .‬ديسمبر‪ .)2017 ,‬اإلدارة االلكترونية في العالم العربي وسبل تطبيقها‬
‫(واقع وآفاق)‪ .‬مجلة األصيل للبحوق االقتصادية واإلدارية (‪ ،)2‬الصفحات ‪.236-218‬‬
‫• نبيلة جعيجع‪ .)2007( .‬استراتيجية التنويع في املنتجات وأثرها على تنافسية املؤسسة اإلنتاجية دراسة ميدانية‬
‫في مؤسسة ‪ Hodnalait‬ومؤسسة ‪ Condor‬لاللكترونيات ببرج بو عريريج‪ .‬كلية العلوم االقتصادية والعلوم‬
‫التجارية وعلوم التسيير جامعة محمد بوضياف‪.‬‬

‫‪40‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
)‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول‬ 2022

‫ التحليل االستراتيجي كمدخل لخلق القيمة في ظل اعتماد الوفورات االقتصادية‬.)2018( .‫• نور الهدى بوهنتالة‬
.187-169 ‫ الصفحات‬،)1( 3 ، ‫ مجلة البحوث في العلوم املالية واملحاسبية‬.‫كأداة لدعم امليزة التنافسية‬
• EPINASSE, B. )2017, Mars(. Définition et typologie des Systèmes d’Information Organisationnels
(2). Aix Marseille.
• ESPINASSE, B. )2014, Septembre(. ntroduction aux Systèmes Interactifs d’Aide à la Décision )6(.
Université Aix Marseille.
• GHALAMALLAH, I. )2009, Décembre 18(. Proposition d'un modèle d'analyse exploratoire
multidimensionnelle dans un contexte d'Intelligence Economique. Toulouse, Institut de
Recherche en Informatique de Toulouse: Université de Toulouse.
• GUSTAVE, P. J., & MOINET, N. (2001, Decembre 01). LA VEILLE STRATEGIQUE Les Yeux et les
Oreilles de Votre Entreprise ? Consulté le Septembre 07, 2017, sur INNOVHERA:
http://www.innovhera.be/images/sitefr/edit/annexe%2019%20-%2002.pdf

41 ‫ ألمانيا– برلين‬/ ‫ السياسية واالقتصادية‬،‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‬


‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
)‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول‬ 2022

‫التحديات و آفاق تطويرها‬-‫تطبيقات االدارة االلكترونية في الجزائر‬


Electronic management applications in Algeria Challenges and prospects for
development
‫ عظامو زكريا‬،‫قداش سمية‬
Kaddeche soumia, Adamou Zakaria
‫ الجزائر‬/‫ ورقلة‬،‫ جامعة قاصدي مرباح‬،"‫أستاذ محاضر"أ‬
‫ الجزائر‬/‫ ورقلة‬،‫ جامعة قاصدي مرباح‬،‫طالب دكتوراه‬
Lecturer "A", Kasdi Merbah University, Ouargla / Algeria
PhD student, Kasdi Merbah University, Ouargla / Algeria
keddechesoumia@gmail.com
adamou.hsse@gmail.com

:‫امللخص‬
‫افرزت التطورات التي يشهدها العالم في مجال التكنولوجيا واالتصال خلق ثورة معلوماتية في مجال االدارة والتسيير واصبحت‬
‫ االمر الذي الزم الجزائر على مسايرة هاته التطورات من خالل مواكبة هاته التطورات واللحاق بركب‬،‫الدول عبارة عن مجتمعات الكترونية‬
‫ حيث تسعى الجزائر الي تبني مشروع االدارة االلكترونية من خالل عصرنة االدارات واملؤسسات العمومية واعتمادها على جملة‬،‫الدول املتقدمة‬
‫ وذلك من خالل االعتماد على ادوات وطرق‬،‫من املحددات واملقومات والتي تمكنها من ايجاد واقع لبيئة مناسبة لتطبيق ناجح لإلدارة االلكترونية‬
‫ وتقديم خدمات بأقل‬،‫ من اجل تسهيل الخدمة العمومية للمواطن الجزائري‬،‫وتقنيات جديدة في كل امليادين و باألخص مجال االدارة و وظائفها‬
‫ حيث سنسعى من خالل دراستنا الي تسليط الضوء عن واقع تطبيقات االدارة االلكترونية بالجزائر في‬،‫تكلفة وأكثر فعالية وبأقل جهد ممكن‬
.‫ وتقديم جملة من التوصيات لتفعيل ورفع فعالية االدارة االلكترونية بالجزائر‬،‫مختلف القطاعات باإلضافة الي التطرق للمعيقات التي تواجهها‬
.‫ خدمة عمومية في الجزائر‬،‫ ادارة الكترونية‬،‫ ثورة معلوماتية‬،‫ تكنولوجيا واتصال‬:‫الكلمات املفتاحية‬
Abstract:
The developments that the world is witnessing in the field of technology and communication have resulted in the
creation of an information revolution in the field of administration and management, and countries have become electronic
societies, Which made it necessary for, As Algeria seeks to adopt the e-management project through modernizing public
administrations and institutions and relying on a number of determinants and ingredients that enable it to create a reality for
a suitable environment for a successful application of e-governance, This is done by relying on new tools, methods and
techniques in all fields, especially the field of administration and its functions, in order to facilitate the public service of the
Algerian citizen, And to provide services at the lowest cost and most effective and with the least possible effort. Through our
study, we will seek to shed light on the reality of electronic administration applications in Algeria in various sectors, in addition
to highlighting the obstacles it faces, and providing a set of recommendations to activate and raise the effectiveness of
electronic administration in Algeria.
Key words: technology and communication, information revolution, e-management, public service in Algeria.

42 ‫ ألمانيا– برلين‬/ ‫ السياسية واالقتصادية‬،‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‬


‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫لقد عرف العالم في الفترة االخيرة وخاصة في بداية االلفية الثالثة تطورا كبيرا في مجال تكنولوجيا املعلومات‬
‫واالتصاالت‪ ،‬حيث سارعت الدول املتقدمة الي تبني هاته التكنولوجيا واستغاللها بهدف تطوير وتحسين مختلف االدارات‬
‫في شتى املجاالت‪ ،‬وهذا ما أدى إلى ظهور ما يسمى باإلدارة االلكترونية والتي تعد ثمرة االعتماد على التكنولوجيا‪ ،‬من خالل‬
‫االنتقال من اإلدارة التقليدية الورقية الي إدارة حديثة معاصرة تعتمد على رقمنه اإلدارة وإدراج التعامل االلكتروني في‬
‫مختلف انشطتها‪ ،‬حيث تعتمد على تكنولوجيات حديثة ساعدتها على تحسين مستوى االداء وتقديم الخدمات ‪.‬‬
‫ونظرا الي ما حققته اإلدارة االلكترونية من تطوير في مختلف املؤسسات والدول من خالل توفير الوقت والجهد‬
‫وتقديم خدمات بشكل اسرع‪ ،‬فقد سعت الدولة الجزائرية الي تبني مشروع اإلدارة االلكترونية كتوجه إستراتيجي بهدف‬
‫تطوير وعصرنة اإلدارة الجزائرية بما يتماش ى مع التطورات التكنولوجية املتسارعة‪ ،‬ومن جهة اخرى املض ي لاللتحاق بركب‬
‫الدول املتقدمة التي تبنت االدارة االلكترونية‪ ،‬من خالل مباشرة العمل بنموذج اإلدارة الرقمية بهدف ترقية خدماتها‬
‫العمومية والحد من التقليل من بعض املشكالت اإلدارية التي عرفت بها‪ ،‬وكذا تقليل الكثير من الخطوات واالجراءات في‬
‫مجال املعامالت االدارية وتحسين نوعية خدماتها االدارية وتقليل الفساد االداري من رشوة وبيروقراطية‪ ،‬ومن خالل‬
‫عصرنة الجهاز االداري وترقية مخرجاته‪.‬‬
‫في هذا اإلطار وبناء على ما سبق‪ ،‬تنبثق إشكالية بحثنا األساسية التي تتجلى في التساؤل التالي‪:‬‬
‫محدداتها وأفاق تطويرها اإلدارة االلكترونية في الجزائر في ضل التسارع التكنولوجي الذي تشهده البيئة العاملية؟‬
‫من خالل االشكالية املقدمة يمكن طرح األسئلة الفرعية التالية‪:‬‬
‫ما هو املقصود باإلدارة االلكترونية؟‬ ‫•‬
‫ماهية التطبيقات املنتهجة من قبل الوزارات الجزائرية في مجال اإلدارة االلكترونية؟‬ ‫•‬
‫ماهي التحديات التي تواجه املؤسسات العمومية الجزائرية لتطبيق اإلدارة اإللكترونية؟‬ ‫•‬
‫ماهية أهم التوصيات املقترحة لتفعيل اإلدارة اإللكترونية في الجزائر؟‬ ‫•‬
‫أهداف الدراسة‪ :‬تتمثل اهداف الدراسة في النقاط التالية‪:‬‬
‫توضيح االطار املفاهيمي لإلدارة االلكترونية؛‬ ‫•‬
‫الوقوف على مدى جاهزية الجزائر لتطبيق اإلدارة االلكترونية؛‬ ‫•‬
‫التعرف على بعض املشاريع املنجزة من قبل بعض القطاعات في اطار مشاريع عصرنة االدارة العمومية؛‬ ‫•‬
‫الوقوف على التحديات واملعيقات التي تواجه تطبيق االدارة االلكترونية في الجزائر؛‬ ‫•‬
‫الخروج بتوصيات لتفعيل االدارة االلكترونية باملؤسسات العمومية بالجزائر‪.‬‬ ‫•‬
‫أهمية الدراسة‪ :‬تكمن اهمية الدراسة في انها تتطرق ألحد أهم املواضيع املعاصرة واملتمثلة في االدارة االلكترونية‪ ،‬ويمكن‬
‫ايجاز أهمية الدراسة في النقاط التالية‪:‬‬
‫االهتمام الكبير الذي اولته الجزائر في اطار اعداد بنية حاضنة وداعمة لإلدارة االلكترونية وتحديات عصرنة‬ ‫•‬
‫االدارة العمومية؛‬
‫تفيد الدراسة في الفهم الجيد ملحددات تطبيق االدارة االلكترونية في البيئة الجزائرية؛‬ ‫•‬
‫تفيد الدراسة في تقديم جملة من التوصيات لدفع االدارة االلكترونية في البيئة الجزائرية بشكل أفضل‪.‬‬ ‫•‬
‫‪ .‬أوال‪ :‬اإلدارة االلكترونية‬
‫مراحل تطور اإلدارة اإللكترونية‪:‬‬

‫‪43‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫لغرض الوصول إلى بيان مفهوم اإلدارة اإللكترونية وتعريفها سنقوم بداية بتوضيح كيف تطورت االدارة االلكترونية (نجم‪،‬‬
‫‪ ،2004‬صفحة ‪:)125‬‬
‫‪1.1‬تطور اإلدارة اإللكترونية من منظور النظريات اإلدارية‬
‫اإلدارة اإللكترونية هي امتداد للمدارس اإلدارية‪ ،‬حيث أن ادبيات الفكر اإلداري واملدارس اإلدارية يكشف أن املتخصصين‬
‫في االدارة قد حددوا مسارا تاريخيا متصاعدا لتطور الفكر اإلداري واملدارس اإلدارية على مدى أكثر من قرن من الزمن‪،‬‬
‫ولتتوج املسيرة املتطورة في منتصف التسعينات بصعود اإلدارة اإللكترونية‪ .‬حيث بدأ تطور املفهوم اإلداري بدء من عام‬
‫‪ 1890‬والتي سميت باملدرسة التقليدية او الكالسيكية‪ ،‬وفي عام ‪ 1924‬ظهرت املدرسة السلوكية‪ ،‬وانتقلت بعد ذلك إلى‬
‫املدخل الكمي في عام ‪ ،1940‬ومن ثم مدرسة النظم عام ‪ ،1951‬حتى جاءت املدرسة املوقفية في عام ‪ ،1960‬تالها منظمة‬
‫العلم في نهاية الثمانينيات‪ ،‬وبعدها كانت اإلدارة اإللكترونية‪.‬‬
‫‪2.1‬تطور اإلدارة اإللكترونية من منظور التطور التكنولوجي‬
‫إن اإلدارة اإللكترونية هي امتداد للتطور التكنولوجي في اإلدارة حيث اتجه التطور منذ البدء إلى إحالل االلة محل‬
‫العامل‪ ،‬وكان هذا في بدء العمليات التشغيلية واألعمال اليدوية النمطية‪ ،‬ثم انتقل إلى أعمال التخطيط والرقابة القابلة‬
‫للبرمجة كما في التصميم والتصنيع بمساعدة الحاسوب‪ ،‬لينتقل إلى العمليات الذهنية املحاكية لإلنسان من خالل الذكاء‬
‫الصناعي الذي يحاكي الذكاء اإلنساني‪.‬‬
‫واالنترنت وشبكات األعمال تعتبر التكنولوجيا األرقى واألكثر عوملة وأسرع توصيال وتشبيكا وكل هذا يجعل اإلدارة‬
‫اإللكترونية ذات أبعاد تكنولوجية أكثر من أي مرحلة تاريخية تعاملت فيها اإلدارة مع التكنولوجيا‪ ،‬وهذا يفسر أن التطور‬
‫التكنولوجي في مجال االنترنت ال يقف عند األجهزة إنما يتجاوزها وبدرجة أكبر إلى البرمجيات التي تتعلق بالوظائف‬
‫والعالقات وإنجاز األعمال والصفقات الرقمية عن بعد‪.‬‬
‫تعريف اإلدارة اإللكترونية‬
‫توجد عدة تعريفات لإلدارة اإللكترونية‪ ،‬وذلك راجع لكونها مصطلح حديث النشأة‪ ،‬ومن بين اهم التعريفات التي‬
‫عملنا على ادراجها هي‪:‬‬
‫عرفت اإلدارة االلكترونية بأنها‪ " :‬نظام الكتروني متكامل يعتمد على تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت لتحويل‬
‫العمل اإلداري اليدوي الى أعمال إدارية تقوم بها التكنولوجيا الرقمية والحديثة )‪"(Assad & Alsakarneh, 2015‬؛‬
‫ويعرفها عبود نجم بأنها "التبادل غير املادي للبيانات الرقمية بين املرافق العامة‪ ،‬وكذلك التبادل االلكتروني بين‬
‫املواطنين‪ ،‬من خالل استخدام األنظمة التفاعلية والتقنيات ذات القيمة املضافة والبيانات املفتوحة" (نجم‪،2004 ،‬‬
‫صفحة ‪.)125‬‬
‫وكتعريف أخر فإن اإلدارة اإللكترونية هي إستراتيجية إدارية تعمل على تحقيق خدمات أفضل للعمالء والشركات‬
‫من خالل التوظيف األمثل للموارد املادية والبشرية في إطار إلكتروني تحقيقا لألهداف وبالجودة املطلوبة (عزمي‪،2008 ،‬‬
‫صفحة ‪.)76‬‬
‫من خالل ما سبق ذكره‪ ،‬نستنج ان تعريف االدارة االلكترونية يجمع بين شقين أساسين‪ ،‬يتمثل الشق االول في‬
‫النشاط االداري الصادر عن املرافق العمومية‪ ،‬اما الشق الثاني فهو استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة للقيام‬
‫بالخدمات املرفقية‪.‬‬
‫‪3.1‬خصائص اإلدارة اإللكترونية‪ :‬تتميز االدارة االلكترونية بجملة من الخصائص تميزها عن اإلدارة التقليدية نذكر منها‬
‫(بن حسين‪ ،‬صفحة ‪:)216‬‬
‫‪ -‬استعمال تكنولوجيا املعلومات وشبكات االتصال في أداء األعمال االدارية؛‬

‫‪44‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫‪ -‬القضاء على الهرمية والبيروقراطية في التنظيم‪ ،‬وتبسيط إجراءات وتكاليف العمل؛‬


‫‪ -‬االستجابة السريعة أو لفورية ملتطلبات طالبي الخدمة ومنظمات األعمال من خالل التفاعل ا والتصال املباشر‬
‫فيما بينهم الكترونيا وانخفاض أوقات انجاز االعمال؛‬
‫‪ -‬تجاوز الحدود الزمانية واملكانية التي تقيد وتعيق حركات التعامالت؛‬
‫‪ -‬االدارة االلكترونية هي وسيلة لرفع مستوى أداء الحكومة‪.‬‬
‫‪4.1‬متطلبات العمل باإلدارة اإللكترونية‬
‫اإلدارة اإللكترونية ليست وصفة جاهزة للتطبيق بل هي نظام متكامل من املكونات البشرية والتقنية واملعلوماتية‬
‫واملالية والتشريعية والبيئية وغيرها وال بد من توافر عدد من املتطلبات تتكامل مع بعضها إلخراج مفهوم اإلدارة اإللكترونية‬
‫إلى حيز التطبيق‪ ،‬من أهم املتطلبات ما يلي (القحطاني‪ ،2006 ،‬صفحة ‪:)26‬‬
‫‪ -‬توفير البنية التحتية لإلدارة اإللكترونية‪ :‬تعتبر البنية التحتية القاعدة االساسية لإلدارة اإللكترونية وينبغي‬
‫لتوفيرها مراعاة عدد من النقاط وأهمها توفر التكنولوجيا املالئمة؛ والكفاءة البشرية املؤهلة؛ والتخطيط املالي‬
‫الجيد؛ وبناء نظام معلومات متطور؛‬
‫‪ -‬تعليم وتدريب العاملين وتوعية وتثقيف املتعاملين‪ :‬إن توفير العناصر البشرية املؤهلة وتدريبها بشكل مستمر‬
‫ودوري وتنميتها في مجال تطبيقات اإلدارة اإللكترونية يسهل من مهمة اإلدارات العليا عند إعداد استراتيجية‬
‫تطبيق اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬والرفع من مستوى الثقافة التقنية لدى العناصر البشرية يجعلهم يتقبلون فكرة‬
‫اإلدارة اإللكترونية في منظماتهم ويسهم بدرجة كبيرة في تقليل مقاومتهم للتغيير؛‬
‫‪ -‬ضمان وحماية أمن املعلومات في اإلدارة اإللكترونية‪ :‬أمن املعلومات وسريتها من أهم املسائل في األعمال‬
‫اإللكترونية أي أمن املعامالت والوثائق التي يجري التعامل بها وحفظها وتطبيق إجراءات املعالجة عليها إلكترونيا‬
‫لتنفيذ متطلبات العمل‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬نماذج لتطبيقات اإلدارة اإللكترونية في الجزائر‬
‫هناك العديد من القطاعات التي كانت سباقة نحو تبني مشروع اإلدارة االلكترونية في الجزائر‪ ،‬حيث تعتبر هاته‬
‫القطاعات حساسة كونها تعتبر البنية التحتية لكل دولة ملا تكتسبه من اهمية بالغة في دفع عجلة التقدم واالزدهار‪ ،‬وقد‬
‫بادرت هاته القطاعات في الجزائر بتبني مشروع اإلدارة اإللكترونية بسبب كونها تتخبط في العديد من املشاكل والعراقيل‬
‫خالل السنوات الفارطة‪ ،‬والتي سببت الكثير من املشاكل لإلدارة وحتى مع املتعاملين معها‪ ،‬نتيجة الطرق البدائية التي‬
‫تعتمد على النظام الورقي واالرشيف والذي ادى بدوره الي زيادة التكلفة والجهد والتماطل في تنفيد العمليات اإلدارية ونتج‬
‫عن ذلك الفساد اإلداري والبيروقراطية اإلدارية‪ ،‬حيث اصبح لزاما على هاته القطاعات الخروج من دوامة البدائية في‬
‫املعامالت والتحول نحو االدارة الرقمية‪ ،‬بهدف تحسين سمعتها امام متعامليها وكذا تقليل التكلفة وربح الوقت وتنفيد‬
‫معامالت إدارية شفافة‪ .‬ومن القطاعات التي حققت تطورا ملحوظ في مجال اإلدارة اإللكترونية نجد‪:‬‬
‫‪ -1‬قطاع العدالة‬
‫يعتبر قطاع العدالة في الجزائر من القطاعات السباقة في تبني مشروع اإلدارة االلكترونية‪ ،‬حيث يعتبر من‬
‫املرافق ذات األهمية البالغة الرتباط خدماته باملصالح الضرورية للمواطنين‪ ،‬الش يء الذي دفع الدولة الجزائرية الي التركيز‬
‫على هذا القطاع وتجنيد كل الوسائل املادية والبشرية وتخصيص ميزانية معتبرة لتحديث القطاع وعصرنته والنهوض به‬
‫بما يتماش ى مع املتطلبات الحديثة‪ ،‬من خالل تحدي عصرنة القطاع بتقديم الخدمات اإللكترونية التي تتميز بالسرعة‬
‫والدقة في االنجاز‪ ،‬وتحسين تقديم الخدمة العمومية‪ ،‬وهو ما جعل قطاع العدالة رائدا في هذا املجال من خالل تطبيق‬
‫تكنولوجيات املعلومات واالتصال في الهياكل اإلدارية والتنظيمية‪ ،‬وكذا اعتمادها في مواجهة املتقاضين‪ ،‬وكل ذلك بهدف‬

‫‪45‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫ضمان التحول نحو تقديم خدمات الكترونية اكثر شمولية وفعالية‪ ،‬من خالل استحداث نوع جديد على مستواها أال وهي‬
‫الخدمة اإللكترونية‪ ،‬بدال من الطرق التقليدية بهدف القضاء على البيروقراطية في املعامالت والفساد اإلداري‪.‬‬
‫ومن بين املشاريع االستراتيجية التي قام بها قطاع العدالة من اجل تطبيق اإلدارة اإللكترونية‪:‬‬
‫‪ -‬انجاز وتوسيع ورفع شبكة التوصيل اإللكتروني الداخلية للقطاع العدالة‪ ،‬حيث تمكن الوزارة من شبك الجهات‬
‫القضائية واملؤسسات العقابية بشبكة األلياف البصرية ذات التدفق العالي‪ ،‬بهدف تسريع االتصال وضمان‬
‫جودة املعلومة (الشيكر ‪ ،2019 ،‬صفحة ‪)296‬؛‬
‫‪ -‬إدماج تقنية التصديق والتوقيع اإللكتروني في املجال القضائي؛ وذلك بهدف اتاحة الخدمات القانونية عن بعد‬
‫(عبان‪ ،2016-2015 ،‬صفحة ‪)101‬؛‬
‫‪ -‬انجاز أرضية خدمات ‪ ISP‬والتي تعمل على تسيير ذاتي لالتصاالت اإللكترونية وتعميم وصول املعلومة لكل موظفي‬
‫العدالة باإلضافة الي انشاء موقع خاص بوزارة العدالة بإعالم كل املواطنين بنشاطات وزارة العدل (زروالة ‪،‬‬
‫‪ ،2018‬صفحة ‪)05‬؛‬
‫‪ -‬استحداث النظام االلي لتسير وادارة امللف القضائي ‪ ،SGDJ‬حيث يسمح هذا النظام بمتابعة وتسيير امللف‬
‫القضائي للمحامين واملتقاضين‪ ،‬بداء من اعالن القضية الي غاية البث النهائي فيها‪ ،‬حيث يعمل هذا النظام على‬
‫متابعة مجريات القضية خطوة بخطوة مع تسجيل جميع املستجدات التي طرأت على القضية بشكل أني ومحين‬
‫(زروالة ‪ ،2018 ،‬صفحة ‪)12‬؛‬
‫‪ -‬استحداث املحادثات املرئية عن بعد اثناء سير اإلجراءات القضائية وفق للمادة ‪ 14‬من قانون عصرنة العدالة؛‬
‫النظام االلي لتسيير االوامر بالقبض‪ ،‬حيث يعتبر نظام يحتوي على قاعدة معطيات وطنية تسمح بسرعة نشر‬
‫االشخاص املبحوث عنهم في إطار القانون‪ ،‬حيث يسهل في عملية البحث عن االشخاص الذين تم اصدار في حقهم‬
‫مذكرة توقيف من خالل نشر جميع بيانات املبحوث عنه عبر كافة التراب الوطني وفي فترة زمنية وجيزة (عشاش و‬
‫خضري ‪ ،2020 ،‬صفحة ‪)277‬؛‬
‫‪ -‬انشاء املركز الوطني لألنظمة املعلوماتية لوزارة العدل‪ ،‬والذي يعمل على تسيير كل االنظمة املعلوماتية‬
‫املستحدثة في قطاع العدالة (عشاش و خضري ‪ ،2020 ،‬صفحة ‪ )277‬؛‬
‫‪ -‬اعتماد البطاقة املهنية البيوميترية لقطاع العدالة في مجال تسيير املوارد البشرية‪ ،‬اد يتم من خالل البطاقة‬
‫البيوميترية استخراج املعلومات الخاصة بالقضاة واملحامين ومستخدمي القطاع‪ ،‬حيث يمكن تحينها عن بعد‬
‫واستخراج كل الوثائق املتعلقة بمساره املنهي؛‬
‫‪ -‬انشاء منصة الكترونية متخصصة في سحب السوابق العدلية‪ ،‬مرسوم التجنيس‪ ،‬وشهادة الجنسية ممضاة‬
‫إلكترونيا عبر االنترنت‪ ،‬وكذا على مستوى املمثليات الديبلوماسية والقنصليات بالخارج‪ ،‬حيث يمكن لهم تحميل‬
‫الوثيقة التي يحتاجونها عبر املنصة دون التنقل الي الجهة القضائية؛‬
‫‪ -‬املراقبة االلكترونية للمساجين بفضل التقدم العلمي والتكنولوجي بحث أصبح من املمكن رصد املحكوم عليه في‬
‫أي مكان يتواجد فيه عن طريق جهاز الكتروني يسمى بالسوار االلكتروني‪ ،‬وتعد هاته التقنية الجديدة مستعمال‬
‫ليس في مجال الرقابة قبل الحكم وإنما من أحد بدائل العقوبة السالبة للحرية التي لجأت أليها الجزائر بموجب‬
‫القانون ‪ 01/18‬املعدل واملتمم للقانون رقم ‪ 04-05‬واملتضمن قانون تنظيم السجون واعدة اإلدماج االجتماعي‬
‫للمحبوسين (عباسة و جوهر‪ ،2018 ،‬صفحة ‪)177‬؛‬
‫‪ -‬خدمة الشباك االلكتروني والتي أطلقتها وزارة العدل في إطار عصرنتها للقطاع وذلك لتطوير القطاع وتقريبه من‬
‫املواطن‪ ،‬وقد تجسد هذا في شكل بوابة لتوجيه الرسائل االلكترونية‪ ،‬التي تمكن املواطن من الحصول على‬

‫‪46‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫اإلجابة املباشرة عن طريق بريده االلكتروني‪ ،‬وذلك بعد التشخيص للقضية‪ ،‬أو االستفسار من قبل الخلية‬
‫املشكلة من قضاة ورجال القانون وإطارات من وزارة العدل (عبان‪ ،2016-2015 ،‬صفحة ‪.)101‬‬
‫‪ -2‬قطاع التعليم العالي والبحث العلمي‬
‫خطت الجزائر خطوات واضحة نحو التحول لتطبيق اإلدارة االلكترونية في ميادين متعددة‪ ،‬لكنها لم تصل بعد الى‬
‫املستوى العاملي‪ ،‬ومن جهة أخرى أثبت قطاع التعليم العالي أن اإلدارة اإللكترونية لها دور كبير ومساهمة فعالة في تحسين‬
‫جودة التعليم العالي في جوانبه املتعلقة بالتعليم والبحث العلمي‪ ،‬األداء الوظيفي واملالي‪ ،‬حيث كثرة صور استغالل‬
‫التكنولوجيات الحديثة في قطاع التعليم العالي والبحث العلمي‪ ،‬ويمكن إبراز أمثلة عنها وفقا ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬امكانية االطالع على املوقع الرسمي للوزارة والحصول على كل املستجدات الخاصة بالقطاع بصفة متجددة‪ ،‬وكذا‬
‫االطالع على الجامعات واملراكز الجامعية على املستوي الوطني‪ ،‬وهذا ما يقرب كل الطلبة واالستاذة واإلداريين‬
‫منها (‪)2021 ،mesrs‬؛‬
‫‪ -‬امكانية ارسال واستقبال املقاالت العلمية مع امكانية تحميل مختلف املقاالت وفقا للتخصص عن طريق املنصة‬
‫الجزائرية للمجالت العلمية ‪ ،ASJP‬حيث ساهمت في نشر البحث العلمي وترقيته (‪)2021 ،asjp‬؛‬
‫‪ -‬انشاء ارضية وطنية ‪ progres.mesrs.dz‬تعمل على تنظيم وتسير التسجيل االلكتروني للطلبة الجدد والحاصلين‬
‫على شهادة البكالوريا‪ ،‬حيث تعمل هاته املنصة على توجيه الطالب للتخصص وفق النقاط املتحصل عليها في‬
‫البكالوريا مع مراعات بطاقة الرغبات التي تم ملئها خالل فترة التسجيالت‪ ،‬حيث سهلت املنصة عناء تنقل الطلبة‬
‫للجامعات إلجراء التسجيالت‪ ،‬من جهة اخرى تعمل املنصة على معالجة توجيهات الطلبة بصورة سريعة ودقيقة‬
‫(‪ )2021 ،mesrs‬؛‬
‫‪ -‬االتصال باملكتبات االلكترونية للجامعات عن طريق منصات الكترونية توفر جميع الرسائل الجامعية واملقاالت‬
‫وكذا الكتب االلكترونية بهدف السماح للطلبة واالستاذة لالستفادة منها عن الطريق الولوج للمنصة وتحميل‬
‫املباشر عن طريق محرك البحث الخاص باملكتبة؛‬
‫‪ -‬برنامج التعليم عن بعد‪ ،‬حيث قامت الوزارة بإنشاء منصة تسمي ب ‪ Moodle‬والتي تهدف الي تحسين نوعية‬
‫التكوين تماشيا مع متطلبات ضمان النوعية‪ ،‬حيث ثم ادخال طرائق جديدة للتكوين والتعليم عن بعد تتضمن‬
‫اجراءات بيداغوجية جديدة‪ ،‬حيث نجحت املنصة في تغطية جل املقاييس بمختلف الجامعات خالل جائحة‬
‫كورونا حيث تم االستغناء عن الدروس الحضورية وذلك تطبيقا للبروتوكول الصحي الذي اعلنته الوزارة‬
‫الوصية‪ ،‬والعمل على تقديم املحاضرات واالعمال املوجهة عن طريق منصة ‪.Moodle‬‬
‫كما ان االدارة االلكترونية في قطاع التعليم العالي وفرت جملة من الخدمات لألستاذة التعليم العالي يمكن ان نوجزها في‬
‫النقاط التالية (خنشور و عبابسیة ‪ ،2020 ،‬صفحة ‪:)370‬‬
‫‪ -‬امكانية تقديم استمارات الترقية العلمية والتقديم لإلجازات املختلفة او البعثات الخارجية عن طريق االنترنت؛‬
‫‪ -‬التقديم للمشاركة في املؤتمرات والندوات العلمية‪ ،‬بحيث تمر على املجالس العلمية املختصة ألخد املوافقة؛‬
‫‪ -‬امكانية تقييم رسائل املاستر والدكتوراه والتي يشرف عليها الكترونيا مع امكانية حضور جلسات مناقشة عن‬
‫طريق تقنية املحادثة املرئية؛‬
‫‪ -‬امكانية متابعة انشطة الطلبة عن طريق املنصة االفتراضية موودل مع امكانية وضع وتعديل في املحاضرات‬
‫واملراجع االضافية؛‬
‫‪ -‬توفير دليل الجامعات والكليات ودليل بوابة الخدمات االلكترونية‬

‫‪47‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫‪ -‬امكانية معالجة ملفات املترشحين المتحانات طور الدكتوراه من خالل منصة متخصصة في معالجة امللفات‬
‫وترتيب الطلبة املقبولين الجتياز االمتحان وفق شروط القبول والتصنيف‪ ،‬حيث يتم معالجتها الكترونيا مما‬
‫يساعد على تحديد قائمة املترشحين بصفة الية وفق التخصص؛‬
‫‪ -3‬قطاع التربية الوطنية‬
‫سجل قطاع التربية في الجزائر انفتاحا على التكنولوجيا املعلومات واالتصال كغيره من القطاعات االخرى‪ ،‬حيث يمكن‬
‫ابراز نشاطات قطاع التربية الوطنية من مبادرات الخدمة االلكترونية كمدخل للترقية وما يقدمه للطلبة في النقاط التالية‬
‫(عبان‪ ،2016-2015 ،‬صفحة ‪:)93‬‬
‫انشاء منصات متخصصة باإلعالن عن نتائج كل االمتحانات الرسمية الخاصة بطور االبتدائي واملتوسط والثانوي‪ ،‬حيث‬
‫يمكن للطالب االطالع على النتائج من خالل ادخال اسم املستخدم وكلمة املرور‪ ،‬حيث تعتبر هاته املنصات وسيلة تسمح‬
‫لكل الطلبة االطالع على النتائج دون التنقل للمؤسسة التي يدرسون بها‪ ،‬من جهة اخرى يمكن للطالب تحميل كشف‬
‫النقاط الخاص به عن طريق املنصة؛‬
‫انشاء منصة متخصصة في التعليم عن بعد وذلك بالنسبة للطلبة الذين يودون مواصلة دراستهم عن طريق املراسلة‪ ،‬إذ‬
‫يتيح املوقع اإللكتروني الخاص بالديوان الوطني للتعليم والتكوين عن بعد خدمات الكترونية للمسجلين باملركز‪ ،‬تتعلق‬
‫بإمكانية التسجيل وسحب االستمارة االلكترونية‪ ،‬مع امكانية تحميل كل الدروس وفقا للمادة املمتحنة‪ ،‬حيث يقدم دعما‬
‫كامال لكل املسجلين باملراسلة‪ ،‬كما يقدم املوقع جملة من الفروض واالمتحانات للتحميل؛‬
‫‪ -4‬قطاع الداخلية والجماعات املحلية‬
‫سجل قطاع وزارة الداخلية و الجماعات املحلية أشواطا ومتقدمة في عصرنة الخدمات العمومية االدارية و‬
‫تطويرها‪ ،‬وذلك باالعتماد على التكنولوجيات الحديثة املتطورة سعيا منها لتطبيق اإلدارة اإللكترونية و تقريب اإلدارة من‬
‫املواطن من خالل تسهيل وتقديم مختلف الخدمات االلكترونية التي توفرها الوزارة و جماعاتها املحلية والتي تتنوع بين‬
‫خدمات إعالمية وخدمات تفاعلية وأخرى معامالتية تحظى باستخدام واسع لدى املواطنين الجزائري‪ ،‬ويمكن ابراز‬
‫نشاطات قطاع الداخلية والجماعات املحلية من مبادرات الخدمة االلكترونية التي تهدف من ورائها الي تحسين جودة‬
‫خدماتها وتبسيط إجراءاتها اإلدارية من اجل تعزيز ثقة املواطن بها‪ ،‬ويمكن ذكر إسهامات هذا القطاع في النقاط التالية‬
‫(نوفيل و كريبط ‪ ،2017 ،‬الصفحات ‪:)128-127‬‬
‫‪ -5‬الخدمات اإلعالمية‪:‬‬
‫يوفر موقع وزارة الداخلية والجماعات املحلية جملة من املعلومات للمواطنين ومختلف املهتمين بقطاع الداخلية‬
‫والجماعات املحلية‪ ،‬حيث توفر على املواطن عناء التنقل الي الشبابيك املادية من اجل االستفسار عنها‪ ،‬حيث تقدم‬
‫معلومات عن‪:‬‬
‫‪ -‬معلومات عامة تتعلق بالوزارة وطاقمها؛‬
‫‪ -‬معلومات عن الجماعات االقليمية (الوالية‪ ،‬الدائرة‪ ،‬البلدية)؛‬
‫‪ -‬معلومات عن مختلف الوثائق التي يمكن للمواطنين استخراجها من البلديات والدوائر او الوالية‪ ،‬ويتعلق االمر‬
‫بطاقة التعريف الوطنية‪ ،‬جواز السفر البيوميتري‪ ،‬جواز السفر االستعجالي‪ ،‬رخصة السياقة‪ ،‬البطاقة‬
‫الرمادية‪ ،‬ترقيم املركبات؛‬

‫‪48‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫‪ -6‬الخدمات التفاعلية‪:‬‬
‫يوفر موقع وزارة الداخلية والجماعات املحلية جملة من الخدمات تهدف من خاللها الي ضمان االتصال عن بعد‬
‫بمصالح الوزارة وتضمن التواصل مع املواطن‪ ،‬من خالل توفير استمارات يمكن للمواطن تحميلها‪ ،‬وبالتالي تخفيض خطوة‬
‫التنقل للحصول عليها‪ ،‬حيث نجد مجموعة من االستمارات نذكر منها‪:‬‬
‫‪ -‬استمارة طلب بطاقة التعريف الوطنية البيوميترية االلكترونية لألشخاص الحاصلين على جواز سفر بيوميتري؛‬
‫‪ -‬استمارة طلب رخصة السياقة البيوميترية؛‬
‫‪ -‬استمارة طلب جواز سفر استعجالي؛‬
‫‪ -‬استمارة بيع وشراء املركبات وغيرها؛‬
‫‪ -‬استمارة الفحص الطبي الخاصة برخصة السياقة‪.‬‬
‫‪ -7‬الخدمات التفاعلية‪:‬‬
‫يسمح هذا النوع من الخدمات للمواطنين بالقيام بإجراءات الحصول على خدمة ما عن طريق شبكة االنترنت‪ ،‬او‬
‫متابعة سيرورة ملفهم االداري مثل‪:‬‬
‫‪ -‬خدمة تسجيالت الحج؛‬
‫‪ -‬خدمة طلب بطاقة التعريف الوطنية البيوميترية؛‬
‫‪ -‬خدمة طلب جواز السفر البيوميتري؛‬
‫‪ -‬خدمة طلب رخصة السياقة البيوميترية؛‬
‫‪ -‬خدمة طلب الوثائق مثل‪ :‬شهادة امليالد‪ ،‬شهادة الجنسية‪ ،‬شهادة عائلية وغيرها من الوثائق االخرى‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬التحديات التي تواجه املؤسسات العمومية الجزائرية لتطبيق اإلدارة اإللكترونية‬
‫في ضل تبني الجزائر ملشروع االدارة االلكترونية‪ ،‬ظهرت العديد من العقبات والعراقيل التي تحد من نجاح االدارة‬
‫االلكترونية وتطورها يمكن اجازها في النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ -‬قلة دراية املواطن للتقنيات االدارة االلكترونية وطريقة الولوج اليها؛‬
‫‪ -‬غياب الدورات التكوينية وتدريب موظفي االدارة واالجهزة التنظيمية في ضل التحول االلكتروني املتسارع؛‬
‫‪ -‬ارتفاع تكاليف البنى التحتية لإلدارة االلكترونية؛‬
‫‪ -‬ضعف املوارد املالية املخصصة ملشاريع االدارة االلكترونية ومشاكل الصيانة التقنية للبرامج االدارة االلكترونية‬
‫( نزلي‪ ،‬صفحة ‪)189‬؛‬
‫‪ -‬مشكلة دخول الشبكة وكيفية استعمالها والولوج ملختلف اقسامها؛‬
‫‪ -‬ضعف شبكة االنترنت مما يؤثر على املعامالت االدارية وخلق صعوبات في الولوج للمواقع والوثائق وكذا صعوبة‬
‫تحميل امللفات؛‬
‫‪ -‬عدم اقتناع القيادات االدارية بفكر وفلسفة االدارة االلكترونية‪ ،‬وعدم قدرتهم على التخلي عن االدارة التقليدية؛‬
‫‪ -‬قلة الثقافة االلكترونية لدى املواطن الجزائري‪ ،‬وبقاء عامل الخوف حاجز بينه وبين استخدام هاته التقنية؛‬
‫‪ -‬املخاوف املتعلقة باالختراق والقرصنة‪ ،‬وما يترب عليه من فقدان خصوصية وسرية املعلومات (فرطاس ‪،2016 ،‬‬
‫صفحة ‪)316‬؛‬
‫‪ -‬ضعف الدخل الفردي والذي ال يسمح له بدفع مستحقات االنترنت‪ ،‬حيث تعتبر االنترنت املحرك الرئيس ي لإلدارة‬
‫االلكترونية؛‬

‫‪49‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫عجز قطاع البريد وتكنولوجيا املعلومات واالتصاالت في تلبية طلبات العمالء في بعض املناطق على إيصال الهاتف‬ ‫‪-‬‬
‫وشبكة االنترنت اللذان يعدان أهم القنوات التي يتجسد من خاللها فعالية االدارة االلكترونية؛‬
‫التأخر في استكمال البنية التحتية في العديد من مناطق الوطن‪ ،‬حيث هناك العديد من املناطق لم تصلها بعد‬ ‫‪-‬‬
‫تغطية شبكة الهاتف املحمول وشبكة االنترنت؛‬
‫رابعا‪ :‬توصيات لتفعيل االدارة االلكترونية في الجزائر‬
‫على ضوء ما تطرقنا اليه من تطبيقات االدارة االلكترونية بالجزائر والتطرق الي مجمل التحديات التي تواجهها‬
‫االدارة العمومية في تطبيقها لإلدارة االلكترونية بشكل فعال‪ ،‬يمكن إدراج جملة من التوصيات بهدف تفعيل االدارة‬
‫االلكترونية في الجزائر في النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ -‬العمل على االستفادة من خبرات الدول املتقدمة وتجاربها الناجحة‪ ،‬خاصة الدول التي لها نفس بيئة العمل‬
‫الخاصة بالجزائر؛‬
‫‪ -‬ضرورة العمل على تكوين وتدريب املوظفين في املؤسسات واإلدارات العمومية على تقنيات االدارة الحديثة؛‬
‫‪ -‬ضرورة رفع امليزانية املخصصة ملشاريع االدارة االلكترونية في الجزائر‪ ،‬مع العمل على البحث عن مصادر دائمة‬
‫لتطوير االدارة االلكترونية؛‬
‫‪ -‬العمل على تطوير البنية التحتية لالتصاالت‪ ،‬من خالل تعميم شبكة االنترنت عبر كافة التراب الوطني‪ ،‬مع العمل‬
‫على رفع سرعة تدفق االنترنت باستعمال تكنولوجيا االلياف البصرية؛‬
‫‪ -‬اعادة النظر في سعر االشتراكات الخاصة باألنترنت والعمل على تخفيضها من اجل استقطاب شريحة واسعة من‬
‫املشتركين ونشر ثقافة اإلدارة االلكترونية باملؤسسات واالدارات؛‬
‫‪ -‬االحتكاك بخبرات االجانب وذلك من خالل املؤتمرات الدولية واملعارض الدولية التي لها صلة بتكنولوجيا‬
‫املعلومات واالتصاالت؛‬
‫‪ -‬العمل على ربط شراكات اجنبية في مجال تكنولوجيا االتصال واملعلومات بهدف تحسين وتطوير مستوي االدارة‬
‫االلكترونية في املؤسسات واالدارات العمومية؛‬
‫‪ -‬العمل على وضع تشريعات وقوانين تحمي االدارة االلكترونية؛‬
‫‪ -‬العمل على استقطاب املوظفين املؤهلين واملتخصصين في مجال االدارة االلكترونية‬
‫‪ -‬انشاء بنية تحتية اتصالية قادرة على الربط بين مختلف الشبكات االدارية مع توفير سرعة تدفق عالية للشبكة‬
‫االنترنت وتوفير خدمات اتصالية على غرار املهاتفة عبر االنترنت واالجتماعات عن بعد‬
‫‪ -‬حث الوزارات على إعداد خططها القطاعية‪ ،‬قبل وضع خدماتنا اإلدارية على الشبكة العنكبوتية‪ ،‬وفق‬
‫استراتيجية واضحة للخدمات املواطن واملؤسسات‪.‬‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫لم يعد االنتقال إلى اإلدارة اإللكترونية مطلبا ثانويا‪ ،‬سواء في الجزائر أو في العالم‪ ،‬وإنما أصبح أولوية ضرورية‬
‫فرضتها التحوالت االقتصادية العاملية وحتمية الدخول في الفضاء االتصالي املفتوح‪ ،‬والتوسع في تحرير الخدمات‪.‬‬
‫ومن خالل دراستنا يمكن القول أن عملية االنتقال إلى اإلدارة االلكترونية في اإلدارات واملؤسسات العمومية‬
‫الجزائرية مزال في مراحله األولى‪ ،‬وما تم إنجازه ال يتعدى كونه تطبيقات بسيطة حول رقمنه بعض اإلدارات بصورة‬
‫نموذجية‪ ،‬حيث سعت الدولة الجزائرية الي تحدي وعصرنة بعض القطاعات اال انها مازالت تعاني في تأخر كبير في تجسيد‬
‫مشروع االدارة االلكترونية الجزائرية والذي يتطلب العديد من االنجازات واملشاريع في مجال بنيتها التحتية قصد تطوير‬

‫‪50‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫منظومة االدارة االلكترونية في مختلف قطاعاتها والتي مازالت لحد االن بعيدة كل البعد عن املعايير العاملية في مجال اإلدارة‬
‫اإللكترونية‪ ،‬وهذا راجع للصعوبات والعوائق التي حالت دون تطور اإلدارة االلكترونية‪.‬‬
‫وعلى العموم يمكن تقديم جملة من االقتراحات التي تهدف الى رفع فعالية االدارة االلكترونية بالجزائر‪:‬‬
‫✓ تخصيص غالف مالي لالستثمارات في مجال تكنولوجيات املعلومات واالتصال؛‬
‫✓ العمل على إدراج تكنولوجيا املعلومات في جميع مناهج التعليم في الدولة بهدف ترسيخ ثقافة االدارة‬
‫االلكترونية بين مختلف فئات املجتمع؛‬
‫✓ تنظيم دورات في مجال تكنولوجيا املعلومات واالتصال لجميع موظفي القطاع العام لضمان تأهيلهم‬
‫وإعدادهم الستغالل التكنولوجيا لتطوير خدمة القطاع العام؛‬
‫✓ العمل على رفع سرعة تدفق شبكة االنترنت في اإلدارات العمومية وتجهيز مختلف اإلدارات بالتقنيات‬
‫التكنولوجية الحديثة‬
‫قائمة املراجع‪:‬‬
‫‪ /1‬القحطاني‪ ،‬شائع بن سعد (‪ ،)2006‬مجاالت ومتطلبات ومعوقات تطبيق اإلدارة اإللكترونية في السجون‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستير‪ ،‬جامعة نايف العربية للعلوم األمنية‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫‪ /2‬الشيكر أيوب (‪ ،)2019‬اإلدارة اإللكترونية في الجزائر تطبيقات وتحديات‪ ،‬مجلة االدارة والتنمية للبحوث والدراسات‪،‬‬
‫املجلد ‪ 08‬العدد ‪.1‬‬
‫‪ /3‬عباسة طاهر‪ ،‬عامر جوهر (مارس‪ ،)2018‬السوار االلكتروني إجراء بديل للعقوبة السالبة للحرية في التشريع‬
‫الجزائري‪ ،‬مقال منشور بمجلة االجتهاد القضائي‪ ،‬العدد ‪.16‬‬
‫‪ /4‬عبان عبد القادر (‪ ،)2016-2015‬تحديات اإلدارة االلكترونية في الجزائر‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه‪ ،‬كلية‬
‫العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬جامعة محمد خيذر بسكرة‬
‫‪ /5‬عزمي‪ ،‬نبيل‪ ،‬تكنولوجيا التعليم اإللكتروني‪ .‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.2008 ،‬‬
‫‪ /6‬عشاش حمزة‪ ،‬خضري حمزة‪ )2020( ،‬االدارة االلكترونية ودورها في عصرنة قطاع العدالة بالجزائر‪ ،‬مجلة االستاذ‬
‫الباحث للدارسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 05‬العدد ‪ ،- 01‬ص ‪.277‬‬
‫‪ /7‬خنشور جمال‪ ،‬عبابسیة تونس (‪ ،)2020‬مساهمة اإلدارة اإللكترونية في تحسين جودة خدمات التعليم العالي في‬
‫الجزائر بين الواقع واملأمول‪ ،‬مجلة آفاق علمية‪ ،‬مجلد ‪ 12‬العدد‪.2‬‬
‫‪ /8‬زروالة كيالني‪( ،‬يوم ‪ 24‬مارس ‪ ،)2018‬الخدمات املتاحة في مجال عصرنة قطاع العدالة لفائدة املحامين واملتقاضين‪،‬‬
‫مداخلة ملقاة بمناسبة اليوم الوطني للمحامي‪ ،‬الجزائر‪ ،‬تحت رعاية وزارة العدل‪.‬‬
‫‪ /9‬سليمة بن حسين‪ ،‬دور اإلدارة اإللكترونية في تحسين أداء الخدمات اإلدارية‪ ،‬مجلة الجزائر لألمن والتنمية‪ ،‬العدد ‪،7‬‬
‫جامعة الجزائر ‪.3‬‬
‫‪ /10‬غنية نزلي‪ ،‬دور اإلدارة اإللكترونية في ترقية خدمات املرافق العمومية املحلية‪ ،‬مجلة العلوم القانونية والسياسية‪،‬‬
‫عدد ‪ ،12‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة الشهيد حمة لخضر‪ ،‬الوادي الجزائر‪.‬‬
‫‪ /11‬فرطاس فتيحة (‪ ،)2016‬عصرنة اإلدارة العمومية في الجزائر من خالل تطبيق اإلدارة اإللكترونية ودورها في تحسين‬
‫خدمة املواطنين‪ ،‬مجلة االقتصاد الجديد‪ ،‬جامعة جياللي بونعامة خمبس مليانة‪ ،‬العدد ‪- 15‬املجلد ‪.02‬‬
‫‪ /12‬نجم‪ ،‬نجم عبود‪ )2004( ،‬اإلدارة اإللكترونية االستراتيجية والوظائف واملشكالت‪ .‬دار املريخ للنشر‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫‪ /13‬نوفيل حديد‪ ،‬حنان كريبط (‪ ،)2017‬الخدمات العمومية في ضوء تطبيق االدارة االلكترونية‪ ،‬دراسة تقييمية‬
‫للخدمات االلكترونية بموقع وزارة الداخلية والجماعات املحلية‪ ،‬مجلة املؤسسة العدد ‪.6‬‬

‫‪51‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
)‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول‬ 2022

14/ Assad Ahmed Abdelqader Alsakarneh, Shen Chao Hong (November 2015), The Impact of Electronic
Management on Human Resource Development, International Journal of Science and Research (IJSR),
4(11), India.
.2021 ‫ سبتمبر‬02 ‫ تاريخ االطالع‬/ https://www.mesrs.dz/15
.2021 ‫ سبتمبر‬02 ‫ تاريخ االطالع‬/ https://www.asjp.cerist.dz/16
.2021 ‫ سبتمبر‬01 ‫ تاريخ االطالع‬https://progres.mesrs.dz/webtrait/17

52 ‫ ألمانيا– برلين‬/ ‫ السياسية واالقتصادية‬،‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‬


‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫دور اإلدارة اإللكترونية في تحسين الخدمات العمومية في الجزائر‬


‫‪-‬دراسة نماذج قطاعية ‪-‬‬
‫‪The role of electronic management in improving public services in Algeria‬‬
‫‪-Study of sectoral models -‬‬
‫د‪ .‬تيشات سلوى‬
‫‪Tichat Saloua‬‬
‫‪Emil : salouatichat@yahoo.fr‬‬
‫أستاذ محاضر"أ"‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة‪ /‬الجزائر‬
‫د‪ .‬يوسف أسماء‬
‫‪Youcef Assma‬‬
‫أستاذ محاضر"أ"‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة‪ /‬الجزائر‬
‫‪Email : assma60@gmil.com‬‬
‫امللخص‪:‬‬
‫تهدف هذه الدراسة إلى إبراز دور اإلدارة اإللكترونية في تحسين الخدمات العمومية في الجزائر‪ ،‬من خالل عرض تجارب بعض القطاعات‬
‫العمومية التي تبنت اإلدارة االلكترونية‪ ،‬بغية تحقيق فعالية األداء‪ ،‬والسرعة في اإلنجاز‪ ،‬وتوفير الجهد والوقت واختزال املسافات‪ ،‬وإزالة‬
‫الطوابير وحل مشكلة التواصل مع املواطنين‪.‬‬
‫وخلصت الدراسة إلى مجموعة من النتائج أهمها ‪ :‬أنه على الرغم من التحسن امللحوظ في مستوى الخدمات العمومية املقدمة للمواطن‬
‫الجزائري‪ ،‬إال أن الجزائر ال زالت تعاني من ضعف الجاهزية االلكترونية بسبب افتقارها إلى بيئة إلكترونية مجهزة‪ ،‬وغياب القوانين والتشريعات‬
‫املتعلقة بتأمين املعامالت اإللكترونية‪ ،‬باإلضافة إلى نقص الوعي وضعف تجاوب املواطنين واملوظفين مع مفهوم اإلدارة اإللكترونية‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬إدارة إلكترونية‪ ،‬خدمات عمومية‪ ،‬جزائر‪.‬‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪This study aims to clarify the role of electronic management in improving Algerian public services, by presenting‬‬
‫‪the experiences of some public sectors that adobt electronic management. In order to achieve effectiveness of performance,‬‬
‫‪saving time and effort, rounding distances, reducing queues and solving the problem of communicating with citizens.‬‬
‫‪This study concluded a set of results, such as: despite the significant improvement in the level of public services, however,‬‬
‫‪Algeria still suffers from poor electronic readiness (due to its lack of an equipped electronic environment and the absence of‬‬
‫‪laws and regulations related to securing electronic transactions), lack of awareness and weak response of citizens and‬‬
‫‪employees to the concept of electronic management‬‬
‫‪Key words: electronic management; public services; Alegria.‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫لقد عرف العالم في العقود األخيرة ثورة كبيرة خاصة في مجال تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت وبفعل ذلك ظهرت‬
‫الشبكة العاملية لالتصاالت " األنترنيت " والتي عملت على تحويل دول العالم إلى مجتمعات إلكترونية‪ ،‬حيث تم االنتقال من‬
‫مجتمع الصناعة إلى مجتمع املعلومات مما أدى إلى التحول التدريجي من األنشطة العادية إلى األنشطة اإللكترونية‪ ،‬وهو‬
‫ما ساهم في ظهور ما يعرف باإلدارة اإللكترونية التي عملت وبشكل كبير على تقليص اإلجراءات واختصارها واالنتقال من‬

‫‪53‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫املعامالت الورقية إلى األساليب اإللكترونية مما أدى إلى السرعة في تنفيذ اإلجراءات واملعامالت وهو ما ساهم في تحسين‬
‫كفاءة األداء‪.‬‬
‫ويعتبر القطاع اإلداري العمومي من القطاعات التي أصبحت تواجه تحديات كبيرة وعلى رأسها توفير خدمات عمومية‬
‫ذات جودة عالية تحظى بقبول ورضا املواطنين هذا من جهة‪ ،‬والتسريع في املعامالت والتخفيف من البيروقراطية التي‬
‫تفرضها اإلدارة التقليدية من جهة أخرى‪ ،‬ولذلك كان من الضروري استفادة العمل اإلداري من تكنولوجيا املعلومات‬
‫اإلدارية واالنتقال من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية‪.‬‬
‫وتعتبر الجزائر من بين الدول التي تسعى جاهدة وبكل الطرق إلرساء مجتمع املعلومات وتكنولوجيا االتصال‪ ،‬حيث‬
‫عملت على تبني اإلدارة اإللكترونية كما حاولت تعميمها في مختلف املؤسسات واإلدارات العمومية من أجل تحقيق املرونة‬
‫الالزمة في التعامالت ودعم التواصل بين اإلدارة العمومية ومختلف املؤسسات واإلدارات العمومية األخرى وتقريب اإلدارة‬
‫من املواطن ومحاولة االستجابة لكل تطلعاته وطموحاته فيما يتعلق بالخدمة العمومية‪ ،‬وهو ما دفع الجزائر إلى إطالق‬
‫مشروع الجزائر اإللكترونية ‪ 2013-2008‬بغية تعميم استعمال تقنيات تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت في جميع‬
‫اإلدارات العمومية الجزائرية‪ ،‬ولذلك عملت الجزائر جاهدة على توفير كل املتطلبات الضرورية (املتطلبات اإلدارية‪،‬‬
‫االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬البشرية‪ ،‬والتقنية ) لتطبيق اإلدارة اإللكترونية في املؤسسات واإلدارات العمومية وإنجاحها‪.‬‬
‫ونظرا ألهمية موضوع اإلدارة اإللكترونية وعالقته بالخدمة العمومية‪ ،‬سنحاول من خالل هذه الدراسة تسليط‬
‫الضوء على املجهودات التي قامت بها الجزائر في سبيل تحسين الخدمات العمومية املقدمة للمواطنين وذلك من خالل تبني‬
‫اإلدارة اإللكترونية وتطبيقها في مختلف اإلدارات العمومية الجزائرية‪ ،‬خاصة وأن التحول نحو الخدمة العمومية‬
‫اإللكترونية هو أساس تحسين الخدمات العمومية‪ ،‬ولذلك جاءت هذه الدراسة لإلجابة على اإلشكالية التالية ‪:‬‬
‫ما مدى مساهمة اإلدارة اإللكترونية في تحسين مستوى الخدمات العمومية التي تقدمها املؤسسات واإلدارات‬
‫العمومية الجزائرية؟‬
‫❖ أهداف الدراسة ‪:‬‬
‫تسعى هذه الدراسة إلى تحقيق األهداف التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬إبراز أهمية اإلدارة اإللكترونية كأسلوب إداري جديد؛‬
‫‪ -‬محاولة إبراز الجهود املبذولة من قبل الدولة الجزائرية في سبيل عصرنة اإلدارة العمومية من خالل تبني اإلدارة‬
‫اإللكترونية‬
‫‪ -‬التعرف على واقع اإلدارة اإللكترونية في املؤسسات واإلدارات العمومية الجزائرية ومدى نجاحها في تحسين مستوى‬
‫الخدمات العمومية املقدمة للمواطنين‪.‬‬
‫وملعالجة اإلشكالية املطروحة سيتم اتباع الخطة التالية ‪:‬‬
‫املحور األول ‪ :‬مدخل عام لإلدارة اإللكترونية؛‬
‫املحور الثاني ‪ :‬أساسيات حول الخدمة العمومية وبعض املصطلحات املرتبطة بها؛‬
‫املحور الثالث ‪ :‬تطبيقات اإلدارة اإللكترونية ودورها في تحسين الخدمات العمومية ‪.‬‬
‫أوال‪ -‬مدخل عام لإلدارة اإللكترونية‬
‫‪ -1‬نشأ ة اإلدارة اإللكترونية ‪:‬‬
‫إن التطور الكبير الذي عرفه العالم في مجال التكنولوجيا الحديثة يعتبر الركيزة األولى في ظهور اإلدارة االلكترونية‪.‬‬
‫فاإلدارة اإللكترونية كمفهوم حديث هي نتاج تطور نوعي أفرزته تقنيات االتصال الحديثة في ظل ثورة املعلومات وازدياد‬
‫الحاجة إلى توظيف التكنولوجيا الحديثة في إدارة عالقة املواطن باملؤسسات وربط اإلدارات العامة والوزارات عبر آليات‬

‫‪54‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫التكنولوجيا‪ ،‬وبالتالي التحول الجذري في مفاهيم اإلدارة التقليدية وتطويرها‪ .‬كما أن نشأة اإلدارة اإللكترونية تعود إلى‬
‫التحول للعمل بأشكال وأساليب مختلفة‪ ،‬إذ كانت تقتصر على استخدام بعض برامج الحاسوب التي تستخدم ألغراض‬
‫اإلحصاء ويستخدم بعضها اآلخر للمساعدة في إظهار بعض النتائج املختلفة في موازنات الدول وكذا طريقة توزيع بنودها‪.‬‬
‫لقد كان تطبيق اإلدارة اإللكترونية بصورة مصغرة‪ ،‬وبأساليب بسيطة‪ ،‬ولم تصل إلى الصورة الرسمية ال متأخرا‪ ،‬حيث‬
‫بدأت بالظهور في أواخر ‪ 1995‬بوالية فلوريدا األمريكية في هيئة البريد املركزي‪ ،‬ومفهوم اإلدارة اإللكترونية يدل على أن كل‬
‫شخص يستطيع الحصول على الخدمات من خالل الحاسوب دون الذهاب إلى املؤسسة‪( .‬غريس ي و شريف‪ ،2013 ،‬صفحة ‪)08‬‬
‫تجدر اإلشارة إلى أن التحول الناجح من نموذج اإلدارة التقليدية التي تتصف بجمود الهيكل التنظيمي والروتين املميز‬
‫للوظائف واألنشطة‪ ،‬والتعقيد البيروقراطي الناتج عن تضخم األجهزة اإلدارية‪ ،‬وزيادة مستوياتها التنظيمية إلى نموذج‬
‫اإلدارة االلكترونية ‪ ،‬البد أن يمر بمراحل ذات أهمية والتي تشمل ما يلي‪( :‬عبان‪ ،2015 ،‬الصفحات ‪)71-70‬‬
‫أ ‪ -‬مرحلة اإلدارة التقليدية الفاعلة ‪:‬حيث يتم خالل هذه املرحلة تفعيل اإلدارة التقليدية ‪ ،‬ومحاولة تنميتها وتطويرها ‪،‬‬
‫وذلك بالتوازي مع عملية الشروع في تنفيذ مشروع اإلدارة االلكترونية ‪ ،‬إذ يستطيع املواطن بذلك تخليص معامالته ‪،‬‬
‫وإجراءاته بشكل سهل وبدون أي روتين ‪ ،‬أو مماطلة ‪ ،‬في الوقت الذي يستطيع فيه كل فرد يملك حاسب شخص ي ‪ ،‬أو عبر‬
‫األكشاك ‪ ،‬االطالع على نشرات املؤسسات واإلدارات والوزارات وأحدث البيانات واإلعالنات عبر الشبكة االلكترونية‪ ،‬مع‬
‫إمكانية طبع أو استخراج االستمارات الالزمة ‪ ،‬وتعبئتها إلنجاز أي معاملة‪.‬‬
‫ب‪ -‬مرحلة الفاكس والتلفون الفاعل ‪ :‬تعد هذه املرحلة هي املرحلة الوسيطة ‪ ،‬والتي يتم فيها تفعيل تكنولوجيا الهاتف‬
‫والفاكس‪ ،‬حيث يتمكن املتعامل أو املواطن االعتماد على الهاتف املتوفر في كافة األماكن واملنازل ‪ ،‬والذي يوفر خدمات‬
‫بشكل معقول التكلفة ‪ ،‬إذ يمكن األفراد من االستفسار عن اإلجراءات ‪ ،‬واألوراق والشروط الالزمة إلنجاز أي معاملة‬
‫بشكل سهل ‪ ،‬كما يمكن لألشخاص في هذه املرحلة استعمال الفاكس إلرسال واستقبال األوراق واالستمارات وغيرها ‪ ،‬وفي‬
‫هذه املرحلة يكون أغلب األفراد ‪ ،‬أو املتعاملين وطالبي الخدمة العامة قد اكتسبوا تجربة فيما يتعلق بنمط اإلدارة‬
‫االلكترونية‪ .‬إن اكتساب تجربة أولية للتعامل عن طريق تقنيات اإلدارة االلكترونية يؤدي بكبار التجار واإلداريين‬
‫واملتعاملين في هذه املرحلة ‪ ،‬إلى التمكن من انجاز معامالتهم عن طريق الشبكة االلكترونية ‪ ،‬نظرا ألن عدد مستخدمي‬
‫االنترنت في هذه املرحلة يكون متوسط ‪ ،‬كما من الطبيعي أن تكون املعرفة في هذه املرحلة أكبر من الهاتف والفاكس‪.‬‬
‫ج‪ -‬مرحلة اإلدارة االلكترونية الفاعلة‪ :‬هي املرحلة األخيرة والتي يتم من خاللها التخلي عن الشكل التقليدي لإلدارة ‪ ،‬بعد‬
‫أن يصبح عدد املستخدمين للشبكة االلكترونية يقارب‪ 30‬باملائة من املواطنين ‪ ،‬ويجب أن يصاحب ذلك توفر الحواسيب‪،‬‬
‫سواء بشكل شخص ي ‪ ،‬أو عن طريق األكشاك ‪ ،‬أو في مناطق عمومية ‪ ،‬بحيث تكون تكلفتها أيضا معقولة ويسيرة لجميع‬
‫املواطنين ‪ ،‬مما يمكن كل األفراد من استعمال الشبكة االلكترونية إلنجاز أي معاملة إدارية ‪ ،‬وبالشكل املطلوب و بأسرع‬
‫وقت وأقل جهد ‪ ،‬وأقل تكلفة ممكنة ‪ ،‬وبأكثر فعالية كمية ونوعية‪ ،‬وبذلك يكون الرأي العام قد تفهم اإلدارة االلكترونية‬
‫تقبلها وتفاعل معها ‪ ،‬وتعلم طرق استخدامها‪ .‬واملالحظ للمراحل الخاصة بالتحول لإلدارة االلكترونية التي يقدمها أصحاب‬
‫هذا التوجه ‪ ،‬نجد أنها ركزت على خطة انتقال تساعد على اندماج املجتمع بشكل تدريجي ‪ ،‬لكي يكون هناك تقبل طوعي‬
‫الستراتيجية اإلدارة االلكترونية ‪ ،‬بما يؤدي إلى تخفيض شدة مقاومة التغيير التنظيمي ‪ ،‬التي تنتج غالبا عندما يكون هناك‬
‫مشروع يتعلق بتحول جذري ‪ ،‬ومفاجئ في األساليب اإلدارية ‪.‬‬
‫‪ -2‬تعريف اإلدارة اإللكترونية ‪:‬‬
‫نظرا العتماد اإلدارة الحديثة حاليا على التقنية املتطورة التي تساعدها على انجاز أعمالها وتحقيق أهدافها بشكل سريع‬
‫ودقيق وبأقل تكلفة‪ ،‬ويطلق عليها اإلدارة اإللكترونية التي أهم عناصرها تقنيات املعلومات التي تتطور بسرعة مذهلة‪ ،‬ومنه‬
‫يمكن تعريفها على أنها ‪:‬‬

‫‪55‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫" اإلدارة اإللكترونية هي استراتيجية إدارية في عصر املعلوماتية غايتها التوظيف األمثل للموارد املعلوماتية وفي إطار‬
‫إلكتروني حديث‪ ،‬وفي ظل اعتبارات التشغيل السليم للموارد البشرية واملادية وباألسلوب اإللكتروني لتصل إلى تحقيق‬
‫الكفاءة في تسخير الجهود وإنفاق األموا لبلوغ الغايات املستهدفة من قبل املنظمة "‪( .‬شعبان و ناجي‪ ،2013 ،‬صفحة ‪)178‬‬
‫"مقدرة الحكومة على تحسين الخدمات التي تقدمها إلى املواطن من خالل استخدام التكنولوجيا" (نزلي‪ ،2016 ،‬صفحة ‪)178‬‬
‫" استخدام الوسائل والتقنيات اإللكترونية بكل ما تقتضيه املمارسة أو التنظيم أو اإلجراءات أو التجارة أو اإلعالن‪ ،‬ويطال‬
‫هذا املعنى حتى األمور غير اإلدارية " (أحمد‪ ،1998 ،‬صفحة ‪)25‬‬
‫"اإلدارة اإللكترونية هي االستغناء عن املعلومات الورقية وإحالل املكتب اإللكتروني عن طريق االستخدام الواسع‬
‫لتكنولوجيا املعلومات وتحويل الخدمات العامة إلى إجراءات مكتبية ثم معالجتها حسب خطوات متسلسلة منفذة مسبقا‬
‫" (فاطمة‪ ،‬معمري‪ ،‬و قريش ي‪ ،‬دون سنة النشر‪ ،‬صفحة ‪)03‬‬
‫" هي القيام بمجموعة من الجهود التي تعتمد على تكنولوجيا املعلومات لتقديم املنتجات لطالبها من خالل الحاسب اآللي‬
‫والسعي لتخفيف حدة املشكالت الناجمة عن تعامل طالب املنتجات مع األفراد بما يسهم في تحقيق الكفاءة والفعالية في‬
‫األداء التنظيمي"‪( .‬فاطمة‪ ،‬معمري‪ ،‬و قريش ي‪ ،‬دون سنة النشر‪ ،‬صفحة ‪)04‬‬
‫" تعرف على أنها االستغناء عن املعامالت الورقية وإحالل املكتب اإللكتروني عن طريق االستخدام الواسع لتكنولوجيا‬
‫املعلومات وتحويل الخدمات العامة إلى إجراءات مكتبية تم معالجتها حسب خطوات متسلسلة منفذة مسبقا "‪( .‬الساملي‪،‬‬
‫‪ ،2006‬صفحة ‪)32‬‬
‫أما البنك الدولي‪ ،‬فقد عرف اإلدارة اإللكترونية بأنها ‪ " :‬مصطلح حديث يشير إلى استخدام تكنولوجيا املعلومات‬
‫واالتصاالت من أجل زيادة كفاءة وفعالية وشفافية ومساءلة الحكومة فيما تقدمه من خدمات إلى املواطن ومجتمع‬
‫األعمال‪ ،‬وتمكينهم من املعلومات‪ ،‬بما يدعم كافة النظم اإلجرائية الحكومية‪ ،‬ويقض ي على الفساد‪ ،‬وإعطاء الفرصة‬
‫للمواطنين للمشاركة في كافة مراحل العملية السياسية والقرارات املتعلقة والتي تؤثر على مختلف نواحي الحياة "‪( .‬نزلي‪،‬‬
‫‪ ،2016‬صفحة ‪)178‬‬
‫ومن خالل ما سبق يمكن تعريف اإلدارة اإللكترونية بأنها ‪ " :‬استراتيجية إدارية لعصر املعلومات تعمل على تحقیق خدمات‬
‫أفضل للمواطنين واملؤسسات لزبائنها مع استغالل أمثل ملصادر املعلومات املتاحة من خال توظيف املوارد املادية والبشرية‬
‫واملعنوية املتاحة في إطار إلكتروني حدیث من أجل استغالل أمثل للوقت واملال والجهد وتحقيقا للمطالب املستهدفة‬
‫وبالجودة املطلوبة مع دعم ملفهوم ادخل على الخط وال تدخل في الخط‪( ".‬كافي‪ ،2011 ،‬صفحة ‪)54‬‬
‫وتأسیسا على ما تقدم من تعریفات یتضح أن اإلدارة اإللكترونية جاءت من أجل مواكبة التطورات الحاصلة في‬
‫عصر العوملة‪ ،‬واالنتقال من اإلدارة التقلیدیة الورقیة إلى اإلدارة اإللكترونیة باستخدام نظم املعلومات واالتصال و‬
‫األنترنت بغیة تحقیق أهدافها وتحقیق التواصل والتفاعل املستمر بين املدیر واملوظفين‪ ،‬اضافة إلى السعي إلى توفير رضا‬
‫املواطن‪ ،‬وتتميز اإلدارة اإللكترونية بالخصائص التالية ‪( :‬فاطمة‪ ،‬معمري‪ ،‬و قريش ي‪ ،‬دون سنة النشر‪ ،‬صفحة ‪)04‬‬
‫• زيادة اإلتقان ‪:‬إن اإلدارة اإللكترونية كآلية عصرية في عمليات التطوير اإلداري‪ ،‬والتغيير التنظيمي كما تمثل منعرجا‬
‫حاسما في شكل املهام واألنشطة اإلدارية التقليدية‪ ،‬وهي تنطوي على مزايا أهمها املعالجة الفورية للطلبات‪ ،‬والدقة‬
‫والوضوح في إنجاز املعامالت‪.‬‬
‫• تخفيض التكاليف ‪:‬إذا كانت اإلدارة اإللكترونية في البداية تحتاج ملشاريع مالية معتبرة بهدف دفع عملية التحول‪ ،‬فإن‬
‫انتهاج نموذج املنظمات االلكترونية بعد ذلك سيوفر ميزانيات مالية ضخمة‪ ،‬حيث لم تعد الحاجة في تلك املراحل لليد‬
‫العاملة ذات العدد الكبير‪.‬‬
‫• تبسيط اإلجراءات ‪:‬أمام الحاجة للتحديث‪ ،‬والعصرنة اإلدارية عملت جل اإلدارات على إدخال املعلومات إلى مصالحها‪،‬‬

‫‪56‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫وحرصت على استخدامها االستخدام األمثل‪ ،‬ملا لها من إمكانيات وقدرات في تلبية حاجات املواطنين بشكل مبسط وسريع‪،‬‬
‫خاصة في ظل تنوع الفئات التي تستهدفها أنشطة املنظمات العامة‪.‬‬
‫• تحقيق الشفافية ‪:‬فالشفافية الكاملة داخل املنظمات االلكترونية هي محصلة لوجود الرقابة االلكترونية‪ ،‬التي‬
‫تضمن املحاسبة الدورية على كل ما يقدم من خدمات‪.‬‬
‫‪ -3‬أهداف اإلدارة اإللكترونية‪ :‬تسعى اإلدارة اإللكترونية إلى تحقيق العديد من األهداف يمكن تلخيصها في اآلتي ‪( :‬نزلي‪،‬‬
‫‪ ،2016‬الصفحات ‪)180-179‬‬
‫تقديم خدمات جديدة ومتطورة‪:‬‬
‫مما ال شك فيه أن اإلدارة االلكترونية تهدف في النهاية لتقديم الخدمات إلى الجمهور بشكل الئق وبمواصفات تتفق‬
‫وجودة اإلدارة االلكترونية ذاتها‪ ،‬لذلك فإن مخططي برامج اإلدارة االلكترونية يراعون محاور عديدة يمكن من خاللها‬
‫تحسين مستوى الخدمة املقدمة للجمهور‪ ،‬ومن هذه املحاور محاولة تجاوز األخطاء التي يقع فيها املوظف العادي عند‬
‫قيامه بعمله‪ ،‬ذلك أن الحاسب اآللي وحسب البرنامج وقاعدة البيانات املزود يعطيان نتائج يقينية ال مجال للخطأ فيها‪،‬‬
‫وهو ما يحقق سهولة في إنجاز املعامالت الخاصة باألفراد أو الشركات أو املؤسسات سيما وأن نظام اإلدارة االلكترونية‬
‫يختصر إجراءات كثيرة ومراحل متعددة ‪.‬‬
‫التقليل من البيروقراطية‪:‬‬
‫بعد ثورة املعلومات واالتصاالت التي تعيشها البشرية‪ ،‬ظهرت بوادر ما يسمى بطريق املعلومات السري‪ ،‬والذي عن‬
‫طريقه يمكن للشخص الذي يرغب في معلومات معينة أن يحصل عليها في ثوان معدودة من خالل شبكات االنترنيت‬
‫ومقوماتها املتمثلة في كابالت األلياف البصرية والحواسيب‪ ...،‬إلخ كل هذه اإلمكانيات بما فيها طريق املعلومات السريع‬
‫يستفيد منها القائمون على شبكات اإلدارة االلكترونية‪ ،‬وذلك من أجل تقليل نسبة التعقيدات اإلدارية التي يمر بها القرار‬
‫اإلداري أو املعامالت الخاصة باألفراد‪ ،‬وذلك من خالل تخفيف البيروقراطية واختصار مراحل انجاز املعامالت وعدد‬
‫الدوائر املساهمة في إنجاز طلبات ومصالح الجمهور ‪.‬‬
‫تسهيل املعامالت لعمالء اإلدارة اإللكترونية‪:‬‬
‫تظهر هذه التسهيالت من خالل وجود أسلوب موحد للتعامل مع كل من يرغب في الحصول على خدمات هذه‬
‫اإلدارة‪ ،‬وهذا ما يضفي الشفافية على هذه التعامالت‪ ،‬ذلك أن الشخص الذي يرغب في قضاء طلبه يجب عليه إتباع‬
‫إجراءات محددة‪ ،‬وبالتالي ال يمكن ملتعامل آخر اختصار هذه اإلجراءات أو ترك مرحلة من مراحلها‪ ،‬ولكن الجميع متساوون‬
‫في إتباع هذه اإلجراءات‪ ،‬كذلك فنظام الخدمات االلكترونية يقوم على مدار الساعة‪ ،‬بمعنى أن صاحب الشأن يمكنه‬
‫الدخول على شبكة اإلدارة االلكترونية في أي وقت للحصول على الخدمة التي يرغب فيها ‪.‬‬
‫الشفافية ‪ :‬إن دعم الشفافية بداخل اإلدارة يعمل على بث الطمأنينة واألمان والثقة في نفوس املواطنين‪ ،‬مما يؤدي‬
‫باإلدارة العامة أن تعمل بوضوح تام بعيدا عن الشكوك‪ ،‬فاإلدارة اإللكترونية تدعم الشفافية وتقلل من الرشاوي‪.‬‬
‫‪ -4‬أبعاد اإلدارة اإللكترونية‪:‬‬
‫تقوم اإلدارة اإللكترونية على عدة أبعاد لعل أهمها ‪( :‬فالق و أنساعد‪ ،2013 ،‬صفحة ‪)02‬‬
‫• إدارة بال ورق ‪:‬حيث تعتمد اإلدارة اإللكترونية على األرشيف اإللكتروني والبريد اإللكتروني واألدلة واملفكرات‬
‫اإللكترونية والرسائل الصوتية ونظم تطبيقات املتابعة اآللية‪.‬‬
‫• إدارة عن بعد ‪:‬تعتمد اإلدارة اإللكترونية على االتصال اإللكتروني والتليفون املحمول والتليفون الدولي الجديد‬
‫واملؤتمرات اإللكترونية وغيرها من وسائل االتصال‪.‬‬

‫‪57‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫• إدارة بال تنظيمات جامدة ‪:‬فالعمل يتم من خالل املؤسسات الذكية التي تعتمد على صناعة املعرفة‪.‬‬
‫• إدارة بال زمان ‪ :‬تستمر ‪24‬ساعة مستمرة ففكرة اليل والنهار والصيف والشتاء هي أفكار لم يعد لها مكان في العالم‬
‫الجديد فنحن ننام وشعوب أخرى تصحو لذلك ال بدمن العمل املتواصل ملدة ‪ 24‬ساعة حتى نتمكن من االتصال بهم‬
‫وقضاء مصالحنا‪( .‬إبراهيم‪ ،2010 ،‬صفحة ‪)54‬‬
‫‪ -5‬متطلبات اإلدارة اإللكترونية‪:‬‬
‫يقتض ي التحول نحو تطبيق اإلدارة االلكترونية متطلبات عديدة نذكر من أهمها ‪( :‬عبان‪ ،2015 ،‬الصفحات ‪)75-73‬‬
‫أ‪ /‬املتطلبات اإلدارية ‪ :‬تنحصر املتطلبات اإلدارية الواجب مراعاتها عند تطبيق اإلدارة اإللكترونية في العناصر التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬وضع استراتيجيات وخطط التأسيس ‪ :‬والتي يمكن أن تشمل إدارة ‪ ،‬أو هيئة على املستوى الوطني لها وظائف‬
‫التخطيط و املتابعة والتنفيذ ملشاريع الحكومة االلكترونية ‪ ،‬وفي هذه املرحلة البد من توفير الدعم ‪ ،‬والتأييد من طرف‬
‫اإلدارة العليا في الهرم اإلداري مع توفير مخصصات مالية كافية إلجراء التحول املطلوب‪.‬‬
‫‪ -2‬توفر البنية التحتية لإلدارة االلكترونية‪ :‬إذ البد من العمل على تطوير مختلف شبكات االتصاالت ‪،‬بما يتوافق مع‬
‫بيئة التحول التي تستدعي شبكة واسعة ‪ ،‬ومستوعبة للكم الهائل من االتصاالت ‪ ،‬دون إهمال التجهيزات التقنية األخرى‬
‫من معدات وأجهزة وحاسبات آلية ومحاولة توفيره وإتاحته لألفراد واملؤسسات‪.‬‬
‫‪ -3‬تطوير التنظيم اإلداري والخدمات واملعامالت الحكومية وفق تحول تدريجي ‪ :‬بإعادة تنظيم الجوانب واملحددات‬
‫الهيكلية ‪ ،‬ومختلف الوظائف الحكومية ‪ ،‬بما يجعلها تنسجم ومبادئ اإلدارة االلكترونية مثل( إلغاء إدارات ‪ ،‬استحداث‬
‫إدارات جديدة تساير التطور التكنولوجي‬
‫‪ -4‬متطلب الكفاءات واملهارات املتخصصة‪ :‬وهو ضرورة وجود يد عاملة مؤهلة تمتلك زادا معرفيا يحيط بمبادئ التقدم‬
‫التقني ‪ ،‬ولها من الخبرة ما يمكنها من أن تصبح موردا بشريا مؤهال الستخدام تقنيات املعلومات‪.‬‬
‫‪ -5‬وضع التشريعات القانونية الالزمة لتطبيق اإلدارة االلكترونية قبل التطبيق عن طريق تحديد اإلطار القانوني الذي‬
‫يقر بالتحول االلكتروني وأثناء التطبيق أي تكملة للنقائص والفراغ القانوني الالزم ‪ ،‬والذي يمكن أن يظهر في أي مرحلة‬
‫من مراحل التحول ‪ ،‬وبعد التطبيق بوضع قواعد قانونية ضامنة ألمن املعامالت االلكترونية وتحديد اإلجراءات العقابية‬
‫الخاصة بفئة املتورطين في جرائم اإلدارة االلكترونية‪.‬‬
‫ب ‪/‬املتطلبات االقتصادية واالجتماعية ‪ :‬إذ تشمل العمل على خلق تعبئة اجتماعية مساعدة‪ ،‬ومستوعبة لضرورة‬
‫التحول لإلدارة االلكترونية ‪ ،‬وعلى دراية كافية بمزايا تطبيق الوسائل التقنية في األجهزة اإلدارية ‪ ،‬مع االستعانة بوسائل‬
‫اإلعالم ‪ ،‬وجمعيات املجتمع املدني في دعم اللقاءات والندوات والتجمعات التحسيسية الخاصة بنشر فوائد تطبيق اإلدارة‬
‫االلكترونية ‪ ،‬برمجة حصص تدريبية على استعمال اآلالت التقنية في مختلف املستويات التعليمية ثقافة تكنولوجية مع‬
‫ضرورة توفير املخصصات املالية الكافية لتغطية اإلنفاق على مشاريع اإلدارة االلكترونية ‪ ،‬دون إهمال االستثمار في ميدان‬
‫تكنولوجيا املعلومات واالتصال ‪ ،‬وإيجاد مصادر تمويل لها تمتاز بالديمومة على املستوى املركزي واملحلي‪.‬‬
‫ج‪ /‬املتطلبات البشرية ‪ :‬يعتبر العنصر البشري أهم املوارد التي يمكن استثمارها لتحقيق النجاح في أي مشروع وفي أي‬
‫منظمة‪ ،‬فلذلك يعتبر العنصر البشري ذو أهمية بالغة في تطبيق اإلدارة االلكترونية‪ ،‬حيث يعتبر هو املنشأ لإلدارة‬
‫االلكترونية ‪ ،‬فهو الذي اكتشفها و من ثم طورها و سخرها لتحقق أهدافه التي يصبوا إليها‪ ،‬لذلك فإن اإلدارة االلكترونية‬
‫من و إلى العنصر البشري و تتمثل البنية التحتية البشرية لألعمال االلكترونية في مجموعة امللكات العلمية و الفنية و‬
‫لتقديم الخدمات املرتبطة باألعمال االلكترونية سواء تلك املهارية املؤهلة املرتبطة بالبنية التحتية الصلبة تأسيسات‪،‬‬
‫توصيالت‪ ،‬تشبيك‪ ،‬تصليحات‪ ،‬تطوير أو البنية التحتية الناعمة ‪ ،‬تقديم خدمات‪ ،‬استشارات‪ ،‬نماذج أعمال جديدة‪،‬‬
‫برمجيات تطبيقية ‪....‬الخ‪.‬‬

‫‪58‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫د‪ /‬املتطلبات التقنية ‪ :‬يشكل هذا املحور حجر األساس ملوضوع اإلدارة االلكترونية‪ ،‬حيث يمثل األجهزة والتقنيات الالزمة‬
‫إلنجاح املشروع و يتم من خاللها تمثيل املعلومات و نقلها الكترونيا مع ضمان سريتها و دقتها‪ ،‬و تنفيذ املعامالت و الخدمات‬
‫عن بعد‬
‫باستخدام الشبكات االلكترونية صحتها و مصداقيتها‪ ،‬إن توفير البنية التحتية من تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت و‬
‫توفير األجهزة و املعدات و البرامج و أساليب ومصادر املعرفة املالئمة و إتاحتها لالستخدام على أوسع نطاق ممكن من‬
‫متطلبات نجاح‬
‫تطبيق اإلدارة االلكترونية‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬أساسيات حول الخدمة العمومية وبعض املصطلحات املرتبطة بها‬
‫‪ -1‬تعريف املر افق العمومية‪:‬‬
‫يقصد باملرافق العمومية باملفهوم الشكلي كل جهاز أو هيئة أو منظمة أو شخص يزاول نشاطا يهدف إلى تحقيق‬
‫املصلحة العامة للمجتمع‪ ،‬حيث توكل إليه مهمة تحقيق املنفعة العامة ويخضع لرقابة الدولة‪ ،‬تكون هذه املرافق إما ذات‬
‫ملكية عامة وتدار من قبل شخص عمومي‪ ،‬أو ذات ملكية مختلطة بين شخص عمومي وشخص خاص غير أن الدولة‬
‫تساهم بالنسبة األكبر‪ ،‬أو تكون ملكا للدولة ويديرها شخص خاص يكون خاضعا لرقابة شخص عمومي‪.‬‬
‫‪ -2‬أنواع املر افق العمومية‪:‬‬
‫تنقسم املرافق العمومية إلى عدة أنواع حسب املعيار املستخدم في تصنيفها‪ ،‬وفيما يلي سنتطرق إلى هذه األنواع ‪:‬‬
‫(تيشات‪ ،2015 ،‬الصفحات ‪)18-16‬‬
‫أ‪ -‬أنواع املر افق العمومية حسب طبيعة نشاطها‪ :‬تنقسم املرافق العمومية حسب هذا املعيار إلى‪ :‬مرافق عمومية‬
‫ذات طابع إداري‪ ،‬ذات طابع اجتماعي‪ ،‬ذات طابع اقتصادي وتجاري‪ ،‬مرافق عمومية ذات طابع منهي أو نقابي‪:‬‬
‫• املرافق العمومية ذات الطابع اإلداري ) ‪ :( EPA‬هي تلك املرافق التي تنشئها اإلدارة العمومية (املركزية أو اإلقليمية) ملمارسة‬
‫وظائفها املتمثلة أساسا في النشاط التقليدي للدولة في مجاالت التعليم‪ ،‬الصحة‪ ،‬األمن‪ ،‬والدفاع الوطني‪ ،‬هذه املرافق‬
‫تمارس نشاطا إداريا بحتا يدخل في صميم الوظيفة اإلدارية‪ ،‬هذا النشاط اإلداري يختلف اختالفا جذريا وجوهريا في‬
‫طبيعته عن النشاط الخاص لألفراد األمر الذي يستوجب ويحتم خضوع هذه املرافق لنظام قانوني خاص بها واستثنائي‬
‫وهو نظام القانون اإلداري الذي يختلف في قواعده عن قواعد القانون الخاص‪ ،‬فاملرافق العمومية اإلدارية هي فئة املرافق‬
‫العمومة التقليدية التي قامت على أساسها نظرية القانون اإلداري‪.‬‬
‫• املرافق العمومية ذات الطابع االجتماعي (‪ :) EPS‬هي تلك املرافق التي تمارس نشاطا اجتماعيا وتستهدف تحقيق خدمات‬
‫اجتماعية للمواطنين‪ ،‬مثل‪ :‬املرافق املخصصة لتقديم إعانات للمواطنين ومراكز الضمان االجتماعي والتقاعد ومراكز‬
‫الراحة‪ ،‬مرافق الحماية االجتماعية‪ ،‬والتأمينات‪ ،‬هذا النوع من املرافق يخضع لخليط من قواعد القانون اإلداري وقواعد‬
‫القانون الخاص‪ ،‬كما تمثل منازعاتها أمام القضاء اإلداري وأحيانا أمام القضاء العادي‪.‬‬
‫• املرافق العمومية ذات الطابع الصناعي والتجاري )‪ :(EPIC‬ظهرت هذا النوع من املرافق نتيجة ازدياد تدخل الدولة في‬
‫الحياة العامة خاصة في امليادين االقتصادية والتجارية والتي هي أصال من شؤون القطاع الخاص واهتمامات األفراد‪،‬‬
‫وتشمل املرافق العمومية ذات الطابع االقتصادي مجموع املرافق التي تزاول نشاطا اقتصاديا بهدف تحقيق أهداف‬
‫اقتصادية إلشباع حاجات عامة اقتصادية‪ ،‬صناعية‪ ،‬تجارية‪ ،‬مالية‪ ،‬أو زراعية‪ ،‬وتخضع هذه املرافق ملزيج من قواعد‬
‫القانون اإلداري وقواعد القانون الخاص ( القانون التجاري‪ ،‬وقانون العمل)‪ ،‬ومن أمثلة هذه املرافق نذكر‪ :‬مرافق النقل‬
‫البري‪ ،‬البحري‪ ،‬والجوي‪ ،‬املعهد الوطني لإلنتاجية والتنمية الصناعية (‪.)INPED‬‬

‫‪59‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫• املرافق العمومية ذات الطابع املنهي أو النقابي )‪ :(EPP‬تتولى هذه املرافق توجيه النشاط املنهي بواسطة هيئات يخولها‬
‫القانون بعض امتيازات السلطة العامة كنقابات املهن الزراعية‪ ،‬نقابة املهندسين‪ ،‬نقابة األطباء‪ ،‬وغرف التجارة‪ ،‬حيث‬
‫تلزم القوانين العاملين بإحدى هذه امل هن أن يشتركوا في عضويتها‪ ،‬وأن يخضعوا لسلطتها‪ ،‬تخضع هذه املرافق ملزيج من‬
‫قواعد القانون اإلداري والقانون الخاص‪.‬‬
‫ب‪ -‬أنواع املر افق العمومية وفقا ملداها اإلقليمي‪ :‬تنقسم املرافق العامة وفقا لهذا املعيار إلى مرافق عمومية وطنية‪،‬‬
‫وأخرى محلية أو إقليمية‪:‬‬
‫• املرافق العمومية الوطنية‪ :‬وهي مجموعة املرافق التي يمتد نشاطها ليشمل جميع إقليم الدولة وتنشأ لتحقيق أهداف‬
‫على املستوى الوطني‪ ،‬ومنها مرفق األمن الوطني‪ ،‬مرفق الجمارك‪ ،‬مرفق القضاء‪.‬‬
‫• املرافق العمومية اإلقليمية أو املحلية‪ :‬وهي تلك املرافق التي أمر قانون البلدية أو الوالية بإنشائها‪ ،‬بحيث تمارس‬
‫نشاطها داخل إقليم الوالية أو البلدية‪ ،‬وتتولى السلطات املحلية أمر تسييرها واإلشراف عليها ألنها أقدر من الدولة‪ ،‬وهي‬
‫تأخذ عدة أشكال إدارية‪ ،‬اقتصادية‪ ،‬اجتماعية‪ ،‬ومنها نذكر دور الشباب‪ ،‬ودور الثقافة‪.‬‬
‫ج‪ -‬أنواع املر افق العمومية وفقا ألسلوب إنشائها‪ :‬تنقسم املرافق العمومية وفقا لهذا املعيار إلى مرافق إجبارية‪ ،‬أخرى‬
‫إرادية أو اختيارية‪:‬‬
‫• املرافق العمومية اإلجبارية‪ :‬يشمل هذا النوع من املرافق تلك املرافق التي تلتزم الدولة بإنشائها وجوبا‪ ،‬أي ال تحتاج‬
‫ألداة تشريعية ملمارستها باعتبار أنها تدخل في إطار الوظيفة الطبيعية للدولة ومنها‪ :‬نذكر مرفق الدفاع الوطني‪ ،‬مرفق‬
‫العدالة‪.‬‬
‫• املرافق العمومية اإلرادية‪ :‬هي مجموعة املرافق العمومية التي تنشئها الدولة بإرادتها الصريحة‪ ،‬حيث أنها مرافق‬
‫اختيارية تتمتع السلطة اإلدارية املختصة بحرية التصرف بصدد إنشائها من أجل القيام بنشاط محدد‪ ،‬ويتم ذلك بتدخل‬
‫السلطة التشريعية‪ ،‬ومن األمثلة عليها مرفق النقل واملواصالت‪ ،‬مرفق املناجم‪.‬‬
‫د‪ .‬أنواع املر افق العمومية وفقا لكيفية تنظيمها‪ :‬تنقسم املرافق العمومية وفقا لهذا املعيار إلى مرافق عمومية تتمتع‬
‫بالشخصية املعنوية‪ ،‬وأخرى ال تتمتع بها‪:‬‬
‫• مرافق عمومية تتمتع بالشخصية املعنوية‪ :‬وهي تلك املرافق التي يعترف لها قرار إنشائها باالستقالل املالي‪ ،‬واإلداري‪،‬‬
‫ويكون لها الحق في التقاض ي‪.‬‬
‫• مرافق عمومية ال تتمتع بالشخصية املعنوية‪ :‬وهي تلك املرافق التي ال يعترف لها قرار إنشائها بالشخصية املعنوية‪،‬‬
‫ويتم إلحاقها بأحد أشخاص القانون العام ( الدولة‪ ،‬الوزارات )‪ ،‬ومنها نذكر الدائرة املديريات غير املمركزة ( مديرية الري‪،‬‬
‫الشباب والرياضة‪ ،‬التربية)‪.‬‬
‫‪ -3‬تعريف الخدمة العمومية‪:‬‬
‫يعتبر ليون دوجي )‪( (L-Duguit‬عميد كلية بوردو) أول من استعمل عبارة » ‪ ،« service public‬حيث قام هذا األخير‬
‫بتطوير النظرة املوضوعية للمرافق العمومية من خالل اهتمامه بمخرجات هذه األخيرة‪ ،‬وقد اعتبر دوجي أن القانون‬
‫اإلداري مستوحى من الخدمة العمومية وأن الدولة عبارة عن تشكيلة من الخدمات العمومية‪ ،‬وفيما يلي سنعرض أهم‬
‫التعاريف التي أعطيت للخدمة العمومية‪:‬‬
‫‪ -‬عرفها دوجي (‪ )L- Duguit‬بأنها‪ " :‬كل نشاط تؤمنه‪ ،‬تنظمه‪ ،‬وتراقبه الحكومة‪ ،‬هذا النشاط هو ضروري لتحقيق التضامن‬
‫االجتماعي‪ ،‬والذي ال يمكن تحقيقه إال بتدخل القوة العمومية " (‪)2007 ،Debat‬‬

‫‪60‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫‪-‬عرفها كل من جيز و مستر )‪ " :(G- Jèze & Mester‬الخدمات العمومية هي تلك األنشطة التي تتعلق بتحقيق املنفعة‬
‫العامة " (‪)2007 ،Escallier‬‬
‫‪ -‬عرفها القانون الفرنس ي‪ " :‬الخدمات العمومية هي تلك التي تعد تقليديا خدمة فنية‪ ،‬تزود بصورة عامة كاستجابة لحاجة‬
‫عامة‪ ،‬ويتطلب توفيرها أن يحترم القائمون على إدارتها مبادئ‪ :‬املساواة‪ ،‬االستمرارية‪ ،‬والتكيف" (حجازي‪ ،2004 ،‬صفحة ‪)29‬‬
‫‪ -‬عرفها بارتولي )‪ " :)A- Bartoli‬الخدمات العمومية هي كل نشاط تقوم به الهيئات العمومية بصفة مباشرة أو غير مباشرة‬
‫عن طريق منظمات خاصة تكون خاضعة لرقابة السلطة العمومية‪ ،‬ويهدف إلى تحقيق املنفعة العامة " (‪،2009 ،Bartoli‬‬
‫صفحة ‪)51‬‬
‫من خالل التعاريف السابقة يمكن استنتاج التعريف التالي‪:‬‬
‫الخدمة العمومية هي كل خدمة يسهر كل جهاز عمومي على توفيرها بغرض تحقيق املنفعة العامة‪ ،‬هذه الخدمة يتم‬
‫تسييرها‪ ،‬وتنظيمها من قبل الدولة سواء بصفة مباشرة عن طريق الهيئات العمومية‪ ،‬أو بصفة غير مباشرة عن طريق‬
‫الخواص تحت رقابة شخص عمومي‪.‬‬
‫‪ -4‬أنواع الخدمات العمومية‪:‬‬
‫تأخذ الخدمة العمومية عدة أشكال فقد تكون خدمات إدارية‪ ،‬اجتماعية‪ ،‬أو ثقافية‪ ،‬هذه األشكال نذكرها فيمايلي‪:‬‬
‫(‪ ،2009 ،Bartoli‬صفحة ‪)52‬‬
‫أ‪ .‬خدمات عمومية مرتبطة بسيادة الدولة‪ :‬يرتبط هذا النوع من الخدمات بالدور التقليدي للدولة (العدالة‪ ،‬األمن‪،‬‬
‫الدفاع الوطني‪ ،‬املالية العامة)‪ ،‬مثل هذه الخدمات تسهر على تقديمها اإلدارة املركزية‪.‬‬
‫ب‪ .‬خدمات ذات طابع اجتماعي وثقافي‪ :‬كالتعليم‪ ،‬الصحة‪ ،‬املساعدات االجتماعية‪...‬‬
‫ج‪ .‬خدمات ذات طابع صناعي وتجاري‪ :‬ظهر هذا النوع من الخدمات في القرن ‪ 20‬مع التطور امللحوظ لدور الدولة في‬
‫الحياة االقتصادية‪ ،‬وفي تحقيق رفاهية املواطنين كالنقل‪ ،‬االتصاالت‪ ،‬الطاقة‪...‬إلخ‬
‫‪ -5‬مبادئ الخدمات العمومية‪:‬‬
‫تقوم الخدمات العمومية على ثالثة مبادئ تم وضعها من طرف لويس روالند (‪ ، )L- Roland‬هذه املبادئ هي‪:‬‬
‫➢ مبدأ املساواة أمام الخدمات العمومية (‪ :)L’égalité‬يقصد بمبدأ املساواة أمام املرافق العمومية‪ ،‬املساواة في املعالجة‬
‫‪ ،‬بمعنى أن املستفيدين من الخدمة العمومية يكونون في وضعية متماثلة ويعالجون بنفس الطريقة‪ ،‬وعليه فإن الخدمة‬
‫العمومية يجب أن تضمن الحياد‪ ،‬وعدم التفرقة من خالل إعطاء األولوية لفئة معينة من املستفيدين على حساب فئة‬
‫أخرى‪ ،‬بمعنى أنه يجب أن يحصل جميع املواطنين على الخدمة العمومية‪ ،‬وأن تتشابه الضريبة أو الرسوم في املواقع‬
‫املتشابهة‪ ،‬وأن يدفع الجميع بنفس الطريقة‪ ،‬وأن يحصلوا على جميع الضمانات‪.‬‬
‫➢ مبدأ استمرارية الخدمات العمومية (‪ " :)La continuité‬يعتبر هذا املبدأ جوهر الخدمات العمومية ألن تقديم هذه‬
‫األخيرة يجب أن يكون بصفة مستمرة ومنتظمة من أجل ضمان تقديم الخدمة العمومية بصفة دائمة‪ ،‬أي إتاحة الخدمة‬
‫العمومية ألي فرد يحتاجها في ظل ظروف محددة ( إال في حاالت يتعذر على هيئات تقديم الخدمة العمومية االستمرار في‬
‫تقديمها ) " (‪ ، )René CHapus, 2001, p. 608‬فمبدأ االستمرارية في تقديم الخدمة العمومية يضمن استمرارية الدولة‪ ،‬ويسمح‬
‫بتلبية الحاجات األساسية للمواطنين في األوقات التي يحتاجون إليها‪.‬‬
‫➢ مبدأ التكيف مع التغيرات (‪ :)La mutabilité‬يشير هذا املبدأ إلى ضرورة تكيف الخدمات العمومية مع احتياجات‬
‫املستخدمين‪ ،‬بمعنى أن الخدمة العمومية يجب أن تتطور مع مرور الزمن‪ ،‬وتطور املجتمعات‪ ،‬هذا التطور يجب أن يكون‬
‫كميا ونوعيا‪.‬‬

‫‪61‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫‪-6‬أهمية الخدمات العمومية ‪:‬‬


‫تتلخص أهمية الخدمات العمومية في العناصر التالية ‪( :‬نزلي‪ ،2016 ،‬الصفحات ‪)183-182‬‬
‫‪ -‬إن الخدمات العمومية هي جوهر الحياة بالنسبة للمواطن ومرتكزات التقدم للمجتمع ‪:‬‬
‫فالفرد يحتاج إلى الصحة‪ ،‬التعليم‪ ،‬املاء‪ ،‬الكهرباء والسكن‪ ،‬محيط نظيف‪...‬إلخ لكي يكون إنسان ذو تأثير إيجابي في‬
‫املجتمع‪ ،‬حيث كلما توفرت هذه الخدمات بالكمية والنوعية املناسبة كلما دل ذلك على مستوى التنمية االقتصادية‬
‫واالجتماعية والبشرية ‪ ،‬حيث تعتبر جوانب حيوية للتنمية الشاملة‪.‬‬
‫‪ -‬الخدمات العمومية تدعم موقف الحكومة أو القائم على تقديمها إذا كانت تقدم بطريقة ترض ي املواطن‪:‬‬
‫حيث أن الحكومات سواء على املستوى املركزي أو املحلي تلتزم ببعض اإلنجازات واملشروعات التي تمثل متطلبات املواطنين‬
‫وكلما جسدت هذه األخيرة كان هناك وفاء لاللتزامات من قبل الحكومة وينعكس ذلك على كسب ثقة املواطنين‪.‬‬
‫‪ -‬تحقيق االستقرار االجتماعي واالقتصادي والسياس ي‪:‬‬
‫إن االستقرار بكل أشكاله له تأثير على نمو وتطور املجتمعات فهو يوفر املناخ املالئم للعمل واإلنتاج ويسهم في تسريع‬
‫اإلنجاز التنموي في كافة أبعاده‪ ،‬والسلطة في أي مجتمع من خالل فعالية أدوارها الوظيفية هي التي تمسك بالحد األدنى‬
‫واملطلوب من اإلجراءات لتحقيق هذا االستقرار وتتجلى أهم محددات االستقرار في تأمين الخدمات العمومية ‪ :‬العمل‪،‬‬
‫السكن‪ ،‬الرفاه االجتماعي‪ ،‬األمن بكل أبعاده‪ ،‬باإلضافة إلى العدالة االجتماعية والتوزيعية واستمراريتها في تقديمها لعموم‬
‫املجتمع‪.‬‬
‫‪ -‬مستوى الخدمات العمومية املقدمة هو معيار ملدى التنمية في املجتمع‪:‬‬
‫كانت مؤشرات التنمية االقتصادية واالجتماعية سابقا ترتكز على مستوى الدخل والناتج القوميين ومعدل دخل الفرد‬
‫وأصبحت اليوم مؤشرات جديدة هي التي يتم بها قياس مدى تقدم املجتمعات وهي مؤشرات التنمية البشرية من صحة‬
‫تعليم وسكن‪...‬إلخ‪.‬‬
‫كما أن الحكم النهائي على أي حكومة يكون من خالل فعالية الخدمات التي تقدمها فالدول وهي تصارع لتلبية‬
‫الطلبات املتزايدة للمجتمع كثيرا ما تجد نفسها عاجزة عن التعاطي مع املهام الراهنة وهو ما أدى بها إلى البحث عن ترتيبات‬
‫جديدة للشراكة مع هيئات املجتمع املدني واملنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص بغية الرفع إلى أقص ى حد من‬
‫مستويات الخدمات املقدمة ملواطنيها‪.‬‬
‫‪-7‬تعريف املنفعة العامة ‪:‬‬
‫املنفعة العامة أو الجماعية هي تلك املنفعة التي ال تكون محال للتنافس السوقي )‪( )non- rivalité‬يمكن استهالكها من‬
‫طرف العديد من املواطنين في آن واحد)‪ ،‬وغير مقصية )‪ (non- excluable‬بمعنى أن استهالكها من طرف أحد املستهلكين‬
‫ال يقص ي اآلخرين من االنتفاع بها‪ ،‬وعليه فان املنفعة الجماعية تنتج وتكون متاحة لكل مستخدم جديد وبتكلفة حدية‬
‫ضعيفة كالدفاع الوطني‪ ،‬العدالة‪ ،‬األمن‪ ،‬حفظ النظام العام‪ ،‬العالقات الخارجية‪ ،‬الصحة والتعليم‪...‬‬
‫‪-8‬خصائص املنافع العمومية‪:‬‬
‫من خالل التعريف املقدم يمكن أن نستنتج خاصيتين أساسيتين للمنافع الجماعية هما‪:‬‬
‫أ_ املنفعة الجماعية ال تكون محال للتنافس السوقي (‪ :)non- rivalité‬بمعنى أن املنفعة الجماعية ال يكون عليها تنافس‬
‫سوقي‪ ،‬أي أن ال تكون من السلع التي يقدمها القطاع الخاص لعدم وجود تنافس عليها و ذلك ألن إضافة أي مستهلك جديد‬
‫الستهالك السلعة ال تزيد من تكاليف اإلنتاج و ال تقلل من استهالك اآلخرين لها فاملنطق االقتصادي يقض ي بأن يكون سعر‬
‫استهالك السلعة للمستهلك مساويا للنفقة الحدية الناتجة من استهالكه‪ ،‬و بما أن النفقة الحدية بالنسبة لهذا املستهلك‬

‫‪62‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫تساوي صفرا‪ ،‬وعليه ينبغي أن يكون سعر استهالكها مساويا لنفقتها أي ينبغي أن تقدم مجانا أو بسعر رمزي للمستهلك وال‬
‫يمكن أن تقدم هذه الخدمات باملجان وعلى سبيل االلتزام سوى الدولة بحكم مسؤوليتها عن رعايتها لشؤون املجتمع‪.‬‬
‫ب‪ -‬املنفعة العامة ال تقص ي اآلخرين من االنتفاع بها (‪ :(non-excluable‬ويقصد بذلك أن السلعة التي ال يستطيع املستهلك‬
‫الحصول عليها إال بعد دفع ثمنها يكون قد حرم املستهلكين اآلخرين من استهالكها حيث يكون أثر حصوله على هذه املنفعة‬
‫هو استبعاد أو إقصاء اآلخرين من االنتفاع بها وعملية االستبعاد هذه تدفع القطاع الخاص إلنتاجها‪ ،‬حيث يؤدي هذا‬
‫االستبعاد إلى إحداث تنافس سوقي على االنتفاع بها وبموجب ذلك يتحدد حجم الطلب ويتأثر السعر أما السلع التي ال‬
‫يستطيع الفرد استبعاد اآلخرين عن استهالكها بحيث ال يؤثر انتفاعه بها على انتفاع اآلخرين‪ ،‬فان السوق ال يستطيع‬
‫إنتاجها لعدم وجود تنافس عليها يحدد حجم الطلب ويعكس التكلفة ويحدد السعر‪.‬‬
‫ومن خالل ما سبق نذكر بعض املنافع التي تدخل ضمن املنفعة العامة أو الجماعية‪:‬‬
‫‪‬حاجات األمن والدفاع (القوات املسلحة‪ ،‬قوات األمن)؛‬
‫‪‬حفظ النظام العام (القضاء‪ ،‬الشرطة)؛‬
‫‪‬الصحة والتعليم‪...‬؛‬
‫‪‬بناء الجسور‪ ،‬الطرق‪ ،‬القنوات‪...‬‬
‫ثالثا‪ -‬مساهمة اإلدارة اإللكترونية في تحسين الخدمة العمومية في الجزائر‬
‫يمثل توجه الجزائر نحو تطبيق تكنولوجيا املعلومات واالتصال مدخال يعبر عن تغيير رئيس ي في ثقافة وممارسة‬
‫األعمال الحكومية‪ ،‬كوسيلة لتمكين الحكومة من تأمين إدارة أكثر كفاءة ملواردها ـ وبالتالي تمكينها من تنفيذ سياساتها‬
‫وخططها بكفاءة مرتفعة ‪.‬حيث يمثل انتشار االنترنت كتقنية محورية في استراتيجية التحول االلكتروني مرحلة هامة في‬
‫إرهاصات االنتقال نحو تكنولوجيا املعلومات واالتصال‪ ،‬والتحول للخدمات االلكترونية في املؤسسات العمومية‪ ،‬و اعتماد‬
‫مفهوم اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬كأداة لتطوير وإصالح منظمات الخدمة العمومية‪.‬‬
‫حيث سعت الجزائر إلى االستفادة من خدمات شبكة األنترنيت‪ ،‬ومختلف التقنيات املرتبطة من خالل ارتباطها‬
‫بشبكة األنترنيت في مارس ‪ 1994‬عن طريق مركز البحث العلمي والتقني ‪.‬الذي تم إنشاؤه من طرف وزارة التعليم العالي‬
‫والبحث العلمي في مارس ‪، 1986‬وكان من مهامه األساسية إقامة شبكة وطنية وربطها بشبكات إقليمية ودولية‪ .‬فقد عرفت‬
‫الجزائر منذ سنة ‪ 1994‬تقدما ملحوظا في مجال االهتمام واالشتراك والتعامل مع األنترنيت ففي نفس السنة كانت الجزائر‬
‫مرتبطة باألنترنيت عن طريق إيطاليا وتم ذلك في إطار مشروع تعاون مع منظمة اليونيسكو بهدف إقامة شبكة معلوماتية‬
‫في إفريقيا تسمى ب )‪ (RINAF‬وتكون الجزائر هي النقطة املحورية للشبكة في شمال افريقيا‪( .‬بختي‪ ،2002 ،‬صفحة ‪)23‬‬
‫فالجزائر وفي سبيل عصرنة املؤسسات واإلدارات وتحسين الخدمات العمومية املقدمة للمواطن قامت بإنشاء مجموعة‬
‫من الهيئات واألجهزة التي تضطلع بمهمة تطوير العمل اإلداري‪ ،‬ومنها الوزارة املنتدبة لدى رئيس الحكومة املكلفة باإلصالح‬
‫اإلداري والوظيفة العمومية منذ سنة ‪ ،1996‬الهيئة الوطنية للوقاية من الفساد اإلداري ومكافحته سنة ‪.2006‬‬
‫كما قامت الجزائر بتبني جملة من املشاريع وعلى رأسها مشروع الجزائر اإللكترونية ‪ 2013 -2008‬والذي يعكس مدى‬
‫اهتمام الحكومة الجزائرية بضرورة عصرنة القطاع الحكومي وما تمليه عليها الحاجة االجتماعية واالقتصادية والسياسية‬
‫والتكنولوجية التي مست أغلب الدول املتقدمة‪ .‬لذا عملت الجزائر على تطبيق اإلدارة اإللكترونية وتعميمها على مختلف‬
‫املؤسسات واإلدارات العمومية‪ ،‬مما انعكس إيجابا على نوعية وجودة الخدمات العمومية املقدمة للمواطن الجزائري ‪.‬‬

‫‪63‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫‪ -1‬الخدمات العمومية اإللكترونية )دراسة نماذج قطاعية)‪:‬‬


‫إن التعرف على مدى مساهمة اإلدارة االلكترونية في تحسين الخدمات العمومية يستوجب التطرق تجارب بعض‬
‫قطاعات الخدمة العمومية التي طبقت اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬وفيما يلي سنتطرق إلى تجربة قطاع العدالة‪ ،‬قطاع البريد‬
‫واملواصالت‪ ،‬قطاع الداخلية والجماعات املحلية على سبيل املثال ال الحصر ‪:‬‬
‫قطاع العدالة ‪ :‬يعتبر قطاع العدالة من أولى القطاعات التي تبنت مشروع اإلدارة اإللكترونية ويدخل ذلك في‬ ‫أ‪-‬‬
‫إطار الخطة الوطنية إلصالح العدالة التي أقرها الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة سنة ‪ ،2003‬وذلك للوصول إلى عدالة‬
‫في متناول املواطن بأكبر فعالية وأكثر سرعة (دراجي و موساوي‪ ،2008 ،‬صفحة ‪ ،)29‬ويمكن رصد أهم اإلنجازات التي تمت في‬
‫هذا القطاع الحساس كمايلي ‪( :‬غريس ي و شريف‪ ،2013 ،‬الصفحات ‪)103-102‬‬
‫أ‪ -1-‬األنظمة املعلوماتية ‪ :‬هي أنظمة موجهة لخدمة املواطن واملتقاض ي وتحسين الخدمات العمومية التي يقدمها قطاع‬
‫العدالة‪ .‬وتتمثل هذه األنظمة في ‪:‬‬
‫‪ -‬النظام اآللي لتسييرامللف القضائي ‪ :‬يسمح هذا النظام ب ‪:‬‬
‫➢ تسير امللف القضائي آليا منذ تسجيل القضية في املدني بمصلحة تسجيل الدعاوي‪ ،‬وإلى غاية صدور الحكم وفي‬
‫الجزائي منذ تحريك الدعوى العمومية وصدور الحكم إلى غاية تنفيذ العقوبة‪.‬‬
‫➢ يمكن املواطن من االطالع على القضية التي تهمه من خالل الشباك اإللكتروني والحصول على املعلومة الخاصة به في‬
‫الحين‪ ،‬دون تنقل للبحث عنها في مكاتب أمناء الضبط‪.‬‬
‫➢ يسمح بإضفاء الشفافية على العمل القضائي وفي التعامل مع املتقاض ي‪.‬‬
‫➢ املعالجة السريعة للقضايا التي تطرح على جهاز العدالة‪.‬‬
‫النظام اآللي لتسييرالجمهور العقابي ‪ :‬وهو نظام ‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫يتكفل بتسيير نشاط وملف النزيل منذ أول يوم يدخل فيه املؤسسة العقابية إلى غاية خروجه منها‪ .‬والتمكن من‬ ‫➢‬
‫الحصول على قاعدة معطيات خاصة باإلجرام بمختلف أشكاله‪.‬‬
‫معالجة سريعة وفعالة إلجراءات العفو‪.‬‬ ‫➢‬
‫الحصول على بطاقة خاصة لكل مسجون يمكن االعتماد عليه في حالة إفادة املسجون باإلفراج املشروط أو اتخاذ‬ ‫➢‬
‫أي إجراء آخر من طرف قاض ي تنفيذ العقوبات‪.‬‬
‫‪ -‬نظام صحيفة السوابق القضائية‪ :‬هو نظام يمكن من خالله تسليم الصحيفة رقم ‪ 03‬للمواطن والصحيفة رقم‬
‫‪ 02‬لإلدارات في وقت قصير‪ ،‬ومن أي جهة قضائية متواجدة على مستوى التراب الوطني‪ /‬كم يتم بواسطة هذا النظام‬
‫معالجة عملية رد االعتبار بقوة القانون بصفة آلية‪.‬‬
‫‪ -‬النظام اآللي لتسييراألرشيف التاريخي ‪ :‬يتكفل هذا النظام بفئة املسجونين أثناء فترة حرب التحرير الجزائرية ‪ ،‬وهذا‬
‫بهدف حفظ الذاكرة الوطنية ‪ ،‬وخدمة لهذه الفئة التي تتقدم إلى وزارة العدل في الغالب ‪ ،‬بهدف الحصول على شهادة‬
‫التواجد بالسجن أثناء الثورة‪( .‬عبان‪ ،2015 ،‬صفحة ‪)100‬‬
‫‪ -‬نظام تسييراألوامربالقبض ‪ :‬يهدف نظام تسيير األوامر بالقبض إلى ضمان الحريات الفردية ‪،‬من خالل توفير قاعدة‬
‫معطيات وطنية تسمح بالتعرف على كل املبحوث عنهم في إطار القانون ‪،‬وكذا الذين كف البحث عنهم ‪ ،‬وهذا النظام متاح‬
‫بأيدي الضبطية القضائية تستعمله في تنفيذ أوامر القضاء‪( .‬عبان‪ ،2015 ،‬صفحة ‪)100‬‬
‫إن مجمل األنظمة املعلوماتية املذكورة هي اليوم مطبقة وتعمل ضمن هيكل قاعدي أساس ي يسمى الشبكة القطاعية‬
‫لوزارة العدل‪ ،‬مكا يعتبر هذا اإلنجاز دعامة يضمن ديمومة واستمرارية عصرنة قطاع العدل ويضمن األمن للمعلومات‬

‫‪64‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫انطالقا من كونها شبكة داخلية‪ ،‬إضافة إلى أن وزارة العدل تنفرد بممول لخدمات األنترنيت يشمل مؤسسات قطاع‬
‫العدل‪ ،‬األمر الذي جعل القطاع يسير في فضاء اإلعالم واالتصال باملواطن واملتقاض ي‪.‬‬
‫أ– ‪ -1‬خدمة الشباك اإللكتروني عبراألنترنيت ‪ :‬جاء إطالق خدمة الشباك االلكتروني لتطوير قطاع العدالة وتقريبه من‬
‫املواطن‪ ،‬وقد تجسد هذا في شكل بوابة لتوجيه الرسائل اإللكترونية التي تمكن املواطن من الحصول على اإلجابة مباشرة‬
‫عن طريق بريده اإللكتروني‪ ،‬وذلك بعد التشخيص للقضية‪ ،‬أو االستفسار من قبل الخلية املشكلة من قضاة‪ ،‬ورجال‬
‫القانون‪ ،‬وإطارات من وزارة العدل‪.‬‬
‫إضافة إلى ذلك يقوم الشباك االلكتروني كجهاز خدمة عمومية بتوجيه املواطن فيما يخص استفساراته أو بحثه‬
‫في أي مسألة قانونية‪ ،‬ويقدم الشباك عددا من الوثائق القانونية تضم تشكيلة مكتملة متعلقة بالتشريع الجزائري‪،‬‬
‫والقوانين‪ ،‬واالتفاقيات الدولية املوجهة لرجال القانون‪ ،‬فضال على دالئل وكتيبات توضع تحت تصرف املواطن‪ ،‬كما تم‬
‫تزويد املوقع بمنتدى يتم في إطاره تنظيم نقاش عام ودوري حول مسائل الساعة الهامة‪ ،‬وذلك بغية نشر الثقافة القانونية‬
‫ووضع مصلحة االستقبال واالستعالم في مختلف الجهات القضائية‪ ،‬كما يتيح موقع وزارة العدل )‪(www.mjustice.dz‬‬
‫فضاء اعالمي خدمي يعرض فيه ما تقوم به الوزارة من نشاطات مثل اإلعالن عن املسابقات‪ ،‬املناقصات‪ ،‬نشاطات الوزير‪.‬‬
‫ب‪ -‬قطاع البريد واملواصالت‪:‬‬
‫تمثل مؤسسة بريد الجزائر أحد مؤسسات الخدمة العمومية التي لها حماية شبه كلية من الدولة ‪ ،‬بالنظر إلى‬
‫وضعيتها االحتكارية ‪ ،‬وفي ظل الضعف او االنعدام الكلي لألطراف املنافسة لها‪ ،‬أصبحت مؤسسة تخضع لرقابة عمومية‬
‫هي وزارة البريد وتكنولوجيا االعالم واالتصال‪ ،‬وبالتالي يصبح تدخل الدولة فيها متطورا ‪ ،‬وهو ما يفسره البعض بأنه ناتج‬
‫عن حجم وكبر املؤسسة في مجال تقديم الخدمات إذ تقوم – مؤسسة بريد الجزائر – بجملة خدمات تتمثل في ‪(:‬خدمات‬
‫الحساب البريدي الجاري ‪ ،‬وتقدم خدمة االطالع على الحساب ‪ ،‬الدفع ‪ ،‬السحب ‪ ،‬صناديق التوفير ‪ ،‬الطرود البريدية‪،‬‬
‫الحواالت البريدية‪ ،‬الرسائل )‪( .‬موقع وزارة البريد وتكنولوجيا اإلعالم واالتصاالت ‪ dz.mptic.www‬وتماشيا مع التطور‬
‫املحيط بمؤسسة بريد الجزائر‪ ،‬اتجهت سياسة هذه األخيرة إلى االعتماد على نموذج الخدمات التي تكفل احترام حقوق‬
‫املواطنين ‪ ،‬وتكسب ثقتهم باملؤسسة ‪ ،‬وموازاة مع محاولة عصرنة قطاع البريد تم إدراج تكنولوجيا املعلومات واالتصال‬
‫لتطوير الخدمات املقدمة للمواطنين‪ ،‬بشكل يعزز من الثقة ويكرس أفضل النتائج واالنجازات‪ ،‬وبالتالي تكرس التأسيس‬
‫لنظام الخدمات االلكترونية التي تبذلها مؤسسة بريد الجزائر ‪ ،‬ويمكن ترجمتها في النماذج اآلتية‪:‬‬
‫ب‪1-‬ـ الشباك االلكتروني ‪ :‬ويقوم بتوفير خدمات للزبائن واملتعاملين ‪ ،‬وهي كل األجهزة االلكترونية التي تسمح بعملية‬
‫سحب األوراق النقدية آليا ‪.‬‬
‫ب‪ -2-‬بطاقة السحب االلكترونية)‪ : (carte La CCP‬يتم استعمالها للحصول على الخدمات املالية لدى مؤسسة بريد‬
‫الجزائر ‪ ،‬والتي تعمل مع وجود الشباك االلكتروني إذ عن طريقها يتمكن املواطن أو الزبون من سحب النقود في أي شباك‬
‫بريدي ‪،‬أو موزع أتوماتيكي ‪ ،‬عبر القطر الجزائري ‪ ،‬ويقوم استخدام بطاقة السحب االلكترونية على) ‪: )Rapidité‬السرعة‬
‫‪) Disponibilité) ،‬التوفر ‪ (Sécurité ) ،‬األمن ‪.‬‬
‫إن مؤسسة بريد الجزائر تعرف تطورا ملحوظا في برنامج تطوير الخدمات باالعتماد على تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‬
‫‪ ،‬وهي من بين أكثر املؤسسات في الجزائر التي عرفت نموا متزايدا في إطار التحول نحو استخدام تكنولوجيا املعلومات‬
‫واالتصال ‪ ،‬ووفقا لخدمات بطاقة السحب املغناطيسية ‪ ،‬وتوفر الشبابيك االلكترونية خارج مؤسسات البريد تم تحقيق‬
‫العديد من التسهيالت للمواطنين ‪ ،‬حيث لم تعد هناك حاجة للوقوف في طابور االنتظار لسحب األموال ‪ ،‬إضافة إلى ما‬
‫تتيحه هذه التقنية – البطاقة املغناطيسية –من امتياز االستعمال الفوري ‪ ،‬ربح الوقت ‪ .‬ودعما لخدمات البريد‬
‫االلكترونية‪ ،‬فإن هناك خدمات أخرى تقدمها املؤسسة‪ ،‬وهي ‪:‬‬

‫‪65‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫‪ -‬خدمات االطالع على الرصيد ‪ :‬إذ توفر شبكة االنترنت خدمات الكترونية لكل األفراد ‪ ،‬واملتعاملين لدى مؤسسة‬
‫بريد الجزائر ‪ ،‬و الذين يملكون حسابا بريديا جاريا ‪ ،‬إذ لهم إمكانية االطالع على رصيد حسابهم البريدي ‪ ،‬إذ يلزم كل‬
‫متعامل ضمن هذا الشكل من الخدمات أن يمتلك رقم سري يقوم بتشكيله انطالقا من رقم حسابه البريدي‪.‬‬
‫‪ -‬خدمات طلب نماذج من الصكوك البريدية ‪ :‬عن طريق مأل املعلومات الخاصة بكل متعامل بشكل إلكتروني على‬
‫شكل استمارة إلكترونية‪.‬‬
‫‪ -‬خدمات الحصول على كشف العمليات الحسابية ‪ :‬من خالل طلب مراجعة لكل عمليات السحب والدفع‬
‫اإللكتروني التي جرت على مستوى حساب بريدي جاري معين‪.‬‬
‫ت‪ -‬قطاع الداخلية والجماعات املحلية ‪:‬‬
‫لقد تبنت وزارة الداخلية والجماعات املحلية في الجزائر وبالتنسيق مع إداراتها اإلقليمية عبر الوطن جملة من‬
‫اإلصالحات واإلجراءات التي بإمكانها تسريع تطبيق تقنية تكنولوجيا املعلومات واالتصال وفي هذا الجزء املهم من اإلدارة‬
‫العمومية في الجزائر باعتبارها تمثل اإلدارة األقرب للمواطن‪ ،‬وفيما يلي سنتطرق إلى أهم اإلجراءات واإلنجازات التي تبنتها‬
‫اإلدارة الوصية في سبيل تحسين الخدمات العمومية وتقريب املواطن من اإلدارة العمومية‪( :‬دراجي و موساوي‪،2008 ،‬‬
‫الصفحات ‪)34-31‬‬
‫ت‪ -1-‬جوازالسفر البيومتري‪ :‬لقد أخذت خذه الوثيقة حصة األسد من اهتمام وزارة الداخلية والجماعات املحلية ملا‬
‫تعتريه من أهمية بالغة لدى املواطن‪ ،‬وخصصت له جانبا خاصا في موقعها اإللكتروني‬
‫‪ http://passeport.interieur.gov.dz/Ar‬يختص في الطلب اإللكتروني لجواز السفر ويتضمن كل املعلومات الالزمة من‬
‫استمارة الطلب‪ ،‬الوثائق املطلوبة معايير الصور الالزمة‪ ،‬وكذا إمكانية متابعة مراحل الحصول على هذه الوثيقة املهمة‪.‬‬
‫ولإلشارة فإن من يملك جواز سفر بيومتري مسبقا يمكنه الحصول من بطاقة التعريف البيومترية بأسرع وقت وأقل جهد‬
‫ودون التنقل إلى املصالح اإلدارية املختصة بذلك‪.‬‬
‫ت‪ -2-‬بطاقة التعريف الوطنية البيومترية‪ :‬لقد قامت وزارة الداخلية والجماعات املحلية في الجزائر بإقرار جملة من‬
‫اإلجراءات وكذا التقنيات لتمكين الحصول على بطاقة التعريف الوطنية البيومترية‪ ،‬وذلك من خالل تطبيق إلكتروني‬
‫موحد تم وضعه من قبل وزارة الداخلية والجماعات املحلية يمكن املواطن من القيام بإجراءات الحصول على هذه الوثيقة‬
‫بداية من تحميل استمارة الطلب ومتابعة مراحل معالجتها إلى معرفة موعد استالمها عبر هذا التطبيق اإللكتروني‪ ،‬بحيث‬
‫يتم انتقال املواطن مرة واحدة على األكثر إلى مثرات البلدية ألخذ الصور وكذا البصمات‪ ،‬وهذا ما يقلل من الجهد والوقت‬
‫ويسهل العملية أمام املواطن واملوظف على حد سواء‪.‬‬
‫وفي سبيل تنفيذ مخطط عمل الحكومة الهادف إلى تحسين أداء الخدمة العمومية وجعلها تتميز بالفعالية‬
‫والشفافية قامت وزارة الداخلية والجماعات املحلية بتجسد عدة مشاريع هامة في مجال عصرنة املرافق العمومية‬
‫باستعمال التكنولوجيا الحديثة‪ ،‬تهدف مجمل هذه اإلنجازات إلى تحسين وترقية مستوى الخدمات العمومية وتقريب‬
‫املواطن من اإلدارة العمومية‪ ،‬ومن بين أهم االنجازات في هذا املجال نذكر ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬رقمنة جميع سجالت الحالة املدنية على املستوى الوطني وإحداث السجل الوطني اآللي للحالة املدنية وربط كل‬
‫البلديات وملحقاتها اإلدارية‪ ،‬وكذا البعثات الدبلوماسية والدوائر القنصلية به‪ ،‬وقد مكن هذا االنجاز املواطن من‬
‫استخراج كل وثائق الحالة املدنية بصفة آنية من أي بلدية أو ملحقة إدارية عبر الوطن دون أن يتكبد عناء التنقل‪ ،‬كما‬
‫مكن الجالية الجزائرية املقيمة بالخارج من تقديم طلب الحصول على عقد امليالد الخاص ‪12‬خ مباشرة عبر خدمة األنترنيت‬
‫والحصول عليه من املمثلة الدبلوماسية أو القنصلية املسجل فيها‪.‬‬

‫‪66‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫‪ -‬إنشاء السجل الوطني اآللي لترقيم املركبات والذي مكن املواطنين من الحصول على بطاقات الترقيم ملركباتهم بصفة‬
‫آنية ودون تكبد عناء التنقل إلى والية التسجيل‪.‬‬
‫‪ -‬كما أكد الوزير املكلف بإصالح الخدمة العمومية ضرورة توفير الوسائل العصرية لالتصال واالعالم وتوجيه‬
‫املواطنين ( الرقم األخضر‪ ،‬املوقع اإللكتروني‪ ،‬البريد اإللكتروني‪ )...‬من أجل تجنيب املواطنين عبء التنقالت غير املجدية‬
‫والعراقيل التي ال طائل منها والتقليل من مظاهر البيروقراطية‪.‬‬
‫نالحظ مما سبق أن الجزائر أولت اهتماما كبيرا لعملية تطوير الخدمة العمومية وتحسينها من خالل تعميم اإلدارة‬
‫اإللكترونية على معظم قطاعاتها من أجل تقريب املواطن من اإلدارة العمومية وتوطيد العالقة بينهما‪.‬‬
‫‪ -‬وفي إطار تسهيل اإلجراءات اإلدارية وتقريب املواطن من اإلدارة تم إنشاء وأول مرة في الجزائر تطبيق جديد عبر الهاتف‬
‫النقال يحمل عنوان " إجراءاتي " والذي يمكن املواطنين من االطالع على جميع املعلومات املتعلقة بأي إجراء إداري تقدمه‬
‫مصالح وزارة الداخلية والجماعات املحلية‪.‬‬
‫‪ -2‬دور اإلدارة االلكترونية في ترقية وتحسين الخدمة العمومية‪:‬‬
‫إن ترشيد الخدمة العمومية يدفع إلى ضرورة اعتماد عمل مراكز خدمة املواطن الذي يبنى على وجود مراكز قادرة على‬
‫االتصال بكافة إدارات الدولة تستطيع بالنيابة على املواطن متابعة كافة معامالته بما فيها تلك املعامالت التي تتم عبر أكثر‬
‫من إدارة واحدة ‪،‬حيث ال يضطر املواطن إلى االنتقال من إدارة إلى أخرى ملتابعة معامالته إذ مع ازدياد اعتماد املؤسسات‬
‫العمومية على أنظمة املعلومات خاصة مع ظهور شبكة االنترنت وظهور خدمات املواقع االلكترونية والبريد االلكتروني على‬
‫مستوى الدوائر الحكومية ‪،‬أصبحت خدمة املواطن تتم من خالل املوقع الذي يخزن الطلبات في األنظمة املبرمجة مسبقا‬
‫لقبول الطلب وإرجاع نتائجه للمواطن ‪،‬ومن ثم يتم تحويل خالصة التعامل بين املواطن وجهاز الحاسوب إلى موظف اإلدارة‬
‫العامة الذي أصبح بعيدا تماما عن العملية اإلجرائية املباشرة‪ .‬ويمكن تلخيص مظاهر تحسين الخدمة العمومية في‬
‫الجزائر في النقاط التالية ‪:‬‬
‫أ‪ -‬الدقة وسرعة االستجابة واحترام املواعيد ‪ :‬تتحقق دقة تقديم الخدمات العمومية في إطار اإلدارة االلكترونية من‬
‫خالل انجاز األعمال وفق معايير مضبوطة تحدد من خالل أنظمة معالجة معلوماتية بشكل يحد من األخطاء اإلدارية ويمنع‬
‫التجاوزات أثناء تقديم الخدمة‪ ،‬أما سرعة االستجابة واحترام املواعيد فتتحقق بدورها من خالل استخدام تقنية الشباك‬
‫الوحيد لألنشطة اإلدارية املتماثلة‪.‬‬
‫ب‪ -‬تقليص تكاليف الخدمة‪ :‬ويكمن ذلك في االتصال عن بعد للحصول على لخدمة العمومية من خالل االتصال عبر‬
‫الخط دون االنتقال واعتماد النوافذ والشباك االلكتروني‪..‬‬
‫‪3-‬سهولة املحاسبة ووضوح الخدمة ‪ :‬إن توظيف تكنولوجيا املعلومات بشكل كامل في أداء الخدمة العمومية يؤدي إلى‬
‫إمكانية املحاسبة على كل جزيئات تلك املهام واألنشطة‪ ،‬من خالل وجود النشر االلكتروني لكل مراحل الخدمة إذ ال مجال‬
‫إلخفاء املعلومات وال فرصة لالستثمار بخدمة جهات معينة دون األخرى‬
‫ج‪ -‬فعالية منظمات الخدمة العمومية ‪ :‬إن التوجه للخدمات العامة االلكترونية وجعلها بالقرب من املواطنين سيمكن‬
‫اإلدارة القائمة على توفير الخدمة العمومية من خالل تسهيل توصيل الخدمات بشكل أفضل للمستخدم وتحقيق درجة‬
‫عالية من الراحة واملالئمة مقارنة بتسليم الخدمة وجها لوجه أو االتصال املباشر مع املستفيد‪ ،‬كما يحقق ذلك أيضا‬
‫السرعة في انجاز املهام وأداء الخدمات و الحصول عليها أو طلبها والسهر على إشباع رغبة املواطن‪ ،‬كما أن اإلدارة‬
‫االلكترونية تؤدي إلى محدودية وقلة نسبة األخطاء في أداء وتسليم الخدمة بسبب الثقة املتناهية التي تميز األنشطة‬

‫‪67‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫االلكترونية‪ ،‬زيادة على توفير واختصار الوقت لصالحي طالبي الخدمة بشكل ينهي مشاكل التعقيد اإلداري واملرض‬
‫البيروقراطي‪.‬‬
‫كما تساهم اإلدارة اإللكترونية في تحسين الخدمة العمومية من خالل ‪( :‬دراجي و موساوي‪ ،2008 ،‬الصفحات ‪)35-34‬‬
‫‪ -‬تقليل الضغوط على مستوى شبابيك الخدمة وتقليص آجال االنتظار؛‬
‫‪ -‬تقليل التراكم الورقي بإحالل الوثائق االلكترونية بدال من الوثائق الورقية؛‬
‫‪ -‬محو األمية املعلوماتية والتشجيع على استخدام تكنولوجيا اإلعالم واالتصال؛‬
‫‪ -‬توفير وتسهيل الخدمات في املناطق النائية؛‬
‫‪ -‬تحقيق أكبر قدر من الرضا لدى املواطنين على نوعية األداء الحكومي؛‬
‫‪ -‬سهولة تعرف املواطنين على جميع اإلجراءات والبيانات؛‬
‫‪ -‬التقليل من البيروقراطية بمفهومها السلبي؛‬
‫‪ -‬تحقيق املساواة والعدالة بين جميع املواطنين‪.‬‬
‫فتطبيق االلكترونية بالتأكيد يعكس مدى فعالية منظمات الخدمة العامة من خالل ضمان حرص هذه األخيرة على‬
‫تقديم أحسن الخدمات للمواطنين باعتمادها على الوسائل التكنولوجية الحديثة ‪،‬التي تطور مهارات وكفاءات القائمين‬
‫على تقديم الخدمات العمومية ‪،‬وجعل اهتمامهم ينصب على تحويل األفكار إلى نتائج مجسدة في ارض الواقع وان تحقق‬
‫فوائد للجمهور تتمثل في تخفيف العبء عن املواطنين‪ ،‬من حيث الجهد املال والوقت وتوفير خدمة مستمرة على مدار‬
‫الساعة ‪.‬‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫لقد حاولنا من خالل هذه الدراسة توضيح أهمية ودور اإلدارة اإللكترونية في تحسين مستوى الخدمات العمومية‬
‫املقدمة للمواطنين‪ ،‬وما يمكن استنتاجه أن اإلدارة اإللكترونية أصبحت ضرورة حتمية اقتضتها التطورات والتغيرات التي‬
‫أصبح يعرفها العالم اليوم وفي جميع املجاالت‪ .‬والجزائر كغيرها من الدول مطالبة بمواكبة ومسايرة الدول املتقدمة في‬
‫مجال تكنولوجيا املعلومات وتبني وتطبيق وتفعيل اإلدارة اإللكترونية وفي مختلف القطاعات من أجل ترقية خدماتها‬
‫العمومية وتحسين عالقتها مع املواطن وتقريبه من اإلدارة العمومية ‪ ،‬وكذا إعادة بناء الثقة بينهما من خالل تسهيل‬
‫معامالته والقضاء على مختلف املمارسات السلبية التي طاملا عانى املواطن الجزائري منها‪ ،‬كالبيروقراطية‪ ،‬غياب‬
‫الشفافية‪ ،‬واملساواة وسوء املعاملة‪...‬إلخ‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد ال يمكن انكار املجهودات التي تبذلها الدولة الجزائرية في سبيل تعميم عملية تطبيق اإلدارة‬
‫اإللكترونية ومحاولة النهوض بقطاع الخدمات العمومية‪ ،‬ومن خالل ما تم التطرق إليه في هذه الدراسة توصلنا إلى جملة‬
‫من النتائج واالقتراحات نذكرها فيما يلي ‪:‬‬
‫❖ االستنتاجات‪:‬‬
‫‪ -‬اإلدارة اإللكترونية هي أسلوب عمل جديد يقوم على استخدام تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت‪ ،‬وهي أداة في يد‬
‫الحكومة الستغاللها في ترقية مستوى الخدمات العمومية ونيل رضا املواطن وكسب ثقته وضمان القضاء على البروقراطية‬
‫التي تميز قطاع الخدمات العمومية‪،‬‬
‫‪ -‬حققت اإلدارة اإللكترونية في الجزائر نجاحا نسبيا وساهمت في تحسين العديد من الخدمات العمومية وفي العديد‬
‫من القطاعات‪ ،‬فالجزائر ال زالت تخطو خطواتها األولى في مجال اإلدارة االلكترونية مقارنة من الدول املتقدمة‪ ،‬ومع ذلك‬
‫عرفت الخدمات العمومية تحسنا ملحوظا مقارنة بالسنوات السابقة‪.‬‬

‫‪68‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫‪ -‬تواجه الجزائر العديد من املعوقات والتحديات في مجال استخدام تكنولوجيا املعلومات واالتصال جعلتها في مؤخرة‬
‫الدول في مجال اإلدارة اإللكترونية‪.‬‬
‫❖ االقتراحات‪:‬‬
‫في ضوء النتائج املتوصل إليها والنقائص التي ملسناها من خالل الدراسة ارتأينا تقديم االقتراحات التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬ضرورة القضاء على األمية الرقمية ونشر الثقافة املعلوماتية‪.‬‬
‫توفير البنية التحتية من األجهزة والوسائل الحديثة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬تعميق الوعي بمفهوم اإلدارة اإللكترونية والتأكيد على أهميتها من خالل القيام بأيام دراسية‪ ،‬ندوات‪ ،‬مؤتمرات‪،‬‬
‫وملتقيات تحسيسية سواء للمواطن أو للموظف املسؤول عن تقديم الخدمة العمومية‪.‬‬
‫‪ -‬تحسين ظروف عمل املوظفين املادية واملعنوية في سبيل تحسين أدائهم‪ ،‬وبالتالي تحسين جودة الخدمات العمومية‬
‫املقدمة‪.‬‬
‫‪ -‬العمل على مراجعة القوانين والتشريعات التي تخص عمل األجهزة الحكومية من أجل منع أي فساد يلحق بها ويكون‬
‫سببا في عرقلة العمل‪ ،‬وبالتالي عرقلة مشاريع ومخططات الدولة في مجال اإلدارة اإللكترونية‪.‬‬
‫‪ -‬حل املشاكل املتعلقة باألمن املعلوماتي بالنسبة للمؤسسات واإلدارات العمومية‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة االهتمام بتطوير قطاع االتصاالت من أجل تجنب العقبات واملعوقات التي تحدث أثناء نقل البيانات‬
‫واملعلومات وحتى أثناء تقديم الخدمة مما ينعكس سلبا على جودة الخدمات العمومية‪.‬‬
‫قائمة املراجع‪:‬‬
‫‪ /1‬ابراهيم بختي(‪ ،)2002‬األنترنت في الجزائر‪ ،‬مجلة الباحث‪ ،‬املجلد ‪ ،12‬العدد ‪.02‬‬
‫‪ /2‬املرس ي سيد حجازي (‪ ،)2004‬اقتصاديات املشروعات العامة ) النظرية والتطبيق)‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫مصر‪.‬‬
‫‪ /3‬املكي دراجي‪ ،‬راشدة موساوي (‪ ،)2017‬دور اإلدارة اإللكترونية في تطويرالخدمة العمومية واملرفق العام في الجزائر‪-‬‬
‫دراسة لنموذجين قطاعين‪ :‬العدالة‪ -‬الداخلية والجماعات املحلية‪ ،‬مجلة العلوم القانونية والسياسية‪ ،‬العدد ‪.17‬‬
‫‪ /4‬بلقرع فاطمة‪ ،‬املعمري دالل (د س)‪ ،‬قريش ي هاجر‪ ،‬جاهزية اإلدارة اإللكترونية في الجزائر ودورها في إرساء الخمة‬
‫العمومية‪ ،‬مجلة البديل االقتصادي‪ ،‬العدد ‪.07‬‬
‫‪ /5‬تيشات سلوى (‪ ،)2015-2014‬آفاق الوظيفة العمومية الجزائرية في ظل تطبيق املناجمنت العمومي الجديد بالنظر‬
‫إلى بعض التجارب األجنبية )نيوزلندا‪ ،‬فرنسا‪ ،‬والواليات املتحدة األمريكية)‪ ،‬أطروحة دكتوراه في علوم التسيير‪ ،‬جامعة‬
‫أمحمد بوقرة بومرداس‪.‬‬
‫‪ /6‬خالد ممدوح ابراهيم (‪ ،)2010‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫‪ /7‬عابد عبد الكريم غريس ي (‪ ،)2013‬شريف محمد‪ ،‬دور اإلدارة اإللكترونية في ترشيد وتحسين الخدمة العمومية‪،‬‬
‫املجلة الجزائرية للمالية العامة‪ ،‬العدد ‪.03‬‬
‫‪ /8‬عبان عبد القادر (‪ ،)2016-2015‬تحديات اإلدارة اإللكترونية في الجزائر‪ ،‬دراسة سوسيولوجية ببلدية الكاليتوس‬
‫العاصمة‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬قسم العلوم االجتماعية‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪.‬‬
‫‪ /9‬محمد سمير أحمد (‪ ،)2009‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬دار املسيرة للنشر والتوزيع والطباعة‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.‬‬
‫‪ /10‬عالء عبد الرزاق الساملي (‪ ،)2006‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.‬‬
‫‪ /11‬مصطفى يوسف كافي (‪ ،)2011‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬دار ومؤسسة رسالن للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬سوريا‪.‬‬

‫‪69‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫‪ /12‬محمد فالق‪ ،‬رضوان أنساعد (‪ ،)2013‬اإلدارة اإللكترونية )مفهومها ومتطلبات تطبيقها)‪ ،‬عرض تجارب بعض‬
‫الدول العربية‪ ،‬امللتقى الدولي حول متطلبات إرساء الحكومة اإللكترونية في الجزائر‪ ،‬جامعة البليدة‪.‬‬
‫‪ /13‬مزهر شعبان العماني‪ ،‬شوقي ناجي (‪ ،)2013‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.‬‬
‫‪ /14‬غنية نزلي (‪ ،)2016‬دور اإلدارة اإللكترونية في ترقية خدمات املر افق العمومية املحلية‪ ،‬مجلة العلوم القانونية‬
‫والسياسية‪ ،‬العدد ‪.12‬‬
‫‪15/Annie Bartoli (2009), management dans les organisions publiques, 3ème édition, Dunod, Paris, France.‬‬
‫‪16/ René CHapus )2001(, Droit Administratif Général", Tome I, 15éme édition, édition Montchrestien, Paris, France.‬‬
‫‪17/ Jean Horgues –Debat (2007), service public et au public : de quoi parle-t-on ? )définition et classement des termes et‬‬
‫‪des concepts), publier sur le site : adrets-asso.fr/.../Dossier_def_service_public_et_au_public-ADRETS-, consulté le :‬‬
‫‪20/05/2012 à 19 :00h.‬‬
‫‪18/ Jérémie Chiron- Escallier (2007), la notion de service public et ses évolutions, publier , sur le site : http://thesededroit.over-‬‬
‫‪blog.com/article-13773300.html, consulté le : 20/05/2012 à 20 :00h.‬‬

‫‪70‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫الخدمة العمومية في الجزائرمن البيروقراطية التقليدية إلى البيروقراطية االلكترونية‬


‫‪Public service in Algeria: From traditional bureaucracy to electronic bureaucracy‬‬
‫مقداد فتيحة‬ ‫بلول فهيمة‬
‫‪MOKDAD Fatiha‬‬ ‫‪BELLOUL Fahima‬‬
‫أستاذة محاضرة قسم"ب"‬ ‫أستاذة محاضرة قسم"أ"‬
‫تخصص العلوم السياسية‬ ‫تخصص القانون العام‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬ ‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬
‫جامعة بجاية‪ /‬الجزائر‬ ‫جامعة بجاية‪ /‬الجزائر‬
‫‪University of Bejaia/Algeria‬‬ ‫‪University of Bejaia/Algeria‬‬
‫‪Fatiha.mokdad@univ-bejaia.dz‬‬ ‫‪fahima.belloul@univ-bejaia.dz‬‬

‫امللخص‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫التقدم العلمي والتكنولوجي الذي عرفته‬ ‫تشكل اإلدارة االلكترونية أحد املفاهيم الجديدة والشعارات التي ارتبطت أساسا بموجة‬
‫البشرية في السنوات األخيرة‪ ،‬وقد نتج عن هذا املفهوم تهاتف دول العالم لتبني هكذا نمط من التعامل الرقمي دون أن تعي باملعوقات أو‬
‫الصعوبات التي قد تعترضها بمناسبة تبني التقنيات االلكترونية‪.‬‬
‫تعتبر الجزائر من دول العالم الثالث التي سارعت هي األخرى لتكريس املعامالت االلكترونية التي تطورت إلى أن مست حتى املعامالت‬
‫اإلدارية أو ما ُيعرف باإلدارة االلكترونية كآلية فعالة لتحسين الخدمة العمومية والقضاء على ما تعرفه اإلدارة التقليدية من خمول وإجراءات‬
‫شوهت سمعة اإلدارة الجزائرية‪ ،‬وتسببت في تعطيل مصالح املواطنين باإلضافة إلى نفور األجانب من إقامة مشاريع استثمارية في‬ ‫بيروقراطية ّ‬
‫الجزائر‪.‬‬
‫نسعى من خالل هذه الورثة البحثية إلى تسليط الضوء على واقع الخدمة العمومية في اإلدارة الجزائرية عن طريق تقييم الوضع قبل‬
‫وبعد الولوج إلى عالم اإلدارة االلكترونية وذلك عن طريق تبيان‪- :‬أهمية التعامل االلكتروني في املجال اإلداري؟‪،‬‬
‫حسن الخدمة العمومية؟‪ ،‬هل يمكن لإلدارة االلكترونية أن تقض ي على البيروقراطية اإلدارية وتحسن الخدمة‬ ‫‪ -‬كيف يمكن للدولة أن ُت ّ‬
‫العمومية في اإلدارة الجزائرية؟‬
‫تتمثل احتماالت الدراسة في كون‪- :‬التعامل االلكتروني آلية مهمة وفعالة لتحقيق مرونة الخدمة العمومية ‪...‬‬
‫‪ -‬اإلدارة االلكترونية في الجزائر تعاني من عطب حقيقي‪...‬‬
‫‪ -‬تفعيل املمارسة االلكترونية خيار ال بديل له لنجاح وفعلية الخدمة العمومية في الجزائر‪...‬‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬الخدمة العمومية‪ ،‬اإلدارة االلكترونية‪ ،‬الرقمنة‪ ،‬البيروقراطية‪.‬‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪E-administration is one of the new concepts and slogans that have been essentially associated with mankind’s wave‬‬
‫‪of scientific and technological progress in recent years. This concept has resulted in the world’s countries adopting such a‬‬
‫‪pattern of digital interaction without being aware of the obstacles or difficulties they may face in adopting electronic‬‬
‫‪technologies.‬‬
‫‪Algeria is a third-world country that has also been quick to enshrine electronic transactions that have evolved into an‬‬
‫‪administrative transaction or so-called electronic administration as an effective mechanism for improving the public service‬‬
‫‪and eliminating traditional administration’s inactivity and bureaucratic procedures that have tarnished the reputation of the‬‬
‫‪Algerian administration and disrupted citizens’ interests, as well as foreigners’ aversion to establishing investment projects in‬‬
‫‪Algeria.‬‬

‫‪71‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫‪Through this research paper, we seek to highlight the reality of the public service in Algerian administration by‬‬
‫‪assessing the situation before and after entering the world of e-administration by indicating:‬‬
‫‪The importance of e-transaction in the field of administration, how the state can improve public service? Can e-‬‬
‫‪administration eliminate administrative bureaucracy and improve public service in Algerian administration? The possibilities‬‬
‫‪of the study are:‬‬
‫‪- Electronic transaction is an important and effective mechanism for achieving the flexibility of the public service...‬‬
‫‪- The electronic administration in Algeria suffers from real damage...‬‬
‫‪- Activating electronic practice is an irreplaceable option for the success and effectiveness of the public service in Algeria...‬‬
‫‪Key words: Public service, Electronic administration, Digitization, Numeration, Bureaucracy.‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫ُيشكل مفهوم اإلدارة اإللكترونية أحد املفاهيم الحديثة والدخيلة على مختلف املرافق التابعة للدول التي الزالت لم‬
‫تهضم هذا املفهوم وما ينتج عنه من تغيرات على مستوى أداء الخدمة العمومية التي هي شعار املرافق العام الحديث‪ ،‬بما‬
‫يحتويه من نظرة جديدة لكيفية تقديم الخدمة للمواطنين‪ ،‬ويرتبط ظهور هذا املفهوم بفكرة تحسين الخدمة العمومية‬
‫باعتباره شعار دولي جديد يهدف إلى إعادة النظر في طريقة تقديم الخدمات عن طريق البحث عن ميكانيزمات جديدة‬
‫وفعالة إلرضاء املواطن وتسهيل عملية الولوج للمرفق العام‪.‬‬
‫تعتبر الجزائر من الدول التي الزالت تعاني من التسيير البيروقراطي الذي طغى على بعض اإلدارات العمومية وما‬
‫نتج عنه من بطء في تقديم الخدمة ومختلف الصعوبات واآلفات التي تعرقل حياة املواطن‪ ،‬األمر الذي دفع بالدولة إلى‬
‫البحث عن طرق جديدة للتسيير بشكل يضمن التقليل من املظاهر البيروقراطية‪.‬‬
‫التحول في طريقة تقديم الخدمة العامة أصبح من أهم أولويات الدولة بدليل تسارعها في تبني‬ ‫ّ‬ ‫إن البحث عن‬ ‫ّ‬
‫واستعمال التقنيات االلكترونية لعالها تقض ي أو تقلل من التسيير البيروقراطي‪ ،‬ولكي تكون دراستنا هادفة ينبغي البحث‬
‫التحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية في مجال تقديم الخدمة العمومية وإلى أي مدى ساهمت‬ ‫ّ‬ ‫عن أهمية‬
‫هذه الوسيلة االلكترونية في التقليل من البيروقراطية اإلدارية؟‬
‫تتجلى أهمية هذه الورقة البحثية في إعطاء نظرة عن واقع الخدمة العمومية في املرافق العامة في ظل اإلدارة‬
‫التقليدية التي تجذرت فيها مختلف املظاهر البيروقراطية وتأثير ذلك على مصالح املواطنين‪ ،‬والبحث كذلك عن إيجابيات‬
‫التقنيات االلكترونية املستعملة في الكثير من املرافق اإلدارية الحساسة في الدولة وهل ساهمت هذه التقنيات في النهوض‬
‫بواقع الخدمة العمومية في الجزائر أم أنها ال تزال تعاني من بيروقراطية بمفهوم الكتروني ال أكثر‪.‬‬
‫ويكون ذلك عن طريق تقسيم الدراسة إلى محورين‪ ،‬نتناول في املحور األول واقع الخدمة العمومية في ظل اإلدارة‬
‫التقليدية (املبحث األول)‪ ،‬أما املحور الثاني فسيخصص لتقييم واقع الخدمة العمومية في ظل اإلدارة االلكترونية (املبحث‬
‫الثاني)‪:‬‬
‫املبحث األول‪ :‬و اقع الخدمة العمومية في اإلدارة التقليدية‬
‫مما ال شك فيه ّ‬
‫أن اقتناع املواطن بالخدمة اإلدارية يتجلى من خالل ما تقدمه املرافق املكلفة بذلك‪ ،‬ومدى مواكبتها‬
‫للتطور والتنوع حسب تطور املجتمع وتحول الخدمة العمومية من املفهوم التقليدي إلى املفهوم الحديث‪ ،‬وما نتج عنه من‬
‫حركية وتنوع الخدمات‪.‬‬
‫إن الحديث عن واقع الخدمة اإلدارية في الجزائر ينبغي أن يكون باحتشام بالنظر ملا تعرفه املرافق اإلدارية من‬ ‫ّ‬
‫نقص وتعطيل ملصالح املواطنين منذ االستقالل‪ ،‬وإن كانت مرحلة التوجه االشتراكي لم تظهر فيه فكرة البحث عن اصالح‬
‫الخدمة العمومية‪ ،‬إال أنه وفي السنوات األخيرة السيما مع التوجه الجديد للدولة بدأت تظهر املالمح األولى للبحث عن واقع‬

‫‪72‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫الخدمة العمومية ومراقبة مدى تقديمها بشكل الئق منذ إصدار املرسوم املنظم للعالقة بين اإلدارة واملواطن لسنة ‪1988‬‬
‫وما تاله من محاوالت إصالحية إلى انتهت بتبني اإلدارة االلكترونية‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬الخدمة العمومية في ظل اإلدارة التقليدية بحلة بيروقراطية‬
‫ال يمكن تقييم أية دراسة دون ضبط أهم املصطلحات التي يتمحور عليها النقاش‪ ،‬السيما مصطلح‬
‫البيروقراطية اإلدارية باعتباره حجز األساس في هذه الدراسة‪ ،‬مع ضرورة البحث عن مظاهر انتشار هذه الظاهرة‬
‫في اإلدارة الجزائرية إلمكانية إيجاد الحلول الكفيلة بمعالجة الظاهرة‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬ضبط املصطلحات‬
‫ّ‬
‫يعتبر مصطلح البيروقراطية اإلدارية من املفاهيم اللصيقة باإلدارة العمومية أو املرفق العام باعتباره الجهاز املكلف‬
‫بتقديم الخدمة اإلدارية لطالبها‪ ،‬وقبل توضيح املقصود بهذا املصطلح ينبغي ضبط مصطلح آخر ال يقل أهمية وهو الخدمة‬
‫العمومية‪ ،‬كما ينبغي ضبط مصطلح اإلدارة االلكترونية باعتباره املفهوم الجديد في اإلدارة العامة‪:‬‬
‫أوال‪-‬املقصود بالخدمة العمومية‪:‬‬
‫تنوعت التعاريف التي توصل إليها فقهاء القانون فيما يخص ضبط مصطلح الخدمة العمومية بالنظر إلى طريقة‬
‫تقديم الخدمة‪ ،‬فهناك من عرفها على أنها " تلك الرابطة التي تجمع بين اإلدارة العامة الحكومية واملواطنين على مستوى‬
‫تلبية الرغبات وإشباع الحاجات املختلفة لألفراد من طرف الجهات اإلدارية واملنظمات العامة" (بوجادي ‪ ،2011 ،‬صفحة‬
‫ُ‬ ‫‪ ،)45‬كذلك عرفت على ّأنها " ّ‬
‫الحيز الذي تمارس فيه سيادة الدولة وتتمثل في مجموعة من اإلمكانيات التي توفرها الدولة‬
‫من أجل تحسين حياة املواطن وتحقيق التقدم واالزدهار في املجتمع" ? ‪(Les services publics existeront – ils demain‬‬
‫)‪., 2004-2005, p. 01‬‬
‫أن الخدمة العمومية مرتبطة دائما بما تقدمه الدولة ممثلة في املرفق العام من خدمات يحتاجها املواطن في‬ ‫مما يفيد ّ‬
‫حياته اليومية‪ ،‬أما تحسين الخدمة العمومية فيعني البحث عن مختلف التدابير واإلجراءات التي تقوم بها الدولة بهدف‬
‫تحسين الخدمات وتطويرها لتكون مواكبة لتطلعات املواطن لتفادي التسيير التقليدي الذي يعرقل سير الوظيفة اإلدارية‪.‬‬
‫ثانيا‪-‬املقصود بالبيروقراطية اإلدارية‪:‬‬
‫يتضمن هذا املصطلح إلى شقين وهما (مكتب وحكم أو سلطة)‪ ،‬ويعني سلطة أو حكم املكتب‪ ،‬أي كيفية ممارسة‬
‫العمل اإلداري داخل املكتب‪ ،‬وإن كان استعمال هذا املصلح في غالب األحيان يفيد السيطرة والتحكم والتعسف الذي‬
‫يمارسه املوظف باعتباره صاحب سلطة داخل مكتبه وهو من يقرر ما يشاء في إطار تقديم الخدمة للمرتفقين‪.‬‬
‫على هذا األساس يختلف استعماالت املصطلح بين ما هو إيجابي والذي يعني أسلوب النشاط والتنظيم الذي‬
‫تعتمده اإلدارة وطريقة تقديم الخدمة‪ ،‬وقد يكون الستعمال املصطلح مفهوم سلبي وهو السائد عند العامة‪ ،‬والذي يعني‬
‫ذلك التعقيد والتضخم في اإلجراءات وعدم مرونة الخدمة العمومية‪ ،‬وهذا هو املفهوم الذي نسعى لتوظيفه من خالل هذه‬
‫الدراسة‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬املقصود باإلدارة االلكترونية‪:‬‬
‫ّ‬
‫يعتبر مصطلح اإلدارة االلكترونية من املفاهيم الجديدة مقارنة بمختلف املصطلحات‪ ،‬فهناك من عرفها على أنها‬
‫"وسيلة في يد الهيئات العامة تستخدمها لتقديم أفضل الخدمات واالستجابة ملتطلبات املواطن" )‪،(BAL , 2004, p. 03‬‬
‫كما عرفت على أنها "بديل جديد يعيد النظر في طبيعة العالقة بين الدولة واملواطن انطالقا من التغير الحاصل في مفاهيم‬
‫اإلدارة العامة ومضامين الخدمة العامة كمحصلة للتحول في عمل األجهزة واملؤسسات الحكومية من الشكل التقليدي إلى‬
‫شكل يرتكز أساسا على تقنيات األنترنت‪ ،‬االنترانت واالكسترانت والبرمجيات لتلبية حاجيات املواطن بشكل يزيد من رضا‬

‫‪73‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫األفراد على عمل الحكومات" (قارطي و مداوي ‪ ،2017 ،‬صفحة ‪ ،)233‬كما تتمحور الحكومة االلكترونية على توفير‬
‫الخدمات للمواطن باستعمال وسيلة الكترونية تحقق التفاعل بين الدولة واملواطن )‪.(BAL , 2004, p. 02‬‬
‫مع اإلشارة إلى ّأن هناك اختالف بين مستعملي مصطلح اإلدارة اإللكترونية ومصطلح الحكومة اإللكترونية‪ ،‬ألن هذا‬
‫ّ‬
‫األخير يعتبر أوسع وأشمل من اإلدارة التي تعني فقط كيفية تقديم الخدمة العمومية واملرافق املكلفة بذلك فهو مصطلح‬
‫إداري يرتبط بالدولة واإلدارة باملفهوم العام‪ ،‬أما الحكومة اإللكترونية وكأنه مصطلح سياس ي وخاص فقط بالجهاز‬
‫الحكومي (بوراس ‪ ،2020-2019 ،‬صفحة ‪.)39‬‬
‫يبدو أن ضبط املصطلحات مهم جدا إلمكانية تحديد العالقة القائمة بينها وتوظيف ذلك في تبيان أهمية اإلدارة‬
‫وأن ما يميز مصطلح اإلدارة‬ ‫اإللكترونية في تفعيل واصالح الخدمة العمومية والقضاء على البيروقراطية اإلدارية‪ّ ،‬‬
‫االلكترونية أنه يغلب عليه املعنى التقني على حساب التعريف الفقهي أو القانوني‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬مظاهر انتشارالبيروقراطية في املر افق العامة‬
‫أن املصالح اإلدارية تعاني الكثير من املظاهر البيروقراطية وقد ارتبطت هذه الظاهرة‬ ‫ال يمكن إخفاء حقيقة ّ‬
‫بمختلف املراحل السياسية‪ ،‬التاريخية وحتى االقتصادية التي مرت بها الدولة‪ ،‬والتي انعكست آثارها على العالقة بين اإلدارة‬
‫واملواطن إلى أن أصبح املواطن يخش ى حتى التعامل مع موظفي اإلدارة‪.‬‬
‫أوال‪-‬بطء الوظيفة اإلدارية ورداءة الخدمة‪:‬‬
‫يشتكي املواطن أثناء طلب الخدمة العامة من عدم املرونة والسرعة في تقديمها‪ ،‬وظهر الكثير من التعطيل الذي‬
‫يسببه املوظف املختص بتقديم الخدمة‪ ،‬بالنظر إلى بعض املمارسات البيروقراطية التي اعتاد املوظف العام العيش بها‬
‫داخل اإلدارة‪ ،‬كما يعاني املواطن من رداءة الخدمة املقدمة وعدم اتقناها السيما كثرة األخطاء التي يقع فيها املوظف إذا‬
‫تعلق األمر بتسليم وثائق إدارية‪ ،‬أو تقديم الخدمة بشكل غير الئق وجزئي‪ ،‬األمر الذي يتسبب في تعطيل مصالح املواطن‬
‫ويؤدي إلى عدم رضائه بنوعية الخدمة املقدمة‪.‬‬
‫من خالل بعض دراسة ميدانية قام بها أحد الباحثين فيما يخص رضا املواطن بالخدمة املقدمة له أظهرت النتائج‬
‫أن هناك نسبة كبيرة من األشخاص غير راضيين بالخدمات العمومية املقدمة لهم (محجوبي ‪ ،2018-2017 ،‬صفحة ‪.)202‬‬
‫ثانيا‪-‬تعقيد اإلجراءات وطولها‪:‬‬
‫يعتبر هذا العامل أهم إشكال يفيد انتشار البيروقراطية‪ ،‬فما يعاب على واقع اإلدارة ّأنها توصف بكثرة اإلجراءات‬
‫وتعقيدها السيما أثناء طلب املواطن استخراج وثيقة معنية أو الحصول على ترخيص إلنجاز مشروع ما‪ ،‬أين تظهر الكثير‬
‫من املراحل والوثائق التي ينبغي إحضارها للحصول على الوثيقة‪ .‬وقد تسبب هذا التعطيل في نفور املستثمرين من إنجاز‬
‫بأن الجانب اإلداري املعقد ال يسمح لهم بإنجاز مشاريعهم التي تتسم بالسرعة والحركية‪ ،‬وال تقبل‬ ‫مشاريعهم إلد اكهم ّ‬
‫ر‬
‫التعطيل والتعقيد‪.‬‬
‫ّ‬
‫التسيب اإلداري‪:‬‬ ‫ثالثا‪-‬‬
‫لقد عانت اإلدارة العامة من مظاهر التعقيدات البيروقراطية والتسيب والال نجاعة (عشور ‪ ،2010-2009 ،‬صفحة‬
‫وإن كان القانون يحدد مختلف حقوق املوظف وواجباته بهدف ضمان أدائه ملهامه على أحسن وجه‪ّ ،‬‬
‫فإن هذا ال‬ ‫‪ّ ،)166‬‬
‫أن هناك‬ ‫يضمن تحقيق رغبة الدولة من خالل سن نظام خاص للموظف العام‪ ،‬وما ُيالحظ أثناء التعامل مع املوظفين ّ‬
‫خلل في طريقة أدائهم ملهامهم وعدم احترامهم ألوقات العمل وااللتزام بالتعليمات الداخلية‪ ،‬وكل هذا يعزز من انتشار‬
‫أن اإلدارة التقليدية عاجزة عن القضاء على مظاهر البيروقراطية بالنظر لصعوبة‬ ‫البيروقراطية بشكل أوسع ويفيد ّ‬
‫التحكم في املسار املنهي للموظف‪.‬‬

‫‪74‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫ثالثا‪ -‬انتشارالفساد اإلداري‪:‬‬


‫تتجلى مظاهر الفساد اإلداري في تلك االنحرافات واملخالفات والرشاوي التي يقوم بها املوظف العام أثناء تأدية‬
‫وظائفه ( الوائلي‪ ،2016 ،‬صفحة ‪ ،)02‬وإن كان للفساد عدم مجاالت منها ما هو اقتصادي أو اجتماعي أو أخالقي ّ‬
‫فإن‬
‫الفساد اإلداري يعتبر األخطر ألنه ُيمارس داخل مرافق عامة مكلفة بتقديم الخدمة العمومية‪.‬‬
‫ونظرا النتشار الرهيب لهذه الطاهرة فقد تصدت أغلب دول العالم لها عن طريق إصدار نصوص قانونية ملحاربة‬
‫الظاهرة كما فعل املشرع الجزائري عند إصداره للقانون املنظم ملكافحة الفساد (قانون رقم ‪ 01-06‬املتعلق بالوقاية من‬
‫الفساد ومكافحته املعدل واملتمم‪ ،)2006 ،‬كما تعتبر هذه الطاهرة معيارا لقياس درجة التعسف اإلداري وما ينتج عنه من‬
‫إدارة بيروقراطية تساهم في املساس بمصالح املواطنين وعرقلتهم السيما بالنسبة للطبقة الضعيفة منهم (قادة ‪.)2019 ،‬‬
‫كما يلعب املوظف العام الدور األساس ي في انتشار الظاهرة في اإلدارة العامة‪ ،‬باعتباره املباشر ملختلف السلوكات‬
‫التي تعتبر أعمال غير مشروعة ومخالفة للقوانين واألنظمة‪ ،‬كما هو األمر بالنسبة للرشوة التي يتلقاها املوظف أو املسؤول‬
‫اإلداري من املرتفقين فهي مقايضة الخدمة بمقابل مالي دون وجه حق (حفناوي ‪ ،2019 ،‬صفحة ‪ .)111‬ويعتبر عامل‬
‫انخفاض مستوى األجور من أهم أسباب انتشار الظاهرة في اإلدا ات العمومية (إططاحين ‪ ،2016 ،‬صفحة ‪ّ ،)58‬‬
‫ألن‬ ‫ر‬
‫املوظف الذي يعاني من نقص مالي بسبب عدم عدالة الراتب الذي يتقاضاه يتسبب في جعله يبحث عن سبل أخرى للثراء‬
‫باستعمال مختلف أساليب الفساد‪.‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬رغبة الدولة في البحث عن آليات جديدة إلصالح وتحسين الخدمة العمومية‬
‫يعاني املواطن الجزائري دائما من املعوقات اإلدارية التي تعرقله أثناء طلب الخدمة العمومية من اإلدارة‪ ،‬بالنظر إلى‬
‫عدة أسباب‪ ،‬األمر الذي دفع بالدولة الجزائرية ملحاولة إعادة النظر في طبيعة الخدمة املقدمة وكيفية التعامل مع طالبي‬
‫الخدمة‪ ،‬وقد ظهرت جهود الدولة ورغبتها في إعادة النظر في طريقة تقديم الخدمات التي يحتاجها املواطن من خالل إصدار‬
‫نصوص تنظيمية وإنشاء هياكل مختصة في السهر على ضمان تقديم الخدمة العمومية‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬جهود الدولة في مجال تحسين الخدمة العمومية‬
‫ّإن أقل ما يقال على املرسوم املنظم للعالقة بين اإلدارة واملواطن الصادر في سنة ‪( 1988‬مرسوم رقم ‪ 131-88‬يتضمن‬
‫تنظيم العالقة بين اإلدارة واملواطن‪ ،)1988 ،‬أنه لم تظهر فعاليته في أرض الواقع بالنظر إلى رداءة الخدمات املقدمة وإن‬
‫لم نقل انعدامها في بعض الفترات‪ ،‬ونظرا لإلصالحات التي شرع فيها رئيس الجمهورية منذ سنة ‪ 2000‬فقد بادر مباشرة‬
‫إلنشاء بعض الهياكل اإلدارية والرقابية لتكريس رغبة الدولة في اصالح حقيقي للخدمة العمومية‪.‬‬
‫أوال‪-‬اإلفصاح التشريعي عن رغبة الدولة في اصالح الخدمة العمومية قبل تبني اإلدارة اإللكترونية‪:‬‬
‫قرر رئيس الجمهورية أن يتكفل هو بالذات بمراقبة مدى تقديم الخدمة العمومية على أحسن وجه وذلك عن طريق‬
‫إحداث منصب وسيط الجمهورية‪ ،‬ثم التحول إلى إنشاء لجنة اصالح هياكل الدولة‪ ،‬وهذا قبل ظهور املعالم األولى لتحول‬
‫االلكتروني في الجزائر‪.‬‬
‫أ‪ .‬إنشاء هيئة وسيط الجمهورية‪ :‬يعتبر هذا املنصب أول حلقة من حلقات اإلصالح اإلداري الذي شرعت فيه السلطات‬
‫العليا في الدولة‪ ،‬وما إنشاء هذا املنصب إال دليل واعتراف بالصعوبات التي يعاني منها املواطن أثناء طلب الخدمة‬
‫اإلدارية‪ ،‬وما هو كذلك إال اعترافا ضمنيا بعدم تكريس املبادئ الواردة في املرسوم املنظم للعالقة بين اإلدارة واملواطن‬
‫لسنة ‪.1988‬‬
‫تم إحداث هذه الهيئة بموجب املرسوم الرئاس ي ‪( 113-96‬املرسوم الرئاس ي امللغى رقم ‪ 113-96‬املتضمن تأسيس‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫وسيط الجمهورية‪ ،)1996 ،‬الذي حدد مختلف صالحيات الوسيط وكيفية تعيينه‪ ،‬وما يميز هذه الهيكل أنه يعتبر هيئة‬

‫‪75‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫طعن غير قضائية تساهم في حماية حقوق األشخاص وحرياتهم‪ ،‬كما جاء في املادة الثانية من نفس املرسوم‪ ،‬هذا ما يمنح‬
‫الحق للمواطن أن يبادر بتقديم طعن ضد كل تصرف يقوم به أعوان اإلدارة ضده‪.‬‬
‫كما تختص الهيئة بتقديم تقرير سنوي لرئيس الجمهورية يتضمن مختلف األعمال التي قام بها مع تقييم واقع‬
‫الخدمة في اإلدارة العمومية‪ ،‬مما يعزز من تكريس إرادة الدولة في إصالح املرفق العام‪ ،‬لكن من يعاب على موقف الدولة في‬
‫صح التعبير‪ ،-‬وذلك في مدة لم تتجاوز ثالثة سنوات من إنشائه‬ ‫هذا اإلطار هو إلغاء هذه الجهاز قبل أن يرى النور‪-‬إن ّ‬
‫(مرسوم رئاس ي رقم ‪ 170-99‬يتضمن إلغاء مؤسسة وسيط الجمهورية‪.)1999 ،‬‬
‫تم إنشاء هذه اللجنة بموجب املرسوم الرئاس ي ‪( 372-2000‬مرسوم رئاس ي رقم‬ ‫ب‪ .‬إنشاء لجنة إصالح هياكل الدولة‪ّ :‬‬
‫‪ 372-2000‬يتضمن إحداث لجنة إصالح هياكل الدولة ومهامها‪ ،)2000 ،‬تختص كما هو مبين من خالل التسمية‪،‬‬
‫بتنظيم العالقة بين اإلدارة واملواطن من خالل مراقبة كيفية تقديم الخدمة ومختلف املعوقات التي يعاني منها املرفق‬
‫العام‪ ،‬والبحث عن السبل الكفيلة بإصالح مختلف املرافق التي لها عالقة مباشرة بانشغاالت املواطن‪.‬‬
‫يتم تعيين رئيس اللجنة ومختلف األعضاء الذين يثبت تمتعهم بخبرة وكفاءة في مجال التسيير اإلداري‪ ،‬من طرف‬
‫أن إنشاء هذه اللجنة كان من خالل اقتناع شخص ي لرئيس الجمهورية بالنقائص التي‬ ‫رئيس الجمهورية‪ ،‬األمر الذي يفيد ّ‬
‫تعرفها املصالح اإلدارية والتي ينبغي إيجاد حلوال لها من خالل إحداث اللجنة املختصة‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬جهود الدولة إلصالح وتحسين الخدمة العمومية بعد ظهور البوادراألولى لبرنامج الجزائر االلكترونية‪:‬‬
‫لقد تجلت سياسة الدولة في مجال اصالح الخدمة العمومية من خالل التصديق على امليثاق اإلفريقي لقيم ومبادئ‬
‫الخدمة العامة واإلدارة املتعمد بأديس أبابا سنة ‪( 2011‬مرسوم رئاس ي رقم ‪ 415-12‬يتضمن التصديق على امليثاق اإلفريقي‬
‫كلبنة أولى لتبني مبادئ اإلصالح‬‫لقيم ومبادئ الخدمة العامة واإلدارة‪ ،‬املعتمد بأديس أبابا في ‪ِ ،)2012 ، ،2011-01-11‬‬
‫الحقيقي والذي تكرس داخليا من خالل مختلف املبادرات التي شرعت فيها الدولة السيما إحداث هياكل خصيصا ملتابعة‬
‫ومراقبة كيفية تعامل املوظف العام مع املرتفقين‪ ،‬أهمها إحداث الوزارة املكلفة بإصالح الخدمة العمومية‪ ،‬مرورا إلى إنشاء‬
‫املرصد الوطني للمرفق العام‪ ،‬ثم إعادة إحياء هيئة وسيط الجمهورية‪.‬‬
‫أ‪ .‬إحداث الوزارة املكلفة بإصالح الخدمة العمومية‪ :‬يعتبر إحداث هذه الوزارة أكبر تحدي إلصالح الخدمة العمومية في‬
‫اإلدارة الجزائرية وهو ضمانة حقيقية لإلصالح اإلداري عن طريق التنسيق بين مختلف املصالح املكلفة بتقديم الخدمة‬
‫واالستجابة ملختلف انشغاالت املواطنين‪ ،‬وقد تم إحداث منصب الوزير املكلف بإصالح الخدمة العمومية بموجب املرسوم‬
‫التنفيذي رقم ‪( 381-13‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 381 -13‬يحدد صالحية الوزير لدى الوزير األول املكلفة بإصالح الخدمة‬
‫العمومية‪ ،)2013 ،‬باإلضافة إلى صالحياته التي جاء بها املرسوم التنفيذي رقم ‪( 382-13‬مرسوم تنفيذي رقم ‪382-13‬‬
‫يحدد تنظيم اإلدارة املركزية للوزارة لدى الوزير األول املكلفة بإصالح الخدمة العمومية‪.)2013 ،‬‬
‫وقد أصدر الوزير املكلف بإصالح الخدمة العمومية أول تعليمة تحت رقم ‪ 82-13‬املوجهة لكافة املرافق اإلدارية‬
‫ّ‬
‫بهدف العمل بمختلف التدابير الواردة فيها والتي تتضمن نوعين‪ ،‬منها ما هي استعجالية والتي حث الوزير من خاللها على‬
‫ضرورة العمل بها مباشرة والخاصة بكيفية استقبال املواطن‪ ،‬وتلقي الشكاوى واالجابة عنها خالل آجال محددة‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى التدابير األخرى الخاص بكل قطاع والتي تتضمن إجراءات خاصة ورقابية لضمان تقديم الخدمة‪.‬‬
‫تم إحداث هذا الهيكل بموجب املرسوم الرئاس ي ‪( 03-16‬مرسوم رئاس ي رقم‬ ‫ب‪ .‬إحداث املرصد الوطني للمرفق العام‪ّ :‬‬
‫بأن هذه الهيئة تعمل تحت اشراف رئيس الجمهورية‬ ‫‪ 03-16‬يتضمن إنشاء املرصد الوطني للمرفق العام‪ ،)2016 ،‬الذي يقر ّ‬
‫ويترأسها وزير الداخلية‪ ،‬لها طبيعة استشارية وتتكفل بالتعاون مع الدوائر الوزارية بتقييم أعمال تنفيذ السياسة الوطنية‬
‫واالشراف عليها في ميدان ترقية املرفق العام واإلدارة وتطويرها‪.‬‬

‫‪76‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫بالعودة إلى مختلف األحكام التي جاءت في هذا املرسوم نالحظ وجود إرادة سياسية في إصالح خدمات املرفق العام‬
‫واالرتقاء به‪ ،‬عن طريق القيام بالكثير من دورات الرقابة لتقييم أداء املرفق واملعوقات التي تحول دون مرونة الخدمة التي‬
‫تقدم للمرتفقين‪.‬‬
‫إال ّأن ما يعاب على عمل هذا املرصد أنه مجرد جهاز إداري ورقابي يتواجد على مستوى العاصمة ويتكون من‬ ‫ُ‬
‫شخصيات ومكاتب وموظفين‪ ،‬دون أن تظهر فعاليته في أرض الواقع بدليل الكثير من املعوقات التي تصادف املواطن أثناء‬
‫الولوج للمرفق العام‪.‬‬
‫تم إعادة إنشاء هذا الهيكل بعد اإلصالحات التي شرعت فيها الجزائر بعد الحراك‬ ‫ج‪ .‬إعادة إحياء هيئة وسيط الجمهورية‪ّ :‬‬
‫الشعبي‪ ،‬وقد أصدر رئيس الجمهورية املرسوم الرئاس ي رقم ‪( 45-20‬مرسوم رياس ي رقم ‪ 45-20‬يتضمن تأسيس وسيط‬
‫أن منصب وسيط‬ ‫الجمهورية‪ ،)2020 ،‬الذي يتضمن تأسيس وسيط الجمهورية‪ ،‬وبالعودة إلى ما ورد في هذا املرسوم نجد ّ‬
‫الجمهورية يعمل مباشرة مع رئيس الجمهورية ويقدم له كل التقارير املتعلقة بمختلف انشغاالت املواطن‪ ،‬فهو هيئة طعن‬
‫غير قضائية تساهم في حماية حقوق األشخاص وحرياتهم كما جاء ذلك في نص املادة الثانية من نفس املرسوم‪.‬‬
‫كما يخول وسيط الجمهورية صالحية املتابعة والرقابة العامة التي تسمح له بتقدير حسن العالقة بين اإلدارة‬
‫واملواطن (جلطي ‪ ،2020 ،‬الصفحات ‪ ،)189-160‬وقد تم تنصيب السيد براهم مراد وسيطا للجمهورية بموجب املرسوم‬
‫تم تعيين وسطاء‬ ‫الرئاس ي ‪( 46-20‬مرسوم رئاس ي رقم ‪ 46-20‬يتضمن تعيين وسيط الجمهورية‪ ،)2020 ،‬وفي نفس الوقت ّ‬
‫على مستوى كل والية يقومون بإيصال شكاوى املواطن إلى الهيئة إليجاد حال لها‪.‬‬
‫وما يمكن اإلشارة إليه ّأن أنشاء هذا املنصب قد أحدث قفزة نوعية في طريقة تقديم الخدمة العمومية في بعض‬
‫ألن وسطاء‬‫املرافق‪ ،‬وتم حل الكثير من املشاكل والقضايا التي كان املواطن يعاني منها‪ ،‬السيما على املستوى املحلي ّ‬
‫الجمهورية يحاولون إيجاد حلول ويتوسطون للمواطن في مختلف اإلدارات بهدف حل مشاكلهم مع اإلدارة‪.‬‬
‫ونأمل فقط أن يستمر عمل هذه الهيئة في الدفاع عن حقوق املواطنين دون تدخل الهيئة املختصة بإلغاء منصب‬
‫وسيط الجمهورية كما حدث بالنسبة لنفس املنصب الذي تم إنشائه سنة ‪ 1996‬ومباشرة تم إلغائه دون تحقق الهدف‬
‫من إنشائه‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬مدى نجاح التدابيراملتخذة إلصالح الخدمة العمومية والقضاء على املظاهر البيروقراطية‬
‫ّ‬
‫تم اتخاذه من تدابير وإجراءات هادفة‪ ،‬إال ّ‬ ‫أكيد ّأن رغبة الدولة في اصالح هياكلها اإلدارة تجلت من خالل ما ّ‬
‫أن‬
‫تحقيق ذلك من الناحية العملية أمر صعب املنال لعدة مؤشرات تفيد قصور اإلطار املنظم لإلصالح اإلداري وبقاء معالم‬
‫اإلدارة التقليدية راسخة في مختلف مرافق الدولة‪.‬‬
‫أوال‪-‬التدابيراملتخذة إلصالح الخدمة العمومية مؤشرإيجابي مؤقت لإلصالح اإلداري‪:‬‬
‫ظهرت بعض نتائجها اإليجابية في الكثير من املناسبات السيما بالنسبة إلنشاء الوزارة املكلفة بإصالح الخدمة‬
‫العمومية التي شرعت حقيقة في اتخاذ تدابير مهمة وفعالة إلعادة النظر في التشنج املالحظ بين موظفي اإلدارة واملواطن‪،‬‬
‫ّ‬
‫إال ّ‬
‫أن التدابير التي شرع فيها الوزير املكلف بإصالح الخدمة‬ ‫األمر الذي تسببت في خلق نوع من عدم الثقة بين الطرفين‬
‫ّ‬
‫العمومية قد خلق جو أكثر مالئمة إلصالح الخدمة العمومية وتحسينها‪ ،‬بدليل أن الوزير املعني كان شديد الحرص على‬
‫اصدار تعليمات وإرسال برقيات في كل مرة للقضاء على السوك البيروقراطي الذي عرفته املرافق اإلدارية السيما املحلية‬
‫منها‪.‬‬
‫كما ظهرت كذلك بعض اإليجابيات بعد إنشاء هيئة وسيط الجمهورية في سنة ‪ 2020‬والذي ساهم كثيرا في حل‬
‫أن وسطاء الجمهورية في كل والية‬ ‫املشاكل التي يعاني منها املواطن بسبب التعسف الذي يمارسه بعض املوظفين‪ ،‬بدليل ّ‬
‫أن إنشاء هذا منصب وجعله هيئة تابعة لرئيس‬ ‫يعملون جاهدين على إيجاد الحلول للطعون التي تقدم أمام الهيئة‪ ،‬كما ّ‬

‫‪77‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫الجمهورية يخلق الكثير من الثقة لذا املواطن الذي فقد الثقة بأعوان اإلدارة‪ ،‬ويجعله يتقبل الحل الذي يتوصل إليه‬
‫ّ‬
‫الوسيط املختص ألنه يقتنع بأنه بذل جهدا للوصول إلى حل لألشكال املطروح بعيدا عن كل املضايقات‪.‬‬
‫ثانيا‪-‬عدم فعالية التدابيراملتخذة إلصالح حقيقي للخدمة العمومية‪:‬‬
‫رغم اإليجابيات التي يمكن سردها على سبيل الحصر والتي تفيد نوع من التحسن املالحظ في املرافق العامة ولو‬
‫أن املواطن ال يزال يعاني من بعض الصعوبات في الولوج إلى املرفق العام‪ ،‬مما يوحي بوجود إشكاالت حقيقية‬ ‫مؤقتا‪ ،‬إال ّ‬
‫تمنح النهوض بواقع الخدمة العمومية‪:‬‬
‫أ‪ .‬عدم االستقرارالقانوني واإلجرائي‪ :‬ما يعاب على مختلف التدابير التي شرعت فيها الدولة إلصالح الخدمة العمومية ّأنها‬
‫تدابير ظرفية تأتي ملعالجة مؤقتة وتنتهي دون تحقيق املبتغى‪ ،‬وأحسن مثال بالنسبة إلحداث منصب الوزير املكلف‬
‫باإلصالح اإلداري في سنة ‪ 1996‬لدى وزير رئيس الحكومة (مرسوم تنفيذي رقم ‪ 212-96‬يحدد صالحيات الوزير املنتدب‬
‫تم إلغاء هذا املنصب إلى غاية ‪ 2013‬أين‬ ‫لدى رئيس الحكومة املكلف باإلصالح اإلداري والوظيف العمومي‪ ،)1996 ،‬إال ّأنه ّ‬
‫تم إلغائه هو اآلخر في بموجب التعديل الحكومي لسنة‬ ‫تم إنشاء منصب الوزير املكلف بإصالح الخدمة العمومية والذي ّ‬
‫تم إحداثه سنة ‪ 1996‬لكن فعاليته لم تظهر بسبب إلغائه‬ ‫‪ ،.2016‬ونفس الوضع بالنسبة لهيئة وسيط الجمهورية الذي ّ‬
‫في سنة ‪ ،1999‬وقد يحدث نفس األمر بالنسبة لوسيط الجمهورية الذي تم إعادة إحيائه في سنة ‪ ،2020‬مما يوحي ّ‬
‫بأن‬
‫اإلصالحات التي شرعت فيها الدولة لتحسين الخدمة العمومية مجرد تدابير ظرفية تزول بزوال الظرف املؤقت‪.‬‬
‫ب‪ .‬عدم اعالم املواطن باإلجراءات والتدابير املتخذة‪ :‬يعتبر حق االعالم من الحقوق املكرسة دستوريا والذي يسمح‬
‫للمواطن أن يصل إلى املعلومة التي يحتاجها والتي لها عالقة مباشرة بحقوقه وحرياته‪ ،‬واملالحظ من خالل املمارسة العملية‬
‫أن مختلف التدابير اإلصالحية‬ ‫أن موظفي اإلدارة ال يساهمون في نشر كل التعليمات والتنظيمات التي لها عالقة بهم‪ ،‬بدليل ّ‬ ‫ّ‬
‫التي شرعت فيها الدولة منذ سنة ‪ 2000‬لم تصل إلى علم املواطن باعتباره املستفيد األول من هذه التدابير‪ ،‬األمر الذي‬
‫أن املرتفقين ال يعلمون بها أصال‪.‬‬‫يقزم من فعالية تلك التدابير ويجعلها ال تطبق في أرض الواقع مادام ّ‬
‫وأحسن مثال يمكن االستدالل به ما يتعلق بإنشاء هيئة وسيط الجمهورية فأغلب املواطنون ال يعلمون بطبيعة هذه‬
‫الهيئة ومهامها‪ ،‬مما يجعلهم ال يقدمون طعونهم األمر الذي يقلل من فعالية هذا الجهاز‪ ،‬وكل هذا سببه نقص ثقافة االعالم‬
‫في املرافق العامة‪.‬‬
‫أن ما اتخذته الدولة الجزائرية إلصالح مرافقها اإلدارية لم يقض ي على مظاهر اإلدارة التقليدية‬‫يبدو من خالل ما سبق ّ‬
‫والبيروقراطية‪ ،‬األمر الذي جعل الدولة تحاول مواكبة مختلف التكنولوجيات على املستوى العاملي من خالل تبني برنامج‬
‫اإلدارة االلكترونية كنظام رقمي وعصري قد حقق نتائجه في كل الدول التي طبقته‪ ،‬فهل كان نفس الوضع بالنسبة لإلدارة‬
‫الجزائرية؟‬
‫املبحث الثاني‪ :‬و اقع الخدمة العمومية في ظل اإلدارة االلكترونية‪:‬‬
‫تمثل اإلدارة اإللكترونية تحوال شامال في املفاهيم والنظريات‪ ،‬الهياكل والتشريعات‪ ،‬األساليب واإلجراءات التي تقوم‬
‫عليها اإلدارة التقليدية عن طريق استعمال تقنيات الكترونية بهدف عصرنة اإلدارة وإصالحها داخليا وخارجيا ‪(GAUCHE,‬‬
‫)‪ ،2011, p. 02‬فهي ليست مجرد وصفة جاهزة أو خبرة مستوردة فقط ( الكبيس ي‪ ،2008 ،‬صفحة ‪ ،)16‬بل هي نظام‬
‫متكامل له متطلبات عديدة منها ما هو تقني ومادي‪ ،‬إداري وإجرائي‪ ،‬قانوني وإنساني‪.‬‬
‫التحول االلكتروني كآلية فعالة لتحقيق إنجازات هامة في مجال‬‫ّ‬ ‫تعتبر الجزائر كغيرها من الدول التي سارعت نحو‬
‫الخدمة العمومية (عشور ‪ ،2010-2009 ،‬صفحة ‪ ،)164‬وما تبني الدولة الجزائرية لهذا األسلوب االلكتروني إال اعترافا‬
‫رسميا برداءة الخدمة العمومية في ظل اإلدارة التقليدية وما هي إال محاولة للبحث عن البديل في مجال االصالح اإلداري‪،‬‬
‫وذلك عن طريق استعمال التقنيات االلكترونية للتواصل مع املرافقين‪.‬‬

‫‪78‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫األمر الذي يبرر البحث عن أهم اآلليات التي استعملتها الدولة في مجال اصالح الخدمة العمومية بوسائل حديثة‬
‫ل ّ‬
‫إال ّ‬
‫أن تحقيق رغبة الدولة تحققت بصفة جزئية وليس كلية وهذا‬ ‫السيما استعمال الخدمة االلكترونية (املطلب األو )‪،‬‬
‫بالنظر إلى الكثير من املعوقات التي قزمت من فعالية الخدمة االلكترونية (املطلب الثاني)‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬أهم السياسات املنتهجة للقضاء على البيروقراطية وانجاح اإلدارة االلكترونية‬
‫لقد اتجهت أهداف السياسة العامة للجزائر في السنوات األخيرة نحو بناء مجتمع معلوماتي ويظهر ذلك من خالل‬
‫الخطابات الرسمية للمسولين والبرامج التنموية الهادفة إلى تطوير قطاع تكنولوجيا اإلعالم واالتصال (عصرنة املرفق‬
‫العام‪ :‬مكاسب هامة ومشاريع متواصلة‪ ،2018 ،‬صفحة ‪ ،)31‬وقد تبلورت هذه السياسة في عصرنة املرفق العام من خالل‬
‫مختلف الخدمات االلكترونية‪ ،‬ونتج عن هذه التقنية نوع من القبول لدى املواطن الجزائري‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬إطالق برنامج الجزائر االلكترونية منذ سنة ‪2009‬‬
‫شرعت الدولة الجزائرية من تبني مخطط عمل ملواكبة الدول التي توصلت إلى أحدث التقنيات‪ ،‬وكان التعامل‬
‫اإللكتروني من املفاهيم التي شرعت الدولة في تفكيكها لعالها تجد مجاال لتطبيقها داخليا عن طريق اتباع مراحل متتالية‬
‫للوصول إلى ادخال التعامل االلكتروني في مختلف املرافق التابعة للدولة وليس فقط في إطار املعامالت التجارية‬
‫واالقتصادية‪.‬‬
‫أوال‪-‬متطلبات التحول إلى اإلدارة االلكترونية‪ :‬تلجأ الدولة إلى استعمال اإلدارة االلكترونية بهدف تحسين الخدمة‬
‫وشفافيتها )‪ ،(MOUATADID , 2014, p. 03‬وبعد انتشار الخدمات االلكترونية في مختلف املجاالت وفعاليتها كان على‬
‫الدولة أن تجد وسيلة إلدخال التقنيات االلكترونية على الخدمات اإلدارية لتحقيق نجاعة ومرونة في طريقة تقديم الخدمة‬
‫تم اطالق أول مبادرة سنة ‪ 2009‬تحت شعار الجزائر االلكترونية ‪( E-Algérie‬فرطاس ‪ ،2016 ،‬صفحة‬ ‫العمومية‪ ،‬وقد ّ‬
‫‪ ،)316‬لتليها مشاريع أخرى السيما البلدية االلكترونية والجامعة االلكترونية‪ ،‬ولنجاح برنامج اإلدارة االلكترونية ينبغي‬
‫عدة أسس ومعطيات لتحقيق ذلك‪ ،‬السيما‪:‬‬ ‫اعتماد ّ‬
‫أ‪ .‬اإلحاطة التشريعية‪ٌ :‬يشكل اإلطار التشريعي الحلقة األولى في مختلف البرامج التي تخطط لها الدولة‪ ،‬على أساس ّ‬
‫أن‬
‫ضبط اإلطار التشريعي هو العامل األساس ي لبداية تجسيد البرامج املختلفة بما فيها إلدارة االلكترونية‪ ،‬فينبغي اإلشارة إلى‬
‫أن العمل اإلداري يجب أن يندرج تحت مظلة الشرعية القانونية وأن ينبني أي إجراء إداري على أساس قانوني وإال فقد‬ ‫ّ‬
‫أن النصوص القانونية قد تقف حجر عثرة أمام اإلصالح اإلداري بل وتكون معوقا من‬ ‫مشروعيته وأصبح عمال منعدما‪ ،‬إال ّ‬
‫معوقات اطالق اإلدارة االلكترونية‪ ،‬وذلك عندما ال تواكب النصوص القانونية التحول لإلدارة اإللكترونية‪ ،‬األمر الذي‬
‫يستوجب مراجعة املفاهيم القانونية التقليدية‪ ،‬واستنباط قواعد جديدة تواكب الحكومة االلكترونية‪ ،‬وكل هذا يدخل‬
‫ضمن اإلصالح التشريعي كمقوم أساس ي من مقومات الحكومة االلكترونية ( الباز‪ ،‬صفحة ‪.)11‬‬
‫ب‪ .‬االعتماد على التخطيط املسبق والتركيز على النتائج‪ :‬ال يمكن ألي برنامج أن ينجح دون االعتماد على نظام تخطيطي‬
‫يتضمن مختلف املعطيات التي يتم االعتماد عليها والنتائج التي يحققها‪ ،‬وإن كانت الدولة الجزائرية قد وضعت مخطط‬
‫تغير السياسات واختالف وجهات نظر املسؤولين قد حال دون‬ ‫عمل منذ ‪ 2009‬إلنجاح برنامج اإلدارة االلكترونية‪ ،‬إال أن ُ‬
‫الوصول إلى تخطيط عملي محكم‪ ،‬وينبغي أثناء التخطيط مراعاة األهداف والنتائج املتوقعة مع العمل على تحقيقيها في‬
‫أرض الواقع‪ ،‬على أساس ّأن طالب الخدمة ال يهتم بالشعارات وإنما يبحث عن مدى تحقيق ذلك في أرض الواقع (فيسة‪،‬‬
‫‪ ،2021‬صفحة ‪ ، )555‬باعتباره املستفيد األول من التقنيات املعتمدة‪.‬‬
‫ج‪ .‬توفير البنية التحتية واألمن اإللكتروني‪ :‬ال يمكن تصور إدارة إلكترونية دون توفير واستخدام تكنولوجيات اإلعالم‬
‫واالتصال باعتبارها الوسيلة التي تسمح للمرتفقين التعامل عن بعد مع اإلدارة والحصول على الوثائق اإلدارية ‪(GAUCHE,‬‬
‫)‪ ،2011, p. 03‬ويدخل ضمن هذه البنية الكثير من البرامج والشبكات‪.‬‬

‫‪79‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫باإلضافة إلى وضع كل البيانات واملعلومات التي يحتاجها املواطن على الخط سواء كانت نصوص قانونية أو تقارير أو‬
‫مختلف الوثائق دون املساس بسرية البيانات الشخصية )‪ ،(BROUSSEAU , 2002‬وهذا بهدف السماح إلمكانية تحميل‬
‫الوثائق التي يحتاجها املواطن دون عناء التنقل إلى املصلحة اإلدارية املختصة‪.‬‬
‫أما بالنسبة لألمن االلكتروني فيرتبط بعامل السرية فإذا كان األصل ّأن اإلدارة االلكترونية تعتمد على سرية البيانات‬
‫وإخفائها فال يمكن الحصول على تلك املعلومات‪ ،‬إال أنه ومن جانب آخر للتعامل االلكتروني أن يساهم في إفشاء معلومات‬
‫األشخاص وذلك عندما يتدخل طرف ثالث لنقل املعلومات ونشرها‪ ،‬فهو اشكال حقيقي في مجال التعامل االلكتروني‬
‫باعتباره مجاال رقميا يصعب معه الحفاظ على السر املنهي بالنسبة للموظف والسرية الشخصية بالنسبة ملتلقي الخدمة‪،‬‬
‫كما يؤدي هذا املؤشر إلى صعوبة تقبل املواطن لفكرة التواصل االلكتروني السيما مع استعمال شبكة االنترنت التي قد‬
‫تفش ي أسرار املرتفقين عندما ال يتم استعمالها بطريقة صحيحة‪.‬‬
‫وأحسن مثال يمكن تقديمه بالنسبة لنشر بعض املعلومات في املواقع الرسمية أو حتى شبكات التواصل‬
‫االجتماعي دون احترام سرية املعلومات والحياة الخاصة لألشخاص‪ ،‬حتى وإن كان الهدف منها اعالمي بالدرجة األولى إال أنه‬
‫يؤدي إلى إفشاء أسرار األشخاص وجعل معلوماتهم عرضة للنشر في مختلف املواقع‪.‬‬
‫ّ‬
‫ج‪ .‬نشرالوعي االلكتروني‪ :‬يعتبر املواطن الطرف الثاني واألساس ي إلنجاح برنامج اإلدارة االلكترونية‪ ،‬وإن كان الحديث عن‬
‫املواطنين أو املرتفقين ال يعني ذلك مخاطبة األشخاص ذوي املستويات العالية وإنما يعني ذلك املواطن البسيط والعادي‬
‫أن إنجاح برنامج اإلدارة االلكترونية متوقف‬ ‫الذي قد يتفطن ألهمية التعامل االلكتروني أو ال يكترث لذلك‪ ،‬هذا ما يعني ّ‬
‫كذلك على نشر الوعي لذا املواطن البسيط بأهمية هذا الفضاء الرقمي في تسهيل الحياة اإلدارية‪.‬‬
‫ثانيا‪-‬أهداف الدولة من خالل تبنيها لإلدارة االلكترونية‪:‬‬
‫تسعى مختلف الدول التي تتعامل الكترونيا في املجال اإلداري إلى تحقيق الهدف من وجود اإلدارة وهو خدمة املواطن‬
‫وتحقيق مطالبه‪ ،‬من خالل ضمان السرعة واملرونة أثناء تقديم الخدمة والقضاء على مختلف املظاهر البيروقراطية‪ ،‬مع‬
‫اعتماد سياسة اشراك املواطن في الشؤون العامة‪.‬‬
‫أ‪ .‬السرعة واملرونة في تقديم الخدمة‪ :‬تقوم اإلدارة االلكترونية على تقديم الخدمات عبر شبكة األنترنت أو األنترانت بدون‬
‫االنتقال إلى مقر الهيئة اإلدارية املعنية‪ ،‬كما تمتاز هذه التقنية بسهولة الوصول إلى الخدمة وإلغاء حاجز املكان والزمان‬
‫اللذان كانا يصعبان ويؤخران الحصول على الخدمة (بوراس ‪ ،2020-2019 ،‬صفحة ‪ ،)53‬األمر الذي يسهل على املواطن‬
‫الولوج إلى املرفق العام عن بعد للحصول على الخدمات التي يطلبها في أقل وقت ممكن بعيدا عن الطوابير التي كانت تعرفها‬
‫اإلدارة التقليدية‪.‬‬
‫حول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة االلكترونية يتحقق من خالل‬ ‫ّ‬
‫ب‪ .‬القضاء على املعوقات اإلدارية التقليدية‪ :‬إن الت ّ‬
‫عملية اإلصالح اإلداري التي ال ينبغي أن تتوقف عند تبسيط اإلجراءات واالبتعاد عن الروتين والتعقيدات اإلدارية أو أن‬
‫يقتصر فقط على مجرد تحسين التنظيم وطرائق العمل أو مجرد ترميم وترقيع جزئي ألسلوب اإلدارة التقليدية‪ ،‬بل تقتض ي‬
‫عملية اإلصالح اإلداري أن تكون إصالح جذري يتضمن حوال كاملة وجذرية ألجهزتها وتخليصا من مساوئ وسلبيات العمل‬
‫اإلداري واالنطالق إلى آفاق جديدة باستعمال تكنولوجيا املعلومات واالتصال ( الباز‪ ،‬صفحة ‪.)10‬‬
‫ج‪ .‬اشراك املواطن في صنع القرارات الوطنية‪ّ :‬إن استعمال التعامل االلكتروني في اإلدارة يفتح املجال للمواطن أن يشارك‬
‫في اتخاذ القرارات من خالل إمكانية التعبير عن أرائه بكل ديمقراطية‪ ،‬وتقديم اقتراحاته باستعمال الوسائل االلكترونية‬
‫)‪ ، (BAL , 2004, p. 05‬من خالل الفضاءات التي تفتح لهذا الصدد في مختلف املواقع االلكترونية الرسمية وحتى في مواقع‬
‫التواصل االجتماعي أين يستطيع املواطن أن يعبر عن آرائه وينتقد القرارات التي يرى أنها ال تخدم مصالحه ‪(ZAMMAR ,‬‬
‫)‪.2012‬‬

‫‪80‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫كما تتجلى أهمية اإلدارة االلكترونية من اقتراب الدولة من مواطنيها عن طريق منحهم الحق في املطالبة بحقوهم‬
‫أن الوسيلة‬ ‫)‪ (Pierrotin, 2004, p. 352‬بطريقة شفافة وبعيدا عن مختلف الضغوطات والتهديدات‪ ،‬على أساس ّ‬
‫االلكترونية تضمن حرية التعبير واملطالبة بمختلف اإلصالحات‪.‬‬
‫ّ‬
‫الفرع الثاني‪ :‬إطالق الخدمات االلكترونية في بعض املر افق الحساسة‬
‫مر بعدة مراحل وكانت بدايته عن طريق تهيئة األرضية الالزمة‬ ‫إن تكريس سياسة الدولة في تنبي التعامل االلكتروني ّ‬ ‫ّ‬
‫لهكذا نمط من الخدمة السيما توفير الوسائل االلكترونية ومختلف الشبكات قبل ربطها بشبكة األنترنت‪ ،‬مع العمل على‬
‫إدخال التعامل االلكتروني في بعض الهيئات العامة األكثر طلبا للخدمة‪.‬‬
‫أوال‪-‬البلدية االلكترونية‪:‬‬
‫ّ‬
‫تعتبر البلدية الهيئة القاعدية األقرب النشغاالت املواطن وتطلعاته‪ ،‬األمر الذي يبرر أن سياسة الدولة في مجال‬
‫عصرنة اإلدارة ظهرت أول مرة في قطاع الجماعات املحلية السيما إطالق برنامج البلدية اإللكترونية‪ ،‬كأول محاولة للدخول‬
‫إلى عصر التكنولوجيا والرقمنة‪ ،‬والتي تقوم على فكرة التغيير الجذري في العمل اإلداري التقليدي (دبلة و عبان‪،2015 ،‬‬
‫صفحة ‪.)29‬‬
‫تبنت وزارة الداخلية والجماعات املحلية برنامج اإلدارة االلكترونية وشرعت في تنفيذه على مستوى البلديات من‬
‫أن تحقيق‬ ‫خالل رقمنة مختلف وثائق الحالة املدنية والسماح للمواطن الحصول عليها دون التنقل إلى مقر البلدية‪ ،‬إال ّ‬
‫هذا البرنامج استوجب توفير بيئة قانونية محكمة عن طريق تطوير التشريعات أو صياغة تشريعات أخرى إلمكانية تجسيد‬
‫البلدية اإللكترونية (بن زيان و حاجة ‪ ،2018 ،‬صفحة ‪.)200‬‬
‫للتحول االلكتروني إلى استعمال الرقمنة في وثائق الحالة املدنية عن طريق إنشاء‬ ‫ّ‬ ‫وقد تجسدت املبادرة األولى‬
‫السجل الوطني اآللي للحالة املدنية الذي ساهم بشكل كبير في تخفيف العبء على املواطن عن طريق استخراج الوثائق‬
‫أثناء تقديم الطلب دون انتظار ساعات أو أيام‪ ،‬وهذا بهدف تسهيل اإلجراءات والتخفيف على املواطن‪ ،‬ونتج عن هذا‬
‫اإلجراء حق املواطن في استخراج الوثائق من أية بلدية على املستوى الوطني دون اشتراط االنتقال إلى بلدية امليالد‪ ،‬كما جاء‬
‫ذلك في املرسوم التنفيذي ‪( 315-15‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 315 -15‬يتعلق بإصدار نسخ وثائق الحالة املدنية بطريقة‬
‫إلكترونية‪ ، )2015 ،‬باإلضافة إلى تقليص عدد الوثائق اإلدارية من ‪ 28‬وثيقة إلى ‪ 14‬كما جاء في املرسوم التنفيذي رقم ‪-14‬‬
‫‪ ،75‬وكان املغزى من هذا التقليص هو التخفيف على املواطن وعد اشتراط تقديم ملفات ضخمة أمام مختلف اإلدارات‬
‫(مرسوم تنفيذي رقم ‪ 75-14‬يحدد قائمة وثائق الحالة املدنية‪.)2014 ،‬‬
‫بالعودة إلى املوقع الرسمي لوزارة الداخلية نالحظ وجود الكثير من الخدمات التي يمكن طلبها عن بعد‪ ،‬كإمكانية‬
‫استخراج شهادة امليالد ومختلف شهادات الحالة املدنية دون عناء التنقل إلى مصالح البلدية املعنية‪ ،‬كما يمكن تقديم أي‬
‫ملف إداري السيما ما يتعلق باستخراج جواز سفر أو بطاقة التعريف الوطنية البيومترية‪.‬‬
‫أن ما يعاب على هذه الخدمات التي تقدم عن بعد أنها ترسل آليا في نفس الوقت الطلب وإنما بعد مدة قد تستغرق‬ ‫ّ‬
‫إال ّ‬
‫يوم أو يومين‪ ،‬مما قد يجعل املواطن يفضل االنتقال للبلدية املختصة عوض انتظار الطريقة االلكترونية‪ ،‬ويعود السبب‬
‫في هذا التعطيل إلى مشاكل تقنية تعاني منها الشبكات املبرمجة الستخراج الوثائق‪.‬‬
‫ثانيا‪-‬املحكمة االلكترونية‪:‬‬
‫تقوم على تقديم مختلف الوثائق بطريقة الكترونية باستعمال شبكة االنترنت‪ ،‬وإجراء املرافعات دون حضور أو‬
‫الخصوم عن طريق املرافعة عن بعد وتبادل املذكرات عن بعد (زعزوعة و بن قلة ‪ ،2021 ،‬صفحة ‪ ،)97‬كما تتطلب هذه‬
‫التقنية توفير الكثير من املستلزمات السيما شبكة االنترنت والحواسب مع موظفين يتكفلون بالبرمجة من خالل استعمال‬
‫شبكة اتصاالت ومختلف التقنيات التي تسمح بتقديم الخدمة القضائية عن بعد‪.‬‬

‫‪81‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫كما تسمح هذه التقنية بفتح حسابات ملختلف املتعاملين مع القطاع السيما املحامين وحتى املتقاضين الذين يمكن لهم‬
‫معرفة مصير قضاياهم من خالل اسم املستخدم والرمز السري الذي يقدم لكل متقاض ي‪ ،‬وبالعودة إلى موقع الرسمي‬
‫لوزارة العدل نجد الكثير من الخدمات التي تقدم عن بعد مثل استخراج شهادة السوابق القضائية والجنسية واالحكام‬
‫القضائية ويدخل هذا في إطار برنامج الدولة لعصرنة قطاع العدالة (‪.)2020 ،mjustice‬‬
‫وتعتبر الجزائر من الدول التي حاولت تبني هكذا نظام منذ سنة ‪ 2015‬عن طريق اصدار قانون يتضمن عصرنة قطاع‬
‫العدالة (قانون رقم ‪ 03-15‬يتعلق بعصرنة العدالة‪ ،)2015 ،‬وما تاله من مراحل إجرائية إلى أن تم الوصول إلى تقديم الكثير‬
‫من الخدمات الكترونيا‪ ،‬أما أول استعمال لنظام املحكمة اإللكترونية فقد كان في الواليات املتحدة األمريكية سنة ‪2000‬‬
‫في بعض محاكم أوهايو وكاليفورنيا التي بدأت في وضع اللبنة األولى من خالل إنشاء قاعدة بيانات (زعزوعة و بن قلة ‪،‬‬
‫‪ ،2021‬صفحة ‪.)103‬‬
‫أن مرفق القضاء في الجزائر لم يصل بعد إلى برمجة محاكمات عن بعد ألسباب قد تكون تقنية وتنظيمية‪،‬‬ ‫مع اإلشارة إلى ّ‬
‫إال ّأن هذا ال يمنع من التفكير في إمكانية إجراء محاكمات عن بعد في املستقبل القريب‪ ،‬وهذا يدخل دائما في السياسة التي‬
‫تتجها الدولة‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬الجامعة االلكترونية‪:‬‬
‫ّ‬
‫ُيشكل الفضاء الجامعي املجال الخصب للتعامل اإللكتروني على أساس أن املحيط الجامعي محيط للبحث العلمي‬
‫والدراسات التي لها أبعاد دولية من خالل مجاالت التعاون املختلفة بين الدول لنقل التكنولوجيات واملعارف إلى الكثير من‬
‫الدول العالم الثالث‪ ،‬كما يعتبر هذا الفضاء الشكل الحقيقي لتطبيق اإلدارة اإللكترونية في إطار العالقة بين الطالب‬
‫والجامعة السيما مع كثرة عدد الطلبة وصعوبة التعامل معهم حضوريا (عماري‪ ،2017 ،‬صفحة ‪ ،)80‬األمر الذي يجعل‬
‫من التعامل االلكتروني أنجع وسيلة لتسهيل تقديم الخدمة وتخفيف الضغط على مختلف الجامعات‪.‬‬
‫تعتبر الجزائر من الدول التي عملت على إدخال التكنولوجيات الحديثة في املحيط الجامعي عن طريق الكثير من‬
‫البرامج والشبكات التي تشكل الحلقة األولى لبناء إلكتروني ناجح‪ ،‬فقد عملت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي على إنشاء‬
‫منصة رقمية(‪ )progrès‬تساهم في تنظيم العمل األكاديمي للطالب عن طريق تسهيل مختلف التسجيالت الجامعية‪ ،‬كما‬
‫تستعمل هذه املنصة من طرف األساتذة لتدوين عالمات الطلبة وحفظها في املنصة للتخفيف الضغط على األعوان املكلفين‬
‫بالتسجيل‪.‬‬
‫كما عملت الوزارة على إنشاء منصة(‪ )e-learning‬كوسيلة لنشر املحاضرات والدروس واإلعالنات املتعلقة بالعمل‬
‫البيداغوجي‪ ،‬وتعتبر هذه املنصة األكثر استعماال من طرف املصالح اإلدارية للتواصل مع الطلبة واألساتذة‪ ،‬كما ظهرت‬
‫أهمية هذه املنصة أثناء انشتار وباء كورونا أين اضطرت الوزارة على تفعيل املنصة التي ولألسف لم تكن مفعلة قبل ظهور‬
‫الوباء‪ ،‬فقد تمكن األساتذة من إدراج دروسهم في املنصة مع تقديم دروس على الخط بالنسبة لبعض التخصصات التي‬
‫تحتاج للتعامل املباشر بين األستاذ والطلبة مع السماح لهؤالء من تقديم أسئلتهم ومناقشة األفكار الغامضة‪.‬‬
‫باإلضافة إلى إنشاء بوابة إلكترونية خاصة بإرسال املقاالت للنشر في مختلف املجالت الوطنية التي تم إدراجها في‬
‫املنصة مع مختلف املعطيات الخاصة بكل مجلة وشروط النشر فيها‪ ،‬فمثل هذه البوابة تشكل عمال جبارا قامت به الوزارة‬
‫للقضاء على مظاهر البيروقراطية التي يعرفها مجال البحث العلمي في إطار التسيير التقليدي‪.‬‬
‫كما يسمح التعامل االلكتروني السيما مع شبكة األنترنت إلى إمكانية التفاعل بين مختلف األساتذة على املستوى‬
‫الدولي للبحث في مختلف املواضيع املهمة عن طريق برمجة ملتقيات وتظاهرات علمية دون اشتراط الحضور‪ ،‬األمر الذي‬
‫ساهم في إثراء الجامعة الجزائرية بالكثير من النشاطات العلمية نظرا لسهولة هذا األسلوب اإللكتروني الذي يختصر‬

‫‪82‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫الوقت والجهد ويساهم في تحفيز الباحثين على البحث العلمي دون التفكير في الصعوبات املادية التي تعرقلهم في إطار‬
‫النظام التقليدي‪.‬‬
‫أن أهم سلبية تعرفها العملية اإللكترونية في الجامعة الجزائرية هو نقص الوسائل االلكترونية والشبكات‬ ‫إال ّ‬
‫املدعمة للتواصل عن بعد السيما مشكل تدفق األنترنت الذي تعاني منه مختلف املرافق‪ ،‬مما يصعب على طالب الخدمة‬
‫الحصول عليها‪ ،‬كما يشكل هذا العطب إشكاالت حقيقية بالنسبة لألساتذة أثناء الولوج إلى املنصات املختلفة أين يصعب‬
‫الدخول السيما في الفترات التي تعرف املنصات ضغط بسبب كثرة االستعمال كفترة تسجيل عالمات الطلبة في منصة‬
‫بروقريس وكذا فترة التسجيالت الجامعية بالنسبة للطلبة‪.‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬املعوقات التي تحد من فعالية الخدمة االلكترونية وتمنع القضاء على البيروقراطية اإلدارية‬
‫إن البحث عن تقييم تأثير اإلدارة االلكترونية على فعالية الخدمة العمومية ال يتحقق إال من خالل إجراء تقييم‬ ‫ّ‬
‫ميداني وحقيقي لواقع الخدمة العمومية في اإلدارة الجزائرية‪ ،‬بمعنى هل أضاف التعامل االلكتروني ميزة وقيمة لنوعية‬
‫ال خدمة التي يقدمها املرفق العام أم ال يزال املرتفق يعاني من ويالت البيروقراطية املتوحشة؟‪ ،‬وبتعبير آخر ما هي أهم‬
‫املعوقات التي تمنع نجاح التعامل االلكتروني في اإلدارة الجزائري‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬املعوقات التشريعية واإلدارية‬
‫إن تطبيق اإلدارة االلكترونية ليس باألمر السهل والبسيط‪ ،‬وإنما هي عملية تجمع بين عدة مؤشرات ومعطيات‬ ‫ّ‬
‫أن أهم قائق قد يعترض‬ ‫وغياب إحداها يؤدي ال محالة إلى توقف الخدمة االلكترونية والعودة إلى الخدمة التقليدية‪ ،‬مع ّ‬
‫التحول الجديد هو الجانب القانوني باعتبار اللبنة األولى ألي مشروع‪ ،‬ويليه الجانب التنظيمي كحلقة مهمة في مجال‬ ‫ّ‬
‫أن الوصول إلى القضاء على مختلف الصعوبات واالشكاالت التي تعرقل تطبيق اإلدارة االلكترونية‬ ‫التحول الرقمي‪ ،‬وأكيد ّ‬‫ّ‬
‫ّ‬
‫التحول‬ ‫أن الحديث عن هذه املعوقات سيفتح املجال إلمكانية االنقاص منها بهدف عدم عرقلة‬ ‫أمر بعيد املنال‪ ،‬إال ّ‬
‫االلكتروني‪:‬‬
‫أوال‪-‬عدم استكمال البناء التشريعي‪:‬‬
‫ال يمكن إنجاح أي برنامج دون اعتماد اآلليات القانونية التي تسمح بتحقيق ذلك‪ ،‬وما يعاب على واقع الخدمة‬
‫االلكترونية في الجزائر هو عدم ضبط اإلطار التشريعي لتنفيذ سياسة الدولة في االنتقال من نظام اإلدارة التقليدية إلى‬
‫نظام اإلدارة اإللكترونية‪ .‬بسبب عدم االملام التشريعي بهذا املجال‪ ،‬األمر الذي تسبب في وجود فجوات تعيق استعمال‬
‫التقنيات اإللكترونية‪ ،‬السيما إذا أخذنا بعين االعتبار املوظف العام الذي ال يبادر في استعمال الوسائل االلكترونية ألنه‬
‫يخش ى من الوقوع في أخطاء قد تكلفه غاليا‪ ،‬لغياب الضمانات التشريعية‪.‬‬
‫ثانيا‪-‬املعوقات اإلدارية واإلجرائية‪:‬‬
‫تعاني املرافق العامة من عراقيل إدارية أثناء تقديم الخدمة اإللكترونية باإلضافة إلى اإلشكاالت التي تعترض‬
‫إجراءات تنفيذ برنامج الجزائر اإللكترونية‪ ،‬بسبب عدم االهتمام بالجانب التنظيمي لتفادي بعض الفجوات التي تعرقل‬
‫ممارسة الوظيفة اإلدارية وتقديم الخدمة العمومية‪ ،‬مما أثر سلبا على سير الوظيفة اإلدارية الكترونيا‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬عدم جاهزية اإلدارة اإللكترونية ماديا وتقنيا )املعوقات املادية والتقنية)‬
‫إن الولوج إلى عالم اإلدارة االلكترونية يتطلب توفير الكثير من اإلمكانيات املادية والتقنية الضرورية التي ال مجال‬ ‫ّ‬
‫للحديث عن نجاح النمط االلكتروني دون الدعم املالي وما ينتج عنه من متطلبات تزداد مع ظهور تقنيات جديدة‪ ،‬يتوجب‬
‫على الدولة توفيرها رغم تكلفتها العالية‪ ،‬وتتجلى أهم املعوقات املادية في‪:‬‬

‫‪83‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫أوال‪ -‬عدم وجود سياسة واضحة لتكنولوجية االتصال واملعلومات‪:‬‬


‫إن التحول إلى اإلدارة االلكترونية شأنه شأن أي مشروع أو برنامج يحتاج إلى تهيئة البيئة املناسبة لتحقيق املبتغى‬ ‫ّ‬
‫ُ‬
‫(فيسة‪ ،2021 ،‬صفحة ‪ ،)558‬وتشكل التجهيزات اإللكترونية أهم ركائز اإلدارة االلكترونية فال مجال إلصالح حقيقي دون‬
‫توفير ما يلزم من تجهيزات السيما أجهزة اإلعالم اآللي ومختلف الشبكات الضرورية للتعامل االلكتروني‪ ،‬وما ال يمكن إنكاره‬
‫بالنسبة لواقع العمل في املرافق العامة أنها تعرف الكثير من النقائص فيما يخص األجهزة الضرورية لتقديم الخدمة‬
‫بوسائل تقليدية وال مجال للحديث عن الوسائل والتقنيات التي تحتاجها اإلدارة حديثا‪.2‬‬
‫ومثل هكذا نقائص تسببت في عدم تحقيق الفعالية املنتظرة من التعامل اإللكتروني ّ‬
‫ألن مختلف الهيئات اإلدارية تعاني‬
‫وتشتكي من نفس العطب وهو الجانب املادي الذي يعرقل تقديم الخدمة العمومية‪ ،‬ويؤدي إلى تذبذبها في حاالت أخرى‬
‫السيما مشكل تدفق االنترنت الذي يعتبر أهم عامل يعرقل تقديم الخدمة في آجالها‪ ،‬رغم ما تعرفه التعامل االلكتروني من‬
‫سرعة واستجابة‪.‬‬
‫ّ‬
‫ثانيا‪ -‬نقص املوظفين الذين تتوفرفيهم الخبرة والكفاءة‪ :‬يعتبر املوظف املحرك األساس ي للجهاز اإلداري‪ ،‬وإن كان املوظف‬
‫العام يعاني من نقص التكوين والخبرة نظرا لعدم تفعيل آلية التكوين املستمر والتدريب السيما بالتعاون مع الدول التي لها‬
‫فإن االشكال يظهر أكثر بمناسبة تبني اإلدارة االلكترونية‪ ،‬فال يمكن الحديث عن خدمة الكترونية دون‬ ‫خبرة في املجال‪ّ ،‬‬
‫تأهيل املوظفين الذين يتكفلون بضمان تقديم الخدمة وفق تقنيات حديثة وغريبة عن الوسائل التقليدية‪.‬‬
‫وقد نتج عن صعوبة التعامل مع الشبكات اإللكترونية تعترض هذه األخيرة ملشاكل تقنية قد تؤدي إلى هدم ما تم‬
‫إعداده منذ مدة‪ ،‬كحالة تسليم بعض الوثائق اإلدارية الكترونيا فأي خلل يصيب الشبكة يؤدي إلى إمكانية إتالف النظام‬
‫بكامله‪ ،‬باإلضافة إلى مشكل الفيروسات التي تصيب الشبكات وتهدم معلوماتها‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬عدم اشراك القطاع الخاص‪ :‬يتفوق القطاع الخاص عن القطاع العام في مجال التقنيات والوسائل وتنفيذ البرامج‬
‫االلكترونية بشكل أكثر احترافية وضبط تقني‪ ،‬فال مجال إلنجاح التعامل االلكتروني دون شراكة مع الخواص الذين لهم‬
‫خبرة وتخصص في املجال‪ ،‬عكس املوظف العام الذي ال يتوفر على مميزات التسيير االلكتروني‪ ،‬زيادة عن التعقيد اإلجرائي‬
‫الذي يعرفه القطاع العام عكس الخاص الذي يتسم باملرونة والسرعة والدقة‪ ،‬مع ضرورة رصد امليزانية لتحقيق هذه‬
‫الشراكة وإنجاح برنامج اإلدارة االلكترونية‪.‬‬
‫أن الحديث عن اصالح الخدمة العمومية أصبح ضرورة بالنسبة لدول العالم الثالث التي ال تزال تعاني من‬ ‫خاتمة‪ :‬يبدو ّ‬
‫عدة معوقات وصعوبات أثرت سلبا على سير الوظيفة اإلدارية وتقديم الخدمة العمومية‪ ،‬بسبب االنتشار الرهيب ملختلف‬ ‫ّ‬
‫السلوكات البيروقراطية التي عرقلت سياسات الدول في مجال اصالح الخدمة العمومية‪.‬‬
‫ّ‬
‫وأن اإلدارة االلكترونية هي آلية للتحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة االلكترونية وبموجبها تتوقع الدول التي اعتنقت‬
‫هذا األسلوب‪ ،‬اصالح ما يمكن إصالحه في املرافق العامة لضمان تحقيق مختلف األهداف واملبادئ التي يقوم عليها املرفق‬
‫العام كنشاط إداري تسعى من خالله الدولة إلى خدمة مواطنيها ورفاهيتهم‪.‬‬
‫أما بالنسبة للتجربة الجزائرية القصيرة في استخدام الخدمة اإللكترونية كآلية جديدة وبديلة إلصالح الخدمة العمومية‪،‬‬
‫فقد أثبت الواقع العملي وجود الكثير من التحسن واالنتقال الجذري نحو عالم رقمي وتكنولوجي تجلى في تقديم خدمات‬

‫‪ّ 2‬إنه من الصعب إجراء مقارنة بين الخدمات اإللكترونية التي توفرها اإلدارة الجزائرية مع بقية الدولة وأحسن مثال بالنسبة لفرنسا التي سبقتنا‬
‫بكثير في هذا املجال‪ ،‬ففي سنة ‪ 2003‬كان هناك حوالي ‪ 5399‬موقع الكتروني عام وحوالي ‪ 1328‬وثيقة على الخط بما يعادل ‪ 84‬باملائة من‬
‫الوثائق اإلدارية وحوالي ‪ 70‬باملائة من املرافق تم ربطها باألنترنت‪ ،‬راجع للمزيد )‪(Cyber-administration‬‬
‫‪-‬‬

‫‪84‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫عن بعد‪ ،‬إال ّأن هذا ال يعني ّأن اإلدارة االلكترونية تمكنت من القضاء على كل سلبيات اإلدارة التقليدية بل هناك معوقات‬
‫قزمت من فعالية اإلدارة االلكترونية‪.‬‬‫ّ‬
‫أهمها عدم ضبط اإلطار التشريعي لتنفيذ سياسة الدولة في االنتقال من نظام اإلدارة التقليدية إلى نظام اإلدارة‬
‫اإللكترونية بسبب نقص التشريعات التي تنظم هذا املجال‪ ،‬وعدم االهتمام بالجانب التنظيمي لتفادي بعض الفجوات‬
‫التي تعرقل ممارسة الوظيفة اإلدارية بطريقة آلية‪ ،‬وصعوبة التعامل مع الشبكات اإللكترونية التي تعترضها مشاكل تقنية‬
‫قد تؤدي إلى هدم ما تم برمجته أو اتالف كلي للشبكة السيما مع املشاكل السيما األعطاب والتذبذات التي يعرفها شبكة‬
‫االنترنت مما تسبب في صعوبة الولوج إلى املواقع اإللكترونية الخاصة باإلدارات العمومية من أجل طلب الخدمة عن بعد‪،‬‬
‫وأصبحت الخدمة في هذه املواقع ثقيلة جدا‪ ،‬تصعب على املواطن إرسال طلبه أو تحميل الوثائق الالزمة‪.‬‬
‫ولكي نختم هذه الورقة البحثية ينبغي تقديم بعض االقتراحات التي نرى ّأنها ضرورية إلعادة النظر في واقع الخدمة‬
‫العمومية في اإلدارة الجزائرية‪:‬‬
‫‪ -‬لتحقيق شعار الدولة في مجال اصالح الخدمة العمومية ينبغي في البداية إعادة النظر في طريقة تسيير املرافق العامة‬
‫لتكريس إصالح حقيقي وليس ظاهري‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة ضبط اإلطار التشريعي والتنظيمي ملستلزمات اإلدارة االلكترونية لتفادي الوقوع في فجوات‪.‬‬
‫‪ -‬رصد ميزانية خاصة لتوفير مختلف املتطلبات املادية إلنجاح برنامج اإلدارة االلكترونية‪ ،‬بما فيه االهتمام بتأهيل وتدريب‬
‫ّ‬
‫التحول االلكتروني‪.‬‬ ‫املوظفين الذين يكونون في الواجهة أثناء‬
‫‪ -‬ينبغي على السلطة املختصة أن تعيد النظر في مختلف شبكات االتصال االلكتروني من خالل تفعيلها وجعلها أكثر مرونة‪،‬‬
‫السيما ما يتعلق بشبكة األنترنت التي تعرف الكثير من التذبذب والضغط‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة إشراك القطاع الخاص في مجال تقديم الخدمة اإللكترونية‪ ،‬ملا تعرفه اإلدارة التقليدية من خمول وتدني مستوى‬
‫الخدمة واالحترافية‪.‬‬
‫‪ -‬توعية املواطن بأ ّن التحول نحو اإلدارة اإللكترونية أصبح حتمية‪ ،‬مع حثهم على ضرورة إجراء تدريبات حول الستعمال‬
‫ّ‬
‫تكنولوجيات االعالم واالتصال‪ ،‬وكيفية استعمال البرامج االلكترونية الحديثة إلمكانية الحصول على الخدمات عن بعد‪.‬‬
‫‪ -‬كذلك يستدعي الوضع االستعانة بالتجربة األجنبية فيما يخص الجانب التقني إلنجاح برنامج الجزائر االلكترونية‪.‬‬
‫قائمة املراجع‪:‬‬
‫أوال‪ -‬باللغة العربية‪:‬‬
‫• إططاحين غانية (‪ :)2016‬الفساد اإلداري‪ :‬الجزائر نموذجا‪ ،‬مجلة الحكمة للدراسات اإلنسانية‪ ،‬مركز الحكمة‬
‫لبحوث والدراسات‪.‬‬
‫• بن زيان أحمد‪ ،‬حاجة عبد العالي(‪ :)2018‬عصرنة مرفق الحالة املدنية وأثرها على تحسين الخدمة العمومية في‬
‫الجزائر‪ ،‬مجلة معالم للدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬ع ‪ ،03‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬املركز الجامعي‬
‫تندوف‪.‬‬
‫• بوجادي أعمر (‪ :)2011‬اختصاص القضاء اإلداري في الجزائر‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه دولة في‬
‫القانون‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري تيزي وزو‪.‬‬
‫• بوراس منيرة (‪ :)2020-2019‬التحول نحو الحكومة االلكترونية في الجزائر‪ :‬بين و اقع التطبيق والرغبة في التطوير‪،‬‬
‫أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪-‬‬
‫باتنة‪.1‬‬

‫‪85‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫• جلطي منصور (‪ :)2020‬النظام القانوني لوسيط الجمهورية في التشريع الجزائري واملقارن‪ ،‬مجلة البحوث القانونية‬
‫والسياسية‪ ،‬ع‪ ،14‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة سعيدة‪.‬‬
‫• حفناوي آمال (‪ :)2019‬العوامل املؤدية للفساد اإلداري واملالي ومؤشرات قياسه عامليا‪ ،‬مجلة إليزا للبحوث‬
‫والدراسات‪ ،‬ع ‪ ،01‬املركز الجامعي إليزي‪.‬‬
‫• دبلة عبد القادر‪ ،‬عبان عبد القادر(‪ :)2015‬تحديات اإلدارة االلكترونية في الجزائر‪-‬دراسة سوسيولوجية ببلدية‬
‫الكالتوس بالعاصمة‪ ،‬مجلة علوم اإلنسان واملجتمع‪ ،‬ع ‪ ،14‬كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪-‬جامعة بسكرة‪،‬‬
‫• "دليل الوثائق القضائية" املتوفر على املوقع‪:‬‬
‫‪https://www.mjustice.dz/wp-content/uploads/2020/06/guide_activites_judiciaires_ar.pdf‬‬
‫• زعزوعة نجاة‪ ،‬بن قلة ليلى (‪ :)2021‬املحكمة اإللكترونية بين املفهوم والتطبيق‪ ،‬مجلة البحوث القانونية‬
‫واالقتصادية‪ ،‬ع ‪ ،02‬املركز الجامعي أفلو‪.‬‬
‫• عشور عبد الكريم (‪ :)2010-2009‬دور اإلدارة االلكترونية في ترشيد الخدمة العمومية في الواليات املتحدة األمريكية‬
‫والجزائر‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة املاجستير في العلوم السياسية والعالقات الدولية‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪،‬‬
‫جامعة قسنطينة‪.‬‬
‫• عصرنة املرفق العام‪ :‬مكاسب هامة ومشاريع متواصلة (‪ :)2018‬مجلة الداخلية‪ ،‬وزارة الداخلية والجماعات املحلية‪،‬‬
‫ع ‪.02‬‬
‫• علي السيد الباز‪ :‬الحكومة االلكترونية واإلدارة املحلية‪ :‬اإلدارة املحلية اإللكترونية العربية‪ ،‬متوفر على املوقع‪:‬‬
‫الحكومة اإللكترونية واإلدارة املحلية اإلدارة املحلية اإللكترونية العربية)‪(bibliotdroit.com‬‬
‫• عماري سمير (‪ :)2017‬صعوبات تطبيق اإلدارة االلكترونية في قطاع التعليم العالي‪ :‬دراسة ميدانية آلراء عينة من‬
‫املوظفين اإلداريين بجامعة محمد بوضياف املسيلة‪ ،‬مجلة العلوم االقتصادية‪ ،‬التجارية وعلوم التسيير‪ ،‬ع ‪ ،17‬كلية‬
‫العلوم االقتصادية‪ ،‬التجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة املسيلة‪.‬‬
‫• فرطاس فتيحة (‪ :)2016‬عصرنة اإلدارة العمومية في الجزائرمن خالل تطبيق اإلدارة االلكترونية ودورها في تحسين‬
‫خدمة املواطنين‪ ،‬مجلة االقتصاد الجديد‪ ،‬ع‪ ،15‬جامعة خميس مليانة‪.‬‬
‫• قادة شهيدة (‪ :)2019‬التجربة الجزائرية ملكافحة الفساد ومفارقاتها‪ :‬إطار قانوني ومؤسساتي طموح يفتقد آلليات‬
‫إنفاذه‪ ،‬مجلة مركز حكم القانون ومكافحة الفساد‪ ،‬كيوساينس‪ ،‬دار جامعة حمد بن خليفة للنشر‪.‬‬
‫• قارطي حورية‪ ،‬مداوي إيمان (‪ :)2017‬دراسة أثر استخدام اإلدارة االلكترونية من طرف مصالح الخدمة العمومية‬
‫في تحسين جودة الخدمة العمومية في الجزائر‪ :‬نظرة استطالعية حول خدمة استخراج جواز السفر البيومتري‪،‬‬
‫مجلة مجامع املعرفة‪ ،‬ع ‪ ،01‬كلية العلوم االقتصادية‪ ،‬التجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة تندوف‪.‬‬
‫• كلثم محمد الكبيس ي (‪ :)2008‬متطلبات تطبيق اإلدارة االلكترونية في مركز نظم املعلومات التابع للحكومة‬
‫االلكترونية في دولة قطر‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة املاجستير‪ ،‬تخصص إدارة األعمال‪ ،‬الجامعة االفتراضية الدولية‪.‬‬
‫• محجوبي محمد األخضر (‪ :)2018-2017‬املقاربة التسويقية في قطاع اإلدارة العمومية كآلية لتحسين أداء الخدمة‬
‫العمومية‪-‬دراسة ميدانية على قطاع اإلدارة العمومية بوالية ورقلة‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه في علوم‬
‫التسيير‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية‪ ،‬التجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‪ -‬ورقلة‪.‬‬
‫• موقع وزارة العدل‪www.mjustice.dz :‬‬

‫‪86‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫نورة سليمان فيسة (‪ :)2021‬دور اإلدارة االلكترونية في ترشيد الخدمة العمومية في اإلدارة املحلية بالجزائر‪ :‬دراسة‬ ‫•‬
‫حالة بلدية البليدة‪ ،‬مجلة طبنة للدراسات األكاديمية‪ ،‬ع ‪ ،03‬املركز الجامعي س ي الحواس‪-‬بريكة‪.‬‬
‫ياسر خالد بركات الوائلي (‪ :)2016‬الفساد اإلداري ‪ ...‬مفهومه وأسبابه‪ :‬مع اإلشارة إلى تجربة العراق في الفساد‪ ،‬مجلة‬ ‫•‬
‫النبأ‪ ،‬ع ‪.80‬‬
‫‪ -‬النصوص القانونية‪:‬‬
‫قانون رقم ‪ 01-06‬مؤرخ في ‪ ،2006-02-20‬يتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته‪ ،‬ج ر عدد ‪ ،14‬صادر في ‪،2006-03-08‬‬ ‫•‬
‫معدل ومتمم‪.‬‬
‫قانون رقم ‪ 03-15‬مؤرخ في ‪ ،2015-02-01‬يتعلق بعصرنة العدالة‪ ،‬ج ر عدد ‪ ،06‬صادر في ‪.2015-02-20‬‬ ‫•‬
‫• مرسوم رئاس ي رقم ‪ 113-96‬مؤرخ في ‪ ،1996/03/23‬يتضمن تأسيس وسيط الجمهورية‪ ،‬ج ر عدد ‪ ،20‬صادر في‬
‫‪( ،1996/03/31‬ملغى)‬
‫• مرسوم رئاس ي رقم ‪ 170-99‬مؤرخ في ‪ ،1999/08/02‬يتضمن إلغاء مؤسسة وسيط الجمهورية‪ ،‬ج ر عدد ‪ ،22‬صادر في‬
‫‪.1999/08/04‬‬
‫• مرسوم رقم ‪ 131-88‬مؤرخ في‪ ،1988/07/04‬يتضمن تنظيم العالقة بين اإلدارة واملواطن‪ ،‬ج ر عدد ‪ ،27‬صادر في‬
‫‪.1988/07/06‬‬
‫• مرسوم رئاس ي رقم ‪ 372-2000‬مؤرخ في ‪ ،2000/11/22‬يتضمن إحداث لجنة إصالح هياكل الدولة ومهامها‪ ،‬ج ر عدد‬
‫‪ ،71‬مؤرخ ي ‪.2000/11/26‬‬
‫• مرسوم رئاس ي رقم ‪ 415-12‬مؤرخ في ‪ ،2012-12-11‬يتضمن التصديق على امليثاق اإلفريقي لقيم ومبادئ الخدمة‬
‫العامة واإلدارة‪ ،‬املعتمد بأديس أبابا في ‪ ،2011-01-11‬ج ر عدد ‪ ،68‬صادر في ‪.2012-12-16‬‬
‫• مرسوم رئاس ي رقم ‪ 03-16‬مؤرخ في ‪ ،2016/01/07‬يتضمن إنشاء املرصد الوطني للمرفق العام‪ ،‬ج ر عدد ‪ ،02‬صادر في‬
‫‪.2016/01/13‬‬
‫• مرسوم رئاس ي رقم ‪ ،45-20‬مؤرخ في ‪ ،2020/02/15‬يتضمن تأسيس وسيط الجمهورية‪ ،‬ج ر عدد ‪ ،09‬صادر في‬
‫‪.2020/02/19‬‬
‫• مرسوم رئاس ي رقم ‪ ،46-20‬مؤرخ في ‪ ،2020/02/15‬يتضمن تعيين وسيط الجمهورية‪ ،‬ج ر عدد ‪ ،09‬صادر في‬
‫‪.2020/02/19‬‬
‫• مرسوم تنفيذي رقم ‪ 212-96‬مؤرخ في ‪ ،1996-06-15‬يحدد صالحيات الوزير املنتدب لدى رئيس الحكومة املكلف‬
‫باإلصالح اإلداري والوظيف العمومي‪ ،‬ج ر عدد ‪ ،37‬صادر في ‪.1996-06-16‬‬
‫• مرسوم تنفيذي رقم ‪ 381 -13‬مؤرخ في ‪ ،2013/11/19‬يحدد صالحية الوزير لدى الوزير األول املكلفة بإصالح الخدمة‬
‫العمومية‪ ،‬ج ر عدد ‪ ،59‬مؤرخ في ‪.2013/11/20‬‬
‫• مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،382-13‬مؤرخ في ‪ ،2013/11/19‬يحدد تنظيم اإلدارة املركزية للوزارة لدى الوزير األول املكلفة‬
‫بإصالح الخدمة العمومية‪ ،‬ج ر عدد ‪ ،59‬مؤرخ في ‪.2013/11/20‬‬
‫• مرسوم تنفيذي رقم ‪ 75-14‬مؤرخ في ‪ ،2014/02/17‬يحدد قائمة وثائق الحالة املدنية‪ ،‬ج ر عدد ‪ ،11‬صادر في‬
‫‪.2014/02/26‬‬

‫‪87‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
)‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول‬ 2022

‫ ج‬،‫ يتعلق بإصدار نسخ وثائق الحالة املدنية بطريقة إلكترونية‬،2015-12-10 ‫ مؤرخ في‬315 -15 ‫• مرسوم تنفيذي رقم‬
.2015-12-27 ‫ صادر في‬،68 ‫ر عدد‬
:‫باللغة األجنبية‬-‫ثانيا‬
• BAL Aminata (2004) : Quelques réflexions sur l’administration électronique, Revue Française
d’administration publique, n° 110.
• BROUSSEAU Eric (2002): l'administration électronique au service des citoyens: les trois défis de
l’administration électronique, université de Paris X ISOC france.
• Cyber-administration, JurisPedia, Réseau Francophone de diffusion du droit, en ligne
https://www.lagbd.org/Cyber-administration_(fr)
• GAUCHE Karine, OLOGEANU- TADDEI Roxana (2011): Enjeux et services de l’administration
électronique local. Etude de cas, IAE Nice, Université de Nice.
• Isabelle Falque-Pierrotin (2004) : L’expérience du forum des droits sur l’internet », Revue française
d’administration publique, n° 110.
• Les services publics existeront – ils demain ? (2004-2005) : synthèse des travaux menés durant
d’année scolaire, France, p 1, en ligne : www.fail13.org/.../services-publics.pdf
• MOUATADID Abdellatif (2014) : Administration électronique : quelle gouvernance?, Instance
Centrale de Prévention de la corruption, en ligne
Administration_Electronique_Quelle_Gouvernance.pdf
• ZAMMAR Nisrine, Réseaux sociaux numériques : Essai de catégorisation et cartographie des
controverses, thèse de doctorat, Ecole Doctorale- Sciences Humaines et Sociales, Université
Européenne de Bretagne- Rennes 2.

88 ‫ ألمانيا– برلين‬/ ‫ السياسية واالقتصادية‬،‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‬


‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
)‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول‬ 2022

‫العدالة الرقمية في الجزائر‬


Digital justice in Algeria
‫شهرزاد مناصر‬
Menacer Chahrazad
‫محمد حمودي‬
Hammoudi Mohammed
‫ الجزائر‬،‫ املركز الجامعي نور البشيرالبيض‬، ‫أستاذة محاضرب‬
‫ الجزائر‬،‫ املركزالجامعي تندوف‬،‫أستاذ التعاليم العالي‬
University Center, Nour Bashir El-Beidh / Algeria
University Center Tindouf / Algeria

:‫امللخص‬
‫ التي حدثت في القرن‬،‫يشهد العالم اآلن حقبة جديدة مثيرة من التقدم اإلنساني نتيجة للتطورات العلمية والتكنولوجية املذهلة‬
‫ خاصة خالل العقود الخمس األخيرة فى مجاالت متعددة نتيجة للتقدم املتسارع فى علوم شبكات املعلومات والتكنولوجيا الرقمية‬،‫العشرين‬
‫وسرعة انتشار استخدامات شبكة اإلنترنت وتطبيقاتها‬
‫وقد أدى هذا التطور الكبير الذي حدث إلى تطور متزامن في مجال تكنولوجيا املعلومات وهو ما جعل الدولة الجزائرية تسعى إلى محاولة‬
‫) في ظل‬19 ‫االستفادة من تلك الثورة وتطويعها لخدمة املواطن خاصة في ظل املجهودات التي تبذلها الدولة في القضاء على وباء كورونا (كوفيد‬
01 ‫ املؤرخ في‬03-15 ‫الرهانات األساسية للتحديث اإلداري وهو ما تم ترجمته في قطاع العدالة من خالل تجسيد العدالة الرقمية وفقا للقانون‬
.‫ املتعلق بعصرنة العدالة‬2015 ‫فيفري‬
.‫وعليه فاإلشكالية الجوهرية التي تتمحور حولها هذه املداخلة تتعلق أساسا برهانات تطبيق العدالة الرقمية في الجزائر‬
‫ قطاع العدالة‬،‫ اإلدارة االلكترونية‬:‫الكلمات املفتاحية‬
Abstract:
Young researchers suffer from many problems that hinder the scientific publishing process…
The world is now witnessing an exciting new era of human progress as a result of the amazing scientific and
technological developments that occurred in the twentieth century, especially during the last five decades in various fields as
a result of the rapid progress in information network science, digital technology and the rapid spread of Internet uses and
applications
This great development that took place led to a simultaneous development in the field of information technology, which
made the Algerian state seek to try to take advantage of that revolution and adapt it to serve the citizen, especially in light of
the efforts made by the state to eliminate the Corona epidemic (Covid 19) in light of the basic bets of modernization
Administrative, which has been translated in the justice sector through the embodiment of digital justice in accordance with
Law 15-03 of February 01, 2015 related to the modernization of justice
Key words: Electronic administration, justice sector

89 ‫ ألمانيا– برلين‬/ ‫ السياسية واالقتصادية‬،‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‬


‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫لقد أصبح تطوير اإلدارة املحلية في الوقت الراهن أهمية قصوى فال يمكن تنظيم شؤون املجتمع املحلي وال تحقيق‬
‫نموه االقتصادي واالجتماعي إال عبر إدارة محلية فعالة‪ ،‬قادرة على أداء الوظائف امللقاة على عاتقها وقادرة أيضا على‬
‫االستجابة للمستجدات التي تخدم إشباع حاجات املجتمع املحلي‪.‬‬
‫ومع تزايد التطور في مجال تقنيات املعلومات واالتصاالت التي أحدثت نقلة نوعية في مجال عمل اإلدارة أدت إلى‬
‫استبدال األدوات املستخدمة في اإلدارة التقليدية مثال األوراق واألقالم إلى أدوات الكترونية تتميز بالدقة والسرعة كجهاز‬
‫الكمبيوتر واملاسح الضوئي وغير‪ ،‬وكذا االنترنت والتطبيقات الحديثة املصاحبة لها‪.‬‬
‫ولذا تبنت الدولة وأجهزتها املحلية سياسة عامة تهدف إلى تطوير وتحسين عالقة اإلدارة مع املواطنين وتطوير خدماتها‬
‫باستخدام تكنولوجيات اإلعالم واالتصال‪ ،‬وذلك بإتباع أسلوب اإلدارة االلكترونية‪ ،‬فتوظيف اإلدارة االلكترونية في اإلدارة‬
‫العامة يهدف إجراء تغييرات في نمط وشكل تقديم الخدمات اإلدارية‪ ،‬وذلك من خالل االستفادة من املزايا التي تتيحها‬
‫اإلدارة االلكترونية لقضاء على الفساد اإلداري والبيروقراطية املنتشرة في اإلدارة‪ ،‬من أجل املساهمة في تقريب اإلدارة من‬
‫املواطنين وتسهيل الوصول إليها‪ ،‬دون عقبات أو صعوبات‪ ،‬وانجاز املعامالت اإلدارية بأسرع وقت ممكن وبأقل تكلفة‪،‬‬
‫فخيار التوجه نحو اإلدارة االلكترونية بات حتمية مؤكدة‪.‬‬
‫وتعد تقنية اإلدارة االلكترونية من أبرز التطبيقات اإلدارية الحديثة التي ظهرت في الوقت الحالي مرتبطة بثورة‬
‫املعلومات والتكنولوجيات الحديثة‪ ،‬لذا أخذت الدول تتنافس في تطبيق تقنيات اإلدارة االلكترونية في إداراتها‪ ،‬والجزائر‬
‫على غرار هذه الدول التي سعت ملواكبة موجة التغيير باعتماد اإلدارة االلكترونية‪ ،‬األمر الذي رتب تغييرا في آلية ووسائل‬
‫تقديم الخدمة العمومية وفقا لوسائل التكنولوجية الحديثة فقط‪ ،‬بل وإنه ترتب مع ذلك أيضا إعادة النظر في مفاهيم‬
‫العمل ومسلماته والوقوف على املفاهيم املستحدثة ‪.‬‬
‫وعليه نطرح اإلشكالية حول ما مدى جدوى عصرنة مرفق العدالة في الجزائر‪.‬‬
‫أوال‪ :‬أساسيات رقمنة مرفق العدالة‬
‫برز مصلح اإلدارة االلكترونية في الجزائر ألول مرة سنة ‪ ،2008‬حيث صدر مشروع " الجزائر االلكترونية ‪ " 2013‬وهي‬
‫الوثيقة التي صدرت في ‪ 2008‬والتي تمثل أول وثيقة رسمية تحمل معالم برنامج إدارة االلكترونية متكاملة في الجزائر‪،‬‬
‫ويندرج مشروع الجزائر اإللكترونية ‪ 2013‬ضمن املبادرات واملشاريع التنموية التي تتبناها الحكومة الجزائرية لتحقيق‬
‫التنمية املستدامة في مختلف جوانب الحياة ليندرج في إطار بروز مجتمع العلم واملعرفة الجزائري والذي يرمي إلى إحالل‬
‫نظام إلكتروني متطور شامل‪ ،‬وتعميم استعمال التكنولوجيات الحديثة من خالل ترقية نظام املعلوماتية في قطاعات‬
‫االتصاالت والبنوك‪ ،‬واإلدارة العمومية‪ ،‬وقطاعات التربية والتعليم‪ ،‬وكذا قطاع العدالة‪ ،‬ما يجعلها تقدم خدماتها بشكل‬
‫أفضل وأبسط للمواطنين من خالل إتاحة خدماتها على شبكة اإلنترنت ‪.‬‬
‫فيما يلي سنبين في النقطة األولى مفهوم اإلدارة االلكترونية وفي النقطة الثانية دوافع تبني اإلدارة االلكترونية في قطاع‬
‫العدالة‪.‬‬
‫‪ -1‬مفهوم اإلدارة االلكترونية‪ :‬يعتبر مفهوم اإلدارة االلكترونية من املفاهيم الحديثة التي لم يتم االتفاق حول تعريف‬
‫محدد واضح وشامل لإلدارة االلكترونية وإنما تعددت املفاهيم حسب زاوية بحث كل فقيه‪ ،‬ومن بين املفاهيم نذكر‬
‫منها ‪:‬‬
‫‪ -‬اإلدارة االلكترونية هي ‪" :‬أداء العمليات بين مجموعة من الشركاء من خالل استخدام تكنولوجيا املعلومات متطورة‬
‫بغية زيادة كفاءة وفعالية األداء" (غنيم‪ ،2004 :‬ص ‪.)30‬‬

‫‪90‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫‪ -‬أو هي " ذلك النشاط الذي تمارسه الهيئات اإلدارية بالوسائل االلكترونية إلشباع الحاجات العامة وتقديم الخدمات‬
‫العامة مستخدمة في ذلك أساليب السلطة العامة للقيام بهذا النشاط أو هذه الوظيفة" (قبيالت‪ ،2014 :‬ص ‪.)25‬‬
‫‪ -‬كما يمكن تعريفها على أنها‪ ":‬استخدام تكنولوجيا املعلومات الرقمية في انجاز املعامالت اإلدارية وتقديم الخدمات‬
‫املرفقية‪ ،‬والتواصل مع املواطنين بمزيد من الديمقراطية"‪( .‬السويفان‪ ،2012 :‬ص ‪.)50-49‬‬
‫‪ -‬وهي " انجاز املعامالت اإلدارية وتقديم الخدمات العامة عبر شبكة االنترنت دون أن يضطر العمالء إلى لالنتقال‬
‫شخصيا النجاز معامالتهم مما يسبب إهدار الوقت والجهد والطاقات استخدام" (مدحت‪ ،2016 :‬ص ‪.)85‬‬
‫‪ -‬وعرفها البنك الدولي بأنها‪ ":‬استخدام تقنية املعلومات من شبكات محلية وانترنت‪ ،‬من قبل اإلدارات لتقديم الخدمات‬
‫اإلدارية للمستفيدين‪ ،‬بأسلوب أسرع وأدق بعيدا عن البيروقراطية"‪( . 3‬قبيالت‪ ،2014 :‬ص ‪.)25‬‬
‫‪ -‬أما األمم املتحدة فعرفتها بأنها‪ ":‬استخدام االنترنت والشبكة العاملية العريضة لتقديم معلومات وخدمات اإلدارة‬
‫للمواطنين"‪. )Kalika:2003, p 103,(.4‬‬
‫‪ -2‬أهمية عصرنة مرفق العدالة‬
‫عمدت وزارة العدل إلى تبني نظام اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬نظرا لألهمية التي تتيحها‪ ،‬باإلضافة إلى الستفادة املواطن من‬
‫الخدمات القضائية عن بعد‪ ،‬فان رقمنة قطاع العدالة تمثل أهمية كبيرة ألسباب التالية‪:‬‬
‫أ‪ -‬خفض التكاليف ‪ :‬فبدل أن يضطر املواطن لالنتقال إلى مرفق القضاء ووقوفه في طوابير طويلة من أجل الحصول على‬
‫خدمة معينة أو االستفسار عن معلومة قد تكون بسيطة‪ ،‬يكفيه أن يمد يده إلى لوحة املفاتيح جهاز الحاسوب اآللي‬
‫والدخول إلى املوقع االلكتروني لإلدارة املعنية‪ ،‬وهو جالس في منزله أو مكتبه االطالع على الوثائق املطلوبة مللف معين أو‬
‫تحميلها أو طلب خدمة معينة‪ ،‬فتاتي إليه في الحال قبل ألن يقوم من مقامه (الباز‪ ،2008 :‬ص ‪)34‬‬
‫الشفافية اإلدارية‪ :‬وتبرز شفافية القضاء في قابلية االطالع املفتوح والفحص لكل قراراتها وأعمالها‪ ،‬وتكون قادرة‬ ‫ب‪-‬‬
‫على اإلفصاح عن نشاطاتها وأفعالها لإلدارة الوصية وكذا للجمهور‪ ،‬مما يسمح بمراقبة مدى تحقيقها لخدمة الصالح‬
‫العام‪ ،‬وتحقيق تطلعات املواطنين‪ ،‬فتحقيق اإلدارة الديمقراطية يعتمد على الشفافية اإلدارية بوصفها ركيزة من ركائز‬
‫اإلدارة الحديثة التي تجعل من العالنية القاعدة والسر استثناء (شحادة‪ ،2005 :‬ص ‪ ،)190‬كما أن مبدأ الشفافية ال‬
‫يقتض ي مجرد إقرار بحق عام في االطالع على املعلومات والوثائق اإلدارية‪ ،‬بل أصبح مع التقدم التكنولوجي يلقي التزاما‬
‫ايجابيا على اإلدارة بوضع بياناتها ومعلماتها ووثائقها على االنترنت (ربيع‪ ،2017 :‬ص ‪.)975‬‬
‫النفاذ إلى الوثائق اإلدارية وحسن سير العدالة‪ :‬فلقد ساهم التطور التكنولوجي وإدخال الوسائط‬ ‫ت‪-‬‬
‫االلكترونية في تعزيز الحق في النفاذ إلى الوثائق اإلدارية وحق الحصول املعلومة‪ ،‬وكذا وجود أسلوب موحد للتعامل مع كل‬
‫من يرغب في الحصول على خدمات اإلدارة وهذه هي الشفافية بعينها (حجازي‪ ،2008 :‬ص ‪)109‬‬
‫إن استخدام تقنية التقاض ي عن بعد التي كرسها القانون ‪ 03-15‬املتعلق بعصرنة العدالة من شأنها توفير الكير‬ ‫ث‪-‬‬
‫من الضمانات اإلجرائية التي تتعلق بحسن سير العدالة‪ ،‬إذا تمت على الوجه الذي يتوافق مع روح القانون‪ ،‬ويتضمن‬
‫حقوق الخصوم في محاكمة عادلة‪( .‬بلباقي‪ ،2021 :‬ص ‪)1270‬‬

‫‪3‬‬
‫‪H. Isaac, M. Kalika, «Organisation, technologies de l’information et de la communication‬‬
‫‪et vie privée», Revue Française de Gestion, Juin-Juillet-Août, 2001, pp : 101-105.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Michel Emmanuel Josserand et autres, le E-Management : quelles transformations pour‬‬
‫‪l’entreprise ?, Editions Liaisons,.‬‬

‫‪91‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫سرعة االنجاز‪ :‬يعد الوقت عنصر هام من عناصر اإلنتاج إن لم يكن أهمها فالحكم على انجازات األمم والدول‬ ‫ج‪-‬‬
‫واإلدارات العمومية واألفراد مرتبط باإلطار الزمني‪ ،‬لذا زاد االهتمام بإدارة الوقت في اإلدارات واملؤسسات في السنوات‬
‫األخيرة ذلك أن إدارة الوقت هي فن االستخدام الرشيد للوقت‪ ،‬أي طرق والوسائل التي تعين اإلدارة على االستفادة القصوى‬
‫من الوقت في تحقيق أهدافها (عليان‪ ،2007 :‬ص ‪)315-313‬‬
‫التحرر من قيد املكان أو الزمان‪ :‬حيث تتميز اإلدارة القضائية بعد تبني نظام اإلدارة االلكترونية أنها إدارة بال‬ ‫ح‪-‬‬
‫مكان حيث يرتبط العاملين باملنظمة بشبكة كمبيوتر خاصة بالهيئة على مستوى الدولة من مكاتب مختلفة في مدن‬
‫مختلفة‪ ،‬حيث يمكنها االجتماع والتشاور واتخاذ القرارات في أماكن مختلفة وفي وقت واحد مهما كان عدد األطراف‪ ،‬وبالتالي‬
‫سرعة اتخاذ القرارات وحل املشكالت في أسرع وقت مع وجود السرية حيث أن الشبكة التي تربط الجميع ال يستطيع احد‬
‫الدخول غليها إال عن طريق الشفرة السرية املحددة للعاملين عليها‪ ،‬إدارة بال زمان‪ ،‬حيث أن الخدمة مستمرة طوال اليوم‪،‬‬
‫إدارة بال تنظيمات جامدة ‪ ،‬فاملؤسسات الذكية تعتمد على العمل املعرفي وصناعة املعرفة‪ ،‬إدارة بدون ورق حيث انتهى‬
‫عصر األوراق الكثيرة وتم تعويضه باألرشيف االلكتروني‪ ،‬وتطبيق املتابعة اآللية ‪(.‬مطر‪ ،2008 :‬ص ‪)39‬‬
‫سهولة االستعمال‪ :‬من خالل ربط املواطنين بإدارتهم حسب احتياجاتهم‪ ،‬إن حلول الحاسب اآللي محل النظام‬ ‫خ‪-‬‬
‫اليدوي التقليدي أحدث تطورا في تقديم الخدمة للجمهور‪ ،‬حيث قلت الفترة الزمنية الالزمة ألداء الخدمة ويعود ذلك إلى‬
‫سرعة تدفق املعلومات والبيانات من الحاسب اآللي بخصوص الخدمة املطلوبة‪ ،‬ومن ثمة يتم القيام بها في وقت محدد‬
‫قصير جدا‪(.‬عطوي‪ ،2016 :‬ص ‪)404‬‬
‫د‪ -‬توفر املعلومة ‪ :‬وهذا ما تعمل اإلدارة االلكترونية على تحقيقه‪ ،‬حيث تعمل على نشر املعلومات مما يعزز املسألة‪ ،‬حيث‬
‫تساعد على توفير املعلومات حديثة ودقيقة حول كافة أنشطة الهيئات القضائية‪ ،‬فتبنى اإلدارة االلكترونية يعمل على‬
‫توفير املعلومات والبيانات املتعلقة بالخدمة املطلوبة فبمجرد الدخول على موقع وزارة العدل على االنترنت‪ ،‬يمكن للمواطن‬
‫أن يعرف الوثائق املطلوبة لالستخراج‪.‬‬
‫‪ -3‬األساس التشريعي لعصرنة مرفق العدالة‬
‫إن التوجه نحو تبني اإلدارة االلكترونية في التعامالت واإلجراءات القضائية ال بد أن يتجسد من خالل نصوص‬
‫قانونية تكرس وتجيز استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة في عمل مرفق العدالة‪ ،‬لذا كان البد من استنباط قواعد‬
‫ومفاهيم قانونية جديدة تتالئم مع النظام االلكتروني الجديد‪ ،‬وكذا مراجعة شاملة للنصوص التشريعية القديمة بل‬
‫ومراجعة ملا يسمى باملسلمات التقليدية في الفقه فكثير من النصوص وكثير من املبادئ تحتاج إلى إعادة فحص وتعديل‬
‫يتناسب مع البيئة االلكترونية‪.‬‬
‫وهو ما تجسد من خالل صدور القانون رقم ‪ 03-15‬املتعلق بعصرنة العدالة وكذا األمر ‪ 02-15‬املعدل واملتمم‬
‫لقانون اإلجراءات الجزائية‪.‬‬
‫أ‪ -‬القانون رقم ‪: 03-15‬‬
‫يعتبر القانون رقم ‪ 03-15‬املؤرخ في ‪ 1‬فيفري ‪ 2015‬املتعلق بعصرنة العدالة إطار تشريعي جديد خاص بعصرنة‬
‫قطاع العدالة وهو بمثابة سند قانوني لدخول التطبيقات والتحديثات املستحدثة حيز الخدمة ‪ ،‬حيث تناول هذا القانون‬
‫استحداث منظومة معلوماتية مركزية للمعالجة االلية للمعطيات تتعلق بنشاط وزارة العدل واملؤسسات التابعة لها‪ ،‬كما‬
‫تضمن مسألة التوقيع االلكتروني للوثائق الصادرة عن الجهات القضائية‪ ،‬وإرسالها الكترونيا‪ ،‬كما تضمن القانون شروط‬
‫وكيفيات استعمال املحادثة ملرئية عن بعد أثناء اإلجراءات القضائية‪.‬‬
‫ب‪ -‬األمررقم ‪ 02-15‬املعدل واملتمم لقانون اإلجراءات الجزائية ‪:‬‬

‫‪92‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫حمل تعديل قانون اإلجراءات الجزائية لسنة ‪ 2015‬من خالل املر رقم ‪ 02-15‬املؤرخ في ‪ ،‬تقنين بعض اإلجراءات‬
‫االلكترونية حيث ورد فيه النص على تقنية التقاض ي االلكتروني في املادة ‪ 65‬مكرر ‪ 27‬بقولها ‪ ":‬يجوز لجهة الحكم تلقائيا‬
‫أو بطلب من األطراف‪ ،‬سماع الشاهد مخفي الهوية عن طريق عن طريق وسائل تقنية تسمح بكتمان هويته‪ ،‬بما في ذلك‬
‫السماع عن طريق محادثة مرئية عن بعد واستعمال األساليب التي ال تسمح بمعرفة الشخص وصوته"‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مظاهر رقمنة العدالة في الجزائر‬
‫إن عصرنة قطاع العدالة من بين اهم مقترحات تقرير اللجنة الوطنية إلصالح العدالة في ‪ 11‬جوان ‪ ،2000‬هذا‬
‫التقرير الذي حمل عدة مقترحات ضرورة القيام بإصالح فعلي للعدالة الجزائرية‪ ،‬قصد مسايرتها لتغيرات السياسية‬
‫واالقتصادية وتكييفها مع متطلبات العصر‪ ،‬ومن بين النقاط التي تضمنها تقرير اللجنة الوطنية إلصالح العدالة أيضا‬
‫ضرورة تعديل هيكل اإلدارة املركزية لوزارة العدل باستحداث مديرية عامة جديدة مكلفة بعصرنة قطاع العدالة‪.‬‬
‫(بوقالش ي ‪ ،2017:‬ص‪)102-101‬‬
‫لقد تمكن قطاع العدالة من حث خطوات معتبرة في مجال الرقمنة واستخدام التكنولوجيا‪ ،‬حيث دخلت حيز الخدمة‬
‫عديد الخدمات االلكترونية نذكر منها‪:‬‬
‫‪ -1‬تبسيط اإلجراءات اإلدارية‬
‫إن استخدام التكنولوجيا الحديثة يجعل املرافق العامة أكثر تكيف ومالئمة مع احتياجات املواطن وكل استجابة‬
‫الحتياجات املواطنين من اإلدارة تكون واضحة وبارزة وال يمكن االعتداء عليها (جاب هللا‪ ،2014 :‬ص ‪ ،)59‬مما يؤدي إلى‬
‫تبسيط اإلجراءات وتسهيل املعامالت بين اإلدارات العمومية واملواطنين ‪ ،‬وهو ما عمدت وزارة العدل إلى تحقيقه من خالل‬
‫فتح عناوين إلكترونية الستفادة املواطن من الخدمات القضائية عن بعد‪ ،‬وإتـاحة خدمة املصادقة على صـحة الوثائق‬
‫القضائية‪ ،‬املوقعة إلكترونيا واملسحوبة عبر اإلنترنت‪ ،‬وتجسد تحديدا في ‪:‬‬
‫أ‪ -‬توفير خدمة استخراج القسيـمة رقم ‪ 03‬لصـحيفة السوابق القضائية وشهادة الجنسية ممضاتين‬
‫إلكترونيـا‪:‬‬
‫بات يمكن ألي مواطن استخراج القسيـمة رقم ‪ 03‬لصـحيفة السوابق القضائية ممضاة إلكترونيا عبر موقع وزارة‬
‫العدل ‪ ،‬وذلك من خالل ملء نموذج استمارة طلب االستفادة من استخراج صحيفة السوابق القضائية عبر االنترنت ‪،‬‬
‫هذه الخدمة أصبحت متاحة بعد إنشاء املركز الوطني لصحيفة السوابق القضائية ‪ ،‬حيث شرعت املديرية العامة‬
‫لعصرنة العدالة في ادخال املعلوماتية على هذه املصلحة وذلك بانشاء قاعدة بيانات خاصة بتسيير صحيفة السوابق‬
‫القضائية‪ ،‬وذلك من خالل تزويد املجالس القضائية ببرمجية السوابق القضائية هذه االخيرة مبرمجة بـ‪ :‬ونظام تسيير‬
‫قواعد البيانات ‪ ،‬ونظام تشغيل‪ ،‬وبعد تجربته قرابة ثالثة سنوات فقد استطاعت هذه البرمجة تسيير عملية استخراج‬
‫هذه الصحيفة بسرعة أكبر وتكلفة أقل‪( .‬بوقالش ي‪ ،‬ص ‪)108-107‬‬
‫ثم تم توسيع دائرة املستفيدين لتشمل الجالية الجزائرية بالخارج واألجانب الذين سبق لهم اإلقامة بالجزائر من‬
‫الحصول على القسيـمة رقم ‪ 03‬لصـحيفة السوابق القضائية‪ ،‬ممضاة إلكترونيا‪ ،‬وذلك عبر املمثليات الدبلوماسية أو‬
‫القنصلية بالخارج‪ ،.‬إضافة إلى تمكين مختلف اإلدارات والهيئات العمومية من االطالع وسحب صحيفة السوابق القضائية‬
‫(البطاقة رقم ‪ ،)2‬ممضاة إلكترونيا‪.‬‬
‫ب‪ -‬توفير خدمة استخراج القسيـمة رقم ‪ 03‬لصـحيفة السوابق القضائية وشهادة الجنسية ممضاتين‬
‫إلكترونيـا‪:‬‬

‫‪93‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫وشهادة الجنسية ممضاتين إلكترونيـا‪ ،‬عبر اإلنترنت‪ ،‬كما يمكن ألي فرد من الجالية الجزائرية بالخارج من الحصول‬
‫على شهادة الجنسية‪ ،‬ممضاة إلكترونيا‪ ،‬وذلك عبر املمثليات الدبلوماسية أو القنصلية بالخارج‪،‬‬
‫ت‪ -‬توفير خدمة سـحب النسخة العادية للقرارات الصادرة عن املحكمة العليا ومجلس الدولة موقعة‬
‫إلكترونيا‪:‬‬
‫بات بمقدور املحامين سحب النسخة العادية من األحكام والقرارات القضائية الصادرة عن املحكمة العليا ومجلس‬
‫الدولة املوقعة إلكترونيا‪ ،‬عبر اإلنترنت‪ ،‬دون الحاجة إلى التنقل إلى مقر الجهة القضائية املصدرة لها‪( .‬موقع وزارة العدل‪:‬‬
‫‪)،2022‬‬
‫ث‪ -‬توفيرخدمة التصحيح اإللكتروني لألخطاء الواردة بسجالت الحالـة املدنية‪:‬‬
‫لتمكين املواطنين من تقديم طلبات التصحيح والوثائق املرفقة بها‪ ،‬عبر اإلنترنت أو على مستوى أقرب محكمة أو‬
‫بلدية وكذا على مستوى املمثليات الدبلوماسية أو القنصليات بالخارج‪( .‬موقع وزارة العدل‪)2022 :‬‬
‫ج‪ -‬توفيرخدمة تتبع القضايا ‪:‬‬
‫هذه الخدمة تمكن املواطنين من تتبع مآل القضايا‪ ،‬واالطالع على منطوق الحكم عبر البوابة اإللكترونية لوزارة‬
‫العدل‪ ،‬وهذا بغرض قصد تقريب اإلدارة من املواطن وتخفيف أعباء التنقل وذلك من خالل التسيير االلكتروني مللف أي‬
‫قضية من بدايتها على غاية الفصل فيها‪(.‬العيداني‪ ،2020 :‬ص ‪)509‬‬
‫اعتماد منظومة معلوماتيه مركزية للمعالجة اآللية للمعطيات املتعلقة بالنشاط القضائي ‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫وضع منظومة معلوماتيه مركزية لوزارة العدل للمعالجة االلية واالنية للمعطيات الشخصية للمواطنين وخاصة‬
‫فيما يتعلق بشهادة الجنسية وصحيفة السوابق العدلية ‪(. ،‬بواشري‪ ،2018 :‬ص ‪)209‬‬
‫أ‪ -‬استحداث نظام معلوماتي موحد ومؤمن خاص بالقطاع‪:‬‬
‫تم استحداث نظام معلوماتي موحد ومؤمن خاص بالقطاع بهدف ضمان انسجام وتوافق املعطيات بغرض تسهيل‬
‫استغاللها وتفادي تكرار البيانات ‪.‬‬
‫ب‪ -‬اعتماد تقنية املحادثة املرئية في تنظيم املحاكمات عن بعد‪:‬‬
‫ساهمت بشكل كبير في تسهيل اإلجراءات القضائية والتسـريع من وتيرة الفصل في القضايا‪ ،‬من خالل سـمـاع‬
‫الشهود واألطراف والخبراء عن بعد تحويل املحبوسين ‪.‬‬
‫ت‪ -‬اعتماد تقنية املحادثة املرئية في تنظيم جلسات العمل واملحاضرات والدورات التكوينية عن بعد‪:‬‬
‫يسمح هذا النظام للقضاة بمتابعة املحاضرات التي تقدم على مستوى املدارس من مقر عملهم كما يسمح لهم بمتابعة‬
‫الدروس من خالل الشبكة القطاعية لوزارة العدل(بوقالش ي‪ ،‬ص ‪.)114‬‬
‫‪ . -3‬تطويرأساليب تسييراإلدارة القضائية‪: :‬‬
‫يعتبر تطوير أساليب تسيير اإلدارة القضائية أهم جوانب العمل اإلداري كونها تدعم عملية اتخاذ القرار ‪ ،‬فهي‬
‫تسعى إلى اختيار الحل األنسب للمشكلة وذلك باختيار بديل من البدائل املتاحة‪ ،‬وتؤثر املعلومة على سالمة ورشد القرارات‬
‫املتخذة‪ ،‬وفي اإلطار تم تصميم العديد من األنظمة املساعدة على تيسر اإلدارة واتخاذ القرار بمرفق العدالة‪( .‬بواشري‪ ،‬ص‬
‫‪)215‬‬
‫أ‪ -‬اعتماد نظام التسيير اإللكتروني للوثائق اإلدارية والقضائية وكذا سجالت الحالة املدنية املمسوكة‬
‫على مستوى املجالس القضائية‪:‬‬
‫قصد االستغالل األمثل ألرشيف القطاع واملساهمة في تجسيد مبدأ اإلدارة اإللكترونية (موقع وزارة العدل‪)2020 :‬‬

‫‪94‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫ب‪ -‬إرسال الوثائق وتبادل املعلومات باستخدام البريد اإللكتروني الداخلي للقطاع‪:‬‬
‫أجاز املشرع تبيلغ إرسال الوثائق واملحررات القضائية واملستندات بالطريق االلكتروني‪ ،‬لكنه وضع لذلك شروط‬
‫وكيفيات بينتها املادة ‪ 10‬من القانون رقم ‪ 03-15‬بنصحها " يجب أن تتضمن الوسائل التقنية املستعملة في إرسال العقود‬
‫والوثائق بالطريق االلكتروني ما يلي‪:‬‬
‫‪-‬التعرف املوثوق على أطراف التراسل االلكتروني ‪.‬‬
‫‪-‬سالمة الوثائق املرسلة‬
‫‪ -‬أمن وسرية التراسل‪.‬‬
‫‪ -‬حفظ املعطيات بسمح بتحديد تاريخ اإلرسال واالستالم من طرف املرسل إليه بصفة أكيدة‪.‬‬
‫‪ -‬تمتع الوثيقة املرسلة بالطريق االلكتروني بصحة وفعالية الوثيقة األصلية إذ أعدت وفق ما تقتضيه اإلجراءات‪.‬‬
‫ت‪ -‬تكريس آلية إرسال تقاريرالخبرة ممضاة إلكترونيا وتبادل الوثائق بصفة الكترونية‪:‬‬
‫تم العمل على تكريس آلية إرسال تقارير الخبرة ممضاة إلكترونيا وتبادل الوثائق بصفة الكترونية بين الجهات‬
‫القضائية واملصالح العلمية للضبطية القضائية‪.‬‬
‫ث‪ -‬اعتماد آلية إرسال الوثائق واإلجراءات القضائية بالطريق اإللكتروني‪:‬‬
‫قصد تمكين الجهات القضائية من إرسال االستدعاء إلكترونيا‪ ،‬عوضا عن إرسالها بالطرق القانونية التقليدية‪،‬‬
‫وإعالم املتقاض ي بمآل قضيته‪ ،‬وبمختلف املعلومات التي تخصه بواسطة مجرد رسائل نصية قصيرة‪.‬‬
‫‪ -4‬تدعيم الحقوق والحريات الفردية ‪:‬‬
‫قصد تدعيم الحقوق والحريات عمد قطاع العدالة إلى استحداث مصلحة مركزية للبصمات الوراثية‪ ،‬كما تم‬
‫استحداث نظام بيوميتري يشمل املتابعين قضائيا‪ ،‬كما تم استحداث نظام آلي يرمي إلى محاربة ظاهرة اختطاف األطفال‪،‬‬
‫ونفصل فيها كالتالي‪:‬‬
‫أ‪ -‬استحداث مصلحة مركزية للبصمات الور اثية‪:‬‬
‫يديرها قاض وتساعده خلية تقنية‪ ،‬تشرف على عملية إنشاء وإدارة قاعدة املعطيات الوطنية للبصمـات الوراثية‪،‬‬
‫وفقا ألحكام القانون رقم ‪ ،03-16‬املؤرخ في ‪ 19‬جوان ‪ 2016‬املتعلق باستعمال البصمة الوراثية في اإلجراءات القضائية‬
‫والتعرف على األشخاص‪ ،‬وذلك لضمان الحماية القانونية للمعطيات الوراثية املحفوظة على مستواها‪.‬‬
‫ب‪ -‬استحداث نظام معلوماتي بيومتري للمتابعين قضائيا‪:‬‬
‫يقوم على استغالل خصائص البصمة البيومترية‪ ،‬وقاعدة معطيات بيومترية وطنية لتشمل جميع بصمات املتابعين‬
‫قضائيا ونزالء املؤسسات العقابية‪ ،‬من أجل املساهمة في التعرف على الهوية في وقت قياس ي وإضفاء املرونة والسـرعة على‬
‫اإلجراءات القضائية وكذا تسهيل عملية تسيير املؤسسات العقابية وتفادي حاالت انتحال الشخصية‪.‬‬
‫ت‪ -‬استحداث نظام آلي يرمي إلى محاربة ظاهرة اختطاف األطفال‪:‬‬
‫يمكن من اإلعالن عن إنذار بحالة اختطاف األطفال عبر مختلف وسائل اإلعالم‪ ،‬قصد النشـر الواسع للمعلومة‬
‫بصفة آنية وعن بعد‪ ،‬وكذا املساعدة في إجراءات البحث والتحري من طرف كافة شرائح املجتـمع‪.‬‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫حاولنا من خالل هذه الورقة البحثية تسليط الضوء على اهم اإلصالحات التي أدخلت على قطاع العدالة بهدف رقمنه‬
‫وعصرنه‪ ،‬وذلك من خالل استغالل تكنولوجيا املعلومات وتوظيفها في تطوير قطاع العدالة‪ ،‬وهو ما يمكن مالحظته من‬
‫خالل جملة الجهود والخطوات التي اتخذت لرقمنة مرفق القضاء‪ ،‬مست هذه الخطوات والجهود الجانب التشريعي حيث‬

‫‪95‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫تم صياغة للقواعد القانونية جديدة منظمة لإلدارة االلكترونية في العمل القضائي ‪ ،‬من شأنها العمل على استقرار العالقة‬
‫بين املواطن ومرفق القضاء‪ ،‬كما برزت جهود الدولة في مجال ورقمنة قطاع العدالة في حزمة الخدمات االلكترونية التي‬
‫باتت متاحة للمواطن‪ ،‬اذ بمقدور هذا األخير الحصول على عديد الوثائق القضائية عن بعد عبر موقع وزارة العدل‪ ،‬ومن‬
‫خالل بحثنا نتوصل للنتائج التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬إن استخدام اإلدارة االلكترونية بدقة في اإلدارة القضائية يودي إلى تحسين مستوى الخدمات‪ ،‬من حيث السرعة‬
‫االستجابة للطلبات‪ ،‬جودة الخدمة‪ ،‬كما يساهم في التغلب على عديد املشاكل التي تعيق مسيرة العمل اإلداري في شكله‬
‫التقليدي مثل عامل الوقت‪.‬‬
‫‪ -‬نقص كفاءة العناصر البشرية في تطبيق اإلدارة االلكترونية بالقطاع‪ ،‬مما يؤدي إلى ضعف مسار تطبيقها‪ ،‬وكذا نقص‬
‫الوعي لدى املواطنين بأهمية وقيمة رقمنة القطاع‪.‬‬
‫‪ -‬عدم القدرة على استخدام التطبيقات االلكترونية‪ ،‬إذ ال يزال عديد املواطنين ال يمتلكون أجهزة حاسوب وال يتصلون‬
‫باالنترنت‪ ،‬وال يمتلكون مهارات ومعارف تأهلهم للتعامل مع تطبيقات اإلدارة االلكترونية‪.‬‬
‫غير أنه تم تسجيل مجموعة من العناصر االيجابية والسلبية لإلدارة االلكترونية عند تطبيقها داخل الجماعات‬
‫املحلية‪ ،‬مما دفعنا الستخالص التوصيات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬تأهيل العنصر البشري سواء من خالل تكوين موظفي قطاع العدالة ألجل امتالك القدرة على التعامل مع التقنيات‬
‫الحديثة‪ ،‬وذلك من خالل برمجة الدورات التدريبية وتقديم دورات متخصصة في التكنولوجيا املعلوماتية‪.‬‬
‫‪ -‬تعميم استعمال الرقمنة وضرورة تحويل جميع مصالح الجماعات املحلية إلى اإلدارة االلكترونية‪ ،‬فمن غير السليم تحويل‬
‫بعض الخدمات املحلية إلى إلكترونية‪ ،‬في حين بقاء خدمات أخرى باألسلوب التقليدي‪.‬‬
‫‪ -‬نشر الوعي بين املواطنين وذلك ألنهم الفئة التي تتعامل التطبيقات االلكترونية التي يطرحها قطاع العدالة‪ ،‬فمن‬
‫الضروري إدراكهم لكيفية استخدامات املواقع االلكترونية لإلدارة القضائية‪ ،‬وكيفية التعامل مع التطبيقات االلكترونية‬
‫للخدمات‪.‬‬
‫قائمة املراجع‪:‬‬
‫• الباز ‪،‬داود عبد الرزاق‪ :)2008( ،‬الحكومة االلكترونية‪ ،‬منشأة املعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪.‬‬
‫• بواشري‪ ،‬أمينة‪ ،‬يركاهم‪ ،‬سالم(‪ :)2018‬اإلصالح اإلداري في الجزائر عرض تجربة مرفق العدالة (‪ ،)2017-1999‬املجلة‬
‫العلمية لجامعة الجزائر ‪ ،3‬املجلد‪ ،06‬العدد‪ ،11‬جامعة الجزائر ‪.3‬‬
‫• بوقالش ي‪،‬عماد‪ ،‬بنور‪،‬عبد الحفيظ(‪ :)2017‬تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت وسيلة لعصرنة اإلدارات العمومية في‬
‫الجزائر‪ -‬قطاع العدالة نموذجا‪ ،-‬املؤسسة‪ ،‬املجلد ‪ ،06‬عدد ‪ ،06‬تصدر عن مخبر ادارة التغيير في املؤسسة الجزائرية‪،‬‬
‫جامعة الجزائر ‪.3‬‬
‫• بلباقي‪ ،‬بومدين‪ :)2021( ،‬قانون عصرنة العدالة وأثره في تحقيق املبادئ األساسية للتقاض ي‪،‬مجلة العلوم القانونية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬املجلد ‪ ،6‬العدد‪ ،4‬جامعة زيان عاشور الجلفة ‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫• جاب هللا‪،‬أمل لطفي حسن (‪ :)2014‬أثر الوسائل االلكترونية على مشروعية تصرفات اإلدارة القانونية‪ ،‬دار الفكر‬
‫الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪.‬‬
‫• حجازي‪،‬عبد الفتاح بيومي (‪ :)2008‬الحكومة االلكترونية بين الواقع والطموح‪ ،‬دار الفكر الجامعي اإلسكندرية ‪.‬‬
‫• ربيع‪ ،‬نصيرة(‪ :)2017‬دور اإلدارة االلكترونية في تفعيل مبدأ الشفافية‪ ،‬مجلة الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬العدد ‪،08‬‬
‫الجزء ‪ ،02‬جامعة عباس لغرور خنشلة‪.‬‬

‫‪96‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫• السويفان‪،‬عبد السالم هابس (‪ :)2012‬إدارة مرفق األمن بالوسائل االلكترونية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪.‬‬
‫• شحادة‪،‬موس ى مصطفى(‪ :)2005‬حقوق املواطنين في عالقتهم مع اإلدارة‪ ،‬دراسة تحليلة للقانون الفرنس ي رقم ‪-321‬‬
‫‪ ،2000‬مجلة الحقوق‪ ،‬جامعة الكويت‪ ،‬العدد‪ ،4‬سنة ‪.29‬‬
‫• القبيالت‪،‬حمدي‪ ،)2014( ،‬قانون اإلدارة العامة االلكترونية‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬األردن‬
‫• عائض‪،‬عبد اللطيف مصلح محمد(‪ :)2009‬دور الشفافية في الحد من الفساد اإلداري‪ ،‬مجلة الدراسات االجتماعية‪،‬‬
‫عدد‪29‬‬
‫• عطوي‪،‬وداد(‪ :)2016‬تأثير اإلدارة االلكترونية على الحقوق والحريات العامة‪ ،‬مجلة الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،6‬جامعة خنشلة‪.‬‬
‫• عليان‪،‬ربحي مصطفى(‪ :)2007‬أسس اإلدارة املعاصرة‪ ،‬دار صفاء للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪.‬‬
‫• العيداني‪ ،‬محمد و زروق‪ ،‬يوسف (‪ :)2020‬رقمنة مرفق العدالة في الجزائر على ضوء القانون ‪ 03-15‬املتعلق بعصرنة‬
‫العدالة‪ ،‬مجلة الباحث لدراسات االكاديمية‪ ،‬املجلد ‪ ،7‬العدد ‪،1‬‬
‫• غنيم‪،‬أحمد محمد‪ :)2004( ،‬اإلدارة االلكترونية‪ ،‬آفاق الحاضر وتطلعات املستقبل‪ ،‬املكتبة العصرية‪ ،‬املنصورة‬
‫• مدحت‪،‬محمد(‪ : )2016‬الحكومة االلكترونية‪ ،‬املجموعة العربية للتدريب والنشر‪ ،‬القاهرة‬
‫• مطر‪،‬عصام عبد الفتاح (‪ :)2008‬الحكومة اللكترونية بين النظرية التطبيق‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪.‬‬
‫• القانون رقم ‪ ،03-16‬املؤرخ في ‪ 19‬جوان ‪ 2016‬املتعلق باستعمال البصمة الوراثية في اإلجراءات القضائية والتعرف‬
‫على األشخاص‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ ،37‬املؤرخة في ‪ 22‬جوان ‪.2016‬‬
‫• القانون رقم ‪ 03-15‬املؤرخ في ‪ 1‬فيفري ‪ 2015‬املتعلق بعصرنة العدالة‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ ،06‬املؤرخة في ‪10‬‬
‫فيفري ‪.2015‬‬
‫• األمر رقم ‪ 02-15‬املؤرخ في ‪ 23‬جويلية ‪ 2015‬املعدل واملتمم األمر رقم ‪ 155-66‬املؤرخ في ‪ 8‬جوان ‪ 1966‬واملتضمن‬
‫قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ ،40‬املؤرخة في ‪ 23‬جويلية ‪.2015‬‬
‫• موقع وزارة العدل ‪ /https://www.mjustice.dz :‬تاريخ االطالع على املوقع ‪.2022/03/26‬‬
‫‪• Kalika ,Michel(2003) :Emmanuel Josserand et autres, le E-Management : quelles transformations pour‬‬
‫‪l’entreprise ?, Editions Liaisons, , paris.‬‬

‫‪97‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫اإلدارة االلكترونية في الجزائرو اقع وتحديات‬


‫‪Electronic management in Algeria: reality and challenges‬‬
‫إسماعيل نبو‬
‫‪ISMAIL NEBBOU‬‬
‫مهندس‪ ،‬املدرسة الوطنية ألشغال العمومية‪ ،‬الجزائر‪ /‬الجزائر‬
‫‪Ecole Nationale Supérieure des Travaux Publics, Algiers/Algeria‬‬
‫جرادة لخضر‬
‫‪DJERADA Lakhdar‬‬
‫دكتور‪ ،‬جامعة طاهري محمد‪ ،‬بشار‪/‬الجزائر‬
‫‪University TAHARI MOHMMED. BECHAR. ALGERIA‬‬

‫امللخص‪:‬‬
‫إن التطور الحاصل في املجتمع بكل معانيه ومضامينه االقتصادية واالجتماعية والسياسية والحضارية يستوجب السرعة والدقة‬
‫ٔ‬
‫واإلتقان في االداء‪ ،‬وتبسيط االجراءات واملعامالت االدارية وتحسين عالقة املواطن بالدولة‪ ،‬وكذا مواكبة العصرنة والتطورات الحاصلة في‬
‫مجال تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‪ ،‬من خالل تبني مشروع االدارة االلكترونية والتخلي عن االدارة التقليدية اليدوية ش يء فشيئا التي تميزت‬
‫بضعف مستوى الخدمات املقدمة‪ ،‬والتخلص من منطق الشباك وطوابير املزدحمة‪ ،‬وكذلك منطق التسيير التفليدي الذي أفرز العديد من‬
‫املمارسات السلبية كالرشوة والفساد اإلداري ولعال أهمها في موضوعنا الحالي هي البيروقراطية‪ ،‬التي لها عالقة مباشرة باألداء الوظيفي‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬االدارة االلكترونية‪ ،‬تكنولوجيا املعلومات واالتصال ‪،‬البيروقراطية‪،‬التسيير‪.‬‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪The development in society with all its economic, social, political and cultural implications requires speed, accuracy‬‬
‫‪and perfection in performance, simplification of administrative procedures and transactions and improving the citizen’s‬‬
‫‪relationship with the state, as well as keeping pace with modernity and developments in the field of information and‬‬
‫‪communication technology, through the adoption of the electronic management project and the abandonment of traditional‬‬
‫‪manual management Little by little, which was characterized by the low level of services provided, and the elimination of the‬‬
‫‪logic of windows and crowded queues, as well as the logic of traditional management, which produced many negative‬‬
‫‪practices such as bribery and administrative corruption, and perhaps the most important of which in our current topic is‬‬
‫‪bureaucracy, which is directly related to job performance.‬‬
‫‪Key words: electronic management, information and communication technology, bureaucracy, management.‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫تعتبر الجزائر من بين الدول التي تبنت أسلوب اإلدارة اإللكترونية أو ما يسمى بعصرنة الجهاز اإلداري وترقيته في‬
‫مؤسساتها العمومية لكونه يتعامل مع أحدث أنواع التكنولوجيا التي تحول الوظائف اإلدارية التقليدية ومهامها مع اإلدارات‬
‫ومع بعضها البعض أو تقديم خدماتها للمواطنين من العمل اليدوي إلى العمل اإللكتروني وإدارة حديثة معاصرة تعتمد‬
‫على رقمنة اإلدارة وإدراج التعامل اإللكتروني‪ ،‬من أجل تحسين و زيادة كفاءة وفعالية العمل وكذلك مالحقة ومواكبة‬
‫األحداث التكنولوجيا الجارية في العالم والحصول على نصيب مناسب من السوق العاملي عن طريق تحقيق مركز تنافس ي‬
‫متقدم يضمن البقاء‪.‬‬

‫‪98‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫اإلدارة اإللكترونية من الركائز التي تعول عليها الدولة في تسريع عجلة التنمية عبر الخدمات التي تقدمها من والتي‬
‫شأنها تسريع عملية إنجاز التعامالت بسهولة وإتقان وبدون بذل جهد كبير‪ ،‬فالتحول التنموي بكل معانيه ومضامينه‬
‫يستوجب السرعة والدقة واإلتقان في األداء وتبسيط اإلجراءات اإلدارية وتحسين عالقة الفرد باإلدارة‪ ،‬هذا ما دفع إلى تبني‬
‫استراتيجية اإلدارة اإللكترونية التي تعتبر من أهم االستراتيجيات املتبعة لترشيد الخدمة العمومية وتقريب اإلدارة من‬
‫املواطن‪.‬‬
‫إن اإلدارة اإللكترونية توفر الكثير من فرص النجاح والوضوح والدقة في تقديم الخدمات وذلك من أجل مواكبة‬
‫التقدم العلمي بصفة عامة والتقدم التقني بصفة خاصة‪ ،‬لضمان البقاء واالستمرار وتفعيل الخدمة العمومية بشفافية‬
‫وبأقل التكاليف‪ ،‬وكذا الحصول على نتائج أكثر دقة ومتابعة ومراقبة الخدمات املقدمة‪ ،‬ومحاربة العديد من اآلفات‬
‫واملمارسات السلبية كالرشوة والفساد اإلدارية والبيروقراطية وحد من انتشارها‪.‬‬
‫في هذا اإلطار وبناءا على ما سبق‪ ،‬تنبثق إشكالية بحثنا األساسية التي تتجلى في التساؤل الجوهري وهو‪ :‬مدى‬
‫تطبيق مشروع اإلدارة اإللكترونية في الجزائر؟‬
‫‪ -‬ماذا نقصد باإلدارة اإللكترونية وما هي مالمحها في الجزائر؟‬
‫‪ -‬ما هي متطلبات ومرتكزات األساسية لتحسين اإلدارة اإللكترونية وما هو واقع استخدامها في الجزائر؟‬
‫‪ -‬ما هي معوقات والتحديات التي تقف أمام تفعيل اإلدارة اإللكترونية في الجزائر؟‬
‫أهمية البحث‪ :‬تنبع أهمية البحث من أهمية املوضوع الذي نتناوله‪ ،‬حيث أن عصرنة اإلدارة عن طريق تبني اإلدارة‬
‫اإللكترونية له أثار إيجابية تسمح بتحسين كفاءة وفعالية األداء‪ ،‬وحد من ظاهرة الرشوة والفساد اإلداري والبيروقراطية‪،‬‬
‫وانتشار املساواة واملصداقية والعدل والسرعة إنجاز وقلة التكاليف‪ ،‬وهذا ما لم تكن تتميز به اإلدارة التقليدية اليدوية‪.‬‬
‫أهداف الدراسة‪ :‬يحاول موضوع الدراسة الوصول إلى األهداف التالية‪:‬‬
‫• مفهوم اإلدارة اإللكترونية‪،‬‬
‫• أهداف تبني مشروع اإلدارة اإللكترونية في الجزائر‪.‬‬
‫• أهم التحديات والصعوبات التي تواجه اإلدارة اإللكترونية‪،‬‬
‫• واقع استخدام تقنيات اإلدارة اإللكترونية‪،‬‬
‫• السعي إلى وصول إلى نتائج محددة‪ ،‬وتقديم بعض املقترحات والتوصيات‪.‬‬
‫منهج الدراسة‪ :‬نظرا لطبيعة الدراسة‪ ،‬اعتمدنا على املنهج الوصفي التحليلي من أجل تحليل مفهوم اإلدارة اإللكترونية‬
‫ومعالجة مختلف جوانبها وأبعادها‪ ،‬وجمع البيانات واملعلومات املتوفرة من مصادرها ومعالجتها بطريقة علمية موضوعية‬
‫للوصول إلى نتائج دقيقة وقيمة للبحث‪.‬‬
‫هيكل الدراسة‪ :‬سنحاول معالجة املوضوع من خالل املبحثين التاليين‪:‬‬
‫اإلطار املفاهيمي لإلدارة اإللكترونية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫واقع تطبيق اإلدارة اإللكترونية وتحدياتها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫املبحث األول‪ :‬االطاراملفاهيمي لإلدارة اإللكترونية‪.‬‬
‫تتميز اإلدارة اإللكترونية بجملة من الخصائص التي تميزها عن اإلدارة التقليدية ولعل أهم خاصية تتمثل في‬
‫التقليل من استعمال الورق واإلجراءات املكتبية الروتينية‪ ،‬أي استعمال الحاسوب واالنترنت والرقمنة وعدة برامج ولعلها‬
‫أهم ميزة تجمع بين تعريف وخصائص اإلدارة اإللكترونية‪.‬‬

‫‪99‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫املطلب األول‪ :‬مفهوم اإلدارة اإللكترونية وخصائصها‪.‬‬


‫إن اإلدارة اإللكترونية مصطلح حيث قد يولد غموضا لدى قارئه أو الجاهل بمفهومها ولذلك سيتم من خالل هذا‬
‫املطلب تسليط الضوء على تعريف اإلدارة اإللكترونية والتطرق إلى أهم أو بعض خصائصها واألهداف التي تسعى إلى‬
‫تحقيقها‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف اإلدارة اإللكترونية‪.‬‬
‫لقد حظي موضوع اإلدارة اإللكترونية باالهتمام الواسع والذي انعكس إيجابا في تعدد التعريفات املقدمة لهذا‬
‫املفهوم من بينها‪:‬‬
‫اإلدارة اإللكترونية هي اإلدارة التي عمادها استخدام الحواسيب وشبكات األنترنت واإلكسترانت واألنترنت التي‬
‫توفر املواقع اإللكترونية املختلفة لدعم وتعزيز الحصول على املعلومات والخدمات وتوصيلها للمواطنين واملؤسسات‬
‫واألعمال في املجتمع بشفافية وكفاءة وبعدالة عالية (قدوري‪ ،2016 ،‬الصفحات ‪.)175-157‬‬
‫كما تم تعريفها على أنها‪" :‬العملية اإلدارية القائمة على اإلمكانات املتميزة لألنترنت وشبكات األعمال في التخطيط‬
‫والتوجيه والرقابة على املواد والقدرات الجوهرية للشركة واآلخرين بدون حدود من أجل تحقيق أهداف الشركة" (نجم‪،‬‬
‫‪ ،2009‬صفحة ‪.)160‬‬
‫هي أيضا "االستغناء عن املعامالت الورقية واحالل املكتب اإللكتروني عن طريق االستخدام الواسع لتكنولوجيا‬
‫املعلومات وتحويل الخدمات العامة إلى إجراءات مكتبية ثم معالجتها حسب خطوات متسلسلة منفذة مسبقا" (السيلطي‪،‬‬
‫‪ ،2008‬صفحة ‪ ،)32‬مفهوم اإلدارة اإللكترونية حسب الدكتور محمد سمير أحمد‪ :‬اإلدارة اإللكترونية في معناها الحديث‬
‫هي استخدام الوسائل والتقنيات اإللكترونية بكل ما تقضيه املمارسة أو التنظيم أو اإلجراءات أو التجارة أو اإلعالن ويطال‬
‫هذا املعنى حتى األمور غير اإلدارية‪.‬‬
‫وحسب بعض آراء "هي إنجاز األعمال واملهام اإلدارية من خالل وسائل االتصال االلكترونية واملعلوماتية لتطوير‬
‫ماكينة هذه املهام وتلك األعمال وتبسيط إجراءاتها وسرعة إنجازها بكفاءة عالية" (توفيق‪ ،2014 ،‬صفحة ‪ ،)41‬وتتيح‬
‫اإلدارة اإللكترونية املجال الواسع لجميع اإلداريين في التعامل الفوري واآلني مع بعضهم البعض لتحقيق األهداف املشتركة‬
‫وضمان مصالح املنظمة والعمالء (أحمد‪ ،2009 ،‬صفحة ‪.)25‬‬
‫كما تم تعريف اإلدارة اإللكترونية بأنها قدرة املنظمات املختلفة على إدارة األنشطة التنظيمية والخدمات‬
‫الداخلية والخارجية بما ييسر توفيرها وتقديمها للعمالء الداخليين والخارجيين بوسائل إلكترونية و بسرعة وقدرة عالية‬
‫وبتكاليف ومجهود أقل (املغربي‪ ،2011 ،‬صفحة ‪.)235‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬خصائص اإلدارة اإللكترونية‪.‬‬
‫تمتلك اإلدارة اإللكترونية مجموعة من الخصائص والتي تميزها عن اإلدارة التقليدية‪ ,‬وهي امليزة األساسية‬
‫والجوهرية التي تجعل الدول تسعى إلى تطبيق اإلدارة اإللكترونية في منظماتها وفيما يأتي سيتم بيان هذه الخصائص‪:‬‬
‫✓ القضاء على الهرمية والبيروقراطية في التنظيم‪ ،‬وتبسيط إجراءات وتكاليف العمل‪.‬‬
‫✓ االستجابة السريعة والفورية ملتطلبات طالبي الخدمة ومنظمات األعمال من خالل التفاعل واالتصال املباشر‬
‫فيما بينهم إلكترونيا وانخفاض أوقات إنجاز األعمال‪.‬‬
‫✓ رفع الكفاءة في أداء الخدمات والفعالية في التعامل‪.‬‬
‫✓ توفير املتابعة واملراقبة االلكترونية لسير األعمال واستبدال البريد الصادر والوارد بالبريد االلكتروني الذي يوفر‬
‫املزيد من الوقت والجهد والتكلفة‪.‬‬
‫✓ استعمال تكنولوجيا املعلومات وشبكات االتصال في أداء األعمال االلكترونية‪.‬‬

‫‪100‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫✓ تجاوز الحدود الزمنية واملكانية التي تقيد وتعيق حركات التعامالت‪.‬‬


‫✓ تتميز اإلدارة اإللكترونية بأنها تنظيم غير جامد‪ ،‬فهي تعمل من خالل املؤسسات الشبكية والذكية التي تعتمد‬
‫على صناعة املعرفة‪.‬‬
‫✓ اعتماد مبدأ التكامل الستثمار الجهد والوقت والحيز املكاني‪.‬‬
‫✓ السرية والخصوصية للمعلومات املهمة بما تملكه تلك اإلدارة من برامج تمكنها من حجب املعلومات والبيانات‬
‫املهمة‪ ،‬وعدم إتاحتها إال لذوي الصالحية الذين يملكون كلمة املرور (الحسن‪ ،2009 ،‬صفحة ‪.)21‬‬
‫✓ التشبيك الفائق الذي يعمل في إطار تعظيم إمكانيات الشبكة وفق قانون متكالف الذي يقوم على أن القيمة‬
‫الحقيقية لكل شبكة ذات اتصال باتجاهين تعادل مربع إمكانات عدد املشاركين فيه (جمعة‪ ،2014 ،‬صفحة ‪.)8‬‬
‫✓ التفاعل اآلني على مدار الساعة‪ ،‬هنا وفي كل مكان‪ :‬هذا من خالل التفاعل الحي املباشر بين املتعاملين كما أنه‬
‫يعمل وفق قاعدة ‪24‬سا‪/‬اليوم و ‪ 7‬أيام في األسبوع (نجم‪ ،2009 ،‬صفحة ‪.)159‬‬
‫✓ زيادة اإلتقان‪ :‬إن اإلدارة اإللكترونية كآلية عصرية في عمليات التطوير اإلداري‪ ،‬والتغيير التنظيمي تمثل منعرجا‬
‫حاسما في شكل املهام واألنشطة اإلدارية التقليدية‪ ،‬وتنطوي على مزايا أهمها املعالجة الفورية للطلبات (عاشور‪،‬‬
‫‪ ،2010‬صفحة ‪.)18‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬أهداف االدارة االلكترونية‪.‬‬
‫إذا كان تحقيق النجاح ألي منشأة يتم في بداية املشروع فإن األهداف هي الثمرة التي يجنيها املسؤولون في املنشأة‬
‫في نهاية املشروع و يمكن تلخيصها في (الجديد‪:)2006 ،‬‬
‫• إدارة ومتابعة اإلدارات املختلفة للمؤسسة وكأنها وحدة مركزية‪.‬‬
‫• تركيز نقطة اتخاذ القرار في نقاط العمل الخاصة بها مع إعطاء دعم أكبر في مراقبتها‪.‬‬
‫• تجميع البيانات من مصادرها األصلية بصورة موحدة‪.‬‬
‫• ربط القطاع العام بالقطاع الخاص تحت مظلة واحدة بفضل البنية االلكترونية التي تجمع القطاعين‪.‬‬
‫• تقليص معوقات اتخاذ القرار عن طريق توفير البيانات وربطها‪.‬‬
‫• تقليل أوجه الصرف في متابعة عمليات اإلدارة املختلفة‪.‬‬
‫• تحقيق مبدأ العدالة في تقديم الخدمة بنفس الدقة والتكلفة الجودة والوقت‪ ،‬إلى جانب املساواة في املعاملة‬
‫والتقدير واالحترام‬
‫• توظيف تكنولوجيا املعلومات من أجل دعم وبناء ثقافة مؤسسية إيجابية لدى كافة العاملين‪.‬‬
‫• توفير البيانات واملعلومات للمستفيدين بصورة فورية‪.‬‬
‫• سهولة الوصول إلى الخدمات من خالل شبكات االتصال من أي مكان وفي أي وقت‪.‬‬
‫• السرعة في بناء االقتصاد املبني على املعرفة‪ ،‬التعلم والتكوين املستمر وبناء املعرفة‪.‬‬
‫• زيادة الترابط بين العاملين واإلدارة العليا ومتابعة وإدارة كافة املوارد‪.‬‬
‫• تكريس الشفافية في األداء والقضاء على البيروقراطية من حيث خفض فرص الفساد اإلداري والتقليل من‬
‫التعقيدات اإلدارية‪.‬‬
‫• تخفيض تكاليف أداء الخدمة مع ميزة السرعة في إنجازها‪.‬‬
‫• االرتقاء بثقافة ووعي املواطن من خالل تشجيعه على استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة‪.‬‬

‫‪101‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬مبادئ ومتطلبات تطبيق اإلدارة اإللكترونية ومجاالتها‪.‬‬


‫إن التحول الحاصل ال يعتمد على اقتناء تكنولوجيا املعلومات واالتصال فحسب‪ ،‬بل يتعداها إلى وجود مبادئ‬
‫وكفاءات‪ ،‬وأساليب‪ ،‬وتنظيم‪ ،‬وقيادة‪ ،‬وثقافة‪ ،‬وسلوك ابتكاري‪ ،‬كون أساس التنافس قد تغير من التركيز على القيم املالية‬
‫إلى القدرة على االبتكار‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مبادئ اإلدارة اإللكترونية‪.‬‬
‫لإلدارة اإللكترونية مبادئ ينبغي التعرف عليها عندما يراد تطبيق اإلدارة اإللكترونية وهي‪:‬‬
‫✓ خلق املناخ التشريعي القانوني املالئم الذي يؤمن بتأسيس اإلدارة اإللكترونية ‪ ،‬ويستلزم ذلك تطوير التشريعات‬
‫ً‬
‫الحالية أو صياغة تشريعات تقتن بالتوضيح اإللكتروني والوثيقة اإللكترونية ودورهما في اإلثبات واتخاذ القرارات‬
‫وحل النزاعات وتأييد الحقوف وضمانها‪.‬‬
‫✓ االرتقاء بالبنية التحتية اإللكترونية من جوانبها املختلفة والتي تشمل ما يلي‪:‬‬
‫أ‪ .‬البنية املادية ‪ :‬عبر نوفر األجهزة املستخدمين من حواسيب وتوفر قواعد منطقية ميسرة لتوثيق البيانات واملعلومات‬
‫وتداولها‪ ،‬فضال عن شبكة االتصاالت‪ ،‬كاإلنترنت والشبكات األخرى‪.‬‬
‫ب‪ .‬البنية البشرية ‪ :‬عبر االرتقاء بالكفاءات البشرية الالزمة لعملية القيادة االلكترونية وتنفيذها‪ ،‬إذ يعد االستثمار في‬
‫رأس املال البشري وحسن إعداد الكفاءات حجز الزاوية لضمان الجهود املبذولة لتأسيس وترسيخ بيئة األعمال‬
‫االلكترونية رقمية ومتطورة‪ ،‬هنا يتطلب تعزيز املهارات والخبرات اإلدارية والتنظيمية قبل حصول تقدم يؤدي‬
‫للدخول إلى مرحلة االقتصاد الرقمي‪ ،‬ولذلك تحرص الدول على وضع برامج طموحة هدفها تنمية كفاءتها باستمرار‪.‬‬
‫ت‪ .‬البيئة التنظيمية‪ :‬تشمل وضع معايير قياس للنظم الفنية لتأمين الخصوصية والسرية للمعامالت املتبادلة بين‬
‫املنظمة واملنظمات واألخرى واملتعاملين اآلخرين‪ ،‬وبين املنظمة واملواطنين الطالبين لخدمات املنظمة‪.‬‬
‫✓ تأسيس البيئة الثقافية املالئمة من حيث برديات اللغة واملحافظة على قيم املجتمع‪ ،‬لخلق القناعة األفراد‬
‫بضرورة املخرجات االلكترونية في تحسين ألداء الخدمات املقدمة لهم (حسين‪ ،2014 ،‬صفحة ‪.)216‬‬
‫✓ ضرورة توعية املواطنين واإلدارات بفوائد وعائدات اإلدارة االلكترونية‪.‬‬
‫✓ وضع كل املعامالت في شكل إلكتروني على االنترنت على شكل نماذج للتعامل مع املواطنين ومع القطاع الخاص‬
‫ومع املؤسسات الحكومية‪.‬‬
‫✓ ووجوب الحفاظ على أمن املعلومات واملعامالت (شبوط‪ ،2013 ،‬الصفحات ‪.)42-41‬‬
‫✓ تقديم أحسن الخدمات للمواطنين‪.‬‬
‫✓ التركيز على النتائج ‪ :‬حيث ينصب اهتمام الحكومة االلكترونية على تحويل األفكار إلى نتائج مجسدة في أرض‬
‫الواقع‪ ،‬وأن تحقق فوائد للجمهور تتمثل في تخفيف العبء عن املواطنين من حيث الجهد واملال والوقت‪ ،‬وتوفير‬
‫خدمة مستمرة على مدار الساعة‪.‬‬
‫✓ سهولة االستعمال واإلتاحة للجميع‪.‬‬
‫✓ تخفيض التكاليف‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬متطلبات تطبيق اإلدارة اإللكترونية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تقنيات اإلدارة اإللكترونية الالزمة للتحول‪:‬‬
‫ً‬
‫إن التحول إلى اإلدارة اإللكترونية ليس دربا من دروب الرفاهية وإنما حتمية تفرضها التغيرات العاملية‪ ،‬ففكرة‬
‫التكامل واملشاركة وتوظيف املعلومات أصبحت أحد محددات النجاح ألي مؤسسة‪ ،‬وقد فرض التقدم العلمي والتقني‬
‫واملطالبة املستمرة برفع جودة املخرجات وضمان سالمة العمليات‪ ،‬كلها من األمور التي دعت إلى التطور اإلداري نحو‬

‫‪102‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫اإلدارة اإللكترونية‪ .‬ويمثل عامل الوقت أحد أهم مجاالت التنافسية بين املؤسسات‪ ،‬فلم يعد من املقبول اآلن تأخر‬
‫تنفيذ العمليات بدعوى التحسين والتجويد وذلك الرتباط الفرص املتاحة أمام املؤسسات بعنصر التوقيت‪ .‬ويمكن‬
‫تلخيص األسباب الداعية للتحول اإللكتروني في النقاط التالية‪:‬‬
‫• اإلجراءات والعمليات املعقدة وأثرها على زيادة تكلفة األعمال‪.‬‬
‫• القرارات والتوصيات الفورية والتي من شأنها إحداث عدم توازن في التطبيق‪.‬‬
‫• ضرورة توحيد البيانات على مستوى املؤسسة‪.‬‬
‫• صعوبة الوقوف على معدالت قياس األداء‪.‬‬
‫• ضرورة توفير البيانات املتداولة للعاملين في املؤسسة‪.‬‬
‫• التوجه نحو توظيف استخدام التطور التكنولوجي واالعتماد على املعلومات في اتخاذ القرارات‪.‬‬
‫• ازدياد املنافسة بين املؤسسات وضرورة وجود آليات للتميز داخل كل مؤسسة تسعى للتنافس‪.‬‬
‫• حتمية تحقيق االتصال املستمر بين العاملين على اتساع نطاق العمل‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬متطلبات تطبيق اإلدارة اإللكترونية‪.‬‬
‫❖ املتطلبات اإلدارية‪ :‬وتترجم في التحول إلى إدارة جديدة تساند التطوير‪ ،‬وتدعمه وتأخذ بكل ما هو جديد ومستحدث‪،‬‬
‫حيث يشار إلى ضرورة وجود قيادات إدارية‪ ،‬تتعامل بكفاءة وفعالية‪ ،‬داعمة ملطلب التغيير واالبتكار من أجل إعادة‬
‫هندسة الثقافة التنظيمية للعاملين‪.‬‬
‫❖ املتطلبات التقنية‪ :‬تعد اإلدارة اإللكترونية أسلوبا إداريا يهدف إلى تطوير أداء املنظمات‪ ،‬لكن هذا األسلوب يتطلب‬
‫توفير البنى التحتية املالئمة إلقامة هذا املشروع وكذلك ضرورة إعادة النظر في البنية األساسية من أجهزة‪ ،‬معدات‬
‫وبرمجيات لتقديم الخدمة إلكترونيا (اللوزي‪ ،2000 ،‬صفحة ‪.)145‬‬
‫❖ املتطلبات البشرية‪ :‬يعتبر العنصر البشري أهم املوارد التي يمكن استثمارها لتحقيق النجاح في أي مشروع وفي أي‬
‫منظمة‪ ،‬فالبرامج اإللكترونية جديدة على املوظف وبالتالي تحتاج إلى خبرات ومهارات غير متوفرة في األجهزة اإلدارية‬
‫لتظهر بذلك وظائف جديدة تستدعي حشد موارد بشرية مؤهلة والعمل على تنميتها وتغييرها ً‬
‫جذريا‪.‬‬
‫❖ املتطلبات األمنية‪ :‬تترجم في سرية املعلومات وحفظها وتخزينها إلكترونيا وذلك من خالل‪:‬‬
‫‪ -‬وضع سياسات أمنية لتقنيات املعلومات بما فيها خدمة اإلنترنت‪.‬‬
‫‪ -‬وضع قوانين ولوائح تنظيمية وعقوبات أمنية التي تحد من السطو اإللكتروني‪.‬‬
‫❖ املتطلبات االقتصادية واالجتماعية‪ :‬تتمثل في خلق تعبئة اجتماعية مساعدة ومستوعبة لضرورة التحول للدارة‬
‫اإللكترونية وعلى دراية كافية بمزايا تطبيق الوسائل والتقنيات مع االستعانة بوسائل اإلعالم وجمعيات املجتمع‬
‫املدني في دعم اللقاءات الندوات والتجمعات لنشر فوائد هذا املدخل مع ضرورة تغطية اإلنفاق على هذه املشاريع‬
‫(اللوزي‪ ،2000 ،‬صفحة ‪.)146‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬مجاالت تطبيق تقنيات اإلدارة اإللكترونية‪.‬‬
‫تطبق تقنيات اإلدارة اإللكترونية أساس عالقات اإلدارة‪ ،‬فقد تكون بين اإلدارة واملواطن وقد ترتبط بين اإلدارة‬
‫وقطاع األعمال وهذا ما سوف نوضحه فيما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬في إطار عالقة اإلدارة املواطن‪.‬‬
‫من أهم مبررات ظهور نظم اإلدارة اإللكترونية هي تطوير عالقة املواطن باإلدارة وتحسين خدماتها العامة املقدمة‬
‫لهم‪ ،‬ومن بينها مثال ‪ :‬التسجيل املدني كإصدار شهادة امليالد‪ ،‬بطاقات التعريف البيوميترية‪ ،‬الش يء الذي يؤدي إلى‬

‫‪103‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫تقليص الروتين اإلداري وتخفيض تكلفة إنجاز وتنفيذ املعامالت وتسريع وقت االنجاز‪ ،‬ومن ثم زيادة كفاءة أداء اإلدارة‬
‫العمومية‪.‬‬
‫استغالل تقنية االتصاالت واملعلومات في البلدية مثال‪ ،‬من خالل البلدية اإللكترونية هو نمط متطور وجديد من‬
‫اإلدارة يسمح بتقديم خدمات البلدية املؤثرة على حياة املواطن اليومية بطريقة أكثر كفاءة وفعالية‪ ،‬وتمكينه من‬
‫الحصول على هذه الخدمات عن طريق املواقع الخدمية املتصلة بالبلديات على شبكة االنترنت‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬في إطار عالقة اإلدارة باألعمال‪.‬‬
‫إذ ترتبط اإلدارة بعالقات مع قطاع األعمال ملا لها من أدوار ووظائف في مجال إعداد الخطط وتوجيه االستثمار‪،‬‬
‫ودعم القطاعات االقتصادية وتنظيمها وتحفيزها وحمايتها‪ ،‬ومراقبة عمليات االستيراد والتصدير وتسهيلها‪ ،‬ومن شأن‬
‫العمل بتكنولوجيا اإلدارة اإللكترونية كذلك أن يساعد على استيعاب كل تلك األدوار لتعزيز الشراكة مع مؤسسات‬
‫وشركات القطاع الخاص بكل مرونة وشفافية‪ ،‬خاصة عبر النشر اإللكتروني لإلعالنات والتشريعات والقوانين لتحقيق‬
‫أفضل مستويات النجاح‪ ،‬وتنمية قدراتها على اإلنتاج وتطويره‪.‬‬
‫الفرق بين االدارة التقليدية وااللكترونية‪:‬‬
‫الجدول التالي يوضح أوجه االختالف بين االدارة التقليدية الورقية واالدارة االلكترونية‪.‬‬
‫االدارة االلكترونية‬ ‫االدارة التقليدية‬ ‫امليزة‪ /‬التصنيف‬
‫إلكترونية‬ ‫ورقية‬ ‫الوثائق املستخدمة‬
‫شبكة اتصال االلكترونية‬ ‫اتصاالت مباشرة ومراسالت ورقية‬ ‫الوسائل املستخدمة‬
‫صعوبة الوصول بسبب كثرة مستندات سهولة الوصول بسبب توافر قواعد‬
‫الوصول للبيانات‬
‫بيانات ضخمة‬ ‫الورقية‬
‫ملفات إلكترونية‬ ‫ورقية‬ ‫الحفظ‬
‫درجة االعتماد على إمكانات تعتمد على استغالل أمثل إلمكانيات استخدامها لتكنولوجيا املعلومات‬
‫واالتصاالت في تحقيق أهدافها‬ ‫املادية والبشرية في تحقيق أهدافها‬ ‫البشرية واملادية‬
‫تتميز بالتفاعل السريع إذ يمكنها استقبال‬
‫تفاعل بطيء قد يستغرق أيام وأشهر‬
‫عدد كبير من الطلبات أو الرسائل في زمن‬ ‫التفاعل‬
‫بسبب االجراءات البيروقراطية‬
‫قص ي وإرسال رسائل لعدد كبير‬
‫أقل حماية بسبب عدم توفر نظم حماية حماية عالية جدا بسبب توافر نظم‬
‫الحماية‬
‫املعلومات‬
‫اقتصادية على املدى البعيد‬ ‫مكلفة على املدى البعيد‬ ‫التكلفة‬
‫شبكي مرن‬ ‫هرمي جامد‬ ‫نوع التنظيم‬
‫جدول ‪ :01‬أوجه االختالف بين االدارة التقليدية واالدارة االلكترونية‬
‫املبحث الثاني‪ :‬و اقع تطبيق اإلدارة اإللكترونية وتحدياتها‪.‬‬
‫في ظل الصعوبات واملشاكل التي أصبحت تعاني وتتخبط فيها اإلدارة الجزائرية‪ ،‬عملت الحكومة الجزائرية على‬
‫عصرنة وتطوير اإلدارة‪ ،‬من خالل تبني مشروع اإلدارة االلكترونية قامت الحكومة الجزائرية بتبني مشروع الجزائر‬
‫إلكترونية سعيا منها إلى عصرنة القطاع الحكومي واستجابة للحاجة االجتماعية واالقتصادية والسياسية والتكنولوجية‬
‫ليبقى توفير البنية التحتية الرقمية وتدعيم رأس املال البشري أصعب رهان طرحته التنمية االقتصادية واالجتماعية‬
‫وعامال رئيسيا ملواجهة تحديات العوملة‪ .‬يهدف هذا املشروع إلى بروز مجتمع العلم واملعرفة (عبان‪ ،2016 ،‬صفحة ‪.)134‬‬

‫‪104‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫املطلب األول‪ :‬محاور مشروع الجزائر االلكترونية وأهدافه‪.‬‬


‫سنتطرق في هذا املطلب ملحاور مشروع الجزائر االلكترونية الذي يتكون من ‪ 13‬محورا رئيسيا ثم بعدها نعرض‬
‫أهداف هذا املشروع و برنامج عمل تنفيذ مشروع الحكومة اإللكترونية‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬محاور مشروع الجزائراإللكترونية‪.‬‬
‫يعتمد مشروع الجزائر اإللكترونية على ‪ 13‬محورا رئيسيا وتتلخص هذه املحاور في‪:‬‬
‫• تسريع استخدام تكنولوجيات اإلعالم واالتصال في اإلدارات العمومية ‪ :‬إدخال تكنولوجيا اإلعالم واالتصال وتعزيز‬
‫استخدامها في اإلدارات العمومية تحوال كبيرا في أساليب تنظيمها وعملها مما سيجعلها تعيد النظر في كيفية سيرها‬
‫وتنظيمها وتكييف الخدمات املقدمة للمواطنين بشكل أنسب‪.‬‬
‫• تسريع استخدام تكنولوجيات اإلعالم واالتصال في الشركات ‪ :‬استخدام تكنولوجيا اإلعالم واالتصال أضحى أمرا‬
‫ضروريا من أجل تحسين األداء ورفع القدرة التنافسية لدى الشركات‪.‬‬
‫• تطوير اآلليات واإلجراءات التحفيزية الكفيلة بتمكين املواطنين من االستفادة من تجهيزات وشبكات تكنولوجيات‬
‫اإلعالم واالتصال‪ :‬إعادة بعث عملية "أسرتك " عن طريق توفت حواسيب شخصية وخطوط توصيل ذات الدفع‬
‫السريع مع توفير التكوين ومضامين متميزة لفئات املجتمع‪.‬‬
‫• دفع تطوير االقتصاد الرقمي ‪ :‬وذلك من خالل توفير الظروف املالئمة لتثمين الكفاءات العلمية والتقنية الوطنية في‬
‫مجال إنتاج البرمجيات وتوفير خدمات والتجهيز‪.‬‬
‫• تعزيز البنية األساسية لالتصاالت ذات التدفق السريع والفائق السرعة‪ :‬من خالل تأهيل البنية التحتية الوطنية‬
‫لالتصاالت‪.‬‬
‫• تطوير الكفاءات البشرية عن طريق التكوين والتعليم ‪ :‬من خالل إعادة النظر في برامج التعليم والتكوين العالي‬
‫والتكوين املنهي في مجال تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‪.‬‬
‫• تدعيم البحث والتطوير واالبتكار‪ :‬االبتكار هو الذي يضمن تطوير املنتجات والخدمات ذات القيمة املضافة مجال‬
‫تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‬
‫• ال بد من ضبط مستوى اإلطار القانوني الوطني تماشيا مع املمارسات الدولية ومتطلبات مجتمع املعلومات‪.‬‬
‫• اإلعالم واالتصال من خالل إعداد وتنفيذ مخطط اتصال حول مجتمع املعلومات في الجزائر‪.‬‬
‫• تثمين التعاون الدولي ‪ :‬من خالل إقامة شراكات استراتيجية بهدف بسلك التكنولوجيات واملهارات‪.‬‬
‫• آليات التقييم واملتابعة‪ :‬وذلك من خالل إعداد قائمة مؤشرات مالئمة‪.‬‬
‫• إجراءات تنظيمية من خالل تدعيم االنسجام والتنسيق وطنيا بين القطاعات‪.‬‬
‫• املوارد املالية‪ :‬يستلزم تنفيذ استراتيجية الجزائر اإللكترونية موارد مالية معتبرة‪ ،‬لذلك فإن برنامج الجزائر‬
‫اإللكترونية يستلزم ميزانية استراتيجية وفق املراحل التنفيذية املرتقبة‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬أهداف مشروع الجزائراإللكترونية‪.‬‬
‫هدفت السلطات الحكومية من وراء وضع مشروع الجزائر اإللكترونية إلى تحقيق جملة من األهداف يمكن‬
‫إجمالها في اآلتي (هدار‪ ،2017 ،‬صفحة ‪:)133‬‬
‫▪ تحسين فعالية تدخل الدولة فيما يتعلق بالتكفل بانشغاالت املواطنين‪ ،‬ووضع قيد العمل السياسة الوطنية للتنمية‬
‫االقتصادية واالجتماعية من أجل مواجهة األزمات‪.‬‬
‫▪ تبسيط وتخفيف اإلجراءات اإلدارية وتحسين نوعية الخدمات املقدمة للمواطنين في مختلف مجاالت الحياة‪.‬‬

‫‪105‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫▪ مكافحة البيروقراطية التي تشكل كبحا للتنمية‪.‬‬


‫▪ تحديد مبادئ العدالة االجتماعية واملساواة‪.‬‬
‫▪ تحقيق السياسة الوطنية الجوارية عن طريق تقريب اإلدارة من املواطن‪.‬‬
‫▪ حماية املجتمع من آفة الجريمة املنظمة‪ ،‬وباألخص الجريمة املنظمة العابرة للحدود‪ ،‬وكذا ظاهرة اإلرهاب والتي‬
‫تستعمل غالبا تزوير وتقليد وثائق الهوية والسفر كوسيلة النتشارها‪.‬‬
‫▪ وعليه فإن مشروع الجزائر اإللكترونية يتمحور حول هدف أساس ي وهو عصرنة اإلدارة العمومية وتقريبها من املواطن‬
‫من خالل االستثمار في تقنيات املعلومات واالتصال وإدخالها في كل مؤسسات الدولة بشكل يجعل إجراء املعامالت‬
‫ومنح خدمات أكثر سرعة وسهولة وأقل تكلفة‪ ،‬وأكثر فعالية‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬برنامج عمل تنفيذ مشروع الحكومة اإللكترونية‪.‬‬
‫يأتي برنامج الحكومة اإللكترونية ضمن السياسات واالستراتيجيات التي تهدف إلى تطوير وعصرنة اإلدارة‬
‫من أجل تحقيق التنمية‪ ،‬ويتمثل عمل تنفيذ مشروع الجزائر الحكومة االلكترونية‪:‬‬
‫✓ برنامج تطوير التشريعات‪ :‬والذي يتضمن إعداد قانون ينظم املعامالت الحكومة اإللكترونية وتطوير التشريعات‪.‬‬
‫✓ برنامج تطوير البنية املالية‪ :‬يعمل على تطوير املؤسسات ماليا لتصبح أكثر مرونة‪.‬‬
‫✓ برنامج التطوير اإلداري والتنفيذي‪ :‬والذي يشمل تطوير أساليب العمل املقرر استخدامها للمعامالت اإللكترونية‪.‬‬
‫✓ برنامج التطوير الفني‪ :‬يركز هذا البرنامج على استخدام التكنولوجيا الرقمية في الجهات الحكومية لتطوير الطاقات‬
‫والقدرات الالزمة إلنجاز املشروع‪ ،‬كذلك يهتم البرنامج بتحسين الكفاءات التشغيلية والتي تتضمن استخدام أحدث‬
‫األجهزة واملعدات‪ ،‬وأنظمة قواعد البيانات وتحديث البنية األساسية لالتصاالت واملعلومات‪.‬‬
‫✓ برنامج تنمية الكوادر البشرية ‪ :‬من خالل العمل على تطوير فكرة القيادات الحكومية بدأ يتالئم مع مفهوم الحكومة‬
‫اإللكترونية‪ ،‬وإعداد خطة مناسبة لتدريب فرق العمل التي يتم تكوينها من بصيع الجهات اإللكترونية التي تشارك في‬
‫مشروع الحكومة اإللكترونية بهدف القدرة على إدارته حسب اختصاصه‪.‬‬
‫✓ برنامج اإلعالم والتوعية‪ :‬يتم من خالل البرنامج إعداد خطة تعريف املجتمع بمزايا التحول إلى املجتمع الرقمي وكيفية‬
‫االستفادة من مشروع الحكومة اإللكترونية‪.‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬و اقع تطبيقات اإلدارة اإللكترونية في الجزائر‪.‬‬
‫سنتطرق في هذا املطلب ملجاالت التطبيقية لإلدارة اإللكترونية في الجزائر ومالمح تجليها وأثرها في تحسين‬
‫الخدمات بالجماعات املحلية‪ ،‬ونتعرف أيضا على أهم التحديات والعراقيل التي تواجهها اإلدارة اإللكترونية في الجزائر‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬املجاالت التطبيقية لإلدارة اإللكترونية في الجزائر‪.‬‬
‫انطلقت الجزائر في تطبيق اإلدارة االلكترونية في العديد من املجاالت ونذكر منها‪:‬‬
‫‪ .1‬قطاع التكوين املنهي‪ :‬برامج إصالحية شاملة في هذا القطاع كرؤية جديدة ترمي إلى جعله يساير برامج التكوين ذات‬
‫الجودة‪ ،‬حيث توصلت املؤسسة إلى بث دروس افتراضية عبر الشبكات املحلية (عبيرات‪ ،2014 ،‬صفحة ‪.)171‬‬
‫‪ .2‬قطاع البريد واملواصالت‪ :‬تجلت مظاهر التطور التكنولوجي في هذا املجال من خالل الخدمات التي تقدمها مؤسسات‬
‫بريد الجزائر كخدمة الشباك اإللكتروني الذي يقوم بتوفير خدمات للزبائن واملتعاملين (سحب األوراق النقدية آليا‪،‬‬
‫بطاقة السحب اإللكترونية‪ ،‬وتطبيق بريدي موب واالطالع على الرصيد إلكترونيا) ‪www.mptic.dz‬‬
‫‪ .3‬قطاع البنوك‪ :‬يبرز مستوى التحول في هذا القطاع من خالل توفره على بطاقة الخصم التي يتم استعمالها في التسديد‬
‫عن طريق خصم يتم مباشرة من الحساب البنكي‪ ،‬بطاقة االئتمان‪ ،‬والبطاقة الذكية التي تتسم باملرونة الحتوائها على‬
‫معالج يسمح بتخزين األموال (عبان‪ ،2016 ،‬صفحة ‪.)102‬‬

‫‪106‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫‪ .4‬قطاع التعليم العالي والبحث العلمي‪ :‬عملت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في إطار عصرنة اإلدارة على مواكبة‬
‫التغيير الحاصل في بيئة اإلدارة العامة إذ أن هناك توجها واضحا لالرتقاء بالخدمات املقدمة للطلبة واألساتذة من‬
‫خالل الربط بين العديد من الجامعات إضافة إلى توفير الشبكة ألساليب جديدة للتكوين (عبان‪ ،2016 ،‬الصفحات‬
‫‪.)105-104‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬مالمح تجلي اإلدارة اإللكترونية في الجزائروأثرها في تحسين الخدمات بالجماعات املحلية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬مالمح تجلي اإلدارة اإللكترونية في الجزائر‪.‬‬
‫✓ رقمنة سجل الحالة املدنية‪ :‬حيث انطلقت عملية تماما على مستوى كافة التراب ودخلت حيز التنفيذ تسمح بإصدار‬
‫شهادة امليالد وجوازات السفر وبطاقات التعريف البيومترية عقود الزواج‪ ،‬شهادات الجنسية وصحائف السوابق‬
‫العدلية (فرطاس‪ ،2016 ،‬صفحة ‪.)318‬‬
‫✓ مشروع رقمنة مصلحة الحالة املدنية‪ :‬تتمثل في إنشاء تطبيق على الويب يسمح بإدخال البيانات الخاصة باملواطن‬
‫الجزائري من عقود ووثائق الحالة املدنية على قاعدة بيانات متطورة متواجدة على أجهزة رئيسية وحفظها ليتم‬
‫استرجاعها الحقا سواء بهدف الحصول على معلومات دقيقة بواسطة بحث يجربه موظف البلدية أومن أجل تمكين‬
‫ضابط الحالة املدنية من عرض نسخ إلكترونية على شبكة اإلنترنت لوثائق وعقود الحالة املدنية الخاصة باملواطن‬
‫(بلقرع‪ ،2017 ،‬الصفحات ‪.)12-11‬‬
‫✓ مشروع جواز السفر وبطاقة التعريف البيومتريين‪ :‬في إطار تنظيم العمل بجواز السفر البيومتري وكذا بطاقة التعريف‬
‫البيومترية‪ ،‬أصدرت وزارة الداخلية ممثلة في شخص الوزير عدة قرارات نذكر منها‪:‬‬
‫‪-‬القرار املؤرخ في ‪09‬ذو القعدة عام ‪1431‬املوافق ل ‪21‬أكتوبر ‪2010‬الذي يحدد املواصفات التقنية ملستخرجي عقد‬
‫امليالد الخاص بإصدار بطاقة التعريف الوطنية وجواز السفر البيومتريين‪.‬‬
‫✓ بطاقة التعريف الوطنية البيومترية ‪ :‬تصدرها وزارة الداخلية الجزائرية ويعتبر التغيير الذي أفرزته وزارة الداخلية‬
‫والجماعات املحلية نقلة نوعية في مسارها املنهي والذي من شأنه أن يحقق تقليصا كبيرا في أوقات إنجاز املعامالت‬
‫والتسليم مقابل تحسين جودة الخدمات املقدمة للمواطنين وتقليل التراكم الورقي (بوسليماني‪.)2018 ،‬‬
‫ثانيا‪ :‬أثر تطبيق اإلدارة اإللكترونية على ترقية وتحسين الخدمات بالجماعات املحلية‪.‬‬
‫إن إدماج التكنولوجيا الحديثة للعالم واالتصال في املرافق العمومية والجماعات املحلية يوفر فرصا حقيقية‬
‫وثمينة لتحسين أداء اإلدارة وخدماتها املوجهة للمواطنين وتوطيد العالقة بين اإلدارة واملواطن‪ ،‬ونذكر أثرها فيما يلي‪:‬‬
‫▪ تقديم الخدمات عن بعد والتنقل إلى الشبابيك وبدخول سهل يسمح بتجاوز املسافات الجغرافية وأوقات الفتح‬
‫والغلق‪.‬‬
‫▪ تحسين خدمة اإلدارة من حيث نوعيتها وسرعتها‪.‬‬
‫▪ تحقيق أعباء كثرة الوثائق باإلدارات‪.‬‬
‫▪ اختصار جهود املوظفين وتوفير عنصر الشفافية‪.‬‬
‫▪ التخفيف من حدة املركزية وذلك من خالل إدارة ومتابعة مختلف اإلدارات وكأنها وحدة مركزية‪.‬‬
‫▪ تطبيق اإلدارة اإللكترونية سوف يعالج مشكلة تعاني منها أغلب املؤسسات في عملية الحفظ والتوثيق مما يؤدي إلى‬
‫عدم الحاجة إلى األماكن للتخزين وتضييع الوقت في البحث عن املعلومات في أرشيف بال يعتريه الغبار (تزلي‪،2016 ،‬‬
‫صفحة ‪.)188‬‬

‫‪107‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬أهم التحديات التي تواجهها اإلدارة اإللكترونية في الجزائر‪.‬‬


‫في ظل تبني الجزائر مشروع اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬أشارت العديد من الدراسات التي تناولت موضوع معوقات اإلدارة‬
‫اإللكترونية إلى أن إطالق مشروع اإلدارة اإللكترونية في الجزائر كان منذ فترة وجيزة‪ ،‬ولكنه لم يتجسد بعد على أرض الواقع‬
‫بسبب جمل ٍة من العقبات تتمثل أساسا في‪:‬‬
‫غياب اإلرادة السياسية‪ :‬تعاني الجزائر من أكبر تحدي هو غياب اإلرادة السياسية الدالة على هذا التوجه والراغبة في‬
‫تحسين اعتباراتها وبرامج قطاعية تحمل في ماهيتها أسس التحول الناجح‪.‬‬
‫غياب الدورات التكوينية ورسكلة موظفي اإلدارة واألجهزة التنظيمية في ظل التحول اإللكتروني‪.‬‬
‫القيادة‪ :‬تعد القيادة هي حجر األساس لنجاح تطبيق اإلدارة العامة اإللكترونية‪ ،‬حيث أن تلك القيادة هي املسؤولة‬
‫عن انطالق املبادرة ووضع األولويات وقيادة الجمهور للوصول إلى مرحلة االكتمال والبناء الحقيقي للتحول اإللكتروني‪.‬‬
‫عدم اقتناع القيادات اإلدارية بفكر وفلسفة اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬وعدم قدرتهم على التخلي عن نمط اإلدارة التقليدية‪.‬‬
‫عدم وجود بيئة عمل إلكترونية محمية وفق أطر قانونية‪ ،‬مثل غياب تشريعات قانونية تجرم اختراق برامج إلكترونية‬
‫وتحدد عقوبات رادعة ملرتكبيها‪.‬‬
‫االفتقار لصياغة منظور استراتيجي وطني يرتكز على رؤية واضحة‪ :‬قيادة سياسية تساهم في تحويل املوارد املالية‬
‫والقدرات البشرية إلى واقع ملموس دون إهمال الرعاية واملتابعة الدورية للكشف عن العجز املسجل في استراتيجية‬
‫التحول‪.‬‬
‫املخاوف املتعلقة باألمن املعلوماتي‪ ،‬بسبب إمكانية اختراق املنظومة املعلوماتية‪ ،‬وما يترتب عليه من فقدان خصوصية‬
‫وسرية املعلومات وسالمتها من التزوير والتالعب والتخريب املقصود للشبكات وغيرها (فرطاس‪ ،2016 ،‬صفحة ‪.)320‬‬
‫ارتفاع تكاليف تجهيز البنى التحتية لإلدارة اإللكترونية‪.‬‬
‫املعوقات اإلدارية تشير إلى املعرفة بما يجري في املنظمة خصوصا عندما تكون هذه األخيرة في مرحلة انتقالية‪،‬‬
‫فالعاملون بحاجة إلى معرفة األهداف الرئيسية للمنظمة ورسالتها ورؤيتها ألن لهذه الرسالة والرؤية تأثيرا على املنظمة‬
‫حاضرا ومستقبال‪.‬‬
‫ضعف املوارد املالية املخصصة ملشاريع اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬ومشاكل الصيانة التقنية لبرامج اإلدارة اإللكتروني‪.‬‬
‫عجز قطاع البريد وتكنولوجيا املعلومات واالتصاالت في تلبية طلبات العمالء (تزلي‪ ،2016 ،‬صفحة ‪.)189‬‬
‫ضعف الدخل الفردي‪ ،‬مما يمنع توصيل ودفع مستحقات االنترنت التي تعتبر املحرك الرئيس ي إلدارة اإللكترونية‬
‫(بوقاسم‪ ،2015 ،‬صفحة ‪.)39‬‬
‫محدودية االنتشار واستخدامات اإلنترنت في الجزائر‪.‬‬
‫ُ‬
‫عدم اكتمال الثقافة اإللكترونية لدى معظم أفراد املجتمع الجزائري‪ ،‬وبقاء عامل الخوف حاجز بينو وبت استخدام‬
‫هذه التقنية‪ ،‬وذلك ليس خوفا من التقنية في حد ذاتها وإنما مسيرها واملسؤول عن أمانها‪.‬‬
‫غياب الوعي التكنولوجي لدى األفراد الذي يعد أكبر معوق في ظل نمطية اإلدارة العليا‪ ،‬ورفضها التغيير جعل املستوى‬
‫التعليمي والثقافي للمجتمع الجزائري ضعيفا دون أن ننس ى بطء عمليات اتخاذ القرار وعمليات اإلصالح واالندماج‬
‫وطغيان البيروقراطية في الجانب اإلداري‪.‬‬
‫واقع الجزائر ضمن مؤشر األمم املتحدة للحكومة اإللكترونية‪ :‬إن املظهر الرئيس ي لالقتصاد املعرفي في أي دولة يتوقف على‬
‫درجة استخدامه لتكنولوجيا اإلعالم واالتصال‪ ،‬يتم تصنيف الدول العالم على أساس مقياس ‪ EGDI‬وهو مؤشر نمو‬
‫الحكومة اإللكترونية‪.‬‬

‫‪108‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫حيث من خالل بعض الدراسات ومعايير تبين لنا أن ترتيب الجزائر مازال بعيدا عن املراكز ‪ 100‬أولى عامليا (املرتبة‬
‫‪ 130‬عامليا من أصل ‪ 193‬دولة) بقيمة تقدر حوالي ‪ 0.4227‬بمستوى وسط‪ ،‬حسب تقرير األمم املتحدة في سنة ‪ 2018‬حول‬
‫الحكومة االلكترونية‪ ،‬وهذا يدل على بعض الجهود التي تبذلها بعض القطاعات من اجل تحسين والنمو‪.‬‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫نخلص في األخير أن اإلدارة اإللكترونية بالجزائر حققت نجاحا نسبيا على مستوى املرافق العمومية املحلية‬
‫وساهمت في تحسين العديد من خدماتها السيما فيما يتعلق بالحالة املدنية والوثائق الصادرة عنها كجواز السفر بطاقة‬
‫التعريف البيومتريين‪ .‬بالرغم مما صاحب هذه العملية من تطوير وإن كان بطيئا فإن املصالح تشيد باآلثار اإليجابية لهذا‬
‫املولود الجديد سواء على اإلدارة أو على املواطنين من زيادة في اإلتقان وخفض التكاليف وتبسيط اإلجراءات وتحيق‬
‫الشفافية‪ .‬أما بخصوص التطبيق الفعلي ملدخل اإلدارة االلكترونية كظاهرة فال زالت حديثة الظهور في املجتمع الجزائري‬
‫ألسباب تقف عائقا وحاجزا أبرزها (إدارية‪ ،‬تنظيمية‪ ،‬اجتماعية تكنولوجية‪ ،‬وأمنية) التي يمكن أن تسهم في تيسير عملية‬
‫تطبيق هذا النموذج في ظل إرادة سياسية داعمة توفر كل متطلبات املشروع‪.‬‬
‫النتائج‪:‬‬
‫إن اإلدارة اإللكترونية جاءت نتيجة لتطورات متعددة كان لتكنولوجيا املعلومات واالتصاالت الحظ األوفر منها‪ ،‬فهي‬
‫تؤدي نفس مهام اإلدارة التقليدية لكن من خالل نمط إلكتروني موحد‪.‬‬
‫إن تطبيق أي مشروع جديد يحتاج إلى دراسة كل الجوانب قبل التنفيذ‪.‬‬
‫إن تطبيق هذا النموذج يستلزم توفير البنية التحتية األساسية لقيامها باإلضافة إلى متطلبات إدارية تشريعية‬
‫اقتصادية اجتماعية‪ ،‬إضافة إلى إعداد العنصر البشري املؤهل‪.‬‬
‫إن من أهم املعوقات التي تحول دون تحقيق نموذج اإلدارة اإللكترونية بخالف البنية التحتية محدودية أعمال‬
‫التوعية والتحسيس بأهمية هذا املشروع وعدم تقديم الدعم الالزم املتعلق بالعتاد اإللكتروني وأجهزة االتصاالت‬
‫وغيرها‪.‬‬
‫تقدم العديد من املؤسسات العمومية في الجزائر بعض الخدمات اإللكترونية للمواطنين كالخدمات املالية ملؤسسة‬
‫بريد الجزائر والبنوك وخدمات قطاع العدالة اإللكترونية كخدمة صحيفة السوابق العدلية وخدمة بطاقة الشفاء‬
‫وخدمات قطاع التعليم وغيرها‪ ،‬لكن املواطن الجزائري وقطاع األعمال يطمحان إلى خدمات أكثر فعالية وجودة‪.‬‬
‫اإلدارة اإللكترونية مطلب ضروري مما يستلزم على إدارة املؤسسات تبني هذا النموذج من أجل إعادة تصميم وهندسة‬
‫وظائف املوارد البشرية‪ ،‬لتصبح وظائف إلكترونية تحقق املرونة والجودة والفعالية في املؤسسة‪.‬‬
‫التوصيات‪:‬‬
‫• العمل على االستفادة من التجارب الناجحة للدول التي تطبق اإلدارة اإللكترونية التي لها نفس ظروف بيئة العمل‬
‫الخاصة بالجزائر‪.‬‬
‫• ضرورة التأهيل والتكوين املتواصل للموظفين في املؤسسات واإلدارات العمومية في مجال التقنيات الحديثة‪.‬‬
‫• ضرورة الرفع من الدعم املالي املوجه ملشروع اإلدارة اإللكترونية في الجزائر‪ ،‬مع العمل على خلق مداخيل دائمة موجهة‬
‫لتطوير لإلدارة اإللكترونية‪ ،‬خاصة مع األزمة االقتصادية الخانقة التي تمر عليها الجزائر حاليا‪.‬‬
‫• العمل على الترويج ونشر ثقافة أهمية اإلدارة اإللكترونية لدي أفراد املجتمع الجزائري‪ ،‬وذلك من خالل تنظيم‬
‫ملتقيات وأيام دراسية تعمل على القضاء على عامل الخوف والتردد من استعمال هذه التكنولوجيا الحديثة‪ ،‬وإبراز‬
‫ايجابياتها على مستوى تحسين الخدمات املقدمة‪.‬‬

‫‪109‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫• العمل على تطوير البنية التحتية لالتصاالت واملنشآت القاعدية‪ ،‬وذلك عن تطوير خدمة االنترنت وتعميمها على كامل‬
‫أرجاء الوطن والعمل على تخفيض أسعارها‪ ،‬من أجل الرفع من أعداد املشتركين‪ ،‬باعتبارها املحرك الرئيس ي إلدارة‬
‫اإللكترونية‪ ،‬خاصة في ظل األزمة االقتصادية وتدهور القدرة الشرائية للمواطنين‪ ،‬هذا ما يحد من تطور اإلدارة‬
‫اإللكترونية‪.‬‬
‫• ضرورة وضع تشريعات ونصوص قانونية مع توفير وتطوير األمن االلكتروني واملعلوماتي والسرية االلكترونية‬
‫للمؤسسات الخدماتية من اجل وسالمتها من التزوير والتخريب‪.‬‬
‫• العمل على خلق الرغبة في التغيير‪ ،‬خاصة من طرف املسؤلين بضرورة تبني فلسفة اإلدارة اإللكترونية والتخلي على‬
‫اإلدارة التقليدية‪ ،‬التي أصبحت أمرا حتميا وليس اختياريا نتيجة التطور التكنولوجي الكبت والتغير في البيئة املحيطة‪.‬‬
‫• تحسين جودة وسرعة االنترنت في الجزائر والتي تعتبر هذه األخيرة األضعف عامليا‪.‬‬
‫• عقد ندوات ولقاءات إلزالة املخاوف لدى بعض املتعاملين بهذا النموذج العمل على تدريس هذه التقنية في مختلف‬
‫األطوار التعليمية وتطويرها في املجتمع‪.‬‬
‫• نشر الثقافة اإللكترونية بين أفراد املجتمع من أجل القدرة على استخدام هذه التقنية‪.‬‬
‫املصادرواملراجع‪:‬‬
‫أحمد ‪,‬م ‪.‬س ‪. (2009).‬اإلدارة اإللكترونية ‪.‬عمان‪ ،‬األردن ‪:‬دار املسيرة للنشر والتوزيع والطباعة‪.‬‬
‫الجديد ‪,‬ف ‪.‬ب ‪. (2006).‬ملحات في اإلدارة اإللكترونية ‪.‬جريدة الرياض‪.‬‬
‫الحسن ‪,‬ح ‪.‬ب ‪. (2009).‬إلدارة اإللكترونية بين النظرية والتطبيق ‪.‬املؤتمر الدولي للتنمية اإلدارية نحو أداء متميز في القطاع‬
‫الحكومي‪, (p. 21).‬‬
‫السيلطي ‪,‬ع ‪.‬ع ‪. (2008).‬اإلدارة اإللكترونية ‪.‬األردن ‪:‬دار وائل للنشر‪.‬‬
‫اللوزي ‪,‬ل ‪. (2000).‬التنمية االدارية ‪.‬األردن ‪:‬دار وائل للنشر‪.‬‬
‫املغربي ‪,‬ع ‪. (2011).‬اإلدارة اإللكترونية املدخل املعاصر لفعالية العمل اإلداري ‪.‬مجلة التعليم اإللكتروني‪ ،‬العدد ‪7.‬‬
‫بلقرع ‪,‬ف ‪. (2017).‬جاهزية االدارة االلكترونية في الجزائر ودورها في تحسين الخدمة العمومية ‪.‬الجلفة ‪:‬مجلة البديل‬
‫االقتصادي‪.‬‬
‫بوسليماني ‪,‬ص ‪. (2018).‬واقع ومعوقات تطبيق االدارة االلكترونية في املرافق العامة في الجزائر ‪.‬املؤتمر العلمي الدولي‬
‫األول ‪:‬النظام القانوني للمرفق العام االلكتروني وافع تحديات أفاق ‪.‬الجزائر العاصمة ‪:‬كلية العلوم االقتصادية والعلوم‬
‫التجارية وعلوم التسيير جامعة الجزائر ‪3.‬‬
‫اإللكتوني كخيار إستراتيجي و ضرورة إلصالح اإلدارة الجزائرية ‪.‬الجزائر ‪:‬املجلة الجزائرية‬ ‫ً‬ ‫بوقاسم ‪,‬أ ‪. (2015).‬التحول‬
‫للسياسات العامة ‪،‬العدد ‪0.،‬‬
‫تزلي ‪,‬غ ‪. (2016).‬دور اإلدارة اإللكترونية في ترقية خدمات املرافق العمومية املحلية ‪.‬الوادي ‪:‬مجلة العلوم القانونية‬
‫والسياسية العدد ‪12.‬‬
‫توفيق ‪,‬ع ‪.‬ا ‪. (2014).‬اإلدارة اإللكترونية في الشؤون اإلدارية ‪.‬د ‪.‬د ‪.‬ن‪.‬‬
‫جمعة ‪,‬ص ‪.‬ف ‪. (2014).‬مسؤولية املوظف العام في إطار تطبيق نظام اإلدارة اإللكترونية ‪.‬املنصورة ‪:‬دار الفكر والقانون‬
‫للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫حسين ‪,‬س ‪.‬ب ‪. (2014).‬دور االدارة االلكترونية في تحسين الخدمات االدارية ‪.‬الجزائر ‪:‬مجلة الجزائر لألمن والتنمية العدد‬
‫‪7.‬‬

‫‪110‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫شبوط ‪,‬ن ‪. (2013).‬اإلدارة البنكية اإللكترونية في الجزائر ‪.‬الجزائر ‪:‬مذكرة لنيل شهادة املاجستير‪.‬‬
‫عاشور ‪,‬ع ‪. (2010).‬دور اإلدارة اإللكترونية في ترشيد الخدمة العمومية في الواليات املتحدة األمريكية والجزائر ‪.‬قسنطينة ‪:‬‬
‫مذكرة للحثول على شهادة املاجستير جامعة منتوري‪.‬‬
‫عبان ‪,‬ع ‪. (2016).‬االدارة االلكترونية في الجزائر ‪-‬دراسة سوسيولوجية ‪-.‬بسكرة ‪:‬أطروحة دكتوراه ل‪.‬م‪.‬د‪.‬‬
‫عبيرات ‪,‬م ‪.‬م ‪. (2014).‬متطلبات التحضير النوعي للمؤسسة الجزائرية لتسيير املعرفة والكفاءات البشرية ‪.‬امللتقى الوطني‬
‫املوسوم بـ متطلبات التحضير النوعي للمؤسسة الجزائرية لتسيير املعرفة والكفاءات البشرية ‪.‬ورقلة ‪:‬امللتقى الوطني حول‬
‫التنمية البشرية وفرص االندماج في اقتصاد‪.‬‬
‫فرطاس ‪,‬ف ‪. (2016).‬عصرتة االدارة العمومية في الجزائر من خالل تطبيق االدارة االلكترونية ودورها في تحسين خدمة‬
‫املواطنين ‪.‬مجلة االقتصاد الجديد‪.‬‬
‫قدوري ‪,‬س ‪. (2016).‬اإلدارة اإللكترونية وامكانياتها في تحقيق الجودة الشاملة ‪.‬الجامعة املستنصرية ‪:‬مجلة املنصور الغدد‬
‫‪14/‬خاص‪.‬‬
‫نجم ‪,‬ن ‪.‬ع ‪. (2009).‬اإلدارة واملعرفة اإللكترونية ‪.‬األردن ‪:‬دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫هدار ‪,‬أ ‪.‬ب ‪. (2017).‬دور اإلدارة اإللكترونية في ترشيد الخدمة العمومية في الجزائر ‪.‬باتنة ‪:‬مجلة الباحث للدراسات‬
‫األكاديمية‪.‬‬

‫‪111‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫دور اإلدارة االلكترونية في إرساء مبدأ الشفافية املالية املحلية‪ :‬بين البيروقراطية‬
‫والتجديد‬
‫‪The Role of E- Administration in Establishing the Principle of Local Financial‬‬
‫‪Transparency: Between Bureaucracy and Innovation‬‬
‫أسماح بن حيجب‪ ،‬أ‪.‬د‪ .‬أمين فروخي‪ ،‬د‪ .‬رشيد ونادي‬
‫‪Asmah BENHIDJEB, Amine FERROUKHI, Rachid OUENNADI‬‬
‫أستاذة مساعدة ‘أستاذ التعليم العالي‪ ،‬أستاذ محاضر‪ ،‬املدرسة الوطنية العليا للمناجمنت‪ ،‬القليعة‪ ،‬الجزائر‬
‫‪Higher National School of Management,Kolea/Algeria‬‬

‫امللخص‪:‬‬
‫تشهد الجزائر اهتماما مواطنيا جديدا يخص مدى شفافية املالية املحلية‪ .‬حيث يبحث املواطن البسيط عن ردم الفجوة املعلوماتية‬
‫من خالل تصفح البوابات االلكترونية التابعة لإلدارات املحلية‪ .‬ليبقى النموذج البيروقراطي فارضا نفسه على نظم اإلدارة االلكترونية‪ ،‬على‬
‫الرغم من توسع استخدام األدوات الرقمية‪ .‬سنحاول من خالل بحثنا اإلجابة على مجموعة من اإلشكاالت وهي كالتالي‪ :‬إلى أي مدى نجحت‬
‫االدارة االلكترونية في التخلي عن مساوئ البيروقراطية؟ ما هو وضع شفافية املالية املحلية؟ ما هي املعلومات التي يتم الكشف عنها؟ سنقوم‬
‫بتحليل املحتوى الرقمي املتداول على املواقع والبوابات االلكترونية الخاصة باإلدارات املحلية والواليات والدوائر التابعة لها‪ .‬تظهر النتائج‬
‫ضعف استخدام اإلدارات املحلية الوسائل الرقمية إلعالم املواطنين وهذا ما يعكس غياب شبه تام لشفافية املالية املحلية‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬البيروقراطية‪ ،‬اإلدارة االلكترونية‪ ،‬الشفافية املالية املحلية‪ ،‬البوابات االلكترونية‪ ،‬الجزائر‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪Algeria is witnessing a new citizen's interest in the local finance transparency. The ordinary citizen is looking for bridging‬‬
‫‪the information gap by browsing the electronic portals of local administrations. The bureaucratic model remains imposing‬‬
‫‪itself on electronic management systems, despite the expansion of the use of digital tools. Through our research, we will try‬‬
‫‪to answer a set of problems, which are: To what extent has electronic management succeeded in abandoning the‬‬
‫‪disadvantages of bureaucracy? What is local financial transparency’s condition? What kind of information is disclosed? We‬‬
‫‪will analyze the digital content circulating on the websites and electronic portals of local administrations, states and their‬‬
‫‪affiliated departments. The results show the weak use of digital means by local administrations to inform citizens, and this‬‬
‫‪reflects the almost complete absence of transparency in local finance.‬‬
‫‪Key words: bureaucracy, e-administration, local financial transparency, electronic portals, Algeria.‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫تشهد بلدان املغرب العربي اهتماما مواطنيا جديدا يخص مدى شفافية املالية املحلية‪ ،‬حيث يبحث املواطن البسيط‬
‫عن ردم الفجوة املعلوماتية التي يفرضها في الغالب نظام بيروقراطي متسلط‪ .‬فالتطور السياس ي يتطلب مشاركة املعلومات‬
‫قصد خلق مبادرات تعاونية تخدم جميع األطراف‪ .‬وبالتالي‪ ،‬يتعين على املنتخبين املحليين إعالم دافعي الضرائب بطريقة‬
‫تسييرهم للشؤون العمومية‪ .‬ليصبح تفعيل املشاركة املواطنة في الحياة العامة توجها ضروريا في بلدان املغرب العربي التي‬
‫عايشت معارضات سياسية‪ ،‬بعضها سلمية مثل ما حدث في الجزائر وتونس واملغرب وأخرى عنيفة كتلك التي عانت منها‬
‫ليبيا‪ .‬وقد أطلق اعتباطيا على هذه الحركات اسم حراك دون التمعن فيه‪ .‬لكن حاليا‪ ،‬أصبح املواطنون الشباب يطالبون‬

‫‪112‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫أساسا بالشفافية حتى يسترجع العمل العام قيمته املعنوية وضمان تسيير عمومي عادل وشفاف‪ .‬تعد الشفافية شرطا‬
‫أساسيا قصد الحفاظ على مهام الخدمة العمومية على املدى البعيد‪.‬‬
‫إذ يخضع كل من االقليم – أو ما يعرف بالوالية ‪ -‬والبلدية (املجلس الشعبي البلدي) في الجزائر في ما يخص املالية‬
‫املحلية إلى تنظيم خاص‪ .‬وذلك من خالل مراقبة انتظام الحسابات املتعلقة بااللتزام بالنفقات وحواالت الدفع خالل السنة‬
‫املالية‪ .‬ليقوم املراقب املالي برقابة قبلية ملشروعية النفقات امللتزم بها ومدى مطابقتها للقانون‪ ،‬دون التدخل في صحة‬
‫وسالمة القرار املتعلق بها‪ .‬في حين تخضع حواالت الدفع إلى رقابة سلطة املحاسب العمومي‪ .‬وبهذا يمكننا التحصل أساسا‬
‫على معلومات عن املالية املحلية من قبل أعضاء املجلس التنفيذي الوالئي (املمثل في محافظ االقليم أو "الوالي" واألمين‬
‫العام للوالية) وأعضاء املجلس التنفيذي البلدي (رئيس البلدية واألمين العام للبلدية) واملراقب املالي بصفته ممثال عن‬
‫املديرية العامة للميزانية (وزارة املالية) واملحاسب العمومي‪ .‬كما يمتلك املنتخبون ولجان الصفقات والغرف اإلقليمية‬
‫التابعة ملجلس املحاسبة معلومات جزئية عن املالية املحلية‪.‬‬
‫وبالتالي يترتب على اإلدارة املحلية تقديم مجهودات قصد إعالم املواطنين بشكل أفضل وبناء عالقة ثقة معهم وجذب‬
‫اهتمام الشباب املتصل جدا بشبكة االنترنت ودمجهم اليها‪ .‬لتصبح األداة الرقمية طرفا أساسيا في هذه الحركة التطورية‬
‫املواطنة والتخلص من النموذج البيروقراطي املتعارف عليه‪.‬‬
‫يهدف بحثنا التطبيقي إلى تقييم مدى حضور النموذج البيروقراطي في ظل اإلدارة االلكترونية وذلك عن طريق‬
‫تشخيص وضعية الشفافية املالية املحلية في الجزائر‪ .‬سنراجع املحتوى الرقمي املتداول على ‪ 39‬موقعا الكترونيا رسميا‬
‫تابعا لإلدارات املحلية في الجزائر (األقاليم أو ما يعرف بالواليات والبلديات) والذي يتناول باألخص موضوعي إبرام‬
‫الصفقات العمومية وإعداد امليزانية املحلية خالل الفترة املمتدة بين الواحد والتاسع عشر من شهر جوان ‪ .2021‬كما‬
‫سنعمد إلى اإلجابة على مجموعة األسئلة التالية‪ :‬إلى أي مدى نجحت االدارة االلكترونية في التخلي عن مساوئ‬
‫البيروقراطية؟ ما هو وضع شفافية املالية املحلية؟ ما هي املعلومات التي يتم الكشف عنها والخاصة بسيرورة إعداد امليزانية‬
‫املحلية؟ كيف يتم إعالم املواطن عن عقد الصفقات العمومية؟‬
‫سنستهل مقالنا بمراجعة الدراسات السابقة حتى نحدد اإلطار النظري الذي يندرج بحثنا ضمنه‪ ،‬لنستعرض بعدها‬
‫املنهجية املعتمدة لجمع البيانات‪ .‬ثم سنتطرق إلى مناقشة النتائج التي ستساعدنا على اجابة األسئلة اآلنفة الذكر‪ .‬وأخيرا‬
‫نقدم في الخاتمة تشخيصا عن وضع شفافية املالية املحلية مع اقتراح حلول لتحسين الوضع‪.‬‬
‫أوال‪ :‬االطاراملفاهيمي‬
‫سنتناول في ما يلي املفاهيم التي يقوم عليها بحثنا‪ .‬حيث سنستعرض مفهوم البيروقراطية وعالقتها بمبدأ الشفافية‪.‬‬
‫ثم نعرج على مفهوم اإلدارة االلكترونية كونها الوسيلة التي تعتمدها املنظمات للتوجه إلى املواطنين‪ .‬وأخيرا نلقي الضوء على‬
‫ّ‬
‫مبدأ الشفافية ألنه يشكل أحد مقومات التسيير العمومي والذي يساهم بشكل فعال غي إعادة بناء ثقة املواطن في‬
‫املؤسسات املحلية‪.‬‬
‫‪-1‬مفهوم البيروقراطية‬
‫يقترن مصطلح البيروقراطية بشحنة سلبية ضمن األوساط الشعبية نظرا للتعقيدات وبطء سيرورة الخدمات‬
‫عندما يقصدون املنظمات اإلدارية‪ .‬ويعود مصطلح » ‪ « bureacratie‬إلى الوزير الفرنس ي ‪ Vincent de Gournay‬الذي‬
‫وظفه سنة ‪ 1745‬لوصف موظفي املكاتب الحكومية (حسين‪ .)18 : 2014 ،‬أما الشق اللغوي من املصطلح‪ ،‬فهو كلمة‬
‫متكونة من جذرين‪ bureau :‬أي مكتب و ‪ Kratos‬بمعنى السلطة ‪.‬‬
‫‪(https://www.toupie.org/Dictionnaire/Bureaucratie.htm#:~:text=D%C3%A9finition%20de%20bureaucr‬‬
‫(‪atie,grec%20kratos%2C%20pouvoir%2C%20autorit%C3%A9, consulté le 29/04/2022 à 01h30‬‬

‫‪113‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫ويقصد من املفهوم اللغوي أداء املهام على مستوى املؤسسات الحكومية ليبلور بعدها ماكس فيبر )‪Max WEBER (1921‬‬
‫املفهوم األكاديمي للبيروقراطية و يجعل منها أنموذجا مثاليا‪ .‬فهو يعرفها على أنها منظمة تقوم على مجموعة من القوانين‬
‫واإلجراءات التي تسن املهام اإلداري (‪.(Weber,2003‬‬
‫نظرا للتطورات التكنولوجية الحديثة‪ ،‬أصبح إعادة النظر في الهيكل التنظيمي البيروقراطي حاجة ملحة‪ ،‬خصوصا‬
‫مع بروز مبدأ املساءلة والشفافية التي تنص على سهولة الوصول إلى املعلومات ضمن ما يعرف بالبيروقراطية الحديثة ((‬
‫‪-2‬اإلدارة االلكترونية‬
‫أحدثت وسائل االعالم وتكنولوجيات االتصال تغييرا جذريا في معامالتنا سواء التجارية أو التعليمية‬
‫وحتى التواصلية‪ .‬فلم تكن املؤسسات اإلدارية‪ ،‬بما فيها العمومية‪ ،‬عن منأى عن هذا التوجه‪ .‬ليعرف الفضاء اإلداري‬
‫الجزائري زخما رقميا مع انتشار املواقع االلكترونية الرسمية التابعة للمؤسسات العمومية مثل والية الجزائر العاصمة‬
‫وغيرها‪ .‬إذ أعربت الجزائر عن رغبتها في التوجه إلى رقمنة مختلف مؤسساتها‪ ،‬فقامت بتزويد مختلف الوزارات بمواقع ّ‬
‫تقدم‬
‫خدمات للمواطن‪.‬‬
‫ّ‬
‫فاإلدارة االلكترونية هو امتداد لإلدارة التقليدية مع مدها بوسائل تكنولوجية حتى تحقق الهدف املنشود‪ .‬ليأتي‬
‫تعريف اإلدارة على النحو التالي‪ :‬هي "استخدام لكافة التقنيات الحديثة‪ ،‬وتوظيفها داخل املؤسسات على اختالفها من أجل‬
‫تقديم خدمات أكثر فعالية وبأقل جهد ووقت ممكن" (حريم‪ .)23 :2006 ،‬ونفهم مما سبق أن اهم ما يميز مفهوم اإلدارة‬
‫االلكترونية هو استخدام التكنولوجيات الحديثة أثناء أداء مهام اإلدارة أي أنه يضطلع بإدماج الطابع التقني للعنصر‬
‫البشري‪ ،‬مثل ما يقدمه بريد الجزائر من خدمات للمواطن كدفع الفواتير‪ ،‬مما يمنح للمواطن الرفاهية وربح الوقت‪.‬‬
‫كما نجد تعريفا تكميليا يخدم موضوع دراستنا‪ ،‬إذ تقوم اإلدارة اإللكترونية على"استخدام الوسائل والتقنيـات‬
‫االلكترونيـة بكـل مـا تقتضـيه املمارسـة أو التنظـيم أو اإلجـراءات أو التجـارة أو اإلعـالن‪ ،‬بمـا يتـيح لجميـع اإلداريـين التعامـل‬
‫الفـوري واآلني مـع بعضـهم الـبعض‪ ،‬لتحقيـق األهـداف املشـتركة‪ ،‬وضـمان مصالح اإلدارة والعمالء‪ ،‬باستثمار الجهد‬
‫والوقت‪ ،‬وتعزيـز الخدمـة وتحقيـق الرضـا للجميـع " (العامري و الغالبي‪ .)32:2010 ،‬يؤكد هذا التعريف فكرة نشر اإلعالنات‬
‫عبر الوسائل اإللكترونية واملوجهة للمواطنين ليصبحوا طرفا تفاعليا في هذه املمارسة اإلدارية‪ .‬ننوه إلى دور اإلدارة‬
‫اإللكترونية في إعادة منح املواطن مكانته املحورية في ظل النموذج البيروقراطي وترقي من نشاط الخدمة العمومية‪ .‬ال بد‬
‫من التشديد على أهمية اإلدارة االلكترونية في تطوير نشاط الخدمة العمومية لصالح املواطن في إطار مبدأ الشفافية التي‬
‫تعد من دعائم الحكم الراشد ومكافحة البيروقراطية‪.‬‬
‫لنصل إلى تعريف جامع تقترحه منظمة األمم املتحدة والذي سنعتمده في بحثنا بقول‪:‬‬
‫‪« E-government is defined as utilizing the internet and the world-wide-web for delivering government‬‬
‫‪information and services to citizens. » (https://publicadministration.un.org/en/Research/UN-e-‬‬
‫‪Government‬‬
‫‪Surveys#:~:text=For%20the%20purpose%20of%20this,information%20and%20services%20‬‬
‫‪to%20citizens, visited on 29th april 2022, 1am) .‬‬
‫يشمل هذا التعريف على غرار ما ذكرنا آنفا فكرة تقديم معلومات عن الحكومة وخدمات عمومية عبر شبكة االنترنت‬
‫للمواطنين‪ .‬وهذا ما سنتقصاه في دراستنا التطبيقية من خالل تفحص املعلومات املتداولة عبر املواقع الرسمية التابعة‬
‫للواليات والبلديات وبالخصوص تلك املتعلقة باملالية املحلية‪ .‬إذ يعد مبدأ الشفافية من ركائز اإلدارة اإللكترونية كما جاء‬
‫في التعريف السابق ويهدف إلى تطوير النموذج اإلداري بمكافحة البيروقراطية‪.‬‬
‫سنساءل مبدأ الشفافية كونها أداة فعالة ملحاربة البيروقراطية من خالل مشاركة املعلومات اإلدارية مع املواطنين‪.‬‬

‫‪114‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫‪-3‬مراجعة الدراسات السابقة حول مفهوم الشفافية‬


‫يعرف بيوتروسكي ‪ )2007( Piotrowski‬الشفافية الحكومية على أنها‪:‬‬
‫‪« l’aptitude d’externaliser ce qui se fait à l’intérieur du secteur public, à travers le partage des contenus‬‬
‫‪de réunions, accès aux documents, le partage proactif des informations sur le Web, protection des‬‬
‫)‪dénonciateurs et même des informations ayant fait l’objet d’une fuite illégale » (p‬‬
‫ويقصد بذلك القدرة على اإلفصاح عن كل ما يجري داخل القطاع العام من خالل مشاركة محتوى االجتماعات والوثائق‬
‫والنشر االستباقي للمعلومات على شبكة االنترنت وتوفير الحماية للمبلغين وكذا املعلومات املسربة بطريقة غير شرعية‪.‬‬
‫يمكن إعادة النظر في التعريف السابق ألنه من الصعب أن تطبق املؤسسات العمومية والوطنية والدولية ما جاء به‪.‬‬
‫في حين يرى بعض املؤلفون )‪ (Albert J and all, 2012‬أن النتائج املترتبة عن إرساء الشفافية قد يلحق الضرر ببعض‬
‫املؤسسات‪ ،‬مستشهدين باملثال الذي اقترحه )‪ Stiglitz (1999‬عن البنك الدولي‪ .‬حيث يؤكد هذا األخير أنه من صالحه عدم‬
‫اإلفصاح عن كل املعلومات املتعلقة بتنفيذ املشاريع التنموية‪ ،‬ألنها قد تثني الدول النامية عن طلب الخدمات منه‪ .‬لتصبح‬
‫الشفافية‪ ،‬في هذه الحالة‪ ،‬عائقا للمؤسسات‪ .‬في الواقع‪ ،‬ال يمكن وضع معيار موحد لتحديد ماهية شفافية االدارة‬
‫الحكومية بل هي نتاج عوامل ثقافية واجتماعية واقتصادية وسياسية تميز تلك املؤسسة العمومية خالل فترة زمنية معينة‪.‬‬
‫تعد املعلومات حول التسيير العمومي الصادرة خالل عهدة املجلس الشعبي البلدي او الوالئي ملكا للمواطنين‬
‫الناخبين وال يمكن اعتبارها خاصة‪ .‬كما تصنف العديد من الدول مبدأ الشفافية ضمن قانونها األساس ي وتوظفه في معظم‬
‫تنظيماتها‪ .‬لتبقى الشفافية قيمة ال تتجزأ من قيم التسييرالعمومي )‪ . (Piotrowski,2010‬فالحفاظ عليها يضمن السير‬
‫الحسن للخدمة العمومية ويعيد الثقة للناخبين املواطنين ويمنح باألخص نوعا من الشرعية للمنتخبين‪.‬‬
‫يكتس ي موضوع الشفافية في تسيير البلديات أهمية بالغة‪ ،‬كون العديد من التخصصات العلمية مثل علوم الحاسوب‬
‫وعلوم التسيير والحقوق وتقييم السياسات العمومية تنظر له‪ .‬أقيمت العديد من الدراسات عبر العالم ‪(Da Cruz and‬‬
‫)‪ all, 2016‬حول محاولة قياس الشفافية على مستوى تسيير البلديات (مؤشر قياس الشفافية على مستوى البلدية)‪ .‬بينما‬
‫اهتم باحثون اخرون بدراسة العوامل املؤدية إلى طلب الشفافية والتي تخضع بدورها إلى متغيرات‪ .‬يذكر كل من & ‪Rossi‬‬
‫)‪ Weber (1996‬على سبيل املثال امللكية العقارية كعامل حاسم في سيرورة طلب الشفافية‪ ،‬ألن مؤجر البيت ال يهتم بمبدأ‬
‫الشفافية أمام البلدية‪ .‬على غرار صاحب امللكية الذي يدفع ضرائب باهظة على املستوى املحلي‪ ،‬مما يجعله يولي اهتماما‬
‫أكبر للشفافية‪.‬‬
‫يساهم مبدأ الشفافية في رواج مفهوم املساءلة ’’‪ ‘’accountability‬إلى جانب تحسين جودة القرارات العمومية‬
‫واإلجراءات الوقائية ضد الفساد )‪ .(Da Cruz & Marques, 2014‬ال شك في أن مبدأ الشفافية يؤثر على املنتخبين واملسيرين‬
‫املحليين في طريقة تسيير القضايا العمومية في جو من الشفافية‪ ،‬وبالتالي يمكن أن يراقب كل من املجتمع ووسائل االعالم‬
‫املجريات بطريقة غير مباشرة‪ .‬كما تساهم الشفافية في تحسين إجراءات تنفيذ الصفقات العمومية‪ ،‬عن طريق تحقيق‬
‫التخصيص األمثل للموارد دون تحريف القيمة امللحوظة في السوق‪.‬‬
‫يعود عدم اهتمام املواطنين إلى شعورهم باإلقصاء والتهميش من نظام التسيير(‪.)Innes and Booher,2004‬كما ننوه‬
‫إلى نقص مشاركتهم في سيرورة اتخاذ القرارات و نقص في الشفافية‪ .‬في حين يطالب املسيرون االقليميون بإعادة بناء عالقة‬
‫ثقة مع املواطنين على مستوى اإلدارة املحلية‪ .‬وتنجم هذه الوضعية عن نقص مجهودات املنتخبين واملسيرين املحليين في‬
‫جعل إدارتهم املحلية أكثر شفافية‪ .‬يتبين أنه أثناء البحث عن الفعالية باالعتماد على تفويض الخدمات العمومية‪ ،‬تصبح‬
‫طريقة التسيير أقل شفافية للمواطنين )‪ .(Stivers, 2008‬مما يؤكد ضرورة املشاركة املواطنة‪.‬‬

‫‪115‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫فقد خصص عديد الباحثين موضوع مشاركة املواطنين والتزامهم بالبحث (‪(Putnam, 2000‬‬
‫و )‪(Verba Schlozman & Brady, 1995‬حيث تتطلب املشاركة املواطنة القدرة على الوصول إلى املعلومات واملستوى‬
‫التعليمي وانفتاح اإلدارة على محيطها الخارجي واالتصال الحر وفتح املناقشات )‪ .(Redford, 1969‬كما أنها تقوم على مبدأ‬
‫املساءلة» ‪ « accountability‬على مختلف املستويات القانونية و السياسية‪ .‬لتشير العديد من الدراسات التي أقيمت في‬
‫الواليات املتحدة االمريكية عن العوامل املؤثرة في اتخاذ قرار املشاركة من قبل املواطنين إلى وجود عالقة بين خصائصهم‬
‫الديمغرافية (الجنس والعرق واملستوى التعليمي واملداخيل) ومستوى مشاركتهم السياسية)‪ . Jennings (1983‬بينما يعرض‬
‫بعض املؤلفون األمريكيون‪ ،‬دون تحفظ‪ ،‬فكرة وجود عالقة بين العرق واملشاركة السياسية )‪، (Bobo & Gilliam , 2001‬‬
‫إلى جانب العالقة بين العرق و الثقة في الحكومة )‪.(Howell et Fagan, 1988‬‬
‫قد تساهم تقنيات التكنولوجيا الحديثة في تعزيز الثقة بين املواطن والبلدية‪ ،‬كما تبينه نتائج دراسات عن العالقة‬
‫اإليجابية بين الحكومة االلكترونية واملشاركة االلكترونية‪ .‬كذلك نلحظ البحوث التي تناولت النتائج اإليجابية املترتبة عن‬
‫املساءلة والشفافية والثقة السياسية‪ .‬وهذا ما يؤكده كل من ‪Tolbert‬و ‪ )2006( Mossberger‬في بحثهما عن طبيعة العالقة‬
‫اإليجابية التي تربط بين الحكومة االلكترونية واملشاركة االلكترونية‪ .‬و يذهب في نفس االتجاه الباحثون )‪ (Moon 2002‬و‬
‫)‪ (Cullier & Piotrowski , 2009‬من خالل إبراز دور تكنولوجيات االعالم و االتصال في استعادة الثقة في املؤسسات‬
‫العمومية‪ .‬إلى جانب الدراسات التي أولت اهتماما إلى عاملي الجغرافيا والثقافة لقياس أثر الشفافية ‪(Grimmelikhuijsen‬‬
‫)‪ ،and all, 2013‬كونهما يحددان طبيعة العالقات بين اإلدارة واألشخاص الذين يخضعون لها‪.‬‬
‫يشكل املوقع الرسمي للبلدية أهم أداة لضمان الشفافية وفعاليتها على املدى البعيد)‪ ،(Jaeger & Bertot , 2010‬ألن‬
‫تكنولوجيات اإلعالم و االتصال تمنح للبلديات إمكانية نشر املعلومات بأقل التكاليف‪ .‬كما أنها تسمح بخلق أشكال حوار‬
‫جديدة وغير رسمية كاستخدام املنتديات‪ ،‬مما يشجع املواطنين على املشاركة في تسيير البلدية ‪(Pina, Torres & Royo‬‬
‫‪ .(2010‬في الواقع‪ ،‬اعتماد الشفافية عبر البوابات االلكترونية يساعد على تقديم معلومات ذات أهمية بالغة تخص تحضير‬
‫وأداء امليزانية‪ .‬سيصبح املواطنون على علم أكثر بما يحدث وبالتالي يمكنهم التفاعل ومناقشة قرارات البلدية‪ .‬ومن جهة‬
‫أخرى‪ ،‬سيكون املنتخبون واملسيرون أقرب إلى املواطنين ومطلعين على ردود افعالهم‪.‬‬
‫تهدف اإلدارات املحلية من خالل استخدام البوابات االلكترونية )‪ (Justice, Melitski & Smith, 2006‬إلى تسهيل‬
‫املعامالت بين طالب الخدمة واإلدارة وتعزيز املشاركة املواطنة‪ .‬في حين تناولت العديد من الدراسات عبر العالم موضوع‬
‫إدراج األدوات الرقمية في اإلدارات عموما والبلديات على شكل خاص‪ .‬إذ يمكننا تمييز ثالثة توجهات بحثية‪:‬‬
‫‪ -‬تحليل مدى تقدم واستخدام املواقع االلكترونية العمومية )‪(Caba, Lopez & Acerate, 2006‬‬
‫‪ -‬تحليل محتوى املعلومات املالية وتلك املتعلقة بامليزانية )‪(Laswad, Fisher & Oyelere, 2005‬و ‪(Shkolnyk and‬‬
‫)‪all, 2019‬‬
‫‪ -‬شرح العوامل املساعدة في تطور الحكومة االلكترونية )‪ (Kim, 2007‬و)‪،( Gandia & Archidona, 2008‬‬
‫مثل تلك الدراسات التي تتناول البلديات )‪ (Alvarez et al, 2010‬فإنها تبرز أهمية العوامل السياسية‬
‫و االختالف بين النزعات السياسية أي اليمين و اليسار السياسيين‪ .‬كما نجد في نفس الدراسة دور خصائص املؤسسات‬
‫العمومية والتنظيمات املعقدة وتوفر املوارد واألسلوب اإلداري‪.‬‬
‫قد يواجه التغيير املطلوب إحداثه صعوبات)‪ (Allen et al, 2001‬بسبب الثقافة اإلدارية غير املتوافقة مع شروط‬
‫الشفافية‪ ،‬إذ تؤثر الثقافة اإلدارية السائدة )‪ (Rodriguez et al, 2005 ; Pina et al, 2007‬على توسع الشفافية من خالل‬
‫املحتوى الرقمي املتداول‪ .‬يمكننا مالحظة دول الشمال والدول األنجلو‪-‬سكسونية التي تتميز بثقافة إدارية ميالة إلى‬
‫الشفافية‪ ،‬ويترجم هذا التوجه عبر توفير الحكومة االلكترونية حلوال مبتكرة للمواطن‪ -‬الزبون على شكل معامالت تفاعلية‪.‬‬

‫‪116‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫بينما تتمسك إدارات البلدان األوربية وامريكا الالتينية بالنص التنظيمي الذي يعهد إجراءات بطيئة بحثا عن الشرعية‪.‬‬
‫تخضع اإلدارة في هذه الحالة إلى الوصاية السياسية والهيئة التشريعية‪ ،‬مما يأخذ وقتا طويال الستكمال سيرورة اإلصالح‪.‬‬
‫أما دول املغرب العربي فلم تكتفي بالحفاظ على البيروقراطية بل عززتها لتصبح إشكاال جوهريا‪.‬‬
‫تتعدد الدراسات التي تتناول شفافية اإلدارات املحلية الخاصة باألنظمة االنجلو‪-‬سكسونية‪ ،‬بينما تتناول أكثر الال‬
‫تمركز الذي يطبع الدول النامية من الالمركزية والواقعة تحت تأثير الثقافة اإلدارية الفرانكو‪-‬الالتينية‪ .‬يتم تبليغ املعلومات‬
‫املتعلقة بالتسيير إلى املركز عبر الهيئات الحكومية الال متركزة‪ ،‬كما هو الحال بالنسبة للبلدان الناتجة للبترول‪ .‬حيث يقوم‬
‫اقتصادها الريعي على استخراج مصادر غير متجددة‪ ،‬مما يسمح لها بتحصيل الضرائب على أعمال التعدين واستخراج‬
‫البترول والغاز‪ ،‬ليصبح املورد األساس ي لتشغيل اإلدارات املحلية والذي تمنحه الدولة املركزية مثل ما هو الحال في الجزائر‪.‬‬
‫تبقى قيمة الضرائب املحلية غير معتبرة مما يجعل مهمة جمعها ثانوية وغير أساسية إلعداد امليزانية املحلية‪ .‬وبالتالي‬
‫تصبح شفافية املالية املحلية محط اهتمام الحكومة مصحوبة ربما بمطلب وطني من املواطنين‪ ،‬دون دمج املواطن‪ -‬الدافع‬
‫للضرائب املحلية والذي ال يساهم أو قليال في امليزانية املحلية‪ .‬يتجلى مبدأ الشفافية املحلية في سياق الالمركزية‪ ،‬إلى جانب‬
‫نظام ضريبي يسمح لإلدارات املحلية باالشتغال معتمدة على املوارد املحلية وهذا ما يضمن توظيف مبدأ املساءلة على‬
‫املستوى املحلي‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬منهجية البحث‬
‫يقوم بحثنا على منهجية استكشافية وتحليلية )‪ .(Shkolnyk and all ,2019‬لنشرع بعدها في تحديد العينة من خالل‬
‫اختيار البوابات االلكترونية التابعة للواليات وأهم البلديات‪ .‬ثم نجمع املعلومات ونصنفها وفقا للنموذج الذي وضعه‬
‫)‪ (Shkolnyk and all ,2019‬عن شفافية املالية املحلية‪ .‬تهدف دراستنا إلى وصف املحتوى املتداول على البوابات‬
‫االلكترونية وتحليله‪ .‬تضم دراستنا عينة بحث تشمل ‪58‬اقليما (والية)‪ ،‬تم استحداث ‪ 10‬منها‪ ،‬و‪ 58‬بلدية تقع جغرافيا‬
‫بعاصمة الواليات‪ .‬وقد استهدفنا البلديات التي تتسم بأعلى كثافة سكانية وتملك موارد مالية‪ .‬وأخيرا قمنا بالتأكد من تواجد‬
‫مواقع الكترونية تابعة ل ‪ 35‬والية و‪ 04‬بلديات‪:‬‬
‫الجدول ‪ :01‬البوابات االلكترونية التابعة لألقاليم والبلديات‬
‫عدد البوابات االلكترونية‬
‫األقاليم " الواليات"‬ ‫‪35‬‬
‫البلديات " املجلس الشعبي البلدي"‬ ‫‪04‬‬
‫املجموع‬ ‫‪39‬‬
‫تقدم الدراسة جردا للمحتوى الرقمي الذي يتناول املالية املحلية‪ ،‬وباألخص موضوعي عقد الصفقات العمومية‬
‫وسيرورة اعداد امليزانية (ينظر في املالحق)‪ ،‬وتم تداوله على املواقع الرسمية التابعة للبلديات واإلدارات الوالئية‪.‬‬
‫يندرج عقد الصفقات العمومية ضمن أهم مواضيع تسيير اإلدارات املحلية‪ .‬سنقوم بجرد ‪(Shkolnyk and all‬‬
‫)‪ ),2019‬املحتوى املتعلق بعقد الصفقات واملتداول على املواقع االلكترونية التابعة للبلديات واإلدارات الوالئية‪ .‬سنكتفي‬
‫بالبحث عن النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ -‬تخصيص فقرة تتناول املعلومات الخاصة بعقد الصفقات‬
‫‪ -‬خطة عقد الصفقات خالل الفترة الحالية‬
‫‪ -‬الصفقات العمومية على املدى البعيد (صفقات طلبات)‬
‫‪ -‬النشر األني للمقتنيات‬

‫‪117‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫تم جرد العوامل املتدخلة في سيرورة إعداد امليزانية )‪ (Shkolnyk and all ,2019‬انطالقا من املواقع االلكترونية التابعة‬
‫للبلديات واإلدارات الوالئية‪:‬‬
‫‪ -‬معلومات عن امليزانية (بعد التعديل)‬
‫‪ -‬تقرير عن أداء امليزانية إلعالم املواطنين‬
‫‪ -‬مشروع ميزانية السنة املقبلة في اجل ال يتعدى ‪ 20‬يوما من تاريخ املراقبة‬
‫‪ -‬رزنامة استشارات مع املواطنين ورؤساء املؤسسات والجمعيات حول محتوى امليزانية‬
‫‪ -‬نتائج االستشارات العمومية حول ميزانية السنة املقبلة‬
‫‪ -‬معلومات عن قابضات الضرائب‬
‫‪ -‬معلومات عن االلتزامات‬
‫‪ -‬معلومات عن الديون والقروض من امليزانيات املحلية‬
‫كما لجأنا إلى مقارنة املحتوى الرقمي الوارد في كل من البوابات االلكترونية التابعة ألربعة بلديات وموقع الكتروني تابع‬
‫لشركة خاصة مختصة في نشر إعالنات عن الصفقات العمومية في الجزائر ‪(Rhinotenders,‬‬
‫)‪ ، )www.rhinotenders.com /‬بهدف اكتشاف الفوارق في ما يخص نشر املعلومات عبر قناتي اتصال مختلفتين‪:‬‬
‫البوابات االلكترونية الرسمية التابعة لإلدارات املحلية و املتعامل الخاص )‪.(Rhinotenders‬‬
‫ثالثا‪ :‬مناقشة النتائج‬
‫يكشف تحليلنا للعينات املقتبسة من املواقع االلكترونية غيابا تاما للمعلومات التي تتناول املالية املحلية‪ ،‬حيث نلمس‬
‫نقص مجهودات اإلدارات املحلية (البلديات والواليات) إلعالم املواطنين عنها‪ .‬وهذا ما يعزز نتائج دراسة سابقة حول‬
‫شفافية امليزانية في منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيا من إعداد ‪(International Budget‬شراكة املوازنة‬
‫الدولية))‪ .Partnership (IBP , 2017‬حيث منحت تلك الدراسة املتسمة ب "(‪"enquête sur le budget ouvert )2017‬‬
‫للجزائر نتيجة ‪ 100/03‬عن مبدأ الشفافية أي أن الجزائر تضع تحت تصرف املواطنين معلومات ضئيلة حول امليزانية‪،‬‬
‫كما أنها تحصلت على عالمة ‪ 100/0‬في ما يخص مشاركة املواطنين في سيرورة إعداد امليزانية‪ .‬فحسب نفس الدراسة‪ ،‬ال‬
‫تمنح الجزائر أي فرصة للمواطنين للمشاركة‪ ،‬بينما تسجل الرقابة على امليزانية نتيجة أفضل بعالمة ‪ 100/31‬وإن تبقى‬
‫تحت املعدل‪ .‬يعني ذلك أن األجهزة التشريعية ومؤسسات الرقابة تقدم خدمة رقابية ضعيفة‪ .‬يقوم تحقيق ‪( IBP‬شراكة‬
‫املوازنة الدولية) على ‪ 109‬مؤشرا موزعا بطريقة متساوية والتي يتم توظيفها أيضا من قبل املنظمات الدولية‪.‬‬
‫بعد تحليل املحتوى املتداول على البوابات االلكترونية الرسمية التابعة لإلدارات املحلية بما فيها األقاليم " الواليات "‬
‫والبلديات "املجلس الشعبي البلدي"‪ ،‬توصلنا إلى النتائج التالية‪:‬‬
‫‪ -‬نالحظ غياب شبه تام للمعلومات عن امليزانية على املواقع الرسمية‪ ،‬إذ ال تقدم اإلدارات املحلية أخبارا عن االلتزامات‬
‫وقروض امليزانية (تنفيذ واستثمار) واالستهالك الفعلي للميزانية‪ .‬بينما يمنع التنظيم الحالي االحتفاظ باملعلومات ذات‬
‫الطابع العمومي وال يجبر اإلدارات املحلية على مشاركة املحتوى الرقمي الخاص باملالية املحلية‪ .‬لكن يشدد التنظيم على‬
‫الطابع العمومي للمداوالت على مستوى املجالس البلدية والوالئية‪ .‬كما يحق للمواطنين باملشاركة في املجالس حتى يطلعوا‬
‫على مجريات التسيير املحلي‪ ،‬لكن غياب أماكن مؤهلة يحول دون استقبالهم من قبل االدارات‪ .‬مما يؤكد ضرورة مشاركة‬
‫املحتوى عبر الوسائل الرقمية‪.‬‬
‫‪ -‬تقدم اإلدارات املحلية مجهودات أكثر عندما يتعلق االمر بتقديم معلومات عن عقد الصفقات للمواطنين‪:‬‬

‫‪118‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫(‪ .)1‬من مجموع خمسة وثالثون والية التي تملك بوابة الكرتونية‪ ،‬نجد فقط إحدى عشر والية تنشر دوريا إعالنات عن‬
‫صفقات وإن كانت ملشاريع تعود إلى ثالث سنوات األخيرة‪ ،‬أي نالحظ غياب تحديث املعلومات‪ .‬تنشر معظم البوابات جميع‬
‫اإلعالنات عن الصفقات الصادرة عن البلديات واألقسام والشركات املحلية تحت فقرة واحدة دون تمييزها‬
‫(‪ .)2‬نجد فقط أربعة بلديات من أصل ثمانية وخمسين تملك موقعا الكترونيا (الجزائر وأدرار وتيزي وزو وبسكرة)‪ .‬يوحي‬
‫املحتوى املتواضع املنشور إلى غياب رغبة في إعالم املواطنين‪ .‬حيث ال تشارك بلدية كل من أدرار وتيزي وزو وبسكرة أي‬
‫معلومات عن امليزانية املحلية أو الصفقات الحالية أو حتى املاضية‪ .‬في حين نشرت بلدية الجزائر ‪ 05‬منشورات حول بعض‬
‫اإلعالنات عن الصفقات‪ .‬لكن ما يبرز لنا هو نشر املعلومات الخاصة بالنشاطات الرياضية والثقافية على مواقع البلديات‪.‬‬
‫(‪ .)3‬تختص الشركة الخاصة » ‪ « Rhinotenders /www.rhinotenders.com‬في نشر إعالنات عن الصفقات العمومية‬
‫دوريا خالل األربع سنوات السابقة ‪ .‬وتستمد هذه الشركة معلوماتها من الجرائد الوطنية التي تعلن عن الصفقات‬
‫العمومية تلبية لشروط التنظيم‪ .‬يعكس العدد املعتبر من اإلعالنات عن الصفقات وجود طلبية عمومية صادرة عن‬
‫اإلدارات املحلية "األقاليم والبلديات"‪ .‬لكن ال تقوم هذه اإلدارات بإعالم املواطنين عبر تكنولوجيات االعالم واالتصال التي‬
‫تعد أجهزة املنظمات الحديثة‪.‬‬
‫الجدول ‪ :02‬منشورات تخص اإلعالنات عن املناقصات‪ ،‬انطالقا من املوقع االلكتروني ‪– Rhinotenders‬‬
‫العينة‪ :‬البلديات‬
‫املتغيرات‪ /‬البلديات‬ ‫ادرار‬ ‫الجزائر‬ ‫بسكرة‬ ‫تيزي وزو‬
‫إعالن عن مناقصة‬ ‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬
‫إعالن عن إلغاء‬ ‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬
‫نتائج‬ ‫‪+‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬
‫إعالن عن بيع باملزاد العلني بالتعهدات املختومة‬ ‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪0‬‬
‫إعالن عن عدم جدوى‬ ‫‪+‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬
‫إعالن عن استشارة‬ ‫‪0‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪0‬‬
‫إعالن عن تمديد أجال‬ ‫‪0‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬
‫عدد املنشورات‬ ‫‪179‬‬ ‫‪293‬‬ ‫‪194‬‬ ‫‪108‬‬
‫املصدر‪ :‬تم جمع املعلومات انطالقا من املوقع االلكتروني ‪( Rhinotenders, http://www.rhinotenders.com‬تاريخ‬
‫الزيارة‪ ..‬على الساعة )‬
‫‪ +‬وجود منشورات ‪ 0‬غياب منشورات‬
‫الجدول ‪ :03‬املحتوى املنشورعلى مواقع البلديات‬
‫املتغيرات‪ /‬البلديات‬ ‫أدرار‬ ‫الجزائر‬ ‫بسكرة‬ ‫تيزي وزو‬
‫إعالن عن مناقصة‬ ‫‪0‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬
‫إعالن عن إلغاء‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬
‫نتائج‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬
‫اعالن عن بيع باملزاد العلني بالتعهدات املختومة‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬
‫إعالن عن عدم جدوى‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬
‫إعالن عن استشارة‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪119‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫إعالن عن تمديد أجال‬ ‫‪0‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬


‫عدد املنشورات‬ ‫‪0‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬
‫املصدر‪ :‬تم جمع املعلومات انطالقا من املواقع االلكترونية التابعة ألربعة بلديات (تاريخ الزيارة‪ ..‬على الساعة )‬
‫‪ +‬وجود منشورات ‪ 0‬غياب منشورات‬
‫ال تولي البلديات اهتماما ملشاركة املعلومات حول املقتنيات العمومية بسبب غياب تنظيم يجبرها‪ ،‬بل تقتصر‬
‫بنشر املعلومات حول املواضيع التالية‪ :‬تضمن مع العائالت والنشاطات الثقافية والنشاطات الرياضية والسكنات‬
‫االجتماعية‪.‬‬
‫(‪ .)4‬تخصص أربعة وثالثون والية فقرة لعقد الصفقات العمومية على البوابة االلكترونية (شكل ‪ ،)02‬في حين ال‬
‫تقدم أي معلومات عن نشاطات لجنة الصفقات باستثناء والية واحدة‪.‬‬
‫الشكل (‪ : )1‬عقد الصفقات واملواقع االلكتروني‬

‫معلومات عن لجنة الصفقات – معلومات عن عقد الصفقات‬


‫(‪ .)5‬نلمس معلومات ضئيلة عن عقد الصفقات (الشكل ‪ )03‬على البوابات االلكترونية‪ ،‬حيث نشرت ستة‬
‫واليات إعالنات عن منح و‪ 04‬واليات إعالنات عن عدم جدوى وإعذار‪.‬‬
‫الشكل (‪ :)2‬منشورات عن عقد الصفقات العمومية‬
‫;‪oui‬‬ ‫;‪non‬‬
‫‪Accommodat‬‬ ‫‪Accommodat‬‬
‫‪non; Avis‬‬
‫‪oui; Avis‬‬ ‫‪ion; 32‬‬
‫‪ion; 3‬‬ ‫;‪d'annualtion‬‬
‫;‪d'annualtion‬‬ ‫;‪non‬‬
‫;‪oui‬‬ ‫‪31‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪Prorogation‬‬
‫‪Prorogation‬‬ ‫‪non; Avis‬‬
‫‪oui; Avis‬‬ ‫‪de délais; 31‬‬
‫‪de délais; 4‬‬ ‫‪d'adjudicatio‬‬
‫‪non‬‬
‫‪d'adjudicatio‬‬
‫‪non;n;Mise‬‬
‫‪30 en‬‬
‫‪oui; Mise‬‬
‫‪n; 5en‬‬ ‫‪oui31‬‬
‫‪non; Avis‬‬
‫;‪demeure‬‬
‫‪oui; Avis4‬‬
‫;‪demeure‬‬
‫‪d'infructuosit‬‬
‫‪d'infructuosit‬‬ ‫‪non; Avis‬‬
‫‪oui; Avis‬‬ ‫‪é; 31‬‬
‫‪é; 4‬‬ ‫;‪d'attribution‬‬
‫;‪d'attribution‬‬
‫‪oui; Avis‬‬ ‫‪non; Avis‬‬
‫‪29‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪d'Appel‬‬ ‫‪d'Appel‬‬
‫‪d'Offres; 11‬‬ ‫‪d'Offres; 24‬‬

‫تجهيزات ‪ -‬إعالن عن إلغاء‪ -‬إعالن عن تمديد أجال‪ -‬إعالن عن مزاد‪ -‬إعذار‪ -‬إعالن عن عدم جدوى ‪ -‬إعالن عن‬
‫منح ‪ -‬إعالن عن مناقصة – ال – نعم‬
‫(‪ .)6‬وفقا للتحقيق الذي أجريناه خالل جوان ‪ ،2021‬تعتمد االدارات املحلية (البلديات و الواليات) أساسا على‬
‫االستخدام غير الرسمي لوسائل التواصل االجتماعي (الشكل ‪ .)04‬ال يمكننا القول أن هذه الوسيلة تدخل ضمن‬

‫‪120‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫االتصال الرسمي أو املؤسساتي بسبب غياب موقع رسمي يشير إلى حساب البلدية أو الوالية على‬
‫» ‪"« Facebook‬الفايسبوك"‪ .‬يبقى الحساب على صفحة الفايسبوك أهم وسيلة تواصل لإلدارات املحلية في‬
‫الجزائر حتى أنها تنشر وثائق إدارية عليها‪ .‬وهذا قد يضفي نوعا من اللبس على الطابع الرسمي للمعلومة من عدمه‪.‬‬
‫بينما يصب اهتمام البلديات على املسائل االجتماعية والرياضية وال تعطي اهتماما للمعلومات حول املالية املحلية‪.‬‬
‫تضم بعض البلديات أكثر من ثمانين ألف متتبع على صفحتها عبر الفايسبوك (بلدية الشلف) واثنين وخمسين‬
‫ألف مواطن عبر صفحة بلدية تمنراست‪ .‬يتم استخدام اللغة العربية بنسبة تفوق ‪ %90‬في املحادثات‪.‬‬
‫الشكل (‪ :)3‬مجموعات على الفايسبوك فتحت من قبل البلديات وعواصم الواليات‬

‫أدرار – أم البواقي‪ -‬بسكرة‪ -‬بويرة‪ -‬تلمسان‪ -‬الجزائر – سطيف‪ -‬سيدي بلعباس‪ -‬قسنطينة‪ -‬مسيلة‪ -‬وهران‪ -‬برج بوعريريج‬
‫– تندوف‪ -‬خنشلة‪ -‬ميلة‪ -‬عين تموشنت‬

‫خاتمة‪:‬‬
‫يمول الصندوق املشترك للجماعات املحلية اإلدارات املحلية بفضل العائدات الضريبية املحصل عليها من‬
‫البترول والغاز أي من الدولة‪ .‬تبقى مشاركة املواطن في امليزانية املحلية ضعيفة‪ ،‬مما يمنع من وضع سيرورة شاملة وفعالة‬
‫على املستوى املحلي‪ .‬كما يضيف عدم اهتمام فئة من املواطنين املقلق صعوبة للوضع وقد يرجع إلى ضعف مشاركتهم‬
‫الضريبية‪ .‬تقوم اإلدارة املحلية على موارد الدولة‪ .‬ال تشارك اإلدارات املحلية املعلومات الخاصة بامليزانية بل تفضل نشر‬
‫معلومات عن الصفقات العمومية‪ .‬لتبقى النظرة عن املالية املحلية غير مكتملة بالرغم من وجود معلومة شاملة‪ ،‬على غرار‬
‫الصفقات العمومية‪ .‬حيث ال يتمكن محلل املالية املحلية استخراج املعلومة األساسية دون الولوج إلى املعلومات التي تخص‬
‫النفقات وااليرادات املخططة واملستحقة‪.‬‬
‫يعد العامل الثقافي أكبر عائق في الجزائر ألن التنظيم ال يجبر على اعتماد الشفافية في املالية املحلية‪ ،‬في حين‬
‫الثقافة السائدة تعمل العكس وبطريقة غير مباشرة‪ .‬وبالتالي‪ ،‬نلحظ تكريس النموذج البيروقراطي الذي يشجع على انعدام‬
‫الشفافية‪ .‬كما يجب جعل استخدام املواقع الرسمية مصدر إعالم املواطن وتداول الشفافية في املالية املحلية على املواقع‬
‫الرسمية لإلدارات بصفة اجبارية‪ .‬ويحق للمواطن االطالع على امليزانية املحلية وسيرورة منح الصفقات العمومية‪ ،‬كما‬
‫يجب أن يساهم بقدر أكبر في امليزانية املحلية حتى ال يفقد مبدأ مساءلة املسؤولين اإلقليميين قيمته‪.‬‬
‫ختاما يمكن أن تساهم شفافية املالية املحلية في تحسين فعالية املؤسسات املحلية املنتخبة بسبب جعل املواطن‬
‫ّ‬
‫مطلعا وبالتالي يصبح أكثر اهتماما ومسؤوال اتجاه العمل العام املحلي‪.‬‬
‫املالحق‪:‬‬

‫‪121‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫سيدي بلعباس‬
‫تمنراست‪T‬‬

‫تيزي وزو‬
‫أم البواقي‬

‫قسنطيمة‬
‫سكيككدة‬

‫مستغانم‬
‫تلمسان‬

‫الجزائر‬

‫سطيف‬
‫بسكرة‬

‫مسيلة‬
‫سعيدة‬
‫تيارت‬
‫بويرة‬

‫جيجل‬
‫لغواط‬

‫عنابة‬
‫أدرار‬

‫قالمة‬
‫شلف‬

‫تبسة‬
‫بشار‬

‫جلفة‬
‫باتنة‬

‫بليدة‬

‫مدية‬
‫خطة عقد الصفقات العمومية بجاية خالل‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0 - 0‬‬ ‫‪0 0 0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬
‫الفترة الحالية‬

‫فقرة مخصصة للمعلومات التي تتناول‬


‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0 - 0‬‬ ‫‪0 1 0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬
‫عقدالصفقات‬

‫معلومات عن لجان الصفقات‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0 - 0‬‬ ‫‪0 0 0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬

‫معلومات عن المقتنيات التي قام بها‬


‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0 - 0‬‬ ‫‪0 0 0 -‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬
‫المجلس البلدي‬

‫الصفقات العمومية على المدى البعيد‬


‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0 - 0‬‬ ‫‪0 0 0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬
‫(صفقة طلبات)‬

‫نشر معلومات آنية عن المقتنيات‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0 - 0‬‬ ‫‪0 0 0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0 - 0‬‬ ‫‪0 0 0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬
‫الميزانية (بعد التعديل)‬

‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0 - 0‬‬ ‫‪0 0 0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬
‫ميزانيات السنوات السابقة‬

‫تقرير عن أداء الميزانية على األقل مرة‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0 - 0‬‬ ‫‪0 0 0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬
‫سنويا إلعالم المواطنين‬

‫مشروع ميزانية السنة المقبلة في أجل‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0 - 0‬‬ ‫‪0 0 0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬
‫أقصاه ‪ 20‬يوما من تاريخ المراقبة‬

‫رزنامة استشارات مع المواطنين و‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0 - 0‬‬ ‫‪0 0 0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬
‫رؤساء المؤسسات و جمعيات حول‬
‫محتوى الميزانية‬

‫نتائج االستشارات العمومية حول ميزانية‬


‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0 - 0‬‬ ‫‪0 0 0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬
‫السنة المقبلة‬

‫معلومات عن قباضة الضرائب‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0 - 0‬‬ ‫‪0 0 0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬

‫معلومات عن االلتزامات‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0 - 0‬‬ ‫‪0 0 0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬

‫معلومات عن الديون والقروض من‬


‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0 - 0‬‬ ‫‪0 0 0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬
‫الميزانية المحلية‬

‫الجدول (‪ :)1‬البوابات االلكترونية التابعة للواليات – تمت عملية الجرد خالل شهر جوان ‪2021‬‬

‫‪122‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫برج بوعريريج‬

‫عين تموشنت‬
‫سوق اهراس‬

‫عين الدفلى‬
‫تيسمسيلت‬
‫بومرداس‬

‫الطارف‬

‫غليزان‬
‫غرداية‬
‫معسكر‬

‫وهران‬

‫تندوف‬

‫خنشلة‬
‫البيض‬
‫ورقلة‬

‫تيبازة‬
‫اليزي‬

‫نعامة‬
‫الواد‬

‫ميلة‬
‫خطة عقد الصفقات العمومية خالل الفترة الحالية‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬
‫فقرة مخصصة للمعلومات التي تتناول عقد الصفقات‬
‫معلومات عن لجان الصفقات‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬

‫معلومات عن المقتنيات التي قام بها المجلس البلدي‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬

‫الصفقات العمومية على المدى البعيد (صفقة طلبات)‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬

‫نشر معلومات آنية عن المقتنيات‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬

‫الميزانية (بعد التعديل)‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬

‫ميزانيات السنوات السابقة‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬
‫تقرير عن أداء الميزانية على األقل مرتين سنويا‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬
‫إلعالم المواطنين‬
‫مشروع ميزانية السنة المقبلة في أجل أقصاه ‪ 20‬يوما‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬
‫من تاريخ المراقبة‬
‫رزنامة استشارات مع المواطنين و رؤساء المؤسسات‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬
‫و جمعيات حول محتوى الميزانية‬
‫نتائج االستشارات العمومية حول ميزانية السنة المقبلة‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬
‫معلومات عن قباضة الضرائب‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬
‫معلومات عن االلتزامات‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬
‫معلومات عن الديون و القروض من الميزانية المحلية‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬

‫المصدر‪ :‬جرد المعلومات المتداولة على البوابات االلكترونية بعد التحري الذي قمنا به (‪ )0‬غياب المعلومات‪ 1،‬وجود معلومات – بوابة الكترونية غير موجودة‬

‫الجدول (‪ :)2‬استخدام مواقع التواصل االجتماعي من قبل ‪ 48‬بلدية و الواليات‪ -‬تمت عملية الجرد خالل شهر‬
‫جوان ‪2021‬‬
‫المدينة‪/‬م‪.‬ش‪.‬ب‬ ‫عدد أعضاء مجموعة الفابسبوك‬ ‫تويت‬ ‫اللغة‬

‫أدرار‬ ‫‪7615‬‬ ‫‪-‬‬ ‫عربية‬

‫شلف‬ ‫‪85000‬‬ ‫‪-‬‬ ‫عربية‪/‬فرنسية‬

‫لغواط‬ ‫‪2118‬‬ ‫‪-‬‬ ‫عربية‬

‫باتنة‬ ‫‪470‬‬ ‫‪-‬‬ ‫عربية‬

‫بجاية‬ ‫‪4540‬‬ ‫‪-‬‬ ‫عربية‪/‬فرنسية‬

‫بسكرة‬ ‫‪25192‬‬ ‫‪-‬‬ ‫عربية‬

‫بشار‬ ‫‪5426‬‬ ‫‪-‬‬ ‫عربية‬

‫بليدة‬ ‫‪7811‬‬ ‫‪-‬‬ ‫عربية‬

‫بويرة‬ ‫‪792‬‬ ‫‪-‬‬ ‫عربية‬

‫ر‬
‫تمناست‬ ‫‪52300‬‬ ‫‪-‬‬ ‫عربية‬

‫تبسة‬ ‫‪1381‬‬ ‫‪-‬‬ ‫عربية‬

‫تلمسان‬ ‫‪2092‬‬ ‫‪-‬‬ ‫عربية‬

‫تيارت‬ ‫‪11221‬‬ ‫‪-‬‬ ‫عربية‬

‫ر‬
‫تني وزو‬ ‫‪4620‬‬ ‫‪-‬‬ ‫عربية‪/‬فرنسية‬

‫الجزائر‬ ‫‪1834‬‬ ‫‪-‬‬ ‫عربية‪/‬فرنسية‬

‫جلفة‬ ‫‪23‬‬ ‫‪-‬‬ ‫عربية‬

‫جيجل‬ ‫‪1423‬‬ ‫‪-‬‬ ‫عربية‬

‫‪123‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫سطيف‬ ‫‪12905‬‬ ‫‪-‬‬ ‫عربية‬

‫سعيدة‬ ‫‪12293‬‬ ‫‪-‬‬ ‫عربية‬

‫سيدي بلعباس‬ ‫‪1409‬‬ ‫‪-‬‬ ‫عربية‬

‫عنابة‬ ‫‪16119‬‬ ‫‪-‬‬ ‫عربية‬

‫قالمة‬ ‫‪15092‬‬ ‫‪-‬‬ ‫عربية‬

‫قسنطينة‬ ‫‪26222‬‬ ‫‪-‬‬ ‫عربية‬

‫مدية‬ ‫‪262‬‬ ‫‪-‬‬ ‫عربية‬

‫مستغانم‬ ‫‪11222‬‬ ‫‪-‬‬ ‫عربية‬

‫معسكر‬ ‫‪422‬‬ ‫‪-‬‬ ‫عربية‬

‫ورقلة‬ ‫‪2645‬‬ ‫‪-‬‬ ‫عربية‬

‫وهران‬ ‫‪15281‬‬ ‫‪-‬‬ ‫عربية‬

‫البيض‬ ‫‪59‬‬ ‫‪-‬‬ ‫عربية‬

‫ر‬
‫الني‬ ‫‪6‬‬ ‫‪-‬‬ ‫عربية‬

‫برج بوعريري ج‬ ‫‪1441‬‬ ‫‪-‬‬ ‫عربية‬

‫بومرداس‬ ‫‪5119‬‬ ‫‪-‬‬ ‫عربية‬

‫قالة‬ ‫‪6292‬‬ ‫‪-‬‬ ‫عربية‬

‫تندوف‬ ‫‪4809‬‬ ‫‪-‬‬ ‫عربية‬

‫الواد‬ ‫‪2056‬‬ ‫‪-‬‬ ‫عربية‬

‫خنشلة‬ ‫‪2050‬‬ ‫‪-‬‬ ‫عربية‬

‫سوق اهراس‬ ‫‪3444‬‬ ‫‪-‬‬ ‫عربية‬

‫تيبازة‬ ‫‪1585‬‬ ‫‪-‬‬ ‫عربية‬

‫ميلة‬ ‫‪2909‬‬ ‫‪-‬‬ ‫عربية‬

‫ر‬
‫عي الدفىل‬ ‫‪1576‬‬ ‫‪-‬‬ ‫عربية‬

‫نعامة‬ ‫‪4918‬‬ ‫‪-‬‬ ‫عربية‬

‫ر‬
‫عي تموشنت‬ ‫‪2105‬‬ ‫‪-‬‬ ‫عربية‬

‫قرارة‬ ‫‪12002‬‬ ‫‪-‬‬ ‫عربية‬

‫المصدر‪ :‬جرد المعلومات المتداولة على البوابات االلكترونية بعد التحري الذي قمنا به‬

‫الجدول (‪ :)3‬نشر إعالنات عن تنفيذ الصفقات ‪ -‬الواليات‪ -‬تمت عملية الجرد خالل شهر جوان ‪2021‬‬
‫ر‬
‫االلكنونية التابعة للواليات‬ ‫البوابات‬
‫سيدي بلعباس‬

‫قسنطينة‬
‫تمناست‬

‫تني وزو‬
‫أم‬

‫مستغانم‬
‫سكيكدة‬
‫سطيف‬
‫تلمسان‬

‫الجزائر‬

‫سعيدة‬
‫جيجل‬
‫لغواط‬

‫مسيلة‬
‫بسكرة‬

‫تيارت‬
‫بجاية‬
‫شلف‬

‫عنابة‬
‫جلفة‬

‫قالمة‬
‫بليدة‬

‫تبسة‬

‫ر‬

‫مدية‬
‫بشار‬

‫بويرة‬
‫أدرار‬

‫باتنة‬

‫ر‬
‫البواق‬
‫ر‬

‫إعالن‬
‫عن‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬
‫صفقة‬

‫إعالن‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬
‫عن منح‬

‫‪124‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫إعالن‬
‫عن عدم‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬
‫جدوى‬

‫إعذار‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬

‫إعالن‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬
‫عن مزاد‬

‫تمديد‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬
‫أجال‬

‫إعالن‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬
‫عن إلغاء‬

‫تجهيزات‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬

‫ر‬
‫االلكنونية التابعة للواليات‬ ‫لبوابات‬
‫برج بوعريري ج‬

‫عي تموشنت‬
‫سوق اهراس‬
‫تيسمسيلت‬

‫عي الدفىل‬
‫بومرداس‬
‫معسكر‬

‫الطارف‬

‫ر‬
‫تندوف‬

‫خنشلة‬

‫غرداية‬
‫البيض‬

‫غلنان‬
‫وهران‬

‫نعامة‬
‫ورقلة‬

‫تيبازة‬
‫الني‬

‫ر‬
‫الواد‬

‫ميلة‬
‫ر‬

‫ر‬
‫إعالن عن‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬
‫صفقة‬

‫إعالن عن منح‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬

‫إعالن عن عدم‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬
‫جدوى‬

‫إ إعذار‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬

‫إعالن عن‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬
‫مزاد‬

‫تمديد أجال‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬

‫إعالن عن‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬
‫إلغاء‬

‫تجهيزات‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬

‫املصدر‪ :‬جرد املعلومات املتداولة على البوابات االلكترونية بعد التحري الذي قمنا به )‪ )0‬غياب املعلومات‪ 1،‬وجود معلومات – بوابة الكترونية غير موجودة‬

‫قائمة املراجع‪:‬‬
‫• حريم‪ ،‬حسين‪ .)2006( .‬مبادئ اإلدارة الحديثة‪ :‬النظريات‪ -‬العمليات ووظائف املنظمة‪ .‬دار حامد للنشر‪.‬‬
‫• العامري‪ ،‬صالح مهدي محسن‪ ،‬الغالبي‪ ،‬طاهر محسن منصور‪ .)2010( .‬مبادئ اإلدارة واألعمال‪ .‬دار وائل للنشر‬
‫والتوزيع‪.‬‬
‫• حسين‪ ،‬ليلى‪ .)2014( .‬بيروقراطية اإلدارة ومشكلة بناء الحكم الراشد في الجزائر‪ .‬رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق والعلوم السياسة‪ ،‬جامعة أبو بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪.‬‬
‫‪• Ahn, M.J. 2011. Adoption of E-Communication Applications in US municipalities: The Role of‬‬
‫‪Political Environment, Bureaucratic Structure and the Nature of Applications. The American‬‬
‫‪Review Of Public Administration, Volume 41)n°4(, pp.428-452.‬‬

‫‪125‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
)‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول‬ 2022

• Albert , J. Meijer , Deirde Curtin & Maarten Hillebrandt . (2012). Open government: connecting vision
and voice. Revue Internationale des Sciences Administratives , Volume 78(1), pp.13-32.
• Alvarez , I. G., Dominguez, L.R., Sanchez , I. M.G. (2010) . Are determining factors of municipal E-
government common to a worldwide municipal view ? An intra-country comparaison.
Government Information Quarterly , Volume 27)n°3( ,pp. 423-430.
• Bobo, L., Gilliam, F.D. (1990) . Race, sociopolitical participation, and black empowerment. American
Political Science Review,Volume 84 , pp.377-393.
• Caba , C., Lopez, A.M., Rodriguez, M. P.(2005). Citizens’ access to on-line governmental financial
information: Practices in the European Union countries. Government Information Quarterly,
Volume 22 )n°2( , pp.258-276.
• Cuillier, D., S.J. Piotrowski.(2009). Internet Information Seeking and Its Relation to Support for
Access to Government Records. Governement Information Quarterly, Volume 26, pp.441-449.
• Da Cruz, N.F. R. Marques . (2013). New Development: The Challenges of Desiging Municipal
Governance Indicators. Public Money and Management. Volume 33)n°3(, pp.209-212.
• Da Cruz, N.F., Tavares, A.F., Marques, R.C., Jorge, S., Da Sousa, L. (2016). Measuring Local Government
Transparency. Public Management Review, Volume 18 )n°6( , pp.866-893.
• Denhardt, D.V., Denhardt, R.B. (2003). The New Public Service: Serving, not steering. Armonk, NY:
M.E. Sharpe.
• Gandia , J.L., Archidona, M.C. (2008) . Determinants of Web site information by Spanish councils .
Online Information Review, Volume 32)n°1( , pp.35-57.
• Grimmelikhuijsen,S.,G. Porumbescu, B. Hong, T. Lm . (2013) . The effect of Transparency on Trust in
Government : A cross-National Comparative Experiment . Public Administration Review , Volume
73 )n°4( , pp.575-586.
• Howell, S.E., Fagan, D. (1988) . Race and Trust in government: Testing the Political Reality Model .
Public Opinion Quarterly, Volume 52 , pp.343-350.
• Innes, J.E., J.C. Bertot. (2010) . Transparency and Technological Change: Ensuring Equal and
Sustained Public Access To Government Information. Government Information Quarterly , Volume
27 )n°4( , pp.371-376.
• Jaeger, J.E., Bertot, J.C. (2010). Transparency and Technological Change : Ensuring Equal and
Sustained Public Access to Government Information. Government Information Quarterly , Volume
27, pp.371-376.
• Jennings, M.K. (1983) . Gender roles and inequalities in political participation : Results from an
eight-nation study . Western Political Quarterly,Volume 36 )n°3( , pp.364-385.

126 ‫ ألمانيا– برلين‬/ ‫ السياسية واالقتصادية‬،‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
)‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول‬ 2022

• Justice, J.B., Melitski, J.,& Smith, D.L. (2006) . E-government as an instrument of fiscal accountability
and responsiveness: Do the best practioners employ the best practices? American Review of Public
Administration , Volume 36 )n°3( , pp.301-322.
• Kim , C. K . (2007) . A cross-national analysis of global E-government. Public Organzation Review
,Volume 36 )n° 5(, pp.317-329.
• Laswad, F. Fisher, R., Oyelere , P. (2005) . Determinants of voluntary internet financial reporting by
local government authorities. Journal of accounting and public policy, Volume 24 )n°3( , pp.101-121.
• Moon, M.J. (2009). Understanding Modern Transparency. International Review of Administrative
Sciences, Volume 75 )n°2(, pp.255-269.
• Pina , V.,L. Torres & S. Royo. (2010) . Is E-Government Promoting Convergence Towards More
Accountable Local Governments? International Public Management Journal, Volume 13)n°4(, pp.350-
380.
• Piotrowski, S.J. (2010) . An Argument For Fully Incorporating Nonmission-Based Values into Public
Administration . In The Future of Public Administration Around the World : The Minnowbrook
Perspective, edited by R.O’Leary , D.M.Van Slyke, and S.Kim, 27-31. Washington , DC: Georgetown
University Press.
• Piotrowski.S.J., Van Ryzin. G.G. (2007) . Citizen Attitudes Toward Transparency in Local
Government . The American Review of Public Administration ,37(3), pp.306-323.
• Putnam, R.D.( 2000) .Bowling alone: The collapse and revival of American community. New York:
Simon & Schuster, pp. 33-56.
• Redford, E.S. (1969). Democracy in the administrative state. New York: Oxford University Press, pp.4-
23.
• Rodriguez, M.P., Caba, C., Lopez, A.M.(2005). Cultural contexts and governmental digital reporting
. International Review of Administrative Sciences , Volume 72 )n°2( ,pp.269-290.
• Rossi, P.H., Weber, E. (1996) . The Social Benefits of Homeownership: Empirical Evidence from
national surveys. Housing policy debate, Volume 7)n°1(, pp.1-36.
• Shkolnyk, I., M, Tertyana., Y, Havrysh., A, IVANCHENKO. (2019) . Local Finance Transparency in
Ukraine . Public and Municipal Finance, Volume 08 )n°1 ( , Ukrain , pp. 73-82.
• Stiglitz, J.E. (1999). On liberty, the right to know, and Public Discourse: The Role of Transparency in
Public Life. Oxford Amnesty Lecture, Oxford (UK). web site:
http://derechoasaber.org.mx/documentos/pdf0116.pdf
• Stivers, C. (2008). Governance in Dark Times: Practical Philosophy for Public Service. Washington,
USA: Georgetown University Press, PP 3-18.

127 ‫ ألمانيا– برلين‬/ ‫ السياسية واالقتصادية‬،‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
)‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول‬ 2022

• Tolbert, C.J., K.Mossberger. (2006) . The Effects of E-Government on Trust and Confidence in
Government . Public Administration Review , Volume 66 )n° 03( , USA , pp.354-369.
• Vebra, S.,Schlozman, K.L., Brady, H.E. (1995) . Voice and equality: Civic voluntarism in American
politics. Cambridge, USA: Harvard University Press, pp.33-50.
• Weber,M. (2003). Économie et société, tome 1 : Les catégories de la sociologie. Pocket
• https://www.toupie.org/Dictionnaire/Bureaucratie.htm#:~:text=D%C3%A9finition%20de%20burea
ucratie,grec%20kratos%2C%20pouvoir%2C%20autorit%C3%A9, consulté le 29/04/2022 à 01h30.
• IBP .(2017). Site internet : www.openbudgetsurvey.org , consulté le 12/02/2020 à 10 H.
• United Nations. Website : https://publicadministration.un.org/en/Research/UN-e-Government,
visited on 29th april 2022, 1am.

128 ‫ ألمانيا– برلين‬/ ‫ السياسية واالقتصادية‬،‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
)‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول‬ 2022

‫و اقع و آفاق تطبيق اإلدارة اإللكترونية لدى الجماعات املحلية الجزائرية‬


The reality and prospects for the application of electronic management in the Algerian
local communities
2‫ سعداوي فريد‬،1‫بوزيدي بوبكر‬

Bouzidi Boubakeur1 . Sadaoui Farid2


1‫ الجزائر‬/‫ غرداية‬،‫ جامعة غرداية‬،‫طالب دكتوراه‬

2‫ الجزائر‬/‫ غرداية‬،‫ جامعة غرداية‬،‫أستاذ محاضر‬

University Ghardaia, Ghardaia / Algeria1-2

:‫امللخص‬
،‫تعاني اإلدارات العمومية من الكثير من املشكالت واملعيقات فيما يخص تطبيق اإلدارة اإللكترونية ال سيما في بلدان العالم الثالث‬
‫ومن هنا تهدف هذه الورقة البحثية إلى الوقوف على واقع وآفاق تطبيق اإلدارة اإللكترونية لدى الجماعات املحلية الجزائرية في ظل اقتصاد‬
‫ وقد أسفرت نتائج هذه الدراسة إلى‬،‫ والتي فرضت نفسها على اإلدارة الجزائرية بمختلف قطاعاتها‬،‫املعرفة و التطورات التكنولوجية املتسارعة‬
‫ مما استوجب التخلي عن املكاتب التقليدية و إحداث مكاتب‬،‫وجود توجه قوي لدى هذا القطاع الحيوي في مواكبة التطور اإللكتروني‬
‫ مما ساهم في تسريع اإلجراءات اإلدارية و تقديم خدمات ذات جودة‬،‫إلكترونبة تعتمد على وسائل التكنولوجيا ومختلف التطبيقات الحاسوبية‬
‫ اضافة إلى ذلك انتقلت إلى متابعة مختلف عمليات التنمية املحلية عن طريق إدارة الكثير من امللفات‬،‫ كوثائق الهوية البيومترية مثال‬،‫للمواطن‬
‫ غير أن إدارة التغيير من نظام تقليدي يعتمد على املعامالت اليدوية إلى نظام إلكتروني بحت ال تزال‬،‫إلكترونيا وقد أثمر ذلك نتائج جد ايجابية‬
.‫تعترضه عدة صعوبات و عراقيل‬
.‫ تكنولوجيا االعالم و اإلتصال‬،‫ الرقمنة‬،‫ الخدمات اإلدارية‬، ‫ الجماعات املحلية‬، ‫ اإلدارة اإللكترونية‬، ‫ اإلدارة التقليدية‬:‫الكلمات املفتاحية‬
Abstract:
Public administrations suffer from many problems and obstacles with regard to the application of electronic management,
especially in third world countries,hence,this research paper aims to stand on the reality and prospects of applying
electronic management to local groups in Algeria in light of the knowledge economy and the accelerating technological
revolution, which imposed itself on the Algerian administration in its various sectors, The results of this study resulted in
recording a strong trend in this vital sector in keeping pace with the electronic development, which necessitated the
abandonment of traditional offices and the creation of electronic offices that depend on technology and various computer
applications, which contributed to accelerating administrative procedures and providing quality services to the citizen such
as biometric identity documents, for example. In addition, I moved to follow up on various local development processes by
managing many files electronically, which has yielded very positive results. However, managing the change from a
traditional system that relies on manual transactions to a purely electronic system is still encountered by several difficulties
and obstacles.
Key words: Traditional administration, electronic administration, local communities, administrative services, digitization,
information and communication technology.

129 ‫ ألمانيا– برلين‬/ ‫ السياسية واالقتصادية‬،‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫حظي موضوع اإلدارة اإللكترونية في العقود األخيرة باهتمام فكري متميز لم يشهد في العقود السابقة‪ ،‬وهذا‬
‫مانلمسه من خالل الدراسات العلمية الكثيرة بشأن طبيعة املوضوع و تحديد دوره والذي تعدى بناء حياة عصرية فحسب‪،‬‬
‫بل انتقل ليصبح عصب الحياة بسبب الثورة التكنولوجية املتسارعة‪ ،‬إذ أصبحت اإلدارة اإللكترونية تدخل في كل مجاالت‬
‫الحياة‪ ،‬لذلك دار التفكير حول السعي لتأطير مفهومها وتحديد أبعادها ومستويات تأثيرها املختلفة‪.‬‬
‫وقد أدرك الباحثون واملختصون في حقل اإلدارة و املنظمة أهمية اإلدارة اإللكترونية ودورها اإليجابي في تحقيق األداء‬
‫األمثل للمنظمات وتطويرها وفق ما يقتضيه العصر‪ ،‬بل الرقي بحياة كل الشعوب واألمم‪.‬‬
‫كل ذلك يجعل من اإلدارة اإللكترونية تتمتع بأهمية قصوى لدى مختلف املؤسسات والهيآت واإلدارات العمومية‪.‬‬
‫واألكيد أن قطاع الجماعات املحلية كغيره من القطاعات الهامة لدى الدولة واملجتمع‪ ،‬نظرا لدوره املتميز في التنمية‬
‫االقتصادية واالجتماعية املحلية‪ ،‬يرفع التحدي والرهان في التغيير والتحول من اإلدارة التقليدية بممارساتها الروتينية إلى‬
‫إدارة إلكترونية أكثر حيوية ونشاط تستغل كل الوسائل التكنولوجية الحديثة من أجل رفع أداءها‪ ،‬لخدمة الوطن واملواطن‬
‫بصورة مثالية تحقق أهدافها من جهة‪ ،‬وتواكب العصرنة و التطور من جهة أخرى‪ ،‬مما يجعل الجماعات املحلية اليوم‬
‫ملزمة بتحديث أنظمتها املختلفة والعمل على مالءمة بيئتها الداخلية لهذا التحول الذي يحتاج الكثير من الجهود من طرف‬
‫اإلدارة و األفراد على حد سواء‪.‬‬
‫مشكلة الدراسة‪:‬‬
‫إن نجاح تطبيق اإلدارة اإللكترونية من عدمه‪ ،‬واالنتقال من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية بمختلف‬
‫الوحدات االدارية لقطاع الجماعات املحلية في الجزائر ‪ ،‬يتوقف على مدى توافر بعض من املتطلبات والضوابط األساسية‬
‫أهمها توفر الوسائل املادية و التكنولوجية وتوافر املناخ التنظيمي املناسب وما يخلقه من آليات وضمانات بغرض تجسيد‬
‫هذا التحول‪ ،‬وأيضا مدى ترسيخ ثقافة تنظيمية باملنظمة‪ ،‬تسمح بقدرة وقابلية املورد البشري على التكيف مع هذا‬
‫التحول بغية تحقيق أداء أفضل‪.‬‬
‫بناءا على ما سبق يمكن صياغة اإلشكالية الرئيسية كالتالي‪:‬‬
‫إلى أي مدى يمكن أن ينجح قطاع الجماعات املحلية في الجزائر في تطبيق اإلدارة اإللكترونية بعيدا عن املمارسات‬
‫البيروقراطية؟‬
‫ويتفرع عنها السؤالين التاليين‪:‬‬
‫‪ -‬هل تعمل الجماعات املحلية على تكييف مناخها التنظيمي مع متطلبات تطبيق االدارة االلكترونية؟‬
‫‪ -‬هل تعمل الجماعات املحلية على ترسيخ ثقافة لدى مواردها البشرية لتسهيل عملية التحول إلى االدارة االلكترونية؟‬
‫فرضيات الدراسة‪ :‬لإلجابة على هذه اإلشكالية املطروحة ننطلق من فرضية رئيسية على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ -‬هناك عالقة طردية ذات داللة إحصائية بين عملية تكييف البيئة الداخلية وتطبيق اإلدارة اإللكترونية عند مستوى‬
‫داللةمعنوية(‪) α ≤0.05‬؛‬
‫ويتفرع عليها الفرضيات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬هناك عالقة طردية ذات داللة إحصائية لعناصر املناخ التنظيمي وتطبيق اإلدارة اإللكترونية عند مستوى داللة‬
‫معنوية (‪) α ≤0.05‬؛‬
‫‪ -‬هناك عالقة ذات داللة إحصائية بين الثقافة التنظيمية وتطبيق اإلدارة اإللكترونية عند مستوى داللةمعنوية(‪0.05‬‬
‫≤ ‪.)α‬‬

‫‪130‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫أهداف الدراسة‪ :‬تهدف هذه الدراسة للوصول إلى مجموعة من األهداف من بينها‪:‬‬
‫عرض حول املفاهيم األساسية لإلدارة التقليدية و اإلدارة اإللكترونية ؛‬ ‫‪-‬‬
‫تحديد متطلبات و ضوابط تطبيق اإلدارة اإللكترونية في قطاع الجماعات املحلية بالجزائر؛‬ ‫‪-‬‬
‫التوصل إلى عدد من التوصيات التي يمكن أن تساعد في إنجاح تجسيد اإلدارة اإللكترونية في الجزائر‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫أهمية الدراسة‪ :‬تكمن أهمية الدراسة في التحديات التي تفرض نفسها على الدولة الجزائرية ومدى حاجتها ملواكبة‬
‫التطور و التكنولوجيا املوجودة قصد عصرنة مختلف املؤسسات اإلدارية‪ ،‬وذلك عبر تطوير أنظمة االتصال و إحداث‬
‫الرقمنة بمختلف القطاعات‪ ،‬باإلضافة إلى وضع تطبيقات وأنظمة إلكترونية تقلص مدة إنجاز ومعالجة العديد من‬
‫امللفات‪ ،‬كل ذلك سيعود بعدة نتائج ايجابية على الدولة واملؤسسات واألفراد‪ ،‬وأيضا تحسين مناخ األعمال إلستقطاب‬
‫املستثمرين األجانب‪ ،‬وهذا ما سيجعل الجزائر تكسب رهان التنمية والعصرنة معا‪.‬‬
‫منهج الدراسة‪ :‬من أجل اإلجابة على مشكلة الدراسة و مختلف التساؤالت املطروحة تم استخدام املنهج الوصفي في‬
‫الجانب النظري من البحث لإلملام باملوضوع من جوانب مختلفة‪ ،‬وذلك بجمع املعلومات و البيانات املتعلقة بظاهرة اإلدارة‬
‫اإللكترونية‪ ،‬أما الجانب التطبيقي فتم االعتماد على منهج دراسة الحالة‪ ،‬حيث قمنا بإسقاط الجانب النظري على‬
‫املؤسسة محل الدراسة‪ ،‬وذلك من خالل طرح استبيان صمم الستقصاء املبحوثين بكل من دائرة آفلو وبلدية آفلو‪ ،‬حتى‬
‫يتسنى لنا معالجة املعطيات استعملنا املنهج اإلحصائي الذي يساعد على تفسير العالقة بين متغيرات الدراسة من خالل‬
‫البرنامج اإلحصائي ‪ ،Spss.26‬وذلك لتسهيل عملية املالحظة والتحليل‪.‬‬
‫أجزاء و محتويات البحث‪ :‬لإلجابة على اإلشكالية سيتم تقسيم الدراسة إلى محورين ‪:‬‬
‫أوال‪ :‬اإلطار النظري و املعرفي ملتغيرات الدراسة؛‬
‫ثانيا‪ :‬الدراسة امليدانية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬اإلطارالنظري واملعرفي ملتغيرات الدراسة‪:‬‬
‫لقد أصبح ينظر إلى اإلدارة اإللكترونية كمقياس لنجاح املنظمات يوحي بالعصرنة و التطور‪ ،‬ويجعل قدرتها على مواكبة‬
‫التطور املعرفي التكنولوجي و الثورة الرقمية و املعلوماتية قائمة‪،‬حتى تضمن لكيانها االستمرارية والبقاء وكذا القدرة على‬
‫املنافسة في سوق العمل من خالل اإلبداع ومن ثمة التفوق و التميز‪ ،‬وعليه سنتناول في هذا املحور بعض املفاهيم العامة‬
‫حول مصطلح اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬ثم نعرف بمجتمع الدراسة قطاع الجماعات املحلية‪.‬‬
‫‪ -1‬مفاهيم أساسية حول اإلدارة اإللكترونية‪:‬‬
‫تعود فكرة اإلدارة اإللكترونية إلى سنة ‪ 1973‬في الواليات املتحدة ثم بدأت تنمو و تتطور السيما بعد استخدام‬
‫شبكة االنترنت‪ ،‬حتى أصبحت اآلن الكثير من املؤسسات بل والدول تدير أنشطتها املثيرة دون الحاجة إلى استخدام‬
‫األساليب الروتينية املختلفة‪ ،‬فالحاجة إلى استخدام الورق أصبحت معدومة‪ ،‬واملدير أصبح يمارس أنشطته بأي وقت ومن‬
‫أي مكان وبإتقان على ما كان في عليه السابق‪.‬‬
‫وفي نهاية التسعينات من القرن العشرين استخدم مصطلح االدارة االلكترونية مع انتشار شبكة االنترنت‪ ،‬واعتمد كوسيلة‬
‫لتوفير الخدمات عن بعد (مثقال‪ ،2013 ،‬صفحة ‪.)41‬‬
‫إن نشأة االدارة االلكترونية كمفهوم حديث هي نتاج تطور نوعي أفرزته تقنيات االتصال الحديثة في ظل ثورة‬
‫املعلومات وازدياد الحاجة إلى توظيف التكنولوجيا الحديثة في إدارة العالقات املواطن و املؤسسات وربط اإلدارات العامة‬
‫والوزارات عبر آليات التكنولوجيا في مفاهيم االدارة التقليدية وتطويرها (عاشور ع‪ ،2010/2009 ،.‬صفحة ‪.)12‬‬

‫‪131‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫‪ -1-1‬تعريف االدارة االلكترونية‪ :‬بالرغم من حداثة مصطلح االدارة االلكترونية إال أنه نال اهتمام املختصين في حقل‬
‫االدارة‪ ،‬لذا تعددت تعاريفه‪ ،‬ومن أهمها نجد مايلي‪:‬‬
‫‪ -‬هي أداء العمل االداري باستخدام الحاسب اآللي في استقبال البيانات و تخزينها و القيام بعالجتها‪ ،‬واستخراج النتائج‬
‫املطلوبة بدقة و سرعة فائقة (ابو عاشور و النمري‪ ،‬صفحة ‪.)200‬‬
‫‪ -‬هي استغالل االدارة لتكنولوجيا املعلومات واالتصاالت لتدبير وتحسين و تطور العمليات االدارية املختلفة داخل املنظمة‬
‫(حامد‪ ،2012 ،‬صفحة ‪.)72‬‬
‫_ كما تشير إلى اإلستغناء عن املعامالت الورقية وإحالل املكتب اإللكتروني مكانها عن طريق االستخدام الواسع لتكنولوجيا‬
‫املعلومات‪ ،‬وتحويل الخدمات العامة إلى اجراءات مكتبية ثم معالجتها حسب خطوات متسلسلة منفذة مسبقا (الساملي‪،‬‬
‫‪ ،2008‬صفحة ‪.)32‬‬
‫‪ -‬تعرف أيضا االدارة اإللكترونية على أنها أداء العمليات بين مجموعة من الشركاء خالل استخدام تقنية معلومات متقدمة‬
‫من أجل زيادة كفاءة و فعالية األداء (الحسن‪ ،‬االدارة االلكترونية بين النظرية و التطبيق‪ ،2009 ،‬صفحة ‪.)05‬‬
‫‪ -‬كما تعبر عن ذلك اإلطار الذي يشمل كل األعمال اإللكترونية للداللة على االدارة اإللكترونية لألعمال‪ ،‬والحكومة‬
‫اإللكترونية للداللة على اإلدارة اإللكترونية العمومية أو اإلدارة االلكترونية ألعمال الحكومة املوجهة للمواطنين أو املوجهة‬
‫ملؤسسات ودوائر حكومية (غالب‪ ،2005 ،‬صفحة ‪.)21‬‬
‫من خالل استقراء جميع التعاريف السابقة يتضح لنا أن مختلف السادة الباحثين قد تناولوا مصطلح االدارة‬
‫اإللكترونية من زوايا مختلفة‪ ،‬عبر التطرق إلى عدة خصائص ومتطلبات وضوابط ووسائل تقتضيها اإلدارة‬
‫اإللكترونية‪،‬ونستنتج أن اإلدارة اإللكترونية هي تحول إدارة املنظمة من االدارة الورقية التقليدية إلى إدارة إلكترونية‬
‫اعتمادا على توظيف تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت من خالل أجهزة الحاسوب املزودة بشبكات االنترنت الخارجية‬
‫واالنترانت الداخلية وعلى رقمنة مختلف املعامالت قصد تقديم مختلف الخدمات اإلدارية للشركاء بصورة تقنية مستمرة‬
‫وذات جودة وسرعة عالية مع االلتزام بمبادئ الشفافية واملساواة بينهم‪.‬‬
‫‪ -2-1‬تعريف بعض املصطلحات املرتبطة باإلدارة االلكترونية‪:‬‬
‫‪ -1-2-1‬االدارة التقليدية‪ :‬هي اإلدارة التي يتم فيها تنفيذ األعمال باملعامالت الورقية كما هي متعارف عليها‪ ،‬وهذا يتطلب‬
‫وجود مستودع كبير لحفظ املعامالت الورقية في ملفات و مجلدات و مكاتب (الفيومي و حسين‪ ،2005 ،‬صفحة ‪.)167‬‬
‫‪ -2-2-1‬الخدمات اإلدارية‪ :‬تعرف وفق القانون اإلداري الفرنس ي بأنها تلك التي تعد تقليديا خدمة فنية تزود بصورة دائمة‬
‫بواسطة مؤسسة عمومية‪ ،‬ويتطلب توفيرها أن يحترم القائمون على إدارتها مبادئ املساواة و االستمرارية و املالئمة لتحقيق‬
‫املصلحة العمومية (حجازي‪ ،2004 ،‬صفحة ‪.)29‬‬
‫وتعــرف أیضــا على أنهــا معاملــة منج ــزة مــن طــرف اإلدارة بحیــث ال ین ــتج عــن التبــادل تحویــل امللكی ــة كما في السلع امللموسة‬
‫(‪.)Béatrice, 2004, p. 741‬‬
‫‪-3-2-1‬الرقمنة‪ :‬يرى كل من السبتي و سعيدي بأنها‪" :‬عملية استنساخ راقية‪ ،‬تمكن من تحويل الوثيقة مهما كان نوعها‬
‫ووعائها إلى سلسلة رقمية‪ ،‬كما يمكن تعريفها على أنها تطبيق تقنيات التحول الرقمي واالنتقال بالخدمات التي تقدمها‬
‫القطاعات الحكومية إلى نموذج مبتكر‪ ،‬يعتمد على التقنيات الرقمية‪ ،‬أي استخدام الوسائل االلكترونية الحديثة كشبكة‬
‫االنترنت و املعدات التكنولوجية الحديثة في تحسين جودة و نوعية الخدمات" (مزغيش‪ ،2020 ،‬صفحة ‪.)95‬‬
‫‪ -4-2-1‬تكنولوجيا املعلومات و االتصال‪ :‬هي مجموع التقنيات أو األدوات أو الرسائل أو النظم املختلفة التي يتم توظيفها‬
‫ملعالجة املضمون أو املحتوى الذي يراد توصيله من خالل عملية االتصال الجماهيري أو الشخص ي أو التنظيمي (اللبان‪،‬‬
‫‪ ،2000‬صفحة ‪.)102‬‬

‫‪132‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫‪ -3-1‬عناصراإلدارة اإللكترونية ووسائلها‪:‬‬


‫من أجل الجزم بوجود إدارة إلكترونية يجب توافرالعناصرالتالية (السدي‪ ،2009 ،‬صفحة ‪:)117‬‬
‫‪ -1-3-1‬إدارة بال ورق‪ :‬تتكون من األرشيف االلكتروني والبريد االلكتروني واألدلة واملفكرات االلكترونية ونظم تطبيقات‬
‫املتابعة اآللية‪.‬‬
‫‪ -2-3-1‬إدارة بال مكان‪ :‬تتمثل في التلفون املحمول و التلفون الدولي الجديد (التليديسك) واملؤتمرات اإللكترونية والعمل‬
‫عن بعد من خالل املؤسسات التخيلية‪.‬‬
‫‪ -3-3-1‬إدارة بال زمان‪ :‬تستمر ‪ 24‬ساعة متواصلة ففكرة الليل والنهار والصيف والشتاء هي أفكار لم يعد لها مكان في‬
‫العالم الجديد‪ ،‬فنحن ننام و شعوب أخرى تصحو لذلك ال بد من العمل املتواصل ملدة ‪ 24‬ساعة حتى نتمكن من االتصال‬
‫بهم وقضاء مصالحنا‪.‬‬
‫‪ -4-3-1‬إدارة بال تنظيمات جامدة‪ :‬فهي تعمل من خالل املؤسسات الشبكية واملؤسسات الذكية التي تعتمد على صناعة‬
‫املعرفة‪.‬‬
‫ومن أجل إحالل اإلدارة اإللكترونية كان من الضروري أيضا توافر الوسائل املادية والبشرية التالية (موس ى و قريش ي‪،‬‬
‫‪ ،2011‬صفحة ‪: )89‬‬
‫أ‪ -‬عتاد الحاسوب‪ :‬نقصد به أجهزة الحاسوب و ملحقاتها‪ ،‬ونظرا لتطور أجهزة الحاسوب فإنه من املستحسن على اإلدارة‬
‫الحصول على أحدث ماتوصل إليه صانعو العتاد في العالم‪ ،‬حتى تتحقق ميزتين أساسيتين هما‪:‬‬
‫‪ -‬توفير تكاليف التطوير املستمر و تكاليف الصيانة؛‬
‫‪ -‬مالئمة عتاد الحاسوب للتطورات البرمجية و برمجيات نظم املعلومات‪.‬‬
‫ب‪ -‬البرمجيات‪:‬هي مجموعة البرامج املستخدمة لتشغيل جهاز الحاسب اآللي و االستفادة من إمكانياته املختلفة وهي‬
‫تنقسم إلى فئتين‪:‬‬
‫‪ -‬برامج النظام‪ :‬مثا نظم التشغيل‪ ،‬مترجمات لغة البرمجة‪ ،‬أدوات تدقيق البرمجة؛‬
‫‪ -‬برامج التطبيقات‪ :‬برامج البريد االلكتروني‪ ،‬برامج الدعم الجماعي‪ ،‬رسوم الحاسوب‪ ،‬الجداول االلكترونية‪ ،‬قواعد‬
‫البيانات‪.‬‬
‫ج‪ -‬الشبكات‪ :‬هي الوصالت االلكترونية املمتدة عبر نسيج اتصالي للشبكات التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬االنترانت ‪ : INTRANET‬وهي شبكة داخلية خاصة بمؤسسة أو جامعة تستخدم بروتوكوالت و أنظمة شبكة االنترنت‬
‫العاملية‪ ،‬ويمكن تبادل املعلومات بين مستخدمي الحاسب اآللي املرتبطة بتلك الشبكة الداخلية‪.‬‬
‫‪ -‬االكسترانت ‪ : EXTRANET‬املقصود بها شبكة تربط بين عدد من الشبكات الخاصة لشبكات االنترنت‪ ،‬وتستخدم‬
‫بروتوكوالت وتقنيات االنترنت ومثال ذلك أن تنشأ مجموعة من املؤسسات انترانت خاصة بكل واحدة ثم تجمع في اكسترانت‬
‫واحدة‪.‬‬
‫‪ -‬شبكة االنترنت‪ :‬والتي تمثل شبكة القيمة لإلدارة االلكترونية‪.‬‬
‫د‪ -‬صناع املعرفة‪ :‬وهم العنصر األهم في منظومة االدارة االلكترونية من القيادات واملحللون للموارد املعرفية‪ ،‬رأس املال‬
‫الفكري للمؤسسة‪ ،‬يتولى صناع املعرفة اإلدارة االستراتيجية لعناصر االدارة االلكترونية من جهة‪ ،‬وتغيير طرق التفكير‬
‫السائد للوصول إلى ثقافة املعرفة من جهة أخرى‪.‬‬
‫‪ -4-1‬خصائص ومميزات اإلدارة اإللكترونية‪:‬‬
‫‪-‬إلغاء نظام األرشيف الورقي واستبداله بنظام األرشيف اإللكتروني ملرونته العالية في األداء والقدرة على تصحيح األخطاء‬
‫بسرعة عالية وتجهيز البيانات ألكثر من جهة في الوقت واملكان املحددين؛‬

‫‪133‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫‪ -‬سهولة إدارة اإلدارات املختلفة للمنظمة ومتابعتها وكأنها وحدة مركزية واحدة؛‬
‫‪ -‬السرعة في اتخاذ القرارات املناسبة املبنية على معلومات دقيقة ومباشرة؛‬
‫‪ -‬إعادة النظر في حجم املوارد البشرية املتاحة ونوعيتها والعمل على رفع كفاءتها ومهاراتها تقنيا؛‬
‫‪ -‬تبسيط اإلجراءات وسرعة اإلنجاز ورفع مستوى أداء الخدمات؛‬
‫‪ -‬استيعاب أكبر عدد من املستفيدين في وقت واحد‪ ،‬حيث أن قدرة اإلدارة التقليدية بالنسبة إلى انجاز معامالتهم تبقى‬
‫محدودة‪.‬؛‬
‫‪ -‬القضاء على البيروقراطية بمفهومها الجامد وتسهيل تقسيم العمل والتخصص؛‬
‫‪ -‬التأكيد على مبدأ الجودة الشاملة بمفهومها الحديث (مثقال‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬صفحة ‪.)41‬‬
‫ومن بين خصائصها نجد أيضا مايلي‪:‬‬
‫‪ -‬استعمال تكنولوجيا املعلومات و االتصاالت في أداء االعمال وتقديم الخدمات؛‬
‫‪ -‬تأكيد رفع الكفاءة في األداء وتحقيق الفاعلية في التعامل؛‬
‫‪-‬القضاء على الهرمية و البيروقراطية في التنظيم؛‬
‫‪ -‬تبسيط اجراءات العمل ووضوحها وتقليل اإلستعمال الورقي؛‬
‫‪ -‬االستجابة السريعة ملتطلبات الزبائن ومنظمات األعمال‪ ،‬من خالل التفاعل فيما بينهم وانخفاض أوقات العمل (بن حسين‪،‬‬
‫‪ ،2014‬صفحة ‪.)7‬‬
‫‪ -5-1‬مراحل تطبيق اإلدارة اإللكترونية‪:‬‬
‫يتطلب التحول الكامل نحو االدارة االلكترونية املرور بمجموعة من املراحل‪ ،‬والتي تتضمن بعدين أساسيين هما‪:‬‬
‫البعد األول‪ :‬يتعلق بنقل األنشطة و العمليات الداخلية إألى أنشطة وعمليات يتم تنفيذها إلكترونيا وبوسائل إلكترونية‬
‫البعد الثاني‪ :‬يتضمن اإلدارة و تدفقات العمل إلكترونيا مع املستفيدين‪ ،‬وهذا األمر يتطلب تخطيط تلك النشاطات‬
‫وتنفيذها عبر مجموعة من املراحل املترابطة‪ ،‬على النحو التالي (مثقال‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬صفحة ‪:)42‬‬
‫املرحلة األولى‪ :‬نشر املعلومات ‪Trans mission‬‬
‫تتضمن هذه املرحلة جعل املعلومات متاحة رقميا للمستفيدين‪ ،‬وتأخذ املعلومات مسار حركة خطية تبدأ من املوقع وتنتهي‬
‫باملستفيدين؛‬
‫املرحلة الثانية‪ :‬التفاعل ‪Interactive‬‬
‫تتضمن هذه املرحلة إنشاء شبكات معلومات متطورة تتميز بالفاعلية و السرية و قدرات بحثية عالية‪ ،‬ويكون مسار الحركة‬
‫الخطية باتجاهين إذ تستفيد املؤسسة من التغذية العكسية الراجعة من املستفيدين و الزائرين من خالل أساليب‬
‫مختلفة؛‬
‫املرحلة الثالثة‪ :‬التعامل )التنفيذ) ‪Transaction‬‬
‫تتضمن هذه املرحلة عرض الخدمات و تقديمها إلكترونيا لللمستفيدين منها من خالل املواقع اإللكترونية املصاحبة‬
‫للتسهيالت اإللكترونية املختلفة كالبحث و االستفسار و غيرها؛‬
‫املرحلة الرابعة‪ :‬التكامل ‪Integration‬‬
‫يتحقق التكامل في هذه املرحلة ما بين العمليات الداخلية في املنظمة مع عملياتها الخارجية‪ ،‬وتحول األنشطة التقليدية‬
‫جميعها إلى أنشطة إلكترونية‪.‬‬
‫‪ -6-1‬أهم الفروقات بين التنظيم التقليدي و التنظيم االلكتروني‪:‬‬

‫‪134‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫إن تجسيد العمل باالدارة االلكترونية يؤدي بالتأكيد إلى إحداث تغيرات جذرية‪ ،‬لتلك العناصر واملتغيرات التي‬
‫عهدناها على مستوى اإلدارة التقليدية‪ ،‬سواء كان ذلك على مستوى الهيكل التنظيمي للمنظمات أو حتى على مستوى‬
‫التنظيم وعملية اتخاذ القرار‪ ،‬فضال عن تقليص واختزال الوقت واملسافة الذي ينبثق عن ممارسة اإلدارة اإللكترونية‬
‫والجدول أدناه يميز لنا اختالف تلك العناصر كما يوضح لنا أهم الفروقات الحاصلة بين التنظيم التقليدي والتنظيم‬
‫اإللكتروني (زرزار‪ ،2013 ،‬الصفحات ‪:)34-33‬‬
‫الجدول )‪ :)01‬التمييزبين اإلدارة التقليدية و اإلدارة اإللكترونية‬
‫التنظيم االلكتروني‬ ‫التنظيم التقليدي‬ ‫التصنيف‬
‫النظام االلكتروني في مأمن من التلف والتقادم‬ ‫املعامالت الورقية تتعرض للتلف مع مرور‬ ‫امليزة‬
‫ويمكن تأمينه عبر أكثر من وسيطتخزين إلكتروني‬ ‫الوقت‬
‫احتمال ضياع األوراق و املعامالت الن الحفظ صعوبة فقدان اي ملف على الشبكة أو بيانات من‬ ‫الحفظ‬
‫امللفات التي تم حفظها على السبكة االلكترونية‬ ‫يدوي‬
‫سهولة االسترجاع بالبحث في الشبكة عن اي‬ ‫الضياع‬
‫الوثائق الضائعة صعب استرجاعها‬
‫معلومة‬
‫غير مكلفة حيث ال تكلف إال ثمن وسيط التخزين‬ ‫التكاليف‬
‫ارتفاع تكاليف حفظ املعلومات واستخراجها‬
‫على الشبكة‬
‫تحتاج فقط لدرج تحفظ فيه االجهزة املحمل عليها‬ ‫مكان الحفظ‬
‫تحتاج غلى مخازن‬
‫البيانات‬
‫تضمن برامج الحماية عدم التالعب بامللفات‬ ‫تتأثر بالعامل البشري و يمكن التالعب‬ ‫الحماية‬
‫والبيانات‬ ‫بامللفات‬
‫يتم التعامل مع الحاسوب و موقع االدارة املعنية‬ ‫يكون التعامل مع املوظف وجها لوجه‬ ‫التوثيق والضبط‬
‫التعامل االلكتروني دون الحاجة ملعرفة املتعامل‬ ‫االجراءات‬
‫تخضع ملزاجية املوظف‬
‫معه‬
‫تتفاعل بسرعة وترد على املتعاملين في غضون‬ ‫التفاعل‬
‫بطيء يحتاج اليام و اشهر إلكتمال املعاملة‬
‫ساعات‬
‫تقدم خدماتها ‪ 24‬ساعة‪ 24 /‬ساعة‬ ‫محدود بالزمن الساعي في اليوم‬ ‫تقييم الخدمة‬
‫املصدر‪ :‬زرزار العياش ي (‪،)2013‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.34-33‬‬

‫‪ -6-1‬معوقات تطبيق اإلدارة اإللكترونية‪:‬‬


‫تعترض عملية التحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية عدة مشاكل ومعيقات متنوعة من بينها‪:‬‬
‫‪ -1-6_1‬املعوق ـ ــات اإلداری ـ ــة‪:‬‬
‫‪ -‬ضعف التخط ــیط والتنسيق من قبـل اإلدارة العلیـا إلنجـاز املشـروع‪ ،‬سـواء مـن جانـب تحدیـد الوقت املالئم لبدء التنفیـذ‬
‫أو سماح الظ ـرف بذلك من عدمه‪ ،‬مما یستدعي التأجیـل حتى تتهیأ األجواء املناسبة؛‬
‫‪ -‬اســتهانة بعض القیـادات بضرورة متابعة خطـوات مشـروع التحول ومراقبة تطوراته تحسبا لظهور عارض أوحاجة تل ــزم‬
‫املشروع وق ــت تنفی ــذه وللتأك ــد من أن خط ــة التحول تطب ــق ب ـإلتزام وعلى نحو صحیح؛‬
‫‪ -‬مـن املمكن أن تستعين املؤسسات التي تطبـق اإلدارة اإللكترونیة بخب ـرات وتجــارب مؤسسات وأجهـزة إداریة سبقتها إلى‬
‫هـذه التجربة‪ ،‬مم ــا یس ـهل التطبیق ویجن ــب الجهة املستعینة ما وقعت فیه الجهة السابقة من مزالق ومشكالت؛‬

‫‪135‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫‪ -‬تعد اإلجراءات اإلداریة غیـر املرنـة غیـر املتحمس ـة ملشروع اإلدارة اإللكترونیـة أحد املعوقـات التـي تقـف في وجه التطبیـق‬
‫مما یفـرغ املشروع من مضمونه فیتحول إلى مج ــرد ممارسات تقنیة مفككة؛‬
‫‪ -‬اإلنصراف عن التركيز على بعض العملیـات التي تعد محاور رئیســیة وجوهریة للتحول املفی ــد لإلدارة‪ ،‬واالهتمام بـبعض‬
‫النقاط واملفاهیم التي ال تعدو كونهــا إعادة لترتیــب املقاعـد اإلداریـة‪ ،‬دون أن یسـتفاد من التجربة وجوهرها فنجد أنفسنا‬
‫أمـام إدارة إلكترونیة ت ـدار بالحواسيب؛‬
‫‪ -‬سیطرة املفاهیم التقلیدیـة البيروقراطیة على أجواء العمل اإلداري في اإلدارة وعدم التمكن من تجاوزها أو الحد من‬
‫تأثيره ـا‪ ،‬وعدم تهیئـة األفراد نفسيا ٕوا ش ـعارهم بأهمیة دورهم وأنهم جزء من عملیة التحول والنجاح (الحسن‪ ،‬مرجع سبق‬
‫ذكره‪ ،‬الصفحات ‪.)188-187‬‬
‫‪ -2-6_1‬املعوق ـ ــات البشرية‪:‬‬
‫‪ -‬عزوف الكفاءات املتميزة عن العمل في اإلدارات العمومیة لقلة الحوافز؛‬
‫‪ -‬قلة العناصر البشریة املدربة والقادرة عل ـى التعامل والتشغیل والصـیانة لهـذه التقنی ــة الجدی ــدة واملعقدة؛‬
‫‪ -‬ضعف الوعي الثقـافي بتكنولوجی ـا املعلومات واالتصاالت على املستوى االجتماعي والتنظیمي؛‬
‫‪ -‬عدم توافر الحافز القوي لدى األفراد إلنجاح عملیــة التحول وعدم إحساس ــهم بــأنهم ج ــزء م ــن عملیة التحول والنجاح؛‬
‫‪ -‬مقاومــة العاملين للتغییــر والخوف من فقدان وظــائفهم ومـن ذلــك تنــامي شــعور بعــض املــدیرین وذوي السلطة بأن التغیير‬
‫یشكل تهدیدا لسلطتهم؛‬
‫‪ -‬ضعف مهارات اللغ ــة األجنبی ــة لدى بعض املوظفين والخوف من التعامل م ــع األجهزة اإللكترونیة؛‬
‫‪ -‬عدم تشجیع املس ــؤولين وأجهزة اإلعـالم لألفراد عل ــى ال ــتعلم الذاتي لبرامج وتطبیقات اإلدارة اإللكترونیة وتقنیة املعلومات‬
‫(القحطاني ش‪ ،2006 ،.‬صفحة ‪.)33‬‬
‫‪ -3-6 -1‬املعوق ـ ــات املالية‪:‬‬
‫‪ -‬قلة املوارد للمؤسسات املخصصة للبنیة التحتیـة الالزمة لتطبیـق اإلدارة اإللكترونیة‪ ،‬وخاصة إنشاء الشبكات وربط‬
‫املواقع وتطویر األجهزة والبرامج؛‬
‫‪ -‬قلة تـوفير املخصصات املالیـة التي تحتــاج إليها عملیات التدریب والتأهیل من أجـل تطبیق اإلدارة اإللكترونیة؛‬
‫‪ -‬التكلفة العالیة للبرمجیات واألجهزة اإللكترونیة؛‬
‫‪ -‬تكلفة استخدام شبكة االنترنت (سعيدي‪ ،2013 ،‬صفحة ‪.)93‬‬
‫‪ -4-6-1‬املعوق ـ ــات التشريعية )القانونية و التنظيمية)‪:‬‬
‫‪ -‬قصور التشریعات والقوانين مث ــل قواع ــد اإلثبـات والحجیة واملصداقیة‪ ،‬ممـا یجعـل الخوف كبيرا داخـل املقدمين على‬
‫خوض التعامالت اإللكترونیة في ظـل غیاب ما یثب ــت حقوقهم من الوثائق وعدم اإلعتراف بحجیة الوثائق اإللكترونیة‬
‫اإلعتراف بمصداقیتها؛‬
‫‪ -‬عدم صالحیة األنظمة واللوائح التقلیدیـة املعمول بها لتطبيقها عل ــى اإلدارة واملعامالت اإللكترونی ـة‪ ،‬مما یجعل هذا‬
‫البـدیل ال یفي بالحاجة في ظـل غیـاب األنظمـة واللوائح التي تضبط عالقات العمل والتعاون داخل اإلدارات اإللكترونیة؛‬
‫‪ -‬تأخر وضع التشریعات القانونیة التي تضمن اعتماد التوقیـع اإللكترونـي والتعامل مـع البرید اإللكتروني والتحقق من‬
‫شخصیة طالب الخدمة؛‬

‫‪136‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫‪ -‬غی ــاب التشریعات التي تجرم مخترق شـبكات اإلدارة اإللكترونیة وتض ــع العقوبات الرادعـة ملرتكب ـي تل ــك الجـرائم‪ ،‬یجع ــل‬
‫املتعاملين مع هذه ال ــدوائر ال یشــعرون باألمان إل ــى درجة االبتعاد عن املعامالت اإللكترونیة قدر اإلمكان (الحسن‪ ،‬مرجع‬
‫سبق ذكره‪ ،‬الصفحات ‪.)196-195‬‬
‫‪ -5-6 -1‬املعوق ـ ــات األمنية‪:‬‬
‫‪ -‬الجانب األمني التقني ویتعلق باألنظمة التقنیة والشبكة واألجهزة والبرامج املستفاد منها؛‬
‫‪-‬الجانب اإلنساني ویتعلق بتصرفات اإلنسان املستفید واملستخدم؛‬
‫‪-‬الجانب البیئي ویقصد به البیئة الطبیعیة املحیطة بالتقنیات املستخدمة (القدوة‪ ،2010 ،‬صفحة ‪.)62‬‬
‫‪ -2‬ماهية الجماعات املحلية‪:‬‬
‫يعتبر النظام اإلداري أحد الركائز والدعائم الهامة لدى الدولة‪ ،‬إذ بدونه تعجز عن تنفيذ سياستها العامة‪ ،‬وتختلف‬
‫أساليب هذا النظام من دولة ألخرى حسب نظامها السياس ي واإلداري ووفق مقتضيات موروثها الثقافي والتاريخي‪.‬‬
‫في الجزائر يعبر عن الوحدات اإلدارية اإلقليمية بالجماعات املحلية‪ ،‬والتي هي صورة من صور الالمركزية اإلدارية يختلف‬
‫شرح مفهومها تبعا لتعدد زواياها املتشعبة لدى الباحثين‪ ،‬سواء من حيث استقاللية اإلقليم وطبيعة الحكم والسلطة أو‬
‫من حيث منظورها كإدارة عامة تعتمد التنظيم املعتمد لدى الدولة‪ ،‬وقبل الخوض في شرح مفهومها وجب التطرق إلى‬
‫املفاهيم املرتبطة بالنظام اإلداري و أوجهه املختلفة‪.‬‬
‫‪ -1-2‬تعريف الالمركزية اإلدارية‪ :‬هي عملية توزيع الوظيفة اإلدارية بين السلطة التنفيذية و الهيآت األخرى سواء كانت‬
‫منتخبة كالبلديات أواملؤسسات العامة (يكن‪ ،1955 ،‬صفحة ‪.)250‬‬
‫تأخذ الالمركزية صورتين ‪ ،‬األولى تعنى بمفهومها كمصلحة أوخدمة إدارية عامة منفردة‪ ،‬بينما تأخذ الصورة الثانية مفهوما‬
‫مغايرا كما يلي‪:‬‬
‫‪ -1-1-2‬الالمركزية اإلدارية املرفقية )املصلحية)‪ :‬يقصد بها اسـتقالل مرفق عام أو مرافق عامـة بـإدارة شـؤونه بنفـسه‬
‫دون أن يكون للسلطة املركزية التدخل بأمره‪ ،‬فتمنح لـه الشخصية املعنويـة وتجعـل منـه شخـصا إداريـا ينفـرد بــشؤونه‬
‫ويعالجهــا ضــمن إطــار الرقابــة (األيوبي‪ ،‬د ت‪ ،‬صفحة ‪.)29‬‬
‫‪ -2-1-2‬الالمركزية اإلدارية االقليمية )املحلية)‪ :‬هي مـنح جزء من إقلــيم الدولة الشخصية املعنويــة وســلطة إدارة مرافقـه‬
‫املحليـة باالسـتقالل املـالي واإلداري عـن الدولة (القيس ي‪ ،2007 ،‬صفحة ‪.)27‬‬
‫‪ -2-2‬النظام اإلداري‪ :‬هو ذلك الكيان املتكامل الذي يمثل اإلطار العام للعمل اإلداري في مجتمع ما‪ ،‬وهو يمثل تركيبا معقدا‬
‫ً‬
‫يتكون من أجزاء متعاونة ومتفاعلة‪ ،‬فبالتالي هو مجموعا فرعيا داخل النظام اإلداري األكبر‪ ،‬يتكون من التفاعالت بين‬
‫متغيرات عدة‪ ،‬فيمثل كل منها نظاما لنظام اإلداري أصال من فلسفة‪ ،‬لهذا النظام هيكله‪ ،‬النظم والقواعد‪ ،‬اإلجراءات‬
‫والعمليات‪ ،‬األفراد‪ ،‬املستوى الفني للتنظيم‪ ،‬كما تستمد األنظمة اإلدارية فلسفتها من النظم االجتماعية واالقتصادية‬
‫السائدة في املجتمع‪ ،‬وهي تعكس درجة التقدم أو التخلف االقتصادي والثقافي (السلمي‪ ،1999 ،‬صفحة ‪.)67‬‬
‫‪ -3-2‬تعريف الجماعات املحلية‪:‬‬
‫لقد اختلف تعريفها من حيث التشريعات و الدساتير املختلفة في الدول حيث‪:‬‬
‫‪ -‬عرفها الكاتب الفرنس ي "فالين" (‪ ) Waline‬بالقول على أنها‪ ":‬نقل سلطة إصدار قرارات ادراية إلى مجالس منتخبة بحرية‬
‫من املعنيين" (الشخلي‪ ،2001 ،‬صفحة ‪.)20‬‬
‫‪ -‬وعرفهـا الفقيـه "ريفيـرو"(‪ ) Rivero‬بـأن‪ :‬التنظـيم الالمركـزي يوجـد حينمـا يعطـي القـانون ألعـضاء منتخبـين بواسـطة‬
‫وحــدات إداريــة ذات شخــصية اعتباريــة مــستقلة ســلطة إصــدار ق ـرارات فــي كــل أو بعــض مــا يتعلـق بالشؤون املحلية لتلك‬
‫الهيئات)‪. (Jean Revero, 1965, p. 280‬‬

‫‪137‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫وفي الفقـه العربـي عرفهـا الـدكتور "محمـد عبـد هللا العربـي" بـالقول‪" :‬هـي هيئـات منتخبـة مـن أهـل الوحــدة املحليــة‪ -‬إمــا‬
‫انتخابــا يــشمل جميــع أعــضائها أو يــشمل أكثــريتهم – هيئــات تعهــد إليهــا اإلدارة املركزيـة بكـل ‪ -‬أو بعـض‪ -‬املرافـق والـشؤون‬
‫املحليـة" (العربي‪ ،1967 ،‬صفحة ‪.)43‬‬
‫أما املشرع الجزائري فقد عرفها من خالل قانوني البلدية و الوالية حيث نص القانون رقم ‪ 10 /11‬املؤرخ في ‪ 03‬جويلية‬
‫‪ 2011‬املتعلق بقانون البلدية على مايلي‪" :‬البلدية هي الجماعة اإلقليمية القاعدية للدولة‪ ،‬وتتمتع بالشخصية املعنوية‬
‫والذمة املالية املستقلة وتحدث بموجب قانون (الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬قانون البلدية ‪ 11/10‬العدد ‪،2011 ،37‬‬
‫الصفحات ‪.")28-4‬‬
‫كما نصت املادة األولى من القانون رقم ‪ 07/12‬املؤرخ في ‪ 29‬فيفيري ‪ 2012‬على مايلي‪" :‬الوالية هي الجماعة االقليمية للدولة‬
‫وتتمتع بالشخصية املعنوية والذمة املالية‪ ،‬وهي أيضا الدائرة االدارية غير املمركزة للدولة وتشكل بهذه الصفة فضاء لتنفيذ‬
‫السياسات العمومية التضامنية والتشاورية بين الجماعات االقليمية والدولة‪ ،‬وتساهم مع الدولة في ادارة وتهيئة اإلقليم‬
‫والتنمية االقتصادية واالجتماعية والثقافية وحماية البيئة‪ ،‬وكذا حماية وترقية وتحسين اإلطار املعيش ي للمواطنين‪،‬‬
‫وتتدخل في كل مجاالت االختصاص املخولة لها بموجب القانون شعارها هو بالشعب وللشعب وتحدث بموجب القانون‬
‫(الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬قانون الوالية ‪ 12/07‬العدد ‪ ،2012 ،12‬الصفحات ‪.")25-5‬‬
‫نستنتج أن الجماعات املحلية هي وحدة اقليمية مقسمة جغرافيا تابعة إلقليم الدولة‪ ،‬وهي عبارة عن هيآت عمومية‬
‫مستقلة لها ذمة مالية وتتمتع بالشخصية املعنوية‪ ،‬تخضع لسلطة الدولة وتعتمدفي تسييرها على مبادئ وقواعد القانون‬
‫والتنظيم املعمول به‪ ،‬لها دور سياس ي واقتصادي واجتماعي‪ ،‬كما تقوم بتقديم الخدمات اإلدارية للمواطنين وتسهر على‬
‫تنفيذ سياسة الدولة التنموية من خالل توزيع املشاريع في كل من املدن والقرى واملداشر التابعة لها وفق التقسيم اإلداري‬
‫و الجغرافي للدولة‪.‬‬
‫‪ -4-2‬تعريف اإلدارة املحلية‪ :‬هي توزيــع الوظيفــة اإلداريــة بــين الحكومــة ( الــسلطة املركزيــة ) وبــين هيئــات محلية‬
‫منتخبة‪،‬وتمثل تمثيال صادقا للـسكان املحليـين ويكـون لهـا سـلطة البـت والتـصرف فـي املـسائل املحليـة التي تخص مصالح‬
‫السكان املحليين تحت رقابة السلطة املركزية (حمدي‪ ،1973 ،‬صفحة ‪.)5‬‬
‫ومن خالل ماسبق نستنتج أن اإلدارة املحلية هي أسلوب من أساليب النظام اإلداري للدولة يهدف إلى تنظيم املرافق العامة‬
‫والوحدات اإلدارية اإلقليمية من أجل القيام بتسيير الحياة العامة وتقديم الخدمات اإلدارية املختلفة للمواطنين من جهة‪،‬‬
‫وتوزيع مشاريع التنمية التي تخدم الصالح العام من جهة أخرى‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الدراسة امليدانية ألثرالبيئة الداخلية على تطبيق اإلدارة اإللكترونية بكل من بلدية ودائرة آفلو‬
‫‪ -1‬عرض ألبرز امللفات و املصالح التي بدأت في إرساء قواعد اإلدارة اإللكترونية ‪:‬‬
‫مواصلة لتنفيذ استراتيجية وزارة الداخلية و الجماعات املحلية الرامية إلى رقمنة عملية لكافة البيانات‬
‫اإلحصائية التي تنتجها الجماعات املحلية‪ ،‬قامت بتفعيل استعمال النظام املعلوماتي ملتابعة عدة ملفات كجزء من النظام‬
‫املعلوماتي الجغرافي اإلقليمي املساعد على اتخاذ القرار‪ ،‬ومن بين امللفات التي أصبحت تعالج إلكترونيا نجد مايلي‪:‬‬
‫‪ -1-1‬على مستوى مقردائرة آفلو‪:‬‬
‫‪ -1-1-1‬وضع حيزالخدمة بطاقية السكن‪ :‬حيث تم إنشاء بطاقية معلوماتية خاصة بأنواع الصيغ السكنية على مستوى‬
‫الدوائر بواسطتها تعالج عدة نقاط كانت تشكل عبئا في السابق على اإلدارة واملوظفين خصوصا في ظل ارتفاع عدد طالبي‬
‫السكن‪ ،‬ومن بين امللفات املعالجة والتي يتم تحيينها دوريا من طرف املوظفين املكلفين‪ ،‬لإلشارة هم يحوزون على كلمة‬
‫املرور للولوج لهذه املنصات اإللكترونية‪:‬‬
‫‪ -‬بطاقية طالبي السكن املتوفين؛‬

‫‪138‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫‪ -‬بطاقية طالبي السكن العمومي االيجاري(‪ ) LPL‬؛‬


‫‪ -‬بطاقية طلبات السكن الريفي؛‬
‫‪ -‬طلبات التجزئات االجتماعية‪.‬‬
‫تحوي هذه التطبيقات مجموعة من البيانات الخاصة بطالب صيغة السكن‪ ،‬حيث يقوم املوظف بملئها بعد أن‬
‫يدخل الرقم السري الخاص بكلمة املرور للمستخدم‪ ،‬جدير بالذكر إلى أن هناك خانات خاصة للتعديل وأخرى للمعاينة‬
‫والحفظ‪ ،‬حتى يتفادى املستخدم األخطاء بعد ذلك في البيانات املتمثلة أساسا في‪:‬‬
‫الرقم الوطني اآللي للحالة املدنية‪ ،‬الرقم التعريفي الوطني‪ ،‬رقم شهادة امليالد‪ ،‬تاريخ ومكان امليالد‪ ،‬اللقب واالسم لطالب‬
‫الصيغة السكنية( باللغتين العربية والفرنسية)‪ ،‬اسم االب‪ ،‬اسم االم‪ ،‬العنوان‪ ،‬تاريخ الطلب‪ ،‬الحالة العائلية‪.‬‬
‫ويجب التنويه هنا إلى أنه في حالة كانت الحالة العائلية لطالب الصيغة السكنية‪ :‬متزوج(ة) أو أرمل(ة)‪ ،‬ينتقل املستخدم‬
‫مباشرة ملأل معلومات الزوج (ة) حتى تكون املعلومات كاملة من أجل التحقيق‪.‬‬
‫وبالرغم من ايجابية هذه القفزة النوعية في تسيير هذا امللف الشائك‪ ،‬غير أن الكثير من األخطاء في البيانات الراجعة‬
‫للعامل البشري قد تحرم املواطن من اإلستفادة‪ ،‬ضف إلى ذلك أن عملية التصحيح تستغرق آجاال طويلة و إجراءات‬
‫معقدة ومراطونية‪.‬‬
‫‪ -2-1-1‬النظام املعلوماتي لتسيير و متابعة برامج التجهيز العمومي ‪ :‬يعتبر هذا النظام املعلوماتي اإللكتروني جزءا من‬
‫النظام اإلقليمي الشامل املساعد على اتخاذ القرار‪ ،‬حيث يمكن املسؤولين املحليين واملركزيين من متابعة تنفيذ مختلف‬
‫البرامج التنموية من خالل توفير اثنان وعشورن (‪ )22‬واجهة احصائية‪ ،‬فهو عبارة عن وسيلة تسمح بمتابعة مشاريع‬
‫التجهيز واالستثمار العمومي عبر جميع املراحل (التسجيل‪ ،‬التعاقد‪،‬اإلنجاز املادي واملالي‪ ،‬وأخيرا الغلق)‪،‬ليكون بذلك‬
‫أداة تسيير لهذه البرامج بالنسبة لصاحب املشروع على املستوى املحلي‪ ،‬وأداة تقييم ومتابعة أكثر نجاعة بالنسبة لإلدارة‬
‫املركزية‪ ،‬كما أنه أداة قياس وتقييم املجهود املالي للدولة والجماعات املحلية املوجه لدعم التنمية املحلية‪،‬وتقدير‬
‫االحتياجات املالية الالزمة للتكفل باملشاريع التنموية على املستوى املحلي‪.‬‬
‫ومن أجل نجاح هذا النظام وبلوغه األهداف املرجوة‪ ،‬وضعت وزارة الداخلية والجماعات املحلية دليال خاصا‬
‫باملستخدم يوضح كل البرامج املدرجة والتعليمات الواجب اتباعها في كيفية إدراج البيانات ويتعلق األمر بكل من‪:‬‬
‫▪ العمليات املسجلة على عاتق ميزانية الدولة للتجهيز وتشمل البرامج القطاعية غير املمركزة ( تتولى عملية تحيينها‬
‫ومتابعتها عبر النظام اإللكتروني مصلحة التلخيص املتواجدة بمقر الوالية – األمانة العامة ‪)-‬‬
‫▪ مشاريع التجهيز املمولة على عاتق صندوق التضامن و الضمان للجماعات املحلية ( تتولى عملية تحيينها ومتابعتها عبر‬
‫النظام اإللكتروني مصالح مديرية االدارة املحلية بمقر الوالية)‬
‫▪ مشاريع التجهيز واالستثمار املسجلة على عاتق ميزانيات الجماعات املحلية البلدية و الوالية( تتولى عملية تحيينها‬
‫ومتابعتها عبر النظام اإللكتروني الدائرة بالتعاون مع مختلف البلديات التابعة لها اقليميا)‬
‫يتضمن النظام اإللكتروني جميع املعلومات املتعلقة بالعمليات واملشاريع كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬عنوان القطاع‪ ،‬القطاع الفرعي والباب؛‬
‫‪ -‬مبلغ البرنامج الجاري لكل عملية؛‬
‫‪ -‬رقم وعنوان العملية؛‬
‫‪ -‬رخصة البرنامج األولية لكل عملية؛‬
‫‪ -‬مبالغ إعادة التقييم لكل عملية؛‬

‫‪139‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫‪ -‬مبالغ استهالك اعتمادات الدفع التجميعية؛‬


‫‪ -‬استهالك اعتمادات الدفع لكل عملية؛‬
‫‪ -‬وضعية تقدم األشغال ومعدلها؛‬
‫‪ -‬الصور الفوتوغرافية التي توضح مدى التقدم املادي لكل عملية‪.‬‬
‫‪ -3-1-1‬أنظمة املعلومات الخاصة بالشؤون االجتماعية‪ :‬انطلقت مصالح الدائرة في وضع قاعدة بيانات خاصة بها قصد‬
‫رقمنتها مستقبال و ترقيتها إلى نظام إلكتروني يقوم باملعالجة اآللية لقوائم املستفيدين‪ ،‬وذلك بعد تشغيل شبكة‬
‫اإلكسترانت مستقبال‪ ،‬التي تسمح ملصالح الدائرة بالولوج إلى مصالح هيآت أخرى من أجل التحقيق حول الفئات‬
‫املعوزة املتعلقة أساسا بشرائح معينة وهي‪ -:‬بطاقية منحة قفة رمضان‪ ،‬و بطاقية املنحة املدرسية‪ ،‬كما تم إنشاء‬
‫بطاقية خاصة باملواطنين الراغبين في التسجيل ألداء مناسك الحج ‪ ،‬تسمح بإجراء القرعة إلكترونيا‪.‬‬
‫‪ -4-1-1‬منصة استقبال شكاوى وانشغاالت املواطن‪ :‬تسمح هذه املنصة اإللكترونية باستقبال عرائض وانشغاالت‬
‫املواطنين‪ ،‬حيث باستطاعة أي مواطن أومختلف فعاليات املجتع املدني( رؤساء جمعيات‪ ،‬رؤساء أحياء‪ ،‬أعيان‬
‫مجتمع‪....‬إلخ)‪ ،‬يمكنهم الولوج إلى املنصة لتدوين الشكاوى عبر املوقع اإللكتروني‪ ،‬باإلضافة إلى كونها منبرا إلبداء آرائهم‬
‫واقتراحاتهم في كل املجاالت و بكل حرية‪ ،‬وفور تلقي اإلشعار بالعريضة يقوم املوظف املكلف بمتابعة املنصة بتحويل‬
‫العريضة إلى القطاع أو املصلحة املعنية باإلنشغال أوفحوى العريضة لتتم عملية التنسيق قصد التكفل بها في الوقت‬
‫املحدد والرد على املواطن صاحب العريضة‪.‬‬
‫‪ -2-1‬على مستوى مصالح بلدية آفلو‪:‬‬
‫‪ -1-2-1‬رقمنة وثائق الحالة املدنية‪ :‬تم رقمنة جميع السجالت الخاصة بالحالة املدنية‪ ،‬وهاهو اليوم يستفيد املواطن من‬
‫خدمات ذات جودة عالية وفي مدة وجيزة على عكس ما كان عليه األمر في السابق‪ ،‬حين كانت كل وثائق الحالة املدنية (‬
‫شهادة امليالد‪ ،‬بطاقة اإلقامة‪ ،‬شهادة البطاقة العائلية‪ ،‬شهادة الوفاة‪ )...‬تحرر يدويا وتستغرق مدة زمنية طويلة‪ ،‬إال‬
‫أن مشكلة التصديق اإللكتروني حالت دون تطوير هذه الخدمة‪ ،‬حتى يستطيع املواطن استخراج وثائقه عبر الشبكة‬
‫العنكبوتية دون الحاجة إلى التنقل ملصلحة الحالة املدنية‪.‬‬
‫‪ -3-2-1‬مصلحة الوثائق البيومترية‪ :‬تختص هذه املصلحة اإللكترونية بمعالجة البيانات الخاصة باملواطنين طالبي وثائق‬
‫الهوية ) بطاقة التعريف الوطنية‪ ،‬جواز السفر)‪ ،‬حيث يوجد باملصلحة مجموعة من املكاتب املترابطة و املكملة‬
‫لبعضها ‪ ،‬والتي تقوم بكافة إجراءات ضبط البيانات واملعلومات الخاصة بطالب الوثيقة‪ ،‬ثم تحويلها إلكترونيا للمركز‬
‫الجهوي البيومتري املتواجد على مستوى والية األغواط الخاص بإنجاز و إصدار املستندات والوثائق البيومترية‪ ،‬وبعد‬
‫إنجازها يقوم هذا األخير بتحويلها ليستلمها أصحابها بذات املصلحة‪ ،‬والتي تحوي املكاتب التالية‪:‬‬
‫‪ -‬مكتب اإلستقبال و املواعيد‪ :‬مهمته استقبال املواطن و تعيين موعد لتقديم امللف؛‬
‫‪ -‬مكتب التدقيق وفحص امللفات‪ :‬مهمته فحص وثائق امللف و التأكد من صحتها؛‬
‫‪ -‬مكتب حجز البيانات‪ :‬مهمته إدخال املعلومات و البيانات الخاصة بطالب الوثيقة بالنظام اآللي؛‬
‫‪ -‬مكتب البصمة و الصورة البيومترية ‪ :‬مهمته رفع البصمة و أخذ الصورة واإلمضاء من املعني؛‬
‫‪ -‬مكتب املصادقة على املعلومات‪ :‬يقوم رئيس املصلحة بالتصديق على امللف بعد أن يتأكد من عدم وجود أخطاء في‬
‫املراحل السابقة؛‬
‫‪ -‬مكتب التحوبل من أجل اإلنجاز‪ :‬يحول امللف املعالج إلكترونيا إلى املركز البيومتري من أجل إنجاز الوثيقة املطلوبة‪.‬‬
‫تجدر اإلشارة إلى أن املصلحة البيومترية قد انطلقت مؤخرا في إنجاز رخص السياقة البيومترية للناجحين الجدد‪ ،‬على أن‬
‫تعمم العملية مستقبال على جميع طالبي هذه الوثيقة‪.‬‬

‫‪140‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫‪ 4-2-1‬ملف تنظيم ومر اقبة حركة السيارات و املركبات‪ :‬يتوفر املكتب على نظام معلوماتي يسهل عملية متابعة حركة‬
‫جميع املركبات والسيارات عبر واليات الوطن‪ ،‬كما يتيح التأكد من صحة البيانات املقدمة من طرف طالبي وثيقة البطاقات‬
‫الرمادية‪ ،‬أو بطاقات املراقبة عند تحويل املركبة إلى ترقيم والية أخرى‪ ،‬وكذا فحص ملفات السيارات املستوردة‪ ،‬إال أن‬
‫الوثيقة املنجزة التزال تقليدية لحد الساعة‪ ،‬وذلك بسبب عدم توحيد الرقم التعريفي التسلسلي وطنيا للبطاقة الرمادية‪.‬‬
‫‪ -2‬الدراسة امليدانية ألثرالبيئة الداخلية على تطبيق اإلدارة اإللكترونية‪:‬‬
‫توجد لدينا من خالل هذه الدراسة متغيرين مستقلين ومتغير تابع وهذا حتى نتمكن من اإلجابة عن إشكالية‬
‫الدراسة و تحقيق فرضياتها‪ ،‬حيث يمكن إجمالها في ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬املتغير املستقل )‪ :)X‬وهو البيئة الداخلية و تشمل العناصر التالية‪( :‬املناخ التنظيمي (‪ ،)X1‬الثقافة التنظيمية (‪،)X2‬‬
‫ويتم قياسهما بدرجة استجابات أفراد عينة الدراسة على املحور الثاني من االستبانة و املحددة باألسئلة من السؤال‪ 01‬إلى‬
‫السؤال ‪.09‬‬
‫‪ -‬املتغير التابع)‪ :)Y‬وهو تطبيق اإلدارة االلكترونية‪ ،‬يتم قياسه بدرجة استجابات أفراد عينة الدراسة على املحور الثالث‬
‫من اإلستبانة و املحددة باألسئلة من السؤال‪ 10‬إلى السؤال ‪.18‬‬
‫‪ -1-2‬صدق وثبات األداة املستخدمة في الدراسة‪ :‬تم التأكد من ثبات أداة الدراسة ( اإلستبيان ) عن طريق حساب معامل‬
‫ألفاكرونباخ باإلستعانة ببرنامج ‪ ،SPSS 22‬والجدول أدناه يوضح قيمة معامل الثبات لالتساق الداخلي ألفاكونباخ لألداة‬
‫ككل ولكل مجال من مجاالت الدراسة‪.‬‬
‫الجدول )‪ :)01‬معامل ألفاكرونباخ لإلستبانة ككل و ملجاالتها‬
‫ألفاكونباخ‬ ‫عدد العبارات‬ ‫املجال‬
‫‪0.846‬‬ ‫‪05‬‬ ‫املناخ التنظيمي‬
‫‪0.725‬‬ ‫‪04‬‬ ‫الثقافة التظيمية‬
‫‪0.827‬‬ ‫‪9‬‬ ‫تطبيق االدارة االلكترونية‬
‫‪0.955‬‬ ‫‪18‬‬ ‫مجموع عبارات االستبيان‬
‫املصدر‪:‬من إعداد الباحثان على ضوء مخرجات‪. SPSS 22‬‬
‫يالحظ من خالل الجدول أعاله أن معامل ألفاكرونباخ الكلي يساوي (‪ ) 0.955‬أي أكبر من ‪ 0.6‬وهذا يدل على أن‬
‫أداة الدراسة تتمتع بالثبات فيما يخص عينة الدراسة‪ ،‬كما أن معامالت االتساق الداخلي ملتغيرات الدراسة تفوق ‪ 0.7‬وهي‬
‫قيمة جد مقبولة ألغراض التحليل‪ ،‬إذ أنها تجاوزت الحد األدنى املعتمد في مثل هذه الدراسات‪ ،‬مما يعني إمكانية اإلعتماد‬
‫على االستبيان في قياس املتغيرات املدروسة واعطاء نتائج متوافقة مع اجابات أفراد العينة عبر الزمن‪ ،‬وبالتالي يمكن تعميم‬
‫نتائج االستبيان على كل مجتمع الدراسة‪.‬‬
‫‪ -2-2‬عرض نتائج الدراسة و االختبارات االحصائية‪:‬‬
‫تم االستعانة ببرنامج ‪ SPSS 22‬في عملية التفريغ والتحليل اإلحصائي للبيانات و اختبار فرضيات الدراسة حيث‬
‫اشتملت على األساليب اإلحصائية التالية‪:‬‬
‫▪ املتوسطات الحسابية و االنحرافات املعيارية ملعرفة اتجاهات إجابات أفراد العينة‪.‬‬
‫▪ نموذج االنحدار الختبار العالقة بين املتغيرات املستقلة و املتغير التابع‪.‬‬
‫‪ -1-2-2‬عرض نتائج الدراسة‪:‬‬
‫الجدول )‪ : )02‬اتجاه أفراد العينة اإلحصائية املدروسة فيما يخص تو افرعناصراملناخ التنظيمي‪.‬‬

‫‪141‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫االنحراف االتجاه‬ ‫املتوسط‬ ‫العبارة‬ ‫الرقم‬


‫املعياري‬ ‫الحسابي‬
‫محايد‬ ‫‪0.92‬‬ ‫‪3.08‬‬ ‫يتوافق الهيكل التنظيمي الحالي مع متطلبات تطبيق اإلدارة اإللكترونية‬ ‫‪01‬‬
‫موافق‬ ‫‪0.75‬‬ ‫‪3.76‬‬ ‫تساهم التكنولوجيا املستخدمة في سرعة وجودة نوعية الخدمات املقدمة‬ ‫‪02‬‬
‫محايد‬ ‫‪0.83‬‬ ‫‪3.06‬‬ ‫توجد ثقة وتعاون بين املوظفين وأساليب العمل جماعية‬ ‫‪03‬‬
‫محايد‬ ‫‪1.71‬‬ ‫‪3.30‬‬ ‫تستخدم االدارة وسائل اتصال حديثة‬ ‫‪04‬‬
‫محايد‬ ‫‪0.88‬‬ ‫‪2.74‬‬ ‫تمنح حوافز مادية ومعنوية للمتميزين في أداء أعمالهم‬ ‫‪05‬‬
‫محايد‬ ‫‪0.66‬‬ ‫‪3.19‬‬ ‫متوسط عبارات محور املناخ التنظيمي‬
‫املصدر‪:‬من إعداد الباحثان اعتمادا على مخرجات‪. SPSS 22‬‬
‫يوضح الجدول أعاله املتعلق ببعد املناخ التنظيمي أن االتجاه العام للبعد ككل كان محايدا‪ ،‬بمتوسط حسابي‬
‫قدر بـ (‪ )3.30‬وانحراف معياري (‪ )0.66‬مما يوحي بوجود تجانس لإلجابات‪ ،‬وقد يكون سبب هذا الحياد راجع لكون البيئة‬
‫الداخلية والتنظيمية ال توفر ألفرادها ما يحتاجونه من معلومات ودعم وانتماء خاصة تلك العناصر املرتبطة بخصائص‬
‫اإلدارة العليا مثل الهيكل التنظيمي و القيادة و اإلتصال‪.‬‬
‫الجدول )‪ : )03‬اتجاه أفراد العينة اإلحصائية املدروسة فيما يخص تو افرمكونات الثقافة التنظيمية‪.‬‬
‫االتجاه‬ ‫االنحراف‬ ‫املتوسط‬
‫العبارة‬ ‫الرقم‬
‫املعياري‬ ‫الحسابي‬
‫محايد‬ ‫‪0.69‬‬ ‫‪3.18‬‬ ‫أتلقى التدريب املناسب للرفع من مستوى أدائي في ممارسة التقنيات الحديثة‪.‬‬ ‫‪01‬‬
‫موافق‬ ‫‪1.66‬‬ ‫‪3.78‬‬ ‫أعتقد أن جماعية العمل تحقق أداءا أفضل‬ ‫‪02‬‬
‫موافق‬ ‫‪1.55‬‬ ‫‪3.78‬‬ ‫اللوائح و التنظيمات املوجودة أهم من األعراف في بيئة العمل‬ ‫‪03‬‬
‫محايد‬ ‫‪0.70‬‬ ‫‪3.34‬‬ ‫أتوقع من اإلدارة تكثيف جهودها لتطبيق االدارة االلكترونية‪.‬‬ ‫‪04‬‬
‫مو افق‬ ‫‪0.53‬‬ ‫‪3.52‬‬ ‫متوسط عبارات محور الثقافة التنظيمية‬
‫املصدر‪:‬من إعداد الباحثان اعتمادا على مخرجات‪. SPSS 22‬‬
‫يوضح الجدول أعاله املتعلق ببعد الثقافة التنظيمية أن االتجاه العام للبعد ككل كان بدرجة موافق‪ ،‬بمتوسط‬
‫حسابي قدر بـ( ‪ )3.52‬وانحراف معياري (‪ )0.53‬مما يوحي بتجانس لإلجابات‪،‬فيما بينت العبارتين األولى والرابعة على‬
‫التوالي(أتلقى التدريب املناسب للرفع من مستوى أدائي في ممارسة التقنيات الحديثة ) (أتوقع من اإلدارة تكثيف جهودها‬
‫لتطبيق االدارة االلكترونية) مستوى حياد في إجابات أفراد العينة‪ ،‬مما يوحي بعدم جدية الدورات التدريبية أو انعدامها بتاتا‬
‫باملؤسسة وعدم اهتمام املوظفين باآلفاق املستقبلية لنجاح هذا التحول نحو اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬ولربما نرجع ذلك‬
‫للمشاكل املهنية واالجتماعية التي يتخبط فيها املوظفون بصفة عامة‪ ،‬والتي تجعل مستوى الوالء وحب اإلنتماء و اإلطالع‬
‫غائب في ثقافتهم التنظيمية‪.‬‬
‫الجدول )‪ : )04‬اتجاه أفراد العينة اإلحصائية املدروسة حول مستوى تطبيق اإلدارة االلكترونية‬
‫اتجاه‬ ‫املتوسط االنحراف‬
‫العبارة‬ ‫الرقم‬
‫العينة‬ ‫الحسابي املعياري‬
‫موافق‬ ‫‪0.66‬‬ ‫‪3.96‬‬ ‫وجود مقاومة للموظفين إزاء التغيير الحاصل والتحول إلى اإلدارة اإللكترونية‬ ‫‪01‬‬
‫موافق‬ ‫‪0.66‬‬ ‫‪4.01‬‬ ‫خوف املوظفين من فقدان وظائفهم أو مراكزهم الوظيفية‬ ‫‪02‬‬
‫موافق‬ ‫‪0.65‬‬ ‫‪3.93‬‬ ‫تخصص االدارة ميزانية معتبرة لتدريب املوظفين على التقنيات الجديدة‬ ‫‪03‬‬
‫موافق‬ ‫‪0.66‬‬ ‫‪4.06‬‬ ‫قواعد البيانات موجودة بشكل دقيق ومتكامل‬ ‫‪04‬‬

‫‪142‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫موافق‬ ‫‪0.82‬‬ ‫‪3.87‬‬ ‫أجهزة الحاسوب و املعدات غير متطورة وليست بالعدد الكافي‬ ‫‪05‬‬
‫موافق‬ ‫‪0.67‬‬ ‫‪4.02‬‬ ‫تعمل االدارة على رفع مستوى البنية التحتية لتطبيق االدارة االلكترونية‬ ‫‪06‬‬
‫محايد‬ ‫‪1.06‬‬ ‫‪2.86‬‬ ‫سرعة تكنولوجيا املعلومات تصعب من مهمة مسايرتها‬ ‫‪07‬‬
‫محايد‬ ‫‪1.12‬‬ ‫‪3.00‬‬ ‫تملك االدارة أنظمة قوية لحماية املعلومات‬ ‫‪08‬‬
‫موافق‬ ‫‪0.93‬‬ ‫‪3.88‬‬ ‫وجود تشريع وتنظيم يوافق مبدأ التحول إلى إدارة إلكترونية‬ ‫‪09‬‬
‫مو افق‬ ‫‪0.53‬‬ ‫‪3.73‬‬ ‫متوسط عبارات محور تطبيق االدارة االلكترونية‬
‫املصدر‪:‬من إعداد الباحثان اعتمادا على مخرجات‪. SPSS 22‬‬
‫يبين الجدول أعاله أن املتوسط الحسابي العام لعبارات محور تطبيق اإلدارة اإللكترونية( ‪ )3.73‬أن‬
‫اتجاه اجابات األفراد املستقصين نحو املوافقة‪ ،‬كما يبين االنحراف املعياري العام أن اإلجابات تميزت بالتجانس‪ ،‬لكن‬
‫بينت العبارة الثامنة (تملك اإلدارة أنظمة قوية لحماية املعلومات)‪ ،‬والعبارة التاسعة (وجود تشريع وتنظيم يوافق مبدأ‬
‫التحول إلى إدارة إلكترونية)حياد إجابات أفراد العينة مما يوحي بافتقاد أدنى املعلومات لدى املوظفين حول التغييرات‬
‫الحاصلة وسياسة اإلدارة في التغيير‪ ،‬وقد يكون هذا الحياد ألسباب أخرى غير ظاهرة‪.‬‬
‫‪ -2-2-2‬االختبارات اإلحصائية )إختبارفرضيات الدراسة )‪:‬‬
‫الجدول )‪ : )06‬معادالت االنحدار الخطي البسيط‬
‫القيمة‬ ‫معامل‬
‫نموذج العالقة‬ ‫المتغير التابع‬ ‫المتغيرات المستقلة‬
‫التحديد االحتمالية‬
‫‪Y=0.317+2.54 X1‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪%35.4‬‬ ‫تطبيق اإلدارة اإللكترونية‬ ‫املناخ التنظيمي‬
‫‪0.000‬‬
‫‪Y=1.194+0.721 X2‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪%51.1‬‬ ‫تطبيق اإلدارة اإللكترونية‬ ‫الثقافة التنظيمية‬
‫‪0.002‬‬
‫‪Y=0.559+1.867 X‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪%35.5‬‬ ‫تطبيق اإلدارة اإللكترونية‬ ‫البيئة الداخلية‬
‫‪0.000‬‬
‫املصدر‪:‬من إعداد الباحثان اعتمادا على مخرجات‪. SPSS 22‬‬
‫يوضح الجدول(‪ )06‬البيانات و املعطيات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬معامل التحديد‪ :‬يعبر عن مقدار التغير في ممارسة وتجسيد اإلدارة اإللكترونية (املتغير التابع) الذي تسببه البيئة‬
‫الداخلية‬
‫‪ -‬القيمة االحتمالية )‪ :)‬تشير إلى أن العالقة ذات داللة إحصائية عند مستوى املعنوية (‪.) %5‬‬
‫تطبيق االدارة اإللكترونية يساوي امليل في البيئة الداخلية زائد املقدار الثابت‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪Y=Xa+B‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ : X1.X2 -‬املتغيرات املستقلة في الدراسة‪ :‬املناخ التنظيمي‪ ،‬الثقافة التنظيمية‪.‬‬
‫‪ :Y -‬املتغير التابع الذي يتمثل في تطبيق االدارة االلكترونية‪.‬‬
‫اختبارالفرضيات‪:‬‬
‫➢ الفرضيات الفرعية‪:‬‬
‫الفرضية األولى‪ :‬نالحظ أن ( ‪ )sig =0000 005‬وبالتالي تقبل الفرضية التي مفادها‪:‬‬
‫‪ -‬هناك عالقة طردية ذات داللة إحصائية بين املناخ التنظيمي وتطبيق اإلدارة اإللكترونية عند مستوى‬
‫داللةمعنوية(‪) α ≤0.05‬؛‬
‫الفرضية الثانية‪ :‬نالحظ أن ( ‪ )sig =0002 005‬وبالتالي تقبل الفرضية التي مفادها‪:‬‬
‫‪ -‬هناك عالقة طردية ذات داللة إحصائية بين الثقافة التنظيمية وتطبيق اإلدارة اإللكترونية عند مستوى‬
‫داللةمعنوية(‪) α ≤0.05‬؛‬

‫‪143‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫➢ الفرضية الرئيسية‪ :‬نالحظ أن ( ‪ )sig =0000 005‬وبالتالي تقبل الفرضية التي مفادها‪:‬‬
‫‪ -‬هناك عالقة طردية ذات داللة إحصائية بين عملية تكيييف البيئة الداخلية و تطبيق اإلدارة اإللكترونية عند‬
‫مستوى داللةمعنوية)‪.) α ≤0.05‬‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫بالرغم من أن قطاع الجماعات املحلية قد قطع شوطا ال بأس به في التحول إلى اإلدارة اإللكترونية من خالل‬
‫تحديث املصالح و املكاتب عبر الواليات والدوائر والبلديات‪ ،‬إال أن تلك الجهود ال تزال غير كافية مقارنة بالدول املتقدمة‬
‫وحتى دول الجوار تونس واملغرب‪ ،‬إذ ال بد على اإلدارة العليا أن تضاعف من جهودها ملواكبة العصرنة والحداثة من خالل‬
‫تحقيق ما تمليه اإلدارة اإللكترونية اليوم من شروط و متطلبات وتقنيات تكنولوجية دقيقة‪ ،‬تسمح بتسهيل وتحسين أداء‬
‫مختلف هذه الوحدات االدارية اإلقليمية‪ ،‬والتي أصبحت اليوم بقوة القانون القاعدة األولى لرسم معالم السياسة العامة‬
‫للدولة والعالمة لصورتها سواء داخليا أو حتى على املستوى الخارجي‪ ،‬مما يستوجب على السلطات العمومية ال سيما وزارة‬
‫الداخلية و الجماعات املحلية وتهيئة اإلقليم مرافقة هذه الهياكل اإلدارية املحلية ومساعدتها عن طريق تبني استراتيجية‬
‫ورؤية واضحة وخلق بيئة تشريعية وتنظيمية تسمح بانتقال سلس وسريع من اإلدارة التقليدية ومماراساتها القائمة على‬
‫املعامالت الورقية و الكثير من اإلجراءات البيروقراطية إلى اإلدارة اإللكترونية املبينة على الدقة والجودة والسرعة‪.‬‬
‫تم استخالص النتائج التالية‪:‬‬
‫انطالق الجماعات املحلية فعليا في عملية التغيير نحو اإلدارة اإللكترونية؛‬ ‫‪-‬‬
‫وجود توجه قوي لدى هذا القطاع الحيوي في مواكبة التطور اإللكتروني؛‬ ‫‪-‬‬
‫بداية التخلي عن املكاتب التقليدية و إحداث مكاتب إلكترونبة تعتمد على وسائل التكنولوجيا؛‬ ‫‪-‬‬
‫تسريع اإلجراءات اإلدارية و تقديم خدمات ذات جودة للمواطن‪ ،‬كوثائق الهوية البيومترية مثال؛‬ ‫‪-‬‬
‫متابعة مختلف عمليات التنمية املحلية عن طريق إدارة الكثير من امللفات إلكترونيا؛‬ ‫‪-‬‬
‫تكييف البيئة الداخلية للمؤسسات مع متطلبات االدارة اإللكترونية يساهم في رفع وتيرة تجسيدها؛‬ ‫‪-‬‬
‫عدم تالءم البيئة القانونية والتنظيمية الحالية ملقتضيات املرحلة‪ ،‬بل هناك عدة ثغرات قانونية خاصة ما تعلق‬ ‫‪-‬‬
‫بالتوقيع اإللكتروني‪ ،‬ومعالجة األخطاء الناجمة عن العامل البشري بقصد ودون قصد؛‬
‫تواجه مختلف الوحدات االدارية عدة صعوبات خاصة ضعف شبكة االنترنت مما يرهن املعامالت اإللكترونية؛‬ ‫‪-‬‬
‫تعاني أغلب الجماعات املحلية من شح في املوارد املالية املخصصة لهذه العملية؛‬ ‫‪-‬‬
‫عدم وجود استراتيجية في التحفيز املادي واملعنوي للموظفين للحد من مقاومتهم للتغيير ؛‬ ‫‪-‬‬
‫يشكل هاجس القرصنة والخطر األمني في اختراق شبكة اإلدارات املحلية أحد املعوقات؛‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬وجود ضغط على املوظفين من خالل ازدواجية العمل في أداء واجباتهم الوظيفية عبر النظام التقليدي‬
‫واإللكتروني معا‪ ،‬كون املعامالت الورقية التزال قائمة في جل املعامالت ؛‬
‫وجود توجه قوي لدى هذا القطاع الحيوي في مواكبة التطور اإللكتروني؛‬ ‫‪-‬‬
‫التوصيات ‪:‬‬
‫بعد الوقوف ميدانيا على املشاكل و املعوقات التي تعاني منها أغلب اإلدارات املحلية والتي حالت دون إحراز‬
‫التقدم املرغوب في تطبيق اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬وعلى ضوء النتائج املتحصل عليها نوص ي بما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬يجب على املسؤولين بناء استراتيجية واضحة لالنتقال إلى اإلدارة اإللكترونية بكل سرعة وشفافية؛‬

‫‪144‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫تكثيف الشبكات الداخلية (االنترانت واإلكسترانت) عبر مختلف اإلدارات العمومية؛‬ ‫‪-‬‬
‫على اإلدارة واملسؤلين إبداء الرغبة واإلرادة الحقيقية في تبني املشروع؛‬ ‫‪-‬‬
‫التسريع في وضع التشريع و التنظيم املناسب لتطبيق اإلدارة االلكترونية‪ ،‬يحدد ويعالج مختلف املشاكل التي قد‬ ‫‪-‬‬
‫تكون عائقا أمام تجسيدها‪ ،‬دون إغفال أي عنصر خاصة ماتعلق بالهيكل التنظيمي اإللكتروني والتوقيع‬
‫واملصادقة اإللكترونية؛‬
‫على وزارة الداخلية تخصيص غالف مالي خارج ميزانيات الجماعات املحلية لتسريع العملية وطنيا؛‬ ‫‪-‬‬
‫على اإلدارة تجهيز هياكلها عبر اقتناء املعدات و األجهزة والوسائل التكنولوجية بالعدد الكافي والجودة الالزمة؛‬ ‫‪-‬‬
‫تحفيز اإلطارات واملوظفين املبدعين في هذا املجال ماديا ومعنويا؛‬ ‫‪-‬‬
‫تزويد اإلدارت العمومية بمولدات الكهرباء لتفادي جمود العملية عند انقطاع التيار؛‬ ‫‪-‬‬
‫إطالق حمالت إعالمية تخص املواطنين تعرفهم بالخدمات اإلدارية اإللكترونية املتاحة عبر شبكة اإلنترنت‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫قائمة املراجع‪:‬‬
‫• الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية (‪ 03‬جويلية‪ .)2011 ,‬العدد ‪ ،37‬الجزائر‪ ،‬الصفحات ‪.28-4‬‬
‫• الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية (‪ 21‬فيفري‪ .)2012 ,‬العدد ‪ ،12‬الجزائر‪ ،‬الصفحات ‪.25-5‬‬
‫• احمد الفيومي‪ ،‬و احمد حسين (‪ :)2005‬تصميم و تشغيل نظم املعلومات‪ ،‬جامعة االسكندرية‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫أفنان عبد العلي السدي‪ :)2009( .‬االدارة االلكترونية بين النظرية ومتطلبات التطبيق في بيئة االعمال العراقية‪.‬‬ ‫•‬
‫العدد ‪ ،15‬مجلد‪ .1‬مجلة مركز دراسات الكوفة ‪ ،‬جامعة الكوفة‪ ،‬العراق‪.‬‬
‫حسين بن محمد الحسن‪ .)2009( .‬االدارة االلكترونية بين النظرية و التطبيق‪ .‬املؤتمر الدولي للتنمية‪ :‬نحو أداء‬ ‫•‬
‫متميز في القطاع الحكومي‪.‬‬
‫خليفة مصطفى ابو عاشور‪ ،‬و يانا جميل النمري‪( .‬ب‪.‬ت)‪ .‬مستوى تطبيق االدارة االلكترونية في جامعة اليرموك‪.‬‬ ‫•‬
‫العدد ‪ ،02‬املجلد ‪ .200 ،9‬املجلة األردنية في العلوم التربوية‪ .‬األردن‪.‬‬
‫زرزار‪ .)2013( .‬أثر تطبيق االدارة اإللكترونية على كفاءة العمليات اإلدارية‪ .‬العدد األول‪ ،‬املجلد ‪ .34-33 ،15‬العراق‪:‬‬ ‫•‬
‫مجلة القادسية للعلوم االدارية واالقتصادية جامعة القادسية‪.‬‬
‫زهدي يكن‪ :)1955( .‬القانون اإلداري‪ .‬لبنان‪ ،‬صيدا وبيروت‪.‬‬ ‫•‬
‫• سليمة بن حسين‪ .)2014( .‬دور االدارة اإللكترونية في تحسين أداء الخدمات اإلدارية‪ .‬الجزائر‪ :‬املجلة الجزائرية‬
‫ّ‬
‫لالمن و التنمية‪.‬‬
‫• سليمة سعيدي‪ :)2013( .‬معوقات تطبيق اإلدارة اإللكترونية باملكتبات الجامعية الجزائرية‪ ،‬املجلة األردنية‬
‫للمكتبات واملعلومات‪ ،‬العدد ‪ ، 4‬املجلد ‪ ،48‬األردن‪.‬‬
‫• شائع بن سعد مبارك القحطاني (‪ :)2006‬مجاالت و متطلبات ومعوقات تطبيق اإلدارة اإللكترونية في السجون‪.‬‬
‫جامعة نايف العربية للعلوم األمنية الرياض‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫• شريف درويش اللبان(‪ :)2000‬تكنولوجيا االتصال‪ :‬املخاطر و التحديات و التأثيرات االجتماعية‪،‬املكتبة االعالمية‬
‫القاهرة‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫• عادل محمود حمدي (‪ :)1973‬االتجاهات املعاصرة في نظم اإلدارة املحلية‪ :‬دراسة مقارنة ‪،‬دار الفكر العربي‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪ ،‬مصر‪.‬‬

‫‪145‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫• عبد الكريم عاشور (‪ :)2010/2009‬دور االدارة االلكترونية في ترشيد الخدمة العمومية في الواليات املتحدة‬
‫االمريكية‪ .‬كلية الحقوق و العلوم السياسية جامعة منتوري ‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫• عبد الناصر موس ى‪ ،‬و محمد قريش ي (‪ :)2011‬مساهمة اإلدارة اإللكترونية في تطوير العمل اإلداري بمؤسسات‬
‫التعليم العالي‪ ،‬مجلة الباحث جامعة قاصدي مرباح ورقلة‪ ،‬العدد ‪ ،9‬الجزائر‪.‬‬
‫• عبدالرزاق الشخلي (‪ :)2001‬اإلدارة املحلية‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار السيرة للنشر و التوزيع‪ ،‬األردن‪.‬‬
‫• عزت حافظ األيوبي‪( .‬د ت)‪ :‬مبادىء في نظم اإلدارة املحلية‪ ،‬دار الطلبة العرب‪ ،‬بيروت لبنان‪.‬‬
‫• عالء عبد الرزاق الساملي (‪ :)2008‬االدارة االلكترونية‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬عمان األردن‪.‬‬
‫• علي السلمي‪ :)1999( .‬اإلدارة العامة‪ .‬القاهرة مصر‪ :‬مكتبة غريب القاهرة‪.‬‬
‫• عيس ى مقطش مثقال(‪ :)2013‬االدارة االلكترونية و التحديات‪ ،‬مجلة الدراسات املالية و املصرفية ‪ ،‬العدد الرابع‪.‬‬
‫• فداء محمود حامد (‪ :)2012‬االدارة االلكترونية‪ ،‬دار البداية ناشرون و موزعون الطبعة ‪ ،01‬عمان‪ ،‬األردن‪.‬‬
‫• محمد عبدهللا العربي (‪ :)1967‬دور اإلدارة املحليـة فـي تنميـة املجتمعـات اقتـصاديا واجتماعيـا‪ ،‬مجلة العلوم االدارية‬
‫الشعبة املصرية لللمعهد الدولس للعلوم االدارية‪ ،‬العدد ‪ ،01‬مصر‪.‬‬
‫• محمود القدوة (‪ :)2010‬الحكومة اإللكترونیة واإلدارة املعاصرة‪ ،‬دار أسامة للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬االردن‪.‬‬
‫• محي الدين القيس ي (‪ :)2007‬القانون اإلداري العام‪ .‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫• مرس ي السيد حجازي (‪ :)2004‬اقتصاديات املشروعات العامة النظرية و التطبيق‪ .‬الدار الجامعية االسكندرية‪،‬‬
‫مصر‪.‬‬
‫• وليد مزغيش (‪ :)2020‬الديمقراطية التشاركية الرقمية و الحكم الراشد على ضوء برنامج كابدال ‪-‬دراسة حالة‬
‫كنموذج‪ .-‬مجلة التراث ‪،‬العدد ‪ ،4‬املجلد ‪ ،10‬ورقلة الجزائر‪.‬‬
‫• ياسين سعد غالب‪ :)2005( .‬االدارة االلكترونية و آفاق تطبيقاتها العربية‪ ،‬معهد االدارة العامة‪ ،‬اململكة العربية‬
‫السعودية‪.‬‬
‫‪Béatrice, B. )2004(. Marketing des Services,8eme édition )Vol. ,8eme éditionédition d’organisation(. Paris.‬‬
‫‪• Jean Revero. (1965). Droit Administratif. Dalloz. Paris.‬‬

‫‪146‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫الطرق البديلة لتسوية املنازعات اإللكترونية‬


‫‪Alternative Means of Electronic Dispute Resolution‬‬
‫جامع مليكة‬
‫‪Djama Malika‬‬
‫أستاذ محاضر‪ ،‬املركزالجامعي علي كافي‪ ،‬تندوف‪ /‬الجزائر‬
‫‪University Center Ali Kafi, Tindouf/ Algeria‬‬

‫امللخص‪:‬‬
‫إن التطور الهائل في مجال االتصاالت‪ ،‬وما نتج عنه من استخدام الوسائل اإللكترونية في إبرام عقود التجارة الدولية‪ ،‬سمح بانتشار‬
‫الطرق البديلة لفض النزاعات انتشارا كبيرا وواسعا في مجال التجارة عبر اإلنترنت‪ ،‬نظرا للطبيعــة الت ــي تتسم بها من حيث سهولة ومرونة‬
‫اإلجراءات‪ ،‬حيث ال تتطلب الحضور الشخص ي ألطراف العقد‪ ،‬وإنما يتم تسوية النزاع عن بعد باستعمال وسائل إلكترونية‪ ،‬كالبريد اإللكتروني‪،‬‬
‫غرف املحادثة وغيرها‪ ،‬كما تتسم بسرعتها في إصدار األحكام‪ ،‬وهذا ما يتفق مع متطلبات التجارة اإللكترونية‪.‬‬
‫ومن خالل هذه املداخلة سنحاول اإلجابة على إشكالية مفادها فيما تتمثل الطرق البديلة لحل املنازعات اإللكترونية‪ ،‬وما موقف‬
‫املشرع الجزائري منها‪ .‬وقد خلصنا إلى أنه على الرغم من عدم النص على هذه الوسائل بشكل صريح‪ ،‬ولكن وباعتبار أن املشرع سمح بإبرام‬
‫العقد بوسائل إلكترونية‪ ،‬األمر الذي يفهم منه أنه أجاز تسوية املنازعات إلكترونيا‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬التحكيم اإللكترونية‪ ،‬الوساطة اإللكترونية‪ ،‬املحكمة اإللكترونية‪ ،‬القضاء الودي‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪The tremendous development in the field of communications, and the resulting use of electronic means in concluding‬‬
‫‪international trade contracts, has allowed the spread of alternative ways to resolve disputes widely in the field of online trade,‬‬
‫‪due to its ease and flexibility in procedures, as it does not require personal presence. For the parties to the contract, but the‬‬
‫‪dispute is settled remotely using electronic means, such as e-mail, chat rooms, etc. It is also characterized by its speed in issuing‬‬
‫‪judgments, and this is consistent with the requirements of electronic commerce.‬‬
‫‪Through this intervention, we will try to answer the following problem: What are the alternative methods for resolving‬‬
‫‪electronic disputes, and what is the position of the Algerian legislator regarding them. We concluded that although these‬‬
‫‪means were not explicitly stipulated, but considering that the legislator allowed the conclusion of the contract by electronic‬‬
‫‪means, which is understood from it that it permitted the settlement of disputes electronically.‬‬
‫‪Key words: Electronic arbitration, electronic mediation, electronic court, amicable judiciary‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫نتيجة التطور التكنولوجي شهدت العقود اإللكترونية نموا متزايدا حيث باتت تمثل نسبة هائلة من حجم التجارة‬
‫الدولية‪ ،‬والسبب في ذلك راجع إلى سهولة إبرامها‪ ،‬بشكل يتفق مع ما يتطلبه التعامل التجاري من سرعة في املعامالت‪.‬‬
‫ويتم إبرام العقود والصفقات من خالل شبكة اإلنترنت باستخدام أجهزة الحاسب اآللي أو املحمول أو أي جهاز‬
‫آخر‪ ،‬وقد أخذت هذه التصرفات في التزايد يوما بعد يوم‪ ،‬وتمكنت من تخطي حاجزي املكان والزمان بالوص ـ ــول إلى معظ ـ ـ ــم‬
‫األسواق العاملية في لحظات‪ ،‬ودون التنقل عبر الحدود‪ ،‬إنما من خالل املواقع اإللكترونية وتصفحها ( املطالقة‪،2006 ،‬‬
‫صفحة ‪ .)123‬األمر الذي جعل جل املنشآت التجارية العاملية تفضل هذا النوع من العقود الذي يعتمد على تقنية‬
‫املعلومات في مختلف التعامالت‪.‬‬

‫‪147‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫ونتيجة ملساهمة شبكة االنترنت في عوملة السوق التجاري‪ ،‬فقد أدى ذلك إلى بزوغ فجر التجارة اإللكترونية‪،‬‬
‫وتطبعت بذلك العقود التجارية املبرمة عبر هذه الشبكة‪ ،‬بخصائص تختلف عما عهدناه في العقود التقليدية‪ ،‬من أهمها‬
‫أنها تتم عن بعد عبر مختلف األجهزة اإللكترونية‪ ،‬عابرة بذلك الحدود الجغرافية والسياسية القائمة بين الدول‪ ،‬والتي‬
‫كانت تعوقها إلى وقت قريب‪.‬‬
‫ونظرا لتزايد حجم املعامالت اإللكترونية عبر شبكة اإلنترنت وما استتبعه من نزاعات بين األطراف‪ ،‬خاصة وأن‬
‫العقود اإللكترونية هي من العقود الدولية التي قد تشتمل على عنصر أجنبي "ذلك أن اشتمال العالقة التعاقدية على‬
‫عنصر أجنبي يجعلها على صلة بأكثر من دولة ويطبعها بطابع دولي‪ ،‬هذا الطابع يوحي من جهة نظر مثالية بضرورة وجود‬
‫قواعد قانونية تحمل هي األخرى ذلك الطابع‪ ،‬أي قواعد قانونية دولية تبين النظام القانوني لتلك العالقات" ( خربوط ‪،‬‬
‫‪ ،2008‬صفحة ‪ ،)65‬األمر الذي يجعل اللجوء إلى القضاء يشكل عبئا كبيرا على املتقاضين‪ ،‬إذ أنه لم يعد وسيلة مقبولة‬
‫لفض املنازعات الناشئة عن التعامالت اإللكترونية‪ ،‬وذلك ما دفع بالبحث عن أسلوب آخر أكثر مرونة يتناسب مع طبيعة‬
‫هذه العقود‪.‬‬
‫وفي ظل عدم فعالية وعدم مواكبة التقاض ي العادي بدرجة كافية للسرعة املطلوبة في انجاز املعامالت اإللكترونية‪،‬‬
‫ظهرت الطرق البديلة لحل املنازعات اإللكترونية كآليات تتفق وطبيعة املعامالت اإللكترونية‪ ،‬ذلك أن سلوك طريق القضاء‬
‫طويل ومكلف‪ ،‬يزيده صعوبة وتعقيدا تنازع القوانين وتنازع اختصاص املحاكم على الصعيد الدولي‪ ،‬خاصة فيما يتعلق‬
‫بالنزاعات الناجمة عبر شبكة اإلنترنت في فضاء سيبيري ال مادي يتم بظرف ثوان من أقاص ي الكرة األرضية إلى أقاصيها‪،‬‬
‫األمر الذي جعل الطرق البديلة لحل النزاعات تجد سبيال لها وتشغل حيزا هاما في حل النزاعات بين املستهلك واملحترف فيما‬
‫خص العقد اإللكتروني ( جبور‪ ،2010 ،‬صفحة ‪.)60‬‬ ‫ّ‬
‫حيث أصبحنا اليوم نتحدث عن العدالة عبر شبكة اإلنترنت‪ ،‬هذه العدالة التي تدار عبر وسيط غير مادي أطلق‬
‫عليها اسم العدالة اإللكترونية‪ ،‬أي تسوية املنازعات عبر اإلنترنت‪ ،‬وهي ما يطلق عليه بـ »‪ ،)5(«ORD‬إذ أفرز التطور‬
‫التكنولوجي ما يسمى باملحكمة اإللكترونية التي تمثل أحد الوسائل البديلة للمحاكم املتخصصة‪ ،‬فهي محكمة افتراضية‬
‫تقوم على حل النزاعات التجارية اإللكترونية‪ ،‬ومن أمثلثها املحكمة القضائية الواقع مقرها في كندا بمركز بحث القانون‬
‫العام بكلية الحقوق جامعة مونتريال التي أنشئت في سبتمبر ‪ ،1996‬ولهذه املحكمة نظامها األساس ي الذي ينص على كافة‬
‫اإلجراءات فيها تتم إلكترونيا على موقعها اإللكتروني‪ ،‬ابتداء من طلب تسوية النزاع ومرورا باإلجراءات الالزمة لسير‬
‫القضية‪ ،‬وانتهاء بإصدار الحكم وقيده على موقعها اإللكتروني (سعد هللا‪ ،2009 ،‬صفحة ‪.)265‬‬
‫فالتطور الهائل في مجال االتصاالت‪ ،‬وما نتج عنه من استخدام الوسائل اإللكترونية في إبرام عقود التجارة الدولية‪،‬‬
‫سمح بانتشار الطرق البديلة لفض النزاعات انتشارا كبيرا وواسعا في مجال التجارة عبر اإلنترنت‪ ،‬نظرا للطبيعــة الت ــي تتسم‬
‫بها من حيث سهولة ومرونة اإلجراءات‪ ،‬حيث ال تتطلب الحضور الشخص ي ألطراف العقد‪ ،‬وإنما يتم تسوية النزاع عن بعد‬
‫باستعمال وسائل إلكترونية‪ ،‬كالبريد اإللكتروني‪ ،‬غرف املحادثة وغيرها‪ ،‬كما تتسم بسرعتها في إصدار األحكام‪ ،‬وهذا ما‬
‫يتفق مع متطلبات التجارة اإللكترونية‪.‬‬
‫وقد عرفت الطرق البديلة لتسوية النزاعات اإللكترونية مسميات عدة‪ ،‬منها قضاء اتفاقي‪ ،‬قضاء غير رسمي‪ ،‬قضاء‬
‫ودي‪ ،‬لكن رغم كثرة املسميات إال أنها تدور حول فكرة واحدة وهي البديل أو الخيار اإللكتروني عن النظام القضائي‪.‬‬

‫‪ -5‬تعني "‪ "ORD‬الطرق البديلة لتسوية املنازعات‪ ،‬وهي اختصار للتسمية باللغة اإلنجليزية‪ ،‬وتعني "‪،" ORD : online dispute résolution‬‬
‫لكنها التسمية األكثر شيوعا واستعماال في اللغة اإلنجليزية هي‪ Alternative Dispute Résolution :‬واختصارها هو "‪ ،"ADR‬ومن بين‬
‫االختصارات في اللغة الفرنسية "‪ "RAD‬وتعني " ‪."Règlement Amiable des Différend‬‬

‫‪148‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫ويمكن تعريــف ه ــذه الطرق بأنه ــا مجموعة من اإلجراءات التي تشكل بديال عن املحاكم في حسم النزاعات‪ ،‬وغالبا‬
‫ما تستوجب تدخل طرف ثالث نزيه ومحايد (سوالم ‪ ،2014-2013 ،‬صفحة ‪.)12‬‬
‫ونظرا إلضفاء وصف "اإللكترونية" على هذه الوسائل‪ ،‬فإننا يمكن أن نعرف الطرق اإللكترونية البديلة لحل‬
‫النزاعات بأنها مجموعة الوسائل واآلليات غير القضائية التي يلجأ إليها األطراف كطريق بديل عن الطريق القضائي بغية‬
‫التوصل إلى حل النزاع عبر شبكة اإلنترنت‪ ،‬تبعا لذلك نطرح التساؤل التالي‪ :‬فيما تتمثل الطرق البديلة لحل املنازعات‬
‫اإللكترونية؟‪ ،‬وما موقف املشرع الجزائري منها؟‪.‬‬
‫ولإلجابة على هذه اإلشكالية اتبعنا منهجا تحليليا‪ ،‬عالجنا فيها ثالثة عناصر على التوالي وهي املفاوضات اإللكترونية‪،‬‬
‫الوساطة اإللكترونية‪ ،‬والتحكيم اإللكتروني‪.‬‬
‫أوال‪ :‬املفاوضات اإللكترونية‬
‫للمفاوضات أهمية وفعالية في تسوية منازعات عقود التجارة اإللكترونية‪ ،‬كونها تمثل وسيلة للتحاور واملناقشة‬
‫بغية الوصول إلى اتفاق بين أطراف النزاع‪.‬‬
‫ويتم التفاوض إما بطريقة مباشرة عن طريق االتصال املباشر بين أطراف العقد‪ ،‬أو يتم بطريقة غير مباشرة كأن‬
‫يتم االتصال من خالل من ينوب عنهم كالنائب أو املحامي أو الوكيل‪.‬‬
‫ويتوقــف نج ــاح املفاوض ــة عل ــى م ــدى مرون ــة طرف ــي النـ ـزاع ف ــي الحوار للوصول إلى نتيجة في صالح الطرفين‪ ،‬وتنصب‬
‫املفاوضة على موضوع النزاع ال على األشخاص‪ ،‬فكل طرف في املفاوضة يرى األمور حسب وجه ـ ـ ـ ــة نظره ه ـ ــو‪ ،‬فيعتقـ ـ ـ ــد بأن‬
‫كل ما لديه هو الصحي ـ ـ ـ ــح وأن ما لدى الطرف اآلخر خطأ‪ ،‬لذا فالحل املثالي هو أن يتم التوفيق بين املصالح‪ ،‬وال شأن له‬
‫بمواق ـ ـ ــف األشخاص التي قد توصـ ـ ـ ـ ــل إلى طريق مسدود بفشل عملية املفاوضة (البتانوني‪ ،2012 ،‬صفحة ‪.)64‬‬
‫‪ /1‬تعريف املفاوضات اإللكترونية‬
‫يمكن تعريف املفاوضات عموما بأنها حدوث اتصال مباشر أو غير مباشر بين شخصين أو أكثر بمقتض ى اتفاق‬
‫بينهم يتم من خالله تبادل العروض واملقترحات وبذل املساعي املشتركة بهدف التوصل إلى اتفاق بشأن خالف معين ( موس ى‪،‬‬
‫‪ ،2015‬صفحة ‪.)518‬‬
‫فاملفاوضات إذن هي عبارة عن تبادل وجهات النظر بين أطراف النزاع من خالل الحوار واملناقشة بغرض الوصول‬
‫إلى حل نهائي بشأنه دون تدخل طرف ثالث‪.‬‬
‫أما املفاوضات اإللكترونية‪ ،‬هي التي تتم من خالل املحاورات واملناقشات وتبادل األفكار واآلراء بين أطراف النزاع‬
‫دون الحضور املادي املتعاصر لهم‪ ،‬باستخدام وسائل إلكترونية تتماش ى مع العقود التجارية املبرمة عبر شبكة اإلنترنت‪.‬‬
‫‪ /2‬موقف التشريعات الوطنية من املفاوضات اإللكترونية‬
‫يالحظ أن التشريعات الوطنية لم تتطرق للمفاوضات اإللكترونية باعتبارها أحد الوسائل البديلة لتسوية املنازعات‬
‫بشكل صريح‪ ،‬ولكن عند استقراء النصوص القانونية للتشريعات اإللكترونية نجدها سمحت بإبرام العقد بوسائل‬
‫إلكترونية‪ ،‬وكذلك تضمنت أن يتم التعبير عن اإلرادة بطرق ووسائل إلكترونية‪ ،‬لذلك نستنتج من هذه النصوص أنها‬
‫أجازت أن يتم تسوية املنازعات إلكترونيا وبالوسيلة نفسها التي تم انعقاد العقد فيها‪ ،‬يضاف إلى ذلك أن التشريعات‬
‫اإللكترونية صدرت ملواكبة التطور وتسهيل إبرام املعامالت والعقود بسرعة‪ ،‬فليس من املنطقي أن نلجأ لتسوية املنازعات‬
‫الناتجة عن هذه العقود إلى الوسائل التقليدية ألن هذا يتنافى مع السرعة والسهولة في إبرام العقد اإللكتروني ( موس ى‪،‬‬
‫‪ ،2015‬صفحة ‪.)518‬‬

‫‪149‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫‪ /3‬طرق التفاوض اإللكتروني‬


‫تتم عملية التفاوض اإللكتروني بطريقتين‪:‬‬
‫أ‪ .‬التفاوض اآللي‪ :‬هو طريقة لتسوية النزاع بإيجاد حل للمعاملة خارج نطاق القضاء‪ ،‬دون تدخل طرف ثالث‪،‬‬
‫فيقوم كل طرف بتقديم عروض مشفرة يقوم جهاز الحاسب اآللي بإجراء مقارنة بينها للتوصل إلى حل وسط توفيقي بينهما‪،‬‬
‫ويلتزم الطرفان مسبقا بالنتيجة التي تستقر عليها املفاوضة )‪.(SCHULTZ, 2005, p. 183‬‬
‫ب‪ .‬التفاوض اإللكتروني بمساعدة الحاسب اآللي‪ :‬حيث يتم التفاوض بين األطراف مباشرة على اإلنترنت دون‬
‫استخدام برامج الكمبيوتر الخاصة كما هو الحال في التفاوض اآللي‪ ،‬وإنما يبقى الحاسب اآللي مجرد وسيلة اتصال بين‬
‫األطراف لتبادل وجهات النظر والحلول املقترحة لتسوية املنازعة (بوديسة ‪ ،2012 ،‬صفحة ‪ ،)15‬كاستخدام البريد‬
‫اإللكتروني أو غرف املحادثة‪.‬‬
‫ويبدو أن لجوء األطراف إلى تسوية نزاعاتهم باستخدام طريقة التفاوض اإللكتروني الذي يتم بمساعدة الحاسب‬
‫اآللي له فعالية كبيرة‪ ،‬ألنه يتم بتدخل العنصر البشري مما يتيح لألطراف إمكانية التحاور وتبادل وجهات النظر بعكس‬
‫طريقة التفاوض اآللي التي تقوم بها برامج الحاسب اآللي‪.‬‬
‫‪ /4‬إدارة التفاوض اإللكتروني‬
‫سواء أكان التفاوض باستخدام الطريقة األولى أو الثانية‪ ،‬فإن إدارته تتم عن طريق مراكز التسوية اإللكترونيـ ـ ـ ــة‬
‫التي توفر أنظمة وبرامج إلكترونية على موقعها يستخدمها أطراف النزاع لتبادل الطلبات واملستندات‪ ،‬وحفظها من خالل‬
‫صفحة خاصة مزودة برقم سري‪.‬‬
‫حيث لقيت املفاوضات اإللكترونية املبتكرة من قبل مراكز التسوية عبر شبكة اإلنترنت كوسيلة لفض النزاعات‬
‫عن بعد نجاحا واسعا وإقباال هائال من قبل املتنازعين‪ ،‬ملا ملسوه من فعالية في تسوية منازعتهم مع املحافظة على عالقتهم‬
‫الودية في نفس الوقت‪ ،‬ضف إلى ذلك سرعتها في فض النزاع مع االقتصاد في التكلفة إذ ال يترتب عليها انتقال أطراف النزاع‬
‫من مكان آلخر‪ ،‬وإنما تكون كافة املحاورات واملناقشات تجري عبر الشبكة العنكبوتيـة لالتـصاالت وعبـر الوسائل‬
‫اإللكترونية املعروفة‪.‬‬
‫تبعا لذلك تتم عملية التفاوض اإللكتروني بين أطراف النزاع من خالل االتصال فيما بينهم عن طريق الهاتف أو من‬
‫خالل صفحات تابعة ملوقع فض املنازعات اإللكترونية‪ ،‬حيث يقوم املركز بتزويد أطراف النزاع باس ــم م ــرور يسمـ ــح ل ــه‬
‫بالدخ ــول لصفح ــة الن ـ ـزاع املع ــدة م ــن قبل املركز من أجل التفاوض على موضوع الن ـ ـ ـ ـزاع‪ ،‬والوصول إلى اتفاق معي ـ ـ ـ ــن دون‬
‫أن يكون للمركز تدخل في حسم النزاع سواء توصال لحل النزاع أم فشال في ذلك ( موس ى‪ ،2015 ،‬صفحة ‪.)533‬‬
‫وم ــن املراك ــز التـ ــي استخدم ــت ه ــذا الن ــوع مـ ــن إدارة املفاوض ــات اإللكتروني ــة ه ــو نظــام (‪ ،)NET CASE‬والذي‬
‫يدار من خالل الكمبيوتر والتابع لغرفة التجارة الدولية بباريس )‪ ،(ICC‬ويسمح ألطراف التفاوض اإللكتروني أن يرسلوا‬
‫ً‬
‫مستنداتهم وملفاتهم وكافة اإلقتراحات واآلراء فيما بينهم باستخدام الشبكة العاملية لإلنترنت‪ ،‬فضال عن ذلك أن موقع‬
‫)‪ (NET case‬يخصص ألطراف النزاع صفحة خاصة على موقعه‪ ،‬ويزودهم برقم سري ال يمكن لغير أطراف النزاع معرفته‬
‫من أجل أن تسير املفاوضات بأمان‪ ،‬وكذلك قيام األطراف بتبادل اآلراء عن طريق البريد اإللكتروني الخاص بهم ( موس ى‪،‬‬
‫‪ ،2015‬صفحة ‪.)533‬‬
‫ثانيا‪ :‬الوساطة اإللكترونية‬
‫تعد الوساطة بمفهومها التقليدي من الوسائل الودية لفض املنازعات‪ ،‬حيث يقوم أطراف النزاع بالعمل مع‬
‫الوسي ــط الذي يق ــدم النص ــح واإلرش ــاد م ــع ط ــرح اإلحتمـ ــاالت التـ ــي قـ ــد يتقبلها أطـ ـ ـ ـراف النزاع دون أي ضغط أو إكراه‬
‫(بوديسة ‪ ،2012 ،‬صفحة ‪.)17‬‬

‫‪150‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫‪ /1‬تعريف الوساطة اإللكترونية‬


‫الوساطة هي اتفاق أطراف عالقة قانونية معينة عقدية أو غير عقدية على تسوية كل أو بعض منازعاتهم القابلة‬
‫للوساطة التي نشأت أو يمكن أن تنشأ بينهما‪ ،‬عن طريق هيئة وساطة من اختيارهم إلصدار توصية ال تحسم النزاع وال‬
‫تحوز الحجية وغير ملزمة إال بقبولها من طرفي النزاع بديال لقضاء الدولة (البتانوني‪ ،2012 ،‬صفحة ‪.)53‬‬
‫كما يمكن تعريفها بأنها عملية تتم من قبل شخص ثالث يدعى الوسيط‪ ،‬يسعى إلى مساعدة أطراف النزاع لالجتماع‬
‫والحوار‪ ،‬وتقريب وجهات النظر وتقييمها ملحاولة التوصل إلى حل وسيط يقبله الطرفين (شيعان و فائز ‪ ،2014 ،‬صفحة‬
‫‪.)252‬‬
‫أما الوساطة اإللكترونية‪ ،‬فهي في جوهرها عبارة عن نقل إلجراءات الوساطة التقليدية التي تجتمع فيها األطراف‬
‫املتنازعة والوسيط‪ ،‬وتنفيذها عبر اإلنترنت بوسائل إلكترونية تتماش ى مع الفضاء اإللكتروني‪ ،‬حيث تكون األطراف‬
‫املتنازعة والوسيط في دول مختلفة ويتحاورون باستخدام وسيلة من وسائل اإلتصال‪ ،‬وغالبا ما تكون شبكة اإلنترنت‬
‫)‪.(SCHULTZ, 2005, p. 90‬‬
‫وبذلك يمكن تعريفها بأنها "عملية تتم بشكل فوري ومباشر على شبكة االنترنت وتهدف إلى تسهيل التعاون‬
‫والتفاوض بين األطراف املتنازعة للتوصل إلى حل عادل يقبله أطراف النزاع" (شيعان و فائز ‪ ،2014 ،‬صفحة ‪.)252‬‬
‫وقد اعتبر أسلوب الوساطة اإللكترونية مرادفا ألسلوب التوفيق اإللكتروني‪ ،‬وهذا ما أكده قانون األونيستيرال‬
‫النموذجي بشأن التوفيق التجاري الدولي لسنة ‪ 2002‬في املادة ‪ 3/01‬التي تنص على أنه "ألغراض هذا القانون‪ ،‬يقصد‬
‫بمصطلح" التوفيق" أي عمليـ ــة‪ ،‬س ــواء أشي ــر إليه ــا بتعبي ــر التوفي ــق أو الوساط ــة أو بتعبي ــر آخر ذي مدلول مماثل‪ ،‬يطلب‬
‫املوفق" مساعدتﻬما في سعيهما إلى التوصل إلى تسوية ّ‬ ‫ّ‬
‫ودية لنزاعهما‬ ‫فيها الطرفان إلى شخص آخر‪ ،‬أو أشخاص آخرين " ِ‬
‫ّ‬
‫للموفق الصالحية لفرض حل للنزاع‬ ‫ِ‬ ‫الناش ئ عن عالقة تعاقدية أو عالقة قانونية أخرى أو املتصل بتلك العالقة‪ ،‬وال يكون‬
‫على الطرفين"‪.‬‬
‫فالتوفي ــق اإللكترون ــي كالوساط ــة اإللكتروني ــة يعـ ــد أحـ ــد الوسائـ ــل البديل ـ ــة لح ـ ــل املنازع ــات اإللكترونية أين يقوم‬
‫شخص ثالث محايد يدعى "املوفق" بالتوفيق بين األطراف عن طريق تقديم مقترحات يظل أمرها معلقا إلى غاية قبولها من‬
‫قبل األطراف املتنازعة عبر وسائل االتصال الحديثة دون انتقال األطراف للتالقي ماديا (بوديسة ‪ ،2012 ،‬صفحة ‪.)18‬‬
‫وتعك ــس الوساطة الصــورة الحديثة للعدالة‪ ،‬ملا تمتاز به من ليونة ومرونة وقربها من املواطنيــن حيـث تجمع العديــد‬
‫م ــن املزايـا منهـا األساس التقليدي‪ ،‬وأنها تنظم سلوك الطرفين بحرية‪ ،‬عالوة على ذلك فالوساطة ليست وسيلة إليجاد الحل‬
‫األكثر دقة ممكنة وفقا للقانون‪ ،‬ولكنها وسيلة إليجاد الحل األنسب الذي يتفق مع مصالح الطرفين‪ ،‬ويتحقق ذلك من‬
‫خالل اتفاق يحدد التزامات الطرفين‪ ،‬وهذا ما يتفق مع قانون العقود )‪ ،(AKOUDAH, 2006, p. 948‬وحتى تكون الوساطة‬
‫أكثر فعالية ومرونة‪ ،‬ال بد أن يكون للوسيط الخبرة واملعرفة القانونية والكفاءة التي تؤهله لهذا العمل‪ ،‬وأن يكون نزيها‬
‫وحياديا وقادرا على التعمق من أجل فهم النزاع وتحديد مصدره وسببه‪ ،‬ومن تم إعطاء الحلول املناسبة له‪ ،‬كما يشترط‬
‫فيه التكتم والسرية‪.‬‬
‫كما تتسم الوساطة بطابعها السري‪ ،‬حيث أن جميع املسائل التي تتم مناقشتها في الوساطة وجميع الوثائق‬
‫والبيانات الشفوية والخطية التي يتم تبادلها وتقديمها أثناء عملية الوساطة يغلب عليها الطابع السري‪ ،‬إذ أن الوساطة‬
‫ليست مسألة سجل عام‪ ،‬فسرية جميع املشاركون في عملية الوساطة تكون دائما آمنة ومصونة‪ ،‬زد على ذلك أنها تتيح‬
‫لطرفي النزاع حرية االنسحاب واللجوء للتقاض ي‪ ،‬حيث أن بإمكان أي منهما اإلنسحاب في أي لحظة من متابعة عملية‬
‫الوساطة والعودة إلى التمسك بكافة الحقوق والدفوع القانونية أمام القضاء‪ ،‬دون أي تأثير آلليات الحلول البديلة على‬
‫إجراءات التقاض ي‪ ،‬فضال عن أنها عملية تسمح للوسيط بتقييم املراكز القانونية للخصوم (شيعان و فائز ‪ ،2014 ،‬صفحة‬

‫‪151‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫‪ ،)258‬كما أنها تخلق نوعا من العالقات الودية بين األطراف وتحافظ عليها‪.‬‬
‫‪ /2‬مزايا وعيوب الوساطة اإللكترونية‬
‫نتحدث عن مزايا الوساطة اإللكترونية ثم عيوبها‪ ،‬وفقا ملا يأتي‪:‬‬
‫أ‪ .‬مزايا الوساطة اإللكترونية‪ :‬تتمثل املزايا التي تتميز بها الوساطة اإللكترونية في (منصور‪ ،2021 ،‬صفحة ‪:)944‬‬
‫‪ -‬فعالية األدوات املستخدمة في عملية الوساطة اإللكترونية وضمان تسجيل املناقشات التي تجرى بين طرفي النزاع‬
‫في برنامج مستقل على شبكة األنترنت‪ ،‬وفي كل مراحل الوساطة اإللكترونية‪.‬‬
‫‪ -‬السرية في اإلجراءات‪ ،‬فالوسيط املكلف بالنزاع يحظر عليه إفشاء املعلومات التي حصل عليها في جلسات الوساطة‬
‫ألشخاص آخرين إال بموافقة املتنازعين‪ ،‬ومخالفته لهذه اإللتزامات يترتب عليه قيام مسؤوليته‪ ،‬فهذه السرية تعد أهم‬
‫الركائز األساسية للوسائل البدائل ومنها الوساطة اإللكترونية‪.‬‬
‫‪ -‬تتسم الوساطة بغياب الشروط الشكلية‪ ،‬حيث تمتاز بطابعها املرن الذي يخولها التناسب مع متطلبات أطراف‬
‫النزاع‪ ،‬فهي تتالءم مع شبكة اإلنترنت‪ ،‬خالفا لوسائل حل النزاعات التقليدية‪ ،‬ويعتبر البعض الوساطة بحق وسيلة بديلة‬
‫عن القضاء‪ ،‬ويجب أن تحافظ على خصوصيتها بعيدا عن اإلجراءات الشكلية‪.‬‬
‫ب‪ .‬عيوب الوساطة اإللكترونية‪ :‬يعاب على الوساطة اإللكترونية ما يلي (منصور‪ ،2021 ،‬صفحة ‪:)945‬‬
‫‪ -‬إن ميزة توفير الوقت والجهد على املتنازعين في إجراء جلسات الوساطة عن بعد من خالل شبكة اإلنترنت‪ ،‬تواجه‬
‫عقبة انتشار وفعالية الشبكة‪ ،‬ذلك أن اشتراط تحقق هذه امليزة يتوقف على توافر شبكة قوية قادرة على تمكين املتنازعين‬
‫من التواصل والوسيط من خالل صفحاتها الرقمية‪ ،‬وبالتالي إذا ما حال أي مانع دون توفير الشبكة كانقطاع التيار‬
‫الكهربائي أو الخلل في جهاز الحاسوب أو الخلل في املوقع اإللكتروني فسيؤدي إلى فشل الوساطة اإللكترونية‪.‬‬
‫النص عرضة للتفسير الخاطئ‪ ،‬وإساءة اإلسناد‬ ‫‪ -‬الرسائل املنقولة عبر اإلنترنت وخاصة تلك التي يتم نقلها من خالل ّ‬
‫والتسبب في تدهور الثقة‪.‬‬
‫‪ -‬من الصعوبة بمكان الجزم بتوفير األمان عبر الشبكات املفتوحة‪ ،‬بالرغم من قيام العاملين عبر شبكة اإلنترنت في‬
‫توفير جدران الحماية تعمل على الحيلولة دون انتهاك خصوصية املواقع الرقمية‪ ،‬إال أنه بالرغم من جدران الحماية يبقى‬
‫جانب األمان على الشبكات املفتوحة من أكبر التحديات التي تواجه ذيوع الشبكة وانتشارها‪.‬‬
‫‪ /3‬إجراءات الوساطة اإللكترونية‬
‫تتم الوساطة اإللكترونية عبر مراكز تقدم خدمة لتسوية املنازعات بالطرق اإللكترونية‪ ،‬ولعل من أبرز هذه املراكز‬
‫مركز الويبو للوساطة والتحكيم)‪.)6‬‬
‫حيث تحدد املراكز املقدمة لخدمة الوساطة اإللكترونية إجراءات الرفع والنظر في النزاع عن طريق قنواتها املعدة‬
‫لذلك‪ ،‬وتبدأ الوساطة اإللكترونية بتعبئة الطلب املخصص واملعد لذلك مسبقا واملتضمن البيانات الشخصية مع ذكر‬
‫مقدم الطلب‪ ،‬ملخص عن موضوع النزاع والطرف اآلخر وكيفية اإلتصال به‪ ،‬وبعد تقديم الطلب حسب األصول يقوم‬
‫املركز باإلتصال بالطرف اآلخر واستفساره عن مدى رغبته في فض املنازعة من خالل الوساطة اإللكترونية‪ ،‬مع تقديم‬
‫نسخة عن طلب الوساطة ونموذج للجواب‪ .‬تبدأ الوساطة بعد تعبير األطراف على املوافقة لإلشتراك في جلسات الوساطة‬
‫التي تتم عبر اإلنترنت من خالل املوقع اإللكتروني للمركز الذي يوف ــر صفح ــة مخصصة ألطراف النزاع‪ ،‬بما في ذلك قائمة‬

‫‪ -6‬مركز الويبو للوساطة والتحكيم هو هيئة محايدة ودولية غير ربحية‪ ،‬تقدم خدمات تسوية املنازعات وتتيح خيارات فعالة من حيث الوقت‬
‫والتكاليف لتسوية املنازعات‪ ،‬وتمكن خدمة الوساطة والتحكيم املعجل وقرارات الخبراء التي تقدمها الويبو إلى الخواص من األطراف من تسوية‬
‫منازعاتهم املحلية أو الدولية في مجالي امللكية الفكرية والتكنولوجيا بفعالية دون اللجوء إلى املحاكم‪ ،‬ويقدم املركز أيضا خدمات تسوية‬
‫املنازعات الخاصة بأسماء الحقول (‪.)www.wipo.int/amc/ar‬‬

‫‪152‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫من األسماء التي يمكن من خاللها اختيار الوسيــط‪ ،‬هذا األخير الذي يكمن دوره في اإلشراف على جلسات األطراف التي تتم‬
‫من خالل غرفة االجتماعات أو املؤتمر املصور‪ ،‬باإلضافة إلى سلطة صياغة مشروعات التسوية وعرضها على األطراف‬
‫(بوديسة ‪ ،2012 ،‬صفحة ‪.)17‬‬
‫وتتم عملية الوساطة اإللكترونية وفق مجموعة من اإلجراءات التي تتم بطرق إلكترونية على املوقع الشبكي التابع‬
‫للمركز‪ ،‬تتمثل في‪:‬‬
‫أ‪ .‬تقديم الطلب إلى مركزالوساطة‪ :‬على كل من يرغب من طرفي النزاع في تسوية نزاعه عن طريق اللجوء للوساطة‬
‫اإللكترونية أن يقوم بتعبئة طلب الوساطة املعد مسبقا من قبل املراكز واملنشور على املوقع اإللكتروني التابع له‪ ،‬ويجب‬
‫أن يتضمن هذا الطلب أسماء طرفي النزاع وعناوينهم‪ ،‬نسخة من اتفاق اللجوء للوساطة في حالة اتفاق الطرفين على تسوية‬
‫النزاع عن طريق الوساطة‪ ،‬وأخيرا بيان ملخص عن موضوع النزاع وطبيعته (قصعة‪ ،2020 ،‬صفحة ‪.)23‬‬
‫بعد استالم املركز للطلب يقوم بإرسال تأكيد إلى مقدم الطلب يبلغه فيه عن وصول طلبه إليهم‪ ،‬ثم يقوم باالتصال‬
‫بالطرف اآلخر إلعالمه برغبة الطرف األول في إجراء عملية الوساطة‪ ،‬فإذا أبدى الطرف الثاني موافقته يباشر املركز‬
‫العملية‪ ،‬أما إذا رفض هذا الطرف انتهت الوساطة في حينها‪ ،‬ويبلغ الطرف األول بأن الوساطة غير ممكنة‪ .‬أما عن املهلة‬
‫املمنوحة للطرف الثاني ليجيب عن طلب الوساطة املقدم من الطرف األول فتختلف من مركز آلخر‪ ،‬فهي ثالثون يوما يبدأ‬
‫احتسابها من تاريخ إرسال الدعوة للطرف الثاني (قانون األونسيترال النموذجي بشأن التوفيق التجاري‪ ،‬املادة ‪،)2002 ،04‬‬
‫ما لم يتضمن محتوى الدعوى مدة أقل أو أكثر‪ ،‬وحددها مركز الوساطة »‪ «Square Trade‬بأربعة عشرة يوما‪ .‬أما في‬
‫حال قيام طرفي النزاع بإرسال طلب اللجوء للوساطة معا‪ ،‬فإن املركز يكتفي بإرسال تأكيد استالم طلب الوساطة وتحديد‬
‫تاريخ انطالقها (قصعة‪ ،2020 ،‬صفحة ‪.)24‬‬
‫ب‪ .‬بدء الوساطة‪ :‬يقوم املركز بتزويد طرفي النزاع بقائمة أسماء الوسطاء ومؤهالتهم‪ ،‬وبمجرد موافقتهم على‬
‫الوسيط واإلجراءات يتم االنتقال إلى املرحلة الثانية للوساطة ملناقشة املوضوع واستخراج نقاط الخالف الجوهرية‪ ،‬وذلك‬
‫بعد إرسال بريد إلكتروني متضمن كلمة املرور من قبل الوسيط لكال طرفي النزاع‪ ،‬حيث يستطيعان من خالله الدخول‬
‫لصفحة النزاع املعدة على موقع املركز‪ ،‬ليتمكنوا من حضور جلسات الوساطة ومناقشة طلباتهم والتداول معهم حول‬
‫موضوع النزاع بهدف التوصل إلى حل وسط يقبله الطرفان (قصعة‪ ،2020 ،‬صفحة ‪.)24‬‬
‫تعقد جلسات الوساطة اإللكترونية بعدما يقدم طرفا النزاع طلباتهما بغية التوصل إلى حل يرضيهما‪ ،‬ثم يقوم‬
‫الوسيط بإعداد اتفاق التسوية النهائية ويعرضه على طرفي النزاع للتوقيع عليه‪ ،‬وخالل جلسات الوساطة يستطيع كل‬
‫طرف تعديل طلباته أو بياناته التي قدمها للمركز أو التي أرفقها بطلب الوساطة‪ ،‬وهذه العملية تتم بواسطة النقر على‬
‫الخانة املخصصة له بعد الدخول إلى عنوان املوقع اإللكتروني الخاص باملركز‪ ،‬ثم يقوم بإدخال العنوان اإللكتروني وكلمة‬
‫املرور الذي سبق أن أرسله له الوسيط الخاص بالنزاع املراد إجراء التعديل عليه‪ ،‬في نهاية هذه العمليات تظهر قائمة على‬
‫شاشة الحاسوب تتضمن القضايا وأرقامها ليقوم باختيار رقم القضية املطلوبة والدخول عليها بالنقر على الخانة الخاصة‬
‫بها وإجراء التعديل املرد القيام به‪ ،‬بعد ذلك ينقر على مفتاح "اقرأ وأرسل رسالة" مع إرسال نسخ للوسيط وعدد املتنازعين‬
‫(قصعة‪ ،2020 ،‬صفحة ‪.)25‬‬
‫ويجوز لكال طرفي النزاع أن يقررا في أي وقت االنسحاب من إجراءات الوساطة‪ ،‬ويترتب على ذلك إغالق ملف‬
‫القضية‪ ،‬مع إمكانية إعادة فتحها مجددا لكن يتعين مالحظة أن اإلجراء املتبع إلعادة فتح ملف القضية يختلف باختالف‬
‫سبب إغالقها‪ ،‬فاذا أغلقت القضية بسبب عدم صدور جواب من الطرف اآلخر غير طالب الوساطة‪ ،‬ففي هذه الحالة يتم‬
‫إعادة فتحها بمجرد قيامه بتقديم جوابه من خالل الدخول إلى املوقع اإللكتروني الخاص باملركز والنقر على األيقونة‬
‫املخصصة لذلك »‪ «Reopen‬املوجودة في البريد اإللكتروني الذي سبق وأن زوده به املركز‪ ،‬أما إذا تم إغالق القضية‬

‫‪153‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫بعد تقديم الجواب بسبب عدم دفع الرسوم للوسيط ففي هذه الحالة يتم إعادة فتحها من خالل النقر على‬
‫مفتاح »‪ «Reopen your case‬ودفع الرسوم املقررة للوسيط‪ ،‬وأخرا إذا تم إغالق القضية بعد دفع رسوم الوسيط‬
‫تلبية لرغبة أحد طرفي النزاع فيتم إعادة فتحها بإرسال إخطار بذلك إلى املركز ملراجعتها وإرسال إخطار من إلى طرفي النزاع‬
‫يتضمن قبوله أو رفضه فتح ملف القضية (قصعة‪ ،2020 ،‬صفحة ‪.)25‬‬
‫ج‪ .‬رسوم الوساطة اإللكترونية‪ :‬الوساطة اإللكترونية مدفوعة األجر‪ ،‬فالرسوم لها أهمية في بدء سير إجراءات‬
‫الوساطة‪ ،‬وحسب مركز الوساطة »‪ ،«Square Trade‬فإنه يقدر رسوم الوساطة وفقا لقيمة املبلغ املتنازع عليه‪ ،‬إذ‬
‫يستوفي ‪ 50‬دوالر عن النزاع الذي تزيد قيمته عن ألف دوالر‪ ،‬أما إذا زاد املبلغ عن ذلك فيستوفي ‪ 40‬دوالر زائدا بذلك ‪%05‬‬
‫من قيمة النزاع‪ ،‬على أال تزيد جميع الحاالت عن ‪ 2500‬دوالر هذا بعد استيفاء ‪ 20‬دوالر عن تسجيل طلب الوساطة‪ ،‬ويعفي‬
‫هذا املركز عمالءه‪ ،‬أو يخفض لهم رسوم الوساطة إذا كانوا من عمالء للشركات املسجلة لدية (منصور‪ ،2021 ،‬صفحة‬
‫‪.)949‬‬
‫‪ /4‬آثارالوساطة اإللكترونية‬
‫تنتهي الوساطة اإللكترونية إما بعــدم التوصـل لتسـوية وديــة للنـزاع لعدة أسباب حددتها املادة ‪ 11‬في فقراتها ب‪ ،‬ج‪،‬‬
‫د من قانون األونسيترال النموذجي بشأن التوفيق التجاري الدولي‪ ،‬كما يمكن أن تنتهي بتحقق الغرض منها وهو فض النزاع‬
‫وديا‪ ،‬إذ يعتبر املصادقة على اتفاق التسوية الودية ملزمـا وواجـب النفـاذ قانونيـا‪ ،‬حيث أنه يعد بمثابة حكم قطعي ال يخضع‬
‫ألي طريق من طرق الطعن (قانون األونسيترال النموذجي بشأن التوفيق التجاري الدولي‪ ،‬املادة ‪.)2002 ،14‬‬
‫وعنـد انتهـاء عمليـة الوسـاطة يجـب علـى الوسـيط بغـض النظـر عـن النتيجـة التي آلـت إليهـا الوســاطة إيجابية كانــت‬
‫أم ســلبية‪ ،‬أن يرســل فــورا إخطــارا مكتوبــا إلى املركز يبلغــه فيــه بواقعــة انتهــاء الوساطة والتاريخ الذي انتهت فيه‪ ،‬وأن يرسل‬
‫نسخة من اإلخطـار معنونـة باسـم املركز لطـرفي النزاع‪ ،‬وبتلقي املركز لإلخطار يتعـين عليـه املحافظة علـى مـا ورد بـه مـن‬
‫معلومـات وأال يكشـف إلى أي شخص عن وجود عملية الوساطة لديه‪ ،‬أو عن النتيجة التي آلت إليها مـا لم يكـن مفوضـا‬
‫بـذلك مـن قبل طرفي النزاع‪ .‬كمــا يتعــين عليــه أن يعيــد إلى طــرفي الن ـزاع املــذكرات واملســتندات التي قــدموها أثنــاء عمليــة‬
‫الوساطة‪ ،‬والتي ال يجوز لـه االحتفـاظ بـأي صـور عنهـا تحت طائلـة املسـاءلة القانونية (قصعة‪ ،2020 ،‬صفحة ‪.)28‬‬
‫ثالثا‪ :‬التحكيم اإللكتروني‬
‫يشهد التحكيم ازدهارا واسعا في العصــر الحديث في مجال املعامالت والتجارة الدوليـ ـ ــة‪ ،‬أمام عودة النزع ـ ـ ــة الفردي ــة‬
‫وحريـ ــة التبادل التج ــاري وسلط ــان اإلرادة‪ ،‬ويع ــد اللج ــوء إلى التحكيم أدع ـ ــى بالنسب ـ ـ ــة للتجارة اإللكترونيـ ـ ــة‪ ،‬إذ يقوم على‬
‫السرعـ ــة في اإلبرام والتنفي ـ ــذ‪ ،‬وال تتماش ى مع بـطء وغموض إجراءات القضاء العادي ( مطر‪ ،2009 ،‬صفحة ‪.)37‬‬
‫فالتحكيم هو االتفاق على طرح النزاع على شخص معين أو أشخاص معينين ليفصلوا فيه دون املحكمة املختصــة‬
‫به‪ ،‬وقد أجازت املادة ‪ 39‬من القانون العربي اإلسترشادي للمعامالت والتجارة اإللكترونية لطرفي املعاملة اإللكترونية التي‬
‫ينشأ بشأنها أو بسببها نزاع أن يلجأ إلى نظام التحكيم للفصل في تلك املنازعات إلى جانب النظام القضائي‪.‬‬
‫فبمقتض ــى التحكيم ين ــزل الخصـ ــوم عن اإللتجاء إلى القضاء مع التزامهم بطرح النزاع على محكمة أو أكثر ليفصلوا‬
‫فيه بحكم ملزم للخصوم‪ ،‬وقد يكون هذا اإلتفاق تبعا لعقد معين يذكر في صلبه‪ ،‬ويسمى شرط التحكي ــم‪ ،‬وقـ ــد يكـ ــون‬
‫بمناسب ــة ن ـ ـزاع معيـ ــن قائم بالفعل بين الخصوم ويسمى في هذه الحالة مشارطة التحكيم أو اتفاق التحكيم ( القاض ي‪،‬‬
‫‪ ،2002‬صفحة ‪.)84‬‬
‫كما يمكن تعريفه بأنه الطريق اإلجرائي الخصوص ي للفصل في نزاع معين بواسطة الغير بدال عن الطريق القضائي‬
‫العام ( القاض ي‪ ،2002 ،‬صفحة ‪ ،)85‬أو هو تولية الخصمين حاكما يحكم بينهما ( املعماري‪ ،2014 ،‬صفحة ‪.)17‬‬

‫‪154‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫وهن ـ ــاك م ـ ــن عرفـ ــه بأن ــه اإلتفـ ــاق عل ـ ــى إحالـ ــة م ــا ينشأ بين األفراد من النزاع بخصوص تنفيذ عقد معين‪ ،‬أو على‬
‫إحالة أي نزاع نشأ بينهم بالفعل على واحد أو أكثر من األفراد يسمون محكمين ليفصلوا في النزاع املذكور بدال من أن يفصل‬
‫فيه القضاء املختص ( القحطاني‪ ،2012 ،‬صفحة ‪.)18‬‬
‫كما يمكن تعريفه بأنه وسيلة لتسوية املنازعات بالتراض ي من قبل جهات غير حكومية صانعة القرار والتي ينتج‬
‫التزاما قانونيا وقابلة للتنفيذ (بولقواس ‪ ،2011-2010 ،‬صفحة ‪ ،)05‬وعرفه البعض بأنه نظام تعاقدي بموجبه يتفق‬
‫الخصمان على حل الخالف الذي ينشأ بينهما بعرضه على محكمين ليفصلوا فيه بعيدا عن إجراءات القضاء العادي‬
‫(السبعاوي‪ ،2014 ،‬صفحة ‪.)67‬‬
‫أما التحكي ـ ــم اإللكترون ــي فيمكـ ــن تعريفه بأنه اتفاق أطراف عالقة قانونية إلخضاع املنازعة التي نشأت أو ستنشأ‬
‫مستقبال من عالقات تجارية إلكترونية كانت أو عادية إلى آخر للفصل في النزاع بإجراءات إلكترونية وإصدار حكم ملزم بها‬
‫(هند ‪ ،‬صفحة ‪.)11‬‬
‫وعليه فالتحكيم اإللكتروني ال يختلف عن التحكيم التقليدي إال من حيث الوسيلة التي تتم بمقتضاها إجراءات‬
‫التحكيم التي تستدعيها مقتضيات العالم اإلفتراض ي‪.‬‬
‫وقد نظم املشرع الجزائري إجراء التحكيم بمقتض ى قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية في املواد ‪ 1006‬إلى ‪ 1061‬منه‪،‬‬
‫وقد أعطت املادة ‪ 1006‬ق إ م إ الحق لكل شخص اللجوء إلى التحكيم في الحقوق التي له مطلق التصرف فيها‪.‬‬
‫ويعتبر التحكيم أمر استثنائي ال يمكن التمسك به إال بمقتض ى اتفاق صريح بين األطراف‪ ،‬وهذا اإلتفاق يتم كشرط‬
‫من شروط العقد أو باتفاق مستقل‪.‬‬
‫وقد عرف قانون األونيستيرال النموذجي املعدل سنة ‪ 2006‬اتفاق التحكيم بموجب املادة ‪ 07‬منه بأنه "اتفاق بين‬
‫الطرفين على أن يحيال إلى التحكيم جميع أو بعض النزاعات التي نشأت أو قد تنشأ بينهما بشأن عالقة قانونية محددة‪،‬‬
‫سواء أكانت تعاقدية أم غير تعاقدية‪ ،‬ويجوز أن يكون اتفاق التحكيم في شكل بند تحكيم وارد في عقد أو في شكل اتفاق‬
‫منفصل"‪.‬‬
‫كما عرف املشرع الجزائري بمقتض ى املادة ‪ 1011‬ق إ م إ اتفاق التحكيم بأنه "االتفاق الذي يقبل األطراف بموجبه‬
‫عرض نزاع سبق نشوءه على التحكيم"‪.‬‬
‫ويذهب اإلتجاه الغالب إلى ضرورة أن يتوفر في اتفاق التحكيم إلى جانب الشروط املوضوعية املتمثلة في التراض ي‪،‬‬
‫الشـ ـ ـ ــروط الشكلي ـ ـ ــة واملتمثل ـ ـ ــة في الكتابة‪ ،‬وهذا ما ذهب إليه املشرع الجزائري بمقتض ى املادة ‪ 1/1012‬ق إ م إ التي تنص‬
‫على أنه "يحصل االتفاق على التحكيم كتابيا"‪.‬‬
‫وال شك أن الكتابة هنا ال تقتصر على املعنى التقليدي‪ ،‬بل تشمل كل وسائل اإلتصال الحديثة األخرى التي من شأنها‬
‫إثبات نسبة املعلومات التي تتضمنها إلى شخص معين‪ ،‬وبالتالي يدخل في مفهوم الكتابة إلى جانب الكتابة التقليدية الكتابة‬
‫اإللكترونية التي تتفق مع طبيعة املعامالت اإللكترونية‪ ،‬وهذا األمر ال يتعارض مع مقتضيات املادة ‪ 323‬مكرر ق م ج‪.‬‬
‫بناء على ما تقدم نستطيع القول أن التحكيم يقوم أساسا على مبدأ سلطان اإلرادة‪ ،‬بمعنى أن يكون إلرادة الخصوم‬
‫شأن فيه ( مطر‪ ،2009 ،‬صفحة ‪.)39‬‬
‫‪ /1‬مزايا التحكيم‬
‫يتصف التحكيم بأهمية خاصة في حل املنازعات الدولية‪ ،‬وذلك بالنظر إلى سهولة إجراءاته والسرعة في الفصل في‬
‫املنازعات مقارنة باإلجراءات القضائية العادية‪ ،‬حيث أن هيئة التحكيم عادة تضم محكما متخصصا فنيا في مجال موضوع‬
‫التحكيم ليتمكن من إيجاد الحلول املالئمة للنزاعات بطريقة أسرع وأفضل مما يجده القضاة العاديين‪ ،‬ألنه يعايش املهنة‬
‫أو العمل مما يجعله أقدر على حل النزاع بطريقة عملية وواقعية ( مطر‪ ،2009 ،‬صفحة ‪.)53‬‬

‫‪155‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫كما يتميز التحكيم بالسرية حيث يحافظ على أسرار الطرفين‪ ،‬فال يطلع على تفاصيل القضية إال املحكمون‪،‬‬
‫واملحامون الذين يدافعون عن األطراف‪ ،‬على خالف ما يحصل في القضاء العادي‪ ،‬حيث يمكن للكافة معرفة موضوع النزاع‬
‫نتيجة لعالنية اإلجراءات‪ ،‬لذا يحرص أطراف العالقات التجارية الدولية على اللجوء إلى مراكز التحكيم املتخصصة كغرفة‬
‫التجارة الدولية في باريس‪ ،‬وغيرها من املراكز التي تفصل في القضية بشكل سري وال تنشر هذه املراكز من األحكام إال مبادئها‬
‫ودون ذكر أسماء األطراف (شحادة ‪ ،‬رجب ‪ ،1433‬صفحة ‪.)166‬‬
‫ويضيف البعض أن اللجوء إلى التحكيم يجنب أطراف العقد عدم مسايرة القانون والقضاء للعقود اإللكترونية‬
‫سواء قانونيا أو قضائيا‪ ،‬حيث يجنبهم عدم اإلعتراف القانوني بهذه العقود أو صعوبة تحديد القانون الواجـ ـ ـ ـ ـ ــب‬
‫التطبي ـ ـ ـ ــق‪ ،‬وتحدي ـ ـ ـ ــد املحكم ـ ـ ـ ــة املختص ـ ــة‪ ،‬وهذا األمر ليس باليسير وفقا للقضاء العادي عند إحالة الن ـ ـ ـزاع إليه ( مطر‪،‬‬
‫‪ ،2009‬صفحة ‪.)54‬‬
‫ويتميز التحكيم اإللكتروني باليسر واملرونة‪ ،‬حيث ال يلزم انتقال أطراف النزاع أو الحضور املادي أمام املحكمي ــن‪،‬‬
‫بل يمك ــن سماع املتخاصمين عبر املحادثات التليفونية واإلتصاالت اإللكترونية بواسطة األقمار الصناعية‪ ،‬ضف إلى ذلك‬
‫سرعة إصدار األحكام نظرا لسهولة اإلجراءات‪ ،‬حيث يتم تقديم املستندات واألوراق بالبريد اإللكتروني‪ ،‬ويمكن اإلتصال‬
‫املباشر بالخبراء أو تبادل الحديث معهم عبر اإلنترنت‪ ،‬لذلك انتشرت محاكم التحكيم اإللكترونية (حسين ‪ ،2006 ،‬صفحة‬
‫‪.)349‬‬
‫كما يتميز التحكيم اإللكتروني بقلة التكلفة‪ ،‬وذلك يتناسب مع حجم العقود اإللكترونية املبرمة التي ال تكون في‬
‫الغالب األعم كبيرة بل متواضعة‪ ،‬وتستخدم أحيانا نظم الوسائط املتعددة التي تتيح استخدام الوسائل السمعي ـ ـ ــة‬
‫والبصري ـ ــة في عق ـ ـ ــد جلسات التحكيـ ـ ــم على الخـ ـ ــط املباشر لألطراف والخبراء‪ ،‬وهذا يقلل من نفقات السفر واالنتقال (‬
‫مطر‪ ،2009 ،‬صفحة ‪.)55‬‬
‫‪ /2‬سلبيات التحكيم‬
‫عل ــى الرغ ــم م ــن املزايا املتعددة للتحكيم اإللكتروني إال أنه توجد بعض املشكالت واملعوقات التي تعترضه‪ ،‬والتي‬
‫من شأنها أن تشكك في عدم جدواه أو فعاليته منها‪:‬‬
‫أ‪ .‬عدم مواكبة النظم القانونية الحالية للتطور السريع في مجال التجارة اإللكترونية‪ :‬إن كانت هذه النظم ال‬
‫تشرع املعامالت والتجارة اإللكترونية في قوانينها‪ ،‬إضافة إلى جمود القواعد القانونية املوجودة في كثير من دول العالم‬
‫املتعلقة بإجراءات التقاض ي والتحكيم التقليدي‪ ،‬وعدم تعديل التشريع املوجود لإلعتراف بأحكام التحكيم اإللكترونية‪،‬‬
‫ومن هنا ثار التساؤل عن مدى صحة إجراءات التسوية بالوسائل اإللكترونية‪ ،‬ومدى االعتراف بالحكم التحكيمي‬
‫اإللكتروني‪ ،‬وكذلك هناك مسألة هامة وهي تحديد مكان التحكيم‪ ،‬والذي يترتب عليه آثار كثيرة ومهمة‪ ،‬فما هو املكان الذي‬
‫يعتبر أنه مكان التحكيم‪ ،‬هل هو مكان املحكم الفرد أم مكان املورد‪ ،‬أو املستخدم في عقود خدمات املعلومات اإللكترونية‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫هذا إذا كان املحكم فردا‪ ،‬أم مكان إبرام العقد أو تنفيذه‪ ،‬هذه املسائل خطيرة وترتب آثارا مهمة بالنسبة العتبارات التنفيذ‬
‫ً‬
‫واإلعتراف بالحكم التحكيم ـ ـ ــي اإللكتروني‪ ،‬هذه املسائل وغيـ ـ ــرها بحاجة إلى دراسات شاملة لكل جزئية منها‪ ،‬وتتطلب تدخال‬
‫ً‬
‫تشريعيا من جانب الدولة إضافة إلى االتفاقيات الدولية (هند ‪ ،‬صفحة ‪.)13‬‬
‫ب‪ .‬الخوف من عدم السرية‪ :‬نظـ ـ ـ ـ ـرا ألن إجراءات التحكيم اإللكتروني تتم عبر اإلنترنت‪ ،‬فهذا الوس ـ ـ ــط قد يشكـ ـ ـ ــل‬
‫تهديدات لسري ـ ـ ــة التحكيم من أكثر من جانب‪ ،‬فحصول األطراف على األرقام السرية (أو كلمة) لدخول صفحة املختص‬
‫بحل نزاعهم وتبادل املستندات مع املحكم‪ ،‬تستدعي تدخل أشخاص آخرين ال عالقة لهم بالنزاع‪ ،‬وهذا ما قد يهدد سرية‬
‫التحكيم‪.‬‬

‫‪156‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫تواجه صفحة اإلنترنت التي تحوي على معلومات األطراف ومستندات النزاع في كل لحظة خطر اإلختراق‪ ،‬وذلك من‬
‫طرف ما اصطلح على تسميتهم القراصنة أو املخربين‪ ،‬وهم أشخاص يجوبون اإلنترنت ويعترضون السرية خاصة منها أرقام‬
‫بطاقات اإلئتمان‪ ،‬التي قد تكون من املعلومات الخاصة بنزاع معروض على التحكيم اإللكتروني‪ ،‬فإمكانية اختراقها يشكل‬
‫تهديدا لسرية التحكيم واألسرار التجارية ألطراف النزاع (بوديسة ‪ ،2012 ،‬صفحة ‪.)24‬‬
‫ج‪ .‬عدم تطبيق املحكم للقواعد اآلمرة‪ :‬يخش ى األطراف وخاصة الطـ ــرف الضعيـ ـ ــف فـ ـ ــي العقـ ـ ــد م ـ ــن اللج ـ ـ ــوء‬
‫إلــى التحكيم بصفة عامة‪ ،‬والتحكيم اإللكتروني بصفة خاصة‪ ،‬وذلك بسبب الخشية من عدم تطبيق القواعد واألوامر‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫الحمـائيـة املنص ـ ـ ـ ــوص عليهـا في القـانون الوطني لـه‪ ،‬خـاصـ ـ ـ ـ ــة إذا كـان هـذا الطرف مس ـ ـ ـ ــتهلكـا ممـا يترتـب عليـه بطالن حكم‬
‫التحكيم وعــدم إمكــانيــة تطبيقــه وتنفيــذه على أرض الواقع‪ .‬وكــذلــك عنــد اختيــار القــانون الواجــب التطبيق غير قــانون‬
‫املستهلك الوطني ليحكم النزاع‪ ،‬فإن املحكم لن يطبق هذه القواعد الحمائية املنصوص عليها في قانون املستهلك الوطني‬
‫ً‬
‫ألنه ال يطبق إال القانون املختار‪ ،‬وذلك ألنه ليس قاضـ ــيا فال يلتزم بتطبيق القواعد اآلمرة‪ ،‬حتى في الدولة التي يوجد فيها‬
‫ً‬
‫مقر محكمــة التحكيم‪ .‬لــذا فقــد عــارض كثيرون اللجوء للتحكيم‪ ،‬ألن حمــايــة الطرف الض ـ ـ ـ ــعيف تكون دائمــا من خالل‬
‫القواعد اآلمرة التي يضـعها مشـرعو الدولة لحماية طائفة خاصـة أو مصـالح جماعية‪ ،‬وال يهتم املحكم إال بحل النزاع بين‬
‫األطراف دون النظر إلى مص ــالح الس ــياس ــة التش ــريعية العليا للدول‪ ،‬وإزاء هذا االنتقاد دافع البعض اآلخر عن التحكيم‬
‫س ـ ـ ـ ــواء اإللكتروني أو التقليــدي مؤكــدين جوانــب تطبيقــه وعمليــة وقــانونيــة يراعيهــا املحكم عنــد نظر منــازعــات التجــارة‬
‫اإللكترونية ومنها‪:‬‬
‫ً‬
‫‪ -‬أن املحكم ال يهمل املص ــلحة العامة‪ ،‬ولكن على العكس تماما يأخذ في اعتباره القواعد اآلمرة التي تنص عليها التش ــريعات‬
‫ً‬
‫الوطنية‪ ،‬خاصـة عند نظر منازعات يكون أحد أطرافها مسـتهلكا‪ ،‬وقد يطبق قواعد تحقـ ـ ـ ـ ــق مصـالح أكبر من تلك التي نص‬
‫ً‬
‫عليه ــا التش ـ ـ ـ ــريع الوطني‪ ،‬تكون موجودة في ق ــانون الطرف اآلخر أو من طبيع ــة األعراف التج ــاري ــة وفق ــا لط ــائف ــة معين ــة من‬
‫طوائف التجارة‪.‬‬
‫‪ -‬أن املحكم يهدف إلى تحقيق مصالح وأهداف املجتمع الدولي‪ ،‬والوسائل التي يمكن له استعمالها الحت ـ ـرام وحماية مصالح‬
‫الطرف الضعيف أو املستهلكين تكون أكثر من تلك املمنوحة للقاض ي الوطني‪ ،‬حيث يمكن للمحكم أن يختار ضمن عدة‬
‫قوانين القانون الذي يحقق األهداف الحمائية للطرف الضعيف أو املستهلك (هند ‪ ،‬صفحة ‪.)14‬‬
‫‪ /3‬إجراءات التحكيم‬
‫تتضمن إجراءات التحكيم مجموعة املبادئ املنظمة لإلجراءات املتبعة في إتمام التحكيم‪ ،‬وتتعلق باملواجه ــة‬
‫والدف ـ ــاع واإلثبـات واحترام النظام العام‪ ،‬ويضاف إلى تلك املبادئ الخاصة بالتحكيم التقليدي‪ ،‬قواعد إضافية خاصة‬
‫بالتحكيم اإللكتروني‪ ،‬ولعل أبرزها كيفية التواصل بين املتخاصمين واملحكمين عن بعد عبر شبكة اإلنترنت وكيفي ـ ـ ــة‬
‫تقدي ـ ـ ــم املستندات‪ ،‬وأهمي ـ ـ ـ ــة الحفاظ على سري ـ ـ ـ ــة املعلومات التجاري ـ ـ ــة والصناعي ـ ـ ــة التي ته ـ ـ ــم األطراف وموضوع النزاع‬
‫(حسين ‪ ،2006 ،‬صفحة ‪.)350‬‬
‫وتبدأ إجراءات التحكيم اإللكتروني بتقديم طلب‪ ،‬يوجهه أحد طرفي اإلتفاق إلى مركز التحكيم املتف ــق عليه‪،‬‬
‫يخطره فيه برغبته في رفع النزاع إلى التحكيم واتخاذ اإلجراءات الالزمة لتحريكه واستكماله‪ ،‬وذلك من خالل ملء النموذج‬
‫املعد سلفا لذلك من قبل املراكز املتخصصة لخدمة التحكيم اإللكتروني على موقع اإلنترنت الخاص بها‪ ،‬مبينا طبيعة‬
‫الخالف الناجم عن النزاع وما قد يقترحه من حلول‪ ،‬ويقوم بإرفاق الطلب بنسخة من اتفاق التحكيم‪ ،‬إضافة إلى قائمة‬
‫األدلة والبيانات التي يستند إليها إلثبات ادعائه إذا رغب في ذلك (بوديسة ‪ ،2012 ،‬صفحة ‪.)109‬‬
‫وه ــذا ما أكدته املادة ‪ 03‬م ـ ــن قان ــون األونيستيرال النموذج ـ ــي بشأن التحكيــم التجاري لعام ‪ 2010‬حيث نص ــت على‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫بادر باللجوء إلى التحكيم ُ(يس َّمى فيما يلي" امل َّد ِعي"‪ ،‬سواء أكان طرفا واحدا أم أكثر(‪ ،‬إلى الطرف‬ ‫أنه "يرسل الطرف الذي ُي ُ‬

‫‪157‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬


‫اآلخر ) ُيس َّمى فيما يلي" امل َّدعى عليه"‪ ،‬سواء أكان طرفا واحدا أم أكثر( إشعار بالتحكيم"‪ ،‬حيث تعتبر إجراءات التحكيم قد‬
‫بدأت في التاريخ الذي يستلم فيه املدعى عليه اإلشعار بالتحكيم‪ ،‬وقد تضمنت الفقرة الثانية من املادة ‪ 03‬البيانات التي‬
‫يتضمنها اإلشعار بالتحكيم‪.‬‬
‫بع ـ ــد استـ ــالم مراك ـ ــز التحكي ــم للطل ــب املقــدم لللج ــوء إلى الوساط ــة أو التحكي ــم‪ ،‬يأتــي دوره في قبول أو رفض نظر‬
‫النزاع‪ ،‬فإذا قبل املركز نظر النزاع فيتعين عليه إخطار الطرف الثاني بواسطة البريد اإللكتروني مع تزويده بنموذج الرد‪.‬‬
‫ووفقا لنص املادة ‪ 04‬من قانون األونيستيرال النموذجي لعام ‪ ،2010‬يتعين على املدعى عليه أن يرسل إلى املدعي في‬
‫غضون ‪ 30‬يوما من تاريخ تسلمه اإلشعار بالتحكيم ردا على اإلشعار‪ ،‬مبينا اسم املدعى عليه وبيانات اإلتصال به‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى رد على املعلومات الواردة في اإلشعار بالتحكيم‪.‬‬
‫كما أجازت ذات املادة للمدعى عليه إضافة أي دفع بعدم اختصاص هيئة التحكيم‪ ،‬التي ستشكل بمقتض ــى هـ ــذه‬
‫القواع ـ ــد ووصفا موج ـ ـزا للدعـ ــاوى املضادة أو الطلبات املقدمة بغرض الدفع باملقاصة إن وجدت‪ ،‬يتضمن حسب مقتض ى‬
‫الحال بيانا باملبالغ ذات الصلة والتدبير اإلنتصافي امللتمس‪.‬‬
‫وعمال بمقتضيات نص املادة ‪ 04‬من قانون األونيستيرال النموذجي لعام ‪ ،2010‬يقوم مركز التحكيم بعـ ــد إخطاره‬
‫للمدعى عليه على النحو املبين سابقا‪ ،‬بإعداد صفحة عرض النزاع على موقع إلكتروني معد لذلك‪ ،‬ويعطى للطرفين كلمة‬
‫املرور التي تخولهم دخول املوقع واإلطالع على صفحة النزاع‪ ،‬بعد ذلك يقوم املركز بإخطار املحكم وإعالمه بمهمته‪.‬‬
‫والقاع ــدة تقضـ ــي بأحقيـ ــة األطـ ـراف في اختيار املحكمي ــن‪ ،‬ويت ـ ــم ذلك غالبا فــي اإلتفاق على التحكيم أو ضمن‬
‫الشرط املدرج في العقد أو في وقت الحق‪ ،‬وقد يعهد املتعاقدان إلى طرف ثالث للقيام بتعيين محكمة التحكيم‪ ،‬وقد يحيل‬
‫األطراف إلى القواعد املنظمة ملؤسسة التحكيم‪ ،‬وبالتالي اختيار املحكمين من بين املدرجين داخل قائمة تلك املؤسسة‪ ،‬وقد‬
‫تتم اإلحالة إلى محكمة تحكيم معينة وتتولى سكرتاريتها تعيين األعضاء‪ ،‬وقد تترك لألفراد حرية اختيار املحكمين‪ ،‬وال تتدخل‬
‫مؤسسة التحكيم إال عن ـ ــد اخت ــالف األطراف‪ ،‬كما يجوز لألطراف رد املحكم عن طريق إرسال إعالن كتابي إلى السكرتارية‪،‬‬
‫أو بأي وسيلة أخرى مناسبة‪ ،‬ما لم يتفق األطراف على شكل محدد لذلك (حسين ‪ ،2006 ،‬صفحة ‪.)352‬‬
‫وفي هذا اإلطار حددت املادة ‪ 2،1/1016‬ق إ م إ حاالت رد املحكم‪ ،‬حيث نصت على أنه‪" :‬يجوز رد‬
‫املحكم في الحاالت اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬عندما ال تتوفر فيه املؤهالت املتفق عليها بين األطراف‪.‬‬
‫‪ -‬عندما يوجد سبب رد منصوص عليه في نظام التحكيم املوافق عليه من قبل األطراف‪.‬‬
‫‪ -‬عندما تتبين من الظروف شبهة مشروعة في استقالليته‪ ،‬ال سيما بسبب وجود مصلحة أو عالقة‬
‫إقتصادية أو عائلية مع أحد األطراف مباشرة أو عن طريق وسيط‪.‬‬
‫ال يجوز طلب رد املحكم من الطرف الذي كان قد عينه‪ ،‬أو شارك في تعيينه إال لسبب علم به بعد‬
‫التعيين"‪.‬‬
‫بعد ذلك يقوم املركز بتحديد عدد املحكمين الذين يشترط أن يكون عددهم فرديا وليس زوجيا حتى يتسنى لهم‬
‫إمكانية الترجيح أو الحكم باألغلبي ـ ــة‪ ،‬وه ـ ــذا الحك ـ ــم أكـ ــده املش ـ ــرع الجزائـ ــري بمقت ــض ى املادة ‪ 1017‬ق إ م إ التي تنص على‬
‫أنه "تتشكل هيئة التحكيم من محكم أو عدة محكمين بعدد فردي"‪.‬‬
‫هذا وتنتهي الخصومة التحكيمية بمجرد صدور الحكم التحكيمي‪ ،‬الذي يكون له األثر امللزم بأن ينف ـ ــذ طواعيـ ــة‬
‫(حوت ‪ ،2016 ،‬صفحة ‪ ،)265‬حيث یتمتع حكم التحكیم بحجیة الش يء املقض ي فیه بمجرد صدوره وقبل صدور األمر‬
‫بالتنفیذ حتى ولو كان قابال للطعن بالبطالن وتبقى هذه الحجیة قائمة ببقاء الحكم وتزول بزواله‪ ،‬وهذا ما أكدته املادة‬

‫‪158‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫‪ 1031‬ق إ م إ التي تنص على أنه "تحوز أحكام التحكيم حجية الش يء املقض ي فيه بمجرد صدورها فيما يخص النزاع‬
‫املفصول فيه"‪.‬‬
‫وتتمثل حجیة الش يء املقض ي فيه في كونها وصف قانوني یلحق بمضمون حكم التحكيم ويدل على تقید أطراف‬
‫الخصومة بهذا الحكم‪ ،‬واإللتزام بعدم عرض النزاع الذي صدر فیه الحكم والذي اكتسب الحجیة على محكمة التحكیم‬
‫التي أصدرته أو محكمة تحكیم أخرى أو قضاء الدولة إلعادة الفصل فيه من جدید‪ ،‬وذلك ألن هذا الحكم یحمل عنوان‬
‫الحقیقة القطعیة بخصوص ما فصل فيه بالنسبة لألطراف وموضوع النزاع‪ ،‬ویشكل الحكم الحائز لحجیة الش يء املقض ي‬
‫فيه عقبة أمام تجدید عرض النزاع على التحكیم أو قضاء الدولة لسبق الفصل فیه بحكم‪ .‬وحتى یكتسب حكم التحكیم‬
‫حجیة الش يء املقض ي فیه‪ ،‬یجب أن یكون من األحكام القطعیة التي تحسم موضوع النزاع كلیا أو جزئیا‪ ،‬وتشمل الحجیة‬
‫منطوق حكم التحكیم وما ارتبط به من األسباب التي بني عليها هذا املنطوق‪ ،‬ویكتسب الحكم هذه الحجیة بمجرد صدوره‬
‫لكونها تعتبر أثرا مباشرا لهذا الصدور‪ ،‬غير أنه یشترط للتمسك بحجیة حكم التحكیم وسبق الفصل في النزاع وحدة‬
‫املوضوع واألطراف ویظهر هذا في أحقیة الطرف الذي صدر الحكم لصالحه في التمسك بحجیة هذا الحكم إذا ما أراد‬
‫الطرف اآلخر إعادة طرح النزاع على محكمة التحكیم التي أصدرته‪ ،‬أو محكمة تحكيم أخرى أو رفع دعوى أمام قضاء‬
‫الدولة للنظر في النزاع الذي سبق الفصل فیه بحكم التحكیم وكان النزاع متعلق بنفس املوضوع محال وسببا ونفس‬
‫األطراف (قبايلي ‪ ،2016 ،‬صفحة ‪.)122‬‬
‫خاتمة‬
‫تعتبر الط ـ ــرق البديلة في حل النزاعات على اإلنترنت أكثر مالءمة للسوق اإللكترونية‪ ،‬الستجابتها للخصائص التي‬
‫تتميز بها التجارة اإللكترونية‪ ،‬بالنظر ملا تتمتع به من سهولة ومرونة في اإلجراءات‪ ،‬وسرعة الحسم للنزاع‪ ،‬ألنها تتم عبر‬
‫عالم افتراض ي باستخدام الوسـائل اإللكترونية‪ ،‬كما أنها تنهي النـزاع بطريقـة وديـة مرضـية للطرفين‪ ،‬مما يجعلها أفضل‬
‫وسيلة لتسوية املنازعات التجارية الدولية بعيدا عن التعقيد والشكلية التي تتميز بها الطرق القضائية‪.‬‬
‫ومن خالل بحثنا هذا توصلنا للعديد من النتائج والتوصيات نوجزها في اآلتي‪:‬‬
‫‪ /1‬إن الطرق اإللكترونية البديلة لتسوية املنازعات ال تختلف عن الطرق التقليدية لتسوية املنازعات التقليدية ال من حيث‬
‫الوسيلة التي تتم بها‪ ،‬إذ أنها تعتمد على وسيلة إلكترونية فرضتها حتمية العقد املبرم عن بعد‪ ،‬وهذا ما يجعلها تتمتع ببعض‬
‫الخصوصية‪.‬‬
‫‪ /2‬أن الطرق اإللكترونية البديلة لتسوية املنازعات ليست بديال عن الطرق التقليدية لتسوية املنازعات وإنما هي امتداد‬
‫لها‪ ،‬على اعتبار أن التطور التكنولوجي قد أصاب كل ش يء‪ ،‬ولـذلك ظهرت هذه الوسائل كنتيجة للتطور التكنولوجي‬
‫وتزاوجت مع الوسائل التقليدية‪ .‬وما يميز الوسائل اإللكترونية البديلة عن الوسائل التقليدية‪ ،‬سوى أنها تتم عبر شبكة‬
‫االنترنت لغرض السرعة في حسم منازعات عقود التجارة الدولية‪.‬‬
‫‪ /3‬نوص ي املشرع الجزائري ‪-‬وبالنظر إلى التطور التكنولوجي املتسارع‪ -‬أن يواكب التطور وينص صراحة على إمكانية حق‬
‫األطراف في اللجوء إلى الوسائل اإللكترونية كطريق بديل لفض املنازعات املتعلقة بالتجارة اإللكترونية بعيدا عن القضاء‪.‬‬
‫‪ /4‬نقترح على املشرع الجزائري ضرورة خلق منظومة أمنية قوية ومتطورة تسمح للمتنازعين بإحالة خالفهم ملركز الوساطة‬
‫وتبادل البيانات والتفاوض من خالله‪ ،‬مع االعتراف بالقرارات الصادرة عن هذه املراكز وإضفاء القوة التنفيذية عليها‪.‬‬
‫‪ /5‬التشجيع على اللجوء للوسائل البديلة لفض منازعات التجارة اإللكترونية‪ ،‬ملا تحققه من سرعة في نظر وفض‬
‫املنازعات‪ ،‬فضال عما يحققه من تخفيف للعبء امللقى على عاتق القضاء‪.‬‬

‫‪159‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫قائمة املراجع‪:‬‬
‫• القاض ي‪ ،‬خالد محمد (‪ :)2002‬موسوعة التحكيم التجاري الدولي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫• القحطاني‪ ،‬سعد بن محمد شايع (‪ :)2012‬التحكيم التجاري في النظام السعودي وأنظمة دول مجلس التعاون الخليجي‬
‫(دراسة تأصيلية مقارنة)‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬كلية الدراسات العليا‪ :‬جامعة نايف العربية للعلوم األمنية‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫• املعماري‪ ،‬محمد حسن جاسم (‪ :)2014‬التحكيم التجاري وتدخالت القضاء الوطني‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬املكتب الجامعي‬
‫الحديث‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫• جبور‪ ،‬فريد منعم (‪ :)2010‬حماية املستهلك عبر اإلنترنت ومكافحة الجرائم اإللكترونية (دراسة مقارنة)‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫• خربوط‪ ،‬مجد الدين (‪ :)2008‬القانون الدولي الخاص ‪( 2‬تنازع القوانين)‪ ،‬جامعة حلب‪ ،‬مديرية الكتب واملطبوعات‬
‫الجامعية‪.‬‬
‫• مطر‪ ،‬عصام عبد الفتاح (‪ ،)2009‬ا لتحكيم اإللكتروني‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬األزاريطة‪ ،‬اإلسكندرية‪.‬‬
‫• موس ى‪ ،‬عالء عبد األمير (‪ ،)2015‬املفاوضات اإللكترونية كوسيلة لحل النزاعات التجارية ذات الطابع الدولي‪ ،‬مجلة‬
‫املحقق‪ ،‬العدد الرابع‪.‬‬
‫• البتانوني‪ ،‬خيري عبد الفتاح السيد (‪ ، )2012‬فض املنازعات بالتحكيم اإللكتروني عبر وسائل االتصال الحديثة‪،‬‬
‫الطبعة الثانية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫• السبعاوي‪ ،‬زياد محمد حمود عبد هللا (‪ ،)2014‬التحكيم التجاري الدولي ما بين الشريعة والقانون‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫املركز القومي لالصدارات القانونية‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫• بوديسة‪ ،‬كريم(‪ :)2012 ،06 20‬التحكيم اإللكتروني كوسيلة لتسوية منازعات عقود التجارة اإللكترونية‪ ،‬مذكرة‬
‫ماجستير‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬تيزي وزو‪.‬‬
‫• بولقواس‪ ،‬سناء (‪ :)2011-2010‬الطرق البديلة لحل منازعات العقود اإلدارية ذات الطابع الدولي (التحكيم نموذجا)‪،‬‬
‫مذكرة ماجستير ‪.‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪.‬‬
‫• حسين‪ ،‬منصور (‪ :)2006‬املسؤولية اإللكترونية‪ ،‬منشأة املعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪.‬‬
‫املطالقة‪ ،‬حمد فواز (‪ :)2006‬الوجيز في عقود التجارة اإللكترونية‪ ،‬دراسة مقارنة (املجلد الطبعة األولى)‪ ،‬دار الثقافة‬ ‫•‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.‬‬
‫حوت‪ ،‬فيروز (‪ :)2016 ،07 14‬الرقابة القضائية على حكم التحكيم التجاري الدولي في ضوء القانون الجزائري‬ ‫•‬
‫واالتفاقيات الدولية‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬البويرة‪.‬‬
‫سعد هللا‪ ،‬عمر (‪ :)2009‬قانون التجارة الدولية (النظرية املعاصرة)‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر‬ ‫•‬
‫والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫سوالم‪ ،‬سفيان (‪ :)2014-2013‬الطرق البديلة لحل املنازعات املدنية في القانون الجزائري‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية‬ ‫•‬
‫الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬بسكرة‪.‬‬
‫شحادة‪ ،‬حسن الحسين (رجب ‪ :)1433‬التحكيم في منازعات العمليات املصرفية (دراسة في إطار القانون السوري) ‪.‬‬ ‫•‬
‫املجلة القضائية‪ ،‬العدد الرابع‪.‬‬

‫‪160‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫• شيعان‪ ،‬فراس كريم &فائز‪ ،‬أحمد هند (‪ :)2014‬الوساطة في املنازعات االلكترونية‪ ،‬مجلة املحقق الحلي للعلوم‬
‫القانونية والسياسية‪،‬العدد الثالث‪ ،‬جامعة بابل‪.‬‬
‫• قانون األونسيترال النموذجي بشأن التوفيق التجاري الدولي‪. (2002).‬‬
‫• قبايلي‪ ،‬ربيعة (‪ :)2016 ،06 05‬الخصومة التحكيمية في التجارة الدولية‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة أكلي محند أولحاج‪ ،‬البويرة‪.‬‬
‫• قصعة‪ ،‬سعاد (‪ :)2020 ،12 28‬الوساطة اإللكترونية كطريقة بديلة لحل منازعات التجارة اإللكترونية‪ ،‬مجلة الشريعة‬
‫واالقتصاد‪ ،‬املجلد التاسع‪ ،‬العدد الثاني‪.‬‬
‫• منصور‪ ،‬داود (جوان ‪ :)2021‬فعالية الوساطة اإللكترونية كآلية لحسم منازعات التجارة اإللكترونية‪،‬مجلة العلوم‬
‫القانونية واالجتماعية‪ ،‬املجلد السادس‪ ،‬العدد الثاني‪.‬‬
‫• هند‪ ،‬عبد القادر سليمان)‪ :(s.d.‬دور التحكيم اإللكتروني في حل منازعات التجارة اإللكترونية‪،‬املؤتمر املغاربي حول‬
‫املعلوماتية والقانون شعارها‪ :‬نحو قانون مغاربي نموذجي للمعلومات‪ ،‬الجماهرية العربية الليبية الشعبية االشتراكية العظمى‪،‬‬
‫أكاديمية الدراسات العليا‬
‫‪• AKOUDAH, Ayewouadan (2006): La médiation en ligne. J. C. P. G.‬‬
‫‪• SCHULTZ, Thomas (2005) : Réguler le commerce électronique par la résolution des litiges‬‬
‫‪en ligne (une approche critique). BRUXELLES: BRUYLANT.‬‬

‫‪161‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫االلتزام بأخالقيات التسويق كمتطلب ضروري لنجاح التسويق االلكتروني‬


‫‪Marketing ethics as a necessary requirement for the success of e-marketing‬‬
‫د‪ /‬بلخضرمسعودة‬
‫‪Bellakhdar Messaouda‬‬
‫أستاذة محاضر )أ)‪ ،‬جامعة باجي مختار‪ ،‬عنابة‪ /‬الجزائر‬
‫‪Badji Mokhtar University , Annaba / Algeria‬‬

‫امللخص‪:‬‬
‫تهدف الدراسة إلى التعرف على أهمية تبني أخالقيات التسويق لنجاح التسويق اإللكتروني‪ ،‬حيث يؤثر اإللتزام بها بشكل مباشر على‬
‫ثقة العمالء وعلى خلق صورة إيجابية للمسوق اإللكتروني‪ ،‬ما يؤدي إلى الحفاظ على الزبائن الحاليين وإتاحة الفرصة لجذب زبائن جدد‪ ،‬إذ‬
‫يعتبر اإللتزام بأخالقيات التسويق إحدى أكثر الطرق فعالية لتحسين استراتيجيات التسويق اإللكتروني‪ ،‬من خالل تبني عدد من املبادئ‬
‫األخالقية التي تراعي مصالح جميع األطراف ذات الصلة باملؤسسة وال تعرضهم للضرر‪.‬‬
‫تسعى الدراسة للبحث في أهمية وضرورة التعامل األخالقي في بيئة أعمال افتراضية للمسوق اإللكتروني‪ ،‬حيث تزداد الحاجة لبناء الثقة‬
‫في هذا الفضاء والتي لن تتأتى إال باملمارسات األخالقية للمزيج التسويقي اإللكتروني املتعلق بقرارات املنتج‪ ،‬السعر‪ ،‬التوزيع والترويج‪ ،‬واإللتزام‬
‫بتنفيذها دون تضليل وفي إطار تحمل املؤسسة ملسؤولياتها األخالقية‪ ،‬ما يؤدي إلى إدراك الزبائن بأن املسوق اإللكتروني يراعي مصالحهم‪ ،‬ما‬
‫يجعله جدير بثقتهم وما يؤدي إلى نجاح سياسة مزيجه اإللكتروني وتحقيق أهدافه التسويقية‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬التسويق‪ ،‬أخالقيات التسويق‪ ،‬التسويق اإللكتروني‪ ،‬اإللتزام بأخالقيات التسويق اإللكتروني‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪The study aims to identify the importance of adopting marketing ethics in the success of e-marketing, which has a direct‬‬
‫‪effect on customer confidence and on creating a positive image for the e-marketer, which allows maintaining existing‬‬
‫‪customers and providing the opportunity to attract potential customers, as working with marketing ethics is one of the most‬‬
‫‪effective ways to improve E-marketing strategies, by adopting a number of ethical principles that take into account the‬‬
‫‪interests of all parties related to the organization.‬‬
‫‪The study aims to identify the importance of ethics in the virtual business environment of the e-marketer, where the‬‬
‫‪need to build trust in this space increases, which will only come through ethical practices of the e-marketing mix related to‬‬
‫‪product, price, distribution and promotion decisions and their implementation without misleading and within the framework‬‬
‫‪of their moral responsibilities, which leads To the conviction of customers that the e-marketer takes their interests, which‬‬
‫‪makes him worthy of their trust, and thus is reflected in the success of his e-marketing policy and the achievement of its‬‬
‫‪objectives.‬‬
‫‪Key words: Marketing, Marketing Ethics, E-Marketing, Commitment to E-Marketing Ethics‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫تطور النشاط التسويقي بدرجة كبيرة وأصبح متغلغال في جميع املجاالت‪ ،‬كما تنوعت فروعه واختصاصاته‪ ،‬ومن بينها‬
‫التسويق االلكتروني‪ ،‬الذي يقصد به تلبية حاجيات الزبائن ورغباتهم باإلعتماد على استخدام التقنيات الحديثة في‬
‫االتصال‪ ،‬فهو يمثل ذلك التفاعل بين املنظمة وزبائنها بشكل الكتروني في فضاء البيئة االفتراضية‪ ،‬كما ال يتوقف نجاح‬
‫هذا النوع من التسويق على فعالية القرارات التسويقية املتعلقة بعناصر املزيج التسويقي االلكتروني فقط‪ ،‬بل يعتمد‬
‫بدرجة كبيرة على ثقة الزبائن باملؤسسة‪ ،‬هذه األخيرة التي يجب أن تراعي الجانب األخالقي في تعامالتها االلكترونية مع زبائنها‪،‬‬

‫‪162‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫حيث عرف الفكر التسويقي بمنظمات األعمال تطورا كبيرا‪ ،‬من خالل مروره بعدة مراحل أحدثها مرحلة التوجه األخالقي‬
‫للتسويق‪ ،‬نتيجة لوجود تجاوزات في املمارسات التسويقية‪ ،‬ما أدى إلى املطالبة بضرورة التزام املؤسسة أخالقيا وممارسة‬
‫نشاط ها التسويقي مع مراعاة مصالح الزبائن والبيئة املتواجدة فيها‪ ،‬وهذا من خالل تبني مجموعة املعايير وااللتزامات‬
‫املتعلقة بالقرارات التسويقية بشكل يوازن بين أهداف املؤسسة وحاجات املجتمع‪ ،‬ما يعزز الثقة بينهما‪.‬‬
‫اشكالية الدراسة‬
‫تعتبر أخالقيات التسويق من أهم املواضيع التي يتم التطرق إليها من طرف الباحثين‪ ،‬خاصة في مجال التسويق‬
‫االلكتروني الذي يتوقف نجاحه على درجة ثقة الزبائن باملؤسسة وعلى مدى التزامها أخالقيا اتجاههم وعدم اإلضرار‬
‫بمصالحهم‪ ،‬فالتزام األخالقي كعدم استعمال الدعاية الكاذبة والتضليل اإلعالمي‪ ،‬وعدم خداع املستهلكين وااللتزام بتنفيذ‬
‫القرارات املعلن عنها في عناصر مزيجها التسويقي اإللكتروني‪ ،‬يعد املدخل الحقيقي لنجاحها وتحقيق أهدافها التسويقية‪.‬‬
‫من خالل ما سبق يمكن طرح التساؤل الذي يبرز إشكالية هذه الدراسة كاآلتي‪" :‬كيف يساهم االلتزام بأخالقيات‬
‫التسويق في نجاح التسويقي االلكتروني؟"‪ .‬لالجابة على هذا التساؤل تم طرح األسئلة الفرعية اآلتية‪:‬‬
‫‪ −‬ما املقصود بأخالقيات التسويق‪ ،‬وماهي أهم املبادئ األخالقية الواجب اإللتزام بها من قبل املؤسسة؟‬
‫‪ −‬ما املقصود بالتسويق االلكتروني‪ ،‬وماهي أهم القرارات التسويقية املتعلقة به؟‬
‫‪ −‬كيف يساهم االلتزام األخالقي ملنظمة األعمال في نجاح التسويق اإللكتروني؟‬
‫أهمية الدراسة‪:‬‬
‫تستمد الدراسة أهميتها من خالل‪:‬‬
‫‪ −‬أهمية املوضوع نفسه‪ ،‬فموضوع أخالقيات التسويق يعد من املواضيع التي ال تزال تثير إهتمام الباحثين‪ ،‬نظرا لحداثته‬
‫ونظرا لتزايد الحاجة اليه وتزايد املطالبة بضرورة تبنيه من قبل منظمات األعمال؛‬
‫‪ −‬أهمية التسويق اإللكتروني‪ ،‬الذي يعد من أهم فروع التسويق الحديث الذي يتماش ى مع التطور التقني ومع حاجة‬
‫الزبائن لوجود فضاءات افتراضية لشراء ما يحتاجونه بطريقة آمنة وسهلة وسريعة؛‬
‫‪ −‬تستمد الدراسة أهميتها‪ ،‬من خالل التطرق لضرورة أن تتمتع املنظمة املمارسة للتسويق االلكتروني باألخالقيات في‬
‫تعامالتها التسويقية‪ ،‬ما يمكنها من زيادة الثقة في قرارات مزيجها التسويقي االلكتروني‪ ،‬األمر الذي يمكنها من املحافظة‬
‫على زبائنها وجذب زبائن جدد وتحسين صورتها وسمعتها‪ ،‬وتحقيق أهدافها‪.‬‬
‫أهداف الدراسة‪ :‬تهدف الدراسة إلى‪:‬‬
‫‪ −‬التعرف على أخالقيات التسويق‪ ،‬من خالل التطرق لتطور الفكر التسويقي وازدياد الحاجة لوجود ضوابط أخالقية‬
‫تلتزم بها منظمات األعمال التي تتمتع بروح املسؤولية اتجاه املجتمع والبيئة؛‬
‫‪ −‬التعرف على التسويق االلكتروني وأسباب تطوره وانتشاره؛‬
‫‪ −‬التطرق ألهمية تبني املنظمة املسوقة ملنتجاتها إلكترونيا باألخالقيات‪ ،‬بما يتعكس على نجاح سياساتها التسويقية‪.‬‬
‫منهج الدراسة وأدوات جمع املعلومات‪:‬‬
‫تم اإلعتماد على املنهج التحليلي‪ ،‬من خالل البحث في موضوع الدراسة واالعتماد على مصادر املعلومات الثانوية‬
‫ملعالجتها‪.‬‬
‫تقسيم الدراسة‪ :‬سيتم تقسيم الدراسة إلى ثالثة محاور‪ ،‬وهي كاآلتي‪:‬‬
‫‪ −‬املحور األول‪ :‬سيتم تناول األدبيات املتعلقة بأخالقيات التسويق؛‬
‫‪ −‬املحور الثاني‪ :‬سيتم تناول أهم األدبيات املتعلقة بالتسويق االلكتروني؛‬

‫‪163‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫‪ −‬املحور الثالث‪ :‬سيتم التطرق ألهمية االلتزام بأخالقيات التسويق لنجاح مماراسات التسويق االلكتروني‪.‬‬
‫أوال‪ -‬مدخل ألخالقيات التسويق‬
‫تمثل أخالقيات التسويق فرعا من فروع أخالقيات األعمال‪ ،‬وهي الدراسة املنهجية لكيفية تطبيق املعايير األخالقية‬
‫على قرارات وسلوكات التسويق واملؤسسات‪.‬‬
‫ً‬
‫يطلق على أخالقيات التسويق املفهوم األخالقي للتسويق)‪ (Ethical Marketing‬امتدادا للمفهوم االجتماعي له‬
‫واملجتمعي )‪ (Societal Marketing‬لكنه أحدث منه وأشمل‪ ،‬حيث يركز على املسائل التالية (بلخضر‪ ،2018 ،‬صفحة‬
‫‪:)03‬‬
‫‪ -‬املسؤولية االجتماعية واألخالقية واالعتبارية للتسويق؛‬
‫‪ -‬سلوك القائمين على التسويق وأخالقياتهم؛‬
‫‪ -‬املساءلة‪ ،‬أي محاسبة أصحاب املصلحة في منظمات األعمال اإلنتاجية والخدمية على حد سواء‪.‬‬
‫‪ -1-1‬مفهوم أخالقيات التسويق وأسباب الحاجة إليها‬
‫تعبر األخالقيات بصفة عامة عن حالة نسبية معبر عنها بسلوك إنساني‪ ،‬والتي تختلف ما بين فرد إلى آخر ومن موقف‬
‫آلخر‪ ،‬و لعل ذلك راجع أساسا إلى املفاهيم األخالقية التي يؤمن بها كل فرد‪ ،‬كما تمثل مرشدا و دليال للتصرف والتعامل‬
‫والتأثير البيئي على النظام القيمي لألفراد (الخري‪ ،2015 ،‬صفحة ‪ ،)98‬ويمكن النظر ألخالقيات التسويق على أنها عملية‬
‫إبداع في املمارسات التسويقية يجب على املؤسسة تبيانها من أجل مواجهة املنافسة (ايزيتي‪ ،2018 ،‬صفحة ‪ ،)61‬فقد‬
‫أصبح اإلهتمام بأخالقيات التسويق على قدر كبير من األهمية‪،‬حيث يمنح منظمة األعمال (بلخضر‪ ،2018 ،‬صفحة ‪:)03‬‬
‫‪ -‬زيادة ثقة الجمهور في النشاط التسويقي للمنظمة وتسهيل نظام التبادل السوقي (الثقة ‪)Trust‬؛‬
‫‪ -‬خلق منافسة صحية تسهل عملية التبادل بين طرفي السوق املتمثل بالبائعين )‪ (Sellers‬أي جانب العرض واملشترين‬
‫)‪ (Buyers‬أي جانب الطلب‪ ،‬والتي من أهم شروطها النزاهة أو االستقامة )‪(Integrity‬؛‬
‫‪ -‬بروز الكفاية االقتصادية التي تساهم في تحقيق نتائج اقتصادية واجتماعية طيبة على مستوى املجتمع وبالتالي تفعيل‬
‫املسؤولية االجتماعية )‪.(Social Responsibility‬‬
‫نظرا ألهمية إتباع املؤسسة للسلوك األخالقي فإنه من الضروري أن يتواجد بها دليل للسلوك األخالقي أو ما يسمى‬
‫باملدونات األخالقية التي تركز على القيم األخالقية للمؤسسة‪ ،‬فهي توليفة من املعايير األخالقية تصدرها املؤسسة لتفادي‬
‫املشاكل األخالقية‪ ،‬حيث تشكل هذه األخيرة واحدة من أهم القوى في تكوين أخالقيات التسويق في املؤسسة (ايزيتي‪،‬‬
‫‪ ،2018‬صفحة ‪)61‬‬
‫هناك عدة عوامل أدت إلى تنامي وتزايد االهتمام باألخالقيات‪ ،‬نظرا ملا يترتب عنها من برامج وسياسات لتحسين‬
‫األداء املنظمي وتعزيز صورة وسمعة املؤسسة في السوق‪ ،‬ومن أهم أسباب الحاجة ألخالقيات التسويق‪ ،‬ما يأتي (بودرجة‬
‫و سوالم‪ ،2018 ،‬صفحة ‪:)137‬‬
‫‪ −‬شيوع بعض األعمال التسويقية غير املرغوبة وعلى رأسها الرشوة والتي ال تتفق مع أهداف وسياسات املؤسسات؛‬
‫‪ −‬وجود الكثير من القرارات املتخذة من طرف مديري املؤسسات وفي مختلف مستوياتها اإلدارية ال تهتم بأخالقيات العمل‬
‫خصوصا عندما تمتد أثارها إلى املجتمع؛‬
‫‪ −‬التشريعات القانونية وحدها غير كافية ملراقبة وتحديد سلوكات املؤسسات‪ ،‬مما يستوحي سن معايير أخالقية تحدد‬
‫نمطها السلوكي بما يتفق مع القيم االجتماعية السائدة؛‬

‫‪164‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫‪ −‬حاجة املجتمع لوضع قواعد أخالقية لعمل املؤسسات التسويقية وإن لم تتم بشكل طوعي‪ ،‬لذلك ستواجه ضغطا من‬
‫الرأي العام أو الحكومة وعبر استخدام القوانين والتشريعات؛‬
‫‪ −‬إن مؤسسات اليوم تعيش تحت وقع ضغوط متزايدة نتيجة التغيرات املتسارعة في بيئة األعمال وزيادة حدة املنافسة‬
‫بين تلك املؤسسات خاصة في ظل تنامي االتجاه نحو العوملة والفضائح األخالقية التي تسبب في تكبد الكثير من‬
‫املؤسسات خسائر فادحة‪.‬‬
‫‪ -2 -1‬مدونة أخالقيات التسويق للجمعية األمريكية للتسويق‪:‬‬
‫نقدم في هذا النموذج مقتطفات من مدونة أخالقيات الجمعية األمريكية للتسويق‪ ،‬كاآلتي (الخري‪ ،2015 ،‬صفحة‬
‫‪:)101‬‬
‫• في مجال حقوق وواجبات األطراف في عملية التبادل التسويقي‪ :‬إن املشاركين في عملية التبادل التسويقي يجب أن‬
‫يكونوا قادرين على توقع أن‪:‬‬
‫‪ -‬السلع والخدمات املعروضة آمنة ومالئمة الستخداماتها املقصودة؛‬
‫‪ -‬االتصاالت حول املنتجات املعروضة هي غير مخادعة؛‬
‫‪ -‬كل األطراف يعتزمون تحمل التزاما تهم املالية وغيرها بنية حسنة؛‬
‫‪ -‬وجود الطرق الداخلية املالئمة من أجل التسوية العادلة و‪/‬أو ملعالجة الشكاوى املتعلقة باملشتريات؛‬
‫إن املفاهيم أعاله تتضمن املسؤوليات اآلتية للمسوق‪:‬‬
‫‪ -‬الكشف عن كل املخاطر الجوهرية املرافقة الستخدام السلعة أو الخدمة؛‬
‫‪ -‬تحديد التعويض ألي مكون للمنتج قد يغير املنتج ماديا أو يؤثر على قرار الشراء لدى املشتري؛‬
‫‪ -‬تحديد الخصائص املضافة مقابل التكلفة اإلضافية‪.‬‬
‫• في مجال الترويج‪:‬‬
‫‪ -‬تجنب اإلعالن الزائف واملضلل؛‬
‫‪ -‬رفض مناورة الضغوط العالية أو تكتيكات املبيعات املتصلة بذلك؛‬
‫‪ -‬تجنب ترويجات املبيعات التي تستخدم الخداع أو املناورة‪.‬‬
‫• في مجال التوزيع‪:‬‬
‫‪ -‬عدم التالعب باملتاح من املنتج بغرض االستغالل؛‬
‫‪ -‬عدم استخدام اإلكراه في قناة التسويق؛‬
‫‪ -‬عدم القيام بالتأثير غير الضروري على الخيار القائم بإعادة البيع من أجل تداول املنتج‪.‬‬
‫• في مجال التسعير‪:‬‬
‫‪ -‬ال تعهد بتثبيت األسعار؛‬
‫‪ -‬ال ممارسة للتسعير املؤذي لآلخرين؛‬
‫‪ -‬الكشف عن السعر الكامل في كل عملية شراء؛‬
‫• في مجال بحوث التسويق‪:‬‬
‫‪ -‬حصر البيع أو كسب الصفقة في هيئة القيام بالبحوث؛‬
‫‪ -‬املحافظة على االستقامة في البحوث بتجنب تسوية أو حذف تاريخ البحث املعني؛‬
‫‪ -‬املعاملة العادلة للزبائن واملوردين‪.‬‬

‫‪165‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫• في مجال العالقات التنظيمية‪:‬‬


‫‪ -‬يجب أن يكون املسوقون واعين لكيفية تأثير سلوكهم على سلوك اآلخرين في العالقات التنظيمية‪ ،‬فعليهم أال يطلبوا‬
‫أو يشجعوا أو يقوموا باإلكراه على ما يؤدي إلى سلوك ال أخالقي مع اآلخرين‪ ،‬كالعاملين واملوردين والعمالء؛‬
‫‪ -‬عدم الكشف عن الهوية في العالقات املهنية؛‬
‫‪ -‬الوفاء بالتزاماتهم ومسؤولياتهم في العقود واالتفاقات املتبادلة؛‬
‫‪ -‬تجنب أخذ العمل من اآلخرين كليا أو جزئيا‪ ،‬بدون تعويض أو موافقة من قبلهم؛‬
‫‪ -‬تجنب املناورة لكسب ميزة في حاالت معينة لتعظيم الكسب الشخص ي بطريقة تضر باآلخرين‪.‬‬
‫‪ -3-1‬االستراتيجيات التسويقية القائمة على األخالقيات‬
‫إن املؤسسة التي تطبق أخالقيات التسويق تهتم بجانبين هما اإللتزام باملبادئ والقيم األخالقية من جهة وكيفية‬
‫املحافظة عليها داخل املؤسسة من جهة أخرى‪ ،‬وفي هذا الصدد تشير الدراسات إلى أن املؤسسة التي تعتمد في ممارسة‬
‫أعمالها وأنشطتها على استراتيجيات ذات البعد االجتماعي واألخالقي حققت نتائج تفوقت فيها على املؤسسة التي ال تمتلك‬
‫هذه االستراتيجيات‪.‬‬
‫بصفة عامة يمكن للمؤسسة أن تقوم بإتباع أحد اإلستراتيجيتين التاليتين (ايزيتي‪ ،2018 ،‬صفحة ‪: )61‬‬
‫• إستراتجية اإلمتثال‪ :‬تركز هذه اإلستراتيجية على القوانين واملعايير املحددة للسلوك في املؤسسة‪ ،‬فهي تعتمد بشكل‬
‫رئيس ي على القوانين ومؤشرات الرقابة ومنع السلوك غير القانوني‪ ،‬وبالتالي فإن إستراتيجية االمتثال تعبر عن االلتزام‬
‫بالحد األدنى من القوانين من أجل تجنب املساءلة األخالقية‪.‬‬
‫• إستراتجية اإلستقامة‪ :‬يطلق على املؤسسة التي تستخدم إستراتيجية االستقامة باملؤسسة األخالقية‪ ،‬حيث أشار‬
‫البعض أن القاعدة األساسية لهذا النوع من املؤسسات هي القيام بتنفيذ كل ما هو جيد كجزء من الجودة التي تمتلكها‪،‬‬
‫وتقوم هذه اإلستراتجية على املعايير األخالقية املختارة من طرف املؤسسة‪ ،‬إعتمادا على البعدين القانوني واألخالقي في‬
‫آن واحد‪ ،‬فهي ال تتضمن األهداف االقتصادية فقط ولكن أيضا مجموعة من األخالقيات واملسؤوليات‪.‬‬
‫املحور الثاني‪ -‬مدخل للتسويق اإللكتروني‬
‫إن حركة التحوالت العاملية واملتغيرات االقتصادية والسياسية واالجتماعية والثقافية‪ ،‬في ظل ضغوط العوملة وانهيار‬
‫الحواجز واملوانع التي تحول دون تدفق املنتجات والخدمات بين األسواق العاملية بحرية وسهولة تلزم اإلدارة املعاصرة‬
‫بتطوير أساليبها وتحديث تقنياتها ملواجهة قوى املنافسة املتزايدة والوافدة من كل مكان وعلى مدار الساعة‪ ،‬ولتكون نتيجة‬
‫ومحصلة كل تلك الجهود تصب في خانة واحدة‪ ،‬وهي إرضاء العمالء‪ .‬ومن ضمن األساليب الحديثة للتسويق هو التسويق‬
‫اإللكتروني والذي سيتم تناوله بش يء من التفصيل‪.‬‬
‫‪ -1-2‬مفهوم التسويق اإللكتروني وأبعاده‬
‫ينطوي التسويق اإللكتروني على استخدام شبكة االنترنت والتكنولوجيا الرقمية لتحقيق األهداف التسويقية‪،‬‬
‫وتدعيم املفهوم التسويقي الحديث‪ ،‬مما يمكن للمسوقين بنشر معلومات عن منتجاتهم منتجاتهم وخدماتهم بسهولة‬
‫وبأكثر حيوية وحرية مقارنة بالتسويق التقليدي (بن لوصيف‪ ،2021 ،‬صفحة ‪.)168‬‬
‫يعتمد التسويق اإللكتروني على مجموعة من األنشطة التسويقية التي تستخدم الوسائط االلكترونية وشبكات‬
‫الحاسبات اآللية والتحكم في التقنيات الرقمية‪ ،‬بما في ذلك تقنيات املعلومات واالتصاالت لتفعيل العمليات التسويقية‬
‫املتمثلة في الوظائف التنظيمية والعمليات والنشاطات املوجهة لتحديد حاجات األسواق املستهدفة وتقديم السلع‬
‫والخدمات إلى الزبائن وذوي املصلحة في املنظمة (ميمون‪ ،‬معيريف‪ ،‬و كروش‪ ،2022 ،‬صفحة ‪ ،)323‬ما جعله من أهم‬

‫‪166‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫نشاطات التجارة اإللكترونية التي تسعى إلى تيسير تبادل وانسياب السلع والخدمات من املنتج إلى املستهلك في بيئة مستمرة‬
‫التطور والتغير‪ ،‬فقد حول املستهلك الجديد من متلق سلبي لألنشطة التسويقية إلى عنصر فاعل في عملية التسويق ذاته‬
‫(عفيفي‪ ،2021 ،‬صفحة ‪.)279‬‬
‫تناول العديد من الباحثين أبعاد التسويق اإللكتروني‪ ،‬إال أن نموذج "‪ " Zeisser‬يعد األكثر قبوال وانتشارا في تحديد‬
‫األبعاد ويشمل (ميمون‪ ،‬معيريف‪ ،‬و كروش‪ ،2022 ،‬صفحة ‪:)325 ،323‬‬
‫• الجذب‪ :‬يشير هذا البعد إلى كيفية استمالة الزبائن وجذبهم إلى موقع املؤسسة على شبكة االنترنت وهذا ال يمكن‬
‫تحقيقه عن طريق اللوحات اإلعالنية أو مواقع اآلخرين على شبكة االنترنت أو االستفادة من قوائم االتصاالت‬
‫التسويقية‪ ،‬وإنما يتم ذلك عن طريق التعريف بالعالمة التجارية للمؤسسة أو اإلشارة إليها في عنوان املوقع على شبكة‬
‫االنترنت‪ ،‬إذ أن ذلك سوف يسهم بالتذكير باسم هذه املؤسسة ويتيح للزبائن إمكانية العثور عليها بسهولة‬
‫• التواصل‪ :‬يعد أحد أهم العناصر الضرورية لنجاح التسويق اإللكتروني ويعرف بأنه عملية نقل املعلومات والفهم‬
‫املشترك من فرد إلى آخر‪ ،‬فبعد حصول املؤسسة على املعلومات الخاصة بالزبائن تتجه أنظارها نحو املرحلة التالية في‬
‫عملية التسويق اإللكتروني‪ ،‬واملتمثلة بالتفاعل والتواصل معهم وتقديم قيمة مضافة لهم‪ ،‬حيث تعد القدرة على‬
‫إطالق املنتج ومعرفة ردود األفعال عنه بأسرع وقت ممكن واحدة من أهم الفرص التسويقية التي تسهم في خلق القيمة‬
‫املضافة‪.‬‬
‫• املشاركة) انخراط العمالء)‪ :‬بعد جذب الزبائن البد من إشراكهم في العملية التسويقية والتعرف على آرائهم عن‬
‫طريق التواصل معهم والتعرف على وجهات نظرهم وتفضيالتهم من أجل خلق التفاعل الذي يساهم في إتمام العملية‬
‫التجارية‪ ،‬ولتحقيق ذلك يمكن للمؤسسات االستفادة من البرامج املبتكرة في توفير وسائل اإلعالم التفاعلية ذات‬
‫القيمة للزبائن‪ ،‬فضال عما يقدمه موقع املنظمة على شبكة الويب واملجتمعات االفتراضية واملنتديات من تماس‬
‫وتفاعل مباشر مع الزبون من جهة‪ ،‬والزبائن فيما بينهم من جهة أخرى‪ ،‬كما تجدر اإلشارة إلى أن مجتمعات االنترنت‬
‫االفتراضية ومواقع الويب واملنتديات‪ ،‬تعد أقل شيوعا واستخداما بالنسبة لبعض املؤسسات خاصة التي تعمل في‬
‫مجال تجارة األغذية أو محالت البقالة والتي تستهدف السوق الشامل والتعامل املباشر مع الزبائن‪.‬‬
‫• التعلم ) التعرف على تفضيالت الزبائن)‪ :‬تتيح وسائل اإلعالم االجتماعية عددا من الفرص التسويقية التي تساهم في‬
‫بناء العالقات اإليجابية مع الزبائن‪ ،‬ألنها تسمح للمسوقين بتتبع ومعرفة املزيد عن التركيبة السكانية للزبائن ومواقفهم‬
‫وسلوكياتهم‪ ،‬ويمكن الحصول على هذه املعلومات عن طريق مالحظة عمليات تسجيل الزبائن أو سجالت املعامالت‬
‫الخاصة بهم‪ ،‬حيث تعد االستراتيجيات الرئيسية لبناء العالمة التجارية عبر االنترنت من أهم االستراتيجيات التي تسمح‬
‫باالطالع على رؤى الزبائن وتفضيالتيم من أجل تحسين موقع املنظمة عمى شبكة الويب‪.‬‬
‫• االحتفاظ‪ :‬من أجل بناء عالقات مربحة وطويلة األجل مع الزبون تسعى املؤسسات إلى االحتفاظ بالزبائن وحثهم على‬
‫تكرار عمليات الشراء على مواقعها عبر االنترنت‪ ،‬لذلك فإن العنصر املهم الذي يجب على املؤسسة أخذه بعين االعتبار‬
‫عند تطبيق التسويق اإللكتروني هو بناء عالقات إيجابية مع الزبائن واملحافظة عليهم‪ ،‬مما يتطلب منها التزامات وموارد‬
‫ثابتة على املدى الطويل‪ ،‬فينبغي على املسوقين الحفاظ على مواقعهم الجديدة وادامتها بشكل مستمر عن طريق تجديد‬
‫محتواها أو تقديم محتوى ديناميكي كنشرات أسعار األسهم‪ ،‬والطقس‪ ،‬فضال عن تركيب الويب وتتبع طلبيات الشراء‬
‫عبر االنترنت وغيرها‪ ،‬ويحدث ذلك عندما تكون املؤسسة املسوقة إلكترونيا قادرة على توفير املعلومات واملنتجات التي‬
‫يحتاجها الزبائن بأقل كلفة وبأقصر وقت ممكن‪ ،‬مما يشكل ذلك حافزا لهم للعودة لتجربة الشراء‪.‬‬

‫‪167‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫‪ -2-2‬خصائص التسويق اإللكتروني‪:‬‬


‫كما أتاحت شبكة االنترنت الحرية الالنهائية للمنتج واملسوق لتسويق منتجه عبر وسائل مفتوحة يستطيع تحديد‬
‫الكم والكيف الذي يصل به للمستهلك‪ ،‬أتاحت ملتلقي الخدمات التسويقية التفاعل والتعبير عن رأيه وإبداء ردود فعله‬
‫عن الخدمة أو السلعة املقدمة‪ ،‬فلم تعد الكرة في يد مدير التسويق بشأن ما سيتلقاه املستهلك من معلومات من خالل‬
‫الوسائل التقليدية مثل التليفزيون أو الصحف‪ ،‬بل أصبح املستهلك عنصرا فاعال‪ ،‬من خالل بحثه عن املعلومة وعن‬
‫التفاصيل التي يريد أن يعرفها ويستزيد منها في حالة الرغبة في معرفة املزيد عنها‪ ،‬كما أصبح بإمكانه أن يدلي برأيه وأن يعطي‬
‫تقييما للسلعة أو الخدمة والتي سيشاهدها آخرون‪ ،‬وهو ماشكل ثورة في توافر املعلومات‪ ،‬ليس عن السلعة فقط وإنما‬
‫أيضا عن اتجاهات املستهلك وميوله (عفيفي‪ ،2021 ،‬صفحة ‪.)279‬‬
‫يتضمن التسويق اإللكتروني جملة من الخصائص التي تميزه‪ ،‬من أهمها نذكر (كردي‪:)2014 ،‬‬
‫• إتساع الخدمة‪ :‬يتميز التسويق اإللكتروني بأنه يقدم خدمة واسعة ‪ ،Mass service‬فيمكن للعمالء املتعاملين مع املوقع‬
‫التسويقي التعامل معه في أي وقت؛‬
‫• العاملية‪ :‬أن الوسائط املستخدمة في التسويق اإللكتروني ال تعرف الحدود الجغرافية‪ ،‬بحيث يمكن التسوق من أي‬
‫مكان يتواجد فيه العميل من خالل حاسبه الشخص ي على املوقع املخصص للشركة؛‬
‫• سرعة تغير املفاهيم‪ :‬يتميز التسويق اإللكتروني بسرعة تغير املفاهيم وما يغطيه من أنشطة وما يحكمه من قواعد‬
‫بشكل متسارع؛‬
‫ٍ‬ ‫ذلك أن التجارة اإللكترونية مرتبطة بوسائل االتصال اإللكتروني وتقنيات املعلومات التي تتغير وتتطور‬
‫• أهمية اإلعالن عبر الشبكة الدولية‪ :‬يجب استخدام عنصر اإلثارة للمستخدم للرسائل اإللكترونية كما هو الحال في‬
‫اإلعالنات التلفزيونية نظرا لتعدد الشركات التي تطرح رسائلها اإللكترونية؛‬
‫• تضييق املسافة بين الشركات‪ :‬يساهم التسويق اإللكتروني يضيق املسافات بين الشركات العمالقة والصغيرة من‬
‫حيث اإلنتاج والتوزيع والكفاءات البشرية‪ ،‬بحيث يمكن للشركات الصغيرة الوصول عبر اإلنترنت إلى السوق الدولية‬
‫بدون أن تكون لها البنية التحتية للشركات الضخمة‪ ،‬وذلك يعود إلى استخدام نفس األسلوب في تنفيذ عمليات البيع‬
‫والشراء‪ ،‬باإلضافة إلى دوام تواصلها مع مختلف األطرف املوجودة في بيئتها؛‬
‫• غياب املعامالت الورقية‪ :‬توجد الكثير من األمور املتعلقة باستخدام التسويق اإللكتروني والتي تثير القلق بشأنه‪ ،‬ففي‬
‫التسويق اإللكتروني تنفذ الصفقات إلكترونيا دون حاجة الستخدام الورق وحتى دون الحاجة لوجود جميع األطراف‬
‫في مكان واحد‪ ،‬وهذا ما أثار مسألة إثبات العقود وصحة التواقيع الرقمية‪ ،‬األمر الذي دعا املنظمات الدولية لوضع‬
‫إطار قانوني خاص بممارسة التسويق اإللكتروني‪.‬‬
‫‪ -3 -2‬عناصر املزيج التسويقي االلكتروني‬
‫حددها الباحث" ‪ "McCarthy‬في أربعة عناصر أو مجموعات تعرف بمصطلح )‪ (4p‬وهو نسبة ألول حرف من إسم‬
‫كل عنصر‪ ،‬وتتمثل عناصر املزيج التسويقي االلكتروني في ما يأتي (بن لوصيف‪ ،2021 ،‬صفحة ‪:)172‬‬
‫• املنتج اإللكتروني‪ :‬املنتج اإللكتروني هو املنتج الذي يمكن تبادله بشكل آلي تماما وهو ال يحتاج إلى توزيع مادي‪،‬حيث‬
‫يمكن إتمام عملية البيع والشراء كاملة من املنزل أو املنظمة أي مباشرة على جهاز الحاسوب‪ ،‬وهو ليس بالضرورة ش يء‬
‫مادي مثل بيع العطور‪ ،‬املالبس‪ ،‬السيارات‪... ،‬الخ‪ ،‬فقد يكون عبارة عن خدمة او فكرة يتم تداولها الكترونيا‪ ،‬مثل‬
‫اقتناء الكتب اإللكترونية‪ ،‬الحصول على خدمات صحية‪ ،‬تعليمية‪ ،‬مصرفية‪...‬الخ‬
‫• التسعير اإللكتروني‪ :‬التسعير اإللكتروني عبر اإلنترنت ينبغي أن ينسجم مع املبادئ األساسية والجوهرية ألعمال‬
‫املنظمة ومع أهدافها اإلستراتيجية والوعود التي قطعتها على نفسها اتجاه املستهلك‪ ،‬باإلضافة إلى ضرورة القيام بجمع‬

‫‪168‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫البيانات واملعلومات عن األسواق املستهدفة‪ ،‬واجراء اختبارات سوقية ملعرفة حدود األسعار الفاعلة‪ ،‬ومن التطورات‬
‫الحديثة في التسعير اإللكتروني استخدام العملة الرقمية‪.‬‬
‫• التوزيع اإللكتروني‪ :‬يتميز التوزيع اإللكتروني باختصار قنوات التوزيع التقليدية‪ ،‬وهذا راجع للخصائص التي تميز‬
‫شبكة اإلنترنت التي تساعد على تخفيض القنوات التسويقية وتعمل على إيصال السلعة للمستهلك في الزمان واملكان‬
‫املناسبين‪ ،‬وتكون قصيرة باملقارنة مع األسواق التقليدية‪ ،‬ولذا فإن إدارة سلسلة قنوات التوزيع تعتبر من العناصر‬
‫األساسية لنجاح أي تجارة إلكترونية‪ ،‬كما يتم إنشاء وإدارة املتاجر اإللكترونية على شكل مواقع صغيرة وبسيطة أو‬
‫كبيرة ومعقدة مما يجعل تكاليف اإلنشاء تتراوح من مئات إلى ماليين الدوالرات‬
‫• الترويج اإللكتروني‪ :‬يعتبر الترويج للمنتجات االلكترونية ضروري ويشكل عنصر جذب لزبائن املواقع اإللكترونية‪،‬‬
‫خاصة اذا تم االستعانة بالوسائط املتعددة التي تدمج بين النص والصوت والصورة وتسهل االنتقال من خالل الروابط‬
‫االلكترنية‪ .‬وتتم عملية الترويج وفقا لعدة تقنيات منها تخفيض االسعار في فترات معينة‪ ،‬أو عند شراء كميات كبيرة‪،‬‬
‫إعطاء عينات مجانية لتجربتها‪ ،‬السماح للزبائن بتجربة جزء من الخدمات التي تقدمها أو املنتجات التي تبيعها يؤدي‬
‫إلى شعور الزبون بالرضا والثقة اإلطمئنان اتجاه الشركة واتجاه عملية الشراء‪ ،‬ومن بين أدوات الترويج على اإلنترنت‪،‬‬
‫نذكر مثال املواقع اإللكترونية‪ ،‬محركات البحث‪ ،‬اإلعالن اإللكتروني‪ ،‬املحادثات الفردية والجماعية‪ ،‬الفيديوهات‬
‫التعريفية باملنتج االلكتروني التي تعتمد على مؤثرات صوتية وشعارات وألوان تجذب انتباه املتصفح للموقع وتجعله‬
‫يتابع املنتج مما يؤدي الى ترسيخه في األذهان‪.‬‬
‫املحور الثالث‪ -‬أهمية االلتزام بأخالقيات التسويق لنجاح ممارسات التسويق اإللكتروني‬
‫يوجه كثيرون انتقادات للخدمة التسويقية لتأثيرها السلبي على املستوى الفردي واملجتمعي وعلى املؤسسات املنافسة‬
‫ومن بين هذه املمارسات السلبية (عمري و قش ي‪ ،2018 ،‬صفحة ‪:)223‬‬
‫• تحديد أسعار مرتفعة‪ :‬يرى البعض أن طمع الوسطاء من تجار التجزئة وتجار الجملة وغيرهم يقودهم إلى سلسلة من‬
‫األعمال الشكلية التي ال تؤثر على جوهر السلعة ولكنها تبرر التحايل لرفع سعرها؛‬
‫• خداع املستهلك‪ :‬يتهم التجار بأنهم يقومون أحيانا بممارسات غير أخالقية للوصول الى املستهلك‪ ،‬فباإلضافة الى تحديد‬
‫أسعار مرتفعة للسلع ال تعكس التكاليف الحقيقية وال تكتفي بهامش ربح معقول فهم يقومون بإقناع املستهلكين بأنهم‬
‫يبيعون بتخفيضات كبيرة وأسعار الجملة؛‬
‫• ممارسة الضغط األدبي على املستهلكين‪ :‬يشكو كثير من املستهلكين بأنهم وبفعل وسائل الدعاية املحبوكة وبفعل‬
‫مهارات اإلقناع القوية ملندوبي التسويق يشترون ما ال يحتاجونه وما هو فوق قدرتهم ملالية‪.‬‬
‫• بيع منتجات غير آمنة تتعدى شكاوي املستهلكين‪ :‬مثل بعض السلع ذات الجودة املتدنية والتي ال تؤدي الغرض املتوفى‬
‫منها أو أن استعمالها قد يضر باملستهلكين أو فيه مخاطر على سالمتهم‬
‫• تصميم سلع قصيرة العمر تفقد صالحيتها بعد مدة قصيرة‪ :‬يشكو كثير من املستهلكين بأنه يتم تسويق سلع يتعمد‬
‫منتجوها بأن تكون غير صالحة لالستعمال إال لفترات قصيرة يضطر املستهلكون بعدها الى االستغناء عنها وشراء سلعة‬
‫أخرى بديلة عنها‪.‬‬
‫‪ -1 -3‬متطلبات تحقيق األخالقيات في ميدان التسويق‬
‫إن وجود معايير تحكم عمل املؤسسات تساعدها في تبني املسؤولية االجتماعية ليس كافيا‪ ،‬بل البد من ممارسات‬
‫تظهر في دليل عمل تسويقي أخالقي للمؤسسة خاصة في ظل املنافسة السائدة‪ ،‬وفي هذا اإلطار هناك مستلزمات يجب على‬
‫املؤسسة االلتزام بها‪ ،‬تتمثل في (عمري و قش ي‪ ،2018 ،‬صفحة ‪:)222‬‬

‫‪169‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫• االتصال الفاعل‪ :‬ال يمكن لألفراد االستجابة ملعايير األخالق ما لم يفهموها جيدا‪ ،‬وال يمكنهم أخذ تلك املعايير على‬
‫محمل الجد ما لم تقر من قبل اإلدارة العليا للمؤسسة وبمشاركة العاملين أو من يمثلهم؛‬
‫• التعليم والتدريب‪ :‬إن حلقات التعليم والتدريب تعطي للعاملين في كل املستويات فرصة الختبار التطبيقات النموذجية‬
‫للمعايير األخالقية في مختلف الحاالت؛‬
‫• فرض العقوبات لعدم االلتزام واملكافآت للسلوك الصحيح‪ :‬إذا لم يتم تفعيل املعيار األخالقي سيؤدي إلى عدم‬
‫احترامه‪ ،‬ويتم التفعيل بفرض العقوبات على األفراد الذين ال يلتزمون بتنفيذه وتقديم مكافآت ملن يلتزم بها؛‬
‫• التوجيه والتشجيع‪ :‬إن فرض العقوبات والتوبيخ ليس كافيا إلقناع العاملين لقيم األخالقية للعمل‪ ،‬بل يجب أن تشجع‬
‫املؤسسة هذا التوجه عن طريق تقديم النصح واملشورة في كافة الظروف؛‬
‫• اإلشراف الفاعل‪ :‬إن اإلشراف الفاعل إلدارة املؤسسة على تنفيذ املعايير األخالقية يساعد املؤسسة على متابعة‬
‫مستويات التنفيذ و توفير كافة املعلومات الالزمة لحل املشاكل قبل وقوعها‪.‬‬
‫‪ -2 -3‬األخالقيات العامة للتسويق اإللكتروني‬
‫إن أخالقيات التسويق اإللكتروني‪ ،‬ما هي إال اتباع ملجموعة من املبادئ التي تساعد على تطوير وتعزيز الثقة بين‬
‫الشركة وعمالئها‪ ،‬وتتلخص أهم املبادئ العامة في النقاط اآلتية‪:‬‬
‫• احترام الخصوصية‪ :‬يعد احترام الخصوصية أبرز مبادئ وأخالقيات التسويق اإللكتروني‪ ،‬فمثال عدم إقتحام‬
‫الحسابات الشخصية للزبائن برسائل دعائية وإعالنية‪ ،‬يعد احتراما للخصوصية‬
‫• الشفافية‪ :‬يجب أن تتمتع السياسة التسويقية اإللكترونية بالشفافية ودون الكذب على العمالء أو إعطائهم وعودا ال‬
‫يمكن تنفيذها واإليفاء بها‬
‫• التعاطف واستيعاب مخاوف العمالء‪ :‬يجب على املنظمة أن تظهر التعاطف مع مشاكل العميل املختلفة واإلجابة على‬
‫ً‬
‫إلكترونيا‬ ‫كافة أسئلته ومخاوفه حول شراء املنتج‬
‫• االبتعاد عن املبالغة‪ :‬عند استخدام أدوات التسويق اإللكتروني يجب االبتعاد عن املبالغة‪ ،‬وذكر مميزات لن يجدها‬
‫العمالء عند استالمهم للمنتج‪ ،‬وهو األمر الذي بدوره سيؤدي لفقد الثقة في املؤسسة ومنتجاتها وسيعود بالسلب على‬
‫العالمة التجارية‪ .‬ومن بين أهم األمثلة‪:‬‬
‫ُ‬ ‫➢ املثال األول‪ :‬الرسائل الدعائية العشوائية‪ ،‬فممكن أن يتعرض املستهلك ً‬
‫يوميا لرسائل البريد العشوائية والتي تشكل‬
‫كبيرا له‪ ،‬عبر إرسال روابط ملنتجات تكون معروضة لشركة ما‪ ،‬دون احترام لخصوصية بريده اإللكتروني‪ ،‬حيث‬ ‫ً‬
‫إزعاجا ً‬
‫تماما‪ ،‬باإلضافة إلى امكانية إستغاللها أح ً‬
‫يانا‪ ،‬في عمليات القرصنة اإللكترونية‪،‬‬ ‫يتم إرسال تلك الرسائل بشكل عشوائي ً‬
‫سواء لقرصنة البريد اإللكتروني أو قرصنة جهاز الكمبيوتر أو الهاتف النقال‪ ،‬ومع األسف هناك الكثير من الشركات‬
‫التي تتبع هذا النظام‪ ،‬في عملية التسويق الخاصة بها‪ ،‬مما يعود عليها بخسارة قطاع كبير من عمالئها‪ً ،‬‬
‫نظرا أن هناك‬
‫على الجانب اآلخر شركات تستأذن في البداية وخالل عملية التسجيل العمالء في حال رغبتهم لحصولهم على رسائل‬
‫بريدية بشكل دوري‪ ،‬دون اقتحام بريدهم اإللكتروني بال اذن مسبق‪.‬‬
‫ً‬
‫➢ املثال الثاني‪ :‬أصبح العمالء يعانون من اقتحام خصوصياتهم بشكل متكرر‪ ،‬فال يمر يوم إال وقد يجد املستهلك اتصاال‬
‫هاتفيا من أحد الشركات لبيع منتج معين‪ ،‬أو رسالة نصية على منصات التواصل املختلفة‪ ،‬وذلك يعد نو ًعا من التعدي‬ ‫ً‬
‫على حقوق الخصوصية‪ ،‬والذي يرجع إلى عملية تسريب للبيانات‪ ،‬والتي تتم من بعض العاملين في شركات اإلتصال‪،‬‬
‫الذين يقومون ببيع بيانات عمالئهم لشركات أخرى مقابل قدر من املال‪ ،‬ويتم استخدام تلك البيانات في عملية التسويق‬

‫‪170‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫ً‬
‫إلكترونيا عبر فيسبوك‪ ،‬تويتر‪ ،‬انستجرام‪ ،‬وهو األمر الذي يتسبب في إزعاج كبير للعمالء‬ ‫عبر الهاتف أو التسويق‬
‫(أحمد‪.)2022 ،‬‬
‫‪ -3-3‬اخالقيات التسويق اإللكتروني من منظور املزيج التسويقى اإللكتروني‬
‫یمثل المزیج التسویقي الركن األساس ي في التسويق‪ ،‬وعليه فإن إنتهاج جوانب أخالقية هي مفردات عمل و تنفیذ عناصر‬
‫المزیج التسویقي يعني بحد ذات ه التسویق لذلك فإن النشاط الذي یم ارس ویؤدي إلى خلق حالة من الشعور بالغش أو‬
‫الخداع من قبل املستهلك‪ ،‬ستنعكس علىمجمل أعمال املنظمة التسويقية و تبرز مشكلة أخالقیة تسویقیة‪ ،‬وبغض النظر‬
‫إذا كان النشاط التسویقي المؤدى شرعي أو غیر شرعي‪ ،‬فعندما تضع الشركة ھدف لتحقیق الربح أو زیادة حصتها السوقیة‬
‫في المقدمة‪ ،‬فإن ذلك يعني الضغط على املسوقين‪ ،‬من أجل بیع منتجات غیر صالحة للمستهلك وبأي شكل كان يعتبر في‬
‫حقيقته عمال تسويقيا غير أخالقي‪ .‬ویمكن توضیح أخالقیات التسویق اإللكتروني فى كل عنصر من المزیج التسویقى فیما‬
‫يأتي ‪:)) https://pdfcoffee.com/-pdf-632-pdf-free.html‬‬
‫• أخالقيات املنتج اإللكتروني‪ :‬عند النظر إلى التسويق من خالل منظور شامل تتضح أن هناك مسؤولية تقع على عاتق‬
‫رجال التسویق فقد تطورت العدید م ن القوانین والتشریعات لمحاسبة رجال التسویق عن كل من العمیل والمنافسین‬
‫ویوضح ھذا الجزء األخالقیات المتعلقة بالمنتج‪:‬وتتمثل في ‪،‬‬
‫‪ −‬حق األمان‪ :‬هناك العدید من التوقعات من جان ب المستهلكين عند ش راء املنتج ومنها الرغبة أن يعمل املنتج على‬
‫نحو مالئم طوال اكبر فترة ممكنة ومن أھم ھذه التوقعات ھو أم ان المنتج‪ ،‬وعلى الرغم من توفر الرغبة لدى كثیر‬
‫من األفراد لتحمل بعض المخ اطر المحسوبة إال أن الغالبیة ال ترغب فى تحمل مخاطر غیر ضروریة وذلك عند‬
‫استخدام المنتج فقد واجهت رجال التسویق بشركة " ‪ "SUDAFED‬مشكلة األمان لعض ‪ :‬وعلى سبیل المثال‪.‬‬
‫المنتجات التي تحتوي على مواد سامة بالرغم أن الشركة لم تضف هذه املواد السامة إلى املنتجات‪ ،‬لذلك يجب‬
‫استخدام العبوات المناسبة وذلك للعدید من المنتجات‬
‫‪ −‬حق توفﯾر المعلومات‪ :‬قد یركز البعض أنه ال یجب تضلیل المستهلك عن طريق المعلومات المضللة واإلعالنات‬
‫الخادعة‪ ،‬فاملستهلك لديه الحق في أن يحصل على المعلومات الكاملة التي تمكنه من إتخاذ القرار املناسب‪ ،‬فنجد‬
‫أن ذلك الحق منصوص عليه ف ي القوانين ومنها املكونات التي يتكون منها املنتج‪ ،‬بلد املنشأ‪ ،‬مستوى الجودة‪،‬‬
‫باإلضافة إلى املعلومات عن التصميم والتغليف ‪.‬‬
‫• أخالقيات التسعﲑ اإللكتروني‪ :‬هناك عدة أنواع من التسعير الغير أخالقية‪ ،‬مثل التسعير الوهمي الذي يقصد به‬
‫األسعار المنخفضة التي تدفع املستهلك إلى شراء أنواع أخرى من السلع قد ال يرغب فيها أو ايهامه بحصوله على خصم‬
‫وهو في الحقيقة لم يحصل عليه‪ ،‬كما يوجد التسعير الجبري الذي یستخدم لمن ع المنافس ن من الدخول في األس واق‪،‬‬
‫وذلك عن طريق تقديم المنتجات بأسعار منخفضة جدا قد تقل عن سعر التكلفة األمر الذي يدفع املنافسين إلى التعتر‬
‫وعند اضطرارهم للخروج‪ ،‬تتجه املنظمة نحو رفع األسعار‬
‫• أخالقيات التوزيع اإللكتروني‪ :‬تساعد شبكة االنترنت على تخفيض القنوات التسويقية وتعمل على إيصال السلعة‬
‫للمستهلك بالزمان واملكان املناسبين‪،‬حيث تقوم على تطبيق قاعدة من املنتج إلى املستهلك مباشرة‪ ،‬مما أدى إلى‬
‫االستغناء عن الوسطاء تكالیف اإلنتاج والتوزیع‪،‬األمر الذي ساھم بالرد عل ى طلبات العمالء المستعجلة على وتخفيض‬
‫مدار الساعة‪ .‬ولكن قد يصدر بعض التصرفات غير األخالقية مثل إيصال السلع في توقيت لم يتفق عليه أو عدم‬
‫تخفيض تكاليف التوزیع من إجمالي التكلفة‪ ،‬حيث يكون سعرها متقارب جدا إلى سعرها في السوق التقليدي‪.‬‬

‫‪171‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫• أخالقيات الﱰويج اإللكتروني‪ :‬یعتبر النشاط الترويجي مجاال واسعا للعديد من األفعال غير األخالقية في األداء‬
‫التسويقي كاإلعالنات املضللة وغیر الواضحة والتي تظهر خصائص غير موجودة في املنتج وتحذف بعض املعلومات‬
‫ذات العالقة باألخطار الجانبية في استخدامه‬
‫الخاتمة‬
‫يعد التسويق اإللكتروني أحد أوجه التطور في بيئة األعمال التسويقية نظرا لتوجه املنظمة إلى استخدام تكنولوجيا‬
‫املعلومات واالتصال وشبكات التواصل للتأثير في الزبائن وجذبهم‪ ،‬من خالل مزيج تسويقي الكتروني يحقق أهدافها ويلبي‬
‫حاجيات الزبون القتناء منتج يلبي رغباته في الوقت واملكان الذي يريده‪ ،‬ويتيح له التعرف على خصائصه من خالل مواقع‬
‫االنترنت والويب‪ .‬وبالرغم من ايجابياته إال أنه ال يخلو من بعض املمارسات غير األخالقية التي تضر بمصلحة املستهلك‬
‫وتقلص من تحقيق منافعه من عملية الشراء‪ ،‬وهذا ما أدى إلى ضرورة ايجاد السبل الكفيلة بحمايته وبجعل املؤسسات‬
‫أكثر التزاما نحوه‪ ،‬مما أدى إلى املناداة بتطبيق سياسة تسويقية ترتكز على أخالقيات التسويق املبنية على معايير وقيم‬
‫أخالقية تميز سلوك املنظمة وتوجهها إلى عمل ما هو صحيح دون اإلضرار بمصالح املتعاملين معها وبما يضمن تحقيق‬
‫املنفعة املتبادلة للجميع‪ .‬بناءا على ما سبق‪ ،‬يمكن إقتراح ما يأتي‪:‬‬
‫‪ −‬ضرورة التزام املؤسسة باملبادئ األخالقية للتسويق اإللكتروني وتبني مجموعة املعايير األخالقية املتعلقة بالقرارات‬
‫التسويقية بشكل يوازن بين أهداف املؤسسة وحاجات املجتمع‪ ،‬ما يعزز الثقة بينهما؛‬
‫‪ −‬تجنب ادارة نشاط التسويق اإللكتروني الخداع للحفاظ على ثقة املستهلك‪ ،‬من خالل التركيز على ضرورة أن تكون‬
‫القرارات التسويقية متناسبة مع قيم املستهلك ومتطلبات املجتمع؛‬
‫‪ −‬األخذ بعين االعتبار للجانب األخالقي في عملية التوظيف واختيار املوظفين؛‬
‫‪ −‬تفعيل االتصال في مختلف مستويات املنظمة بهدف اتاحة مشاركة جميع العاملين في عملية التسويق االلكتروني‬
‫ومراعاة الجانب األخالقي عند تطبيقه؛‬
‫‪ −‬برمجة دورات تكوينية تعطي للعاملين فرصة الختبار التطبيقات النموذجية للمعايير األخالقية في مختلف الحاالت‬
‫وتدربهم على مواجهة املشاكل األخالقية؛‬
‫‪ −‬فرض العقوبات لعدم االلتزام باملبادئ األخالقية في مقابل منح املكافآت للسلوك األخالقي الصحيح؛‬
‫‪ −‬عدم تضليل الزبائن ومصارحتهم لكسب رضاهم ووالئهم واحترامهم للمنظمة‪ ،‬من خالل الحرص على التحلي بالجانب‬
‫األخالقي بكل ما يتعلق بجوانب العملية التسويقية؛‬
‫‪ −‬إصدار قوانين تشجيعية للمؤسسات التي تحترم أخالقيات التسويق اإللكتروني وقوانين أخرى ردعية ملعاقبة‬
‫املخالفين؛‬
‫‪ −‬التحلي بالشجاعة وعدم الخوف من االعتراف باألخطاء في أي مرحلة من مراحل التسويق اإللكترني؛‬
‫‪ −‬إصدار مدونة ألخالقيات التسويق اإللكتروني يتم من خاللها تحديد ما هو أخالقي وما هو غير أخالقي‪ ،‬وذلك حسب‬
‫البيئة التسويقية للمنظمة‪.‬‬
‫املراجع والهوامش‬
‫• أحمد السيد كردي‪ .)2014( .‬التسويق االلكتروني‪Kenanaonline: http://kenanaonline.com/users/ahmedkordy .‬‬
‫• أمل صديق عفيفي‪ .)2021( .‬التسويق االلكتروني واملستهلك الجديد‪ :‬ميول واتجاهات املستهلك املصري نحو التسويق‬
‫االلكتروني‪ .‬مجلة الباحث االقتصادي‪ .‬املجلد ‪ .09‬العدد ‪ .01‬جامعة ورقلة‪ .‬ورقلة‪ .‬الجزائر ‪.298 -274 ،‬‬

‫‪172‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫• جميلة بن لوصيف‪ .)2021( .‬التسويق االلكتروني في املؤسسة االقتصادية تجربة املؤسسة الجزائرية في التسويق‬
‫االلكتروني‪ .‬مجلة العلوم اإلنسانية لجامعة أم البواقي‪ .‬املجلد ‪ .08‬لعدد ‪ .03‬أم البواقي‪ .‬الجزائر ‪.‬‬
‫• حميد الطائي‪ 19-17( .‬نيسان‪ .)2006 ,‬إطار مفاهيمي ألخالقيات التسويق واملسؤولية اإلجتماعية في منظمات األعمال‬
‫الخدمية‪ .‬األردن‪ ،‬كلية االقتصاد والعلوم االدارية‪ ،‬جامعة الزيتونة األردنية‪ ،‬عمان‪ ،‬االردن‪.‬‬
‫• خديجة ايزيتي‪ .)2018( .‬دور االلتزام بأخالقيات التسويق في ترسيخ املسؤولية االجتماعية في املؤسسات االقتصادية‪:‬‬
‫دراسة ميدانية في مؤسسة رويبة لصناعة املشروبات بوالية الجزائر‪ .‬امللتقى الوطني العلمي حول أخالقيات التسويق‬
‫وحقوق املستهلك‪ ،‬جامعة ‪ 20‬اوت ‪ 1955‬سكيكدة يومي ‪ 03‬و ‪ 04‬ديسمبر ‪2018‬‬
‫رمزي بودرجة‪ ،‬و أبو بكر سوالم‪ .)2018( .‬أهمية أخالقيات التسويق في تحسين الصورة الذهنية للمؤسسات‪ .‬امللتقى‬ ‫•‬
‫الوطني العلمي حول أخالقيات التسويق وحقوق املستهلك‪ :‬جامعة سكيكدة‪ 03 ،‬و ‪ 04‬ديسمبر ‪.‬‬
‫عائشة عمري‪ ،‬و خالد قش ي‪ .)2018( .‬مساهمة أخالقيات التسويق في زيادة فعالية أدوات االتصاالت التسويقية‪ .‬مجلة‬ ‫•‬
‫إدارة األعمال والدراسات االقتصادية املجلد ‪ .04‬العدد ‪. 02‬‬
‫عبد الناصر الخري‪( .‬العدد‪ .)2015 ,01‬املسؤولية اإلجتماعية وأخالقيات التسويق‪ .‬مجلة الدراسات االقتصدية‬ ‫•‬
‫الكمية ‪.‬‬
‫مروان أحمد‪ .)2022 ,03 03( .‬أخالقيات التسويق اإللكتروني في الوطن العربي‪ .‬تاريخ االسترداد ‪ ،2022 ,04 27‬من‬ ‫•‬
‫إنجازات‪language=english&id=25&https://web.injazat.sa/blog.php/blog.php?do=article :‬‬
‫• مسعودة بلخضر‪ 03( .‬و ‪ 04‬ديسمبر‪ .)2018 ,‬أخالقيات التسويق واملسؤولية اإلجتماعية ملنظمة األعمال‪ .‬امللتقى‬
‫الوطني حول أخالقيات السويق وسلوك املستهلك‪ .‬جامعة سكيكدة ‪.‬‬
‫• نبيلة ميمون‪ ،‬عقبة معيريف‪ ،‬و محمد األمين كروش‪ .)2022( .‬أهمية التسويق االلكتروني في دعم املؤسسات الصغيرة‬
‫واملتوسطة‪ :‬عرض تجربة مؤسسة جوميا بالجزائر‪ .‬مجلة اقتصاديات األعمال والتجارة‪ .‬املجلد ‪ .07‬العدد ‪-319 ، .01‬‬
‫‪.334‬‬

‫‪173‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫اإلطارالقانوني والرقابي للمعامالت اإللكترونية وتأثرها بالتطور التكنولوجي‬


‫‪The legal and regulatory framework for electronic transactions‬‬
‫‪and their impact on technological development‬‬
‫أح ـم ــد م ـص ـط ـف ــى م ـم ــدوح م ـنـ ــدور‬
‫باحث دكتوراه‪ /‬كلية الحقوق‪-‬جامعة املنوفية‪ /‬جمهورية مصر العربية‬
‫‪Policeofficer99009@gmail.com‬‬

‫امللخص‪:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫إن التقدم العلمي والتكنولوجي في العصر الحديث وإن كان يفتح آفاقا ضخمة أمام تقدم البشرية وتحقيق مستوى أفضل من‬
‫الحياة‪ ،‬إال أنه يحمل بين طياته في نفس الوقت مخاطر ضخمة تهدد قيم وحقوق وحريات وأمن األفراد والجماعات والدول‪ ،‬لذا بدت الحاجة‬
‫املاسة ملواجهة تلك املخاطر والتغيرات‪ ,‬ولعل أول التطلعات في هذا املجال كانت نحو القانون الذي ُيعد من أقدس مهامه وضع الصيغ املالئمة‬
‫لألفراد‪ ،‬ومن هنا كانت أهمية وجود الضوابط القانونية التي يعمل في إطارها التطور التكنولوجي‪.‬‬
‫وقبل أن نوضح الضوابط القانونية كان البد أن نلقي الضوء على توضيح تكوين املعامالت وتأثيرها من التطور التكنولوجي‪ ،‬وهل‬
‫سيواكب القانون التطور التكنولوجي السريع من خالل إصدار أحكام ونصوص قانونية تحمي الفرد واملؤسسات أم ال؟‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬إطار قانوني‪ ،‬رقابي‪ ،‬تطور تكنولوجي‪ ،‬معامالت‪ ،‬العقد اإللكتروني‪.‬‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪The scientific and technological progress in the modern era, although it opens huge horizons for the progress of mankind‬‬
‫‪and the achievement of a better standard of life, but it carries with it at the same time huge risks that threaten the values,‬‬
‫‪rights, freedoms and security of individuals, groups and countries. The first aspirations in this field were towards the law,‬‬
‫‪which is considered one of its most sacred tasks, laying down appropriate formulas for individuals; hence the importance of‬‬
‫‪the existence of legal controls within which technological development operates.‬‬
‫‪Before we clarify the legal controls, it was necessary to shed light on clarifying the formation of transactions and their‬‬
‫‪impact on technological development, and will the law keep pace with rapid technological development through the issuance‬‬
‫?‪of legal provisions and texts that protect the individual and institutions or not‬‬
‫‪Keywords: Legal framework, regulatory, technological development, transactions, electronic contract.‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫تشكل التكنولوجيات الحديثة تحديا قانونيا معاصرا ومستمرا‪ ،‬وذلك ملا تحمله تلك التقنيات من تطور كل يوم‪,‬‬
‫فأي نشاط له تأثير على اإلنسان وحياته يحتاج بال شك إلى إطار تشريعي فعال ُينظم عمله ويحكم ما ينجم عنه من آثار‪,‬‬
‫ُ‬
‫وعليه يواجه القانون بكافة فروعه في يومنا هذا العديد من التحديات التي تنشئها التكنولوجيا الحديثة‪ ,‬سواء في مجال‬
‫تكوين املعامالت والتحوالت التكنولوجية على النظرية العامة للعقد وإظهار جميع املتطلبات التي يحتاجها األشخاص في‬
‫التعامالت والعقود التي تنظم عمل تطبيقاتها أم في مجال املسئولية بشقيها املدني والجنائي‪.‬‬
‫كما تؤثر التكنولوجيا على مختلف األنشطة التجارية واالقتصادية والعمليات املصرفية وعلى عمل الجهات‬
‫اإلدارية والقضائية‪ ،‬وذلك من خالل شكلية انعقاد العقد ومصالح الشهر العقاري والتسجيل‪.‬‬
‫إشكالية البحث‪:‬‬
‫تكمن مشكلة هذه الدراسة في االجابة عن التساؤالت اآلتية‪:‬‬
‫‪ -1‬ما هي الدالالت السلبية على أثر التطور التكنولوجي على القانون؟‬
‫‪ -2‬هل سيواجه القانون متطلبات األمن القومي في ظل التطور التكنولوجي؟‬

‫‪174‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫‪ -3‬ما مدى قانونية املعامالت اإللكترونية متمثلة في العقد؟‬


‫أهمية البحث‪:‬‬
‫تكمن أهمية البحث في توضيح اإلطار القانوني والرقابي علي املعامالت اإللكترونية بشكل عام‪ ,‬وأثرها على تكوين‬
‫بشكل خاص‪ ،‬وسنسلط الضوء على أهم املحاور في املعامالت التي تأثرت بالطفرة التكنولوجية التي حدثت‪ ،‬مثل‬ ‫ِ‬ ‫العقد‬
‫التحوالت التكنولوجيا على النظرية العامة للعقد‪ ،‬والشكل القانوني للعقد اإللكتروني‪ ,‬ونجاح املعامالت التجارية من خالل‬
‫العقود اإللكترونية‪.‬‬
‫أهداف البحث‪:‬‬
‫يهدف البحث إلى مجموعة من األهداف أال وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬استبيان اإلطار القانوني على املعامالت اإللكترونية‪.‬‬
‫‪ -2‬الوصول إلي التعريف التشريعي للعقد اإللكتروني‪.‬‬
‫‪ -3‬بيان أثر التطور التكنولوجي على العقد وتطوره إلى عقد إلكتروني‪.‬‬
‫‪ -4‬توضيح الدور القانوني والرقابي ومجهوده في مواجهة التطور التكنولوجي‪.‬‬
‫منهج البحث‪:‬‬
‫أعتمد الباحث املنهج الوصفي التحليلي؛ لكونه أكثر املناهج مالئمة بدراسة أثر التطور التكنولوجي على القانون‪,‬‬
‫خاصة يصعب إخضاعها للقياس والضغط؛ ألنها تدور حول التحول التكنولوجي الذي حدث في الحقبة‬ ‫ٍ‬ ‫بطبيعة‬
‫ٍ‬ ‫التي تتميز‬
‫الزمنية األخيرة‪ ,‬وهذا املنهج يمثل خطوة أولية نحو تحقيق الفهم الدقيق واإلحاطة باألبعاد الواقعية لهذه الظاهرة‪.‬‬
‫خطة البحث‪:‬‬
‫بناء على اإلشكالية التي سبق ذكرها وأهمية البحث واألهداف املرجوة منه تم تقسيم البحث إلى مبحثين وذلك‬ ‫ً‬
‫على النحو التالي‪:‬‬
‫املبحث األول‪ :‬أثرالتحوالت التكنولوجية على املعامالت اإللكترونية )النظرية العامة للعقد)‪.‬‬
‫ً‬
‫إن ظهور العقود اإللكترونية لم يكن صدفة بل ظهر نتيجة للتطور الذي عرفه مجال تكنولوجيا االتصاالت‬
‫واملعلومات‪ ،‬ويعتبر العقد اإللكتروني العصب األساس ي للتجارة اإللكترونية؛ ويرجع السبب في ذلك لسهولة وسرعة إبرام‬
‫هذه العقود من خالل الوسائط اإللكترونية‪ ,‬هذا ما يدعونا للتطرق ملفهوم هذه العقود ثم إلبرامها‪ ,‬حيث يبرم العقد بتوافر‬
‫األركان األساسية وهي‪ :‬الرضا واملحل والسبب والشكلية في بعض العقود‪ ,‬وهي أركان البد منها النعقاد العقد سواء في العقود‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫التقليدية أو العقود املبرمة عبر الوسائل اإللكترونية عموما‪ ،‬واملبرمة عبر شبكة االنترنت خصوصا‪ ,‬لذا سيتم تقسيم هذا‬
‫املبحث إلى مطلبين على النحو التالى‪:‬‬
‫املطلب األول‪ :‬مفهوم العقد‪.‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬تأثير التطور التكنولوجي على إرادة املتعاقدين‪.‬‬
‫املطلب األول‪) :‬مفهوم العقد)‬
‫التعريف اللغوي للعقد‪:‬‬
‫جاء التعريف اللغوي في معجم املعاني الجامع بأنه هو‪( :‬اتفاق بين طرفين أو أكثر‪ ،‬وارتباط إيجاب أحدهما بقبول‬
‫اآلخر‪ ،‬على وجه مشرع‪ ،‬يثبت أثره في محله)‪ ,‬ويطلق على ما يتم إجراؤه بين طرفين في املعامالت بصيغة مخصوصة‪ُ ،‬يعبر‬

‫‪175‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫عنها باإليجاب والقبول‪ ,‬وكلمة عقد في اللغة معناها‪ :‬نقيض الحل‪ ،‬يقال‪" :‬عقد الحبل إذا ربطه‪ ،‬وحل الرباط إذا فكه"‪،‬‬
‫ويستعمل لفظ (عقد) بمعنى‪ :‬اليمين أو العهد‪ ،‬أو االتفاق بين طرفين‪ ،‬أو غير ذلك(‪.)7‬‬
‫التعريف االصطالحي للعقد‪:‬‬
‫‪ -1‬عرف القانون املدني املصري العقد في نص املادة (‪ )89‬منه‪" :‬يتم العقد بمجرد أن يتبادل الطرفان التعبير عن إرادتين‬
‫متطابقتين مع مراعاة ما يقرره القانون وفق ذلك من أوضاع معينة النعقاد العقد"‪.‬‬
‫ُ‬
‫‪ -2‬وتعرف أغلب القوانين والتشريعات العقد على أنه‪ :‬ارتباط اإليجاب بالقبول وتوافق أطراف العقد على وجه يثبت أثره‬
‫في املعقود عليه (البلوش ي‪ ،2020 ،‬صفحة ‪ ،)165‬ويعرف كذلك على أنه‪ :‬ارتباط اإليجاب الصادر من أحد املتعاقدين‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫بقبول اآلخر‪ ،‬وتوافق كال منهما على وجه يثبت أثره في املعقود عليه‪ ,‬ويترتب التزام على كال منهما بما وجب عليه اآلخر‪.‬‬
‫فيكون بذلك العقد هو توافق إرادتين بشأن إنشاء عالقات قانونية ملزمة ( فرج‪ ،1991 ،‬صفحة ‪.)33‬‬
‫ً‬
‫وعليه فالعقد اإللكتروني بما فيه مسألة الرضا ال تعتبر عقودا مختلفة بشكل أساس ي عن العقود التقليدية بحيث أن‬
‫هذا النموذج العقدي ما هو في الواقع إال صورة من صور التعاقد بين غائبين عن مجلس العقد باستعمال وسائل حديثة‬
‫لم تكن معروفة من قبل ( العرعاري‪ ،2018 ،‬صفحة ‪.)106‬‬
‫إن العقد بصفة عامة يتمثل في إرادتين أو أكثر على إحداث أثـر قـانوني معـين وأن العقـد شـريعة املتعاقدين وهو‬
‫ما يعرف في علم القانون في الدول االنجلو أمريكية بـ ‪.the law of contract‬‬
‫مفهوم العقد اإللكتروني‪:‬‬
‫‪ -1‬عرفت املادة األولى من مشروع قانون التجارة اإللكتروني املصري العقد اإللكتروني بأنه‪»:‬كل عقد تصدر منه إرادة‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫الطرفين أو كليهما أو يتم التفاوض بشأنه أو تبادل وثائقه كليا أو جزئيا عبر وسيط إلكتروني (مشروع قانون التجارة‬
‫اإللكترونية املصري مقترح منذ مارس ‪.)2001‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وفقا للقانون املصري طبقا للتعريفات املعتمدة والتي ذكرتها سابقا‪ ،‬حيث تم تعريف‬ ‫‪ -2‬وجاء تعريف العقد اإللكتروني ً‬
‫العقد اإللكتروني في عقود التجارة اإللكترونية على أنه تنفيذ بعض املعامالت التجارية أو جميعها الخاصة باملنتجات‬
‫والخدمات‪ ،‬حيث تتم بين طرفين سواء كان عملين تجاريين أو عمل تجاري مع مستهلك‪ ،‬ويتم ذلك كله من خالل‬
‫استخدام تكنولوجيا املعلومات واالتصال‪.‬‬
‫‪ -3‬وعرفه الفقه األمريكي بأنه‪" :‬هو ذلك العقد الذي ينطوي على تبادل للرسائل بين البائع واملشتري والتي تكون قائمة على‬
‫صيغ معدة سلفا ومعالجة إلكترونية‪ ،‬وتنشأ التزامات تعاقدية " (خالد ‪ ،2011 ،‬صفحة ‪.)73‬‬
‫‪ -4‬وقد عرفت املادة الثانية من التوجيه األوروبي الصادر في ‪20‬ماي‪ 1991‬عن البرملان األوروبي املتعلق بحماية املستهلك في‬
‫العقود املبرمة عن بعد العقد اإللكتروني بأنه‪” :‬عقد متعلق بالسلع والخدمات يتم بين املستهلك واملورد من خالل اإلطار‬
‫التنظيمي الخاص بالبيع عن بعد‪ ,‬أو تقديم الخدمات التي ينظمها املورد والتي يتم باستخدام واحدة أو أكثر من خالل‬
‫وسائل االتصال اإللكترونية حتى إتمام العقد”‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -5‬في حين عرفته املادة الثانية من قانون املعامالت اإللكترونية بأنه‪" :‬االتفاق الذي يتم انعقاده بوسائط إلكترونية كليا‬
‫ً‬
‫أو جزئيا"‪.‬‬

‫‪ -7‬معنى كلمة عقد في معجم املعاني الجامع واملعجم الوسيط ‪ -‬معجم عربي ‪ -‬صفحة ‪ 1‬نسخة محفوظة ‪ 17‬مايو ‪ ،2014‬تم االطالع ‪-10-29‬‬
‫‪2021‬‬

‫‪176‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫العقد اإللكتروني في الواقـع ال يخرج في بنائه وتركيبته وأنواعه ومضمونه خاضع في تنظيمه لألحكام الواردة فـي النظرية‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫العامة للعقد‪ ,‬وهو من العقود غير املسماة‪ ,‬حيث لم يضع املشرع في القوانين محل البحث تنظيما خاصا (خالد ‪ ،‬إبرام‬
‫العقد اإللكتروني دراسة مقارنـة‪ ،2006 ،‬صفحة ‪.)120‬‬
‫فالعقد اإللكتروني عبارة عن اتفاق يتالقى فيه اإليجاب بالقبول علـى شـبكة دوليـة مفتوحـة لالتصال عن بعد‪،‬‬
‫وذلك بوسيلة قد تكون مسموعة مرئية بفضل التفاعل بين املوجب والقابل ويتبين من ذلـك إن العقد اإللكتروني ينتمي إلى‬
‫ً‬
‫زمرة العقود التي اصطلح القانونيون على اعتبارها عقودا تبرم عـن بعـد ( السند‪ ،2004 ،‬صفحة ‪.)167‬‬
‫ويختلف العقد اإللكتروني عن العقد العادي فهو ال يحتاج مجلس حقيقي إلتمام العقد‪ ،‬بل يتم استخدامه في‬
‫وفقا للقوانين التي تخضع‬ ‫التجارة اإللكترونية إلجراء عمليات البيع والشراء‪ ،‬كما يختلف العقد اإللكتروني من دولة ألخرى ً‬
‫لها الدولة‪.‬‬
‫ً‬
‫ونتيجة الستخدام اإلنترنت وتطور التكنولوجيا ظهرت العديد من العقود واملعامالت اإللكترونية‪ ،‬فأحدث قلقا‬
‫ً‬
‫تشريعيا على املستوى الدولي والداخلي على حد سواء‪ ،‬مما دفع هذه التشريعات إلى إعادة النظر في أنظمتها التقليدية‪ ,‬األمر‬
‫الذى يعتبر ضرورة ملحة أمام الثورة املعلوماتية التي غزت جميع املجاالت‪ ،‬والتي أتت بأساليب حديثة التعامل ملن تكن‬
‫معلومة ومتعارف عليها في املجال التعاقدي من قبل (شلقامي‪ ،2008 ،‬صفحة ‪.)07‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬تأثيرالتطور التكنولوجي على إرادة املتعاقدين‬
‫ً‬
‫خلفت الثورة التكنولوجية على وجه العموم وشبكة اإلنترنت علي الوجه الخصوص نسيجا من العالقات بين‬
‫األفراد‪ ،‬ومع أن بيع السلع وتقديم الخدمات التجارية عن ُبعد ليست ظاهرة جديدة إال أن انتشار الشبكة العنكبوتية على‬
‫املستوى العاملي أدى إلى تعزيز هذا النوع من الخدمات‪ ،‬هذا الوضع حتم على مختلف الدول التدخل لخلق تشريعات تكون‬
‫جديرة بتنظيم املعامالت والتجارة اإللكترونية ملواكبة هذه الثورة املعلوماتية‪ ,‬وخلق العديد من العقود واملعامالت‬
‫ً‬
‫اإللكترونية‪ ،‬ومنها أنواع أحدثت قلقا في التشريعات الدولية واملحلية‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬ظهور عقود اإلذعان‬
‫إذا كان التطور التكنولوجي قد حقق للمجتمع العديد من املزايا فإنه في املقابل خلق على املستوى القانوني العديد‬
‫من املشاكل وفي مقدمتها جعل العقد عرضة لالحتكار املعتمد على طغيان الشركات الصناعية الرأسمالية ( الشرقاوي‪،‬‬
‫‪ ،2019‬صفحة ‪ ،)73‬فنتيجة لألوضاع التي أفرزتها الثورة الصناعية وبسبب ظهور مشروعات كبرى في مجاالت متعددة‬
‫حيث تتمتع بالنفوذ االقتصادي وقد صاحب هذه الشركات ظهور نوع من العقود يسمى بعقود اإلذعان‪ ،‬حيث تلجأ هذه‬
‫االخيرة إلى تسهيل التعامل معها وإعداد عقود نموذجية لتطبيقها على جميع املتعاملين معها‪ ،‬والذين ال يكون لهم في أغلب‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫األحوال سوى قبولها سلفا برمتها أو رفضها‪ ،‬دون أن يكون لهم الحق في مناقشتها‪ ،‬بهذا يختل التوازن العقدي نظرا لوجود‬
‫العالقة التعاقدية بين طرف قوي وآخر ضعيف يفتقد للكفاءة الفنية والقانونية التي تخوله مناقشة بنود العقد عن بينة؛‬
‫ما ينتج عنه إبرام هذه املعامالت تمرير العديد من الشروط التعسفية لهذا الطرف الضعيف ( الشرقاوي‪ ،‬دور القضاء في‬
‫تحقيق التوازن العقدي‪ ،2008 ،‬صفحة ‪.)07‬‬
‫ومن األمثلة البارزة في عقود الغذعان نجد قانون التأمين‪ ,‬فاملتغيرات املعاصرة جعلت طرفي هذا العقد التأميني‬
‫غير متساوي السلطات‪ ,‬فاملؤمن له يوجد في مواجهة طرف قوي هو املؤمن‪ ,‬وبالتالي ال يمكنه سوى الرضوخ إلرادته والتسليم‬
‫بالشروط الجاهزة التي يمليها عليه بدون أية مناقشة‪ ،‬وهي تكون في العادة مكتوبة ومطبوعة وتعرف بالعقود النموذجية (‬
‫مياد‪ ،2012 ،‬صفحة ‪.)63‬‬
‫ً‬
‫فعقد اإلذعان هو عقد يعتمد على استخدام نموذج ثابت ال يعتريه أي تغير‪ ،‬يعده أحد أطرفه منفردا وهو الطرف‬
‫القوى‪ ،‬فليس للطرف الثاني إال املوافقة وليس له الحق في طلب أي تعديل‪ ،‬فنجد مصدر عقد اإلذعان هو القانون املدني‬

‫‪177‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫املصري حيث نص املشرع املصري في املادة رقم ‪ ١٠٠‬من القانون املدني على أنه‪“ :‬القبول في عقود اإلذعان يقتصر على‬
‫مجرد التسليم بشروط مقررة يضعها املوجب وال يقبل مناقشة فيها”‪.‬‬
‫عرف عقد اإلذعان الدكتور عبد الرازق السنهوري‪“ :‬في دائرة عقود اإلذعان يكون القبول مجرد إذعان ملا يمليه‬
‫املوجب‪ ،‬فالقابل للعقد لم يصدر قبوله بعد مفاوضة ومناقشة‪ ،‬بل هو في موقفه من املوجب ال يملك إال أن يأخذ أو يدع‪،‬‬
‫فرضائه موجود و لكنه مفروض عليه” ( السنهوري‪ ،2011 ،‬صفحة ‪.)191‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تراجع مبدأ سلطان اإلرادة‬
‫اإلرادة الحرة وحدها هي التي تملك إنشاء العقد وتحديد آثاره‪ ،‬فليس ألي جهة أن تتدخل لتفرض عليه ما يخالف‬
‫إرادته (ماجد ‪ ,)2017 ،‬وتمثله نص املادة (‪ )1134‬من القانون املدني الفرنس ي التي تنص على أن »االتفاقات التي تعقد على‬
‫وجه شرعي تقوم مقام القانون بالنسبة إلى عاقديها بشكل عام أن اإلرادة لها السلطان األكبر في تكوين العقد وفي اآلثار التي‬
‫تترتب عليه‪ ،‬بل وفي جميع الروابط القانونية ولو كانت غير تعاقدية‪.‬‬
‫إن األصل في العقود هو تغليب مبدأ سلطان اإلرادة؛ لذلك يعتبر العقد شريعة املتعاقدين‪ ،‬فال يجوز نقضه أو‬
‫ً‬
‫تعديله إال باتفاق الطرفين أو لألسباب التي يقررها القانون‪ ,‬عمال بنص املادة ‪ ١٤٧‬من القانون املدني املصري ‪ ،‬وينبى على‬
‫ً‬
‫ذلك أنه إذا توافرت في العقد أركانه من تراض ي ومحل وسبب فإنه يقع صحيحا وتترتب عليه أثاره القانونية التي اتجهت إليها‬
‫إرادة املتعاقدين ما لم يكن القانون قد نص على البطالن جزاء العتبارات عامة تتعلق بها مصلحة الجماعة استثناء من‬
‫مبدأ سلطان اإلرادة‪.‬‬
‫ومن املبادئ التي يلفظها العقد نجد مبدأ سلطان اإلرادة‪ ,‬ومعنى هذا املبدأ أن بإمكان األفراد عن طريق التقاء‬
‫إرادتهم من إقرار قانون خاص بهم ( الشرقاوي‪ ،‬القانون املدني دراسة حديثة للنظرية العامة لاللتزام في ضوء تأثيرها‬
‫باملفاهيم الجديدة للقانون االقتصادي‪،)2019 ،‬حيث أن إرادة اإلنسان لها السلطان في إنشاء العقد وتحديد اآلثار املترتبة‬
‫عليه (بكور‪ ،2015-2014 ،‬صفحة ‪.)10‬‬
‫وملبدأ سلطان االرادة عدة خصائص منها ‪:‬‬
‫‪ -1‬حرية الشخص في التعاقد‪.‬‬
‫‪ -2‬عدم تعارض حرية املتعاقد مع حريات اآلخرين‪.‬‬
‫‪ -3‬الدور الضيق للقانون في الرقابة على الفرد في التعاقد وااللتزامات (عاشور و فريدة‪ ،2014 ،‬صفحة ‪.)09‬‬
‫من هذه الخصائص يتبين لنا أن مبدأ سلطان اإلرادة له ركيزتين هما‪ ،‬أوال‪ :‬ال يمكن إلزام الشخص بما ال يرغب‬
‫ً‬
‫فيه‪ ،‬وثانيا‪ :‬إذا التزم عن طواعية نفسه عليه أن ينفذ ما التزم به (القوة امللزمة للعقد)‪ ,‬معنى ذلك أن لألفراد حرية تضمين‬
‫التزاماتهم بما يشاؤون وكيف ما يشاؤون‪ ،‬وهو ما يسمى بالحرية التعاقدية‪ ،‬بالتالي يمكن استبعاد جميع النماذج التي‬
‫ُ‬
‫يقترحها املشرع‪ ،‬في املقابل ال يجوز للمتعاقدين أو الغير تعديل شروط العقد من جانب واحد‪ ,‬ذلك أن العقد الذي ابرم‬
‫بالتراض ي ال ينتهي إال بالتراض ي ( مياد‪ ،2012 ،‬صفحة ‪.)41‬‬
‫إال إنه في ظل املتغيرات االقتصادية والتكنولوجية التي عرفتها املجتمعات املعاصرة‪ ،‬أثرت بشكل واضح على‬
‫ً‬
‫القواعد التقليدية خصوصا نظرية االلتزام وما لذلك من أثر سلبي على مبدأ سلطان اإلرادة‪ ,‬فطالته قيود شتى وذلك‬
‫ً‬
‫انطالقا من انتشار املبادئ االشتراكية التي تنبني على تقديم مصلحة الجماعة على الفرد‪ ،‬ما نتج عنه اإلخالل في التوازن بين‬
‫املتعاقدين الذي يبرز وقت العقد‪ ،‬والذي يصدر عن واقع انعدام املساواة االقتصادية بين املتعاقدين‪ ،‬ومصدره األوجه‬
‫الجديدة للمشاريع االقتصادية التي شكلت في انتماءاتها االقتصادية واملهنية املختلفة‪ ,‬وملا تملكه من الخبرة واالطالع‬
‫بمجموعات ضاغطة أثرت في املرحلة الشكلية واملوضوعية في التعاقد ( منصور‪ ،1978 ،‬صفحة ‪ ,)106‬مما ترتب عنه هيمنة‬
‫الطرف القوي في مجال التعاقد ( الشرقاوي‪ ،‬دور القضاء في تحقيق التوازن العقدي‪ ،2008 ،‬صفحة ‪.)08‬‬

‫‪178‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫املبحث الثاني‪ :‬متطلبات األمن القانوني‪.‬‬


‫يقصد باألمن القانوني استقرار القواعد القانونية املنظمة للمعامالت بين األشخاص واملؤسسات وبين‬
‫االشخاص وبعضهم البعض‪ ،‬وهذا من شأنه العمل على ترقية وتعزيز هذه املعامالت‪ ،‬ألن تحقيق الثبات في القانون يساهم‬
‫في استقرار املراكز القانونية والحقوق املكتسبة‪ ,‬ولكن للقيام بهذا الدور الترقوي يحتاج األمن القانوني العديد من‬
‫املتطلبات القانونية‪ ,‬كمبدأ سيادة القانون وعدم رجعية القوانين‪ ,‬وتزيد فعاليتها بتحقق األمن القضائي الذي يجعل‬
‫القانون فوق الجميع‪ ،‬وال يتحقق هذا إال بتجسيد أهم املقومات والوسائل التي تشكل ركائز لألمن القانوني والتي تتمثل في‬
‫دولة القانون املدعومة بتحقيق نظام ديمقراطي يطبق القانون وينظم املعامالت بين األشخاص ويضمن حقوقهم‪.‬‬
‫ولكن ما حدث من تطور تقني عاملي جاء بالتأثير علي متطلبات األمن القومي‪ ،‬من خالل تأثير التقنيات الحديثة في‬
‫تغيير وظيفة القانون واملختصين فيه‪ ،‬واستخدام تكنولوجيا االتصال لإلعالم بالقانون وتحقيق األمن القانوني‪ ,‬لذا سيتم‬
‫تقسيم هذا املبحث إلى مطلبين على النحو التالي‪:‬‬
‫املطلب األول‪ :‬تأثير التقنيات الحديثة في تغيير وظيفة القانون واملختصين فيه‪.‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬التقاض ي اإللكتروني وتحقيق األمن القانوني‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬تأثيرالتقنيات الحديثة في تغييروظيفة القانون واملختصين فيه‬
‫ً‬
‫باعتبار العصر الحالي عصر التقنية والتكنولوجيا وباعتبار القانون مرآة عصره فلقد تأثر هو أيضا بزخم ووهج‬
‫التكنولوجيا‪ ،‬وهو ما دفع إلى توصيفه بعبارة" تكنولوجيا القانون" أو مكننة القانون‪ ،‬أو تكنو‪-‬قانونية" ( عبدهللا‪،)2018 ،‬‬
‫وتم استخدام مصطلح التكنو‪ -‬قانونية للداللة على املزج بين التطورات على الصعيد التكنولوجي والتي تصاحبها تطورات‬
‫ً‬
‫على الصعيد القانوني‪ ,‬كي تتكامل هذه التطورات مع بعضها وتنتج آثارا قانونية يترتب عليها فيما بعد نتائج على إبرام العقد‬
‫ً‬
‫تحديدا ( عبدهللا‪.)2018 ،‬‬
‫وقد كان من نتائج هذا التفكير بروز فروع جديدة للقانون تتجاوز عتبة التقسيم التقليدي للقانون‪ -‬عام وخاص‪-‬‬
‫إلى عتبة التقسيم التقني للقانون‪ ,‬كقانون التهيئة والتعمير‪ ،‬الصحة‪ ،‬النقل‪ ،‬املرور‪ ،‬حماية املستهلك‪ ،‬البيئية‪ ،‬وامللكية‬
‫الفكرية (الجياللي‪ ،2009 ،‬الصفحات ‪ ،)212-180‬مع ظهور قانون املعامالت اإللكترونية أو التجارة اإللكترونية وتوجه‬
‫القانون نحو استخدام أسلوب تقننة القانون‪ ,‬حيث أصبحت القواعد القانونية نتيجة التطورات التكنولوجية قواعد‬
‫تقنية تتجاوز النظرة التقليدية للقانون من حيث كونها آمرة ومكملة‪ ,‬وحتى مصدر إلزامها هي القوانين التقنية التي تحكمها‬
‫كقوانين الفيزياء أو الهندسة (الجياللي‪ ،2009 ،‬الصفحات ‪.)230-229‬‬
‫وتراجعت مجاالت تطبيق القوانين الكالسيكية‪ ,‬كالقانون املدني لفائدة القوانين التقنية كما هو الشأن بخصوص‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫تقننة العقد بأن أصبح عقدا إلكترونيا‪ ,‬وأيضا تقننة قانون الشركات بظهور الشركات االفتراضية‪ ،‬بل وحتى مجال القانون‬
‫الدستوري واإلداري لم يسلم من هذا التأثير‪ ,‬بظهور الحكومة اإللكترونية واالنتخاب اإللكتروني والقرار والعقد اإلداري‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫اإللكتروني‪ ،‬وأيضا قانون العقوبات تدخل لتجريم ومعاقبة أفعال مرتبطة أساسا باستعمال التكنولوجيات أو ما ُيعرف‬
‫بالجرائم املعلوماتية‪ ،‬ليصبح القانون ال يكتشف الواقع مثلما تعتقد النظرية الكالسيكية للقانون بل تبدعه‪ ،‬ويتحول من‬
‫غاية اجتماعية إلى مجرد وسيلة عمل أو قاعدة عمل يوفر حكمها تقنين التقنية في حد ذاتها من حيث كونها وقائع نافعة أو‬
‫ضارة‪ ،‬وكونها تصرفات قانونية معينة )‪.(PAILLUSSEAU, 1993, p. 750‬‬
‫ومن العوامل املؤثرة في إنشاء القاعدة القانونية ردود أفعال الشخص من املؤثرات املحيطة به شخصية كانت أو‬
‫ُ‬
‫تقنية كوسائل اإلعالم واإلنترنت وتأثيرها على الشخص وتصرفاته‪ ،‬فهذه الوسائل التقنية التي تتسم بالسرعة قد تعد ضارة‬
‫بالعدالة‪ ,‬بحيث تؤثر في نفسيات القضاة ورجال القانون ككل‪ ،‬فعوض أن يتخذوا قرارات متوازنة تحقق العدالة سيجدون‬

‫‪179‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫أنفسهم ُملزمون ملسايرة التكنولوجيا عند مباشرتهم أعمالهم‪ ،‬ومثل هذه املخاطر تكثر أمام عدم وجود أخصائيين لتحليل‬
‫هذه الظواهر )‪.(ROROY, p. 822‬‬
‫وهذا ما يدفع للقول أن رجل القانون البد أن يكون قيمة مضافة مقدمة للمجتمع وليس عائقا لتنظيم النشاط‬
‫فيه‪ ،‬فعلمه بالقانون وحده غير كافي بل صفته تتطلب منه رؤية األشياء من خالل تأثيرات املحيط والقيام بتحليلها‪ ,‬وتسهيل‬
‫التعبير عنها بكل وضوح للوصول إلى وضع الحلول فيقوم بإدخال آثار الواقع على القانون‪ ،‬فال تحل املشاكل واألوضاع من‬
‫خالل القانون والشخص يؤثر في تطوير القانون من خالل طريقة نشاطه وردود أفعاله‪.‬‬
‫فالقانون في لزومه ألي مجتمع ليس مجرد أداة لتقرير ما يجوز وما ال يجوز‪ ،‬أصبح في الحقيقة علم تنظيم أو‬
‫تصميم كالهندسة‪ ،‬يهتم عند تناوله ألي موضوع بوضع األسس والقواعد التي تالئمه أي التصميم املناسب له‪ ،‬وذلك‬
‫بمراعات احتياجاته من جهة وما يتصل به من مصالح مختلفة من جهة أخرى‪ ،‬وبغية إرساء التوازن بينها لبلوغ أهداف‬
‫وتوجيهات معينة من خالل أدوات هذا العلم ووسائله‪ ،‬وهو ما يجعل رجال القانون منظمين أو مهندسين قانونيين ( فهيم‪،‬‬
‫صفحة ‪.)216‬‬
‫املطلب الثاني‪) :‬التقاض ي اإللكتروني وتحقيق األمن القانوني)‬
‫إن مختلف الشكليات واإلجراءات التي يشترطها القانون للتقاض ي من أوراق ومواعيد وإعالن للخصوم وتنفيذ‬
‫الحكم والطعن فيه تعد وسائل لحماية أصحاب الشأن من خطر الدعاوي التي ترفع ضده‪ ،‬بل هي مرتبطة بالحق في‬
‫الدعاوي أو الحق في الحصول على حماية القانون ( تناغو‪ ،‬دون تاريخ نشر‪ ،‬صفحة ‪ ,)315‬فقد أدت الضرورات الحالية إلى‬
‫استخدام تكنولوجيا املعلومات في املحاكم بظهور ما يعرف بالتقاض ي واملحاكم اإللكترونية‪ ،‬بحيث أصبح التقاض ي ال يعد‬
‫تلك الشكليات اإلجرائية التي تتطلب تقديم سندات ملموسة‪ ،‬بل مجرد تنظيم تقني معلوماتي للمتقاضين‪ ،‬تسجل دعواهم‬
‫ً‬
‫وتقديم أدلتهم وحضور جلسات املحاكمة تمهيدا للوصول على الحكم وتنفيذه من خالل وسائل االتصال اإللكترونية‪،‬‬
‫والتي هي جزء من نظام معلوماتي يمكن القضاة االتصال باملتقاضين دون حضورهم الشخص ي ومباشرة إجراءات التقاض ي‬
‫من خالل هذا النظام‪ ،‬كما يتيح هذا النظام من خالل املحكمة اإللكترونية شفافية وسرعة في الحصول على املعلومات (‬
‫ً‬
‫الشرعة‪ ،2010 ،‬الصفحات ‪ ,)59-55‬ليصبح تسجيل الدعوى وتسليمها إلكترونيا على موقع في شبكة اإلنترنت‪ ،‬دفع‬
‫الرسوم وتقديم الوثائق والعرائض الجوابية وتقارير الخبرة كلها تكون بنفس الطريقة‪ ،‬وحتى هيئة الدفاع تكون غير ملزمة‬
‫باالنتقال للمحكمة بل تمارس مهامها عبر الشبكة فقط ( الشرعة‪ ،2010 ،‬الصفحات ‪.)78-59‬‬
‫فأصبح بال منازع الوسيط اإللكتروني املتمثل في اآللة هو الذي يسير العمل بالنصوص القانونية بأن تحل الدعائم‬
‫اإللكترونية محل الدعائم الورقية‪ ,‬والرسالة اإللكترونية تصبح هي السند القانوني الوحيد املتاح للطرفين في حال نشوء‬
‫نزاع‪ ،‬ومثل هذه التقنية ستخفف من حاالت فقد ملفات القضايا‪ ،‬كما أنها تساهم في ارتفاع مستوى أمن سجالت املحكمة‬
‫نتيجة أن الوثائق واملستندات اإللكترونية أكثر مصداقية وأسهل في اكتشاف أي تغيير أو تحوير فيها بجانب سهولة االطالع‬
‫والوصول إليها ( إبراهيم‪ ،2007 ،‬الصفحات ‪.)37-36‬‬
‫ً‬
‫وحتى القاض ي سيجد نفسه مقيدا بالتقنية والقانون في وقت واحد مما قد يجعله يحكم دون أن يكون ميله ألحد‬
‫الطرفين‪ ،‬مما يبعده عن التعسف والحيادية عن تطبيق القانون بدافع الشفقة أو االعتبارات الشخصية‪ ،‬فيجد نفسه‬
‫ً‬
‫ملزما بالنصوص القانونية مما يدعم املراكز القانونية ويحقق االستقرار املنشود ( حسن‪ ،2000 ،‬الصفحات ‪,)185-183‬‬
‫بل وفي بعض املرات يكون برنامج خاص للفصل في النزاعات يتأكد من وجود الحق عن طريق الوثائق ليفصل مباشرة دون‬
‫أن يكون لحضور األطراف أي تأثير‪ ،‬فيصبح الحكم القضائي عملية تلقائية نتيجة لعمل إجرائي وحيد تتحكم فيه اآللة‬
‫ولكن ما يعاب عن ذلك أنه في الوقت نفسه يعد مخالفا ملبدأ املحاكمة العادلة‪.‬‬

‫‪180‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫ً‬
‫هذا ويمكن اإلشارة في خاتمة هذا البحث إلى أن األمم املتحدة تبحث حاليا وضع أطر قانونية ملرحلة ما بعد‬
‫ً‬
‫التعاقد اإللكتروني‪ ،‬املسماة بالجوانب القانونية لعقد الحوسبة السحابية‪ ،‬وهي مفهوم أكثر تطورا للتعاقد اإللكتروني‬
‫ً‬
‫على مجموعة من الخدمات‪ ،‬على أن يكون التعاقد ضمن إطار أكثر تطورا في مفهوم اإليجاب والقبول اإللكترونيين للتعاقد‬
‫مع األخذ بعين االعتبار الهوية الرقمية للمتعاقدين ( ‪United Nations Commission on International Trade Law‬‬
‫)‪.)2018 ،Working Group IV (Electronic Commerce‬‬
‫الخاتمة‬
‫في ختام هذه الورقة البحثية التي تحمل عنوان "أثر التطور التكنولوجي على تكوين املعامالت" والتي تم تقسيمها‬
‫إلى مبحثين‪ ,‬املبحث األول يتناول أثر التطور التكنولوجي على تكوين املعامالت‪ ,‬أما املبحث الثاني فتناول متطلبات األمن‬
‫القومي‪ ,‬وقد توصلنا إلي مجموعة من النتائج والتوصيات وذلك على النحو التالى‪:‬‬
‫ً‬
‫أوال‪ :‬النتائج‬
‫‪ -1‬العقد اإللكتروني يعتبر كغيره من العقود التقليدية‪ ,‬إال أن وجه الخصوصية فيه يكمن في كونه يتم عن بعد باستخدام‬
‫وسيط إلكتروني يتمثل في شبكة االنترنت‪ ,‬إذ يتم التعبير عن اإليجاب والقبول عن طريق البريد اإللكتروني أو املحادثة‬
‫التي تتم بين طرفي العقد‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ -2‬التعاقد اإللكتروني يكون بين حاضرين زمانا وغائبين مكانا‪ ،‬كما يمكن أن يكون بين غائبين زمانا ومكانا‪.‬‬
‫‪ -3‬أصبح التقاض ي ال يعد تلك الشكليات اإلجرائية التي تتطلب تقديم سندات ملموسة بل مجرد تنظيم تقني معلوماتي‬
‫ً‬
‫للمتقاضين‪ ،‬تسجل دعواهم وتقديم أدلتهم وحضور جلسات املحاكمة تمهيدا للوصول على الحكم وتنفيذه من خالل‬
‫وسائل االتصال اإللكترونية‪.‬‬
‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬التوصيات‬
‫‪ -1‬ضرورة إعادة النظر في تحديد مفهوم الكتابة اإللكترونية والتوقيع اإللكترونية‪ ,‬مع تحديد الشروط الالزمة لكل منها‬
‫بشكل واضح وخاص‪.‬‬
‫‪ -2‬ضرورة منح الكتابة واملحررات اإللكترونية والتوقيع اإللكتروني واملحررات حجية في اإلثبات أمام القضاء بمختلف‬
‫أنواعها‪.‬‬
‫‪ -3‬يجب على املشرع عند وضعه للتشريعات أن يراعي تحقيق األمن القانوني بمجموعة من األمور الجوهرية‪ ,‬منها على وجه‬
‫الخصوص إجراء األبحاث والدراسات واملناقشات الكافية قبل وضع التشريعات أو تعديلها‪ ,‬ليكون القانون الجديد‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫مالئما ومطابقا لالحتياجات القائمة ومواكبا للتطور التكنولوجي‪.‬‬
‫قائمة املراجع‬
‫ً‬
‫أوال‪ :‬الكتب‬
‫‪ -‬العربي محمد عياد (‪ :)2012‬الوسيط في عقود اإلذعان دراسة مقارنة‪ ،‬مكتبة دار السالم‪ ،‬الرباط‪،‬‬
‫‪ -‬أحمد إبراهيم حسن (‪" :)2000‬غاية القانون دراسة في فلسفة القانون"‪ ،‬دار املطبوعات الجامعية‪ ،‬االسكندرية‪.‬‬
‫‪ -‬توفيق حسن فرج (‪ :)1991‬النظرية العامة لاللتزام‪ ,‬الدار الجامعية‪ ،‬االسكندرية‪.‬‬
‫‪ -‬حافظ بكور (‪ : )2014‬محاضرات في مادة النظرية العامة لاللتزامات ‪ ،‬املجموعة الرابعة‪ ،‬طبعة‬
‫‪ -‬حازم محمد الشرعة (‪ :)2010‬التقاض ي اإللكتروني و املحاكم اإللكترونية كنظام قضائي معلوماتي عالي التقنية و كفرع‬
‫من فروع القانون بين النظرية والتطبيق‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬عمان‪.‬‬
‫‪ -‬خالد محمود إبراهيم(‪ " :)2007‬التقاض ي اإللكتروني الدعوى اإللكترونية و إجراءاتها أمام املحاكم"‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪،‬‬
‫االسكندرية‪.‬‬

‫‪181‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫‪ -‬زبيدة البلوش ي (‪ : )2020‬مصادر االلتزام في القانون املدني‪ ,‬جامعة سحار‪ ،‬عمان‪ ,‬دار األجيال‪.‬‬
‫‪ -‬سامي بديع منصور (‪ :)1987‬عنصر الثبات وعامل التغير في العقد املدني‪ ،‬دون ذكر الطبعة‪.‬‬
‫‪ -‬سمير عبد السيد تناغو‪ :‬النظرية العامة للقانون‪ ،‬منشأة املعارف‪ ،‬دون تاريخ نشر‪،‬‬
‫‪ -‬شحاتة غريب محمد شلقامي (‪ :)2008‬التعاقد اإللكتروني في التشريعات العربية دراسة مقارنة‪ ،‬دار الجامعية الجديدة‪،‬‬
‫االسكندرية‪.‬‬
‫‪ -‬عبد القادر العرعاري‪ :‬مصادر االلتزام نظرية العقد‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬مطبعة دار االمان‪ ،‬الطبعة السادسة‪.‬‬
‫‪ -‬عبد الرحمن عبد هللا السند (‪ :)2004‬األحكام الفقهية للتعامالت اإللكترونية‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الوراق‪.‬‬
‫‪ -‬عبد الرازق أحمد السنهوري (‪ :)2011‬الوسيط في شرح القانون املدني املصري‪ ،‬نظرية االلتزام بوجه عام‪ ،‬دار نهضة مصر‪.‬‬
‫‪ -‬عبد الرحمن الشرقاوي (‪ :)2019‬القانون املدني‪ ،‬دراسة حديثة للنظرية العامة لاللتزام في ضوء تأثيرها باملفاهيم الجديدة‬
‫للقانون االقتصادي‪ ،‬الجزء االول‪ ،‬مطبعة املعارف الجديدة‪ ،‬الرباط‪ ،‬الطبعة السادسة‪.‬‬
‫‪ -‬عجة الجياللي (‪ :)2009‬مدخل للعلوم القانونية‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬نظرية القانون‪ ،‬برتي‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ -‬عبد هللا عبد الكرمي عبدهللا (‪ :)2018‬أثر التغيرات التكنو‪ -‬قانونية في إبرام العقد‪ :‬دراسة في القانون القطري وبعض‬
‫العقود اإللكترونية النموذجية‪ .‬مجلة كلية القانون الكويتية العاملية‪ ،‬السنة السادسة‪ ،‬العدد ‪ ،3‬العدد التسلسلي ‪ ،23‬ذو‬
‫الحجة ‪ 1439‬هـ ‪/‬محرم ‪ 1440‬هـ‪.‬‬
‫‪ -‬مراد منير فهيم‪ :‬نحو قانون واحد للشركات‪ ،‬تقنين الشركات‪ ،‬دراسة في التشريع الراهن للشركات في القانون املصري و‬
‫الفرنس ي‪ ،‬منشأة املعارف‪ ،‬االسكندرية‪.‬‬
‫‪ -‬معنى كلمة عقد في معجم املعاني الجامع واملعجم الوسيط ‪ -‬معجم عربي ‪ -‬صفحة ‪ 1‬نسخة محفوظة ‪ 17‬مايو ‪ ،2014‬تم‬
‫االطالع ‪2021-10-29‬‬
‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬الرسائل العلمية‬
‫‪ -‬عاشور عثمان وعبد الفتاح فريدة (‪ : )2014‬مبدأ سلطان االرادة بين التأصيل والحداثة ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة املاستر في‬
‫الحقوق تخصص القانون الخاص‪ ،‬جامعة عبد الرحمن ميرة‪.‬‬
‫ً‬
‫ثالثا‪ :‬املقاالت‬
‫‪ -‬ماجد حسين‪ :‬املفهوم القانوني ملبدأ سلطان اإلرادة‪ ،‬والقيود الواردة عليه‪ ،‬مقال اكاديمي بدنيا الوطن‪ ،‬تاريخ النشر ‪-2-6‬‬
‫‪ 2017‬تاريخ االطالع ‪2021-10-30‬‬
‫ً‬
‫رابعا‪ :‬مراجع باللغة الفرنسية‬
‫‪- Voi , J-PAILLUSSEAU, « Le Droit moderne de la personnalité morale », revue Droit‬‬
‫‪civil,Paris, 1993.‬‬
‫‪- Voir, Recha ROROY, « L’avenir du droit : optimisme malgré tous », dans « L’avenir du‬‬
‫‪droit», Mélange en hommage à François TERRE.‬‬
‫ً‬
‫خامسا‪ :‬مراجع باللغة االنجليزية‬
‫‪-United Nations Commission on International Trade Law Working Group IV (Electronic‬‬
‫‪Commerce), Fifty-sixth session, New York, 16–20 April 2018, Issued 13 March 2018,‬‬
‫‪Contractual aspects of cloud computing, Note by the Secretariat:‬‬
‫‪-https://documents-dds-‬‬
‫‪ny.un.org/doc/UNDOC/LTD/V1889/003//PDF/V1800389.pdf?OpenElement‬‬

‫‪182‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫اإلدارة اإللكترونية كخيارإستراتيجي لتحسين الخدمات في الجماعات املحلية‬


‫‪Electronic management as a strategic option to improve services in local communities‬‬
‫د‪.‬ملزري مفيدة‬
‫‪Lemezzri moufida‬‬
‫املركزالجامعي عبد الحفيظ بوالصوف ـ ميلة‬
‫‪Mila‬‬
‫امللخص‪:‬‬
‫في خضم التطورات التكنولوجية التي شهدها عاملنا اليوم‪،‬أصبحت اإلدارة اإللكترونية من االتجاهات الحديثة في اإلدارة‪،‬وذلك الستخدامها‬
‫التقنيات اإللكترونية املتقدمة ذات التأثير الفعال في حياة األفراد‪،‬وهي تمثل إحدى مفاهيم التحول الرقمي الذي يتيح للجميع املعرفة و‬
‫الخدمات في أقل جهد‪،‬وقت و تكلفة ممكنة ‪،‬و الجماعات املحلية في العالم بشكل عام و في البلدان النامية بشكل خاص كغيرها من األنظمة‬
‫شقت طريقها في مجال التكنولوجيا الرقمية محاولة بذلك الرقي بخدماتها املقدمة لألفراد‪،‬لذا هدفنا من خالل هذه الورقة البحثية التعرف‬
‫على مدى مساهمة اإلدارة اإللكترونية في تحسين خدمات الجماعات املحلية في الجزائر‪ ،‬كتحول حتمي من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة‬
‫اإللكترونية‪،‬وذلك من خالل تحليل مجموعة من املفاهيم املتعلقة باملوضوع ‪،‬وأيضا التعرف على أهم أسباب التحول إلى اإلدارة اإللكترونية‬
‫إلبراز أهم الخطوات املتبعة لتطبيق اإلدارة اإللكترونية في الجماعات املحلية ‪،‬و كذا الخوض في املزايا التي منحها اإلدارة للمؤسسات و‬
‫الجماعات املحلية و أهم التحديات التي تواجهها لتحقيق الشفافية و االرتقاء بخدماتها املحلية‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية‪:‬‬
‫اإلدارة اإللكترونية ‪ ،‬إستراتيجية‪ ،‬تحسين الخدمات‪ ،‬الجماعات املحلية‪ ،‬الجزائر‬

‫‪Abstract:‬‬
‫‪In the midst of the technological developments that our world has witnessed today, electronic management has become one‬‬
‫‪of the modern trends in management, due to its use of advanced electronic technologies that have an effective impact on the‬‬
‫‪lives of individuals, and it represents one of the concepts of digital transformation that provides everyone with knowledge‬‬
‫‪and services in the least effort, time and possible cost. And local groups in the world in general and in developing countries in‬‬
‫‪particular, like other systems, made their way in the field of digital technology, trying to improve their services provided to‬‬
‫‪individuals, so our goal through this research paper is to identify the extent to which electronic administration contributes to‬‬
‫‪improving the services of local groups in Algeria. , as an inevitable shift from traditional management to electronic‬‬
‫‪management, by analyzing a set of concepts related to the subject, and also identifying the most important reasons for shifting‬‬
‫‪from electronic management to highlight the most important steps used to implement electronic management in local groups,‬‬
‫‪as well as delving into the advantages granted by the administration to institutions and Local groups and the most important‬‬
‫‪challenges they face to achieve transparency and improve their local services‬‬
‫‪Key words:‬‬
‫‪Electronic management, strategy, improving services for local communities, Algeria‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫إن التغيرات و التطورات التي شهدها العالم منذ مطلع القرن الحالي في شتى املجاالت (االجتماعية‪ ،‬السياسية‪،‬‬
‫االقتصادية‪ ،‬التكنولوجية و العلمية‪...‬الخ) ساهم بإعادة النظر بأسلوب العمل الحكومي و اإلداري بشكل كامل ‪،‬فقد‬
‫أحدثت هذه التطورات و التقنيات التكنولوجية تغييرات كبيرة في عمل جميع املنظمات العامة و الخاصة‪ ،‬فكان البد من‬
‫االستفادة من تلك التقنيات في مجال العمل اإلداري ليظهر مفهوم جديد أو ما يسمى باإلدارة اإللكترونية‪ ،‬حيث أصبح‬

‫‪183‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫التخلص من أسلوب العمل اإلداري التقليدي أمرا حتميا غرضه التغير و التقدم العلمي‪،‬و املطالبة الدائمة إلجراء التحسين‬
‫املستمر بالخدمات واألعمال املقدمة من قبل املنظمات‪ ،‬إضافة لظهور الحاجة للقيام باإلصالح السياس ي و االقتصادي‬
‫واالجتماعي و اإلداري‪ ،‬بهدف مواكبة األحداث و التغيرات في العالم ‪،‬وضمان النمو بجميع املجاالت بما فيها الجماعات‬
‫املحلية ‪،‬والذي يعد ضمن أهم القطاعات في الدولة التي تحرص على رفع جودة خدماته و تحسين كفاءة األعمال فيه‪.‬‬
‫تعمل اإلدارة اإللكترونية على توظيف التكنولوجيا و االهتمام بتعزيز الشفافية و املشاركة من أجل تحسين عمل‬
‫املنظمات الحكومية ‪،‬وبما أن الجماعات املحلية في الجزائر عانت العديد من املشاكل اإلدارة املتجذرة في خضمها‬
‫البيروقراطية و الروتين الوظيفي‪،‬ومظاهر الفساد املختلفة ومن أجل القضاء عليها برمجت الجزائر العديد من اإلصالحات‬
‫في مختلف الجوانب منها ما هو قانوني و سياس ي‪،‬ومنها ماهو إداري واقتصادي ومن بين اإلصالحات التي تم تسليط الضوء‬
‫عليها‪ ،‬هو اإلصالح اإلداري من جانب تطبيق اإلدارة اإللكترونية لتغيير أساليب العمل التقليدية و تحقيق الشفافية و‬
‫االرتقاء بخدامتها املحلية‪.‬‬
‫وبناء على ما سبق نطرح اإلشكالية التالية ‪ :‬هل تبنى الجزائر لإلدارة اإللكترونية في الجماعات املحلية تعتبر‬
‫إستراتيجية فعالة لتحسين العمل اإلداري في الجزائر؟‬
‫ومن خالل هذه اإلشكالية نطرح التساؤالت الفرعية التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬ما املقصود باإلدارة اإللكترونية؟‬
‫‪ -‬ماهية مشروع اإلدارة اإللكترونية في الجزائر؟‬
‫ماهي أهم استخدامات اإلدارة اإللكترونية في الجماعات املحلية؟‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬هل نجحت الجزائر في بعث مشروع اإلدارة اإللكترونية؟‬
‫أهمية البحث ‪:‬‬
‫تنبع أهمية البحث في أهمية املوضوع الذي تتناوله‪،‬حيث أن عصرنة اإلدارة عن طريق تبني اإلدارة اإللكترونية له‬
‫آثار إيجابية سمحت بتحسين كفاءة و فعالية األداء وهذا ما لم تكن تتميز به اإلدارة التقليدية‪.‬‬
‫أهداف الدراسة ‪:‬‬
‫تكمن أهداف الدراسة فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تبيان املفاهيم النظرية لإلدارة اإللكترونية‪.‬‬
‫‪ -‬التعرف على أهداف تبني مشروع اإلدارة اإللكترونية في الجزائر‪.‬‬
‫‪ -‬التعرف على تطبيقات اإلدارة اإللكترونية في الجماعات املحلية في الجزائر‬
‫منهج الدراسة ‪:‬‬
‫من أجل دراسة هذا املوضوع اعتمدنا على املنهج الوصفي و املنهج التحليلي ألنهما األنسب لهذه الدراسة‬
‫أوال ‪:‬مفهوم اإلدارة اإللكترونية‬
‫ثانيا ‪:‬مشروع اإلدارة اإللكترونية في الجزائر‬
‫ثالثا ‪ :‬تطبيقات اإلدارة اإللكترونية في الجماعات املحلية‬
‫أوال ‪:‬مفهوم اإلدارة اإللكترونية‬
‫قبل الحديث عن موضوع البحث محل الدراسة يجب أن نقف عند مفهوم يحتاج لإليضاح وهو اإلدارة اإللكترونية‬
‫والحكومة اإللكترونية ‪ ،‬حيث تعبر عالقة اإلدارة اإللكترونية و الحكومة اإللكترونية عالقة الكل بالجزء ‪،‬وأن اإلدارة‬

‫‪184‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫اإللكترونية هي منظومة متكاملة ‪،‬وفضاء رقمي يحتضن كل األعمال اإللكترونية لألعمال‪،‬والحكومة اإللكترونية للداللة‬
‫على اإلدارة اإللكترونية لإلدارة العامة (خليل‪)2016 ،‬‬

‫الشكل رقم )‪: )1‬عالقة اإلدارة اإللكترونية مع املصطلحات املرادفة‬

‫اإلدارة اإللكترونية‬

‫الحكومة اإللكترونية‬ ‫التجارة اإللكترونية‬ ‫األعمال غير التجارية‬

‫(اإلدارة اإللكترونية)‬

‫املصدر ‪:‬زرزارة العياش ي‪،‬اإلدارة اإللكترونية نظرة جديدة إلدارة املنظمات ‪،‬مجلة الحقيقة ‪،‬العدد ‪،33‬جامعة أحمد‬
‫دراية‪،‬أدرار‪،‬الجزائر‪،2015،‬ص‪154‬‬

‫‪ -1‬تعريف اإلدارة اإللكترونية‬


‫يعتبر مصطلح اإلدارة اإللكترونية من املصطلحات العلمية الحديثة و لذلك و حتى اآلن لم يتم التوصل إلى تعريف‬
‫دقيق لها ‪ ،‬وعليه سيتم ذكر بعض من هذه التعاريف ‪:‬‬
‫‪ -‬عرفت اإلدارة اإللكترونية من طرف البنك الدولي بأنها مفهوم ينطوي على استخدام تكنولوجيا املعلومات‬
‫واالتصال ‪،‬بتغيير الطريقة التي يتفاعل من خاللها املواطنين و املؤسسات التجارية مع الحكومة للسماح‬
‫بمشاركة املواطنين في عملة صنع القرار‪،‬وربط طرق أفضل في الوصول إلى املعلومات و زيادة الشفافية و تقرير‬
‫املجتمع املدني (املهندي‪.))2011 ،‬‬
‫‪ -‬كما عرفت بأنها ‪:‬منهجية إدارية جديدة تقوم على اإلستيعاب و االستخدام الواعي لتقنيات املعلومات و‬
‫االتصاالت في ممارسة الوظائف األساسية لإلدارة في عصر العوملة و التغيير املستمر (املكاوي‪)2011 ،‬‬

‫‪ -‬كما عرفت األمم املتحدة اإلدارة اإللكترونية على أنها ‪:‬استخدام االنترنت إليصال املعلومات و الخدمات‬
‫الحكومية للمواطنين (عبوي‪)2007 ،‬‬

‫‪ -‬كما عرفت أيضا "منظومة عمل إلكترونية تسعى لتحويل العمل اإلداري التقليدي إلى عمل إداري باستخدام‬
‫الكمبيوتر‪ ،‬باالعتماد على النظم املعلوماتية التي تسهم بإتخاد القرارات اإلدارية بوقت قليل و تكاليف‬
‫منخفضة(حامد‪)2015 ،‬‬

‫‪ -‬كما عرفت كذلك‪":‬عملية تحويل العمل اإلداري من الطبيعة الورقية إلى عمل ذو طبيعة إلكترونية من خالل‬
‫استخدام التقنيات املتطورة‪،‬أي اإلدارة بالأوراق‪،‬وبالتالي تطوير البنى اإللكترونية واملعلوماتية داخل‬
‫املنظمة"^^ (العابدين‪)2018 ،‬‬

‫‪185‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫‪ -2‬أهداف اإلدارة اإللكترونية‬


‫اإلدارة اإللكترونية هي الرغبة في زيادة كفاءة وفعالية نشاط املنظمات وذلك عن طريق االنتقال من األساليب‬
‫التقليدية الورقية إلى أساليب حديثة و معاصرة‪،‬تعتمد على تكنولوجيا املعلومات و االتصال قصد تحقيق جملة من‬
‫املكاسب و األهداف نذكر منها ‪:‬‬
‫‪ -‬تكريس الشفافية في األداء و القضاء على البيروقراطية من حيث خفض فرص الفساد اإلداري و التقليل من‬
‫التعقيدات اإلدارية‪.‬‬
‫‪ -‬تحقيق مبدأ العدالة في تقديم الخدمة بنفس الدقة و التكلفة و الجودة و الوقت إلى جانب املساواة في املعاملة‬
‫و التقدير و االحترام‪.‬‬
‫‪ -‬سهولة الوصول إلى الخدمة من خالل شبكات االتصال من أي مكان وفي أي وقت (على مدار ‪ 7‬أيام و ‪24‬ساعة)‪.‬‬
‫‪ -‬تخفيض تكاليف أداء الخدمة مع ميزة السرعة في إنجازها (توفير الجهد و الوقت و النفقات)‪.‬‬
‫‪ -‬ربط القطاع العام بالقطاع الخاص تحت مظلة واحدة بفضل البنية اإللكترونية التي تجمع القطاعين‪،‬‬
‫فالقطاع العام بحاجة للقطاع الخاص ليحصل على حاجياتها من السلع و الخدمات وهذا التواصل بين‬
‫القطاعين يتم بصورة إلكترونية (شبوب‪.)2013 ،‬‬
‫‪ -‬قدرة الحكومة اإللكترونية على توفير خدمات عامة متكاملة إلكترونيا‪.‬‬
‫‪ -‬السرعة في بناء االقتصاد املبني على املعرفة و تكوين مجتمع املعرفة( (صورية‪.))2014 ،‬‬
‫‪ -‬رفع كفاءة األداء الحكومي و اإلعداد لالندماج في النظام العاملي ملواكبة نظم املعلومات الحديثة املتبعة‪.‬‬
‫‪ -‬االرتقاء بثقافة ووعي املواطنين من خالل تشجيعهم على استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة‪.‬‬
‫‪ -‬تحسين أداء املؤسسات الحكومية من خالل مجموعة من اإلجراءات املتمثلة في ‪:‬تخفيض اإلنفاق الحكومي و‬
‫التكاليف املباشرة‪،‬تحقيق التنسيق بين املؤسسات الحكومية‪،‬نقض دورة الوقت‪،‬سهولة الوصول للخدمات‬
‫اإللكترونية من خالل النشر اإللكتروني و هذا يحقق مبدأ الشفافية و العدالة لكل شرائح املجتمع و تعزيز‬
‫الديمقراطية (مصطفى‪. ))2016 ،‬‬
‫‪ -‬التقلص من االعتماد على العمل الورقي و تخفيض تكلفة األعمال اإلدارية (يحياوي‪.)2016 ،‬‬
‫‪ -‬االستخدام األمثل للطاقات البشرية بحيث يصبح من املستطاع توجيه الطاقات البشرية للعمل في مهام و‬
‫أعمال أكثر إنتاجية‪،‬وذلك إذا تم احتواء املعلومات بشكل رقمي( (آدم‪.)2013 ،‬‬
‫‪ -‬وعليه فإنه يمكن القول أن الهدف األساس ي من تطبيقات اإلدارة العامة اإللكترونية هي تحقيق الكفاءة و‬
‫الفعالية في تقديم الخدمات العامة للمستفيدين و االستعمال األمثل للموارد الحكومية املحدودة‪.‬‬
‫‪ -3‬خصائص اإلدارة اإللكترونية‬
‫تمتاز اإلدارة اإللكترونية بمجموعة من املميزات أهمها ‪:‬‬
‫‪ -‬إدارة بال ورق ‪:‬تسعى اإلدارة اإللكترونية إلى التقليل من استخدام العمل الورقي و الكتابي اليدوي‪،‬عن طريق‬
‫االنتقال إلى العمل اإلداري اإللكتروني كاألرشيف اإللكتروني‪ ،‬و البريد اإللكتروني و الرسائل الصوتية‪..‬الخ‬

‫‪186‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫‪ -‬إدارة بال مكان ‪ :‬فهي ليست كاإلدارة التقليدية تقوم في مقار محددة على طالب الخدمة الذهاب إليها الحصول‬
‫على الخدمة التي يريد ‪،‬حيث يتحصل املنتفع من الخدمات من أي مكان كان شرط توفر تقنيات االتصال‬
‫كاالنترنت‪.‬‬
‫‪ -‬إدارة بال زمان ‪ :‬اإلدارة التقليدية تقوم على ساعات عمل محددة عكس اإلدارة اإللكترونية التي تسعى إلى تقديم‬
‫الخدمات على مدار ‪ 24‬ساعة في اليوم‪ ،‬حيث يخصص اليوم بأكمله للخدمة العامة‪.‬‬
‫‪ -‬إدارة بال تنظيمات جامدة وال روتين إداري ‪:‬أي هذه امليزة تعد أساس التحول إلى نظام اإلدارة اإللكترونية ‪،‬‬
‫إذ أن محاربة الروتين و الفساد اإلداري من أهم مبررات وجود اإلدارة اإللكترونية‪،‬وأحد أهم أسباب نجاحها‪،‬‬
‫وذلك لقلة انعدام االحتكاك بين املوظف العام الذي يقتصر دوره على إدخال املعلومات في الغالب‪ ،‬وبين‬
‫املواطن أي طالب الخدمة والذي يخاطب اإلدارة من خالل تقنيات االتصال (الدين‪. )2017 ،‬‬
‫‪ -4‬أسس اإلدارة اإللكترونية‬
‫لإلدارة اإللكترونية أسس و مبادئ ينبغي التعرف عليها عندما يراد تطبيق اإلدارة اإللكترونية وهي ‪:‬‬
‫‪ -1-4‬خلق املناخ التشريعي القانوني‪ :‬املالئم الذي يؤمن بتأسيس اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬ويستلزم ذلك تطوير‬
‫التشريعات الحالية أو صياغة تشريعات و اتخاذ القرارات و حل النزاعات و تأييد الحقوق و ضمانها‪.‬‬
‫‪ -2-4‬االرتقاء بالبنية التحتية اإللكترونية ‪ :‬وذلك من جوانبها املختلفة و التي تشمل ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬البنية املادية ‪ :‬عبر توفير األجهزة للمستخدمين من حواسيب و توفير قواعد منطقية ميسرة لتوثيق البيانات‬
‫و املعلومات و تداولها ‪ ،‬فضال عن شبكة االتصاالت‪،‬كاالنترنت و الشبكات األخرى (حسين س‪ ،.‬دور اإلدارة‬
‫اإللكترونية في تحسين أداء الخدمات اإلدارية ‪.)2014 ،‬‬
‫‪ -‬البنية البشرية ‪ :‬عبر اإلرتقاء بالكفاءات البشرية الالزمة لعملية القيادة اإللكترونية وتنفيذها‪،‬إذ يعد‬
‫اإلستثمار في رأس املال البشري و حسن إعداد الكفاءات حجر الزاوية لضمان الجهود املبذولة لتأسيس‬
‫وترسيخ بنية األعمال اإللكترونية رقمية و متطورة‪،‬هنا يتطلب تعزيز املهارات و الخبرات اإلدارية و التنظيمية‬
‫قبل حصول تقدم يؤدي للدخول إلى مرحلة اإلقتصاد الرقمي‪ ،‬ولذلك تحرص الدول على وضع برامج طموحة‬
‫هدفها تنمية كفاءتها باستمرار‪.‬‬
‫‪ -‬البنية التنظيمية‪ :‬وضع معايير قياس للنظم الفتية لتأمين الخصوصية و السرية للمعامالت املتبادلة بين‬
‫املنظمة واملنظمات األخرى واملتعاملين األخرين‪ ،‬وبين املنظمة و املواطنين الطالبين لخدمات املنظمة والتي‬
‫تتجسد من خالل ‪:‬‬
‫• تأسيس البيئة الثقافية املالئمة من حيث تحديات اللغة و املحافظة على قيم املجتمع‪،‬لخلق القناعة لدى‬
‫األفراد بضرورة املخرجات اإللكترونية في تحسين أداء الخدمات املقدمة لهم( (حسين س‪ ،.‬دور اإلدارة‬
‫اإللكترونية في تحسين أداء الخدمات اإلدارية ‪.)2014 ،‬‬
‫• ضرورة توعية املواطنين و اإلدارات بفوائد و عائدات اإلدارة اإللكترونية‬
‫• وجوب الحفاظ على أمن املعلومات و املعامالت ( (شبوب‪.)2013 ،‬‬
‫• التركيز على النتائج ‪:‬حيث تصب اهتمام الحكومة اإللكترونية (اإلدارة العامة اإللكترونية) على تحويل األفكار‬
‫إلى نتائج مجسدة في أرض الواقع‪ ،‬وان تحقق فوائد للجمهور تتمثل في تخفيف العبء عن املواطنين من حيث‬
‫الجهد و املال و الوقت‪،‬وتوفير خدمة مستمرة على مدار الساعة‪.‬‬

‫‪187‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫• سهولة االستعمال و اإلتاحة للجميع ‪ :‬أي إتاحة تقنيات الحكومة اإللكترونية للجميع في املنازل و العمل و‬
‫املكتبات لكي يتمكن كل مواطن من التواصل‪.‬‬
‫• تخفيض التكاليف ‪ :‬ويعني االستثمار في تكنولوجيا املعلومات ‪ ،‬وتحدد املنافسين على تقديم الخدمات بأسعار‬
‫زهيدة يؤدي إلى تخفيض التكاليف (زادي‪.)2017 ،‬‬
‫‪ -5‬أسباب التحول إلى نظام اإلدارة اإللكترونية‬
‫إن التحول إلى اإلدارة اإللكترونية ليس درب من دروب الرفاهية‪،‬وإنما حتمية تفرضها التغيرات العاملية ‪ ،‬ففكرة‬
‫التكامل و املشاركة و توظيف املعلومات أصبحت أحد محددات النجاح ألي مؤسسة‪،‬وقد فرض التقدم العلمي و التقني و‬
‫املطالبة املستمرة برفع جودة املخرجات و ضمان سالمة العمليات‪ ،‬كلها من األمور التي دعت إلى التطور اإلداري نحو اإلدارة‬
‫اإللكترونية‪،‬ويمثل عامل الوقت أحد أهم مجاالت التنافسية بين املؤسسات ‪ ،‬فلم يعد من املقبول اآلن تأخر تنفيذ‬
‫العمليات بدعوى التحسين و الجودة‪ ،‬و ذلك الرتباط الفرص املتاحة أمام املؤسسات بعنصر التوقيت‪،‬ويمكن تلخيص‬
‫األسباب الداعية للتحول لإلدارة اإللكترونية ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -2-1‬اإلدارة اإللكترونية دعامة قوية إلصالح اإلدارة العمومية‪:‬‬
‫تشكل اإلدارة اإللكترونية أداة فعالة إلصالح الدولة وإدارتها‪ ،‬وكذا تقديم خدمات عمومية ذات جودة عالية ذلك أنها‬
‫تسمح بتحقيق عدة إيجابيات تتعلق بتخفيض تكاليف اإلجراءات و الوثائق الورقية‪،‬تحقيق الربح في اإلنتاجية ‪ ،‬الربح في‬
‫الوقت والجهد‪ ،‬تحسين جودة الخدمات املقدمة والحصول على معلومات موثوقة ‪...‬الخ‪ ،‬وهي تهدف إلى " تسهيل القيام‬
‫باإلجراءات اإلدارية من طرف مستعملي الخدمات باالعتماد على اإلنترنت ‪ ، ،‬توفير أمكنة لتخزين املعلومات اإلدارية على‬
‫الخط‪ ،‬استخدام التوقيع اإللكتروني على الوثائق اإلدارية‪،‬ضمان حماية املعلومات املتنقلة عبر الشبكات بين املواطنين و‬
‫اإلدارات‪ ،‬وكذا بين اإلدارات العمومية‪.‬‬
‫‪ -2-2‬تحقيق الربح في اإلنتاجية‪:‬‬
‫تسمح التكنولوجيا الحديثة بتسيير أحسن للخدمات العمومية‪ ،‬ذلك أن االعتماد على املعلومات قد سمح منذ‬
‫سنوات بتحسين تسيير عدة خدمات عمومية‪ ،‬خاصة تلك التي تعالج امللفات بصفة نظامية ومتكررة كخدمات الضرائب‪،‬‬
‫خدمات تسيير املوظفين أو الخدمات االجتماعية‪ ،‬باإلضافة إلى أتممت بعض املهام أدت إلى تحسين أدائها اإلداري‪ ،‬وبالتالي‬
‫تحقيق اقتصاد في النفقات العمومية‪.‬‬
‫‪-2-3‬اإلدارة اإللكترونية تغييرفي مناهج العمل وإثراء للمهام‬
‫إن إدماج تكنولوجيا املعلومات و االتصاالت في اإلدارات العمومية أو ما يعرف باإلدارة اإللكترونية يؤدي إلى تغيير‬
‫مناهج العمل‪ ،‬و إثراء املهام و اللجوء إلى العمل عن بعد باستخدام الشبكات‪ ،‬وبصفة عامة‪ ،‬تسهيل القيام بالعمل و إعطاء‬
‫قيمة أكبر للمهام ذات الفعالية‪ ،‬كم أن العمل عن بعد يسمح بتخفيف الضغط وطوابير االنتظار في األكشاك‪ ،‬مما ينعكس‬
‫على تحسين شروط العمل و تقديم خدمات بجودة أفضل‪ ،‬بمعنى التغيير في الشبابيك األمامية‪ ،‬من خالل تحسين‬
‫الخدمات املقدمة يؤدي إلى تحويل الشبابيك الخلفية أي التأثير على السير الداخلي لإلدارة‪ ،‬بما في ذلك ترشيد عملية اتخاذ‬
‫القرار باالعتماد على نظم املعلومات و تطبيقاتها‪.‬‬
‫‪ -4 -2‬اإلدارة اإللكترونية تساهم في تحسين كفاءة اإلدارة‬
‫تعد تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت ضرورية إلصالح أنماط عمل اإلدارة العمومية‪ ،‬من حيث تجديد أنظمة‬
‫االستغالل الداخلية واألنظمة املالية‪ ،‬طرق الشراء والبيع و طرق الدفع‪،‬اإلتصاالت الداخلية وتبادل املعلومات‪ ،‬وكذا‬
‫مناهج معالجة وتطبيق البرامج التي من شأنها أن تؤدي إلى كفاءة االستغالل وتحسين األداء بصفة عامة( (كريبط‪.))2017 ،‬‬

‫‪188‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫ثانيا ‪ :‬مشروع اإلدارة اإللكترونية في الجزائر‬


‫في ظل الصعوبات و املشاكل التي أصبحت تعاني منها اإلدارة الجزائرية عملت الحكومة الجزائرية ‪ ،‬على عصرنة و‬
‫تطوير اإلدارة من خالل تبني مشروع اإلدارة اإللكترونية قصد تطوير اإلدارة و تحسين مستوى الخدمات املقدمة وعليه‬
‫سوف نحاول التطرق إلى مشروع اإلدارة اإللكترونية وأهدافه في الجزائر ‪.‬‬
‫‪ -1‬تقديم عام حول مشروع اإلدارة اإللكترونية في الجزائر‪.‬‬
‫يعد مشروع اإلدارة اإللكترونية من املشاريع الكبرى التي أعدتها وزارة البريد و تكنولوجيا اإلعالم و االتصال‪ ،‬بداية من‬
‫عام ‪ 2009‬في إطار تشاورات شملت مؤسسات وإدارات عمومية إضافة إلى متعاملين اقتصاديين و خواص‪ ،‬كما شملت‬
‫الجامعات و مراكز البحث و الجمعيات املهنية التي تنشط في مجال العلوم و تكنولوجيا اإلعالم واالتصال ‪ ،‬ويرمي هذا‬
‫البرنامج الى تعميم استخدام التكنولوجيا الحديثة في كافة القطاعات(املؤسسات‪،‬اإلدارة العمومية‪ ،‬قطاع التربية و التعليم‬
‫‪...‬الخ) ‪،‬بما يساهم في عصرنة اإلدارة العمومية ويجعلها تقدم خدماتها بشكل أفضل و أبسط للمواطنين) (فتيحة‪)2016 ،‬‬
‫‪ -2‬محاور مشروع الجزائراإللكترونية‬
‫يعتمد مشروع الجزائر اإللكترونية على ‪ 13‬محورا رئيسيا و تتلخص هاته املحاور في ‪:‬‬
‫‪ -‬تسريع استخدام تكنولوجيات اإلعالم واالتصال في اإلدارات العمومية ‪ :‬إدخال تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‬
‫وتعزيز استخدامها في اإلدارات العمومية‪ ،‬تحوال كبيرا في أساليب تنظيمها وعملها مما سيجعلها تعيد النظر في‬
‫كيفية سيرها وتنظيمها وتكييف الخدمات املقدمة للمواطنين بشكل أنسب‪.‬‬
‫‪ -‬تسريع استخدام تكنولوجيات اإلعالم واالتصال في الشركات ‪ :‬استخدام تكنولوجيا اإلعالم واالتصال أضحى‬
‫أمرا ضروريا من أجل تحسين األداء ورفع القدرة التنافسية لدى الشركات‪.‬‬
‫‪ -‬تطوير اآلليات واإلجراءات التحفيزية الكفيلة بتمكين املواطنين من االستفادة من تجهيزات وشبكات‬
‫تكنولوجيات اإلعالم واالتصال‪ :‬إعادة بعث عملية "أسرتك " عن طريق توفير حواسيب شخصية وخطوط‬
‫توصيل ذات الدفع السريع مع توفير التكوين ومضامين متميزة لفئات املجتمع‪.‬‬
‫‪ -‬دفع تطوير االقتصاد الرقمي ‪ :‬وذلك من خالل توفير الظروف املالئمة لتثمين الكفاءات العلمية والتقنية‬
‫الوطنية في مجال إنتاج البرمجيات وتوفير خدمات والتجهيز‪.‬‬
‫‪ -‬تعزيز البنية األساسية لالتصاالت ذات الدفق السريع والفائق السرعة‪ :‬من خالل تأهيل البنية التحتية‬
‫الوطنية لالتصاالت‪.‬‬
‫‪ -‬تطوير الكفاءات البشرية عن طريق التكوين والتعليم ‪ :‬من خالل إعادة النظر في برامج التعليم والتكوين‬
‫العالي والتكوين املنهي في مجال تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‪.‬‬
‫‪ -‬تدعيم البحث والتطويرواالبتكار‪ :‬االبتكار هو الذي يضمن تطوير املنتجات والخدمات ذات القيمة املضافة‬
‫مجال تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‪.‬‬
‫‪ -‬ضبط مستوى اإلطارالقانوني الوطني تماشيا مع املمارسات الدولية ومتطلبات مجتمع املعلومات‪ :‬البد من‬
‫ضبط مستوى اإلطار القانوني تماشيا مع املمارسات الدولية ومتطلبات مجتمع املعلومات‪.‬‬
‫‪ -‬اإلعالم واالتصال من خالل إعداد وتنفيذ مخطط اتصال حول مجتمع املعلومات في الجزائر‪.‬‬
‫‪ -‬تثمين التعاون الدولي ‪ :‬من خالل إقامة شراكات إستراتيجية بهدف تملك التكنولوجيات واملهارات‪.‬‬

‫‪189‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫‪ -‬آليات التقييم واملتابعة و ذلك من خالل إعداد قائمة مؤشرات مالئمة‪.‬‬


‫‪ -‬إجراءات تنظيمية من خالل تدعيم االنسجام والتنسيق وطنيا بين القطاعات‪( .‬أيوب‪)2019 ،‬‬
‫‪ -‬املوارد املالية‪ :‬يستلزم تنفيذ إستراتيجية الجزائر اإللكترونية موارد مالية معتبرة‪ ،‬لذلك فإن برنامج الجزائر‬
‫اإللكترونية يستلزم ميزانية إستراتيجية وفق املراحل التنفيذية املرتقبة‪.‬‬
‫‪ -3‬أهداف مشروع الجزائراإللكترونية‬
‫هدفت السلطات الحكومية من وراء وضع مشروع الجزائر اإللكترونية إلى تحقيق جملة من األهداف يمكن إجمالها‬
‫في اآلتي ‪:‬‬
‫‪ -‬تحسين فعالية تدخل الدولة فيما يتعلق بالتكفل بانشغاالت املواطنين‪ ،‬ووضع قيد العمل السياسة الوطنية‬
‫للتنمية االقتصادية واالجتماعية من أجل مواجهة األزمات‪.‬‬
‫‪ -‬تبسيط وتخفيف اإلجراءات اإلدارية وتحسين نوعية الخدمات املقدمة للمواطنين في مختلف مجاالت الحياة‪.‬‬
‫‪ -‬مكافحة البيروقراطية التي تشكل كبحا للتنمية‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد مبادئ العدالة االجتماعية واملساواة‪.‬‬
‫‪ -‬تحقيق السياسة الوطنية الجوارية عن طريق تقريب اإلدارة من املواطن‪.‬‬
‫‪ -‬حماية املجتمع من آفة الجريمة املنظمة‪ ،‬وباألخص الجريمة املنظمة العابرة للحدود‪ ،‬وكذا ظاهرة اإلرهاب‬
‫والتي تستعمل غالبا تزوير وتقليد وثائق الهوية والسفر كوسيلة النتشارها‪.‬‬
‫وعليه فإن مشروع الجزائر اإللكترونية يتمحور حول هدف أساس ي‪ ،‬وهو عصرنة اإلدارة العمومية وتقريبها من‬
‫املواطن من خالل االستثمار في تقنيات املعلومات واالتصال وإدخالها في كل مؤسسات الدولة‪ ،‬بشكل يجعل إجراء املعامالت‬
‫ومنح خدمات أكثر سرعة و سهولة وأقل تكلفة‪ ،‬وأكثر فعالية‪( .‬هدار‪)2017 ،‬‬

‫ثالثا ‪ :‬تطبيقات اإلدارة اإللكترونية في الجماعات املحلية‬


‫يعد قطاع الجماعات املحلية من بين أهم القطاعات التي تسير بخطى ثابتة نحو تكريس معالم اإلدارة اإللكترونية‬
‫‪ ،‬وقبل إبراز مختلف تطبيقات اإلدارة اإللكترونية املعتمدة على هذا القطاع البد من تعريف الجماعات املحلية حيث عرفت‬
‫بأنها‪ ":‬بمثابة الهيئات األساسية للتنظيم اإلداري في الدولة ‪ ،‬و الهدف من وجودها هو إشباع الحاجات العامة‪،‬التي في‬
‫الغالب يعجز أو يمتنع القطاع الخاص عن تلبيتها لقلة مرد وديتها أو طول أجالها‪،‬بغاية التجسيد األمثل لألهداف‬
‫الالمركزية‪،‬أوكلت لها جملة من الصالحيات ‪،‬تأخد بعين االعتبار امتداد و أتساع املهام املركزية على املحلية من جهة ‪،‬وتزايد‬
‫حجم الحاجات العامة املحلية من جهة أخرى‪،‬وفي الغالب يعتبر عنصر التنمية املحلية أهم هذه الصالحيات (مصطفى‪)2010 ،،‬‬

‫كما يمكن تعريفها بأنها ‪ :‬الهيئات اإلقليمية املعترف بها قانونيا و املخول لها إدارة و تسيير املرافق املحلية و‬
‫العامة‪،‬من خالل توزيع السلطة في ظل الالمركزية أي في ظل األساليب الحديثة التي تهدف إلى توزيع الوظائف اإلدارية بين‬
‫السلطات املركزية في الدولة‪،‬وبين الهيئات اإلدارية املنتخبة على أساس إقليمي لتباشر ما يعهد إليها تحت رقابة السلطات‬
‫املركزية (بوريش‪)2021 ،‬‬

‫‪ -1‬استخدامات اإلدارة اإللكترونية في الجماعات املحلية‪.‬‬


‫يعد قطاع الجماعات املحلية من بين أهم القطاعات التي تسير بخطى ثابتة نحو تكريس معالم اإلدارة اإللكترونية‪،‬‬
‫وسنحاول إبراز مختلف تطبيقات اإلدارة اإللكترونية املعتمدة لدى هذا القطاع‪:‬‬

‫‪190‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫‪-1‬مشروع رقمنة مصلحة الحالة املدنية‪:‬‬


‫ويتمثل في إنشاء تطبيق على الويب يسمح بإدخال البيانات الخاصة باملواطن الجزائري‪ ،‬من عقود ووثائق الحالة‬
‫املدنية على قاعدة بيانات متطورة متواجدة على أجهزة رئيسية وحفظها‪ ،‬ليتم استرجاعها الحقا سواء بهدف الحصول على‬
‫معلومات دقيقة بواسطة بحث يجريه موظف البلدية‪ ،‬أو من أجل تمكين ضابط الحالة املدنية من عرض نسخ إلكترونية‬
‫على شبكة اإلنترنت‪ ،‬لوثائق وعقود الحالة املدنية الخاصة‬
‫باملواطن ليتمكن من حفظها أو طباعتها‪ ،‬وكانت أول بلدية طبق فيها مشروع رقمنة مصلحة الحالة املدنية في والية‬
‫باتنة ‪،‬بتاريخ ‪ 04‬مارس ‪ ،2010‬وأصدرت أول شهادة ميالد بيومترية رقم ‪ 12‬في بضع ثوان على مستوى شباك اإللكتروني‪،‬‬
‫وهي تقنية تجسد أيضا إمكانية إعداد و تسليم الوثائق على مستوى فروع البلدية الواحدة دون أن يضطر املواطن التنقل‬
‫و السفر للمركز الرئيس ي للحالة املدنية‪ ،‬وتستطيع أيضا إصدار في نفس الظروف شهادات الزواج والوفاة‪.‬‬
‫ولقد تم تعميم استخراجه على مستوى بلديات القطر الوطني بداية ‪ ، 2014‬إذ يتسنى للمواطنين القاطنين في‬
‫بلدیات غير البلديات املولودين بها استخراج شهادة امليالد الخاصة بهم من أي بلدية أخرى‪.‬‬
‫لقد عمد قطاع الداخلية مؤخرا إلى رقمنة جميع وثائق الحالة املدنية‪ ،‬من خالل إعداد ما يسمى بالسجل الوطني‬
‫الرقمي للحالة املدنية‪ ،‬وهذا من خالل إصدار املرسوم التنفيذي ‪ ،)2015 ،315/15( 315/15‬حيث من خالل هذا السجل يتم‬
‫القضاء على البيروقراطية وارتقاء بمستوى الخدمة العمومية املحلية‪ ،‬حيث عمدت وزارة الداخلية إلى إعداد ما يسمى‬
‫بشبكة اإلنترنت التي تربط بينها وبين الجماعات املحلية و بين هذه األخيرة فيما بينها‪.‬‬
‫‪ -2‬مشروع جوازالسفر وبطاقة التعريف البيومتريين‪:‬‬
‫في إطار تنظيم العمل بجواز السفر البيومتري‪ ،‬كذلك بطاقة التعريف البيومترية‪ ،‬أصدرت وزارة الداخلية ممثلة‬
‫في شخص الوزير عدة قرارات نذكر من بينها‪:‬‬
‫‪-‬قرار مؤرخ في ‪ 17‬أكتوبر ‪ ،2010‬يحدد املواصفات التقنية ملستخرج عقد امليالد الخاص باستصدار بطاقة‬
‫التعريف الوطنية وجواز السفر البيومتري‪.‬‬
‫‪-‬قرار مؤرخ ‪ 26‬ديسمبر ‪ 2012‬يحدد تاريخ بداية تداول جواز السفر الوطني البيومتري اإللكتروني‪.‬‬
‫أما من الناحية التطبيقية‪ ،‬فقد أعلنت وزارة الداخلية و الجماعات املحلية في ‪ 28‬ديسمبر ‪ 2010‬عن إطالق املرحلة‬
‫األولى بإصدار جواز السفر البيومتري اإللكتروني‪ ،‬بداية من ‪12‬جانفي على مستوى ‪ 45‬دائرة بعواصم الواليات باملقاطعة‬
‫اإلدارية لحسين داي بالجزائر العاصمة‪ ،‬وأضاف ذات املصدر أن هذه الدوائر تم تعينها كمواقع نموذجية للشروع في هذه‬
‫العملية التي ستعمم تدريجيا على جميع املقاطعات‬
‫والدوائر‪ ،‬ويهدف مشروع جواز السفر وبطاقة التعريف البيومتريين إلى عصرنة وثائق الهوية و السفر‪،‬حيث‬
‫ستكون بطاقة التعريف الوطنية البيومترية و اإللكترونية وثيقة مؤمنة تماما ذات شكل أكثر مرونة تضمن للمواطنين‬
‫القيام بمختلف اإلجراءات اليومية (آخرون‪.)2016 ،‬‬
‫وفي ما يخص جواز السفر اإللكتروني البيومتري‪ ،‬وهو وثيقة هوية سفر مؤمنة قابلة للقراءة أليا‪ ،‬و يكون مطابقا‬
‫ملعايير املمالة من طرف املنظمة الدولية للطيران املدني‪ ،‬ومن جهتها أصدرت وزارة الداخلية و الجماعات املحلية في العدد‬
‫‪ 01‬من الجريدة الرسمية لسنة ‪ ،2012‬قرار وقعه الوزير يضبط قائمة الوثائق الخاصة بملف بطاقة التعريف الوطنية‬
‫وجواز السفر البيومتريين‪ ،‬والجديد فيه أنه باإلمكان تحميل االستمارة من موقع وزارة الداخلية على شبكة اإلنترنت‪،‬‬
‫وإرسالها عن طريق البريد اإللكتروني في خطوة مهمة لتجسيد مشروع الجزائر اإللكترونية‪ ،‬وتعميم استعمال الوسائط‬
‫اإللكترونية في املعامالت اإلدارية (قرار‪)2012 ،‬‬

‫‪191‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫‪ -3‬التسجيل اإللكتروني للحج‬


‫شرعت وزارة الداخلية والجماعات املحلية في عملية التسجيل اإللكتروني للحج سنة ‪ ،2016‬وذلك عبر كافة بلديات‬
‫الوطن وساهم هذا اإلجراء في تخفيف العبء على املواطنين في التنقل واستخراج الوثائق و االنتظار لدى شباك البلدية‪.‬‬
‫‪ -4‬مشروع البطاقة الرمادية ورخصة السياقة اإللكترونية‬
‫يتم حاليا دراسة املشروع الخاص بترقيم وإلعادة ترقيم املركبات‪ ،‬والحصول على البطاقة الرمادية إلكترونيا لتجنب‬
‫الغش املتزايد في ترقيم املركبة و تزوير خصوصياتها‪ ،‬كما تسعى وزارة الداخلية و الجماعات املحلية إلى استحداث رخصة‬
‫السياقة اإللكترونية لتصبح أكثر مالئمة وسهولة على ما هي عليه اآلن‪.‬‬
‫كما وضعت الجماعات املحلية خطوة أولى في تاريخ العصرنة بافتتاح أول بلدية إلكترونية بالجزائر‪ ،‬واملرتكزة أساسا‬
‫على تكنولوجيات الحديثة لإلعالم و االتصال‪ ،‬دلك باملقر الفرعي اإلداري بحي ‪ 500‬مسكن بباتنة ليتم تعميمها بعد ذلك‬
‫بمختلف البلديات‪ ،‬حيث تساعد هذه البلديات وفق هذا املنهج بتخفيف‬
‫العبء عن املواطن من خالل استخراجه ملختلف الوثائق ( الزواج‪ ،‬الطالق‪ ،‬اإلقامة‪ ،‬الوفاة‪ ،‬الشهادة العائلية)‬
‫دون اإلنتقال إلى البلدية‪ ،‬مما يقرب مفهوم تقريب اإلدارة من املواطنين والتي هي أساس بناء االدارة اإللكترونية‪ ،‬هذا زيادة‬
‫على إنشاء بوابة املواطن اإللكترونية التي تضم كافة الخدمات اإلدارية املوجهة للمواطنين‪.‬‬
‫وفي نهاية ‪ 2014‬وبداية ‪ 2015‬تميز مشروع اإلدارة اإللكترونية في الجماعات املحلية بجملة من املميزات تمثلت‬
‫خصوصا في تخفيض آجال منح جواز السفر البيومتري‪ ،‬وبطاقة التعريف الوطنية إلى جانب استحداث واليات منتدبة‬
‫بالجنوب‪ ،‬وتمثلت هذه التدابير في صدور املرسوم التنفيذي ‪ 204-15‬في جويلية ‪( (2015‬التنفيذي‪، )2015 ،15/204‬يتضمن إعفاء‬
‫املواطن من تقديم وثائق الحالة املدنية املتوفرة بالسجل اآللي للحالة املدنية‪ ،‬قصد التخفيف من حجم امللفات و اإلجراءات‬
‫اإلدارية (فتيحة‪)2016 ،‬‬
‫ثالثا‪ :‬اآلثاراملترتبة عن تطبيق اإلدارة اإللكترونية داخل الجماعات املحلية على اإلدارة والخدمة‬
‫مما الشك فيه أن االنتقال من إدارة محلية تقليدية تعتمد في أداء عملها و في تقديم خدماتها بطرق تقليدية إلى إدارة‬
‫محلية إلكترونية‪ ،‬له األثر الكبير على نوعية الخدمة املحلية وكميتها وكيفية أداء وظائفها وعليه من أهم اآلثار املترتبة عن‬
‫تطبيق اإلدارة اإللكترونية مايلي‪:‬‬
‫‪-1‬اآلثاراملتعلقة باملمارسة ‪ :‬وتتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫‪-1-1‬من حيث الدقة و التكاليف‪:‬إن اإلدارة اإللكترونية كآلية عصرية في عمليات التطوير اإلداري و التغيير‬
‫التنظيمي‪ ،‬تمثل منعرجا حاسما في شكل املهام و األنشطة اإلدارية التقليدية و تنطوي على مزايا أهمها‪ :‬املعالجة الفورية‬
‫للطلبات‪ ،‬والدقة و الوضوح التام في إنجاز املعامالت هذا من ناحية الدقة‪ ،‬أما من ناحية التكاليف فإذا كانت اإلدارة‬
‫اإللكترونية في البداية تحتاج ملشاريع مالية معتبرة بهدف دفع عملية التحول‪ ،‬فإن انتهاج نموذج اإلدارة اإللكترونية سيوفر‬
‫الجهد والوقت واملال‪.‬‬
‫‪ -1-2‬من حيث تبسيط اإلجراءات و تحقيق الشفافية‪ :‬أمام الحاجة لتحديث و العصرنة اإلدارية عملت وزارة‬
‫الداخلية و الجماعات املحلية على إدخال تكنولوجيا املعلومات داخل مصالحها‪ ،‬و حرصت على استخدامها االستخدام‬
‫األمثل ملا لها من إمكانيات وقدرات في تلبية حاجات املواطنين بشكل مبسط وسريع‪.‬‬
‫إن وجود الشفافية داخل املنظمات اإللكترونية تعني في مجملها عن وجود الرقابة اإللكترونية‪ ،‬التي تضمن‬
‫املحاسبة الدورية على كل ما يقدم من خدمات‪ ،‬كما تقلل اإلدارة اإللكترونية من معوقات اتخاذ القرارات وهذا عن طريق‬
‫توفير قاعدة البيانات وربطها بمراكز اتخاذ القرارات و توظيف تكنولوجيا املعلومات‪ ،‬لدعم و بناء ثقافة مؤسسية إيجابية‬
‫لدى كافة العاملين (املجيد‪.)2018 ،‬‬

‫‪192‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫كما يضفي تطبيق اإلدارة اإللكترونية مرونة على التنظيم اإلداري‪ ،‬و يوفر الخدمات بشكل مباشر كما تسمح‬
‫برقمنة جميع الوثائق و تسهيل الحصول على الخدمة املطلوبة‪.‬‬
‫‪ 2‬اآلثاراملترتبة في مختلف املجاالت ‪:‬ويمكن حصرها فيما يلي‪:‬‬
‫‪-2-1‬أثار سياسية و اجتماعية ‪ :‬تتمثل هذه اآلثار في مجمل االنعكاسات املتوقع حدوثها نتيجة الستخدام أساليب‬
‫اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬من خالل ضمان اإلدارة اإللكترونية فرصا متكافئة لكافة املعنيين بخدماتها من حيث إتاحة املعلومات‬
‫أو تقديم الخدمات الفعلية‪ ،‬إضافة إلى كونها تضمن مبدأ املشاركة في الحياة السياسية من قبل كافة املواطنين‪ ،‬كما طرحت‬
‫أسئلة كثيرة حول أمن املعلومات الشخصية واملؤسسية عند التحدث على مختلف نتائج اإلدارة اإللكترونية‪.‬‬
‫‪-2-2‬أثاراقتصادية ومالية‪ :‬إن توسيع قاعدة املستخدمين لشبكات املعلومات و الخدمات قد يساعد في خفض تكلفتها‬
‫الثابتة على املدى البعيد‪ ،‬وتحتاج لدعم من ال يملكون املهارات‪ ،‬التعليم ‪ ،‬الثقافة و املال الالزم لشراء الخدمات‬
‫اإللكترونية‪ ،‬وبذلك تكون التكلفة عالية على املدى القصير‪ ،‬باإلضافة لشراء التكنولوجيا و أمن املعلومات واستكمال‬
‫البنية التحتية ‪ ،‬وبالتالي فإن املسؤولية االجتماعية للدولة تتطلب املساعدة في سد هذه الثغرة‪.‬‬
‫‪ -2-3‬أثار إدارية وتنظيمية‪ :‬وتشمل هذه اآلثار تغيرات جذرية في مفاهيم اإلدارة ونظرياتها أي البعد األكاديمي‪ ،‬كما‬
‫تشمل تغيرات كبيرة في الجوانب الهيكلية‪ ،‬التنظيمي ‪ ،‬البشرية ‪ ،‬اإلجرائية و التشريعية أي البعد العملي لإلدارة‪ ،‬وهذا‬
‫يتضمن إعادة هيكلة مؤسسات القطاع الحكومي‪ ،‬من إلغاء ودمج وإنشاء بما يكفل تفعيال للتوجه نحو إدارة الكترونية‬
‫تتميز بالكفاءة ‪ ،‬سرعة االستجابة واملشاركة واملسؤولية (القادر‪. )2018 ،‬‬
‫خاتمة‬
‫أدرك القائمون على البرامج الحكومية أهمية التغيرات املستمرة على تكنولوجيا اإلعالم و االتصال‪،‬ولم يعد لدى‬
‫وزارة الداخلية و الجماعات املحلية في الجزائر خيار آخر إال التفكير جديا في تطبيق اإلدارة اإللكترونية كقناة خدمات‬
‫عامة يستخدمها الجميع في أي وقت و في أي مكان ‪ ،‬وهو ما سيوفر عليها الكثير من الوقت و الجهد و املال و متاعب انتقال‬
‫املواطنين إلى املكاتب الحكومية‪،‬و االنتظار في طوابير إلنهاء إجراء روتيني ملعاملة ما‪.‬‬
‫وقد خلصت دراستنا إلى مجموعة من النتائج نذكر منها ‪:‬‬
‫‪ -1‬أصبح التوجه نحو إرساء دعائم اإلدارة اإللكترونية في املنظمات بصفة عامة‪ ،‬والجماعات املحلية بصفة خاصة‬
‫حتمية‪ ،‬وذلك في ظل مختلف التطورات التكنولوجية التي أصبحت تشاهدها بيئة األعمال املعاصرة نظرا لعالقتها‬
‫الكثيفة و املتبادلة مع املواطنين ‪.‬‬
‫‪ -2‬مشروع الجزائر اإللكتروني يتمحور حول هدف أساس ي و رئيس ي ‪،‬وهو عصرنة اإلدارة العمومية وتقريبها من‬
‫املواطن من خالل االستثمار في تكنولوجيات املعلومات واالتصال و إدخالها في كل مؤسسات الدولة بشكل يجعل‬
‫من إجراء املعامالت و الخدمات أكثر سرعة وسهولة واقل تكلفة و أكثر فعالية‪.‬‬
‫‪ -3‬اإلدارة اإللكترونية هي أسلوب حديث يسمح باالنتقال من اإلدارة التقليدية الورقية إلى إدارة عصرية‪ ،‬تهدف إلى‬
‫تقديم أحسن الخدمات و التخلص من حدة البيروقراطية و الفساد اإلداري‪.‬‬
‫‪ -4‬يعتبر مشروع اإلدارة اإللكترونية بمثابة إستراتيجية وطنية شاملة و متكاملة لتأطير وتحسين السياسة الوطنية‬
‫لتكنولوجيا اإلعالم و االتصال التي تشكل إحدى القنوات لتنفيذ االتجاهات الكبرى لسياسة الوطنية التنموية‪.‬‬
‫وفي األخير نصل إلى تقديم التوصيات التالية ‪:‬‬
‫‪ -1‬محاولة إيجاد حلول للعوائق و التحديات التي تواجه منظومة الجماعات املحلية من أجل تسهيل‪،‬وتسريع‬
‫نجاح البرامج اإلصالحية‪.‬‬

‫‪193‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫‪ -2‬استقطاب الكفاءات البشرية املتميزة في مجال اإلدارة اإللكترونية من أجل تسخيرها لتطوير اإلدارة‬
‫اإللكترونية في الجماعات املحلية‬
‫‪ -3‬دراسة التجارب الناجحة للدول ‪،‬التي سبقت في هذا املجال بغية تبادل الخبرات و لربح الوقت و االستفادة‬
‫منهم في هذا املجال‪.‬‬
‫قائمة املراجع‬
‫أوال ‪:‬الكتب‬
‫زيد منير عبوي‪،‬اإلدارة و اتجاهاتها املعاصرة ‪،‬ط‪،1‬دار دجلة‪،‬األردن‪.2007،‬‬ ‫‪-1‬‬
‫سوسن زهير املهندي ‪:‬تكنولوجيا الحكومة اإللكترونية‪ ،‬ط‪،1‬دار أسامة للنشر والتوزيع‪،‬األردن‪.2011،‬‬ ‫‪-2‬‬
‫طالل بن عبد هللا‪،‬حسين شريف‪،‬الحكومة اإللكترونية ثورة القرن الحادي والعشرون في تطوير اإلدارة‬ ‫‪-3‬‬
‫العامة‪-‬تجربة اململكة العربية السعودية‪،‬املكتب الجامعي الحديث‪،‬القاهرة‪،‬مصر‪.2010،‬‬
‫فداء حامد‪،‬اإلدارة اإللكترونية‪،‬األسس النظرية والتطبيقية‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الكندي للطباعة‬ ‫‪-4‬‬
‫والنشر‪،‬عمان‪،‬األردن‪.‬‬
‫محمد محمود املكاوي ‪:‬اإلدارة اإللكترونية‪،‬دار الفكر و القانون‪،‬بدون بلد نشر‪.2011،‬‬ ‫‪-5‬‬
‫ثانيا ‪:‬املقاالت‬
‫إلهام يحياوي‪،‬الحكومة اإللكترونية في الجزائر بين الواقع و التحديات‪،‬مجلة العلوم االقتصادية و علوم‬ ‫‪-1‬‬
‫التسيير‪،‬العدد‪،16‬جامعة فرحات عباس سطيف‪ ،‬الجزائر‪.2016،‬‬
‫احمد باي ‪،‬رانية هدار‪،‬دور اإلدارة اإللكترونية في ترشيد الخدمة العمومية في الجزائر‪،‬مجلة الباحث‬ ‫‪-2‬‬
‫للدراسات األكاديمية‪،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية ‪،‬العدد‪،11‬جامعة باتنة‪.1،2017‬‬
‫إلياس شاهد وأخرون‪ ،‬تقييم تجربة الحكومة اإللكترونية في الجزائر‪ ،‬املجلة الجزائرية للدراسات‬ ‫‪-3‬‬
‫املحاسبية واملالية‪ ،‬عدد‪.2016 ،03‬‬
‫بن شعيب نصر الدين ‪،‬شريف مصطفى‪،‬الخدمات اإلقليمية ومفارقات التنمية املحلية في الجزائر‪،‬مجلة‬ ‫‪-4‬‬
‫الباحث‪،‬العدد‪، 10‬جامعة تلمسان‪.2010،‬‬
‫زعيبط نور الدين‪ ،‬بن عزيزة صورية‪ ،‬إرساء قواعد الحكومة اإللكترونية ‪ ،‬اململكة العربية السعودية‬ ‫‪-5‬‬
‫نموذجا‪،‬مجلة الباحث االقتصادي‪،‬العدد ‪، 02‬جامعة ‪ 20‬أوت ‪، 1955‬سكيكدة ‪،‬الجزائر‪.2014،‬‬
‫سعيد جوي‪ ،‬رياض بوريش‪،‬أثر تطبيق اإلدارة اإللكترونية داخل الجماعات املحلية على نوعية الخدمات‬ ‫‪-6‬‬
‫املحلية‪،‬مجلة جامعة األمير عبد القادر للعلوم اإلسالمية‪،‬املجلد ‪،35‬العدد‪،1‬جوان ‪،2021‬قسنطينة‪،‬‬
‫الجزائر‪.‬‬
‫سليمة بن حسين‪،‬دور اإلدارة اإللكترونية في تحسين أداء الخدمات اإلدارية‪،‬مجلة الجزائر لألمن و‬ ‫‪-7‬‬
‫التنمية‪،‬العدد‪،07‬جامعة الجزائر ‪.3،2014‬‬
‫صفية زادي‪،‬تأثير اإلدارة اإللكترونية على اإلدارة التقليدية ‪،‬مجلة تاريخ العلوم‪،‬العدد ‪ ، 8‬جامعة زيان‬ ‫‪-8‬‬
‫عاشور‪،‬الجلفة‪،‬الجزائر‪.2017،‬‬
‫فرطاس فتيحة‪ ،‬عصرنة اإلدارة العمومية في الجزائر من خالل تطبيق اإلدارية اإللكترونية ودورها في‬ ‫‪-9‬‬
‫تحسين خدمة املوطن‪ ،‬مجلة اإلقتصاد الجديد‪ ،‬املجلد ‪ ،02‬العدد ‪.15،2016‬‬
‫لعوج مجاهد نسيمة‪ ،‬طويطي مصطفى‪،‬إستراتيجية إقامة الحكومة اإللكترونية""املحاول‬ ‫‪-10‬‬
‫الجزائرية"‪،‬مجلة ميالف للبحوث و الدراسات‪،‬عدد‪،03‬املركز الجامعي ميلة‪،‬الجزائر‪2016،‬‬

‫‪194‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫الوافي رابح‪،‬شريط صالح الدين‪،‬استخدام اإلدارة اإللكترونية في الجماعات املحلية بين الواقع و‬ ‫‪-11‬‬
‫املأمول‪،‬مجلة املعارف‪،‬العدد ‪،23‬ديسمبر ‪،2017‬جامعة البويرة‪.‬‬
‫ناصف محمد‪ ،‬قداوي عبد القادر‪،‬أهمية االنتقال من اإلدارة املحلية التقليدية إلى اإلدارة املحلية‬ ‫‪-12‬‬
‫االلكترونية‪ ،‬مجلة الشعاع للدراسات االقتصادية ‪،‬العدد‪،1‬مارس ‪.2018‬‬
‫نوفيل حديد ‪،‬حنان كريبط‪،‬الخدمات العمومية في ضوء تطبيق اإلدارة اإللكترونية‪-،‬دراسة تقييمية‬ ‫‪-13‬‬
‫للخدمات اإللكترونية نموذج وزارة الداخلية و الجماعات املحلية‪-‬مجلة املؤسسة‪،‬العدد‪،6‬جامعة‬
‫الجزائر‪.2017، 3‬‬
‫نور الدين شنوفي‪،‬موالي خليل‪،‬االتجاه نحو إرساء الحكومة اإللكترونية في الجزائر‪،‬اإلستراتيجية و‬ ‫‪-14‬‬
‫املعوقات‪،‬تجربة قطاع الضمان االجتماعي‪،‬مجلة اإلستراتيجية و التنمية ‪،‬العدد‪،10‬جامعة عبد الحميد‬
‫ابن باديس‪،‬مستغانم‪،‬الجزائر‪.2016،‬‬
‫ثالثا ‪ :‬الرسائل الجامعية‬
‫درويش محمد زين العابدين‪،‬دور الحكومة اإللكترونية في النهوض باالقتصاد الوطني الجزائري ‪-2008‬‬ ‫‪-1‬‬
‫‪،2016‬رسالة ماجستير كلية االقتصاد والعلوم التجارية و اإلدارية‪،‬جامعة عبد الحميد ابن‬
‫باديس‪،‬مستغانم‪،‬الجزائر‪.2018،‬‬
‫نصيرة شبوب‪،‬اإلدارة البنكية اإللكترونية في الجزائر ‪-‬دراسة ميدانية حول أنظمة النقد اآللي ‪-‬رسالة‬ ‫‪-2‬‬
‫ماجستير في علوم اإلعالم واالتصال ‪ ،‬تخصص مجتمع املعلومات كلية العلوم السياسية‪،‬قسم علوم اإلعالم‬
‫و االتصال‪،‬جامعة الجزائر ‪.2013‬‬
‫رابعا ‪ :‬النصوص القانونية‬
‫املرسوم التنفيذي ‪ 315/15‬املؤرخ في ‪ 10‬ديسمبر ‪ 2015‬املتعلق بإصدار و نسخ وثاىق الحالة املدنية بطريقة‬ ‫‪-1‬‬
‫إلكترونية ‪ ،‬ج ر‪،‬العدد‪، 68‬صادر ‪ 23‬ديسمبر ‪.2015‬‬
‫املرسوم التنفيذي‪ 15/204‬املؤرخ ‪ 27‬جويلية ‪ 2015‬يتضمن إعفاء املواطن من تقديم وثائق الحالة املدنية‬ ‫‪-2‬‬
‫املتوفرة ضمن السجل اآللي للحالة املدنية‪ ،‬ج ر‪ ،‬عدد‪ ،41‬صادر ‪ 29‬جويلية ‪.2015‬‬
‫‪ -‬قرار مؤرخ ‪ 26‬ديسمبر ‪ 2011‬يحدد املواصفات التقنية لجواز السفر البيومتري اإللكتروني‪،‬ج ر‪،‬عدد‪01‬‬ ‫‪-3‬‬
‫‪،‬صادر ‪ 14‬جانفي ‪. 2012‬‬

‫‪195‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
)‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول‬ 2022

‫توسيع نطاق الرقمنة االلكترونية في إدارة القطاعين العام والخاص في التشريع الجزائري‬
Expanding the scope of electronic digitization in the management of the public and
private sectors in the Algerian legislation
‫فر اقة رمضان‬
Fraga ramdane
‫ الجزائر‬/‫ قاملة‬1945 ‫ ماي‬08 ‫ جامعة‬،‫دكتوراه‬
D., University of May 08, 1945, Guelma, Algeria
‫رقطي منيرة‬
Rogti mounira
‫ الجزائر‬/‫ قاملة‬1945 ‫ ماي‬08 ‫ جامعة‬،‫دكتوراه‬
D., University of May 08, 1945, Guelma, Algeria
:‫امللخص‬
‫ حيث أدخلت مصطلحات جديدة في‬،‫عرف العالم املعاصر العديد من التطورات والتغيرات أدت إلى تغيير في خريطة حياة البشرية‬
‫ وظهور التجهيزات الحديثة والدقيقة التي تعتمد‬،‫حياتنا وذلك بسبب التطور التكنولوجي الكبير واملتنامي واملتسارع في مختلف مناحي الحياة‬
‫ األمر الذي أدى إلى انفجار هائل في مجال‬،‫ فأصبحنا نعيش في عالم رقمي‬،‫ ومن بين هذه األجهزة الحواسب واالنترنت‬. ‫على الذكاء البشري إلدارتها‬
‫ وفي هذا‬،‫املعلومات حيث شكلت ما يعرف بالبيئة الرقمية التي تعتمد على الدقة والسرعة واآلنية في تقديم املعلومات املتنوعة والثرية والحديثة‬
‫ من خالل تغيير سياستها وتعديل‬،‫الوقت كان على الدولة الجزائرية أن تساير التطورات الوطنية والعاملية التي شملت العديد من القطاعات‬
،‫ واتباعها استراتيجية عصرنة االدارة تماشيا مع التطور التكنولوجي والتقني الذي عرفه العالم في الفترات األخيرة‬،‫نصوصها القانونية باستمرار‬
‫ وهو ما ظهر مؤخرا ضمن استراتيجيات وأهداف‬،‫األمر الذي حتم ظهور حركة واسعة مست كل امليادين خاصة في مجال االدارة واالقتصاد‬
‫ كل هذا سعيا لخلق أليات قانونية متطورة تعمل على‬،‫الدولة من خالل حركة عصرنة االدارة الجزائرية على مستوى القطاعين العام والخاص‬
. ‫املساهمة في تحقيق التنمية املستدامة‬
.‫ التنمية‬، ‫ القطاع العام‬،‫الرقمنة القطاع الخاص‬،‫ اإلدارة االلكترونية‬: ‫الكلمات املفتاحية‬
Abstract:
The actual world has known many developments and changes that have led to a many variation in human life, where
moden terms have been introduced in our lives due to the great, growing and accelerating technological development in
various aspects of life, and the emergence of modern and accurate equipment that depends on human intelligence to
manipulate it. Among these equipment, computers and the Internet, we now live in a digital world, which led to a huge
explosion in the domain of information, which formed what is known as the digital environment that depends on accuracy,
speed and timeliness in providing diverse, rich and modern information, and at this time the Algerian state had to convoy
national and global developments that tuch many sectors, by constantly changing their policies and amending their legal
texts, and following the strategy of modernizing the administration in line with the technological and technical development
that the world has known in recent periods, which necessitated the emergence of a wide movement that affected all fields,
especially in the field of Administration and the economy, which has recently emerged within the strategies and objectives of
the state through the movement of modernizing the Algerian administration at the level of the public and private sectors, all
this in an effort to create advanced legal mechanisms that work to contribute to achieving sustainable development. …
Key words: Electronic administration, digitization, private sector, public sector, development

196 ‫ ألمانيا– برلين‬/ ‫ السياسية واالقتصادية‬،‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫شهدت الجزائر تحوال كبيرا في املجال اإلداري من اإلدارة التقليدية إلى الرقمنة ورصد إمكانيات تطبيقها ميدانيا‪ ،‬من‬
‫خالل مجموعة من املشاريع لرقمنة اإلدارة املحلية والتي تجسدت في‪ :‬الحالة املدنية‪ ،‬بطاقة ترقيم السيارات ورخص‬
‫السياقة وجوازات السفر وبطاقات التعريف البيومترية‪ ،‬ومؤخرا تمت رقمنة مكتب االنتخابات‪ ،‬إال أن العملية مازالت لم‬
‫تستوف جميع جوانبها بعد‪ .‬في املقابل نجد مشروع الرقمنة قد نجح إلى حد بعيد في مكاتب مصالح التنظيم من خالل‬
‫مجموعة من الوثائق املقدمة‪ ،‬وهذا املشروع من شأنه أن يعود بالفائدة على الحكومة ويحسن الخدمات املقدمة‬
‫للمواطنين‪ ،‬على حد سواء عن طريق عصرنة اإلدارة بتطبيق تكنولوجيات املعلومات وتقريب اإلدارة من املواطن واالبتعاد‬
‫عن البيروقراطية‪ .‬لكن إنجاز هذا ال ينفي وجود مجموعة من العوائق والنقائص التي يجب تجاوزها من طرف املنظومة‬
‫اإلدارية خصوصا ما يتعلق بالشق البشري والتقني لتوفير البنية الشاملة لتحقيق عملية الرقمنة‪ ( .‬فوزية صادقي‪،‬‬
‫‪،2020‬ص ‪. )20‬‬
‫كما يعتبر مجال التجارة من بين أهم امليادين التي تم تسليط الضوء عليها مؤخرا ‪ ،‬خاصة بعد انتشار املعامالت‬
‫االلكترونية‪ ،‬واملشرع الجزائري وعلى غرار بقية التشريعات املقارنة ‪ ،‬يسعى جاهد ملواكبة التطورات العاملية ‪ ،‬ويتضح ذلك‬
‫من خالل مجموعة النصوص القانونية والتنظيمية املعدلة واملتممة‪ ،‬سعيا ملسايرة التطورات التكنولوجية وااللكترونية‬
‫الخاصة نتيجة انتشار العوملة‪ ،‬مما جعل العالم كله يعيش نفس األوضاع‪ ،‬بظروف متفاوتة من بلد آلخر‪ ،‬من هذا املنطلق‬
‫نطرح اشكالية مداخلتنا حول ‪:‬‬
‫مدى فعالية النصوص القانونية الناظمة لالجراءات املتعلقة بتكريس وتجسيد سياسة الرقمنة االدارية‪ ،‬في اطار‬
‫عصرنة وترشيد االدارة الجزائرية سعيا لتحقيق التنمية املستدامة في الجزائر؟‬
‫ولإلجابة على هذه االشكالية ارتأينا توضيح النقاط التالية ‪:‬‬
‫أوال‪ :‬التوجهات واألساليب الحديثة املعتمدة لعصرنة االدارة الجزائرية‪.‬‬
‫إن إسناد مهمة تطوير إدارة الجماعات املحلية عن طريق تفعيل الرقمنة يعد أمرا ضروريا‪ ،‬يقتض ي مرافقتها‬
‫بجملة من اآلليات‪ ،‬بدءا بالتأطير القانوني والتنظيمي خاصة فيما يتعلق بتحسين الخدمة العمومية وتحقيق التنمية‪ ،‬أين‬
‫يتقاطع دورها مع باقي القطاعات‪.‬‬
‫‪ -1‬و اقع اإلدارة الجزائرية في ظل التطور التكنولوجي‪.‬‬
‫توجهت الجزائر على غرار باقي الدول نحو الدخول في عصر املعلومات‪ ،‬ومواكبة التطورات الحاصلة لترقية وظائف‬
‫املؤسسات الحكومية‪ ،‬ومنظومات الخدمات العامة التي تبنت إحداث سلسلة من التغيرات على وظائفها التقليدية في ظل‬
‫التحول نحو استخدام تكنولوجيا املعلومات ضمن أنشطتها الخدمية‪ ،‬بغية التجسيد الفعلي ملفهوم اإلدارة اإللكترونية‬
‫وتطبيقها على الخدمات العامة اإللكترونية‪ ،‬وقبل التطرق ألهم أهداف هذه السياسة ‪ ،‬كان البد من عرض واقع الخدمات‬
‫العمومية في االدارة الجزائرية‪ ،‬والتي تعتبر بحق من بين أهم الدوافع التي جعلت من الدولة تسعى جاهدة إلحداث التغيير‬
‫االيجابي في هذا املجال‪.‬‬
‫‪ 1-1‬وضعية الخدمة العمومية في الجزائر‪.‬‬
‫إن الخدمة العمومية املقدمة من طرف االدارة الجزائرية تعاني من عدة نقائص‪ ،‬في الحقيقة هي تشكل نقاط سوداء‬
‫تعطي صورة سلبية على االدارة ككل‪ ،‬ويمكن أن نوجزها في ما يلي‪:‬‬
‫• نقص االهتمام بالجانب االتصالي واإلعالمي للمواطن ‪ :‬حيث أن هناك نقص في إعالم املواطنين حول مختلف‬
‫الخدمات اإلدارية والشروط التنظيمية الالزمة لالستفادة من بعض الخدمات‪ ،‬كذلك نقص وغياب وسائل توجيه املواطن‬

‫‪197‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫على مستوى بعض الهيئات‪ ،‬وأحيانا وجود وسائل تقليدية غير حديثة وغياب االتصال الفعال الذي يثمن مجهود اإلدارة‪،‬‬
‫فيما يخص خدمات املرفق العمومي التي يقدمها‪ ،‬نقص الكفاءة لألعوان واملوظفين مما سبب ضعف انفتاح اإلدارة على‬
‫املحيط االجتماعي وغياب الرؤية الشاملة للخدمات اإلدارية‪ ،‬مع وجود بعض اإلجراءات اإلدارية املتخذة بصفة‪ ،‬انفرادية‪،‬‬
‫وغياب الوسائل واألطر والكفاءة الالزمة وهذا ما يؤدي إلى غياب معلومات دقيقة عن الخدمات التي تقدمها مختلف املصالح‬
‫اإلدارية‪ ،‬وينعكس ذلك على جودة الخدمات التي قدمها هذه املرافق العمومية ( فوزية صادقي ‪ ،2020 ،‬ص ‪. )21‬‬
‫هذا باإلضافة للعديد من املظاهر املرسخة لسلبية االدارة الجزائرية واملتمثلة في مايلي‪:‬‬
‫‪-‬زي ــادة التض ــخم التنظيم ــي وال ــوظيفي للجه ــاز الحك ــومي و تحول ــه إلى هيك ــل ه ــش‪ ،‬نتيج ــة االزدواج في اختصاصات أجهزته‬
‫و تفاقم مشكلة التنسيق على مختلف املستويات‪.‬‬
‫‪-‬املركزيـة الشـديدة‪ :‬حيـث يميـل القـادة اإلداريـين إلى املركزيـة وعـدم تفـويض السـلطة واملسـؤولية ملـن هـم دونهم للسـيطرة‬
‫علـى زمـام األمـور بأنفسـهم‪ ،‬مـا ينـتج عنـه صـعوبة بـين االلتـزام بـاإلجراءات املسـطرة واالسـتجابة لالحتياجـات االجتماعية‪.‬‬
‫‪ -‬غيـاب الرقابـة الفعالـة في اإلدارة الجزائريـة‪ ،‬أدى إلى انتشـار الفسـاد اإلداري‪ ،‬أي اسـتخدام السـلطة العامـة مــن أجل‬
‫تحقيق أهداف خاصة‪ ،‬وما ترتب عنه من تفش ي الوساطة‪ ،‬الرشوة واختالس املال العام‪...‬‬
‫( فرطاس ‪ ،2016 ،‬ص ‪. )312‬‬

‫كما يعتبر كل من التهـرب مـن املسـؤولية واسـتغالل النفـوذ‪ ،‬وكذا ضـعف القـيم األخالقيـة وانتشـار ظـاهرة التسـيب‬
‫والالمبـاالة من بين السلبيات التي أدت إلى تـذمر املـواطنين مـن اإلدارة وفقـدان الثقة بها‪.‬‬
‫ولقـد أدت هذه العوامـل‪ -‬ورغـم النوايـا واملحـاوالت املتعـددة لرفـع مسـتوى الكفـاءة واألداء اإلداري‪ -‬إلى تفشــي الظــواهر‬
‫املرضــية في اإلدارة الجزائريــة واســتفحال اإلهمــال والالمبــاالة‪ ،‬ممــا زاد مــن اتســاع الهــوة بــين اإلدارة واملـواطنين‪.‬‬
‫‪ 2-1‬أسباب تدهور وضعف الخدمات في االدارة الجزائرية ‪.‬‬
‫ويعـود فشـل اإلصـالحات اإلداريـة في الجزائـر إلى تظـافر جملـة مـن العوامـل والظـروف الداخليـة املتنوعـة مـن بينها‪:‬‬
‫‪-‬االضطرابات السياسية والوضع األمني الخطير الـذي عرفتـه الجزائـر مـع نهايـة الثمانينـات‪ ،‬ممـا أدى إلى انشـغال الحكومة‬
‫بحل مشكل األمن على حساب املشاكل األخرى‪ ،‬وهذا ما أثر سلبا على االدارة العمومية‪.‬‬
‫( فرطاس ‪ ،2016 ،‬ص ‪. )312‬‬
‫‪ -‬ضعف اإلطار القانوني والتنظيمي‪ ،‬إذ أن معظم القوانين ال تتماش ى والتغـيرات االجتماعيـة‪ ،‬السياسـية واالقتصـادية‪،‬‬
‫ممـا انعكـس سـلبا علــى تحـديث األسـاليب اإلداريــة‪.‬‬
‫هـذا باإلضـافة إلى عــدم اعتمـاد أسـلوب املشــاركة في عمليـة التطــوير والتغيير‪.‬‬
‫‪ -‬غياب الثقافة اإلدارية األصيلة و البناءة و ضعف القيم املهنية واألخالقية للموظفين ‪.‬‬
‫‪ -‬عـدم اسـتقرار أنمـاط تسـيير األجهـزة اإلداريـة وضـعف وهشاشـة الهيئـات املكلفـة باإلصـالح‪ ،‬كمـا أن التغـير املســتمر‬
‫للعــاملين بهــا أدى إلى نقــص التجربــة في ميــدان اإلصــالح اإلداري‪ ،‬ناهيــك عــن غيــاب املقــاييس العلميــة و املوضوعية في اختيار‬
‫وتعيين املسؤولين واإلداريين وغيرها‪...‬‬
‫باإلضافة لذلك نجد أن االستراتيجية االقتصادية االشتراكية املعتمدة على الصناعة الثقيلة بالدرجة األولى لم تعرف‬
‫النجاح ‪ ،‬كما زاد تـدهور سـعر البـترول (املمـول األساسـي لالقتصـاد الـوطني) مـن حـدة الوضـع‪ ،‬مـا أدى إلى نشـوب أزمـة‬
‫اقتصـادية وماليـة تميــزت بزيــادة املديونيــة الخارجيــة للجزائــر‪ ،‬وقــد أدى هــذا الوضــع إلى اتخــاذ إج ـراءات عاجلــة أهمهــا‪:‬‬
‫خفــض ميزانيــة اإلدارات العمومية‪ ،‬استقاللية املؤسسات العمومية االقتصادية وإعالن إفالس العديد منها‪ .‬وكنتيجة لهذه‬
‫األسباب اتجه االهتمـام الحكومي نحـو حل املشـكلة االقتصـادية بالدرجـة األولى‪ ،‬باعتبارهـا ذات أثـر واضـح علـى الحيـاة‬

‫‪198‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫االجتماعيـة للمـواطنين‪ ،‬دون إيالء االهتمام الكافي بعملية اإلصالح اإلداري ضمن املخططات التنموية‪ (.‬سامي زالس ي‪،‬‬
‫‪.)2018‬‬
‫• ضعف التكفل بانشغاالت املواطنين بشكل مناسب‪:‬‬
‫تعاني االدارات املحلية في الجزائر من العديد من املظاهر السلبية مثل البطء في أداء الخدمة العمومية‪ ،‬والتمييز‬
‫في أداء الخدمة بسبب تفش ي ظاهرة الوساطة‪ ،‬وانتشار مظاهر الفساد والتسيب على اختالف أنواعه ‪ ،‬من فساد الذمم‬
‫واملحسوبية واالهمال االداري‪ ،‬وكذا ظاهرة العنف املكتبي( مصطفي‪ ،‬ص ‪ ، )202‬وغياب االتصال بين اإلدارة في منظمات‬
‫الخدمة العمومية وبين جماهير الخدمة‪ ،‬األمر الذي ينتج عنه فجوة بين ما يتم تقديمه من أداء للخدمات العمومية‪ ،‬وبين‬
‫ما يتوقع املواطنون نحو هذه الخدمات( فوزية صادقي‪.)21 ،2020،‬‬
‫هذا ما دفع بوزارة الداخلية والجماعات املحلية إلى املسارعة في معالجة النقائص التي تسود نشاط املرافق اإلدارية‪،‬‬
‫خاصة وأن أغلب املوظفين الذين يقومون باستقبال املواطنين للتكفل بانشغاالتهم غالبا ما يفتقدون للمؤهالت والقدرات‬
‫التي تسمح لهم باالستقبال وباملعالجة املالئمة لطلبات املواطن والتكفل بانشغاالته لذلك أدرجت عدة إصالحات قصد‬
‫تعزيز الثقة بين املواطن واإلدارة( بوسماح أمين ‪.)45 ،2003 ،‬‬
‫‪ -1‬مساعي الدولة الجزائرية لتعميم الرقمنة االدارية لتحقيق التنمية املستدامة‪.‬‬
‫نظرا للوضع الذي يسود واقع االدرة والخدمات العمومية املتوفرة على مستوى الهيئات واملؤسسات الجزائرية‪ ،‬كان‬
‫البد على الدولة ضرورة اعادة النظر في ما يقدم من خدمات داخل مؤسساتها‪ ،‬خاصة أمم التطور التكنولوجي والعاملي في‬
‫مجال االدارة‪ ،‬األمر الذي جعل من ضرورة التغيير أمرا حتميا‪ ،‬وذلك باتباع سياسة قادرة على تجاوز ولو القليل من‬
‫مخلفات ومظاهر االدارة التقليدية‪.‬‬
‫‪ 1-2‬أهداف االدارة االلكترونية‪.‬‬
‫تسعى الدول من وراء تطبيق اإلدارة اإللكترونية إلى تحقيق مجموعة من األهداف تتمثل فيما يلي ‪:‬‬
‫• الرغبة في زيادة كفاءة وفعالية أداء العمل اإلداري‪ :‬لذلك أصبحت العديد من الدول تعمل على تطبيق تكنولوجيا‬
‫املعلومات واالتصاالت إلدارة األعمال واملشاريع وتسيير اإلدارات املختلفة‪ ،‬والتخلي تدريجيا عن أساليب العمل التقليدي‪،‬‬
‫ولقد أصبحت األنماط االستراتيجية الحالية لإلدارة تعمل على تحقيق املزيد من املرونة اإلدارية واالنتقال من إدارة األشياء‬
‫إلى إدارة الرقميات‪ ،‬ومن اإلدارة املباشرة وجها لوجه إلى اإلدارة عن بعد‪ ،‬ومن إدارة النشاط املادي إلى إدارة النشاط‬
‫االفتراض ي‪ ،‬واالنتقال من التنظيم الهرمي القائم على سلسلة األوامر إلى التنظيم الشبكي‪ ،‬وترتبط فوائد اإلدارة اإللكترونية‬
‫بوظائف اإلدارة عموما‪ ،‬وذلك من خالل الحصول على أفضل النتائج على صعيد األنشطة والخدمات املقدمة‪ ،‬من أجل‬
‫تطوير أساليب العمل االداري‪.‬‬
‫• تعميق مفهوم الشفافية واالبتعاد عن املحسوبية والبيروقراطية لكسب ثقة املواطنين‪ :‬من خالل تحسين مستوى‬
‫الخدمات واتباع معايير جودة الخدمات‪ ،‬خالفا للخدمات التي تقدمها اإلدارة التقليدية التي كثيرا ما تقع في الخطأ‪.‬‬
‫• التقليل من التعقيدات اإلدارية‪ ،‬وتسريع انجاز األعمال واملهام املختلفة‪ ،.‬من أجل رفع القدرة على استيعاب أكبر‬
‫عدد من العمالء في وقت واحد دون الحاجة لالنتظار في صفوف طويلة تعرقل العمل اإلداري ‪.‬‬
‫• تقليل كلفة اإلجراءات اإلدارية وما يتعمق بها من عمليات‪ ،‬وكذا زيادة كفاءة عمل اإلدارة من خالل تعاملها مع‬
‫املواطنين والشركات واملؤسسات ‪.‬‬
‫• إلغاء عامل العالقة املباشرة بين طرفي املعاملة أو التخفيف منه إلى أقص ى حد ممكن‪ ،‬مما يؤدي إلى الحد من‬
‫تأثير العالقات الشخصية والنفوذ في أداء املعامالت املتعلقة بأحد العمالء ‪.‬‬

‫‪199‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫• إلغاء نظام األرشيف الوطني الورقي واستبداله بنظام أرشفة الكتروني مع ما يحمله من ليونة في التعامل مع‬
‫الوثائق واملقدرة على تصحيح األخطاء الحاصلة بسرعة ونشر الوثائق ألكثر من جهة في أقل وقت ممكن واالستفادة منها في‬
‫أي وقت كان ‪.‬‬
‫• إلغاء عامل املكان‪ ،‬إذ تعمل اإلدارة اإللكترونية على تحقيق تعيينات املوظفين والتخاطب معهم وارسال األوامر‬
‫والتعليمات واإلشراف على األداء واقامة الندوات واملؤتمرات من خالل الشبكة اإللكترونية لإلدارة‪ ،‬إضافة إلمكانية عرض‬
‫مختلف املعلومات على شبكات األنترنت ‪.‬‬
‫‪ 2-2‬مشـروع الجزائـرااللكترونيـة)‪ (E-Algerie 2013‬كسياسة لتجاوز مخلفات االدارة التقليدية‪.‬‬
‫يعـد مشـروع الجزائـر اإللكترونيـة مـن املشـاريع الكبرى التي أعدتها وزارة البريد وتكنولوجيات اإلعـالم واالتصـال‬
‫بدايـة مـن العـام ‪ ،2009‬في إطـار تشـاورات شملـت مؤسســات وإدارات عموميــة إضــافة إلى متعــاملين اقتصــاديين عمــوميين‬
‫وخــواص‪ ،‬كم ـا شملــت الجامعــات ومراكــز البحث والجمعيات املهنية التي تنشط في مجال العلوم وتكنولوجيات اإلعالم‬
‫واالتصال‪ ،‬ومن هذا املنطلق يرمي هـذا البرنامج االستراتيجي إلى اإلسراع في تشييد مجتمع املعلومات واالقتصاد الرقمي في‬
‫الجزائـر‪ ،‬مـن خـالل تعمـيم اسـتخدام التكنولوجيـات الحديثـة في كافــة القطاعـات (املؤسســات‪ ،‬اإلدارة العموميـة‪ ،‬قطــاع‬
‫التربيـة والتعلــيم‪ ،)...‬بمـا يســاهم في عصرنة اإلدارة العمومية ويجعلها تقدم خدماتها بشكل أفضل وأبسط للمواطنين‪(.‬‬
‫مقناني صبرينة ‪ ، 2012 ،‬ص ‪.)317‬‬
‫وبذلك يعتبر هذا البرنامج بمثابة اسـتراتيجية وطنيـة شـاملة ومتكاملـة لتـأطير وتحيـين السياسـة الوطنيـة‬
‫لتكنولوجيـات اإلعـالم واالتصـال‪ ،‬والـتي تشـكل إحدى القنوات لتنفيذ االتجاهات الكبرى للسياسة الوطنية التنموية‪(.‬‬
‫فرطاس‪ ،‬ص ‪.)316‬‬
‫ثانيا‪ :‬نماذج تطبيقية لرقمنة الخدمات سعيا لتعزيزوتشجيع التنمية املستدامة‪.‬‬
‫تعتبر اإلدارة االلكترونية مدخال جديدا لعمل جل الهيئات العمومية‪ ،‬وكذا مختلف االدارات املنظمة للقطاع‬
‫الخاص‪ ،‬هذا التطور الذي يقوم على استخدام املعرفة واملعلومات ونظم البرامج املتطورة واملعلومات واالتصاالت للقيام‬
‫بالوظائف اإلدارية وانجاز األعمال التنفيذية‪ ،‬واعتماد االنترنت والشبكات األخرى في تقديم الخدمات والسلع األخرى بصورة‬
‫إلكترونية باإلضافة إلى تبادل املعلومات بين العاملين في املؤسسة وبين األطراف الخارجية بما يساعد على اتخاذ القرارات ورفع‬
‫كفاءة األداء وفعاليته وهذا ما يحسن من جودة الخدمات املقدمة في القطاع العام والخاص أيضا‪.‬‬
‫‪ -1‬عصرنة الخدمات العمومية )بطاقة جوازالسفرااللكتروني البيومترية أنموذجا)‪.‬‬
‫إن العمل االداري على مستوى مختلف االدارات العمومية مرتبط ارتباطا وثيقا بمجموعة النصوص القانونية‬
‫والتنظيمية التي تسن لتنظيم حسن سير العمليات االدارية بمختلف مراحلها‪ ،‬لذلك يسعى املشرع الجزائري دوما لصياغة‬
‫النصوص‪ ،‬التي يمكن من خاللها ضمان سيرورة املرافق العمومية بأحسن صورة من أجل تلبية حاجيات املواطن املتزايدة‬
‫واملتنامية باستمرار‪ ،‬ومن بين أهم الوثائق املطلوبة بكثرة في اآلونة األخيرة جواز السفر الذي هو األخر كان محط اهتمام‬
‫املشرع حيث تم اصدار العديد من النصوص التنظيمية الخاصة بتنظيم عملية منحه في اطار قانوني‪ ،‬وبصبغة ادارية‬
‫الكترونية حديثة ملواكبة التطورات التقنية العاملية‪.‬‬
‫‪ -1-1‬مواصفات بطاقة جوازالسفرالبيومتري االلكتروني واالجراءات القانونية واالدارية للحصول عليه‪.‬‬
‫ولهذا الغرض تم فتح منصة عبر املوقع الرسمي لوزارة الداخلية والجماعات املحلية يتم من خاللها الولوج من أجل‬
‫التسجيل للحصول على الوثائق البيومترية االلكترونية‪ ،‬حيث تسمح هذه الخدمة للمواطنين الحائزين على جواز السفر‬

‫‪200‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫البيومتري من الحصول على بطاقة التعريف الوطنية البيومترية دون التنقل إلى املصالح اإلدارية ملباشرة إجراءات‬
‫اإلستفادة من هذه الخدمة بشرط أن‪:‬‬
‫يكون الشخص لديه جواز سفر بيومتري‪ ،‬ألن املعلومات التي سيتم تسجيلها على بطاقة التعريف الوطنية هي‬
‫نفسها املوجودة على جواز السفر البيومتري‪ ،‬كما يجب تحديد عنوان اإلقامة الحالية‪ ،‬باإلضافة إلى أنه يجب ادخال رقم‬
‫الهاتف املحمول‪ ،‬وذلك لكي يتمكن من تلقي رسالة نصية قصيرة )‪ (SMS‬تعلم عن تاريخ و مكان استالم بطاقة التعريف‬
‫الوطنية‪ ،‬كما يجب إدخال على الصفحة التالية رقم التعريف الوطني ورقم جواز السفر البيومتري ملعاينة وتأكيد اللقب‪،‬‬
‫االسم والعنوان‪ ،‬وفي مداخلتنا هذه سنسلط الضوء للحديث عن كل ما يخص عملية الحصول على جواز السفر البيومتري‬
‫االلكتروني حسب ما نصت عليه النصوص التنظيمية‪ ( .‬املوقع الرسمي لوزارة الداخلية والجماعات املحلية)‪.‬‬
‫إن لوثيقة جواز السفر االلكتروني عدة مواصفات وعدة شروط ووثائق املطلوبة مللف جواز السفر البيومتري‬
‫االلكتروني‪ ،‬نوضحها كما يلي‪:‬‬
‫لقد تم اصدار مجموعة من القرارات الوزارية املتعلقة بعملية منح جواز السفر البيومتري االلكتروني‪ ،‬حيث تم‬
‫الفصل بين االجراءات املتبعة للحصول على جواز السفر بالنسبة لفئة املواطنين املقيمين داخل الجزائر‪ ،‬وبالنسبة‬
‫للمواطنين املقيمين خارج الجزائر‪.‬‬
‫بالنسبة للمواطنين املقيمين داخل الجزائر‪ :‬وفيما يخص سندات ووثائق السفر تمة صياغة قانون رقم ‪( 14/13‬القانون‬
‫‪ ،)14/03‬باإلضافة ملجموعة من النصوص التنظيمية حيث نصن املادة ‪ 09‬من القرار املؤرخ في ‪ 22‬جمادى الثانية عام‬
‫‪ 1432‬املوافق لـ ‪ 25‬ماي ‪ ،2011‬املتعلق بملف طلب بطاقة التعريف الوطنية وجواز السفر على مجموعة من الوثائق‪:‬‬
‫تفصل فيها بين أصحاب الطلب املقيمين داخل وخارج الجزائر‪ ،‬فبالنسبة للمقيمين في الجزائر البد من ملء استمارة مملوءة‬
‫وموقعة من طرف املعني‪ ،‬أو الولي الشرعي بالنسبة للقاصر وتكون مرفقة بما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬مستخرج خاص من عقود شهادة امليالد رقم ‪ 12‬خ ‪ ،‬يسلم في مطبوع خاص‪،‬‬
‫‪ -2‬شهادة الجنسية في حالة تقديم الطلب ألول مرة‪،‬‬
‫‪ -3‬شهادة إقامة يقل تاريخ إصدارها عن ستة أشهر ‪،‬‬
‫‪ -4‬شهادة عمل أو شهادة مدرسية بالنسبة للطلبة أو األبناء املتمدرسين‪،‬‬
‫‪ -5‬أربع (‪ )04‬صور شمسية للهوية ملونة ورقمية وحديثة ومماثلة تماما‪،‬‬
‫‪ -6‬قسيمة جبائية أو طابع جبائي بمبلغ يناسب نوع الوثيقة املطلوبة‪،‬‬
‫‪ -7‬نسخة من بطاقة فصيلة الدم" وفي حالة الضياع أو السرقة يرفق ملف التجديد بالتصريح الخاص بذلك‪(.‬املادة‬
‫‪ 09‬من القرار وزارة الداخلية والجماعات املحلية ‪ 25‬ماي ‪.)2011‬‬
‫بالنسبة للمقيمين خارج الجزائر‪ :‬جاء ضمن القرار الوزاري املشترك املؤرخ في ‪ 04‬رجب ‪ 1436‬املوافق لـ ‪ 23‬أفريل ‪،2015‬‬
‫مجموعة من النصوص التنظيمية التي تحدد الوثائق املكونة مللف طلب جواز السفر البيومتري االلكتروني بالنسبة‬
‫للمواطنين الجزائريين املقيمين في الخارج ‪ ،‬وقد جاء في نص املادة ‪ 2‬منه ‪" :‬تـوضع استمـارة خاصة لـلطلب في مـتناول‬
‫امل ــواط ـنــين ع ــلى م ـس ـت ــوى امل ـصــالـح ال ـق ـن ـصـل ـي ــة ومــوقع األن ـتــرنـت لــوزارة الــداخ ـل ـيــة والج ـمــاعــات املح ـل ـيــة أث ـنــاء ت ـق ــديم ط ــلب‬
‫الح ـصــول ع ـلـى ج ــواز ال ـس ـف ــر ال ـب ـي ــوم ـتــري اإللكتروني"( املادة األولى من القرار الوزاري املشترك املؤرخ ‪ 23‬أفريل ‪،2015‬‬
‫ص ‪. )15‬‬
‫كما تنص املادة الثالثة منه على‪ :‬أن يـ ـخ ــصص لالسـ ـت ـم ــارة امل ـمـ ـل ــوءة ق ــان ــون ــا واملرفـقـة بـالــوثـائق الـثـبـوت ـيـة املذكـورة في‬
‫املـادة ‪ 5‬من نفس القرار عنـد الـتـصديق اإلداري‪ ،‬رقـم تسـجـيل امللـف على مـسـتوى املصلحة القنصلية(املادة ‪ 03‬من القرار‬
‫الوزاري املشترك املؤرخ في املؤرخ في ‪ 23‬أفريل ‪ ،2015‬ص ‪.)15‬‬

‫‪201‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫كما أنه يكون حضـور صاحب الطلـب الذي يتجاوز ع ـم ــره اث ـن ـتـي ع ـشــرة (‪ )12‬س ـن ــة إج ـب ــاري ــا إلي ــداع وأخــذ بصمات‬
‫صـر‬ ‫األصابع والتوقيع الرقمي‪ ،‬وتشـهـد املصـالح الـقنـصـلـية بمـطـابقـة الـوثائق املـك ّـونة املـلف الـطلب املـودعة بـالـنسـبة لـلـق ّ‬
‫الـذين يقل عـمرهم عن اثنتي عشرة (‪ )12‬سنة على ذلك (املواد ‪ 04‬و ‪ 05‬من من القرار الوزاري املشترك املؤرخ في املؤرخ في‬
‫‪ 23‬أفريل ‪ ،2015‬ص ‪.).15‬‬
‫وي ـ ـت ـ ـضـ ــمن م ـ ـلـف ط ـ ــلب ج ـ ــواز ال ـ ـس ـ ـفـ ــر البيومتري اإللكتروني مجموعة من الوثائق نصت عليها املادة ‪ 05‬من ذات‬
‫القرار تتمثل في ما يلي ‪:‬‬
‫ـصـر‪ ،‬وتـكـون مـرفـقة بما يأتي‬ ‫‪-‬االس ـت ـمــارة املـم ـلـوءة واملوق ـعـة من طــرف املـعـني أو الـول ّـي ال ـشــرعـي بــال ـن ـس ـبـة لـلـق ّ‬
‫ّ‬
‫‪ - 1‬م ـ ـس ـ ـت ـ ـخـ ــرج ع ـ ـقـ ــد امل ـ ـيـالد الخـ ــاص رقم ‪– 12‬خ‪ ،‬للمعني يسلم في مطبوع خاص‪،‬‬
‫‪ -2‬بطاقة التسجيل القنصلية ذات صالحية‪،‬‬
‫‪ - 3‬إثبات اإلقامة في الخارج‪،‬‬
‫‪- 4‬شهادة عمل أو شهادة مـدرسية بالنسـبة للطلبة أو األبناء املتمدرسين‪،‬‬
‫‪ -5‬أربع (‪ )4‬صـور شـمسـيـة لـلـهـوية مـل ّـونـة وحـديـثة وممــاث ـل ــة ت ـمــام ــا ت ـس ـت ـج ــيب ل ـل ـم ـقــاي ـيـس ال ـب ـي ــوم ـتــريــة املطلوبة واحدة منها‬
‫مخصصة للمسح الضوئي‪،‬‬
‫‪ -6‬قـسـيـمـة جـبـائـيـة أو طـابع جـبـائي بمـبـلغ يـسـاوي ستة أالف ‪ 6000‬دينار جزائري‪.‬‬
‫في حالة التـجديد يرفق ملف الطلب حسب الحالة بما يأتي ‪:‬‬
‫‪-‬جــواز ال ـس ـفــر املـن ـت ـه ـي ــة صالح ـي ـتـه خالل األش ـهــر الستة (‪ ) 6‬السابقة النقضاء مدة الصالحية‪،‬‬
‫‪-‬ج ــواز ال ـس ـف ــر ال ــذي ي ـس ـت ـح ـيـل وضع ت ــأش ـي ـرات جديدة على أوراقه املخصصة لهذا الغرض‪،‬‬
‫‪-‬الـتصـريح بـالـضـياع أو اإلتالف أو الـسـرقـة مـسلم من قبل املصالح املختصة املعنية" ( املادة ‪ 05‬من ذات القرار الوزاري‬
‫املشترك املؤرخ في املؤرخ ‪ 23‬أفريل ‪ ،2015‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.)15‬‬
‫بعد تقديم امللف املطلوب يتم تسليم وصل من طرف املسؤول املؤهل( املادة ‪ 06‬من ذات القرار الوزاري املشترك‬
‫املؤرخ في املؤرخ ‪ 23‬أفريل ‪ ،2015‬املرجع السابق )‪.‬‬
‫أما بالنسـبة لألشخاص الذين يـتجاوز عمرهم اثـ ـن ــتي عـ ـش ــرة (‪) 12‬سـ ـن ــة يـ ـسـ ـت ـ ـخ ــرج ج ــواز الـ ـسـ ـف ــر ال ـب ـي ــوم ـت ــري‬
‫اإلل ـك ـت ــروني مـن ق ـبـل ال ـط ــالب ن ـف ــسه في التاريخ املحدد مسبقا لذلك‪ ،‬وع ـ ـن ـ ـد اس ـ ـت ـ ـخ ـ ـراج ج ــواز ال ـ ـس ـ ـفـ ــر ال ـ ـب ـ ـيـ ــوم ـ ـت ــري‬
‫ّ‬
‫اإلل ـ ـكـ ـت ــروني يـ ــتم الـ ـت ــأكـ ــد من مـ ـط ــاب ـ ـق ــة املـ ـعـ ـل ــوم ــات الشخصية املدونة على الوثيقة بحضور صاحب الطلب‪ ،‬ثم يسلم‬
‫جواز السـفر البيومتري اإللكتروني لصاحبه مقابل إمضاء وصل استالم (‪.‬املواد ‪ ،07 ،06 ،05‬من ذات القرار الوزاري‬
‫املشترك املذكور أعاله )‪.‬‬
‫املادة األولى من القرار املؤرخ في ‪ 01‬صفر ‪ 1433‬املوافق لـ ‪ 26‬ديسمبر ‪ ،2011‬املحدد للمواصفات التقنية‬ ‫تنص ّ‬
‫ـحدد هذا الـقرار املواصـفات‬ ‫لجواز السفر الوطني البيومتري االلكتروني على مجموعة من املواصفات حيث جاء فيها ‪ " :‬ي ّ‬
‫التـقنية لجواز السفر الوطني البيومتري اإللكتروني‪ .‬يــودع ال ـن ـمــوذج األص ـلـي لجــواز ال ـس ـفــر بم ـقــر وزارة الداخلية‬
‫والجماعات املحلية‪.‬‬
‫يضم جواز السـفر البيومـتري اإللكتروني شريـحـة إلكـترونـيـة من دون صلـة تحتـوي عـلى الشـهادات اإللكترونية لـلــدولـة‬
‫الجـزائـريـة وعـلى م ـعـلـومـات الحـالـة املدنيـة لصاحب الـطلب ومعلـوماته البيـومترية الـرقمية من ضمنها صورته الشمسية‬
‫وتوقيعه وبصماته"( املادة ‪ 02‬من القرار املحدد ملواصفات جواز السفر البيومتري االلكتروني‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.) .53‬‬

‫‪202‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫يعد جـواز ال ـسـفـر ال ـبـيـومـتــري اإللـكـتـروني وث ـيـقــة م ـغـل ـقــة مـس ـتـط ـي ـلـة ال ـشـكـل طـول ـهـا ‪ 125‬م ـلـي ـم ـتـرا وع ــرض ـهــا ‪88‬‬
‫م ـل ـي ـم ـت ـرا‪ ،‬وح ــاف ـتــاه ــا ال ـع ـل ـي ــا وال ـس ـف ــلى ال ـي ـســريــان م ـس ـتــديــرتــان وش ـعــاع ان ـح ـنــائ ـه ـمــا ثالثــة (‪ (3‬مليمترات (املادة ‪ 02‬من‬
‫القرار املحدد ملواصفات جواز السفر البيومتري االلكتروني‪ ،‬ص ‪. )53‬‬
‫فيما يخص الشكل الخارجي له‪ ،‬يـركب غالف الـوثيـقـة من مـادة بالسـتيـكـية صلبة سمكها ‪ 85,0‬مليمترا من لون" ‪ : -‬أخضر‬
‫داكن" بالنسبة لجواز السفر العادي‪،‬‬
‫" ‪-‬أحمر" بالنسبة لجواز السفر الدبلوماس ي‪،‬‬
‫" ‪-‬أزرق" بالنسبة لجواز سفر املصلحة‪ .‬ي ـح ـتــوي الــغالف عــلى ال ـب ـيــانــات اآلت ـيــة املن ـســوخــة ب ــأحـ ــرف م ــذهـ ـب ــة في ال ـ ـلـ ـغـ ــات‬
‫ال ــثالث‪ :‬الـ ـع ــربـ ـي ــة والفرنسية واإلنجليزية‪.‬‬
‫*األعـ ـ ـلـى‪ :‬عـ ـ ـب ـ ــارة " الجـ ـ ـمـ ـ ـه ـ ــوري ـ ــة الجـ ـ ـزائ ـ ــري ـ ــة الديمقراطية الشعبية " ( املادة ‪ 04‬من القرار املحدد ملواصفات جواز‬
‫السفر البيومتري االلكتروني‪ ،‬ص ‪).53‬‬
‫*في الوسط ‪ :‬ختم الدولة‪ ،‬قطره ‪ 30 :‬مليمترا‪* ،‬في األس ــفل ‪ :‬ع ـب ــارة "ج ــواز ال ـس ـف ــر" ب ــال ـع ــرب ـيــة وال ـف ـرن ـس ـي ــة واإلنج ـل ـي ــزيــة‬
‫م ـت ـبــوعــة ب ــرمــز ال ـش ــري ـحــة لإلش ــارة إلى جــواز ال ـسـف ــر اإللـك ـتـروني ك ـمـا هــو مـحـدد من طرف املنظمة العاملية للطيران املدني‪،‬‬
‫فـي الـ ـنـ ـصـف ال ـثـ ــاني مـن ال ــغالف غـ ـي ــر املــذهب‪ ،‬تــدمــج شـري ـح ــة إل ـك ـت ــرونـ ـيــة مــن دون ص ـلـ ــة تح ـت ــوي على املعلومات‬
‫الشخصية لصاحب الجواز( املواد ‪ ،01،02،03،04‬القرار املؤرخ في ‪ 26‬ديسمبر ‪ ،2011‬ص ‪. )35‬‬
‫املادة ‪ 5‬من نفس القرار على أنه ‪ :‬ت ـكـون ال ـصـفـحــات الـداخ ـل ـيـة ذات ص ـبـغ ـيـة عـامة أصـفر فـاتح‪ ،‬سـمكـها ‪105‬‬ ‫تضيف ّ‬
‫مكـرون تحتـوي في الوسط وفي الـع ـمــق ع ــلى خــتم الــدول ــة ق ـط ــره ‪ 50‬م ـلـي ـم ـت ـرا‪ ،‬في شكـل مظلل ومرئي من خالل االستشفاف‪،‬‬
‫وي ـ ـكـ ــون ج ـ ــواز ال ـ ـس ـ ـف ـ ــر ال ـ ـب ـ ـي ـ ــوم ـ ـتـ ــري اإللـ ـك ـت ــروني فـي ش ـك ــل دف ـت ــر من ‪ 14‬ورق ــة م ــزدوجـ ــة‪ ،‬وت ــرقم ص ـف ـحــاته من ‪ 3‬إلى‬
‫‪ ، 28‬وال تح ـتــوي ال ـصـف ـح ـتـان األولى والثانية على رقم‪ ،‬تح ـت ــوي الـ ـص ـفـ ـح ــات من ‪ 3‬إلى ‪ 28‬ع ــلى رقم ج ــواز السفر مثقوبة‬
‫بالليزر في أسفل الصفحة‪.‬‬
‫املادة ‪7‬من نفس القرار على أن ت ـكــون األوراق الـداخ ـل ـيـة بــال ـلـون األخ ـضـر ب ــال ـن ـسـ ـب ــة لج ــواز الـ ـس ـف ــر‬ ‫كما تنص ّ‬
‫الـ ـع ــادي واألح ـم ــر ال ــرم ــاني بـالـنـسـبـة لجــواز الـسـفـر الـدبـلـومــاس ي واألزرق بـالـنـسـبـة لجـواز سفـر املصلحـة‪ ،‬يحتوي العمق‬
‫األمني املعالج بلونين اثنين على‪:‬‬
‫*في ال ــوسـط وب ـش ـكـل م ـس ـك ــوك ــاتي خ ــتم ال ــدول ــة منسوخا داخل زخرف في شكل وردة‪.‬‬
‫*تتكون بقـية الصفحة من رسم هندس ي ذي أسطر من النصوص املكتوبة كتابة مجهرية‪.‬‬
‫*ينـسخ رقم الصـفحـة في الـعمق األمـني على الجـهة الخارجية للزخرف‪.‬‬
‫*تحـتــوي كل ص ـف ـحـة بــاس ـتـث ـنــاء الـصـف ـحـة ‪ 2‬عـلى رقم بخط مطبعي من لون أسود‪.‬‬
‫املادة ‪ 8‬وصف الوثيقة بأنها تحتوي الصـفحة األولى للغالف بـالعربية على التوصيات اآلتـية‪:‬‬ ‫تكمل ّ‬
‫‪- 1‬جواز السـفر شخص ي‪ ،‬ال يمكن إعارته وال يجوز إرساله عن طريق البريد‪،‬‬
‫‪ -2‬ي ـح ـتــوي هــذا الجـواز عــلى شــري ـحــة إلـك ـتــرون ـيـة ذات حسـاسـيـة بـالغـة‪ ،‬نـوص ي صـاحـبه بـالحفـاظ عـلـيـها‪ ،‬كل عـطب يـصـيب‬
‫الـشـريـحـة قـد يـجـعلـهـا غـيـر صـالحـة لـلـقراءة ويسبب إلغاء الوثيقة‪،‬‬
‫‪ -3‬كـل تزييف يعرض الوثيقة لإللغاء‪.‬‬
‫‪ -4‬في ح ــال ــة ض ـي ــاع الجـ ــواز أو إصــاب ـتـه ب ـع ــطب يجب على صاحبه إخـطـار السلطـة اإلداريــة أو القنصلـية املختصة فورا‪،‬‬
‫املادة ‪ 8‬أعـاله ب ــالـ ـف ــرن ـس ـي ــة واإلنجليزية (املواد‬ ‫كما تحـ ـت ــوي صـ ـفـ ـح ــة ال ـغـالف الـ ـث ــان ـي ــة ع ــلى الـ ـت ــوصـ ـي ــات املـذك ــورة فـي ّ‬
‫‪ 08،09‬من القرار املحدد ملواصفات جواز السفر البيومتري االلكتروني‪ ،‬ص ‪.) .53‬‬

‫‪203‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫تحتـوي الصـفحة رقم ‪ 1‬منه على مطـبوعـة بأحرف سـ ــوداء في ثالث (‪ )3‬لـ ـغـ ــات‪ :‬ال ـ ـع ـ ـرب ـ ـي ــة وال ـ ـفـ ــرنـ ـسـ ـي ــة واإلنجليزية)‬
‫على البيانات اآلتـية‪:‬‬
‫*في األع ـ ــلى ‪ :‬إشـ ــارة "الج ـ ـم ـ ـهـ ــوري ـ ــة الج ـ ـزائـ ــريـ ــة الديمقراطية الشعبية‪".‬‬
‫*في الوسط ‪ :‬ختم الدولة‪* ،‬في األسفل ‪ :‬البيانات اآلتية‪:‬‬
‫‪-‬هذا الجواز ملك للدولة الجزائرية‪ ،‬هذا الجواز يحتوي على ‪ 28‬صفحة (املادة ‪ 10‬من القرار املؤرخ في ‪ 01‬صفر ‪1433‬‬
‫املوافق لـ ‪ 26‬ديسمبر ‪ ،)2011‬ص ‪.54‬‬
‫تضيف املادة ‪ 11‬من نفس القرار أن تحـتـوي الـصـفـحـة رقم ‪ 2‬املسـمـاة صـفـحـة الـتـشـخــيص وهي مـحـمـ ـيـة بـغالف‬
‫ش ـف ــاف ال يمـكـن نـتـه إال بـال ـتـس ـخـين عـلـى مـع ـلـومــات م ـب ّـي ـنـة ل ـصــاحب الجـواز وشريط املراقبة املرئية وشريط للقراءة‬
‫األتوماتكية‪ ،‬على خط املراقبـة املرئـية‪ ،‬يشـار إلى جمـيع الخانات في ثـالث لـغـات (ال ـعـرب ـيـة وال ـفـرن ـسـيــة واإلنجـلـيــزيـة) مع طباعة‬
‫باللغتين العربية والفرنسية‪.‬‬
‫على يسارالصفحة ‪ : -‬عبـارة "جواز السفر" في ثالث (‪ ) 3‬لغـات العربية والفرنسية واإلنجليزية‪،‬‬
‫‪-‬الصورة الشمسية الرقمية لصاحب الجواز‪،‬‬
‫‪-‬تحت الـ ـصــورة الـ ـشـ ـمـ ـس ـي ــة ال ــرقم الـ ـتـ ـع ــري ــفي الوطني الوحيد‪.‬‬
‫على وسط الصفحة‪ :‬حرف" ‪ "P‬لإلشارة إلى جواز السفر العادي‪ ،‬الح ـ ــرف ـ ــان" ‪ "DP‬لـإلشـ ـ ــارة إلى جـ ـ ــواز الـ ـ ـس ـ ـ ـفـ ـ ــر‬
‫الدبلوماس ي مع ذكر وظيفة حامله‪ ،‬ـ الحرفان" ‪ "PS‬لإلشارة إلى جواز سـفر املصلحة مع ذكر وظيفة حامله‪ ،‬رمـ ــز ال ــدول ــة‬
‫الج ـ ـزائ ــري ــة ب ـتـ ـس ـجـ ــيل الح ــروف ‪"DZA" :‬الثالثـة‬
‫اللقب‪ ،‬االسم‪ ،‬تاريخ امليالد‪ ،‬مكان امليالد‪ ،‬توقيع صاحب الجواز‪.‬‬
‫على يمين الصفحة ‪ :‬رقم جواز السفر‪ ،‬اسم الزوج بالنسبة للمتزوجات أو األرامل‪ ،‬عبارة "جنسية جزائرية"‪،‬‬
‫الجنس‪ ،‬تاريخ اإلصدار‪ ،‬تاريخ انقضاء الصالحية‪ ،‬السلطة التي أصدرت الجواز‪ ،‬اإلع ــادة ل ـلـ ـص ــورة ال ـشـ ـمـ ـس ـي ــة لـ ـص ــاحـب‬
‫الج ــواز مثقوبة باملجهر واضحة للرؤية بالعين تحت الضوء‪.‬‬
‫في أسفل الصفحة ‪ :‬شـريط لـلـقـراءة األتــومـاتـكيـة في شـكل سـطـرين (‪ (2‬اثـنـين من ‪ 44‬حــرف ــا ل ـك ـل ـي ـه ـم ــا ي ـت ـض ـم ـن ــان‬
‫املع ـل ــوم ــات املشفــرة اآلتـية ‪ :‬نوع الوثيقة‪ ،‬رمز الدولة الجزائرية‪ ،‬لقب واسم (أو أسماء)‪ ،‬صاحبها‪ ،‬رقم جواز السفر‪،‬‬
‫الجنسية الجزائرية لصاحب الوثيقة‪ ،‬تاريخ ميالد صاحب الوثيقة‪ ،‬الجنس‪ ،‬تاريخ انقضاء مدة صالحية جواز السفر(املادة‬
‫‪ 11‬من القرار املؤرخ ‪ 26‬ديسمبر ‪ ،2011‬ص ‪ ، )54‬وتحتـوي كل صفـحة من الـصفـحات املرقمة من ‪ 3‬إلى ‪ 28‬فـي األع ــلى وفي‬
‫ال ــوسط ع ـب ــارة "ت ــأش ـي ــرة" باللغة العربية وباألحرف الالتينية‪ ،‬ي ـخ ــيط الــدف ـتـ ــر ب ـخ ــيط أبــيض ب ـ ــارز في وسط الوثيقـة( املواد‬
‫‪ 13 ،12‬من نفس القرار املتعلق بتحديد مواصفات جواز السفر البيومتري االلكتروني‪ ،‬ص‪.)54‬‬
‫املادة ‪14‬من القرار املتعلق بمواصفات جواز السفر املذكور أعاله على أنه يـحـدد الــوزيـر املكـلـف بـالـداخـل ـيـة‬ ‫نصت ّ‬
‫يخ(مؤرخ في ّأول صفر‬ ‫ّ‬ ‫بـقـرار ت ـ ــاريخ ال ـ ـش ـ ــروع في ت ـ ــداول جـ ــواز ال ـ ـس ـ ـف ـ ــر الـ ــوط ـ ــني البيومتري اإللكتروني‪ ،‬ليليه في نفس التار‬
‫عام ‪ 1433‬املوافــق ‪ 26‬ديسمبر ‪ )2011‬قرار يـحدد تـاريخ بداية تـداول جواز الـسفر الوطني البيومتري اإللكتروني‪ ،‬والذي‬
‫حدد في املادة األولى منه تاريخ ‪ 5‬يناير سنة ‪ 2012‬كأول يوم لتداول جواز السفر البيومتري االلكتروني على مستوى املصالح‬
‫ـادة األولى من القرار املؤرخ في ‪ 26‬ديسمبر ‪.)2011‬‬ ‫االدارية في الجزائر( امل ّ‬
‫وبخصوص جوازات السفر من النموذج الحالي املتداولة قبل هذا التاريخ صالحة حتى سحبها حسب كيفيات تحدد‬
‫بقرار‪ (.‬املادة ‪ 02‬من نفس القرار من القرار املؤرخ في ‪ 26‬ديسمبر ‪ ،2011‬ص ‪.).55‬‬

‫‪204‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫‪ -2-1‬مواصفات واجراءات الحصول على بطاقة جوازالسفر البيومتري االلكتروني االستعجالي‪:‬‬


‫ّ‬
‫وما تجدر االشارة له في هذا الصدد حو الحديث عن جواز السفر االستعجالي‪ ،‬الذي تم اقراه بموجب الق ـرار الوزاري املــؤرخ‬
‫في ‪ 26‬ص ـفــر ‪ 1437‬املـوافق ‪ 8‬ديـس ـم ـبـر ‪ ، 2015‬والذي ي ـح ـ ّـدد املــواص ـف ــات ال ـت ـق ـن ـي ــة لج ــواز السفـر االستعجالي من بين‬
‫النصوص التنظيمية التي تعنى بتطبيق مشروع الجزائر االلكترونية ‪ ،2013‬في اطار تجسيد استراتيجية عصرنة االدارة‬
‫الجزائرية‪ ،‬حيث تم استحداث وثيقة تعرف بجواز السفر االستعجالي( القرار املؤرخ في ‪ 10‬ديـسـمـبـر سنة ‪. )2015‬‬
‫يحدد تـاريخ بداية‬ ‫نصت املادة ‪ 01‬من القرار املؤرخ في ‪ 28‬صـفـر عام ‪ 1437‬املوافق ‪ 10‬ديـسـمـبـر سنة ‪ 2015‬والذي ّ‬
‫تداول جواز السفـر االستعجال االستعجالي على أن يتم تداول وثيقة جواز السفـر االستعجالي ابـتـداء من تاريخ ‪ 20‬ديسمبر‬
‫سنة ‪ (2015‬القرار املؤرخ في ‪ 10‬ديـسـمـبـر سنة ‪.) 2015‬‬
‫وقد حددت املادة ‪ 02‬من هذا املرسوم الحاالت القانونية االستثنائية التي يمكن طلب جواز السفر االستعجالي‬
‫بسببها‪ ،‬والتي ذكرت على سبيل الحصر‪ ،‬حيث نصت على أنه يــتم إص ــدار جــواز ال ـس ـفــر االس ـت ـع ـجــالي بصفة استثنائية‬
‫لفائدة‪:‬‬
‫‪ -1‬امل ــواطـ ـن ــين الجـ ـزائـ ـري ــين املـقـ ـيـ ـم ــين في الخ ــارج وامل ـس ـج ـل ــين لــدى م ــرك ــز دب ـل ــوم ــاس ي أو ق ـن ـص ــلي وغ ـيــر ح ــائ ــزيـن ج ــواز‬
‫سـ ـف ــر بـ ـيـ ــومـ ـت ــري إلـ ـكـ ـت ــرونـي‪ ،‬ال ــذين ي ـضـطــرون إلى ال ـت ـنــقل ع ـلـى عــجل ألس ـب ــاب عــائ ـل ـيــة أو مهنية أو إدارية أو صحية إلى‬
‫خارج بلد إقامتهم‪،‬‬
‫‪ -2‬املــواطـ ـن ــين الجـ ـزائ ــري ــين امل ـقـ ـيـ ـم ــين فــي الخ ــارج واملـس ـجـلـين ل ــدى مـركــز دبـلـومــاســي أو قـنـص ــلي الـذين يوج ــدون ف ــي إقـام ــة‬
‫مـؤقـتــة في بـلد غـيـر بـلـد إقـامـتهم وضاع منهم جواز السفر أو تلف أو سرق‪،‬‬
‫‪ -3‬املواطـنـين الجـزائـريـين غـيـر املـسـجـلـين لـدى مـركز دبـ ـل ــوم ــاسـي أو قـ ـنـ ـصـ ـلـي ال ــذين حـ ـظـي م ــلف تـ ـس ــوي ــة وضعيتهم اإلداريـة‬
‫فيما يخص اإلقامة بالقبول من طرف سلطات بلد االستقبال وهم في حاجة إلى جواز سفر ذي صالحية جارية‪،‬‬
‫‪ -4‬املــواطـ ـن ــين الجـ ـزائـ ـري ــين امل ــوج ــودين فـي إق ــام ــة مؤقتة في الخارج الذين ضاع منهم جواز السفر أو تلف أو سـرق‬
‫واملضطريـن إلى االلتحاق بـبلد أجـنبي أو أكثر قبل عودتهم إلى الجزائر‪،‬‬
‫‪ -5‬املــواط ـن ــين الج ـزائ ـري ــين امل ـق ـي ـم ــين ف ــي الخــارج واملس ـج ـلـين ل ــدى مــركــز دب ـلــومــاســي أو ق ـنـصــلي الــذين ي ــوج ــدون فــي إق ــامــة‬
‫م ــؤق ـت ــة في الج ـزائــر وض ــاع م ـنــهم جواز الـسفـر أو تـلف أو سرق أو انـقضـت مدة صالحـيته‪ ،‬واملضطرين للعودة إلى بلد‬
‫إقامتهم‪،‬‬
‫‪ -6‬املواطنين الجـزائريين املقـيمين في الجـزائر وغير حـائـزين جـواز سـفـر واملضـطـرين إلى الـتـنـقل عـلى عـجل ألسـباب عـائلـية أو‬
‫مـهـنيـة أو إدارية أو صـحيـة إلى خارج التراب الوطني‪.‬‬
‫وفيما يخص مدة صالحية ج ـ ــواز ال ـ ـسـ ـ ـف ـ ــر االس ـت ـع ـج ــالي فقد حددت ضمن نص املادة ‪ 03‬من نفس املرسوم ب ـس ـنـ ــة واح ــدة‬
‫(‪) 1‬ع ـلـى األك ـث ــر ت ـســري ابتداء من تاريخ إعـداده وال يمكن تمديدها(املادة ‪ 03‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،58-16‬ص ‪.).19‬‬
‫ي ـ ـت ـ ـضـ ـمـن م ـ ـلـف ط ـ ـلـب جـ ــواز ال ـ ـس ـ ـفـ ــر االستعجالي ما يأتي ‪:‬‬
‫• االسـتمارة اململوءة واملوقعة من طـرف املعني أو من طــرف ال ــولي ال ـشــرعـي بــال ـن ـس ـبــة ل ـل ـق ـصــر‪ ،‬مع وضع بصمة‬
‫السبابة اليسرى لطالبه‪ ،‬وترفق استمارة الطلب بالوثائق اآلتية‪:‬‬
‫‪-1‬نسـخـة من جـواز السـفـر املنـقـضيـة صالحـيته أو ال ـت ـصــريـح بــال ـضـي ــاع أو ال ـتــلف أو ال ـســرقــة بــال ـن ـس ـبــة للمواطنين املقيمين‬
‫في الخارج‪،‬‬
‫‪- 2‬ن ـسـخــة من جــواز الـس ـفـر املـنـق ـضـيـة صالح ـيـته‪ ،‬وإن ت ـعــذر ذلـك ن ـس ـخ ـة من ب ـطــاقــة ال ـت ـع ــريف الــوط ـن ـيــة بالنسبة‬
‫للمواطنين املقيمين في الجزائر‪،‬‬
‫‪ -3‬نسخة من بطاقـة التسجيل القنصـلية بالنسبة للمواطنين املسجلين لدى مركز دبلوماس ي أو قنصلي‪،‬‬

‫‪205‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫‪ -4‬وثيقة تبرر الطلب‪- 5 ،‬ص ــورت ــان ش ـم ـسـ ـي ـت ــان (‪ ) 2‬ل ـلـ ـه ــوي ــة ب ــاألل ــوان ورقميتان وحديثتان ومتماثلتان‪ ،‬لتضيف املــادة ‪:5‬‬
‫ي ـخ ــضع جــواز ال ـس ـفــر االس ـت ـع ـجــالي ع ـنــد إعداده إلى نفس حقوق الـطابع املطبقـة على جواز السفر البيومتري‬
‫اإللكتروني(املادة ‪ 05‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،58-16‬ص ‪.).19‬‬

‫ي ـعــد وي ـس ــلم جــواز ال ـس ـفــر االس ـت ـع ـجــالي لـلطـالبين املذكورين في الـفقرات من ‪ 1‬إلى ‪ 4‬من املادة ‪ 2‬أعاله من طرف املراكز‬
‫الدبلوماسية أو القنصلية‪.‬‬
‫تختلف جهة تسليم الوثيقة حسب الطرف املتقدم بالطلب ( من داخل أو خارج الوطن) ‪ ،‬حيث يـعــد ويـســلم جــواز ال ـسـفــر‬
‫االسـت ـع ـجـالي ل ـل ـطـال ـبـين املـ ــذكـ ــوريـن في ال ـ ـف ـ ـق ــرة ‪ 5‬من املــادة ‪ 2‬أعاله مـن ط ــرف املصالح املؤهلة للوزارة املكلفة بالشؤون‬
‫الخارجية‪.‬‬
‫يـعــد ويـســلم جــواز ال ـسـفــر االسـت ـع ـجـالي ل ـل ـطـال ـبـين امل ــذكـ ــوريـن في ال ـ ـف ـ ـق ــرة ‪ 6‬من امل ــادة ‪ 2‬أعاله مـن ط ــرف الوالي‪،‬‬
‫يـ ـس ـلـم ج ــواز الـ ـسـ ـف ــر االس ـت ـعـ ـج ــالي إلى ط ــال ـبـه م ـق ــابـل ال ـت ــوق ــيع ع ـلـى س ــجل ال ـت ـس ـل ــيم امل ــرقم واملؤشر عليه واملفتوح‬
‫خصيصا لهذا الغرض(املواد ‪ 07 ،06‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،58-16‬ص ‪. ) .19‬‬
‫وفي حالة إصدار جــواز س ـفــر ب ـيــوم ـتــري إلكتروني إلى صاحبه يـ ـع ــاد ج ــواز الـ ـسـ ـف ــر االسـ ـتـ ـع ـ ـج ــالي إلى ال ـس ـل ـطــة املختصة(‬
‫املادة ‪ 08‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،53-16‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪. ).19‬‬

‫‪ -2‬عصرنة خدمات القطاع الخاص ) السجل التجاري االلكتروني أنموذجا)‪.‬‬


‫تبنت الدولة الجزائرية مؤخرا سياسة حكومية تسعى من خاللها لتحسين الخدمة العمومية وكذا تنظيم خدمات القطاع‬
‫الخاص أيضا‪ ،‬ويعتبر مجال التجارة من بين أهم املجاالت التي تشكل أهم األولويات ضمن هذا البرنامج‪ ،‬ويعد السجل‬
‫التجاري اإللكتروني نهجا جديدا في مسار بناء منظومة معلوماتية عصرية ملا له من أهمية وأهداف بعيدة األفاق‪ ،‬بل أكثر‬
‫من ذلك فهو يوصف على أنه شرط من شروط ممارسة التجارة اإللكترونية‪ .‬كما يعتبر السجل التجاري االلكتروني وثيقة‬
‫لضبط األنشطة التجارية‪.‬‬
‫‪ -1-2‬مفهوم السجل التجاري االلكتروني وأهم وثائفه‪.‬‬
‫تنص املادة ‪ 04‬من القانون ‪ 08/04‬املتعلق باألنشطة التجارية‪ " :‬على أنه يلتزم كل شخص طبيعي أو معنوي يرغب في‬
‫ممارسة نشاط تجاري‪ ،‬بالقيد في السجل التجاري‪ ،‬وال يمكن الطعن فيه في حالة النزاع أو الخصومة إال أمام الجهات‬
‫القضائية املختصة وتطبيقا ألحكام املادة ‪ 05‬مكرر من القانون‪(08/04‬قانون رقم ‪ ، )08،2004/04‬تم إصدار مرسوم‬
‫تنفيذي رقم ‪ 112/18‬املؤرخ في ‪ 05‬أفريل ‪ ،2018‬الذي يحدد نموذج مستخرج السجل التجاري الصادر بواسطة إجراء‬
‫إلكتروني‪.‬‬
‫وتضيف املادة ‪ 2‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪:112/18‬‬
‫" يدرج في مستخرجات السجل التجاري للتجار‪ ،‬األشخاص الطبيعيين أو املعنويين‪ ،‬رمز إلكتروني يدعى السجل التجاري‬
‫اإللكتروني “س‪.‬ت‪ .‬إ” (املادة ‪ 02‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،112/18‬ص ‪، )07‬و تنص املادة ‪ 3‬من نفس املرسوم على أن ‪:‬‬
‫الرمز اإللكتروني “س‪.‬ت‪ .‬إ” شفرة بيانية تتضمن معطيات ومعلومات مشفرة حول التاجر" (املادة ‪ 03‬املرسوم التنفيذي‬
‫رقم ‪ ،112/18‬ص ‪.)07‬‬
‫من خالل هتان املادتان يمكن القول أن املشرع الجزائري لم يضع تعريفا دقيقا لهذه الوثيقة بل اكتفى بتحديد‬
‫أهم مميزات ومكونات السجل التجاري االلكتروني فقط تاركا عملية تعريفه للفقه‪ ،‬ومنه فإن السجل التجاري االلكتروني‬
‫يتكون من‪:‬‬
‫• مستخرج السجل التجاري للتجار املعمول به سابق واملنصوص عليه ضمن املرسوم التنفيذي رقم ‪ (222/06‬املرسوم‬
‫التنفيذي رقم ‪ 222/06‬املؤرخ في ‪ 21‬يونيو‪ ، )2006،‬والذي يتضمن أهم املعطيات واملعلومات حول التاجر‪.‬‬

‫‪206‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫• يدرج على هذا املستخرج رمزا إلكترونيا يدعى السجل التجاري اإللكتروني “س‪.‬ت‪ .‬إ”‪ ،‬والرمز اإللكتروني “س‪.‬ت‪ .‬إ”‬
‫عبارة عن شفرة بيانية تتضمن معطيات ومعلومات مشفرة حول التاجر‪ ،‬وهذا ما جاء النص عليه ضمن نص املادة ‪03‬‬
‫من نفس املرسوم (‪ ،)112/18‬بحيث يطبع هذا الرمز االلكتروني على املستخرج وفق عدة معايير حددتها املادة ‪ 14‬من‬
‫املرسوم ‪ 112/18‬بقولها‪:‬‬
‫" يطبع الرمز اإللكتروني “س‪.‬ت‪ .‬إ” على مستخرجات السجل التجاري حسب املميزات اآلتية ‪:‬‬
‫‪ -‬مكان وضع الرمز ‪ :‬على الوجه‪ ،‬يمين الجهة العليا ملستخرج السجل التجاري‪.‬‬
‫‪ -‬اللون ‪ :‬رمز مطبوع باألسود على خلفية بيضاء محاط بإطار أسود‪.‬‬
‫املالحظ هنا أن الجديد الذي جاء به املرسوم التنفيذي رقم ‪ 222/18‬هو ضرورة وضع رمز إلكتروني يدعي السجل‬
‫التجاري االلكتروني‪.‬‬
‫مما سبق يمكننا القول أن السجل التجاري االلكتروني‪ :‬هو إجراء قانوني مستحدث من طرف املشرع الجزائري في‬
‫إطار عصرنة االدارة العامة‪ ،‬كألية قانونية من أجل فرض رقابة الدولة على مختلف األنشطة التجارية املمارسة من طرف‬
‫التجار واملوردين االلكترونيين داخل االقليم الجزائري عبر االتصاالت االلكترونية‪ ،‬وهو بذلك ال يستغني عن السجل‬
‫التجاري القديم إنما هي محاولة للمشرع من أجل مواكبة التطورات العاملية بسبب االنفتاح على العالم ومتطلبات التطور‬
‫التكنولوجي‪ ،‬وأمام فتح األسواق للمعامالت التجارية الدولية االلكترونية وفتح املجال للتجار الجزائري من أجل ممارسة‬
‫التجارة االلكترونية‪.‬‬
‫مما ذكر اعاله نستنتج بعض الخصائص التي تتضمن في مجملها مجموعة من األهداف نجزها في ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬السجل التجاري االلكتروني آلية توثيق معلوماتية تعتمد على قاعدة بيانية‪.‬‬
‫‪ -‬أنها وسيلة رقابة على جميع األشخاص الذين يمارسون تجارة إلكترونية على املستوى الوطني‪،‬‬
‫‪ -‬السجل التجاري االلكتروني إجراء مفروض بقوة القانون‬
‫‪ -‬السجل التجاري االلكتروني وسيلة إعالمية وإشهارية‪،‬‬
‫من هذه الخصائص نستنتج بعض األهداف التي يسعى لها املشرع الجزائري‪ ،‬عند استحداثه لوثيقة السجل‬
‫التجاري‪ ،‬أهمها‪:‬‬
‫الوظيفة القانونية للسجل ‪ :‬تتمثل هذه الوظيفة في منح صفة التاجر اساسا بالنسبة للشخص الطبيعي‬ ‫✓‬
‫واملعنوي املمارس للعمل التجاري وعدم القيد بالسجل‪ ،‬يؤدي إلى عدم امكانية االحتجاج في مواجهة الغير‪.‬‬
‫الوظيفة اإلحصائية للسجل‪ :‬يستعمل السجل التجاري كمصدر لإلحصائيات يسمح ببيان عدد املؤسسات‬ ‫✓‬
‫التجارية العامة والخاصة‪ ،‬فردية كانت أو جماعية‪ ،‬املوجودة على التراب الوطني‪.‬‬
‫الوظيفة االقتصادية للسجل‪ :‬ففي املجال االقتصادي‪ ،‬يعد وسيلة للتحقيق املستمر في األنشطة التجارية‬ ‫✓‬
‫داخل البالد‪ ،‬لذا تتمثل أهداف املركز الوطني للسجل التجاري في سير وضبط باستمرار قائمة األنشطة االقتصادية‬
‫الخاضعة للقيد في السجل التجاري‪.‬‬
‫✓ الوظيفة االستعالمية او اإلشهارية للسجل‪ :‬فهو أداة للشهر القانوني أي إعالم الغير‪ ،‬إذ يسمح لهذا األخير بمعرفة‬
‫كل ما يتعلق بالتاجر أو املحل املستغل له حجية فيما يدون فيه من بيانات مما يترتب عليه أثار قانونية هامة‪.‬‬
‫من الوظائف واألهداف األساسية ملشروع السجل التجاري اإللكتروني أنه ‪ :‬تدور حول تقوية وتعزيز سالمة‬
‫مستخرجات السجل التجاري من أي تزوير او ممارسات احتيالية باإلضافة لتسهيل وتطوير وعصرنة عملية مراقبة‬

‫‪207‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫النشاطات التجارية باستعمال الوسائل التكنولوجية املتنقلة‪ ،‬وقد صنفها البرنامج املسطر من املركز الوطني للسجل‬
‫التجاري الى اربعة وظائف أساسية وهي ‪:‬‬
‫• محاربة املمارسات التجارية االحتيالية‪،‬‬
‫• تطهير البطاقية الوطنية للسجل التجاري‪،‬‬
‫• تسهيل مهام اعوان الرقابة مما يساهم في تحسين ادائهم كما ونوعا‪،‬‬
‫• تتبع مسار العمليات املنجزة من طرف املتعاملين سيما أولئك الذين ينشطون في تجارة الجملة واالستيراد‬
‫والتصدير ‪ (:‬سامية حساين‪ ،‬ص ‪.)72‬‬

‫‪ -2-2‬االجراءات القانونية للحصول على وثيقة السجل التجاري االلكتروني‪.‬‬


‫مثل السجل التجاري محور مركزي انصبت عليه سياسة العصرنة على أساس أنه احدى اآلليات األساسية التي تعمل على‬
‫تطوير مناخ األعمال في الجزائر وهو ما ادى الى تسطير‪ ،‬برنامج عصري يعتمد على نظامين‪ - :‬نظام اتصاالت عن بعد ‪. Un‬‬
‫‪système télématique‬‬
‫‪ -‬نظام تسيير الكتروني للوثائق(‪ ،) systèmeGED.‬وقد تم ابرام اتفاقية تعاون كأول خطوة بين وزارة التجارة ممثلة من‬
‫قبل املدير العام للمركز الوطني للسجل التجاري وبين وزارة البريد وتكنولوجيا واالعالم مفادها اعداد مشروع يتضمن‬
‫تحديد كيفيات التنسيق في مجال تسيير واالتصال السجل التجاري واإلشهارات القانونية‪ ،‬وحتى يتم تكييف القطاع‬
‫التجاري لهذه الخطوة استلزم إحداث تغييرات كثيرة واسعة تشمل نوعية العاملين واألجهزة املستخدمة وطرق األداء في‬
‫هذا القطاع‪ ،‬ومن أجل تجسيد هذه االتفاقية واعتبارها واقعا ملموسا وضعت الحكومة مستلزمات في اطار برنامج عصرنة‬
‫املركز الوطني للسجل التجاري( سامية حساين ‪ ،‬ص ‪.)67‬‬

‫✓ الوثائق القانونية الواجب تو افرها ومراحل الحصول سجل تجاري الكتروني‪.‬‬


‫تنفيذا واالستناد إلى نص املادة ‪ 08‬من املرسوم التنفيذي ‪ 112/18‬أفرجت وزارة التجارة‪ ،‬عن رمز يحمل رقم‬
‫‪ ،607074‬خاص بنشاط التجارة اإللكترونية‪ ،‬ويتعين على كل تاجر إيداع ملفه لدى املركز الوطني للسجل التجاري‪، CNRC‬‬
‫للحصول على سجل تجاري وممارسة النشاط بطريقة قانونية كما أكدت وزارة التجارة‪ ،‬أن عملية استقبال ملفات التجار‬
‫املعنيين بالتجارة اإللكترونية‪ ،‬لدى املركز الوطني للسجل التجاري‪ ،CNRC‬وقد تمت االنطالقة الرسمية لالستفادة من رمز‬
‫النشاط الخاص بالتجارة اإللكترونية‪ ،‬وستكون العملية عبر فروع ‪ CNRC‬املتواجدة في ‪ 48‬والية‪ ،‬ويتعين على كل تاجر‬
‫إيداع ملفه لدى املركز الوطني للسجل التجاري‪ ،‬للحصول على سجل تجاري وممارسة النشاط بطريقة‬
‫قانونية(‪.) https://takhail.org‬‬
‫نوضح أهم الوثائق املطلوبة من طرف املركز الوطني للسجل التجاري للحصول سجل تجاري الكتروني‪:‬‬
‫اشترط املركز الوطني للسجل التجاري إحضار (‪ )8‬ثمان وثائق للحصول على سجل تجاري الخاص بالنشاط‬
‫اإللكتروني‪:‬‬
‫• بالنسبة للشخص املعنوي‪ :‬يتكون امللف من طلب ممض ى ومحرر على استمارات يسلمها للمركز‪ ،‬مع إثبات وجود محل‬
‫مؤهل الستقبال نشاط تجاري‪ ،‬إما سند امللكية أو عقد إيجار‪ ،‬أو امتياز للوعاء العقاري الذي يحوي النشاط التجاري أوكل‬
‫عقد أو مقرر تخصيص مسلم من طرف هيئة عمومية‪ ،‬باإلضافة إلى نسخة من القانون األساس ي املتضمن تأسيس الشركة‬
‫أو نسخة من النص التأسيس ي للشركة‪ ،‬عندما يتعلق األمر بمؤسسة عمومية ذات طابع صناعي تجاري‪ ،‬وقد حدد املركز‬
‫‪ ،CNRC‬إعالن نشر القانون األساس ي للشركة في النشرة الرسمية لإلعالنات القانونية‪ ،‬وكذا وصل تسديد حقوق الطابع‬
‫الضريبي املنصوص عليه في التشريع الجبائي املعمول به واملقدر بـ‪ 4000‬دج‪.‬‬

‫‪208‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫• أما في حال كان الشخص طبيعيا‪ ،‬فإن امللف يتكون من (‪ )6‬ست وثائق‪ ،‬وحسب القانون رقم ‪ 13-06‬املتعلق بشروط‬
‫ممارسة األنشطة التجاري (القانون رقم ‪ ،13-06‬املتعلق بشروط ممارسة األنشطة التجاري ) ‪ ،‬فإنه ال يمكن أن يسجل‬
‫في السجل التجاري أو أن يمارس نشاطا تجاريا الكترونيا‪ ،‬األشخاص املحكوم عليهم الذين لم يرد لهم االعتبار الرتكابهم‬
‫الجنايات والجنح في مجال حركة رؤوس األموال من وإلى الخارج‪ ،‬أو إنتاج وتسويق املنتجات املزورة واملغشوشة املوجهة‬
‫لالستهالك‪ ،‬باإلضافة إلى التفليس والرشوة‪ ،‬وتقليد أو املساس بحقوق املؤلف والحقوق املجاورة‪ ،‬واالتجار في املخدرات‪.‬‬
‫خاتمة ‪:‬‬
‫من املؤكد أن اإلدارة اإللكترونية أصبحت أكثر من ضرورة ملحة وبشدة‪ ،‬تجسد نمطا جديدا في نظم اإلدارة‬
‫املعاصرة‪ ،‬من خالل استخدام تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت في انجاز عملياتها اإلدارية‪ ،‬حيث أصبحت تمثل أسلوب‬
‫حضاري متطور في إدارة املؤسسات يرتكز على استخدام التقنيات التكنولوجية الحديثة كوسيلة لتحقيق األهداف‬
‫اإلدارية‪ ،‬حيث أصبح التحول نحو الرقمية وتجسيد قواعد اإلدارة اإللكترونية أساسيا على كل االدارات ملا لها من آثار‬
‫ايجابية على مستوى عصرنة اإلدارات العمومية وتحسين الخدمات املقدمة للمواطنين وتلبية حاجاتهم العامة‪.‬‬
‫ومن خالل ما سبق التطرق له في مداخلتنا هذه توصلنا لجملة من النتائج نحددها كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬املشرع الجزائري كان حريصا على مواكبة التطورات العاملية‪ ،‬وإن كانت بسيرورة بطيئة ومحتشمة مقارنة بالدول‬
‫املتقدمة‪ ،‬واعتماده على مجموعة البأس بها من النصوص التنظيمية ( قرارات ومراسيم) خاصة في مجال ضبط وتنظيم‬
‫العمليات االدارية املعاصرة( وثائق واجراءات)‪.‬‬
‫‪ -‬سعي املنظومتين القانونية واالدارية جنبا لجنب من أجل خلق نوع من التوازن والتوافق بين محتوى النص‬
‫القانوني وضرورة تطبيقه في واقع يتناقض في كثيرا من األماكن واألحيان مع متطلبات الرقمنة واالدارة االلكترونية الحديثة‪،‬‬
‫نتيجة نقص اإلمكانيات املادية والبشرية املؤهلة ‪.‬‬
‫‪ -‬سهر املشرع الجزائري على خلق أرضية قانونية وتنظيمية مسبقة‪ ،‬من أجل التحضير الجيد للممارسات امليدانية‬
‫ملظاهر عصرنة االدارة الجزائرية‪ ،‬فيما يخص مسألة تداول جواز السفر االستعجالي‪ ،‬حيث سبق قرار تداول ومواصفات‬
‫هذه الوثيقة صدور القرار املتضمن شروط واجراءات اصدارها واعدادها‪ ،‬تفاديا لوجود أي ثغرات أو نقائص بهذا‬
‫الخصوص ‪.‬‬
‫‪ -‬اتساع نطاق تطبيق سياسة االدارة االلكترونية على مستوى مختلف االدارات الناظمة للمرافق العمومية خاصة‬
‫الجماعات املحلية ( جواز السفر البيومتري االلكتروني بنوعيه )‪ ،‬وكذا املنظمة لعمل ونشاطات الخواص ( السجل التجاري‬
‫االلكتروني)‪.‬‬
‫‪ -‬االعتماد على السجل التجاري االلكتروني ضرورة حتمية تعتبر بمثابة ضمانة قانونية وادارية الكترونية لتجسيد‬
‫الشفافية في املعامالت االلكترونية حماية لحقوق املستهلك االلكترونية‬
‫‪ -‬اصدار وثيقة جواز السفر االستعجالي يعتبر إجراء قانوني عملي وفعال تفطن له املشرع الجزائري كونه ضرورة في‬
‫كثير من الحاالت التي كان يصعب فيها تنقل املواطنين في الظروف االستثنائية‪.‬‬
‫وبناء على مجمل هذه النتائج نتقدم ببعض التوصيات سعيا للوصول إلدارة جزائرية معاصرة واملتمثلة في‪:‬‬
‫‪ -‬مواصلة واعادة النظر في النصوص التنظيمية املتعلقة بتنظيم العمليات االدارية بما يتماش ى مع التطورات‬
‫والسعي للتوجه وخلق بيئة رقمية تعمل على دعم وتعزيز مشاريع التنمية املستدامة على جميع املستويات وفي كل املجاالت‪.‬‬
‫‪ -‬العمل على استكمال مشروع ربط امللحقات اإلدارية بشبكة األلياف البصرية‪ ،‬فرغم أن الحكومة قد قطعت‬
‫شوطا في هذا املشروع وذلك بربط مجمل املدن بشبكة األلياف البصرية إال أن أغلبية فروع البلديات والدوائر مازالت‬
‫تفتقر إلى هاته شبكة‪.‬‬

‫‪209‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫‪ -‬توفير املعدات التكنولوجية الحديثة وزيادة سرعة تدفق األنترنت ‪.‬‬


‫‪ -‬مقاومة التغيير والخوف منه فهو من أهم املعوقات التي تواجه معظم اإلدارات الجزائرية سواء من طرف املواطن‬
‫وحتى من جهة املوظفين وتخوفهم من فقدان مراكزهم وهذا ما سهر املشروع إليجاد حلول لنشر الثقافة اإللكترونية في‬
‫املجتمع والقضاء على األمية اإللكترونية وذلك مثال بزيادة الدورات التكوينية للموظفين وتكثيف إقامة املؤتمرات‬
‫والندوات للتعريف باإلدارة اإللكترونية ونشر الوعي اإللكتروني بين مختلف فئات املجتمع‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة املوارد املالية كون مشروع اإلدارة اإللكترونية يحتاج إلى أموال ضخمة تتالءم مع هذا األسلوب التقني‬
‫الحديث وتوفير كافة مستلزماته‪ ،‬واألمر الذي يتقابل مع أزمة االنكماش االقتصادي العاملي ‪.‬‬
‫‪ -‬حتى تتمكن مصالح الخدمة العمومية من تطبيق اإلدارة االلكترونية عليها أن تقوم باستخدام آليات ووسائل‬
‫تتناسب مع قدرات العاملين وذلك بغية تقديم خدمات ذات جودة عالية‪.‬‬
‫‪ -‬مواصلة منح فرص لتكوين وتدريب العاملين في االدارة حول كيفية استخدام آليات اإلدارة االلكترونية لتطبيق‬
‫مشروع الجزائر االلكترونية‪ ،‬حتى يتمكن العاملين من التعامل مع هذه التقنيات بكل احترافية وبالتالي تقدم الخدمات‬
‫بجودة عالية‪.‬‬
‫‪ -‬التركيز على متطلبات املواطن املتعامل مع االدارة واهتمام مصالح الجماعات املحلية باملواطنين والتعامل معهم‬
‫باحترافية لكسب ثقتهم ونشر الوعي بينهم من أجل استخدام آليات وتقنيات اإلدارة االلكترونية في اإلدارة العمومية ‪.‬‬
‫قائمة املراجع‪:‬‬
‫النصوص القانونية ‪:‬‬ ‫•‬
‫األمر رقم ‪ 59 /75‬املؤرخ في ‪20‬رمضان عام ‪ 1395‬املوافق ‪ 26‬سبتمبر ‪ ،1975‬املتضمن التجاري املعدل واملتمم‪.‬‬ ‫‪)1‬‬
‫قانون رقم ‪ ،08/04‬املؤرخ في ‪ 27‬جمادى الثانية ‪ ،1425‬املوافق ل ‪ 14‬أوت ‪ ،2004‬املتعلق شروط ممارسة االنشطة‬ ‫‪)2‬‬
‫التجارية‪ ،‬ج ر ‪ ، 52‬املؤرخة في ‪ 2‬رجب ‪1425‬ه ‪ ،‬املوافق ل ‪ 18‬أوت ‪.2004‬‬
‫القانون‪ ،14 /03‬املؤرخ في ‪ 24‬فيفري ‪ 2014‬يتعمق بسندات ووثائق السفر‪ ،‬العدد ‪ 16‬الصادرة في ‪ 23‬مارس‪،2014‬‬ ‫‪)3‬‬
‫منشور عبر املوقع الرسمي لوزارة الداخلية والجماعات املحلية‪.‬‬
‫القانون رقم ‪ ،13/06‬املتعلق بشروط ممارسة األنشطة التجاري‪.‬‬ ‫‪)4‬‬
‫القانون ‪ ،05/18‬املؤرخ في مؤرخ في ‪ 24‬شعبان عام ‪ 1439‬املوافق ‪10‬مايوسنة ‪ ، 2018‬يتعلق بالتجارة اإللكترونية‪ ،‬ج‬ ‫‪)5‬‬
‫ر ‪ 28‬املؤرخة في ‪ 20‬شعبان ‪ ،1439‬املوافق ل ‪ 16‬ماي ‪.2018‬‬
‫• النصوص التنظيمية ‪:‬‬
‫‪ )1‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 58-16‬املؤرخ في ‪ 24‬ربيع الثاني ‪ ،1437‬املوافق لـ ‪ 3‬فبراير ‪ ،2016‬يحدد شروط إعداد‬
‫وإصدار جواز السفر االستعجالي‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،07‬الصادرة بتاريخ ‪ 28‬ربيع الثاني ‪ ،1437‬املوافق لـ ‪ 7‬فبراير ‪.2016‬‬
‫‪ )2‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 222/06‬املؤرخ في ‪ 25‬جمادى األولى عام ‪ 1427‬املوافق ل ‪ 21‬يونيو ‪ 2006‬الذي يحدد‬
‫نموذجا ملستخرج السجال التجاري‪ ،‬ج ر ‪ ،42‬املؤرخة في ‪ 29‬جمادى األولى ‪ ،1427‬املوافق لـ ‪ 25‬يونيو‪.2006‬‬
‫‪ )3‬املرسوم ‪ 248/ 63‬املؤرخ في ‪ 10‬جويلية ‪ ،1963‬املرسوم املنش ئ للسجل التجاري الوطني ‪.‬‬
‫‪ )4‬املرسوم ‪ 188/ 73‬املؤرخ في ‪ 21‬نوفمبر ‪ ،1973‬ج ر العدد ‪ ،95‬السنة العاشرة‪ ،‬املؤرخة في ‪ 2‬ذو القعدة ‪،1393‬‬
‫املوافق ل ‪ 27‬نوفمبر ‪ ،1973‬املتضمن تبديل تسمية املكتب الوطني للملكية الصناعية باملركز الوطني للسجل التجاري‪.‬‬

‫‪210‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫‪ )5‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،11 / 37‬مؤرخ في ‪ 3‬ربيع األول عام ‪ ،1432‬املوافق ‪ 6‬فبراير ‪ ،2011‬يعدل ويتمم‬
‫املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،68/ 92‬املؤرخ في‪ 14‬شعبان عام ‪ ،1412‬املوافق ‪ 18‬فبراير سنة‪ ،1992‬وملتضمن القانون‬
‫األساس ي الخاص باملركز الوطني للسجل التجاري وتنظيمه‪ ،‬ج ر رقم ‪.09‬‬
‫‪ )6‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،112/18‬املؤرخ في ‪ 18‬رجب ‪ ، 1439‬املوافق ل ‪ 5‬أفريل ‪ ،2018‬يحدد مستخرج السجل‬
‫التجاري الصادر بواسطة إجراء الكتروني ‪.‬‬
‫• القرارات الوزارية‪:‬‬
‫‪ )1‬القرار املؤرخ في ‪ 22‬جمادى الثانية ‪ ،1432‬املوافق لـ ‪ 25‬ماي ‪ ،2011‬املتعلق بملف طلب بطاقة التعريف الوطنية‬
‫وجواز السفر‪ ،‬منشور عبر املوقع الرسمي لوزارة الداخلية ‪.‬‬
‫‪ )2‬القرار املشترك املؤرخ في ‪ 04‬رجب ‪ 1436‬املوافق لـ ‪ 23‬أفريل ‪ ،2015‬ي ـح ــدد هــذا ال ـق ـرار الــوث ــائق املـكــونــة امللف‬
‫طلب جواز السفـر البيومتري اإللكتروني بالنسبة للمواطنين الجزائريين املقيمين في الخارج" ‪ ،‬ج ر العدد ‪ ، 24‬الصادرة‬
‫بتاريخ ‪ 24‬رجب ‪ 1436‬املوافق لـ ‪ 13‬ماي ‪،.2015‬‬
‫‪ )3‬القرار املؤرخ في ‪ 01‬صفر ‪ 1433‬املوافق لـ ‪ 26‬ديسمبر ‪ ،2011‬املحدد للمواصفات التقنية لجواز السفر الوطني‬
‫البيومتري االلكتروني املحدد للمواصفات التقنية لجواز السفر االلكتروني‪ ،‬الصادر في ج ر العدد ‪ ،01‬املؤرخة في ‪20‬‬
‫صفر عام ‪ 1433‬هـ‪ ،‬املوافق لـ ‪ 14‬يناير ‪.2012‬‬
‫‪ )4‬القرار املؤرخ في ‪ 01‬صفر ‪ 1433‬املوافق لـ ‪ 26‬ديسمبر ‪ ،2011‬املتعلق بتداول جواز السفر االلكتروني‪ ،‬الصادر‬
‫في ج ر العدد ‪ ،01‬املؤرخة في ‪ 20‬صفر عام ‪ 1433‬هـ‪ ،‬املوافق لـ ‪ 14‬يناير ‪ :2012‬ي ـحـ ّـدد هــذا ال ـق ـ ـرار تــاريخ ال ـش ــروع في‬
‫املؤرخ في ّأول صـ ـف ــر‬
‫تداول جواز الـسفـر الوطـني البـيومـتري اإللـكتروني الذي حددت مواصفاته التقنية بموجب القرار ّ‬
‫ع ــام ‪ 1433‬امل ــوافق ‪ 26‬ديـ ـسـ ـمـ ـب ــر سـ ـن ــة ‪ 2011‬واملذكور أعاله ابتداء من تاريخ ‪ 5‬يناير سنة ‪".2012‬‬
‫يحدد مواصفات جواز السفـر‬ ‫‪ )5‬القرار املؤرخ في ‪ 26‬صـفـر عام ‪ 1437‬املوافق ‪ 10‬ديـسـمـبـر سنة ‪ 2015‬والذي ّ‬
‫االستعجالي‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،67‬الصادرة بتاريخ ‪ 8‬ربيع األول ‪ ،1437‬املوافق لـ ‪20‬ديسمبر ‪.2015‬‬
‫يحدد تـاريخ بداية تداول جواز‬ ‫‪ )6‬القرار املؤرخ في ‪ 28‬صـفـر عام ‪ 1437‬املوافق ‪ 10‬ديـسـمـبـر سنة ‪ 2015‬والذي ّ‬
‫السفـر االستعجال االستعجالي‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،67‬الصادرة بتاريخ ‪ 8‬ربيع األول ‪ ،1437‬املوافق لـ ‪20‬ديسمبر ‪.2015‬‬
‫• املؤلفات‪:‬‬
‫‪ )1‬بوسماح أمين‪ ،2003 ،‬المرفق العام في الجزائر‪ ،‬ط‪ ،02‬ترجمة رحال بن أعمر‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪،‬‬
‫الجزائر‪..2003 ،‬‬
‫• املقاالت واملجالت‪:‬‬
‫‪ )1‬سامر زالس ي‪ ،2018،‬حليمة لخضاري‪ ،2018 ،‬أثر انخفاض سعر النفط في ترشيد النفقات ودعم سياسة‬
‫التقشف دراسة تحليلية للسياسة االجتماعية في الجزائر ‪ ،2007/2008‬مجلة البحوث االقتصادية املتقدمة‪ ،‬جامعة‬
‫الشهيد حمة لخضر‪ ،‬الوادي‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد ‪. 04‬‬
‫‪ )2‬فرطاس فتيحة‪ ،2016،‬عصرنة اإلدارة العمومية في الجزائر من خالل تطبيق اإلدارة االلكترونية ودورها في تحسين‬
‫خدمة املواطنين‪ ،‬مجلة االقتصاد الجديد العدد ‪ – 15 :‬املجلد ‪.02‬‬
‫‪ )3‬فوزية صادقي ‪ ،2020 ،‬واقع رقمنة الجماعات املحلية الجزائرية وتحديات تحسين الخدمة العمومية في ظل الثورة‬
‫التكنولوجية وتأثيرات التحول الرقمي العاملي‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية لجامعة أم البواقي ‪ – ISSN 1112-9255‬العدد‬
‫‪ ،3‬املجلد‪ ،7‬ديسمبر ‪.2020‬‬

‫‪211‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫• املداخالت وامللتقيات‪:‬‬
‫‪ )1‬مقناني صبرينة‪ ،2012‬مشروع الحكومة اإللكترونية بالجزائر‪ :‬خطوة نحو إرساء مجتمع المعرفة‪ ،‬مؤتمر لالتحاد‬
‫العربي للمكتبات والمعلومات‪ ،‬الحكومة والمجتمع والتكامل في بناء المجتمعات المعرفية العربية‪ ،‬الدوحة‪ ،‬قطر‪- ،‬‬
‫‪ 20- 18‬نوفمبر‪.2012 ،‬‬
‫املو اقع االلكترونية ‪:‬‬ ‫•‬
‫‪ )1‬املوقع الرسمي لوزارة الداخلية والجماعات املحلية‪: https://passeport.interieur.gov.dz‬‬
‫تاريخ االطالع ‪.8:30 ، .2021/09/25 :‬‬
‫املركز الوطني للسجل التجاري )‪ ، (CNRC‬منشورات املركز على املوقع ‪ : http://www.dcworan.dz‬تاريخ االطالع‬ ‫•‬
‫‪ ،2018/02/22‬على الساعة ‪.18:20‬‬
‫استخراج السجل التجاري االلكتروني للتجارة في الجزائر‪ ،‬مقال منشور على الرابط االلكتروني ملوقع شركة تخيل‬ ‫•‬
‫لتسوق اإللكتروني‪ https://takhail.org‬االطالع ‪ 2018 /02 /23‬على الساعة ‪.18:20‬‬
‫رزيقة ‪ .‬خ‪ ،‬آخر أجل للحصول على السجل التجاري اإللكتروني ‪ 11‬أفريل ‪ 2019‬املتعاملون االقتصاديون والتجار‬ ‫•‬
‫والحرفيون مدعوون القتنائه‪ ،‬مقال صحفي منشور على الرابط االلكتروني‪:‬‬
‫‪www.eldjazaironline.ne‬تاريخ االطالع ‪ ، 2018/02/22‬على الساعة ‪.17:00‬‬
‫• مصطفى يوسف كافي‪ ،‬اإلصالح والتطوير اإلداري بين النظرية والتطبيق ‪Reform and Administrative‬‬
‫‪ ،Development‬دار رسالن‪ ،‬منشور عبر الموقع‪ ، https://books.google.dz/books :‬تاريخ االطالع‬
‫‪.2021/09/25‬‬

‫‪212‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫استخدام بطاقات االئتمان والدفع املسبق والنقود اإللكترونية في ميزان اإلسالم‬


‫‪Use credit cards, advance payment and electronic money in the balance of Islam‬‬
‫حازم أحمد فرو انة و سليمان مرابط‬
‫‪Hazem Ahmad Firwana and Slimane Mrabet‬‬
‫أستاذ محاضرأ‪،‬جامعة أبي بكر بلقايد تلمسان‪ ،‬الجزائر‬
‫‪University of Abi Bakr Belqiad Tlemcen, Algeria‬‬

‫امللخص‪:‬‬
‫هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على أنواع هذه البطاقات‪ ،‬وكيفية استخدامها‪ ،‬وفوائدها ونوع املعامالت التجارية التي تتم‬
‫باستخدامها‪ ،‬وما يترتب على استخدام هذه البطاقات من فوائد ومضار في نفس الوقت‪ ،‬ومن ثم يقوم الباحثان بتحليل جميع جوانب‬
‫االستخدامات ونوع املعامالت التجارية القائمة عليها وذلك من منظور شرعي‪.‬وكانت أهم النتائج لبطاقات االئتمان فوائد كثيرة في حياة اإلنسان‬
‫الحديثة‪ ،‬وأصبح اإلنسان في بعض الحاالت ال يستغني عنها‪ ،‬فهي وسيلة سهلة للتعامالت املالية ولها الكثير من الفوائد التي ال يمكن الحصول‬
‫عليها إال بواسطة بطاقات االئتمان ‪.‬إن بطاقات االئتمان هي في أساها بنيت على القواعد الربوية‪ ،‬وهدفها األساس ي الكسب الربوي وبالتالي فإنه‬
‫يجب على املسلم أن يبتعد عنها وأال يستخدمها طاملا كان قادرا على ذلك‪.‬وكانت أهم التوصيات يجب حث املصارف اإلسالمية على التقدم‬
‫بخطوات نحو إصدار بطاقات ائتمان تضمن للمسلم عدم الوقع في الربا‪.‬تم دراسة املوضوع من جانب املستخدم ولكن يجب دراسته من جانب‬
‫آخر وهو جانب الشركات املتعاملة مع هذا النوع من البطاقات‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬بطاقات االئتمان‪ ،‬النقود اإللكترونية‪ ،‬بطاقات الدفع املسبق‪ ،‬بطاقة فيزا الذهبية‪ ،‬بطاقات الصراف اآللي‪.‬‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪This study aimed to identify the types of these cards, how to use, its benefits and type of commercial transactions are‬‬
‫‪used, and the use of these cards in the same time, and the researchers analyzes all aspects of uses and the type of trade‬‬
‫‪transactions based on The most important results of credit cards are many benefits in modern human life, and man has‬‬
‫‪become in some cases, they are an easy-to-financial meaning and have a lot of benefits that can only be obtained by credit‬‬
‫‪cards. Credit cards are in Asa Ratey rules, its primary goal is the Lord, and therefore the Muslim must move away and not use‬‬
‫‪as long as he was able. The most important recommendations must be urged Islamic banks to progress with steps towards‬‬
‫‪issuing credit cards that ensure the Muslim lack of impacts.‬‬
‫‪Key words: Credit Cards, Electronic Money, Pay Payment Cards, Golden Visa Card, ATM Cards.‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫تعتبر البطاقات املصرفية واملسماة ببطاقات االئتمان إحدى إفرازات املجتمعات الحديثة وما نتج عنها من حاجة‬
‫إليجاد نظام متطور ومأمون لتسديد الديون واملقاصة وإنجاز املعامالت التجارية بين األطراف املختلفة‪ ،‬فقد ظهر هذا‬
‫النوع من البطاقات في مطلع القرن التاسع عشر في الواليات املتحدة األمريكية من قبل إحدى الشركات لتسهيل أعمال‬
‫عمالها وتبعتها مجموعة من الشركات التي استخدمت هذا النوع من البطاقات مما أدى إلى وجود جبهة قوية تدعوا إلى مزيد‬
‫من التطور في استخدام هذه البطاقات‪ ،‬وقد ساعد التطور الحاصل في التكنولوجيا إلى دعم استخدام هذه البطاقات في‬
‫عمليات الشراء والبيع والتسليف‪ ،‬وأصبح باإلمكان توزيعها على عدد كبير من الزبائن‪ ،‬وتم تبنيها من قبل مجموعة كبيرة‬
‫من البنوك‪ ،‬وتشكلت منظمة غير ربحية تنطوي تحت لوائها البنوك التي ترغب في إصدار بطاقات خاصة بها‪ ،‬وسميت هذه‬
‫املنظمة بمنظمة الفيزا‪ ،‬حيث بلغ عدد الدول التي انتشر فيها هذه النوع من البطاقات بحوالي مائة وستين دولة حول العالم‪،‬‬

‫‪213‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫وأكثر من ستة ماليين موئسسة تشمل شركات الطيران والفنادق واملطاعم واملحالت التجارية وغيرها من املؤسسات‬
‫التجارية والخدمية‪.‬‬
‫وقد تبع هذا التطور في استخدام بطاقات االئتمان إفراز نوع جديد من البطاقات والتي تسمى ببطاقات الدفع املسبق‪،‬‬
‫وقد اختلفت هذه البطاقات عن غيرها في أنها تحتوي على قيمة مالية وتستخدم ألغراض خاصة مقابل أداء خدمة معينة‬
‫وذلك تماشيا مع الحاجات العصرية لإلنسان وتسهيال ألمور حياته‪ ،‬فأصبح يستعمل مجموعة من البطاقات لعدة أغراض‬
‫منها الدخول على اإلنترنت واستخدام الهاتف العمومي واستعمال وسائل النقل العامة ومواقف السيارات‪ ،‬وقد أدى كثرة‬
‫البطاقات املستخدمة إلى إفراز نوع جديد آخر من املعامالت والذي ارتبط ارتباطا كليا بثورة االتصاالت والحاسوب وهو‬
‫بطاقات النقود اإللكترونية ‪.‬‬
‫إن ثورة االتصاالت والحاسوب والتي جلبت معها كنتيجة حتمية ثورة املعلومات والتي قلبت حياة ماليين البشر رأسا‬
‫على عقب‪ ,‬حتى أصبح يقال في عصرنا هذا أن أعظم ثالث قوى تقنية على الساحة اآلن هي الحاسوب واالتصاالت واملعلومات‬
‫والتي أصبحت تحقق عائدا سنويا يقدر ب ‪ 300‬تريليون دوالر‪( .‬الرماني‪ ،2013 ،‬صفحة ‪)18‬‬
‫ولقد أصبحت أجهزة الحاسوب جزءا متمما لحياتنا اليومية وأحد الضروريات التي ال بديل عنها سواء في العمل أو في‬
‫املنزل‪ ،‬فقد احتلت أجهزة الحاسوب وشبكات االتصاالت موقعا رئيسا وسط العمليات اليومية لكل مشروع أو مؤسسة‪،‬‬
‫ولقد أصبحت سالحا تنافسيا للشركات‪.‬‬
‫وال عجب أن هذا العصر اتسم بالعديد من امليزات في هذا املجال فأصبحنا نرى نشرا بال ورق وكتب غير مطبوعة‬
‫تسمى إلكترونية وعقارات خيالية تسمى عقارات إلكترونية‪ ،‬وأصبحنا نذهب إلى السوق ونشتري وندفع النقود ونحن في‬
‫منزلنا‪ ،‬ونزور املتاجر والتي هي بال أرفف فيما يسمى بالتسوق اإللكتروني‪ ،‬وقد كان بوابة كل ذلك ما يسمى بالنقود الرقمية‬
‫والنقود اإللكترونية والبطاقات الذكية‪.‬‬
‫وقد أصبحت هذه النقود عبارة عن نبضات إلكترونية في أي حاسوب ومن املمكن تداولها وتحويلها بسرعة الضوء من‬
‫مكانا إلى آخر عبر العالم والتي هي تعتبر بديل مالئم وسهل الستعمال للنقود التقليدية‪.‬‬
‫وال شك أن جميع هذه األنواع من البطاقات هي بمثابة معامالت تجارية يوجد بها طرفين أو ثالثة أطراف فمنها ما يكون‬
‫فيه طرفين وهما املشتري أو املستفيد من الخدمة من جهة ومن جهة أخرى البائع أو مقدم الخدمة والذي هو في هذه الحالة‬
‫يكون مصدر البطاقة‪ ،‬وفي حاالت أخرى يكون هناك طرفا ثالثا هو الوسيط بين الطرفين األوليين ويكون بالعادة إحدى‬
‫الشركات الراعية لهذا النوع من البطاقات ‪ ،‬أو أحد البنوك التجارية‪.‬‬
‫وقد ال يختلف أحد على أهمية وفوائد هذه البطاقات في تطور حياة اإلنسان فهي بكل بساطة تجعله آمنا على نقوده‬
‫من السرقة أو الفقدان أو التلف‪ ،‬وتمكنه من شراء ما يريد بأي وقت وبسرعة فائقة‪ ،‬وتعطي مستخدمها الكثير من املزايا‬
‫والتسهيالت التجارية في بلده وحول العالم‪ ،‬كما أنها تعتبر وسيلة محاسبة وضبط للمصاريف وتوثيق للمعامالت التجارية‪.‬‬
‫وعلى الرغم من الفوائد الجمة التي يحصل عليها اإلنسان من استخدام هذا النوع من البطاقات‪ ،‬إال أن استخدام‬
‫هذا النوع من البطاقات قد يجعله رقما من بين ماليين األرقام‪ ،‬ويفقده سريته وحريته الشخصية‪ ،‬وقد يجعله أداه تستخدم‬
‫في تحقيق أفكار شريره‪.‬‬
‫‪ .2‬مشكلة البحث ‪:‬‬
‫في غمرة التطورات التكنولوجية لهذا العصر وسرعة التقدم الحاصل في جميع مناحي الحياة‪ ،‬والضرورة التي تحتم‬
‫على اإلنسان املسلم باللحاق بثورة املعلومات واالتصاالت‪ ،‬فقد ظهرت في السنوات املاضية ظاهرة تداول األموال كنوع من‬
‫املعامالت التجارية عن طريق بطاقات االئتمان‪ ،‬وانتشرت بسرعة فائقة‪ ،‬وغزت جميع األسواق التجارية‪ ،‬وأصبح التعامل‬
‫عبر هذه البطاقات من ضروريات الحياة ملا فيه من فوائد جمة‪.‬‬

‫‪214‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫ولكن هذه البطاقات قد تم طرحها واستخدامها ألول مرة من قبل الغرب‪ ،‬حيث أن املؤسسات املالية والخدمية التي‬
‫تصدرها وتتعامل معها لم تكترث إلى املفهوم الشرعي الستخدام هذه البطاقات ومن أمثلتها الربا مما جعل الكثير يتسائلون‬
‫على نظرة اإلسالم لهذه البطاقات وحكمها في ميزان اإلسالم‪.‬‬
‫فرضيات الدراسة ‪:‬‬
‫أصبح استخدام هذه البطاقات في العصر الحديث من الضروريات التي ال غنى عنها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يستطيع اإلنسان املسلم أن يتكيف مع استخدام هذه البطاقات من منظور شرعي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫أهداف الدراسة ‪:‬‬
‫يسعى الباحثان في هذه الدراسة إلى التعرف على أنواع هذه البطاقات‪ ،‬وكيفية استخدامها‪ ،‬وفوائدها ونوع املعامالت‬
‫التجارية التي تتم باستخدامها‪ ،‬وما يترتب على استخدام هذه البطاقات من فوائد ومضار في نفس الوقت‪ ،‬ومن ثم يقوم‬
‫الباحثان بتحليل جميع جوانب االستخدامات ونوع املعامالت التجارية القائمة عليها وذلك من منظور شرعي‪.‬‬
‫أهمية الدراسة ‪:‬‬
‫تبرز أهمية هذه الدراسة من خالل قلة الدراسات املماثلة في فقه املعامالت اإلسالمية ملثل هذا املوضوع‪ ،‬والتي لم‬
‫تعالج بشكل كامل في الفقه اإلسالمي‪ ،‬كما أن النتشار هذا النوع من املعامالت التجارية األثر األكبر على عادات وتقاليد‬
‫ومفاهيم املسلمين سلبا أو إيجابا ‪,‬فقد رأى الباحثان أنه ال بد من دراستها وتطويرها بشكل يالئم أخالقيات وأدبيات اإلنسان‬
‫املسلم‪.‬‬
‫وحيث أن الباحثان كثير السفر إلى بالد الغرب‪ ،‬وقد استخدم هذه البطاقات ألكثر من مرة في سفره وترحاله‪ ,‬وقام‬
‫بإجراء العديد من املعامالت بواسطة هذه البطاقات‪ ،‬فإن الباحثان مهتم بتبيان جوانب هذه املعامالت التجارية وذلك‬
‫خوفا من الوقوع في الحرام وتجنبا له‪ ،‬واستغالل ملا هو محلل في هذا النوع من املعامالت التجارية ملا فيه من فائدة جمة‪.‬‬
‫كما يؤمل في أن تزود هذه الدراسة القائمين على دراسة فقه املعامالت اإلسالمية باملعلومات الحديثة والدقيقة لهذا‬
‫النوع من املعامالت وذلك لدراستها وتوضيح مدى التكيف الشرعي الذي يستطيع اإلنسان املسلم أن يتبعه لالبتعاد عن‬
‫ارتكاب املعاص ي‪ ،‬كذلك للمؤسسات املالية اإلسالمية التي تحرص على إيجاد البديل لإلنسان املسلم عن استخدام‬
‫البطاقات التي ال تهتم لنظرة اإلسالم في مثل هذا املوضوع‪.‬‬
‫منهجية الدراسة ‪:‬‬
‫نظرا لتوفر كم هائل من املعلومات حول املوضوع على شبكة اإلنترنت‪ ،‬فقد لجأ الباحثان إلى جمع البيانات من عدة‬
‫مواقع عبر شبكة اإلنترنت وقام بتجميعها وتحليلها وترتيبها‪ ،‬وقام باستفتاء بعض العلماء حول عدد من الجوانب الغير‬
‫واضحة له‪ ،‬كما قام الباحثان بإرسال مجموعة من األسئلة لعدة مواقع إسالمية عبر شبكة اإلنترنت والبحث عن إجابات‬
‫سابقة ألسئلة أخرى اهتم الباحثان بها في إعداد بحثه‪ ،‬وقد اعتمد الباحثان في دراسته هذا إلى جانب واحد وهو جانب‬
‫استخدام لهذا النوع من البطاقات من قبل الزبائن‪.‬‬
‫خطة الدراسة‪:‬‬
‫وبسبب تعدد نوعيات هذه البطاقات واستخداماتها‪ ،‬فقد قام الباحثان بتجزئة البحث إلى ثالثة مباحث وخاتمة‬
‫تشمل أهم التوصيات على النحو التالي ‪:‬‬
‫بطاقات االئتمان‪.‬‬ ‫املبحث األول‬
‫بطاقات الدفع املسبق‪.‬‬ ‫املبحث الثاني‬
‫بطاقات النقود اإللكترونية‪.‬‬ ‫املبحث الثالث‬
‫املناقشة والترجيح‪.‬‬ ‫املبحث الرابع‬

‫‪215‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫بطاقات االئتمان‬
‫تعتبر بطاقات االئتمان األقدم من بين البطاقات األخرى‪ ،‬وتصدر هذه البطاقات عن البنوك فقط وتكون مرتبطة‬
‫ارتباطا وثيقا بحساب بنكي للعميل ليقوم بإجراء معامالته البنكية عبر الشبكة املشمولة ضمن هذا النظام‪ ،‬ومن بين هذه‬
‫الشبكات املنتشرة انتشارا واسعا حول العالم شبكة ‪ ،Diners Club ،Mater Card ،Visa Card‬حيث يستطيع العميل‬
‫الشراء أو الحصول على الخدمات من أي مكان حول العالم ضمن شبكة املتاجر التي تتعامل مع نوع البطاقة التي يحملها‪،‬‬
‫كما يستطيع العميل الحصول على النقد بأي عملة يريدها من جهاز الصراف اآللي املنتشر حول العام والتابع لشبكته‪.‬‬
‫ونستطيع أن نعرف بطاقة االئتمان بأنها " سند يعطيه مصدره لشخص طبيعي أو اعتباري بناءا على عقد بينهما يمكنه من‬
‫شراء أو بيع السلع‪ ،‬أو غيرهما من الحصول على الخدمات أو تقديمها" (عمر‪ )2003 ،‬ويمكن بواسطة هذه البطاقة سحب‬
‫النقود من أي صراف آلي على حساب املصدر‪.‬‬
‫وتعتبر هذه البطاقات‪ 8‬واسعة االنتشار حول العالم‪ ،‬فلو تحدثنا عن بطاقة ‪ VISA‬إلكترون الصادرة عن البنك العربي‬
‫فنرى أنها " بطاقة عاملية واسعة االنتشار والقبول لدى أكثر من ‪ 23‬مليون محل تجاري ومركز خدمة في جميع أنحاء العالم‪،‬‬
‫ويمكن استعمال بطاقة فيزا البنك العربي للسحب النقدي من أي فروع البنوك املشتركة مع فيزا الدولية في جميع أنحاء‬
‫العالم (حوالي ‪ 500.000‬فرع) ويمكنك أيضا سحب النقود واالستفسار عن حد البطاقة من ‪ 750000‬صراف آلي في جميع‬
‫أنحاء العالم"‪( .‬العربي ا‪)2012 ،.‬‬
‫وبعبارة أخرى فإن البنك املصدر لهذه البطاقة يتعهد لحاملها بأن يقوم بتسديد ثمن البضاعة أو الخدمة املقدمة‬
‫لحامل البطاقة وأيضا تزويده بالنقد الالزم من أي صراف يستخدمه حول العالم‪ ،‬وتتم عمليات التداول بناء على النقاط‬
‫التالية‪-:‬‬
‫‪ .1‬عقد بين املصدر للبطاقة وبين الحامل لها‪ ،‬ويتضمن هذا العقد حدا أقص ى لالئتمان ما بين شهر وثالثة أشهر في معظم‬
‫البنوك التجارية ويقوم البنك بتسديد جميع التزامات العميل املترتبة علي استخدام البطاقة من حسابه إن وجد‪ ،‬وإن‬
‫لم يوجد يقوم البنك بتسديد املبلغ من حسابه‪ ،‬ويتضمن هذا العقد توضيحا لنسبة الفائدة التي قد يطلبها البنك من‬
‫العميل في حال عدم االلتزام‪.‬‬
‫‪ .2‬تحميل العميل بعموالت متفق عليها نظير كل استخدام للبطاقة أو سحب مالي من الصراف اآللي‪.‬‬
‫‪ .3‬تحميل العميل برسوم ثابتة بالعادة تكون سنوية وذلك للحصول على البطاقة‪.‬‬
‫‪ .4‬قد يضطر العميل في بعض األحيان إلى دفع رسوم في حال تلف أو فقدان البطاقة‪ ،‬ويقوم كذلك بدفع جميع‬
‫االلتزامات املترتبة على عملية استخدام البطاقة في حال سرقتها‬
‫تصنيف بطاقات االئتمان‪:‬‬
‫يمكن تصنيف بطاقات االئتمان حسب مجموعة من التصنيفات قد تتغير من بنك إلى آخر‪ ،‬ولكن نستعين في‬
‫دراستنا هذه على تصنيف البنك العربي والذي صنف البطاقات إلى نوعين‪-:‬‬
‫‪ .1‬فيزا كالسيك‪ :‬وتعطى هذه البطاقة للعمالء العاديين ضمن صالحيات وامتيازات محدودة‪ ،‬وتكون محدودة بسقف‬
‫مالي معين‪.‬‬
‫‪ .2‬بطاقة فيزا الذهبية ‪ :‬وتمنح هذه البطاقة للعمالء املهمين الذي يتمتعون بكفاءة عالية وحجم تداول مالي ضخم لدى‬
‫البنك‪ ،‬وتكون هذه البطاقة مفتوحة ال ترتبط بسقف مالي محدد‪ ،‬وتتميز بكون صاحبها مضمونا من قبل البنك‬
‫املصدر للبطاقة وتمكنه هذه البطاقة من الحصول على امتيازات خاصة تختلف عن بطاقات فيزا كالسيك‪.‬‬

‫‪ 8‬هي عبارة ممغنطة تحمل معلومات عن العميل ورقم الحساب وسقف البطاقة المالي المتاح وبعض اإلحسان صورة العميل‪.‬‬

‫‪216‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫أطراف بطاقة االئتمان ‪:‬‬


‫من التعاريف السابقة تستطيع أن تحدد أربعة أطراف لبطاقات االئتمان يتم التعامل بالبطاقة من خاللهم وهم ‪:‬‬
‫(عرفات‪ ،2007 ،‬الصفحات ‪)63-58‬‬
‫‪ .1‬شركة عاملية أو بنك عاملي يرعى البطاقة‪.‬‬
‫‪ .2‬وكاالت محلية للشركة العاملية‪ ،‬أو فروع للبنك العاملي تستخدم للوساطة بين الشركة العاملية والعمالء‪.‬‬
‫‪ .3‬أصحاب املتاجر (املؤسسات التجارية) والخدمات ( وهم من يتعاملون مع هذه البطاقة)‪.‬‬
‫‪ .4‬حملة البطاقة‪ ،‬وهم العمالء الذين يشترون أو يحصلون على خدمات البطاقة قدر حاجاتهم‪.‬‬
‫وتتم املعامالت التجارية عبر هذه األطراف األربعة بأن يقوم البنك املصدر للبطاقة مثل البنك العربي باالتفاق مع‬
‫شركة عاملية تصدر هذه الطاقات مثل فيزا ‪ Visa‬لعميل معين يتعامل مع البنك وله حساب داخل البنك‪ ،‬ويتفق العميل مع‬
‫البنك على آلية الشراء أو سحب النقود والتي هي في الغالب تكون موجة ومحددة من قبل البنك العربي وتكون كالتالي‪-:‬‬
‫‪ -‬تبدأ عملية التعامل بالبطاقة بأن يذهب العميل صاحب البطاقة إلى أحد املتاجر التي تتعامل مع شبكة البطاقات‬
‫وتحمل إشارة ‪ ، Visa‬ويقوم بشراء ما يلزمه من املتجر ويدخل البطاقة على جهاز خاص للتأكد من معلومات العميل‬
‫ومن سقف املشتريات املسموح به ويقوم بعد ذلك بالتوقيع على قسيمة املشتريات‪ ،‬وينطبق الحال على املؤسسات‬
‫الخدمية كالفنادق فيقوم العميل عند محاسبة الفندق بالدفع عن طريق البطاقة‪.‬‬
‫‪ -‬يتقدم صاحب املتجر أو الجهة املقدمة للخدمة باإلشعار املوقع من قبل العميل إلى الشركة العاملية الراعية للبطاقة‬
‫‪ ,‬ويتم مطابقة اإلشعار مع معلومات العميل ومن ثم تقوم الشركة العاملية بتحويل املبالغ املذكورة في اإلشعار إلى‬
‫التاجر أو مقدم الخدمة‪ ،‬وقد يحدث في بالدنا أن يكون البنك املصدر للبطاقة هو الذي يقوم بعملية الدفع‪.‬‬
‫‪ -‬بعد أن يستلم البنك إشعار الدفع من الشركة العاملية‪ ،‬يقوم بتحويل املبلغ املطلوب أوال من حساب العميل إن وجد‪،‬‬
‫وإن لم يوجد فإن البنك يقوم بتحويل املبلغ املطلوب من حسابه ويتم تحميل حساب العميل باملبلغ املطلوب كحساب‬
‫مدين‪.‬‬
‫‪ -‬في حال تأخر العميل عن السداد حسب االتفاق بينه وبين البنك في املدة الزمنية املتفق عليها‪ ،‬يقوم البنك باحتساب‬
‫فوائد مركبة على املبالغ املستحقة‪ ،‬وفي حال استمرار العميل عدم التسديد‪ ،‬يقوم البنك بوضع معلومات البطاقة في‬
‫القائمة السوداء ومنع استخدامها‪.‬‬
‫أما بالنسبة لسحب النقود فاآللية تختلف عما سبق حيث يقوم العميل بإدخال البطاقة إلى أحد أجهزة الصراف اآللي‬
‫حول العالم أو مراجعة بنك من البنوك التي تتعامل مع البطاقة أو أي نظام من أنظمة التحويل اإللكتروني‪ ،‬ويقوم العميل‬
‫بالحصول على املبلغ املطلوب بالعملة املطلوبة‪.‬‬
‫ويحتسب على العميل عمولة تصل إلى ‪ %4‬من قيمة املبلغ املسحوب وتقسم هذه العمولة بين الشركة الراعية للبطاقة‬
‫واملصدر الذي زود العميل بالنقد وبنك العميل املصدر للبطاقة‪.‬‬
‫فوائد بطاقات االئتمان ‪:‬‬
‫ال شك في أنه أصبح لبطاقات االئتمان دورا هاما وفعاال في املجتمعات الحديثة وخاصة في الدول التي ما زالت لم تقفز‬
‫القفزات التكنولوجية الهامة لعالم النقود الرقمية‪ ،‬وأصبح التعامل مع بطاقات االئتمان ضرورة ملحة‪ ،‬ونذكر في املجال‬
‫التقارير التي شارك في اعدادها مجموعة من الخبراء املصرفين في مؤتمر تحت عنوان "عالم بال نقود"‪( ،‬الين‪)2000 ،‬بأن‬
‫إجمالي عدد بطاقات االئتمان في مصر في العام ‪ 2000‬كان ‪ 240‬ألف بطاقة وهي نسبة بسيطة جدا مقارنة بتعداد السكان‬
‫في مصر‪ ،‬وتوقع املصدر أن يصل عدد هذه البطاقات على مستوى العالم بنحو ‪ 3.4‬مليار بطاقة مطلع هذه العام‪.‬‬

‫‪217‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫وتستطيع أن نعدد فوائد بطاقات االئتمان من عدة وجهات نظر‪ ،‬فالتعامل مع هذه البطاقات أصبح أحد املطالب‬
‫الهامة التي يرعاها رجال االقتصاد واملصرفيين‪ ،‬ونستطيع أن نعدد فوائد البطاقات بتقسيمها إلى قسمين‪-:‬‬
‫‪ .1‬من جهة نظراالقتصاديين‪:‬‬
‫‪ -‬تعتبر وسيلة دفع مرنة مقارنة بالنقود التقليدية وخاصة لرجال األعمال واملستثمرين كثيري التنقل لتلبية احتياجاتهم‬
‫املالية في أي مكان بالعالم‪.‬‬
‫‪ -‬استخدام البطاقات يقلل تكاليف إصدار النقود الجديدة‪.‬‬
‫‪ -‬تخفيض حجم النقد املصدر‪.‬‬
‫‪ -‬دعم موارد العمالت األجنبية‪.‬‬
‫‪ -‬رفع الكفاءة اإلنتاجية لألنظمة املصرفية ومواكبة التطور التكنولوجي‪.‬‬
‫‪ -‬تشجيع الحركة االقتصادية بشكل عام‪.‬‬
‫‪ .2‬من جهة نظرالعميل‪-:‬‬
‫‪ -‬تحقق للعميل سهولة وأمان على األموال‪ ،‬فال خوف من أن يتعرض للسرقة أو الفقدان‪ ،‬وفي حال حدوث ذلك يقوم‬
‫العميل باالتصال بأقرب مركز للشركة الراعية للبطاقة أو البنك املصدر ويقوم بإلغاء البطاقة‪ ،‬وقد تساعد أحيانا‬
‫بالقبض على سارق البطاقة إذا أراد أن استخدامها‪.‬‬
‫‪ -‬يستطيع العميل الشراء بحرية كل ما يريد دون االكتراث بتوفير السيولة وفي أي بلد في العالم‪.‬‬
‫‪ -‬يستطيع العميل السداد بعملة البلد املوجود به دون اإلضرار إلى إجراء التحويالت املالية أو تجهيز عملة البلد سلفا‪.‬‬
‫‪ -‬تعد بطاقة االئتمان إحدى وسائل املحاسبة وضبط املصاريف وتوثيق السداد للمطالبات‪.‬‬
‫‪ -‬يستطيع العميل الحصول على النقد بالعملة التي يريدها في أي مكان في العالم‪.‬‬
‫‪ -‬تمنح بعض التسهيالت لحملة بطاقات االئتمان‪ ،‬ويستطيع حملة البطاقات الذهبية من االستفادة من خدمات‬
‫التأمين على الحياة والخدمات الطارئة والخدمات االستشارية‪( .‬العربي‪ ،‬بطاقة فيزا الذهبية البنك العربي‬
‫‪)2013 ،www.arabbank.com/arabic/default.asp‬‬
‫وقبل أن ننهي الحديث عن بطاقات االئتمان ال بد من النظر إلى الجانب املقابل لفوائد البطاقات‪ ،‬وهو ما يترتب على‬
‫استخدام هذه البطاقات من مساوئ على الصعيد العام والخاص‪ ،‬ويمكن أن تجمل هذه املساوئ بالنقاط التالية‪-:‬‬
‫‪ .1‬نظرا لسهولة استخدام بطاقات االئتمان فإن عملية الشراء سهلة مما يشجع حامل البطاقة على عمليات الشراء دون‬
‫حساب مما يؤدي الحقا إلى تعثره في عملية السداد‪.‬‬
‫‪ .2‬قد تتعرض البطاقة للسرقة أثناء عملية الشراء عبر اإلنترنت في حاالت خاصة‪.‬‬
‫‪ .3‬عدم توفر البنى التحتية بشكل كامل لشبكات بطاقات االئتمان مما يؤدي إلى اضطرار استخدام حامل البطاقة لحمل‬
‫لبعض الدفعات النقدية‪.‬‬
‫‪ .4‬نظرا ألن معظم إمكانيات بطاقات االئتمان تستخدم في الخارج‪ ،‬فإن التدفقات النقدية واملعامالت التجارية تتجه‬
‫باتجاه الخارج مما يؤدي إلى عدم استفادة الدولة من التداوالت عبر هذه البطاقات‪.‬‬
‫بطاقات الدفع املسبق‬
‫تعتبر بطاقات الدفع املسبق إحدى أنواع البطاقات التي تعبر عن قيمة مالية محدودة ومخصصة اإلنفاق لجهة معينة‬
‫للحصول على خدمة معينة‪ ،‬وعلى الرغم من أن معظم بطاقات الدفع املسبق تستخدم في الحصول على خدمات معينة‪،‬‬
‫إلى أنه يوجد نوع يستطيع الزبون شحنه بقيمة مالية معينة لغرض الشراء‪ ،‬وقد ظهرت هذه البطاقات كنتيجة لتطور‬
‫مرافق الحياة الحديثة وتوفيرا على املستهلكين الوقت للحصول على الخدمات املطلوبة‪ ،‬ويرجع تاريخ هذه البطاقات إلى‬

‫‪218‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫بدايات القرن‪ ،‬وكان الغرض األساس ي من هذه البطاقات التوسع في املنافسة بين املحال التجارية ذات السالل املتعددة‪،‬‬
‫واستقطاب العمالء الجدد‪.‬‬
‫الفرق بين بطاقة االئتمان وبطاقات الدفع املسبق‪:‬‬
‫‪ .1‬تعتبر بطاقات االئتمان بطاقات مدينة ولكن بطاقات الدفع املسبق دائنة‪.‬‬
‫‪ .2‬تقوم العالقة في البطاقات االئتمانية بين أربعة أطراف بينما تكون العالقة مباشرة بين مصدر البطاقة وحاملها‪.‬‬
‫‪ .3‬يمكن أن تستخدم بطاقات االئتمان في الحصول على دفعات مالية بينما ال يمكن ذلك في بطاقات الدفع املسبق‪.‬‬
‫أنواع بطاقات الدفع املسبق‪-:‬‬
‫تتعدد أنواع وأغراض بطاقات الدفع املسبق من بطاقة إلى أخرى‪ ،‬ولكنها تشترك في أنها تعبر عن عالقة بين مصدر‬
‫البطاقة (مقدم الخدمة) وبين الزبون‪ ،‬ويمكن أن نذكر عدد من هذه البطاقات‪ ،‬منها ما هو موجود في بالدنا ومنها ما هو غير‬
‫موجود ‪ ,‬ومن هذه البطاقات‪.-:‬‬
‫‪ .1‬بطاقات الهاتف العمومي ‪:‬‬
‫وهي عبارة عن بطاقة ذكية* تحمل مجموعة من املعلومات عن عدد وحدات معين تقوم شركة االتصاالت بإصدارها‪،‬‬
‫وتمكن حامل هذه البطاقة من االتصال على االتجاه الذي يريده بناءا على عدد الوحدات املدرجة على البطاقة‪ ،‬وتتم عملية‬
‫االتصال بإدخال البطاقة إلى الهاتف العمومي فيقوم الهاتف العمومي بقراءة عدد الوحدات املدرجة على البطاقة والسماح‬
‫للمتصل باالتصال‪ ،‬ويقوم الهاتف العمومي بشطب الوحدات من البطاقة على حسب حجم االتصال‪ ،‬ويستطيع الزبون‬
‫الحصول على هذه البطاقات فقط من مصدر البطاقة وهو شركة االتصاالت أو أحد الوكالء مقابل مبلغ مالي معين وذلك‬
‫بعد دفع ثمن البطاقة مسبقا‪ ،‬وتعتبر األسعار في هذه البطاقات أعلى نسبيا من تعرفة االتصال عبر الهواتف العادية‪.‬‬
‫‪ .2‬بطاقات االتصال الدولي‪:‬‬
‫تعتبر بطاقات االتصال الدولي نوع مختلف عن النوع السابق‪ ،‬حيث أن البطاقة تحتوي على كلمة مرور للبطاقة‪،‬‬
‫ويقوم الزبون بشراء البطاقة املذكورة من مصدر البطاقة وهو شركة االتصاالت أو أحد وكالءها وذلك بعد دفع ثمن‬
‫البطاقة‪ ،‬ويقوم الزبون باستخدام النظام حسب التعليمات املرفقة مع البطاقة ويقوم باالتصال على مركز الخدمة‬
‫باستخدام كلمة املرور‪ ،‬حيث أن البطاقة املباعة تكون معرفة على نظام مركز الخدمة وتكون ذات رصيد معين‪.‬‬
‫بعد إتمام عملية االتصال يقوم مركز الخدمة بتخفيض رصيد البطاقة املدرج لديه حسب تعرفة االتصال الذي تم‬
‫إجراؤه ويحتفظ برصيد البطاقة املتبقي لصاحب البطاقة‪ ،‬ومن الجدير ذكره أن للبطاقة موعد انتهاء مسجل على البطاقة‬
‫وأن االحتفاظ بالبطاقة غير ضروري إذا تم حفظ كلمة املرور مركز الخدمة حيث أن تعرفة االتصال عبر هذه البطاقات‬
‫هي أعلى قليال من تعرفة االتصال على الهواتف العادية‪ ،‬وفي حال استنفاذ الرصيد البطاقة يتم شطبها من مركز الخدمة‪.‬‬
‫‪ .3‬بطاقات االتصال عبراإلنترنت‪:‬‬
‫وتشبه هذه البطاقات إلى حد كبير بطاقات االتصال الدولي‪ ،‬ويمكن استخدامها للربط عبر اإلنترنت والتي يقوم مزودي‬
‫خدمة اإلنترنت (‪ )ISP‬بإصدارها وبيعها وتوزيعها‪ ،‬وتكون هذه البطاقات مزودة بكلمة مستخدم وكلمة مرور ويحدد لها موعد‬
‫انتهاء منذ أول استخدام وهي شهرين بالعادة‪ ،‬وموعد آخر الستخدام البطاقة‪.‬‬

‫*‬
‫شرح بسيط عن البطاقات الذكية وهي عبارة عن بطاقة بالستيكية مزودة بشريحة ‪ Chip‬محوسبة قادرة على تخزين بيانات تعادل ‪ 500‬ضعف ما‬
‫يمكن تخزينه من البطاقات الممغنطة‬

‫‪219‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫‪ .4‬بطاقات النقل العمومي‪:‬‬


‫وهي عبارة عن بطاقات ممغنطة* تحمل بعض املعلومات عن عدد الرحالت وتعتبر هذه البطاقات إحدى البطاقات‬
‫األكثر انتشارا في الغرب وهي غير متاحة في بالدنا‪ ،‬حيث أن شركات النقل أو مؤسسات املواصالت الحكومية هي الجهة التي‬
‫تقوم بإصدار هذه البطاقات وتقوم ببيعها للزبائن بناءا على عدد الرحالت على متنها بقيمة مالية معينة‪ ،‬وتكون هذه‬
‫البطاقات محددة االنتهاء‪ ،‬وقد تكون أحيانا معرضة للتلف‪ ،‬ويعتبر السفر في النقل العام باستخدام هذه البطاقات أرخص‬
‫كثيرا من الدفع النقدي وذلك لدفع الزبائن الستخدامها تخفيضا لتكلفة تشغيل عمال للمحاسبة وكذلك توفيرا للوقت‪.‬‬
‫‪ .5‬بطاقات مو اقف السيارات ‪:‬‬
‫وهي نوع آخر من البطاقات يشبه بطاقات النقل العمومي لحد كبير ولكن يتم تعريف وحدات البطاقة بناءا على عدد‬
‫ساعات الوقوف وأحيانا على عدد مرات الوقوف في موقف السيارات‪ ،‬وتعتبر هذه البطاقة من البطاقات الهامة في املدن‬
‫املزدحمة والتي تتبع نظام التوقف املأجور‪ ،‬وقد انتشرت هذه البطاقات في بعض الدول العربية مثل اإلمارات‪.‬‬
‫‪ .6‬بطاقة املشتريات املمغنطة ‪)20017 ،card( :‬‬
‫وهي عبارة عن بطاقة مدفوعة مقدما وتكون القيمة املالية مخزنة فيها‪ ،‬ويمكن استخدام هذه البطاقات للدفع عبر‬
‫اإلنترنت وغيرها من الشيكات‪ ،‬كما يمكن استخدامها في نقاط البيع التقليدية‪.‬‬
‫وتتلخص آلية عمل هذه البطاقة بأن يقوم املستخدم مسبقا بدفع مقدار من النقود لحساب هذه البطاقة إلى البنك‬
‫الذي يعمل إلكترونيا عبر اإلنترنت‪ ،‬حيث يقوم البنك بتمثيل هذه النقود بصيغة إلكترونية رقمية على البطاقة الذكية‪،‬‬
‫وعندما يقوم املستخدم بعملية شراء عبر اإلنترنت‪ ،‬أو من خالل أحد املتاجر التي تتعامل مع هذا النوع من البطاقات‪ ،‬يقوم‬
‫البائع بخصم قيمة املشتريات تلقائيا من البطاقة‪ ،‬ويختلف هذا النوع من البطاقات عن غيره من األنواع السابق بوجود‬
‫ثالثة أطراف وهي الزبون أو العميل أو البائع والبنك الذي يعمل إلكترونيا عبر اإلنترنت‪ ،‬ويشترط لنجاح العملية من أن‬
‫يتوفر لدى كل طرف من هذه األطراف برنامج النقود اإللكترونية نفسه‪ ،‬أو منفذ إلى اإلنترنت‪ ،‬كما يجب أن يكون لدى كل‬
‫من املتجر والعميل حساب بنكي لدى البنك اإللكتروني الذي يعمل عبر اإلنترنت‪.‬‬

‫وباستخدام هذه البطاقات أصبح من املمكن بواسطة بعض البرمجيات الخاصة مثل برنامج ‪ E-cash‬استخدام النقود‬
‫اإللكترونية التمام عمليات الشراء والدفع عبر اإلنترنت‪ ،‬كما أن هذه البرمجيات تتيح إرسال النقود اإللكترونية على شكل‬
‫مرفق (‪ )Attachment‬في رسائل البريد اإللكتروني حيث يستطيع مستقبل الرسالة الشراء بها بواسطة سلة املشتريات‬
‫(‪ )Shopping cart‬املوجودة في مواقع اإلنترنت‪.‬‬
‫‪ .7‬بطاقات الصراف اآللي ‪.ATM‬‬
‫وهي نوع من البطاقات تصدره البنوك حول العالم لزبائنها حيث يؤهل هذا النظام حامل البطاقة إلى استخدام جهاز‬
‫الصراف اآللي للحصول على النقد دون العودة إلى موظفي البنك‪ ،‬وقد انتشر هذا النظام في كل البنوك حول العالم وحتى‬
‫في البنوك املحلية في بالدنا‪ ،‬ويشترط للحصول على النقد من جهاز الصراف اآللي وجود رصيد للعملي حيث أن جهاز‬
‫الصراف اآللي سوف يقوم بتزويد العميل بالنقد فقط إذا توفر الرصيد‪ ،‬وال يستطيع العميل استخدام هذا النظام إال‬
‫فقط من خالل البنك املصدر له‪ ،‬وقد تختلف رسوم الحصول على هذه البطاقة‪ ،‬فبعض البنوك يفرض رسوم سنوية على‬
‫استخراج البطاقة ‪ ،‬ورسوم أخرى على كل عملية سحب للنقد من جهاز الصراف اآللي‪ ،‬وبعض البنوك يفرض فقط رسم‬
‫للحصول على البطاقة ويتم استخدامها مجانا‪.‬‬

‫*‬
‫وهي عبارة عن بطاقة تحتوي علي شريط ممغنط يحتوي علي معلومات عن تعرفة البطاقة‪,‬ويستطيع جهاز معين بقراءة رصيد البطاقة وتخفيضه‬
‫عند تقديم الخدمة حسب تعرفة معينة‪.‬‬

‫‪220‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫ومن خالل االطالع على أنواع هذه البطاقات يمكننا أن نجمل بطاقات الدفع املسبق بأنها عبارة عن شراء خدمة أو‬
‫منفعة ودفع ثمن الخدمة قبل الحصول عليها‪.‬‬
‫فوائد بطاقات الدفع املسبق‪:‬‬
‫توفر على مستخدمها الوقت والجهد في عمليات استخدام الخدمات املطلوبة‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫تعتبر وسيلة سهلة االستخدام وعملية وال تلزم الزبون بأي أعباء مالية مثل االشتراكات الشهرية لهذه الخدمات‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫تعتبر وسيلة سهلة للسيطرة علي املصاريف‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫مساوئ بطاقات الدفع املسبق‪:‬‬
‫يعتبر ثمن الخدمات عبر هذه البطاقات في معظم الحاالت أعلى نسبيا من الحصول على الخدمة بالطرق العادية‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫قد تعتبر ثقال على كاهل الزبون حيث يدفع الزبون ثمن الخدمة قبل الحصول عليها ربما بوقت طويل ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫تتعرض بعض هذه البطاقات للتلف والضياع ولتاريخ انتهاء حيث يفقد الزبون ما تبقى من قيمتها‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫إن مستخدم بطاقات الدفع املسبق قد يضطر لحمل عشرات البطاقات لتسيير أمور حياته مما يؤدي إلى ضياعها‬ ‫‪.4‬‬
‫أو تلفها وثقل عبئ االحتفاظ بها‪.‬‬
‫بطاقات النقود اإللكترونية‬
‫تعتبر النقود اإللكترونية أحد أهم التعامالت املالية املنافسة لبطاقات االئتمان‪,‬حيث أن هذه التقنية في نقل األموال‬
‫تعتمد علي فكرة نقل األموال بطريقة سهلة جدا ‪,‬والدفع فقط إذا توفر رصيد ‪,‬أي عدم التعرض ملوضوع االئتمان أو‬
‫االستدانة من البنوك‪.‬‬
‫وتعتمد بطاقات النقود اإللكترونية على تقنية البطاقات الذكية والتي شهد العالم استخداما واسعا لها لدرجة أن‬
‫جميع أنواع البطاقات األخرى أصبحت معرضة للتالش ي نتيجة لالنتشار الواسع لهذا النوع من البطاقات‪ ،‬كما وتعتبر‬
‫البطاقة الذكية بيئة مثالية لحفظ وحماية املعلومات املهمة واملفاتيح الخاصة وكلمات املرور والتوقيعات الرقمية مما‬
‫جعلها سهلة ومناسبة لالستعمال في العديد من التطبيقات مثل بطاقات الهاتف الجوال وبطاقات الهاتف العمومي‬
‫والعديد من التطبيقات األخرى‪.‬‬
‫أما فيما يختص بالنقود اإللكترونية فيمكن أن تحوي البطاقة الذكية على مبلغ محدود من النقود وعند عملية‬
‫الشراء ينتقل املبلغ املخصص للسلعة من بطاقة املشتري إلى بطاقة البائع‪ ،‬ونستطيع أن نصنف عمليات تحويل األموال‬
‫اإللكترونية عبر هذه البطاقات إلى نوعين‪-:‬‬
‫‪ .1‬تتطلب عملية تحويل األموال تعريف املشتري بحيث يتمكن البائع من التعرف على اسم املشتري وتوقيعه وربما صورته‬
‫قبل االتصال بالبنك عبر شبكة اإلنترنت وذلك قبل عملية نقل املبلغ من حساب املشتري إلى حساب البائع حيث‬
‫يستطيع البنك اختراق خصوصية البائع واملشتري بمعرفته بتفاصيل من حيث قيمة ووقت ومكان الشراء‪.‬‬
‫‪ .2‬يملك املشتري بطاقة تحوي على نقود رقمية ولكي ينقل املبلغ من بطاقة املشتري إلى بطاقة البائع يجب االتصال بجهة‬
‫وسيطة تقوم بالتحقق من توفر املال في البطاقة ومن ثم االنتقال إلى بطاقة البائع حيث يتم ذلك دون معرفة الجهة‬
‫الوسيطة لشخصية كل من املشتري والبائع وذلك باستخدام عدة طرق تكنولوجية منها ‪ e-cash‬والتوقيع الرقمي‬
‫‪.Digital Signature‬‬
‫أطراف بطاقات النقود اإللكترونية‪-:‬‬
‫تعتمد بطاقات النقود اإللكترونية على ثالثة أطراف أساسية وهي العميل والتاجر والبنك اإللكتروني عبر‬
‫اإلنترنت‪،‬وتختلف هذه البطاقات عن غيرها في أنها متعددة االستعمال‪ ،‬فهي مخصصة بالدرجة األولى لالستخدام عبر‬
‫شبكات اإلنترنت ويمكن استخدامها في عمليات الشراء التقليدية‪ ،‬وتستطيع أن تحوي كم هائل من املعلومات‬

‫‪221‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫واالستخدامات مما جعلها تستخدم في بطاقات الهاتف والسوبرماركت والصراف اآللي وعمليات الشراء واالتصال الدولي‬
‫والعديد من االستخدامات األخرى‪ ،‬حيث أن استخدام هذه البطاقات يعتمد على فكرة (‪ )Online‬أي االتصال الفوري مع‬
‫البنك اإللكتروني املصدر للبطاقة‪ ،‬وتعتبر هذه البطاقة في العرف املحاسبي بطاقة دائنة أي أنه إلتمام عملية الشراء أو‬
‫االستخدام يشترط توفر رصيد في البطاقة‪ ،‬وقد تختلف بعض البنوك اإللكترونية في إعطاء فترة ائتمان‪ ،‬إال أن فكرة هذه‬
‫النقود اإللكترونية قائمة على فكرة (‪.)Online‬‬
‫وقد صاحب هذا النوع من البطاقات تطور ملحوظ حتى وصل إلى أن أصبحت النقود املحملة بهذه البطاقات تسمى‬
‫النقود االفتراضية (‪ )Virtual Money‬وبات من غير الضروري وجود بطاقات الستيعاب هذه القيمة املالية‪.‬‬
‫الفرق بين بطاقات النقود اإللكترونية وبطاقات االئتمان‪:‬‬
‫تتفق بطاقات النقود اإللكترونية وبطاقات االئتمان في العديد من املزايا مثل سهولة الشراء عبر اإلنترنت ونقاط البيع‬
‫ولكنها تختلف عدة اختالفات جوهرية نذكر منها‪-:‬‬
‫‪ .1‬يستطيع حامل بطاقات النقود اإللكترونية استخداما طاملا كان هناك رصيد‪ ،‬وفي حال عدم وجود رصيد للبطاقة ال‬
‫يستطيع صاحبها استخدامها‪ ،‬بينما يستطيع حامل بطاقة االئتمان الشراء والدفع الحقا‪.‬‬
‫‪ .2‬يوجد لبطاقات النقود اإللكترونية ثالثة أطراف وهي العميل والبائع والبنك اإللكتروني بينما لبطاقة االئتمان أربعة‬
‫أطراف هي العميل والبائع والبنك املصدر للبطاقة والشركة الراعية لها‪.‬‬
‫‪ .3‬ال يستطيع حامل بطاقة النقود اإللكترونية استخدامها في كل وقت‪ ،‬حيث أن استخدام بطاقات النقود اإللكترونية‬
‫يكون فقط (‪ )Online‬أي أن حلقة االتصال من البطاقة وحتى البنك مرورا بالبائع يجب أن تتوفر من أجل نجاح عملية‬
‫االستخدام‪ ،‬ولكن هذا الشرط غير ضروري في بطاقات االئتمان حيث أن التاجر يقوم بمتابعة العملية الحقا مع بنك‬
‫العميل أو الشركة الراعية للبطاقة‪.‬‬
‫وتعتبر النقود االفتراضية نوع آخر جديد من التعامالت املالية عبر اإلنترنت‪ ،‬ولعلنا في حديثنا هذا عن النقود‬
‫االفتراضية‪ ،‬نرى أنه يجب أن نعرج على مجموعة من االستخدامات التكنولوجية ذات العالقة والتي من املتوقع أن يكون‬
‫لها مستقبل باهر في مجال التعامالت املالية عبر شبكات معلوماتية حول العالم ومن هذه التعامالت‪( .‬عصمان‪)2002 ،‬‬
‫‪ .1‬النقود اإللكترونية البرمجية ‪:‬‬
‫وهي عبارة عن محفظة إلكترونية تحتوي على بطاقة ذكية يمكن تثبيتها على الكمبيوتر الشخص ي بحيث تكون قرصا‬
‫مرنا يمكن إدخاله في محرك األقراص ليتم نقل القيمة املالية منه وإليه عبر اإلنترنت‪ ،‬كذلك فقد أصبح من املمكن عن‬
‫طريق استخدام برمجيات معينة مثل برنامج ‪ ecash‬استخدام النقود اإللكترونية إلتمام عملية الشراء والدفع عبر‬
‫اإلنترنت‪ ،‬كما أن هذه البرمجيات تتيح إرسال النقود اإللكترونية عبر البريد اإللكتروني على شكل مرفق (‪ )Attachment‬في‬
‫الرسالة اإللكترونية‪ ،‬وقد استلم الباحثان فعال مبلغا من النقد اإللكتروني عبر إحدى الرسائل املرسلة من جمعية أجنبية‬
‫وقام بشراء بعض الكتب عبر شبكة اإلنترنت‪.‬‬
‫‪ .2‬الشيكات اإللكترونية ‪:‬‬
‫يعتبر الشيك اإللكتروني هو املكافئ اإللكتروني للشيكات الورقية التقليدية التي اعتدنا عليها‪ ،‬والشيك اإللكتروني‬
‫عبارة عن رسالة إلكترونية موثقة ومؤمنة يرسلها مصدر الشيك إلى مستلم الشيك (حامله) ليعتمده ويقدمه للبنك الذي‬
‫يعمل عبر اإلنترنت‪ ،‬ليقوم البنك أوال بتحويل قيمة الشيك املالية إلى حساب حامل الشيك ‪ ،‬وبعد ذلك يقوم بإلغاء الشيك‬
‫وإعادته إلكترونيا إلى مستلم الشيك (حامله) ليكون دليال على أنه قد تم صرف الشيك فعال‪ ،‬ويمكن ملستلم الشيك أن‬
‫يتأكد إلكترونيا من أنه قم تم بالفعل تحويل املبلغ لحسابه‪.‬‬

‫‪222‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫‪ .3‬عمليات األمان عبراإلنترنت ‪)Secure electronic tr.) SET‬‬


‫نظرا لزيادة حجم التعامالت املالية عبر شبكة اإلنترنت وكثرة االختراقات التي تحصل على هذه العمليات املالية فقد‬
‫بدأت البنوك التي تتعامل بالنقود اإللكترونية باستخدام أجهزة خادمات (‪ )servers‬تدعم بروتوكوالت الحركات املالية‬
‫اآلمنة (‪ ،)SET‬كما تستخدم مستعرضات لشبكة الويب تدعم بروتوكول الطبقات اآلمنة (‪ ،)secure socket layers‬مما‬
‫يجعل عمليات دفع النقود اإللكترونية أكثر أمانا‪ ،‬كما أن الخادمات نفسها أصبحت تستخدم بروتوكوالت حماية مشددة‬
‫(‪ ) Firewalls‬ملنع أي اختراقات لهذه األنظمة‪ ،‬وكذلك في الرسالة نفسها فإن املرفق ال يمكن فتحه إال باستخدام التوقيع‬
‫اإللكتروني (‪.)Digital Signature‬‬
‫‪ .4‬عملية الشراء عبرالنقود االفتراضية ‪-:‬‬
‫تتم عملية الشراء بواسطة النقود اإللكترونية من خالل بعض املواقع على شبكة اإلنترنت والتي تتوافق مع هذا النظام‬
‫من التعامالت املالية‪ ،‬حيث يقوم املشتري باختيار البضائع املعروضة من خالل ذلك املوقع وإدراجها فيما يسمى بسلة‬
‫املشتريات (‪ ،)Shopping Con‬وبعد االنتهاء من عملية اختيار املشتريات يتم تحويل األموال عبر برامج متخصصة في هذا‬
‫املجال‪ ،‬حيث يتم التأكد من وجود رصيد كافي في حساب هذه النقود االفتراضية ومن ثم تتم عملية البيع وشحن املشتريات‬
‫إلى املشتري‪.‬‬
‫وحيث أن عملية البيع والشراء تتم فقط في حال وجود رصيد فإنه معظم الشركات التي تستخدم هذا النظام ال تفرض‬
‫رسوم على املشتري عند استخدام هذا النظام‪ ،‬ولكن تفرض عمولة معينة على البائع حسب حجم املبيعات وهي نسبة‬
‫مئوية من املبيعات‪ ،‬كما أن املشترك ضمن هذا النظام يقوم بدفع رسوم زهيدة لالشتراك بهذه النظام (حسن‪)2013 ،‬‬
‫مزايا النقود اإللكترونية ‪( :‬ديجيتال‪)2018 ،‬‬
‫‪ .1‬تكلفة تداولها زهيدة حيث أن تحويل النقود اإللكترونية عبر اإلنترنت أو الشيكات األخرى أرخص كثيرا من استخدام‬
‫األنظمة البنكية التقليدية‪.‬‬
‫‪ .2‬ال تخضع النقود اإللكترونية للحدود الجغرافية من أي مكان في العالم‪ ،‬وفي أي وقت كان‪ ،‬وذلك العتمادها على‬
‫اإلنترنت أو على الشبكات التي ال تعترف بالحدود الجغرافية‪ ،‬وال تعترف بالحدود السياسية‪.‬‬
‫‪ .3‬بسيطة وسهلة االستخدام وتسهل املعامالت البنكية إلى حد كبير‪ ،‬فهي تغني عن ملئ االستثمارات وإجراء االستعماالت‬
‫البنكية عبر الهاتف‪.‬‬
‫‪ .4‬تسرع عمليات الدفع حيث تجري حركة التعامالت املالية ويتم تبادل معلومات التنسيق الخاصة بها فورا في الزمن‬
‫الحقيقي دون الحاجة إلى أي وساطة مما يعني تسريع العملية‪.‬‬
‫مساوئ النقود االفتراضية ‪-:‬‬
‫‪ .1‬على الرغم من جميع اإلجراءات التقنية حول ضمان أمان املعامالت املالية عبر اإلنترنت باستخدام النقود االفتراضية‬
‫إلى أنه يوجد بعض الفشل في األنظمة العاملة واختراقات لألنظمة األمنية والذي يؤدي إلى فقدان النقود عبر اإلنترنت‪.‬‬
‫‪ .2‬انعدام السيطرة على النقد الرقمي داخل حدود الدول مقارنة بالنقد الورقي‪.‬‬
‫‪ .3‬أن استخدام النقد اإللكتروني هو أحد أعمدة فكرة العوملة والتي هي بحد ذاتها قد تكون فكرة مرفوضة لدى املسلمين‪.‬‬
‫املناقشة والترجيح‬
‫بعد أن تحدثنا في املباحث األولى عن أنواع البطاقات وطريقة التعامل معها من منظور االستخدام‪ ،‬فإنه ال بد لنا من‬
‫أن نستوضح ميزات هذه املعامالت في اإلسالم‪ ،‬ولعل خير وسيلة إلى ذلك هي أن تناقش جميع النقاط والتي هي غير واضحة‬
‫من منظور اإلسالم في استخدام هذه البطاقات‪ ،‬ونستطيع أن نحدد هذه النقاط عبر مجموعة من األسئلة ونسرد إجابات‬
‫بعض علماء املسلمين على هذه األسئلة‪ ،‬واختالف بعضهم في اإلجابة عليها‪ ،‬ونرجح أحد أراء علماء املسلمين على ذلك‪.‬‬

‫‪223‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫أوال بطاقات االئتمان‪:‬‬


‫ومن الضرورة بمكان قبل البدء بالحديث عن البطاقات وطرق التعامل معها من منظور اإلسالم‪ ،‬أن نتحدث عن‬
‫عملية البيع والشراء والتي هي أحد االستخدامات األساسية لهذه البطاقات‪ ،‬وقد يسأل سائل‪ ،‬ما حكم عقود البيع التي‬
‫تري بواسطة شاشة الحاسب اآللي والتي تعرف بالتجارة اإللكترونية؟ (اإلسالميه‪)2019 ،‬‬
‫ويجيب د‪ .‬أحمد ذياب شويدح رئيس لجنة األمناء بالجامعة اإلسالمية بغزة بالتالي ‪-:‬‬
‫الحمد هلل رب العاملين‪ ،‬والصالة والسالم على أشرف املرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى‬
‫يوم الدين‪ ،‬وبعد ‪:‬‬
‫من املقرر عند الفقهاء أن التعاقد بين الحاضرين يشترط له اتحاد املجلس (عدا الوصية واإليصاء والوكالة) وتطابق‬
‫اإليجاب والقبول‪ ،‬وعدم صدور ما يدل على إعراض أحد العاقدين عن التعاقد‪ ،‬واملواالة بين اإليجاب والقبول بحسب‬
‫العرف وإجراء التعاقد من خالل شاشات الحاسب اآللي (الكمبيوتر) مع توضيح املواصفات املقدمة خالل العرض الذي‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫يقدمه العارض بهذه الوسيلة الحديثة يعد إيجابا محدد املدة ويكون ملزما بالبقاء على إيجابه خالل تلك املدة‪ ،‬وليس له‬
‫الرجوع عنه إلى أن يتقدم شخص يقبل هذا اإليجاب فيتم العقد‪ ،‬وإبرام العقود عبر شاشات الحاسب اآللي (الكمبيوتر) ال‬
‫يشمل عقد النكاح الشتراط اإلشهاد فيه‪ ،‬وال عقد الصرف الشتراط التقابض‪ ،‬وال عقد السلم الشتراط تعجيل رأس املال‬
‫في املجلس‪.‬‬
‫أما ما يتعلق من احتمال التزييف أو التزوير أو الغلط أثناء التعاقد عبر (الكمبيوتر) فهذا يرجع فيه إلى القواعد العامة‬
‫لإلثبات (البينة على من ّادعى واليمين على من أنكر) ‪.‬‬
‫من املفهوم العام من الفتوى أن عمليات البيع والشراء عبر وسائل االتصال الحديثة هي جائزة شرعا وال ضرر في عدم‬
‫انعقاد املجلس وتطابق إليجاب القبول‪ ،‬وأن وسائل االتصال الحديثة فيها ما يوفي شروط البيع والشراء حسب الشريعة‬
‫اإلسالمية‪.‬‬
‫ومن املعروف أن عمليات البيع والشراء عبر وسائل االتصال الحديثة تجري كمعامالت تجارية بين طرفين‪ ،‬أو أن يقوم‬
‫أحد األطراف (العميل) بالشراء من طرف آخر باستخدام بطاقات االئتمان والتي هي صادرة ومرتبطة ارتباطا كليا بالبنك‪،‬‬
‫ولبحث وضع العالقة بين بطاقة االئتمان والبنك ال بد من طرح مجموعة من األسئلة هي ‪:‬‬
‫يفرض على الحصول على بطاقة االئتمان رسوم سنوية نظير استخدام بطاقات االئتمان أو تجديد العضوية‪ ،‬سواء‬
‫كانت هذه البطاقات صادرة عن بنك ربوي أو إسالمي‪ ،‬فما حكم هذه الرسوم من منظور اإلسالم؟‬
‫ونستعين إلجابة هذا السؤال بفتوى للشيخ فيصل موسوي (موسوي‪)2018 ،‬ويقوم في ذلك " إن الرسوم التي يستوفيها‬
‫املصرف أو املنظمة الدولية على إصدار بطاقات االئتمان فهي جائزة بال خوف‪ ،‬ألنها من نوع األجرة على تقديم الخدمة"‪،‬‬
‫فيما يرى آخرون (املصري‪ )2013 ،‬في هذا املوضوع أن الجواز في رسم العضوية بشرطين‪-:‬‬
‫‪ :‬أن يكون رسم املثل املعتاد‪ ،‬فال يكون مبالغ فيه‪ ،‬ويتأكد هذا الشرط إذا كانت البطاقة تقدم قرضا‬ ‫األول‬
‫ماليا‪ ،‬فال يجوز املبالغة في الرسم ملا فيه من ربا‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬أن تكون الخدمات املقدمة بالبطاقة خدمات فعلية معلومة لحامل البطاقة‪ ،‬وال يشترط استخدام الخدمات‬
‫من قبل حامل بطاقة إذا كانت مبذولة له وألمثاله من العمالء‪.‬‬
‫ونرى نحن بغض النظر عن العوامل التي سيتم مناقشتها الحقا في هذا املبحث أن رسم العضوية ورسم التجديد لهذه‬
‫البطاقات جائز وذلك ألنه متعاقد عليه سابقا حتى ولو كان مبالغا فيه‪ ،‬فإذا رض ي العميل بذلك فهو جائز ألن العقد شريعة‬
‫املتعاقدين‪.‬‬

‫‪224‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫ولكن عند الشراء باستخدام بطاقة االئتمان قد ال يستطيع العميل التسديد ضمن فترة االئتمان املمنوحة له من‬
‫خالل هذه البطاقات‪ ،‬وقد يتعرض لدفع فوائد تأخير تحتسب يوميا على كل يوم تأخير عن التسديد فما الحكم في‬
‫ذلك؟‬
‫وقد أجمع الكثير من علماء وفقهاء األمة في اإلجابة على ذلك السؤال‪ ،‬فعدم التسديد في املوعد املحدد يترتب عليه‬
‫ً‬
‫دفع مبالغ وفوائد ربوية‪ ،‬وهذه فائدة صريحة ومحرمة‪ ،‬ويحذر املتعاملين مع املصاريف الربوية خوفا من الوقع في هذا‬
‫املحظور لقوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا هللا وذروا ما بقي من الربى إن كنتم مؤمنين‪ ,‬فان لم تفعلوا فأذنوا بحرب من‬
‫هللا ورسوله وان تبتم فلكم رؤوس أموالكم ال تظلمون وال تظلمون ) ‪.‬‬
‫وقد يقوم البعض باستخدام بطاقات االئتمان في السحب النقدي‪ ،‬ويترتب على ذلك عمولة على املبالغ املسحوبة قد‬
‫تصل إلى ‪ %4‬من قيمة املبلغ املسحوب‪ ،‬وهي مرتبطة ارتباطا وثيقا بحجم املبلغ املسحوب عبر هذه البطاقات‪ ،‬فما حكم‬
‫سحب النقد منها مقابل دفع هذه العمولة؟‬
‫ويجمع العلماء كذلك في أن سحب النقد بواسطة هذه البطاقات يوقع صاحبها في الربا‪ ،‬ويقول د‪ .‬أحمد عبد الكريم‬
‫بخيت في هذا املوضوع " (نجيب‪)2014 ،‬من املعروف أن املصارف اإلسالمية أنها تقيض مبلغا رمزيا مقطوعا على كل عملية‬
‫سحب نقدي بواسطة بطاقة االعتماد‪ ،‬وهذا املبلغ إن كان محددا مهما اختلف املبلغ املسحوب فال بأس بذلك‪ ،‬ألنه من‬
‫باب الجعالة‪ ،‬ويأخذ حكم أجرة تحويل املال أو إيصاله من بلد إلى بلد‪ ،‬أما إن اشترط املصرف نسبة مئوية تتأثر باملبلغ‬
‫املسحوب زيادة أو نقصانا‪ ،‬فهذه صورة من صور الربا‪ ،‬وال يجوز التعامل بها بتاتا‪ ،‬وحيث أن البنوك املصدرة لبطاقات‬
‫االئتمان في فلسطين تضع نسبة ‪ %4‬كعمولة سحب نقد من خالل ذلك النظام وحتى بدون إعطاء فترة ائتمان كما يحدث‬
‫عند عملية الشراء‪ ،‬فإن استخدام هذه البطاقات في السحب النقدي غير جائز شرع وهو نوع صريح من أنواع الربا التي‬
‫يحرم على املسلم التعامل معها‪.‬‬
‫ومع كل الفوائد التي يحصل عليها العميل من بطاقات االئتمان وحاجاته املاسة للحصول على هذه البطاقات مجاراة‬
‫للعصر‪ ،‬فهل يستطيع اإلنسان املسلم أن يتكيف مع هذه البطاقات بما ال يوقعه في الربا؟‬
‫ال شك أن صيغ املعامالت في الفقه اإلسالمي تتسع الستيعاب املستجدات العصرية ضمن ضوابط شرعية‪ ،‬ونظرا‬
‫ألهمية هذه البطاقات في حياة اإلنسان الحديثة‪ ،‬فإن املسلم يستطيع أن يتكيف مع هذه البطاقات ويستخدمها بما ال‬
‫يوقعه في الربا وذلك بناء على القواعد التالية‪-:‬‬
‫‪ .1‬رسم العضوية والتجديد‪ :‬وكما ذكر سابقا فإنه جائز كنوع من األجرة على استخدام هذه النظام‪.‬‬
‫‪ .2‬السحب النقدي بواسطة بطاقة االئتمان‪ :‬يجب عدم التعامل مع هذه الخدمة املقدمة بتاتا من بطاقات االئتمان‬
‫وذلك ألنها بجميع األحول توقع اإلنسان في الربا‪.‬‬
‫‪ .3‬الشراء عبر بطاقات االئتمان‪ :‬من املعروف أن بطاقات االئتمان لها سقف شرائي يتفق عليه البنك والعميل حسب‬
‫حجم راتب العميل أو حجم التعامالت بين العميل والبنك ولالستفادة من البطاقات في عملية الشراء ويستطيع‬
‫اإلنسان املسلم بأن يضمن عدم وقوعه في الربا وذلك بأن يضمن وجود مبلغ بسقف املشتريات املسموح لدى البنك‬
‫دائما في حسابه بحيث ال يقع في جميع األحوال في حالة العسر التي قد تؤدي إلى عدم قدرته على سداد االلتزام‪ ،‬وفي‬
‫حالة شك العميل أو عدم قدرته على توفير مبلغ من حسابه يعادل مبلغ سقف املشتريات املسموح به‪ ،‬فإنه من‬
‫األفضل عدم استخدام هذه البطاقة‪ ،‬ويقول الشيخ د‪ .‬أحمد عبد الكريم بخيت في ذلك (نجيب‪ ،2014 ،‬صفحة ‪)45‬‬
‫"إن حامل البطاقة يستطيع استخدامها في عملية الشراء فقط شريطة أن ال يتأخر في السداد عن املدة املسموح بها‪،‬‬

‫‪225‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫وأن ال يؤدي ذلك إلى سداد أي مبلغ زائدة عن املبلغ الذي أنفقه ثمنا ملشترياته‪ ،‬أو للخدمات األخرى (غير السحب‬
‫النقدي)*‪.‬‬
‫ولكن قد يتساءل البعض عن عملية الشراء‪ ،‬هل يجوز شراء جميع أنواع السلع والخدمات بالبطاقة؟‬
‫ويقول في ذلك الدكتور على محيي الدين داغي (داغي‪ ")2019 ،‬أن التعامل بهذه البطاقات كشراء البضائع والخدمات‬
‫واملنافع فال بأس بها‪ ،‬ولكن املعاصرين قد اختلفوا في شراء الذهب والفضة بهذه البطاقات‪ ،‬فيرى األكثر ون عدم جواز‬
‫ذلك‪ ،‬ألن القبض الحقيقي املطلوب في بيع الذهب والفضة غير متوفر عند شرائهما بالبطاقة" والتي بدورها تدخل عملية‬
‫الشراء في ربا النسيئة‪.‬‬
‫ولكن بعد الحديث عن جوانب التعامل مع البطاقة ومحاولة التكيف الشرعي‪،‬فإنه من الضروري مناقشة صيغة‬
‫العقد بين البنك والعميل‪ ،‬وقد حاول الباحثان الحصول على صيغة العقد من أحد البنوك الربوية إلى أن البنك رفض ذلك‬
‫ولكن اعتمادا على بعض املعلومات من العمالء الذين يستخدمون هذه البطاقات‪ ،‬فإن هذا العقد يتضمن في شروطه‬
‫تحديد لنسبة الفائدة املترتبة على السحب النقدي وعلى التأخير في عملية التسديد والتي هي في أساسها شرط ربوي‪ ،‬ونظرا‬
‫لحاجة املسلم لهذه البطاقات في عملية الشراء ومحاولته للتكيف مع استخداماتها لعدم الوقوع في الربا واالستفادة من‬
‫خدماتها املسموحة‪ ،‬فقد ظهر سؤال مثير للجدل بين علماء املسلمين‪ ،‬وهو أنه هل يجوز التوقيع على عقد الحصول‬
‫على البطاقة والذي يشمل في طياته شروط ربوية؟‬
‫وقد تعددت اآلراء حول اإلجابة على هذا السؤال بين محرم مطلق وبين مجيز بشرط‪ ،‬ويقول د‪.‬أحمد شويدح (د‪.‬احمد‬
‫شويدح‪ )2013 ،‬بعدم جواز التوقيع على مثل هذا العقد ألنه يتضمن شرط ربوي ويصبح العقد فاسدا‪.‬‬
‫وكذلك يقول الشيخ محمد بن صالح العتيمين في هذا املوضوع التالي ‪( :‬العثيمين‪)2016 ،‬‬
‫أن الكثير من بطاقات الفيزا تشتمل على محظورين‪-:‬‬
‫األول ‪ :‬التوقيع في العقد على اإلقرار بالربا‪ ،‬وأنه إذا تأخر العميل عن السداد في مدة محدودة لزمه دفع مبلغ نظير‬
‫التأخير‪،‬وهذا إقرار بالتعامل الربوي املحرم‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬احتمال الوقوع في الربا‪ ،‬إذا تأخر عن السداد في الوقت املحدد‪ ،‬فمتى سلمت املعاملة من هذين املحظورين‬
‫فال إشكال‪ ،‬فمن استطاع أن يحذف الشرط املذكور في العقد‪ ،‬وحرص على السداد في الوقت جاز له التعامل بهذه‬
‫البطاقات‪.‬‬
‫ونستدل من فتوى الشيخ أن التوقيع على الشرط الربوي محرم‪ ،‬وبالتالي فإن التعامل مع هذا النوع من البطاقات‬
‫محرم‪ ،‬ولكن قد يضطر املسلم مجاراة ألمور دنياه وخاصة للذين يعيشون في الغرب وترتبط أمور حياتهم ارتباطا وثيقا‬
‫بالكثير من املعامالت املالية التي ال تجري إلى عن طريق بطاقات االئتمان فهل الشرط الربوي الفاسد يبطل العقد أم ال؟‬
‫ويقول الشيخ محمد بن صالح العثيمين بأنه " وإن كان في العقد شرط باطل فإنه ال يبطل العقد ألمور‪-:‬‬
‫‪ .1‬للضرورة‬
‫‪ .2‬وألنه ال يتحقق ألن الرجل غالب على ظنه أنه سيوفي‪ ،‬فمن أجل أنه في غالب على ظنه أنه سيوفي والشرط غير‬
‫متحقق ومن أجل الضرورة ( وهذه هي النقطة األخيرة واملهمة) فأرجو أن ال يكون في هذا بأس‪ ،‬ألن عندنا أمرا متحققا‬
‫وهو الضرورة وعندنا أمر مشكوك فيه وهو التأخير‪ ،‬فمراعاة املتقين أولى" ‪.‬‬

‫*‬
‫وقد وضعت اإلجابة على هذا السؤال مع فرض أن الحصول على البطاقة مشروعا ( حيث لم يصل" الشيخ إلى فتوى جازمة بتحليل أو حرمانية‬
‫التعامل مع البطاقات)‪.‬‬

‫‪226‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫والغالب في هذا األمر أن اإلنسان أعلم بحجم الضرورة التي تدفعه للحصول على بطاقة االئتمان‪ ،‬فإذا كانت الضرورة‬
‫شديدة وال يستطيع الغنى عن تلك البطاقات كأن يستخدمها في شراء الكتب من اإلنترنت‪ ،‬أو أن يستخدمها في تسيير أمور‬
‫حياته في بالد الغرب‪ .‬يستطيع اإلنسان املسلم التوقيع على عقد الحصول على البطاقة مع التأكيد على الحرص الشديد‬
‫بعدم الوقوع في املحظورات مثل سحب النقد باستخدام البطاقات أو التأخير عن السداد‪ ،‬أو شراء الذهب والفضة‪.‬‬
‫أما إذا كان الحصول على البطاقة هو نوع من الكماليات‪ ،‬فإنه يحرم شرعا التوقيع على العقد الربوي مهما كانت‬
‫األسباب‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬بطاقات الدفع املسبق‪:‬‬
‫تعتبر بطاقات الدفع املسبق إحدى البطاقات التي وجدت لتسهيل حياة اإلنسان‪ ،‬ولم يختلف العلماء في التكيف‬
‫الشرعي لهذه البطاقات‪ ،‬وإذا اعتبر د‪ .‬أحمد شويدح (د‪.‬احمد شويدح‪)2013 ،‬أن هذه البطاقات من قبيل بيع املنافع‪ ،‬وهي‬
‫من املبيعات الجائزة شرعا‪ ،‬وفي سؤال آخر عما إذا كان هذا البيع هو بيع السلم فأجاب قائال‪-:‬‬
‫طاملا أن البطاقات موجودة بين يدي صاحبها فال تعتبر بيع سلم‪ ،‬وضرب مثال فيمن يشتري تمرا‪ ،‬فإنه يدفع ثمنه عند‬
‫الشراء ولكن ال يستهلكه كله‪ ،‬وهذا املثل ينطبق على بطاقات الدفع املسبق‪.‬‬
‫ومع ذلك فإن بطاقات الدفع املسبق يجب أن تكون محددة الشروط فيما يخص تعرفة االستخدام ومدة البطاقة‬
‫وتاريخ انتهائها حيث تعتبر هذه الشروط بمثابة عقد يلتزم به مصدر البطاقة مع مستخدمها‪ ،‬وعندما يشتري املستخدم هذه‬
‫البطاقة‪ ،‬فيجب عليه قراءة الشروط التي من املفترض أن تدرج على البطاقة وأن تكون واضحة له بما ينفي الجهالة‪ ،‬وعند‬
‫إذ فإنها تعتبر عقد بين الطرفين والعقد شريعة املتعاقدين‪.‬‬
‫أما بالنسبة لبطاقات الصراف اآللي ‪ ATM‬والتي تصدرها البنوك املحلية للحصول على النقد فقط من خالل أجهزة‬
‫الصرف اآللي التابعة لها‪ ،‬فإن بعض البنوك تفرض مبلغ رمزي على كل عملية سحب كنوع من األجرة ورسم سنوي رمزي‬
‫للحصول عليها ويكون املبلغ محدد ومعروف لدى مستخدمي هذه البطاقات‪ ،‬ويقول د‪ .‬أحمد عبد الكريم نجيب (نجيب‪،‬‬
‫‪ ")2014‬أن هذا املبلغ إذا كان محددا مهما اختلف املبلغ املسحوب فال بأس به ‪,‬ألنه من باب الجعالة "‪ ،‬حيث أن مستخدم‬
‫البطاقة يستطيع الحصول على النقد بالعملة التي يتيحها له البنك حسب الحساب املفتوح للعميل‪ ،‬أما بالنسبة لحساب‬
‫الجاري املدين والسحب عبر بطاقات ‪ ATM‬والذي هو ليس موضوع هذا البحث‪ ،‬فقد تطرق إليه د‪ .‬أحمد شويدح وأبدى‬
‫رأي اإلسالم فيه‪ ،‬ولكن استخدام البطاقة ال يقع في دائرة الجاري املدين‪ ،‬حيث أن العميل يستطيع الحصول على النقد‬
‫بنظام الجاري املدين عبر املعامالت البنكية العادية‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬النقود اإللكترونية ‪:‬‬
‫تعتبر النقود اإللكترونية النسخة املستحدثة من بطاقات االئتمان‪ ،‬وهي بطبيعتها ال تتعرض للمآخذ التي تؤخذ على‬
‫التعامل ببطاقات االئتمان وذلك لألسباب التالية ‪-:‬‬
‫‪ .1‬إن استخدام النقود اإللكترونية يكون ( ‪ ،)On line‬أي أن صاحب هذه البطاقة لن يستطيع استخدامها إال إذا وجد‬
‫رصيد فعلي‪ ،‬مما ال يدع فرصة الحتساب فوائد على تأخير السداد‪،‬‬
‫‪ .2‬الحصول على النقد من خالل هذه البطاقة ال يحدث إال إذا وجد رصيد فعلي‪.‬‬
‫‪ .3‬عملية الشراء عبر هذه البطاقات أيضا ال تتم إال في حال وجود رصيد فعلي‪ ،‬وأن البنك اإللكتروني في هذه الحالة‬
‫يتقاض ى عمولة تحويل األموال من املشتري إلى البائع فقط وال يتقاض ى أي عموالت من املشتري‪.‬‬
‫ولكن استخدام هذه النقود اإللكترونية يتطلب دفع رسوم اشتراك للبنك اإللكتروني نظير هذه الخدمات‪ ،‬فما حكم‬
‫رسوم االشتراك في هذه الخدمة؟‬

‫‪227‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫ولعل اإلجابة على هذا السؤال تشبه اإلجابة على نفس السؤال في بطاقات االئتمان‪ ،‬فهو جائز شرعا كنوع من األجرة‬
‫نظير الخدمات املقدمة‪.‬‬
‫كذلك فإن عملية شراء الذهب والفضة عبر هذه البطاقة تخضع لنفس شروط بطاقات االئتمان إذ يحرم شراء‬
‫الذهب والفضة عبر هذه البطاقات‪.‬‬
‫خالصة البحث‪:‬‬
‫بعد معرفة حقيقة هذه البطاقات وكيفية التعامل معها‪ ،‬وميزان اإلسالم في التعامل بها فإننا نخلص في بحثنا هذا إلى‬
‫مجموعة من النقاط‪-:‬‬
‫‪ .1‬لبطاقات االئتمان فوائد كثيرة في حياة اإلنسان الحديثة‪ ،‬وأصبح اإلنسان في بعض الحاالت ال يستغني عنها‪ ،‬فهي‬
‫وسيلة سهلة للتعامالت املالية ولها الكثير من الفوائد التي ال يمكن الحصول عليها إال بواسطة بطاقات االئتمان ‪.‬‬
‫‪ .2‬إن بطاقات االئتمان هي في أساها بنيت على القواعد الربوية‪ ،‬وهدفها األساس ي الكسب الربوي وبالتالي فإنه يجب على‬
‫املسلم أن يبتعد عنها وأال يستخدمها طاملا كان قادرا على ذلك‪.‬‬
‫‪ .3‬إذا كان اإلنسان املسلم مضطرا الستخدام بطاقات االئتمان‪ ،‬فإنه يستطيع الحصول عليها ولكن بالتكيف الشرعي‬
‫لها‪ ،‬بحيث يبتعد عن الثالث محظورات التي توقعه في الربا وهي سحب النقد عبر البطاقة‪ ،‬تسديد قيمة املشتريات‬
‫قبل نهاية فترة االئتمان‪ ،‬عدم شراء الذهب والفضة بالبطاقة‪.‬‬
‫‪ .4‬إن بطاقات الدفع املسبق إحدى الوسائل التي وجدت لتسهيل حياة اإلنسان‪ ،‬وال يجوز استخدام هذه البطاقات إذا‬
‫كانت غير واضحة الشروط‪ ،‬وكذلك ال يجوز استخدامها اال في الحصول علي الخدمات املحللة شرعا‪.‬‬
‫‪ .5‬الرسوم املفروضة على بطاقة ‪ ATM‬سواء السنوية‪ ،‬أو املبالغ الرمزية عند عملية السحب جائزة شرعا وذلك من قبيل‬
‫أجرة تقديم الخدمة‪.‬‬
‫‪ .6‬من أحدث اختراعات العصر في املجال املالي هو النقود اإللكترونية‪ ،‬ويمكن لإلنسان املسلم أن يستخدمها بحرية في‬
‫الشراء والحصول على النقد‪ ،‬ولكن شريطة عدم شراء الذهب والفضة‪.‬‬
‫‪ .7‬تتطلب النقود اإللكترونية وجود بنية تحتية تكنولوجية قادرة على التعامل مع هذه البطاقات‪.‬‬
‫‪ .8‬مازالت بطاقات االئتمان والنقود اإللكترونية وحتى بطاقات الدفع املسبق في بعض األحيان قابلة للقرصنة على‬
‫‪9‬‬

‫الرغم من جميع اإلجراءات األمنية املتبعة‪ ،‬وعلى اإلنسان املسلم الحرص على ماله ملا في ذلك من حرمة هدر املال‪.‬‬
‫توصيات ‪:‬‬
‫‪ -‬يجب حث املصارف اإلسالمية على التقدم بخطوات نحو إصدار بطاقات ائتمان تضمن للمسلم عدم الوقع في الربا‪.‬‬
‫‪ -‬تم دراسة املوضوع من جانب املستخدم ولكن يجب دراسته من جانب آخر وهو جانب الشركات املتعاملة مع هذا‬
‫النوع من البطاقات‪.‬‬
‫يمثل النشر العلمي الطريق والفاعل وأحد أهم املقاييس املستخدمة لتقدير مستوى اإلنتاج العلمي‪...‬‬
‫قائمة املراجع‪:‬‬
‫المراجع‬
‫‪ . Edited. www. paymer.net Dictionary Cambridge, Retrieved , .)20017 ,3 5( .credit card‬تم االسترداد من‬
‫‪. www. paymer.net‬‬
‫احمد عبد الكريم نجيب‪ . /http://www.saaid.net .)2014( .‬تم االسترداد من موقع صفحة د‪ .‬احمد عبد الكريم نجيب ‪.‬‬

‫‪ 9‬تعرف عملية القرصنة علي اإلنترنت بأنها عملية سرقة للرموز اإللكترونية عندما يقوم صاحب البطاقة باستخدامها ‪,‬أو الدخول إلى مواقع غير آمنة‬
‫عبر شبكة اإلنترنت علي الرغم من التحذيرات التي تزوده به خادمات اإلنترنت ‪ ,‬ويقوم سارقي الرموز اإللكترونية باستخدامها في عمليات الشراء‬
‫وال تستطيع أي جهة التدخل في حل المشكلة‪.‬‬

‫‪228‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫ارقام ديجيتال‪ .)2018 ,12 3( .‬تم االسترداد من‬


‫‪https://digital.argaam.com/article/search/all/16?keyword=%D8%A8%D8%B7%D8%A7%D9%82%D8%‬‬
‫‪.A7%D8%AA+%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%A6%D8%AA%D9%85%D8%A7%D9%86‬‬
‫إسالم أون الين‪ .)2000 ,9 15( .‬مصر قريبا مركز مالي في سوق بطاقات االئتمان‪http://www.islam-online.net/iol-‬‬
‫‪ .arabic/dowalia/alhadath2000-sept-15/alhadath16.asp‬تاريخ االسترداد ‪ ،2014 ,9 8‬من إسالم أون الين‪.‬‬
‫البنك العربي‪ .)2012( .‬موقع البنك ‪ . www.arabbank.com/arabic/default.asp‬تاريخ االسترداد ‪ ،2020 ,9 3‬من‬
‫‪./https://www.anb.com.sa/en‬‬
‫البنك العربي‪ .)2013 ,8 29( .‬بطاقة فيزا الذهبية البنك العربي ‪ .www.arabbank.com/arabic/default.asp‬تم االسترداد‬
‫من ‪.www.arabbank.com/arabic/default.asp‬‬
‫الجامعة اإلسالميه‪ .)2019( .‬موقع الجامعة اإلسالمية ‪,‬لجنة اإلفتاء ‪ .‬تم االسترداد من‬
‫‪. http://www.iugaza.edu/Arabic/Units/Units_ftawa_index1.asp‬‬
‫رئيس لجنة اإلفتاء بالجامعة اإلسالمية د‪.‬احمد شويدح‪ .)2013 ,4 20( .‬التعامل بالربى‪( .‬حازم أحمد‪ ،‬المحاور)‬
‫زيد بن محمد الرماني‪ .)2013 ,8 4( .‬النقود االلكترونية بين الواقع والمؤمول‪ .‬مجلة الجزيرة االلكترونية ‪ ،‬صفحة ‪.18‬‬
‫صبري عباس عصمان‪ .)2002 ,10 15( .‬نشرة التجارة والتنمية ‪ .‬تم االسترداد من ‪.www.bankofcd.coml,ru‬‬
‫عبدالحميد المصري‪ .http://www.alsaha.com/sahat/Forum2/HTML/000012.html .)2013( .‬تم االسترداد من‬
‫موقع الساحة العربية ‪.‬‬
‫فتحي عرفات‪ .)2007( .‬بطاقات االئتمان البنكية في الفقه اإلسالمي‪ .‬بيرزيت‪ :‬فلسطين‪ :‬جامعة النجاح الوطنية‪.‬‬
‫فيصل موسوي‪ .http://www.mawlawi.net/fatawa/fatwa.asp?fid=418 .)2018 ,9 23( .‬تم االسترداد من موقع‬
‫فتاوي‪.‬‬
‫محمد بن صالح العثيمين‪.www.saaid.net/Doat/Zugail/95.htm .)2016( .‬‬
‫محمد عمر‪ .)2003( .‬بحث ‪ .http://www.al-shia.com/html/ara/books/bohoos-feqh-01/16.html‬تاريخ‬
‫االسترداد ‪ ،2019 ,7 17‬من بطاقات االئتمان (بحث)‪ ،‬اإلمارات العربية المتحدة‪ :‬جامعة اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬صفحة ‪،12‬‬
‫‪.13‬‬
‫محي الدين داغي‪ ./http//:www.islamonline.net .)2019( .‬تم االسترداد من إسالم اون الين‪,‬بنك الفتاوى‪.‬‬
‫مؤمن حسن‪ ** .)2013( .‬موقع بوابة اإلنترنت‬
‫‪http://www.itep.co.ae/itportal/arabic/Content/EducationalCenter/InternetConcepts/e_money.asp#t‬‬
‫‪ .‬تم االسترداد من ** موقع بوابة اإلنترنت ‪op‬‬
‫‪http://www.itep.co.ae/itportal/arabic/Content/EducationalCenter/InternetConcepts/e_money.asp#t‬‬
‫‪op.‬‬

‫‪229‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫البيروقراطية اإللكترونية بين املرونة والتعقيد‬


‫‪Electronic bureaucracy between flexibility and complexity‬‬
‫د‪.‬كرم سالم عبدالرؤوف سالم‪،‬دكتوراه فى االقتصاد‪ ،‬كلية التجارة ‪ ،‬جامعة عين شمس ‪ ،‬مصر‬
‫ورئيس قسمى االقتصاد والتجارة اإللكترونية كلية العلوم اإلدارية جامعة باشن العاملية املفتوحة بأمريكا‬
‫‪Karamsalam23@yahoo.com‬‬
‫تاريخ اإلرسال للملخص‪ ٢٠٢٢/٣/٢٠:‬تاريخ إرسال البحث كامل ‪ ٢٠٢٢/٥/١‬تاريخ إنعقاد املؤتمر ‪٢٠٢٢/٥/٢٢-٢١‬‬

‫امللخص‪:‬‬
‫يهدف البحث إلى ‪ :‬مناقشة وتحليل وتسليط الضوء و الوقوف على مفهوم البيروقراطية اإللكترونية ‪ ،‬و التعرف على واقع اإلدارة‬
‫اإللكترونية ‪،‬و تحديد تحديات اإلدارة اإللكترونية ومعوقاتها ‪ ،‬تنوير األفراد بخدمات اإلدارة اإللكترونية ‪ ،‬تعزيز قيم األخالق في املمارسات‬
‫الرقمية ‪ ،‬تفعيل دور املسؤولية األخالقية والقانونية ‪ ،‬و االستفادة من خدمات التقنية على نحو يحفز على إصالح العمل اإلداري وتجنب‬
‫مساوئ البيروقراطية ‪ ،‬وتحديد األطر القانونية واألخالقية املناسبة كأداة لردع الفساد في البيئة الرقمية ‪ ،‬و وضع الحلول املقترحة لعالج‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫البيروقراطية االلكترونية ‪ ،‬وذلك باستخدام املنهج الوصفى التحليلى ‪ .‬وقد توصلت الدراسة إلى‪ :‬تؤثر البيروقراطية االلكترونية تأثيرا سلبيا‬
‫على اإلدارة اإللكترونية بما يحتويه من تعقيدات وغموض لإلجراءات وغياب للشفافية فرض نفسه على نظم اإلدارة اإللكترونية‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية‪ : :‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬البيروقراطية االلكترونية‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪The research aims to: discuss, analyze, shed light and stand on the concept of electronic bureaucracy, identify the‬‬
‫‪reality of electronic management, identify the challenges and obstacles of electronic management, enlighten individuals with‬‬
‫‪electronic management services, enhance the values of ethics in digital practices, activate the role of moral and legal‬‬
‫‪responsibility, and benefit from From technical services in a way that stimulates the reform of administrative work and avoids‬‬
‫‪the disadvantages of bureaucracy, and determines the appropriate legal and ethical frameworks as a tool to deter corruption‬‬
‫‪in the digital environment, and develops proposed solutions to treat electronic bureaucracy, using the descriptive analytical‬‬
‫‪approach. The study concluded: Electronic bureaucracy has a negative impact on electronic management, with its‬‬
‫‪complexities, ambiguity of procedures, and lack of transparency that imposes itself on electronic management systems.‬‬
‫‪Keywords: electronic management, electronic bureaucracy.‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫أسفر االنفجار املعرفي الذي شهده العالم نتيجة ثورة املعلومات واالتصاالت انعكاساته على سياسة اإلصالح‬
‫اإلداري وتطوير املرافق العامة الى انبثاق مفاهيم جديدة منها مفهوم اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬املعامالت االلكترونية‪ ،‬الحكومة‬
‫اإللكترونية‪ ،‬التجارة اإللكترونية‪ ،‬النقود االلكترونية‪ ،‬وغيرها من املفاهيم‪ .‬األمر الذي تمخض عنه االنتقال من البيئة‬
‫التقليدية إلى البيئة الرقمية‪ ،‬التي تهدف إلى االستثمار في تكنولوجيا املعلومات من أجل االستفادة من تقنيات املعلومات‬
‫وتسخيرها لخدمة املستفيد أو العميل وتطوير األداء وزيادة اإلنتاجية بسرعة ودقة عالية وبتكاليف ومجهود أقل ‪ .‬ففي‬
‫ضوء التقدم املتزايد في استخدام التكنولوجيا الحديثة والتطبيقات الحاسوبية أصبح دور استخدام اإلدارة اإللكترونية‬
‫مطلب وضرورة ال غنى عنها في إدارات املوارد البشرية ملا تحققه من نتائج إيجابية نحو تحسين األداء فيها ورفع كفاءاتها‪ّ .‬إن‬
‫ّ‬
‫هذا التزاوج بين التقنية واملوارد البشرية تمخض عنه حياة معلوماتية شكلت مجتمعا افتراضيا في النمط والشكل واألداء‪،‬‬
‫تميز بالسهولة والسرعة في تقديم الخدمات وإنجاز األعمال‪ ،‬متجاوزا جميع حواجز البيروقراطية واملحسوبية‪ ،‬مجسدا‬
‫مفهوم ذهاب الخدمة أو السلعة إلى املستفيد أو العميل وليس العكس‪.‬‬

‫‪230‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫ووسط ما حققته التقنية من كسر للحواجز الجغرافية والزمانية‪ ،‬ومع ذلك نتفاجأ بوجود النموذج البيروقراطي‬
‫في شقه السلبي بما يحتويه من تعقيدات وغموض لإلجراءات وغياب للشفافية فرض نفسه على نظم اإلدارة اإللكترونية‪،‬‬
‫وهذا راجع إلى املفهوم الخاطئ للتقنية لدى البعض‪ ،‬حيث يرونها مجرد ترف إداري ومظاهر جمالية على مكاتب املسؤولين‬
‫كرس انتشار البيروقراطية في اإلدارة‬‫واملوظفين يقتصر دورها فقط على الطباعة والنسخ وغيرها‪ .‬إن هذا املفهوم الخاطئ ّ‬
‫اإللكترونية‪ ،‬نتيجة وجود بعض الذهنيات والعقليات التقليدية املقاومة للتغيير والرافضة ملقومات التجديد ومسايرة ما‬
‫آلة ّ‬‫ً‬
‫للقوة لم يعثروا عليها في قوة سلطات‬ ‫يحدث من تطورات على املستوى العاملي‪ ،‬حيث وجدت في سلطة املكتب الرقمي‬
‫ّ‬
‫اإللكترونية على أن يكون الروتين والتعقيد سيدا املوقف‬ ‫وينفذ الصفحات واألنظمة‬ ‫املكاتب الحقيقية‪ ،‬وأجبروا من يبرمج ّ‬
‫حتى على صفحات املواقع اإللكترونية‪ .‬وليس هذا فحسب‪ ،‬بل كثيرا ما نجد بعض املوظفين عاجزين عن تيسير معامالت‬
‫األفراد نتيجة استحواذ املدير على كلمة املرور‪ ،‬وبالتالي الدخول إلى النظام مرهون بموافقة هذا املدير‪ .‬وال غلو في القول ‪-‬‬
‫ونحن في عصر التكنولوجيا‪ -‬نقف أمام طوابير طويلة‪ ،‬وعندما يحين دورك يخبرك املوظف أن النظام قد تعطل‪ ،‬أو أن‬
‫الوثيقة لن تستلمها إال بعد توقيعها خطيا من املدير‪.‬‬
‫إن مثل هذه الذهنيات ترسخ النموذج الديمقراطي في ظل اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬فتجعل التحول إلى اإلدارة‬
‫اإللكترونية مجرد مفهوم للتوفير والتخلي عن استخدام املزيد من األوراق فقط‪ ،‬أما من حيث طريقة العمل وإجراءاته‬
‫وخطواته التنظيمية فهي بعيدة كل البعد عن التقنية بل ظلت نفس اإلجراءات والتعقيدات إلكترونيا ولكن بدون معامالت‬
‫ورقية‪ .‬صفوة القول‪ ،‬أنه وبالرغم من املخاوف التي شكلها هذا املفهوم الراهن ‪ ،‬إال أن التحول من اإلدارة التقليدية إلى‬
‫اإلدارة اإللكترونية أمرا فرضته متطلبات عصر املعلوماتية من جهة‪ ،‬واستجابة لرغبات املستفيدين في الحصول على‬
‫خدمات سهلة وسريعة تواكب روح العصر من جهة أخرى‪ .‬ففي الوقت الذي يفترض أن يكون توفير الخدمة أو املنتوج‬
‫بكبسة زر‪ ،‬لوحظ بطء كبير في عملية تسيير املعامالت وانجازها في كافة املجاالت وجل القطاعات‪ ،‬وإن تمت تكون بمواعيد‬
‫وفساد في املمارسات مما طرح إشكالية قانونية‬
‫ٍ‬ ‫طويلة في خضم تطبيقات ذكية‪ ،‬األمر الذي نجم عنه مشكلة أخالقية‪،‬‬
‫تبحث في سبل وآليات كسر حقل جديد ظهر للوجود يعرف بالبيروقراطية االلكترونية‬
‫‪-2‬إشكالية البحث‬
‫عطفا على ما سبق‪ ،‬فإن إشكالية البحث تكمن فى محاولة اإلجابة على التساؤالت التالية‪ :‬كيف يمكننا االستفادة‬
‫من خدمات التقنية على نحو يحفز على إصالح العمل اإلداري وتجنب مساوئ البيروقراطية؟ وما هي األطر القانونية‬
‫واألخالقية املناسبة كأداة لردع الفساد في البيئة الرقمية ؟‪.‬وما هى الحلول املقترحة لعالج البيروقراطية االلكترونية ؟‬
‫‪-3‬أهمية البحث‬
‫ترجع أهمية البحث من أهمية دراسة موضوع البيروقراطية االلكترونية و معالجة مفهوم اإلدارة اإللكترونية الذي‬
‫يعتبر أحد املفاهيم الحديثة في مجـال اإلدارة التـي برزت في اآلونة األخيرة‪ ،‬وهذا املوضوع يتميز بحداثته على املـستوى املحلـى‬
‫‪ .‬و الحاجة إلى وجود رؤيا واضحة إلستخدام التقنيات الحديثة ‪،‬ووضع رؤية استشرافية ملـستقبل اإلدارة اإللكترونية ‪،‬‬
‫وبالتالي تشكل ركيزة أساسية في تمثيل متطلبات املرحلة القادمة لإلدارة اإللكترونية الحديثة‪ ، .‬حيث أن البيروقراطية‬
‫ً‬
‫االلكترونية تؤثر سلبيا على اإلدارة اإللكترونية بما يحتويه من تعقيدات وغموض لإلجراءات وغياب للشفافية فرض‬
‫نفسه على نظم اإلدارة اإللكترونية ‪ .‬ويرجع هذا إلى املفهوم الخاطئ للتقنية لدى البعض‪ ،‬حيث يرونها مجرد ترف إداري‬
‫ومظاهر جمالية على مكاتب املسؤولين واملوظفين يقتصر دورها فقط على الطباعة والنسخ وغيرها‪ .‬إن هذا املفهوم الخاطئ‬
‫كرس انتشار البيروقراطية في اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬نتيجة وجود بعض الذهنيات والعقليات التقليدية املقاومة للتغيير‬ ‫ّ‬
‫والرافضة ملقومات التجديد ومسايرة ما يحدث من تطورات على املستوى العاملي‪ ،‬حيث وجدت في سلطة املكتب الرقمي‬
‫ّ‬ ‫للقوة لم يعثروا عليها في قوة سلطات املكاتب الحقيقية‪ ،‬وأجبروا من يبرمج ّ‬ ‫آلة ّ‬‫ً‬
‫اإللكترونية على‬ ‫وينفذ الصفحات واألنظمة‬

‫‪231‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫أن يكون الروتين والتعقيد سيدا املوقف حتى على صفحات املواقع اإللكترونية‪ .‬وليس هذا فحسب‪ ،‬بل كثيرا ما نجد بعض‬
‫املوظفين عاجزين عن تيسير معامالت األفراد نتيجة استحواذ املدير على كلمة املرور‪ ،‬وبالتالي الدخول إلى النظام مرهون‬
‫بموافقة هذا املدير‪ .‬وال غلو في القول ‪-‬ونحن في عصر التكنولوجيا‪ -‬نقف أمام طوابير طويلة‪ ،‬وعندما يحين دورك يخبرك‬
‫املوظف أن النظام قد تعطل‪ ،‬أو أن الوثيقة لن تستلمها إال بعد توقيعها خطيا من املدير‬
‫‪-4‬أهداف البحث‬
‫يهدف البحث لتحقيق األهداف التالية‪:‬‬
‫‪ /1‬الوقوف على مفهوم البيروقراطية اإللكترونية‬
‫‪ /2‬التعرف على واقع اإلدارة اإللكترونية‬
‫‪ /3‬تحديد تحديات اإلدارة اإللكترونية ومعوقاتها‬
‫‪ /4‬تنوير األفراد بخدمات اإلدارة اإللكترونية‬
‫‪ /5‬تعزيز قيم األخالق في املمارسات الرقمية‪.‬‬
‫‪ /6‬تفعيل دور املسؤولية األخالقية والقانونية‪.‬‬
‫‪ /٧‬كيفية االستفادة من خدمات التقنية على نحو يحفز على إصالح العمل اإلداري وتجنب مساوئ البيروقراطية‪.‬‬
‫‪ /٨‬تحديد األطر القانونية واألخالقية املناسبة كأداة لردع الفساد في البيئة الرقمية ‪.‬‬
‫‪ /٩‬وضع الحلول املقترحة لعالج البيروقراطية االلكترونية ‪.‬‬
‫‪-5‬فرضية البحث‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫تنطوي فرضية البحث الرئيسية عن فرضية مفادها أن "تؤثر البيروقراطية االلكترونية تأثيرا سلبيا على اإلدارة‬
‫اإللكترونية بما يحتويه من تعقيدات وغموض لإلجراءات وغياب للشفافية فرض نفسه على نظم اإلدارة اإللكترونية" ‪.‬‬
‫ويرجع هذا إلى املفهوم الخاطئ للتقنية لدى البعض‪ ،‬حيث يرونها مجرد ترف إداري ومظاهر جمالية على مكاتب املسؤولين‬
‫كرس انتشار البيروقراطية في اإلدارة‬‫واملوظفين يقتصر دورها فقط على الطباعة والنسخ وغيرها‪ .‬إن هذا املفهوم الخاطئ ّ‬
‫اإللكترونية‪ ،‬نتيجة وجود بعض الذهنيات والعقليات التقليدية املقاومة للتغيير والرافضة ملقومات التجديد ومسايرة ما‬
‫آلة ّ‬ ‫ً‬
‫للقوة لم يعثروا عليها في قوة سلطات‬ ‫يحدث من تطورات على املستوى العاملي‪ ،‬حيث وجدت في سلطة املكتب الرقمي‬
‫ّ‬
‫اإللكترونية على أن يكون الروتين والتعقيد سيدا املوقف‬ ‫وينفذ الصفحات واألنظمة‬ ‫املكاتب الحقيقية‪ ،‬وأجبروا من يبرمج ّ‬
‫حتى على صفحات املواقع اإللكترونية‪ .‬وليس هذا فحسب‪ ،‬بل كثيرا ما نجد بعض املوظفين عاجزين عن تيسير معامالت‬
‫األفراد نتيجة استحواذ املدير على كلمة املرور‪ ،‬وبالتالي الدخول إلى النظام مرهون بموافقة هذا املدير‪ .‬وال غلو في القول ‪-‬‬
‫ونحن في عصر التكنولوجيا‪ -‬نقف أمام طوابير طويلة‪ ،‬وعندما يحين دورك يخبرك املوظف أن النظام قد تعطل‪ ،‬أو أن‬
‫الوثيقة لن تستلمها إال بعد توقيعها خطيا من املدير ‪ .‬ومحاولة اإلجابة على تساؤالت البحث‪.‬‬
‫‪-6‬أسئلة البحث‬
‫يهدف البحث إلى محاولة اإلجابة على تساؤالت البحث التالية ‪:‬‬
‫‪/١‬الوقوف على مفهوم البيروقراطية اإللكترونية‬
‫‪ /2‬ما هو واقع اإلدارة اإللكترونية؟‬
‫‪ /3‬ما هى التحديات التى تواجه اإلدارة اإللكترونية ومعوقاتها ؟‬
‫‪ /4‬كيف يمكن تنوير األفراد بخدمات اإلدارة اإللكترونية؟‬
‫‪ /5‬كيف يمكن تعزيز قيم األخالق في املمارسات الرقمية ؟‬
‫‪ /6‬كيف يمكن تفعيل دور املسؤولية األخالقية والقانونية؟‬

‫‪232‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫‪ /٧‬كيف يمكننا االستفادة من خدمات التقنية على نحو يحفز على إصالح العمل اإلداري وتجنب مساوئ البيروقراطية؟‬
‫‪ /٨‬ما هي األطر القانونية واألخالقية املناسبة كأداة لردع الفساد في البيئة الرقمية ؟‬
‫‪ /٩‬ما هى الحلول املقترحة لعالج البيروقراطية االلكترونية ؟‬
‫‪-7‬منهجية البحث‬
‫تقوم منهجية البحث على إستخدام أسلوب املنهج الوصفى التحليلى إلستعراض ومناقشة وتحليل و الوقوف على‬
‫مفهوم البيروقراطية اإللكترونية ‪ ،‬و التعرف على واقع اإلدارة اإللكترونية ‪،‬و تحديد تحديات اإلدارة اإللكترونية ومعوقاتها‬
‫‪ ،‬تنوير األفراد بخدمات اإلدارة اإللكترونية ‪ ،‬تعزيز قيم األخالق في املمارسات الرقمية ‪ ،‬تفعيل دور املسؤولية األخالقية‬
‫والقانونية ‪ ،‬و االستفادة من خدمات التقنية على نحو يحفز على إصالح العمل اإلداري وتجنب مساوئ البيروقراطية ‪،‬‬
‫وتحديد األطر القانونية واألخالقية املناسبة كأداة لردع الفساد في البيئة الرقمية ‪ ،‬و وضع الحلول املقترحة لعالج‬
‫البيروقراطية االلكترونية ‪.‬‬
‫‪-8‬الدراسات السابقة‬
‫هناك بعض من الدراسات السابقة التى تناولت موضوع البيروقراطية االلكترونية ومنها ‪:‬‬
‫‪-‬دراسة ‪ :‬بعنوان رؤية مستقبلية لتطبيق اإلدارة اإللكترونية بمدارس التعليم الثانوى واملتوسط فى ضوء التحديات‬
‫املعاصرة‪ ،‬تهدف الدراسة إلى‪ :‬التعرف على واقع تطبيق اإلدارة اإللكترونية بمدارس التعليم الثانوى واملتوسط ‪،‬وقد‬
‫توصلت الدراسة إلى‪ :‬أن اإلدارة اإللكترونية ال يتم تطبيقها بالشكل املطلوب فى مدارس التعليم الثانوى واملتوسط لغياب‬
‫اللوائح والقوانين والتشريعات التنظيمية لتطبيق اإلدارة اإللكترونية‪(.‬رويدة ‪,٢٠٢٠:‬ص‪)٥٣-٣٣‬‬
‫‪-‬دراسة ‪ :‬بعنوان " أثر تطبيق أنظمة اإلدارة اإللكترونية على األداء الوظيف‪-‬دراسة ميدانية على موظفات العمادات‬
‫فى جامعة امللك عبدالعزيز بجدة‪ .‬تهدف الدراسة إلى‪ :‬دراسة أثر تطبيق أنظمة اإلدارة اإللكترونية على األداء الوظيف‪-‬‬
‫دراسة ميدانية على موظفات العمادات فى جامعة امللك عبدالعزيز بجدة ‪.‬وقد توصلت الدراسة إلى أن ‪ :‬تطبيق أنظمة‬
‫اإلدارة اإللكترونية له أثر إيجابي على تطوير العمل اإلدارى فى جامعة امللك عبدالعزيز بجدة ‪(.‬عائشة ‪,٢٠١٣ :‬ص‪.)٦٩-٤٥‬‬
‫‪-‬دراسة ‪ :‬بعنوان دور اإلدارة اإللكترونية فى محاربة الفساد اإلداري‪ .‬تهدف الدراسة إلى‪ :‬دراسة أثر اإلدارة‬
‫اإللكترونية فى محاربة الفساد اإلداري ‪ ،‬وقد توصلت الدراسة إلى‪:‬ان اإلدارة اإللكترونية لها دور كبير في محاربة الفساد‬
‫اإلداري‪(.‬مرزوق ‪،٢٠١٧: :‬ص‪.)٦٥-٤٣‬‬
‫‪-9‬نطاق ومحدودية البحث‬
‫يمكن تحديد نطاق ومحدودية البحث كما يلى ‪:‬‬
‫‪-‬النطاق املكاني‪ :‬دراسة على مستوى العالم ككل ‪.‬‬
‫‪ -‬النطاق الزماني‪ :‬من سنة ‪ 2010‬وحتى عام ‪.2021‬‬
‫‪ -‬النطاق القطاعي ‪ :‬على مستوى قطاعات تكنولوجيا املعلومات و االتصاالت‪.‬‬
‫‪-10‬خطة وهيكل البحث‬
‫يتم تقسيم البحث للنقاط التالية‪:‬‬
‫‪-1‬اإلطاراملفاهيمي لإلدارة اإللكترونية والبيروقراطية االلكترونية‬
‫‪ ١/١‬اإلطار املفاهيمى لإلدارة االلكترونية‬
‫‪ ٢/١‬اإلطار املفاهيمى للبيروقراطية االلكترونية‬
‫‪ -2‬املعوقات والتحديات التي تواجه اإلدارة اإللكترونية‬
‫‪ -3‬الحلول املقترحة ملعالجة البيروقراطية االلكترونية‬

‫‪233‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫‪ -‬تنوير األفراد بخدمات اإلدارة اإللكترونية‬


‫‪ -‬تعزيز قيم األخالق في املمارسات الرقمية‪.‬‬
‫‪ -‬تفعيل دور املسؤولية األخالقية والقانونية‪.‬‬
‫‪ -‬االستفادة من خدمات التقنية على نحو يحفز على إصالح العمل اإلداري وتجنب مساوئ البيروقراطية‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد األطر القانونية واألخالقية املناسبة كأداة لردع الفساد في البيئة الرقمية‪.‬‬
‫‪ -‬تطوير التنظيم البيروقراطي واستخدام مداخل اإلدارة الحديثة‪.‬‬
‫‪ -‬وضع اإلطار القانوني والرقابي للممارسات واملعامالت االلكترونية‪.‬‬
‫‪ -‬وضع اإلطار األخالقي والديني لدعائم البيروقراطية االلكترونية‪.‬‬
‫‪ -‬كسر الحواجز والعراقيل االلكترونية واملادية‪.‬‬
‫‪-1‬اإلطاراملفاهيمي لإلدارة اإللكترونية والبيروقراطية االلكترونية‬
‫رغم ما للبيروقراطية من فوائد جمة‪ ،‬ورغم أنها تعتبر سمة من سمات املجتمع الحديث املعقد‪ ،‬إال أنه كثيرا ما‬
‫ينظر إليها على أنها من أمراض التنظيم الذي يعرقل اإلدارة السليمة‪ ،‬ويجمد نشاطها‪ ،‬حيث أصبح الجانب السلبي لكلمة‬
‫البيروقراطية خاصة في الدول النامية؛ هو الذي يجذب أنظار الجمهور ألنه يعبر عما يالقيه الناس من متاعب في معاملته‬
‫مع األجهزة اإلدارية‪ ،‬فأصبحت تعني التبذير‪ ،‬الفساد‪ ،‬عدم املرونة‪ ،‬وغير ذلك من املظاهر‪ .‬هذا ما يشكل عائقا نفسيا‬
‫وماديا يحو ل دون بلوغ مستوى تطلعات املواطنين‪ ،‬الش يء الذي يستدعي إعادة النظر في طرق تسيير اإلدارة العمومية‪،‬‬
‫وتبني استراتيجية واضحة للتخلص من منطق الشباك‪ ،‬ومن منطق التسيير التقليدي الذي أفرز العديد من املمارسات‬
‫السلبية كالرشوة وغيرها من مظاهر الفساد اإلداري‪.‬‬
‫وفي هذا املجال‪ ،‬عرف العالم في العقود األخيرة ثورة هائلة في مجال امليادين العلمية منها والتكنولوجية‪ ،‬عليها في‬
‫إحداث تغيرا كبيرا في الحياة اليومية لإلنسان‪ ،‬وأصبحت من الركائز الجوهرية املعول عليها فى إحداث التنمية االقتصادية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬وهذا ما انعكس على أسلوب الحكم عموما وعلى اإلدارة العمومية خصوصا‪ ،‬إذ تم إدراج البرمجة املعلوماتية‬
‫داخل نسق عمل اإلدارة وأصبحت التحوالت في أنماط اإلدارة في مختلف القطاعات مسألة في غاية األهمية وحتمية‬
‫حضارية للمجتمعات الواعدة‪ ،‬وخاصة في الدول النامية‪ ،‬وهو الش يء الذي دفع في السنوات األخيرة إلى ظهور اإلدارة‬
‫االكترونية‪ ،‬والذي ترى من خالله منظمة التعاون والتنمية االقتصادية في أوروبا أنه يتضمن ثالثة عناصر أساسية وهي‪:‬‬
‫الشفافية أي التعرض الختبار الجمهور‪ ،‬سهولة املنال في كل وقت وفي كل مكان واالستجابة لألفكار والتطلعات‬
‫الجديدة )رويدة ‪،٢٠٢٠:‬ص‪.)٢٥-١‬‬
‫‪ ١/١‬اإلطاراملفاهيمى لإلدارة االلكترونية‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ظهر مفهوم اإلدارة اإللكترونية مع ثورة تقنية االتصاالت الحديثة‪ ،‬والذي يعتبرا نمطا جديدا يختلف عن مفهوم‬
‫اإلدارة التقليدي‪ ،‬ويعتمد فيها العمل على أشكال وأساليب مختلفة من األدوات‪ ،‬مثل‪ :‬الحواسيب والبرامج الحاسوبية‬
‫املختلفة‪ .‬يتبلور مفهوم اإلدارة اإللكترونية حول استخدام املعلومات وتبادلها بين العاملين بصورة إلكترونية‪ ،‬وكذلك‬
‫مما يحفز على دوام املعرفة بشكل مستمر‪ ،‬وهذا بدوره‬ ‫تقديم الخدمات والتواصل مع األطراف الخارجية بشكل إلكتروني‪ّ ،‬‬
‫يحقق تكامل الرؤية ليتم اتخاذ القرارات على ضوئها‪ ،‬فاإلدارة اإللكترونية وما حققته من أهداف ومزايا ساهمت في نهوض‬
‫بشكل أسرع حسب‬ ‫ٍ‬ ‫الكثير من القطاعات واملؤسسات العامة والخصوصية‪ ،‬فهي توفر الوقت‪ ،‬والجهد‪ ،‬وتحقق الخدمات‬
‫تكامل العناصر التي تتكون منها‪ ).‬رويدة ‪،٢٠٢٠:‬ص‪.)٢٥-١‬‬
‫وفي ظل التطور الهائل في التقنيات والتحديات التي تواجه العمل اإلداري من تغيرات تكنولوجية ومعلوماتية سريعة‬
‫أصبح من الضروري على املؤسسات أن تستفيد من هذا التطور الضمان جودة أداء أفضل وتحسين أساليب العمل‬

‫‪234‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫والخدمة املقدمة للزبائن وتحقيق األهداف املرجوة بكفاءة عالية‪ ،‬وكان من أهم املميزات التي تميز بها العصر الحالي ظهور‬
‫مصطلح اإلدارة االلكترونية وما تحققه من منافع كثيرة في جميع املجاالت‪) .‬رويدة ‪،٢٠٢٠:‬ص‪.)٢٥-١‬‬
‫‪ ١/١/١‬مفهوم وأهمية تطبيق اإلدارة اإللكترونية‪:‬‬
‫اإلدارة اإللكترونية ‪ :‬هي منظومة إلكترونية متكاملة تهدف إلى تحويل العمل اإلداري العادي من إدارة يدوية إلى إدارة‬
‫باستخدام الحاسب وذلك باالعتماد على نظم معلوماتية قوية تساعد في اتخاذ القرار اإلداري بأسرع وقت وبأقل التكاليف‪.‬‬
‫اإلدارة االلكترونية يمكن أن تشمل كال من االتصاالت الداخلية والخارجية ألي منظمة‪ .‬والهدف من ذلك هو إدخال‬
‫الشفافية الكاملة واملساءلة مما يؤدي إلى تحسين اإلدارة االلكترونية داخل أي منظمة‪ .‬في أملانيا‪ ،‬هذه املبادرة التي تستهدف‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫بصورة خاصة املنظمات الحكومية‪ ،‬حيث املساءلة العامة والتي تثير قلقا خاصا‪ .‬عمليات مماثلة يجري تطويرها في العديد‬
‫من الشركات األميركية للمساعدة على االمتثال للقانون ساربانيس أوكسلي‪ .‬وتنفيذ أي حل إلدارة الكترونية ينبغي أن تلبي‬
‫احتياجات العمالء بمركزية أكبر من منظمة مركزية‪ ،‬وينبغي إزالة االعتماد على أفراد معينين‪ ،‬وينبغي إدخال نظم الشفافية‬
‫في العمل‪ .‬أمثلة على اإلدارة االلكترونية تشمل ‪,‬الجداول الزمنية على اإلنترنت وحساب املصاريف‪ .‬ويمكن استخدام هذه‬
‫للمساعدة على خفض التكاليف ملنظمة ما‪ ).‬رويدة ‪،٢٠٢٠:‬ص‪.)٢٥-١‬‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫اإللكترونية ( )‪ّ Electronic Management‬‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ‬
‫بأنها منظومة حديثة تعتمد على التكنولوجيا اإللكترونية‪،‬‬ ‫تعرف اإلدارة‬
‫ُ‬ ‫ً ُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫تعتمد على استخدام الحاسوب وتطبيقاته‪ ،‬وأيضا تعرف اإلدارة‬ ‫إلكترونية‬ ‫إدارة‬
‫وتهدف إلى تحويل اإلدارة التقليدية إلى ٍ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫كافة الوظائف واملهام التي ّ‬ ‫ّ ّ ّ‬
‫حاسوبية‪،‬‬ ‫اتصال‬
‫ٍ‬ ‫االعتماد على وسائل‬
‫ِ‬ ‫للموظفين من خالل‬ ‫تحددها اإلدارة‬ ‫اإللكترونية بأنها‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الرقمي‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫سهولة الربط بين‬
‫ِ‬ ‫ويؤدي هذا النوع الحديث من اإلدارة إلى‬ ‫اإللكتروني‪ ،‬وقنوات االتصال‬ ‫وتشمل رسائل البريد‬
‫واملوظفين‪ ،‬والعمالء‪ ).‬رويدة ‪،٢٠٢٠:‬ص‪ .)٢٥-١‬وتعرف االدارة االلكترونية على أنها‪ ":‬استخدام الوسائل والتقنيات‬ ‫ّ‬ ‫املدراء‪،‬‬
‫اإللكترونية بكل ما تقتضيه املمارسة ‪،‬التنظيم اإلجراءات‪ ،‬التجارة أو اإلعالن بما يتيح لجميع اإلداريين التعامل الفوري‬
‫واآلني مع بعضهم البعض لتحقيق األهداف املشتركة وضمان مصالح اإلدارة والعمالء‪ ،‬وذلك باستثمار الجهد والوقت‬
‫واملال وتعزيز الرضا للجميع دون الحاجة إلى العودة في مهام كثيرة إلى املراكز القيادية العليا باعتبار ذلك من مقومات‬
‫الالمركزية"‪(.‬عائشة ‪،٢٠١٣ :‬ص‪.)٢٥-١‬‬
‫من خالل هذه التعاريف املقدمة لإلدارة اإللكترونية‪ ،‬يظهر على أنه رغم تعددها واختالفها إال أنها تتفق في مجملها‬
‫على أن الهدف الرئيس ي واملحوري لإلدارة اإللكترونية هو خدمة املواطن‪ ،‬فخدمة املواطن تبقى الغاية األسمى لتطبيق‬
‫اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬إضافة لعدة أهداف أخرى تتعلق بالجانب التنظيمي بزيادة فعالية األداء باإلدارة العمومية‪ ،‬والجانب‬
‫االقتصادي من خالل ترشيد النفقات العمومية اقتصاد تكاليف اإلدارة العمومية من اللوازم املكتبية كالورق‪ ،‬والجانب‬
‫السياس ي من خالل تعزيز ثقة املواطن بالدولة عن طريق دعم قيم املشاركة واملحاسبة واملساءلة لدى املواطنين‪ ).‬رويدة‬
‫‪،٢٠٢٠:‬ص‪.)٢٥-١‬‬
‫مما سبق يمكن تعريف اإلدارة اإللكترونية على أنها" استخدام وسائل تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت من طرف‬
‫اإلدارة العمومية لتحسين الخدمة املقدمة للمواطنين واملؤسسات‪ ،‬وكذا تعزيز مبادئ الديمقراطية من خالل الشفافية‬
‫واملحاسبة واملشاركة في اتخاذ القرارات‪ ،‬إضافة إلى استغناء اإلدارة عن الورق واللوازم املكتبية األخرى مما يساعد على‬
‫اقتصاد التكاليف‪ ،‬كما تغني املواطن من وجوب تنقله لإلدارة‪.‬‬
‫وتعرف على أنها "تلك العملية اإلدارية القائمة على اإلفادة من اإلمكانات املتميزة لإلنترنت وشبكات األعمال في‬
‫التخطيط والتوجيه والرقابة على املوارد والقدرات الجوهرية للمنظمة واآلخرين بدون حدود من أجل تحقيق أهدافها "‪.‬‬
‫وتعرف على أنها "استخدام خليط من التكنولوجيا ألداء األعمال واإلسراع بهذا األداء وإيجاد آلية متقدمة‬
‫لتبادل املعلومات داخل املنظمة وبينها وبين املنظمات األخرى"‪(..‬عائشة ‪،٢٠١٣ :‬ص‪.)٢٥-١‬‬

‫‪235‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫وتعرف على أنها " عملية مكينة مهام وأنشطة املؤسسة اإلدارية باالعتماد على كافة تقنيات املعلومات الضرورية وصوال إلى‬
‫تحقيق أهداف اإلدارة الجديدة في تقليل استخدام الورق وتنشيط اإلجراءات والقضاء على الروتين وتحسين الخدمات‬
‫واملعامالت لربطها الحقا مع الحكومة االلكترونية‪(. .‬عائشة ‪،٢٠١٣ :‬ص‪.)٢٥-١‬‬
‫وتعرف على أنها" القدرة على استخدام الحاسبات اآللية في تنفيذ األعمال االلكترونية واألنشطة اإلدارية عبر‬
‫اإلنترنت والشبكات وتقديم الخدمات آليا للمستفيدين في أي زمان زمكان مما يؤدي إلى جودة وتحسين األداء‪.‬‬
‫وتعرف على أنها "االنتقال من العمل اإلداري التقليدي إلى تطبيق تقنيات املعلومات واالتصاالت في البناء التنظيمي‬
‫واستخدام التقنية الحديثة بما فيها شبكات الحاسب اآللي لربط الوحدات التنظيمية مع بعضها لتسهيل الحصول على‬
‫البيانات واملعلومات التخاذ القرارات املناسبة وإنجاز األعمال وتقديم الخدمات للمستفيدين بكفاءة وبأقل تكلفة وأسرع‬
‫وقت ممكن‪.‬‬
‫وتعرف على أنها" القيام بمجموعة من الجهود التي تعتمد على تكنولوجيا املعلومات التقديم املنتجات لطالبها من‬
‫خالل الحاسب اآللي والسعي لتخفيف حدة املشكالت الناجمة عن تعامل طالب املنتجات مع األفراد بما يسهم في تحقيق‬
‫الكفاءة والفعالية في األداء التنظيمي (عائشة ‪،٢٠١٣ :‬ص‪.)٢٥-١‬‬
‫وتعرف على أنها " هي استراتيجية إدارية لعصر املعلومات تعمل على تحقيق خدمات أفضل للمواطنين واملؤسسات‬
‫ولزبائنها مع استغالل أمثل ملصادر املعلومات املتاحة من خالل توظيف املوارد املادية والبشرية واملعنوية املتاحة في إطار‬
‫الكتروني حديث من أجل استغالل أفضل للوقت واملال والجهد وتحقيقا للمطالب املستهدفة وبالجودة املطلوبة‪ .‬فاملفهوم‬
‫الحقيقي لها والشائع في كثير من الدول هو التقنية في تحسين مستويات أداء األجهزة الحكومية ورفع كفاءتها وتعزيز‬
‫فعاليتها في تحقيق األهداف املرجوة منها‪(. .‬عائشة ‪،٢٠١٣ :‬ص‪.)٢٥-١‬‬
‫وتعريف االدارة االلكترونية إجرائية‪ ":‬هي عملية تحويل األعمال والخدمات اإلدارية التقليدية في املحاكم العاملة‬
‫بقطاع غزة إلى أعمال وخدمات اإللكترونية من خالل استخدام الحواسيب وشبكات االنترنت في عملها بقصد تسهيل تقديم‬
‫الخدمات واملعامالت للمستفيدين بأقل وقت وجهد وتكلفة ممكنة" ‪(. .‬عائشة ‪،٢٠١٣ :‬ص‪.)٢٥-١‬‬
‫ومن خالل تلك التعريفات لإلدارة االلكترونية نستنتج أنها عملية مهمة في تطوير املؤسسات واالرتقاء بها من خالل تحويل‬
‫أنشطة ومهام املؤسسة من العملية التقليدية إلى طرق إلكترونية سهلة وميسرة للعمل‪.‬‬
‫أهمية تطبيق اإلدارة االلكترونية‬
‫اإلدارة اإللكترونية تساعد املنظمات التقليدية على التحول إلى منظمات إلكترونية‪ ،‬ويتطلب تطبيق اإلدارة‬
‫اإللكترونية توافر ما يلى ‪):‬مرزوق ‪٢٠١٧:‬ص‪)٢٤-١،‬‬
‫• رؤية إلكترونية‪ :‬تساعد هذه الرؤية على تصور املكانة املستقبلية للمنظمة اإللكترونية‪.‬‬
‫• دعم اإلدارة العليا‪ :‬يجب على اإلدارة العليا ان تقدم للفريق املنفذ لإلدارة اإللكترونية الدعم الالزم للتنفيذ‪.‬‬
‫• خطط اإلتصال مع الجهات ذات الصلة‪ :‬ويتطلب ذلك دراسة حاجات ورغبات املستفيدين من النظام ‪ ،‬دعم‬
‫القدرات الفنية للقائمين على تقديم خدمات اإلدارة اإللكترونية ‪ ،‬دراسة اإلجراءات التفصيلية ألداء خدمات‬
‫اإلدارة اإللكترونية‪.‬‬
‫• ازدادت أهمية اإلدارة االلكتروني وأصبحت جزءا من واقع الحياة البشرية وتغيرت أساليب العمل في املؤسسات‬
‫من خاللها واستخدام تكنولوجيا جديدة‪ ،‬وإن تطبيق اإلدارة اإللكترونية في االدارة القضائية بالشكل الصحيح‬
‫واملتدرج له أثر إيجابي‪ ،‬ويشمل هذا األثر سرعة االنجاز املعامالت والقضايا وتوحيد وتبسيط اجراءات العمل‪،‬‬

‫‪236‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫واملساهمة في أمن املعلومات بحفظها وإتاحة االطالع عليها للمصرح لهم إضافة إلى ضمان جودة العمل ومواكبة‬
‫التطور ‪.‬‬
‫• تحسين مستوى أداء املنظمة الحكومية‪ :‬فاإلدارة االلكترونية تعمل على تحسين الخدمات الحكومية وتبسيط‬
‫إجراءاتها بأقل وقت وبأعلى مستوى األداء وبجهد أقل وتكلفة أقل مما پیسر ويسهل األعمال واملعامالت التي يتم‬
‫تقديمها للمواطنين وبالتالي تحقيق التواصل بين املنظمة الحكومية واملواطنين‪ ،‬ويصب ذلك في تحقيق أهدافها‬
‫وتيسير األعمال واملعامالت الحكومية ويزيل الكثير من الشكوى واملعوقات املتعلقة بها وإنجاز الخدمات‬
‫الحكومية‪.‬‬
‫• املرونة في عمل املوظفين بحيث يمكن للموظفين سهولة الدخول إلى الشبكة الداخلية من أي مكان قد يتواجد‬
‫فيه والقيام بعملهم في أي وقت ومكان يريدونه مما قلل الجهد والتكلفة في أداء األعمال‪.‬‬
‫قيام املؤسسات التي تطبق اإلدارة االلكترونية فيها من إشراك املواطنين فيها عن طريق استطالع آرائهم ووجهات‬ ‫•‬
‫نظرهم حول الخدمات املقدمة لهم‪.‬‬
‫تسهيل طرق االتصال والتواصل بين دوائر وأقسام املؤسسة وخارجها والدقة والوضوح في إنجاز األعمال وتطبيق‬ ‫•‬
‫اإلدارة االلكترونية سيقلل من إستخدام األوراق في املؤسسات مما يعالج مشكلة التخلص منه واالحتفاظ به‬
‫وتوثيقه وبالتالي عدم الحاجة ملكان تخزين له مما يزيد من إيجابية املؤسسة ‪.‬‬
‫تقديم الخدمات للمواطنين بصورة أفضل وسريعة وتسهيل وصول التعليمات واملعامالت اإلدارية للموظفين‬ ‫•‬
‫والزبائن واملراجعين كذلك‪.‬‬
‫سيؤدي تطبيق اإلدارة االلكترونية إلى تحويل األيدي العاملة الزائدة من الحاجة إلى أيد عاملة لها دور أساس ي في‬ ‫•‬
‫تنفيذ هذه اإلدارة عن طريق إعادة التأهيل لفرص تواكب التطورات الجديدة التي طرأت على املؤسسة‪.‬‬
‫تحسين فاعلية األداء واتخاذ القرار من خالل إتاحة املعلومات والبيانات ملن أرادها وتسهيل الحصول عليه من‬ ‫•‬
‫خالل تواجدها على الشبكة الداخلية وإمكانية الحصول عليها بأقل جهود من خالل وسائل البحث اآللي املتوفرة‪.‬‬
‫• حاجة اإلدارة الحكومية إلى مزيد من الثقة املتبادلة بينها وبين املراجعين لها ورغبتها في تهيئة أجواء من الشفافية‬
‫في دوائر العمل الحكومي مما يساعد تلك اإلدارات على التوجه إلى اإلدارة االلكترونية نمطا جديدا فيه من الحياد‬
‫واملوضوعية واإلنضباط‪ ،‬ما يدل على تغيير وجهة النظر السائدة لدى املواطنين وتعديل الصورة القديمة لإلدارة‬
‫الحكومية في عقله ‪.‬‬
‫• تردي مستوى خدمات كثير من اإلدارات وتعقيده إلى الدرجة التي تستدعي الحاجة إلى تبسيط إجراءاتها وجعلها‬
‫أكثر سالسة ومرونة وتسهيل تقديمها للمواطنين ‪.‬‬
‫‪ ٢/١/١‬متطلبات ومستلزمات وتقنيات التحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة االكترونية‬
‫من أجل التحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة االكترونية ال بد من تحقيق املراحل التالية‪ ):‬مرزوق ‪٢٠١٧:‬ص‪)٢٤-١،‬‬
‫• أتمتة مؤسسات الدولة وتحويل جميع معلومات الحكومة ووزارتها الورقية إلى معلومات الكترونية‪.‬‬
‫• تأمين البينة التحتية الضرورية لربط كافة مؤسسات الدولة بشبكة معلومات واحدة وتبادل املعلومات بين‬
‫مختلف الجهات‪.‬‬
‫• تحديد جميع التعامالت بين املواطن وكل مؤسسة وتحويلها إلى تعامالت الكترونية‪.‬‬
‫• بنية شبكية تحتية قوية وسريعة وآمنة‪.‬‬
‫• بنية معلوماتية قوية (نظم معلومات قوية ومتوافقة في ما بينها)‬

‫‪237‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫• كادر بشري استثماري مدرب على استخدام التقنيات الحديثة‪.‬‬


‫• كادر بشري تقني قادر على القيام بعمليات الدعم الفني املستمر وتطوير النظم املعلوماتية املختلفة‪.‬‬
‫تقنيات ونظم اإلدارة االلكترونية‬
‫بعض تقنيات اإلدارة االلكترونية كما يلى ‪:‬خدمات الويب‪ ، .‬املحمول‪ ،.‬إدارة املستندات االلكترونية‪ ،.‬إدارة عالقات‬
‫العمالء ‪. ،‬الذكاء اإلداري‪، .‬األرشفة‪ ،.‬إدارة اإلنتاج‪، .‬تقدير سبل األداء‪ ،.‬تعاون برامج الشركات‪ ، .‬الشبكة‪ ، .‬التخطيط‪..‬‬
‫وهناك العديد من األنظمة الالزمة لإلدارة اإللكترونية‪(:‬خوالدة‪،٢٠١٥:‬ص‪)٢٤٥-٢١٥‬‬
‫• أنظمة املتابعة الفورية وأنظمة الشراء االلكترونية‪.‬‬
‫• أنظمة الخدمة املتكاملة‪.‬‬
‫• نظم التعامل مع البيانات كبيرة الحجم‪.‬‬
‫• النظم الخبيرة والذكية‪.‬‬
‫‪ ٣/١/١‬أهداف اإلدارة االكترونية‪:‬‬
‫تهدف اإلدارة اإللكترونية لتحقيق اآلتي ‪( :‬خوالدة‪،٢٠١٥:‬ص‪)٢٤٥-٢١٥‬‬
‫• تطوير اإلدارة العامة‪ :‬خفض األعمال الورقية‪ ،‬وإعادة استعمال الحلول‪.‬‬
‫• تحسين الخدمات‪ :‬خفض التنقل‪ ،‬التوصيل في أي وقت وأي مكان‪ ،‬وسهولة الوصول للمعلومات‪.‬‬
‫• التقرب من املواطنين (املوظفين)‪ :‬واجهة واحدة بالنسبة للمواطن (املوظف)‪ ،‬نظرة واحدة للمواطن(املوظف)‪،‬‬
‫وإجراءات سهلة‪.‬‬
‫• تحسين التنافس االقتصادي‪ :‬استخدام االنترنت للتجارة العاملية‪ ،‬وإتاحة الفرصة للشركات ذات املقاس‬
‫املتوسط والصغير لدخول املنافسة‪.‬‬
‫خفض املصاريف‪ :‬تكامل النظم لدعم اإلجراءات الداخلية والخارجية‪.‬‬ ‫•‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫تطوير عمل اإلدارة‪ ،‬والذي ّ‬
‫التقليدية‪ ،‬مثل‪ :‬األوراق‪ ،‬واألقالم‬ ‫اإلدارة‬
‫ِ‬ ‫استبدال األدوات املستخدمة في‬
‫ِ‬ ‫يؤدي إلى‬ ‫•‬
‫كأجهزة الحاسوب‪.‬‬ ‫ّ‬
‫إلكترونية‪،‬‬ ‫بأدوات‬
‫ٍ‬
‫ِ‬
‫كافة أقسام العمل من خالل تقليل الفترة‬ ‫تساهم في تطوير ِ‬‫ُ‬ ‫زيادة مستوى الخدمات املقدمة إلى العمالء‪ ،‬والتي‬ ‫•‬
‫ِ‬
‫ّ‬
‫للقيام باملهام الوظيفية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الزمنية املخصصة‬
‫ِ‬
‫تعزيز التواصل‪ ،‬والتعاون بين املوظفين من خالل بناء ٍ‬
‫بيئة من الحوار املشترك‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫املساهمة في‬ ‫•‬
‫ّ‬
‫الخاص بها‪.‬‬ ‫استخدام وسائل وتطبيقات شبكة اإلنترنت للتعريف باملنشأة‪ ،‬والدور ّ‬
‫املنهي‬ ‫•‬
‫ً‬ ‫ّ‬ ‫املخصصة ّ‬ ‫ّ‬
‫املخصصة لشراء األقالم شهريا‪.‬‬ ‫ملكونات اإلدارة التقليدية‪ ،‬مثل‪ :‬تقليل املصاريف‬ ‫تقليل املصاريف‬ ‫•‬
‫• زيادة كفاءة عمل اإلدارة وتقليل كلفة اإلجراءات ااإلدارية‬
‫وقت واحد دون تعطيلهم أو االنتظار طويال‬‫• إنجاز معامالت العمالء في ٍ‬
‫• إلغاء العالقات املباشرة والشخصية في إنهاء املعامالت التي تتعلق بالعمالء‪.‬‬
‫• استبدال نظام األرشفة الورقي بنظام أرشفة إلكتروني‪ ،‬فهذا يخفف استهالك الورق‪ّ ،‬‬
‫ويسهل الرجوع إلى الوثائق‪.‬‬
‫• إلغاء عامل املكان‪ ،‬حيث يكون إرسال األوامر والتعليمات والتخاطب من خالل الشبكة اإللكترونية‪.‬‬
‫• سرعة اتخاذ القرارات بسهولة لتوفر املعلومات الدقيقة واملباشرة‪ ،‬وتقليص معوقات اتخاذ القرار‪.‬‬
‫• زيادة الترابط بين العاملين واإلدارة العليا؛ بفضل توسيع قاعدة البيانات لإلدارة العليا‪.‬‬

‫‪238‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫• سرية املعلومات والوثائق وتقليل مخاطر فقدانها‪.‬‬


‫• التأكيد على مبدأ الجودة الشاملة‪ ،‬فإنجاز األعمال الصحيحة تكون في األوقات الصحيحة‪.‬‬
‫ّ‬
‫اإللكترونية‬ ‫‪ ٤/١/١‬أسس اإلدارة‬
‫تقوم اإلدارة اإللكترونية على عدد كن األسس ومنها ما يلى ‪( :‬خوالدة‪،٢٠١٥:‬ص‪)٢٤٥-٢١٥‬‬
‫اتصال بين اإلدارة‪ ،‬واألقسام‪ ،‬والفروع األخرى‪.‬‬ ‫قوية‪ ،‬والتي تحتوي على‬ ‫ّ‬
‫حاسوبي ٍة ٍ‬ ‫شبكة‬
‫ٍ‬ ‫• بناء‬
‫ٍ‬
‫وثابت مع شبكة اإلنترنت‪.‬‬
‫دائم ٍ‬ ‫اتصال ٍ‬
‫ٍ‬ ‫• توفير‬
‫ّ‬
‫اإللكترونية‪،‬‬ ‫ُ‬
‫يساهم في إدارة املعلومات‬ ‫ّ‬
‫اإلدارية‪ ،‬والذي‬ ‫تعزيز دور قسم نظم املعلومات‬ ‫ُ‬
‫االعتماد على‬ ‫•‬
‫ِ‬
‫مجموعة من االستراتيجيات التي تساند دور اإلدارة في عملها‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫• وتقديم‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫اإللكترونية‪.‬‬ ‫باإلدارة‬
‫ِ‬ ‫الخاصة‬ ‫• توفير ٍ‬
‫كادر من املوظفين القادرين على التعامل مع األجهزة‬
‫‪ ٥/١/١‬فوائد اإلدارة اإللكترونيةّ‬
‫هناك العديد من فوائد االدارة االلكترونية كما يلى ‪(:‬هدى ‪،٢٠١٤:‬ص‪.)٣٥٢-٢١٠‬‬
‫ّ‬
‫املخصص للمهام العامة‪.‬‬ ‫مما ّ‬
‫يؤدي إلى توفير الوقت‬ ‫• السرعة في تنفيذ العمل‪ّ ،‬‬
‫سرعة الحصول على املعلومات‪.‬‬ ‫ُ‬
‫تعتمد على‬ ‫ات صحيحة‬ ‫ّ‬ ‫• املساعدة في تنفيذ خطوات‬
‫ِ‬ ‫املنهجية املهنية‪ ،‬وربطها بقرار ٍ‬
‫• خفض تكلفة توظيف العديد من املوظفين‪.‬‬
‫ّ‬
‫التخلص من املشكالت الجغر ّ‬
‫افية في إرسال‪ ،‬واستقبال املعلومات‪.‬‬ ‫•‬
‫ّ‬
‫املوظفين‪ ،‬وتطوير أدائهم العام في العمل‪.‬‬ ‫• دعم مهارات‬
‫• السرعة في إنجاز العمل‪.‬‬
‫• املساعدة في اتخاذ القرار بالتوفير الدائم للمعلومات بين يدي متخذي القرار‪.‬‬
‫• خفض تكاليف العمل اإلداري مع رفع مستوى اإلداء‪.‬‬
‫• تجاوز مشكلة البعدين الجغرافي والزمني‪.‬‬
‫• معالجة البيروقراطية والرشوة‪.‬‬
‫• تطوير آلية العمل ومواكبة التطورات‪.‬‬
‫• رفع كفاءة العاملين في اإلدارة‪.‬‬
‫ّ‬
‫اإللكترونية‬ ‫‪ ٦/١/١‬سلبيات اإلدارة‬
‫هناك بعض من سلبيات اإلدارة اإللكترونية ومنها ما يلى ‪(: :‬هدى ‪،٢٠١٤:‬ص‪.)٣٥٢-٢١٠‬‬
‫اإلدارية‪ ،‬والذي ّ‬
‫يؤدي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫اإللكتروني‪ :‬وهو من املشكالت كثيرة االنتشار في هذا النوع من األنظمة‬ ‫ّ‬
‫التجسس‬ ‫• انتشار‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫إلى غياب سرية املستندات‪ ،‬والبيانات األرشيفية؛ بسبب تعرض املعلومات الخاصة باإلدارة‪ ،‬أو املنشأة إلى‬
‫تنظيم عمل‬ ‫منافسة بهدف تخريبها‪ ،‬أو من أجل االطالع على الخطط التي تتبعها اإلدارة في‬
‫ٍ‬ ‫جهات‬
‫ٍ‬ ‫ّ‬
‫التجسس من‬
‫ِ‬
‫املنشأة‪ .‬وقد يحدث تجسس واختراق لقاعدة بيانات الشركة نتيجة ضعف الجانب األمني في حماية نظام األرشفة‬
‫اإللكتروني التي تتعلق باملعلومات‪ ،‬والوثائق‪ ،‬وبيانات املوظفين‪ ،‬واإلدارة‪ ،‬فمع التطور التقني يستطيع الشخص‬
‫ً‬
‫التجسس وسرقة البيانات إذا كان نظام الحماية ضعيفا‪( .‬محمد‪،٢٠٠٦:‬ص‪.)٣٣‬‬
‫• العجز اإلداري‪ :‬عند التوجه إلى تطبيق اإلدارة اإللكترونية دون تسلسل أو تدرج سليم سيؤدي إلى خلل في اإلدارة‬
‫وقد تتعطل الخدمات التي تقدمها إلى العمالء‪ ،‬وهذا قد يؤدي إلى تراجع في األداء‪ ،‬لذا يفضل عند االنتقال من‬

‫‪239‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية أن تكون عناصرها قد ارتقت إلى املستوى املطلوب من الكفاءة‪ ،‬والخبرة‬
‫بكل سهولة وتقنية دون أي عوائق تذكر ‪.‬والتوقف‬ ‫حتى يسهل لإلدارة والعاملين التعامل مع هذا األسلوب الجديد ّ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫اإللكترونية من قبل املدراء‪ ،‬أو‬ ‫التعود‪ ،‬أو الفهم لوسائل اإلدارة‬ ‫بصعوبة‬
‫ِ‬ ‫املؤقت لعمل اإلدارة‪ ،‬والذي يرتبط‬
‫مما ّ‬
‫يؤدي إلى التقليل من كفاءة العمل اإلداري‪( .‬عامر‪،٢٠٠٧:‬ص‪.)٤٢‬‬ ‫املوظفين اإلداريين ّ‬
‫‪ ٧/١/١‬عناصر اإلدارة اإللكترونية‬
‫تتكون عناصر االدارة االلكترونية مما يلى ‪(: :‬هدى ‪،٢٠١٤:‬ص‪.)٣٥٢-٢١٠‬‬
‫• شبكة من الحواسيب وملحقاتها‪ :‬وتعني شبكة قوية وآمنة وسريعة من خالل ربط الحواسيب باالنترنت‪.‬‬
‫• البرمجيات‪ :‬وهي بنية معلوماتية قوية من برامج النظام (نظام إدارة الشبكة ونظم التشغيل)‪ ،‬وأدوت تدقيق‬
‫البرمجة‪ ،‬وتطبيقات البريد اإللكتروني‪ ،‬وبرامج إدارة املشاريع وقواعد البيانات‪.‬‬
‫ً‬
‫• العنصر البشري‪ :‬والذي يتمثل بأشخاص مدربين على استخدام التقنيات الحديثة‪ ،‬وأشخاص مؤهلين تقنيا في‬
‫تقديم الدعم الفني والتقني‪ ،‬وتطوير النظم املعلوماتية‪ ،‬كما يشمل املدراء كذلك‪ ،‬ومع تعاون هؤالء األشخاص‬
‫سيخلق ثقافة تتغير معها طرق التفكير‪ ،‬وأساليب العمل اإلداري‪.‬‬
‫‪ ٢/١‬اإلطاراملفاهيمى للبيروقراطية االلكترونية‬
‫يعد الهيكل التنظيمي العمود الفقري التي تبنى عليه كل سياسات املؤسسات والهيئات الحكومية وإجراءات أعمال‬
‫الشركات الخاصة‪ ،‬كما تدخل منظومة التقارير اإلدارية والقرارات واملعلومات واألفكار في البنية الهيكلية للمؤسسة‪ .‬ويمكن‬
‫ً‬
‫أن تكون الهياكل التنظيمية بسيطة أو معقدة‪ ،‬فالهياكل التنظيمية ذات اإلجراءات الطويلة غالبا ما تميل للعمل‬
‫ً‬
‫ببيروقراطية‪ ،‬ولكن هذا ال يعني بأن أحدها أفضل من اآلخر‪ ،‬فكل هيكل تنظيمي له مزاياه وعيوبه ويكون مناسبا لظروف‬
‫وبيئة عمل معينة ‪ .‬تحتوي الهياكل التنظيمية البيروقراطية على طبقات عديدة من اإلدارات‪ ،‬وتتوالى من كبار املسؤولين‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫التنفيذيين إلى املديرين اإلقليميين ومديري األقسام‪ ،‬نزوال إلى املشرفين الذين يعملون جنبا إلى جنب مع موظفي الخطوط‬
‫ً‬
‫األمامية ‪ .‬ونظرا لوجود عدد كبير من الطبقات واملستويات اإلدارية‪ ،‬فإن عملية اتخاذ القرار يفترض بها أن تمر عبر عدد‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫املبسطة‪.‬‬ ‫أكبر من املستويات‪ ،‬مقارنة مع املؤسسات التي تعمل بالنظم اإلدارية‬
‫وفي الهياكل التنظيمية البيروقراطية‪ ،‬يكون مركز السلطة في األعلى‪ ،‬وتتدفق املعلومات بشكل عام من أعلى إلى أسفل‪،‬‬
‫األمر الذي يشجع على خلق ثقافة عمل تركز على القواعد واملعايير‪ ،‬وإنجاز األعمال وفق أفضل املمارسات ومعايير الجودة‬
‫‪(: .‬هدى ‪،٢٠١٤:‬ص‪.)٣٥٢-٢١٠‬‬
‫‪ ١/٢/١‬مفهوم البيروقراطية االلكترونية‬
‫كبيرا من اهتمام الشركات واملؤسسات بل وحتى الدول‪ ،‬وذلك في سعيها لالستغالل األمثل لجميع‬ ‫حيزا ً‬‫تشغل اإلدارة ً‬
‫املوارد البشرية‪ ،‬املادية‪ ،‬واملالية‪ ،‬بل وحتى املعلوماتية لتحقيق أهدافها بأقص ى درجات الكفاءة و الفعالية من خالل تحديد‬
‫األهداف واألولويات والعمل على تنمية القدرات والكفاءات البشرية بهدف االرتقاء بمستوي الخدمات واملنتوجات‪ ،‬وتحقيق‬
‫الرفاهية ألفرادها وللمجتمع‪ .‬وتتعدد نماذج ونظريات ومدارس اإلدارة من املدرسة الكالسيكية والسلوكية إلى املدخل الكمي‬
‫ً‬
‫أو النظرية الكمية‪ ،‬وصوال إلى وجهات النظر الحديثة في اإلدارة مثل (نظرية النظام‪ ،‬ونظرية اإلدارة باألهداف‪ ،‬والنظرية‬
‫املوقفية‪ ،‬ونظرية اإلدارة اليابانية‪ ،‬وإدارة الوقت‪ .‬في محاولة لتقديم النموذج األفضل لتحقيق أهداف الشركات‬
‫واملؤسسات‪ .‬فكان أن قدم ماكس فيبر (املدرسة الكالسيكة) النموذج البيروقراطي في اإلدارة‪(.‬سامر ‪،٢٠١٣:‬ص‪.)٤٥-٢٢‬‬
‫البيروقراطية اإلدارية في ظل تطبيق نظم ومفاهيم اإلدارة اإللكترونية الحديثة خاصة في الدول الغربية‪ ،‬وبعض‬
‫الدول العربية وظهور مفاهيم الحكومات الذكية‪ ،‬واإلدارة اإللكترونية التي بات من الصعب معها االعتماد على‬

‫‪240‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫البيروقراطية كنموذج من نماذج اإلدارة وإن كان لها الفضل في مرحلة تاريخية معينة اهتمامها بالتخطيط والتنظيم‪ .‬فلماذا‬
‫يصر البعض على اتباع أساليب البيروقرواطية حتى في ظل نظم اإلدارة اإللكترونية الحديثة‪.‬‬
‫رغم أن علماء اإلدارة يقرون بأن نموذج ماكس فيبر في اإلدارة (البيروقراطية) واجه صعوبات جمة في االنتقال من‬
‫النظرية إلى التطبيق‪ ،‬فإنهم يرون أنه لم يعد النموذج األمثل في اإلدارة الحديثة التي أضحت تهتم أكثر باملتغيرات البيئية‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫واالهتمام بالعنصر البشري اإلنساني باعتباره عامال ومتعامال‪ ،‬فنجد من نتيجة هذا التطور ظهور مفاهيم إدارة سعادة‬
‫العاملين في املؤسسات والشركات وسعادة املتعاملين معها‪.‬‬
‫مكانا في كثير من املؤسسات الحديثة‪ ،‬مع وجود الكثير من السلبيات التي وجهت‬ ‫لم تعد البيروقراطية تجد لها ً‬
‫عائقا أمام التقدم ومواكبة التغيرات وأصبحت مشكلة تواجه األجهزة اإلدارية التي تعتمد‬ ‫للنموذج البيروقراطي والتي مثلت ً‬
‫النموذج البيروقراطي في إدارة مؤسساتها‪ .‬فهي قد أهملت العامل البشري واعتبرته مجرد آلة‪ ،‬وتناست العالقات واملشاعر‬
‫اإلنسانية واالجتماعية والدوافع النفسية واملعنوية فقياس أداء املوظف يعتمد على مدى التزامه بالقوانين والنظم واللوائح‬
‫منهجا تتبعه معظم املؤسسات الحديثة في‬ ‫املنظمة للعمل فقطـ دون االهتمام بجودة اإلنتاج‪ ،‬واالبداع واالبتكار الذي صار ً‬
‫ً‬
‫اإلدارة‪ .‬فضال عن اعتبارها نموذج مغلق ال عالقة له بالبيئة الخارجية‪ .‬فافرزت نمط املدير (الروتيني) الذي يهتم بالقوانين‬
‫واألنظمة والتعليمات في ظل غياب واضح لالهتمام باالنتاج والعمل‪ ،‬وغياب االهتمام بالعاملين ومبادراتهم واالهتمام فقط‬
‫دفعا للمسؤولية‪ .‬األمر الذي نتج عنه الكثير من التحفظ‬ ‫بما هو مدون على الورق ومحاضر الجلسات واالجتماعات ً‬
‫والغموض والسرية في املؤسسة تجاه العاملين وبالتالي غياب الرؤية واألهداف والشفافية‪.‬‬
‫البيرقراطية أو الدواوينية هي مفهوم يستخدم في علم االجتماع والعلوم السياسية يشير إلى تطبيق القوانين بالقوة‬ ‫ُ‬
‫في املجتمعات املنظمة‪ .‬وتعتمد هذه األنظمة على اإلجراءات املوحدة وتوزيع املسؤوليات بطريقة هرمية والعالقات‬
‫ً‬
‫الشخصية‪ .‬وهنالك العديد من األمثلة على البيرقراطية املستخدمة يوميا‪ :‬الحكومات‪ ،‬القوات املسلحة‪ ،‬الشركات‪،‬‬
‫املستشفيات‪ ،‬املحاكم‪ ،‬واملدارس‪ .‬يعود أصل كلمة البيرقراطية إلى بيرو ‪)büro(،‬وهي كلمة أملانية ومعناها مكتب‪،‬‬
‫املستخدمة في بداية القرن الثامن عشر ليس للتعبير عن كلمة مكتب للكتابة فقط بل للتعبير عن الشركة‪ ،‬وأماكن العمل‪.‬‬
‫ُ‬
‫وكلمة قراطية وهي كلمة مشتقة من األصل اإلغريقي كراتس )‪(κράτος‬ومعناها السلطة والكلمة في مجموعها تعني قوة‬
‫املكتب أو سلطة املكتب‪.‬‬
‫وتفيد البيروقراطية املجتمع من خالل إنشاء الهياكل التي تساعد في الحفاظ على سالمة الناس وإنتاجيتهم‪ ،‬ولكن‬
‫ً‬
‫غالبا ما ترتبط البيروقراطية بالصيت الس يء ‪ .‬فتعرف البيروقراطية االلكترونية على أنها "هي البنى والهياكل التي يقوم‬
‫عليها تنظيم السلطات اإلدارية وتوزيعها‪ ،‬وتحديد الصالحيات وتسمية املسؤولين وتراتبيتهم‪ ،‬في أي إطار منظم وفق‬
‫القوانين ويخضع لسلطة معينة‪ .‬ويشيع استخدامها في وصف هياكل اإلدارة الرسمية التابعة للحكومة في بلد ما وقوانينها‬
‫ونظمها وموظفيها" ‪(: .‬هدى ‪،٢٠١٤:‬ص‪.)٣٥٢-٢١٠‬‬
‫تعرف البيروقراطية ‪Bureaucracy‬على أنها " هى نظام إدارة‪ ،‬قد يشير إلى هيكل حكومي أو شركة أو مؤسسة‪،‬‬
‫يعتمد على تقسيم التسلسل اإلداري بشكل هرمي يعطي األولوية لتحديد الصالحيات والسلطة في املؤسسة‪ ،‬وطريقة أداء‬
‫ً‬
‫املهام وفق ترتيب متسلسل وجامد‪ ،‬وغالبا ما يكون التسلسل في البيروقراطية أكثر أهمية من سرعة األداء أو كفاءته" ‪.‬‬
‫ويتم تعريف هذا النظام من خالل أربع ميزات محددة هي‪(: :‬هدى ‪،٢٠١٤:‬ص‪.)٣٥٢-٢١٠‬‬
‫• تسلسل هرمي واضح يحدد من لديه السلطة ومقدارها‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫• يخلق تقسيما صارما للعمل الذي يجب أن يكون كامال‪.‬‬

‫‪241‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫• لديه سياسات وإجراءات (أو قواعد وقوانين) غير مرنة وتضع عواقب ألولئك الذين ال يتبعون اإلجراءات أو‬
‫القوانين‪.‬‬
‫• يقوم نظام البيروقراطية على العالقات غير الشخصية‪.‬‬
‫ماذا يحدث إذا انتقلت البيروقراطية إلى اإلدارة اإللكترونية الحديثة في الشركات واملؤسسات الخاصة؟‬
‫إن اعتماد نظم اإلدارة الحديثة على اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬وعلى الشفافية ونظم االتصال والتواصل‬
‫ً‬
‫الحديثة‪ ،‬واالهتمام بالعنصر البشري‪ ،‬فضال عن االهتمام بالبيئة الخارجية املحيطة‪ ،‬وتقليص اإلدارة البيروقراطية أو‬
‫التخلص منها‪ ،‬نقلت هذه الشركات إلى مصاف الشركات العاملية واتاحت لها فرص البقاء بل واملنافسة والتطور املستمر‬
‫نحو إيجاد األفضل‪ ،‬وارتقت بمفاهيمها نحو إسعاد العاملين فيها واملتعاملين معها‪ .‬فكان أن ظهرت مراكز إسعاد املتعاملين‬
‫وهو ما يمثل أقص ى درجات النجاح والرض ى لألفراد واملجتمع‪(: .‬هدى ‪،٢٠١٤:‬ص‪.)٣٥٢-٢١٠‬‬
‫‪ ٢/٢/١‬خصائص البيروقراطية االلكترونية‬
‫للبيروقراطية االلكترونية خصائص سنتعرف عليها فيما يلي‪):‬سعيدي ‪،٢٠١٣:‬ص‪.)٥٠-٤٥‬‬
‫• تقسيم العمل‪ :‬في النظام البيروقراطي يتم تقسيم العمل إلى أدوار وأقسام مختلفة مترابطة مع بعضها البعض‪،‬‬
‫ولكل دور وقسم مسؤولية ومهام محددة‪.‬‬
‫• التسلسل الهرمي للسلطة‪ :‬تمتاز البيروقراطية بأنها توزع املهام واملسؤوليات بشكل هرمي بحيث تتسع‬
‫مسؤوليات األفراد كلما تقدموا في التسلسل الهرمي للوظيفية أو للسلطة‪.‬‬
‫• القيادة والسيطرة‪ :‬للبيروقراطية خطوط قيادة وسيطرة واضحة‪ .‬يتم تنظيم السلطة البيروقراطية بشكل‬
‫هرمي‪ ،‬بحيث تكون املسؤولية متركزة في رأس الهرم الذي يفوض جزء من هذه املسؤولية ملن هو أقل منه‪.‬‬
‫• االستمرارية‪ :‬تتطلب السلطة القانونية العقالنية قواعد وإجراءات موحدة للوثائق املكتوبة وتحدد العالقة بين‬
‫الرئيس واملرؤوس وبين املرؤوسين‪ ،‬االستمرارية وهي أمر حيوي لقدرة املنظمة على االحتفاظ بهويتها وحتى ثقافتها‪.‬‬
‫• املهنية واالحتراف‪ :‬يتطلب إضفاء الطابع املنهي على اإلدارة‪ ،‬وجود فريق من املسؤولين بدوام كامل ينصب‬
‫ً‬
‫اهتمامهم حصريا على مسؤولياتهم اإلدارية‪ .‬واالحتراف يزيد الخبرة واالستمرارية داخل املنظمة‪ ،‬فحتى عندما‬
‫ً‬
‫تكون املنظمات بال قيادة مؤقتا أو تعاني من اضطرابات في مناصبها القيادية العليا‪ ،‬فإن الكادر املنهي يساعد في‬
‫الحفاظ على التوازن التنظيمي‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫• القواعد‪ :‬هي شريان الحياة للتنظيم البيروقراطي‪ ،‬وتوفر أساسا منطقيا ومستمرا لإلجراءات وتنظم عالقات‬
‫العمل‪ ،‬وتكمن أهمية القواعد في أنها تضمن أال تكون القرارات تعسفية‪.‬‬
‫‪ ٣/٢/١‬اآلثارالسلبية للبيروقراطية االلكترونية على االبداع واالبتكار‬
‫إذا كان اإلبداع هو القيام بش يء ما بطريقة جديدة غير مألوفة‪ ،‬فإن اإلبداع اإلداري هو "القدرة على تقديم إجابات‬
‫فريدة ملشكالت مطروحة واستغالل الفرص املتاحة"‪ ،‬أما اإلبداع االبتكاري فيشير إلى التطوير املستمر لألفكار والنظريات‬
‫حاليا أهمية خاصة باإلبداع واالبتكار‪ ،‬وتعمل على استقطاب املبدعين واملبتكرين‪،‬‬ ‫املوجودة ً‬
‫سابقا‪ .‬وتولي الكثير من الدول ً‬
‫وتعمل على تهيئة البيئة املناسبة والدعم الذي يعزز من املنافسة البناءة‪ ،‬وتشجيع العاملين على اإلبداع واالبتكار‪ ،‬ويكفي‬
‫أن املؤسسات أو الشركات التي تتبع املنهج السابق في تشجيع موظفيها ستحظى بفرص أكبر في املنافسة بفاعلية‬
‫وكفاءة‪ .‬وفي دراسة قام بها "عبد الرحمن بن أحمد الهيجان بعنوان (معوقات اإلبداع في املنظمات السعودية – ‪)1999‬‬
‫أشار إلى أن "البيروقراطية بآلياتها وأشكالها املختلفة وما يرافقها من جمود وتعقيدات واتباع حرفي للوائح والقوانين‪ ،‬اضافة‬
‫إلى عدم وضوح األهداف كل هذا يقف ً‬
‫عائقا في وجه اإلبداع واالبتكار"‪.‬‬

‫‪242‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫إن اإلتجاه نحو اإلدارة اإللكترونية الحديثة بما حققه من فوائد كثيرة ملموسة على مختلف األصعدة‪ ،‬يتواكب مع‬
‫التطور املستمر واملطرد للمجتمعات البشرية‪ ،‬تبعه تخلي شبه جماعي عن النموذج البيروقراطي (التقليدي)‪ .‬ليبقى‬
‫دائما ً‬
‫وابدا يعيد نفسه مر ًارا وتكر ًارا ماذا لو تأقلمت البيروقراطية مع نظم اإلدارة اإللكترونية الحديثة واخترقت‬ ‫السؤال ً‬
‫بنيتها ونظمها؟! ولست أتعجب من محاولة النموذج البيروقراطي التشبث بالحياة وهو في الرمق األخير‪ ،‬ولكني أتعجب أشد‬
‫العجب من من املدراء البيروقراطيين الذين يحلمون بإحياء هذا النموذج في ظل تطور أنظمة اإلدارة اإللكترونية الحديثة‪،‬‬
‫غافلين أو غير مدركين للتغيرات البيئية من حولهم‪ .‬فنجدهم ولألسف الشديد يرسخون للنموذج البيروقراطي حتى في ظل‬
‫استخدام اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬وكأن األمر ال يعدو التحول من استخدام اإلجراءات التقليدية وعشرات املعامالت الورقية‬
‫إلى استخدام األنظمة اإللكترونية الحديثة‪ ،‬فتظل نفس اإلجراءات والتعقيدات إلكترونيا‪ ،‬ولكن بدون أي معامالت ورقية‪.‬‬
‫فيجعلون التحول إلى اإلدارة اإللكترونية مجرد مفهوم للتوفير والتخلي عن استخدام املزيد من األوراق فقط‪ ).‬سعيدي‬
‫‪،٢٠١٣:‬ص‪.)٥٠-٤٥‬‬
‫ماذا لو نقلت البيروقراطية التقليدية بطء اإلجراءات وكثرتها‪ ،‬والجمود الفكري الذي فرضه النموذج البيروقراطي‬
‫ً‬
‫في اإلدارة‪ ،‬وكثرة اللوائح والنظم إلى بنية اإلدارة اإللكترونية؟ إن حدث ذلك فسيعد التفافا على مفهوم اإلدارة اإللكترونية‬
‫قياسا بمتغيرات مثل الكم والجودة والوقت وبالتالي يبقى التهديد بتقليل فرص تلك‬‫سلبا على اإلنتاجية ً‬ ‫الحديثة‪ ،‬وينعكس ً‬
‫املؤسسات والشركات في البقاء واملنافسة وبالتالي إلى إنهيارها وإن اتبعت نظم اإلدارة اإللكترونية‪ .‬إن التحول من النظام‬
‫ً‬
‫تطويرا في مهارات من يتعاملون مع اإلدارة اإللكترونية‪،‬‬ ‫التقليدي البيروقراطي إلى اإلدارة اإللكترونية الحديثة يستلزم معه‬
‫لضمان التخلص من مظاهر التعقيدات واإلجراءات البيروقراطية خاصة املدراء واملوظفين الذين يتخذون اليبروقراطية‬
‫منهجا‪ ،‬وإن لم يحدث ذلك فإن األمر ال يعدو كونه أكثر من تزامن تطور النموذج البيروقراطي مع تطور اإلدارة اإللكترونية‬ ‫ً‬
‫ويستمر التطور في حلقة مفرغة وتجاذب بين البيروقراطية التقليدية‪ ،‬وبيروقراطية اإلدارة اإللكترونية‪).‬سعيدي‬
‫‪،٢٠١٣:‬ص‪.)٥٠-٤٥‬‬
‫توجد عدة أسباب تقف وراء ظهور البيروقراطية االلكترونية ومن أبرزها‪) :‬سعيدي ‪،٢٠١٣:‬ص‪.)٥٠-٤٥‬‬
‫ً‬
‫• ظهور االقتصاد النقدي‪ :‬والحاجة إلى تقسيم العمل سيما بعد أن أصبح العمل مقابل أجر نقدي وليس واجبا‬
‫يؤديه الفرد ألقاربه ‪.‬‬
‫• الغزو العسكري‪ :‬وكذلك الدفاع ضد املعتدين‪ ،‬بالتالي الحاجة إلى تنظيم القوات املسلحة وفق نظام اإلدارة‬
‫البيروقراطية‪.‬‬
‫• ظهور الرأسمالية‪ :‬وتعدد الشركات حيث باتت تتنافس فيما بينها مما ولد الحاجة لوجود إدارة بيروقراطية لكل‬
‫منها‪.‬‬
‫• البيروقراطية الدينية‪ :‬هو الدافع وراء تطور البيروقراطيات‪ ،‬فعلى سبيل املثال‪ ،‬شجع تنظيم الكنيسة‬
‫الكاثوليكية‪ ،‬الذي سعى إلى توسيع نفوذها ليشمل جماهير أكبر وأكبر‪ ،‬إنشاء بيروقراطيات الكنيسة‪.‬‬
‫• النمو السكاني الكبير‪ :‬والحاجة ملعرفة حجم السكان وحاجاتهم ومتطلباتهم من السلع والخدمات مما ولد‬
‫الحاجة للبيروقراطية‪.‬‬
‫‪٥/٢/١‬إيجابيات البيروقراطية االلكترونية‬
‫لكل ش يء في الحياة سلبياته وإيجابياته‪ ،‬وهذا األمر ينطبق على البيروقراطية االلكترونية ‪ ،‬وسنذكر فيما يلي‬
‫إيجابيات البيروقراطية اإللكترونية ‪) :‬أبو بكر ‪،٢٠٠٦:‬ص‪.)٢٢٣-١‬‬

‫‪243‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫ً‬
‫• بيئة مناسبة لإلبداع‪ :‬غالبا ما يتمتع األشخاص الذين يعملون داخل بيروقراطية بمستوى تعليمي أعلى من عامة‬
‫ً‬
‫الناس‪ ،‬ولديهم قدر أكبر من التوجيه الذاتي‪ ،‬وأكثر انفتاحا‪ ،‬ويتبنون إبداعهم بطرق تعزز الصالح العام مقارنة‬
‫بغير البيروقراطيين‪.‬‬
‫ً ً‬
‫• توفراألمن الوظيفي‪ :‬إذا التزم العامل بالقواعد واللوائح التي تحكم منصبه‪ ،‬فسيتم منحه مزايا محددة وراتبا ثابتا‬
‫يتيح له عيش نمط الحياة الذي يريده‪ ،‬وستوفر له التأمين الصحي و اإلجازة وراتب تقاعدي‪.‬‬
‫البيروقراطية ال تشجع املحاباة‪ :‬تخلق الطبيعة غير الشخصية للعالقات التي يتم تشكيلها مزايا فريدة‪ ،‬من أهمها‬ ‫•‬
‫املساواة حيث ال تؤثر الصداقات على النتائج‪.‬‬
‫ً‬
‫تركز السلطة‪ :‬تحدد البيروقراطية أدوارا وواجبات محددة‪ ،‬مما يسمح للناس بوضع قواعد محددة لإلنتاجية‪.‬‬ ‫•‬
‫تسمح هذه القواعد للمديرين باإلشراف على اإلنتاج بثقة ألنه تم تحديد كل إجراء‪.‬‬
‫تشجع البيروقراطية على التخصص‪ :‬ألن الكفاءة هي املحور األساس ي للبيروقراطية‪ ،‬هناك تشجيع على املستوى‬ ‫•‬
‫املجتمعي ملتابعة التخصص في مجال معين للوصول إلى أعلى منصب ممكن ضمن هذا التخصص لخلق أفضل‬
‫نتيجة شخصية ممكنة‪.‬‬
‫ً‬
‫تنش ئ أفضل القواعد‪ :‬يمكن أن يؤدي إنشاء القواعد واللوائح إلى توفير الوقت واملال عند اتباعها حرفيا‪.‬‬ ‫•‬
‫• تخلق القدرة على التنبؤ‪ :‬في البيروقراطية يتم تحديد الهدف األساس ي الذي يجب تحقيقه‪ .‬ثم يتم وضع القواعد‬
‫واللوائح بحيث يمكن لألشخاص داخل هذا الهيكل العمل لتحقيق هذا الهدف‪ ،‬بالتالي فاإلرشادات املتضمنة في‬
‫هذا الهيكل تجعل النتائج املستقبلية أكثر قابلية للتنبؤ مما لو لم تكن الهياكل موجودة‪.‬‬
‫• توفر البيروقراطية األساس لقابلية التوسع‪ :‬تخلق الكفاءات إمكانية زيادة اإلنتاجية لكل عامل‪ .‬تسمح القواعد‬
‫واللوائح للعديد من العمال بالعمل بنفس الطريقة‪ ،‬مما يزيد اإلنتاجية بشكل أكبر‪ .‬هذه هي الطريقة التي تشجع‬
‫بها البيروقراطية العمل ضمن اقتصاد الكم‪.‬‬
‫تشجع االندماج بسرعة وسهولة‪ :‬بسبب الطبيعة اآللية للبيروقراطية‪ ،‬يمكن بسهولة دمج املنظمات أو الهياكل‬ ‫•‬
‫الحكومية التي لديها سياسات وإجراءات متشابهة‪.‬‬
‫ً‬
‫من السهل أن تنسجم مع البيروقراطية‪ :‬نظرا ألن الهياكل البيروقراطية مألوفة لكثير من الناس‪ ،‬فمن السهل‬ ‫•‬
‫ً‬
‫على شخص ما أن يجد دوره فيها‪ ،‬حتى لو كان جديدا‪ .‬توفر القواعد واللوائح تعليمات واضحة لواجبات الوظيفة‬
‫ً‬
‫والتوقعات‪ .‬إن البيروقراطية تخلق عاملا حيث يمكن ألي شخص أن يبدأ فيه بزيادة إنتاجيته‪.‬‬
‫املقدرة على إبراز وإنفاذ السلطة بطريقة موحدة ومتماسكة يعد من أبرز ايجابيات البيروقراطية‪ ،‬وتهدف إلى‬ ‫•‬
‫ترقية طرق العمل واألداء والنظم التي تعمل بها املؤسسات والحكومات ‪.‬‬
‫تقسيم العمل والتخصص‪ ،‬ويعني تقسيم األعمال في املؤسسة إلى عدة خطوات يتم اختيار من يعملون بها حسب‬ ‫•‬
‫درجة تخصصهم ‪.‬‬
‫التسلسل الرئاس ي‪ ،‬ويعني وجود عدة مستويات إدارية متفاوتة‪ ،‬يتبع كل منها املستوى الذي يعلوه‪ ،‬مما يجعل‬ ‫•‬
‫التنظيم على شكل هرم تتسع قاعدته وتضيق مستوياته كلما اتجهنا ألعلى ‪.‬‬
‫• الرسمية وتقنين اإلجراءات‪ ،‬ويعني وجود نمط من العالقات الرسمية في العمل‪ ،‬بحيث يتعامل املوظف مع‬
‫املراجعين له في العمل بصفه رسمية وليس بصفة شخصية‪ ،‬وال يوجد هناك أي تمييز بين من تقدم إليهم الخدمات‪.‬‬

‫‪244‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫• التعيين والترقية على أساس الجدارة‪ ،‬حيث تقتض ي البيروقراطية اختيار املوظفين وترقيتهم باالعتماد على‬
‫كفاءتهم ومؤهالتهم‪ ،‬مما يكفل األداء املتميز للمؤسسات ‪.‬‬
‫‪ ٦/٢/١‬سلبيات وعيوب البيروقراطية االلكترونية‬
‫تنطوي البيروقراطية االلكترونية على عيوب وسلبيات عديدة إليك أبرزها‪) :‬عامر ‪،٢٠٠٧:‬ص‪.)١٩٥-١‬‬
‫عدم التركيز على خلق كفاءات إضافية‪ :‬ضمن الهياكل الهرمية للبيروقراطية‪ ،‬يتم ترقية العمال باستمرار حتى‬ ‫•‬
‫يصلوا إلى موقع يكونون فيه غير أكفاء في البداية‪ ،‬هذا يعني أن البيروقراطية تستمر في العمل فقط ألن هناك‬
‫موظفين أكفاء يحاولون الوصول إلى مناصب تتمتع بسلطة أكبر‪.‬‬
‫تعزز بنية ال تخلق إنتاجية حقيقية‪ :‬تخلق البيروقراطية العديد من القواعد والقوانين التي يجب على الجميع‬ ‫•‬
‫ً‬
‫اتباعها‪ .‬تكمن املشكلة في أنه يمكن إضافة قواعد وقوانين إضافية في أي وقت تقريبا‪ ،‬مما يزيد أعباء العمل‪.‬‬
‫النفقات تملي اإلجراءات‪ :‬دورة امليزانية للهيكل البيروقراطي هي حدث سنوي‪ ،‬املال متاح للدورة الحالية فقط‪،‬‬ ‫•‬
‫إذا لم يتم استخدامه فلن يتم احتساب النفقات في دورة امليزانية التالية‪ .‬يؤدي هذا إلى إنشاء سياسة ينفق فيها‬
‫األفراد واألقسام‪ ..‬األموال‪ ،‬حتى يتمكنوا من الحصول عليها في امليزانية التالية‪ .‬إنه حافز إلهدار املال عن طريق‬
‫إنفاقه على أشياء ال داعي لها حتى يمكن ضمان زيادة امليزانية‪.‬‬
‫بناء على كفاءاتهم‪ ،‬ولكن ال يوجد ضمان‬‫تسبب امللل‪ :‬قد يسعى العمال للحصول على ترقيات قائمة على الجدارة ً‬ ‫•‬
‫بأن التقدم سيحدث على الفور‪ ،‬مما يسبب امللل‪.‬‬
‫• هناك حرية أقل للعمل داخل البيروقراطية‪ :‬ألن القواعد والقوانين تحكم تصرفات العامل‪ ،‬داخل‬
‫البيروقراطية تقل حرية التصرف أو اتخاذ قرارات مستقلة‪ ،‬فإذا خرج العامل عن القواعد دون إذن‪ ،‬حتى لو‬
‫كان هذا هو الش يء الصحيح‪ ..‬سيعاقب مثل إنهاء العمل أو حتى السجن‪.‬‬
‫• احتمال عدم الكفاءة مرتفع مثل إمكانية الكفاءة‪ :‬العديد من البيروقراطيات لديها هياكل حيث يتقاض ى‬
‫العمال رواتب ثابتة‪ .‬يتم منحهم مزايا ثابتة‪ ،‬قد تخلق املؤهالت واملزايا منافسة عامة أقل على املناصب املفتوحة‪،‬‬
‫ولكن بمجرد شغل هذه الوظائف‪ ،‬يمكن أن يشعر العامل بأنه في طريق مسدود‪.‬‬
‫من الصعب الحفاظ على معنويات عالية‪ :‬تشجع البيروقراطية الثناء بسبب الطريقة التي يتم بها إنجاز املهمة‬ ‫•‬
‫ً‬
‫بدال من جودة اإلنجاز‪ .‬هذا يسبب تدني املعنويات ألن أهداف الفرد تصبح أولوية أعلى من أهداف الهيكل‬
‫البيروقراطي‪.‬‬
‫ً‬
‫تقلل من فرصة التكيف بسرعة مع الظروف املتغيرة‪ :‬نظرا ألن البيروقراطية تعتمد بشدة على القواعد‬ ‫•‬
‫واللوائح‪ ،‬فقد يكون من الصعب إجراء تغييرات على األعمال التجارية أو املشهد الحكومي الدولي‪ .‬يستغرق األمر‬
‫ً‬
‫وقتا حتى تقوم البيروقراطية بصياغة قواعد وأنظمة جديدة للبيئات الجديدة التي تطورت‪.‬‬
‫ً‬
‫تخلق فجوات هائلة في األجور‪ :‬على الرغم من أن كل عامل‪ ،‬من أعلى سلسلة القيادة إلى أسفلها‪ ،‬يعتبر عضوا‬ ‫•‬
‫ً‬
‫متساويا في الفريق‪ ،‬إال أن األجر املتساوي غير متوفر‪ .‬عادة ما يحصل األشخاص األعلى في التسلسل القيادي على‬
‫رواتب أعلى‪.‬‬
‫من الصعب تغير أوجه القصور‪ :‬قد تكون العملية التي كانت فعالة قبل ‪ 5‬سنوات غير فعالة اليوم‪ .‬ال تكافح‬ ‫•‬
‫ً‬
‫البيروقراطية من أجل التغيير عندما تتطور األسواق فحسب‪ ،‬بل يتسبب الهيكل أيضا في حدوث تأخيرات عند‬
‫تطوير أفضل املمارسات الجديدة‪.‬‬

‫‪245‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫ً‬
‫القوانين واللوائح في املؤسسات البيروقراطية غالبا ما تكون جامدة وغير مرنة وال تتقبل األفكار الحديثة‬ ‫•‬
‫ً‬
‫غطاء‬ ‫بسهولة‪ ،‬كما أن االلتزام الصارم بالقواعد واللوائح يقتل روح املبادرة واإلبداع‪ ،‬وقد يوفر ذلك للموظفين‬
‫لتجنب تحمل مسؤولية الفشل‪.‬‬
‫ً‬ ‫تكمن املخاطر املحتملة للنموذج البيروقراطي في ّ‬
‫تقيد املوظفين بالتعليمات حرفيا‪ ،‬دون إدراك الهدف من ورائها‪،‬‬ ‫•‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫بحيث تصبح هدفا بحد ذاته‪ ،‬بدال من أن تكون وسيلة لتطوير أنماط العمل‪ ،‬ما يؤدي في النهاية إلى ضياع النظرة‬
‫ً‬
‫الشمولية والتأثير سلبيا في األهداف العامة للمؤسسة ‪.‬‬
‫ُ‬
‫املؤسسات البيروقراطية تركز على طريقة آلية تنجز فيها األعمال‪ ،‬كما أن اللوائح التنظيمية تمنح األولوية على‬ ‫•‬
‫حساب االحتياجات واملشاعر والعواطف الشخصية والفردية ‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫املبالغة في تطبيق البيروقراطية‪ ،‬تكسب املوظف شعورا بأنه من السهل االستغناء عنه‪ ،‬خاصة إذا كانت املهام‬ ‫•‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫روتينية جدا وال تعطي املوظف شعورا بقيمة العمل ‪.‬‬
‫• النموذج البيروقراطي يشمل وضع القواعد والتعليمات والقرارات ضمن أطر خطية وكتابية‪ ،‬وهذا ما يؤدي إلى‬
‫إهدار الكثير من الوقت واملال واملساحات في املكاتب ‪.‬‬
‫• يرى بعضهم أن التسلسل الرئاس ي واملركزية كمظهر من مظاهر البيروقراطية قد يؤديان إلى إساءة استخدام‬
‫السلطة‪ ،‬إضافة إلى أن االتجاه نحو البيروقراطية يخالف االتجاه السائد نحو الديمقراطية والالمركزية ‪.‬‬
‫‪ ٧/٢/١‬دراسات ماكس فيبرللبيروقراطية‬
‫يعتبر ماكس فيبر‪ Max weber 1864-1920 :‬فيلسوفا و عالم اجتماع أملاني ساهم بشكل كبير في تطوير أول‬
‫نظرية كالسيكية لإلدارة العامة سميت بالنظرية البيروقراطية ‪ ،‬تجاوزت تحليل املشروعات الخاصة إلى البحث في تركيب‬
‫املجتمع و بناء مؤسساته اإلدارية ‪ ،‬بحيث يقول ماكس فيبر في هذا السياق " إن الشكل البيروقراطي من التنظيمات اإلدارية‬
‫هو الشكل الذي يتم بنـاؤه على أساس مجمــوعة من القواعد و اإلرشــادات العقالنية و الرسمية " و لذلك تعتبر النظرية‬
‫البيروقراطية الفيبرية أهم االنجازات املعرفية في ميدان العلوم االجتماعية ‪ ،‬فبفضل ماكس فيبر تم وضع األسس النظرية‬
‫للمنظمات اإلدارية الكبيرة ‪ ،‬من حيث بنائها و هياكلها التنظيمية ‪ ،‬و كذلك أصبحت هذه النظرية تشكل التأطير النظري و‬
‫التاريخي ملختلف أبحاث و دراسات الفكر اإلداري ‪ .‬بحيث وضع ماكس فيبر ‪ Max Weber :‬نموذجه املثالي ‪Idéal Model :‬‬
‫للتنظيم البيروقراطي في مقابل مختلف األشكال التنظيمية التي كانت سائدة في املجتمعات اإلقطاعية ونظم الحكم‬
‫االستبدادية ‪ ،‬وفي ذلك يرى ماكس فيبر أن " األنموذج التنظيمي يتسم بالكفاءة والعقالنية ويقصد باألنموذج املثالي هنا‬
‫الحالة املعيارية أو القياسية للمنظمة "‪ .‬و على هذا األساس فإن النموذج البيروقراطي الذي أتى به ماكس فيبر لم يأت به‬
‫مـن فراغ ‪ ،‬بل إن بداياته في ذلك كانت بدراسة تاريخ املجتمعات و البحث في كيفية تطورها و انتقالها من املجتمعات‬
‫البسيطة إلى املجتمعات املعقدة كما قال بذلك إميل دوركـايم ‪ .‬و في دراسته للتنظيمات االجتماعية برز تركيز ماكس فيبر‬
‫على دراسة الجهـاز اإلداري للدولة " فاملنظمات اإلدارية بصفة خاصة تسير من الغموض إلى التجريب و املعقولية ‪ ،‬فلقد‬
‫بدأ املجتمع بسيطا غير معقد ومن ثم سادت فيه تكنولوجيات إدارية بدائية ‪ ،‬و حينما تعقدت الحياة االجتماعية و ظهرت‬
‫الدولة ‪ ،‬أفرزت نظاما قائما على العقل و الرشد ‪ ،‬فظهرت املنظمات البيروقراطية الحديثة ‪ ،‬فاألجهزة اإلدارية على حد‬
‫قوله في خالل تطورها الطويل كانت تسير من منظمات إدارية بدائية بسيطة التكوين إلى أجهزة إدارية معقدة تختلف‬
‫اختالفا جوهريا عن النظم اإلدارية في التاريخ القديم "‪ .‬إن هذا التحول و التطور في النظم اإلدارية من شكلها البسيط إلى‬
‫شكلها املعقد ‪ ،‬قد تزامن مع السياق التاريخي لتطور الدولة ذاتها ‪ ،‬فقبل بداية القرن السادس عشر لم تكن فكرة الدولة‬
‫بالشكل املوجود في النظم السياسية املعاصرة ‪ ،‬باإلضافة إلى مفاهيم أخرى كتطور النظرية القانونية و خاصة في فكرة‬

‫‪246‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫الشخصية املعنوية و نظرية الفصل بين السلطات و غيرها من النظريات و املفاهيم التي مهدت و سرعت في ظهور مفهوم‬
‫الدولة القومية و بالتالي تزايد عدد املنظمات اإلدارية و كبر حجمها و تعقدها ‪.‬‬
‫أضف إلى ذلك أن مفاهيم الكفاءة و التخصص و تقسيم العمل و التي تزامنت مع ظهور الرأسمالية و الثورة‬
‫الصناعية ‪ ،‬و بذلك استطاع ماكس فيبر في تحليله للمنظمات االجتماعية املختلفة و خاصة اإلدارية منها أن يقيم معايير‬
‫التوظيف على أساس الكفاءة ال املراكز االجتماعية و معايير الوراثة و القرابة العائلية ‪ .‬ومن هذا املنطلق مثلت دراسات‬
‫ماكس فيبر للبيروقراطية نقطة انتقال أساسية في تحليل مختلف املنظمات اإلدارية على أساس معيار الكفاءة و األداء و‬
‫معيار طبيعة السلطة ‪ ،‬غير أن هذه األخيرة في نظر ماكس فيبر وجب التمييز بينها و بين مفهوم القوة ‪ ،‬فهذه األخيرة تعني‬
‫عنده القدرة على إرغام الفرد على الطاعة دون النظر إلى مقـاومته أو اختياراته ‪ ،‬أما السلطة فلها مدلول الطاعة االختيارية‬
‫لألوامر ‪ ،‬فاألفراد يرون في تلك األوامر الحق في إصدار ها و في واجب طاعتها ‪.‬و بذلك يؤسس ماكس فيبر في تحليله للسلطة‬
‫بالتركيز على ثالثة نماذج رئيسية لها تشمل السلطة الكارزمية و السلطة التقليدية و السلطة القانونية الرشيدة على النحو‬
‫التالي ‪(:‬محمد‪،٢٠٠٩:‬ص‪.)١٩٨-١‬‬
‫‪-‬السلطة الكارزمية ‪ :‬و ينطلق ماكس فيبر في تحليله للسلطة الكارزمية و مدى مشروعيتها من السمات الشخصية و املميزة‬
‫أو الخارقة التي يتمتع هبا القـائد أو الزعيـم ‪ .‬وبذلك يصبح مصطلح الكاريزما ذو أصول و مرجعية إغريقية ارتبطت‬
‫باألشخاص الذين يمتلكون صفات عالية و قدرة على قيادة اآلخرين ال يتوفر عند بقية أفراد املجتمع‪.‬‬
‫‪-‬السلطة التقليدية ‪ :‬إن نمط عالقات السلطة في هذا النوع من السلطات يقوم عند ماكس فيبر على أساس التقاليد و‬
‫األعراف ‪ ،‬و بالتالي فإن واجب الطاعة و مسألة الحقوق و الواجبات تخضع إلى معيار العادات و األعراف ‪ ،‬و التي أخذت‬
‫صفة اإللزام بعد أن توارثتها األجيال جيال عن جيل ‪.‬و على هذا األساس تصبح القيادة اإلدارية في مختلف املنظمات اإلداريــة‬
‫تستند إلى األعراف ‪ ،‬و بالتالي يوضح ماكس فيبر شكلين من التنظيم اإلداري في هذا النوع من السلطات‪ :‬التنظيم اإلدارى‬
‫ذو الشكل اإلقطاعي ‪ ،‬والتنظيم اإلدارى ذو الشكل الوراثى‪) .‬رويدة ‪،٢٠٢٠:‬ص‪.)٢٥-١‬‬
‫‪-‬السلطة القانونية الرشيدة ‪:‬لقد شكلت السلطة القانونية الرشيدة كثيرا من االهتمام في دراسات ماكس فيبر ‪ ،‬فالسلطة‬
‫عنده توجد داخل التنظيمات و الوحدات اإلدارية من خالل الشكل البيروقراطي للتنظيم ‪ ،‬و هذه السلطة تتماش ى و‬
‫التطور الذي وصلت إليه مختلف املؤسسات في املجتمعات الحديثة و املعاصرة ‪ ،‬حيث أن " الشرعية أو قانونية السلطة‬
‫يمارسها القائد من خالل مجموعة من القواعد و اإلجراءات ‪ ،‬و هذه املجموعة التي تمارس من خالل املراكز التي تشغلها‬
‫املستويات اإلدارية املختلفة في التنظيمات الضخمة الحديثة ‪(.‬السلمى ‪،٢٠٠٨:‬ص‪.)٣٣‬‬
‫ومن هنا يمكن تحديد أسس و مقومات األجهزة اإلدارية في نموذج السلطة القانونية الرشيدة في العناصر التالية ‪:‬الهيكل‬
‫الهرمي التسلسلي الرشيد املتخصص ‪،‬اختيار املوظفين وفق معايير علمية واضحة ‪،‬مجال العالقات الوظيفية وفيها يرتبط‬
‫املوظف هنا بالسلطة اإلدارية ‪ ،‬الوظيفة ليست ملكا للموظف ‪،‬ثبات املرتب و دوام الوظيفة ‪ ،‬اعتماد التنظيم البيروقراطي‬
‫على نظام من السجالت املكتوبة الرسمية ‪ ،‬الرقابة على أعمال املوظف ‪ ،‬البعد عن العوامل الشخصية ‪.‬‬
‫وإضافة إلى هذه األسس التي يقوم عليها النموذج البيروقراطي ملاكس فيبر ‪ ،‬فهناك أيضا من ينظر إليها على اعتبار سمات‬
‫للتنظيم البيروقراطي تتحدد من خالل زاوية العالقات الداخلية للجهاز اإلداري وزاوية عالقة الجهاز اإلداري باملواطنين‬
‫وذلك على النحو التالي‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬العالقات الداخلية للجهاز اإلداري ‪ :‬وهي تشمل ‪:‬الحرفية ‪ ، professionnalisation :‬التسلسل الهرمي ‪hiérarchie‬‬
‫‪ ،‬الوحدة اإلدارية ومركزية اتخاذ القرار‬
‫ثانيا ‪ :‬عالقة الجهاز اإلداري باملواطنين ‪ :‬تتميز عالقة الجهاز اإلداري البيروقراطي في إطار عالقته باملواطنين بالسمات‬
‫التالية ‪ :‬التحفظ ‪ ،‬السرية والغموض‪ ،‬الهيمنة و الخضوع ‪(.‬درويش‪،٢٠٠٨:‬ص‪.)٢٥‬‬

‫‪247‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫‪ ٨/٢/١‬العالقة بين اإلدارة اإللكترونية والبيروقراطية االلكترونية‪:‬‬


‫إذا كانت البيروقراطية في نموذجها املثالي لدى ‪max weber‬تعني العقالنية والرشادة في التسيير وأنها الطريقة األمثل‬
‫إلدارتها وتطويرها‪ ،‬فإنها في أيامنا هذه تستعمل في الغالب للتعبير عن الجوانب السلبية لإلدارة العمومية‪ ،‬فكلمة‬
‫البيروقراطية لدى غالبية املواطنين تعني الروتين‪ ،‬البطء في تقديم الخدمات‪ ،‬اإلجراءات املعقدة‪ ...‬الخ‪ ،‬وفي هذا املجال‬
‫ينظر الكثير من املفكرين واملمارسين للعمل اإلداري أن اإلدارة اإللكترونية من خالل تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت‬
‫خصوصا منها األنترنت تعتبر كأداة ووسيلة فعالة إلعادة اختراع اإلدارة العامة‪ ،‬إذ أنها تدعم التحول والصالحات في النماذج‬
‫البيروقراطية‪ ،‬هذه النماذج التي ترتكز أساسا على الهرمية والتدرج في السلطات‪ ،‬تقسيم العمل والتخصص‪ ،‬وكذا القوانين‬
‫واإلجراءات الرسمية تتحول إلى نموذج اإلدارة اإللكترونية التي تتركز على إنشاء شبكات املعلومات واالتصاالت‪ ،‬التعاون‪،‬‬
‫والتركيز على املتلقي للخدمة العمومية‪.‬‬
‫وهناك اتجاهين فى العالقة بين اإلدارة اإللكترونية والبيروقراطية االلكترونية وهما ‪):‬الكبيس ي‪،٢٠٠٨:‬ص‪.)٢٥٥-١‬‬
‫االتجاه األول ‪ :‬اإلدارة االكترونية كأداة إلصالح البيروقراطية االلكترونية ‪ :‬يرى أصحاب هذا االتجاه أنه يمكن‬
‫لتكنولوجيا املعلومات واالتصاالت أن تستعمل كوسيلة إلصالح البيروقراطية االلكترونية‪ ،‬وهي تمثل محرك ومسهل‬
‫لعملية اإلصالح اإلداري لزيادة فعالية اإلدارة العمومية لخدمة املواطنين‪ .‬يعتبر أصحاب هذا االتجاه‪ ،‬أن املبادئ األساسية‬
‫للبيروقراطية الفيبرية كالتدرج في السلطات‪ ،‬التخصص وتقسيم العمل‪ ،‬والقوانين واإلجراءات الجامدة هي التي أدت لجمود‬
‫اإلدارة العمومية في تعاملها مع املواطنين‪ ،‬كما أدت لعدم تشارك املعلومات وهذا ما يجعلها غير مرنة وال تستجيب‬
‫لحاجيات املتعاملين معها‪ ،‬وفي هذا الصدد يعتبرون أن التكنولوجيا تدعم قيم املشاركة في املعلومات والتعاون مما يجعلها‬
‫أكثر تفتحا ومرونة‪ .‬يفسر كل من ‪ Taylor&Bellamy‬هذه النظرة من خالل ما تتيحه تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت من‬
‫تدفق للمعلومات‪ ،‬مما يسهل في عملية فحص الطلبات والخدمات اإلدارية للمواطنين‪ ،‬ويرى كذلك كل من ‪ Allen&Al‬أنه‬
‫يمكن لإلدارة اإللكترونية أن تتجاوز املشاكل التي يتسبب فيها التنظيم الهرمي لإلدارة العمومية‪ ،‬كما يرى ‪Uma-Okto‬أن‬
‫اإلدارة اإللكترونية تعتبر فرصة للحكومة إلصالح أجهزتها اإلدارية ‪.‬‬
‫االتجاه الثانى ‪ :‬البيروقراطية كسبب في فشل مشروع اإلدارة اإللكترونية‪ :‬البيروقراطية تعتبر من األسباب الرئيسية‬
‫لفشل مشاريع اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬إذ يرى أصحاب هذا االتجاه أن البيروقراطية تعتبر طبيعة تنظيم اإلدارة العامة‬
‫والدولة عموما‪ ،‬فبدل أن تكون اإلدارة اإللكترونية كأداة لحل مشاكل التنظيم البيروقراطي تكون كفريسة لها‪ ،‬وذلك بسبب‬
‫املبادئ التي تبنى عليها البيروقراطية كالهرمية ‪،‬التخصص وتقسيم العمل واإلجراءات والقوانين الرسمية‪ .‬حسب وجهة‬
‫النظر هذه‪ ،‬فإنه يجب مباشرة اإلصالح البيروقراطي قبل البدء في وضع مشروع اإلدارة اإللكترونية لتمكين هذه األخيرة من‬
‫النجاح‪( .‬رضوان ‪،٢٠٠٤:‬ص‪)٦٥‬‬
‫يرى ‪Van Wert‬أن نجاح اإلدارة اإللكترونية غالبا ما يكون صعبا بسبب الثقافة البيروقراطية للموظفين‬
‫العموميين‪ ،‬حيث أنهم يميلون فى الغالب لجمع املعلومات وليس ملشاركتها‪ ،‬ففي نظرهم النجاح يكمن في الحفاظ على‬
‫املعلومات دون مشاركتها في حين أن تطبيق اإلدارة اإللكترونية تحتاج لثقافة املشاركة وتبادل املعلومات‪ .‬وفي نفس النهج‬
‫يرى كل من ‪Marche&McNiver‬أن قنوات االتصال ونقل املعلومات في التنظيم البيروقراطي تحكمها قواعد وإجراءات‬
‫جامدة مما يخلق ثقافة السرية وعدم مشاركة املعلومات بين مختلف األجهزة الحكومية وهو ما يعرقل تطبيق مشاريع‬
‫اإلدارة اإللكترونية التي تهدف أساسا إلى توحيد العمليات اإلدارية بين مختلف هذه األجهزة لخدمة املواطن‪).‬ياسين‬
‫‪،٢٠٠٥:‬ص‪)٢٧‬‬
‫‪ -2‬املعوقات والتحديات التي تواجه اإلدارة اإللكترونية‬
‫ّ‬
‫اإللكترونية‬ ‫‪ ١/٢‬املعوقات والتحديات التى تواجه اإلدارة‬

‫‪248‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫هناك بعض من املعوقات والتحديات التي تواجه اإلدارة اإللكترونية ومنها ما يلى‪(:‬ابراهيم ‪،٢٠١٢:‬ص‪)٣٦-٢٥‬‬
‫ّ‬
‫اإللكترونية الجديدة‪.‬‬ ‫• صعوبة تأقلم اإلدارة‪ ،‬أو املوظفين مع التغيرات‬
‫ّ‬
‫اإللكتروني املطبق في املنشأة‪.‬‬ ‫عدم قدرة أغلب العمالء على التعامل مع النظام‬ ‫•‬
‫توضيح شفهي‪.‬‬ ‫ُ‬
‫تحتاج إلى‬ ‫ّ‬
‫اإللكترونية‪ ،‬والتي‬ ‫فهم بعض الرسائل‬ ‫•‬
‫ٍ‬ ‫عدم القدرة على ِ‬
‫اتصال مع شبكة اإلنترنت‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫التكلفة املرتفعة لألدوات‪ ،‬واألجهزة املستخدمة في توفير‬ ‫•‬
‫صعوبة في دمجهم مع‬ ‫مما ّ‬
‫يؤدي إلى‬ ‫ّ‬
‫اإللكترونية بتوفير التدريب الكافي للموظفين‪ّ ،‬‬ ‫عدم اهتمام بعض اإلدارات‬ ‫•‬
‫ٍ‬
‫بيئة العمل الجديدة‪.‬‬
‫• الخوف من التغيير‪.‬‬
‫• تداخل املسؤوليات وضعف التنسيق‪.‬‬
‫• غياب التشريعات املناسبة‪.‬‬
‫• نقص االعتمادات املالية‪.‬‬
‫• قلة وعي الجمهور باملميزات املرجوة‪.‬‬
‫• غياب الشفافية ونفوذ مجموعات املصالح الخاصة‪.‬‬
‫• عدم توفر وسائل االتصاالت املناسبة‪.‬‬
‫• معوقات انتشار االنترنت مثل التكلفة العالية واللغة اإلنجليزية‪.‬‬
‫‪ ٢/٢‬مشاكل في تطبيق اإلدارة االلكترونية في العالم العربي‬
‫هناك العديد من املشاكل التي تعترض تطبيق اإلدارة اإللكترونية فى املنطقة العربية ومنها ما يلى‪(:‬منى ‪،٢٠١١:‬ص‪.)٢١٥-١‬‬
‫• كثير من الحكومات لم تغير من اجراءاتها النقليدية حتى مع إدخال الحاسوب‪.‬‬
‫• هناك فرق كبير بين موقع جميل الشكل على الويب وبين خدمات متكاملة تنهي اجراءات بيوقراطية معقدة‪.‬‬
‫• الجهات املالية واإلدارية تعمل وكأنها ليس لها عالقة ببعض‪.‬‬
‫• االهتمام باملواطنين والقطاع الخاص لم تكن نقطة االرتكاز في املواقع الحكومية‪.‬‬
‫• حتى أفضل البرامج اإلدارية لم تعط الدعم املطلوب وال اإلعانة الكاملة‪.‬‬
‫• وحتى على مستوى الدول العربية ففي معظم األحيان ال تدرك مدى أهمية الحماية وأمن املعلومات واملتطلبات‬
‫التقنية ألداء برامجهم ونظمهم ومواقعهم على االنترنت لذا تبدو هزيلة سهلة االختراق‪.‬‬
‫‪ -3‬الحلول املقترحة ملعالجة البيروقراطية االلكترونية‬
‫نعرض بعض من الحلول املقترحة ملعالجة البيروقراطية االلكترونية كما يلى‪:‬‬
‫• التنظيم البيروقراطي واستخدام مداخل اإلدارة الحديثة ‪ ،‬و التنسيق بين التنظيم البيروقراطي واإلدارة‬
‫اإللكترونية‪ :‬يمكن القول أن العالقة بين اإلدارة اإللكترونية والتنظيم البيروقراطي هي عالقة معقدة‬
‫ومتناقضة في نفس الوقت‪ ،‬لكن مما ال شك فيه هو أن معظم دول العالم كانت وال تزال تعتمد على التنظيم‬
‫البيروقراطي في تسيير شؤونها وخدمة مجتمعاتها‪ ،‬كما ال يختلف أثنين على أن معظم دول العالم تتجه نحو‬
‫تطبيق مشاريع اإلدارة اإللكترونية قصد زيادة فعالية أجهزتها الحكومية والتماش ي مع التطور السريع‬
‫للتكنولوجيا‪ ،‬مما يستدعي هنا ضرورة وجود تنسيق بين االنتقال لإلدارة اإللكترونية والفلسفة البيروقراطية‬
‫للتنظيم في اإلدارة العمومية‪).‬رويدة ‪،٢٠٢٠:‬ص‪)٢٥-١‬‬

‫‪249‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫• تنوير األفراد بخدمات وأهمية اإلدارة اإللكترونية الحديثة ‪ :‬تعد اإلدارة اإللكترونية من االتجاهات الحديثة‬
‫في اإلدارة‪ ،‬وذلك الستخدامها التقنيات اإللكترونية املتقدمة ذات التأثير الفعال في حياة الناس‪ ،‬وهي تمثل إحدى‬
‫مفاهيم الثورة الرقمية التي تتيح للجميع املعرفة والخدمات اإلدارية في أقل وقت ممكن وبأقل تكلفة ممكنة‪.‬وقد‬
‫فرضت هذه الثورة املعلوماتية بكافة أشكالها أمام الحكومات و املنظمات على اختالف أشكالها تحديات وعقبات‬
‫كثيرة‪ .‬لذلك ال بد من تنسيق الجهود املختلفة ملناقشة تلك التحديات والعقبات‪ ،‬وإيجاد الحلول املناسبة لها‪ ،‬مع‬
‫ضرورة مواكبة لتطورات التي يشهدها العالم في هذا املجال‪ .‬حيث ان اإلدارة اإللكترونية تساعد املنظمات‬
‫التقليدية على التحول إلى منظمات إلكترونية ‪ ،‬ويتطلب تطبيق اإلدارة اإللكترونية توافر ما يلى ‪):‬فيصل‬
‫‪،٢٠١١:‬ص‪)٢٦٦-١‬‬
‫‪-‬رؤية إلكترونية‪ :‬تساعد هذه الرؤية على تصور املكانة املستقبلية للمنظمة اإللكترونية‪.‬‬
‫‪ -‬اإلدارة العليا‪ :‬يجب على اإلدارة العليا ان تقدم للفريق املنفذ لإلدارة اإللكترونية الدعم الالزم للتنفيذ‪.‬‬
‫‪-‬خطط اإلتصال مع الجهات ذات الصلة‪ :‬ويتطلب ذلك دراسة حاجات ورغبات املستفيدين من النظام ‪ ،‬دعم‬
‫القدرات الفنية للقائمين على تقديم خدمات اإلدارة اإللكترونية ‪ ،‬دراسة اإلجراءات التفصيلية ألداء خدمات‬
‫اإلدارة اإللكترونية‪.‬‬
‫• االستفادة من خدمات التقنية على نحو يحفز على إصالح العمل اإلداري وتجنب مساوئ البيروقراطية‬
‫واستخدام اإلدارة االكترونية كأداة إلصالح البيروقراطية االلكترونية ‪ :‬يمكن لتكنولوجيا املعلومات‬
‫واالتصاالت أن تستعمل كوسيلة إلصالح البيروقراطية االلكترونية‪ ،‬وهي تمثل محرك ومسهل لعملية اإلصالح‬
‫اإلداري لزيادة فعالية اإلدارة العمومية لخدمة املواطنين‪ .‬يعتبر هذا االتجاه‪ ،‬أن املبادئ األساسية للبيروقراطية‬
‫الفيبرية كالتدرج في السلطات‪ ،‬التخصص وتقسيم العمل‪ ،‬والقوانين واإلجراءات الجامدة هي التي أدت لجمود‬
‫اإلدارة العمومية في تعاملها مع املواطنين‪ ،‬كما أدت لعدم تشارك املعلومات وهذا ما يجعلها غير مرنة وال تستجيب‬
‫لحاجيات املتعاملين معها‪ ،‬و أن التكنولوجيا تدعم قيم املشاركة في املعلومات والتعاون مما يجعلها أكثر تفتحا‬
‫ومرونة‪ .‬وتفسير ذلك من خالل ما تتيحه تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت من تدفق للمعلومات‪ ،‬مما يسهل في‬
‫عملية فحص الطلبات والخدمات اإلدارية للمواطنين‪ ،‬ويرى كذلك كل من ‪ Allen&Al‬أنه يمكن لإلدارة‬
‫اإللكترونية أن تتجاوز املشاكل التي يتسبب فيها التنظيم الهرمي لإلدارة العمومية‪ ،‬وان اإلدارة اإللكترونية تعتبر‬
‫فرصة للحكومة إلصالح أجهزتها اإلدارية ‪(jose:2014,pp.90-108).‬‬
‫• نقل البيروقراطية التقليدية من بطء اإلجراءات وكثرتها‪ ،‬والجمود الفكري الذي فرضه النموذج البيروقراطي‬
‫ً‬
‫في اإلدارة‪ ،‬وكثرة اللوائح والنظم إلى بنية اإلدارة اإللكترونية الحديثة‪ :‬إن حدث ذلك فسيعد التفافا على مفهوم‬
‫قياسا بمتغيرات مثل الكم والجودة والوقت وبالتالي‬ ‫سلبا على اإلنتاجية ً‬‫اإلدارة اإللكترونية الحديثة‪ ،‬وينعكس ً‬
‫يبقى التهديد بتقليل فرص تلك املؤسسات والشركات في البقاء واملنافسة وبالتالي إلى إنهيارها وإن اتبعت نظم‬
‫اإلدارة اإللكترونية‪ .‬إن التحول من النظام التقليدي البيروقراطي إلى اإلدارة اإللكترونية الحديثة يستلزم معه‬
‫تطويرا في مهارات من يتعاملون مع اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬لضمان التخلص من مظاهر التعقيدات واإلجراءات‬ ‫ً‬
‫منهجا‪ ،‬وإن لم يحدث ذلك فإن األمر ال يعدو‬‫البيروقراطية خاصة املدراء واملوظفين الذين يتخذون اليبروقراطية ً‬
‫كونه أكثر من تزامن تطور النموذج البيروقراطي مع تطور اإلدارة اإللكترونية ويستمر التطور في حلقة مفرغة‬
‫وتجاذب بين البيروقراطية التقليدية‪ ،‬وبيروقراطية اإلدارة اإللكترونية‪(Marasini:2008,p.p.627-644).‬‬

‫‪250‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫• الكفاءة والخبرة عند اإلنتقال من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية ‪ :‬يفضل عند االنتقال من اإلدارة‬
‫حتى‬‫التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية أن تكون عناصرها قد ارتقت إلى املستوى املطلوب من الكفاءة‪ ،‬والخبرة ّ‬
‫بكل سهولة وتقنية دون أي عوائق تذكر ‪.‬والتوقف‬ ‫يسهل لإلدارة والعاملين التعامل مع هذا األسلوب الجديد ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫اإللكترونية من قبل املدراء‪ ،‬أو‬ ‫التعود‪ ،‬أو الفهم لوسائل اإلدارة‬ ‫بصعوبة‬
‫ِ‬ ‫املؤقت لعمل اإلدارة‪ ،‬والذي يرتبط‬
‫يؤدي إلى التقليل من كفاءة العمل اإلداري‪( .‬سائح ‪،٢٠١٨:‬ص‪)٥٥-٣٣‬‬ ‫مما ّ‬‫املوظفين اإلداريين ّ‬
‫• تفعيل دور الشفافية واملسؤولية األخالقية والقانونية و تعزيز مفهوم الشفافية واملساءلة فى االدارة‬
‫االلكترونية ‪:‬ان إدخال الشفافية الكاملة واملساءلة مما يؤدي إلى تحسين اإلدارة االلكترونية داخل أي منظمة‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫هذه املبادرة التي تستهدف بصورة خاصة املنظمات الحكومية‪ ،‬حيث املساءلة العامة والتي تثير قلقا خاصا‪.‬‬
‫عمليات مماثلة يجري تطويرها في العديد من الشركات األميركية للمساعدة على االمتثال للقانون ساربانيس‬
‫أوكسلي‪ .‬وتنفيذ أي حل إلدارة الكترونية ينبغي أن تلبي احتياجات العمالء بمركزية أكبر من منظمة مركزية‪،‬‬
‫وينبغي إزالة االعتماد على أفراد معينين‪ ،‬وينبغي إدخال نظم الشفافية في العمل‪ .‬أمثلة على اإلدارة االلكترونية‬
‫تشمل ‪,‬الجداول الزمنية على اإلنترنت وحساب املصاريف‪ .‬ويمكن استخدام هذه للمساعدة على خفض التكاليف‬
‫ملنظمة ما‪(.‬راندة ‪،٢٠١٦:‬ص‪.)٤٣‬‬
‫• مشاركة وتبادل املعلومات للموظفين وليس جمع املعلومات فقط ‪ :‬ان نجاح اإلدارة اإللكترونية غالبا ما يكون‬
‫صعبا بسبب الثقافة البيروقراطية للموظفين العموميين‪ ،‬حيث أنهم يميلون فى الغالب لجمع املعلومات وليس‬
‫ملشاركتها‪ ،‬ففي نظرهم النجاح يكمن في الحفاظ على املعلومات دون مشاركتها في حين أن تطبيق اإلدارة‬
‫اإللكترونية تحتاج لثقافة املشاركة وتبادل املعلومات‪ ).‬عبدالستار‪،٢٠٠٨:‬ص‪.)٢٥-١‬‬
‫• كسرالحواجزوالعر اقيل االلكترونية واملادية في بيئة العمل ‪ :‬إن أنظمة اإلدارة اإللكترونية قد ساهمت بشكل‬
‫كبير في تسهيل عمليـة االتصال بين اإلدارات املختلفة‪ ،‬و تحسين مستوى الخدمات املقدمة ‪ ،‬و تبسيط اإلجراءات‬
‫اإلدارية‪ ،‬ولكـن يبغـي األخـذ فـي االعتبار أن تعمل هذ ه األنظمة على تخفيف البيروقراطية فـي العمـل وتدعم‬
‫التحول إلى إدارة ال مركزية بتطوير الهيكل التنظيمي للجهة بما يزيد من فعالية وكفاءة التنظيم‪ ،‬والعمل على كسر‬
‫الحواجز والعراقيل االلكترونية واملادية فى بيئة العمل ‪).‬سيد‪،٢٠١٦:‬ص‪.)١٧٥-١‬‬
‫• تعزيز قيم األخالق في املمارسات الرقمية‬
‫تعمل االدارة االلكترونية الحديثة عل تعزيز قيم األخالق فى املمارسات الرقمية من خالل ما يلى‬
‫‪(:‬مثنى‪،٢٠١٨:‬ص‪)٤٤‬‬
‫‪ -‬االدارة االلكترونية تتعدى فكرة اإلدارة اإللكترونية بمفهوم امليكنة الخاصة بإدارات العمل داخل‬
‫املؤسسة إلى مفهوم تكامل البيانات واملعلومات بين اإلدارات املختلفة ‪.‬‬
‫‪ -‬استخدام تلك البيانات واملعلومات في توجيه سياسة وإجراءات عمل املؤسسة نحو تحقيق أهدافها‬
‫وتوفير املرونة الالزمة لالستجابة للمتغيرات املتالحقة سواء الداخلية أو الخارجية‪.‬‬
‫‪ -‬وتشمل اإلدارة اإللكترونية جميع مكونات اإلدارة من تخطيط وتنفيذ ومتابعة وتقييم وتحفيز إال إنها‬
‫تتميز بقدراتها على تخليق املعرفة بصورة مستمرة وتوظيفها من أجل تحقيق األهداف‪.‬‬
‫‪ -‬وتعتمد اإلدارة اإللكترونية على تطوير البنية املعلوماتية داخل املؤسسة بصورة تحقق تكامل الرؤية‬
‫ومن ثم أداء األعمال‪.‬‬
‫• تحديد األطرالقانونية واألخالقية املناسبة كأداة لردع الفساد في البيئة الرقمية‬

‫‪251‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫ضرورة تحديد األطر القانونية واألخالقية املناسبة كأداة لردع الفساد فى البيئة الرقمية من خالل ‪ :‬حاجة‬
‫اإلدارة الحكومية إلى مزيد من الثقة املتبادلة بينها وبين املراجعين لها ورغبتها في تهيئة أجواء من الشفافية في دوائر‬
‫العمل الحكومي مما يساعد تلك اإلدارات على التوجه إلى اإلدارة االلكترونية نمطا جديدا فيه من الحياد‬
‫واملوضوعية واإلنضباط‪ ،‬ما يدل على تغيير وجهة النظر السائدة لدى املواطنين وتعديل الصورة القديمة لإلدارة‬
‫الحكومية في عقله ‪ ،‬ووضع األطر القانونية واألخالقية املناسبة كأداة لردع الفساد في البيئة الرقمية ‪ (.‬الحسن‪،‬‬
‫‪2009‬م‪ ،‬ص‪)7‬‬
‫• اإلطارالقانوني والرقابي للممارسات واملعامالت االلكترونية‪.‬‬
‫ضرورة وضع اإلطار القانوني والرقابي للمارسات واملعامالت اإللكترونية من خالل تأمين الشبكات اإللكترونية‬
‫ببرامج حماية تضمن عدم تمكن أحد من الدخول إليها والتالعب في ملفاتها ومعامالتها بالحذف أو اإلضافة؛ فهذه‬
‫كلها أمور أصبحت غير واردة في حساب املتعامل مع اإلدارات اإللكترونية الذي يدرك أن واقع معاملته وبياناته‬
‫املحمية املخزنة على شبكة اإلدارة اإللكترونية ال سبيل ألحد في الوصول إليها‪(.‬عمار ‪،٢٠١٢:‬ص‪)٤٥‬‬
‫• وضع اإلطاراألخالقي والديني لدعائم البيروقراطية االلكترونية‪.‬‬
‫تتطلب اإلدارة اإللكترونية الحديثة ضرورة وضع اإلطار األخالق‪ .‬والدينى لدعائم البيروقراطية‬
‫االلكترونية في ظل التطور الهائل في التقنيات والتحديات التي تواجه العمل اإلداري من تغيرات تكنولوجية‬
‫ومعلوماتية سريعة أصبح من الضروري على املؤسسات أن تستفيد من هذا التطور الضمان جودة أداء‬
‫أفضل وتحسين أساليب العمل والخدمة املقدمة للزبائن وتحقيق األهداف املرجوة بكفاءة عالية‪ ،‬وكان من‬
‫أهم املميزات التي تميز بها العصر الحالي ظهور مصطلح اإلدارة االلكترونية وما تحققه من منافع كثيرة في‬
‫جميع املجاالت‪( .‬نائل‪،٢٠٠٢:‬ص‪)٦٣-٣٣‬‬
‫• كيفية حل وعالج مشكلة البيروقراطية االلكترونية‬
‫يمكنك حل مشكلة البيروقراطية إذا كنت صاحب قرار في مؤسسة أو شركة من خالل ما يلي‪( :‬مرزوق‬
‫‪،٢٠١٧:‬ص‪.)١٧‬‬
‫ً‬
‫• اعرف ما تريد إنجازه‪ :‬ابحث عن أقصر طريق للوصول إلى هدفك‪ ،‬بدال من تعقيد األمور‪ .‬تخيل النتيجة املرجوة‪،‬‬
‫وركز على ذلك‪.‬‬
‫ً‬
‫• اعرف أولوياتك‪ :‬ضع في اعتبارك أهم عمل تقوم به شركتك أو مؤسستك‪ .‬يكاد يكون من املؤكد أنها ليست أوراقا‬
‫ً‬
‫أو اجتماعات (مع بعض االستثناءات‪ ،‬ربما)‪ .‬بالطبع‪ ..‬إذا كنت ستعقد اجتماعا مع عميل محتمل من أجل‬
‫ً‬
‫تسجيله‪ ،‬فمن املحتمل أن تكون هذه أولوية‪ .‬ولكن بالنسبة للعديد من املوظفين‪ ،‬سيكون العمل الحقيقي شيئا‬
‫آخر‪ :‬مثل‪ :‬كتابة التعليمات البرمجية‪ ،‬وكتابة املقاالت‪ ،‬والتصميم‪.‬‬
‫• إلغاء املعامالت الورقية كلما أمكن ذلك واعتماد األتمتة‪ :‬كم عدد النماذج التي تمتلكها شركتك؟ هل يمكن‬
‫ً‬
‫استخدام برنامج كمبيوتر بسيط أو نموذج عبر اإلنترنت‪ ،‬غالبا ما يؤدي استخدام برنامج كمبيوتر (عبر اإلنترنت‬
‫أو بدون اتصال) إلى أتمتة األشياء بحيث ال تكون هناك حاجة إلى املعامالت الورقية‪.‬‬
‫ً‬
‫• الحد من الروتين‪ :‬هل هناك خطوات وموافقات وأعمال يجب على الناس القيام بها ويمكن إلغاؤها تماما ترقب‬
‫هذه العمليات وتخلص منها قدر اإلمكان‪.‬‬
‫ً‬
‫• تمكين الناس‪ :‬غالبا ما يكون املدير متمسك بصالحياته ويريد أن يطلع على كل ش يء ويوافق عليه‪ ،‬األفضل‪ :‬إعطاء‬
‫األشخاص تعليمات واضحة حول كيفية التعامل مع األمور ومتى ُيسمح باملوافقة‪ ،‬والسماح لهم بالتعامل معها‪.‬‬

‫‪252‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫ر اقب األشياء عن كثب في البداية للتأكد من أنهم يعرفون كيفية اتباع التعليمات‪ ،‬ثم امنحهم مساحة أكبر‬ ‫•‬
‫للعمل بشكل مستقل‪ .‬تأكد من أن التعليمات تتضمن الظروف التي يحتاجون فيها إلى تنبيهك إلى أي مشاكل كبيرة‪.‬‬
‫ً‬
‫ال تؤجل القرارات‪ :‬عندما يكون القرار مطلوبا‪ ،‬حاول أن تتخذه بسرعة‪ ،‬بعد التأكد من حصولك على جميع‬ ‫•‬
‫ً‬
‫املعلومات الضرورية‪ ،‬كلما تأخر القرار ازدادت املشاكل سوءا‪.‬‬
‫جهز املعلومات التي تحتاجها‪ :‬احصل على املعلومات التي تحتاجها حتى تتمكن من اتخاذ القرار على الفور‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫•‬
‫ً‬
‫ال تؤجل عمل اليوم إلى الغد‪ :‬من الضروري أن تقوم بأعمالك تباعا وال تجعلها تتراكم‪.‬‬ ‫•‬
‫• ابحث عن األشخاص العمليين‪ :‬فهم سينجزون األشياء بشكل أكثر فعالية‪ ..‬وزع املهام عليهم‪.‬‬
‫• كافئ أعضاء الفريق على اإلجراءات املتخذة‪ .‬يمكن أن تكون املكافآت بسيطة مثل الثناء أو كبيرة مثل الترقية أو‬
‫ً‬
‫املكافأة للموظفين األكثر تركيزا على العمل‪.‬‬
‫قد تكون البيروقراطية بيئة عمل جيدة إذا ركزت على ميزاتها وحاولت اتباع الحلول التي ذكرناها للتقليل من عيوبها‬
‫وبذلك تكون قد عززت اإليجابيات وتالفيت السلبيات‪.‬‬
‫النتائج‪:‬‬
‫توصلت الدراسة للنتائج التالية ‪:‬‬
‫• تم الوقوف على مفهوم البيروقراطية اإللكترونية‬
‫• التعرف على واقع اإلدارة اإللكترونية‬
‫• تم تحديد تحديات اإلدارة اإللكترونية ومعوقاتها‬
‫• التأكيد تنوير األفراد بخدمات اإلدارة اإللكترونية‬
‫• التأكيد على تعزيز قيم األخالق في املمارسات الرقمية‪.‬‬
‫• التأكيد على تفعيل دور املسؤولية األخالقية والقانونية‪.‬‬
‫• تم التعرف كيفية االستفادة من خدمات التقنية على نحو يحفز على إصالح العمل اإلداري وتجنب مساوئ‬
‫البيروقراطية‪.‬‬
‫• تم تحديد األطر القانونية واألخالقية املناسبة كأداة لردع الفساد في البيئة الرقمية ‪.‬‬
‫• تم وضع الحلول املقترحة لعالج البيروقراطية االلكترونية ‪.‬‬
‫• إن أنظمة اإلدارة اإللكترونية قد ساهمت بشكل كبير في سرعة إنجاز العمل‪ ،‬وتسهيل عملية الرقابة واملتابعة‪،‬‬
‫وزيادة إنتاجية املوظفين‪ ،‬ولكن ينبغى األخذ في االعتبار أن تتضمن هذه األنظمة الخـصائص التـي تمكن املوظفين‬
‫من املشاركة في اتخاذ القرارات‪ ،‬و تحفز روح اإلبداع والتطوير الذاتي بينهن‪ ،‬وتقلل نسبة األخطاء في العمل‪.‬‬
‫• إن أنظمة اإلدارة اإللكترونية قد ساهمت بشكل كبير في تسهيل عمليـة االتصال بين اإلدارات املختلفة‪ ،‬و تحسين‬
‫مستوى الخدمات املقدمة ‪ ،‬و تبسيط اإلجراءات اإلدارية‪ ،‬ولكـن يبغـي األخـذ فـي االعتبار أن تعمل هذ ه األنظمة‬
‫على تخفيف البيروقراطية فـي العمـل وتدعم التحول إلى إدارة ال مركزية بتطوير الهيكل التنظيمي للجهة بما يزيد‬
‫من فعالية وكفاءة التنظيم‪.‬‬
‫• وجود تأييد كبير لتحويل جميع األنظمة التقليدية املوجودة حاليـا إلـى إلكترونية‪ ،‬ولكن ينبغي األخذ في االعتبـار‬
‫املوائمـة بـين األنظمـة اإللكترونية واحتياجات العمل الفعليـة‪ ،‬واالهتمـام بـشبكة االتـصال لضمان سرعة‬

‫‪253‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫استجابة األنظمة لألوامر املطلوبة‪ ،‬وتطـوير األنظمـة بحيث تتضمن جميع املهام واإلجراءات والـتخلص مـن‬
‫املعـامالت الورقية‪ ،‬واالهتمام بزيادة خاصية الحماية واآلمان على األنظمة‪.‬‬
‫• وجود بعض التحديات التى تواجه تطبيق أنظمة اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬والتى تكمن في التكاليف املادية العالية‬
‫واملـوارد البـشرية املتخصصة التي تحتاجها عملية تطوير األنظمة‪ ،‬واحتياج البنية التحتية إلى التطوير‪.‬‬
‫• أن التنظيم البيروقراطي في صورته املثالية ملاكس فيبر يعتبر أداة فعالة في التطبيق السليم ملشروع اإلدارة‬
‫اإللكترونية‪ ،‬وذلك من خالل قدرته على خلق التنسيق والتناغم في أداء املهام‪ ،‬خلق روح املسؤولية لدى املوظفين‬
‫العموميين في كل املستويات اإلدارية‪ ،‬تجنب الوقوع في األخطاء أو التخفيض منها عند القيام بتطبيق املشروع‬
‫وأخيرا تأطير سلوكات املوظفين العموميين من خالل تجنب سلوكات اإلهمال وعدم االلتزام بالقواعد واإلجراءات‬
‫أثاء تطبيق مشروع اإلدارة اإللكترونية‪.‬‬
‫التوصيات‪:‬‬
‫توص ى الدراسة باألتى‪:‬‬
‫• ضرورة العمل على تفعيل اإلدارة اإللكترونية بشكل كامل وتحويـل جميـع اإلجـراءات اإلدارية التي تتم بالطريقة‬
‫التقليدية إلى إلكترونية‪ .‬ووضع األنظمـة والقـوانين والتـشريعات التى تحكـم التعـامالت اإللكترونية‪.‬‬
‫• ضرورة تطوير اإلجراءات والعمليات اإلدارية بما يتوافق مـع أهـداف اإلدارة اإللكترونية‪.‬‬
‫• تعزيز الوعى بايجابيات اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬واألنظمة املطبقة في اإلدارة اإللكترونية الحديثة وما يتم تفعيله من‬
‫أنظمة جديدة وكيفية االسـتفادة منهـا فـي تيـسير األعمال‪.‬‬
‫• ضرورة التخلص من البيروقراطية في األعمال اإلدارية اإللكترونيـة‪ ،‬ودعـم التحول إلى إدارة ال مركزية بتطوير‬
‫الهيكل التنظيمي للجهة بما يزيـد من فعالية وكفاءة التنظيم‪.‬‬
‫• العمل على إشراك املوظفين في عملية اتخاذ القرارات في مجـال عملهـن مـن خالل األنظمة اإللكترونية‪ ،‬وتحفيز‬
‫روح اإلبـداع والتطـوير الـذاتي بينهن‪.‬‬
‫• ضرورة املوائمة بين عمليات األنظمة اإللكترونية واحتياجات العمـل الفعليـة‪ ،‬واالهتمام بشبكة االتصال لضمان‬
‫سرعة استجابة األنظمـة لألوامر املطلوبة‪ ،‬وتطوير األنظمة بحيث تتضمن جميع املهـام واإلجـراءات والتخلص من‬
‫املعامالت الورقية‪ ،‬واالهتمام بزيادة خاصـية الحمايـة واآلمان على األنظمة‪.‬‬
‫• ليس هناك شك بأن اإلدارة اإللكترونية تعتبر سمة العصر الحديث‪ ،‬وتطويرها هو السبيل الواجب إتباعه‬
‫لتحقيق التنمية‪ ،‬كما ال وجود للشك بأن اإلدارة اإللكترونية تؤثر وبشكل كبير على البيروقراطية وبطرق‬
‫مختلفة‪ ،‬مع ذلك ساد التنظيم البيروقراطي وال يزال يسود طرق الحكم والتسيير في أغلب دول العالم رغم التقدم‬
‫التكنولوجي الهائل‪ ،‬ولهذا من الضروري عند القيام بتطبيق اإلدارة اإللكترونية يجب األخذ بعين االعتبار فلسفة‬
‫وثقافة التنظيم البيروقراطي باإلدارة العمومية‪ ،‬والعمل على إيجاد تناغم وتناسق بين اإلدارة اإللكترونية‬
‫والثقافة البيروقراطية السائدة‪.‬‬
‫• تعمل مشاريع اإلدارة اإللكترونية على تغيير طرق تقديم الخدمة العمومية من طرف اإلدارة‪ ،‬وملا تكون اإلدارة‬
‫اإللكترونية ينظر لها كسياسة دعم طرق التسيير والتنظيم الحديثين في اإلدارة العمومية‪ ،‬فهي ال تحسن فقط‬
‫في سرعة وفعالية وكفاءة تقديم الخدمة العمومية‪ ،‬وإنما تدعم كذلك القيم البيروقراطية كاملساواة والنزاهة‬
‫والشفافية‪ ،‬فاإلدارة اإللكترونية إذا هي عبارة عن أداة وحل ضروري للدول والحكومات لدعم الفعالية والكفاءة‬

‫‪254‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫في تقديم الخدمات العمومية‪ ،‬دون املساس بالقيم البيروقراطية اإليجابية املذكورة سابقا بل وتدعمها من خالل‬
‫االستعمال األمثل لوسائل تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت‪.‬‬
‫• ضرورة االهتمام بحصر احتياجات جميع الجهـات مـن املتطلبـات التقنيـة والدورات التدريبية في مجال األنظمة‬
‫اإللكترونية املطبقة ‪ ،‬وتوفيرها بأسرع وقت ممكن بما يخدم مصلحة العمل‪.‬‬
‫• العمل على تأكيد التحسين املستمر للبنية التحتية من أجهزة الحاسب والبرامج وشـبكات االتصال وقواعد‬
‫البيانات بحيث تـتالءم مـع التطور التكنولوجي في العالم‪.‬‬
‫• ضرورة توفير الدعم املالي واملوارد البشرية املتخصصة لتطوير األنظمـة بشكل مستمر وبما يتناسب مع التطور في‬
‫احتياجات العمل‪.‬‬
‫• ضرورة توفير دورات تدريبية في مجال الحاسب اآللـي باسـتمرار لجميـع املوظفين في اإلدارات اإللكترونية‪.‬‬
‫• ضرورة إجراء املزيد من الدراسات والبحوث لقياس مـدى فعاليـة أنظمـة اإلدارة اإللكترونية في تحسين العمل‬
‫واألداء‪.‬‬
‫• تنوير األفراد بخدمات اإلدارة اإللكترونية‬
‫• تعزيز قيم األخالق في املمارسات الرقمية‪.‬‬
‫• تفعيل دور املسؤولية األخالقية والقانونية‪.‬‬
‫• االستفادة من خدمات التقنية على نحو يحفز على إصالح العمل اإلداري وتجنب مساوئ البيروقراطية‪.‬‬
‫• تحديد األطر القانونية واألخالقية املناسبة كأداة لردع الفساد في البيئة الرقمية ‪.‬‬
‫• تطوير التنظيم البيروقراطي واستخدام مداخل اإلدارة الحديثة‪.‬‬
‫• وضع اإلطار القانوني والرقابي للممارسات واملعامالت االلكترونية‪.‬‬
‫• وضع اإلطار األخالقي والديني لدعائم البيروقراطية االلكترونية‪.‬‬
‫• كسر الحواجز والعراقيل االلكترونية واملادية في بيئة العمل‬
‫املراجع‪:‬‬
‫ً‬
‫أوال‪ :‬املراجع باللغة العربية‬
‫• خوالدة محمد فالح(‪ ،)٢٠١٥‬واقع تطبيق اإلدارة اإللكترونية في املدارس الثانوية الخاصة في محافظة العاصمة من‬
‫وجهة نظر املديرين انفسهم‪ ،‬مجلة دراسات العلوم التربوية‪.‬‬
‫• هدى عباس وحامد‪ ،‬میسون عدنان (‪ )٢٠١٤‬معوقات تطبيق اإلدارة اإللكترونية في املكتبة الجامعية " جامعتي بغداد‬
‫ً‬
‫واملستنصرية أنموذجا‪ ،‬مجلة األستاذ‪ ،‬العدد ‪.٣٥٢-٢۱۰،۳۲۱‬‬
‫• ساهر عالء الدين (‪ ،)۲۰۱۳‬دراسة تحليلية لواقع إستخدام اإلدارة اإللكترونية في الهيئات الرياضية بمحافظات‬
‫شمال الصعيد‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬جامعة املنيا‪ ،‬جمهورية مصر العربية‪.‬‬
‫• سعيدي سليمة (‪ ،)۲۰۱۳‬معوقات تطبيق اإلدارة االلكترونية باملكتبات الجامعية الجزائرية من وجهة نظر مسؤولي‬
‫املكتبات الجامعية لوالية القسنطينة‪ ،‬املجلة األردنية للمكتبات واملعلومات‪.٥٠-٤٥ ،)٤( ٤٨ ،‬‬
‫• أبو بكر الهوش (‪ ،)٢٠٠٦‬الحكومة اإللكترونية الواقع واآلفاق‪ ،‬ط ‪ ،١‬القاهرة‪ :‬مجموعة النيل العربية للطباعة‬
‫والنشر والتوزيع‪.‬‬
‫• عامر طارق عبد الرؤوف (‪ )٢٠٠٧‬اإلدارة االلكترونية‪ ،‬ط ‪ ،١‬دار السحاب للنشر والتوزيع‪ ،‬مصر‪.‬‬

‫‪255‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫• محمد سمير أحمد (‪ ،)۲۰۰۹‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬عمان‪ :‬دار املسيرة‪.‬‬


‫• بشار الوليد (‪ ،)۲۰۰۹‬نظم املعلومات االدارية‪ ،‬عمان‪ :‬دار الراية للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫• عماد بوحوش (‪ ،)٢٠٠٦‬نظريات اإلدارة الحديثة في القرن الواحد والعشرين‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪.‬‬
‫• الكبيس ي كلثم محمد (‪ ،)۲۰۰۸‬متطلبات تطبيق اإلدارة االلكترونية في مركز نظم املعلومات التابع للحكومة‬
‫االلكترونية في دولة قطر‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬الجامعة االفتراضية الدولية‪.‬‬
‫• إبراهيم السعيد مبروك (‪ ،)٢٠١٢‬إدارة املكتبات الجامعية في ضوء اتجاهات اإلدارة املعاصرة الجودة الشاملة‪،‬‬
‫الهندرة‪ ،‬إدارة املعرفة‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬املجموعة العربية للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ :‬مصر‪.‬‬
‫• منى البشري (‪ )۲۰۱۱‬معوقات تطبيق اإلدارة اإللكترونية في إدارة جامعة أم القرى في مكة املكرمة من وجهة نظم‬
‫االداريين واعضاء هيئة التدريس بالجامعة‪ ،‬رسالة املاجستير‪ ،‬جامعة أم القرى‪ ،‬مكة املكرمة‪ ،‬اململكة العربية‬
‫السعودية‪.‬‬
‫ً‬
‫• فيصل بن محمد القحطاني (‪ )٢٠١٠‬اإلدارة االستراتيجية لتحسين القدرة التنافسية للشركات وفقا ملعايير األداء‬
‫اإلستراتيجي وإدارة الجودة الشاملة‪ ،‬رسـالة ماجستير في ادارة الشركات غير منشورة‪ ،‬الجامعة الدولية البريطانية‪،‬‬
‫كلية إدارة األعمال‪ ،‬اململكة املتحدة‪.‬‬
‫• عالء الساملي (‪ ،)٢٠٠٨‬اإلدارة اإللكترونية ( ‪ ،) E - Management‬عمان‪ :‬دار وائل للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫• نائل عبد الحفيظ العواملة (‪ ،)۲۰۰۲‬الحكومة اإللكترونية ومستقبل اإلدارة العامة‪ ،‬دراسة استطالعية للقطاع‬
‫العام في دولة قطر ‪ ،‬دراسات مجلة العلوم اإلدارية‪.٦٣،٣٣ ،)١( ٢٩ ،‬‬
‫• طارق عبد الرؤوف عامر (‪ )٢٠٠٧‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬ط‪ ،١‬دار السحاب للنشر والتوزيع‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫فهد بن ناصر العبود (‪ ،)٢٠٠٣‬الحكومة االلكترونية‪ ،‬مقالة منشورة في جريدة الرياض في السعودية بتاريخ‬ ‫•‬
‫‪.١٥/٥/٢٠٠٣‬‬
‫رضوان رأفت (‪ ، )٢٠٠٤‬اإلدارة االلكترونية‪ ،‬اإلدارة واملتغيرات العاملية الجديدة‪ ،‬امللتقى اإلداري الثاني للجمعية‬ ‫•‬
‫السعودية لإلدارة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مركز املعلومات واتخاذ القرار‪.‬‬
‫مثنى هالل شبيب الجبوري(‪ ،)٢٠١٨‬معوقات تطبيق اإلدارة اإللكترونية في املدارس الثانوية في محافظة املفرق من‬ ‫•‬
‫وجهة نظر املدراء ‪ ،‬جامعة آل البيت‪.‬‬
‫عبد الستار إبراهيم دهام‪ ،)٢٠٠٨(،‬التنظيم البيروقراطي إزاء الفكر اإلداري املعاصر‪ :‬إطار نظري‪ ، ،‬بحث منشور‬ ‫•‬
‫في مجلة جامعة األنبار للعلوم االقتصادية واإلدارية ‪.‬‬
‫سيد سالم عرفه ( ‪ ،)٢٠١٦‬اتجاهات حديثة في إدارة التغيير‪ ،‬مكتبة نور ‪.‬‬ ‫•‬
‫رندة اليافي الزهري(‪ ،)٢٠١٦‬اإلبداع اإلداري في ظل البيروقراطية‪ ،‬مجلة عالم الفكر‪ ،‬العدد ‪ 3‬مجلد‪.30‬‬ ‫•‬
‫• سايح ابتسام (‪ ،)٢٠١٨‬عالقة اإلدارة اإللكترونية بالحكم الراشد‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة أكلي محند أولحاج –‬
‫البويرة‪.‬‬
‫• رويدة عبدالحميد سمان(‪،)٢٠٢٠‬رؤية مستقبلية لتطبيق اإلدارة اإللكترونية بمدارس التعليم الثانوى واملتوسط فى‬
‫ضوء التحديات املعاصرة ‪ ،‬مجلة كلية التربية ‪،‬جامعة املنصورة ‪،‬العدد ‪.١١٠‬‬
‫• عائشة أحمد الحسينى (‪، )٢٠١٣‬أثر تطبيق أنظمة اإلدارة اإللكترونية على األداء الوظيف‪-‬دراسة ميدانية على‬
‫موظفات العمادات فى جامعة امللك عبدالعزيز بجدة ‪،‬املجلة العلمية لقطاع كليات التجارة‪،‬جامعة األزهر ‪،‬العدد ‪١٠‬‬

‫‪256‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫• مرزوق محمد األمين(‪،)٢٠١٧‬دور اإلدارة اإللكترونية فى محاربة الفساد اإلداري ‪،‬رسالة ماجستير فى الحقوق ‪ ،‬جامعة‬
‫زيان عاشور الجلفة ‪،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫• عبد الستار إبراهيم دهام(‪ ،)٢٠٠٨‬التنظيم البيروقراطي إزاء الفكر اإلداري املعاصر‪ :‬إطار نظري‪ ، ،‬بحث منشور في‬
‫مجلة جامعة األنبار للعلوم االقتصادية واإلدارية (‪.)2008‬‬
‫• سيد سالم عرفه(‪ ،)٢٠١٢‬اتجاهات حديثة في إدارة التغيير‪ ،‬مكتبة نور‪.‬‬
‫• رندة اليافي الزهري(‪ ،)٢٠٠٣‬اإلبداع اإلداري في ظل البيروقراطية‪ ،‬مجلة عالم الفكر‪ ،‬العدد ‪ 3‬مجلد‪30‬ـ‬
‫• سايح ابتسام(‪ ،)٢٠١٨‬عالقة اإلدارة اإللكترونية بالحكم الراشد‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة أكلي محند أولحاج –‬
‫البويرة ‪.‬‬
‫• عمار بوحوش (‪ » ،)٢٠١٢‬البيروقراطية في النظرية والتطبيق « ‪ .‬حوليات جامعة الجزائر ‪ ،‬العدد ‪1987 - 1988‬‬
‫• دهام عبد الستار ابراهيم (‪ »،)٢٠٠٨‬التنظيم البيروقراطي إزاء الفكر اإلداري املعاصر‪ :‬إطار نظري « ‪ .‬مجلة جامعة‬
‫األنبار للعلوم االقتصادية واإلدارية ‪ ،‬العدد الثاني ‪.‬‬
‫• درويش محمد إبراهيم ‪ ،‬محمد بدران (‪ ، )٢٠٠٨‬مبادئ اإلدارة العامة ‪ .‬مصر ‪ :‬دار النهضة العربية ‪.‬‬
‫• نـور هللا كمال (‪ ،)١٩٩٢‬البيروقراطية والتغيير ‪ .‬دمشق ‪ :‬دار طالس للدراسات والتوجيه والنشر ‪.‬‬
‫• الحــسن حــسين محمــد (‪٢٠١١‬م) اإلدارة اإللكترونيــة‪ :‬املفــاهيم‪ ،‬الخصائص‪ ،‬املتطلبات‪ ،‬عمان‪ :‬مؤسسة الوراق‬
‫للنشر والتوزيع‪..‬‬
‫• الساملي عالء عبدالرازق والسليطي‪ ،‬خالد إبـراهيم (‪٢٠٠٨‬م) اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬عمان‪ :‬دار وائل‪.‬‬
‫• محمد الصيرفي (‪٢٠٠٦‬م) اإلدارة اإللكترونية ‪ ،‬اإلسكندرية ‪ :‬دار الفكر الجامعي‪.‬‬
‫• عامر‪ ،‬طـارق عبـد الرؤوف (‪٢٠٠٧‬م) اإلدارة اإللكترونيـة ‪ :‬نمـاذج معاصرة‪ ،‬القاهرة‪ :‬دار السحاب للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫• غنيم أحمد محمـد (‪٢٠٠٤‬م) اإلدارة اإللكترونيـة ‪ :‬آفـاق الحاضـر وتطلعات املستقبل‪ ،‬املنصورة‪ :‬املكتبة العصرية‪.‬‬
‫• نجم عبود نجم (‪٢٠٠٤‬م) اإلدارة اإللكترونية ‪ :‬اإلستراتيجية والوظائف واملشكالت‪ ،‬الرياض‪ :‬دار املريخ للنشر‪.‬‬
‫• ياسين‪ ،‬سعد غالب (‪٢٠٠٥‬م) اإلدارة اإللكترونيـة وآفـاق تطبيقاتهـا العربية‪ ،‬الرياض‪ :‬معهد اإلدارة العامة‪.‬‬
‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬املراجع باللغة االنجليزية‬
‫‪• jose-vakerianoFrias-aceituno, lsabel-maria garcia-sanchez, luis rodriguez-dominguez (2014),‬‬
‫‪"electronic administration systems and their determinates evidence from spanish local governments",‬‬
‫‪transylvanian review of administrative sciences, no 41, 90-108.‬‬
‫‪• Marasini R., Ions K., Ahmad M. (2008) Assessment of e-business adoption in SMEs - A study of‬‬
‫‪manufacturing industry in the UK North East region, Journal of Manufacturing Technology Management,‬‬
‫‪Volume 19, Number 5, pp. 627-644.‬‬

‫‪257‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫" تطويرأداء األعمال واملعامالت في املؤسسات عبرمنهاج الرقابة اإللكترونية "‬


‫‪Improving the performance of business and transactions in institutions through the‬‬
‫‪electronic control approach‬‬
‫رحماني حسيب ــة‬
‫‪Rahmani hassiba‬‬
‫أستاذة محاضرة أ‪ ،‬جامعة اكلي محند أولحاج البويرة‪/‬الجزائر‬
‫‪Akli mouhand oulhadj university, Bouira / Algeria‬‬
‫امللخص‪:‬‬
‫التعرف على أهم اآلليات الحديثة في عصر األعمال والبيئة التكنولوجية وهي الرقابة اإللكترونية التي تعد أسلوب‬ ‫هدفت هذه الد اسة إلى ّ‬
‫ر‬
‫عصريا من أجل تحسين أداء عمل املنظمة‪ ،‬كما أنها عبارة عن تنظيم منهاجي بدونه ال تستطيع املنظمة معرفة مواطن الخلل في أدائها فهي بمثابة‬
‫ً‬
‫البوصلة التي تحافظ على مسار املنظمة واتجاهها الصحيح‪ ،‬ودون شك ان تطبيق الرقابة اإللكترونية أضحى مطلبا لدفع مستوى أداء األعمال‬
‫واملعامالت في املؤسسات عبر منهاج الرقابة‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬الرقبة اإللكترونية‪ ،‬أداء املنظمة‪ ،‬الفعالية‪ ،‬الرقابة الوظيفية‪ ،‬نظام املعلومات‪.‬‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪This study aimed to identify the most important modern mechanisms in the era of business and the technological‬‬
‫‪environment, which is electronic control, which is a modern method in order to improve the performance of the work of the‬‬
‫‪organization. The organization and its correct direction. Without a doubt, the application of electronic control has become a‬‬
‫‪requirement to advance the level of business performance and transactions in institutions through the control approach.‬‬
‫‪Key words: electronic neck, organization performance, effectiveness, functional control, information system.‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫تحتاج كل اإلدارات واملؤسسات في جميع أعمالها إلى املزيد من املعلومات وبصورة سريعة في الوقت املناسب‪،‬‬
‫والسيما أننا نعيش في عالم تعقدت عالقاته وتشعبت تخصصاته‪ ،‬وال يمكن توافر تلك املعلومات إال بتوافر نظام معلومات‬
‫أو بيئة معلوماتية ذات فاعلية تتفاعل مع محيط هذه اإلدارات كي تستطيع أن تحقق أهدافها‪.‬‬
‫في هذا السياق‪ ،‬ال يخفى على أحد مع عوملة وانتشار الحاسب هناك مملكة إنسانية جديدة أو كما يقول البعض‬
‫ظهور إمبراطورية جديدة في عصر العوملة للفضاء اإللكتروني‪ ،‬وثمة حقيقة منطقية برزت ضمن مفهوم األعمال تسمى‬
‫"باألعمال االلكترونية" التي تقوم على فكرة أداء األنشطة االدارية واإلنتاجية واملالية والخدماتية إلكترونيا‪ ،‬كما تمتد إلى‬
‫أنماط مراقبة أداء العمل وتقييمه والرقابة عليه ضمن سياق األعمال اإللكترونية بهدف تطويره وتحسينه‪.‬‬
‫وقد رافق انتشار فضاء استعمال لشبكة األنترنيت واملجال اإللكتروني تنفيذ املعامالت والعمليات التعاقدية‬
‫إلكترونيا دون استخدام ورق‪ ،‬بل يالحظ أن هناك تفاعل جماعي بارز في إتمام الخدمات والعقود والصفقات واألعمال‬
‫واملعامالت اإلدارية بشتى أنواعها عن طريق الدعامة اإللكترونية بمعدالت عالية‪.‬‬
‫ال شك أن استخدامات الفضاء اإللكتروني من املواضيع املرنة واملعقدة في نفس الوقت‪ ،‬إذ تتداخل فيه مسائل‬
‫قانونية بالغة األهمية التي يجب التركيز عليها مثل "مسألة الرقابة اإللكترونية" التي تعد واحدة من أهم املواضيع القانونية‬
‫في أساسيات إدارة االعمال وتطور الفكر اإلداري وتغيراته‪ ،‬إذ ترتبط بالكشف عن مواطن الخلل والضعف في العمليات‬
‫اإلدارية‪ ،‬ومن خاللها تتم متابعة املعامالت وأداء الوظائف في بيئة املؤسسات عبر املمر اإللكتروني‪ ،‬كون الرقابة اإللكترونية‬

‫‪258‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫عملية تقنية أو أسلوب منهجي يساعد على تقويم ما يتم تخطيطه وما يتم تنفيذه‪ ،‬وبعبارة أخرى تعد كآلية حديثة للتأكد‬
‫من حسن تنفيذ السياسات والخطط املسطرة‪.‬‬
‫وجدنا أنه من املالئم أن نستهل ورقتنا البحثية بالبحث عن أهمية الرقابة اإللكترونية كوظيفة أساسية تقوم بها السلطة‬
‫املختصة بقصد التحقق من أن العمل يسير وفقا لألهداف املرسومة بكفاية وفي الوقت املحدد لها‪ ،‬خصوصا أمام ظهور‬
‫عيوب خطيرة وكشف انحرافات للمعامالت في الجوانب الخاصة بتسيير وتنفيذ الخطط في منشآت األعمال‪ ،‬األمر الذي‬
‫استلزم العمل على أن تتم املعامالت اإلدارية عبر نظام رقابي يسهم في تحسين جودة الخدمات‪ ،‬وتوجيه عمل املؤسسات‬
‫نحو تحقيق أهدافها‪ ،‬وذلك باعتماد تكنولوجيا املعلومات والتي تمارسها منظمة األعمال بواسطة الشبكة اإللكترونية‪.‬‬
‫من هنا تأتي أهمية دراسة تطوير أداء املعامالت عبر الرقابة اإللكترونية كوسيلة لقياس النتائج ومقارنتها مع‬
‫األهداف املوضوعة‪ ،‬ومعرفة مدى سير األنشطة واألعمال املختلفة بالشكل الصحيح من طرف املوظفين‪ ،‬وعلى ذلك نطرح‬
‫اإلشكالية التالية‪:‬‬
‫فيما تكمن تقنيات الرقابة اإللكترونية وما مدى أهميتها لقياس مستويات األداء والعمل الوظيفي في سياق إدارة‬
‫األعمال؟‬
‫من خالل هذه اإلشكالية سنقوم في البداية بعرض ماهية الرقابة اإللكترونية ومجالها)أوال)‪ ،‬ثم تقنيات ومزايا‬
‫الرقابة اإللكترونية(ثانيا)‪.‬‬
‫أوال ‪ -‬ماهية الرقابة اإللكترونية‪ ،‬أشكالها ومجاالتها‪:‬‬
‫الرقابة هي عمليه منتظمة ومستمرة يستطيع من خاللها املديرون أن يتأكدوا من مدى تحقيق املنظمات ألهدافها‬
‫ومدى تنفيذ الخطط بطريقة فعالة وكفء‪ ،‬كما يصف البعض الرقابة بأنها جهد منتظم يهدف إلى وضع معايير االداء‬
‫املتعلقة باألهداف املخططة وتصميم أنظمه املعلومات املرتدة‪ ،‬ومقارنة األداء الفعلي مع معايير األداء‪ ،‬وتحديد ما إذا كان‬
‫هناك انحراف أم ال واتخاذ القرارات والتصرفات التصحيحية املناسبة(الشريف‪ ،2007 :‬ص‪.)279‬‬
‫وفي ظل بيئة األعمال والرقمنة والتكنولوجيا التي تعمل فيها املنظمات اليوم‪ ،‬يتحتم على جميع املنظمات أن تهتم‬
‫بالتغيرات املحيطة بها‪ ،‬إذ أدت هذه البيئة والتطور العلمي الحديث إلى توسيع وتعميق مفاهيم الرقابة‪ ،‬فلم يعد الهدف من‬
‫الرقابة التأكد من أن النتائج تتفق مع الخطط املسطرة بل أصبح الهدف من الرقابة أهم بكثير يغطي العديد من املجاالت‪،‬‬
‫ُ‬ ‫لذا أضحى ً‬
‫لزوما أن تنفذ األجهزة الرقابية مهامها من خالل تسخير التكنولوجيا كأدلة رقابية تسهم من خاللها تحقيق‬
‫أهداف مختلف األنشطة(عمير‪ ،2015:‬ص ‪ ،)3‬إذ ال يخفي على أحد الدور املهم للرقابة اإللكترونية في سرعه إنجاز‬
‫املعامالت‪ ،‬فهي بمثابة أداة جديدة تستطيع أن تدار بها املؤسسات واملنظمات الحكومية واألهلية وتحمل عليها بياناتها‬
‫ومقوماتها (محمود‪ ،2020 :‬ص‪.)218‬‬
‫‪ -1‬مفهوم الرقابة اإللكترونية ومقوماتها‪:‬‬
‫أ‪ -‬مفهوم الرقابة اإللكترونية‪:‬‬
‫إن الرقابة اإللكترونية أكثر قدرة على معرفة املتغيرات الخاصة بالتنفيذ من خالل رسم االنحرافات وإطالع اإلدارة‬
‫النظام واتخاذ اإلجراءات التصحيحية‬ ‫للمراجع من كشف مواطن القوة والضعف املوجودة في ّ‬ ‫العليا عليها‪ ،‬مما يمكن ُ‬
‫املناسبة‪ ،‬إذ تساهم الشبكة الداخلية " ‪ " internet‬التي تعمل كوسيلة آنيه لنقل املعلومات بشكل فوري على تجاوز فجدوة‬
‫ُ ّ‬
‫مكن اإلدارة من معرفة ّ‬
‫التنفيذ( نجم‪ ،2004 :‬ص ‪ ، )273‬وهناك مدلول آخر يتم تداوله في األدبيات‬ ‫األداء املتوقعة مما ي‬
‫اإلدارية الحديثة أن هذه الرقابة تمثل عمليات مستمرة لقياس األداء واتخاذ اإلجراءات لضمان النتائج املرغوبة( العامري‪:‬‬
‫‪ ،2008‬ص ‪.)228‬‬

‫‪259‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫لقد أصبحت الرقابة اإللكترونية تشمل الوسائل الكفيلة بضمان دقة البيانات وصحتها‪ ،‬ومنها من يرى أنها رقابة‬
‫غير تقليدية مهمة بفضل اعتمادها على تطبيق تقنيات املعلومات واالتصاالت في البناء التنظيمي واستخدام التقنية‬
‫الحديثة بما فيها شبكات الحاسب اآللي(عمير‪ ،2015:‬ص ‪.)28‬‬
‫ً‬
‫يمكن تعريف الرقابة اإللكترونية على أنها إلزام العاملين بقانون العمل من خالل مراقبة األداء املخالف إلكترونيا‪،‬‬
‫وتهدف هذه العملية إلى إيجاد بيئة رقابية يشعر فيها املوظف بأنه مراقب‪ ،‬حيث تؤدي األجهزة والبرامج التي يتم املراقبة من‬
‫ادعا في املؤسسة‪ ،‬وهذا النوع من الرقابة يعطي دون شك قدرة كبيرة للمنظمة على التكيف مع التغيرات‬ ‫دورا ر ً‬
‫خاللها ً‬
‫تعقد‬‫التعقيد املتزايد بسبب ُّ‬ ‫البيئية‪ ،‬وتقليل تراكم األخطاء والحد منها في كل املجاالت‪ ،‬كذلك تساعد املنظمة للتعامل مع ّ‬
‫الحياة بشكل عام‪ ،‬وعموما فإنها تساعد في تخفيض التكاليف عن طريق التآلف والوقت العاطل وغيرها( العامري‪،2008 :‬‬
‫ص ‪.)229‬‬
‫وتعرف إجرائيا بأنها األساليب اإللكترونية التي تراقب من خاللها األنشطة واملعامالت داخل املنظمة بما يحقق‬
‫االقتصاد في الجهد والوقت والتكلفة للوصول الى النتائج املطلوبة( الكساسبة‪ ،2011 :‬ص ‪ ، )12‬وقد حققت اإلدارة‬
‫اإللكترونية إنجازات غير مسبوقة على املستوى الرقابي بفضل ّ‬
‫السمات الخاصة بنظام الرقابة اإللكترونية واملتمثلة في‪:‬‬
‫• توفير قاعده معلومات حول أداء وأنشطة التشكيالت التنفيذية لتكون جاهزة عند حاجة اإلدارة العليا التخاذ‬
‫قرار في مجال معين‪.‬‬
‫• العمل عن بعد من خالل البرامج الرقابية التي يعتمد عليها في تحديد االنحرافات وإعطاء اإلنذارات بشكل إلكتروني‬
‫(محمود‪ ،2020 :‬ص‪.)215‬‬
‫• التعرف على مواطن الخلل قبل وخالل التنفيذ والتعامل مع األخطاء‪ ،‬وتمكنها من حسن التنسيق بين مختلف‬
‫الوحدات التنظيمية بفضل استخدامها األساليب والوسائل اإللكترونية( نجم‪ ،2004 :‬ص ‪.)273‬‬
‫• الرقابة اإللكترونية‪ ،‬تفعل موضوع الشفافية للجهات التنفيذية‪ ،‬مما يؤدي إلى وضوح نشاطات تلك الجهات‬
‫لألجهزة الرقابية‪.‬‬
‫ً‬
‫أساسيا إليجاد نظام عمل يركز على الجوانب املؤثرة على أداء الجهات التنفيذية‬ ‫ً‬
‫عنصرا‬ ‫• تعد الرقابة اإللكترونية‬
‫في املنظمة والتي تكون حاسمة في تحديد فشل ونجاح املنظمة( الكساسبة‪ ،2011 :‬ص ‪.)25‬‬
‫ب ‪ -‬مقومات الرقابة اإللكترونية‪:‬‬
‫أصبحت اإلدارة اليوم تساير معطيات التكنولوجيا وتطورها‪ ،‬وأن عدد كبير من األنشطة اإلدارية تتعرض اآلن‬
‫لتحوالت كبيرة بسبب التكنولوجيا‪ ،‬كما ترتب على التطورات السريعة التي شهدها العالم في كافة املجاالت االقتصادية‬
‫والسياسية واالجتماعية والكثير من ّ‬
‫التحديات أمام املجتمعات التي ألقت على اإلدارة عبئ تغيير أساليب العمل واالنتقال‬
‫إلى أداء األنشطة اإللكترونية التي تهدف إلى تقليص االجراءات واختصارها(أوعيل‪ ،2020 :‬ص ‪.)2850‬‬
‫ولكي تكون الرقابة اإللكترونية فاعلة يقتض ي االهتمام بتعزيز جوانب أساسية مادية‪ ،‬بشرية‪ ،‬معلوماتية ومالية‪...‬‬
‫التصحيحي‪ ،‬ثم النتائج املستهدفة(‬ ‫إلخ يعني وجود رقابة تنصب على وضع معايير األداء وقياس األداء واتخاذ اإلجراء ّ‬
‫العامري‪ ،2008 :‬ص ‪ ،)247‬وفي هذا الصدد يرى األستاذ عباس علي أنه لكي يكون نظام الرقابة اإللكترونية فعال ومحققا‬
‫لألهداف فإنه يجب أن تتوفر املقومات اآلتية (عباس ‪ ،2009‬ص‪.)75‬‬
‫• خطه واضحة للوظائف التنظيمية التي تمثل صالحيات ومسؤوليات كل وحدة تنظيمية واملوظفين فيها‪.‬‬
‫• وجود ممارسات إدارية وسلوكات العاملين سليمة‪ ،‬ويقصد بها السلوكيات التي تمارس من قبل املشرفين واملدراء‬
‫والعاملين‪.‬‬

‫‪260‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫• وجود معايير واضحة في جودة األداء فيما يخص أعمال موظفين بمختلف مستوياتهم‪.‬‬
‫• وجود نظام إداري مالئم لألنشطة والوظائف لتحديد العالقات اإلدارية‪ ،‬مع وجوب وجود نظام دقيق داخلي جيد مبني‬
‫على أساس منهي بالنسبة لكل األعمال والعمليات موضع التدقيق‪.‬‬
‫‪ -2‬أشكال الرقابة اإللكترونية ومجاالتها‪:‬‬
‫أ‪ -‬بالنسبة ألشكال الرقابة اإللكترونية‪ :‬توفر الرقابة اإللكترونية استخداما فعاال ألنظمة املعلومات وقاعدة البيانات عند‬
‫أداء أنشطة الجهات التنفيذية لتكون جاهزة عند حاجة اإلدارة العليا التخاذ القرار‪ ،‬وتستطيع هذه الرقابة الحد من‬
‫املفاجآت وتحديد االنحرافات بوقت حدوثها من خالل البرامج الرقابية املستخدمة‪ ،‬ويمكن أن تتخذ الرقابة اإللكترونية‬
‫عدة أشكال أهمها‪:‬‬
‫• الرقابة على األنترنت وتطبيقاتها الوظيفية‪ :‬صممت األنترنت كشبكة مفتوحة تتدفق من خاللها املعلومات‪ ،‬فكل ما‬
‫يناسب عبرها يمكن اعتراضه واالطالع عليه‪ ،‬فتتخذ مختلف املؤسسات تدابير وقائية بهدف حماية محتوى‬
‫األنترنت(الساملي‪ ،2006 :‬ص ‪.)284‬‬
‫• الرقابة على العاملين إلكترونيا تمارس كصورة واضحة عن التزام العاملين بالعمل وتقييم أدائهم( العامري‪ ،2008 :‬ص‬
‫‪.)237‬‬
‫• الرقابة على أنظمه الحاسوب وتسمى أيضا بالرقابة على املوارد املعلوماتية‪ ،‬فتشتمل على رقابة عامة تنظيميه على‬
‫التأكد من صحة تشغيل‬‫مكونات الحاسوب‪ ،‬أمن املعلومات والبيانات‪ ،‬ورقابة أخرى على ّالتطبيقات‪ ،‬والتي تهدف إلى ّ‬
‫البيانات وتداولها‪ ،‬وتعتبر هذه الصورة آلية رقابية لتوفير األمان والحماية الالزمة ألنظمة الحاسوب‪ ،‬خصوصا مع‬
‫االرتفاع الواضح للجرائم املتعلقة به( الكساسبة‪ ،2011 :‬ص ‪.)23‬‬
‫ب‪ -‬مجاالت الرقابة اإللكترونية‪ :‬تشمل الرقابة اإللكترونية الكثير من املجاالت‪ ،‬ففي أي منظمة من املنظمات يمكن أن‬
‫تتحدد في إطار أربعه أنواع أساسية من املوارد‪:‬‬
‫• الرقابة على املوارد املالية في املنظمة مثل الرقابة على املخزون والرقابة على جودة املنتجات والتجهيزات واملكائن وصيانتها‪.‬‬
‫• الرقابة على املوارد البشرية التي تمارس على اختيار وتعيين وتدريب وتطوير العاملين في املنظمة( العامري‪ ،2008 :‬ص‬
‫‪.)237‬‬
‫• الرقابة على موارد املعلومات فتشتمل الرقابة على املعلومات املتعلقة بنتائج التنفيذ وعن أداء مستويات املنظمة وغير‬
‫ذلك (محمود‪ ،2020 :‬ص‪.)217‬‬
‫• الرقابة على املوارد املالية تتضمن متابعة جميع ما يتعلق بالجوانب املالية( التدقيق النقدي أو االلتزامات اتجاه الغير) (‬
‫العامري‪ ،2008 :‬ص ‪.)237‬‬
‫ثانيا ‪ -‬تقنيات ومزايا الرقابة اإللكترونية‪:‬‬
‫الرقابة اإللكترونية هي أنشطه تنظيمية منهجية تهدف إلى جعل األنشطة املختلفة والخطط والنتائج منسجمة مع‬
‫التوقعات واملعايير املستهدفة‪ ،‬بعبارة أخرى فإن الرقابة اإللكترونية تركز على مقارنة ما هو حاصل فعال على أرض الواقع‬
‫عند التنفيذ بما تم إقراره في الخطط مسبقا‪ ،‬ومن ثم تحديد االنحرافات واتخاذ اجراءات تصحيحية‪ ،‬ففي العديد من‬
‫الحاالت فهي رقابة مفيدة ملتابعة وقياس األداء ونتائج األعمال‪ ،‬إنها أكثر قدرة على التكيف مع التغيرات البيئية وتقليل‬
‫تراكم األخطاء‪.‬‬
‫‪ -1‬التقنيات األساسية للنظام الرقابي اإللكتروني‪:‬‬

‫‪261‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫تشكل التقنيات جزء من املنظمات األساسية لتفعيل الرقابة اإللكترونية‪ ،‬فهناك العديد من هذه التقنيات التي‬
‫البد من توافرها بغرض تفعيل الرقابة اإللكترونية وهي كما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬توفير البنية التحتية لإلدارة اإللكترونية‪ :‬تعتبر البنية التحتية املكون األساس ي ملشروع الرقابة اإللكترونية‪ ،‬وتتمثل‬
‫بشكل أساس ي في املكونات املادية والبشرية الالزمة والقدرة على تحقيق التفاعل بين هذين النوعين من املكونات وتشمل‪:‬‬
‫• بناء تنظيمي مناسب يكون مناسب للعم اإللكتروني‪.‬‬
‫• ثقافة تنظيمية وهي مجموع القيم األساسية تتبناها املنظمة تجاه املوظفين والعمالء وطريقة إنجاز املهام فيها‬
‫وغير ذلك بما يجعلهم يتقبلون التغيير ويرتفع املستوى(الكبيس ي‪ ،2008 :‬ص ‪.)31‬‬
‫• توجيه املستفيدين وإرشادهم تعتبر من املسائل األساسية املطلوبة قبل البدء بالتطبيق لضمان نجاح أسلوب‬
‫الرقابة اإللكترونية(محمد‪ ،1999 :‬ص ‪.)197‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫• البيئة النقدية لشبكات الحاسب للمنظمة تؤمن وصوال وحصوال على البيانات‪ ،‬الربط‬
‫• بين شبكة األجهزة الرقابية‪ ،‬واألجهزة التنفيذية‪ ،‬األنترنت لنقل وتبادل املعلومات داخل‬
‫• املنظمة وخارجها‪ ،‬وكذلك تعني هذه البيئة بما يسمح من تخزين املعلومات باألجهزة‬
‫الرقابية بالحواسيب املستخدمة‪ ،‬والقدرة على نقل املعلومات املخزنة لدى الجهات الرقابية بسرعه من أجل اتخاذ القرارات‬
‫على مستوى املنظومة الرقابية واالستفادة من نتائج املعلومات الرقابية(الساملي‪ ،2006 :‬ص ‪.)273‬‬
‫ب‪ -‬التطويراإلداري‪ :‬ال تتطلب الرقابة اإللكترونية األجهزة وشبكات معلوماتية فقط‪ ،‬فحتى تحتفظ املنظمة بعالقة فاعلة‬
‫وتسير باتجاه تحقيق أهدافها‪ ،‬فإنه يجب أن يكون هناك دعم للقيادة اإلدارية حتى يلتزم املدراء تجاه رؤية محددة للمنظمة‬
‫وتشجيع األنشطة الداعمة لألهداف‪ ،‬وتحفيزهم إلنجاز عمل يؤدي إلى تحقيق هدف مشترك وعام للمنظمة( العامري‪:‬‬
‫‪ ،2008‬ص ‪.)30‬‬
‫ج‪ -‬القوانين املناسبة‪ :‬إن العمل في البيئة املعاصرة وتحقيق النجاح في منظمات األعمال ليس باألمر السهل‪ ،‬إذ تعد البيئة‬
‫ً‬
‫الكترونيا‪ ،‬وتتمثل في القواعد واإلطار القانوني الذي‬ ‫القانونية املناسبة من املرتكزات األساسية لتسهيل العمل واملراقبة‬
‫يحمي بيانات املنظمة من املخاطر(محمد‪ ،1999 :‬ص ‪.)201‬‬
‫‪ -2‬مزايا الرقابة اإللكترونية‪ :‬تعطي الرقابة اإللكترونية العديد من املزايا ملن يمارسونها منها‪:‬‬
‫أ‪ -‬تساعد الرقابة اإللكترونية في تطوير العمل وأدائه ومعرفة مكامن النقص والخلل فيه كما أنها تزيد من إنتاجيه املوظفين‬
‫في املنظمة‪ ،‬وذلك من خالل خوفهم من فقدان مناصبهم في حالة التراخي أو اإلهمال‪.‬‬
‫ب‪ -‬تحسين مستوى أداء املنظمات وتفعيل الرقابة اإللكترونية موضوع الشفافية للجهات التنفيذية(عمير‪ ،2015:‬ص ‪.)31‬‬
‫ج‪ -‬توفر الرقابة اإللكترونية استخدام فعاال ألنظمة املعلومات وتوفير قاعدة املعلومات عن أداء وأنشطة الجهات‬
‫التنفيذية‪ ،‬لتكون جاهزة عند حاجة اإلدارة العليا التخاذ قرار معين( الكساسبة‪ ،2011 :‬ص ‪.)25‬‬
‫د‪ -‬أثرها الواضح في مجال الحصول على املعلومات أو نقلها أو حفظها(عمير‪ ،2015:‬ص‪.)30‬‬
‫ه‪ -‬املرونة والفعالية في توليد تدفق املعلومات إلكترون ًيا بصفة مستمرة بدل من الرقابة املتقاطعة‪.‬‬
‫و‪ -‬تنمية قدرات العاملين والعمل على دمج معايير جودة األداء بنظم الرقابة والتوجيه لتقويم العاملين‪ ،‬ويمكن القول أن‬
‫تطوير املنظمات وحل مشكالتها التي أفرزتها التطورات التكنولوجية الحديثة تحققه الرقابة اإللكترونية‪ ،‬كونها إحدى‬
‫الوسائل الحديثة في البيئة اإللكترونية وتتالءم مع مواصفات النظام العاملي لكبح العديد من األخطار املرتبطة بمختلف‬
‫النشاطات والعمليات في املنظمات بمختلف أشكالها‪.‬‬
‫خاتمة‪:‬‬

‫‪262‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫تمثل الرقابة اإللكترونية أنشطه وعمليات والسيطرة التنظيمية على تطبيق خطط وجعلها منسجمة مع املعايير‬
‫املستهدفة‪ ،‬كما أنها جملة من عمليات مستمرة لقياس األداء ومتابعة ومالحظة األنشطة واملعامالت‪ ،‬وتقييم أداء العاملين‬
‫في املنظمة بغرض اتخاذ اإلجراءات الالزمة من خالل مقومات وبنية تحتيه تقنية ومعلوماتية لتحقيق األهداف املنشودة‪.‬‬
‫التوصيات‪:‬‬
‫‪ -1‬العمل على توعية املوظفين ألن نظام الرقابة على أعمالهم ليست سيفا مسلطا عليهم وإنما تساعدهم بهدف تطوير‬
‫مستواهم وتسهيل وتحسين العمل‪.‬‬
‫‪ -2‬االهتمام بتدريب املوظفين وتقديم لهم الحوافز املادية واملعنوية في املنظمة ليكونوا أكثر استجابة وفعالية‪.‬‬
‫‪ -3‬ضرورة مساهمة قطاع التعليم العالي على إجراء دراسات في مواضيع الرقابة اإللكترونية وأمن املعلومات‪.‬‬
‫‪ -4‬ضرورة توفير املهارات املهنية والتقنيات املناسبة التي تسمح للمدراء واملسؤولين ورؤساء األقسام من أداء مهامهم بشكل‬
‫فاعل‪ ،‬خصوصا دعمهم بالتكنولوجيا واملوارد الالزمة‪.‬‬
‫قائمة املراجع‪:‬‬
‫أوال‪ -‬الكتب‪:‬‬
‫‪ -‬عبد املجيد محمد(‪ :)1999‬التدقيق واآلمال والرقابة في استخدام الحسابات اإللكترونية‪ ،‬ط ‪ ،3‬بيروت‪.‬‬
‫‪-‬علي الشريف اإلدارة املعاصرة(‪ :)2007‬دار الفكر الجامعي اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫‪-‬نجم عبود نجم( ‪ :)2004‬اإلدارة اإللكترونية االستراتيجية ( الوظائف واملشكالت )‪ ،‬دار املريخ للنشر والتوزيع‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫‪-‬الساملي عالء عبد الرزاق(‪ :)2006‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬دار وائل للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪.‬‬
‫‪ -‬صالح مهدي محسن العامري(‪ :)2008‬اإلدارة واألعمال‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬الطبعة ‪.2‬‬
‫‪-‬عباس علي(‪ :)2009‬أساسيات علم اإلدارة‪ ،‬دار املسيرة للنشر والتوزيع والطباعة‪ ،‬ط ‪.2‬‬
‫ثانيا‪ -‬املذكرات الجامعية‪:‬‬
‫‪ -‬بسمان محمود عمير(‪ :)2015‬أثر الرقابة اإللكترونية على العاملين في تحقيق امليزة التنافسية‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬السلط‪،‬‬
‫األردن ‪.‬‬
‫‪ -‬عماد علي سالمه الكساسبة(‪ :)2011‬أثر الرقابة اإللكترونية في وجود الخدمات الداخلية في املصارف اإلسالمية العاملة‬
‫في األردن‪ ،‬مذكرة ماجستير‪.‬‬
‫‪-‬محمد الكبيس ي(‪ :)2008‬متطلبات تطبيق اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬رسالة ماجستير في إدارة األعمال‪ ،‬جامعه قطر‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬املجالت‪:‬‬
‫‪ -‬رحاب عبد املنعم أحمد محمود(‪" :)2020‬دور الرقابة اإللكترونية على سرعة إنجاز املعامالت في املنظمات"‪ ،‬املجلد‬
‫الحادي عشر العدد الثاني‪ ،‬ج‪1‬‬
‫‪ -‬أوعيل عبد الصمد(‪" :)2020‬زحاف محمد‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية وإسهاماتها في العمل اإلداري"‪ ،‬مجلة رصين للدراسات‬
‫األنشطة الرياضية وعلوم الحركة‪ ،‬املجلد ‪ ،1‬العدد ‪.2‬‬
‫‪Ouvrage :‬‬
‫‪-AMA/Policy Institute Resarch(2007): electronic Monitoring and surveillance survey, the policy institue and‬‬
‫‪the us news and world Report.‬‬

‫‪263‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫اإلطاراملفاهيمي لإلدارة اإللكترونية ونماذج البيروقراطية‬


‫‪Conceptual framework of electronic Administration‬‬
‫‪and models of bureaucracy‬‬
‫د‪ .‬ياسف حسيبة‪ecoalgenssea@hotmail.fr‬‬
‫أستاذة محاضرة صنف " أ " املدرسة الوطنية العليا لإلحصاء واإلقتصاد التطبيقي ـ القليعة ـ الجزائر‬

‫ملخص ‪:‬‬
‫أصبحت اإلدارة اإللكترونية أمرا ضروريا ألية مؤسسة لديها التوجه نحو تلبية اإلحتياجات الحالية واملستقبلية ملواطنيها‪ .‬فهي تلعب‬
‫دورا مهما في تسهيل معيشة الحياة اليومية للبشر‪ .‬وتعتبرأداة فعالة في تعزيز التنمية في املجتمع‪ ،‬فضال عن استخدامها كعنصر فعال في مجال‬
‫تبادل املصالح الدولية رغم التحديات الراهنة‪.‬إن عملية التحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬ليس باألمر الهين‪ ،‬فهي عملية‬
‫شاملة ومتشابكة تحتاج لتطبيقها على أرض الواقع توفير عدة متطلبات أساسية‪.‬‬
‫البيروقراطية ظاهرة عرفتها الحضارات القديمة في شكلها البسيط‪ ،‬اتسع نطاقها وظهرت في كافة املجاالت‪.‬‬
‫ومن هنا يهدف البحث إلى تسليط الضوء على هذه املتطلبات والتي تمثل الحجر األساس لتجسيد هذا النوع من اإلدارة املعاصرة‬
‫واملستحدثة‪ ،‬باإلضافة إلى التعرف على النماذج املختلفة للبيروقراطية‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية ‪ :‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬البيروقراطية‪ ،‬نماذج البيرقراطية‪.‬‬
‫‪summary :‬‬
‫‪Electronic administration has become a necessity for any organization that has the‬‬
‫‪orientation towards meeting the current and future needs of its citizens. They play an important‬‬
‫‪role in facilitating the daily lives of human beings. It is considered an effective tool in promoting‬‬
‫‪development in society, as well as using it as an effective element in the field of exchanging‬‬
‫‪international interests despite the current challenges. The process of shifting from traditional‬‬
‫‪administration to electronic administration is not an easy matter, as it is a comprehensive and‬‬
‫‪intertwined process that needs to be implemented on the ground to provide several basic‬‬
‫‪requirements.‬‬
‫‪Bureaucracy is a phenomenon known to ancient civilizations in its simple form. It‬‬
‫‪expanded in scope and appeared in all fields.‬‬
‫‪Hence, the research aims to shed light on these requirements, which represent the‬‬
‫‪cornerstone for the embodiment of this type of contemporary and innovative administration, in‬‬
‫‪addition to identifying the different models of bureaucracy.‬‬
‫‪Keywords: electronic administration, bureaucracy, bureaucratic models.‬‬

‫مقدمة‬
‫يتسم هذا العصر بالتقدم العلمي والتكنولوجي‪ ،‬حيث ظهرت العديد من املصطلحات التي تعبر على التقدم‬
‫التكنولوجي من بينها اإلدارة اإللكترونية التي تعتبر األداة العلمية املستحدثة في مجال العلوم اإلدارية‪ ،‬فهي تعتبر إحدى‬
‫أهم معالم ومظاهر ثورة املعلومات التي اكتسحت اإلدارات لتكون عصبا من أعصاب املمارسات اإلدارية‪ ،‬التي تهدف إلى‬
‫تقليص اإلجراءات واختصارها‪ ،‬والسرعة في تنفيذها‪ ،‬للوصول إلى درجة عالية من كفاءة األداء ومصدر رئيس ي للميزة‬
‫التنافسية‪.‬‬
‫وفي إطار ما تقدم تتضح أهمية اإلدارة اإللكترونية وضرورة تطبيقها في كل القطاعات الحكومية والخاصة‪ ،‬ومنه‬
‫نطرح اإلشكالية التالية ‪ :‬ماهي متطلبات تطبيق اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬وماهي معوقات هذا التحول ؟ وماهي النماذج‬
‫املختلفة للبيروقراطية ؟‬

‫‪264‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫وتطرح أيضا إشكاليات فرعية تتلخص في ‪ :‬ماهي مبررات التحول نحو اإلدارة اإللكترونية ؟ ماهي معوقات تطبيق‬
‫اإلدارة اإللكترونية ؟ ماهو الفرق بين النموذج املثالي للبيروقراطية عند " ماكس فيبر " و البيروقراطية الحديثة والجديدة؟‬
‫أهمية الدراسة ‪ :‬البحث في اإلدارة اإللكترونية من املواضيع الحديثة‪ ،‬التي فرضت نفسها على جميع الدول‪ ،‬نتيجة‬
‫للتطور السريع في تكنولوجيا املعلومات الحديثة‪ ،‬وخاصة التوسع الكبير لشبكة اإلنترنت‪ .‬فاملنظمات الحكومية والخاصة‬
‫أصبحت مجبرة على تطبيق اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬من أجل تقديم خدماتها للجمهور املستهدف في أسرع وقت دون كثرة التنقل‬
‫واالحتكاك باإلدارة وبالجودة املطلوبة وبأقل تكلفة ممكنة‪.‬‬
‫أهداف الدراسة ‪:‬تسعى الدراسة الحالية إلى التعرف على ما يلي ‪:‬‬
‫‪ – 1‬تسليط الضوء على مفهوم اإلدارة اإللكترونية كمنهج إداري حديث‪.‬‬
‫‪ – 2‬توضيح وإبراز متطلبات تطبيق اإلدارة اإللكترونية‪.‬‬
‫‪ – 3‬تسعى اإلدارة اإللكترونية الحديثة إلى مواكبة التطورات املتقدمة لحل املشاكل والعراقيل التي تقابلها أمام‬
‫التسيير الجيد والحسن إلدارتها من خالل توظيف التطبيقات التكنولوجية الحديثة‪.‬‬
‫‪ – 4‬تسليط الضوء على مفهوم البيروقراطية والبيروقراطية الحديثة والجديدة‪.‬‬
‫‪ - 1‬اإلدارة اإللكترونية‬
‫‪ – 1 – 1‬مفهوم اإلدارة اإللكترونية‬
‫من أجل فهم أفضل ملفهوم اإلدارة اإللكترونية سوف يتم توضيح كل من املفهوم بين التقليدي واإللكتروني لإلدارة‪.‬‬
‫وإجراء مقارنة بينهما وذلك لبيان الفروق بين هذين املصطلحين‪.‬‬
‫‪ – 1 – 1 – 1‬املفهوم التقليدي لإلدارة ‪:‬‬
‫تعددت الكتابات العلمية التي اهتمت بتعريف اإلدارة‪ ،‬حيث عرفها البعض بأنها " ذلك الجهد اإلنساني الذي يتعلق‬
‫بتخطيط وتنظيم وقيادة ورقابة املوارد البشرية واملادية لتحقيق أهداف محددة بكفاءة وفعالية " (بلقاسمي ‪،2018 ،‬‬
‫صفحة ‪.)269‬‬
‫وعرفت بأنها " فن انجاز املهام من خالل القوى البشرية العاملة في املنظمة بغية الوصول إلى األهداف املطلوبة من‬
‫قبل املنظمة وتكون عمليات التخطيط والتنظيم والسيطرة واتخاذ القرارات هي الوظائف األساسية " (بلقاسمي ‪،2018 ،‬‬
‫صفحة ‪.)269‬‬
‫‪ – 2 – 1 – 1‬مفهوم اإلدارة اإللكترونية ‪:‬‬
‫ظهر مفهوم اإلدارة اإللكترونية في أواخر التسعينيات ‪ ،‬عندما بدأت اإلدارات في استخدام تقنيات املعلومات‬
‫واالتصاالت لتقديم خدمات يمكن الوصول إليها عبر اإلنترنت )‪(Benaoum , Sadouki , & Bouchikhi , 2021, p. 159‬‬
‫بالرجوع إلى أدبيات الفكر االقتصادي نالحظ بأن هذا املصطلح ظهر مع بدايات القرن العشرين‪ ،‬وهو مشتق من‬
‫املصطلح اإلنجليزي ‪ ،e- government‬لكنه تبلور وتطور أكثر بسبب تطبيقات تكنولوجيا املعلومات واإلتصاالت في‬
‫املعامالت اإلدارية (بن عروس و بوعزة ‪ ،2020 ،‬صفحة ‪.)22‬‬
‫مصطلح اإلدارة اإللكترونية يعتبر من املصطلحات اإلدارية الجديدة‪ ،‬والتي ظهرت نتيجة التطورات السريعة في‬
‫مجال تكنولوجيا املعلومات‪ ،‬وقد أثرت هذه التغيرات التكنولوجية الحديثة على أداء املنظمات الحكومية والخاصة من‬
‫خالل تطوير وتحسين خدماتها وإنتاجيتها‪ ،‬وأيضا من خالل سرعة إنجاز األعمال وجودة الخدمات املقدمة (قانة و شني ‪،‬‬
‫‪ ،2021‬صفحة ‪.)61‬‬
‫تطور مفهوم اإلدارة اإللكترونية في السنوات األخيرة بتطور املعلومات واإلتصاالت‪ ،‬في مقابل اإلقبال املتزايد على‬
‫استخدام الكمبيوتر‪ ،‬وتتمثل اإلدارة اإللكترونية في أداء األعمال وتبادل املعلومات من خالل الوسائل اإللكترونية‪ ،‬كما‬

‫‪265‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫تعتمد اإلدارة اإللكترونية على مجموعة من الوسائل التقنية الحديثة‪ ،‬مثل استخدام أجهزة الكمبيوتر والشبكات التقنية‬
‫والبريد اإللكتروني‪ ،‬كما تعتبر أجهزة الهاتف وأجهزة الفاكس من الوسائل اإللكترونية التي تساعد على تنفيذ األعمال‪10.‬‬

‫ويرى العديد من املختصين والباحثين أن اإلدارة اإللكترونية امتداد لتطور الفكر اإلداري واملدارس الفكرية عبر‬
‫أكثر من قرن من الزمان‪ ،‬ابتداء من املدرسة الكالسيكية وعلى رأسها ماكس فيبر‪ ،‬واإلدارة العلمية لفريدريك تايلور‪ ،‬وصوال‬
‫إلى مدرسة العالقات اإلنسانية إللتون مايو‪ ،‬ثم مدرسة النظم واملدرسة املوقفية وأخيرا اإلدارة اإللكترونية‪11.‬‬

‫وبالرغم من حداثة املصطلح‪ ،‬إال أن هناك تعاريف عديدة‪ ،‬قد تتشابه في جوانب ما وتختلف في أخرى‪ ،‬ولكن‬
‫جميعها يصب في اتجاه واحد وهو اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬منها ما يلي ‪:‬‬
‫‪-‬اإلدارة اإللكترونية يقصد بها تحويل كافة األعمال والخدمات اإلدارية التقليدية ( اإلجراءات الطويلة باستخدام األوراق )‬
‫إلى أعمال وخدمات إلكترونية تنفذ بسرعة عالية ودقة متناهية‪ ،‬باستخدام تقنيات اإلدارة وهو ما يطلق عليه إدارة بال‬
‫أوراق‪12.‬‬

‫‪ -‬اإلدارة اإللكترونية هي إحدى مظاهر التطور والحداثة والتقدم في عمليات ووظائف اإلدارة وفي االقتصاد ما بعد الصناعي‬
‫( املعلوماتي )‪13.‬‬

‫‪ -‬يعرف الساملي اإلدارة اإللكترونية على أنها ‪ :‬عملية ميكنة جميع مهام ونشاطات املؤسسة اإلدارية باإلعتماد على كافة‬
‫تقنيات املعلومات الضرورية وصوال إلى تحقيق أهداف اإلدارة الجديدة في تقليل استخدام الورق وتبسيط اإلجراءات‬
‫والقضاء على الروتين واإلنجاز السريع والدقيق للمهام واملعامالت لتكون كل إدارة جاهزة للربط مع الحكومة اإللكترونية‬
‫الحقا‪14.‬‬

‫‪ -‬تعرف اإلدارة اإللكترونية على أنها العملية اإلدارية القائمة على اإلمكانيات املتميزة لألنترنت وشبكات األعمال في التخطيط‬
‫والتوجيه والرقابة على املوارد والقدرات الجوهرية بدون حدود من أجل تحقيق األهداف‪ ،‬وهي إدارة بدون أوراق أو زمان أو‬
‫متطلبات كثيرة حيث أنها تعتمد على األرشيف اإللكتروني والبريد اإللكتروني والرسائل الصوتية وهي مؤسسة شبكية ذكية‬
‫تعتمد على عمال املعرفة‪15.‬‬

‫‪ -‬عرفت اإلدارة اإللكترونية بأنها ‪ " :‬إنجاز املعامالت اإلدارية وتقديم الخدمات العامة عبر شبكة اإلنترنت‪ ،‬دون أن يضطر‬
‫العمالء لإلنتقال إلى اإلدارات شخصيا إلنجاز معامالتهم مع ما يترافق من إهدار للوقت والجهد والطاقات "‪16.‬‬

‫‪ - 10‬فريجة رمزي بهاء الدين – اإلدارة اإللكترونية وأسلوب اإلدارة باألهداف – املجلة الجزائرية للعلوم القانونية والسياسية – املجلد ‪– 56‬‬
‫العدد ‪ – 2019 – 01‬ص ‪.144‬‬
‫‪ - 11‬قانة حسين‪ ،‬شني تالية – مرجع سبق ذكره – ص ‪.61‬‬
‫‪ - 12‬سماعيل عيس ى‪ ،‬بهلول خيرة – أثر متطلبات اإلدارة اإللكترونية في تفعيل وسائل الدفع اإللكترونية في البنوك التجارية – دراسة ميدانية‬
‫للبنك الوطني الجزائري " ‪ " BNA‬تيارت‪ ،‬الجزائر – مجلة دراسات اقتصادية – املجلد ‪ – 21‬العدد ‪ – 2021 – 02‬ص ‪.94‬‬
‫‪ - 13‬بوزوالغ نور الدين‪ ،‬بن زعرور عمار – اإلدارة اإللكترونية كآلية لتحسين خدمة اإلدارة العمومية دراسة حالة‪ ،‬بلدية باب الوادي‪ ،‬الجزائر‬
‫– مجلة اإلدارة والتنمية للبحوث والدراسات – العدد ‪ – 13‬جوان ‪ – 2018‬ص ‪.43‬‬
‫‪ - 14‬علي سايح جبور – اإلدارة اإللكترونية ودورها في تطوير أداء الجماعات املحلية في ظل تطبيق الحكومة اإللكترونية بالجزائر – مجلة‬
‫املقار للدراسات االقتصادية – العدد ‪ – 1‬ديسمبر ‪ – 2017‬ص ‪.9‬‬
‫‪ - 15‬نورة سليمان فيسة – دور اإلدارة اإللكترونية في ترشيد الخدمة العمومية في اإلدارة املحلية بالجزائر ‪ :‬دراسة حالة بلدية البليدة – مجلة‬
‫طبنة للدراسات العلمية األكاديمية – املجلد ‪ – 04‬العدد ‪ – 2021 – 03‬ص ‪.552‬‬
‫‪ - 16‬وهيبة حارش‪ ،‬سمير يوسف خوجة – متطلبات تطبيق اإلدارة اإللكترونية ومعوقاتها في اإلدارة الجزائرية ‪ -‬مجلة رؤى للدراسات املعرفية‬
‫والحضارية – املجلد ‪ – 07‬العدد ‪ – 02‬ديسمبر ‪ – 2021‬ص ‪.167‬‬

‫‪266‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫‪ -‬قدمت األمم املتحدة تعريفا لإلدارة اإللكترونية على أنها " إستخدام اإلنترنت والشبكة العريضة لتقديم معلومات‬
‫وخدمات للمواطنين "‪ ،‬لتضيف منظمة التعاون والتنمية في املجال االقتصادي بأنها " إستخدام تكنولوجيات املعلومات‬
‫واإلتصاالت وخصوصا اإلنترنت للوصول إلى إدارة أفضل منها ‪17:‬‬

‫∗خدمات متبادلة بين اإلدارة ورجال األعمال ( الشركات واملؤسسات التجارية )؛‬
‫* خدمات متبادلة بين مؤسسات اإلدارة بين بعضها البعض؛‬
‫* خدمات بين اإلدارة وموظفيها‪.‬‬
‫أما بالنسبة إلى اإلدارة اإللكترونية في القطاع العام فيمكن القول أنها " رؤية جديدة ملفهوم اإلدارة العامة في عصر‬
‫املعلومات‪ ،‬تعمل على تمكين جميع املؤسسات والوزارات والهيئات العامة من ممارسة كافة أعمالهم وتعاقداتهم وتقديم‬
‫أفضل الخدمات للجمهور مع أفضل إستغالل للوسائل الحديثة املتاحة للتكنولوجيا واإلتصال‪ ،‬من خالل توظيف ما هو‬
‫متاح معنويا وبشريا وماديا في املجال اإللكتروني الحديث إلستغالل الوقت والجهد واملال على أفضل وجه لتحقيق املصلحة‬
‫العامة "‪18.‬‬

‫من خالل ما ورد في التعاريف أعاله ملفهوم اإلدارة اإللكترونية نستخلص بأن اإلدارة اإللكترونية هي استخدام املنظمات‬
‫الحكومية والخاصة لتكنولوجيا املعلومات واإلتصال الحديثة في إنجاز أعمالها اإلدارية وتطوير وتحسين أدائها والرفع من‬
‫جودة خدماتها من أجل تحقيق أهدافها املخطط لها‪19.‬‬

‫‪ – 2 – 1‬أهمية اإلدارة اإللكترونية‬


‫عاما املاضية ‪ ،‬تطورت اإلدارة اإللكترونية بشكل كبير وتم تبنيها في جميع أنحاء العالم‪.20‬‬ ‫على مدار العشرين ً‬
‫على مدى العقدين املاضيين ‪ ،‬نفذ العديد من البلدان مبادرات مختلفة لإلدارة اإللكترونية تتكون من استخدام تكنولوجيا‬
‫املعلومات واالتصاالت لتحسين األداء الداخلي إلداراتها‪.21‬‬
‫الغرض من اإلدارة اإللكترونية هو تبسيط وتحسين حياة املواطن من وجهة نظر عالقته باإلدارة‪.22‬‬
‫تحديث اإلدارة العامة هو االهتمام املشترك للعديد من الحكومات عبرالعالم‪.23‬اليوم‪ ،‬اإلدارة اإللكترونيةأصبحت ضرورة‬
‫وحقيقة ‪.24‬‬

‫‪ - 17‬عبد الوهاب صخري‪ ،‬صفاء مباركي – دور متطلبات اإلدارة اإللكترونية في تعزيز جودة األداء‪ ،‬دراسة إستكشافية – مجلة املحترف لعلوم‬
‫الرياضة والعلوم اإلنسانية واإلجتماعية – املجلد ‪ – 09‬العدد ‪ – 2022 – 01‬ص ‪.239‬‬
‫‪ - 18‬اعمر موالي‪ ،‬قادة يزيد – تطبيقات اإلدارة اإللكترونية في القطاع العمومي خالل جائحة كورونا‪ ،‬دراسة تطبيقية بمديرية اإلدارة املحلية‬
‫بوالية سعيدة – مجلة دراسات في االقتصاد وإدارة األعمال – املجلد ‪ – 04‬العدد ‪ – 01‬جوان ‪ – 2021‬ص ‪.693‬‬
‫‪ - 19‬قانة حسين‪ ،‬شني تالية – مرجع سبق ذكره – ص ‪.62‬‬
‫‪20‬‬
‫‪- Liang Ma, Yueping Zheng - performance de l’administration électronique à l’échelle nationale et‬‬
‫‪satisfaction des citoyens : analyse multiniveaux dans des pays européens - Revue Internationale des Sciences‬‬
‫‪Administratives - Vol. 85 - 2019/3 – p 525.‬‬
‫‪- Chul hyun park, Koomin kim – l’administration électronique, un outil de lutte contre la corruption : analyse 21‬‬
‫‪internationale sur données de panel – revue internationale des sciences administratives – vol. 86 – 2020/4 – p‬‬
‫‪724.‬‬
‫‪22‬‬
‫‪- djelali ahlem chahrazed, ayoub ratiba – le passage vers l’administration électronique en Algérie : l’experience‬‬
‫‪de ministère de la justice – la revue des sciences commerciales – volume 16 – numéro 2 – 2017 – p 203.‬‬
‫‪23‬‬
‫‪- Borhane Mohamed Djafer, Soltani Mohamed Reda - L’Administration Electronique levier de Modernisation‬‬
‫‪de l’Administration Publique – the Algerian journal of political sciences and international relations - n°15 -‬‬
‫‪décembre 2020 – p 408.‬‬
‫‪24‬‬
‫‪- Benlakehal Nawel - L’administration électronique « L’Algérie à la traine malgré les réformes » - Revue‬‬
‫‪nouvelle économie - Volume: 10 - N°: 02 (2019) - p 345.‬‬

‫‪267‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫تعد اإلدارة اإللكترونية عصب حياة املجتمعات املدنية الحديثة التي كانت مسيرة حياتها اليومية تواجه أزمات خانقة في‬
‫ظل إداراتها التقليدية حتى استطاعت أن تخطو خطوات الفتة على سبيل تجاوز هذه األزمات بفعل التقنية‪ ،‬بينما ال تزال‬
‫مجتمعات أخرى تحبو في بداية الطريق الذي يتسابق اآلخرون في مراحله النهائية ‪.25‬‬
‫إن إستخدام اإلدارة اإللكترونية كان نتيجة لألهمية البالغة التي تتميز بها وتتجلى هذه األهمية في‪:26‬‬
‫* القضاء على البيروقراطية ‪ :‬إن إستخدام اإلدارة اإللكترونية يحقق للعمل اإلداري املزايا التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬رفع كفاءة األداء اإلداري ‪ :‬ويتم ذلك أساسا عن طريق توفير أحدث وأشمل املعلومات املطلوبة‪ ،‬مع تيسيير الحصول على‬
‫أي منها‪ ،‬بعد تصنيفها إلكترونيا‪ ،‬وكذلك تسهيل تبادل املعلومات وسبل االتصاالت اإللكترونية بين اإلدارات املعنية‪،‬‬
‫فاإلجراءات يمكن أن تنجز في دقائق أو ثوان بدل من ساعات أو أيام أي ربح الوقت‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة دقة البيانات ‪ :‬نظرا لتوفر إمكانية الحصول على املعلومات املطلوبة‪ ،‬من جهة اإلدخال األولية‪ ،‬أي أن الثقة في صحة‬
‫البيانات املتبادلة‪ ،‬التي أعيد إستخدامها‪ ،‬ستكون مرتفعة وسيغيب القلق من عدم دقة املعلومات واألخطاء الناجمة عن‬
‫اإلدخال اليدوي‪.‬‬
‫‪ -‬تقليص اإلجراءات اإلدارية ‪ :‬فمع توفر املعلومات بشكلها الرقمي تتقلص األعمال الورقية وتعبئة البيانات يدويا‪ ،‬كما‬
‫تنعدم الحاجة إلى تقديم نسخ من املستندات الورقية‪ ،‬طاملا أن إمكانية تقديمها تقنيا متاحة‪ ،‬ويترافق مع هذا اإلستغالل‬
‫األمثل للموارد البشرية‪ ،‬فإذا ما تم إحتواء املعلومات بشكل رقمي‪ ،‬فإن ذلك سيؤدي إلى سهولة تحريكها وإعادة إستخدامها‬
‫من مكان ألخر وسيصبح من املمكن توجيه الطاقات البشرية للعمل على مهام وأعمال أكثر إنتاجية‪.‬‬
‫*الفوائد بالنسبة للعاملين ‪ :‬توفر اإلدارة اإللكترونية للعاملين الفوائد التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬وضوح اإلختصاصات واملسؤوليات والسلطات للعاملين في ظل اإلدارة اإللكترونية‪.‬‬
‫‪ -‬تنمية املهارات والقدرات التقنية للعاملين من خالل اإلستعمال املكثف لتكنولوجيا املعلومات واإلتصال‪.‬‬
‫‪ -‬سهولة أداء األعمال نتيجة توحيد نماذج إجراءات العمل إلكترونيا واستعمال تكنولوجيا املعلومات واإلتصال‪.‬‬
‫‪ -‬تدعيم اإلتصال الفعال بين العاملين واملستويات اإلدارية املختلفة واإلدارات األخرى‪.‬‬
‫‪ -‬تحقيق الالمركزية اإلدارية مما يحقق سرعة أداء املهام بيسر وسهولة‪.‬‬
‫‪ -‬سرعة الحصول على املعلومات الالزمة ألداء األعمال من خالل األرشيف اإللكتروني للمنظمة‪.‬‬
‫‪ -‬التوثيق اإللكتروني لجهود العاملين من خالل الرقم السري لكل موظف أو مكتب ما يحفزهم لإلبداع والتميز‪.‬‬
‫* الفوائد بالنسبة للمنظمات ‪ :‬تحقق اإلدارة اإللكترونية فوائد كثيرة للمنظمات أهمها ‪:‬‬
‫‪ -‬تبسيط إجراءات إنجاز األعمال في املنظمة‪.‬‬
‫‪ -‬توفير برمجة تدفق سير املعامالت إلكترونيا‪.‬‬
‫‪ -‬توفير معلومات دقيقة وموثوقة وقليلة األخطاء‪.‬‬
‫‪ -‬تساعد اإلدارة العليا للمنظمات في اتخاذ القرارات في الوقت املناسب نتيجة توافر البيانات واملعلومات الدقيقة‬
‫والضرورية عند الحاجة إليها‪.‬‬
‫‪ -‬تلغي املستويات اإلدارية املتعددة في املنظمات بل يمكن القول أنه ال يوجد سوى مستوى إداري واحد متصل بالشبكة‬
‫وتصبح الشبكة هي اإلدارة‪.‬‬
‫‪ -‬تساهم في تحقيق التميز من خالل التقليل في وقت انجاز املعامالت وتكلفتها نتيجة الغاء التأخيرات واإلستغناء عن بعض‬
‫الخطوات واإلجراءات غير الضرورية أثناء العمل‪.‬‬

‫‪ - 25‬بلقاسمي مولود – مرجع سبق ذكره – ص ‪.270‬‬


‫‪ - 26‬بوزوالغ نور الدين‪ ،‬بن زعرور عمار – مرجع سبق ذكره – ص ‪.43‬‬

‫‪268‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫‪ -‬التقليل من حجم القوى العاملة غير الكفؤة في الوقت نفسه ثم إعادة تأهيل اآلخرين لغرض مواكبة التطورات الجديدة‬
‫التي طرأت على املنظمة‪.‬‬
‫‪ – 3 –1‬متطلبات تطبيق اإلدارة اإللكترونية ‪:‬‬
‫‪ -1-3-1‬املتطلبات اإلدارية ‪ :‬وتترجم في التحول إلى إدارة جديدة تساند التطوير‪ ،‬وتدعمه وتأخذ بكل ما هو جديد‬
‫ومستحدث‪ ،‬حيث يشار إلى ضرورة وجود قيادات إدارية‪ ،‬تتعامل بكفاءة وفعالية‪ ،‬داعمة ملطلب التغيير واإلبتكار من أجل‬
‫إعادة هندسة الثقافة التنظيمية للعاملين‪ .27‬لتطبيق اإلدارة اإللكترونية هناك جملة من املتطلبات اإلدارية الالزم توفرها‬
‫وتتمثل في النقاط التالية ‪28:‬‬

‫ـ وضع استراتيجيات وخطط التأسيس ‪ :‬يعد التخطيط أولى العمليات اإلدارية‪ ،‬حيث يتطلب وجود رؤية مستقبلية‬
‫واضحة حول ما يسمى بمشروع اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬هذا األخير الذي يتطلب تحديد منطلقاته وأبعاده واألهداف املرجوة‬
‫منه‪ ،‬مع تحديد األدوار التي يمكن أن يؤديها هذا املشروع بالنسبة لألفراد أو املنظمات أو للمجتمع ككل‪.‬‬
‫ـ القيادة والدعم اإلداري ‪ :‬تعد القيادة اإلدارية من أبرز العوامل التي من شأنها أن تساهم في تطبيق اإلدارة اإللكترونية‪،‬‬
‫وذلك ملا لها من قدرة على توفير البيئة املناسبة للعمل‪ ،‬فوجود القيادات الواعية املتحمسة يؤدي إلى تطوير العالقات بين‬
‫املنظمات اإلدارية املختلفة‪ ،‬إضافة إلى إيجاد الحلول الالزمة لتحسين الخدمة الوظيفية‪.‬‬
‫ـ متطلب اإلصالح اإلداري ‪ :‬إن تطبيق اإلدارة اإللكترونية يتوجب إحداث تغيير أو ما يسمى باإلصالح على املستوى اإلداري‪،‬‬
‫وذلك عن طريق إحداث وظائف إدارية جديدة تتالءم مع هذا األسلوب اإلداري الحديث‪.‬‬
‫ـ التثقيف‪ ،‬التعليم والتوعية ‪ :‬حيث أن للثقافة دورا بارزا في نشر حتمية تطبيق اإلدارة اإللكترونية في مختلف املستويات‬
‫باعتبارها مطلبا أساسيا للتحول نحو التكنولوجيا الجديدة‪ ،‬حيث يتطلب األمر زيادة الوعي بضرورة تضافر الجهود‪ ،‬وتعزيز‬
‫اإلستعداد النفس ي‪ ،‬إضافة إلى التعليم والتدريب من أجل مواجهة هذا التحول الجديد والتعامل مع التغيرات بشكل‬
‫مناسب‪.‬‬
‫ـ وضع األطر التشريعية وتحديثها وفق املستجدات ‪ :‬إن القوانين اإلدارية نشأت في بيئة تقليدية كانت مبنية على أساس‬
‫اإلنتقال واللقاء املباشر بين العامل وطالب الخدمة‪ ،‬وعليه فالتحول إلى تطبيق اإلدارة اإللكترونية يتطلب سن قوانين‬
‫جديدة تتماش ى وهذا األسلوب اإلداري‪ ،‬حيث يشمل إصدار تشريعات تتعلق بالسرية والخصوصية للبيانات املتداولة على‬
‫الشبكات‪ ،‬والحفاظ على حقوق امللكية الفكرية‪.‬‬
‫كما يجب توفير تشريعات جديدة تضبط أسلوب التعامل الجديد مع األوضاع التي نشأت الحاجة إليها‪ ،‬ومن املتطلبات‬
‫األساسية للعمل نذكر ‪29 :‬‬

‫‪ -‬تشريعات تنظم نشر املعلومات واملحافظة على األسرار‪.‬‬


‫‪ -‬تشريعات خاصة بتحديد رسوم استخدام املواقع اإللكترونية‪.‬‬
‫‪ -‬تشريعات خاصة بضمان حقوق جميع األطراف املعنية بالعمل اإللكتروني‪.‬‬
‫‪ -‬تشريعات خاصة بتجريم انتهاك سر التوقيع اإللكتروني‪.‬‬

‫‪ - 27‬حريزي منال‪ ،‬هامل مهدية – مساهمة اإلدارة اإللكترونية في تحسين أداء املوارد البشرية وترقية الخدمات بالجماعات املحلية‪ ( .‬بطاقة‬
‫التعريف البيومتري وجواز السفر البيومتري نموذجا ) – مجلة دراسات إنسانية واجتماعية – املجلد ‪ – 11‬العدد ‪ – 2022 – 01‬ص ‪.177‬‬
‫‪ - 28‬وهيبة حارش‪ ،‬سمير يوسف خوجة– مرجع سبق ذكره – ص ‪.171‬‬
‫‪ - 29‬فضيلة خلفون – دور اإلدارة اإللكترونية في تطوير أداء الجماعات املحلية بالجزائر – دكتوراه الطور الثالث في العلوم السياسية‪،‬‬
‫تخصص السلطة السياسية والحوكمة املحلية – جامعة صالح بوبنيدر – كلية العلوم السياسية ‪ -‬قسنطينة ‪ – 2020 – 03‬ص ‪.56‬‬

‫‪269‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫ـ تهيئة املنظمة لإلنتقال من نموذج األعمال التقليدية إلى نموذج األعمال اإللكترونية ‪ :‬إن تهيئة املنظمة إلكترونيا‬
‫اليمكن أن يتحقق من دون تغيير جوهري يتضمن أربعة مداخل متكاملة هي ‪:‬‬
‫‪ -‬تطوير وتطبيق إستراتيجية األعمال اإللكترونية‪.‬‬
‫‪ -‬تنمية املوارد اإللكترونية‪.‬‬
‫‪ -‬ابتكار الثقافة اإللكترونية‪.‬‬
‫‪ -‬استقطاب ورعاية صناع املعرفة‪.‬‬
‫ـ الهيكل التنظيمي ‪ :‬يتطلب تطبيق اإلدارة اإللكترونية إحداث تغيير على مستوى الهياكل التنظيمية التقليدية‪ ،‬التي كانت‬
‫في الغالب تأخذ الشكل الهرمي املالئم لطبيعة األعمال الصناعية‪ ،‬وعليه يتطلب األمر التحول إلى هياكل تنظيمية أكثر‬
‫مرونة كاملصفوفات والشبكات والخاليا الحية املرتبطة بنسيج االتصاالت‪ ،‬إضافة إلى ذلك يجب استحداث إدارات جديدة‪،‬‬
‫ودمج إدارات أخرى مع بعضها البعض‪ ،‬وإعادة اإلجراءات والعمليات الداخلية بما يكفل توفير الظروف املالئمة لتطبيق‬
‫إدارة إلكترونية تتميز بالكفاءة والفاعلية وسرعة اإلنجاز‪ ،‬وعليه تجدر اإلشارة إلى أن هذا التحول أو التغير يجب أن يكون‬
‫تدريجيا وعبر مراحل متعددة‪.‬‬
‫‪ -2-3-1‬املتطلبات البشرية ‪ :‬يعتبر العنصر البشري ذو أهمية بالغة في تطبيق اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬فهو املنشأ الرئيس ي لها‪،‬‬
‫كما أنه هو من قام بإكتشافها ومن ثم طورها وسخر لها جميع اإلمكانيات في سبيل تحقيق أهدافه‪ ،‬وعليه فتطبيق اإلدارة‬
‫اإللكترونية يتطلب تغييرات جذرية في نوعية العناصر البشرية املالئمة لها وهذا يعني بدوره ضرورة إعادة النظر بنظم‬
‫التعليم والتدريب‪ ،‬من أجل مواكبة أحدث التطورات بما في ذلك البرامج واألساليب واملناهج التعليمية والتدريبية على كافة‬
‫املستويات‪30.‬‬

‫‪ -3-3-1‬املتطلبات التقنية ‪ :‬والتي تتمثل في توفير البنية التحتية لإلدارة اإللكترونية ملواكبة زيادة الطلب على الخدمات‪،‬‬
‫حيث تشمل تطوير شبكة االتصاالت بحيث تكون متكاملة وجاهزة لإلستخدام‪ ،‬فهم واستيعاب الكم الهائل من االتصاالت‬
‫في آن واحد‪ ،‬توفير التكنولوجيا الرقمية املالئمة من تجهيزات وحاسبات مالية ومعدات وأنظمة قواعد البيانات‪ ،‬توفير‬
‫خدمات البريد اإللكتروني مع إتاحة كافة الخدمات لإلستخدام الفردي واملؤسساتي على أوسع نطاق‪31.‬‬

‫‪ -4-3-1‬املتطلبات االقتصادية واإلجتماعية ‪ :‬إذ تشمل العمل على خلق تعبئة اجتماعية مساعدة و مستوعبة لضرورة‬
‫التحول لإلدارة اإللكترونية‪ ،‬وعلى دراية كافية بمزايا تطبيق الوسائل التقنية في األجهزة اإلدارية‪ ،‬مع اإلستعانة بوسائل‬
‫اإلعالم التحسيسية الخاصة بنشر فوائد تطبيق اإلدارة اإللكترونية وبرمجة حصص تدريبية على استعمال اآلالت التقنية‬
‫في مختلف املستويات التعليمية ( ثقافة تكنولوجية )‪ ،‬مع ضرورة توفير املخصصات املالية الكافية لتغطية اإلنفاق على‬
‫املشاريع اإللكترونية دون إهمال اإلستثمار في ميدان تكنولوجيا املعلومات واإلتصال وإيجاد مصادر تمويل لها تمتاز‬
‫بالديمومة على املستوى املركزي واملحلي‪.‬‬
‫فمشروع اإلدارة اإللكترونية يحتاج إلى تمويل مادي يتالءم مع األسلوب التقني الحديث وتوفير كافة مستلزماته‪ ،‬إال أن‬
‫معظم اإلدارات والقطاعات الحكومية تعاني من النقص في اإلمكانيات املادية الالزمة ملثل هذه املشاريع‪ ،‬لذلك يستدعي‬
‫األمر تدعيم مالي من قبل مؤسسات فاعلة سواء عمومية أو خاصة وقيادات عليا قادرة على تحسين البنية التحتية‬
‫للشبكات واإلتصاالت وما يترتب عنها من متطلبات واحتياجات لدعم إنشاء املشروع‪32.‬‬

‫‪ - 30‬عبد الوهاب صخري‪ ،‬صفاء مباركي– مرجع سبق ذكره – ص ‪.242‬‬


‫‪ - 31‬املرجع السابق – ص ‪.243‬‬
‫‪ - 32‬نورة سليمان فيسة ‪ -‬مرجع سبق ذكره – ص ‪.558‬‬

‫‪270‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫‪ -5-3-1‬املتطلبات األمنية ‪ :‬تترجم في سرية املعلومات وحفظها وتخزينها إلكترونيا وذلك من خالل ‪33 :‬‬

‫‪ -‬وضع سياسات أمنية لتقنيات املعلومات بما فيها خدمة اإلنترنت‪.‬‬


‫‪ -‬وضع قوانين ولوائح تنظيمية وعقوبات أمنية التي تحد من السطو اإللكتروني‪.‬‬
‫‪ -4-1‬مبررات التحول نحو اإلدارة اإللكترونية ‪:‬‬
‫هناك الكثير من املبررات واألسباب التي جعلت العديد من الدول واملؤسسات تتسارع إلى تطبيق اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬من‬
‫بينها ما يلي ‪34:‬‬

‫‪ -‬اإلجراءات والعمليات املعقدة وأثرها على زيادة تكلفة األعمال؛‬


‫‪ -‬القرارات والتوجيهات الفورية والتي من شأنها إحداث عدم التوازن في التطبيق؛‬
‫‪ -‬العجز عن توحيد البيانات على مستوى املؤسسة؛‬
‫‪ -‬التطور السريع في أساليب وتقنيات األعمال؛‬
‫‪ -‬حتمية تحقيق اإلتصال املستمر بين العاملين على اتساع نطاق العمل؛‬
‫‪ -‬ازدياد املنافسة بين املؤسسات وضرورة وجود آليات للتميز داخل كل مؤسسة تسعى للتنافس‪.‬‬
‫‪ -5-1‬مراحل التحول نحو تطبيق اإلدارة اإللكترونية ‪:‬إن مرحلة التحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية يعتبر‬
‫نقلة نوعية في آليات العمل محفوفة بالكثير من املخاطر والصعوبات ‪.35‬قبل الشروع في تطبيق اإلدارة اإللكترونية يجب‬
‫مراعاة توفير الحاجة الفعلية ملثل هكذا مشاريع وكذلك مراعاة التكاليف ومدى توافق الخدمات املقدمة مع اإلدارة‬
‫اإللكترونية‪ ،‬وتالءم الثقافة التنظيمية في اإلدارة ومدى قابلية املواطن واملوظف لهذا التحول ‪.36‬تتمثل أهم مراحل التحول‬
‫نحو تطبيق اإلدارة اإللكترونية في ‪37 :‬‬

‫ـ إقراراإلدارة العليا بحتمية التغيير‪ :‬إذ ينبغي على املسؤولين باملنظمة – واملقصود هنا باإلدارة العليا رأس الهرم التنظيمي‬
‫– اإلقرار بضرورة التقدم والتغيير‪ ،‬وأن يكون لديهم القناعة التامة والرؤية الواضحة لتحويل جميع املعامالت الورقية إلى‬
‫إلكترونية‪ ،‬كي يقدموا الدعم الكامل واإلمكانيات الالزمة للتحول نحو تطبيق اإلدارة اإللكترونية‪.‬‬
‫ـ تدريب وتأهيل املوظفين ‪ :‬املوظف كمورد بشري يعتبر العنصر األساس ي والفاعل ضمن عملية التحول نحو تطبيق اإلدارة‬
‫اإللكترونية‪ ،‬لذا ال بد من تدريب املوارد البشرية على مختلف األنشطة واملهام اإللكترونية الحديثة والتي تعتمد على وسائل‬
‫اإلدارة اإللكترونية وأساليبها‪.‬‬
‫ـ توثيق وتطويرإجراءات العمل ‪ :‬من املعروف أن لكل منظمة مجموعة من العمليات اإلدارية أو ما يسمى بإجراءات العمل‪،‬‬
‫فبعض تلك اإلجراءات غير مدونة على األوراق‪ ،‬وأن بعضها اآلخر مدون منذ سنوات طويلة ولم يطرأ أي تطوير‪ ،‬لذا ال بد‬
‫من توثيق جميع اإلجراءات اإللكترونية وتطوير القديم منها كي تتوافق والتغيرات الحديثة لإلدارة اإللكترونية‪.‬‬
‫ـ توفير البنية التحتية لإلدارة اإللكترونية ‪ :‬يقصد بالبنية التحتية الجانب املحسوس من اإلدارة اإللكترونية واملتمثل في‬
‫تأمين أجهزة الحاسب اآللي وربط الشبكات الحاسوبية السريعة واألجهزة املرفقة معها وتأمين وسائل اإلتصال‬

‫‪ - 33‬حريزي منال‪ ،‬هامل مهدية ‪ -‬مرجع سبق ذكره – ص ‪.178‬‬


‫‪ - 34‬اعمر موالي‪ ،‬قادة يزيد ‪ -‬مرجع سبق ذكره – ص ‪.693‬‬
‫‪ -35‬قادة دليلة – اإلدارة اإللكترونية ودورها في تحسين الخدمة العمومية‪ ،‬دراسة حالة وزارة الداخلية والجماعات املحلية في الجزائر –‬
‫دكتوراه علوم – كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير والعلوم التجارية – جامعة الجزائر ‪ – 2018 – 3‬ص ‪.93‬‬
‫‪ -36‬خنافيف محمد – اإلدارة اإللكترونية آلية لتحسين أداء اإلدارات العمومية – دكتوراه – كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم‬
‫التسيير – جامعة البليدة ‪ – 2020 – 02‬ص ‪.89‬‬
‫‪ -37‬وهيبة حارش‪ ،‬سمير يوسف خوجة – مرجع سبق ذكره – ص ‪.178‬‬

‫‪271‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫الحديثة‪.‬وتأمين البنية التحتية الضرورية لربط كافة إدارات ومصالح الدولة بشبكة معلومات واحدة وتبادل املعلومات بين‬
‫مختلف الجهات‪38.‬‬

‫ـ البدء بتوثيق املعامالت الورقية القديمة إلكترونيا ‪ :‬املعامالت الورقية القديمة واملحفوظة في امللفات الورقية ينبغي‬
‫حفظها إلكترونيا بواسطة املاسحات الضوئية وتصنيفها ليسهل الرجوع إليها‪.‬‬
‫ـ البدء ببرمجة املعامالت األكثر إنتشارا ‪ :‬البدء باملعامالت الورقية األكثر إنتشارا في جميع األقسام وبرمجتها إلى معامالت‬
‫إلكترونية لتقليل إستخدام الورق‪.‬‬
‫‪ -6-1‬معوقات تطبيق اإلدارة اإللكترونية‪:‬‬
‫تعتبر التقنية اإللكترونية أحد املوارد األساسية للمنظمات للتأقلم مع طبيعة العصر الحالي‪ ،‬إال أن اإلدارة اإللكترونية‬
‫تواجه مجموعة من املعوقات التي تعرقل تطبيقها في املنظمات وهي كاآلتي ‪:‬‬
‫‪ -1-6-1‬املعوقات اإلدارية ‪ :‬وتتمثلفي ضعف اهتمام اإلدارة العليا بمتابعة تطبيق اإلدارة اإللكترونية وتعقد اإلجراءات‬
‫اإلدارية‪ ،‬وافتقار التشريعات واللوائح املنظمة لبرنامج اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬كذلك انعدام التخطيط والتنسيق على مستوى‬
‫اإلدارة العليا لبرامج اإلدارة اإللكترونية‪.‬‬
‫ومن أبرز املعوقات اإلدارية ما يلي ‪:‬‬
‫أ‪-‬الرؤية والهدف ‪ :‬إن معرفة الرؤية مهمة خصوصا عندما تكون املنظمة في حالة إنتقالية‪ ،‬فالعاملين بحاجة إلى معرفة‬
‫األهداف الرئيسية للمنظمة خصوصا رسالتها ورؤيتها‪ ،‬ألن لهذه الرسالة والرؤية تأثيرها على املنظمة حاضرا ومستقبال‪39.‬‬

‫ب‪ -‬التخطيط ‪ :‬بالرغم من أهمية التخطيط وما يحققه من مزايا للمؤسسات‪ ،‬إال أن معظم املؤسسات تعاني من‬
‫العشوائية في التخطيط وعدم اإلعتماد على خطط واستراتيجيات محكمة تساعدها على مواجهة التحديات والتغيرات‬
‫املتسارعة في جميع املجاالت واستيعاب التكنولوجية الحديثة‪.‬‬
‫ج‪ -‬ضرورة أن يكون هناك تخطيط استراتيجي لتكنولوجيا املعلومات في املؤسسات لكي تتمكن من تطوير ميزتها التنافسية‬
‫والحفاظ على مركزها ولتحقيق هذا الهدف يجب أن تقوم املؤسسات بالتفكير اإلبداعي ويتضمن ذلك بيئة العمل الحالية‬
‫وأهداف واستراتيجيات املؤسسة‪ ،‬وفهم قدرات النظام الحالي والتطلع لكيف يمكن لنظم املعلومات أن تنتج مميزات‬
‫مستقبلية للمؤسسة‪40.‬‬

‫‪ -2-6-1‬املعوقات التقنية ‪ :‬نقصد باملعوقات التقنية جميع العوامل واملؤثرات السلبية في املنظمات‪ ،‬التي تؤدي إلى الحد‬
‫من تطبيق اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬أو التأثير السلبي الذي يحول دون إنجاحها‪ ،‬ويمكن ذكر من تلك املعوقات ما يلي ‪41:‬‬

‫‪ -‬عدم وجود بنية تحتية متكاملة على مستوى الدولة‪ ،‬مع عدم جاهزية الكثير من املؤسسات الحكومية لعدم توفر‬
‫الشبكات اإلتصالية‪.‬‬
‫‪ -‬ارتفاع معدالت التغيير في تكنولوجيا االتصاالت واملعلومات بصورة مخيفة في الوقت الذي يميل فيه األفراد إلى‬
‫االستقرار النسبي‪.‬‬

‫‪ - 38‬خديجة شناف – نشر ثقافة اإلدارة اإللكترونية لتغيير مفاهيم اإلدارة التقليدية في الجماعات املحلية الجزائرية – مجلة العلوم‬
‫اإلنسانية لجامعة أم البواقي – املجلد ‪ – 8‬العدد ‪ – 1‬مارس ‪ – 2021‬ص ‪.19‬‬
‫‪ - 39‬بهلول خيرة – مدى مساهمة اإلدارة اإللكترونية في تحسين جودة الخدمات املصرفية – دكتوراه ل‪.‬م‪.‬د في علوم التسيير – كلية العلوم‬
‫االقتصادية‪ ،‬التجارية وعلوم التسيير – جامعة أحمد بن يحي الونشريس ي – تيسمسيلت – ‪ – 2022‬ص ‪.49‬‬
‫‪ - 40‬علي سايح جبور ‪ -‬مرجع سبق ذكره– ص ‪.12‬‬
‫‪ - 41‬بورحلة سعيدة – اإلدارة اإللكترونية املحلية في الجزائر‪ ،‬تطبيق النظام البيومتري على وثائق الهوية‪ ،‬بطاقة التعريف الوطنية وجواز‬
‫السفر الدولي – دكتوراه علوم – كلية العلوم السياسية والعالقات الدولية – جامعة الجزائر ‪ – 2021 – 3‬ص ‪.62‬‬

‫‪272‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫‪ -‬ارتفاع تكلفة تطوير النظم املعلوماتية في ظل قلة بيوت الخبرة واإلستشارات‪.‬‬


‫‪ -‬مشاكل الفقر املعلوماتي واملعرفي خاصة باللغات الوطنية‪.‬‬
‫‪ -‬عدم مواكبة املستجدات التقنية املستحدثة في الحاسب اآللي سواء من ناحية األجهزة أو أساليب وطرق التشغيل‬
‫والبرامج‪.‬‬
‫وتبعا لنقص اإلعتمادات وعدم تنصيب شبكات رقمية نوعية‪ ،‬لذلك سينعكس بشكل مباشر على نوعية الخدمات من‬
‫خالل محدودية إنتشار األنترنت وضعف تدفقها‪ ،‬فولوج عالم التحديث والعصرنة يتطلب توظيف اإلمكانيات التكنولوجية‬
‫الحديثة‪ ،‬وهو ما يجب أن تدركه الجهات املسؤولة بغرض تحسين نوعية الخدمة املقدمة للجمهور‪42.‬‬

‫‪ -3-6-1‬املعوقات البشرية ‪ :‬ففي ظل التوجه نحو تطبيق اإلدارة اإللكترونية وشيوع استخدام تكنولوجيا املعلومات‬
‫واإلتصاالت‪ ،‬يبقى املورد البشري في الكثير من اإلدارات العمومية محصورا في نطاق ضيق يقوم على أساس وممارسات‬
‫يغلب عليها الطابع التقليدي‪ ،‬الذي ال يتماش ى مع حجم ومستوى التطور الحاصل في املجال العلمي والتكنولوجي‪ ،‬وقد ينجر‬
‫عن ذلك العديد من املعوقات على غرار ‪43:‬‬

‫‪ -‬غموض املفهوم لدى الكثير من املسؤولين واملوظفين في مختلف اإلدارات العمومية‪ ،‬كما أن البعض منهم ال يعرف‬
‫ولم يسمع قط بمصطلح اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬مما يحتاج ذلك إلى توضيح وتوفير األرضية الفكرية له‪.‬‬
‫‪ -‬نقص في املوارد البشرية املؤهلة والقادرة على العمل في مجال تطبيق اإلدارة اإللكترونية‪.‬‬
‫‪ -‬ضعف الوعي الثقافي بتكنولوجيا املعلومات واإلتصاالت عند املواطنين واملوظفين على حد سواء‪.‬‬
‫‪ -‬قلة املوارد البشرية املكونة والقادرة على التعامل والتشغيل والصيانة لهذه التقنيات الجديدة واملعقدة املستخدمة‬
‫في تطبيق اإلدارة اإللكترونية‪.‬‬
‫‪ -‬عزوف الكفاءات املتميزة عن العمل في اإلدارات العمومية لقلة الحوافز وخاصة منها الداعمة إلنجاح عملية التحول‬
‫نحو اإلدارة اإللكترونية‪.‬‬
‫‪ -‬اإلنتشار الواسع لألمية في شكلها التقليدي أي الذين ال يفقهون القراءة والكتابة خاصة في املجتمعات النامية‪ ،‬فما‬
‫بالك بتقنيات اإلدارة اإللكترونية واألمية املعلوماتية (الجهل بأساليب التعامل بأجهزة الحاسوب والبرمجيات)‪.‬‬
‫‪ -‬مقاومة املوظفين للتغيير الحاصل في مجال الخدمات العمومية املتجهة نحو اإللكترونية في التقديم وهذا خوفا من‬
‫فقدان وظائفهم‪ ،‬ومن ذلك أيضا تنامي شعور بعض املديرين وذوي السلطة بأن التغيير يشكل تهديدا لسلطتهم‪.‬‬
‫‪ -4-6-1‬املعوقات املالية ‪ :‬إن مشروع مثل مشروع اإلدارة اإللكترونية يحتاج إلى أموال ضخمة تتالءم مع هذا األسلوب‬
‫التقني الحديث وتوفير كافة مستلزماته‪ ،‬لكن تعاني معظم املنظمات من النقص في اإلمكانيات املادية الالزمة ملثل هذه‬
‫املشاريع‪.44‬تتمثل مختلف املعوقات املالية لإلدارة اإللكترونية في الجوانب التالية ‪45:‬‬

‫‪ - 42‬وليد حسيني – اإلدارة اإللكترونية وطبيعة خدمات املرفق العمومي‪ ،‬دراسة حالة ‪ :‬بلدية املسيلة‪ ،‬والية املسيلة‪ ،‬من أكتوبر ‪ 2018‬إلى‬
‫أكتوبر ‪ – 2019‬دكتوراه الطور الثالث – كلية علوم اإلعالم واإلتصال – جامعة الجزائر ‪ -2020 – 3‬ص ‪.84‬‬
‫‪ - 43‬أحمد مسعود أسامة – عالقة املناخ التنظيمي بفعالية تطبيق اإلدارة اإللكترونية في اإلدارات العمومية الجزائرية‪ ،‬دراسة ميدانية على‬
‫موظفي املصالح البيومترية لدى البلديات‪ ،‬واليات شرق‪ ،‬وسط‪ ،‬غرب الجزائر – دكتوراه ل‪.‬م‪.‬د – كلية العلوم اإلنسانية واإلجتماعية –‬
‫جامعة البليدة ‪ – 2020 – 2‬ص ‪.323‬‬
‫‪ - 44‬تبون عبد الكريم – التحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية ‪ :‬املبررات واملعوقات – مجلة طبنة للدراسات العلمية األكاديمية‬
‫– املجلد ‪ – 04‬العدد ‪ – 2021 – 03‬ص ‪.77‬‬
‫‪ -45‬قاسيمي حورية – دور اإلدارة اإللكترونية في حماية املعلومات لدى اإلدارات العمومية في والية املدية – دكتوراه الطور الثالث – كلية‬
‫العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير – جامعة يحيى فارس باملدية – ‪ – 2021‬ص ‪.19‬‬

‫‪273‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫‪ -‬التكلفة املالية العالية لألجهزة اإلدارية اإللكترونية؛‬


‫‪ -‬قلة املوارد املالية الالزمة لتوفير البنية التحتية فيما يتعلق بشراء األجهزة والبرامج التطبيقية‪ ،‬ومجاالت تطوير‬
‫الحاسوب وإنشاء املواقع وربط الشبكات؛‬
‫‪ -‬ارتفاع تكاليف الصيانة ألجهزة الحاسوب والبرامج‪ ،‬مع نقص األيدي العاملة املاهرة في هذا املجال؛‬
‫‪ -‬محدودية املخصصات املالية الالزمة لتدريب العاملين في مجال نظم املعلومات واإلستعانة بخبرات معلوماتية في‬
‫ميدان تكنولوجيا املعلومات ذات كفاءة عالية‪ ،‬مع ارتفاع تكلفة استخدام األنترنت‪.‬‬
‫‪ – 2‬البيروقراطية ‪:‬‬
‫‪ -1-2‬تعريف البيروقراطية ‪:‬‬
‫تعتبر البيروقراطية من أبرز نظريات التنظيم التي استطاعت أن تؤسس دعائم الفكر اإلداري الحديث ‪ .46‬وتعتبر‬
‫البيروقراطية من أكثر املصطلحات التي تحمل أكثر من معنى وتعرف غموضا في اإلستخدام ‪.47‬‬
‫البيروقراطية‪ bureaucratie‬تعبير أوروبي األصل اشتق من كلمة ‪ bureau‬أي مكتب‪ .‬وكان يقصد بهذا التعبير في معناه‬
‫العلمي املحايد تسيير إدارات ومصالح الدولة عن طريق املكاتب‪ ،‬وذلك بأن يتم تنفيذ األعمال اإلدارية على أساس من التدرج‬
‫الرئاس ي وعلى أساس من التخصص وتقسيم العمل داخل الجهاز اإلداري طبقا لقواعد عامة وإجراءات محددة ومرسومة‬
‫سلفا‪ ،‬هذا هو مفهوم البيروقراطية النقية ‪ bureaucracy pure‬كما تصوره عالم االجتماع " ماكس فيبر " في محاولته وضع‬
‫نموذج لإلدارة الحسنة في املنظمات كبيرة الحجم كالجهاز الحكومي على سبيل املثال ‪.48‬‬
‫الفيلسوف األسكتالندي " توماس كارلي ‪ " Karli Thomas‬حيث وصف البيروقراطية بأنها نوع من أنواع األذى واإلزعاج الذي‬
‫دخل إلى إنجلترا من القارة األوروبية‪ ،‬أما الفيلسوف اإلنجليزي " جون ستيوارت ملز ‪ " John Stuart Mill‬فقد كتب عنها في‬
‫عام ‪ 1860‬حيث قال أنها نوع من العمل تمارسه جماعة من املوظفين اإلداريين املحترفين الذين يعملون مع الدولة ومع‬
‫كبرى املؤسسات الصناعية والتجارية‪.49‬‬
‫وقد أشار " كارل ماركس " ( ‪ ) 1883 – 1818‬إلى مفهوم البيروقراطية على أنها أداة أو وسيلة لسيطرة الطبقة البرجوازية‬
‫على الطبقة العمالية‪ ،‬كما أعتبرها شكال للسلطة عاما ومسيطرا في املجتمعات الرأسمالية بشكل واضح‪.50‬‬
‫تشير البيروقراطية إلى " جهاز من املوظفين أو تشير إلى النشاط الذي يباشره املوظفون العموميون لكي يعكس نظاما‬
‫إداريا محددا وموجها بطريقة عمل املكاتب"‪ .‬فهي بهذا املعنى تدل على أنها نسق عام ومنظم يعمل بداخله أفراد أو موظفون‬
‫عموميون يتحدد سلوكهم الداخلي والخارجي بقواعد قانون الوظيفة العمومية الذي تصدره الدولة‪.51‬‬

‫‪ - 46‬الهادي دوش – دور إعادة الهندسة اإلدارية في محاربة سلبيات البيروقراطية – مجلة البحوث والدراسات – العدد ‪ – 24‬صيف ‪– 2017‬‬
‫ص ‪.225‬‬
‫‪ -47‬كوري زهيرة – البيروقراطية والتحول الديمقراطي في الجزائر – دكتوراه – كلية العلوم السياسية – جامعة الجزائر ‪ – 2021 – 3‬ص ‪.38‬‬
‫‪ - 48‬إسماعيل سايحي‪ ،‬املكي دراجي – اإلدارة اإللكترونية بين مقتضيات الشفافية وإشكالية التخلص من البيروقراطية في األجهزة الحكومية –‬
‫مجلة العلوم القانونية والسياسية – املجلد ‪ – 12‬العدد ‪ – 02‬سبتمبر ‪ – 2021‬ص ‪.694‬‬
‫‪ - 49‬مفتاح حرشاو – الخدمة العمومية في الجزائر بين تعقيدات البيروقراطية وتحديات اإللكتروقراطية – مجلة البحوث السياسية واإلدارية‬
‫– العدد الثاني عشر – ‪ – 2018‬ص ‪.229‬‬
‫‪ - 50‬املرجع السابق – ص ‪.229‬‬
‫‪ - 51‬محمد بلعسل – تأثير الذهنية البيروقراطية التقليدية على السياسات االقتصادية في الجزائر ( ‪ – ) 2009 – 1999‬دكتوراه علوم – كلية‬
‫العلوم السياسية والعالقات الدولية – جامعة الجزائر ‪ – 2015 – 03‬ص ‪.38‬‬

‫‪274‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫إن كلمة البيروقراطية تعني وببساطة البناء االجتماعياملتسلسل إلدارة التنظيمات الضخمة بطريقة سليمة وبكفاءة‬
‫وفعالية وبطريقة غير شخصية‪ ،‬وهو يشير إلى التغيرات التي تحدث في املنظمات الرسمية بطريقة صحيحة لصنع القرارات‬
‫لتحقيق الكفاءة والفعالية ‪.52‬‬
‫كما أنها " بناء تنظيمي هرمي يتصف بالتحديد الدقيق لخطوط السلطة‪ ،‬والقواعد‪ ،‬واإلجراءات التي تحكم العمل‪.53‬‬
‫أما مدلولها السلبي فيتجه نحو تعريفها بكونها سلطة الجهاز اإلداري للدولة أو الحزب أو املؤسسة التي يتعسف موظفوها‬
‫في إستخدام السلطة بشكل روتيني وفي توظيفها في غير املهام املوكلة لها ‪.54‬‬
‫‪ -2-2‬نماذج البيروقراطية ‪:‬‬
‫‪ -1-2-2‬النموذج املثالي للبيروقراطية عند " ماكس فيبر" ‪Max Weber‬‬
‫ماكس فيبرالذي كان يعمل أستاذا في الجامعات األملانية‪ ،‬حيث كان فيبر بصفته عاملا اجتماعيا معنيا بالتعرف على آلية‬
‫تقدم املجتمعات ‪ .55‬ولقد عالج عالم االجتماع ماكس فيبر النظرية البيروقراطية كنظام عقالني يتناسب مع املجتمع‬
‫الصناعي في العالم الغربي‪ .‬وقد أثبت فيبر بعض الخصائص األساسية للنظام البيروقراطي في املنظمات املدنية والعسكرية‬
‫والدينية والصناعية التي يحتويها املجتمع الغربي والتي ال غنى ألي منظمة عنها‪ .56‬إن تحليل البيروقراطية في العلوم‬
‫االجتماعية بدأ مع ماكس فيبر ‪.57‬‬
‫يعتبر ماكس فيبر ( ‪ ) 1920 – 1864‬األملاني الجنسية‪ ،‬رائدا لهذه النظرية‪ ،‬وكان هدفه من وضعها هو تحديد مجموعة‬
‫من القواعد واملبادئ اإلدارية الالزمة لتنظيم سير العمل في املنظمات اإلدارية الكبيرة واألجهزة الحكومية‪ ،‬وقد برز اهتمامه‬
‫بهذه النظرية في قوله إن املؤسسات الحكومية الضخمة تحتاج إلى نظام إداري يضمن الدقة في العمل وإحكام السيطرة‬
‫على تنفيذ األعمال مع تحقيق الكفاءة اإلنتاجية‪ ،‬وقد مرت فترة كان التطبيق الس يء ملفاهيم النظرية ذا أثر على تشويه‬
‫سمعة ومفاهيم البيروقراطية كالبطء في األداء‪ ،‬والتعقيد في معالجة املشكالت اإلدارية وغيرها‪ ،‬ونظرية البيروقراطية كما‬
‫وضعها ماكس فيبر بريئة من هذه اإلتهامات‪ ،‬فاملعنى العلمي لنظرية البيروقراطية يشير إلى مجموعة من املبادئ واألسس‬
‫اإلدارية القادرة على ضبط األمور بدقة في املؤسسات الكبيرة مثل األجهزة الحكومية‪.58‬‬
‫وفيما يأتي شرح ألهم املبادئ واملفاهيم اإلدارية التي تضمنتها نظرية البيروقراطية اإلدارية ملاكس فيبر ‪:59‬‬
‫‪ -1‬عدم التحيز ‪ :‬إن القوانين واللوائح جميعها يجب أن تنفذ بطريقة غير شخصية على اعتبار أن خدمة املتعاملين مع‬
‫املنظمة هي الهدف األساس ي للمنظمة‪.‬‬

‫‪ - 52‬بوسام بوبكر – التنظيمات البيروقراطية وإشكالية التنظيم اإلداري في الدول النامية – مجلة الحقوق والعلوم اإلنسانية – العدد ‪– 22‬‬
‫املجلد الثاني – ‪ – 2015‬ص ‪.131‬‬
‫‪ - 53‬املرجع السابق – ص ‪.131‬‬
‫‪ - 54‬بن صديق محمد – عصرنة الجماعة اإلقليمية في الجزائر بين حتمية التحديث وتحديات املمارسات البيروقراطية – مجلة صوت‬
‫القانون – املجلد السادس – العدد ‪ – 02‬نوفمبر ‪ – 2019‬ص ‪.961‬‬
‫‪ - 55‬محمد قاسم القريوتي – نظرية املنظمة والتنظيم – الطبعة الثالثة – دار وائل للنشر والتوزيع – عمان – األردن – ‪ – 2008‬ص ‪.79‬‬
‫‪ - 56‬محمود سلمان العميان – السلوك التنظيمي في منظمات األعمال – الطبعة السادسة – دار وائل للنشر والتوزيع – عمان – األردن –‬
‫‪ – 2013‬ص ‪.43‬‬
‫‪- Madeleine Péron – La bureaucratie est-elle efficace ? - revue Regards croisés sur l'économie - n° 18 - 57‬‬
‫‪2016/1 – p 119.‬‬
‫‪ - 58‬ماجد عبد املهدي املساعدة‪ ،‬خالد عبد الوهاب الزيديين‪ ،‬حسين عليان الهرامشة‪ ،‬علي فالح املناصير – مبادئ علم اإلدارة – الطبعة‬
‫األولى – دار املسيرة للنشر والتوزيع والطباعة – عمان – األردن – ‪ – 2013‬ص ‪.63‬‬
‫‪ - 59‬ماجد عبد املهدي مساعدة – إدارة املنظمات‪ ،‬منظور كلي – الطبعة الثانية – دار املسيرة للنشر والتوزيع والطباعة – عمان – األردن –‬
‫‪ – 2015‬ص ‪.59‬‬

‫‪275‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫‪ -2‬تقسيم األعمال وتنميطها ‪ :‬يجب أن تقسم األعمال وأن تنمط وفق اإلختصاصات‪ ،‬ولكي يتم إنجاز هذا التقسيم ال بد‬
‫من تحليل األعمال إلى عناصرها كما يجب أن توضع معايير لتقدير مدى كفاءة إنجاز كل جزء من األجزاء التي تم تقسيم‬
‫األعمال إليها وفاعليته دون اعتبار للشخص الذي يقوم بالعمل‪ ،‬وبالتالي يساعد على تالفي تدخل النواحي الشخصية في‬
‫العمل ويقلل من الحاجة إلى أشخاص معينين وبحد ذاتهم إلنجاز العمل‪ ،‬ألن التركيز هنا ينصب على الوظيفة ال على‬
‫املوظف‪.‬‬
‫‪ -3‬تدرج الوظائف في مستويات السلطة ‪ :‬إن الوظائف ليست مقسمة وفق اإلختصاصات فقط وإنما هي مدرجة وفق سلم‬
‫خاص للسلطات‪ ،‬حيث يتم تنظيم املنظمة على شكل هرم يطلق عليه مصطلح الهيكل التنظيمي‪.‬‬
‫‪ -4‬استخدام الخبراء ‪ :‬إن التنظيم البيروقراطي مبني على أساس استخدام الخبراء حيث يتم استخدام األشخاص بناء على‬
‫مؤهالتهم وخبرتهم‪.‬‬
‫‪ -5‬القواعد والتعليمات ‪ :‬تدل القواعد والتعليمات بشكل دقيق على ماهية الوظيفة وعلى من هم الرؤساء واملرؤوسون‬
‫بالنسبة لكل وظيفة من الوظائف وكيفية أداء تلك الوظيفة‪.‬‬
‫ومن الفوائد التي تنتج عن وضع األنظمة والقواعد والتعليمات ‪:‬‬
‫أ‪ .‬الوحدة وعدم التباين في أداء األعمال املتشابهة‪.‬‬
‫ب‪ .‬عدم التحيز في املعاملة‪.‬‬
‫ج‪ .‬تحمي املرؤوس من تعسف الرئيس‪.‬‬
‫‪ -6‬التدوين الكتابي ‪ :‬يجب إصدار األوامر والقرارات والتعليمات بشكل كتابي واإلحتفاظ باألوراق واملستندات الخاصة‬
‫باملنظمة جميعها‪ ،‬وذلك لكي تكون القواعد واإلجراءات والتعليمات الرسمية جميعها عامة ومستقرة‪.‬‬
‫‪ -7‬وجود نظام الخدمة ‪ :‬لكل منظمة بيروقراطية نظام خدمة‪ ،‬وكادر‪ ،‬وسلم رواتب للعاملين فيها‪ ،‬وهدف هذا النظام هو‬
‫تشجيع العاملين على البقاء في الخدمة وعدم ترك املنظمة‪.‬‬
‫‪ -8‬التفريق بين دور املوظف الرسمي وعالقاته الشخصية ‪ :‬ينصب االهتمام على دور املوظف الرسمي ويتم التمييز بين دوره‬
‫كموظف يقوم بواجبه وبين عالقاته الشخصية‪ ،‬ويطلب من املوظف عدم ترك عالقاته الشخصية تؤثر على موضوعيته‬
‫في تأديته لواجباته‪.‬‬
‫‪ -9‬السرية ‪ :‬يجب أن يراعي أكثر ما يمكن السرية واإللتزام بها في أعمال املنظمة وتتفاوت أهمية هذا العنصر بتفاوت طبيعة‬
‫عمل املنظمة فتبلغ أقص ى درجاتها في املنظمات العسكرية وأجهزة األمن‪.‬‬
‫تقييم البيروقراطية ‪ :‬ومن أهم األخطاء التي تنتج عند التطبيق العملي للنظام البيروقراطي ما يلي ‪:60‬‬
‫‪ – 1‬الوسائل تصبح غايات ‪ :‬إن الوسائل تصبح غايات في معظم األحيان فتفقد األهداف الحقيقية أهميتها‪ ،‬وتصبح‬
‫الوسائل املتبعة لتحقيق هذه األهداف غايات في حد ذاتها‪.‬‬
‫‪ – 2‬الجمود وعدم املرونة ‪ :‬التمسك بحرفية األنظمة والتعليمات يجعل املنظمة غير قادرة على مواجهة الحاالت الطارئة‬
‫ومراعاة الظروف الخاصة‪ ،‬وهذا الجمود ينتج عن إحجام املوظفين عن استعمال اجتهاداتهم الشخصية في تطبيق القواعد‬
‫واألنظمة‪.‬‬
‫‪ – 3‬الروتين ‪ :‬الروتين هو التفصيالت الدقيقة الواجب إتباعها لتنفيذ عمل ما خاصة في األعمال التي يتكرر حدوثها وقد‬
‫وضعت هذه التفصيالت ‪:‬‬
‫أ‪ .‬لضمان تنفيذ العمل في كل مرة تنشأ فيها الحاجة للقيام به بالطريقة نفسها التي نفذ بها العمل في املرة السابقة‪.‬‬

‫‪ - 60‬ماجد عبد املهدي املساعدة‪ ،‬خالد عبد الوهاب الزيديين‪ ،‬حسين عليان الهرامشة‪ ،‬علي فالح املناصير – مرجع سبق ذكره – ص ‪.66‬‬

‫‪276‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫ب‪ .‬لضمان املوضوعية في تنفيذه‪.‬‬


‫‪ – 4‬املظاهر والرموز ‪ :‬يميل املوظفون إلى رفع مستوياتهم في أعين الجمهور عن طريق التمسك باملظاهر الخارجية ( الرموز‬
‫) ومحاولة تحسينها‪.‬‬
‫‪ – 5‬مقاومة التغيير ‪ :‬يتشبث كثير من املوظفين بمراكزهم ورموزها ويقاومون أي محاولة للمساس بها أو إدخال أي تغيير‬
‫عليها أو نقلهم منها‪ ،‬وهذا التمسك يخلق الصراع داخل املنظمة‪ ،‬وينتج عنه انشغال املوظف وإضاعة وقته بمحاوالت البقاء‬
‫على وضعه الحالي‪ ،‬ومقاومة أي تغيير ال يعده في صالحه بدال من االنصراف ألداء واجباته‪.‬‬
‫‪ – 6‬املرض البيروقراطي ‪ :‬يتطور الوضع في كثير من األحيان إلى التطرف في التمسك بقواعد البيروقراطية والتزمت في‬
‫تطبيقها نتيجة لإلستمتاع بممارسة السيطرة والتحكم‪.‬‬
‫‪ -2-2-2‬البيروقراطية الحديثة ‪:‬‬
‫لقد انطلقت معظم الدراسات الحديثة للبيروقراطية من حقيقة نموذج فيبر في بناء املنظمة وما يخلقه ذلك النموذج‬
‫من ابتعاد املستويات اإلدارية الدنيا عن مراكز اتخاذ القرار‪ ،‬والذي يؤدي بدوره إلى جمود سلوك املنظمة ويقود بالتالي إلى‬
‫البطء في اتخاذ القرار‪ ،‬واستنزاف أوقات أطول في الوصول إلى القرارات التي أراد لها ماكس فيبر أن تكون مثالية في تحقيق‬
‫أهداف املنظمة‪ .‬كما قدمت نماذج نظرية تستند أساسا إلى النموذج املثالي لفيبر‪ ،‬ولكن مع مراعاة التعديالت املطلوبة‪،‬‬
‫ولتفادي بعض االنتقادات التي وجهت إليه‪ .‬ومن أشهر النماذج التي جرت صياغتها في هذا املضمار ثالثة وهي لكل من ‪:‬‬
‫مرتون‪ ،‬وسلزنك‪ ،‬وكولدنر‪.‬‬
‫أ – نموذج مرتون ‪:‬‬
‫توجه روبرت مرتون ( ‪ ) 1940‬لدراسة النموذج الفيبري من خالل نموذج خاص طرحه ملعالجة بعض أوجه القصور في‬
‫نموذج فيبر‪ .‬وقد انطلق من األثار السلبية لتعليم املنظمة ‪ :‬حيث يعمم أعضاء املنظمة االستجابة التي سبق لهم تعلمها‪،‬‬
‫في مواقف كانت فيها تلك االستجابة مناسبة‪ ،‬على مواقف مشابهة‪ ،‬مما يؤدي إلى نتائج غير متوقعة وغير مرغوبة من قبل‬
‫املنظمة‪.‬‬
‫ويبدأ النموذج ب " مطلب للرقابة " صادر عن اإلدارة العليا في هرمية املنظمة‪ ،‬يأخذ شكل " التوكيد على السلوك املمكن‬
‫االعتماد عليه "‪ ،‬أي جعله سلوكا رشيدا صالحا لالعتماد عليه‪ ،‬مما يعكس حاجة اإلدارة العليا للمساءلة والتزام العضو‬
‫بسلوك معين‪ .‬وقد اطلق على األساليب املستخدمة لضمان تنميط السلوك " النموذج اآللي " للسلوك اإلنساني‪ ،‬وهكذا‬
‫يجري العمل بقواعد وإجراءات رسمية‪ ،‬وتتحول الرقابة إلى عملية التأكد من أن تلك اإلجراءات مطبقة وملتزم بها‪.‬‬
‫وتنشأ من " التوكيد على السلوك املمكن االعتماد عليه " واألساليب املستخدمة لدراسته تعتمد ثالثة نتائج هي ‪:61‬‬
‫‪ – 1‬تقليص حجم العالقات الشخصية‪ ،‬وتحول العالقات في اإلطار البيروقراطي إلى عالقات بين املكاتب أو املواقع‬
‫الوظيفية‪.‬‬
‫‪ – 2‬زيادة تقبل أعضاء املنظمة للقواعد واإلجراءات الرسمية والتزامهم بها في تصرفاتهم اليومية‪.‬‬
‫‪ – 3‬زيادة استعمال أسلوب " التبويب " في اتخاذ القرارات‪ ،‬حيث يجري تضييق أبواب التصرف أو مجاالته إلى عدد صغير‪،‬‬
‫واملبادرة إلى تطبيق أكثر القواعد صلة بالقرار‪ ،‬بدون جهد للبحث عن بدائل أخرى‪ ،‬مما يعني تبويب البدائل في قلة محدودة‬
‫والحد من عملية البحث عن البدائل‪.‬‬
‫ب – نموذج سلزنك ‪:‬‬

‫‪ - 61‬خليل محمد حسن الشماع‪ ،‬خضير كاظم حمود – نظرية املنظمة – الطبعة الثالثة – دار املسيرة للنشر والتوزيع والطباعة – عمان –‬
‫األردن – ‪ – 2007‬ص ‪.38‬‬

‫‪277‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫في حين أكد مرتون على القواعد الرسمية كاستجابة ملطلب الرقابة‪ ،‬فإن سلزنك ( ‪ ) 1949‬أكد على تخويل السلطة ( أو‬
‫الصالحية ) في مجال دراسته للنتائج غير املتوقعة‪ .‬وقد تبلور نموذجه بوجه خاص من دراسته لتجربة " سلطة وادي تنس ي‬
‫" في الواليات املتحدة األمريكية‪.‬‬
‫يبدأ النموذج بمطلب الرقابة من قبل اإلدارة العليا في املنظمة‪ ،‬ويؤدي ذلك إلى زيادة تخويل الصالحيات‪ .‬غير أن للتخويل‬
‫عدد من النتائج املباشرة‪.62‬‬
‫‪ – 1‬زيادة تدريب املوظفين في مجاالت متخصصة‪ ،‬حيث أن تركيز اهتمام املوظف بعدد محدود من املشكالت يدعم قدرته‬
‫على معالجتها‪.‬‬
‫‪ – 2‬زيادة الفارق بين أهداف املنظمة ومنجزاتها املتحققة‪ ،‬مما يعزز الحاجة إلى املزيد من التخويل لغرض زيادة فاعلية‬
‫املنظمة وكفاءتها‪.‬‬
‫‪ – 3‬زيادة االهتمام بتجزئة املنظمة إلى تقسيمات‪ ،‬وبالتالي زيادة توجه املوظفين نحو التقسيم الذي ينتمون إليه‪ ،‬فيرتبطون‬
‫بأهدافه الجزئية لدرجة أكبر من االرتباط باألهداف العامة للمنظمة‪ ،‬أو بدرجة إسهامهم في تحقيقها‪.‬‬
‫‪ – 4‬يتزايد االهتمام بتجزئة املصالح الفردية‪ ،‬بسبب التدريب املتخصص والتخويل‪ .‬كما أن التدريب املتخصص يزيد من‬
‫كلف تبديل املوظفين‪ ،‬ويؤدي ضمنا‪ ،‬إلى زيادة االهتمام باألهداف الجزئية لتقسيمات املنظمة‪.‬‬
‫‪ – 5‬تؤدي تجزئة املصالح إلى الصراع بين وحدات املنظمة وإلى نشوء الصراع بين أعضائها‪ ،‬ولذلك فمحتوي القرارات في‬
‫املنظمة يعتمد بشكل متزايد على االستراتيجيات الداخلية‪ ،‬خاصة إذا كان هناك تقبل محدود لألهداف العامة للمنظمة‬
‫من قبل أعضائها‪.‬‬
‫‪ – 6‬يؤدي التباعد بين األهداف العامة للمنظمة وبين منجزاتها الفعلية إلى اندفاع اإلدارة العليا نحو املزيد من تخويل‬
‫الصالحيات لغرض تحقيق النتائج املتوقعة‪ ،‬غير أن ذلك يقود إلى املزيد من النتائج غير املتوقعة‪ ،‬وهكذا تتكرر العملية‪.‬‬
‫ج – نموذج كولدنر‪:‬‬
‫اهتم كولدنر ( ‪ ) 1954‬بكل من مطلب الرقابة من قبل اإلدارة العليا وبالنتائج غير املتوقعة للقواعد‪ ،‬خاصة وأن القواعد‬
‫الزمة لصيانة توازن املنظمة البيروقراطية‪ .‬غير أن االعتماد على الرقابة بهدف املحافظة على توازن نظام فرعي في املنظمة‬
‫يؤدي إلى االخالل بالنظام األكبر‪ ،‬ويولد نتائجا مرتجعة تعود ثانية على النظم الفرعية ويعمل نموذج كولدنر على الوجه‬
‫اآلتي ‪:63‬‬
‫‪ – 1‬يدفع مطلب الرقابة من قبل اإلدارة العليا في املنظمة البيروقراطية إلى وضع اإلجراءات الرسمية التي تنظم العمل‬
‫ويؤدي ذلك إلى تقليل ظهور عالقات القوة داخل الجماعة‪.‬‬
‫‪ – 2‬تتفاعل الفروقات في السلطة داخل جماعة العمل مع درجة االعتقاد بضرورة عدالة املعايير‪ ،‬وتميل الجماعة لقبول‬
‫سلطة املشرفين‪ ،‬مما يقلل من التوتر‪ ،‬وزيادة التوجه نحو تدعيم القواعد الرسمية‪.‬‬
‫‪ – 3‬تتحول األدوار املحددة ألعضاء املنظمة‪ ،‬في إطار القواعد الرسمية‪ ،‬إلى نمط يمثل الحد األدنى من األداء املطلوب‪ ،‬مما‬
‫يعني انخفاض اإلنجاز الفعلي عن املمكن إنجازه‪ ،‬فالقواعد‪ ،‬بتحديدها للحد األدنى من األداء‪ ،‬توسع من معرفة األعضاء‬
‫بتلك الحدود الدنيا‪.‬‬
‫‪ – 4‬يؤدي تعيين الحد األدنى من األداء املسموح به إلى حصول فوارق بين األهداف العامة للمنظمة وبين منجزاتها الفعلية‪.‬‬
‫وهذا يخلق الشعور بالفشل لدى اإلدارة العليا‪ ،‬أي إلى عدم التوازن في النظام األكبر‪.‬‬

‫‪ - 62‬املرجع السابق – ص ‪.40‬‬


‫‪ - 63‬املرجع السابق – ص‪.42‬‬

‫‪278‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫‪ – 5‬كاستجابة لعدم التوازن املذكور‪ ،‬تندفع اإلدارة العليا إلى ممارسة الدقة في اإلشراف وإلى أحكامه في إطار النموذج اآللي‬
‫للمنظمة‪.‬‬
‫‪ – 6‬يؤدي أحكام اإلشراف إلى بروز مظاهر عالقات القوة‪ ،‬وإلى زيادة مستوى التوتر في جماعة العمل‪ ،‬مما يؤدي إلى االخالل‬
‫بتوازنها الذي سبق أن حققته في ظل القواعد السابقة وهكذا فدقة االشراف هي دالة من السلطوية في االشراف‪.‬‬
‫‪ -3-2-2‬البيروقراطية الجديدة ‪:‬‬
‫إن تركيز البيروقراطية على الجانب الستاتيكي الرسمي املستقر للتنظيم املغلق جعلها تغفل الجانب الديناميومشكالت‬
‫الصراع والتغير‪.‬‬
‫أ –الروتين والحلقة الجهنمية‪ ،‬ميشال كروزيي ‪:‬‬
‫يعتبر من بين السوسيولوجيين املعاصرين والذين حاولوا دراسة البيروقراطية وعالقات السلطة‪ ،‬بهدف تفسير مشكل‬
‫الصراع في العالقات االجتماعية واملهنية داخل النسق االجتماعي أو التنظيمات‪ ،‬ومنه تعد اسهاماته ذات أهمية قصوى‬
‫ألنها تتعرض بالتحليل ملسألة السلطة في الظاهرة البيروقراطية وهي قضية جوهرية كما هو معروف‪.64‬‬
‫‪ – 1‬مصدرالروتين والجمود ‪ :‬رأى كروزيي أن مصدر الروتين والجمود ليس الفرد ولكن تأثير جماعة العمل وظروف العمل‪،‬‬
‫حيث ومن خالل الحراك املنهي والتوظيف فكل وافد جديد فور التحاقه بمكان وجماعة عمل سيواجه بتقاليد وعادات‬
‫معينة اتفقت عليها الجماعة وتبنتها‪ ،‬وعليه يكون الوافد الجديد أمام موقفين إما اإلذعان لنمط تقاليد الجماعة لكي يلقى‬
‫قبولها وإما أن يقاوم هذه التقاليد بمعنى يقاوم الجماعة وهذا ما ال يستطيع الفرد تحمله والنتيجة النهائية هي قبوله‬
‫لتقاليدها كمرجع لسلوكه التنظيمي لتزداد قائمة الروتين بآخر وهكذا‪.‬‬
‫‪ – 2‬مشكلة الروتين والجمود في األجهزة البيروقراطية ‪:‬الروتين من املفاهيم الشائعة التي تعكس جمود وتعقد القواعد‬
‫واإلجراءات في التنظيمات البيروقراطية‪ ،‬وتتجلى اثار الجمود والروتين في انفصال األفراد وانعزالهم عن بعضهم بسبب‬
‫سطوة متغيرات كالتخصص وتقسيم العمل وال شخصية العالقات‪ ،‬ما يكرس طغيان الفردية واالنانية على حساب معاني‬
‫التعاون والصداقة في اطار الجماعة‪ ،‬ما يؤدي في النهاية إلى اإلحباط وعدم شعور العاملين باالنتماء إلى تنظيم موحد‬
‫فتتضرر مستويات أداء األعمال وتتراجع إنتاجية املنظمة‪ ،‬وحيث أن املنطق البيروقراطي في هذا الوضع هو ضخ مزيد من‬
‫اللوائح والقواعد لتعزيز الرقابة التي بدورها تؤكد شعور االفراد باالستغالل ومن ثم تنمية الرغبة على مقاومتها واالفالت‬
‫منها‪ ،‬وهكذا ستظل البيروقراطية عوض أن تصحح قصورها تعيد انتاج نفسها‪ .‬ومنه خلص كروزيي الذي ربط بين تطور‬
‫البيروقراطية وتضاؤل الحرية الفردية إلى أن مقاومة األفراد للتعقيد والروتين وللهرمية يؤدي إلى ردود فعل تنظيمية تنجم‬
‫عنها بيروقراطية أشد وأعقد وهكذا‪...‬وهي الحلقة الجهنمية للبيروقراطية حسب تعبيره‪.‬‬
‫ب – أنماط الشخصية البيروقراطية‪ ،‬دونز‪:‬‬
‫إن االسهام األساس ي ألفكار دونز في اطار ما يعرف بالنظرية البيروقراطية الجديدة التي تعكس اثر الدراسات السلوكية‬
‫أنها اقحمت العنصر اإلنساني والسلوك البشري كمتغير أساس ي من محددات السلوك التنظيمي‪ ،‬وتشير إلى قضية غاية‬
‫في األهمية‪ ،‬إذ تفترض بان هناك اختالفا أساسيا في دوافع واتجاهات وميول العاملين بالتنظيمات البيروقراطية‪ ،‬وان‬
‫االختالفات والفروق الفردية والتباين في تركيبتهم النفسية واالجتماعية بصفة عامة تنعكس على السلوك اإلنساني داخل‬
‫التنظيم‪ ،‬وعليه فالنظرية الجديدة ترفض مقولة ان هناك نمط من السلوك البيروقراطي ينطبق على كل األعضاء بال‬

‫‪ - 64‬العايب كمال‪ ،‬قيرة إسماعيل – دالالت وأبعاد الظاهرة البيروقراطية في سوسيولوجيا التنظيمات – مجلة املعيار – مجلد ‪ – 25‬العدد‬
‫‪ – 2021 – 62‬ص ‪.771‬‬

‫‪279‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫تفرقة وبالتالي إمكانية مراقبته والتحكم فيه والتنبؤ به‪ ،‬حيث تفرق النظرية الجديدة بين خمسة أنواع من‬
‫البيروقراطيين‪:65‬‬
‫‪ -‬املتسلقون ‪ :‬افراد يسعون الى تحقيق مكانة مرموقة وامتيازات مادية ومعنوية متعاظمة وعليه يركزون اهتمامهم عبر‬
‫االتصاالت والعالقات الغير رسمية للحصول على القوة والدخل السريع والسلطة وبالتالي تتشكل تصرفاتهم وانماط‬
‫سلوكهم تبعا لهذه املفاهيم والقيم التي يؤمنون بها‪.‬‬
‫‪ -‬املحافظون ‪ :‬يقدسون السهولة في العمل واألمن والضمان‪ ،‬وبذلك فأقص ى ما يسعون اليه هو املحافظة على القدر املتاح‬
‫من القوة أو الهيبة الذي يحصلون عليه فعال وال يسعون إلى زيادته أو تعظيمه كما يحاول املتسلقون‪.‬‬
‫‪ -‬املتحمسون ‪ :‬ويخلص هؤالء لسياسة أو مفهوم أو مبدأ محدد وبالتالي فهم يسعون الى القوة والسيطرة كوسيلة وهدف في‬
‫نفس الوقت لتحقيق السياسات أو املبادئ التي يؤمنون بها‪.‬‬
‫‪ -‬امللتزمون ‪ :‬يكون اخالصهم ملبادئ أعم‪ ،‬إذ يسعون للنفوذ والقوة رغبة منهم في بسط تأثيرهم على التنظيم ككل‪.‬‬
‫‪ -‬السياسيون ‪ :‬وهؤالء يبدون اهتماما باملشاكل العامة للمجتمع وبالتالي ال يحصرون تفكيرهم في حدود التنظيم فقط‪،‬‬
‫وإنما يحاولون توجيه رسالة وسياسات التنظيم باتجاه الصالح العام خدمة للمجتمع‪.‬‬
‫وبالنظر لهذه االختالفات الفردية التي هي من صميم الطبيعة اإلنسانية‪ ،‬تبنى دونز فكرة انخفاض القدرة الرقابية على‬
‫األفراد البيروقراطيين باعتبار تعدد أنماط الشخصية في مقابل الشخصية البيروقراطية الواحدة والتي يمكن مراقبتها‬
‫والتنبؤ والتحكم في سلوكها‪ ،‬وعليه افترضدونز انه اذا كانت الغالبية من شاغلي املناصب القيادية بالتنظيم البيروقراطي‬
‫ذات نوعية معينة من حيث الشخصية والسلوك فان هذه النوعية ستنسحب على السلوك التنظيمي للنظام ككل في‬
‫الغالب‪ ،‬كما آمن دونز ان التنظيم في الحقيقة هو نظام مفتوح يميل بطبيعته على النمو والتوسع لدرجة أن أسباب نمو‬
‫أو إنهيار النظام البيروقراطي مرجعها إلى عوامل خارجية باألساس وليست داخلية كما ذهب فيبر‪.‬‬
‫خاتمة ‪:‬‬
‫تعد اإلدارة اإللكترونية كمنظومة لألعمال واألنشطة املنفذة عبر الشبكات‪ ،‬وذلك من خالل تحسين نوعية خدماتها‬
‫وترقيتها‪ ،‬والسعي إلى عصرنة إدارتها وتطوير خدماتها العمومية بأسلوب جديد ومعاصر لتقديم أفضل الخدمات للزبون‬
‫بشكل الئق‪ ،‬في كل وقت ومن أي مكان مع أقل التكاليف واملعاناة‪ ،‬مما يولد الثقة بين الزبون واإلدارة‪.‬‬
‫تبني آخر التطبيقات املتعلقة باإلدارة اإللكترونية‪ ،‬يسهم في تقديم خدمات ومنتجات بجودة عالية‪ ،‬وبتكلفة أقل وفي وقت‬
‫وجيز‪ ،‬وهذا ما تسعى إليه كل املنظمات‪ ،‬وبالتالي تحقيق الفعالية والكفاءة املطلوبة واملرجوة‪.‬‬
‫من خالل هذه الدراسة تم التوصل إلى مجموعة من النتائج يمكن توضيحها على النحو اآلتي ‪:‬‬
‫‪ -‬إن من أهم اإليجابيات التي تساهم اإلدارة اإللكترونية في تحقيقها هو سرعة الرجوع للبيانات املحفوظة والحصول عليها‬
‫في أي زمان ومكان‪ ،‬مع توفير الكثير من الوقت للعاملين‪ ،‬مما يزيد من كفاءة العمل اإلداري‪.‬‬
‫‪ -‬اإلدارة اإللكترونية تمثل آلية هامة في بناء وترقية األعمال اإلدارية بما يحقق النزاهة الشفافية ويضمن املحاسبة واملساءلة‬
‫ويتيح الرقابة وسرعة االستجابة في الخدمات املقدمة إلى املواطنين‪.‬‬
‫‪ -‬إرتباط نجاح مشروع اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬بضرورة توفير مجموعة من املتطلبات الالزمة له‪ ،‬وهي املتطلبات اإلدارية‪،‬‬
‫البشرية‪ ،‬التقنية‪ ،‬االقتصادية‪ ،‬االجتماعية واألمنية‪.‬‬

‫‪ - 65‬املرجع السابق – ص ‪.772‬‬

‫‪280‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫‪-‬إن الصفة األساسية التي تميز هذه اإلتجاهات الحديثة والجديدة في دراسات البيروقراطية إجماال هي االعتراف‬
‫بالتنظيمات الغير رسمية وإدخال العنصر البشري والبيئة املحيطة كمحددات أساسية للسلوك البيروقراطي وانعكاس‬
‫ذلك على مسألة الفعالية التنظيمية‪.‬‬
‫على إثر النتائج املتوصل لها من خالل الدراسة يمكن تقديم جملة من التوصيات نذكر منها ‪:‬‬
‫‪ -‬عمل املنظمة على تحفيز العاملين وتشجيعهم لتبني تطبيق اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬من خالل إقامة الدورات التكوينية‬
‫والتدريبية بشكل مستمر‪ ،‬والرفع من مستوى وعي العاملين بأهمية التحول إلى اإلدارة اإللكترونية واستخدام كل تقنياتها‬
‫وأدواتها؛‬
‫‪ -‬إنشاء مصلحة داخل املنظمة تعمل على تنفيذ ومراقبة تطبيق اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬تقودها كفاءات وقيادات متمكنة من‬
‫التكنولوجيات الحديثة؛‬
‫‪ -‬إزالة كل العراقيل واملعوقات التي يمكن أن تحول دون تطبيق اإلدارة اإللكترونية وكذا العمل على إتاحة وتوفير كل‬
‫املتطلبات الضرورية لتطبيق اإلدارة اإللكترونية؛‬
‫‪ -‬تعزيز وتطوير البنية التحتية لالتصاالت والشبكات داخل املنظمة‪ ،‬من أجل تطبيق مفهوم األعمال االلكترونية واإلدارة‬
‫االلكترونية؛‬
‫‪ -‬إعداد خطة استراتيجية دقيقة ومحكمة‪ ،‬باالستعانة بالخبراء واملختصين‪ ،‬وكذا تجارب بعض الدول الناجحة‪ ،‬من أجل‬
‫تطبيق اإلدارة اإللكترونية‪.‬‬
‫قائمة املراجع ‪:‬‬
‫‪ - 1‬بلقاسمي مولود ( ‪ – ) 2018‬تجربة اإلدارة اإللكترونية في الجزائر ‪ :‬بين األمية اإللكترونية وإشكالية التطبيق – مجلة‬
‫التنمية واإلقتصاد التطبيقي – العدد ‪. 04‬‬
‫‪ - 2‬بن عروس حمزة‪ ،‬بوعزة صبرين (‪ – ) 2020‬واقع تطبيق اإلدارة اإللكترونية في اإلدارة الضريبية الجزائرية – مجلة أبعاد‬
‫إقتصادية – املجلد ‪ – 10‬العدد ‪.01‬‬
‫‪ - 3‬قانة حسين‪ ،‬شني تالية (‪ –) 2021‬اإلدارة اإللكترونية مفهوم جديد ومنهج معاصر في مجال اإلدارة – مجلة التنمية‬
‫واإلقتصاد التطبيقي – املجلد ‪ – 05‬العدد ‪.02‬‬
‫‪ - 4‬فريجة رمزي بهاء الدين (‪ – ) 2019‬اإلدارة اإللكترونية وأسلوب اإلدارة باألهداف – املجلة الجزائرية للعلوم القانونية‬
‫والسياسية – املجلد ‪ – 56‬العدد ‪.01‬‬
‫‪ - 5‬سماعيل عيس ى‪ ،‬بهلول خيرة (‪،)2021‬أثر متطلبات اإلدارة اإللكترونية في تفعيل وسائل الدفع اإللكترونية في البنوك‬
‫التجارية‪ ،‬دراسة ميدانية للبنك الوطني الجزائري " ‪ " BNA‬تيارت‪ ،‬الجزائر‪ ،‬مجلة دراسات اقتصادية‪ ،‬املجلد ‪ ،21‬العدد‪.2‬‬
‫‪ - 6‬بوزوالغ نور الدين‪ ،‬بن زعرور عمار (جوان ‪ –) 2018‬اإلدارة اإللكترونية كآلية لتحسين خدمة اإلدارة العمومية دراسة‬
‫حالة‪ ،‬بلدية باب الوادي‪ ،‬الجزائر – مجلة اإلدارة والتنمية للبحوث والدراسات – العدد ‪.13‬‬
‫‪ - 7‬علي سايح جبور (ديسمبر ‪ – ) 2017‬اإلدارة اإللكترونية ودورها في تطوير أداء الجماعات املحلية في ظل تطبيق الحكومة‬
‫اإللكترونية بالجزائر – مجلة املقار للدراسات االقتصادية – العدد ‪.1‬‬
‫‪ - 8‬نورة سليمان فيسة (‪ – ) 2021‬دور اإلدارة اإللكترونية في ترشيد الخدمة العمومية في اإلدارة املحلية بالجزائر ‪ :‬دراسة‬
‫حالة بلدية البليدة – مجلة طبنة للدراسات العلمية األكاديمية – املجلد ‪ – 04‬العدد ‪.03‬‬
‫‪ - 9‬وهيبة حارش‪ ،‬سمير يوسف خوجة (ديسمبر ‪ – ) 2021‬متطلبات تطبيق اإلدارة اإللكترونية ومعوقاتها في اإلدارة‬
‫الجزائرية ‪ -‬مجلة رؤى للدراسات املعرفية والحضارية – املجلد ‪ – 07‬العدد ‪.02‬‬

‫‪281‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫‪ - 10‬عبد الوهاب صخري‪ ،‬صفاء مباركي (‪ – ) 2022‬دور متطلبات اإلدارة اإللكترونية في تعزيز جودة األداء‪ ،‬دراسة‬
‫إستكشافية – مجلة املحترف لعلوم الرياضة والعلوم اإلنسانية واإلجتماعية – املجلد ‪ – 09‬العدد ‪.01‬‬
‫‪ - 11‬اعمر موالي‪ ،‬قادة يزيد (جوان ‪ – ) 2021‬تطبيقات اإلدارة اإللكترونية في القطاع العمومي خالل جائحة كورونا‪ ،‬دراسة‬
‫تطبيقية بمديرية اإلدارة املحلية بوالية سعيدة – مجلة دراسات في االقتصاد وإدارة األعمال – املجلد ‪ – 04‬العدد ‪.01‬‬
‫‪ - 12‬حريزي منال‪ ،‬هامل مهدية (‪ – ) 2022‬مساهمة اإلدارة اإللكترونية في تحسين أداء املوارد البشرية وترقية الخدمات‬
‫بالجماعات املحلية‪ ( .‬بطاقة التعريف البيومتري وجواز السفر البيومتري نموذجا ) – مجلة دراسات إنسانية واجتماعية –‬
‫املجلد ‪ – 11‬العدد ‪.01‬‬
‫‪ - 13‬فضيلة خلفون (‪ ،) 2020‬دور اإلدارة اإللكترونية في تطوير أداء الجماعات املحلية بالجزائر‪ ،‬دكتوراه الطور الثالث في‬
‫العلوم السياسية‪ ،‬تخصص السلطة السياسية والحوكمة املحلية‪ ،‬جامعة صالح بوبنيدر‪ ،‬كلية العلوم السياسية‪،‬‬
‫قسنطينة ‪.03‬‬
‫‪ - 14‬قادة دليلة (‪ – ) 2018‬اإلدارة اإللكترونية ودورها في تحسين الخدمة العمومية‪ ،‬دراسة حالة وزارة الداخلية والجماعات‬
‫املحلية في الجزائر – دكتوراه علوم – كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير والعلوم التجارية – جامعة الجزائر ‪.3‬‬
‫‪ - 15‬خنافيف محمد (‪ – ) 2020‬اإلدارة اإللكترونية آلية لتحسين أداء اإلدارات العمومية – دكتوراه – كلية العلوم‬
‫االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير – جامعة البليدة ‪.02‬‬
‫‪ - 16‬خديجة شناف (مارس ‪ – ) 2021‬نشر ثقافة اإلدارة اإللكترونية لتغيير مفاهيم اإلدارة التقليدية في الجماعات املحلية‬
‫الجزائرية – مجلة العلوم اإلنسانية لجامعة أم البواقي – املجلد ‪ – 8‬العدد ‪.1‬‬
‫‪ - 17‬بهلول خيرة (‪ – ) 2022‬مدى مساهمة اإلدارة اإللكترونية في تحسين جودة الخدمات املصرفية – دكتوراه ل‪.‬م‪.‬د في‬
‫علوم التسيير – كلية العلوم االقتصادية‪ ،‬التجارية وعلوم التسيير – جامعة أحمد بن يحي الونشريس ي – تيسمسيلت‪.‬‬
‫‪ - 18‬بورحلة سعيدة (‪ – ) 2021‬اإلدارة اإللكترونية املحلية في الجزائر‪ ،‬تطبيق النظام البيومتري على وثائق الهوية‪ ،‬بطاقة‬
‫التعريف الوطنية وجواز السفر الدولي – دكتوراه علوم – كلية العلوم السياسية والعالقات الدولية – جامعة الجزائر‪.3‬‬
‫‪ - 19‬وليد حسيني (‪ – ) 2020‬اإلدارة اإللكترونية وطبيعة خدمات املرفق العمومي‪ ،‬دراسة حالة ‪ :‬بلدية املسيلة‪ ،‬والية‬
‫املسيلة‪ ،‬من أكتوبر ‪ 2018‬إلى أكتوبر ‪ – 2019‬دكتوراه الطور الثالث – كلية علوم اإلعالم واإلتصال – جامعة الجزائر ‪.3‬‬
‫‪ - 20‬أحمد مسعود أسامة (‪ – ) 2020‬عالقة املناخ التنظيمي بفعالية تطبيق اإلدارة اإللكترونية في اإلدارات العمومية‬
‫الجزائرية‪ ،‬دراسة ميدانية على موظفي املصالح البيومترية لدى البلديات‪ ،‬واليات شرق‪ ،‬وسط‪ ،‬غرب الجزائر – دكتوراه‬
‫ل‪.‬م‪.‬د – كلية العلوم اإلنسانية واإلجتماعية – جامعة البليدة ‪.2‬‬
‫‪ - 21‬تبون عبد الكريم (‪ – ) 2021‬التحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية ‪ :‬املبررات واملعوقات – مجلة طبنة‬
‫للدراسات العلمية األكاديمية – املجلد ‪ – 04‬العدد ‪.03‬‬
‫‪ - 22‬قاسيمي حورية (‪ – ) 2021‬دور اإلدارة اإللكترونية في حماية املعلومات لدى اإلدارات العمومية في والية املدية –‬
‫دكتوراه الطور الثالث – كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير – جامعة يحيى فارس باملدية‪.‬‬
‫‪ - 23‬الهادي دوش (صيف ‪ – ) 2017‬دور إعادة الهندسة اإلدارية في محاربة سلبيات البيروقراطية – مجلة البحوث‬
‫والدراسات – العدد ‪. 24‬‬
‫‪- 24‬كوري زهيرة (‪ ، 2021‬البيروقراطية والتحول الديمقراطي في الجزائر‪،‬دكتوراه‪ ،‬كلية العلوم السياسية‪،‬جامعة الجزائر‪3‬‬
‫‪ - 25‬إسماعيل سايحي‪ ،‬املكي دراجي( سبتمبر ‪ – ) 2021‬اإلدارة اإللكترونية بين مقتضيات الشفافية وإشكالية التخلص من‬
‫البيروقراطية في األجهزة الحكومية – مجلة العلوم القانونية والسياسية – املجلد ‪ – 12‬العدد ‪.02‬‬

‫‪282‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫‪ - 26‬مفتاح حرشاو (‪ – ) 2018‬الخدمة العمومية في الجزائر بين تعقيدات البيروقراطية وتحديات اإللكتروقراطية – مجلة‬
‫البحوث السياسية واإلدارية – العدد الثاني عشر‪.‬‬
‫‪ - 27‬محمد بلعسل (‪ – ) 2015‬تأثير الذهنية البيروقراطية التقليدية على السياسات االقتصادية في الجزائر ( ‪– 1999‬‬
‫‪ – ) 2009‬دكتوراه علوم – كلية العلوم السياسية والعالقات الدولية – جامعة الجزائر ‪.03‬‬
‫‪ - 28‬بوسام بوبكر (‪ – ) 2015‬التنظيمات البيروقراطية وإشكالية التنظيم اإلداري في الدول النامية – مجلة الحقوق والعلوم‬
‫اإلنسانية – العدد ‪ – 22‬املجلد الثاني‪.‬‬
‫‪ - 29‬بن صديق محمد (نوفمبر ‪ – ) 2019‬عصرنة الجماعة اإلقليمية في الجزائر بين حتمية التحديث وتحديات املمارسات‬
‫البيروقراطية – مجلة صوت القانون – املجلد السادس – العدد ‪.02‬‬
‫‪ - 30‬محمد قاسم القريوتي (‪،) 2008‬نظرية املنظمة والتنظيم ‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪ ،‬دار وائل للنشر والتوزيع – عمان – األردن‪.‬‬
‫‪ - 31‬محمود سلمان العميان (‪ – ) 2013‬السلوك التنظيمي في منظمات األعمال – الطبعة السادسة – دار وائل للنشر‬
‫والتوزيع – عمان – األردن‪.‬‬
‫‪ - 32‬ماجد عبد املهدي املساعدة‪ ،‬خالد عبد الوهاب الزيديين‪ ،‬حسين عليان الهرامشة‪ ،‬علي فالح املناص ي(‪ – ) 2013‬مبادئ‬
‫علم اإلدارة – الطبعة األولى – دار املسيرة للنشر والتوزيع والطباعة – عمان – األردن‪.‬‬
‫‪ - 33‬ماجد عبد املهدي مساعدة (‪ – ) 2015‬إدارة املنظمات‪ ،‬منظور كلي – الطبعة الثانية – دار املسيرة للنشر والتوزيع‬
‫والطباعة – عمان – األردن‪.‬‬
‫‪ - 34‬خليل محمد حسن الشماع‪ ،‬خضير كاظم حمود (‪ – ) 2007‬نظرية املنظمة – الطبعة الثالثة – دار املسيرة للنشر‬
‫والتوزيع والطباعة – عمان – األردن‪.‬‬
‫‪ - 35‬العايب كمال‪ ،‬قيرة إسماعيل (‪ – ) 2021‬دالالت وأبعاد الظاهرة البيروقراطية في سوسيولوجيا التنظيمات – مجلة‬
‫املعيار – مجلد ‪ – 25‬العدد‪.‬‬
‫‪36- Benaoum Mahièddine,‬‬ ‫‪Sadouki Ghrissi , Bouchikhi Mohammed Rédha )2021 ( - L’administration électronique‬‬
‫‪vecteur déterminant vers la citoyenneté électronique : étude de cas du Rwanda - Economics and Sustainable‬‬
‫‪Development Review - Volume: 04 - N°:03.‬‬
‫‪37 - Liang Ma, Yueping Zheng ( 2019/3 ) - performance de l’administration électronique à l’échelle nationale et‬‬

‫‪satisfaction des citoyens : analyse multiniveaux dans des pays européens - Revue Internationale des Sciences‬‬
‫‪Administratives - Vol. 85.‬‬
‫‪38- Chul hyun park, Koomin kim (2020/4 ) – l’administration électronique, un outil de lutte contre la corruption :‬‬

‫‪analyse internationale sur données de panel – revue internationale des sciences administratives – vol. 86.‬‬
‫‪39- djelali ahlem chahrazed, ayoub ratiba (2017 ) – le passage vers l’administration électronique en Algérie :‬‬

‫‪l’experience de ministère de la justice – la revue des sciences commerciales – volume 16 – numéro 2.‬‬
‫‪40 - Borhane Mohamed Djafer, Soltani Mohamed Reda ) décembre 2020( - L’Administration Electronique levier de‬‬

‫‪Modernisation de l’Administration Publique – the Algerian journal of political sciences and international relations -‬‬
‫‪n°15.‬‬
‫‪41 - Benlakehal Nawel (2019) - L’administration électronique « L’Algérie à la traine malgré les réformes » - Revue‬‬

‫‪nouvelle économie - Volume: 10 - N°: 02.‬‬


‫‪42 - Madeleine Péron )2016/1 ( – La bureaucratie est-elle efficace ? - revue Regards croisés sur l'économie - n° 18 .‬‬

‫‪283‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
)‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول‬ 2022

‫دور اإلدارة االلكترونية في الحد من بيروقراطية العمل في بنك ام درمان الوطني‬


The role of electronic management in reducing work bureaucracy in Omdurman
National Bank
‫ منال محمد محمود آدم ـ‬/‫الدكتورة‬
‫السودان‬/ ‫ الخرطوم‬/‫ جامعة السودان املفتوحة‬/ ‫عميد كلية العلوم اإلدارية‬
‫معلومات التواصل‬
manal.vet@gmail.com
:‫ملخص‬
‫ تمثلت مشكلة‬،‫تناولت هذه الدراسة التعرف على دور اإلدارة اإللكترونية في الحد من بيروقراطية العمل في بنك امدرمان الوطني‬
‫ وذلك من خالل االجابة عن التسؤل الرئيس ي‬،‫البحث في معرفة دور االدارة االلكترونية في الحد من بيروقراطية العمل ببنك امدرمان الوطني‬
‫ ما مدى تطبيق االدارة االلكترونية بنك امدرمان الوطني؟‬:‫التالي‬
‫ تؤثر االنظمة في الحد من البيروقراطية في‬،‫ تؤثر االجهزة في الحد من البيروقراطية في بنك امدرمان الوطني‬:‫كانت فروض البحث في‬
.‫ تؤثر البنية التحتية في الحد من البيروقراطية في بنك امدرمان الوطني‬،‫بنك امدرمان الوطني‬
،‫ولتحقيق أهداف الدراسة تم تطوير وتصميم االستبانة لغرض جمع البيانات وتوزيعها على أفراد العينة العاملين ببنك امدرمان الوطني‬
‫ واستخدمت األساليب اإلحصائية الوصفية ملعرفة‬،‫( لتحليل البيانات‬SPSS) ‫وقد تم استخدام الحزمة اإلحصائية للمعلومات االجتماعية‬
.‫تصورات أفراد العينة ألبعاد االدارة االلكترونية في الحد من بيروقراطية العمل‬
‫ أمنت‬،‫توصلت الدراسة من خالل نتائج تحليل الدراسة وفرت ادارة البنك االجهزة الحديثة وكافة ملحقاتها التي يحتاجها املوظف‬
.‫ادارة البنك على ستخدام الحاسوب الذي قلل من الوقت املهدر‬
‫ االستمرار في البحث املتجدد ملتطلبات التقنية‬،‫ومن أهم توصيات الدراسة املحافظة على الخبرات املتراكة في البنك‬
.‫ بنك ام درمان الوطني‬، ‫ بروقراطية‬،‫ الحد‬، ‫ االدارة اإللكترونية‬،‫ الدور‬:‫الكلمات املفتاحية‬
Abstract
This study dealt with identifying the role of e-management in reducing the bureaucracy of work at The National
Bank of Amderman, the problem of research was to know the role of electronic management in reducing the bureaucracy of
the work of the National Bank of Amderman, by answering the following main question: how well is the application of
electronic management national bank Amderman?
The regulations were to reduce bureaucracy at Amderman National Bank, the systems would reduce bureaucracy at
Amderman National Bank, and infrastructure would reduce bureaucracy at Amderman National Bank.
To achieve the objectives of the study, the resolution was developed and designed for the purpose of collecting and
distributing data to sample members working at the National Bank of Amderman, the Social Information Statistical Package
(SPSS) was used to analyses the data, and descriptive statistical methods were used to identify sample members' perceptions
of the dimensions of electronic management in reducing the bureaucracy of the work.
The study reached through the results of the analysis of the study provided the management of the bank modern
devices and all its accessories needed by the employee, secured the management of the bank to use the computer that reduced
the wasted time.
One of the most important recommendations of the study is to maintain the experiences of the Bank, to continue to research
the requirements of technology
Keywords: Role, Electronic Management, Border, Procracy, Omdurman National Bank.

284 ‫ ألمانيا– برلين‬/ ‫ السياسية واالقتصادية‬،‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫املقدمة‬
‫إن تطبيق اإلدارة اإللكترونية من املمكن أن يساهم تحسين األداء الوظيفي‪ ،‬فـاإلدارة اإللكترونيـة تتضمن إجراء‬
‫تغيرات في مستويات وأشكال الهياكل التنظيمية‪ ،‬فيتم تحويلهـا من الشكل الهرمي إلى األفقي‪ ،‬وتفويض الـسلطات‬
‫واملـسؤوليات‪ ،‬وتقلـيص ظاهرة البيروقراطية التقليدية‪ ،‬وتبسيط أنظمة وإجراءات العمل‪ ،‬إضافة إلى أن تفعيل اإلدارة‬
‫اإللكترونية القائمة على التقنيات الحديثة في مجـال املعلومـات واالتصاالت سيساهم بشكل كبير في تسهيل االتـصاالت‬
‫اإلداريـة لداخليـة والخارجية‪ ،‬كما يعتبر محفزا للتنمية الذاتية للموظفين مـن خـالل التـدريب والتطوير‪.‬‬
‫البيروقراطية ليست مثل الحوكمة أو اإلدارة فبعض الهياكل اإلدارية ليست بيروقراطية‪ ،‬والعديد من‬
‫جزءا من الهياكل اإلدارية‪ ،‬إال أن االختالفات تكمن في أهداف كل نظام‪ ،‬فاإلدارة ّ‬
‫توجه املصادر‬ ‫البيروقراطيات ليست ً‬
‫التنظيمية نحو هدف موضوعي مثل توليد األرباح أو إدارة الخدمة‪ ،‬وبدورها تضمن البيروقراطية صحة اإلجراءات بغض‬
‫النظر عن الظروف أو األهداف‪ ،‬وفي املجتمعات الصناعية الحديثة مثل الواليات املتحدة األمريكية ً‬
‫غالبا ما يكون هناك‬
‫بيروقراطية مزدوجة بين الشركات الخاصة والهيئات التنظيمية الحكومية‪ ،‬فكلما وجدت بيروقراطية لفرض قواعد على‬
‫النظام التجاري قد تقوم الشركات الخاصة بإنشاء بيروقراطية لتجنب خرق هذه األنظمة‪.‬‬
‫لذا تطرقت الباحثة لبحث هذا في دور االدارة االلكترونية في الحد من بيروقراطية العمل بالتطبيق على بنك ام‬
‫درمان الوطني‪.‬‬
‫مشكلة البحث‬
‫وعلى ضوء ذلك فان مشكلة البحث تكمن في معرفة دور االدارة االلكترونية في الحد من بيروقراطية العمل‬
‫ببنك ام درمان الوطني ‪ ،‬وذلك من خالل االجابة عن التسؤل الرئيس ي التالي‪ :‬ما مدى تطبيق االدارة االلكترونية بنك ام‬
‫درمان الوطني؟‬
‫اسئلة البحث‪:‬‬
‫لتوضيح التساؤل الرئيس ي والتعمق اكثر في موضوع البحث البد من طرح االسئلة الفرعية التالية‬
‫‪ .1‬إلى اي مدى تؤثر االجهزة في الحد من بيروقراطية العمل ببنك ام درمان الوطني ؟‬
‫‪ .2‬إلى اي مدى تؤثر االنظمة في الحد من بيروقراطية العمل ببنك ام درمان الوطني؟‬
‫‪ .3‬إلى اي مدى تؤثر البنية التحتية على الحد من بيروقراطية العمل ببنك ام درمان الوطني؟‬
‫أهداف البحث‬
‫اختبار اثر النظمة علي جودة الخدمة وأداء العاملين في بنك ام درمان الوطني‪.‬‬
‫التعرف على تأثير االجهزة التي تحد من بروقراطية العمل ببنك ام درمان الوطني‬
‫التعرف على البنية التحتية لبنك ام درمان الوطني‪.‬‬
‫أهمية البحث‬
‫‪ /1‬االهمية النظرية‬
‫قد تساهم هذا البحث فى لفت نظر الباحثين للقيام بالعديد من الدراسات والبحوث فى االدارة اإللكترونية للحد من‬
‫بيروقراطية العمل في القطاع املصرفي وغيرها من املجاالت املختلفة‪.‬‬
‫‪ .1‬عدم وجود دراسات سابقة اهتمت بموضوع عالقة االدارة االلكترونية وبيروقراطية العمل في شتي القطاعات‪.‬‬
‫‪ .2‬يدعم البحث املكتبة العربية بمرجعية علمية حول دور االدارة االكترونية كمتغير مستقل والبروقراطية كمتغير تابع‬
‫وتعين البحث الباحثين واملهتمين بهذا األمر ومعرفة مدى املساهمة العلمية فيها‪.‬‬

‫‪285‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫‪/ 2‬االهمية العلمية‬


‫‪ .1‬يستمد هذا البحث أهميته من حداثة موضوع اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬في ظل التطورات الرقمية واملعلوماتية‬
‫ً‬
‫املتـسارعة فـي عصرنا الحديث‪ ،‬ونظرا ملبادرة القطاع املصرفي فـي تطبيـق اإلدارة اإللكترونية من خالل أنظمة‬
‫مختلفة األهداف كان مـن الـضروري متابعتهـا ودراستها ومعرفة مدى التغير الذي حققته‪.‬‬
‫‪ .2‬تنبع أهمية البحث من كونها تتناول احد املوضوعات املهمة التي الزال البحث فيها محدود فهو من املوضوعات‬
‫الجديدة التي لم يتناولها الكثيرون بالرغم من أهميته العلمية ‪.‬‬
‫‪ .3‬يوفر البحث بيانات ومعلومات مفيدة ملتخذي القرارات اإلدارية في املصارف السودانية‪.‬‬
‫حدود البحث‬
‫لكل بحث علمية او نظرية حدود موضوعية ‪ ،‬وحدود بشرية ‪ ،‬وحدود مكانية وزمانية ويمكن توضيحيها ‪:‬‬
‫‪ .1‬الحدود املوضوعية‪ :‬اقتصر البحث على دور اإلدارة اإللكترونية في الحد من بروقراطية العمل ببنك ام درمان الوطني‬
‫‪ .2‬الحدود البشرية ‪ :‬ركز هذ البحث على العاملين فى بنك ام درمان الوطني‪.‬‬
‫‪ .3‬الحدود املكان‪ :‬تم تطبيق البحث على بنك ام درمان الوطني‬
‫‪ .4‬الحدود الزمانية‪ :‬تم جمع البيانات املتعلقة بالبحث خالل الفترة (‪2015‬م‪2020 -‬م)‪.‬‬
‫املبحث األول‪ :‬اإلطارالنظري ملتغيرات البحث‬
‫متغيرات البحث ‪ :‬تشمل متغيرات الدراسه اآلتي‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬متغير مستقل متمثل في (االدارة اإللكترونية)‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬متغير تابع و متمثل في (البيروقراطية)‪.‬‬
‫فروض البحث ‪:‬‬
‫يسعى البحث إلى إختبار الفرضيات األتية‪:‬‬
‫‪ .1‬تؤثر االجهزة في الحد من البيروقراطية في بنك امدرمان الوطني ‪.‬‬
‫‪ .2‬تؤثر االنظمة في الحد من البيروقراطية في بنك امدرمان الوطني‪.‬‬
‫‪ .3‬تؤثر البنية التحتية في الحد من البيروقراطية في بنك امدرمان الوطني‪.‬‬
‫الشكل )‪)1/1‬‬
‫نموزج البحث‬
‫املتغيرالتابع‬ ‫املتغيراملستقل‬
‫‪ .1‬االجهزة‬
‫البيروقراطية‬ ‫‪ .2‬االنظمة‬
‫‪ .3‬البنية التحتية‬

‫الدراسات السابقة‬
‫دراسة‪ :‬خديجة‪2017 ،‬م‬
‫هدفت الدراسة الى التعرف على دور اإلدارة اإللكترونية في رفع كفاءة أداء املصارف بالتطبيق على مصرف االدخار‬
‫للتنمية االجتماعية‪ ،‬وجاءت مشكلة البحث في إلى مدى تساهم اإلدارة االلكترونية على رفع كفاءة أداء املصارف‪ ،‬وتمثلت‬
‫أهمية البحث في الدور الذي تلعبه اإلدارة االلكترونية وذلك من خالل التعرف على ما توصلت اليه التكنولوجيا الحديثة‬
‫في تطبيق اإلدارة االلكترونية في املصارف ويهدف البحث إلى الوقوف على األسس السليمة الصحيحة في تطبيق اإلدارة‬

‫‪286‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫االلكترونية التي تؤثر على أداء املصارف‪ ،‬وبيان مفهوم واهمية اإلدارة اإللكترونية مما يؤدي إلى دعـم املديرين كالعاملين‬
‫في املصارف الذي بدوره يؤدي إلى رفع كفاءة املصارف‪ ،‬تم استخدام املنهج الوصفي التحليلي مستخدما ً االستبانة كاداة‬
‫لجمع البيانات ‪.‬‬
‫توصلت الدراسة الى عدة نتائج منها‪ :‬أن اإلدارة اإللكترونية توفر مجموعة من العناصرر) األجهزة‬
‫كاملعدات‪،‬البرمجيات‪ ،‬الشبكات‪ ،‬صناع املعرفة) التي تساعد املصرف في رفع كفاءته وأداء أعماله ومختلفؼ وظائفه‬
‫اإلدارية‪ ،‬وأن استخدام اإلدارة اإللكترونية يؤدي إلى التغلب على العديد من املشاكل التي كانت تعيث مسيرة العمل في‬
‫املصرف مثل عامل الوقت وامن املعلومات‪ ،‬وحواجز املكان والزمان وغيرها التي تنعكس إيجابا على رفع كفاءة أداء‬
‫املصارف ‪.‬‬
‫وتم التوصل الى عدد من التوصيات أبرزها‪ :‬أنه يجب عقد دورات تدريبية متخصصة في مجال اإلدارة اإللكترونية‬
‫لجميع العاملين‪ ،‬وسن التشريعات واللوائح التي تسهل وتنظم التعامالت اإللكترونية في املصرف‪ ،‬ويجب جلب الكفاءات‬
‫البشرية املتميزة في مجال اإلدارة اإللكترونية من مدربين واستشاريين وخبراء لتطوير البرامج ومواكبة التطورات‬
‫التكنولوجية املختلفة‪.‬‬
‫دراسة‪ :‬ايمان‪2016 ،‬م‪:‬‬
‫هدفت هذه الدراسة الى التعرف على االدارة االلكترونية ودورها في تطوير اداء املؤسسات املصرفية‪ ،‬دراسة حالة‬
‫مصرف التنمية الصناعية‪ ،‬وذلك من اجل دراسة وتحليل دور االدارة االلكترونية في تطوير االداء والخدمات املصرفية‪.‬‬
‫ً‬
‫وقد استخدم الباحث املنهج الوصفي املسحي مستخدما االستبانة كاداة لجمع البيانات‪،‬‬
‫ولتحقيق ذلك تم اختبار الفروض التالية‪ ،‬توسع مصرف التنمية الصناعية في تطبيق االدارة االلكترونية يعكس اهتمامها‬
‫بتطوير أداء املصرف‪ ،‬دعم االدارة العليا ساعد في اتجاز تطبيق سياسة االدارة االلكترونية باملصرف‪ ،‬هنالك عوامل فنية‬
‫ً‬
‫تؤثر ايجابيا على كفاءة االدارة االلكترونية بمصرف التنمية الصناعية‪.‬‬
‫ومن اهم النتائج التي توصلت اليها الدراسة ‪ ،‬توفير االمكانات الفنية الالزمة ادى لتطبيق االدارة االلكترونية‬
‫باملصرف‪ .‬توفير التدريب املنظم واملستمر للعاملين باملصرف ادى الى استخدام تطبيقات االدارة االلكترونية في انجاز‬
‫االعمال‪ .‬دعم ومساعدة االدارة العليا ساهم في تطبيقات االدارة االلكترونية باملصرف‪.‬‬
‫ُ‬
‫بناء على النتائج اوصت الباحثة بتشجيع االدارة العليا على ممارسة االدارة االلكترونية بمفهومها املعاصر نظرا‬
‫الرتباطها الوثيق بنجاح وتطوير اداء املصرف‪ ،‬يجب على املصرف االهتمام بالتدريب على كيفية تطوير االداء حتى يكون‬
‫لديه كادر ينعامل مع التقنية املصرفية بالفعالية املطلوبة لالستثمار في املوارد البشرية من خالل تنظيم برامج نوعية‬
‫لتدريب االدارة العليا والعاملين على االساليب االدارية الحديثة واجراء عمليات مستمرة لتقييم ادائهم‪.‬‬
‫التعريفات االجرائية ملتغيرات الدراسة‬
‫‪ .1‬الدور‪ :‬الدور هو توقف الش يء على ما يتوقف عليه‪ ،‬ويسمى الدور املصرح‪ ،‬كما يتوقف أ على ب وبالعكس‪ ،‬أو بمراتب‬
‫ويسمى الدور املضمر‪ ،‬كما يتوقف أ على ب‪ ،‬وب على ج‪ ،‬وج على أ‪ .‬والفرق بين الدور وبين تعريف الش يء بنفسه هو‬
‫أنه في الدور يلزم تقدمه عليها بمرتبتين‪ ،‬إن كان صريحا‪ ،‬وفي تعريف الش يء بنفسه يلزم تقدمه على نفسه بمرتبة‬
‫واحدة‪.‬‬
‫‪ .2‬االدارة اإللكترونية‪ :‬فاإلدارة االلكترونية ‪ e-management‬هي بكل بساطة االنتقال من العمل اإلداري التقليدي إلى‬
‫الشكل االلكتروني من أجل استخدام أمثل للوقت والجهد واملال فاإلدارة االلكترونية هي إنجاز املعامالت اإلدارية‬
‫وتقديم الخدمات العامة عبر شبكة االنترنت أو االنترانت بدون أن يضطر العمالء من انتقال أماكن تواجدهم إلى‬

‫‪287‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫الجهة مقدمة الخدمة النجاز مهامهم مما يصاحبه من إهدار للوقت والجهد والطاقات جراء االنتظار في صفوف‬
‫تقديم الخدمات وكذلك املال الذي ينفقه في التنقل للوصول للمرافق واملؤسسات الخدمية‪( .‬سعيد‪3003،‬م)‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ .3‬الحد‪ :‬الحد في اللغة‪ .‬ما هو تعريف الحد لغة وشرعا – الحد في اللغة هو املنع‪ ،‬يقال حدني عن كذا قام بمنعي من‬
‫ً‬
‫حدودا‪ ،‬ألنها تمنع األشخاص من فعل الخطيئة أو ارتكابها‬ ‫فعله‪ ،‬ومنها تم تسمية السجان ً‬
‫حدادا‪ ،‬وسميت العقوبات‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫مثل الزنا وشرب الخمر و السرقة وغيرها من االمور ُ‬
‫وسميت حدودا أيضا ألنها من احكام هللا عز وجل الذي قدرها‬
‫ووضعها وحدها‪.‬‬
‫‪ .4‬البيروقراطية‪ :‬البيروقراطية مصطلح ينتمي للعلوم السياسية واإلجتماعية‪ ،‬يشير إلى سلطة املوظفين وتطبيقهم‬
‫القانون بالقوة في املجتمع الوظيفي‪ ،‬وعادة ما يكون تطبيق وتوزيع السلطة حسب السلم اإلداري أو بطريقة هرمية‪،‬‬
‫تتصف البيرقراطية والبيروقراطيين بالروتين‪ ،‬وبطء التنفيذ‪ ،‬والتمسك بحرفية القواعد والجمود‪ ،‬مما يصب في‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫عرقلة شؤون املواطنين‪ ،‬ويزيد في ذلك كثرة املوظفين‪ ،‬وقد تسمى أيضا الدواوينية‪ ،‬أما إصطالحا؛ تعرف البيروقراطية‬
‫على أنها املغاالة في التمسك بحرفية القواعد وشكليتها‪ ،‬وتعني ايضا نظام الحكم القائم في دولة ما يوجهها كبار‬
‫املوظفين املهتمين ببقاء نظام الحكم إلرتباطه بمصالحهم الشخصية‪)https://mafhome.com( .‬‬
‫‪ .5‬بنك ام درمان الوطني‪ :‬شركة مساهمة عامة ذات مسؤلية محدودة وهو من املؤسسات الوطنية الرائدة وركيزة‬
‫هامة ودعامة من دعامات اإلقتصاد الوطني فى مجال الصيرفة واالستثمار والتجارة الخارجية وذلك عبر شبكة‬
‫من املراسلين منتشرة فى معظم أنحاء العالم‪ .‬بدأت املرحلة التأسيسية فى يناير ‪1993‬م وزاول نشاطه املصرفي فى‬
‫ً‬
‫أغسطس ‪1993‬م وذلك بتقديم كافة الخدمات املصرفية واالستثمارية وفقا ألحكام الشريعة االسالمية‪.‬‬
‫اإلدارة اإللكترونية‬
‫ً‬
‫أوال‪ :‬مفهوم االدارة االلكترونية‬
‫تعرف اإلدارة بانها "االستخدام األمثل للموارد املتاحة (بشرية‪ ،‬مادية‪ ،‬طبيعية)‪ ،‬مـن خـالل تطبيـق الوظـائف اإلداريـة‬
‫)التخطـيط‪ ،‬التنظـيم‪ ،‬التوجيـه‪ ،‬الرقابـة) علـى الوظـائف الفنيـة (اإلنتـاج‪ ،‬التسـويق‪ ،‬املالية( باسـتخدام الجهـود الجماعيـة‬
‫لتحقيـق الهدف املنشود( "‪( .‬خالد‪2010 ،‬م‪،‬ص ‪)16‬‬
‫تعرف االدارة االلكترونية بانها "هي إنجـاز املعـامالت اإلداريـة‪ ،‬وتقـديم الخـدمات العامـة عـبر شـبكة االنترنيـت أو االنترنت‬
‫وذلـك بـدون اضـطرار العمالء من االنتقال بصفة شخصية إلى اإلدارات إلنجاز معامالتهم إلى جانب ما يترافق مع ذلك من‬
‫إهـدار للوقـت والجهـد والطاقات " (نزار‪2012 ،‬م‪ ،‬ص‪)7‬‬
‫وتعرف االدارة االلكترونية بانها " هـي عبـارة عـن اسـتخدام نتـائج الثـورة التكنولوجيـة في تحسـين مسـتوت أداء املؤسسـات‬
‫ورفـع كفايتها وتعزيز فعاليتها في تحقيق األهداف املرجوة "‪( .‬جمعة‪2014 ،‬م‪)14 ،‬‬
‫ويعرف البنك الدولي‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية بأنها مصطلح حديث يشير إلى استخدام تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت من‬
‫أجل زيادة كفاءة وفعالية وشفافية ومساءلة الحكومة فيما تقدمه من خدمات إلى املواطن ومجتمع األعمال‪ ،‬وتمكينهم من‬
‫املعلومات‪ ،‬بما يدعم كافة النظم اإلجرائية الحكومية‪ ،‬ويقض ي على الفساد‪ ،‬وإعطاء الفرصة للمواطنين للمشاركة في كافة‬
‫مراحل العملية السياسية والقرارات املتعلقة بها والتي تؤثر على مختلف نواحي الحياة‪(.‬عبود‪2010 ،‬م‪)68 ،‬‬
‫أن اإلدارة اإللكترونية هي " استخدام وسائل االتصال التكنولوجية املتنوع‪ ،‬واملعلومات في تيسير سبل أداء‬
‫اإلدارات الحكومية لخدماتها العامة اإللكترونية و التواصل مع طالبي االنتفاع من خدمات املرفق العام بمزيد من‬
‫الديمقراطية من خالل تمكينهم من استخدام وسائل " (محمد الصيرفي‪2006،‬م‪،‬ص ‪)64‬‬
‫تعرف اإلدارة االلكترونية أيضا بأنها "مقدرة الحكومة على تحسين الخدمات التي تقدمها إلى املواطن من خالل‬
‫استخدام التكنولوجيا"‪( .‬حماد مختار‪2007،‬م‪ ،‬ص‪)6‬‬

‫‪288‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫كما تعرف بانها " تنفيذ كل األعمال واملعامالت التي تتم بين طرفين أو أكثر‪ ،‬سواء األفراد أو املنظمات مـن خـالل‬
‫استخدام شبكات االتصال اإللكترونيـة بغيـة تحسـين العمليـة االنتاجيـة وزيادة كفـاءة وفعاليـة األداء في اإلدارة‪ ،‬وإنجـاز‬
‫العمـل بسرعة وبكفاءة واقل تكاليف "‪ (.‬فتحية فرطاس‪2016،‬م‪ ،‬ص‪)315‬‬
‫بأنها" عملية مكينة أعمال ونشاطات اإلدارة باالعتماد على تقنيات املعلومات الضرورية‬ ‫تعرف االدارة االكترونية َّ‬
‫ً‬
‫كافة وصوال إلى تحقيق أهداف اإلدارة في التقليل من استخدام الورق وتبسيط اإلجراءات والقضاء على الروتين وذلك‬
‫اعتماد األرشيف اإللكتروني والبريد اإللكتروني واملفكرات اإللكترونية والرسائل الصوتية"‪ (.‬عالء عبدالرازق‬
‫السلمي‪2008،‬م‪،‬ص ‪)35‬‬
‫ولعل التعريفات السابقة جميعها تؤكد على أن اإلدارة االلكترونية نظام يعتمد على قيام املؤسسة باستخدام الوسائل‬
‫االلكترونية في إجراء معامالتها والتواصل مع عمالئها أو املستفيدين من خدماتها أو التواصل بين العاملين والجهات الرقابية‬
‫وذلك بهدف تيسير وإجراء وتنفيذ األعمال اإلدارية والرقابية عليها بما يتناسب مع التطور في مجال تكنولوجيا املعلومات‬
‫كما أن التعريفات السابقة تشير إلى أن اإلدارة االلكترونية تتميز بالسمات اآلتية‪:‬‬
‫‪ .1‬أنها عملية إدارية تستفيد من اإلمكانات املتميزة لالنترنت مما يحقق السرعة الفائقة في انجاز العمليات اإلدارية عن بعد‬
‫‪ .2‬أنها تعتمد على االنتقال من إدارة األشياء إلى إدارة الرقميات ‪.‬‬
‫‪ .3‬أنها تعني االنتقال من التنظيم الهرمي إلى التنظيم الشبكي ‪.‬‬
‫‪ .4‬عدم التقييد بحدود الزمان أو املكان ‪.‬‬
‫‪ .5‬االعتماد على نظم املعلومات اإلدارية الذكية باستخدام منظومات وتقنيات محوسبة تتضمن القدرة على التفكير‬
‫والرؤية والتعلم والفهم واستنباط املغزى العام من سياق املعلومات املنتجة‪.‬‬
‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬أهداف اإلدارة اإللكترونية‬
‫تتمثل أهداف االدارة االلكترونية في االتي‪ ( :‬يونس تارقي‪2017،‬م‪ ،‬ص ص ‪)17-15‬‬
‫‪ .1‬تكامل أجزاء التنظيم وتوحيدها كنظام مترابط مـن خـالل تكنولوجيـا املعلومات‪.‬‬
‫‪ .2‬تطوير عمليات اإلدارة وتعزيز فعاليتها في خدمة األهداف املؤسسية‪.‬‬
‫‪ .3‬تقديم آليات فعالة وداعمة التخاذ القرارات‪.‬‬
‫‪ .4‬ضمان تدفق املعلومات بدقة وكفاية وتوقيت مالئم وجاهزية مستمرة‪.‬‬
‫‪ .5‬تقليل كلفة التشغيل وتحسين متواصل ملعدالت اإلنتاجية‪.‬‬
‫‪ .6‬إيجاد البيئة واملناخ التنظيمي املالئم للبحث والتطوير اإلداري الـشامل واملتواصل‬
‫‪ .7‬تحقيق السرعة املطلوبة إلنجاز األعمال وبتكلفة مالية منافسة‪.‬‬
‫‪ .8‬إيجاد مجتمع قادر على التعامل مع تغيرات العصر التكنولوجي‪.‬‬
‫‪ .9‬تعميق مفهوم الشفافية والبعد عن املحسوبية‪.‬‬
‫‪ .10‬الحفاظ على حقوق املوظفين وتنمية روح اإلبداع واالبتكار‪.‬‬
‫ً‬
‫ثالثا‪ :‬أهمية االدارة االلكترونية‬
‫في عصر تمثل فيه تكنولوجيا املعلومات واالتصال محور التطور والتغير على كل املستويات وفي كل املجاالت‪ ،‬وهـذا ملـا‬
‫تركــه مــن إيجابيــات وآثار ناجحـة ويتمثــل مبــدأ اإلدارة اإللكترونيــة التطبيــق الجديــد لتكنولوجيـا املعلومـات في ميــدان اإلدارة‬
‫ويرجع تطبيق هذا املفهوم لألهمية التي تتصف بها والتي يمكن أن نوردها كالتالي‪( :‬الوليد يزيد بشار‪2017،‬م)‬
‫‪ .1‬فالتكنولوجيا الجديدة تساهم بشـكل كبـير في التقليـل مـن وقـوع األخطـاء في األعمـال املنجـزة‪ ،‬وذلـك ملـا تتصـف به‬
‫اإلدارة من مهام عديدة وعلى كافة املستويات‪.‬‬

‫‪289‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫‪ .2‬حوسبة العمليات اإلدارية تخدم بشكل كبير األفراد في التواصل مع اإلدارة بكل سهولة ويسر كبـيرين‪ ،‬وبالتـالي فهي‬
‫تساعد على كسر الحاجز بينهم وبين اإلدارة مما يقلل من الوقت الذي ياخذه إنجاز معاملة إدارية‪.‬‬
‫‪ .3‬يسمح تطبيق اإلدارة اإللكترونية من متابعة أمـور األفـراد وتلبيـة احتياجـاتهم إذ سمحـت شـبكة األنترنـت مـن‬
‫التواصل مع اإلدارة بشكل فعال وإيجابي‪ ،‬لقد أصبحت اإلدارة اإللكترونية بديل عن اإلدارات البشرية‪.‬‬
‫‪ .4‬تمثـل اإلدارة اإللكترونيــة نوعـا مـا أالســتجابة لطلبـات العصــر الـتي تختصــر العوملـة والفضـاء الرقمــي‪ ،‬اقتصـادت‬
‫املعلومات واملعرفة وثورة االنترنت وشبكة املعلومات العاملية كل متغيراته وحركة اتجاهاته‪.‬‬
‫كمــا ت ــبرز أهمي ــة تطبي ــق اإلدارة اإللكتروني ــة في اإليجابيــات ال ــتي ت ــنعكس م ــن خــالل تطبيقهــا خاص ــة بالنس ــبة للمؤسسة‬
‫التي تطبقها يبرز ذلك في(فداء محمد حامد‪2015،‬م‪ ،‬ص‪)32‬‬
‫أ‪ .‬تبسط وتيسر إجراءات إنجاز األعمال في املؤسسة‪.‬‬
‫ب‪ .‬توفر حوسبة العمليات اإلدارية سير املعامالت اإلدارية‪.‬‬
‫ج‪ .‬توفر األرشفة التلقائية للمعلومات والحصول على معلومات دقيقة وموثقة‪.‬‬
‫د‪ .‬تقلل أعباء األعمال الورقية بحيث أنها تسمح بجمع البيانات مرة واحدة من أجـل اسـتخدامات متعـددة‬
‫وتنظم البيانات الفائضة‪.‬‬
‫ه‪ .‬كـذلك تقليـل اسـتخدام الـورق يعـالج مشـكلة التغلـب علـى عمليـة الحفـظ والتوثيـق وتسـاعد علـى تعزيـز‬
‫مبدأ الجودة الشاملة التي تحسن من ناحية أخرى جودة الخدمات املقدمة‪.‬‬
‫و‪ .‬تسهل إجراءات االتصال بين االقسام وكذلك مؤسسات أخرى‪.‬‬
‫ز‪ .‬تساهم في تحقق التميز وانخفاض أوقات انجاز املعامالت‪.‬‬
‫ح‪ .‬تقلل من حجم القوى العاملة‪.‬‬
‫ط‪ .‬استعراض محتويات بدال من القراءة‪.‬‬
‫ي‪ .‬إدارة امللفات بدال حفظها‪.‬‬
‫ك‪ .‬مراجعة محتوى الوثيقة بدال من كتابتها‪.‬‬
‫ل‪ .‬البريد اإللكتروني بدال من الصادر والوارد‪.‬‬
‫م‪ .‬اإلنجازات بدال من املتابعة‪.‬‬
‫ً‬
‫رابعا‪ :‬مزايا االدارة االكترونية‬
‫إن تطبيق أسلوب اإلدارة اإللكترونية يحقق العديد من الفوائد من الناحيـة اإلدارية والسياسية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬ومن هنا نركز على أبرز املزايا اإلدارية التي تقدمها اإلدارة اإللكترونية‪( :‬ربحي مصطفى عليان‪2013،‬م‪ ،‬ص‪)33‬‬
‫‪ .1‬تسهيل عملية التخطيط من خالل ما توفره اإلدارة اإللكترونية مـن نظـم معلومات‪ ،‬وشبكات اتصال بجميع اإلدارات‪.‬‬
‫‪ .2‬مرونة الهيكل التنظيمي في ظل اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬مما يجعلهـا أقـدر على التكامل والتنسيق بين اإلدارات املختلفة‪.‬‬
‫‪ .3‬تسهيل عملية إدارة املوارد البـشرية بجميـع وظائفهـا مثـل تحديـد االحتياجات البشرية‪ ،‬والتنمية والتـدريب‪ ،‬وتحديـد‬
‫املـسار الـوظيفي وغيرها‪.‬‬
‫‪ .4‬سهولة وسرعة وصول التعليمـات واملعـامالت اإلداريـة للمـوظفين واملستفيدين كذلك‪.‬‬
‫‪ .5‬سهولة إنهاء معامالت املستفيدين من خالل جهة واحـدة تقـوم بهـذه املهمة باإلنابة عن الدوائر األخرى‪.‬‬
‫‪ .6‬سهولة الحصول على البيانات واملعلومات وتبادلها‪ ،‬وتخزينها وحفظهـا وحمايتها من الكوارث والعوامل الطبيعية من‬
‫خالل االحتفـاظ بالنـسخ االحتياطية في أماكن خارج حدود املنظمة وهو ما يعرف بنظام التحوط من الكوارث‪.‬‬
‫‪ .7‬تبسيط اإلجراءات (وقت وسرعة تنفيذها) ممـا يـنعكس إيجابـا علـى مستوى الخدمات املقدمة وجودتها‪.‬‬

‫‪290‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫‪ .8‬تسهيل عملية االتصال بين اإلدارات الداخلية والخارجية‪.‬‬


‫‪ .9‬تسهيل عملية اتخاذ القرارات‪ ،‬والقدرة على تشخيص املشكالت وتقـويم األداء من خالل شمولية املعلومات التي يمكن‬
‫الحصول عليهـا ودقتهـا وسرعة توفيرها‪.‬‬
‫‪.10‬حسين الكفاءة وزيادة الفعالية وذلك من خالل القيام باألعمال املطلوبـة بالطريقة الصحيحة مع زيادة القدرة على‬
‫التنسيق بين الدوائر واألقـسام اإلدارية املختلفة‪.‬‬
‫ً‬
‫خامسا‪ :‬عناصر االدارة االلكترونية‬
‫يمكن القول أن اإلدارة اإللكترونية تتكون من مجموعة من العناصر نبرزها في ما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬املكـونات املاديـة )األجهـزة)‪ :‬وتتضـمن كافـة املكـونات املاديـة (األجـزاء امللموسـة في النظـام) واملستخدمة في إدخال‬
‫ومعالجة وإخراج البيانات واملعلومات‪.‬‬
‫‪ .2‬البرمجيات‪ :‬وتنقسم إلى فئتين‪:‬‬
‫أ‪ .‬برامج إدارة النظام‪ :‬وهي نظم التشغيل‪ ،‬نظـم إدارة الشـبكة‪ ،‬ترجمـة لغـات البرمجـة‪ ،‬أدوات تـدقيق‬
‫البرمجـة‪ ،‬هندسة البرامج بمساعدة الحاسوب‪.‬‬
‫ب‪ .‬برامج التطبيقات‪ :‬تشمل برامج التطبيقات العامة‪ (.‬باسم الحميري‪2015،‬م‪ ،‬ص‪)22‬‬
‫‪ .3‬شبكات االتصال ‪ :‬وهي الوصالت اإللكترونية املمتدة عبر نسـيج إتصـالي لشـبكات االنـترني واألنترانات واإلكسترانات‪،‬‬
‫والشبكات املحلية ‪ LAN‬والشبكات املحلية املوسعة ‪.WAN‬‬
‫‪ .4‬قواعد البيانات ‪ :‬البد أن يكون لكل مؤسسة قاعدة بيانات خاصة بها عـن كافـة العوامـل البيئية الخارجية والداخلية‪،‬‬
‫وإدامة وتحـديث هـذه القاعـدة مـن حيـث إضـافة كـل مـا يطـرئ مـن تغـيرات علـى العوام ــل البيئي ــة‪ ،‬وذل ــك ح ــتى تس ــتطيع‬
‫تزوي ــد مختلــف مس ــتوت اإلدارة املعلومــات الصــحيحة والحديث ــة الستخدامها في اتخاذ القرارات التي تؤدي في النهاية إلى‬
‫تحقيق أهداف املؤسسة‪.‬‬
‫‪ .5‬العنصرالبشري‪ :‬يجب أن يكون الكادر البشري‪:‬‬
‫أ‪ .‬مؤهل من خالل الدورات التدريبية املناسبة‪ ،‬وعلى اطالع دائم على كل جديـد حـتى يصـبح قـادرا على استخدام‬
‫التكنولوجيا الحديثة والتعامل معها‪ ،‬واستغالل إمكاناتها وقـدراتها ملصـلحة مؤسسـته وبيئة عمله‪.‬‬
‫ب‪ .‬محفز على االبتكار واملبادرة األفكار ومحفز على البحث عن املعلومة من خالل ما هو متاح‪.‬‬
‫ج‪ .‬قادرا على التعامل مع الزائن والتواصل معهم وتلبية استفساراتهم‪.‬‬
‫البيروقراطية‬
‫ً‬
‫أوال‪ :‬تعريف‬
‫قد تعرض الفكر اإلداري إلى تطور ملموس في شكل الكتابات املوثقة و العلمية و ذلك خالل القرن العشرين و ظهرت عدة‬
‫مداخل للفكر اإلداري أولها املدخل الكالسيكي و الذي يشمل التنظيم أو املدرسة البيروقراطية وكلمة البيروقراطية و التي‬
‫هي كلمة أجنبية تعني الديوانية‬
‫نظرية ‪ max webar‬في اإلدارة‬
‫تعتبر نظرية البيروقراطية كما وصفها ‪ )1920 –1864( max webar‬هي البداية لنظرية التنظيم العلمية و قد هدف‬
‫‪ webar‬من نظريته إلى البيروقراطية إلى وصف الجهاز اإلداري للتنظيمات و كيف يؤثر على األداء و السلوك التنظيمي و‬
‫تعتبر البيروقراطية كما استخدمه ‪ webar‬و من تبعه من علماء التنظيم ال يحمل أي معاني غير مرغوبة كما هو شائع في‬
‫استخدام لعادي للكلمة ‪.‬‬

‫‪291‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫و لكن ‪ webar‬يقصد بتعبير البيروقراطية أن يصف النموذج التالي للتنظيم الذي يقوم على أساس التقسيم اإلداري و‬
‫العمل املكتبي‪.‬‬
‫و اعتبر ‪ webar‬أن البيروقراطية تناسب كل أنواع أنشطة املجتمع الرأسمالية أو االشتراكية فهي حسب رأيه‪:‬‬
‫‪ -‬ترفض الرغبات الشخصية للزعيم و ال تبالي بالعادات و التقاليد‬
‫‪ -‬تحدد عمل و سلطة كل شخص‬
‫‪ -‬تفرض هيكال تنظيميا يراقب كل ش يء‬
‫‪ -‬يتم العمل حسب القواعد املكتوبة التي تنظم كل ش يء‬
‫‪ -‬تعتمد على خبراء يعرفون عملهم جيدا‬
‫و في تقديما لنظرية البيروقراطية سنعتمد أساسا على كتابات ‪ webar‬ذاته أوال ثم نقدم بعض النظريات الحديثة التي‬
‫تناولت بيروقراطية ‪ webar‬بالتعديل‪ (،‬ساجد بولحراف‪2020،‬م)‬
‫خصائص البيروقراطية ‪:‬‬
‫يقوم التنظيم البيروقراطي في رأي ‪ webar‬على الخصائص اآلتية‬
‫‪ .1‬هناك مجاالت للتخصص الوظيفي محددة رسميا و ثابتة و تنظم القواعد و اللوائح عملية تحديد تلك املجاالت‬
‫الوظيفية‬
‫‪ .2‬هناك توزع األنشطة و األعمال العادية و الضرورة لتسيير دقة التنظيم البيروقراطي على أعضاء التنظيم و اعتبارها‬
‫واجبات رسمية و بطريقة ثابتة و محددة‬
‫‪ .3‬توزع السلطة الالزمة إلعطاء األوامر بتنفيذ الواجبات املحددة بشكل رسمي ثابت و وفقا لقواعد واضحة و محددة و‬
‫تحدد هذه القواعد مدى السلطة التي تمنح لعضو التنظيم البيروقراطي و نع تلك السلطة‬
‫‪ .4‬هناك طرق و أساليب للعمل و تنفيذ املهام و الواجبات و بالتالي ال يعين في التنظيم البيروقراطية إلى من كان مؤهال‬
‫لألداء تلك املهام بالطرق املحددة‬
‫‪ .5‬ينقسم التنظيم البيروقراطي إلى عدة مستويات متخذا شكال هرميا و بالتالي نظام حاسم و دقيق من الرئاسة حيث‬
‫تشرف املستويات العلية من التنظيم على األعمال و أنشطة املستويات الدنية‬
‫‪ .6‬و يسمح هذا النظام للعاملين أو املرؤوسين بان يتسلموا من قرارات احد الرؤساء إلى املستوى اإلداري األعلى منه‬
‫بطريقة منظمة و محددة و يسود هذا التنظيم الهرمي البيروقراطي كافة أشكال التنظيمات بعض النظر عن كونها‬
‫»عامة« أو »خاصة«‬
‫‪ .7‬تعتمد إدارة التنظيم البيروقراطي على املستندات و بالتالي يوجد جهاز من املوظفين و الكتبة مهمتهم االحتفاظ بالوثائق‬
‫و املستندات‬
‫‪ .8‬إن اإلدارة املكتبية تحتاج إلى خبرة و مران و تدريب و من ناحية أخرى فحين يكتمل التنظيم البيروقراطي فانه يتطلب‬
‫عادة كل نشاط و جهد املوظف حتى لو كانت ساعات عمله محددة بمعنى أن العمل الرسمي يأتي بمقام األول بالنسبة‬
‫للوقت املوظف و ال يمكن تأخير ألداء أعمال خاصة‪.‬‬
‫‪ .9‬تطبق اإلدارة البيروقراطية قواعد و تعليمات للعمل تتصف بالشمولية و العمومية و الثبات النسبي ] التي يمكن‬
‫للموظفين تعلمها [ كذلك تستخدم اإلدارة البيروقراطية أنواع القواعد و التعليمات التي يمكن للموظفين تعلمها و‬
‫فهمها و كلما زاد فهم املوظفين لتلك لقواعد و اإلجراءات كلما ارتفعت خبرتهم وكفائتة‪( .‬عبد هللا الغامدي‪1434 ،‬ه‪،‬‬
‫ص ‪)89‬‬
‫دعائم البيروقراطية‬

‫‪292‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫و يرى ‪ webar‬أن هناك عدة ظروف موضوعية تؤدي إلى قيام التنظيم البيروقراطي هي ‪:‬‬
‫‪ /1‬تطور االقتصاد النقدي و إمكانية دفع أجورهم و مرتبات نقدية للموظفين ‪.‬‬
‫‪ /2‬توفر نظام ضريبي يسمح للجهاز البيروقراطي الحكومي بالحصول على دخل ثابت و يرى ‪ webar‬أن هذين العاملين‬
‫متالزمين‪ .‬بمعنى أن وجود النظام الضريبي يتطلب ضرورة القيام االقتصاد النقدي و يؤكد ‪ webar‬ذلك بان درجة التنظيم‬
‫البيروقراطي في املجتمعات الحضارية أعلى منها في املجتمعات الغير حضارية و السبب في رأيه هو سيادة االقتصاد في النوع‬
‫األول في املجتمعات و اختفاءه في الثاني ‪.‬‬
‫مزايا البيروقراطية‬
‫‪ -‬يرى ‪ max webar‬أن الفرق بين التنظيم البيروقراطي وبين غيره من األنظمة هو كالفرق بين اإلله الحديثة ووسائل‬
‫اإلنتاج اليدوية البدائية ويحدد مزاياه فيما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬الدقة‬
‫‪ .2‬املعرفة الكاملة باملستندات‬
‫‪ .3‬السرعة‬
‫‪ .4‬االستمرار‬
‫‪ .5‬الوضوح‬
‫‪ .6‬الوحدة‬
‫‪ .7‬الخضوع الكامل للرؤساء‬
‫‪ .8‬تخفيض التكلفة اإلنسانية و االقتصادية للعمل‬
‫‪ .9‬تخفيض االحتكاك بين األفراد‬
‫عيوب التنظيم البيروقراطي‬
‫‪ .1‬تضخم األعباء الروتينية‬
‫‪ .2‬عدم اعتناء العاملون ملصالح املنضمات و استقائهم لإلجراءات‬
‫‪ .3‬شعور العاملين بأنهم يعملون كاآلالت و انتقال نفس الشعور ملن يتعامل معهم‬
‫‪ .4‬تشابه في شكل السلوك و توحده بسبب االلتزام باإلجراءات ثم إلى تحجم السلوك مما يزيد األداء صعوبة‬
‫‪ .5‬القضاء على املبادرة و االبتكار و النمو الشخص ي(الغامدي‪ ،‬املرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪)90‬‬
‫نماذج البيروقراطية‬
‫‪-‬نموذج مرتون للبيروقراطية‪:‬‬
‫تقوم أفكار مارتون على أساس االهتمام باآلثار السلبية على ظاهرة التعلم التنظيمي بمعنى إن األفراد في التنظيمات‬
‫البيروقراطية يعمدون إلى التعميم من املواقف التي ال يجوز فيها استخدام نفس السلوك و تقوم نظرية مرتون على أساس‬
‫الفروض اآلتية‪:‬‬
‫‪ .1‬إن اإلدارة العليا للتنظيم تريد فرض نوع من الرقابة أي أن هناك طلبا للرقابة على األفراد إثناء تأديتهم واجباتهم‬
‫‪ .2‬إن الرغبة في الرقابة تتمثل في زيادة التركيز على ضرورة االعتماد على سلوك األفراد أي إن اإلدارات تسعى إلى أن‬
‫تزيد من درجة اعتمادها على سلوك اإلفراد‪.‬‬
‫‪ .3‬إن هذه الرغبة من جانب اإلدارة العليا للتأكد من درجة االعتماد على سلوك األفراد تتخذ شكل تحديد‬
‫االختصاصات و املسؤوليات بحيث يمكن التنبؤ بالسلوك و محاسبة األفراد ومساءلتهم ويترتب على هذه‬
‫الفروض األتي‪:‬‬

‫‪293‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫أ‪ .‬تقليل مدى العالقات الشخصية بين أعضاء التنظيم إذا تصبح تلك العالقات أساسا بين الوظائف و ليس بين األفراد‬
‫شاغلي تلك الوظائف‬
‫ب‪ .‬تصبح القواعد و اإلجراءات الرسمية أمرا طبيعيا بالنسبة لألفراد ويصير هضمها و اختزانها بواسطتهم أي تتم عملية‬
‫اكتساب لتلك القواعد و اإلجراءات لتصبح األساس العادي لتصرف الفرد‬
‫ج‪ .‬يصبح أساس اتخاذ القرارات هو عملية تقسيم املوضوعات إلى فئات أو طبقات لكل فئة أو طبقة حل معين تدرب عليه‬
‫نموذج سلزنيك ‪ :‬بينما يركز مرتون على القواعد و التعليمات كنتيجة لطلب اإلدارة العليا تحقيق قدر أكبر من الرقابة ‪.‬‬
‫سلزنيك يركز على تفويض السلطة و لكن الهدف واحد في النموذجين ‪ .‬فكالهما يسعى إلى إظهار كيف أن الرغبة في الرقابة‬
‫و استخدام أساليب رقابة حازمة تؤدي إلى ظهور نتائج غير متوقعة تنشأ من مشاكل املتعلقة بوجود عالقات إنسانية‬
‫متداخلة في التنظيم البيروقراطي‪ .‬تلك العالقات اإلنسانية التي اغفل ‪ webar‬أهميتها في نموذجه املثالي و يسير نموذج على‬
‫النسق اآلتي‪:‬‬
‫‪ .1‬هناك طلب مزايد من قبل اإلدارة العليا األحكام الرقابة على التنظيم‬
‫‪ .2‬نتيجة لهذا الطلب يتم تفويض السلطة بما يؤدي إلى زيادة تدريب األفراد الذين فوضت إليهم السلطة على أعمال‬
‫متخصصة ‪ .‬فالتفويض يجعلهم يركزون على عدد أقل من املشاكل و بالتالي يكتبون خبرة أعلى في مجاالت عمل محدودة‬
‫‪ .3‬و على هذا األساس فان تفويض السلطة يساعد على تخفيض الفروق بين أهداف التنظيم و بين االنجازات الفعلية‬
‫األمر الذي يشجع على مزيد من التفويض للسلطة ساعيا وراء املزيد من الكفاءة في العمل‬
‫‪ .4‬هذه التفرقات و االختالفات بين أهداف األجزاء التنظيمية املختلفة تؤدي إلى نشأة الصراع بين أهداف األجزاء و بالتالي‬
‫يصبح مستوى القرارات التي تتخذ داخل التنظيم معتمدا بصفة متزايدة على اعتبارات و اإلستراتجية الخاصة بكل‬
‫وحدة أو جزء على حدا و خاصة إذ لم تكن األهداف العامة للتنظيم موضع اعتبار‬
‫نموذج جولدنر ‪ :‬يشترك جولدنر مع نموذجين السابقين في كونه يسعى إلى إبراز أثار التنظيم البيروقراطي و ما يحدث فيها‬
‫من نتائج غير متوقعة و ال مرغوبة بالفعل خصائص التنظيم ذاتها و يخرج جولدنر بنتيجة أساسية هي أنها في التنظيمات‬
‫البيروقراطية فان نظاما للرقابة للمحافظة على توازن و استقرار جزء من التنظيم الكبير يؤدي في نهاية األمر إلى اإلخالل‬
‫بالنظام الكبير بذاته و يسير النموذج على النسق التالية ‪.‬‬
‫‪ .1‬إن رغبة املستويات العليا في التنظيم البيروقراطي على أعمال و سلوك التنظيم و أعضائه في تطبيق قواعد و‬
‫تعليمات عامة تحدد إجراءات العمل‪.‬‬
‫‪ .2‬يترتب على التطبيقات تلك القواعد العامة تخفيض الشعور بالعالقات القوة في التنظيم و قلة وضوح الفرق في‬
‫مراكز حيث الجميع يخض لذات القوة‬
‫‪ .3‬بناءا على التخفيض عالقات القوة فان أعضاء الجماعات يميلون إلى قبول و نفوذ املترفين بحكم مراكزهم و‬
‫طبيعة أعمالهم و هذا يؤدي إلى تقليل حدة التوتر و الصراع في الجماعات‬
‫‪ .4‬حيث تتحقق تلك النتائج املتوقعة و املقصودة و تبدوا فاعليتها في تخفيض التوتر و الصراع في جماعات العمل‪.‬‬
‫يريد امليل إلى تدعيم و تأييد تلك القواعد العامة‬
‫‪ .5‬و لكن من ناحية أخرى حيث تحدد تلك القواعد العامة السلوك غير املرغوب و أنها في ذات الوقت تحدد العضو‬
‫التنظيم ما هو مطلوب منه كحد ادني‬
‫‪ .6‬و تتعقد املشكلة حين تدرك اإلدارات العليا أن العمل يتم عند األدنى له و يفسر هنا انه فشل من جانب أعضاء‬
‫التنظيم مما يؤدي إلى زيادة الرقابة و التدقيق اإلشراف و املزيد من القواعد العامة و بالتالي مزيد من انخفاض‬
‫معدالت األداء إلى حدودها الدنيا‬

‫‪294‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫البيروقراطية الحديثة )الجديدة)‬


‫ظاهرة البيروقراطية ‪:‬‬
‫تختلف ظاهرة البيروقراطية و مفاهيم الكتاب و املفكرين حولها فالنسبة لبعض هي عملية الحكم عن طريق أجهزة‬
‫متخصصة يعين فيها أفراد ألداء وظائف محددة حيث ينتظمون في شكل هرمي تقع في قمته قيادة لتنظيم و تتدرج بعد ذلك‬
‫املستويات حتى القاعدة حيث يوجد صغار املوظفين الذين يكلفون بالتنفيذ دون أن تكون لهم السلطة اتخاذ القرارات‬
‫اإلدارية و عليها خصائص البيروقراطية هي ‪( :‬حسين محمد الحسن ‪2011‬م‪ ،‬ص ص ‪)65-60‬‬
‫‪ .1‬تقسيم للوظائف على أساس تخصيص و توزيعها‬
‫‪ .2‬تدرج في السلطة و مستويات اإلشراف‬
‫‪ .3‬وجود نظام رسمي مقرر‬
‫‪ .4‬انعدام الناحية الشخصية في عالقة املوظف بعمله‬
‫مشكلة الروتين ‪ :‬هي كلمة شائعة و هي تعكس تعقد اإلجراءات و جمود القواعد و القوانين في األجهزة الحكومية و من‬
‫مظاهر الروتين‬
‫املظهر األول ‪ :‬عدم شعور العاملين االنتماء إلى التنظيم موحد و عدم إدراكهم ألهداف التنظيم العامة‬
‫املظهر الثاني ‪ :‬جهود الروتين و انعزال األفراد و انفصالهم عن بعضهم البعض حيث تسوء املنافسة القاتلة على فرض‬
‫تحسين أمورهم املعيشية‬
‫املظهر الثالث ‪ :‬تركيز املسؤوليات و سلطة اتخاذ القرارات في أيدي فئة قليلة في أعلى مستويات اإلدارية بعيدا عن مجالت‬
‫االحتكاك اليومي بالجماهير و احتياجهم‬
‫املصدر الروتيني ‪:‬يحدد كروزير بان مصدر الروتين ليس فرد في حد ذاته و لكن تأثير جماعة العمل و حد العمل على الفرد‬
‫إنتاج الروتين ‪ :‬انخفاض إنتاجية العاملين وتدهور روحهم املعنوية انعزال اجتماعي و نقص أواصل الصداقة بين أفراد‬
‫املجموعة الواحدة‬
‫البيروقراطية الحديثة‪:‬‬
‫يرى وبر أن التنظيمات البيروقراطية تنشا بطريقة من األربع‬
‫‪ .1‬ينشا نتيجة لتجمع عدد من األفراد حول رحيم أو قاعد رغبة منهم في املحا فضة على أفكاره ومعتقد‬
‫‪ .2‬ينشا من العدم بقرار من شخص أو مجموعة من األشخاص لتأدية وضفة معينة يعتقدون انه مفيدة و مطلوبة‬
‫‪ .3‬ينشا نتيجة النسالخه عن تنضم قائم فعال‬
‫‪ .4‬قد ينشا بإرادة بعض أفراد الدين يروجون لفكرة أو عقيدة معينه‬
‫وتتفق هده الطرق األربعة في األتي‪-:‬‬
‫أ‪ .‬إن التنظيم يكون تحت سيطرة بعض املوجهين أو املتحمسين في بداية إنشاءه مهما كانت الطريقة التي أنش ئ بها‬
‫ب‪ .‬إن التنظيم البيروقراطي يمر عادة بمرحلة مبكرة من النموذج السريع كما ان التنظيم البد أن يحصل على معرفة‬
‫من املجتمع املحيط به حتى يمكنه من البقاء أو االستمرار‬
‫ج‪ .‬يرى دونر أن األسباب الرئيسية للنمو أو انهيار التنظيم يرجع إلى عوامل خارجية في املجتمع أو البيئة املحيطة‬
‫د‪ .‬و قد الحظ دونر أن كل التنظيمات لبيروقراطية لها ميول طبيعي نحو االتساع كأنه كلما قدم العهد للتنظيم كلما‬
‫حدث مايلي ‪:‬‬
‫‪ .i‬تزداد كفاءة التنظيم من خالل عملية التنظيم و اكتساب الخبرة‬
‫‪ .ii‬تنمو نظم من القواعد و اإلجراءات العامة التي تشمل معظم أنشطة التنظيم‬

‫‪295‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫‪ .iii‬يتحول اهتمام أعضاء التنظيم من تأدية الوظائف التي أنش ئ من اجلها إلى املحافظة على بقاء التنظيم و ضمان‬
‫نموه باعتباره مؤسسا مستقال‬
‫‪ .iv‬تميل نسبة اإلداريين بالتنظيم إلى الزيادة‬
‫‪ .v‬يميل التنظيم ليصبح أكثر تحفظ إال إذا واجه فترات من النمو السريع أو تغيرت اإلدارة العليا به‬
‫‪ .vi‬يتسع مجال الوظائف التي يقوم بها التنظيم‬
‫النقد الرئيس ي للنظرية‬
‫‪ /1‬إهمال الفرد و معاملته على أساس انه آلة و تجاهل الطبيعة النفسية و اإلنسانية لإلنسان األمر الذي يؤدي إلى احتمال‬
‫حدوث نتائج غير متوقعة تؤدي إلى انخفاض كفاءة التنظيم بدال من ارتفاعها ‪) .‬نواف كنعان ‪1343،‬ه)‬

‫‪ / 2‬إن بعض املبادئ التي يقوم عليها التنظيم البيروقراطي قد تساعد على اإلهمال و انخفاض الكفاءة مثل مبدأ الترقية‬
‫باألقدمية‬
‫‪ /3‬إن تركيز في تطبيق مبدأ الرقابة و األشراف يؤدي إلى زيادة االحتمال محاولة االنحراف على القواعد و التعليمات األمر‬
‫الذي يؤدي إلى مزيد من الرقابة و اإلشراف و بالتالي املزيد من النتائج الغير متوقعة و في النهاية يصل التنظيم إلى موقف‬
‫غريب يتميز بانخفاض الكفاءة و تخصيص جانب كبير من املوارد و القيام بأعمال رقابية و ترك األهداف أو األعمال‬
‫السياسية للتنظيم دون التنفيذ الحقيقي يتناسب مع تكلفة العمل الرقابي‬
‫‪ /4‬هناك تناقص واضح بين خصائص التنظيم املثالي كم حددها ‪ max webar‬مثال ذلك التناقض بين فكرة التدرج الهرمي‬
‫للرئاسة في اإلدارة استنادا على السلطة و بين فكرة الخبرة و التدريب كأساس الختيار املوظفين‬
‫‪ /5‬نقدي أخر وجهة لنظرية البيروقراطية هو أن نجاح التنظيم و فعاليته ال يتوقفان فحسب على الذاتية أو الداخلية له‬
‫‪ ،‬بل أيضا على الظروف و البيئة املحيطة بالتنظيم أي أن البيروقراطية تعالج التنظيم على انه نظام مغلق و ليس نظاما‬
‫مفتوحا يؤثر في بيئة و يتأثر بها ‪.‬‬
‫الجمود التنظيمي‬
‫ينشأ الجمود التنظيمي لبعد املسافة بين املستويات الدنيا من التنظيم و بين املستويات األعلى ‪ .‬و بالتالي فكلما كبر حجم‬
‫التنظيم كلما أدى ذلك إلى ابتعاد مراكز اتخاذ القرارات عن مركز تنفيذ الفعلي األمر الذي يقلل من حرية املستويات الدنيا‬
‫في حركة و يخفض من قدرتها على التصرف كذلك تتجه عملية اتخاذ القرارات و بطء و استنفاذ وقت أطول ينعكس هذا‬
‫في شكل جمود في العمل و بطء في اإلجراءات ‪ .‬يتضح اذا من هذا العرض للنظرية الحديثة للبيروقراطية مدى اختالفها عن‬
‫نظرية ‪ max webar‬و تقاربها مع النماذج الحديثة التي قدمها مرتون و سلزينك و جولدنر و الصفة األساسية التي تميز هذه‬
‫االتجاهات الحديثة لدراسة البيروقراطية هي إدخال العنصر البشري و البيئة املحيطة كاملحددات األساسية للسلوك و‬
‫لبيروقراطية‬
‫ومن أهم املزايا التي يتسم بها النظام البيروقراطي‬
‫‪ .1‬القدرة على التركز على نظام السلطة التي تتسم بالوحدة والتماسك‪ ،‬دون أن يكون هناك أي تخبط في السلطة‪.‬‬
‫‪ .2‬أو تفريق في القرارات التي تتخذها السلطة الرئيسية‪ ،‬ومن هنا تكمن تلك امليزة على الترقي في شكل أداء العمل واألنظمة‪.‬‬
‫‪ .3‬كذلك اإلجراءات والتي يتم استعمالها في الشركات واملنظمات املختلفة‪.‬‬
‫أيضا‪ ،‬أنه يساهم في تقسيم العمل والتخصص الخاص بكل عامل داخل املنظمة‪.‬‬ ‫‪ .4‬من مزايا هذا النظام البيروقراطي ً‬
‫‪ .5‬وبالتالي وجود نظام يتبع دون أن يكون هناك أي عشوائية في العمل‪ ،‬ويتمثل هذا التقسيم في القيام بتقسيم املهام بين‬
‫املوظفين داخل املنشأة إلى الكثير من الخطوات‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ .6‬كما يتم اختيار كل موظف بما يتالءم مع مؤهالته العملية والعلمية‪ ،‬وأيضا درجة تخصص كل موظف‪.‬‬

‫‪296‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫‪ .7‬التسلسل األساس ي واملفهوم من هذا املعنى أن يتواجد الكثير من املستويات اإلدارية املختلفة والتي تتفاوت فيما بينهم‪.‬‬
‫‪ .8‬كما يتبع كل مستوى من تلك املستويات النظام الذي يعلوه أو يأتي قبله‪.‬‬
‫‪ .9‬وبالتالي يكون النظام على شكل هرمي حيث أن قاعدة الهرم تكون واسعة‪ ،‬وبالتدرج والصعود إلى أعلى يضيق الهرم‪.‬‬
‫أيضا بالرسمية والعمل على تقنين اإلجراءات‪ ،‬واملقصود من ذلك هو تواجد‬ ‫‪ .10‬كذلك يتسم هذا النظام البيروقراطي ً‬
‫شكل في العالقات الرسمية‪.‬‬
‫‪ .11‬ال بصورة شخصية وبالتالي ال يتواجد أي نوع من التفرقة بين املوظفين وبعضهم‪ ،‬بل كلهم سواسية فيما بينهم‪.‬‬
‫ً‬
‫اعتمادا على جدارة املوظف‪.‬‬ ‫‪ .12‬باإلضافة إلى أن هذا الهيكل التنظيمي يعمل على حدوث الترقي داخل العمل‬
‫‪ .13‬وال يعتمد على أي اعتبارات شخصية‪ ،‬وذلك ألن البيروقراطية تحتم على اإلدارة أن تقوم باالختيار الدقيق واملمعن‪.‬‬
‫‪ .14‬عند ترقي املوظفين داخل املنظمة بناء على مؤهالتهم وجدارتهم في العمل‪ ،‬وبالتالي ضمان أن أداء وعمل املوظف‪.‬‬
‫‪ .15‬هو من يحددوا موقعه في الشركة دون النظر ألي اعتبارات أخرى‪.‬‬
‫عيوب النظام البيروقراطي‬
‫‪ .1‬ال يخلو أي نظام متواجد في أي مؤسسة من العيوب فكل نظام‪ ،‬إلى جانب توافر العديد من املميزات له‪.‬‬
‫‪ .2‬كذلك هذا ال يعني أنه ال توجد به العيوب‪ ،‬بل هناك الكثير من العيوب إال أن املنظمة الناجحة هي التي تقود تلك‬
‫السلبيات وتتحكم فيها‪.‬‬
‫‪ .3‬وتحاول أال تغطي على إيجابيات النظام ألن هناك العديد من املنظمات‪ ،‬والتي يتوجب عليها أن تعمل بنظام معين‪.‬‬
‫‪ .4‬والذي يعمل على تحقيق أهداف املنظمة بالشكل املطلوب‪ ،‬إال أنه يحمل الكثير من العيوب وبالتالي فإنه يجب‬
‫عليها التعامل معها بصورة الئقة‪ ( .‬محمد أبودرة‪1969،‬م‪ ،‬ص‪)118‬‬
‫املبحث الثاني‪ :‬الدراسة امليدانية‬
‫ً‬
‫أوال‪ :‬أجراءات الدراسة امليدانية‬
‫أداة الدراسة‬
‫أداة الدراسة عبارة عن الوسيلة التي نستخدمها في جمع املعلومات الالزمة عن الظاهرة موضوع الدراسة‪ ،‬وتوجد‬
‫العديد من األدوات املستخدمة في مجال البحث العلمي للحصول على املعلومات والبيانات الالزمة للدراسة‪ ،‬وقد اعتمدة‬
‫الباحثة على اإلستبانة كأداة رئيسية لجمع املعلومات من عينة الدراسة‪ ،‬اإلستبانة مزايا؛ منها‪(:‬عبدهللا‪1984 ،‬م)‬
‫أ‪ .‬يمكن تطبيقها للحصول على معلومات عن عدد من األفراد‪.‬‬
‫ب‪ .‬قلة تكلفتها وسهولة تطبيقها‪.‬‬
‫ج‪ .‬سهولة وضع عباراتها وترسيم ألفاظها‪.‬‬
‫د‪ .‬يوفر وقت للمستجيب ويعطيه فرصة التفكير‪.‬‬
‫ه‪ .‬يشعر املجيبون عليها بالحرية في التعبير عن آراء يخشون عدم موافقة اآلخرين عليها‪.‬‬
‫املجتمع الدراسة‬
‫ً‬
‫يتكون مجتمع الدراسة من (موظفي بنك ام درمان الوطني) ويساوي تقريبا ‪ 224‬فردا‪ ،‬أما عينة الدراسة هي‬
‫عينة عشوائية بسيطة تم إختيارها من مجتمع البحث‪.‬‬
‫األساليب اإلحصائية املستخدمة‬
‫لتحقيق أهداف الدراسة وللقبول من فرضياتها‪ ،‬تم استخدام األساليب اإلحصائية اآلتية‪:‬‬
‫‪ .1‬األشكال البيانية‪.‬‬
‫‪ .2‬التوزيع التكراري لإلجابات‪.‬‬

‫‪297‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫‪ .3‬النسبة املئوية‪.‬‬
‫‪ .4‬معامل ارتباط بيرسون‪.‬‬
‫‪ .5‬معادلة سبيرما‪ -‬براون لحساب معامل الثبات‪.‬‬
‫‪ .6‬الوسيط‪.‬‬
‫‪ .7‬اختبار مربع كأي الداللة بين اإلجابات‪.‬‬
‫ً‬
‫وللحصول على نتائج دقيقة قدر اإلمكان‪ ،‬تم استخدام البرنامج اإلحصائي ‪ SPSS‬والذي يشير اختصارا إلى الحزمة‬
‫اإلحصائية للعلوم االجتماعية‪ ، Statistical Package for Social Sciences‬كما تمت االستعانة ببرنامج الـ ‪ Excel‬لتنفيذ‬
‫األشكال البيانية املطلوبة في الدراسة‪.‬‬
‫تطبيق عينة الدراسة‬
‫ً‬
‫تم توزيع االستبانة على عينة الدراسة املقررة (‪ )50‬فردا‪ ،‬وقد تم تفريغ البيانات واملعلومات في الجداول التي أعدتها‬
‫الباحثة لهذا الغرض‪ ،‬حيث تم تحويل املتغيرات االسمية‪.‬‬
‫(أوفق بشدة‪ ،‬أوافق‪ ،‬محايد‪ ،‬ال أوافق‪ ،‬ال أوافق بشدة)‪ ،‬إلى متغيرات كمية (‪ )1 ،2 ،3 ،4 ،5‬على الترتيب‪ ،‬وتم تفريغ البيانات‬
‫في الجداول اآلتية‪ ،‬وتم إعداد األشكال البيانية الالزمة‪.‬‬
‫الثبات والصدق أداة الدراسة‬
‫للتأكد من الصدق الظاهري لالستبانة وصالحية عبارت االستبانة من حيث الصياغة والوضوح أجري اختبار‬
‫الثبات لعبارات االستبانة باستخدام معامل ألفا ‪ -‬كرونباخ‪ -‬وكانت النتيجة (‪ )0.92‬مما يعني أن هنالك ثبات في البيانات‬
‫كما يبين في الجدول أدناه‪.‬‬
‫الجدول )‪)1‬‬
‫الثبات والصدق اإلحصائي إلجابات أفراد العينة االستطالعية على االستبانة‬
‫معامل الصدق الذاتي‬ ‫عدد العبارات‬ ‫الفرضيات‬
‫‪.7820‬‬ ‫‪5‬‬ ‫االولي‬
‫‪.6320‬‬ ‫‪5‬‬ ‫الثانية‬
‫‪0.773‬‬ ‫‪5‬‬ ‫الثالثة‬
‫‪0.916‬‬ ‫‪15‬‬ ‫الثبات العام‬
‫املصدر‪ :‬إعداد الباحثة من بيانات الدراسة امليدانية‪2022 ،‬م‬
‫يتضح للباحثة من نتائج الجدول (‪ )1‬أن معامل ألفا كرونباخ لكل عبارات االستبانة تساوي (‪ )0.88‬وهو مرتفع‬
‫وموجب االشارة لعبارات االستبانة‪ ،‬أي ان زيادة قيمة معامل ألفا – كرونباخ تعني زيادة مصداقية البيانات‪.‬‬
‫عرض ومناقشة النتائج‬
‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬تحليل عبارات الفرضيات‬
‫تحليل عبارات الفرضية األولى‪ :‬تؤثر االجهزة في الحد من البيروقراطية في بنك امدرمان الوطني ‪.‬‬
‫جدول )‪)2‬‬
‫التوزيع التكراري إلجابات أفراد عينة الدراسة على عبارات الفرضية األولى‬

‫‪298‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫ال أو افق‬ ‫ال‬


‫محايد‬ ‫أو افق‬ ‫أو افق بشدة‬ ‫العبارات‬
‫بشدة‬ ‫أو افق‬
‫العدد‬ ‫العدد العدد‬ ‫العدد‬ ‫العدد‬
‫النسبة‬ ‫النسبة النسبة‬ ‫النسبة‬ ‫النسبة‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪22‬‬
‫توفر ادارة البنك االجهزة الحديثة وكافة ملحقاتها التي يحتاجها املوظف‬
‫‪%0‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪%54‬‬ ‫‪%44‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪24‬‬
‫استخدام الحاسوب قلل من الوقت املهدر‬
‫‪%0‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪%48‬‬ ‫‪%48‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪18‬‬
‫استخدام الحاسوب اداء الى تطوير االداء الوظيفي لدي العاملين بالبنك‬
‫‪%0‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪%62‬‬ ‫‪%36‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪22‬‬
‫استخدام االجهزة عمل على حفظ املعلومات وسرعة استرجاعها‬
‫‪%0‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪%6‬‬ ‫‪%50‬‬ ‫‪%44‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪23‬‬
‫الكادر البشري بالبنك قادر على التعامل مع الحاسوب بكفاءة‬
‫‪%0‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪%6‬‬ ‫‪%48‬‬ ‫‪%36‬‬
‫املصدر‪ :‬إعداد الباحثة من بيانات الدراسة امليدانية‪2022 ،‬م‬
‫يوضح الجدول رقم(‪ )2‬أن معظم الفئة املستهدفة باالستبانة توافق أو توافق بشدة على أن تؤثر االجهزة في الحد من‬ ‫ّ‬
‫ِ‬
‫البروقراطية في بنك امدرمان الوطني ‪.‬‬
‫تحليل عبارات الفرضية الثانية‪ :‬تؤثراالنظمة في الحد من البيروقراطية في بنك امدرمان الوطني‪.‬‬
‫جدول رقم )‪)3‬‬
‫التوزيع التكراري إلجابات أفراد عينة الدراسة على عبارات الفرضية الثانية‬
‫ال أو افق‬ ‫ال‬ ‫أو افق‬
‫محايد‬ ‫أو افق‬
‫بشدة‬ ‫أو افق‬ ‫بشدة‬
‫العبارات‬
‫العدد العدد العدد العدد‬ ‫العدد‬
‫النسبة النسبة النسبة النسبة‬ ‫النسبة‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪19‬‬
‫تهتم ادارة البنك بتطوير االنظمة بشكل مستمر‬
‫‪%0‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪%12‬‬ ‫‪%50‬‬ ‫‪%38‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪19‬‬
‫توفر االنظمة خاصية االمان والخصوصية للموظفين‬
‫‪%0‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪%6‬‬ ‫‪%54‬‬ ‫‪%38‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪14‬‬
‫توفر االدارة شبكات اتصال سريعة وامنة‬
‫‪%0‬‬ ‫‪%4‬‬ ‫‪%14‬‬ ‫‪%54‬‬ ‫‪%28‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪15‬‬
‫توجد نسخ احتياطيا للبيانات واملعلومات في حال فقدانها‬
‫‪%0‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪%14‬‬ ‫‪%54‬‬ ‫‪%30‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪18‬‬
‫تستجيب االدارة بشكل سريع الي متطلبات تقنية تخدم مصلحة العمل‬
‫‪%0‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪%22‬‬ ‫‪%40‬‬ ‫‪%36‬‬

‫‪299‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫املصدر‪ :‬إعداد الباحثة من بيانات الدراسة امليدانية‪2022 ،‬م‬


‫يو ّ‬
‫ض ـ ـ ـح الجدول رقم (‪ )3‬أن غالبية الفئة املسـ ـ ــتهدفة باالسـ ـ ــتبانة توافق أو توافق بشـ ـ ــدة على أن تؤثر االنظمة في الحد من‬‫ِ‬
‫البروقراطية في بنك امدرمان الوطني‪.‬‬
‫تحليل عبارات الفرضية الثالثة‪ :‬تؤثر البنية التحتية في الحد من البيروقراطية في بنك امدرمان الوطني‪.‬‬
‫جدول رقم)‪)4‬‬
‫التوزيع التكراري إلجابات أفراد عينة الدراسة على عبارات الفرضية الثالثة‬
‫ال‬
‫ال‬ ‫أو افق‬
‫أو افق‬ ‫محايد‬ ‫أو افق‬
‫أو افق‬ ‫بشدة‬
‫بشدة‬ ‫العبارات‬
‫العدد‬ ‫العدد‬ ‫العدد‬ ‫العدد‬ ‫العدد‬
‫النسبة‬ ‫النسبة‬ ‫النسبة‬ ‫النسبة‬ ‫النسبة‬
‫‪0‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪16‬‬
‫توفر بنية تحتية جيدة يؤثر ايجابا على الحد من البروقراطية‬
‫‪%0‬‬ ‫‪%6‬‬ ‫‪%12‬‬ ‫‪%50‬‬ ‫‪%32‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪13‬‬
‫تمتلك ادارة البنك شبكات حديثة متطورة لالتصاالت‬
‫‪%0‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪%24‬‬ ‫‪%48‬‬ ‫‪%26‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪16‬‬
‫يتم تحديث املواقع االلكترونية لالدارة بصورة مستمرة‬
‫‪%0‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪%14‬‬ ‫‪%54‬‬ ‫‪%32‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪20‬‬
‫تستطيع ادارة البنك ان تعقد املؤتمرات اإللكترونية‬
‫‪%0‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪%12‬‬ ‫‪%48‬‬ ‫‪%40‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪23‬‬ ‫تقادم التقنيات املستخدمة من اجهزة وبرمجيات وشبكات وغيرها‬
‫‪%0‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪%12‬‬ ‫‪%42‬‬ ‫‪%46‬‬ ‫باالدارة‬
‫املصدر‪ :‬إعداد الباحثة من بيانات الدراسة امليدانية‪2022 ،‬م‬
‫ّ‬
‫يوضح الجدول رقم (‪ )4‬أن غالبية الفئة املستهدفة باالستبانة توافق أو توافق بشدة على أن تؤثر البنية التحتية في الحد‬ ‫ِ‬
‫من البروقراطية في بنك امدرمان الوطني‪.‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬اختبارالفرضيات‬
‫لإلجابة على تساؤالت الدراسة والتحقق من فرضياتها سيتم حساب الوسيط لكل عبارة من عبارات االستبانة والتي تبين‬
‫آراء عينة الدراسة دور اإلدارة االلكترونية في الحد من بيروقراطية العمل في بنك ام درمان الوطني‪ ،‬حيث تم إعطاء الدرجة‬
‫(‪ )5‬كوزن لكل إجابة "أوافق بشدة"‪ ،‬والدرجة (‪ )4‬كوزن لكل إجابة " أوافق"‪ ،‬والدرجة (‪ )3‬كوزن لكل إجابة "محايد"‪،‬‬
‫والدرجة (‪ )2‬كوزن لكل إجابة "ال أوافق"‪ ،‬والدرجة (‪ )1‬كوزن لكل إجابة " ال أوافق بشدة" إن كل ما سبق ذكره وحسب‬
‫متطلبات التحليل اإلحصائي هو تحويل املتغيرات االسمية إلى متغيرات كمية‪ ،‬وبعد ذلك سيتم استخدام اختبار مربع كاي‬
‫ملعرفة داللة الفروق في إجابات أفراد عينة الدراسة على عبارات كل فرضية‪.‬‬
‫‪/1‬عرض ومناقشة نتائج الفرضية األولى‪:‬‬
‫تنص الفرضية األولى من فرضيات الدراسة على اآلتي‪:‬‬
‫" تؤثر االجهزة في الحد من البروقراطية في بنك امدرمان الوطني‪.‬‬

‫‪300‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫للتحقق من صحة هذه الفرضية‪ ،‬ينبغي معرفة اتجاه آراء عينة الدراسة بخصوص كل عبارة من العبارات املتعلقة‬
‫بالفرضية األولى‪ ،‬ويتم حساب الوسيط إلجابات أفراد عينة الدراسة على كل عبارة ومن ثم على العبارات مجتمعة‪،‬‬
‫والوسيط هو أحد مقاييس النزعة املركزية الذي يستخدم لوصف الظاهرة والذي يمثل اإلجابة التي تتوسط جميع اإلجابات‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫بعد ترتيب اإلجابات تصاعديا أو تنازليا وذلك كما في الجدول (‪)5‬اآلتي‪:‬‬
‫جدول رقم )‪)5‬‬
‫الوسيط إلجابات أفراد عينة الدراسة على عبارات الفرضية األولى‬
‫التفسير‬ ‫الوسيط‬ ‫العبارات‬ ‫ت‬
‫أوافق‬ ‫‪4‬‬ ‫توفر ادارة البنك االجهزة الحديثة وكافة ملحقاتها التي يحتاجها املوظف‬ ‫‪.1‬‬
‫أوافق‬ ‫‪4‬‬ ‫استخدام الحاسوب قلل من الوقت املهدر‬ ‫‪.2‬‬
‫أوافق‬ ‫‪4‬‬ ‫استخدام الحاسوب اداء الى تطوير االداء الوظيفي لدي العاملين بالبنك‬ ‫‪.3‬‬
‫أوافق‬ ‫‪4‬‬ ‫استخدام االجهزة عمل على حفظ املعلومات وسرعة استرجاعها‬ ‫‪.4‬‬
‫أوافق‬ ‫‪4‬‬ ‫الكادر البشري بالبنك قادر على التعامل مع الحاسوب بكفاءة‬ ‫‪.5‬‬
‫أوافق‬ ‫‪4‬‬ ‫جميع العبارات‬
‫املصدر‪ :‬إعداد الباحثة من بيانات الدراسة امليدانية‪2022 ،‬م‬
‫يتبين للباحثة من الجدول رقم (‪ )5‬ما يلي‪:‬‬
‫• بلغت قيمة الوسيط إلجابات أفراد عينة الدراسة على العبارة األولى (‪ ،)4‬وتعني هذه القيمة أن غالبية أفراد العينة‬
‫موافقين على أن توفر ادارة البنك االجهزة الحديثة وكافة ملحقاتها التي يحتاجها املوظف‪.‬‬
‫• بلغت قيمة الوسيط إلجابات أفراد عينة الدراسة على العبارة الثانية (‪ ،)4‬وتعني هذه القيمة أن غالبية أفراد العينة‬
‫موافقين على أن استخدام الحاسوب قلل من الوقت املهدر‪.‬‬
‫• بلغت قيمة الوسيط إلجابات أفراد عينة الدراسة على العبارة الثالثة (‪ ،)4‬وتعني هذه القيمة أن غالبية أفراد العينة‬
‫موافقين على أن استخدام الحاسوب اداء الى تطوير االداء الوظيفي لدي العاملين بالبنك‪.‬‬
‫• بلغت قيمة الوسيط إلجابات أفراد عينة الدراسة على العبارة الرابعة (‪ ،)4‬وتعني هذه القيمة أن غالبية أفراد العينة‬
‫موافقين على أن استخدام االجهزة عمل على حفظ املعلومات وسرعة استرجاعها‪.‬‬
‫• بلغت قيمة الوسيط إلجابات أفراد عينة الدراسة على العبارة الخامسة (‪ ،)4‬وتعني هذه القيمة أن غالبية أفراد‬
‫العينة موافقين على أن الكادر البشري بالبنك قادر على التعامل مع الحاسوب بكفاءة‪.‬‬
‫• بلغت قيمة الوسيط إلجابات أفراد عينة الدراسة على جميع عبارات الفرضية األولى (‪ ،)4‬وتعني هذه القيمة أن‬
‫غالبية أفراد عينة الدراسة موافقين على ما جاء بعبارات الفرضية األولى‪.‬‬
‫إن النتائج أعاله ال تعني أن جميع أفراد عينة الدراس ـ ــة متفقون على ذلك‪ ،‬حيث إنه وكما ورد في جدول رقم (‪ )5‬أن‬
‫ً‬
‫هن ــاك أفرادا مح ــاي ــدين أو غير موافقين على ذل ــك‪ ،‬والختب ــار وجود فروق ذات دالل ــة إحصـ ـ ـ ـ ـ ــائي ــة بين أع ــداد املوافقين‬
‫واملحــايــدين وغير املوافقين للنتــائج أعاله تم اس ـ ـ ـ ــتخــدام اختبــار مربع كــاي لــداللــة الفروق بين اإلجــابــات على كــل عبــارة من‬
‫عبارات الفرضية األولى‪ ،‬الجدول رقم (‪ )6‬يلخص نتائج االختبار لهذه العبارات‪:‬‬

‫جدول رقم )‪)6‬‬


‫نتائج اختبارمربع كاي لداللة الفروق لإلجابات على عبارات الفرضية األولى‬

‫‪301‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫قيمة مربع‬ ‫درجة‬


‫العبارات‬ ‫ت‬
‫كاي‬ ‫الحرية‬
‫‪22.84‬‬ ‫‪2‬‬ ‫توفر ادارة البنك االجهزة الحديثة وكافة ملحقاتها التي يحتاجها املوظف‬ ‫‪.1‬‬
‫‪42.32‬‬ ‫‪3‬‬ ‫استخدام الحاسوب قلل من الوقت املهدر‬ ‫‪.2‬‬
‫‪27.16‬‬ ‫‪2‬‬ ‫استخدام الحاسوب اداء الى تطوير االداء الوظيفي لدي العاملين بالبنك‬ ‫‪.3‬‬
‫‪17.08‬‬ ‫‪2‬‬ ‫استخدام االجهزة عمل على حفظ املعلومات وسرعة استرجاعها‬ ‫‪.4‬‬
‫‪16.84‬‬ ‫‪2‬‬ ‫الكادر البشري بالبنك قادر على التعامل مع الحاسوب بكفاءة‬ ‫‪.5‬‬
‫املصدر‪ :‬إعداد الباحثة من بيانات الدراسة امليدانية‪2022 ،‬م‬
‫يمكن للباحثة تفسير نتائج الجدول أعاله كاآلتي‪:‬‬
‫• بلغت قيمة مربع كاي املحسوبة لداللة الفروق بين أعداد أفراد عينة الدراسة املوافقين بشدة واملوافقين على ما جاء‬
‫بالعبارة األولى (‪ )22.84‬وهذه القيمة أكبر من قيمة مربع كاي الجدولية عند درجة حرية (‪ )2‬ومستوى داللة (‪)%1‬‬
‫ً‬
‫والبالغة (‪ ،)9.21‬واعتمادا على ما ورد في الجدول رقم (‪ ،)6‬فإن ذلك يشير إلى وجود فروق ذات داللة إحصائية وعند‬
‫مستوى داللة (‪ )%1‬بين إجابات أفراد العينة ولصالح املوافقين على أن توفر ادارة البنك االجهزة الحديثة وكافة‬
‫ملحقاتها التي يحتاجها املوظف‪.‬‬
‫• بلغت قيمة مربع كاي املحسوبة لداللة الفروق بين أعداد أفراد عينة الدراسة املوافقين واملحايدين وغير املوافقين‬
‫على ما جاء بالعبارة الثانية (‪ )42.32‬وهذه القيمة أكبر من قيمة مربع كاي الجدولية عند درجة حرية (‪ )3‬ومستوى‬
‫ً‬
‫داللة (‪ )%1‬والبالغة (‪ ،)11.35‬واعتمادا على ما ورد في الجدول رقم (‪ ،)6‬فإن ذلك يشير إلى وجود فروق ذات داللة‬
‫إحصائية وعند مستوى داللة (‪ )%1‬بين إجابات أفراد العينة ولصالح املوافقين بشدة على أن استخدام الحاسوب‬
‫قلل من الوقت املهدر‪.‬‬
‫• بلغت قيمة مربع كاي املحسوبة لداللة الفروق بين أعداد أفراد عينة الدراسة املوافقين بشدة واملوافقين على ما جاء‬
‫بالعبارة الثالثة (‪ )27.16‬وهذه القيمة أكبر من قيمة مربع كاي الجدولية عند درجة حرية (‪ )2‬ومستوى داللة (‪)%1‬‬
‫ً‬
‫والبالغة (‪ ،)9.21‬واعتمادا على ما ورد في الجدول رقم (‪ ،)6‬فإن ذلك يشير إلى وجود فروق ذات داللة إحصائية وعند‬
‫مستوى داللة (‪ )%1‬بين إجابات أفراد العينة ولصالح املوافقين على أن استخدام الحاسوب اداء الى تطوير االداء‬
‫الوظيفي لدي العاملين بالبنك‪.‬‬
‫• بلغت قيمة مربع كاي املحسوبة لداللة الفروق بين أعداد أفراد عينة الدراسة املوافقين واملحايدين وغير املوافقين‬
‫حول ما جاء بالعبارة الرابعة (‪ )17.08‬وهذه القيمة أكبر من قيمة مربع كاي الجدولية عند درجة حرية (‪ )2‬ومستوى‬
‫ً‬
‫داللة (‪ )%1‬والبالغة (‪ ،)9.21‬واعتمادا على ما ورد في الجدول رقم (‪ ،)6‬فإن ذلك يشير إلى وجود فروق ذات داللة‬
‫إحصائية وعند مستوى داللة (‪ )%1‬بين إجابات أفراد العينة ولصالح املوافقين على أن استخدام االجهزة عمل على‬
‫حفظ املعلومات وسرعة استرجاعها‬
‫• بلغت قيمة مربع كاي املحسوبة لداللة الفروق بين أعداد أفراد عينة الدراسة املوافقين بشدة واملوافقين حول ما جاء‬
‫بالعبارة الخامسة (‪ )16.84‬وهذه القيمة أقل من قيمة مربع كاي الجدولية عند درجة حرية (‪ )2‬ومستوى داللة (‪)%1‬‬
‫ً‬
‫والبالغة (‪ ،)9.21‬واعتمادا على ما ورد في الجدول رقم (‪ )6‬فإن ذلك يشير إلى عدم وجود فروق ذات داللة إحصائية‬
‫وعند مستوى داللة (‪ )%1‬بين إجابات أفراد العينة ولصالح املوافقين على أن الكادر البشري بالبنك قادر على التعامل‬
‫مع الحاسوب بكفاءة‪.‬‬

‫‪302‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫مم ــا تق ــدم يس ـ ـ ـ ــتنتج الب ــاحث ــة أن فرض ـ ـ ـ ـي ــة ال ــدراس ـ ـ ـ ـ ــة األولى والتي نص ـ ـ ـ ـ ــت على أن‪ " :‬تؤثر االجهزة في الح ــد من‬
‫البروقراطية في بنك امدرمان الوطني " قد تحققت‪.‬‬
‫‪ /2‬عرض ومناقشة نتائج الفرضية الثانية‪:‬‬
‫تنص الفرضية الثانية من فرضيات الدراسة على اآلتي‪:‬‬
‫" تؤثر االنظمة في الحد من البروقراطية في بنك امدرمان الوطني"‬
‫للتحقق من صحة هذه الفرضية‪ ،‬ينبغي معرفة اتجاه آراء عينة الدراسة بخصوص كل عبارة من العبارات املتعلقة‬
‫ً‬
‫بالفرضية الثانية‪ ،‬ويتم حساب الوسيط إلجابات أفراد عينة الدراسة على كل عبارة ومن ثم على العبارات مجتمعة‪،‬‬
‫والوسيط هو أحد مقاييس النزعة املركزية الذي يستخدم لوصف الظاهرة والذي يمثل اإلجابة التي تتوسط جميع اإلجابات‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫بعد ترتيب اإلجابات تصاعديا أو تنازليا وذلك كما في الجدول رقم (‪ )7‬اآلتي‪:‬‬
‫جدول رقم )‪)7‬‬
‫الوسيط إلجابات أفراد عينة الدراسة على عبارات الفرضية الثانية‬
‫الوسيط التفسير‬ ‫العبارات‬ ‫ت‬
‫أوافق‬ ‫‪4‬‬ ‫تهتم ادارة البنك بتطوير االنظمة بشكل مستمر‬ ‫‪1‬‬
‫أوافق‬ ‫‪4‬‬ ‫توفر االنظمة خاصية االمان والخصوصية للموظفين‬ ‫‪2‬‬
‫أوافق‬ ‫‪4‬‬ ‫توفر االدارة شبكات اتصال سريعة وامنة‬ ‫‪3‬‬
‫أوافق‬ ‫‪4‬‬ ‫توجد نسخ احتياطيا للبيانات واملعلومات في حال فقدانها‬ ‫‪4‬‬
‫أوافق‬ ‫‪4‬‬ ‫تستجيب االدارة بشكل سريع الي متطلبات تقنية تخدم مصلحة العمل‬ ‫‪5‬‬
‫أو افق‬ ‫‪4‬‬ ‫جميع العبارات‬
‫املصدر‪ :‬إعداد الباحثة من بيانات الدراسة امليدانية‪2022 ،‬م‬
‫يتبين للباحثة من الجدول رقم (‪ )7‬ما يلي‪:‬‬
‫• بلغت قيمة الوسيط إلجابات أفراد عينة الدراسة على العبارة األولى (‪ ،)4‬وتعني هذه القيمة أن غالبية أفراد العينة‬
‫موافقين على أن تهتم ادارة البنك بتطوير االنظمة بشكل مستمر‪.‬‬
‫• بلغت قيمة الوسيط إلجابات أفراد عينة الدراسة على العبارة الثانية (‪ )4‬وتعني هذه القيمة أن غالبية أفراد العينة‬
‫موافقين على أن توفر االنظمة خاصية االمان والخصوصية للموظفين‪.‬‬
‫• بلغت قيمة الوسيط إلجابات أفراد عينة الدراسة على العبارة الثالثة (‪ ،)4‬وتعني هذه القيمة أن غالبية أفراد العينة‬
‫موافقين على أن توفر االدارة شبكات اتصال سريعة وامنة‪.‬‬
‫• بلغت قيمة الوسيط إلجابات أفراد عينة الدراسة على العبارة الرابعة (‪ ،)5‬وتعني هذه القيمة أن غالبية أفراد العينة‬
‫موافقين على أن توجد نسخ احتياطيا للبيانات واملعلومات في حال فقدانها‪.‬‬
‫• بلغت قيمة الوسيط إلجابات أفراد عينة الدراسة على العبارة الخامسة (‪ ،)5‬وتعني هذه القيمة أن غالبية أفراد العينة‬
‫موافقين على أن تستجيب االدارة بشكل سريع الي متطلبات تقنية تخدم مصلحة العمل‪.‬‬
‫• بلغت قيمة الوسيط إلجابات أفراد عينة الدراسة على جميع عبارات الفرضية الثانية (‪ ،)5‬وتعني هذه القيمة أن غالبية‬
‫أفراد عينة الدراسة موافقين على ما جاء بعبارات الفرضية الثانية‪.‬‬
‫إن النتائج أعاله ال تعني أن جميع أفراد عينة الدراس ــة متفقون على ذلك‪ ،‬حيث إنه وكما ورد في جدول رقم (‪ )7‬أن‬
‫ً‬
‫هن ــاك أفرادا مح ــاي ــدين أو غير موافقين على ذل ــك‪ ،‬والختب ــار وجود فروق ذات دالل ــة إحصـ ـ ـ ـ ـ ــائي ــة بين أع ــداد املوافقين‬

‫‪303‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫واملحــايــدين وغير املوافقين للنتــائج أعاله تم اس ـ ـ ـ ــتخــدام اختبــار مربع كــاي لــداللــة الفروق بين اإلجــابــات على كــل عبــارة من‬
‫عبارات الفرضية الثانية‪ ،‬الجدول رقم (‪ )7‬يلخص نتائج االختبار لهذه العبارات‪:‬‬
‫جدول رقم )‪)8‬‬
‫نتائج اختبارمربع كاي لداللة الفروق لإلجابات على عبارات الفرضية الثانية‬
‫قيمة مربع‬ ‫درجة‬
‫العبارات‬ ‫ت‬
‫كاي‬ ‫الحرية‬
‫‪11.32‬‬ ‫‪2‬‬ ‫تهتم ادارة البنك بتطوير االنظمة بشكل مستمر‬ ‫‪1‬‬
‫‪38.00‬‬ ‫‪3‬‬ ‫توفر االنظمة خاصية االمان والخصوصية للموظفين‬ ‫‪2‬‬
‫‪28.24‬‬ ‫‪3‬‬ ‫توفر االدارة شبكات اتصال سريعة وامنة‬ ‫‪3‬‬
‫‪30.32‬‬ ‫‪3‬‬ ‫توجد نسخ احتياطيا للبيانات واملعلومات في حال فقدانها‬ ‫‪4‬‬
‫‪17.68‬‬ ‫‪3‬‬ ‫تستجيب االدارة بشكل سريع الي متطلبات تقنية تخدم مصلحة العمل‬ ‫‪5‬‬
‫املصدر‪ :‬إعداد الباحثة من بيانات الدراسة امليدانية‪2022 ،‬م‬
‫يمكن للباحثة تفسير نتائج الجدول أعاله كاآلتي‪:‬‬
‫• بلغت قيمة مربع كاي املحسوبة لداللة الفروق بين أعداد أفراد عينة الدراسة املوافقين بشدة واملوافقين على ما جاء‬
‫بالعبارة األولى (‪ )11.32‬وهذه القيمة أكبر من قيمة مربع كاي الجدولية عند درجة حرية (‪ )2‬ومستوى داللة (‪)%1‬‬
‫ً‬
‫والبالغة (‪ ،)9.21‬واعتمادا على ما ورد في الجدول رقم (‪ ،)8‬فإن ذلك يشير إلى وجود فروق ذات داللة إحصائية وعند‬
‫مستوى داللة (‪ )%1‬بين إجابات أفراد العينة ولصالح املوافقين على أن تهتم ادارة البنك بتطوير االنظمة بشكل‬
‫مستمر‪.‬‬
‫• بلغت قيمة مربع كاي املحسوبة لداللة الفروق بين أعداد أفراد عينة الدراسة املوافقين واملحايدين وغير املوافقين‬
‫على ما جاء بالعبارة الثانية (‪ )38.00‬وهذه القيمة أكبر من قيمة مربع كاي الجدولية عند درجة حرية (‪ )3‬ومستوى‬
‫ً‬
‫داللة (‪ )%1‬والبالغة (‪ ،)11.35‬واعتمادا على ما ورد في الجدول رقم (‪ ،)8‬فإن ذلك يشير إلى وجود فروق ذات داللة‬
‫إحصائية وعند مستوى داللة (‪ )% 1‬بين إجابات أفراد العينة ولصالح املوافقين على أن توفر االنظمة خاصية االمان‬
‫والخصوصية للموظفين‬
‫• بلغت قيمة مربع كاي املحسوبة لداللة الفروق بين أعداد أفراد عينة الدراسة املوافقين بشدة واملوافقين على ما جاء‬
‫بالعبارة الثالثة (‪ )15.84‬وهذه القيمة أكبر من قيمة مربع كاي الجدولية عند درجة حرية (‪ )3‬ومستوى داللة (‪)%1‬‬
‫ً‬
‫والبالغة (‪ ،)11.35‬واعتمادا على ما ورد في الجدول رقم (‪ ،)8‬فإن ذلك يشير إلى وجود فروق ذات داللة إحصائية وعند‬
‫مستوى داللة (‪ )%1‬بين إجابات أفراد العينة ولصالح املوافقين على أن توفر االدارة شبكات اتصال سريعة وامنة‪.‬‬
‫• بلغت قيمة مربع كاي املحسوبة لداللة الفروق بين أعداد أفراد عينة الدراسة املوافقين واملحايدين وغير املوافقين‬
‫حول ما جاء بالعبارة الرابعة (‪ )30.32‬وهذه القيمة أكبر من قيمة مربع كاي الجدولية عند درجة حرية (‪ )3‬ومستوى‬
‫ً‬
‫داللة (‪ )%1‬والبالغة (‪ ،)11.35‬واعتمادا على ما ورد في الجدول رقم (‪ ،)8‬فإن ذلك يشير إلى وجود فروق ذات داللة‬
‫إحصائية وعند مستوى داللة (‪ )%1‬بين إجابات أفراد العينة ولصالح املوافقين على أن توجد نسخ احتياطيا للبيانات‬
‫واملعلومات في حال فقدانها‪.‬‬
‫• بلغت قيمة مربع كاي املحسوبة لداللة الفروق بين أعداد أفراد عينة الدراسة املوافقين بشدة واملوافقين حول ما جاء‬
‫بالعبارة الخامسة (‪ )17.68‬وهذه القيمة أكبر من قيمة مربع كاي الجدولية عند درجة حرية (‪ )3‬ومستوى داللة (‪)%1‬‬

‫‪304‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫ً‬
‫والبالغة (‪ ،)11.35‬واعتمادا على ما ورد في الجدول رقم (‪ ،)8‬فإن ذلك يشير إلى وجود فروق ذات داللة إحصائية وعند‬
‫مستوى داللة (‪ )%1‬بين إجابات أفراد العينة ولصالح املوافقين على أن تستجيب االدارة بشكل سريع الي متطلبات‬
‫تقنية تخدم مصلحة العمل‪.‬‬
‫‪/3‬عرض ومناقشة نتائج الفرضية الثالثة‪:‬‬
‫تنص الفرضية الثالثة من فرضيات الدراسة على اآلتي‪:‬‬
‫" تؤثر البنية التحتية في الحد من البيروقراطية في بنك امدرمان الوطني "‪.‬‬
‫للتحقق من صحة هذه الفرضية‪ ،‬ينبغي معرفة اتجاه آراء عينة الدراسة بخصوص كل عبارة من العبارات املتعلقة‬
‫ً‬
‫بالفرضية الثالثة‪ ،‬ويتم حساب الوسيط إلجابات أفراد عينة الدراسة على كل عبارة ومن ثم على العبارات مجتمعة‪،‬‬
‫والوسيط هو أحد مقاييس النزعة املركزية الذي يستخدم لوصف الظاهرة والذي يمثل اإلجابة التي تتوسط جميع اإلجابات‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫بعد ترتيب اإلجابات تصاعديا أو تنازليا وذلك كما في الجدول اآلتي‪:‬‬
‫جدول رقم )‪)9‬‬
‫الوسيط إلجابات أفراد عينة الدراسة على عبارات الفرضية الثالثة‬
‫الوسيط التفسير‬ ‫العبارات‬ ‫ت‬
‫أوافق‬ ‫‪4‬‬ ‫توفر بنية تحتية جيدة يؤثر ايجابا على الحد من البروقراطية‬ ‫‪1‬‬
‫أوافق‬ ‫‪4‬‬ ‫تمتلك ادارة البنك شبكات حديثة متطورة لالتصاالت‬ ‫‪2‬‬
‫أوافق‬ ‫‪4‬‬ ‫يتم تحديث املواقع االلكترونية لالدارة بصورة مستمرة‬ ‫‪3‬‬
‫أوافق‬ ‫‪4‬‬ ‫تستطيع ادارة البنك ان تعقد املؤتمرات اإللكترونية‬ ‫‪4‬‬
‫أوافق‬ ‫‪4‬‬ ‫تقادم التقنيات املستخدمة من اجهزة وبرمجيات وشبكات وغيرها باالدارة‬ ‫‪5‬‬
‫أو افق‬ ‫‪4‬‬ ‫جميع العبارات‬
‫املصدر‪ :‬إعداد الباحثة من بيانات الدراسة امليدانية‪2022 ،‬م‬
‫يتبين من الجدول رقم )‪ )9‬ما يلي‪:‬‬
‫• بلغت قيمة الوسيط إلجابات أفراد عينة الدراسة على العبارة األولى (‪ ،)4‬وتعني هذه القيمة أن غالبية أفراد العينة‬
‫موافقين على أن توفر بنية تحتية جيدة يؤثر ايجابا على الحد من البروقراطية‪.‬‬
‫• بلغت قيمة الوسيط إلجابات أفراد عينة الدراسة على العبارة الثانية (‪ ،)4‬وتعني هذه القيمة أن غالبية أفراد العينة‬
‫موافقين على أن تمتلك ادارة البنك شبكات حديثة متطورة لالتصاالت‪.‬‬
‫• بلغت قيمة الوسيط إلجابات أفراد عينة الدراسة على العبارة الثالثة (‪ ،)4‬وتعني هذه القيمة أن غالبية أفراد العينة‬
‫موافقين على أن يتم تحديث املواقع االلكترونية لالدارة بصورة مستمرة‪.‬‬
‫• بلغت قيمة الوسيط إلجابات أفراد عينة الدراسة على العبارة الرابعة (‪ ،)4‬وتعني هذه القيمة أن غالبية أفراد العينة‬
‫موافقين على أن تستطيع ادارة البنك ان تعقد املؤتمرات اإللكترونية‪.‬‬
‫• بلغت قيمة الوسيط إلجابات أفراد عينة الدراسة على العبارة الخامسة (‪ ،)4‬وتعني هذه القيمة أن غالبية أفراد العينة‬
‫موافقين على أن تقادم التقنيات املستخدمة من اجهزة وبرمجيات وشبكات وغيرها باالدارة‪.‬‬
‫• بلغت قيمة الوسيط إلجابات أفراد عينة الدراسة على جميع عبارات الفرضية الثالثة (‪ ،)4‬وتعني هذه القيمة أن‬
‫غالبية أفراد عينة الدراسة موافقين على ما جاء بعبارات الفرضية الثالثة‪.‬‬
‫إن النتائج أعاله ال تعني أن جميع أفراد عينة الدراسة متفقون على ذلك‪ ،‬حيث إنه وكما ورد في جدول رقم )‪،)9‬أن‬

‫‪305‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫ً‬
‫هناك أفرادا محايدين أو غير موافقين على ذلك‪ ،‬والختبار وجود فروق ذات داللة إحصائية بين أعداد املوافقين واملحايدين‬
‫وغير املوافقين للنتائج أعاله تم استخدام اختبار مربع كاي لداللة الفروق بين اإلجابات على كل عبارة من عبارات الفرضية‬
‫الثالثة‪ ،‬الجدول رقم )‪ )9‬يلخص نتائج االختبار لهذه العبارات‪:‬‬
‫جدول رقم )‪)10‬‬
‫نتائج اختبارمربع كاي لداللة الفروق لإلجابات على عبارات الفرضية الثالثة‬
‫قيمة مربع‬ ‫درجة‬
‫العبارات‬ ‫ت‬
‫كاي‬ ‫الحرية‬
‫‪24.08‬‬ ‫‪3‬‬ ‫توفر بنية تحتية جيدة يؤثر ايجابا على الحد من البروقراطية‬ ‫‪1‬‬
‫‪21.20‬‬ ‫‪3‬‬ ‫تمتلك ادارة البنك شبكات حديثة متطورة لالتصاالت‬ ‫‪2‬‬
‫‪12.04‬‬ ‫‪2‬‬ ‫يتم تحديث املواقع االلكترونية لالدارة بصورة مستمرة‬ ‫‪3‬‬
‫‪10.72‬‬ ‫‪2‬‬ ‫تستطيع ادارة البنك ان تعقد املؤتمرات اإللكترونية‬ ‫‪4‬‬
‫‪10.36‬‬ ‫‪2‬‬ ‫تقادم التقنيات املستخدمة من اجهزة وبرمجيات وشبكات وغيرها باالدارة‬ ‫‪5‬‬
‫املصدر‪ :‬إعداد الباحثة من بيانات الدراسة امليدانية‪2020 ،‬م‬
‫يمكن للباحث تفسير نتائج الجدول أعاله كاآلتي‪:‬‬
‫• بلغت قيمة مربع كاي املحسوبة لداللة الفروق بين أعداد أفراد عينة الدراسة املوافقين بشدة واملوافقين على ما جاء‬
‫بالعبارة األولى (‪ )24.08‬وهذه القيمة أكبر من قيمة مربع كاي الجدولية عند درجة حرية (‪ )3‬ومستوى داللة (‪)%1‬‬
‫ً‬
‫والبالغة (‪ ،)11.35‬واعتمادا على ما ورد في الجدول رقم (‪ ، )10‬فإن ذلك يشير إلى وجود فروق ذات داللة إحصائية‬
‫وعند مستوى داللة (‪ )% 1‬بين إجابات أفراد العينة ولصالح املوافقين على أن توفر بنية تحتية جيدة يؤثر ايجابا على‬
‫الحد من البروقراطية‪.‬‬
‫• بلغت قيمة مربع كاي املحسوبة لداللة الفروق بين أعداد أفراد عينة الدراسة املوافقين واملحايدين وغير املوافقين‬
‫على ما جاء بالعبارة الثانية (‪ )21.20‬وهذه القيمة أكبر من قيمة مربع كاي الجدولية عند درجة حرية (‪ )3‬ومستوى‬
‫ً‬
‫داللة (‪ )%1‬والبالغة (‪ ،)11.35‬واعتمادا على ما ورد في الجدول رقم (‪ ،)10‬فإن ذلك يشير إلى وجود فروق ذات داللة‬
‫إحصائية وعند مستوى داللة (‪ )%1‬بين إجابات أفراد العينة ولصالح املوافقين على أن تمتلك ادارة البنك شبكات‬
‫حديثة متطورة لالتصاالت‪.‬‬
‫• بلغت قيمة مربع كاي املحسوبة لداللة الفروق بين أعداد أفراد عينة الدراسة املوافقين بشدة واملوافقين على ما جاء‬
‫بالعبارة الثالثة (‪ )12.04‬وهذه القيمة أكبر من قيمة مربع كاي الجدولية عند درجة حرية (‪ )2‬ومستوى داللة (‪)%1‬‬
‫ً‬
‫والبالغة (‪ ،)9.21‬واعتمادا على ما ورد في الجدول رقم (‪ ،)10‬فإن ذلك يشير إلى وجود فروق ذات داللة إحصائية وعند‬
‫مستوى داللة (‪ )%1‬بين إجابات أفراد العينة ولصالح املوافقين على أن يتم تحديث املواقع االلكترونية لالدارة بصورة‬
‫مستمرة‪.‬‬
‫• بلغت قيمة مربع كاي املحسوبة لداللة الفروق بين أعداد أفراد عينة الدراسة املوافقين واملحايدين وغير املوافقين‬
‫حول ما جاء بالعبارة الرابعة (‪ )10.72‬وهذه القيمة أكبر من قيمة مربع كاي الجدولية عند درجة حرية (‪ )2‬ومستوى‬
‫ً‬
‫داللة (‪ )%1‬والبالغة (‪ ،)9.21‬واعتمادا على ما ورد في الجدول رقم (‪ ،)10‬فإن ذلك يشير إلى وجود فروق ذات داللة‬
‫إحصائية وعند مستوى داللة (‪ )%1‬بين إجابات أفراد العينة ولصالح املوافقين على أن تستطيع ادارة البنك ان تعقد‬
‫املؤتمرات اإللكترونية‪.‬‬

‫‪306‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫• بلغت قيمة مربع كاي املحسوبة لداللة الفروق بين أعداد أفراد عينة الدراسة املوافقين بشدة واملوافقين حول ما جاء‬
‫بالعبارة الخامسة (‪ )10.36‬وهذه القيمة أكبر من قيمة مربع كاي الجدولية عند درجة حرية (‪ )2‬ومستوى داللة (‪)%1‬‬
‫ً‬
‫والبالغة (‪ ،)9.21‬واعتمادا على ما ورد في الجدول رقم (‪ )10‬فإن ذلك يشير إلى وجود فروق ذات داللة إحصائية وعند‬
‫مستوى داللة (‪ )%1‬بين إجابات أفراد العينة ولصالح املوافقين بشدة على أن تقادم التقنيات املستخدمة من اجهزة‬
‫وبرمجيات وشبكات وغيرها باالدارة‪.‬‬
‫الخاتمة‬
‫ً‬
‫أوال‪ :‬نتائج نتائج الدراسة‬
‫من خالل نتائج تحليل بيانات العينة واملتمثلة في محاور الدراسة الثالثة تم تلخيص النتائج في اآلتي‪:‬‬
‫‪ .1‬وفرت ادارة البنك االجهزة الحديثة وكافة ملحقاتها التي يحتاجها املوظف‪.‬‬
‫‪ .2‬أمنت ادارة البنك على ستخدام الحاسوب الذي قلل من الوقت املهدر‪.‬‬
‫‪ .3‬الكادر البشري بالبنك قادر على التعامل مع الحاسوب بكفاءة‬
‫‪ .4‬توفر االدارة شبكات اتصال سريعة وامنة‬
‫‪ .5‬تستجيب االدارة بشكل سريع الي متطلبات تقنية تخدم مصلحة العمل‬
‫‪ .6‬تستطيع ادارة البنك ان تعقد املؤتمرات اإللكترونية‬
‫ً‬
‫ثانيا توصيات الدراسة‪:‬‬
‫ً‬
‫من خالل النتائج التي تم التوصل إليها سابقا نوص ي باآلتي‪:‬‬
‫‪ .1‬ضرورة عقد دورات تدريبة للحد من بيروقراطية التي تمارس في ادارة البنك‬
‫‪ .2‬اوص ي البحث بتطوير الربط الشبكي بين االقسام‬
‫‪ .3‬التأكيد على املؤتمرات وورش العمل التي تخدم البحث‬
‫‪ .4‬املحافظة على الخبرات املتراكة في البنك‬
‫‪ .5‬االستمرار في البحث املتجدد ملتطلبات التقنية‪.‬‬
‫قائمة املراجع‬
‫خالد عبده الصرايره‪ ،‬الكافي في مفاهيم علوم املكتبات واملعلومات‪ ،‬عمان ‪ :‬دار كنوز املعرفة العلمية للنشر‬ ‫‪.1‬‬
‫والتوزيع‪2010 ،‬م‪.‬‬
‫‪ /https://mafhome.com‬االثنين املوافق ‪ 7‬مارس ‪2022‬م‪ .‬الساعة ‪ 11.23‬دقيقة‬ ‫‪.2‬‬
‫جمعة اسماعيل العياط‪ ،‬االدارة االلكترونية‪ ،‬عمان ‪ :‬دار امجد للنشر والتوزيع‪2014 ،‬م‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫عبود نجم‪ ،‬االدارة االلكترونية‪ ،‬القاهرة ‪ :‬مركز املعلومات ودعم القرار‪2010 ،‬م‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫محمد الصيرفي‪ ،‬االدارة االلكترونية ‪،‬القاهرة‪ :‬دار الفكر الجامعي ‪2006 ،‬م‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫فتحية فرطاس‪ ،‬عصرنة االدارة العمومية في الجزائر من خالل تطبيق االدارة االلكترونية ودورها في تحسين‬ ‫‪.6‬‬
‫خدمة املواطنين‪ ،‬مجلة االقتصاد الجديد‪ ،‬املجلد (‪ ،)2‬العدد(‪2016 ،)15‬م‬
‫عالء عبدالرازق السلمي‪ ،‬االدارة االلكترونية‪ ،‬عمان‪ :‬دار وائل للنشر ‪2008 ،‬م‪.‬‬ ‫‪.7‬‬
‫الوليد يزيد بشار‪ ،‬املفاهيم االدارية الحديثة ‪ ،‬عمان‪ :‬دار الراية للنشر والتوزيع‪2014 ،‬م‪.‬‬ ‫‪.8‬‬
‫فداء محمد حامد ‪ ،‬االدارة االلكترونية (االسس النظرية والتطبيقية)‪ ،‬عمان‪ :‬دار ومكتبة الكندي للنشر‬ ‫‪.9‬‬
‫والتوزيع‪2015 ،‬م‪.‬‬

‫‪307‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫‪ .10‬ربحي مصطفى عليان‪ ،‬البيئة االلكترونية ‪،‬عمان‪ :‬دار صفاء للنشر والتوزيع ‪2013 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .11‬باسم الحميري‪ ،‬االدارة الوظائف واملمارسة‪،‬عمان‪ :‬دار ومكتبة الحامد للنشر والتوزيع‪2015 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .12‬عبد هللا الغامدي ‪ ،‬القيادة اإلدارية ‪ ،‬ط‪ ، 2‬الدمام ‪ :‬دار الكفاح للنشر والتوزيع ‪1434 ،‬هـ ‪.‬‬
‫‪ .13‬محمد أبودرة ‪ ،‬اضمحالل اإلمبراطورية الرومانية ‪ ،‬ط‪. ، 2‬القاهرة ‪ :‬دار الكتاب العربي للنشر ‪1969 ،‬م )‪.‬‬
‫‪ .14‬ايمان عبادي محمد عبادي‪ ،‬االدارة االلكترونية ودورها في تطوير اداء املرسسات املصرفية دراسة حالة مصرف‬
‫التنمية الصناعية‪ ،‬رسالة ماجستير في االدارة العامة غير منشورة‪ ،‬جامعة افريقيا العاملية‪2016 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .15‬خديجة اسماعيل احمد‪ ،‬دور االدارة االلكترونية في رقع أداء املصارف السودانية‪ ،‬دراسة حالة مصرف االدخار‬
‫والتنمية االجتماعية في الفترة من ‪2016-2000‬م‪ ،‬رسالة ماجستير في ادارة االعمال منشورة‪ ،‬جامعة الرباط‬
‫الوطني‪2017 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .16‬سعيد بن معال العربي‪ ،‬املتطلبات اإلدارية واألمنية لتطبيق اإلدارة االلكترونية‪ ،‬دراسة مسحية للموانئ رسالة‬
‫ماجستير غير منشورة أكاديمية نايف العربية للعلوماألمنية الرياض ‪2003‬م‪.‬‬
‫‪ .17‬نزار شنيقل‪ ،‬املعلومات االلكترونية االفتراضية واستراتيجية البحث عن املعلومات‪ ،‬رسالة ماجستير منشورة ‪،‬‬
‫جامعة منتوري بقسنطينة ‪2012 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .18‬حماد مختار‪ ،‬تاثير االدارة االكترونية على ادارة املرافق العام وتطبيقاتها في الدول العربية ‪ ،‬رسالة ماجستير‬
‫العلوم السياسية والعالقات الدولية‪ ،‬جامعة الجزائر بن يوسف بن خدة ‪2007 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .19‬ونس تارقي‪ ،‬دور االدارة االلكترونية في تحسين اداء الخدمة العمومية‪ :‬دراسظة حالة باملؤسسة العمومية بلدية‬
‫اوالد عيس ى بادرار‪ ،‬رسالة ماجستير علوم التسيير ‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح بورقلة ‪2017 ،‬م‬

‫‪308‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫دور االدارة االلكترونية في تحقيق التنمية املستدامة باملؤسسات الصحية الليبية‬


‫‪The role of electronic management in achieving sustainable development in Libyan‬‬
‫‪health institutions‬‬
‫أ‪ .‬الهام ابراهيم ميالد‬ ‫د ‪ .‬فوزي محمود الالفي الحسومي‬
‫كلية االقتصاد ‪ -‬ليبيا‬ ‫املعهد العالي للعلوم والتقنية ‪ -‬ليبيا‬
‫‪Foze28@gmail.com 0923076741‬‬
‫امللخص‪:‬‬
‫هدفت الدراسة علي دور االدارة االلكترونية في تحقيق التنمية املستدامة باملؤسسات الصحية الليبية ‪ ,‬استخدمت الدراسة املنهج‬
‫الوصفي التحليلي ‪ ,‬توصلت الدراسة الي عدة نتائج اهمها ‪ :‬انه هناك اهتمام للتحول الي تطبيق االدارة االلكترونية ‪ ,‬املوارد البشرية بحاجة الي‬
‫التدريب والتطوير علي متطلبات االدارة االلكترونية ‪ ,‬تساهم االدارة االلكترونية في تحقيق التنمية املستدامة ‪ ,‬ال تتوافر االجهزة والبرامج‬
‫والتقنيات الالزمة للقيام بالتخطيط االلكتروني ‪ ,‬ال تتوافق الهيكلية التنظيمية الحالية باملستشفي مع تطبيقات االدارة االلكترونية ‪ ,‬توص ي‬
‫الدراسة باالتي تدريب العاملين علي كافة التطبيقات واملتطلبات الالزمة لتطبيق االدارة االلكترونية ‪ ,‬العمل علي تطوير الهيكل التنظيمي بما‬
‫يتناسب مع تطبيق االدارة االلكترونية ‪ ,‬العمل علي توفير املتطلبات الفنية والتقنية واملالية والبشرية الالزمة لتطبيق االدارة االلكترونية ‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية ‪ :‬االدارة االلكترونية ‪ ,‬التنمية املستدامة ‪ ,‬املؤسسات الصحية ‪ ,‬ليبيا‬

‫‪Abstract:‬‬
‫‪The study aimed at the role of electronic administration in achieving sustainable development in Libyan health institutions.‬‬
‫‪The study used the descriptive analytical approach. The study reached several results, the most important of which are: There‬‬
‫‪is an interest in switching to the application of electronic management, human resources need training and development on‬‬
‫‪the requirements of electronic management, electronic management contributes In achieving sustainable development, the‬‬
‫‪devices, programs and techniques necessary to carry out electronic planning are not available. The current organizational‬‬
‫‪structure of the hospital is not compatible with electronic management applications. The study recommends the following:‬‬
‫‪training employees on all the applications and requirements necessary for the application of electronic management, working‬‬
‫‪on developing the organizational structure in line with the application of electronic management, working to provide the‬‬
‫‪technical, technical, financial and human requirements necessary for the application of electronic management.‬‬
‫‪Key words: electronic management, sustainable development, health institutions, Libya‬‬

‫املقدمة‪ :‬تلعب اإلدارة االلكترونية دورا مهما في تطوير املؤسسات وتحويلها من مؤسسات تقليدية إلي مؤسسات حديثة‬
‫ذكية ‪ ,‬تمارس اعملها وأنشطتها املختلفة بالطرق الحديثة في اإلدارة والتحول إلي اإلدارة الكترونية واألرشفة االلكترونية ‪,‬‬
‫مم يوفر الوقت والجهد ويقلل التكاليف ويساعد علي تنفيذ الوظائف اإلدارية الحديثة التنظيم والتخطيط والتوجيه‬
‫والرقابة االلكترونية وحفظ املستندات والبريد ومتابعتها بسهولة وسرعة وأمان ‪ ,‬مما يساعد املؤسسات في التخطيط‬
‫والتوجيه والرقابة علي انشطة املؤسسات وعملياتها املختلفة مم يؤثر علي أداء املؤسسات ‪.‬‬
‫تعتبر الصحة من االمور االكثر اهمية في املجال التنموي ألنها تبرز عن احد مؤشرات التنمية املستدامة ‪ ,‬حيث ان العديد‬
‫من التقارير والدراسات اثبتت أن الفرو قات في املؤشرات الصحية بين الدول ‪ ,‬التي تعكس الفرو قات في التنمية االقتصادية‬
‫واالجتماعية والبيئية واالهتمام بالتنمية الصحية املستدامة واالستثمار في راس املال البشري باعتباره مطلب اساس ي‬
‫لتحقيق التنمية الصحية املستدامة ‪.‬‬

‫‪309‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫مشكلة الدراسة ‪ :‬تواجه املؤسسات الصحية الليبية الكثير من املشكالت والصعوبات املختلفة في ممارسة اعمالها‬
‫وإدارة شؤونها وما تعانيه هذه املؤسسات من صعوبة في متابعة وتقييم اعمالها وأنشطتها والتخطيط لها مستقبليا ‪ ,‬وهذا‬
‫ما دفع الباحث الي محاولة االجابة علي التساؤل التالي ‪ :‬مادور االدارة االلكترونية في تحقيق التنمية املستدامة باملؤسسات‬
‫الصحية الليبية؟‬
‫أهداف الدراسة ‪ :‬تسعي هذه الدراسة إلي التعرف علي دور االدارة االلكترونية في تحقيق التنمية املستدامة باملؤسسات‬
‫الصحية الليبية وذلك من خالل األهداف التالية ‪- :‬‬
‫‪ .1‬التعرف علي واقع تطبيق اإلدارة االلكترونية باملستشفي‪.‬‬
‫‪ .2‬التعرف علي تطبيق الوظائف االدارية (التخطيط االلكتروني ‪,‬التنظيم االلكتروني ‪,‬التوجيه والرقابة االلكترونية)‬
‫في املستشفي ‪.‬‬
‫‪ .3‬التعرف علي تحقيق ابعاد التنمية املستدامة باملستشفي ‪.‬‬
‫‪ .4‬تقديم نتائج وتوصيات تساعد املؤسسات الصحية الليبية علي تحقيق التنمية املستدامة ‪.‬‬
‫فرضيات الدراسة ‪ :‬توجد فروق ذات داللة احصائية لإلدارة االلكترونية في تحقيق التنمية املستدامة باملؤسسات‬
‫الصحية الليبية‪.‬‬
‫منهج الدراسة ‪ :‬يتم في هذه الدراسة استخدام املنهج الوصفي التحليلي ‪ ،‬واالستعانة باالستبيان كأداة لجمع‬
‫املعلومات‪,‬كما استعان الباحثين بالكتب والدوريات والرسائل العلمية التي لها عالقة بموضوع الدراسة ‪.‬‬
‫حدود الدراسة ‪:‬اقتصرت الدراسة علي املؤسسات الصحية الليبية بمدينة صرمان للعام ‪.2021‬‬
‫الدراسات السابقة ‪:‬‬
‫دراسة ( موالي ‪ ,‬قادة ‪ ) 2021 ,‬واقع اإلدارة االلكترونية في الدول العربية ودورها في دعم التنمية املستدامة ]‪ [1‬هدفت‬
‫الدراسة إلي معرفة واقع تطبيق اإلدارة االلكترونية في الدول العربية الرائدة في هذا املجال ‪ ,‬من خالل مراجعة مؤشرات‬
‫الحكومة االلكترونية للبلدان التي تمت دراستها ‪ ,‬باعتبار أن اإلدارة االلكترونية من أهم الواجهات املعاصرة للتقنية‬
‫املعلوماتية املسئولة عن النمو االقتصادي والتنمية البشرية املستدامة ‪ ,‬اظهرت نتائج الدراسة ان جميع دول مجلس‬
‫التعاون الخليجي قد قطعت أشواطا كبيرة في مراحل بناء اإلدارة االلكترونية علي الرغم من وجود اختالفات ملحوظة فيما‬
‫بين برامجها ‪ ,‬اذ تميزت دولة االمارات بأفضل أداء بين دول مجلس التعاون الخليجي وظلت في مقدمة الدول العربية ‪ ,‬وعلي‬
‫الرغم من تقدم هده الدول إال انها تواجه اليوم عدة عقبات ‪ ,‬االمر الذي يتطلب مزيدا من الجهد لنشر خدمات اإلدارة‬
‫االلكترونية حتى تصبح في متناول غالبية املواطنين ‪ ,‬بهدف الزيادة في الكفاءة والفاعلية ورفع انتاجية القطاع العام‬
‫وتحسين مستوي الخدمات ‪.‬‬
‫دراسة(مطالي‪ ,‬زعلول‪ )2018,‬االدارة االلكترونية للجماعات املحلية ودورها في تحقيق التنمية املستدامة]‪[2‬تهدف الدراسة‬
‫للتعريف بمفهوم االدارة االلكترونية للجماعات املحلية ‪ ,‬وإبراز دورها في تحقيق التنمية املستدامة ‪ ,‬تقديم بعض املقترحات‬
‫لالرتقاء بمستوي الخدمات وإنجاح مشروع االدارة االلكترونية للجماعات املحلية بما يحقق اهداف التنمية املستدامة ‪,‬‬
‫توصلت الدراسة الي مجموعة من النتائج اهمها ‪ :‬ان تطبيق االدارة االلكترونية بالشكل الصحيح سينعكس ايجابيا علي‬
‫مختلف الجوانب االقتصادية واالجتماعية بالنظر ملا توفره من زيادة الشفافية وتيسير حصول املستفيدين علي الخدمات‬
‫الحكومية ‪ ,‬ان الجزائر لم تصل بعد الي االهداف املرجوة من تطبيق االدارة االلكترونية رغم الجهود املبذولة وهذا ما تؤكده‬
‫تقارير االمم املتحدة للحكومة االلكترونية ‪.‬‬

‫‪310‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫دراسة ( الشيباني و الحسومي ‪ ) 2017 ,‬اإلدارة االلكترونية في املؤسسات الليبية]‪ [3‬هدفت الدراسة التعريف باإلدارة‬
‫االلكترونية وبيان اهم متطلباتها ‪ ,‬والتعرف علي االمكانيات واملعوقات لتطبيق اإلدارة االلكترونية في املراكز الصحية ‪,‬‬
‫استخدمت الدراسة املنهج الوصفي التحليلي ‪ ,‬كما استخدمت االستبانة كأداة لجمع البيانات ‪ ,‬توصلت الدراسة إلي عدة‬
‫نتائج أهمها أن املراكز الصحية تعمل بالنظام التقليدي ‪ ,‬وعدم توفر دمت االنترنت بها ‪ ,‬مع وجود قصور في استدام البرامج‬
‫االحصائية ‪ ,‬وعدم االهتمام بالعاملين وتقديم دورات تدريبية للعاملين باملراكز الصحية ‪.‬‬
‫دراسة(سميرة‪)2010 ,‬معوقات تطبيق االدارة االلكترونية في ادارة املوارد البشرية بالقطاع الصحي الخاص بمدينة مكة‬
‫املكرمة من وجهة نظر مديري وموظفي املوارد البشرية]‪ [4‬هدفت الدراسة إلي التعرف علي معوقات تطبيق اإلدارة‬
‫االلكترونية في إدارة املوارد البشرية وتتمثل في ( املعوقات اإلدارية ؛ التقنية ؛ البشرية ؛ املالية )‪ ,‬أظهرت النتائج وجود‬
‫معوقات إدارية تتمثل في ‪ :‬اإلجراءات الروتينية تؤخر عملية التحول نحو اإلدارة اإللكترونية ‪ ،‬نقص الدورات التدريبية‬
‫ملوظفي املوارد البشرية في مجال اإلدارة اإللكترونية ‪ ،‬وجود معوقات تقنية تتمثل في ‪ :‬نقص األدلة اإلرشادية املوضحة‬
‫آلليات تطبيق اإلدارة اإللكترونية ‪ ،‬االفتقار إلى قواعد بيانات دقيقة ومتكاملة ‪ ،‬ضعف مستوى البنية التحتية الالزمة‬
‫لتطبيق اإلدارة اإللكترونية ‪ ،‬وجود معوقات بشرية ‪ ،‬النقص في عدد املوظفين املتخصصين في تشغيل وصيانة أجهزة‬
‫الحاسب اآللي ‪ ،‬قلة املخصصات املالية لبرامج التدريب ملوظفي املوارد البشرية في مجال اإلدارة اإللكترونية ‪.‬‬
‫االطارالنظري للدراسة ‪:‬‬
‫مفهوم االدارة االلكترونية ‪:‬‬
‫‪ -‬هي الوسيلة التي من خاللها يتم انجاز االعمال بالسرعة والدقة وكذلك تكاليف اقل من استخدام االدارة‬
‫التقليدية من حيث عدد العاملين وكثرة املستندات الورقية التي تم االستغناء عنها وتحويلها الي اعمال وخدمات‬
‫الكترونية‪( [5].‬عجيلية‪)2013 ،‬‬

‫‪ -‬تحويل العمل االداري التقليدي العادي الي عمل اداري الكتروني من خالل منظومة الكترونية متكاملة باستخدام‬
‫االجهزة االلكترونية وتكنولوجيا االتصاالت باالعتماد علي نظم معلوماتية تساعد في اتخاذ القرار االداري بسرعة‬
‫وبتكاليف وجهد اقل وبالجودة املطلوبة ‪[6] .‬‬

‫وظائف اإلدارة االلكترونية ‪:‬‬


‫التخطيط االلكتروني ‪ :‬توفير الوقت الالزم لجمع املعلومات وبالتالي توفير الوقت الكافي ملتخذ القرار من خالل مزايا اإلدارة‬
‫االلكترونية ‪ ,‬تستطيع املنظمة وضع مجموعة من البدائل وتقييم هذه البدائل بسهولة ‪ ,‬سرعة تشخيص املشاكل لسهولة‬
‫الحصول علي املعلومات وبالتالي تجنبها ‪ ,‬يكون القرار مدعوم لوجود نظم معلومات تساعد في اتخاذ القرار الصحيح ‪.‬‬
‫التنظيم االلكتروني ‪ :‬جعل املنظمة تتبادل املعلومات مما يجعلها تشارك وتتفاعل مع كل األطراف ‪ ,‬التنظيم االلكتروني‬
‫يؤثر في التصميم وشكل املنظمة من خالل تنظيم املستويات وكيفية التواصل بين اإلدارات ‪ ,‬التنظيم االلكتروني يعمل علي‬
‫تحويل الوضع الورقي إلي الكتروني ‪ ,‬يعمل علي تعدد مراكز السلطة والتحول من املركزية إلي الالمركزية ‪[7] .‬‬

‫القيادة االلكترونية ‪ :‬هي كيفية التعامل مع اآلخرين وإقناعهم وتوجيههم لتحقيق أهداف املنظمة من خالل العنصر‬
‫البشري وقيادته وتوجيه من خالل تأثير اإلدارة االلكترونية ووجود قائد قادر علي استخدام هذا التطور في املنظمة لتحقيق‬
‫أهدافها ومنافسة املنظمات األخرى ‪.‬‬
‫الرقابة االلكترونية ‪ :‬هي القدرة علي معرفة املتغيرات الخاصة بالعمليات اإلدارية من حيث التنفيذ وسير العملية‬
‫التنظيمية وعمليات التصحيح التي تتم عند التنفيذ وتسمح الرقابة االلكترونية باملراقبة املباشرة من خالل املؤسسة أو‬

‫‪311‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫من خالل شبكة املؤسسة مما يساعد علي إمكانية تقليص الفجوة الزمنية بين اكتشاف االنحراف أو الخطأ وعملية‬
‫تصحيحه مما يجعلها تكون اكتر اقترابا إلي الثقة ‪[8] .‬‬

‫مزايا اإلدارة االلكترونية في املؤسسات الصحية ‪:‬‬


‫املزايا املقدمة للمجتمع ‪ :‬تساهم في توفير البيانات واملعلومات الدقيقة وأتاحتها لجميع فئات املجتمع ‪ ,‬تساهم في زيادة‬
‫الشفافية في تحسين الخدمات وتبسيط االجراءات وتسهيل املعامالت بينها وبين جميع فئات املجتمع ‪ ,‬تساعد في عرض‬
‫اجراءات الحصول علي الخدمات الحكومية ونماذجها بصورة تحقق سهولة التعامل مع املنظمات ‪ ,‬تؤدي إلي فتح قناة‬
‫اتصال جديدة بين فئات املجتمع ‪.‬‬
‫املزايا املقدمة للمواطنين ‪ :‬سهولة ايجاد املعلومات والحصول علي الخدمات املقدمة للمواطنين في اماكن وجودهم دون‬
‫الحاجة إلي حضورهم الشخص ي ‪ ,‬القضاء علي البيروقراطية والفساد اإلداري ‪ ,‬توفير خدمات بجودة ودقة عالية ‪ ,‬تقديم‬
‫أداء أفضل للخدمات واستغالل اقل لإلمكانيات ‪[9] .‬‬

‫املزايا املقدمة إلدارة املؤسسات الصحية ‪ :‬تساعد في اتخاذ القرارات في الوقت املناسب لسهولة الحصول علي البيانات‬
‫واملعلومات عن كل االنشطة واالحتياجات ‪ ,‬تعزيز مفهوم ادارة الجودة الشاملة وتحسين االداء وجودة الخدمة ‪ ,‬توفير االمن‬
‫والحماية والتامين املعلومات ‪ ,‬تسهيل االتصاالت بين االدارات واألقسام داخل املؤسسة واملؤسسات األخرى ‪ ,‬توفير االرشفة‬
‫التلقائية للمعلومات مللفات املرض ي والحصول علي املعلومات الدقيقة بسهولة ‪ ,‬تبسيط واختصار االجراءات اإلدارية‬
‫وتقليصها بالنسبة للمرض ي مما يؤدي إلي تحسين الخدمات بواسطة البرامج والخدمات االلكترونية ‪ ,‬تعمل اإلدارة‬
‫االلكترونية علي تخفيض التكاليف الورقية واألدوات املكتبية واملساعدة في معالجة مشاكل حفظ البيانات وتوثيقها ‪[10].‬‬

‫دور االدارة االلكترونية في تحقيق اهداف التنمية املستدامة ‪-:‬‬


‫‪ -‬تعزز االدارة االلكترونية بين االدارة واملتعاملين معها وتسهيل الولوج للخدمات االدارية بمرونة وتركيز هدفها‬
‫االساس ي علي تقديم خدمات اكثر فعالية ويسر واستجابة الحتياجات املتعاملين وهو ما يتماش ى مع اهداف‬
‫التنمية املستدامة ‪.‬‬
‫‪ -‬تعمل االدارة االلكترونية علي سرعة األداء وتقديم خدمات افضل من خالل تنمية القدرات البشرية وتطوير‬
‫النظم االدارية الحكومية الفاعلة في التنمية التي تعد من اهداف التنمية املستدامة ‪.‬‬
‫‪ -‬تساهم االدارة االلكترونية الجهات الحكومية في تقديم الخدمات االلكترونية للمواطنين بأعلى مستوي من‬
‫الكفاءة ما يعتبر من اولويات اهداف التنمية املستدامة ‪[11] .‬‬

‫مفهوم التنمية املستدامة ‪:‬‬


‫هي عملية يشترك فيها جميع افراد املجتمع للعمل علي احداث تغيير ايجابي شامل ومستمر في جميع القطاعات املختلفة‬
‫لتحسين مستوي معيشة االفراد وتحقيق الرفاهية في املجتمع ‪[12] .‬‬

‫ابعاد التنمية املستدامة ‪:‬‬


‫البعد االجتماعي ‪ :‬نسبة التعليم واألمية في املجتمع ‪ ,‬الخدمات الصحية املتوفرة ‪ ,‬نسبة املواليد والوفيات ‪ ,‬عدد منظمات‬
‫املجتمع املدني وخاصة االهلية ‪ ,‬الخدمات االجتماعية االهلية املتوفرة ‪ ,‬الوعي الثقافي ومدي تقبل االخر ‪ ,‬الخدمات‬
‫االجتماعية الحكومية املتوفرة‪[13] .‬‬

‫البعد البيئي ‪ :‬زراعة االشجار واملحافظة عليها وزيادة املساحات الخضراء ‪ ,‬املحافظة علي املسطحات املائية ‪ ,‬املحافظة‬
‫علي االراض ي الزراعية ‪ ,‬مكافحة التصحر ‪ ,‬التحول نحو استخدام الطاقة النظيفة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح ‪ ,‬حماية‬

‫‪312‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫الكائنات الحية ‪ ,‬التخفيف من استهالك الورق ‪ ,‬تطبيق فكرة املدن الخضراء والذكية ‪ ,‬تدوير املعدات الخاصة بتكنولوجيا‬
‫املعلومات وجعل االعمال املكتبية تتم الكترونيا ‪ ,‬نشر ثقافة املحافظة علي البيئة ‪.‬‬
‫البعد االقتصادي ‪ :‬متوسط الدخل القومي ‪ ,‬متوسط الدخل الفرد ‪ ,‬حجم قطاع الصناعة ‪ ,‬حجم قطاع الزراعة ‪ ,‬حجم‬
‫االنتاج و مدي وفرة املوارد الطبيعية ‪ ,‬حجم االستهالك ‪ ,‬معدالت التصدير ‪ ,‬معدالت االستيراد ‪ ,‬حجم الدين الداخلي ‪ ,‬حجم‬
‫الدين الخارجي ‪ ,‬القيمة الشرائية للعملة املحلية ‪[14].‬‬

‫عوامل نجاح التنمية املستدامة في املؤسسات الصحية ‪:‬‬


‫ضرورة أن يكون هناك تخطيط استراتيجي لتكنولوجيا املعلومات في املنظمات لكي تتمكن من تطوير ميزتها‬ ‫‪-1‬‬
‫التنافسية و علي مركزها ولتحقيق هذا يجب أن تقوم املؤسسات بالتفكير االبداعي ويتضمن فهم قدرات النظام‬
‫الحالي والتطلع لتحقيق ميزات مستقبلية للمنظمة ‪[15] .‬‬

‫وجود املناخ املالئم لقبول التغيير وعدم مقاومته ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬


‫دعم القيادة االدارية في املنظمة لعملية التغيير والتطوير ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫توافر املوارد البشرية واملادية والتقنية التي تساعد علي التغيير والتطوير ‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫تكوين فريق هندسة التغيير من اصحاب الكفاءة الذين يمتلكون املهارات الالزمة للتغيير والتطوير‬ ‫‪-5‬‬
‫مشاركة العاملين في التغيير ‪[16] .‬‬ ‫‪-6‬‬
‫اهداف التنمية املستدامة في املؤسسات الصحية ‪:‬‬
‫تعزيز ممارسة السلوكيات الصحية في املجتمع ‪ ,‬تعزيز خدمات الصحة املدرسية بكافة مكوناتها ‪ ,‬تعزيز خدمات الصحة‬
‫االنجابية وتنظيم االسرة وصحة الطفل ‪ ,‬تعزيز خدمات الرعاية الصحية الثانوية واملتقدمة ‪ ,‬تعزيز برامج الصحة املهنية ‪,‬‬
‫الحد من املخاطر الصحية املرتبطة بصحة البيئة ‪ ,‬الحد من انتشار االمراض السارية والسيطرة ‪ ,‬تحسين جودة خدمات‬
‫الرعاية الصحية األولية ‪ ,‬تعزيز خدمات الصحة النفسية ومكافحة االدمان‪[17] .‬‬

‫دور االدارة االلكترونية في التنمية املستدامة ‪:‬‬


‫الدور االقتصادي لإلدارة االلكترونية ‪ :‬توفر االدارة االلكترونية االموال والوقت والجهد علي جميع التعامالت التي يتم‬
‫القيام بها‪ ,‬توحيد الجهود واإلجراءات الروتينية وجمعها في بوابة الكترونية واحدة ‪ ,‬فتح قنوات استثمار جديدة من خالل‬
‫استخدام التطبيقات والتقنيات وتبادل البيانات ‪ ,‬املشاركة بين القطاع العام والقطاع الخاص في التقنيات واالتصاالت‬
‫الالزمة لتطبيق االدارة االلكترونية ‪ ,‬تشجع علي االستثمار وجلب املستثمرين من خالل الوضوح والشفافية املتوفرة في كافة‬
‫االجراءات والقوانين ‪.‬‬
‫الدور االجتماعي لإلدارة االلكترونية ‪ :‬تفعيل االنشطة االجتماعية املختلفة عن طريق استخدام التطبيقات‬
‫االلكترونية‪,‬توفير املعلومات الضرورية للمؤسسات واملواطنين ‪ ,‬تسهيل وسرعة التواصل االجتماعي من خالل التطبيقات‬
‫االلكترونية ‪ ,‬القضاء علي الروتين والبيروقراطية والفساد‪[18] .‬‬

‫الدراسة امليدانية ‪-:‬‬


‫مجتمع الدراسة ‪ :‬يتكون مجتمع الدراسة من العاملين بمجال الصحة في مدينة صرمان ‪.‬‬
‫عينة الدراسة‪:‬تم اختيار منهم عينة عشوائية بحجم(‪)59‬حيث استرد منها (‪ )51‬استبانة صالحة للتحليل‬
‫خصائص عينة الدراسة ‪ :‬جدول رقم ) ‪ ) 1‬توزيع خصائص عينة الدراسة‬

‫‪313‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫التكرار النسبة املئوية‬ ‫املستويات‬ ‫املتغير‬


‫‪%57‬‬ ‫‪29‬‬ ‫ذكر‬
‫الجنس‬
‫‪%43‬‬ ‫‪22‬‬ ‫أنثى‬
‫‪%18‬‬ ‫‪9‬‬ ‫اقل من ‪30‬‬
‫‪%41‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪40 - 31‬‬
‫العمر‬
‫‪%27‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪50 – 41‬‬
‫‪%14‬‬ ‫‪7‬‬ ‫أكبر من ‪51‬‬
‫‪%10‬‬ ‫‪5‬‬ ‫متوسط‬
‫‪%35‬‬ ‫‪18‬‬ ‫دبلوم عالي‬
‫‪%53‬‬ ‫‪27‬‬ ‫جامعي‬ ‫املستوي التعليمي‬
‫‪%2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ماجستير‬
‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫دكتوراه‬
‫‪%8‬‬ ‫‪4‬‬ ‫مدير مكتب‬
‫‪%14‬‬ ‫‪7‬‬ ‫رئيس قسم‬
‫الوظيفة‬
‫‪%66‬‬ ‫‪34‬‬ ‫خدمات طبية‬
‫‪%12‬‬ ‫‪6‬‬ ‫خدمات اخري‬
‫‪%16‬‬ ‫‪8‬‬ ‫اقل من ‪5‬سنوات‬
‫‪%41‬‬ ‫من‪5‬سنوات ‪10-‬سنوات ‪21‬‬
‫‪%29‬‬ ‫‪15‬‬ ‫من ‪11‬سنة ‪15 -‬سنة‬ ‫سنوات الخبرة‬
‫‪%8‬‬ ‫‪4‬‬ ‫من ‪16‬سنة ‪20 -‬سنة‬
‫‪%6‬‬ ‫‪3‬‬ ‫اكثر من ‪20‬سنة‬
‫‪%21‬‬ ‫‪11‬‬ ‫منخفضة جدا‬
‫‪%53‬‬ ‫‪27‬‬ ‫منخفضة‬
‫‪%14‬‬ ‫‪7‬‬ ‫املعرفة باإلدارة االلكترونية متوسطة‬
‫‪%4‬‬ ‫‪2‬‬ ‫مرتفعة‬
‫‪%8‬‬ ‫‪4‬‬ ‫مرتفعة جدا‬
‫يعرض جدول رقم (‪ )1‬نتائج توزيع عينة الدراسة حسب الجنس ‪ ,‬العمر ‪ ,‬املستوي التعليمي ‪ ,‬الوظيفة ‪ ,‬سنوات الخيرة لعينة‬
‫الدراسة ‪ ,‬املعرفة باإلدارة االلكترونية ‪ ,‬يتضح من الجدول ان نسبة ‪%57‬من اجمالي أفراد العينة من فئة الذكور ونسبة‬
‫‪%43‬من اجمالي أفراد العينة من فئة االنات ‪ ,‬ونسبة ‪ %41‬من اجمالي العينة ينتمون الي الفئة العمرية من‪40 - 31‬سنة‬
‫ونسبة ‪%53‬من اجمالي العينة من الحاصلين علي مستوي تعليمي جامعي ونسبة‪ %66‬من اجمالي العينة وظيفة خدمات‬
‫طبية ‪ ,‬ونسبة ‪%41‬من اجمالي أفراد العينة سنوات خبرتهم من‪5‬سنوات ‪10-‬سنوات ونسبة ‪ %53‬من اجمالي افراد العينة‬
‫لديهم معرفة باإلدارة االلكترونية ‪.‬‬
‫جدول)‪ )2‬إجابات افراد عينة الدراسة املتعلقة و اقع االدارة االلكترونية ‪.‬‬

‫‪314‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫و اقع االدارة االلكترونية‬


‫مستوي‬ ‫االنحراف النسبة‬ ‫املتوسط‬ ‫ر الفقرة‬
‫املوافقة‬ ‫املعياري املئوية‬ ‫الحسابي‬
‫موافق‬ ‫‪70.6‬‬ ‫‪1.38‬‬ ‫‪3.53‬‬ ‫يوجد اهتمام للتحول الي تطبيق االدارة االلكترونية ‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫غير موافق‬ ‫‪44.8‬‬ ‫‪1.29‬‬ ‫‪2.24‬‬ ‫يتم استخدام املراسالت االلكترونية بدل الورقية ‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫غير موافق‬ ‫‪42.8‬‬ ‫‪1.31‬‬ ‫‪2.14‬‬ ‫يتم التواصل بين العاملين عن طريق الوسائط االلكترونية ‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫غير موافق‬ ‫‪37.2‬‬ ‫‪1.16‬‬ ‫‪1.86‬‬ ‫توافر املوارد البشرية القادرة علي تنفيذ االدارة االلكترونية‪.‬‬ ‫‪4‬‬
‫توافر االمكانيات املادية الالزمة لشراء وصيانة االجهزة‬ ‫‪5‬‬
‫غير موافق‬ ‫‪51.4‬‬ ‫‪1.40‬‬ ‫‪2.57‬‬ ‫واملعدات االلكترونية‬
‫يتم القيام باألعمال واإلجراءات االدارية بالحاسبات والبرامج‬ ‫‪6‬‬
‫غير موافق‬ ‫‪46.2‬‬ ‫‪1.35‬‬ ‫‪2.31‬‬ ‫االلكترونية‬
‫توافر خدمة االتصال باالنترنت بسرعات عالية وبدون انقطاع‬ ‫‪7‬‬
‫غير موافق‬ ‫‪49.0‬‬ ‫‪1.50‬‬ ‫‪2.45‬‬
‫‪ 8‬السياسات والقوانين واللوائح تساعد علي تطبيق االدارة‬
‫غير موافق‬ ‫‪47.0‬‬ ‫‪1.41‬‬ ‫‪2.35‬‬ ‫االلكترونية ‪.‬‬
‫موافق‬ ‫‪68.8‬‬ ‫‪1.35‬‬ ‫‪3.48‬‬ ‫‪ 9‬تساهم االدارة االلكترونية في تحقيق التنمية املستدامة ‪.‬‬
‫‪ 2.47‬غير موافق‬ ‫‪1.44‬‬ ‫‪4.49‬‬ ‫لجميع الفقرات‬
‫تشير معطيات الجدول رقم (‪ )2‬إلي ان متوسط العبارات التي تقيس واقع االدارة االلكترونية تتراوح ما بين – ‪{1.86‬‬
‫}‪3.53‬وانحراف معياري قدره }‪ , {1.16–1.38‬وقد بلغ املعدل العام للفقرات قدره ‪ 4.49‬وانحراف معياري مقداره ‪, 1.44‬‬
‫حيث كانت أغلب املتوسطات الحسابية للعبارات بمستوي غير موافق ‪ ,‬حيث جاءت باملرتبة االولي يوجد اهتمام للتحول‬
‫الي تطبيق االدارة االلكترونية والتي بلغ متوسطها الحسابي ‪ 3.53‬وانحراف معياري ‪ 1.38‬وهي تقع عند مستوي املوافقة‬
‫موافق ‪ ,‬جاءت العبارة تساهم االدارة االلكترونية في تحقيق التنمية املستدامة والتي بلغ متوسطها الحسابي ‪ 3.48‬وانحراف‬
‫معياري ‪ 1.35‬وهي تقع عند مستوي املوافقة موافق ‪ ,‬حيث جاءت العبارة توافر املوارد البشرية القادرة علي تنفيذ االدارة‬
‫االلكترونية بأقل متوسط حسابي بلغ ‪ 1.86‬وانحراف معياري ‪ 1.16‬وهي تقع عند مستوي املوافقة غير موافق ‪ ,‬ما يدل علي‬
‫ان هناك اهتمام للتحول الي تطبيق االدارة االلكترونية ‪ ,‬تساهم االدارة االلكترونية في تحقيق التنمية املستدامة ‪ ,‬املوارد‬
‫البشرية بحاجة الي التدريب والتطوير ‪.‬‬
‫جدول)‪)3‬االحصائيات الوصفية إلجابات افراد عينة الدراسة املتعلقة بالتخطيط االلكتروني‬
‫التخطيط االلكتروني‬
‫املتوسط االنحراف النسبة مستوي‬ ‫الفقرة‬ ‫ر‬
‫الحسابي املعياري املئوية املوافقة‬
‫‪ 65.0‬محايد‬ ‫‪1.41‬‬ ‫‪3.25‬‬ ‫‪ 1‬تطبيق االدارة االلكترونية يعمل علي التقليل من تكاليف التخطيط‬
‫‪ 68.2‬موافق‬ ‫‪1.40‬‬ ‫‪3.41‬‬ ‫‪ 2‬يساهم تطبيق االدارة االلكترونية في وضع خطط متكاملة ‪.‬‬
‫غير‬ ‫‪ 3‬العاملين لديهم القدرة علي القيام بعملية التخطيط االلكتروني ‪.‬‬
‫‪ 49.0‬موافق‬ ‫‪1.35‬‬ ‫‪2.45‬‬

‫‪315‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫يساعد التخطيط االلكتروني علي وضع الخطط االستراتيجية في‬ ‫‪4‬‬


‫موافق‬ ‫‪71.8‬‬ ‫‪1.27‬‬ ‫‪3.59‬‬ ‫الوقت املناسب ‪.‬‬
‫غير‬ ‫العاملين لديهم القدرة علي استخدام التقنيات والبرامج الالزمة لعملية‬ ‫‪5‬‬
‫موافق‬ ‫‪46.6‬‬ ‫‪1.25‬‬ ‫‪2.33‬‬ ‫التخطيط االلكتروني ‪.‬‬
‫غير‬ ‫توافر االجهزة والبرامج والتقنيات الالزمة للقيام بالتخطيط االلكتروني‬ ‫‪6‬‬
‫موافق‬ ‫‪44.0‬‬ ‫‪1.20‬‬ ‫‪2.20‬‬ ‫‪.‬‬
‫‪ 69.4‬موافق‬ ‫‪1.38‬‬ ‫‪3.47‬‬ ‫يساهم التخطيط االلكتروني في تحقيق ابعاد التنمية املستدامة ‪.‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪ 59.2‬محايد‬ ‫‪1.44‬‬ ‫‪2.59‬‬ ‫لجميع الفقرات‬
‫تشير معطيات الجدول (‪)3‬ان متوسط العبارات التي تقيس التخطيط االلكتروني تتراوح ما بين } ‪ { 2.20 – 3.59‬وانحراف‬
‫معياري قدره } ‪ , { 1.20 – 1.27‬وقد بلغ املعدل العام للفقرات قدره ‪ 2.59‬وانحراف معياري مقداره ‪ , 1.44‬حيث كانت‬
‫أغلب املتوسطات الحسابية للعبارات بمستوي درجة محايد حيث جاءت باملرتبة االولي يساعد التخطيط االلكتروني علي‬
‫وضع الخطط االستراتيجية في الوقت املناسب والتي بلغ متوسطها الحسابي‪ 3.59‬وانحراف معياري ‪1.27‬وهي تقع عند‬
‫مستوي املوافقة موافق ‪,‬جاءت العبارة يساهم التخطيط االلكتروني في تحقيق ابعاد التنمية املستدامة والتي بلغ متوسطها‬
‫الحسابي‪ 3.47‬وانحراف معياري ‪ 1.38‬وهي تقع عند مستوي املوافقة موافق ‪,‬جاءت العبارة توافر االجهزة والبرامج‬
‫والتقنيات الالزمة للقيام بالتخطيط االلكتروني بأقل متوسط حسابي بلغ ‪ 2.20‬وانحراف معياري‪ 1.20‬وهي تقع عند‬
‫مستوي املوافقة غير موافق‪,‬ما يدل علي ان التخطيط االلكتروني يساعد علي وضع الخطط االستراتيجية في الوقت‬
‫املناسب ‪ ,‬يساهم التخطيط االلكتروني في تحقيق ابعاد التنمية املستدامة ‪ ,‬ال تتوافر االجهزة والبرامج والتقنيات الالزمة‬
‫للقيام بالتخطيط االلكتروني ‪.‬‬
‫جدول)‪)4‬االحصائيات الوصفية إلجابات افراد عينة الدراسة املتعلقة بالتنظيم االلكتروني‬
‫التنظيم االلكتروني‬
‫املتوسط االنحراف النسبة مستوي‬ ‫الفقرة‬ ‫ر‬
‫الحسابي املعياري املئوية املوافقة‬
‫محايد‬ ‫‪66.6‬‬ ‫‪1.42‬‬ ‫‪3.33‬‬ ‫‪ 1‬يساهم التنظيم االلكتروني في سهولة التواصل بين جميع االدارات ‪.‬‬
‫موافق‬ ‫‪75.2‬‬ ‫‪1.23‬‬ ‫‪3.76‬‬ ‫‪ 2‬يساهم التنظيم االلكتروني في توفير الوقت والجهد ‪.‬‬
‫موافق‬ ‫‪69.8‬‬ ‫‪1.38‬‬ ‫‪3.49‬‬ ‫‪ 3‬يعمل التنظيم االلكتروني علي تقليل النفقات املالية للعملية االدارية‬
‫‪ 4‬يساعد التنظيم االلكتروني االدارة علي الحصول علي املعلومات في اي‬
‫موافق‬ ‫‪78.4‬‬ ‫‪1.12‬‬ ‫‪3.92‬‬ ‫زمان ومكان ‪.‬‬
‫غير‬ ‫‪ 5‬تتوافق الهيكلية التنظيمية الحالية باملستشفي مع تطبيقات االدارة‬
‫موافق‬ ‫‪44.0‬‬ ‫‪1.27‬‬ ‫‪2.20‬‬ ‫االلكترونية‬
‫‪ 6‬يساهم التنظيم االلكتروني باملستشفي في تحقيق ابعاد التنمية‬
‫موافق‬ ‫‪75.6‬‬ ‫‪1.18‬‬ ‫‪3.78‬‬ ‫املستدامة ‪.‬‬
‫لجميع الفقرات‬
‫موافق‬ ‫‪68.4‬‬ ‫‪1.40‬‬ ‫‪3.42‬‬
‫تشير معطيات الجدول (‪)4‬ان متوسط العبارات التي تقيس التنظيم االلكتروني تتراوح ما بين } ‪ { 2.20 – 3.92‬وانحراف‬
‫معياري قدره } ‪ , { 1.27 – 1.12‬وقد بلغ املعدل العام للفقرات قدره ‪ 3.42‬وانحراف معياري مقداره ‪ , 1.40‬حيث كانت‬

‫‪316‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫أغلب املتوسطات الحسابية للعبارات بمستوي درجة موافق حيث جاءت باملرتبة االولي يساعد التنظيم االلكتروني االدارة‬
‫علي الحصول علي املعلومات في اي زمان ومكان والتي بلغ متوسطها الحسابي ‪ 3.92‬وانحراف معياري ‪1.12‬وهي تقع عند‬
‫مستوي املوافقة موافق ‪ ,‬حيث جاءت العبارة يساهم التنظيم االلكتروني في توفير الوقت والجهد بمتوسط حسابي بلغ‬
‫‪ 3.76‬وانحراف معياري ‪ 1.23‬وهي تقع عند مستوي املوافقة موافق ‪ ,‬حيث جاءت العبارة تتوافق الهيكلية التنظيمية الحالية‬
‫باملستشفي مع تطبيقات االدارة االلكترونية بأقل متوسط حسابي بلغ ‪ 2.20‬وانحراف معياري ‪ 1.27‬وهي تقع عند مستوي‬
‫املوافقة غير موافق ‪ ,‬ما يدل علي ان التنظيم االلكتروني يساعد االدارة علي الحصول علي املعلومات في اي زمان ومكان ‪,‬‬
‫يساهم في توفير الوقت والجهد ‪ ,‬التتوافق الهيكلية التنظيمية الحالية باملستشفي مع تطبيقات االدارة االلكترونية‪.‬‬
‫جدول)‪)5‬االحصائيات الوصفية إلجابات افراد عينة الدراسة املتعلقة بالتوجيه والرقابة االلكترونية‬
‫التوجيه والرقابة االلكترونية‬
‫املتوسط االنحراف النسبة مستوي‬ ‫الفقرة‬ ‫ر‬
‫الحسابي املعياري املئوية املوافقة‬
‫‪ 74.2‬موافق‬ ‫‪1.26‬‬ ‫‪3.71‬‬ ‫‪ 1‬عدم توافر االمكانية الالزمة للقيام بالتوجيه والرقابة االلكترونية ‪.‬‬
‫‪ 2‬يعمل علي سهولة توفير البيانات واملعلومات بشكل دقيق لجميع االطراف‬
‫‪ 77.2‬موافق‬ ‫‪1.20‬‬ ‫‪3.86‬‬ ‫‪.‬‬
‫‪ 76.4‬موافق‬ ‫‪1.15‬‬ ‫‪3.82‬‬ ‫‪ 3‬يساهم في استخدام االساليب العلمية في عملية التخطيط ‪.‬‬
‫‪ 4‬يساهم التوجيه والرقابة االلكترونية في متابعة االعمال االدارية اليومية‬
‫‪ 78.0‬موافق‬ ‫‪1.16‬‬ ‫‪3.90‬‬ ‫ومعرفة االنحرافات وعالجاها ‪.‬‬
‫‪ 5‬يساهم التوجيه والرقابة االلكترونية في املتابعة والتوجيه املستمر‬
‫‪ 79.2‬موافق‬ ‫‪1.08‬‬ ‫‪3.96‬‬ ‫ملختلف العمليات االدارية ‪.‬‬
‫‪ 78.8‬موافق‬ ‫‪1.13‬‬ ‫‪3.94‬‬ ‫‪ 6‬يساهم التوجيه والرقابة االلكترونية في توفير نظام رقابي دقيق جدا ‪.‬‬
‫‪ 7‬يساهم التوجيه والرقابة االلكترونية باملستشفي في تحقيق ابعاد التنمية‬
‫‪ 78.4‬موافق‬ ‫‪1.13‬‬ ‫‪3.92‬‬ ‫املستدامة ‪.‬‬
‫‪ 77.4‬موافق‬ ‫‪1.16‬‬ ‫‪3.87‬‬ ‫لجميع الفقرات‬
‫تشير معطيات الجدول (‪)5‬ان متوسط العبارات التي تقيس التوجيه والرقابة االلكترونية تتراوح ما بين }‪{3.71– 3.96‬‬
‫وانحراف معياري قدره }‪ , {1.26–1.08‬وقد بلغ املعدل العام للفقرات قدره‪ 3.87‬وانحراف معياري مقداره ‪ ,1.16‬حيث كانت‬
‫أغلب املتوسطات الحسابية للعبارات بمستوي درجة موافق حيث جاءت باملرتبة االولي يساهم التوجيه والرقابة‬
‫االلكترونية في املتابعة والتوجيه املستمر ملختلف العمليات االدارية والتي بلغ متوسطها الحسابي ‪ 3.96‬وانحراف معياري‬
‫‪1.08‬وهي تقع عند مستوي املوافقة موافق ‪ ,‬حيث جاءت العبارة يساهم التوجيه والرقابة االلكترونية في توفير نظام رقابي‬
‫دقيق جدا بمتوسط حسابي بلغ ‪ 3.94‬وانحراف معياري ‪1.13‬وهي تقع عند مستوي املوافقة موافق ‪ ,‬حيث جاءت العبارة‬
‫عدم توافر االمكانية الالزمة للقيام بالتوجيه والرقابة االلكترونية بأقل متوسط حسابي بلغ ‪ 3.71‬وانحراف معياري ‪1.26‬‬
‫وهي تقع عند مستوي املوافقة موافق ‪ ,‬ما يدل علي ان التوجيه والرقابة االلكترونية يساهم في املتابعة والتوجيه املستمر‬
‫ملختلف العمليات اإلدارية ‪ ,‬يساهم في توفير نظام رقابي دقيق جدا ‪ ,‬عدم توافر االمكانية الالزمة للقيام بالتوجيه والرقابة‬
‫االلكترونية ‪.‬‬
‫جدول)‪)6‬االحصائيات الوصفية إلجابات افراد عينة الدراسة املتعلقة بالبعد االقتصادي للتنمية املستدامة‬

‫‪317‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫البعد االقتصادي للتنمية املستدامة‬


‫مستوي‬ ‫االنحراف النسبة‬ ‫املتوسط‬ ‫الفقرة‬
‫املوافقة‬ ‫املعياري املئوية‬ ‫الحسابي‬
‫‪ 1‬تساهم االدارة االلكترونية في ترشيد اقتصادي في استعمال الطاقات‬
‫موافق‬ ‫‪69.4‬‬ ‫‪1.33‬‬ ‫‪3.47‬‬ ‫واملوارد املختلفة ‪.‬‬
‫محايد‬ ‫‪63.6‬‬ ‫‪1.34‬‬ ‫‪3.18‬‬ ‫‪ 2‬تساهم املؤسسة الصحية في توفير الدعم للمرافق املختلفة للمجتمع‬
‫غير موافق‬ ‫‪49.0‬‬ ‫‪1.35‬‬ ‫‪2.45‬‬ ‫‪ 3‬تساهم االدارة االلكترونية في زيادة توفير فرص العمل‪.‬‬
‫‪ 4‬تسعي املؤسسة الصحية الي تنويع مصادر تمويل برامجها وأنشطتها‬
‫‪ 45.8‬غير موافق‬ ‫‪1.33‬‬ ‫‪2.29‬‬ ‫املختلفة التي تحقق التنمية املستدامة ‪.‬‬
‫‪ 47.4‬غير موافق‬ ‫‪1.36‬‬ ‫‪ 5‬تعقد املؤسسة ندوات ومحاضرات تهتم بالتنمية الصحية االقتصادية ‪2.37 .‬‬
‫‪ 51.4‬غير موافق‬ ‫‪1.40‬‬ ‫‪2.57‬‬ ‫‪ 6‬تساهم املؤسسة بالتوعية بأهمية تدوير واستثمار املواد املستهلكة ‪.‬‬
‫محايد‬ ‫‪2.72‬‬ ‫‪1.42‬‬ ‫‪54.4‬‬ ‫لجميع الفقرات‬
‫تشير معطيات الجدول رقم(‪)6‬إلى ان متوسط العبارات التي تقيس البعد االقتصادي للتنمية املستدامة تتراوح ما بين‬
‫} ‪ { 2.29– 3.47‬وانحراف معياري قدر } ‪ , { 1.33 – 1.33‬وقد بلغ املعدل العام للفقرات قدره ‪ 54.4‬وانحراف معياري مقداره‬
‫‪ ,1.42‬حيث كانت أغلب املتوسطات الحسابية للعبارات بمستوي درجة محايد ‪ ,‬حيث جاءت باملرتبة االولي تساهم االدارة‬
‫االلكترونية في ترشيد اقتصادي في استعمال الطاقات واملوارد املختلفة والتي بلغ متوسطها الحسابي ‪ 3.47‬وانحراف معياري‬
‫‪ 1.33‬وهي تقع عند مستوي املوافقة موافق ‪ ,‬حيث جاءت العبارة تسعي املؤسسة الصحية الي تنويع مصادر تمويل برامجها‬
‫وأنشطتها املختلفة التي تحقق التنمية املستدامة بأقل متوسط حسابي بلغ ‪ 2.29‬وانحراف معياري ‪ 1.33‬وهي تقع عند‬
‫مستوي املوافقة غير موافق‪ ,‬ما يدل علي انه تساهم االدارة االلكترونية في ترشيد اقتصادي في استعمال الطاقات واملوارد‬
‫املختلفة‪ ,‬ال تسعي املؤسسة الصحية الي تنويع مصادر تمويل برامجها وأنشطتها املختلفة التي تحقق التنمية املستدامة ‪.‬‬
‫جدول)‪)7‬االحصائيات الوصفية إلجابات افراد عينة الدراسة املتعلقة بالبعد االجتماعي للتنمية املستدامة‬
‫البعد االجتماعي للتنمية املستدامة‬
‫مستوي‬ ‫االنحراف النسبة‬ ‫املتوسط‬ ‫ر الفقرة‬
‫املوافقة‬ ‫املعياري املئوية‬ ‫الحسابي‬
‫موافق‬ ‫‪76.0‬‬ ‫‪1.27‬‬ ‫‪3.80‬‬ ‫تحرص املؤسسة علي مشاركة البيئة املحيطة بها في خطط التنمية املستدامة‬ ‫‪1‬‬
‫محايد‬ ‫‪67.8‬‬ ‫‪1.36‬‬ ‫‪3.39‬‬ ‫تساهم املؤسسة بتوفير االمكانيات املادية والبشرية والتقنية ملواجهة فيروس كورونا‬ ‫‪2‬‬
‫تساعد االدارة االلكترونية في توفير بيانات وإحصائيات دقيقة عن االمراض واإلصابات‬ ‫‪3‬‬
‫موافق‬ ‫‪79.6‬‬ ‫‪1.13‬‬ ‫‪3.98‬‬ ‫باملجتمع ‪.‬‬
‫توفر االدارة االلكترونية للمؤسسة مركز متخصص يعمل علي تدريب العاملين وتقديم‬ ‫‪4‬‬
‫موافق‬ ‫‪77.6‬‬ ‫‪1.15‬‬ ‫‪3.88‬‬ ‫االستشارات للمجتمع الكترونيا‪.‬‬
‫تساهم االدارة االلكترونية في سهولة الحصول علي املعلومات املتعلقة بالجوانب‬ ‫‪5‬‬
‫موافق‬ ‫‪78.4‬‬ ‫‪1.10‬‬ ‫‪3.92‬‬ ‫الصحية للمجتمع ‪.‬‬
‫تساهم االدارة االلكترونية في التعرف والحصول علي االحصائيات عن جميع االمراض‬ ‫‪6‬‬
‫موافق‬ ‫‪82.0‬‬ ‫‪0.95‬‬ ‫‪4.10‬‬ ‫املوجودة باملجتمع وسهولة التعامل معها في الوقت املناسب ‪.‬‬
‫موافق‬ ‫‪77.2‬‬ ‫‪1.19‬‬ ‫‪3.86‬‬ ‫‪ 7‬تدعم االدارة االلكترونية نشر التفافة االلكترونية باملجتمع ‪.‬‬
‫موافق‬ ‫‪77.0‬‬ ‫‪1.19‬‬ ‫‪3.85‬‬ ‫لجميع الفقرات‬

‫‪318‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫تشير معطيات الجدول (‪)7‬ان متوسط العبارات التي تقيس البعد اإلجتماعي للتنمية املستدامة تتراوح ما بين ‪3.39 – 4.10‬‬
‫} { وانحراف معياري قدره } ‪ , { 1.36 – 0.95‬وقد بلغ املعدل العام للفقرات قدره‪ 3.85‬وانحراف معياري مقداره ‪ , 1.19‬حيث‬
‫كانت أغلب املتوسطات الحسابية للعبارات بمستوي درجة موافق ‪ ,‬حيث جاءت باملرتبة االولي تساهم االدارة االلكترونية‬
‫في التعرف والحصول علي االحصائيات عن جميع االمراض املوجودة باملجتمع وسهولة التعامل معها في الوقت املناسب‬
‫والتي بلغ متوسطها الحسابي‪ 4.10‬وانحراف معياري‪ 0.95‬وهي تقع عند مستوي املوافقة موافق ‪ ,‬حيث جاءت العبارة تساعد‬
‫االدارة االلكترونية في توفير بيانات وإحصائيات دقيقة عن االمراض واإلصابات باملجتمع بمتوسط حسابي بلغ ‪3.98‬‬
‫وانحراف معياري ‪ 1.13‬وهي تقع عند مستوي املوافقة موافق ‪ ,‬ما يدل علي ان االدارة االلكترونية تساهم في التعرف‬
‫والحصول علي االحصائيات عن جميع االمراض املوجودة باملجتمع وسهولة التعامل معها في الوقت املناسب ‪ ,‬تساعد االدارة‬
‫االلكترونية في توفير بيانات وإحصائيات دقيقة عن االمراض واإلصابات باملجتمع‪.‬‬
‫جدول)‪)8‬االحصائيات الوصفية إلجابات افراد عينة الدراسة املتعلقة بالبعد البيئي للتنمية املستدامة‬
‫البعد البيئي‬
‫املتوسط االنحراف النسبة مستوي‬ ‫الفقرة‬ ‫ر‬
‫الحسابي املعياري املئوية املوافقة‬
‫‪ 75.0‬موافق‬ ‫‪1.20‬‬ ‫‪3.75‬‬ ‫‪ 1‬يعقد املستشفي ندوات ومحاضرات لنشر الوعي البيئي ‪.‬‬
‫‪ 75.6‬موافق‬ ‫‪1.23‬‬ ‫‪3.78‬‬ ‫‪ 2‬ان السياسة البيئية للمستشفي موثقة وواضحة لكل العاملين ‪.‬‬
‫‪ 70.6‬موافق‬ ‫‪1.39‬‬ ‫‪3.53‬‬ ‫‪ 3‬تسعي ادارة املستشفي الي استخدام مواد صديقة للبيئة ‪.‬‬
‫غير‬ ‫‪ 4‬تتم االعمال االدارية باملستشفي الكترونيا للتخفيف من استهالك‬
‫‪ 43.6‬موافق‬ ‫‪1.20‬‬ ‫‪2.18‬‬ ‫الورق لتحقيق البعد البيئي‬
‫غير‬ ‫‪ 5‬يتبع املستشفي تقنيات حديثة للتخلص من النفايات واملخلفات ‪.‬‬
‫موافق‬ ‫‪44‬‬ ‫‪1.31‬‬ ‫‪2.20‬‬
‫‪ 71.8‬موافق‬ ‫‪1.33‬‬ ‫‪3.59‬‬ ‫‪ 6‬تساهم االدارة االلكترونية علي املحافظة البيئة باملؤسسة ‪.‬‬
‫‪ 7‬تساعد االدارة االلكترونية في سهولة التعرف علي البيئة الداخلية‬
‫‪ 77.6‬موافق‬ ‫‪1.13‬‬ ‫‪3.88‬‬ ‫والخارجية لتحقيق البعد البيئي للتنمية املستدامة ‪.‬‬
‫‪ 8‬تساهم التقنيات الحديثة املرتبطة باإلدارة االلكترونية في الحفاظ‬
‫‪ 76.4‬موافق‬ ‫‪1.23‬‬ ‫‪3.82‬‬ ‫علي البيئة ‪.‬‬
‫‪ 66.8‬محايد‬ ‫‪1.43‬‬ ‫‪3.34‬‬ ‫لجميع الفقرات‬
‫تشير معطيات جدول رقم (‪ )8‬ان متوسط العبارات التي تقيس البعد البيئي للتنمية املستدامة تتراوح ما بين } – ‪{ 2.18‬‬
‫‪ 3.88‬وانحراف معياري قدره } ‪ , { 1.20 – 1.13‬وقد بلغ املعدل العام للفقرات قدره ‪ 3.34‬وانحراف معياري مقداره ‪, 1.43‬‬
‫حيث كانت أغلب املتوسطات الحسابية للعبارات بمستوي درجة محايد ‪ ,‬حيث جاءت باملرتبة االولي تساعد االدارة‬
‫االلكترونية في سهولة التعرف علي البيئة الداخلية والخارجية لتحقيق البعد البيئي للتنمية املستدامة والتي بلغ متوسطها‬
‫الحسابي ‪ 3.88‬وانحراف معياري ‪ 1.13‬وهي تقع عند مستوي املوافقة موافق ‪ ,‬حيث جاءت العبارة تتم االعمال االدارية‬
‫باملستشفي الكترونيا للتخفيف من استهالك الورق لتحقيق البعد البيئي للتنمية املستدامة بأقل متوسط حسابي بلغ ‪2.18‬‬
‫وانحراف معياري ‪ 1.20‬وهي تقع عند مستوي املوافقة غير موافق ‪ ,‬ما يدل علي ان االدارة االلكترونية تساعد في سهولة‬

‫‪319‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫التعرف علي البيئة الداخلية والخارجية لتحقيق البعد البيئي للتنمية املستدامة ‪ ,‬ال تتم االعمال االدارية باملستشفي‬
‫الكترونيا للتخفيف من استهالك الورق لتحقيق البعد البيئي للتنمية املستدامة ‪.‬‬
‫نتائج الدراسة ‪-:‬‬
‫‪ -1‬اظهرت نتائج الدراسة انه هناك اهتمام للتحول الي تطبيق االدارة االلكترونية ‪.‬‬
‫‪ -2‬املوارد البشرية بحاجة الي التدريب والتطوير علي متطلبات االدارة االلكترونية ‪.‬‬
‫‪ -3‬يساهم التخطيط االلكتروني في تحقيق ابعاد التنمية املستدامة ‪.‬‬
‫‪ -4‬ال تتوافر االجهزة والبرامج والتقنيات الالزمة للقيام بالتخطيط االلكتروني ‪.‬‬
‫‪ -5‬ال تتوافق الهيكلية التنظيمية الحالية باملستشفي مع تطبيقات االدارة االلكترونية‪.‬‬
‫‪ -6‬تساهم االدارة االلكترونية في تحقيق التنمية املستدامة ‪.‬‬
‫‪ -7‬ان التنظيم االلكتروني يساعد االدارة علي الحصول علي املعلومات في اي زمان ومكان‪.‬‬
‫‪ -8‬ان التوجيه والرقابة االلكترونية يساهم في املتابعة والتوجيه املستمر ملختلف العمليات اإلدارية‪.‬‬
‫‪ -9‬ان التوجيه والرقابة االلكترونية يساهم في املتابعة والتوجيه املستمر ملختلف العمليات اإلدارية ‪.‬‬
‫‪ -10‬عدم توافر االمكانية الالزمة للقيام بالتوجيه والرقابة االلكترونية ‪.‬‬
‫‪ -11‬ال تسعي املؤسسة الصحية الي تنويع مصادر تمويل برامجها وأنشطتها املختلفة التي تحقق التنمية املستدامة ‪.‬‬
‫‪ -12‬تساعد االدارة االلكترونية في توفير بيانات وإحصائيات دقيقة عن االمراض واإلصابات‪.‬‬
‫‪ -13‬ان االدارة االلكترونية تساعد في سهولة التعرف علي البيئة الداخلية والخارجية لتحقيق البعد البيئي للتنمية‬
‫املستدامة ‪.‬‬
‫‪-14‬ال تتم االعمال االدارية باملستشفي الكترونيا للتخفيف من استهالك الورق لتحقيق البعد البيئي للتنمية املستدامة ‪.‬‬
‫توصيات الدراسة ‪:‬‬
‫تدريب العاملين علي كافة التطبيقات واملتطلبات الالزمة لتطبيق االدارة االلكترونية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫العمل علي تطوير الهيكل التنظيمي بما يتناسب مع تطبيق االدارة االلكترونية ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫العمل علي توفير املتطلبات الفنية والتقنية واملالية والبشرية الالزمة لتطبيق االدارة االلكترونية‬ ‫‪-‬‬
‫االستعانة بالكفاءات والخبرات البشرية في مجال االدارة االلكترونية ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ضرورة التحول السريع الي تطبيق االدارة االلكترونية لتحقيق ابعاد التنمية املستدامة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اقامة الندوات وامللتقيات واملحاضرات مع املختصين واملهتمين بمجال االدارة االلكترونية ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫املراجع ‪-:‬‬
‫]‪ -[1‬موالي ‪ ,‬اعمر و قادة ‪ ,‬يزيد ‪ ,‬واقع اإلدارة االلكترونية في الدول العربية ودورها في دعم التنمية املستدامة ‪ ,‬املؤتمر‬
‫الدولي االفتراض ي ‪ :‬دور املؤسسات في تحقيق التنمية املستدامة في ظل الظروف االستثنائية ‪ ,‬املركز الديمقراطي العربي‬
‫برلين ‪ ,‬املانيا( ‪.)2020‬‬
‫]‪ -[2‬مطالي ‪ ,‬ليلي و زغلول ‪ ,‬آمنة ‪ ,‬االدارة االلكترونية للجماعات املحلية ودورها في تحقيق التنمية املستدامة ‪ ,‬مجلة أفاق‬
‫علوم اإلدارة واالقتصاد ‪ ,‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ‪ ,‬جامعة محمد بوضياف املسيلة ‪ ,‬ع‪)2018 ( 4‬‬
‫]‪ -[3‬الشيباني ‪ ,‬املبروك امطير و الحسومي ‪ ,‬فوزي محمود الالفي ‪ ,‬اإلدارة االلكترونية في املؤسسات الليبية ‪ ,‬املجلة الدولية‬
‫للعلوم والتقنية ‪ ,‬ع‪. ) 2017( 10‬‬

‫‪320‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫]‪ -[4‬سميرة مطر املسعودي ‪ ,‬معوقات تطبيق االدارة االلكترونية في ادارة املوارد البشرية بالقطاع الصحي الخاص بمدينة‬
‫مكة املكرمة من وجهة نظر مديري وموظفي املوارد البشرية ‪ ,‬رسالة ماجستير غير منشورة ‪ ,‬الجامعة االفتراضية الدولية ‪:‬‬
‫اململكة املتحدة ‪. (2010 (,‬‬
‫]‪ -[5‬عجيلية محمد علي حميد ‪ ،‬اإلدارة االلكترونية في ظل الثورة الرقمية ‪ ،‬طرابلس ‪ :‬دار الرواد ‪ ،‬ط‪. )2013( ,1‬‬
‫]‪ -[6‬الحسومي ‪ ,‬فوزي محمود الالفي ‪ , ,‬أثر االدارة االلكترونية في أداء العاملين ‪ ,‬رسالة دكتوراه غير منشورة ‪ ,‬جامعة أم‬
‫درمان االسالمية ‪.)2018 ( ,‬‬
‫]‪ -[7‬عجيلية محمد علي حميد ‪ ،‬اإلدارة االلكترونية في ظل الثورة الرقمية ‪ ،‬طرابلس دار الرواد ‪ ،‬ط‪. )2013( ,1‬‬
‫]‪ -[8‬أبوامونة ‪ ,‬يوسف محمد ‪ , ,‬واقع ادارة املوارد البشرية الكترونيا في الجامعات الفلسطنية النظامية – قطاع غزة ‪ ,‬رسالة‬
‫ماجستير غير منشورة ‪ ,‬الجامعة االسالمية ‪.) 2009 ( ,‬‬
‫]‪ -[9‬مطر ‪ ,‬عصام عبد الفتاح ‪ ,‬الحكومة االلكترونية بين النظرية والتطبيق ‪ ,‬الدار الجامعة الجديدة االسكندرية)‪) 2009‬‬
‫]‪ -[10‬خالص ي ‪ ,‬عبد االله و نصري ‪ ,‬منال ‪ ,‬االدارة االلكترونية كخيار إستراتيجي لتحسين الخدمات الصحية في الجزائر ‪,‬‬
‫جامعة الجزائر‪.) 2020) ,‬‬
‫]‪ -[11‬بادي ‪ ,‬سوهام ‪ ,‬جاهزية الحكومة االلكترونية لدول املغرب العربي لدعم التنمية املستدامة ‪ ,‬مجلة العلوم االنسانية‬
‫واالجتماعية ‪ ,‬ع ‪. ) 2017 ( , 48‬‬
‫]‪ -[12‬الحسومي ‪ ,‬فوزي محمود الالفي دور املصارف التجارية في دعم املشروعات الصغري واملتوسطة لتحقيق التنمية‬
‫املستدامة ‪ ,‬املؤتمر الدولي املغاربي األول ملستجدات التنمية املستدامة ‪ ,‬تونس ‪. ) 2021 (,‬‬
‫]‪ -[13‬أبو النصر ‪ ,‬مدحت ‪ ,‬ياسمين مدحت ‪ ,‬التنمية املستدامة ‪ ,‬املجموعة العربية للتدريب والنشر ‪ ,‬القاهرة )‪.) 2017‬‬
‫]‪ -[14‬أبو النصر ‪ ,‬مدحت ‪ ,‬ياسمين مدحت ‪ ,‬التنمية املستدامة ‪ ,‬املجموعة العربية للتدريب والنشر ‪ ,‬القاهرة ) ‪. ( 2017‬‬
‫]‪ -[15‬الحسومي ‪ ,‬فوزي محمود الالفي ‪ ,‬أثر االدارة االلكترونية في أداء العاملين ‪ ,‬رسالة دكتوراه غير منشورة ‪ ,‬جامعة أم‬
‫درمان االسالمية ‪. (2018 (,‬‬
‫]‪ -[16‬أبو النصر ‪ ,‬مدحت ‪ ,‬ياسمين مدحت ‪ ,‬التنمية املستدامة ‪ ,‬املجموعة العربية للتدريب والنشر ‪ ,‬القاهرة )‪.)2017‬‬
‫]‪ -[17‬منظمة الصحة العاملية ‪ ,‬احدث املعلومات وخطة العمل املقترحة للفترة ‪ , 2020-2021‬الدورة السادسة واألربعون‬
‫بعد املائة ‪ ,‬منظمة الصحة العاملية ‪.)2019( ,‬‬
‫]‪ -[18‬مطالي ‪ ,‬ليلي و زغلول ‪ ,‬آمنة ‪ ,‬االدارة االلكترونية للجماعات املحلية ودورها في تحقيق التنمية املستدامة ‪ ,‬مجلة أفاق‬
‫علوم اإلدارة واالقتصاد ‪ ,‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ‪ ,‬جامعة محمد بوضياف املسيلة ‪ ,‬ع ‪.(2018), 4‬‬

‫‪321‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
)‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول‬ 2022

‫اإلدارة االلكترونية و سوسيولوجية البيروقراطية‬


Electronic management and bureaucratic sociological
‫ربيعة رميش ي‬ ‫كهينة عازم‬
Rabea REMICHI Kahina AZEM
‫أستاذة محاضرة صنف "أ‬ ‫باحثة في علم االجتماع التنظيم و العمل‬
rabiasocio@gmail.com kahina.azem@ummto.dz

‫ الجزائر‬/‫ تيزي وزو‬، ‫جامعة مولود معمري‬


University of Mouloud MAMMERI, Tizi - Ouzou / Algeria
:‫امللخص‬
‫تعد اإلدارة االلكترونية و البيروقراطية االلكترونية ( املرنة ) من الرموز املتميزة في التجربة العصرية الحديثة للحضارة االلكترونية‬
‫ نظرا ملا لها من أهمية كبيرة في إدارة املوارد البشرية‬،‫ من حيث املرونة و الشفافية و مبادئ ديمقراطية‬،‫في عالم تكنولوجيا االتصال و املعلومات‬
.‫و الدور الذي تلعبه في بناء مستقبل املجتمع و الدولة‬
‫ اإلدارة االلكترونية التي أنتجت عنها البيروقراطية االلكترونية – في الحياة‬- ‫من املالحظ أن ظهور هذه الظاهرة االجتماعية الحديثة‬
‫االجتماعية و التنظيمية و ما تركته من بصمة في إعادة صياغة بنية املؤسسات و املنظمات و التحوالت االجتماعية التنظيمية التي عرفتها من‬
‫ و على هذا األساس يهدف بحثنا إلى عرض اإلطار املفاهيمي لإلدارة االلكترونية‬.‫حيث االنتقال من البيئة التقليدية إلى البيئة الرقمية االلكترونية‬
.‫و البيروقراطية و التطرق إلى نظريات علم االجتماع في التنظيم البيروقراطي‬
.‫ اإلدارة االلكترونية – تكنولوجية االتصال – البيروقراطية – البيروقراطية االلكترونية – سوسيولوجية البيروقراطية‬:‫الكلمات املفتاحية‬

Abstract:
Electronic management and electronic bureaucracy (flexible) are distinct symbols in the modern experience of
electronic civilization in the world of communication technology and information, in terms of flexibility, transparency and
democratic principles, due to its great importance in the management of human resources and the role it plays in building the
future of society and the state.
It is noteworthy that the emergence of this modern social phenomenon – electronic management that resulted from
electronic bureaucracy – in social and organizational life and the imprint it has left in reshaping the structure of institutions,
organizations and organizational social transformations that it has experienced in terms of the transition from the traditional
environment to the electronic digital environment. On this basis, our research aims to present the conceptual framework for
electronic management and bureaucracy and to address sociology theories in bureaucratic organization
Key words: Electronic management - Communication technology – Bureaucracy - Electronic bureaucracy - Bureaucratic
sociology.

322 ‫ ألمانيا– برلين‬/ ‫ السياسية واالقتصادية‬،‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫شهد العالم نتيجة للتطور التكنولوجي الذي تنامى في ظل الثورة املعلوماتية بروز مفاهيم جديدة في مجال تطوير‬
‫نظم اإلدارة و التسيير كاإلدارة االلكترونية و البيروقراطية االلكترونية إلى غيرها من مفاهيم املواكبة لعصر تكنولوجيا‬
‫االتصال‪ ،‬و التي تعد من املسائل البارزة في سوسيولوجية العمل و التنظيم و في سوسيولوجية التنظيم البيروقراطي‪.‬‬
‫وفي ضوء التطورات االجتماعية و التنظيمية أصبحت اإلدارة االلكترونية و ما صاحبها في جهازها البيروقراطي‬
‫االلكتروني مفاهيم معاصرة في التحليل السوسيولوجي للظاهرة‪ ،‬و هذه األخيرة لم تكن مصادفة و إنما هي نتيجة حتمية‬
‫ألسس علمية فكرية و معلوماتية و سوسيولوجية‪ .‬و قد أصبح االعتماد على تقنية املعلومات و االتصاالت أحد الركائز‬
‫الهامة التي تنطلق منها اإلدارة الحديثة و التي ترتبت عنها التغيرات و التحوالت من خالل األساليب و طرق العمل و ذلك‬
‫بناءا على التحول الذي عرفته اإلدارة و انتقالها من اإلدارة الكالسيكية املتمثلة في إدارة األفراد أو النشاطات اإلدارية أو‬
‫املاليات إلى إدارة التغيير التي اكتسبت معها خبرات و تقنيات من خالل اللجوء إلى الرقمنة في مختلف جوانب النشاطات‬
‫اإلدارية على اعتبار أنها ضرورة تفرضها متطلبات العصر و تحديات البيئة التنافسية التي تعمل فيها هذه املؤسسات‪.‬‬
‫وعلى هذا األساس سنتطرق في هذه الدراسة إلى توضيح اإلطار املفاهيمي لهذا املوضوع و االتجاه نحو ضبط‬
‫مفهوم اإلدارة االلكترونية نظرا لكونها تعتبر أحدث مدرسة في اإلدارة التي أفرزت تأثيرات عديدة في الحياة االجتماعية و‬
‫املهنية للمؤسسات و من ثم البحث في مجال النظريات السوسيولوجية للتنظيم البيروقراطي‪.‬‬
‫أوال‪ :‬اإلشكالية‪:‬‬
‫تعتبر اإلدارة االلكترونية و البيروقراطية االلكترونية من املداخل الحديثة املنبثقة من التطور التكنولوجي الذي‬
‫أفرض التغيير على املؤسسات و املجتمعات ملواكبة التطور التقني السريع و تطوير العمل اإلداري‪ .‬و كما تمثل اإلدارة‬
‫االلكترونية اتجاها حديثا بالنسبة للمؤسسات (الفايز‪ ،2017 ،‬ص ‪)142-156‬من حيث التنظيم البيروقراطي الذي عرف هو‬
‫اآلخر التغيير على املستوى العملي اإلجرائي و أيضا على املستوى االجتماعي‪ ،‬االقتصادي و حتى السياس ي‪.‬‬
‫و انطالقا مما تضفيه تطبيقات اإلدارة االلكترونية على األجهزة البيروقراطية بكونها تمثل حلقة جديدة في إعادة‬
‫صياغة البناء التنظيمي للمؤسسة‪ ،‬مما نتج عنها تحوال جوهريا في الطرق التنظيمية و االنتقال من الحالة الكالسيكية‬
‫الجامدة إلى الحالة الديناميكية املتمثلة في النمط االلكتروني الذي يتميز بمرونته نظرا ملا حققه من سرعة و دقة و بأقل‬
‫تكاليف‪ ،‬الش يء الذي يؤدي إلى الرفع من مستوى األداء وتحقيق الفعالية التنظيمية بغية لتحقيق مرتكزات الحكم الراشد‬
‫للتنظيم (عشور‪ ،2009/2010 ،‬ص ‪ )11‬و التي تتمثل في املضامين التالية و هي‪ :‬الشفافية‪ ،‬الرقابة‪ ،‬املحاسبة‪ ،‬روح املسؤولية‪،‬‬
‫دولة الحق و القانون‪ ،‬سرعة االستجابة‪.‬‬
‫و عليه تتجه التساؤالت نحو التعرف على‪:‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ماهية اإلدارة االلكترونية ؟ و فيما تتمثل خصائصها‪ ،‬أهميتها و أهدافها؟‬
‫ـ ـ ـ ماهي أهم النظريات السوسيولوجية التي عالجت التنظيم البيروقراطي؟‬
‫ثانيا‪ :‬أهمية الدراسة‪:‬‬
‫يكتس ي موضوع اإلدارة االلكترونية و سوسيولوجية البيروقراطية أهمية بالغة من حيث التحوالت و التغيرات‬
‫التي تعرضت إليها املؤسسات ‪ ،‬نظرا ملا يوفره ذلك النمط االلكتروني من أدوات و أساليب التي تستجيب ملتطلبات العصر‬
‫و النهضة االلكترونية في بناء مستقبل املجتمعات و الدول‪.‬‬
‫و بالتالي فأهمية هذه الدراسة حول اإلدارة االلكترونية و البيروقراطية االلكترونية‪ ،‬تأتي من كونها مفاهيم جديدة‬
‫في املجال اإلداري و التنظيمي و خاصة في مجال تخصص علم االجتماع التنظيم و العمل‪.‬‬

‫‪323‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫ثالثا‪-‬أهداف الدراسة‪:‬‬
‫يهدف بحثنا في إطاره النظري الوصول إلى التعرف على بعض املفاهيم الجديدة املواكبة لعصر تكنولوجيا‬
‫االتصال التي تتمثل في اإلدارة االلكترونية و البيروقراطية االلكترونية لفهم مدى تأثيرها على الحياة اإلنسانية االجتماعية‬
‫بصفة عامة و بيئة العمل بصفة خاصة‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬ماهية اإلدارة اإللكترونية و خصائصها‪:‬‬
‫‪ - 1‬مفهوم اإلدارة اإللكترونية‪:‬‬
‫لقد أدى التطور السريع لتقنية املعلومات و االتصاالت إلى بروز نموذج و نمط جديد من اإلدارة في ظل التنافس‬
‫و التحدي املتزايد أمام األنظمة البيروقراطية‪ ،‬لتحسين من مستوى و جودة العمل‪ ،‬و هو ما اصطلح على تسميته باإلدارة‬
‫الرقمية أو اإلدارة االلكترونية‪.‬‬
‫و تعد اإلدارة االلكترونية أحد مفاهيم الثورة الرقمية التي تقودنا إلى عصر املعرفة و بالتالي لها أثر عميق على‬
‫طريقة التعامل و العمل داخل املؤسسات‪ ،‬و على العالقات االجتماعية و حتى طريقة التواصل في شتى بقاع العالم (العمري‪،‬‬
‫‪ ،2003‬ص ‪ .)14‬و قد تناول العديد من الباحثين و املفكرين هذا املفهوم من زوايا مختلفة‪ ،‬فهناك من يشير إلى الحداثة الذي‬
‫ظهر كنتيجة توظيف الحاسوب اآللي و تقنية املعلومات و قواعد البيانات في عمليات اإلدارة و اجراءاتها (الفايز‪ ،‬نفس املرجع‬
‫السابق‪ ،‬ص ‪.)142-156‬‬
‫و يعرفها "العاجز" اإلدارة اإللكترونية بأنها ‪ " :‬اإلستغناء عن املعامالت الورقية‪ ،‬و احالل املكتب االلكتروني عن‬
‫طريق االستخدام الواسع لتكنولوجيا املعلومات و تحويل الخدمات العامة إلى إجراءات مكتبية تم معالجتها حسب خطوات‬
‫متسلسلة منفذة مسبقا" (العاجز‪ ،2011 ،‬ص ‪. )39‬‬
‫و هناك من يعرفها بأنها " منظومة إلكترونية متكاملة‪ ،‬تعتمد على تقنية االتصاالت و املعلومات لتحويل العمل‬
‫اإلداري اليدوي إلى أعمال تنفيذ‪ ،‬بواسطة التقنية الرقمية الحديثة (عامر‪ ،2007 ،‬ص ‪. )28‬‬
‫‪ - 2‬خصائصها‪:‬‬
‫تقدم اإلدارة اإللكترونية وجها مخالفا لوجه اإلدارة التقليدية‪ ،‬نظرا ملا توفره من خصائصها و قد أصبحت أداة‬
‫فعالة في الحياة االجتماعية و املهنية للمؤسسات‪ ،‬وقد حددها عشور عبد الكريم والتي يمكن تلخيصها فيما يلي (عشور‪،‬‬
‫‪ ،2009/2010‬ص‪: )18-19‬‬
‫• زيادة اإلتقان في املهام و األنشطة اإلدارية من خالل السرعة و الوضوح تجنبا للحواجز البيروقراطية‬
‫الكالسيكية و االبتعاد عن عقباتها و معوقاتها اإلدارية‪.‬‬
‫• تخفيض التكاليف و تبسيط اإلجراءات بمعنى تحقيق املرونة و االستجابة السريعة و التفاعل معها‪.‬‬
‫• تحقيق الشفافية من خالل توفير الرقابة املباشرة و الصادقة و كذلك السرية و الخصوصية‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬أهمية اإلدارة اإللكترونية‪:‬‬
‫تتمثل أهمية اإلدارة اإللكترونية في انخفاض التكاليف‪ ،‬و زيادة الربح للمؤسسة‪ ،‬و تحسين مستوى األداء و‬
‫تدعيم االقتصاد الوطني و ايجاد فرص جديدة للعمل الحر‪ .‬و تكتسب أهميتها من خالل مواكبتها للتطورات التقنية‪ ،‬و‬
‫قدرتها على التكيف مع كافة املتغيرات بكفاءة و فعالية مما يساهم في تحقيق رضا العاملين في املؤسسة و املستفيدين من‬
‫خدماتها و يرى " حسين الحسن" بأن اإلدارة اإللكترونية تختصر الوقت في املعامالت اإلدارية و تعمل على تسهيل االتصال‬
‫بين أفراد املؤسسة سواء من الداخل أو الخارج‪ ،‬و توفر الدقة و الوضوح في العمليات اإلدارية (الحسن‪ ،2011 ،‬ص ‪)68‬‬

‫‪324‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫سادسا‪ :‬أهداف اإلدارة اإللكترونية‪:‬‬


‫حقق االنتقال في املجال اإلداري من األسلوب التقليدي إلى العمل اإللكتروني جملة من األهداف و التي تتمثل فيما‬
‫يلي (الساملي‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،‬ص ‪: )39‬‬
‫✓ إدارة امللفات بطريقة إلكترونية بدال من حفظ البيانات بصورة تقليدية املتعودة على الورق‪.‬‬
‫✓ سهولة عملية االتصال و التواصل من حيث االعتماد على املراسالت البريد اإللكتروني بدال من الصادر و الوارد‪.‬‬
‫✓ اختصار الوقت و سرعة انجاز املعامالت ‪.‬‬
‫✓ التخفيض من حدة الجهاز البيروقراطي و تعقيداته ‪.‬‬
‫✓ تحقيق الشفافية في العمل اإلداري و شفافية املعلومات ‪.‬‬
‫سابعا‪ :‬مفهوم البيروقراطية‪:‬‬
‫إن الوضع الجديد الذي آلت إليه املجتمعات الغربية بعد الثورة الصناعية على وجه الخصوص‪ ،‬و التغيرات الجذرية‬
‫التي مست مجال العالقات االجتماعية املختلفة‪ ،‬أدت إلى ضرورة وضع نظام جديد يتحكم في هذه العالقات و أطلق على‬
‫هذا النظام اسم النظام البيروقراطي‪ .‬و قبل عرض مختلف أفكار و أهم النظريات التي عالجت هذا املوضوع البد من‬
‫التطرق أوال ملفهوم البيروقراطية‪.‬‬
‫‪ -1‬املفهوم اللغوي‪ :‬حسب ما جاء به في قاموس علم االجتماع الذي يعني‪ " :‬إدارة املكتب أو اإلدارة عن طريق املوظفين‪ ،‬و‬
‫لكنها في االستخدام الشائع تنطوي على املعاني السلبية" (غيث‪ ،2002 ،‬ص ‪ .)43‬أما "محمد منير الحجاب" في موسوعته‬
‫اإلعالمية‪ ،‬فقد رأى أن " البيروقراطية في األصل ما هي إال تنظيم إداري يقوم على السلطة الرسمية و على تقسيم العمل‬
‫وظيفيا بين مستويات متدرجة و على األوامر الرسمية التي تصدر من رئاسة إلى مرؤوسين‪ ...‬فالدراسات الحديثة تفسر‬
‫البيروقراطية بنحو (‪ ) 7‬مفاهيم و هي‪ :‬باعتبارها تنظيما رشيدا‪ ،‬أو عدم كفاية تنظيمية‪ ،‬أو كونها تعبر عن املجتمع‬
‫الحديث" (حجاب‪ ،2003 ،‬ص ‪.)516-517‬‬
‫‪ -2‬اصطالحا‪ :‬يمكن التعبير عنه بأن للبيروقراطية جانبان شائعان‪ ،‬جانب سلبي وآخر إيجابي‪ ،‬وبالنسبة للجانب األول‬
‫الذي تكون فيه البيروقراطية ال تسمح بالتنمية الذاتية للفرد وال بالتنمية الشخصية‪ ،‬وإنما تنمي اتجاهات االنقياد‬
‫والخضوع وال تأخذ في الحسبان التنظيم غير الرسمي أو حدوث مشاكل طارئة‪ .‬كما أن البيروقراطية تعني بالهيكل‬
‫الوظيفي الجامد والتدرج الهرمي الذي قد يؤدي إلى تشوه االتصاالت‪ .‬أما الجانب الثاني تنبع من مزايا البيروقراطية‬
‫كونها كرد فعل للممارسات اإلدارية السلبية كاملحاباة‪ ...‬لذا هناك من ينظر إليها على أنها سلطان العقل والقانون‬
‫واملوضوعية‪.‬‬
‫ثامنا‪ :‬النظريات السوسيولوجية في التنظيم البيروقراطي‪:‬‬
‫لقد ساهمت سوسيولوجية التنظيم والعمل إلى جانب مختلف التخصصات التي تناولت التنظيم اإلداري‬
‫والبيروقراطي مساهمة فعالة في فهم التطورات التي شهدتها املؤسسات واملجتمعات في إعادة صياغة بنيتها التنظيمية‬
‫والتحوالت التي طرأت على بيئة العمل‪ ،‬ووفقا لذلك سنحاول إلى عرض أهم النظريات السوسيولوجية في التنظيم‬
‫البيروقراطي‪ ،‬أهمها‪:‬‬
‫‪ –1‬النموذج املثالي للبيروقراطية عند ماكس فيبر‪:‬‬
‫يعد موضوع البيروقراطية عند " ماكس فيبر " محاولة لفهم الوضعية و التحوالت املهمة التي يعيشها العالم‬
‫الغربي في أواخر القرن ‪ 19‬و بداية القرن ‪ 20‬أي تعتبر البيروقراطية من مستلزمات املجتمعات الحديثة الصناعية‬
‫والعقالنية لوجود عالقة وطيدة بين البيروقراطية والنظام الرأسمالي‪ .‬و يعتبر " فيبر" أول من حاول تقديم نظرية منظمة‬

‫‪325‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫وشاملة في التنظيمات البيروقراطية بكونه أصبح بمثابة " حجر الزاوية في أي دراسة لهذا املوضوع ال يمكن تجاوزها " (بن‬
‫نوار‪ ،2006 ،‬ص‪. )111‬‬
‫و هذا النموذج البيروقراطي الذي اقترحه فيبر مستمد من السلطة القانونية التي يخضع لها الجميع‪ ،‬بكونه يتوفر‬
‫على عدة ايجابيات و منها الكفاءة و الفعالية في التسيير و في العمل‪ ،‬و بالتالي االنصياع للقانون يضمن االستقرار في‬
‫املنظمة‪ ،‬و كما يضمن العدالة و يحمي املوظفون ضد التعسف‪ ،‬ألن الجميع يخضع للقانون و ليس للشخص الذي يجسد‬
‫هذا القانون بفضل وظيفته‪.‬‬
‫أما بالنسبة للوظائف‪ ،‬فكل وظيفة في إطار التنظيم البيروقراطي تحدد إطار العمل الذي يعمل فيه كل موظف‬
‫و الواجبات و املسؤوليات املوكلة له‪ .‬و بالتالي عرف فيبر البيروقراطية على أنها عبارة عن "مجموعة صارمة و ثابتة من‬
‫القواعد و العقوبات الجزائية و املكاتب التي تحكم املنظمة ككل‪ ،‬و املسؤولية موكلة بصفة خاصة لبعض املوظفين و يتم‬
‫تنفيذ الواجبات طبقا لالئحة ثابتة‪ ،‬كما أن تنظيم املكاتب يتبع مبدأ التسلسل الهرمي" (روث‪ ،2001 ،‬ص ‪.)48‬‬
‫و على الرغم من اعتقاد "فيبر" بأن التنظيم البيروقراطي يعتبر تنظيما عقالنيا و فعاال‪ ،‬إال أنه واجهته عدة‬
‫انتقادات من قبل الباحثين و خاصة علماء االجتماع ذات االتجاه الوظيفي الذين توصلوا إلى أن هذا النموذج ليس خال‬
‫من العيوب (شاوش‪ ،2019 ،‬ص ‪ )87-88‬بكونه يشكل مصدرا لسوء التسيير و الجمود في الخلل الوظيفي‪ ،‬و هذا يشكل عائقا‬
‫أمام التطورات املعاصرة التي تواكبها املجتمعات في عصر تكنولوجية االتصال و املعلومات‪ ،‬و بالتالي يصعب على املنظمات‬
‫تحقيق أهدافها ‪.‬‬
‫‪ –2‬النظرية البنائية ـ ـ ـ ـ الوظيفية و البيروقراطية‪:‬‬
‫تعد النظرية البنائية ـ ـ ـ الوظيفية التيار النظري السوسيولوجي األمريكي‪ ،‬الذي يرى بأن بنية املنظمة تنبثق من‬
‫الوظائف التي تؤديها (شاوش‪ ،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪ .)129‬فمن بين املواضيع األولى التي أثارت اهتمام الباحثين في اطار هذه‬
‫النظرية اشكالية البيروقراطية من وجهة نظر مخالفة للتنظيم البيروقراطي الذي تصوره فيبر‪ ،‬ألنها ركزت أكثر على‬
‫السلوكات غير العقالنية و على الخلل الوظيفي الذي يمتاز به التنظيم البيروقراطي‪ ،‬و من خالل انتقادها للنظرية العقالنية‬
‫بحجة أن البيروقراطية هي املصدر األساس ي للشلل الذي يعيق تسيير و تنظيم ليس فقط على مستوى املنظمات و‬
‫املؤسسات و إنما أيضا على مستوى املجتمعات الحديثة‪ ،‬و بالتالي تخلق الثقل و الروتينية في التنظيم كما تشكل عقبة‬
‫أمام التغير االجتماعي‪ ،‬الش يء الذي يفسر سبب تعقيد البيروقراطية خصوصا في عصر تكنولوجية االتصال و ظهور‬
‫اإلدارة اإللكترونية التي عرفت بمرونتها و التغيير في اعادة صياغة نظام األعمال‪ .‬و من بين علماء االجتماع األمريكيين الذين‬
‫انطلقوا من النمط املثالي للبيروقراطية التي تبناها "ماكس فيبر" و الذين أكدوا على الخلل الوظيفي الذي تخلقه‬
‫البيروقراطية في املنظمة (نفس املرجع ‪ ،‬ص ‪ )130‬هم‪:‬‬
‫➢ روبيرت ـ ـ ـ كينغ ميرتون و نظرية الخلل الوظيفي ‪ :‬يعتبر أحد علماء االجتماع األمريكيين الذين اشتهروا بدراسة‬
‫البيروقراطية في اطار النظرية الوظيفية‪ ،‬و كما ساهم في اثراء نظريات التنظيم و ذلك بتبنيه مفاهيم أساسية‬
‫)‪ (Bernoux, 2009, p. 117‬و هي‪ :‬الوظيفة الظاهرة ‪ ،‬الوظيفة الكامنة و املعوق أو الخلل الوظيفي‪ ،‬و ذلك لفهم حياة‬
‫املنظمة و تحليله لبعض مشاكل البيروقراطية التي تعاني منها املنظمة‪ .‬فرغم أن " ميرتون " لم يرفض كلية النموذج‬
‫البيروقراطي الفيبري‪ ،‬إال أنه بين بأن هذا النموذج يفرز عدة سلبيات في موضع التنفيذ‪ .‬و كما أكد على اتساع رقعة‬
‫الخلل الوظيفي )‪ ( Ibid. p.117‬داخل التنظيم البيروقراطي بسبب التمسك الشديد بالقوانين‪ ،‬ألن االمتثال الصارم‬
‫و الخضوع للقواعد و األوامر في املنظمة يترتب منه عدة سلبيات تعيق السير الحسن و الفعال للمنظمة‪.‬‬
‫➢ تالكوت بارسونز و عقالنية األدوار في املنظمة‪ " :‬تالكوت بارسونز" ‪ ،‬عالم اجتماع أمريكي‪ ،‬و تندرج نظريته ضمن‬
‫اطار النظرية البنائية ـ ـ ـ الوظيفية‪ ،‬بحيث ترى هذه النظرية ( شاوش‪ ،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪ )141-139‬بأن املجتمع‬

‫‪326‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫يتكون من بنيات اجتماعية و كل بنية تؤدي وظائفها في اطار البنية ككل الذي يمثله املجتمع‪ .‬و هذه البنيات تسودها‬
‫عالقات متبادلة و متكاملة‪ ،‬بحيث إذا طرأ خلال على احدى هذه البنيات فتأثيره يلحق بالبناء كله‪ .‬و يعتبر أي تفكك‬
‫في العالقات بين مختلف البنيات يؤدي إلى ظهور مشاكل و توترات داخل النسق‪ .‬و بالتالي تشكل املنظمة نسقا‬
‫اجتماعيا لتحقيق جملة من األهداف‪ ،‬و لهذا تطرق بارسونز إلى فكرة القيم و نسق القيم و األدوار التي يربطها‬
‫بالوظيفة‪ .‬فالنسق االجتماعي مبني على القيم‪ ،‬و لهذا نجد أن املجتمع ليس الوحيد الذي ينتج تلك القيم الضرورية‬
‫للحياة االجتماعية‪ ،‬و إنما للمنظمة أيضا دور في انتاج القيم و املعايير باعتبارها نسقا اجتماعيا ‪ .‬و معرفة هذه‬
‫القيم تجعل األفراد و الجماعات يقومون ببناء تصرفات و سلوكات سليمة مع اآلخرين و هؤالء اآلخرين يتبنون‬
‫كذلك تصرفاتهم وفقا ملا ينتظره الغير‪ ،‬و هؤالء يستجيبون ملا تتوقعه املنظمة و هذه األخيرة أيضا بدورها تستجيب‬
‫ملا ينتظره املجتمع منها‪ ،‬ألن املنظمة ملزمة على االندماج و التكيف و على تحقيق األهداف التي يفرضها املجتمع‬
‫عليها‪ .‬إال أن من املالحظ أن هذه النظرية التي تعتمد على فكرة األدوار و توقعاتها أهملت ليس فقط دور الفرد‬
‫كفاعل في املنظمة )‪ (Bernoux, op.cit. p119‬و إنما أهملت أيضا قضية التغير االجتماعي و خاصة مع ظهور تكنولوجية‬
‫االتصال و املعلومات و اإلدارة اإللكترونية‪.‬‬
‫➢ ألفين قولدنر و أشكال البيروقراطية في املنظمة‪ :‬عالم اجتماع أمريكي الذي ساهم هو كذلك في نظرية التنظيم‬
‫و التنظيم البيروقراطي‪ ،‬بحيث توصل من خالل دراساته امليدانية إلى أن البيروقراطية ال تعبر عن الفعالية في‬
‫( شاوش‪ ،‬نفس‬ ‫التنظيم و ال يمكن كذلك التخلص منها نهائيا‪ ،‬ألن هذا النموذج البيروقراطي حسب " قولدنر"‬
‫املرجع السابق‪ ،‬ص ‪ )147 -145‬قد يحقق في بعض الحاالت الفعالية و في بعض اآلخر تتخلله النقائص نتيجة الظروف‬
‫املحيطة به ‪ .‬و كما اكتشف أنه يمكن ايجاد ثالثة أشكال من التنظيمات البيروقراطية التي تتعايش في نفس‬
‫املؤسسة و ذلك من خالل عملية نقل السلطة في املنظمة و هي‪ -1 :‬ا لبيروقراطية االصطناعية التي نجد فيها األوامر‬
‫و القواعد التي تفرضها سلطة خارجية و ال أحد يحترمها‪ -2 ،‬البيروقراطية املمثلة تكون فيها صياغة القوانين و‬
‫القواعد جماعيا و تعتبر عادلة‪ -3 ،‬البيروقراطية العقابية أين يتم فيها فرض القوانين و األوامر التي يجب احترامها‬
‫و هي جزائية‪ .‬و قد توصل إلى أن الظاهرة البيروقراطية تخلق ما يسمى بالحلقات الفارغة التي أكد عليها " م‪ .‬كروزييه"‬
‫الذي سوف نراه الحقا‪ ،‬و كان مصدر تلك الحلقات هي البيروقراطية العقابية و التي هي مصدر الصراعات‬
‫والتوترات فيما بين العمال و اإلدارة‪.‬‬
‫➢ فيليب سيلزنيك و التحليل القانوني للمنظمة‪ :‬عالم اجتماع أمريكي و طالبا مليرتون‪ ،‬و كما يعتبر من بين ممثلي‬
‫املدرسة البنائية ـ ـ ـ الوظيفية‪ .‬و كانت اهتماماته منصبة على التحليل القانوني للمنظمة و البيروقراطية‪ ،‬بحيث يرى‬
‫أنه يجب دراسة املؤسسة ليس كمنظمة و إنما كمؤسسة بمعنى دراستها كمؤسسة حسب "سيلزنيك" ( شاوش‪ ،‬نفس‬
‫املرجع‪ ،‬ص‪ ) 150‬يعني االهتمام بتاريخها‪ ،‬بطابعها و بالعمليات التي تقوم بها من أجل تعريف و فرض نفسها و وجودها‪.‬‬
‫و كما بين بأن كل املنظمات قادرة على خلق تنظيمات غير رسمية التي لها دور في املنظمة الذي يتمثل في تقويض‬
‫األفعال العقالنية و تأثيرها على أهداف املنظمة إلى درجة يمكن أن تنحرف أو تتخلى كلية عن هذه األهداف ألن‬
‫املنظمة معرضة للحتميات الداخلية و للضغوطات الخارجية )‪ (Bernoux, op.cit. P. 120‬و أكد سيلزنيك بأنه يجب‬
‫أن تعمل املنظمة دائما على إضفاء الشرعية على أفعالها في وجه أعضائها و محيطها و على املنظمة أن تطور بصفة‬
‫دائمة إجراءات التسوية املتبادلة مع هذه األطراف و كذلك الضغط على أعضائها من أجل تحفيزهم لصالح أهداف‬
‫املنظمة‪ .‬و من جهة أخرى بين "سيلزنيك" بأن البيروقراطية تخلق كذلك الحلقات الفارغة و التي تنبعث على مستوى‬
‫أصحاب الخبرة و التخصص‪ ،‬و تبرز في أوساط هذه الفئة روح الجماعة و الرغبة في بناء تحالفات مع األطراف التي‬
‫تتقاسم نفس املصالح املمثلة في هذه األدوار الش يء الذي يؤدي إلى الخلل الوظيفي الذي تقاومه املنظمة‪.‬‬

‫‪327‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫‪ -3‬نظرية التحليل االستراتيجي "مليشال كروزييه" و التنظيم البيروقراطي‪:‬‬


‫انطلق "كروزييه" في دراسته للبيروقراطية من مبدأ أن املجتمعات الصناعية هي مجتمعات املنظمات و كما يرى أن‬
‫مجمل الصراعات و النزاعات التي تحدث في هذه املجتمعات مصدرها املنظمات و الفعل االجتماعي املهم في وقتنا الحاضر‬
‫هو ذلك الفعل الذي يحدث داخل املنظمات‪ .‬و لهذا ركز "كروزييه" على ضرورة فهم هذه املنظمات ألنها أفرزت عدة مشاكل‬
‫و عوائق التي تعرقل السير الحسن لهذه املجتمعات و ذلك انطالقا من ظاهرة البيروقراطية التي تساهم في بناء منطق جديد‬
‫لفهم الشؤون االنسانية‪ .‬و بناءا على دراساته امليدانية‪ ،‬توصل "كروزييه" إلى أن التنظيم البيروقراطي يمتاز بأربعة‬
‫خصائص وهي )‪:(CROZIER, 1963, pp. 230-236‬‬
‫• اتساع رقعة القواعد الالشخصية‪ :‬بمعنى كل تصرفات األفراد في املنظمة تحددها دائما مجموعة من القواعد‬
‫الالشخصية التي تشمل التعليمات و األوامر تقيد هؤالء األفراد و تمنعهم من القيام بمبادرات شخصية‪ ،‬و الهدف من‬
‫هذه القواعد هو التحكم في كل ما يجري في املنظمة‪.‬‬
‫• مركزية القرارات‪ :‬إن عملية اتخاذ القرارات في املنظمات تجرى بمعزل عن باقي املستويات داخل املنظمة‪ .‬و نتيجة لذلك‪،‬‬
‫كثيرا ما تأخذ القرارات دون معرفة امليدان من طرف األشخاص الذين لهم سلطة اتخاذ القرارات‪ ،‬و أما الذين هم في‬
‫دراية عن واقعية املشاكل‪ ،‬ليس لديهم سلطة من أجل تصدي لهذه املشاكل التي يواجهونها في عملهم‪ ،‬الش يء الذي‬
‫يخلق األزمات و االنسدادات في املنظمات‪.‬‬
‫• انعزال كل فئة هرمية عن األخرى‪ :‬لقد ربط "كروزييه" هذه الخصية بالخاصيتين السابقتين‪ ،‬ونتيجة لذلك أصبح من‬
‫الصعب االتصال بين كل الفئات التي تتكون منها املنظمة‪ ،‬و لهذا السبب تظهر في حين آلخر ‪ ،‬نزاعات بين مختلف‬
‫الفئات لكونها ال تشكل جماعات عمل مندمجة‪.‬‬
‫• بروز عالقات السلطة املوازية‪ :‬تشكل مناطق الشك في املنظمة مصدرا رئيسيا للسلطة املوازية و التي تتسع في املنظمة‪،‬‬
‫وكما يستحيل التخلص من هذه املناطق االرتياب‪ .‬ألن الفاعلين الذين يتحكمون في هذه املناطق‪ ،‬تخول لهم سلطة غير‬
‫رسمية و موازية للسلطة الرسمية الذين يستعملونها إذا اقتض ى األمر‪ ،‬من أجل الدفاع عن مصالحهم‪.‬‬
‫و من خالل الخصائص التي يتميز بها التنظيم البيروقراطي حسب نظرية التحليل االستراتيجي ل " ميشال كروزييه‬
‫" التي ترى أن األفراد في املنظمة هم كفاعلين ناشطين يساهمون في بناء و تنظيم املنظمة عن طريق األلعاب‪ ،‬و عمليات‬
‫لعب األدوار و االستراتيجيات و عالقات السلطة التي يبادرونها في إطار املنظمة من خالل مناطق االرتياب التي يستغلونها‬
‫لفرض السلطة على املؤسسة و على املسؤولين و على جماعة العمل‪ .‬و بالتالي فسر "كروزييه" كيف تخلق املنظمة عوائق‬
‫لنفسها بواسطة القوانين التي تسنها‪ ،‬و كما أصبح التنظيم البيروقراطي مصدرا للحلقات الفارغة التي تشل كل نشاطات‬
‫املنظمة و عقبة أمام تغييرها ‪ ،‬و لهذا يمكن القول حسب "كروزييه" أن التنظيم البيروقراطي الكالسيكي عائقا أمام التطور‬
‫التكنولوجي و العلمي و خاصة أمام ظهور اإلدارة اإللكترونية‪.‬‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫تعد اإلدارة اإللكترونية و البيروقراطية اإللكترونية من مفرزات الثورة املعلوماتية‪ ،‬و كما أصبحت من املحاور‬
‫األساسية في التحليل السوسيولوجي و سوسيولوجية البيروقراطية إلى جانب التخصصات العلمية األخرى‪.‬‬
‫وتعرف اإلدارة اإللكترونية على أنها منظومة حديثة العصر العتمادها على التكنولوجية اإللكترونية‪ ،‬والتي تهدف‬
‫إلى تحويل العمل اإلداري من العمل الروتيني التقليدي املعقد إلى إدارة إلكترونية املرنة املواكبة للتطور والتغير‪ ،‬ملا لها من‬
‫خصائص ومميزات التي تجعلها أداة فعالة في الحياة االجتماعية واملهنية والوظيفية للمؤسسات‪ .‬ولإلدارة اإللكترونية أهمية‬

‫‪328‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫بالغة في تحقيق الفعالية التنظيمية وقدرتها على التكيف مع كافة متغيرات بيئة العمل كالرضا واألداء وعملية االتصال إلى‬
‫غيرها من املتغيرات‪.‬‬
‫انطالقا مما تضفيه تطبيقات اإلدارة اإللكترونية على التنظيم البيروقراطي‪ ،‬و الذي عرف هو اآلخر التحول من‬
‫البيئة التقليدية إلى بيئة الرقمنة أو اإللكترونية‪ ،‬و هذه األخيرة لم تكن نتاج مصادفة و إنما نتيجة حتمية ألسس علمية‬
‫فكرية ومعلوماتية وحتى سوسيولوجية‪ ،‬التي ساهمت مساهمة فعالة بفضل نظرياتها و منهجيتها التي تسعى إلى فهم العميق‬
‫لظاهرة البيروقراطية و التي كانت منبع التفتح و التفكير نحو التطور و التغير في مجال التنظيم اإلداري و البيروقراطي‪.‬‬
‫و على هذا األساس‪ ،‬تبلورت نظريات السوسيولوجية في التنظيم في معظمها و هذا حسب ما أكدته مختلف الرؤى‬
‫في هذا املجال و كل هذه النظريات توصلت إلى نتيجة واحدة و هي أن البيروقراطية هي السبب الرئيس ي في الخلل الوظيفي‪،‬‬
‫و بالتالي قدمت لعلم االجتماع التنظيم من باب البيروقراطية و شكلت موضوع اهتماماتها األولية‪ ،‬و التي ال يمكن االستغناء‬
‫عنها لفهم واقع التحول في مجال التنظيم البيروقراطي من الكالسيكي املعقد إلى البيروقراطية املرنة‪.‬‬
‫قائمة املراجع‪:‬‬
‫• العاجز‪ ،‬إيهاب (‪ :)2011‬دور الثقافة التنظيمية في تفعيل تطبيق اإلدارة االلكترونية‪ :‬دراسة تطبيقيةعلى وزارة التربية‬
‫و التعليم العالي ‪ -‬محافضات غزة‪ .‬رسالة ماجستير الجامعة السالمية‪ .‬غزة‪.‬‬
‫• الحسن‪ ،‬حسين (‪ :)2011‬اإلدارة اإللكترونية‪ :‬املفاهيم الخصائص املتطلبات‪ .‬عمان‪ :‬الرواق لنشر و التوزيع‪.‬‬
‫• شاوش‪ ،‬حميد (‪ :)2019‬مدخل إلى علم االجتماع املنظمات‪ .‬تيزي وزو‪ :‬األمل للطباعة و النشر و التوزيع‪.‬‬
‫• العمري‪ ،‬سعيد بن معال (‪ :)2003‬املتطلبات اإلدارية و األمنية لتطبيق اإلدارة االلكترونية‪ :‬دراسة مسحيةعلى‬
‫املؤسسة العامة للموانئ‪ .‬رسالة ماجستير غير منشورة‪ .،‬الرياض‪ :‬أكاديمية نايف العربية للعلوم االمنية‪.‬‬
‫• بن نوار‪ ،‬صالح (‪ :)2006‬فعالية التنظيم في املؤسسات االقتصادية‪ .‬قسنطينة‪ :‬مخبر علم اجتماع االتصال للبحث‬
‫والترجمة ‪.‬‬
‫• عامر‪ ،‬طارق (‪ :)2007‬اإلدارة اإللكترونية‪ :‬نماذج معاصرة‪ .‬القاهرة‪ :‬دار السحاب‪.‬‬
‫• عشور‪ ،‬عبد الكريم (‪ :)2009/2010‬دور اإلدارة االلكترونية في ترشيد الخدمة العمومية في الواليات األمريكية‬
‫والجزائر‪ .‬رسالة ماجستير في العلوم السياسية و العالقات الدولية‪ :‬تخصص الديموقراطية و الرشادة‪ ،‬قسنطينة‪:‬‬
‫جامعة منتوري‪.‬‬
‫• الساملي‪ ،‬عالء عبد الرزاق (د‪.‬ت)‪ :‬اإلدارة اإللكترونية‪ .‬األردن‪ :‬دار وائل للنشر‪.‬‬
‫• غيث‪ ،‬محمد عاطف (‪ :)2002‬قاموس علم االجتماع‪ .‬مصر‪ :‬دار الفرقة الجامعية‪.‬‬
‫• حجاب‪ ،‬محمد منير (‪ :)2003‬املوسوعة اإلعالمية‪ .‬املجلد الثاني‪ .‬القاهرة‪ :‬دار الفجر للنشر و التوزيع ‪.‬‬
‫• الفايز‪ ،‬هيلة (‪ :)2017‬سيناريوهات مستقبلية بديلة للتحول لإلدارة االلكترونية في الجامعات السعودية‪ .‬املجلة‬
‫الدولية التربوية املتخصصة‪ ،‬املجموعة الدولية لإلستشارات و التد ريب‪ ،‬ع ‪ ،2‬ج ‪ ،6‬الجمعية األردنية لعلم النفس‪،‬‬
‫صفحة ‪.156 - 142‬‬
‫• روث‪ ،‬وليام (‪ :)2001‬تطور نظرية اإلدارة‪ .‬تر‪ .‬عبد الحكيم أحمد الخزامي‪ ،‬القاهرة‪ :‬إتراك للطباعة والنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪• CROZIER, Michel )1963(: Le phénomène bureaucratique. Paris: Seuil.‬‬
‫‪• BERNOUX , Philippe )2009( : La sociologie des organisations: Initiation théorique suivie de douze cas pratiques‬‬
‫‪, 6ème Ed, Paris : Seuil‬‬

‫‪329‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫دور اإلدارة اإللكترونية في حماية التعامالت التجارية‬


‫‪The role of electronic administration to protect The commercial transactions‬‬
‫معمر بن علي‬
‫‪Maamar Benali‬‬
‫دكتوراه قانون تخصص عقود مدنية وتجارية‪ ،‬جامعة عمارثليجي‪ ،‬األغواط‪ /‬الجزائر‬
‫‪University of Ammar Théledji, Laghouat / Algeria/ maa.benali75@lagh-univ.dz‬‬
‫امللخص‪:‬‬
‫تعتبر اإلدارة االلكترونية وخاصة املرتبطة بالتعامالت التجارية‪ ،‬من أهم األجهزة التي كرستها الدولة لحماية التاجر االلكتروني في‬
‫تعامالته التجارية مع عمالئه االلكترونيين ‪ ،‬خصوصا في الفضاء املفتوح‪ ،‬ولكن قد نتفاجأ من بعض التصرفات غير املسؤولة من ِقبل بعض‬
‫الجهات املختصة‪ ،‬ومن هنا تهدف ورقتنا البحثية عن دراسة أهم الضمانات التي نص عليها املشرع وما الثغرات التي يمكن له أن يقوم بتعديلها‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬اإلدارة االلكترونية‪ ،‬التاجر االلكتروني‪ ،‬العميل االلكتروني‪،‬املعامالت التجارية‪ ،‬الضمانات‪.‬‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪Electronic management, especially related to commercial transactions, is considered as the most important devices‬‬
‫‪that the state has devoted to protecting the electronic merchant in his commercial dealings with his electronic customers,‬‬
‫‪especially in the Internet, but we may be surprised by some irresponsible behavior by some staff of administration, in this‬‬
‫‪point we want to study The most important guarantees that the legislator was putted it and what the loopholes can the‬‬
‫‪legislator fix it.‬‬
‫‪Key words: Electronic management, electronic merchant, electronic customer, commercial transactions, guarantees‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫ُ‬
‫تعتبر اإلدارة هي اآللية التي تحرك عجلة التنمية في الدولة وتسير مرافقها ً‬
‫سواء كان هذا املرفق عمومي أو خاص‪،‬‬
‫ً‬
‫ونظرا لألعباء التي تلقتها من تسيير هذه املرافق‪ ،‬عمدت إلى استحداث أنظمتها التقليدية واستبدالها بأنظمة املعلوماتية أو‬
‫ً‬
‫ما يدعى حاليا باإلدارة االلكترونية‪ ،‬فلهذه األخيرة دور فعال في تنشيط وزيادة نشاط التعامالت التجارية التي أصبحت ال‬
‫ً‬
‫غنى عنها في حياتنا اليومية‪ ،‬خصوصا في اآلونة األخيرة مع انتشار وباء كورونا وتزايد التعامالت االلكترونية‪ ،‬مما أدى باملقابل‬
‫ظهور بعض القصور في النصوص القانونية املتعلقة بالتجارة االلكترونية وتباطأ نشاطها واستغالل بعض ممثلي اإلدارة‬
‫بعدم العمل بقوانينها‪ ،‬ومن هنا تكمن اإلشكالية فما مدى كفاية الضمانات التي وفرتها اإلدارة االلكترونية لهذه املعامالت‬
‫التجارية االلكترونية؟‬
‫وملعالجة هذه اإلشكالية اتبعنا املنهج الوصفي والتحليلي واملنهج املقارن‪ ،‬وذلك عن طريق تحليل النصوص‬
‫القانونية الصادرة عن التشريع الجزائري‪ ،‬ومقارنتها مع القوانين املقارنة واستخراج أوجه التشابه واالختالف وترجيح‬
‫األصلح منها‪ ،‬ولحل هذه اإلشكالية قسمنا بحثنا إلى ثالث محاور أساسية‪:‬‬
‫املحور األول‪ :‬مفهوم اإلدارة االلكترونية وعالقتها بالتجارة االلكترونية؛‬
‫املحور الثاني‪ :‬الضوابط القانونية للمعامالت التجارية االلكترونية؛‬
‫املحور الثالث‪ :‬ضمانات اإلدارة االلكترونية للمعامالت التجارية؛‬
‫املحور األول‪ :‬مفهوم اإلدارة االلكترونية وعالقتها بالتجارة االلكترونية‪:‬‬

‫‪330‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫تميزت اإلدارة بمفهومها الواسع على أنها هي التي تصدر القرارات اإلدارية إضافة إلى تسييرها للمرافق العمومية‪،‬‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫ولكي يتسنى لها ممارسة نشاطها على أكمل وجه‪ ،‬أنشأت اإلدارة االلكترونية لتسهيل مهامها خصوصا لدى املتعاملين‬
‫التجاريين‪ ،‬لذلك سنقوم في هذا املحور تبيان نشأة اإلدارة االلكترونية وتعريفها وعالقتها بالتجارة االلكترونية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬نشأة اإلدارة االلكترونية‪:‬‬
‫لقد أدى التطور السريع لتقنية املعلومات واالتصاالت إلى بروز نموذج ونمط جديد عن اإلدارة في ظل التنافس‬
‫والتحدي املتزايد أمام اإلدارات البيروقراطية كي تحسن من مستوى أعمالها وجودة خدماتها‪ ،‬وهو ما اصطلح على تسميته‬
‫"اإلدارة الرقمية أو اإلدارة االلكترونية" وبذلك فإن ظهور اإلدارة االلكترونية جاء بعد التطور النوعي السريع للتجارة‬
‫االلكترونية واألعمال االلكترونية وانتشار شبكة االنترنت (الباز‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،‬الصفحات ‪.)16-15‬‬
‫والجدير بالذكر أن مصطلح اإلدارة االلكترونية هي إدارة بال ورق‪،‬حكومة ذكية‪.....‬إلخ تعتبر مرادفات ظهرت في‬
‫الفترة األخيرة‪ ،‬نتيجة لثورة االتصاالت واملعلومات الحديثة‪ ،‬حيث جعلت الجهات اإلدارية العامة تتصل ببعضها البعض‬
‫عن طريق شبكات االنترنت‪ ،‬األمر الذي جعل معظم الجهات اإلدارية العامة وحدة واحدة وكأنها في مكان واحد رغم ُبعد‬
‫املسافات (عبد العاطي‪ ،‬سنة ‪ ،2016‬صفحة ‪.)74‬‬
‫وبدأت اإلدارة االلكترونية عند إنشاء أول معالج ممغنط من ِقبل شركة "‪ ،"IBM‬حيث عند إنتاج هذا الجهاز‬
‫ابتداء من املدرسة الكالسيكية ثم مدرسة العالقات اإلنسانية‪ ،‬وفي منتصف‬ ‫ً‬ ‫امتدت اإلدارة االلكترونية للمدارس اإلدارية‬
‫ُ‬
‫التسعينات توجت سيرة اإلدارة االلكترونية بدخول نظم استخدام الحاسوب في اإلدارة االلكترونية؛ وفي عام ‪ 1996‬تم‬
‫الربط االلكتروني بين شبكتي حاسوب‪ ،‬مما أدى إلى تقليص الحاجة الستخدام الورق‪.‬‬
‫وفي نهاية التسعينات استخدم مصطلح اإلدارة االلكترونية مع انتشار شبكة االنترنت العاملية‪ ،‬وأخذت مجاالت‬
‫اإلدارة االلكترونية بالتطور على مراحل إلى أن أصبحت على ما هي عليه اآلن (الساملي ع‪ ،.‬سنة ‪ ،2008‬صفحة ‪.)17‬‬
‫ً‬
‫هذا من حيث نشأة اإلدارة االلكترونية إال أن املصطلح يبقى غامضا من ناحية تعريفه‪ ،‬فالتعريف ضرورة منطقية‬
‫ً‬
‫لتحديد املعنى الحقيقي للش يء أو اللفظ وإلزالة اللبس فيه‪ ،‬وتجنبا للوقوع في الخطأ من خالل تداخل املصطلحات‬
‫وإصالحها (القريش ي‪ ،‬سنة ‪ ،2015‬صفحة ‪.)20‬‬
‫ُع ّ ِرفت اإلدارة االلكترونية بشكل عام أنها وظيفة إنجاز األعمال باستخدام األنظمة والوسائل االلكترونية‬
‫ً‬
‫(القبيالت‪ ،‬سنة ‪ ،2014‬صفحة ‪ .)25‬وقد ُبذلت جهودا من ِقبل متخصصين في علم اإلدارة املعلوماتية ورجال القانون‬
‫لتبيان تعريف اإلدارة العامة االلكترونية وهو ما سنبينه في النقطة التالية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬التعريف القانوني لإلدارة االلكترونية وخصائصها‪:‬‬
‫ً‬
‫سواء في الدراسات القانونية والفقهية أو في‬ ‫شاع استخدام مصطلح اإلدارة العامة االلكترونية بشكل كبير‬
‫تعامالت الناس واإلدارة‪ ،‬لذلك سنقوم بتعريف اإلدارة االلكترونية وذكر أهم الخصائص التي تتميز بها هذه اإلدارة إلزالة‬
‫اللبس أو التحول إلى معنى آخر‪.‬‬
‫‪-1‬التعريف القانوني لإلدارة االلكترونية‪:‬‬
‫ُ‬
‫تعرف اإلدارة االلكترونية لدى فقهاء القانون العام بتعريفات متعددة ومتنوعة تتركز في مجملها حول إيجابيات‬
‫التحول نحو التقديم االلكتروني ألعمال اإلدارة العامة والغاية املرجوة منه‪ ،‬فيذهب رأي إلى أن مفهوم اإلدارة العامة‬
‫االلكترونية ينصرف إلى أعمال السلطة اإلدارية التي يتم إنجازها من خالل استخدام تكنولوجيا املعلومات الرقمية‪ ،‬حيث‬
‫ً‬
‫يتم تقديم الخدمات املرفقية وإنجاز املعامالت التجارية الكترونيا (القبيالت‪ ،‬سنة ‪ ،2014‬صفحة ‪.)25‬‬
‫ويرى جانب آخر من الفقه أن اإلدارة االلكترونية تعني استخدام تطبيقات تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت في‬
‫البناء التنظيمي واستخدام التقنية الحديثة‪ ،‬ومنها شبكات الحاسوب واالنترنت ربط الوحدات التنظيمية مع بعضها‪،‬‬

‫‪331‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫والجهاز املركزي مع فروعه املختلفة‪ ،‬لتسهيل تسليم البيانات واملعلومات والحصول عليها واتخاذ القرارات املناسبة داخل‬
‫وخارج هذه األجهزة‪ ،‬وإنجاز أعمالها وتقديم الخدمات للمستخدمين بكفاءة وفعالية‪ ،‬وهذا يعني تحويل العمل اإلداري من‬
‫عمل يدوي إلى الكتروني (عليان‪ ،‬سنة ‪ ،2015‬الصفحات ‪.)28-27‬‬
‫ويقصد باإلدارة االلكترونية استخدام جميع األساليب اإلدارية التي تعمل على نجاح خطة األعمال االلكترونية‬
‫الخاصة باملشروع وتحقيق أهدافها‪ ،‬وكذلك استدامة الوسائل واألنظمة والبرامج التكنولوجية املالئمة إلدارة املشروع‬
‫بشكل الكتروني‪ ،‬بما يضمن نجاحه في تحقيق أهداف خطة األعمال االلكترونية الخاصة به بوجه عام (سمير‪ ،‬سنة ‪،2009‬‬
‫صفحة ‪.)13‬‬
‫ويعرف البنك الدولي اإلدارة االلكترونية أنها مصطلح حديث ُيشير إلى استخدام تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت‬
‫من أجل زيادة كفاءة وفعالية وشفافية ومساءلة الحكومة‪ ،‬فيما تقدمه من خدمات إلى املواطن ومجتمع األعمال من خالل‬
‫تمكينهم من املعلومات بما يدعم كل النظم اإلجرائية ويقض ي على الفساد (باري و عاشور‪ ،‬فيفري ‪ ،2013‬صفحة ‪.)173‬‬
‫كما يعرفها آخرون بأنها تطوير ونشر وتنفيذ السياسات والقوانين وإيجاد البنية األساسية التي من شأنها تفعيل تقنية‬
‫املعلومات واالتصال إليجاد مجتمع معرفي تتوفر فيه خدمات الكترونية آمنة وأكثر فعالية ومالئمة لفئات املجتمع‬
‫املختلفة‪ ،‬بحيث يمكن إنجاز هذه الخدمات بأقل وقت وتكلفة ممكنة‪ ،‬ويتم ذلك باستخدام املنافذ االلكترونية املختلفة‪،‬‬
‫ُ‬
‫كما تسخر اإلدارة العامة االلكترونية تقنية املعلومات واالتصال لتطوير العالقات مع املواطنين وقطاع األعمال وبين‬
‫مختلف جهات الحكومة (غالب‪ ،‬سنة ‪ ،2015‬صفحة ‪.)187‬‬
‫‪-2‬خصائص اإلدارة االلكترونية‪:‬‬
‫اإلدارة االلكترونية هي آلية لرفع أداء وكفاءة اإلدارة‪ ،‬فهي إدارة بال ورق الستخدامها وسائل الكترونية لحفظ‬
‫وتخزين املعطيات‪ ،‬وتعمل هذه اإلدارة على تجاوز النطاق الزماني واملكاني للقيام باملهام اإلدارية املسندة إليها بسرعة‬
‫وفعالية‪ ،‬لذلك فهي تمتلك مجموعة من الخصائص التي تميزها عن اإلدارة التقليدية‪ ،‬واستعمالها للتقنيات الحديثة‬
‫يجعلها من أهم امليزات الجوهرية واألساسية التي تجعل الدول تسعى إلى تطبيق اإلدارة االلكترونية في منظوماتها‪ ،‬ومن بين‬
‫هذه الخصائص‪:‬‬
‫‪-‬التفاعل على مدار الساعة مباشرة مع املتعاملين؛‬
‫‪-‬السرعة الفائقة في إنجاز املعامالت؛‬
‫‪-‬العمل عن ُبعد بال حدود؛‬
‫‪-‬الرقابة املباشرة والصادقة؛‬
‫‪-‬السرية والخصوصية (غريس ي و شريف‪ ،‬ديسمبر ‪ ،2013‬الصفحات ‪.)85-84‬‬
‫هذه الخصائص تميز اإلدارة االلكترونية عن اإلدارة التقليدية من حيث انعدام الشفافية والبيروقراطية وبطء‬
‫أسلوبها في التعامل مع املعامالت التجارية‪ ،‬كما أن اإلدارة التقليدية في إطار ممارسة مهامها الخاصة باملراقبة تعتمد على‬
‫مراقبين ترسلهم ليكتبوا لها تقارير عن موقع ما‪ ،‬ويتابعوا سير العمل فيه‪ ،‬في حين أن اإلدارة االلكترونية من مقرها تتابع‬
‫سير وحركة العمل مباشرة‪.‬‬
‫صفوة القول؛ نرى أن اإلدارة االلكترونية ما هي إال نشاط تمارسه الهيئات اإلدارية بالوسائل االلكترونية‪ ،‬إلشباع‬
‫الحاجات العامة وتقديم الخدمات العامة‪ ،‬مستخدمة في ذلك أساليب السلطة العامة للقيام بهذا النشاط أو هذه‬
‫الوظيفة‪ ،‬ومن خصائصها السرعة والتعامل املباشر مع املتعاملين والرقابة املباشرة والصادقة الخالية من البيروقراطية‪،‬‬
‫فهذه الخصائص تصب في مصلحة املتعامل التجاري‪ ،‬لذلك نرى أن هناك صلة وثيقة بين اإلدارة االلكترونية واملعامالت‬
‫التجارية االلكترونية‪.‬‬

‫‪332‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫ثالثا‪ :‬عالقة اإلدارة االلكترونية بالتجارة االلكترونية‪:‬‬


‫ال تكاد تخلو أي معاملة تجارية الكترونية دون االتصال باإلدارة االلكترونية ً‬
‫سواء كانت هذه اإلدارة تابعة للقطاع‬
‫العام أو القطاع الخاص‪.‬‬
‫‪-1‬املركزالوطني للسجل التجاري‪:‬‬
‫يعتبر املركز الوطني للسجل التجاري أهم هيئة إدارية ترتبط بالتعامالت التجارية‪ ،‬فاملركز هو مؤسسة عمومية‬
‫ُ‬
‫تتمتع بالشخصية املعنوية واالستقالل املالي‪ ،‬وأسندت له مهمة تسيير السجل التجاري وتسليمه للمتعاملين التجاريين‪،‬‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫ويؤدي مهمة الخدمة العمومية‪ ،‬ولو أنه أعتبر تاجرا في عالقته مع الغير‪ ،‬فإن هذا ال ينفي الصفة اإلدارية عن هذه الهيئة‬
‫الحتوائه على مقومات وعناصر املرفق العام اإلداري أنظر املادتين (‪ )02‬و(‪)03‬من (املرسوم التنفيذي رقم‪ ،68-92:‬سنة‬
‫‪ ،1992‬صفحة ‪ ،)372‬وذلك من خالل النظام القانوني الذي يخضع له سير وعمل املركز وتقديم الخدمة العمومية‬
‫ً‬
‫واملنفعة العامة‪ ،‬وكذلك تتجلى الصفة اإلدارية بصورة واضحة من خالل اعتبار املشرع الجزائري مأموري املركز ضباطا‬
‫عموميين متمتعين بامتيازات السلطة العامة (املادة (‪ )02‬من (املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،69-92 :‬سنة ‪ ،1992‬صفحة ‪.)376‬‬
‫وإذا قمنا بإجراء مقارنة بين املركز الوطني للسجل التجاري وبين مؤسسة عمومية ذات طابع إداري‪ ،‬نجد أنهما‬
‫يتفقان في كونهما مؤسسة عمومية تتمتع بالشخصية املعنوية واالستقالل املالي‪ ،‬وظيفتهما تقديم خدمة عمومية‪،‬‬
‫ويخضعان للقانون اإلداري والقضاء اإلداري في عالقتهما مع الدولة؛ غير أن املركز الوطني للسجل التجاري ُيعد تاجر في‬
‫عالقته مع الغير ويخضع ألحكام القانون التجاري وللقضاء العادي في منازعته مع الغير (قاستل‪ ،‬سنة ‪ ،2009‬صفحة ‪.)130‬‬
‫ومن بين املهام الرئيسية للمركز الوطني للسجل التجاري مسك السجل التجاري والقيام بالقيد والتعديل أو‬
‫الشطب انظر املادة (‪ )02‬من (القانون رقم‪ ،08-04 :‬سنة ‪ ،2004‬صفحة ‪)05‬؛‬
‫سواء كان شخص طبيعي أو اعتباري انظر‬ ‫كما يلزم كل من يريد ممارسة نشاط تجاري أن يتقيد بالسجل التجاري ً‬
‫املادة (‪ )04‬من (القانون رقم‪ ،08-04 :‬سنة ‪ ،2004‬صفحة ‪ )05‬؛ والسجل التجاري هو سند رسمي يؤهل كل شخص طبيعي‬
‫أو معنوي يتمتع بكامل أهليته القانونية بممارسة نشاطه التجاري‪ ،‬كما ُيعتد به أمام الغير إلى غاية الطعن فيه بالتزوير‬
‫انظر الفقرة الثانية املادة (‪ )02‬من (القانون رقم‪ ،08-04 :‬سنة ‪ ،2004‬صفحة ‪ .)05‬ويتميز السجل التجاري االلكتروني‬
‫عن التقليدي بإضافة رمز الكتروني‪ ،‬انظر املادة (‪ )02‬من (املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،112-18 :‬سنة ‪ ،2018‬صفحة ‪.)07‬‬
‫فالرمز الكتروني ِشفرة بيانية تتضمن معطيات ومعلومات مشفرة حول التاجر انظر املادة (‪ )03‬من (املرسوم التنفيذي‬
‫رقم ‪ ،112-18 :‬سنة ‪ ،2018‬صفحة ‪ُ ،)07‬ويطبع هذا الرمز على مستخرجات السجل التجاري انظر املادة (‪ )04‬من (املرسوم‬
‫التنفيذي رقم ‪ ،112-18 :‬سنة ‪ ،2018‬صفحة ‪)07‬؛ وتتم قراءة الرمز االلكتروني بأي جهاز مزود بنظام التقاط الصور‪،‬‬
‫ً‬
‫بواسطة تطبيق ُيحمل مجانا من البوابة االلكترونية للمركز الوطني للسجل التجاري وتتم عملية تحيين املعلومات املوجودة‬
‫في الرمز بانتظام من طرف املركز الوطني للسجل التجاري‪ ،‬انظر املادة (‪ )05‬من (املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،112-18 :‬سنة‬
‫‪ ،2018‬صفحة ‪.)07‬‬
‫‪-2‬البنك االلكتروني‪:‬‬
‫وهو عبارة عن موقع الكتروني على شبكة االنترنت يحتوي على كافة البرمجيات الالزمة للتعامل بصورة كاملة مع‬
‫العمالء بخصوص الخدمات املصرفية وغيرها من الخدمات التسويقية‪ُ ،‬ويرخص له القانون بممارسة أنشطته في بيئة‬
‫ُ‬
‫الكترونية (التميمي‪ ،‬سنة ‪ ،2012‬صفحة ‪ ،)48‬لذلك ال يمكن أن تمارس التعامالت التجارية االلكترونية دون املرور بهذه‬
‫الهيئة اإلدارية خاصة األشخاص االعتباريين كالشركات االلكترونية البسيطة وهي شركات دعائية أو شركات الكترونية ذات‬
‫الخدمات البسيطة أو الشركات االلكترونية الكاملة (الجنيهي و الجنيهي‪ ،‬سنة ‪ ،2008‬الصفحات ‪.)12-11‬‬

‫‪333‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫ُويفترض وجود عالقة تعاقدية بين البنك والعميل لتتحدد مسؤولية البنك تجاه عميله عن عمليات التحويل‬
‫االلكتروني أين يرتبط الطرفان بعقد صحيح يحدد التزامات كل منهما في مواجهة اآلخر (أبو فروة‪ ،‬سنة ‪ ،2014‬صفحة‬
‫‪.)135‬‬
‫وقد نص املشرع الجزائري على ذلك في القانون رقم‪ 05-18 :‬املتعلق بالتجارة االلكترونية أن يتم الدفع في املعامالت‬
‫التجارية إما عن ُبعد أو عند تسليم املنتوج عن طريق وسائل الدفع املرخص بها‪ ،‬حيث يتم الدفع االلكتروني من خالل‬
‫ً‬
‫منصات دفع مخصصة لهذا الغرض؛ فهي منشأة ومستغلة حصريا من طرف البنوك املعتمدة من ِقبل بنك الجزائر وبريد‬
‫الجزائر‪ ،‬وموصولة بأي نوع من أنواع محطات الدفع االلكتروني عبر شبكة املتعامل العمومي للمواصالت السلكية‬
‫ً‬
‫والالسلكية‪ ،‬كما يتم الدفع في املعامالت التجارية العابرة للحدود حصريا عن ُبعد عبر االتصاالت االلكترونية‪ ،‬انظر املادة‬
‫(‪ )27‬من (القانون رقم ‪ ،05-18 :‬سنة ‪ ،2018‬صفحة ‪.)08‬‬
‫‪-3‬مديرية التجارة‪:‬‬
‫ُ‬
‫تعد مديرية التجارة من أهم الهيئات اإلدارية التي لها دور كبير في مراقبة املمارسات التجارية وقد حددت أعوان‬
‫لهذه الرقابة (املرسوم التنفيذي رقم‪ ،09-11 :‬سنة ‪ ،2011‬الصفحات ‪ .)09-06‬ويمكن لهذه املديرية غلق املحل التجاري‬
‫بناء على مقرر من وزارة التجارة انظر املادة (‪ )43‬من (القانون رقم ‪ ،05-18 :‬سنة ‪،2018‬‬ ‫وتعليق موقع املورد االلكتروني ً‬
‫صفحة ‪.)10‬‬
‫‪-4‬مديرية الضرائب‪:‬‬
‫هي إدارة عمومية تحت إشراف وزارة املالية وتكلف بعدة مهام من بينها تنفيذ التدابير الضرورية ملكافحة الغش‬
‫ً‬
‫والتهرب الجبائي‪ ،‬السهر على التكفل باملنازعات اإلدارية والقضائية املتعلقة بالضرائب والحقوق والرسوم أيا كانت طبيعتها‪،‬‬
‫توفير أدوات تحليل ومراقبة تسيير ومردودية مصالح اإلدارة الجبائية‪ ،‬السيما مؤشرات نجاعة املصالح الجبائية‪ ،‬السهر‬
‫على تحسين عالقات املصالح الجبائية مع املكلفين بالضريبة انظر املادة (‪ )05‬من (املرسوم التنفيذي رقم‪ ،364-07 :‬سنة‬
‫ً‬
‫‪ ،2007‬صفحة ‪)15‬؛ ويمكن التصريح الجبائي للمكلفين بالضرائب عن طريق االتصاالت االلكترونية وفقا ملا جاء في قانون‬
‫املالية التكميلي لسنة ‪ 2008‬انظر املادة (‪ )23‬من (األمر رقم‪ ،02-08 :‬سنة ‪ ،2008‬صفحة ‪.)08‬‬
‫على هدى ما سبق قوله‪ ،‬نجد أن الهيئات اإلدارية املرتبطة باملعامالت التجارية االلكترونية لها صلة وثيقة بالعمالء‬
‫سواء بإنشاء موقع الكتروني وإعطاء اسم النطاق من طرف املركز الوطني للسجل التجاري أو تحويل األموال بوسيلة الدفع‬ ‫ً‬
‫االلكترونية من طرف املؤسسات املالية والبنوك املعتمدة أو مراقبة نشاط العميل لتجارته االلكترونية من طرف الهيئات‬
‫اإلدارية التابعة لوزارة التجارة‪ ،‬كما ال ننس ى مديرية الضرائب التابعة لوزارة املالية التي تراقب املعامالت التجارية لضبط‬
‫مخالفات التهرب الضريبي؛ إال أن هذه املعامالت التجارية االلكترونية لها ضوابط قانونية تحكمها لكي نكون أمام نشاط‬
‫تجاري نزيه ومشروع‪.‬‬
‫املحور الثاني‪ :‬الضوابط القانونية للمعامالت التجارية االلكترونية؛‬
‫ألزم املشرع الجزائري عدة ضوابط قانونية إلمكانية ممارسة التجارة االلكترونية في الفضاء املفتوح وهذا تحت‬
‫رقابة الهيئات اإلدارية املختصة‪ ،‬وتعتبر هذه الضوابط رئيسية إلتمام التعامالت االلكترونية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬أطراف العقد‪:‬‬
‫يعتبر مبدأ سلطان اإلرادة من املبادئ األساسية واملستقرة في أغلب التشريعات الوطنية‪ ،‬إذ ال يكاد يخلو من‬
‫النص على تطبيق القانون املختار على موضوع النزاع‪ ،‬من حيث تكريس حق األطراف في اختيار القانون الواجب التطبيق‬
‫(خليفي‪ ،‬سنة ‪ ،2010‬صفحة ‪)22‬؛ فاملشرع الجزائري كرس هذا االختيار بموجب املادة (‪ )18‬من التقنين املدني‪ ،‬والتي تنص‬
‫على أنه " يسري على االلتزامات التعاقدية القانون املختار من املتعاقدين إذا كانت له صلة حقيقية باملتعاقدين أو بالعقد"‬

‫‪334‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫(القانون رقم‪ ،10-05 :‬سنة ‪ .)2005‬وبما أن الخاص ُيقيد العام‪ ،‬فإننا نجد في قانون التجارة االلكتروني الجزائري رقم‪-18 :‬‬
‫‪ ،05‬عكس ما نصت عليه املادة السابق ذكرها ‪ :‬وهي أنه يطبق القانون الجزائري في املعامالت التجارية االلكترونية إذا كان‬
‫أحد أطراف العقد االلكتروني شخص طبيعي متمتع بالجنسية الجزائرية أو مقيم إقامة شرعية في الجزائر أو كان الشخص‬
‫املعنوي نشاطه التجاري في الجزائر ‪،‬انظر املادة (‪ )02‬من (القانون رقم ‪ ،05-18 :‬سنة ‪ ،2018‬صفحة ‪ .)05‬وبذلك نجد‬
‫ُ‬
‫أن مبدأ سلطان اإلرادة ق ِّيد بهذا النص الذي ُيجبر العنصر األجنبي في العقد االلكتروني على تطبيق القانون الجزائري في‬
‫التعاقدات االلكترونية التي يكون أحد أطرافها ذو جنسية جزائرية أو مقيم في الجزائر إقامة شرعية‪ .‬كما قد ُيبرم مستهلك‬
‫الكتروني)*( ال ُيعلم أهليته مما ُيعرض التاجر االلكتروني ملخاطر التعاقد مع ناقص ي األهلية أو فاقدي األهلية بسبب أحد‬
‫العوارض (بن سعيد‪ ،‬سنة ‪ ،2012‬صفحة ‪)96‬؛ إال أن التوجيه األوروبي رقم‪ 07-97 :‬الصادر في ‪ 20‬ماي ‪ ،1997‬فصل في‬
‫ذلك بنصه للمادة (‪ )04‬الفقرة (‪ )01‬منه بشأن عقد البيع الذي يتم عن ُبعد بإلزام األطراف املتعاقدة عند إبرام العقد‬
‫بتحديد هويتهم بما في ذلك األهلية القانونية (بن سعيد‪ ،‬سنة ‪ ،2012‬صفحة ‪)96‬؛ وقد يتحايل املستهلك االلكتروني كذلك‬
‫ً‬
‫في عدم إعطاء السن الحقيقي للتاجر االلكتروني طمعا في الحماية القانونية‪ ،‬إال أن املادة ‪ 119‬من القانون املدني املصري‬
‫حسم في هذا الغموض ونص على أنه " يجوز لناقص األهلية أن يطلب إبطال العقد‪ ،‬وهذا مع عدم اإلخالل بإلزامه‬
‫بالتعويض‪ ،‬إذا لجأ إلى طرق احتيالية ليخفي نقص أهليته (السنهوري ع‪ ،.‬د‪.‬ت‪ ،‬الصفحات ‪ .)271-270‬فاألجانب بطبيعة‬
‫الحال تطبق عليهم قوانين الجنسيات التي ينتمون إليها (السنهوري ع‪ ،.‬د‪.‬ت‪ ،‬صفحة ‪)266‬؛ وهذا ما أغفله املشرع الجزائري‬
‫في قانون التجارة االلكتروني رقم‪ ،05-18 :‬ألن األهلية تعتبر من األحوال الشخصية‪ .‬أما أهلية التاجر االلكتروني فأمره‬
‫محسوم في التشريع الجزائري ألنه ال يمكن إنشاء موقع الكتروني إال بالتسجيل في املركز الوطني للسجل التجاري انظر‬
‫املادتين (‪ )09‬و (‪ )10‬من (القانون رقم ‪ ،05-18 :‬سنة ‪ ،2018‬صفحة ‪ ،)06‬حيث ُيلزمه هذا األخير بلوغه السن القانوني‬
‫ملمارسة التجارة‪ ،‬أما الشخص املعنوي إذا مارس نشاطه في الجزائر فإنه ُيطبق عليه القانون الجزائري وهذا ما نصت عليه‬
‫املادة (‪ )10‬الفقرة األخيرة من التقنين املدني (القانون رقم‪ ،10-05 :‬سنة ‪ ،)2005‬وهذا جاء مطابق ملا جاء في القانون املتعلق‬
‫بالتجارة االلكترونية انظر املادة (‪ )02‬الفقرة الثالثة من (القانون رقم ‪ ،05-18 :‬سنة ‪ ،2018‬صفحة ‪.)05‬‬
‫ثانيا‪ :‬موضوع العقد‪:‬‬
‫يخضع نشاط التجارة االلكترونية للتسجيل في السجل التجاري أو في سجل الصناعات التقليدية والحرفية‪ ،‬حسب‬
‫الحالة ويكون املسؤول عن هذا السجل هو املركز الوطني للسجل التجاري انظر املادة (‪ )08‬من (القانون رقم ‪،05-18 :‬‬
‫سنة ‪ ،2018‬صفحة ‪ ،)06‬وبذلك تنشأ بطاقية وطنية للموردين االلكترونيين لدى املركز وتضم املوردين االلكترونيين‬
‫املسجلين في السجل التجاري أو في سجل الصناعات التقليدية والحرفية انظر املادة (‪ )09‬من (القانون رقم ‪ ،05-18 :‬سنة‬
‫‪ ،2018‬صفحة ‪ .)06‬وال يمكن للتاجر االلكتروني ممارسة نشاطه التجاري إال بإيداع اسم النطاق)**( لدى مصالح املركز‬
‫الوطني للسجل التجاري؛ وتنشر هذه البطاقية الوطنية للموردين االلكترونيين عن طريق االتصاالت االلكترونية وتكون‬
‫في متناول املستهلك االلكتروني انظر املادة (‪ )09‬من (القانون رقم ‪ ،05-18 :‬سنة ‪ ،2018‬صفحة ‪ .)06‬كما يجب أن يتوفر‬
‫املوقع االلكتروني الخاص باملورد االلكتروني)***( على وسائل تسمح بالتأكد من صحته‪ .‬وال يمكن نشر املوقع االلكتروني‬
‫إال باستضافة امتداد "‪ ،"com.dz‬لذا نجد أن للمورد االلكتروني له الحق في إنشاء موقع الكتروني لكن بامتداد "‪ "dz‬الذي‬
‫يستضاف من ِقبل املركز انظر املادة (‪ )09‬من (القانون رقم ‪ ،05-18 :‬سنة ‪ ،2018‬صفحة ‪.)06‬‬
‫وبإنشاء املوقع االلكتروني من طرف املورد االلكتروني يمكن إبرام معاملة الكترونية بينه وبين املستهلك االلكتروني‬
‫ليقوم هذا األخير بتسجيل طلبيته في املوقع‪ ،‬ويجب أن تكون كل معاملة تجارية الكترونية مسبوقة بعرض تجاري الكتروني‬
‫وتحتوي على املعلومات املتعلقة بشخص التاجر وموضوع العقد وهي‪:‬‬
‫‪-‬رقم التعريف الجبائي والعناوين املادية وااللكترونية ورقم هاتف املورد االلكتروني؛‬

‫‪335‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫‪-‬رقم السجل التجاري أو رقم البطاقة املهنية للحرفي؛‬


‫‪-‬طبيعة وخصائص وأسعار السلع أو الخدمات املقترحة باحتساب كل الرسوم؛‬
‫‪-‬حالة توفر السلعة أو الخدمة؛‬
‫‪-‬كيفيات التسليم ومصاريفه وآجاله؛‬
‫‪-‬الشروط العامة للبيع‪ ،‬ال سيما البنود املتعلقة بحماية املعطيات ذات الطابع الشخص ي؛‬
‫‪-‬شروط الضمان التجاري والخدمة ما بعد البيع؛‬
‫ً‬
‫‪-‬طريقة حساب السعر عندما ال يكون تحديده مسبقا؛‬
‫‪-‬كيفيات وإجراءات الدفع؛‬
‫‪-‬شروط فسخ العقد عند االقتضاء؛‬
‫‪-‬وصف كامل ملختلف مراحل تنفيذ املعاملة االلكترونية؛‬
‫‪-‬مدة صالحية العرض عند االقتضاء؛‬
‫‪-‬شروط وآجال العدول عند االقتضاء؛‬
‫‪-‬طريقة تأكيد الطلبية؛‬
‫‪-‬موعد التسليم وسعر املنتوج موضوع الطلبية املسبقة وكيفيات إلغاء الطلبية املسبقة عند االقتضاء؛‬
‫‪-‬طريقة إرجاع املنتوج أو استبداله أو تعويضه؛‬
‫‪-‬تكلفة استخدام وسائل االتصاالت االلكترونية عندما تحتسب على أساس آخر غير التعريفات املعمول بها انظر املادتين‬
‫(‪ )10‬و (‪ )11‬من (القانون رقم ‪ ،05-18 :‬سنة ‪ ،2018‬صفحة ‪.)06‬‬
‫وبذلك يقوم املستهلك االلكتروني باقتناء سلعه عن طريق التعرف على مجمل املعلومات املتعلقة بشخص التاجر‬
‫وطبيعة املعاملة‪ ،‬عندئذ يمكن للمستهلك أن ُيبرم العقد ُويرسل له املورد االلكتروني نسخة الكترونية من العقد انظر املادة‬
‫(‪ )19‬من (القانون رقم ‪ ،05-18 :‬سنة ‪ ،2018‬صفحة ‪ )07‬؛ وعلى املورد االلكتروني حفظ املعاملة االلكترونية وتخزينها في‬
‫ظروف تسمح بقراءتها وفهمها‪ ،‬ويعمل املركز الوطني للسجل التجاري بتزويد املورد االلكتروني بكل املواصفات التقنية التي‬
‫تسمح له بتخزين عناصر معاملته التجارية االلكترونية انظر املادة (‪ )02‬من (املرسوم التنفيذي رقم‪ ،89-19 :‬سنة ‪،2019‬‬
‫صفحة ‪ .)16‬فاملورد االلكتروني ملزم باستخراج جملة من املعلومات املتعلقة بكل معاملة تجارية الكترونية أقدم عليها‪،‬‬
‫وتزويد املركز الوطني للسجل التجاري بها‪ ،‬ومن بين هذه املعلومات نجده منصوص عليه في املادة (‪ )03‬من املرسوم‬
‫التنفيذي رقم‪ 89-19 :‬وهي‪ :‬موضوع املعاملة‪ ،‬املبلغ املحدد للمعاملة باحتساب كل الرسوم‪ ،‬تاريخ املعاملة‪ ،‬رقم الفاتورة أو‬
‫رقم الوثيقة التي تقوم مقامها (املرسوم التنفيذي رقم‪ ،89-19 :‬سنة ‪ ،2019‬صفحة ‪ .)17‬وتتم إرسال املعلومات السابق‬
‫ً‬
‫ذكرها من ِقبل املورد االلكتروني إلى املركز وفقا للمواصفات التقنية املحددة من ِقبل هذا األخير قبل تاريخ (‪ )20‬العشرين‬
‫من الشهر بالنسبة للمعامالت التجارية التي أجراها خالل الشهر السابق‪ ،‬ويتم وضع هذه املواصفات التقنية تحت تصرف‬
‫املورد االلكتروني من ِقبل املركز انظر املادة (‪ )04‬من (املرسوم التنفيذي رقم‪ ،89-19 :‬سنة ‪ ،2019‬صفحة ‪.)17‬‬
‫ويضع املركز منصة الكترونية مخصصة لحفظ املعلومات املرسلة من ِقبل املوردين االلكترونيين‪ ،‬ويتم تسليم‬
‫رمز الولوج إلى املنصة االلكترونية للمورد االلكتروني من طرف املركز‪ ،‬بعد إيداع اسم النطاق انظر املادة (‪ )04‬من‬
‫(املرسوم التنفيذي رقم‪ ،89-19 :‬سنة ‪ ،2019‬صفحة ‪ ،)17‬وكل تلف يلحق بالرمز يجعل املستخرج التجاري غير صالح‪،‬‬
‫وبذلك ُيلزم استخراج نسخة ثانية من ِقبل املركز انظر املادة (‪ )06‬من (املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،112-18 :‬سنة ‪،2018‬‬
‫صفحة ‪.)07‬‬

‫‪336‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫ويتم ربط املركز الوطني للسجل التجاري باملدرية العامة للضرائب التي يمكنها الولوج عن طريق االتصاالت‬
‫االلكترونية انظر املادة (‪ )06‬من (املرسوم التنفيذي رقم‪ ،89-19 :‬سنة ‪ ،2019‬صفحة ‪)17‬؛ وبذلك يمكن ألعوان الرقابة‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫سواء كانوا من طرف إدارة الضرائب أو من ِقبل املركز بمراقبة كل معاملة تجارية الكترونية أبرمت من طرف املورد‬
‫االلكتروني‪ ،‬وفي حالة إخالل املورد االلكتروني بنصوص املادة (‪ )25‬من القانون رقم‪ 05-18 :‬املتضمن قانون التجارة‬
‫عرض لغرامة من ‪ 20000‬د‪.‬ج إلى ‪ 200000‬د‪.‬ج املادة (‪)41‬؛ انظر املادة (‪ )41‬من (القانون رقم ‪-18 :‬‬ ‫االلكترونية ‪ ،‬فإنه ُي َّ‬
‫‪ ،05‬سنة ‪ ،2018‬صفحة ‪.)10‬‬
‫وتضمنت املادة (‪ )25‬من القانون رقم‪ ،05-18 :‬أنه يجب على كل مورد الكتروني حفظ سجل املعامالت‬
‫ً‬
‫االلكترونية املنجزة وتواريخها وإرسالها الكترونيا إلى املركز الوطني للسجل التجاري (القانون رقم ‪ ،05-18 :‬سنة ‪،2018‬‬
‫صفحة ‪ ،)08‬دون أن يعفى املورد االلكتروني من العقوبات التي نصت عليها باقي القوانين األخرى‪ ،‬حيث يخضع املورد‬
‫االلكتروني للتشريع والتنظيم املعمول به املطبقين على األنشطة التجارية حسب نص املادة (‪ )35‬من القانون رقم‪05-18 :‬‬
‫السابق ذكره (القانون رقم ‪ ،05-18 :‬سنة ‪ ،2018‬صفحة ‪)09‬؛ زيادة على رقابة أعوان إدارة الضرائب واملركز الوطني‬
‫للسجل التجاري‪ ،‬كما يمكن لألعوان املنتمون لألسالك الخاصة بالرقابة التابعة ملديرية التجارة بمعاينة مخالفات‬
‫املعامالت التجارية االلكترونية عن طريق السماح لهم من طرف املورد االلكتروني بالولوج بكل حرية إلى تواريخ املعامالت‬
‫التجارية االلكترونية؛ انظر املادة (‪ )36‬من (القانون رقم ‪ ،05-18 :‬سنة ‪ ،2018‬صفحة ‪.)09‬‬
‫ُويطبق القانون الجزائري في حالة كان طرف العقد عنصر أجنبي إذا محل إبرام العقد أو تنفيذه في الجزائر؛ انظر‬
‫املادة (‪ )02‬من (القانون رقم ‪ ،05-18 :‬سنة ‪ ،2018‬صفحة ‪)05‬؛ غير أن كل معاملة تجارية الكترونية تتعلق بـ‪:‬‬
‫‪-‬لعب قمار والرهان واليانصيب‪ ،‬املشروبات الكحولية والتبغ‪ ،‬املنتجات الصيدالنية‪ ،‬املنتجات التي تمس بحقوق‬
‫امللكية الفكرية أو الصناعية او التجارية‪ ،‬كل سلعة أو خدمة محظورة بموجب تشريع معمول به‪ ،‬كل سلعة أو خدمة‬
‫تستوجب إعداد عقد رسمي‪ ،‬ممنوعة من ممارستها؛ املادة (‪ )03‬من (القانون رقم ‪ ،05-18 :‬سنة ‪ ،2018‬صفحة ‪)05‬؛وقد‬
‫منعت كذلك املادة (‪ )05‬من نفس القانون كل معاملة تجارية تمس مصالح الدفاع الوطني والنظام العام واألمن العمومي‬
‫(القانون رقم ‪ ،05-18 :‬سنة ‪ ،2018‬صفحة ‪.)05‬‬
‫وعلى هدى ما سبق ذكره؛ نجد أن كل معاملة تجارية الكترونية يبرمها املورد االلكتروني سواء مع طرف جزائري‬
‫أو أجنبي تخضع لضوابط قانونية تطبق عليها القانون الجزائري ً‬
‫سواء من الناحية اإلجرائية أو املوضوعية‪.‬‬
‫املحور الثالث‪ :‬ضمانات اإلدارة االلكترونية للمعامالت التجارية؛‬
‫تلعب اإلدارة االلكترونية دور مهم في وضع ضمانات التي من خاللها تحمي معظم التعامالت التجارية االلكترونية‪،‬‬
‫وذلك لرصد كل التالعبات التي يمكن تتبعها ومراقبتها من خالل الفضاء االلكتروني‪ ،‬لذلك سنقوم بتقسيم املحور إلى‬
‫نقطتين أساسيتين النقطة األولى نتكلم فيها عن املتطلبات املتعلقة باإلدارة االلكترونية في مجال التجارة االلكترونية‪،‬‬
‫والنقطة الثانية سندرس عن أهم الضمانات املتواجدة حاليا لحماية التعامالت التجارية االلكترونية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬متطلبات املبادالت التجارية االلكترونية‪:‬‬
‫تتم تحويل اإلدارة التقليدية إلى إدارة الكترونية بجملة من املتطلبات نذكر أهمها‪:‬‬
‫‪-1‬املتطلبات التقنية‪:‬‬
‫تتمثل بشكل رئيس ي فيما يلي‪:‬‬
‫‪-‬توفير أجهزة الحاسوبية املتطورة لدى طرفي العالقة‪ً ،‬‬
‫سواء اإلدارة فيما بينها أو بين اإلدارة واملواطنين متلقي الخدمة؛‬
‫‪ -‬شبكات الحاسب اآللي املترابطة‪ ،‬وتعتمد على التواصل بين عدد من الحواسيب التي يتم تبادل املعلومات فيما بينها والتي‬
‫سواء كانت شبكات داخلية "‪ "INTRANET‬أو شبكات عاملية "‪"INTERNET‬؛‬ ‫عن طريقها يتم الوصول إلى املعلومات ً‬

‫‪337‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫‪-‬توفير خدمات االنترنت وتأمينها لكافة أرجاء الدولة؛‬


‫‪-‬إنشاء موقع حكومي واحد على شبكة االنترنت‪ ،‬يضم جميع الهيئات اإلدارية بحيث يمكن للمستفيد من خالله الوصول‬
‫إلى أي هيئة إدارية يود االنتفاع بخدماتها (العاني‪ ،‬سنة ‪ ،2012‬صفحة ‪.)233‬‬
‫‪-2‬املتطلبات التشريعية‪:‬‬
‫يحتاج التحول نحو اإلدارة االلكترونية لتشريعات خاصة‪ ،‬تنظمها بما يكفل تحقيق أهدافها على الوجه األفضل‪،‬‬
‫ويضمن أمن وسرية املعلومات وذلك من خالل استحداث التشريعات الالزمة أو تعديل التشريعات القائمة التي تتعارض‬
‫ً‬
‫مع هذا النهج الجديد في العمل‪ ،‬ونظرا لحداثة العمل بنظام اإلدارة العامة االلكترونية ُيستحسن االهتداء بتشريعات الدول‬
‫ذات السبق في هذا املجال‪ ،‬ومع وضع ظروف كل بلد في الحسبان (غنيم‪ ،‬سنة ‪ ،2004‬صفحة ‪.)349‬‬
‫وقد أصدرت الجزائر تشريعات خاصة لضمان نجاح التحول املنشود‪ ،‬وقد جعلت بعض الوثائق املستخرجة‬
‫إجبارية وليست اختيارية‪ ،‬وخير مثال على ذلك مستخرج السجل التجاري االلكتروني الذي نص املرسوم التنفيذي رقم‪:‬‬
‫‪ 50-22‬املؤرخ في ‪ 23‬جانفي سنة ‪ 2022‬في مادته األولى الفقرة األخيرة أنه ال يمكن لإلدارات العمومية واملؤسسات العمومية‬
‫االقتصادية أن تقبل في معامالتها التجارية بعد انقضاء أجل ‪ 30‬يونيو سنة ‪ ،2022‬إال مستخرجات السجالت التجارية‬
‫الصادرة بواسطة إجراء الكتروني (املرسوم التنفيذي رقم‪ ،50-22 :‬سنة ‪ ،2022‬صفحة ‪ .)05‬هذا بالنسبة للتعامالت‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫التجارية في الجزائر؛ أما على املستوى العربي فنجد أن دولة اإلمارات العربية املتحدة وتحديدا إمارة دبي فقد حددت موعدا‬
‫ً‬
‫نهائيا للتحول نحو اإلدارة العامة االلكترونية وقد تم ذلك فعال (الحلو‪ ،‬أبريل سنة ‪ ،2003‬صفحة ‪.)17‬‬
‫‪-3‬املتطلبات اإلدارية‪:‬‬
‫وهو يشمل تدريب كافة املوظفين على طرق استعمال أجهزة الكمبيوتر وإدارة الشبكات وقواعد املعلومات‬
‫والبيانات وكافة املعلومات الالزمة للعمل على إدارة وتوجيه اإلدارة االلكترونية بشكل سليم‪ُ ،‬ويفضل أن يتم ذلك بواسطة‬
‫معاهد أو مراكز تدريب متخصصة وتابعة للحكومة‪ ،‬أضف إلى هذا أنه يجب نشر ثقافة استخدام اإلدارة االلكترونية‬
‫ً‬
‫وطرق ووسائل استخدامها للمواطنين أيضا وبنفس الطريقة السابقة (حامد‪ ،‬سنة ‪ ،2015‬الصفحات ‪.)256-255‬‬
‫‪-4‬املتطلبات املالية‪:‬‬
‫بما أن الوفاء باملتطلبات السابقة لإلدارة العامة االلكترونية يحتاج إلى كلف مالية‪ ،‬إلنشاء البنية التحتية وتأهيل‬
‫الكوادر البشرية وتعميم الخدمات االلكترونية‪ ،‬فإن ذلك يتطلب رصد املخصصات املالية الالزمة لتنفيذ مشروع اإلدارة‬
‫العامة االلكترونية واستمراره وتطويره (غنيم‪ ،‬سنة ‪ ،2004‬صفحة ‪.)347‬‬
‫‪-5‬نشر ثقافة اإلدارة االلكترونية‪:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫بما أن نظام اإلدارة االلكترونية ال يزال حديث نسبيا‪ ،‬فإنه الشك ُ‬
‫سواء من ِقبل املوظفين‬ ‫سيواجه باملقاومة‬
‫العموميين الذين اعتادوا تقديم الخدمات العامة بأسلوب معين‪ ،‬أو من ِقبل املواطنين متلقي الخدمات العامة الذين ألفوا‬
‫األسلوب التقليدي في الحصول على الخدمات العامة‪ ،‬لذلك البد من وجود إرادة سياسية عليا للسير في هذا الطريق‪ ،‬قادرة‬
‫على كبح جماح قوى مقاومة التغيير‪ ،‬وكذلك نشر الوعي واملعرفة والثقافة االلكترونية لدى كافة األوساط من خالل‬
‫حمالت الترويج لإلدارة العامة االلكترونية عبر وسائل اإلعالم واملؤتمرات والندوات‪ ،‬وكذلك من خالل منح حوافز‬
‫لألشخاص الذين يتلقون الخدمات العامة عبر الوسائل االلكترونية وقد تكون هذه الحوافز على شكل تخفيض للرسوم‬
‫ً‬
‫مثال أو سرعة في اإلنجاز وتقديم الخدمة (عليان‪ ،‬سنة ‪ ،2015‬صفحة ‪ .)34‬وقد تم ذلك بالفعل في الجزائر من ناحية دفع‬
‫فاتورة الكهرباء والغاز‪ ،‬سحب األموال من املؤسسات املالية‪ ،‬التصريح الجبائي‪ ،‬التأمين‪ ،‬الوثائق إدارية‪...‬إلخ‪.‬‬
‫فهذه هي متطلبات اإلدارة االلكترونية الواجب اتخاذها لنجاحها واستمرارها‪ ،‬أما الضمانات املتعلقة بالتجارة‬
‫االلكترونية التي رسمتها اإلدارة االلكترونية الجزائرية فسنقوم بذكرها في النقطة التالية‪.‬‬

‫‪338‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫ثانيا‪ :‬ضمانات اإلدارة االلكترونية للتعامالت التجارية االلكترونية‪:‬‬


‫تهدف اإلدارة االلكترونية إلى ضمان استمرارية الخدمات االلكترونية‪ ،‬لذلك ركزت اإلدارة الجزائرية على أهم‬
‫الجوانب الرئيسية لتجنب فشلها وهي‪:‬‬
‫‪-1‬ضمان أمن املعلومات‪:‬‬
‫ُ‬
‫تهدف اإلدارة االلكترونية على أمن املعلومات وسالمتها من التلف واملحو والقرصنة وحفظها بحيث يمكن‬
‫لل شخص املرخص له باإلطالع عليها وتعديلها إن لزم األمر‪ ،‬لذلك وجب علينا تعريف أمن املعلومات واملعايير املعتمدة في‬
‫أمن املعلومات والقوانين الداعمة لها‪.‬‬
‫أ‪-‬تعريف أمن املعلومات‪:‬‬
‫ُيعرف األمن املعلوماتي بأنه " مجموعة اإلجراءات املتخذة لحماية الوسط املعلوماتي للمجتمع أو الدولة أو املؤسسة‬
‫أو الشركة الخاصة التي تؤمن مقاومة وضع وتالفي عواقب التأثير املعلوماتي‪-‬النفس ي واملعلوماتي‪-‬الفني للطرف املعني"‪.‬‬
‫فاملعلومات هي أخبار عن األشخاص والشركات واملنظمات واألشياء والوقائع والظواهر واألحداث والعلميات‪،‬‬
‫بصرف النظر عن شكل تقديمها‪ ،‬وهذه املعلومات قد تكون عن شكل بياني أو نص أو أرقام‪ ،‬أو على شكل رياض ي أو‬
‫الكتروني أو غيره (مصري‪ ،‬سنة ‪ ،2012‬الصفحات ‪.)295-294‬‬
‫فاملعلومات إذن تنقسم من حيث نوعيتها إلى معلومات مالية ومعلومات تجارية وصناعية ومعلومات شخصية‬
‫ومعلومات عسكرية إلى غير ذلك من أنواع املعلومات التي ال تدخل تحت الحصر‪ ،‬وتنقسم من حيث طبيعتها إلى معلومات‬
‫سرية وغير سرية (فكري‪ ،‬سنة ‪ ،2014‬صفحة ‪.)28‬‬
‫شرع املشرع الجزائري في ضمان أمن املعلومات عن طريق حماية الفضاء السيبراني أو ما يعرف باألمن السيبراني‬ ‫وقد َّ‬
‫حيث عرفه دانيال "‪ "Daniel‬على أنه هو جميع اإلجراءات التنظيمية الالزمة لضمان حماية املعلومات بجميع أشكالها‬
‫االلكترونية واملادية من مختلف الجرائم‪ ،‬الهجمات‪ ،‬التخريب والتجسس والحوادث(‪. )Ventre, année 2011, p. 103‬‬
‫ً‬
‫كما وقد ُع ّ ِرف كذلك األمن السيبراني انطالقا من أهدافه بأنه النشاط الذي يؤمن حماية املوارد البشرية واملالية‬
‫املرتبطة بتقنيات االتصاالت واملعلومات‪ ،‬ويضمن إمكانات الحد من الخسائر واألضرار التي تترتب في حال تحقق املخاطر‬
‫والتهديدات‪ ،‬كما ُيتيح إعادة الوضع إلى ما كان عليه‪ ،‬بأسرع وقت ممكن‪ ،‬بحيث ال تتوقف عجلة اإلنتاج‪ ،‬وال تتحول األضرار‬
‫إلى خسائر دائمة‪ ،‬فهو النشاط أو العملية والقدرة‪ ،‬أو نظم املعلومات واتصاالت الدولة‪ ،‬حيث تكون املعلومات الواردة فيه‬
‫محمية من أي دافع من التلف‪ ،‬واالستخدام غير املصرح به أو التعديل أو االستغالل (بارة‪ ،‬جويليه ‪ ،2017‬صفحة ‪.)257‬‬
‫أما تعريف املشرع الجزائري لألمن السيبراني فقد عرفه في القانون رقم‪ 04-18 :‬في الفقرة الثالثة من املادة (‪)10‬‬
‫حيث نصت على أن "األمن السيبراني هو مجموع األدوات والسياسات ومفاهيم األمن واآلليات األمنية واملبادئ التوجيهية‬
‫وطرق تسيير املخاطر واألعمال والتكوين واملمارسات الجيدة والضمانات والتكنولوجيات التي يمكن استخدامها في حماية‬
‫االتصاالت االلكترونية ضد أي حدث من شأنه املساس بتوفر وسالمة وسرية البيانات املخزنة أو املعالجة أو املرسلة‬
‫(القانون رقم‪ ،04-18 :‬سنة ‪ ،2018‬صفحة ‪.)07‬‬
‫ب‪-‬معاييرأمن املعلومات‪:‬‬
‫من أجل حماية املعلومات من املخاطر التي تتعرض لها‪ ،‬البد من توفير مجموعة من املعايير التي يجب أخذها‬
‫بعين االعتبار‪ ،‬للتوصل إلى تحقيق الحماية الالزمة للمعلومات‪ ،‬وتتمثل املعايير األساسية لألمن املعلوماتي بسرية املعلومات‬
‫وسالمة املحتوى ووفرة املعلومات‪.‬‬
‫‪-‬السرية‪:‬‬

‫‪339‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫تعرف السرية على أنها حماية البيانات من االنتشار بطريقة غير مرخصة‪ ،‬وذلك من خالل منع األشخاص غير‬
‫املرخص لهم بالدخول من الوصول إلى مصادر املعلومات‪ ،‬وذلك باستخدام عدة معرقالت على سبيل املثال‪ :‬اسم املستخدم‬
‫وكلمة السر‪ ،‬بصمة اإلبهام‪ ،‬الصوت‪ ،‬العين‪..‬إلخ‪ ،‬وهي مهمة في تعريف هوية الشخص ومدى تطابقه مع قاعدة البيانات‬
‫الخاصة باملستعملين ومن أجل ضمان سرية املعلومات وحمايتها البد من تحقيق ما يلي‪:‬‬
‫‪-‬تحديد ومراقبة الوصول إلى املعلومات لكي يتمكن فقط األشخاص املرخص لهم من اإلطالع أو التغيير أو إحداث تعديالت‬
‫على البيانات؛‬
‫‪-‬القيام بتشفير البيانات من أجل زيادة أمنها وحمايتها أثناء عملية التخزين أو أثناء عمليات اإلرسال عبر الشبكات‪ ،‬مع تزويد‬
‫األشخاص املرخصين بمفاتيح فك التشفير (جبور و جبور‪ ،‬سنة ‪ ،2018‬الصفحات ‪.)130-129‬‬
‫‪-‬سالمة املعلومات‪:‬‬
‫ً‬
‫يعتبر ضمان سالمة املعلومات مكمال ملوجب سرية املعلومات من الناحية املادية‪ ،‬ويرتبط هذا املوجب بضرورة‬
‫الحفاظ على أمن املعلومات‪ ،‬ومنع تسريبها والحد من مخاطر انكشافها وعدم اإلطالع عليها أو تغيير املعلومات املخزنة على‬
‫أجهزة الحاسوب أو املنقولة على الشبكة إال من ِقبل األشخاص املخولين بذلك (قدايفة‪ ،‬جوان ‪ ،2016‬صفحة ‪ .)166‬وفي‬
‫هذا اإلطار تميز التشريع اإلماراتي بإلزام جميع املؤسسات في القطاعين العام والخاص‪ ،‬بتصنيف البيانات كجزء من‬
‫اإلجراءات التقنية الخاصة بأمن البيانات وحمايتها (جبور و جبور‪ ،‬سنة ‪ ،2018‬صفحة ‪.)132‬‬
‫‪-‬الشفافية‪:‬‬
‫وهي إمكانية الوصول إلى املعلومات املحفوظة بشكل يسمح للمتعامل االلكتروني الوصول إليها بشكل ٍ‬
‫كاف‪ ،‬وتعتبر‬
‫الشفافية من أهم العناصر الستقرار التعامالت في املجتمع‪ ،‬بينما يعتبر غيابها أحد أهم العوائق للوصول إلى العدالة‬
‫وتطبيق القانون بشكل صحيح (جبور و جبور‪ ،‬سنة ‪ ،2018‬صفحة ‪.)134‬‬
‫‪-‬الوفرة‪:‬‬
‫ونقصد بها استمرارية النظام في تقديم الخدمات وتوفير املعلومات الضرورية في الوقت املناسب وبالكمية‬
‫املناسبة وللشخص املناسب الذي لديه الحق في الوصول إليها (حديد و كريبط‪ ،‬سبتمبر ‪ ،2014‬صفحة ‪.)199‬‬
‫جـ‪-‬الجانب القانوني الداعم ألمن املعلومات‪:‬‬
‫ً‬
‫نظرا للجرائم االلكترونية املتعلقة باالختراق والقرصنة التي تصيب اإلدارة االلكترونية واملتعامل مع هذه اإلدارة‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫سواء كان تاجرا أو مستهلك‪ ،‬سعى املشرع الجزائري إلى صياغة مجموعة من القوانين واملراسيم التي تهدف إلى حماية‬
‫املعلومات وضمان أمنها ومن أهمها‪:‬‬
‫‪-‬قانون رقم‪ 04-09 :‬املؤرخ في ‪ 05‬أوت سنة ‪ ،2009‬يتضمن القواعد الخاصة للوقاية من الجرائم املتصلة بتكنولوجيا‬
‫اإلعالم واالتصال ومكافحتها الجريدة الرسمية رقم‪ ،47 :‬ص‪8-5 :‬؛‬
‫‪-‬مرسوم تنفيذي رقم‪ 410-09 :‬املؤرخ في ‪ 10‬ديسمبر سنة ‪ ،2009‬يحدد قواعد األمن املطبقة على النشاطات املنصبة على‬
‫التجهيزات الحساسة‪ ،‬الجريدة الرسمية رقم‪ ،73 :‬ص‪17-4 :‬؛‬
‫‪-‬قانون رقم‪ 04-15 :‬املؤرخ في أول فبراير سنة ‪ ،2015‬يحدد القواعد العامة املتعلقة بالتوقيع والتصديق االلكترونيين‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية رقم‪ ،06 :‬ص‪16-06 :‬؛‬
‫‪-‬مرسوم تنفيذي رقم‪ 134-16 :‬املؤرخ في ‪ 25‬أفريل سنة ‪ ،2016‬يحدد تنظيم املصالح التقنية واإلدارية للسلطة الوطنية‬
‫للتصديق االلكتروني وسيرها ومهامها‪ ،‬الجريدة الرسمية رقم‪ ،26 :‬ص‪08-06 :‬؛‬
‫‪-‬مرسوم تنفيذي رقم‪ 135-16 :‬املؤرخ في ‪ 25‬أفريل سنة ‪ ،2016‬يحدد طبيعة السلطة الحكومية للتصديق االلكتروني‬
‫وتشكيلها وتنظيمها وسيرها‪ ،‬الجريدة الرسمية رقم‪ ،26 :‬ص‪15-09 :‬؛‬

‫‪340‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫‪-‬مرسوم تنفيذي رقم‪ 142-16 :‬املؤرخ في ‪ 05‬ماي سنة ‪ ،2016‬يحدد كيفية حفظ الوثيقة املوقعة الكترونيا‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية رقم‪ ،28 :‬ص‪13-12 :‬؛‬
‫‪-‬قانون رقم‪ 04-18 :‬املؤرخ في ‪ 10‬ماي سنة ‪ ،2018‬يحدد القواعد العامة املتعلقة بالبريد واالتصاالت االلكترونية‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية رقم‪ ،27 :‬ص‪32-03 :‬؛‬
‫‪-‬قانون رقم‪ 07-18 :‬املؤرخ في ‪ 10‬يونيو سنة ‪ ،2018‬يتعلق بحماية األشخاص الطبيعيين في مجال معالجة املعطيات ذات‬
‫الطابع الشخص ي‪ ،‬الجريدة الرسمية رقم‪ ،34 :‬ص‪23-11 :‬؛‬
‫‪-‬مرسوم رئاس ي رقم‪ 05-20 :‬املؤرخ في ‪ 20‬جانفي سنة ‪ ،2020‬يتعلق بوضع منظومة وطنية ألمن األنظمة املعلوماتية‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية رقم‪ ،04 :‬ص‪10-05 :‬؛‬
‫‪-2‬ضمان خدمات املبادالت التجارية ومر اقبتها‪:‬‬
‫ً‬
‫نظرا للخدمات التي تقدمها اإلدارة االلكترونية للمبادالت التجارية التي تعتمد باألساس على االتصاالت‬
‫االلكترونية‪ ،‬سنقوم بذكر أهمها ً‬
‫سواء بالنسبة للتاجر االلكتروني أو العميل االلكتروني أو اإلدارة فيما بينها‪.‬‬
‫أ‪-‬التسجيل والحفظ‪:‬‬
‫ُ‬
‫أعتبر السجل التجاري االلكتروني كمشروع وكبند من بين البنود التي تم االتفاق على تنفيذها في برنامج اإلدارة‬
‫االلكترونية الجزائرية‪ ،‬وكآلية حديثة في مسار التنمية االجتماعية واالقتصادية‪ ،‬بحيث يسمح بمنح مكانة متنامية لقطاع‬
‫حد سواء‪ ،‬وقد تم إعداد هذا املشروع من طرف وزارة التجارة واملركز‬ ‫التجارة وقطاع تكنولوجيا اإلعالم واالتصال على ٍ‬
‫ً‬
‫الوطني للسجل التجاري بالتنسيق مع وزارة البريد وتكنولوجيات اإلعالم على إمكانية القيد في السجل التجاري الكترونيا‪،‬‬
‫وإمكانية إصدار مستخرج السجل االلكتروني بواسطة إجراء الكتروني انظر املادة (‪ )05‬مكرر من (القانون رقم‪،06-13 :‬‬
‫َّ‬
‫سنة ‪ ،2013‬صفحة ‪)34‬؛ وقد صدر تنظيم السجل التجاري بموجب املرسوم التنفيذي رقم‪ ،111-15 :‬الذي مكن التاجر‬
‫من التسجيل في السجل التجاري وإرسال الوثائق املتعلقة به بطريقة الكترونية انظر املادة (‪ )03‬من (املرسوم التنفيذي‬
‫ً‬
‫رقم‪ ،111-15 :‬سنة ‪ ،2015‬صفحة ‪)05‬؛ وذلك وفقا لإلجراءات التقنية للتوقيع والتصديق االلكترونيين‪،‬كما أنه يمكن‬
‫تسليم مستخرج السجل التجاري بواسطة إجراء الكتروني‪ ،‬وأصدر املشرع الجزائري كذلك مرسوم تنفيذي رقم‪112-18 :‬‬
‫الذي يحدد نموذج مستخرج السجل التجاري الصادر بواسطة إجراء القيد االلكتروني (املرسوم التنفيذي رقم ‪،112-18 :‬‬
‫سنة ‪ ،2018‬الصفحات ‪ ، )08-07‬وقد سن املشرع بموجبه مجموعة من األحكام التي تجسد السجل االلكتروني‪ ،‬حيث‬
‫أضحى يشترط أن ُيدرج في مستخرج السجل االلكتروني رمز الكتروني "س‪.‬ت‪.‬ا" يتمثل في شفرة بيانية تتضمن معطيات‬
‫مشفرة حول التاجر سواء كان شخص طبيعي أو معنوي‪ ،‬املادة (‪ )03‬من (املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،112-18 :‬سنة ‪،2018‬‬
‫صفحة ‪ .)07‬كما أشار املشرع الجزائري ضمن نص املادة (‪ )05‬واملادة (‪ )06‬من نفس املرسوم أن قراءة الرمز االلكتروني‬
‫ً‬
‫تكون بأي جهاز مزود بنظام التقاط الصور بواسطة تطبيق يحمل مجانا من البوابة االلكترونية ملركز السجل الوطني‪،‬‬
‫وأي تلف يلحق بالرمز االلكتروني يجعل املستخرج االلكتروني غير صالح‪ ،‬ما يستلزم على التاجر استخراج نسخة ثانية‬
‫(املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،112-18 :‬سنة ‪ ،2018‬صفحة ‪.)07‬‬
‫ومن أجل ديمومة املعلومات وسريتها املودعة لدى املركز الوطني للسجل التجاري‪ ،‬نص املشرع الجزائري في املادة‬
‫(‪ )05‬الفقرة األخيرة من املرسوم رقم‪ 112-18 :‬كذلك‪ ،‬على إلزامية تحيين املعلومات املوجودة في الرمز "س‪.‬ت‪.‬ا" بانتظام‬
‫من طرف مصالح املركز الوطني للسجل التجاري (املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،112-18 :‬سنة ‪ ،2018‬صفحة ‪)07‬‬
‫كما فرض املشرع على التجار غير الحائزين على السجل التجاري املزود بالرمز االلكتروني طلب تعديل سجالتهم‬
‫ً‬
‫لدى فروع املركز الوطني للسجل التجاري املختصة إقليميا في أجل سنة من العمل باملرسوم التنفيذي رقم‪112-18 :‬‬
‫السابق ذكره (املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،112-18 :‬سنة ‪ ،2018‬صفحة ‪ 07‬املادة ‪.)07‬‬

‫‪341‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫كما أصدر املشرع مرسوم تنفيذي رقم‪ 89-19 :‬املؤرخ في ‪ 05‬ماي سنة ‪ 2019‬الذي يحدد كيفيات حفظ سجل‬
‫املعامالت التجارية وإرسالها إلى املركز الوطني للسجل التجاري والذي جاء فيه مجموعة من الضوابط التي تحكم العمليات‬
‫االلكترونية املترتبة على ممارسة األنشطة التجارية االلكترونية املنظمة بموجب القانون رقم‪ 05-18 :‬املتعلق بالتجارة‬
‫االلكترونية‪.‬‬
‫ً‬
‫وبالرغم أنه ُيعد السجل التجاري من أهم االلتزامات التي يتقيد بها التجار‪ ،‬فضال على كونه أداة اكتساب الشخصية‬
‫املعنوية للشركات التجارية‪ ،‬إال أن املشرع قد اكتفى باإلشارة على إمكانية تسجيل املعلومات املتعلقة باملعاملة التجارية‬
‫وكيفية إرسالها للمركز الوطني للسجل التجاري التي تكون عبر منصة الكترونية بعد تسليم رمز الولوج إلى املنصة وبعد‬
‫ً‬
‫إيداع اسم النطاق‪ ،‬كما يتيح املجال الرقمي مراقبة املعامالت من طرف مصلحة الضرائب وفقا للكيفيات التي تحددها كل‬
‫من وزارة املالية والتجارة والرقمنة (املرسوم التنفيذي رقم‪ ،89-19 :‬سنة ‪ ،2019‬الصفحات ‪ 17-16‬انظر املواد من ‪ 02‬إلى‬
‫‪.)06‬‬
‫ب‪-‬مر اقبة املبادالت التجارية‪:‬‬
‫الشك أنه يصعب مراقبة التصرفات التي تتم عبر االنترنت‪ ،‬فالسلطات ال تمتلك الوسائل التي تمكنها من تتبع‬
‫ُ‬
‫آثاره‪ ،‬ألن وسائل التحقق من الشخصية التي تتعامل عبر االنترنت‪ ،‬تعد ذات طبيعة احتمالية ويستحيل مراقبة كافة‬
‫املعامالت‪ ،‬حيث يمكن تزييف الطلبات‪ ،‬الفواتير‪...‬إلخ من األمور التي تستوجب مراقبتها (منصور‪ ،‬سنة ‪ ،2009‬صفحة‬
‫‪ .)140‬فرغم ما نصت عليه املادة (‪ )06‬من املرسوم التنفيذي رقم‪ 89-19 :‬بربط املركز الوطني للسجل التجاري باملديرية‬
‫العامة للضرائب عن طريق االتصاالت االلكترونية‪ ،‬إال أنه لحد الساعة لم يصدر قرار بشأن الربط (املرسوم التنفيذي‬
‫ً‬
‫رقم‪ ،89-19 :‬سنة ‪ ،2019‬صفحة ‪ 17‬انظر املادة ‪ .)06‬وهذا الربط بين اإلدارتين الذي ال يزال معلقا‪ُ ،‬يعد بمثابة رقابة‬
‫إدارية الحقة من ِقبل مديرية الضرائب ملواجهة التهرب الضريبي (كباهم‪ ،‬سنة ‪ ،2019‬صفحة ‪ ،)200‬كما يمكن مراقبة‬
‫املمارسات التجارية االلكترونية من ِقبل أعوان الرقابة التابعين إلدارة التجارة‪ ،‬حيث يجب على التاجر االلكتروني السماح‬
‫لهم بالولوج بكل حرية إلى تواريخ معامالته التجارية ملعاينة املخالفات (القانون رقم ‪ ،05-18 :‬سنة ‪ ،2018‬صفحة ‪ 09‬انظر‬
‫املادة ‪ 36‬الفقرة األخيرة )‪ ،‬وفي حالة وجود مخالفة يمكن للمركز الوطني للسجل التجاري تعليق اسم نطاق التاجر‬
‫بناء على مقرر من وزارة التجارة إضافة إلى عقوبات أخرى (القانون رقم ‪ ،05-18 :‬سنة ‪ ،2018‬صفحة ‪ 10‬انظر‬ ‫االلكتروني ً‬
‫املادة ‪.)42‬‬
‫ويعفى من إجراءات مراقبة التجارة الخارجية والصرف‪ ،‬البيع عن طريق االتصاالت االلكترونية لسلعة أو خدمة‬
‫من طرف مورد الكتروني مقيم ملستهلك الكتروني موجود في بلد أجنبي‪ ،‬عندما ال تتجاوز قيمة هذه السلعة أو الخدمة ما‬
‫يعادلها بالدينار الحد املنصوص عليه في التشريع والتنظيم املعمول بهما‪ ،‬ويجب أن تحول عائدات هذا البيع بعد الدفع إلى‬
‫حساب املورد االلكتروني املوطن في الجزائر لدى بنك معتمد من ِقبل بنك الجزائر أو لدى بريد الجزائر (القانون رقم ‪-18 :‬‬
‫‪ ،05‬سنة ‪ ،2018‬صفحة ‪ 06‬املادة ‪.)07‬‬
‫جـ‪-‬ضمان وسائل الدفع‪:‬‬
‫عرف املشرع الجزائري وسيلة الدفع االلكتروني في املادة (‪ )06‬الفقرة الخامسة من القانون رقم‪ 05-18 :‬على أنها‬
‫ً‬
‫وسيلة دفع مرخص بها طبقا للتشريع املعمول به‪ ،‬يمكن لصاحبها من القيام بالدفع عن قرب أو عن ُبعد عبر منظومة‬
‫الكترونية (القانون رقم ‪ ،05-18 :‬سنة ‪ ،2018‬صفحة ‪ 05‬املادة ‪ 06‬الفقرة ‪)05‬؛ ويتم الدفع في املعامالت التجارية‬
‫االلكترونية إما عن ُبعد أو بطريقة تقليدية‪ ،‬وعند الدفع بطريقة الكترونية فإنه يتم من خالل منصات دفع مخصصة لهذا‬
‫ً‬
‫الغرض‪ ،‬منشأة ومستغلة حصريا من طرف البنوك املعتمدة من ِقبل بنك الجزائر وبريد الجزائر وموصولة بأي نوع من‬
‫أنواع محطات الدفع االلكتروني عبر شبكة املتعامل العمومي للمواصالت السلكية والالسلكية‪ ،‬أما عن الدفع خارج الحدود‬

‫‪342‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫فيتم عن ُبعد عبر االتصاالت االلكترونية (القانون رقم ‪ ،05-18 :‬سنة ‪ ،2018‬صفحة ‪ 08‬املادة ‪)27‬؛ ومنصات الدفع‬
‫االلكترونية هي عبارة عن منصات مخصصة تدير عمليات الدفع بين أطراف ثالثة وهم‪ :‬العمالء والتجار والبنوك مع توفير‬
‫كافة الضمانات وعوامل األمان لسالمة العمليات بين األطراف الثالثة‪ ،‬ويتم تطبيقها في مواقع التجارة االلكترونية وشبكات‬
‫البطاقة االلكترونية للبنوك وبريد الجزائر‪.‬‬
‫فمنصة الدفع تعتبر وسيط آمن بين التاجر االلكتروني صاحب املوقع االلكتروني واملستهلك االلكتروني‪ ،‬كما‬
‫ُ ّ‬ ‫ً‬
‫تسمى املنصة أيضا ببوابة الدفع االلكترونية والتي هي قطع برمجية مخصصة تم ِكن وتدير عمليات الدفع للعمالء والتجار‬
‫ً ً‬
‫والبنوك‪ ،‬مع ضمان سالمة هذه العمليات لكل األطراف‪ ،‬تضمن نقل أموال املستهلكين نقال آمنا من حساباتهم إلى حساب‬
‫التاجر االلكتروني‪ ،‬وفي الجزائر توجد منصة الدفع االلكترونية البيبنكي التي أنشأتها شركة "ساتيم"‪ ،‬وهي محطات مقفلة‬
‫بما يجعلها ال تقبل إال قراءة الشريحة‪ ،‬وتقدم تسهيالت للزبون بما يمكنه من إدخال الرمز السري بكل آمان (بن عيمور‪،‬‬
‫ً‬
‫ديسمبر ‪ ،2019‬صفحة ‪ .)105‬وتخضع منصات الدفع االلكتروني املنشأة واملستغلة طبقا للمادة (‪ )27‬من القانون رقم‪:‬‬
‫‪ ،05-18‬لرقابة بنك الجزائر لضمان استجابتها ملتطلبات التشغيل البيني وسرية البيانات وسالمتها وأمن تبادلها انظر املادة‬
‫(‪ )29‬من (القانون رقم ‪ ،05-18 :‬سنة ‪ ،2018‬صفحة ‪.)08‬‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫ً‬
‫إن انتشار التعامالت التجارية االلكترونية في الجزائر يتطلب العديد من الوسائل سواء كانت مادية أو بشرية أو‬
‫حتى نصوص تشريعية قادرة على ضبط النشاطات التجارية االلكترونية‪ ،‬إلرساء اإلدارة االلكترونية وتمكينها من العمل‬
‫بكل حرية ودون قيود في بيئة الكترونية تتميز بالشفافية واملصداقية‪ ،‬فنصيب الجزائر من التجارة االلكترونية مازال في‬
‫مراحله األولى من التطور وخاصة أن اإلطار املنظم للتجارة االلكترونية في حاجة إلى صياغة مالئمة ودقيقة ملواجهة كافة‬
‫ً‬
‫التحديات التي تقف عائقا أمام تطبيقها واستمراريتها‪ ،‬ومن أجل تذليل الصعاب التي تحد من انتشار التعامالت التجارية‬
‫االلكترونية في الجزائر‪ ،‬البد من تحضير بيئة مناسبة تتماش ى مع طبيعتها االلكترونية‪ ،‬ومن بين أهم املالحظات التي توصلنا‬
‫إليها‪:‬‬
‫ُ ّ‬
‫مكن أعوان الرقابة من الولوج إلى موقع املتعامل االقتصادي؛‬ ‫‪ -‬عدم وجود نص قانوني صريح ي ِ‬
‫‪-‬استمرارية أعوان الرقابة التابعين ملديرية التجارة العمل باإلجراء التقليدي ملعاينة املخالفات رغم صدور قانون التجارة‬
‫االلكتروني؛‬
‫سواء في مدرية التجارة أو مديرية الضرائب؛‬ ‫‪-‬عدم وجود أعوان تقنيين مكلفين بالرقابة االلكترونية ً‬
‫‪-‬عدم وجود ربط فعلي بين إدارة املركز الوطني للسجل التجاري وباقي اإلدارات االلكترونية املرتبطة بالتعامالت التجارية‬
‫االلكترونية؛‬
‫ً‬
‫‪-‬عدم وجود تحفيزات جادة ومباشرة لكل متعامل اقتصادي ُيصرح بضرائبه الكترونيا؛‬
‫‪-‬عدم وجود نص صريح وواضح لردع أسلوب اإلدارة التقليدية ومقاومة املوظفين التقليديين؛‬
‫‪-‬إهمال قانون جنسية العنصر األجنبي في التعامالت التجارية االلكترونية؛‬
‫‪-‬عدم وجود منصات دفع الكترونية متعددة واحتكارها على مؤسسة واحدة؛‬
‫أما عن أهم االقتراحات التي نرجو أن تؤخذ بعين االعتبار‬
‫‪-‬تمكين أعوان الرقابة من الولوج إلى صاحب املوقع التجاري االلكتروني دون تعقيدات إجرائية‬
‫‪-‬تأطير أعوان الرقابة وتكوينهم على الثقافة املعلوماتية لتسهيل مهامهم في الرقابة‬
‫‪-‬اإلسراع بربط كافة اإلدارات املتعلقة باملبادالت التجارية لتسهيل عملية الرقابة وكذلك سرعة التعامل مع املتعامل‬
‫االقتصادي‬

‫‪343‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫‪ -‬القيام ببعض التعديالت في القوانين الخاصة بالتصريح الجبائي عن بعد‪ ،‬واشتماله على عوائد تحفيزية للمتعامل‬
‫االقتصادي‬
‫‪ -‬تحويل اإلدارات التقليدية إلى إدارات الكترونية وردع املوظفين التقليديين الرافضين ألسلوب العصرنة‬
‫‪-‬إعادة النظر في النصوص القانونية املتعلقة بالعنصر األجنبي وإحالته إلى قوانين الجنسية املنتمي إليها‪.‬‬
‫‪-‬القيام بوضع قوانين تنظيمية ملنصات الدفع االلكتروني وعدم اعتمادها على مؤسسة محتكرة واحدة‬
‫ً‬
‫‪-‬وأخيرا وضع جدول زمني من ِقبل الدولة لالستغناء عن األسلوب التقليدي لإلدارة والتحول نحو إدارة بدون ورق‪.‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫‪ .)2015‬اإلدارة االلكترونية وآفاق تطبيقاتها العربية‪ .‬اململكة العربية السعودية‪ :‬مركز البحوث معهد اإلدارة العامة‪.* .‬‬
‫املستهلك االلكتروني ‪ ":‬هو كل شخص طبيعي أو معنوي يقتني بعوض أو بصفة مجانية سلعة او خدمة عن طريق‬
‫االتصاالت االلكترونية من املورد االلكتروني بغرض االستخدام النهائي"‪ ،‬املادة (‪ )06‬الفقرة (‪ )03‬من القانون رقم‪،05-18 :‬‬
‫ص‪.05 :‬‬
‫**‪ .‬اسم النطاق‪" :‬عبارة عن سلسلة أحرف و‪/‬أو أرقام مقتبسة ومسجلة لدى السجل الوطني ألسماء النطاق وتسمح‬
‫بالتعرف والولوج إلى املوقع االلكتروني"‪ ،‬املادة (‪ )06‬الفقرة األخيرة من القانون رقم‪ ،05-18 :‬ص‪.05 :‬‬
‫***‪ .‬املورد االلكتروني‪ " :‬هو كل شخص طبيعي أو معنوي يقوم بتسويق أو اقتراح توفير السلع أو الخدمات عن طريق‬
‫االتصاالت االلكترونية"‪ ،‬املادة (‪ )06‬الفقرة (‪ )04‬من القانون رقم‪ ،05-18 :‬ص‪.05 :‬‬
‫‪Ventre, D. )année 2011). CyberAttaque et CyberDefense. Paris, France: La Voisier.‬‬
‫أحمد محمد سمير‪( .‬سنة ‪ .)2009‬اإلدارة االلكترونية‪ .‬عمان‪ :‬دار املسيرة للنشر والتوزيع والطباعة‪.‬‬
‫أحمد محمد غنيم‪( .‬سنة ‪ .)2004‬اإلدارة االلكترونية‪ :‬آفاق الحاضر وتطلعات املستقبل‪ .‬املنصورة‪ ،‬مصر‪ :‬املكتبة العصرية‪.‬‬
‫أشرف عبد العاطي‪( .‬سنة ‪ .)2016‬اإلدارة االلكترونية للمرافق العامة‪ .‬مصر‪ :‬دار النهضة العربية‪.‬‬
‫األمر رقم‪ 24( .02-08 :‬يونيو‪ ,‬سنة ‪ .)2008‬يتضمن قانون املالية التكميلي لسنة ‪( .2008‬الجريدة الرسمية العدد ‪. )42‬‬
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪.‬‬
‫القانون رقم ‪ 10( .05-18 :‬ماي‪ ,‬سنة ‪ .)2018‬يتعلق بالتجارة االلكترونية‪( .‬الجريدة الرسمية العدد ‪ . )28‬الجمهورية‬
‫الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪.‬‬
‫القانون رقم‪ 14( .08-04 :‬أوت‪ ,‬سنة ‪ .)2004‬يتعلق بشروط ممارسة األنشطة التجارية‪( .‬الجريدة الرسمية العدد ‪. )52‬‬
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪.‬‬
‫القانون رقم‪ 20( .10-05 :‬يونيو‪ ,‬سنة ‪ .)2005‬يعدل ويتمم األمر رقم‪ 58-75 :‬املؤرخ في ‪ 20‬ديسمبر ‪ ،1975‬املتضمن القانون‬
‫املدني‪( .‬الجريدة الرسمية العدد ‪ . )44‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪.‬‬
‫القانون رقم‪ 23( .06-13 :‬يوليو‪ ,‬سنة ‪ .)2013‬يعدل ويتمم القانون رقم‪ 08-04 :‬املؤرخ في ‪ 16‬أوت سنة ‪ ،2004‬املتعلق‬
‫بشروط ممارسة األنشطة التجارية‪( .‬الجريدة الرسمية العدد ‪ . )39‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪.‬‬
‫القانون رقم‪ 10( .04-18 :‬مايو‪ ,‬سنة ‪ .)2018‬يحدد القواعد العامة املتعلقة بالبريد واالتصاالت االلكترونية‪( .‬الجريدة‬
‫الرسمية العدد ‪ . )27‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪.‬‬
‫املرسوم التنفيذي رقم ‪ 05( .112-18 :‬أبريل‪ ,‬سنة ‪ .)2018‬يحدد نموذج مستخرج السجل التجاري الصادر بواسطة إجراء‬
‫إلكتروني‪( .‬الجريدة الرسمية العدد ‪ . )21‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪.‬‬
‫املرسوم التنفيذي رقم ‪ 18( .69-92 :‬فبراير‪ ,‬سنة ‪ .)1992‬املتضمن القانون األساس ي الخاص بمأموري املركز الوطني‬
‫للسجل التجاري‪( .‬الجريدة الرسمية العدد ‪ . )14‬الجمهورية الجزائري الديمقراطية الشعبية‪.‬‬

‫‪344‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫املرسوم التنفيذي رقم‪ 28( .364-07 :‬نوفمبر‪ ,‬سنة ‪ .)2007‬يتضمن تنظيم اإلدارة املركزية في وزارة املالية‪( .‬الجريدة‬
‫الرسمية العدد ‪ . )75‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪.‬‬
‫املرسوم التنفيذي رقم‪ 23( .09-11 :‬جانفي‪ ,‬سنة ‪ .)2011‬يتضمن تنظيم املصالح الخارجية في وزارة التجارة وصالحيتها‪.‬‬
‫(الجريدة الرسمية العدد ‪ . )04‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪.‬‬
‫املرسوم التنفيذي رقم‪ 03( .111-15 :‬ماي‪ ,‬سنة ‪ .)2015‬يحدد كيفيات القيد والتعديل والشطب في السجل التجاري‪.‬‬
‫(الجريدة الرسمية العدد ‪ . )34‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪.‬‬
‫املرسوم التنفيذي رقم‪ 19( .89-19 :‬مارس‪ ,‬سنة ‪ .)2019‬يحدد كيفيات حفظ سجالت املعامالت التجارية االلكترونية‬
‫وإرسالها لدى املركز الوطني للسجل التجاري‪( .‬الجريدة الرسمية العدد ‪ . )17‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪.‬‬
‫املرسوم التنفيذي رقم‪ 23( .50-22 :‬جانفي‪ ,‬سنة ‪ .)2022‬املعدل للمرسوم التنفيذي رقم‪ 112-18 :‬املؤرخ في ‪ 05‬أفريل سنة‬
‫‪ ،2018‬الذي يحدد نموذج مستخرج السجل التجاري الصادر بواسطة إجراء الكتروني‪( .‬الجريدة الرسمية العدد ‪. )07‬‬
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪.‬‬
‫املرسوم التنفيذي رقم‪ 18( .68-92:‬فبراير‪ ,‬سنة ‪ .)1992‬املتضمن القانون األساس ي الخاص باملركز الوطني للسجل التجاري‬
‫وتنظيمه‪( .‬الجريدة الرسمية العدد ‪ . )14‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪.‬‬
‫أمينة بن عيمور‪( .‬ديسمبر ‪ .)2019‬متطلبات نظام الدفع االلكتروني في مجال املعامالت االلكترونية في إطار القانون رقم‪:‬‬
‫‪ .05-18‬مجلة العلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة قسنطينة ‪ ،1‬الجزائر ‪ ،‬املجلد ‪( 30‬العدد ‪.)03‬‬
‫أمينة قدايفة‪( .‬جوان ‪ .)2016‬استراتيجية أمن املعلومات‪ .‬مجلة أبعاد اقتصادية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة محمد‬
‫بوقرة بومرداس‪ ،‬الجزائر‪ ، ،‬املجلد ‪( 06‬العدد ‪.)01‬‬
‫أيمن عبد هللا فكري‪( .‬سنة ‪ .)2014‬الجرائم املعلوماتية‪ :‬دراسة مقارنة في التشريعات العربية واألجنبية‪ .‬الرياض‪ ،‬اململكة‬
‫العربية السعودية‪ :‬مكتبة القانون واإلقتصاد‪.‬‬
‫أيمن عودة العاني‪( .‬سنة ‪ .)2012‬اإلدارة العامة الحديثة‪ .‬عمان‪ ،‬األردن‪ :‬دار وائل للنشر‪.‬‬
‫حمدي القبيالت‪( .‬سنة ‪ .)2014‬قانون اإلدارة العامة االلكترونية‪ .‬األردن‪ :‬دار وائل للنشر‪.‬‬
‫داود عبد الرزاق الباز‪( .‬د‪.‬ت)‪ .‬الحكومة االلكترونية وأثرها على النظام القانوني للمرفق العام وأعمال موظفيه‪.‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ :‬منشأة املعارف‪.‬‬
‫سامي كباهم‪( .‬سنة ‪ .)2019‬التجارة االلكترونية وضوابط سجالت معامالتها‪ .‬مجلة القانون واملجتمع‪ ،‬جامعة أدرار‪،‬‬
‫الجزائر ‪ ،‬املجلد ‪( 07‬العدد ‪.)01‬‬
‫سمير خليفي‪( .‬سنة ‪ .)2010‬حل النزاعات في عقود التجارة االلكترونية‪ .‬مذكرة لنيل شهادة املاجستير في القانون الدولي‪،‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري تيزي وزو‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫سميرة بارة‪( .‬جويليه ‪ .)2017‬األمن السيبراني في الجزائر‪ :‬السياسات واملؤسسات‪ .‬املجلة الجزائرية لألمن اإلنساني‪ ،‬جامعة‬
‫الحاج لخضر‪ ،‬باتنة‪ ،‬الجزائر (العدد ‪.)04‬‬
‫عبد الرزاق السنهوري‪( .‬د‪.‬ت)‪ .‬الوسيط في شرح القانون املدني‪ :‬نظرية االلتزام بوجه عام مصادر االلتزام‪ .‬لبنان‪ :‬دار إحياء‬
‫التراث العربي‪.‬‬
‫عبد الصبور عبد القوي علي مصري‪( .‬سنة ‪ .)2012‬التنظيم القانوني للتجارة االلكترونية‪ .‬الرياض‪ ،‬اململكة العربية‬
‫السعودية‪ :‬مكتبة القانون واالقتصاد‪.‬‬
‫عبد الكريم غريس ي‪ ،‬و محمد شريف‪( .‬ديسمبر ‪ .)2013‬دور اإلدارة االلكترونية في ترشيد وتحسين الخدمة العمومية‪ .‬املجلة‬
‫الجزائرية للمالية العامة‪،‬كلية االقتصاد جامعة تلمسان‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬املجلد ‪( 03‬العدد ‪.)01‬‬

‫‪345‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫عبد اللطيف باري‪ ،‬و عبد الكريم عاشور‪( .‬فيفري ‪ .)2013‬الحكومة االلكترونية بين فرص النجاح ومعوقات التطبيق‪.‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬املجلد ‪( 13‬العدد ‪.)01‬‬
‫عالء التميمي‪( .‬سنة ‪ .)2012‬التنظيم القانوني للبنك االلكتروني على شبكة االنترنت‪ .‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ :‬دار الجامعة‬
‫الجديدة‪.‬‬
‫عالء الدين الساملي‪( .‬سنة ‪ .)2008‬اإلدارة االلكترونية‪ .‬عمان‪ ،‬األردن‪ :‬دار وائل للنشر‪.‬‬
‫عمر القريش ي‪( .‬سنة ‪ .)2015‬أثر الحكومة االلكترونية في الحد من ظاهرة الفساد اإلداري‪ .‬بيروت‪ :‬منشورات الحلبي‪.‬‬
‫فداء حامد‪( .‬سنة ‪ .)2015‬اإلدارة االلكترونية‪ :‬األسس النظرية والتطبيقية‪ .‬األردن‪ :‬دار مكتبة الكندي للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫لزهر بن سعيد‪( .‬سنة ‪ .)2012‬النظام القانوني لعقود التجارة االلكترونية‪ .‬الجزائر‪ :‬دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع‪.‬‬
‫ماجد راغب الحلو‪( .‬أبريل سنة ‪ .)2003‬الحكومة االلكترونية واملرافق العامة‪ .‬مؤتمر الجوانب القانونية واألمنية للعمليات‬
‫االلكترونية‪ .‬اإلمارات العربية املتحدة‪ :‬أكاديمية شرطة دبي‪.‬‬
‫محمد حسين منصور‪( .‬سنة ‪ .)2009‬املسؤولية االلكترونية‪ .‬مصر‪ :‬دار الجامعة الجديدة‪.‬‬
‫محمود محمد أبو فروة‪( .‬سنة ‪ .)2014‬مسؤولية البنك املدنية عن عمليات التحويل االلكتروني‪ .‬األردن‪ :‬دار وائل للنشر‬
‫والتوزيع‪.‬‬
‫مصطفى ربحي عليان‪( .‬سنة ‪ .)2015‬البيئة االلكترونية‪ .‬األردن‪ :‬دار صفاء للطباعة والنشر والتوزيع‪.‬‬
‫منى األشقر جبور‪ ،‬ومحمود جبور‪( .‬سنة ‪ .)2018‬البيانات الشخصية والقوانين العربية‪ .‬لبنان‪ :‬املركز العربي للبحوث‬
‫القانونية والقضائية‪.‬‬
‫منير محمد الجنيهي‪ ،‬وممدوح محمد الجنيهي‪( .‬سنة ‪ .)2008‬الشركات االلكترونية‪ .‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ :‬دار الفكر الجامعي‪.‬‬
‫نور الدين قاستل‪( .‬سنة ‪ .)2009‬القيد في السجل التجاري وفي سجل الصناعات التقليدية والحرف‪ .‬الجزائر‪ ،‬الجزائر‪ :‬دار‬
‫بغدادي للطباعة والنشر والتوزيع‪.‬‬
‫نوفيل حديد‪ ،‬و حنان كريبط‪( .‬سبتمبر ‪ .)2014‬أمن املعلومات ودوره في مواجهة االعتداءات االلكترونية على نظام‬
‫معلومات املؤسسة‪ .‬مجلة املؤسسة‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،3‬الجزائر ‪ ،‬املجلد ‪( 03‬العدد ‪.)03‬‬
‫ياسين سعد غالب‪( .‬سنة ‪ .)2015‬اإلدارة االلكترونية وآفاق تطبيقاتها العربية‪ .‬اململكة العربية السعودية‪ :‬مركز البحوث‬
‫معهد اإلدارة العامة‬

‫‪346‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫معيقات تطويرالتجارة االلكترونية في الجزائر‬


‫‪The Obstacles to developing E-Commerce in Algeria‬‬
‫د‪.‬منصوري هواري‪ ،‬أ‪.‬د يوسفات علي‬
‫جامعة أحمد دراية‪ ،‬أدرار‪ /‬الجزائر‪sayah.2013@yahoo.fr ،‬‬
‫جامعة أحمد دراية‪ ،‬أدرار‪ /‬الجزائر‪yousfatali@gmail.com ،‬‬

‫امللخص‪:‬‬
‫تعمل التجارة اإللكترونية على تنشيط حركة التجارة للدول وتزيد دخلها الوطني وينعكس ذلك على جميع الخدمات‪ ،‬وتدعم املؤسسات‬
‫الصغيرة واملتناهية الصغر وينعكس ذلك على األنشطة االقتصادية‪.‬‬
‫تهدف هذه الورقة البحثية في محاولة تشخيص واقع التجارة االلكترونية في الجزائر‪ ،‬والتعرف على أهم التحديات التي تواجه عملية‬
‫تطوير استخدام التجارة االلكترونية في الجزائر باستعراض التحديات التي تواجه التجارة االلكترونية في الجزائر‪.‬‬
‫توصلت الدراسة إلى مجموعة من التحديات التي تعيق تطور الجارة االلكترونية في الجزائر والتي من أهمها تحدي الدفع االلكتروني‬
‫وتحديات قواعد التسويق االلكتروني ‪ ،‬وتحدي ضعف الخدمات خاصة الشحن وبعض التحديات األخرى خاصة القانونية منها‪ .‬وهشاشة‬
‫البنية التحتية لالتصاالت الالسلكية‪ ،‬مشاكل تدفق اإلنترنت وارتفاع تكلفتها‪ ،‬أوصت الدراسة بضرورة الترويج للدفع اإللكتروني وإقناع‬
‫املتعاملين واملستهلكين بأهميته في ظل االنفتاح االقتصادي وكذا توفير املقومات التشريعية الالزمة لتسهيل حرية التجارة االلكترونية‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬انترنت؛ تجارة الكترونية؛ أسواق الكترونية؛ دفع الكتروني؛ مواقع الكترونية‪.‬‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪E-commerce activates the trade movement of countries and increases their national income, and this is reflected in all‬‬
‫‪services It supports small and micro enterprises and this is reflected in economic activities.‬‬
‫‪This research paper aims to try to diagnose the reality of electronic commerce in Algeria, and to identify the most‬‬
‫‪important challenges facing the process of developing the use of electronic commerce by reviewing the challenges it faces in‬‬
‫‪Algeria. The study reached a set of challenges that hinder the development of the electronic neighbor in Algeria, the most‬‬
‫‪important of which are the challenge of electronic payment and the challenges of electronic marketing rules, and the‬‬
‫‪challenge of weak services, especially shipping, and some other challenges, especially legal ones. and The fragility of wireless‬‬
‫‪communication infrastructure, Internet flow problems and its high cost. The study recommended the necessity of promoting‬‬
‫‪electronic payment and convincing customers and consumers of its importance in light of economic openness, as well as‬‬
‫‪providing the necessary legislative components to facilitate the freedom of electronic commerce.‬‬
‫‪Key words: Internet; Electronic Commerce; Electronic Markets; Electronic Payment; Websites.‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫لقد بدأ في استخدام شبكة االنترنت في األغراض التجارية في سنة ‪ 1992‬عندما ظهرت شبكة "‪ "world wide web‬أو‬
‫ما يعرف ب"‪ ،"www‬وهي إحدى فروع شبكة االنترنت‪ ،‬وقد ظهرت أولى املواقع على تقديم إعالنات متعلقة ببعض السلع‬
‫فق (مطر‪،‬ع‪ ،2015 ،‬صفحة ‪ ، )11‬وإن أهم ما ميز نهاية القرن العشرين هو حدوث تقدم هائل في التكنولوجيا و باألخص‬
‫الحاسب اآللي والعلوم املرتبطة به‪ ،‬مما ترتب عنه تغير في النظم اإلدارية واإلنتاجية‪ ،‬وانعكس كل ذلك على التسويق‬
‫اإللكتروني أو التجارة اإللكترونية‪ ،‬فلم تعد كل األنشطة التسويقية تتم في مبادالت شخصية بل أصبحت تشرك آالت البيع‬
‫في كثير من األنشطة‪ ،‬كما أصبح من املمكن قيام املشتري بتصفح قائمة عرض إلكتروني )‪ ، (Catalogue‬وأن يختار ما‬
‫يناسبه من السلع دون عناء التنقل من بائع آلخر لالستفسار عن سلعته‪ ،‬وعليه ظهرت فكرة املتاجر اإللكترونية‪.‬‬

‫‪347‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫إن االقتصاد العاملي يقوده رواد األعمال والشركات الناشئة والصغيرة‪ ،‬والشركات متوسطة الحجم‪ ،‬فقد بلغت نسبة‬
‫مساهمتها فيه بحوالي ‪ ،٪96‬وعلى الرغم من املعدل املتباطئ للنمو االقتصادي العاملي في السنوات األخيرة إال أن متوسط‬
‫نمو التجارة اإللكترونية العاملية يبلغ حوالي‪ ( % 24‬أيوب‪،‬ي‪ ، )2019 ،‬فبالرغم من أهمية التجارة االلكترونية إال إن معظم‬
‫ً‬
‫الدول العربية مازالت تحاول لها‪ ،‬والتي لم تنتشر بالقدر الكافي‪ ،‬ويظهر ذلك جليا من خالل التقديرات التي قدمتها الكثير‬
‫ً‬
‫من الدراسات‪ ،‬علما أن معظم عمليات التجارة اإللكترونية تمت في دول الخليج‪ ،‬أما عن املعوقات التي تقف حجر عقبة‬
‫في طريق انتشار تطبيقات التجارة اإللكترونية في البلدان العربية فهي متعددة‪ ،‬إذ مازالت البني التحتية الضرورية غير‬
‫مناسبة الستخدام تلك األساليب‪ ،‬كما أن تكلفة االتصاالت والحواسيب مرتفعة بالنسبة ملستوى الدخل الفردي‪ ،‬أما‬
‫القوانين واألنظمة فال تتماش ى مع احتياجات هذه التكنولوجيا وتطبيقاتها‪.‬‬
‫أما عن التجارة االلكترونية في الجزائر فهي في بدايتها األولى فالقانون املنظم لهذا القطاع لم يصدر إال في أفريل ‪،2018‬‬
‫رغم ذلك فقد ظهرت العديد من املواقع االلكترونية الخاصة بها‪.‬‬
‫بناء على ما سبق تبرز معالم املشكلة التي تسعى الورقة البحثية لإلجابة عليها من خالل طرح السؤال التالي‪:‬‬
‫ماهي التحديات التي تواجه التجارة االلكترونية في الجزائر؟‬
‫فرضية الدراسة‪ :‬ينطلق البحث من فرضية أساسية تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫تواجه التجارة االلكترونية في الجزائر مجموعة من التحديات املختلفة من أهمها تحدي الدفع االلكتروني وتحديات‬
‫قواعد التسويق االلكتروني والخدمات املقدم خاصة الشحن وبعض التحديات األخرى خاصة القانونية منها‪.‬‬
‫أهداف الدراسة‪ :‬يهدف هذا البحث إلى تحقيق نقاط أساس تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫‪-‬محاولة تشخيص واقع التجارة االلكترونية في الجزائر‪.‬‬
‫‪-‬معرفة واقع التجارة االلكترونية على املستوى العاملي‪.‬‬
‫‪-‬التعرف على أهم التحديات التي تواجه عملية تطوير استخدام التجارة االلكترونية في الجزائر‪.‬‬
‫منهج الدراسة‪ :‬اعتمد في هذه الدراسة على املنهج الوصفي التحليلي ملعرفة التحديات التي تواجه التجارة االلكترونية في‬
‫الجزائر‪ ،‬باالعتماد على املصادر املتاحة من كتب وتقارير دولية‪ ،‬وبعض املراجع األخرى ذات الصلة؛ من أجل محاولة تقييم‬
‫الوضع والوصول إلى استنتاجات مقبولة‪.‬‬
‫أوال‪ :‬مفهوم للتجارة اإللكترونية‪:‬‬
‫ُيشير مفهوم التجارة اإللكترونية ‪ E–Commerce‬إلى كل التبادالت التجارية التي يقوم بها األفراد والشركات والهيئات‬
‫في داخل الدولة الواحدة أو بين الدول باستخدام شبكة اإلنترنت‪ ،‬ونشأت في كثير من دول العالم متاجر ومعارض وصاالت‬
‫مزادات ليس لها وجود فعلي‪ ،‬وإنما تقوم بعرض منتجاتها والتسويق لها وبيعها من خالل اإلنترنت‪ ،‬أكبرها على اإلطالق شركة‬
‫أمازون األمريكية التي بدأت نشاطها عام ‪ ،1994‬والتي ارتفع زبائنها إلى أكثر من ‪ 300‬مليون مستخدم (أيت‪ ،‬ت‪،)2019 ،‬‬
‫وناتج يتجاوز إجمالي الناتج املحلي لكثير من دول العالم‪.‬‬
‫في ظل ما ُيعانيه العالم من بطء شديد في محاصرة وباء فيروس كورونا »كوفيد ‪ ،«19‬الذي أودى بحياة اآلالف حتى‬
‫اآلن‪ ،‬وما يشهده من تراجع كبير في حركة النمو االقتصادي‪ ،‬خطا الكثير من األشخاص خطواتهم األولى نحو التجارة‬
‫ن ً‬
‫مالذا ً‬
‫آمنا لكسر القيود وفك الحصار الذي يفرضه الوباء على كل املنشآت‬ ‫اإللكترونية والتسوق الرقمي؛ لتكو‬
‫واملؤسسات التجارية‪.‬‬
‫‪-1‬التجارة االلكترونية‪:‬‬
‫لقد وردت العديد من التعاريف للتجارة اإللكترونية بعضها يميل إلى التضييق وبعضها يميل إلى التوسيع‪ ،‬وفيما يلي‬
‫أهمها ‪:‬‬

‫‪348‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫التجارة اإللكترونية تشمل تبادل املنتجات والخدمات بواسطة وسيط إلكتروني أي اإلنترنت‪ ،‬وحسب املنظمة العاملية‬
‫للتجارة فهي تحتوي على مختلف أنشطة إنتاج السلع والخدمات وتوزيعها وتسويقها وبيعها أو تسليمها للمشتري من خالل‬
‫الوسائط اإللكترونية (العيسوي‪،‬إ‪ ،2003 ،‬صفحة ‪ ،)11‬حسب هذا التعريف‪ ،‬تشمل املعامالت التجارية ثالثة أشكال من‬
‫العمليات وهي‪ :‬البحث عن املنتج‪ ،‬طلب املنتج وتسليم املنتج‪ .‬ويرى بعض االقتصاديين أن التجارة اإللكترونية هي استخدام‬
‫وسائل االتصاالت واملعلومات بين األطراف التجارية إلتمام األعمال والصفقات‪ ،‬وهذا من خالل تواصل املعلومات‪ ،‬خدمة‬
‫السوق واملشروعات االفتراضية (السيد‪ ،‬ع‪ ،2002 ،‬الصفحات ‪.)13-12‬‬
‫هناك من يعتبر التجارة االلكترونية معاملة تجارية بين البائع واملشتري ساهمت فيها شبكة االنترنت تخص خدمة أو‬
‫سلعة معينة القتنائها الحقا ‪ ،‬وسواء تم التسديد الكترونيا أو نقدا أو بوسطه صك ورقي (بختي‪،‬إ ‪ ،2008 ،‬صفحة ‪.)42‬‬
‫يعتقد البعض أن التجارة اإللكترونية إضافة إلى ما تم ذكره‪ ،‬تقوم بمنح مرونة جوهرية للشبكات اإللكترونية‪ ،‬فلقد‬
‫أعطت التجارة اإللكترونية فرصا جديدة لكل القائمين على تسيير وإدارة النشاطات التجارية‪ ،‬وكذلك على استغالل‬
‫املعلومة الرقمية في إطار النشاط التجاري‪ ،‬كما تسهل التعاون بين مجموعات عمل مختلفة‪ ،‬وهذه املجموعات يمكن أن‬
‫تكون خدمة توزع املعلومات داخل املؤسسة بهدف تطوير استراتيجية تسويقية )‪ ، (David, 2000, p. 5‬كما أنها تتعدى‬
‫الحدود الرمانية واملكانية التي تقيد حركة التعامالت التجارية‪ ،‬وهي مفهوم شامل ال يقتصر فقط على التبادل التجاري‬
‫بشكل اليكتروني‪ ،‬ولكنه يمتد ليشمل كل من عملية التصنيع واإلنتاج‪.‬‬
‫‪ -2‬خصائص التجارة االلكترونية‪:‬‬
‫تتم خالل شبكة اإلنترنت لها مجموعة من السمات والخصائص التي تميزها عن العمليات‬ ‫َّ‬
‫إن التجارة اإللكترونية التي ُّ‬
‫التجارية األخرى‪ ،‬وهي كاآلتي (احمد‪،‬أ‪:)2019 ،‬‬
‫‪-‬إمكانية التعامل مع أكثر من طرف في وقت واحد محدد‪ ،‬ومن ثم يتمكن كل طرف من إرسال الرسائل االلكترونية لعدد‬
‫كبير من املستقبلين في نفس الوقت ‪.‬‬
‫‪-‬التفاعل بين الطرفين املتعاملين بالتجارة االلكترونية عبر شبكة االتصاالت‪ ،‬ويتميز هذا األسلوب بوجود درجة عالية من‬
‫التفاعلية حتى وإن كان الطرفان غير متواجدين على الشبكة ‪.‬‬
‫‪-‬تجرى عمليات التفاعل والتبادل بين املتعاملين بالتجارة االلكترونية الكترونيا وال تستخدم أي نوع من األوراق‪ ،‬كما أنه ال‬
‫يوجد استخدام للوثائق الورقية املتبادلة والتي يتم استخدامها في إجراء وتنفيذ املعامالت التجارية ‪.‬‬
‫‪-‬تتم العملية التجارية بأقل التكاليف وبكفاءة عالية نتيجة استخدام أنظمة الحسابات املتوفرة في املؤسسات والشركات ‪.‬‬
‫‪-‬يمكن أن يتم بيع وشراء السلع غير املادية مباشرة من خالل شبكة االتصاالت‪ ،‬وبهذا تكون التجارة االلكترونية قد انفردت‬
‫عن مثيالتها من الوسائل التقليدية واملستخدمة في عملية البيع والشراء‪ ،‬ومثال ذلك التقارير واألبحاث والدراسات والصور‬
‫وما شابه ذلك‪.‬‬
‫َّ‬
‫تدفق وانسياب املعلومات بين طرفي املعامالت‪ ،‬من خالل التبادل اإللكتروني للبيانات‪ ،‬ومن ث َّم فإنه يكون‬ ‫ُّ‬
‫‪-‬إمكانية‬
‫ُّ‬ ‫ْ‬
‫باستطاعة ُعمالء إحدى الشركات الدخول إلى قواعد بياناتها‪ ،‬وأخذ املعلومات التي يريدونها دون تدخل العنصر البشري‬
‫ْ‬
‫من داخل الشركة في هذا الشأن‪.‬‬
‫ً‬
‫ووصوال إلى تسليمها إلى ُ‬
‫العمالء‪ ،‬وذلك فيما‬ ‫‪-‬إمكانية إجراء املعامالت التجارية بصورة كاملة‪ ،‬بداية من اإلعالن عن السلعة‬
‫َّ‬
‫يتعلق بالسلع غير املادية عن طريق اإلنترنت‪ ،‬وهذا ما ال يتوفر في الوسائل األخرى‪ ،‬كوسائل االتصال التقليدية‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫"الفاكس‪ -‬التلكس‪ -‬التليفون‪".‬‬
‫‪ -3‬فوائد التجارة اإللكترونية‪ :‬للتجارة االلكترونية مجموعة من الفوائد يمكن تلخيصها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1-3‬بالنسبة للشركات‪:‬‬

‫‪349‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫يعتقد مايكل بورتر‪ ،‬وهو أحد الخبراء‪ ،‬أن اإلنترنت لعب دورا مصيريا في االقتصاد وأحدث تغييرا فيه‪ ،‬إن االستفادة‬
‫من ميزات التسويق اليوم في التجارة اإللكترونية‪ ،‬يمكنه أن يكون مساعدا للشركات النشطة‪.‬‬
‫‪-‬التجارة اإللكترونية توسع نطاق السوق إلى نطاق دولي وعاملي‪ ،‬فمع القليل من التكاليف فانه بوسع أي شركة إيجاد‬
‫ُ‬
‫مستهلكين أكثر‪ ،‬ومزودين أفضل‪ ،‬وشركاء أكثر مالئمة‪ ،‬وبصورة سريعة وسهلة‪.‬‬
‫القدرة على إنشاء تجارات متخصصة جدا‪.‬‬ ‫‪ُ -‬‬
‫‪ -‬التجارة اإللكترونية تسمح بخفض املخزونات‪ ،‬عن طريق استعمال عملية السحب في نظام إدارة سلسلة التزويد‪ ،‬ففي‬
‫نظام السحب تبدأ العملية بالحصول على طلب تجاري من قبل املستهلك‪ ،‬وتزويد املستهلك بطلبه من خالل التصنيع الوقتي‬
‫املناسب ‪.Just-in-Time‬‬
‫‪-‬عملية السحب تسمح بتصنيع املنتج أو الخدمة وفقا ملتطلبات املشتري‪ ،‬وهذا يعطي الشركة أفضلية تجارية على‬
‫منافسيها‪.‬‬
‫‪-‬التجارة اإللكترونية تخفض املدة الزمنية التي بين دفع األموال والحصول على املنتجات والخدمات‪.‬‬
‫َّ‬
‫‪-‬التجارة اإللكترونية تسبب إعادة هندسة العمليات التجارية‪ ،‬ومن خالل هذا التغيير‪ ،‬فإن إنتاجية الباعة واملوظفين‬
‫واإلداريين تقفز إلى أكثر من ‪%.100‬‬
‫‪ -‬التجارة اإللكترونية تخفض تكاليف االتصاالت السلكية والالسلكية‪ ،‬فاإلنترنت أرخص بكثير من شبكات القيمة املضافة‬
‫(كريم ‪،‬ح‪.)2012 ،‬‬
‫‪-‬التجارة اإللكترونية تكون من أرخص األماكن للتسوق؛ ألن البائع يستطيع أن يسوق في الكثير من املواقع على اإلنترنت‪،‬‬
‫عرض‪ ،‬في حين أن األمر‬‫ٍ‬ ‫كل شركة مع أخرى بسهولة؛ ولذلك في آخر األمر سيقدر ْأن يحصل على أفضل‬ ‫ومقارنة بضائع ّ‬
‫ِ‬
‫أصعب إذا استلزم األمر زيارة كل موقع جغرافي مختلف‪ ،‬فقط من أجل مقارنة بضائع كل شركة بأخرى ‪.‬‬
‫‪-‬التجارة اإللكترونية تسمح لالشتراك في املزادات االفتر َّ‬
‫اضية‪.‬‬
‫‪ 2-3‬فوائد التجارة االلكترونية للزبائن‪ :‬يمكن الحديث عن مجموعة من الفوائد نذكر منها‪:‬‬
‫ْ‬ ‫ُ ْ‬
‫بتبادل ال ِخبرات واآلراء بخصوص املنتجات وال ِخ ْدمات عبر مجتمعات إلكترونية على‬
‫َّ‬ ‫‪-‬التجارة اإللكترونية تسمح للزبائن‬
‫ً‬
‫اإلنترنت "املنتديات مثال ‪".‬‬
‫خفض األسعار‪.‬‬ ‫تشجع املنافسة؛ مما يعني ْ‬ ‫‪-‬التجارة اإللكترونية ّ‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫‪-‬تحسين االستهالك‪ :‬التجارة اإللكترونية تحسن عملية االستهالك لألسر املعيشية وتحد من عدم املساواة من خالل تزويد‬
‫املنا طق الريفية بالراحة والتنوع واألسعار املنخفضة التي يتمتع بها سكان املناطق الحضرية‪ .‬وعموما‪ ،‬تساهم هذه التقنية‬
‫في تحقيق النمو االقتصادي‪ ،‬وذلك عن طريق الحد من اعتماد منهج تفاوت املعلومات‪ ،‬وزيادة الكفاءة االقتصادية‪ ،‬وخير‬
‫دليل على ذلك أن الصين تمتلك إحدى أكبر أسواق التجارة اإللكترونية واألسرع نموا في العالم‪ ،‬باعتبار أنها مسئولة عن‬
‫أكثر من ‪ % 40‬من القيمة اإلجمالية ملعامالت التجارة اإللكترونية في جميع أنحاء العالم‪ .‬وأكثر من ‪ %5‬من إجمالي العمالة‬
‫زءا من الحياة اليومية للعديد من األسر‬ ‫في الصين مختصة بالتجارة اإللكترونية‪ ،‬كما أصبحت املشتريات عبر اإلنترنت ج ً‬
‫الصينية (علي بابا‪.)2019 ،‬‬
‫‪ -‬توفير الوقت والجهد ‪:‬تفتح األسواق اإللكترونية )‪ (e-market‬بشكل دائم (طيلة اليوم ودون أي عطلة)‪ ،‬وال يحتاج الزبائن‬
‫للسفر أو االنتظار في طابور لشراء منتج معين‪ ،‬كما ليس عليهم نقل هذا املنتج إلى البيت‪ .‬وال يتطلب شراء أحد املنتجات‬
‫أكثر من النقر على املنتج‪ ،‬وإدخال بعض املعلومات عن البطاقة االئتمانية‪ .‬ويوجد باإلضافة إلى البطاقات االئتمانية العديد‬
‫من أنظمة الدفع املالئمة مثل استخدام النقود اإللكترونية )‪( (E-money‬مارس ي‪.)2019 ،‬‬

‫‪350‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫‪-‬التجارة اإللكترونية تعطي الخيار للمستهلك بأن يتسوق أو ينهي معامالته ‪ - 24‬ساعة ‪ -‬يوميا‪ ،‬وفي أي يوم من َّ‬
‫السنة‪ ،‬ومن‬ ‫ٍ‬
‫أي مكان على سطح األرض‪.‬‬
‫‪ -‬في استطاعة الزبائن الحصول على املعلومات الالزمة خالل ثوان أو دقائق‪ ،‬عن طريق التجارة اإللكترونية‪ ،‬وفي املقابل قد‬
‫األمر أياما وأسابيع؛ من أجل الحصول على رد إن قمت بطلب املعلومات من موقع ملموس‪.‬‬ ‫يستغرق ُ‬
‫‪-‬حرية االختيار ‪:‬توفر التجارة اإللكترونية فرصة رائعة لزيارة مختلف أنواع املحالت على اإلنترنت‪ ،‬وباإلضافة إلى ذلك‪ ،‬فهي‬
‫تزود الزبائن باملعلومات الكاملة عن املنتجات‪ .‬ويتم كل ذلك بدون أي ضغوط من الباعة ‪.‬‬
‫‪ -4‬عيوب التجارة االلكترونية‪ :‬العيوب األساسية في التجارة اإللكترونية تتمثل في بعض النقاط املهمة‪ ،‬يجب ً‬
‫أيضا‬
‫معرفتها‪ ،‬وهي ‪:‬‬
‫‪ -‬االعتماد القوي والكلي على تكنولوجيا االتصاالت واملعلومات ‪.‬‬
‫‪ -‬بعض املواقع ال يوجد لديها األمان الكامل لسرية البيانات عند إجراء املعامالت التجارية على اإلنترنت ‪.‬‬
‫‪-‬صعوبة توفير مستودع لتخزين منتجاتك فمن الصعب وضع كل منتجاتك في منزلك‪ ،‬ولكن يمكن التغلب على هذه املشكلة‬
‫بعدة طرق أهمها عرض منتجات أشخاص آخرين في متجرك مقال عمولة أو أجر وبالتالي أنت لست بحاجة إلى مكان‬
‫للتخزين‪.‬‬
‫‪-‬النصب واالحتيال‪ :‬تعد من أشهر عيوب التجارة االلكترونية أو املخاطر التي من املمكن أن يتعرض لها أي شخص يتعامل‬
‫بشكل مباشر مع مواقع املتاجر اإللكترونية‪ ،‬أو قد يتعرض لها صاحب املواقع ذاته‪ ،‬هو أمر النصب من أحد األشخاص‬
‫أو املواقع األخرى‪ ،‬فقد يوم شخص ما بالسيطرة على حساب املواقع الخاص بك واختراقه ومعرفة جميع أرقام الحسابات‬
‫والبطاقات االئتمانية وسرقتها‪.‬‬
‫‪-‬غياب حماية الخصوصية‪ :‬عدم القدرة على حماية خصوصية عمالء املوقع الخاص بك‪ ،‬تعد من أخطر عيوب وسلبيات‬
‫التسوق اإللكتروني‪ ،‬حيث من املمكن أن تتعرض بياناتك للسرقة واالختراق بشكل كامل وفي غضون ثواني قليلة‪.‬‬
‫‪-‬مافيا البنوك‪ :‬من عيوب التجارة اإللكترونية السماح ملافيا سرقة البنوك تحويل اختصاصهم لسرقة املتاجر اإللكترونية‬
‫وذلك من خالل مراقبة أكواد املواقع أو من خالل اختراق حسابات العمالء وسرقة حساباتهم البنكية للبطاقة االئتمانية‬
‫(بلس‪.)2019 ،‬‬
‫‪ -5‬أشكال التجارة االلكترونية‪ :‬هناك عدة أشكال للتجارة االلكترونية‪ ،‬يذكرمنها اآلتي (القادر ع‪:)2018 ،.‬‬
‫‪-‬التجارة االلكترونية بين وحدة أعمال ووحدة أعمال ‪ :B2B‬هذا النوع من أنواع التجارة االلكتروني يشغل معظم‬
‫التعامالت التي تقع في نطاق التجارة االلكترونية‪ ،‬تتم التعامالت في هذا النوع بين طرفي التعامل من خالل االنترنت‪ ،‬قد‬
‫يكون هذا التعامل بغرض بيع وشراء السلع أو تدفق املعلومات أو تنفيذ بعض الخدمات‪.‬‬
‫‪-‬التجارة االلكترونية بين وحدة أعمال واملستهلك ‪ : B2C‬يعد هذا النوع األكثر تطور للمستهلك نظرا للتعامل اليومي معه‬
‫تقريبا‪ ،‬يقوم فيه صاحب املنشأة أو العمل بتقديم منتجاتهم أو خدماتهم من خالل االنترنت للمستهلكين‪.‬‬
‫‪-‬التجارة االلكترونية بين املستهلك ووحدة ‪: C2B‬يقدم هذا النوع من التجارة‪ ،‬لصاحب العمل أو املنشأة إعالن أو طلب‬
‫فيما يقوم املستهلك بتوفير طلبات صاحب الطلب أو املناقصة‪.‬‬
‫‪-‬التجارة االلكترونية بين املستهلك واملستهلك‪ : C2C‬يقوم هذا النوع من التجارة االلكترونية‪ ،‬بإقامة تعامالت الكترونية‬
‫بين املستخدمين العاديين بإقامة بصورة مباشرة‪ ،‬دون الحاجة ألي تدخل من منظمة أو جهة‪.‬‬
‫‪-‬الحكومة االلكترونية ‪ :e-government‬تقوم الحكومة من خالل هذا النوع ممثلة في الجهات الحكومية بمختلف‬
‫تخصصاتها بتقديم خدمات أو معلومات للشعب‪ ،‬يعرف هذا باسم‪ ،G2C‬أو بتقديم خدماتها للتجار أو الشراء منهم‪.‬‬

‫‪351‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫‪ -‬التعليم االلكتروني ‪ :e-Learning‬يقوم على االستفادة من التقنية واإلنترنت في التعليم والتدريب‪ ،‬وقد انتشر بشكل كبير‬
‫في الفترة األخيرة‪ ،‬ويوجد العديد من الفصول االفتراضية والجامعات االفتراضية أيضا‪ ،‬وجميعها تندرج تحت هذا النطاق‬
‫نفسه‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬واقع التجارة االلكترونية في العالم‪:‬‬
‫‪-1‬تطور استخدام التجارة االلكترونية‪:‬‬
‫ً‬
‫لقد تطور حجم التجارة اإللكترونية العاملية ونما هذا القطاع املهم عاما بعد عام‪ ،‬حيث بلغت ما يقارب ‪ 4‬تريليونات‬
‫دوالر عام ‪ 2019‬حسب منظمة التجارة اإللكترونية )‪ ،(E-Commerce Foundation‬وهي منظمة مستقلة تسعى لتعزيز‬
‫التجارة الرقمية العاملية‪ ،‬وقدر عدد األشخاص الذين يشترون السلع عبر اإلنترنت بنحو ‪ 1.66‬مليار شخص‪ ،‬ويهيمن قطاع‬
‫النسيج واملالبس على أكبر حصة من املبيعات بحوالي ‪ 600‬مليار دوالر متوقعة مع نهاية العام الجاري‪ ،‬يليه قطاع‬
‫اإللكترونيات بأكثر من ‪ 430‬مليار دوالر (القضاة‪ ،‬م ‪.)2019 ،‬‬
‫يرى خبراء مؤتمر األمم املتحدة للتجارة والتنمية أن معظم أنماط التجارة اإللكترونية تتم بين الشركات إلى املستهلكين‬
‫ً‬
‫)‪ ،(B2C‬وترتكز في منطقة آسيا بنسبة ‪ ،%44‬وتعتبر قارة أوروبا األعلى إنفاقا لكل متسوق إلكتروني‪ ،‬ويعزى ذلك إلى النسبة‬
‫املرتفعة الستخدام اإلنترنت‪ ،‬وأكد الخبراء أن ما بين ‪ 60‬و‪ %80‬من املتسوقين عبر شبكات اإلنترنت هم سكان الدول‬
‫ً‬
‫املتقدمة اقتصاديا‪ ،‬يليهم املستهلكون من الدول ذات االقتصاديات املتوسطة‪ ،‬في حين يمثل املتسوقون من الدول األكثر‬
‫ً‬
‫فقرا في العالم نسبة ‪ %2‬فقط‪ ،‬وقالوا‪ :‬إن عدد الشركات التي تعمل في هذا املجال ال يقل عن مليوني شركة حول العالم‪،‬‬
‫باإلضافة إلى الشركات الصينية‪ ،‬وإن غالبية تلك الشركات تتركز في كل من الواليات املتحدة األمريكية وكندا بحوالي ‪1.3‬‬
‫مليون شركة‪.‬‬
‫مواكبة اتجاهات التجارة اإللكترونية شرط أساس ي لنجاح أي مشروع للتجارة اإللكترونية‪ ،‬واألشخاص الذين‬
‫يعجزون عن التكيف مع هذه االتجاهات الجديدة سيجدون أنفسهم خارج املنافسة‪.‬‬
‫لقد أصبحت شبكات التواصل االجتماعي منصة للتجارة االلكترونية على املستوى العاملي‪ ،‬وصار بإمكان املشترين أن‬
‫معين في منشور أو تدوينة أو صورة على صفحات التواصل االجتماعي‪ ،‬وسيذهبون مباشرة إلى صفحة‬ ‫ينقروا على منتج ّ‬
‫املنتج إلتمام عملية الشراء‪ ،‬هذا االتجاه بدأ منذ سنوات‪ ،‬فبحسب اإلحصاءات ‪ %55‬من املشترين عبر شبكة اإلنترنت على‬
‫منتجا من شبكات التواصل االجتماعي مباشرة (امليداوي‪ ،‬م‪.)2020 ،‬‬ ‫املستوى العاملي قالوا ّأنهم سبق واشتروا ً‬
‫ويتوقع اآلن خالل عام ‪ 2020‬زيادة استخدام التجارة االلكترونية في ظل الوباء‪ ،‬وحسب سالي مايتليس من جامعة‬
‫ً‬
‫اكسفور تتوقع أن‪" :‬بعض أوجه العمل والتنظيم ستتبدل نهائيا عند الخروج من الوضع الحالي"‪ ،‬موضحة أنه "الناس‬
‫سيكتشفون أن بإمكانهم العمل والتواصل بطريقة لم تخطر لهم حتى اآلن‪ .‬وهذا سيرغمهم على التأقلم أكثر مع التكنولوجيا‬
‫(عرب‪ ،")2020 ،‬وقد سجلت املواقع الكبرى للتسوق اإللكتروني زيادة في الطلبات في وقت انتقل املستهلكون في ظل الحجر‬
‫الصحي إلى شراء املواد الضرورية عبر اإلنترنت‪.‬‬
‫‪ -2‬املو اقع االلكترونية العاملية‪:‬‬
‫تنتشر في العالم العديد من املواقع الخاصة بالتجارة االلكترونية‪ ،‬ومن أهمها ما يلي (السيد‪ ،‬ب‪:)2018 ،‬‬
‫‪-‬موقع ‪ :Amazon‬أكبر املواقع في العالم في مجال التجارة االلكترونية‪ ،‬ويطلق عليه عمالق التسوق‪ ،‬حيث أنه يعرض املاليين‬
‫املنتجات بأسعار تنافسية‪.‬‬
‫ً‬
‫‪-‬موقع ‪ :eBay‬يحتل املرتبة الثانية بعد موقع أمازون من حيث األهمية حيث أنه يوفر للمستخدم درجة عالية جدا من‬
‫األمان خالل عملية الشراء أو البيع‪ ،‬كما يسمح املوقع بالتعامل مع البنك االلكتروني ‪ PayPal‬في عملية الدفع‪ ،‬يسمح‬
‫ً‬
‫املوقع أيضا لكافة املستخدمين من جميع أنحاء العالم بعرض منتجاتهم‪ ،‬سواء كانت جديدة أو مستعملة‪.‬‬

‫‪352‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫ً‬
‫‪-‬موقع ‪ :Netflix‬يقدم للمستخدم فيديوهات حسب طلبه سواء أفالم أو مسلسالت‪ ،‬وأيضا أفالم رسوم متحركة لكل‬
‫ً‬
‫األعمار يقدم للمستخدم فيديوهات حسب طلبه سواء أفالم أو مسلسالت‪ ،‬وأيضا أفالم رسوم متحركة لكل األعمار‪.‬‬
‫ً‬
‫‪-‬موقع ‪ : Walmart‬موقع أمريكي يضم عدد كبير جدا من املنتجات املختلفة سواء أدوات تجميل أو مالبس أو األجهزة‬
‫واألدوات املنزلية و األحذية و األكسسورات وغيرها‪.‬‬
‫ً‬
‫‪-‬موقع ‪ : Alibaba‬يضم املوقع عدد كبير جدا من الشركات واملصانع من جميع أنحاء العالم و لكن بالطبع أكثر الشركات‬
‫املوجودة من الصين‪ ،‬ويعد موقع على بابا هو األشهر واألفضل في مجال االستيراد والتصدير حول العالم‪ ،‬وقد حقق املوقع‬
‫انتشار ونجاح كبير ليصبح في النهاية هو املنافس لعمالق التسوق أمازون‪.‬‬
‫‪-‬موقع ‪ : flipkart‬موقع هندي األصل‪ ،‬يقدم الكثير من املنتجات املختلفة يضم أكثر ‪ 22‬مليون مستخدم‪ ،‬وحقق شعبية‬
‫ً‬
‫كبيرة جدا داخل الهند‪.‬‬
‫‪-‬موقع ‪ : Ikea‬أفضل موقع إليكتروني يعمل في مجال أنتاج وبيع أثاث وأكسسورات املنازل؛ حيث أنه يقدم أحدث تصاميم‬
‫األثاث بأسعار تنافسية‪ ،‬وتم تأسيسه عام ‪ 1943‬في السويد‪.‬‬
‫‪-3‬مخاطرالتجارة اإللكترونية العاملية‪:‬‬
‫تواجه التجارة االلكترونية على املستوى العاملي العديد من املخاطر‪ ،‬يمكن ذكرأهمها كاآلتي (املرسال‪:)2018 ،‬‬
‫متتبعو التفضيالت ‪ :‬هم األشخاص الذين يجمعون البيانات للحصول على قاعدة بيانات عن مستخدمي االنترنت‪ ،‬عملية‬
‫التتبع ليست سيئة تماما‪ ،‬لكن يوجد بها قدر من الفائدة للمتسوق‪ ،‬نظرا لتقديمها عروض تناسب ذوق املتسوق بناء على‬
‫ما تم الحصول عليه من بيانات عن الزبائن‪ ،‬تبقى املشكلة في إساءة االستخدام ‪،‬لهذه البيانات مثل بيعها لشركات التسويق‬
‫أو شركات أخرى‪.‬‬
‫االختطاف ‪ :‬هي توجيه املتسوق إلى عدة مواقع محددة‪ ،‬دون أن يعلم املتسوق‪ ،‬وتتم عن طريق التصيد االلكتروني‬
‫باستخدام تقنيات متعددة‪ ،‬لتوجيه الضحايا للمواقع األخرى مثل توجيه العميل إلى مواقع وهمية مشابهة تماما ملوقع‬
‫الكتروني شهير ومعروف عن طريق رسائل إلكترونية تقدم عروضا وهمية مغرية‪.‬‬
‫االحتيال عبراإلنترنت ‪ :‬هناك عدة أساليب متنوعة كعدم وجود السلعة‪ ،‬أو انخفاض جودة السلعة املطلوبة‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬و اقع التجارة االلكترونية في الجزائر‪:‬‬
‫‪-1‬تطور استخدام التجارة االلكترونية في الجزائر‪:‬‬
‫كانت التجارة االلكترونية موجودة في الجزائر باملوازاة مع التجارة العادية‪ ،‬ودليل ذلك وجود العديد من املواقع‬
‫االلكترونية املتخصصة في التسويق االلكتروني إال أنها كانت قبل صدور قانون التجارة االلكترونية الجزائري رقم ‪05/18‬‬
‫(الجزائرية الجمهورية‪ )2018 ،‬تفتقد للتنظيم والتقنين والذي تأخر في الصدور‪ ،‬ورغم ذلك فإن لهذا األخير دورا في تنظيم‬
‫املعامالت التجارية االلكترونية وما تقوم عليه هذه األخيرة من أسس‪ ،‬يقيد النص نشاط التجارة االلكترونية بالتسجيل في‬
‫السجل التجاري‪ ،‬واملعلومات التي يجب أن ترافق العرض التجاري االلكتروني (التعريف الجبائي‪ ،‬العنوان‪ ،‬رقم الهاتف‪،‬‬
‫رقم السجل التجاري‪ ،‬الضمان التجاري ‪ ،)...‬كما يمر طلب املنتوج أو الخدمة عبر ثالثة مراحل إجبارية وهي‪ :‬ضمان الشروط‬
‫التعاقدية للمستهلك االلكتروني والتحقق من تفاصيل الطلبية من قبل هذا األخير‪ ،‬وكذا التأكيد على الطلبية الذي يؤدي‬
‫إلى إعداد العقد‪.‬‬
‫ما بمكن قوله أن التجارة اإللكترونية ما تزال غير فعالة في الجزائر‪ ،‬وازدهرت في السنوات األخيرة وتعدت قيمتها ‪500‬‬
‫ً‬
‫مليون دوالر في السنوات الخمس املاضية (كحال‪،‬ح‪ ،)2018 ،‬وتتم هذه التجارة عبر الدفع نقدا فور تسلم املنتج أو الخدمة‪،‬‬
‫مما ساهم في التهرب من دفع الضرائب‪ ،‬فلقد ساعد انتشار التدفق العالي لألنترنت الثابت والنقال عن طريق الجيلين‬

‫‪353‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫الثالث والرابع في زيادة عدد املشتركين في االنترنت ووصل إلى أكثر من ‪ 34.5‬مليون مشترك خالل سنة ‪ ،2017‬مما نتج‬
‫عنه إطالق العشرات من مو اقع البيع عبرشبكة االنترنت في الجزائر‪.‬‬
‫من جهة أخرى‪ ،‬اعتبر مسيرو مواقع تجارية أن تعدد بطاقات ما بين البنوك االلكترونية مثل البطاقة الذهبية التي‬
‫أطلقتها مؤخرا مؤسسة بريد الجزائر سيسمح بمضاعفة املعامالت املالية على الخط‪ ،‬بناء عليه بدأ الشراء عبر االنترنت‬
‫يدخل تدريجيا في العادات الجزائرية؛ حيث بدأ املستهلك الجزائري يهتم تدريجيا بهذا النمط الجديد من املعامالت بالتوجه‬
‫أكثر فأكثر نحو طلب املنتوجات والخدمات عبر االنترنت متفادين بذلك مشقات الحياة اليومية مثل االزدحام‪ ،‬ومشكل‬
‫ركن السيارة‪ ،‬وكذا نقص الوقت‪ ،‬وأصبحت ال تقف الخدمات املقترحة على الشبكة العنكبوتية عند حدود عرض السلع‬
‫ّ‬
‫واملؤسسات تقترح توصيل الطلبيات إلى عنوان املتعامل‪.‬‬ ‫على املستهلك‪ ،‬بل باتت العديد من املو اقع‬
‫أما نظم الدفع االلكتروني املعتمدة في الجزائر فهي‪:‬‬
‫‪-‬بطاقات السحب والدفع لبريد الجزائر‪.‬‬
‫‪-‬البطاقة الذهبية لبريد الجزائر‪.‬‬
‫‪-‬بطاقات الدفع ملختلف البنوك الجزائرية‪.‬‬
‫‪-‬شركة النقد اآللي والعالقات التلقائية بين البنوك ‪SATIM‬‬
‫‪-‬نظم الدفع املسبق‪ ،‬نظم الدفع املؤجل‪ ،‬النقود االلكترونية‪.‬‬
‫‪-‬تسديد الفواتير على الخط‪.‬‬
‫التطور الكبيروالسريع الذي شهدته الجزائر‪ ،‬خالل السنوات األخيرة‪ ،‬في استخدام التكنولوجيات الحديثة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫رغم‬
‫إال أن ذلك لم ينعكس على ّ‬ ‫ّ‬
‫كل مناحي الحياة اليومية للجزائريين‪ ،‬ومنها املعامالت التجارية التي مازالت محتكمة‪ ،‬في‬
‫ظل حضور محتشم للمعامالت اإللكترونية التي تختصر ّ‬
‫وتسهل‬ ‫كثير من األحيان‪ ،‬إلى األنماط التجارية التقليدية‪ ،‬في ّ‬
‫العمليات التجارية‪ .‬فبعد أكثر من عقد من بدء الحديث عن الشروع في تطوير نظم الدفع اإللكتروني‪ ،‬مازالت‬
‫سيدة املوقف‪.‬‬‫التعامالت النقدية هي ّ‬
‫قد صنفت الجزائر في املرتبة ‪111‬عامليا في مؤشر التجارة اإللكترونية ‪ 2018‬الصادر عن األمم املتحدة للتجارة‬
‫والتنمية “أونكتاد”‪ ،‬في املقابل تصدرت هولندا الترتيب العاملي الذي شمل ‪ 151‬بلدا‪ ،‬تلتها سنغافورة في املرتبة الثانية‬
‫(ادمين‪ ،)2018 ،‬ويعتمد التقرير في هذا الشأن على أربعة مؤشرات هي‪ :‬معدل انتشار استخدام اإلنترنت وهو ما يشير إلى‬
‫شمول البنية التحتية اإللكترونية‪ ،‬وانتشار الحسابات اإللكترونية وبطاقات الدفع للمواطنين الذين تتجاوز أعمارهم ‪15‬‬
‫سنة‪ ،‬وتوافر خوادم آمنة الستخدام الحسابات وبطاقات الدفع‪ ،‬وتأمين املراسالت اإللكترونية التي يسميها البعض‬
‫"املوثوقية البريدية"‪ ،‬ويمكن متابعة تطور ترتيب بعض دول املغرب العربي في مؤشر التجارة االلكترونية وفق الجدول‬
‫املوالي‪.‬‬
‫جدول ‪ :1‬ترتيب بعض دول املغرب العربي في مؤشر التجارة اإللكترونية‬
‫‪2015‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2019‬‬ ‫السنوات‬
‫‪ 152‬دولة ‪ 151‬دولة ‪ 144‬دولة ‪ 142‬دولة‬ ‫عدد الدول‬
‫‪85‬‬ ‫‪97‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪107‬‬ ‫ترتيب الجزائر‬
‫‪79‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪81‬‬ ‫‪95‬‬ ‫ترتيب املغرب‬
‫‪82‬‬ ‫‪79‬‬ ‫‪79‬‬ ‫‪70‬‬ ‫ترتيب تونس‬
‫‪Source: UNCTAD B2C E-COMMERCE INDEX 2016-2019‬‬

‫‪354‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫يالحظ من خالل بيانات الجدول تدني ترتيب الجزائر من سنة إلى أخرى‪ ،‬رغم تحسن ترتيبها في سنة ‪ 2019‬مقارنة بسنة‬
‫‪ ،2018‬لكن يبقى ترتيب تونس واملغرب أحسن بكثير رغم اإلمكانات املالية والبشرية التي يمتلكه االقتصاد الجزائري‪.‬‬
‫‪ -2‬تطور املو اقع االلكترونية في الجزائر‪:‬‬
‫لقد تطورت املواقع االلكترونية في الجزائر وتنوعت وتزايد عددها من سنة آلخري ‪ ،‬ومن أهمها‪:‬‬
‫‪-‬موقع ‪ :ouedkniss‬يعتبرمن أشهر املواقع في الجزائر انطلق في سنة ‪ ،2006‬الذي يعرف إقباال كبيرا‪ ،‬فلقد أظهرت بيانات‬
‫الخاص بعرض الخدمات‬ ‫ّ‬ ‫املتخصص في إحصائيات وترتيب مو اقع االنترنت‪ ،‬أن موقع "واد كنيس"‬ ‫ّ‬ ‫موقع "أليكسا"‬
‫ًّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫التجارية هواألكثرتصفحا في الجزائر‪ ،‬إذ يأتي في املرتبة الرابعة مباشرة بعد "فيسبوك" و"غوغل "و"يوتوب"‪ ،‬متفوقا‬
‫املؤسسات اإلعالمية الجزائرية الشهيرة‪.‬‬‫بذلك على الكثيرمن مو اقع ّ‬
‫‪-‬موقع ‪ :Kaymu‬انطلق عام ‪ 2014‬ينتمي إلى مجموعة إنترنت أفريقيا ‪ Africa Internet Group‬هو موقع مهم فقد أصبح‬
‫ّ‬
‫موقع للتجارة اإللكترونية في الجزائر‪ ،‬بحسب شركة "أليكسا ‪" Alexa‬للتحليالت‪ .‬وهو يختار الدفع عند التوصيل ‪.‬‬ ‫أول ٍ‬
‫‪-‬موقع ‪ : Batolis‬أسس سنة ‪ 2015‬هو في تطور وأرقامه جد مشجعة يقترح عددا من املنتوجات التي يمكن توزعيها و تسلميها‬
‫عبر التراب الوطني‪.‬‬
‫‪-‬موقع ‪ : Jumia‬هي موقع للتجارة االلكترونية تم تأسيسه في نيجيريا سنة ‪ 2012‬موجود في أكثر من ‪ 14‬دولة افريقية‪،‬‬
‫استقر بالجزائر سنة ‪ ،2014‬وقد سجل قرابة ‪ 1.5‬مليون زائرللموقع شهريا سنة ‪ 2017‬أي بزيادة ‪ 50‬باملئة مقارنة ب‬
‫‪ 2016‬التي لم يمنع الدفع نقدا لها ارتفاع عدد الطلبيات بشكل مستمر وشكل ما بين عشرة أالف إلى عشرون ألف‬
‫طلبية شهريا‪.‬‬
‫‪-‬موقع ‪ :tidjaramarket‬أفضل موقع في مجال التجارة والتسوق االلكتروني في الجزائر واملوثقة بسجالت تجارية‪ ،‬كون‬
‫ُ‬
‫املوقع ال يقبل التجار الذين ال يحملون سجالت تجارية‪ .‬كما نجح في دخول قائمة أكبر املو اقع اإللكترونية داخل‬
‫الجزائر من حيث الزيارات الفعلية التي بلغت أكثر من ‪ 1000‬زبون يوميا بتعامالت ناجحة مع التجار املعتمدين داخل‬
‫املوقع‪ ،‬وتجدر اإلشارة أن موقع تجارة ماركات األول جزائريا من حيث توزيع املنتجات املشتراة عبر املوقع إلى ‪ 46‬والية‬
‫بمبالغ زهيدة مقارنة باملسافات البعيد‪.‬‬
‫قد تم في هذا الصدد إنشاء مواقع لبيع مختلف املنتجات عبر االنترنت ً‬
‫بدء من األغذية واأللبسة والفن والديكور إلى‬
‫األدوات الكهرومنزلية وااللكترونية والخدمات على غرار ‪،eChrily.com ،vendita-dz.com ، Batolis.com‬‬
‫‪ eshop.dz ،zawwali.com‬و‪.guiddini.dz‬‬
‫تحولت صفحات على “الفايسبوك” و”التويتر” إلى دكاكين ومتاجر إلكترونية تقدم مختلف السلع سواء ألبسة أم‬
‫مجوهرات أم أثاث أم أجهزة كهرومنزلية أم هواتف وساعات اليد وحقائب وأخرى‪ ،‬مع وضع كل تفاصيل إعالناتها وخدماتها‬
‫وطرق الولوج إليها وكيفية اختيار وشراء السلعة املطلوبة وطريقة الدفع وتفاصيل التوصيل إلى املنزل أو الدفع عن بعد‬
‫بواسطة البطاقات اإللكترونية‪ ،‬بهدف تسهيل املهمة على الزبون أو املستهلك دون عناء أو استغراق وقت طويل وكذا‬
‫الستقطاب أعداد أخرى من الزبائن من مختلف الشرائح في ظل استعمال الجزائريين الواسع لإلنترنت املتاحة عبر سائل‬
‫التكنولوجيا كالهاتف النقال واللوحات وأجهزة الكومبيوتر وغيرها‪.‬‬
‫كما أن غياب تشريع لعدة سنوات يؤطر و يؤمن هذه السوق و نقص استعمال الجزائريين للبطاقات ما بين البنوك‬
‫قد حفز التجار االلكترونيين على اقتراح خيارات أخرى مثل الدفع لدى االستالم نقدا أو بالبطاقة االلكترونية أو التحويل‬
‫البنكي أو عبر الحساب الجاري البريدي أو بقسيمة الشراء‪.‬‬
‫‪ -3‬معوقات استخدام التجارة اإللكترونية في الجزائر‪:‬‬
‫ُ‬
‫يعود ض ْعف التعامل بالتجارة اإللكترونية في الجزائر إلى عدة أسباب‪ ،‬أهمها‪:‬‬

‫‪355‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫‪-‬بعض الصفحات أنشأها مواطنون يبيعون من خاللها منتجات في ظل غياب الشرعية ينافسون بطريقة غير شريفة‬
‫املو اقع التي تدفع ضرائب‪.‬‬
‫‪ -‬غياب بعض الضمانات مثل التأخر في التسليم أو غياب الخدمات ما بعد الشراء أو الوسيط في حالة شكوى (وكالة األنباء‬
‫الجزائرية‪ ، )2018 ،‬ويبقى اإلشكال‪ ،‬أضف إليها مشكلة غياب الفواتير الرسمية خاصة أن الجزائر ال تحوز على جهاز مراقبة‬
‫إلكتروني يسمح لها بتتبع ما يتم تداوله من سلع في الشبكة االفتراضية‪.‬‬
‫‪ -‬التجارة االلكترونية غير القانونية خاصة عملية بيع الدواء املقلد واملغشوش التي تعد محظورة وفق التشريع الجزائري‬
‫املعتمد في ‪( 2018‬إذاعة الجزائر‪.)2018 ،‬‬
‫‪-‬انخفاض مستوى دخل الفرد‪.‬‬
‫توفره تكنولوجيا املعلومات والتجارة اإللكترونية‪ ،‬واالفتقار إلى ثقافة َّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫مؤسسات أعمال‬ ‫‪-‬عدم وجود وعي ِملا يمكن أن ِ‬
‫منفتحة على التغيير والشفافية‪.‬‬
‫‪-‬عدم كفاية البنية التحتية لالتصاالت الالسلكية‪ ،‬والوصول بشبكة اإلنترنت أو ارتفاع كلفة الوصول إلى شبكة اإلنترنت‪.‬‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫والتنظيمية املناسبة والفعالة والتي ترتبط بعزم الدولة في تبني حلول التجارة االلكترونية‪.‬‬ ‫القانونية‬ ‫‪-‬االفتقار إلى األطر‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫‪-‬االفتقار إلى نظم دف ٍع ُيمكن في دورها أن تدعم الصفقات التجارية التي تجرى على شبكة اإلنترنت‪.‬‬
‫‪-‬املقاومة الثقافية للتجارة اإللكترونية على شبكة اإلنترنت‪.‬‬
‫‪ -‬تخوف املتعاملين من هذا الجهاز (أي التجارة االلكترونية)‪ ،‬ألنهم ال يريدون أن تعرف أرقام أعمالهم‪ ،‬وهم ال يثقون فيه‬
‫من حيث الحفاظ على سرية املعلومات الخاصة باملتعامل‪.‬‬
‫‪-‬تقاعس البنوك عن القيام بمهمتها‪ ،‬كما أن الجزائريين ال يثقون في هذا الجهاز‪.‬‬
‫‪ -‬تباطؤ تدفق االنترنت والتقطع املستمر‪.‬‬
‫‪-‬مشاكل متعلقة بتأمين التجارة االلكترونية نتيجة اختراق شبكة املعلومات‪.‬‬
‫‪-‬مشاكل متعلقة بامللكية الفكرية ويقصد بها حماية حقوق املبدع أو املخترع من سرقة إنتاجه عبر شبكة االنترنت‪.‬‬
‫‪-‬نقص وخبرة املؤسسات في اإلملام بشروط ومتطلبات التسويق الخارجي واملنافسة الخارجية‪.‬‬
‫‪-‬انعدام الثقة لدى الجزائريين في التعامالت غير النقدية‪ ،‬فالجزائر تتصدر الدول املستخدمة لألوراق النقدية‪ ،‬وأن ‪90‬‬
‫باملائة من املعامالت الخاصة بالتسوق اإللكتروني‪ ،‬تكون عن طريق الدفع التقليدي‪ ،‬كون الدفع اإللكتروني مازال محتكرا‬
‫في التعامالت املؤسساتية الخارجية‪ ،‬وأن استخدام بطاقات “املاستر كارد” و”فيزا” الدولية يكاد يقتصر في األمور البسيطة‪،‬‬
‫كالفندقة والسياحة‪ ،‬كما أن التعامل يكون مع الخارج‪ ،‬وبالعملة الصعبة (ركاب‪ ،‬م‪.)2019 ،‬‬
‫‪-4‬تحديات التجارة االلكترونية في الجزائر‪:‬‬
‫هناك عدد من التحديات التي تكبح نمو قطاع التجارة اإللكترونية بالجزائر‪ ،‬مما يستوجب التعامل معها من أجل‬
‫دفع الثقة ودعم فرص االستثمار بها‪ ،‬وذلك على النحو التالي‪:‬‬
‫تحديات الدفع االلكتروني‪:‬‬
‫ً‬
‫انتشارا مقارنة بباقي أنحاء العالم‪.‬‬ ‫‪-‬استخدام البطاقات االئتمانية‪ :‬يعد استخدام البطاقات االئتمانية األقل‬
‫‪-‬الدفع اإللكتروني‪ :‬يتخوف الكثير من املتسوقين الجزائريين من تلك الطريقة في الدفع ملشترياتهم‪ ،‬حيث ينتشر القلق بينهم‬
‫ً‬
‫انتشارا في‬ ‫من سرقة بياناتهم البنكية والنصب واالحتيال املتعلق بها‪ ،‬لذلك نالحظ أن الدفع النقدي هو الطريقة األكثر‬
‫الجزائر حتى اآلن‪.‬‬

‫‪356‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫‪ -‬األمان اإللكتروني‪ :‬يتمثل أحد املخاوف الرئيسية التي ترتبط بنشاط التجارة اإللكترونية في املخاطر اإللكترونية التي يمكن‬
‫أن يتعرض لها كل من الشركات واملستهلكين‪ ،‬وقد تتضمن هذه املخاطر سرقة الحسابات البنكية‪ ،‬والغش‪ ،‬أي إرسال سلعة‬
‫بجودة أقل غير املتفق عليها‪ ،‬واالحتيال أي دفع ثمن السلعة وعدم تسلمها‪.‬‬
‫تحديات التسويق االلكتروني‪:‬‬
‫‪ -‬الثقة مع املستهلكين‪ :‬ال يزال لدى الكثير من املستهلكين تخوف من التسوق اإللكتروني ألسباب عدة‪ ،‬من بينها االنتظار إلى‬
‫حين وصول الطلب بعد القيام بعملية الدفع‪ ،‬والتخوف من عمليات الغش واالحتيال سواء نتيجة عدم جودة السلع املتفق‬
‫عليها أو عدم مطابقتها للمواصفات املذكورة‪.‬‬
‫‪ -‬تدفق االنترنت‪ :‬أن سرعة تدفق االنترنت في الجزائر هي ضعيفة و تقدر بـ ‪ 4‬ميغا‪/‬ث‪ ،‬حيث أن الزبون يصل إلى هذا التدفق‬
‫في الحاالت األكثر مالءة عندما يقل فيها الطلب على الشريط العابر‪ ،‬واملعايير العاملية املقدرة بـ ‪ 54‬ميغابيت‪/‬ث (جمال‬
‫الدين‪.)2019 ،‬‬
‫‪-‬عدم االهتمام بالتسويق اإللكتروني ووضع الخطط واالستراتيجيات التسويقية التي تساعد على إنجاح املتجر اإللكتروني‬
‫وتحويل أكبر عدد ممكن من العمالء إلى املتجر‪.‬‬
‫‪-‬أغلب املواقع التي تنشر سلعها عبر االنترنت في الجزائر غير منظمة‪.‬‬
‫تحديات الخدمات‪:‬‬
‫‪ -‬كفاءة الخدمات البريدية‪ :‬ضعف املنظومة البريدية‪ ،‬وذلك كنتيجة لعدم تغطية خدمات الشحن لكافة املناطق‬
‫الجغرافية‪ ،‬أو بطء عمليات الشحن ذاتها‪ ،‬وبما يؤدي إلى تأخر استالم الطلبات أو إعاقتها باألساس (هارون‪ ،‬م‪.)2016 ،‬‬
‫ُ‬
‫‪-‬الخدمات اللوجيستية لشحن املنتجات‪ :‬يشوب الخدمات اللوجيسنية املقدمة من قبل شركات الشحن في الجزائر‪ ،‬عدد‬
‫من العيوب والسلبيات‪ ،‬على رأسها األسعار املرتفعة وعيوب الجودة املتباينة‪.‬‬
‫تحديات امتالك متجرالكتروني‪:‬‬
‫تعتبر من أبرز التحديات الصعبة التي تواجه التجارة اإللكترونية في الجزائر‪ ،‬هي التكلفة العالية المتالك أو إنشاء متجر‬
‫التجار ومزودي الخدمات باختالف أنواعها وأشكالها‪.‬‬ ‫إلكتروني يمكن من خالله البيع وتحقيق األرباح لكافة ً‬
‫تحديات قانونية‪ :‬تأتي التحديات القانونية ضمن أبرز العقبات التي تقف في طريق نمو وازدهار التجارة اإللكترونية في‬
‫الجزائر‪ ،‬إذ يواجه كثير من أصحاب املتاجر اإللكترونية عدد من املشاكل القانونية التي تتعلق باألوضاع القانونية الخاصة‬
‫بمتاجرهم من سجل تجاري و ضرائب‪.‬‬
‫ولو حللنا بيئة التجارة االلكترونية في الجزائر وفق نموذج ‪( swot‬نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات) لوجدنا ما‬
‫يلي‪:‬‬
‫جدول ‪ :1‬تحليل بيئة التجارة االلكترونية في الجزائروفق نموذج ‪swot‬‬
‫نقاط الضعف ‪Weaknesses‬‬ ‫نقاط القوة ‪Strengh‬‬
‫‪-‬صدور القانون املتعلق بالتجارة االلكترونية سنة ‪- . 2018‬ضعف شبكات االتصال خاصة جودتها فهي تختلف من‬
‫منطقة ألخرى‪.‬‬ ‫‪-‬بداية استخدام بطاقات ما بين البنوك االلكترونية‪.‬‬
‫‪-‬قلة الوعي بما توفره التجارة االلكترونية‪.‬‬ ‫‪-‬انتشار مواقع البيع عبر االنترنت‪.‬‬
‫‪-‬الشراء عبر االنترنت بدخل تدريجيا في العادات الجزائرية‪- .‬عدم كفاية البنية التحتية لالتصاالت الالسلكية‪.‬‬
‫‪-‬ضعف الجهاز البنكي خاصة في عملية الدفع االلكتروني ‪.‬‬ ‫‪-‬توفير بيانات أكثر دقة حول املستخدمين‪.‬‬
‫‪-‬ضعف عملية تأمين التجارة االلكترونية‪.‬‬ ‫‪-‬إمكانية الدخول إلى شبكة االنترنت في أي وقت‪.‬‬
‫‪-‬ارتفاع تكلفة استخدام املواقع االلكترونية العاملية‪.‬‬

‫‪357‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫‪-‬تالعب املواطنين بأصحاب املواقع االلكترونية‪.‬‬


‫التهديدات ‪Threats‬‬ ‫الفرص ‪Opportunities‬‬
‫‪ -‬تطور التكنولوجيا املستخدمة في التجارة االلكترونية‪- .‬ظهور بعض املواقع االلكترونية التي تنافس بطرق غير‬
‫شرعية‪ ،‬وال تدفع الضرائب‪.‬‬ ‫‪ -‬تطور وعي املستخدمون وزيادة استخدامها‪.‬‬
‫‪-‬تزايد شدة تنافس الشركات في عالم التجارة االلكترونية‪.‬‬ ‫‪ -‬إمكانية تسويق املنتجات والخدمات عبر االنترنت‪.‬‬
‫‪-‬التسارع التكنولوجي في ميدان التجارة االلكترونية‪.‬‬
‫‪-‬األمن عبر االنترنت‪.‬‬
‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحثين‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫أمام التطورات املتسارعة التي يعرفها االقتصاد العاملي‪ ،‬والتي حولت بنيته من اقتصاد صناعي قوامه اآللة إلى اقتصاد‬
‫رقمي يعتمد على املعلومة‪ ،‬تطورت التجارة االلكترونية بسرعة هائلة تبعا لتطور مدعماتها من االقتصاد املبني على املعرفة‬
‫وتكنولوجيا اإلعالم واالتصال اللذان يمثالن الدعامة األساسية لها‪.‬‬
‫إن الجزائر تعاني من عدم كفاية البنية التحتية لالتصاالت الالسلكية‪ ،‬والوصول بشبكة اإلنترنت أو ارتفاع كلفة‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫الوصول إلى شبكة اإلنترنت‪ ،‬وتفتقر إلى نظم دف ٍع ُيمكن في دورها أن تدعم الصفقات التجارية التي تجرى على شبكة‬
‫اإلنترنت‪ ،‬أضف إلى ذلك نقص تدريب الكوادر البشرية لتنظيم األعمال االلكترونية‪.‬‬
‫بناء على النتائج املتوصل إليها يمكن اقتراح الحلول التالية‪:‬‬
‫‪-‬إعادة إطالق مشروع الحكومة االلكترونية الذي ظهر سنة ‪ 2005‬وحمل مشروع "دزاير تك"‪ ،‬والذي يتضمن رقمنة كل‬
‫القطاعات‪ ،‬واعتماد منصات إلكترونية لتسييرها‪.‬‬
‫‪ -‬يجب عل الدولة إعداد خطة زمنية لتطوير التجارة االلكترونية وذلك بالترويج لها‪ ،‬وكذلك نشر الوعي والتعليم واملهارة‬
‫على كافة املستويات‪ ،‬وحماية امللكية الفكرية في النشاطات ذات العالقة بالتجارة االلكترونية‪.‬‬
‫‪ -‬الترويج للدفع اإللكتروني وإقناع املتعاملين واملستهلكين بأهميته في ظل االنفتاح االقتصادي‪.‬‬
‫‪-‬توفير البنية التحتية للتجارة االلكترونية‪.‬‬
‫‪-‬توفير املقومات التشريعية الالزمة لتسهيل حرية التجارة االلكترونية‪.‬‬
‫‪-‬تدريب الكوادر البشرية لتنظيم األعمال االلكترونية‪.‬‬
‫‪-‬بناء منصات للتجارة اإللكترونية للسلع املستعملة تتيح مقايضة السلع وإجراء املزادات اإللكترونية‪.‬‬
‫‪-‬بناء شركات بنظام االقتصاد التشاركي لتقديم خدمات الخدمات اللوجستية للتجارة اإللكترونية‪.‬‬
‫‪-‬إجراء املسابقات ومنح الحوافز ألفضل املواقع االلكترونية من حيث األمان والتصميم واملصداقية‪.‬‬
‫‪-‬تشجيع الدفع االلكتروني بواسطة البطاقة الذهبية حتى يتم تخفيض املرتجعات‪.‬‬
‫‪-‬تطوير اآلليات البيداغوجية والتعليمية وتكوين مختصين في التجارة اإللكترونية‬
‫‪ -‬تشجيع اللوجستيك االلكتروني‪ e-logistique‬حتى يمكن للمستهلك أو الزبون الحصول على السلع املشتراة في مدة اقل‬
‫وبأسعار شحن مقبولة‪ ،‬وبالتالي التجارة االلكترونية تعتمد على سياسة الخدمات خاصة بأسعار اقل ‪(Marouseau,‬‬
‫)‪.2012, p. 72‬‬
‫‪ -‬يجب أن يتم إدراج التجارة االلكترونية في املناهج الدراسية‪ ،‬وهذا دور وزارة التربية‪.‬‬

‫‪358‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫قائمة املراجع‪:‬‬
‫أيوب‪،‬ي ‪. (2019, 11 06).‬انتعاش التجارة اإللكترونية ‪2020‬وارتفاع عدد املشترين عبر اإلنترنت لـ ‪2‬مليا ‪2019 . Consulté‬‬
‫‪le 12 10, 2020, sur : http://www.soutalomma.com/Article/894564‬‬
‫‪David, K. (2000). comprendre le commerce électronique. Québec: Microsoft press.‬‬
‫‪Marouseau, G. )2012(. le commerce électronique dans la ville. revue française de gestion industrielle,‬‬
‫‪31(03).‬‬
‫احمد‪،‬أ‪ .)2019( .‬مميزات التجارة االلكترونية‪ .،‬تاريخ االسترداد ‪ ،2020 ,02 27‬من ‪/https://www.entejsites.com‬‬
‫ادمين ‪. (2018, 12 12).‬التجارة اإللكترونية ‪:‬الجزائر في املرتبة ‪111‬عامليا ‪. Consulté le 02 20, 2020, sur‬‬
‫‪https://www.algeriescoop.com/?p=55497‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫إذاعة الجزائر ‪. (2018).‬أدوية إسرائيلية وأخرى مغشوشة ومقلدة‪-‬تسوق‪-‬في‪-‬الجزائر‪-‬عبر‪-‬التجارة‪-‬االلكترونية ‪.‬‬
‫‪Consulté le 01 28, 2020, sur https://www.eco-algeria.com/content‬‬
‫الجزائرية الجمهورية‪ .)2018 ,05 16( .‬القانون رقم ‪ 05/18‬املتعلق بالتجارة االلكترونية‪ .‬الجريدة الرسمية(‪ .)28‬الجزائر‪.‬‬
‫السيد‪ ،‬ب‪ .)2018 ,02 14( .‬أشهر مواقع التجارة اإللكترونية العاملية‪ .‬تاريخ االسترداد ‪ ،2020 ,01 25‬من‬
‫‪https://anbilarabi.com‬‬
‫السيد‪ ،‬ع ‪. (2002).‬التجارة اإللكترونية ومهارات التسويق العلمي ‪.‬االردن ‪:‬دار األمين للنشر‪.‬‬
‫العيسوي‪،‬إ‪ .)2003( .‬التجارة اإللكترونية‪ .‬مصر‪ :‬ملكتبة األكاديمية‪.‬‬
‫القضاة‪ ،‬م ‪ .)2019 ,12 03( .‬إذا تخبرنا األرقام عن التجارة اإللكترونية‪ .l‬تاريخ االسترداد ‪ ،2020 ,01 10‬من مجلة‬
‫املجتمع‪https://mugtama.com/reports/item/95685 :‬‬
‫املرسال ‪. (2018, 06 18).‬مخاطر التجارة اإللكترونية ‪. Consulté le 03 8, 2020, sur‬‬
‫‪https://www.almrsal.com/post/660324‬‬
‫امليداوي‪ ،‬م‪ .)2020 ,02( .‬أفضل ‪ 10‬اتجاهات للتجارة االلكترونية عام ‪ .2020‬تاريخ االسترداد ‪ ،2020 ,01 28‬من‬
‫‪https://blog.mostaql.com/top-10-e-commerce-trends-for-2020‬‬
‫أيت‪ ،‬ت ‪. (2019).‬أسهم أمازون ‪AMZN . Consulté le 1 12, 2020, sur https://www.q8trade.ae-amzn‬‬
‫بختي‪،‬إ ‪ .)2008( .‬التجارة االلكترونية ‪ :‬مفاهيم واستراتيجيات التطبيق في املؤسسة‪ .‬الجزائر‪ :‬ديوان املطبوعات الجامعية‪.‬‬
‫بلس ‪. (2019).‬ماهى مزايا وعيوب التجارة االلكترونية‪. Consulté le 2 08, 2020, sur https://mtjrplus.com/blog‬‬
‫جمال الدين‪ .)2019 ,12 29( .‬اتصاالت الجزائر تعدل خدماتها املتعلقة بإنشاء واستضافة املواقع االلكترونية ‪ .‬تاريخ‬
‫االسترداد ‪ ،2020 ,01 03‬من ‪/https://www.medias-dz.com/medias‬‬
‫التسوق اإللكتروني‪ .‬تاريخ االسترداد ‪،2020 ,01 02‬‬‫ركاب‪ ،‬م‪ .)2019 ,11 14( .‬تذبذب اإلنترنت سبب خسائر كبيرة ملواقع ّ‬
‫من ‪https://www.echoroukonline.com‬‬
‫عبد القادر‪ .)2018 ,07 08( .‬أنواع التجارة اإللكترونية وأمثلة عليها‪ .‬تاريخ االسترداد ‪ ،2020 ,01 10‬من‬
‫‪https://takhail.org‬‬
‫عرب ‪. (2020, 03 22).‬هل قطاع التكنولوجيا والتجارة اإللكترونية املستفيد األكبر من كورونا ‪. Consulté le 04 01,‬‬
‫‪2020, sur https://www.arab48.com‬‬
‫ّ‬
‫علي بابا ‪. (2019, 12 07).‬التجربة الصينية ‪..‬هكذا غيرت التجارة اإللكترونية حياة األسر إلى األفضل ‪. Consulté le 1 02,‬‬
‫‪2020, sur https://www.aljazeera.net/news/ebusiness‬‬

‫‪359‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫كحال‪،‬ح‪ .)2018 ,09 07( .‬ضريبة تطاول التجارة اإللكترونية في الجزائر‪ .‬تاريخ االسترداد ‪ ،2020 ,01 12‬من‬
‫‪/https://www.alaraby.co.uk/economy‬‬
‫كريم ‪،‬ح‪ .)2012 ,06 21( .‬التجارة االلكترونية‪ ،2012/06/21 ،‬متاح على املوقع‪ . :‬تاريخ االسترداد ‪ ،2020 ,12 20‬من‬
‫‪https://www.alukah.net/culture/0/42032‬‬
‫مارس ي ‪. (2019).‬أنواع التجارة اإللكترونية و فوائدها ومستقبلها ‪. Consulté le 03 12, 2020, sur‬‬
‫‪http://www.mazoo.com/e-busnis.htm‬‬
‫مطر‪،‬ع‪ .)2015( .‬التجارة االلكترونية في التشريعات العربية واألجنبية‪ .‬مصر‪ :‬لدار الجامعية الجديدة‪.‬‬
‫خيارا ً‬
‫جاذبا للمستثمرين باملنطقة ‪. Consulté le 02 02,‬‬ ‫هارون‪ ،‬م ‪. (2016, 12 6).‬ملاذا أصبحت التجارة اإللكترونية ً‬
‫‪2020, sur https://futureuae.com/ar-AE/Mainpage/Item/2224‬‬
‫وكالة األنباء الجزائرية‪ .)2018 ,06 08( .‬مواقع البيع االلكتروني تغزو شبكة االنترنت في الجزائر‪ .‬تاريخ االسترداد ‪,01 01‬‬
‫‪ ،2020‬من ‪http://www.aps.dz/ar/sante-science-technologie/57555‬‬

‫‪360‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫أثرالنقود اإللكترونية على األدوات الكمية للسياسة النقدية‪ ،‬مع اإلشارة إلى حالة‬
‫الجزائر‬
‫‪The impact of électronique money on the quantitative tools of monetary policy, with‬‬
‫‪référence to the case of Algeria.‬‬
‫د‪ .‬حس ـ ــاني بوحسون‪66‬‬ ‫د‪ .‬بروكي عبد الرحمان‬ ‫د‪ .‬فراج الطيب‬
‫‪Hassani bouhassoun – brouki abderrahmane - Ferradj Tayeb‬‬
‫جامعة طاهري محمد بشار) الجزائر) – جامعة أحمد دراية أدرار ) الجزائر) – جامعة أحمد دراية أدرار) الجزائر)‬
‫‪bouhassoun.h88@gmail.com - abrouki@univ-adrar.edu.dz - ftayeb74@gmail.com‬‬

‫امللخص‪:‬‬
‫تواجه الدول في القرن الحادي والعشرين‪ ،‬بروز شكل جديد من أشكال النقود التي تختلف في الشكل والقيمة عن النقود التقليدية‬
‫القانونية‪ ،‬وهي النقود اإللكترونية التي يتم التعامل بها من خالل شبكة االتصاالت ( االنترنت)‪ ،‬باستخدام وسائل الدفع اإللكترونية التي تتيحها‬
‫املصارف‪ ،‬بأقل جهد وبسرعة وبسهولة في التعامل بها‪.‬‬
‫نحاول في هذه الدراسة‪ ،‬رصد بعض اآلثار االقتصادية التي تحدثها النقود اإللكترونية الجديدة عل األدوات الكمية للسياسة النقدية‬
‫في الجزائر‪ ،‬من خالل معرفة هذه اآلثار على املتغيرات االقتصادية ( كاالستهالك‪ ،‬التضخم‪ ،‬اإلستثمار والتشغيل)‪ ،‬في ظل إنتشار هذه النقود‬
‫وإستخدامها الكثيف من قبل األفراد‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬فإن نتائج الدراسة‪ ،‬توضح أن إنتشار التعامل بالنقود اإللكترونية عبر شبكة االنترنت‪ ،‬سوف يؤدي إلى تأثير مباشر على األدوات‬
‫الكمية للسياسة النقدية في الجزائر‪ ،‬وبالتالي التأثير على قدرة السياسة النقدية في الحفاظ على االستقرار النقدي‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬نقود إلكترونية‪ ،‬سياسة نقدية‪ ،‬أدوات كمية‪ ،‬وسائل الدفع االلكتروني‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪In the 21st Century, countries are facing the émergence of a new form of money that différas in form and value from‬‬
‫‪traditionnel légal money, namely électronique money that is handled through the Internet, using électronique payement‬‬
‫‪méthodes provider by banks, with minimal effort. and quick and easily handled.‬‬
‫‪In this study, we try to monitor the economic effects of new électronique money, from the effects on quantitative‬‬
‫‪instruments of monetary Policy, and to economic variables )e.g. consomption, investment, employâmes, inflation..(, Under‬‬
‫‪the spread of these money and its havie use by individuals.‬‬
‫‪Accordingly, the results of the study show that the widespread possibilité of dealing with électronique money via the‬‬
‫‪Internet will have a direct impact on quantitative instruments of monetary Policy, such as Algeria, and thus the ability of‬‬
‫‪monetary Policy management to Maintain monetary stabilité.‬‬
‫‪Key words: : Electronique money, monetary Policy, quantitative instruments, électronique payement méthodes,‬‬
‫‪Algeria.‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫أدت التطورات في مجال تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت إلى حدوث تغيرات جوهرية في وسائل وأنظمة الدفع والتسويات‪،‬‬
‫فمع التطور السريع في إستخدام وسائل الدفع االلكترونية التي تتيحها البنوك مثل البطاقات البنكية‪ ،‬الدفع عن طريق‬

‫‪ 66‬املؤلف املراسل‪bouhassoun.h88@gmail.com :‬‬

‫‪361‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫استخدام البطاقات الذكية‪ ،‬ظهر على الساحة أيضا ما يسمى بالنقود االلكترونية‪ ،‬والتي أضحى من املتوقع أن تحل محل‬
‫النقود القانونية التقليدية في حالة إنتشار إستخدامها من قبل األفراد‪.‬‬
‫إن إنتشار النقود االلكترونية والعمل بها‪ ،‬يؤثر بشكل خاص على قدرة البنك املركزي في رسم السياسة النقدية للدولة‪،‬‬
‫خصوصا عند قيام جهات أخرى غير البنك املركزي بعملية إصدار النقود االلكترونية‪ ،‬وهو ما يؤثر على قدرة البنك املركزي‬
‫على التحكم في األساس النقدي من خالل التأثير على أدوات السياسة النقدية وخاصة الكمية منها بشكل مباشر‪ ،‬وانتقال‬
‫كذلك هذه اآلثار إلى النشاط االقتصادي الحقيقي‪.‬‬
‫إشكالية الدراسة‪:‬‬
‫إنطالقا مما سبق‪ ،‬تسعى هذه الدراسة إلى اإلجابة عن اإلشكالية التالية‪:‬‬
‫كيف تأثر النقود االلكترونية على األدوات الكمية للسياسة النقدية في الدول ومنها الجزائر في ظل تزايد اإلعتماد‬
‫على تكنولوجيا االتصاالت؟‪.‬‬
‫أهمية الدراسة‪:‬‬
‫تتجلى أهمية دراسة النقود االلكترونية في كون العالم أصبح يعتمد أكثر فأكثر على الفضاء االلكتروني‪ ،‬من خالل شبكات‬
‫األنترنت‪ ،‬والتي ال تطول البعد التكنولوجي فقط‪ ،‬ولكن تتجاوزه من خالل إمكانية حلولها محل النقود القانونية التقليدية‬
‫في حالة إنتشار إستخدامها خاصة على املدى الطويل‪ ،‬مما يؤثر على االستقرار النقدي للدول‪ .‬كما تزيد أهمية هذه الدراسة‬
‫بسبب اآلثار االقتصادية واملالية الهامة على السياسات االقتصادية والنقدية التي من شأنها التأثير على قدرة إدارة‬
‫السياسة النقدية من قبل البنك املركزي‪ ،‬باالظافة إلى اآلثار االقتصادية التي بدورها تؤثر على السياسة النقدية من خالل‬
‫تأثيرها على اإلنتاج واإلستهالك‪ ،‬وسوق الصرف األجنبي‪.‬‬
‫أهداف الدراسة‪:‬‬
‫تهدف هذه الدراسة إلى بلوغ األهداف التالية‪:‬‬
‫• التعرف على مفهوم النقود االلكترونية‪ ،‬ومحاولة تحديد مفهوم جامع لهذه النقود‪ ،‬وكذا مجاالت آثارها االقتصادية‪،‬‬
‫ووضع إطار شامل لهذا املفهوم‪.‬‬
‫• رصد اآلثار االقتصادية املختلفة للنقود االلكترونية على السياسة النقدية التي يتبعها البنك املركزي‪ ،‬وخاصة في مجال‬
‫التأثير على األدوات الكمية للسياسة النقدية‪ ،‬مع محاولة اإلشارة إلى حالة الجزائر‪.‬‬
‫• توضيح العالقة بين كل من النقود االلكترونية والسياسة النقدية‪ ،‬ومحاولة معرفة مدى تأثير النقود االلكترونية على‬
‫عرض النقود وعلى نسبة السيولة‪ ،‬وعلى قدرة البنك املركزي في إدارة السياسة النقدية‪.‬‬
‫محاور الدراسة‪:‬‬
‫‪ .1‬اإلطارالنظري للنقود االلكترونية واألدوات الكمية للسياسة النقدية‪.‬‬
‫‪ .2‬تأثر األدوات الكمية للسياسة النقدية باستخدام النقود االلكترونية‪.‬‬
‫‪ .3‬اآلثاراالقتصادية للنقود االلكترونية على النشاط االقتصادي‪.‬‬
‫املحور األول‪ :‬اإلطارالنظري للنقود االلكترونية واألدوات الكمية للسياسة النقدية‪.‬‬
‫‪ .1‬النقود االلكترونية‪ :‬مقاربة معرفية‪.‬‬
‫‪ .1.1‬مفهومها‪:‬‬
‫يطلق على مصطلح النقود االلكترونية بالنقود الرقمية‪ ،‬وهي عبارة عن بطاقات إلكترونية تحتوي على مخزون نقدي تصلح‬
‫كوسيلة لإلدخار ووسيط للتبادل‪ .‬وقد عرفتها املفوضية األوروبية‪ " :‬بأنها قيمة نقدية مخزونة بطريقة إلكترونية على وسيلة‬

‫‪362‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫إلكترونية كبطاقة أو ذاكرة الكمبيوتر‪ ،‬ومقبولة كوسيلة للدفع بواسطة متعهدين غير املؤسسة التي أصدرتها‪ ،‬ويتم وضعها‬
‫في متناول املستخدمين إلستخدامها كبديل عن العمالت النقدية الورقية‪ ،‬وذلك بهدف إحداث تحويالت إلكترونية‬
‫ملدفوعات ذات قيمة محدودة (السبهاني‪.)2016 ،‬‬
‫وعرفها أيضا بوزعرور عمار‪ ":‬أن النقود االلكترونية تعد إحدى الطرق الحديثة للتعامل عبر شبكة األنترنت‪ ،‬وهي نقود غير‬
‫ملموسة تأخذ صور وحدات إلكترونية يتم تخزينها على القرص الصلب لجهاز الحاسب اآللي‪ ،‬في مكان يسمى " باملحفظة‬
‫االلكترونية"‪ ،‬ويمكن إستخدام هذه الوحدات أو األرصدة النقدية في إتمام املعامالت التجارية واملالية عبر شبكة األنترنت‪،‬‬
‫بما في ذلك شراء املستلزمات اليومية ودفع أثمانها في شكل وحدات من النقود االلكترونية (عمار‪ ،‬بدون سنة للنشر)‪.‬‬
‫وفي تعريف شامل للنقود االلكترونية‪ ،‬تعرف على أنها عبارة عن بطاقات إلكترونية غير ملموسة تأخذ صورة وحدات‬
‫إلكترونية في الجهاز الخاص بالعميل‪ ،‬وتحتوي على مخزون نقدي يجعلها تصلح كوسيط للدفع وأداة لإلبراء ووسيط‬
‫للتبادل في عمليات البيع والشراء التي يقوم بها الزبون‪.‬‬
‫من خالل التعاريف السابقة‪ ،‬نرى أنه من املتوقع أن تحل النقود االلكترونية محل النقود القانونية التقليدية التي يصدرها‬
‫البنك املركزي على املدى الطويل‪ ،‬وفيما يلي نتطرق إلى بعض خصائص هذه النقود‪.‬‬
‫‪ .2.1‬خصائص النقود االلكترونية‪:‬‬
‫تتصف النقود بمجموعة من الخصائص‪ ،‬من أهمها (بوفاسة‪:)2018 ،‬‬
‫• تحتفظ بالقيمة كمعلومات رقمية مستقلة عن أي حساب مصرفي‪.‬‬
‫• يمكن تحويل القيمة املختزنة بها إلى شخص آخر عن طريق تحويل املعلومات الرقمية عبر شبكة االنترنت‪.‬‬
‫• ال يلزم وجود طريق ثالث إلظهارها وتأكيد التبادل‪.‬‬
‫• متاحة في كل األوقات والظروف‪ ،‬مع سهولة إستعمالها‪.‬‬
‫• تسمح بالتحقق من أطراف التعامل بإستعمال التوقيع االلكتروني ومفاتيح الشفرة‪ ،‬وأن يكون ذلك في أسرع وقت‬
‫ممكن‪.‬‬
‫• تحقق األمان عند إستخدامها‪ ،‬ويصعب إختراقها من طرف القراصنة‪.‬‬
‫‪ .3.1‬أهم الفروقات بين النقود القانونية والنقود التقليدية‪:‬‬
‫تتجلى أهم الفروقات بين النقود االلكترونية والنقود التقليدية فيما يلي (خليل‪:)2012 ،‬‬
‫أ‪ -‬أداة تبادل ال أداة دفع‪ :‬حيث يشار لها في الواليات املتحدة األمريكية بأنها‪ ":‬مجرد تمثيل لوعد املصدر بالدفع"‪ ،‬فهي‬
‫نوع من أنواع بيع أصول املصدر نتيجة إيداع النقود التقليدية‪ ،‬وهو ما يشكل تقييدا لقدرة البنوك على إصدار النقود‬
‫االلكترونية‪.‬‬
‫ب‪ -‬املقابل ) عالقة ثالثية التعامل)‪ :‬يتم التخلي عن النقود الكالسيكية مقابل سلعة بشكل مباشر‪ ،‬أما النقود‬
‫االلكترونية ففيها املشتري ال يتخلى عنها بصفة نهائية للبائع‪ ،‬ولكنها مجرد واسطة من خاللها يحصل على النقود‪ ،‬وأطراف‬
‫هذا التعامل هي‪ :‬البائع‪ ،‬الشاري‪ ،‬البنك‪.‬‬
‫ت‪ -‬هي أداة غير مادية للنقود القانونية‪ :‬تتحول رقميا إلى ما يسمى بالنقود االلكترونية‪ ،‬وهي تعادل مبلغ النقود القانونية‪.‬‬
‫ث‪ -‬اإللتزام القانوني ) اإلجبارية)‪ :‬النقود الكالسيكية هي أداة ثقة إجبارية إلطفاء الدين وإبراء الذمة‪ ،‬عكس األخرى ( على‬
‫األقل حاليا)‪.‬‬
‫ج‪ -‬نقود ائتمانية‪ :‬حيث يرى " ‪ ،"B.ELY‬أن كافة صور النقد هي أشكال لالئتمان‪ ،‬فالنقود القانونية مثال تعتبر أداة ائتمان‬
‫ألنها تشكل دينا على مصدرها وهو البنك املركزي‪ ،‬والنقود االلكترونية هي دين على مصدرها‪ ،‬وبالتالي هي أداة ائتمان‪.‬‬

‫‪363‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫‪ .2‬السياسة النقدية وأدواتها الكمية‪ :‬مقاربة معرفية‪.‬‬


‫ظهر مصطلح السياسة النقدية في الفكر االقتصادي مع بداية القرن التاسع عشر‪ ،‬وأصبحت السياسة النقدية جزءا ال‬
‫يتجزأ من السياسة االقتصادية العامة للدولة‪ ،‬لتأثيرها الفعال على مستوى النشاط االقتصادي‪ ،‬من خالل تأثيرها في‬
‫املتغيرات األساسية لهذا النشاط في االستهالك واإلنتاج واالستثمار‪ ،‬ومن خالل هذا التطور وجب تحديد املفهوم الحديث‬
‫لهذا املصطلح‪ ،‬مع إبراز أهم األدوات الكمية التي تستخدمها السياسة النقدية للتأثير في النشاط االقتصادي‪.‬‬
‫‪ .1.2‬مفهوم السياسة النقدية‪:‬‬
‫للسياسة النقدية عند االقتصاديين تعريفات كثيرة منها‪:‬‬
‫يقصد بالسياسة النقدية على أنها‪ ":‬جملة من اإلجراءات في يد السلطة النقدية ممثلة في البنك املركزي‪ ،‬والتي تنصب على‬
‫إستخدام مجموعة من األدوات املباشرة وغير املباشرة‪ ،‬للتأثير على مجموعة من املتغيرات النقدية بغرض تحقيق أهداف‬
‫السياسة االقتصادية (علي‪.)2018 ،‬‬
‫والسياسة النقدية هي مجموعة من األعمال والتدابير التي يقوم بها البنك املركزي من خالل الرقابة على النقد‪ ،‬لتحقيق‬
‫أهداف السياسة االقتصادية (محمود‪.)2019 ،‬‬
‫وتعني السياسة النقدية أيضا‪ ":‬تدخل البنك املركزي في تحديد حجم وكمية النقود في االقتصاد القومي‪ ،‬وتأثير ذلك على‬
‫حجم االئتمان عن طريق إستخدام األدوات النقدية‪ ،‬وهذه األدوات إلى جانب تأثيرها على حجم االئتمان‪ ،‬فإنها باإلمكان‬
‫أيضا أن تؤثر على سعر الفائدة‪ ،‬وبالتالي يكون بها تأثيرها على االستثمار والنشاط االقتصادي في املجتمع (الحميد‪.)2013 ،‬‬
‫وفي تعريف شامل للسياسة النقدية‪ ":‬تعرف على أنها عبارة عن مجموعة من اإلجراءات التي يستخدمها البنك املركزي‬
‫بغرض التأثير على املعروض من النقود‪ ،‬داخل االقتصاد‪ ،‬بغية الوصول إلى تحقيق مجموعة من األهداف االقتصادية‬
‫املسطرة من قبل البنك املركزي‪.‬‬
‫تحقق السياسة النقدية مجموعة من األهداف االقتصادية مثل ( االستقرار النقدي‪ ،‬االستخدام األمثل للموارد‪ ،‬النمو‬
‫االقتصادي‪ ،)...‬من خالل التحكم في عرض النقد‪ ،‬ويتم ذلك بإستخدام مجموعة من األدوات الكمية والنوعية‪ ،‬ونظرا‬
‫إلقتصار موضوعنا على األدوات الكمية للسياسة النقدية فقط‪ ،‬سوف نتطرق بالتفصيل إليها في العنصر املوالي‪.‬‬
‫‪ .2.2‬األدوات الكمية للسياسة النقدية‪:‬‬
‫يقصد بها األدوات التي يتخذها البنك املركزي‪ ،‬بهدف التأثير على حجم النقد عامة واالئتمان املصرفي خاصة‪ ،‬بحيث‬
‫تستطيع السياسة النقدية أن تؤثر في النشاط االقتصادي باستخدام هذه األدوات‪ ،‬وتشتمل على ثالثة أنواع هي‪:‬‬
‫أ‪ .‬سعر إعادة الخصم‪:‬‬
‫هو عبارة عن سعر الفائدة الذي يتقاضاه البنك املركزي مقابل إعادة خصم األوراق التجارية التي تقدمها البنوك التجارية‬
‫لخصمها‪ ،‬واالقتراض منه بإعتباره املالذ األخير لإلقراض‪ ،‬ويسمى أيضا سعر البنك (قدي‪ .)2017 ،‬ويحقق البنك املركزي‬
‫هدفه في التحكم في عرض النقود من خالل سعر إعادة الخصم عن طريق تأثيرين يعمالن في وقت واحد هما (الحوراني‪،‬‬
‫‪:)2008‬‬
‫أولهما‪ :‬التأثير في كلفة حصول املصارف التجارية على األصول النقدية اإلظافية التي يقدمها البنك املركزي‪.‬‬
‫ثانيهما‪ :‬التأثير في كلفة توفير االئتمان الذي تضعه املصارف التجارية تحت تصرف عمالئها من الوحدات االقتصادية غير‬
‫املصرفية‪.‬‬
‫ب‪ .‬عمليات السوق املفتوحة‪:‬‬

‫‪364‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫يقصد بسياسة السوق املفتوحة‪ ،‬تدخل البنك املركزي في السوق النقدية ببيع وشراء األوراق املالية والتجارية بصفة‬
‫عامة‪ ،‬والسندات الحكومية بصورة خاصة‪ ،‬بهدف التأثير على االئتمان وعرض النقود‪ ،‬حسب الظروف االقتصادية‬
‫السائدة‪ ،‬وهي من أهم أدوات السياسة النقدية في األنظمة الرأسمالية (شرون‪.)2020 ،‬‬
‫ت‪ .‬االحتياطي اإلجباري‪:‬‬
‫ويقصد بها النسبة التي يقررها البنك املركزي على الودائع البنكية‪ ،‬وتوضع هذه االحتياطات كودائع لدى البنك املركزي على‬
‫شكل أرصدة أو نقود سائلة‪ ،‬وتمثل نسبة االحتياطي األدنى ملا يجب أن يحتفظ به البنك املركزي التجاري على الدوام‪ ،‬من‬
‫إحتياطات نقدية سائلة مقابل ما يلتزم به من ودائع (بوزعرور‪.)2015 ،‬‬
‫إن إستعمال هذه األداة‪ ،‬يمكن أن تؤثر على السيولة العامة لالقتصاد من خالل ما يلي (لطرش‪:)2015 ،‬‬
‫أوال‪ :‬أن رفع معدل االحتياطي اإلجباري املفروض على الودائع الجديدة يعتبر كتعقيم مباشر لجزء من الودائع‪ ،‬مما يقلص‬
‫بشكل مباشر قدرات التدخل لهذه البنوك‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬أن رفع هذا املعدل سوف يؤدي إلى تقليص مضاعف القرض‪ ،‬مما يؤدي إلى تقليص قدرة البنوك على خلق نقود‬
‫الودائع‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬يؤدي رفع معدل االحتياطي اإلجباري إلى تقليص السيولة املتاحة لدى البنوك التجارية‪ ،‬مما يؤدي إلى إرتفاع معدالت‬
‫الفائدة على القروض املمنوحة للزبائن‪.‬‬
‫‪ .3.2‬تأثر السياسة النقدية وأدواتها الكمية بالظروف االقتصادية للمجتمع‪:‬‬
‫تؤدي التغيرات الخاصة بالظروف االقتصادية للمجتمع إلى إحداث تغيرات في اتجاهات السياسة النقدية‪ ،‬وتتمثل هذه‬
‫االتجاهات الحديثة في تنمية الصيرفة االلكترونية والرقابة عليها‪ ،‬واإلتجاه نحو إستخدام اإلدارة النقدية غير املباشرة‪،‬‬
‫والعمل على تطوير اإلشراف املصرفي الحصين للبنوك املركزية بإتجاه إدارة السياسة النقدية‪ ،‬ومما ال شك فيه أن‬
‫إتجاهات السياسة النقدية الحديثة تختلف في االقتصاديات املتقدمة عنها في االقتصاديات النامية‪ ،‬تبعا إلختالف مطالب‬
‫وأهداف كل مجتمع واآلفاق التي يتطلع إليها‪.‬‬
‫▪ ففي االقتصاديات املتقدمة‪ ،‬نجد أن السياسة النقدية في املقام األول تتجه نحو تثبيت النشاط االقتصادي عند‬
‫مستوى التشغيل الكامل للموارد اإلنتاجية املتاحة‪ ،‬وذلك ملواجهة التقلبات االقتصادية املتعاقبة والتخفيف من حدتها‪.‬‬
‫وقد أدى هذا االهتمام بمستوى التشغيل واإلنتاج إلى زيادة االهتمام بالسياسة املالية باعتبارها أداة رئيسية فعالة ملا لها‬
‫من تأثير على مستوى النشاط االقتصادي‪ ،‬بدال من االهتمام الذي كانت تستحود عليه قيمة النقود كمحور للسياسة‬
‫النقدية‪ ،‬بحيث لم يعد للسياسة النقدية سوى دور مكمل في حزمة السياسات املوجهة نحو املحافظة على التشغيل الكامل‬
‫ملختلف موارد املجتمع اإلنتاجية في إطار من االستقرار النقدي (توفيق‪.)2019 ،‬‬
‫▪ أما االقتصاديات النامية والتي تتطلع إلى التنمية االقتصادية كهدف أساس ي لها‪ ،‬نجد أن السياسة النقدية تتجه نحو‬
‫جدب األموال الالزمة لعملية التنمية من قبل أصحاب الفوائض املالية أفرادا كانوا أو مؤسسات‪ ،‬وتوجيه هذه األموال نحو‬
‫االستثمارات املنتجة التي تساهم في الدفع بعملية النمو االقتصادي‪ .‬مع العمل على تطوير النظم النقدية واالئتمانية‬
‫السائدة والرقابة على عرض النقود وإستخدامات االئتمان املصرفي‪ ،‬باالظافة إلى توفير خدمات مصرفية متنوعة إلكترونيا‬
‫للعمالء‪ ،‬وهذه التطورات في األدوات والوسائل تطرح تحديات أمام الجهاز املصرفي والسلطات الرقابية املتمثلة في البنك‬
‫املركزي في الدول النامية‪ ،‬ومنها (الحميد‪:)2013 ،‬‬
‫• تزايد حدة املنافسة في صناعة الخدمات االلكترونية من قبل املؤسسات املصرفية وغير املصرفية‪.‬‬
‫• تزايد سرعة تنفيذ العمليات املصرفية‪.‬‬
‫• نقص الخبرات وعدم وضوح النواحي القانونية والتشريعية‪.‬‬

‫‪365‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫وبالتالي ملواجهة هذه التحديات يتحتم على البنك املركزي العمل على‪:‬‬
‫تنمية الصيرفة االلكترونية‪.‬‬ ‫•‬
‫• سياسة رقابية وقواعد جديدة للصيرفة االلكترونية‪.‬‬
‫▪ وأيضا – في الجزائر‪ ،‬أدى التطور التكنولوجي بصفة واضحة على النظم القانونية واالقتصادية السائدة في الجزائر‪،‬‬
‫األمر الذي نتج عنه في أواخر القرن العشرين بإصدار املشرع الجزائري للقانون ‪ 05-18‬املتعلق بالتجارة االلكترونية الذي‬
‫تضمن فصال سادسا خصص للدفع في املعامالت االلكترونية‪ ،‬الذي يتم عبر منصات الدفع االلكتروني املنشأة واملستغلة‬
‫والخاضعة لرقابة بنك الجزائر‪ ،‬لضمان إستجاباتها ملتطلبات التشغيل البيني وسرية البيانات وسالمتها وأمن تبادلها ال سيما‬
‫ما أورده املشرع من خالل نص املادة ‪ ،27‬وذلك دون اإلشارة إطالقا ألهم وسيلة في عمليات الدفع االلكتروني وهي النقود‬
‫االلكترونية‪ ،‬األمر الذي يستدعي ضرورة االهتمام بهذه الوسيلة املرخص بها‪ ،‬والتي تعد من أبرز أدوات نمو التجارة‬
‫االلكترونية‪ ،‬وملا لها من آثار مختلفة على أداء السياسة النقدية وفعاليتها في تحقيق أهدافها املنشودة (فتيحة‪.)2019 ،‬‬
‫املحور الثاني‪ :‬تأثراألدوات الكمية للسياسة النقدية باستخدام النقود االلكترونية‪.‬‬
‫تعمل النقود االلكترونية على التأثير في األدوات الكمية للسياسة النقدية من خالل ما يلي‪.‬‬
‫أ‪ .‬أثرالنقود االلكترونية على معدل إعادة الخصم‪:‬‬
‫يستخدم البنك املركزي سعر إعادة الخصم للتأثير في السوق النقدية‪ ،‬معتمدا في ذلك على البنوك التجارية‪ ،‬التي سوف‬
‫تتأثر بدورها من قرار البنك املركزي بتحريك معدل إعادة الخصم أثناء القيام برفعه أو تخفيضه حسب حالة االقتصاد (‬
‫توسع‪ ،‬إنكماش)‪.‬‬
‫فإذا رغب البنك املركزي في التوسع االقتصادي مثال‪ ،‬بزيادة حجم االئتمان وبالتالي زيادة املعروض النقدي‪ ،‬فإنه سوف‬
‫يقوم بخفض معدل إعادة الخصم‪ ،‬والبنوك التجارية سوف تقوم بدورها بخفض أسعار الفائدة على الودائع البنكية‪،‬‬
‫وحينها يقوم األفراد باالستجابة لقرارات البنك املركزي‪ .‬وعندما يكون حق إصدار النقود االلكترونية من طرف املؤسسات‬
‫املالية غير البنكية‪ ،‬فاألفراد يمكن لهم القيام بشراء النقود االلكترونية في مقابل النقود العادية أو نظير ودائعهم‪ ،‬وفي كلتا‬
‫الحالتين‪ ،‬سوف تدخل هذه النقود في خزينة البنوك‪ ،‬وذلك ألن مصدري النقود االلكترونية سيقومون بإيداع النقود‬
‫القانونية التي تلقوها نظير النقود االلكترونية في أرصدتهم البنكية‪.‬‬
‫وفي هذه الحالة‪ ،‬سوف تكون إدارة سعر الخصم أداة غير فعالة للسياسة النقدية في إدارة الطلب والعرض على عرض‬
‫النقود‪ ،‬والسبب في ذلك هو إنقسام عملية إصدار النقود االلكترونية للبنك املركزي واملؤسسات املالية غير البنكية‪ ،‬األمر‬
‫الذي يؤدي إلى عدم فعالية سعر إعادة الخصم في التحكم بعرض النقد وحجم االئتمان‪ ،‬مما يؤثر سلبا على فعالية هذه‬
‫األداة في تحقيق أهداف السياسة النقدية‪ ،‬وال سيما دعمها ملوقف االستقرار النقدي‪.‬‬
‫وكإشارة لحالة الجزائر‪ ،‬ونظرا لعدم إمتالكها لسوق نقدية متطورة‪ ،‬فان أداة سعر إعادة الخصم في ظل خلق النقود‬
‫االلكترونية من طرف مؤسسات مالية غير البنك املركزي‪ ،‬سوف لن تؤدي دورها بالشكل املطلوب في التحكم في املعروض‬
‫النقدي وحجم االئتمان‪ ،‬األمر الذي يؤدي إلى فشل هذه األداة الكمية ( سعر إعادة الخصم) للسياسة النقدية في تحقيق‬
‫األهداف النقدية‪ ،‬وبالتالي إنتشار هذه النقود االلكترونية من غير البنك املركزي سوف يزيد من تعميق اآلثار النقدية لهذه‬
‫النقود على هذه األداة الكمية للسياسة النقدية في الجزائر‪.‬‬
‫ب‪ .‬أثرالنقود االلكترونية على أداة سياسة السوق املفتوحة‪:‬‬
‫يستخدم البنك املركزي أداة سياسة السوق املفتوحة بهدف السيطرة على املوقف النقدي للسياسة النقدية‪ ،‬من أجل‬
‫التحكم في عرض النقد واالئتمان‪ ،‬من خالل بيع وشراء األوراق املالية الحكومية في سوق األوراق املالية‪ .‬ففي ظل إنتشار‬

‫‪366‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫النقود االلكترونية والتي تعتبر بديل جيد للنقود التقليدية‪ ،‬تتأثر هذه الوسيلة ( سياسة السوق املفتوحة)‪ ،‬عندما يعزم‬
‫األفراد على التعامل بالنقود االلكترونية كبائعين أو مشترين في سوق األوراق الحكومية‪ ،‬وقد يؤدي زيادة إنتشار هذه النقود‬
‫البديلة ( النقود االلكترونية)‪ ،‬إلى بروز جملة من املشاكل في الدول النامية خصوصا‪ ،‬منها التقليل من فعالية هذه الوسيلة‬
‫في تحقيق أهداف السياسة النقدية وكأداة مؤثرة في مستوى السيولة‪.‬‬
‫وكما هو الحال في الجزائر‪ ،‬فإن إنتشار النقود االلكترونية وكثرة التعامل بها‪ ،‬سوف لن يؤثر على أداء سياسة السوق‬
‫املفتوحة‪ ،‬والسبب في ذلك هو عدم وجود سوق مالي كفؤ‪ ،‬يتدخل فيه األفراد أو بنك الجزائر كبائعين أو مشترين لألوراق‬
‫املالية والسندات الحكومية‪ ،‬بغرض عرض االئتمان أو إمتصاص الكتلة النقدية الزائدة في االقتصاد‪ ،‬وبالتالي يمكن‬
‫الوصول إلى أن النقود االلكترونية إذا تم استخدامها في الجزائر‪ ،‬فإن تأثيرها على األداة الكمية للسياسة النقدية واملتمثلة‬
‫في سياسة السوق املفتوحة‪ ،‬تتوقف على مدى إنتشار إستخدام النقود االلكترونية ومدى كفاءة أسواقها املالية‪.‬‬
‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬يمكن اإلستنتاج بأن األداة الكمية للسياسة النقدية التي تم إستخدامها من قبل السلطات النقدية‪ ،‬هي‬
‫أقل استجابة لتأثيرات إنتشار استخدام النقود االلكترونية‪ ،‬وتكون غير كفؤة في حالة غياب سوق مالي متطور في البلد‪.‬‬
‫ت‪ .‬أثرالنقود االلكترونية على أداة سياسة االحتياطي النقدي القانوني‪:‬‬
‫بهدف املحافظة على تحقيق أهداف السياسة النقدية ومنها االستقرار النقدي‪ ،‬تلجأ السلطات النقدية ( البنوك املركزية)‬
‫إلى االحتفاظ بنسبة من متطلبات االحتياطي القانوني‪ ،‬بهدف تأمين السيولة املصرفية داخل البنوك التجارية‪ ،‬وكما‬
‫أوضحنا فيما سبق أنه في حالة إنتشار االستخدام الكثيف للنقود االلكترونية وحلولها محل النقود التقليدية في البلدان‬
‫النامية‪ ،‬ونظرا لضعف اإلشراف املصرفي وسوء اإلدارة املصرفية بها في جميع هذه البلدان‪ ،‬تحول دون نجاح األداة الكمية‬
‫للسياسة النقدية واملتمثلة في سياسة االحتياطي النقدي القانوني في التحكم في مقدرة البنوك التجارية في التحكم في عرض‬
‫النقود والطلب عليه‪ ،‬وبالتالي تحقيق االستقرار النقدي‪.‬‬
‫وفي الجزائر مثال‪ ،‬فإن التوسع في إستخدام النقود االلكترونية‪ ،‬سوف يزيد من تعميق اآلثار النقدية على األداة الكمية‬
‫للسياسة النقدية واملتمثلة أساسا في سياسة االحتياطي النقدي القانوني‪ ،‬وهذا التأثير ليس مفيدا في إدارة السيولة‬
‫املصرفية بالجزائر‪ ،‬وسوف يلحق أضرارا كبيرة باملصارف التجارية السلمية‪ ،‬منها ذات االحتياطات النقدية الفائضة‪،‬‬
‫وبالتالي سيقود هذا التوسع في إستخدام النقود البديلة إلى تقليل دور البنوك املركزية في إدارة السياسة النقدية‪ ،‬وقدرة‬
‫هذه السياسة في الحفاظ على االستقرار النقدي من خالل إضعاف بنك الجزائر في السيطرة على حجم السيولة النقدية‪.‬‬
‫وأخيرا‪ ،‬يمكن القول أن هذه الوسيلة النقدية تصبح في فترة إنتشار االستخدام بالنقود االلكترونية أداة غير كافية‪ ،‬ألن‬
‫تكون أداة فعالة للسياسة النقدية‪ ،‬ووسيلة مؤثرة بيد البنك املركزي في إدارة عرض النقود والطلب عليه‪.‬‬
‫املحور الثالث‪ :‬اآلثاراالقتصادية للنقود االلكترونية على النشاط االقتصادي‪.‬‬
‫ال تقتصر آثار النقود االلكترونية على األدوات الكمية للسياسة النقدية فقط‪ ،‬وإنما من املتوقع أن تتجاوز ذلك إلى‬
‫املتغيرات االقتصادية كاالستهالك‪ ،‬واالستثمار والتشغيل‪ ،‬باالظافة إلى تأثيرها املحتمل على معدل التضخم‪ ،‬وأن أهمية‬
‫التركيز على املتغيرات االقتصادية تنبع من دورها املؤثر في االستقرار االقتصادي‪ ،‬ويمكن أن نوجز هذه اآلثار كاآلتي‪:‬‬
‫أ‪ .‬أثرالنقود االلكترونية على حجم االستهالك‪:‬‬
‫تؤثر النقود االلكترونية على حجم االستهالك في البلد من خالل ما يلي‪:‬‬
‫• النقود االلكترونية في شكلها الرقمي‪ ،‬تمنح األفراد القدرة على إختيار املكان والزمان إلنفاقها‪ ،‬والقدرة على إختيار‬
‫السلعة املناسبة في كل املجاالت‪ ،‬وذلك ملا تحمله من قوة شرائية في ظل سرعة تنفيذ العمليات املالية االلكترونية‪ ،‬وتنامي‬
‫الوعي بأهمية الصيرفة االلكترونية‪ ،‬األمر الذي يعمل على زيادة الطلب على السلع والخدمات‪ ،‬وبالتالي يزداد حجم‬
‫االستهالك لدى األفراد في البلد‪.‬‬

‫‪367‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫• اإلنخفاض الكبير في نفقات تحويل النقود االلكترونية عبر األنترنت مقارنة بتحويل النقود القانونية التقليدية‪ ،‬أثناء‬
‫إبرام الصفقات العمومية‪ ،‬أو مختلف نظم التحويل االلكترونية‪ ،‬وهذا ما يؤدي في النهاية إلى انخفاض أسعار السلع‬
‫والخدمات املعروضة‪ ،‬وبالتالي يزيد حجم االستهالك كنتيجة إلنتشار إستخدام النقود االلكترونية في البلد (الشافعي‪،‬‬
‫‪.)2003‬‬
‫• إستخدام النقود االلكترونية كوسيلة للدفع‪ ،‬من شأنه أن يشجع على زيادة عرض بعض السلع‪ ،‬والتي يسهل شحنها‬
‫مباشرة عبر االنترنت‪ ،‬مثل السلع الحقيقية ومختلف البرامج‪ ،‬وبالتالي زيادة حجم االستهالك من قبل األفراد (الشافعي‪،‬‬
‫‪.)2003‬‬
‫ب‪ .‬أثرالنقود االلكترونية على االستثماروالتشغيل‪:‬‬
‫من الطبيعي أن التطور التكنولوجي أو التقني يساعد في تقليل تكاليف االستثمار‪ ،‬مما يؤدي إلى زيادة حجم االستثمارات‪،‬‬
‫وهو ما يدفع الدول دائما للبحث عن التكنولوجيا الحديثة املتطورة‪ ،‬وخاصة في مجال الصيرفة االلكترونية (العبيدي‪،‬‬
‫‪ . )2017‬فانتشار النقود االلكترونية سوف يفتح مجاال واسعا لزيادة حجم االستثمار في إنتاج السلع والخدمات من خالل‬
‫شبكة االنترنت لسهولتها وسرعة دفع املقابل عبر شبكات االنترنت‪ ،‬ومن املتوقع أن يزيد حجم االستثمار في مجال الصناعات‬
‫االلكترونية وبصفة خاصة إنتاج الحاسبات الشخصية (عزيزة‪.)2013 ،‬‬
‫هذه التطورات في الخدمات االلكترونية‪ ،‬يضع السلطات النقدية واملتمثلة في البنك املركزي أمام تحديات كبيرة في مجال‬
‫صياغة إدارة السياسة النقدية وخاصة في الدول النامية‪ ،‬بسبب عدم وضوح النواحي القانونية والتشريعية إلصدار النقود‬
‫االلكترونية‪ ،‬وتزايد سرعة تنفيذ هذه العمليات املصرفية‪ ،‬األمر الذي يؤدي إلى عدم فعالية أدوات السياسة النقدية‬
‫الكمية في تحقيق أهداف السياسة النقدية في البلد‪.‬‬
‫ومما الشك فيه‪ ،‬أن كثرة إستخدام النقود االلكترونية في املعامالت املالية قد يقلل من نسبة تشغيل اليد العاملة في البنوك‬
‫واملؤسسات املالية غير البنكية‪ ،‬طاملا أن املستهلك أو الزبون قد تحصل على مجمل الخدمات عبر شبكة األنترنت‪.‬‬
‫ت‪ .‬أثرالنقود االلكترونية على معدل التضخم‪:‬‬
‫توصل " محمد ابراهيم محمود الشافعي" (‪ ،)2003‬من خالل دراسة أجراها حول تأثير النقود االلكترونية على معدل‬
‫التضخم‪ ،‬بأن السماح للمؤسسات غير البنكية بإصدار النقود االلكترونية دون وجود إشراف حكومي‪ ،‬قد يؤدي إلى ضعف‬
‫السيطرة على حجم النقود االلكترونية التي يتم إصدارها‪ ،‬مما يفتح الطريق أمام ارتفاع معدالت التضخم‪.‬‬
‫إن إصدار النقود االلكترونية قد يصاحب تأثير تضخمي مباشر‪ ،‬خاصة في الدول النامية‪ ،‬نظرا ملا ينتج عنه من زيادة في‬
‫حجم النقود االلكترونية دون أن يقابلها زيادة مناظرة في حجم املعروض الحقيقي من السلع والخدمات‪ ،‬األمر الذي يعمل‬
‫على اإلسهام في إحداث إختالل واضح بين تيار اإلنفاق النقدي االلكتروني‪ ،‬وتيار العرض الحقيقي للسلع والخدمات‪ ،‬وهو‬
‫ما ينعكس غالبا في إرتفاع املستوى العام لألسعار‪.‬‬
‫وقد أوضح " محمد ابراهيم محمود الشافعي" في دراسته (‪ ،)2003‬أن إستخدام النقود االلكترونية عبر الحدود‪ ،‬من خالل‬
‫شبكة االنترنت‪ ،‬قد يخلق حالة من عدم الشفافية أو نوعا من الدوران الخفي للنقود االلكترونية‪ ،‬وهذا ما يضاعف من‬
‫إحتماالت عدم توقع إتجاهات معدالت التضخم‪.‬‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫إن النقود االلكترونية‪ ،‬التي تعد اليوم بديال جيدا للنقود القانونية التقليدية‪ ،‬هي النقود التي تتم عبر شبكة االنترنت‪ ،‬ولها‬
‫القدرة على أن تكون وسيطا للدفع وأداة لإلبراء ووسيلة للتبادل‪ ،‬في عمليات البيع والشراء التي يقوم بها األفراد‪ ،‬عن طريق‬
‫االنترنت‪ ،‬مستخدمة في ذلك أجهزة الكمبيوتر وغيرها من الوسائل املتطورة‪.‬‬

‫‪368‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫كما أن إنتشار هذه النقود االلكترونية وتزايد إستخدامها وهيئات إصدارها‪ ،‬من شأنه أن يؤثر على فعالية أدوات السياسة‬
‫النقدية الكمية في تحقيق أهدافها‪ ،‬وبالتالي التأثير على مجمل أدواتها الكمية منها والنوعية‪ ،‬األمر الذي يؤدي إلى فقدان‬
‫القدرة على إدارة السياسة النقدية من قبل البنك املركزي في الحفاظ على االستقرار النقدي‪ ،‬وذلك من خالل إضعاف‬
‫دوره في املحافظة على حجم السيولة النقدية‪ ،‬وسرعة دوران النقود‪.‬‬
‫وفي ضوء كل ما تقدم‪ ،‬تم التوصل إلى النتائج التالية‪:‬‬
‫• تعد النقود االلكترونية بديال جديدا للنقود القانونية التقليدية‪ ،‬لسهولة استعمالها وقلة تكاليفها‪.‬‬
‫• تؤثر النقود االلكترونية على أداة معدل إعادة الخصم‪ ،‬من خالل تأثيرها على املعروض النقدي وعلى نسبة السيولة‪،‬‬
‫نتيجة إلعطاء حق إصدار النقود االلكترونية إلى غير البنك املركزي‪ ،‬وبالتالي فإن تحريك معدل إعادة الخصم من قبل‬
‫البنك املركزي بغرض التحكم في عرض النقد واالئتمان ال فائدة منه‪ ،‬مما ينعكس سلبا على فعالية هذه األداة في تحقيق‬
‫أهداف السياسة النقدية‪.‬‬
‫• تؤثر النقود االلكترونية على سياسة السوق املفتوحة‪ ،‬من خالل إنتشار إستخدام النقود االلكترونية من قبل األفراد‬
‫والتعامل بها في سوق األوراق املالية‪ ،‬سواءا كانوا بائعين أو مشترين في هذه السوق‪ ،‬فزيادة انتشار هذه النقود البديلة‬
‫سوف يؤدي إلى بروز جملة من املشاكل في الدول النامية خصوصا‪ ،‬وبالتالي التقليل من فعالية هذه الوسيلة (سياسة‬
‫السوق املفتوحة)‪،‬كأداة مؤثرة في مستوى السيولة‪ ،‬بهدف تحقيق أهداف السياسة النقدية‪.‬‬
‫• تؤثر النقود االلكترونية على سياسة االحتياطي النقدي القانوني‪ ،‬في حالة إنتشار اإلستخدام الكثيف لهذه النقود‬
‫وخاصة في البلدان النامية‪ ،‬فإن ضعف اإلشراف املصرفي بها‪ ،‬وسوء إدارة السياسة النقدية بها‪ ،‬يحول دون نجاح هذه‬
‫األداة الكمية للسياسة النقدية في التحكم في مقدرة البنوك التجارية بالتحكم في عرض النقد والطلب عليه‪ ،‬وبالتالي عدم‬
‫تحقيق االستقرار النقدي‪.‬‬
‫• تمتد آثار النقود االلكترونية إلى النشاط االقتصادي‪ ،‬فتؤثر على كل من االستهالك‪ ،‬االستثمار والتشغيل‪ ،‬وعلى‬
‫معدالت التضخم كذلك‪.‬‬
‫• يتوقف إنتشار النقود االلكترونية على مدى تطور الصيرفة االلكترونية والتطور التكنولوجي للدولة‪ ،‬في مجال االنترنت‬
‫واستخدام إستحداث التطورات‪.‬‬
‫• النقود االلكترونية في الجزائر‪ ،‬لن تجد طريق النتشارها حاليا‪ ،‬بسبب نقص الوعي املصرفي‪ ،‬وتخلف النظام املصرفي‬
‫الجزائري‪ ،‬وافتقارها ألحدث التقنيات في مجال املواصالت‪.‬‬
‫قائمة املراجع‪:‬‬
‫• أكرم الحوراني‪ .)2008( .‬االقتصاد النقدي‪ .‬مديرية الكتب الجامعية دمشق‪.‬‬
‫• الطاهر لطرش‪ .)2015( .‬االقتصاد النقدي والبنكي‪ .‬ديوان املطبوعات الجامعية الجزائر‪.‬‬
‫• بن سمينة عزيزة‪ .)2013( .‬تأثير النقود االلكترونية على السياسة النقدية في الجزائر‪ .‬مجلة الحقوق والعلوم االنسانية‬
‫دراسات اقتصادية‪.‬‬
‫• بن قدور علي‪ .)2018( .‬السياسة النقدية والتوزان االقتصادي الكلي‪ .‬دار األيام للنشر والتوزيع الجزائر‪.‬‬
‫• بوزعرور عمار‪( .‬بدون سنة للنشر)‪ .‬النقود االلكترونية وأثرها على السياسة النقدية‪ .‬مجلة علوم االقتصاد والتسيير‬
‫والتجارة‪.‬‬
‫• حزام فتيحة‪ .)2019( .‬عن النظام القانوني للنقود االلكترونية‪ .‬مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‪.‬‬

‫‪369‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫• رمزي محمود‪ .)2019( .‬التيسير الكمي‪ :‬سياسة نقدية غير تقليدية لتنشيط االقتصاد القومي‪ .‬دار التعليم الجامعي‬
‫االسكندرية‪.‬‬
‫• سليمان بوفاسة‪ .)2018( .‬أساسيات في االقتصاد النقدي واملصرفي‪ .‬ديوان املطبوعات الجامعية‪.‬‬
‫• سليمان بوفاسة‪ .)2018( .‬أساسيات في االقتصاد النقدي واملصرفي‪ .‬ديوان املطبوعات الجامعية الجزائر‪.‬‬
‫• عبد القادر خليل‪ .)2012( .‬مبادئ االقتصاد النقدي واملصرفي‪ .‬الجزائر‪.‬‬
‫• عبد القادر خليل‪ .)2012( .‬مبادئ االقتصاد النقدي واملصرفي الجزء الثاني‪ .‬ديوان املطبوعات الجامعية الجزائر‪.‬‬
‫• عبد املجيد قدي‪ .)2017( .‬املدخل الى السياسات االقتصادية الكلية‪ :‬دراسة تحليلية تقييمية‪ .‬ديوان املطبوعات‬
‫الجامعية الجزائر‪.‬‬
‫• عبد املطلب عبد الحميد‪ .)2013( .‬السياسة النقدية واستقاللية البنك املركزي‪ .‬الدار الجامعية االسكندرية ‪.‬‬
‫• عز الدين شرون‪ .)2020( .‬اقتصاديات النقود وأسواق رأس املال ( النظم والنظريات النقدية )‪ .‬الجزائر‪.‬‬
‫• عمار بوزعرور‪ .)2015( .‬السياسة النقدية وأثرها على املتغيرات االقتصادية الكلية حالة الجزائر‪ .‬دار قرطبة للنشر‬
‫والتوزيع‪.:‬‬
‫• فائق جمعة العبيدي‪ .)2017( .‬مدخل لالقتصاد الكلي التحليلي‪ .‬دار وائل للنشر والتوزيع االردن عمان‪:‬‬
‫• محب خلة توفيق‪ .)2019( .‬اقتصاديات النقود والبنوك دراسة تحليلية للمؤسسات والنظريات‪ .‬االسكندرية مصر‪.:‬‬
‫• محمد ابراهيم محمود الشافعي‪ .)2003( .‬االثار النقدية واالقتصادية واملالية للنقود االلكترونية‪ .‬مؤتمر االعمال‬
‫املصرفية االلكترونية بين الشريعة والقانون‬
‫• محمود عبيد صالح عليوي السبهاني‪ .)2016( .‬النقود والسياسة النقدية في االقتصاد االسالمي تجربة السودان‬
‫أنموذجا‪ .‬دار غيداء للنشر والتوزيع عمان‪.:‬‬

‫‪370‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫االدارة االلكترونية للجماعات املحلية في الجزائر‪-‬دراسة تشخيصية نقدية‬


‫‪Electronic management of local communities in Algeria - a critical diagnostic study‬‬
‫بومعزة بلقاسم‪ ،1‬العقريب كمال‪2‬‬

‫‪BOUMAZA Belkacem1, LAKRIB Kamel2‬‬


‫باحث دكتوراه‪ ،‬املركز الجامعي تيبازة ‪ /‬الجزائر‪ ،1‬أستاذ التعليم العالي‪ ،‬املركز الجامعي تيبازة ‪ /‬الجزائر‪2‬‬

‫‪PhD researcher, University Center Tipasa / Algeria, Professor, University Center Tipasa / Algeria‬‬

‫امللخص‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫التحول إلى نمط‬ ‫أتاحت تكنولوجيا املعلومات واالتصال فرصا جديدة وآفاقا واسعة للتعامل مع تعقيدات اإلدارة التقليدية من خالل‬
‫ّ‬
‫والترهل وغيرها‬ ‫ظل بيئة رقمية أساسها املعرفة والتقانة واملهارة بهدف القضاء على مختلف أشكال البيروقراطية‬ ‫مغاير من األعمال االدارية في ّ‬
‫ّ‬
‫من املظاهر السلبية الذي فرضه النمط الكالسيكي‪ ،‬حيث أن اإلدارة االلكترونية أضحت اليوم الخيار الوحيد لعصرنة القطاع العمومي‬
‫وترقية نشاطاته وضمان شفافية وظائفه‪.‬‬
‫وبهذا الخصوص‪ ،‬نهدف من خالل هذه الدراسة إلى تشخيص واقع رقمنة الجماعات املحلية‪ ،‬والتي تعتبر إحدى أهم القطاعات التي لطاملا‬
‫حضيت باهتمام الحكومة بهدف عصرنتها كونها نواتها األولى لالتصال باملواطن واستعادة ثقته املتزعزعة من خلفيات التسيير البيروقراطي‪.‬‬
‫وعلى هذا األساس سنستعرض في هذا البحث أهم ما تم تحقيقه في امليدان‪ ،‬والوقوف على مدى تخلص االدارة املحلية في الجزائر من تبعات‬
‫البيروقراطية في ظل "مشروع الجزائر االلكترونية"‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬االدارة االلكترونية‪ ،‬الجماعات املحلية‪ ،‬العصرنة‪ ،‬الجزائر االلكترونية‪ ،‬البيروقراطية‪.‬‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪Information and communication technology has provided new opportunities and broad prospects for dealing with‬‬
‫‪the complexities of traditional management, by moving to a different style of administrative work in light of a digital‬‬
‫‪environment based on knowledge, techniques, and skill in order to eliminate various forms of bureaucracy, slack and other‬‬
‫‪negative manifestations imposed by the classic style, as e-management has today become the only option to modernize the‬‬
‫‪public sector, upgrade its activities, and ensure the transparency of its functions.‬‬
‫‪In this regard, we aim through this study to diagnose the reality of the digitization of local communities, which is considered‬‬
‫‪one of the most important sectors that have always received the government’s attention, with the aim of modernizing it, being‬‬
‫‪its first nucleus of communication with the citizen, and restoring his shaky confidence from the backgrounds of bureaucratic‬‬
‫‪management.‬‬
‫‪On this basis, we will review in this research the most important achievements in the field, and determine the extent to which‬‬
‫‪the local administration in Algeria has rid itself of the consequences of bureaucracy under the "Algeria Electronic Project".‬‬
‫‪Key words: e-management, local communities, modernity, e-Algeria, bureaucracy.‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫شهد العالم في العقدين االخيرين تطورات علمية وتقنية اتسمت بالتسارع الحثيث والتطور الكبير‪ ،‬وقد ألقت‬
‫ولعل إحدى أهم ثمرات هذه الثورة العلمية ما‬‫بظاللها على مختلف املناخي الحياتية للمجتمعات والحكومات والدول‪ّ ،‬‬
‫يعرف بتكنولوجيات املعلومات واالتصال‪ ،‬والتي عجلت بظهور مفاهيم ومصطلحات جديدة كاالقتصاد الرقمي‪ ،‬االدراة‬
‫االلكترونية‪ ،‬منصات التواصل االجتماعي وغيرها‪ .‬ويمكننا القول أن التقنية أحدثت تحوال جذريا في حياة وتفكير‬
‫املجتمعات واالفراد واملنظمات‪ ،‬من خالل الربط بين مختلف الفاعلين ضمن نسق الكتروني متميز وفعال‪ ،‬وهوما شجع‬
‫االدارات والهيئات العمومية الى السعي لالستفادة من متاحات التكنولوجيا كحتمية ملا عرفته البيئة املحيطية من تغييرات‬

‫‪371‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫وتطورات‪ ،‬فلم يعد باالمكان البقاء في منأى عما يجري‪ ،‬خاصة أن العوملة أتاحت تصدير املطالب والتطلعات من‬
‫املجتمعات الغربية الى نظيراتها في البلدان النامية‪.‬‬
‫وتهدف االدارات الحكومية من خالل انخراطها في هذا التوجه االداري الجديد الى عصرنة هياكلها ةترقية خدماتها‬
‫بما يستجيب وتطلعات املستفيدين من خالل الشبكات االلكترونية واالنظمة املعلوماتية‪ ،‬وجعل القطيعة مع االدارة‬
‫التقليدية التي ذاع صيتها بمختلف اشكال البيروقراطية والترهل‪ .‬فاملنظومة الجديدة تتميز بانسيابية سيرورة العمل‬
‫وتخفيف االجراءات ووضوح املعامالت في ظل الشفافية واالفصاح واملساءلة عوض االدارة الورقية املتسمة بالروتين‬
‫والتعقيد وسهولة التملص‪.‬‬
‫ولعل هذا املشروع أضحى من املرتكزات االساسية املعول عليها في دفع التنمية االجتماعية واالقتصادية وتهيئة‬
‫املناخ الجاذب لالستثمارات واستعادة الثقة املتزعزعة بين املواطن والدولة والتأسيس لعالم جديد مختلف تماما عما‬
‫عهدناه وألفناه‪.‬‬
‫وعلى هذا األساس تتجلى معالم اشكاليتنا التي تتطرق الى تشخيص واقع االدارة االلكترونية في الجماعات املحلية‬
‫ومعوقات تطبيقها وسبل التغلب على التحديات بما يضمن تطبيق مفاهيمها بالشكل الصحيح‪.‬‬
‫أهمية الدراسة‪:‬‬
‫إمتدت لتكون عصب حياة املجتمعات العصرية والتي لطاملا‬ ‫تتمثل أهمية هذه الدراسة في كون اإلدارة اإللكترونية ّ‬
‫نغصت االدارة التقليدية حياتها اليومية وسببت لها أزمات خانقة‪ ،‬استطاعت أن تتجاوزها بفضل التقنية التقنية‪ ،‬حيث‬
‫تعتبر اإلدارة اإللكترونية بديل عصري وخيار وحيد من شأنه مواكبة التطور الذي اعترى حياة اإلنسان‪ ،‬ويلبي حاجياته‬
‫اإلدارية‪ ،‬ويرض ي تطلعاته وطموحه في الحصول على خدمات أرقى بشكل وأيسر وأسرع وأقل تكلفة‪.‬‬
‫كما تستمد الدراسة أهميتها من كونها تتطرق لدراسة أهم رابط في عالقة الدولة باملواطن وهي اإلدارة املحلية وتبحث في‬
‫عتبر الحكومة الجماعات املحلية والبلدية بالخصوص نواتها‬ ‫سبل تحسين هذه العالقة من خالل تجويد الخدمة‪ ،‬حيث ت ِ‬
‫الصلبة إلعادة بناء الثقة التي زعزعتها أشكال البيروقراطية والترهل االداري من املنظومة الورقية التقليدية‪.‬‬
‫أهداف الدراسة‪:‬‬
‫▪ االحاطة باالطار املفاهيمي لإلدارة االلكترونية؛‬
‫▪ توضيح متطلبات قيام اإلدارة االلكترونية؛‬
‫▪ تشخيص واقع االدارة االلكترونية في الجماعات املحلية من خالل املؤسسة محل البحث؛‬
‫▪ التعرف على الخدمات االلكترونية التي توفرها اإلدارة املحلية؛‬
‫▪ إبراز أهم معوقات تجسيد اإلدارة االلكترونية في االدارة املحلية؛‬
‫▪ اقتراح سبل للتغلب على معوقات تطبيق اإلدارة االلكترونية في الجماعات املحلية‪.‬‬
‫‪ .1‬مفهوم االدارة االلكترونية‪:‬‬
‫تتميز اإلدارة اإللكترونية بجملة من الخصائص التي تميزها عن اإلدارة الكالسيكية‪ ،‬خاصة ما تعلق باملرونة وتجاوز‬
‫حدود الزمان واملكان وترشيد التكلفة من خالل الحد من استعمال الورق واإلجراءات املكتبية الروتينية‪ ،‬حيث ّ‬
‫يحل‬
‫الحاسوب واألجهزة االلكترونية االخرى محل االنسان في انتاج وتقديم الخدمة‪ ،‬ومن خالل مايلي نتعرف على مختلف‬
‫التعاريف التي قدمت في هذا االطار‪.‬‬
‫يحيث ُينظر الى االدارة االلكترونية على أنها التعامل مع موارد معلوماتية تعتمد على االنترنت وشبكات األعمال‪ ،‬وتميل إلى‬
‫تجريد االشياء وما يرتبط بها الى الحد الذي اصبح رأس املال املعلوماتي املعرفي الفكري هوالعامل االكثر فاعلية في تحقيق‬

‫‪372‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫اهدافها واألكثر كفاية في استخدام مواردها‪( .‬محمد الحسن‪ ،2011 ،‬صفحة ‪ )42‬فاإلدارة االلكترونية مصطلح اداري‬
‫حديث نسبيا يقصد به أتمتة مجموع العمليات التنظيمية التي تربط بين املنتفع (مواطن أومتعامل اقتصادي) ومصادر‬
‫املعلومات (مؤسسات وهيئات) بواسطة وسائل الكترونية لتحقيق اهداف املنظمة سواء كانت خدماتية أوتجارية‪ ،‬حكومية‬
‫أوخاصة‪ ،‬ذان منفعة عامة أوربحية‪ ،‬فاإلدارة اإللكترونية مفهوم يشمل كل االعمال اإللكترونية سواء في بيئة االعمال أو‬
‫في الدوائر الحكومية‪.‬‬
‫كما تم تعريفها على أنها تلك اإلدارة التي عمادها إستخدام الحواسيب والشبكات بما في ذلك األنترانات واإلكسترانت‬
‫واألنترنت التي توفر املواقع اإللكترونية املختلفة لدعم وتعزيز الحصول على املعلومات والخدمات وتوصيلها للمواطنين‬
‫واملؤسسات واألعمال في املجتمع بشفافية وكفاءة وفعالية‪( .‬قدوري‪ ،2016 ،‬صفحة ‪ ،)157‬بينما يرى نجم عبود نجم على‬
‫أنها "العملية اإلدارية القائمة على اإلمكانات املتميزة لألنترنت وشبكات األعمال في التخطيط والتوجيه والرقابة على املواد‬
‫والقدرات الجوهرية للشركة واآلخرين بدون حدود من أجل تحقيق أهداف الشركة" (عبود‪ ،2009 ،‬صفحة ‪)160‬‬
‫يتعدى مفهوم اإلدارة اإللكترونية ميكنة االعمال والنشاطات في املنظمة ويعدو مفهومها الى تكامل البيانات واملعلومات بين‬
‫اإلدارات املختلفة واملتعددة وتوظيف البيانات واملعلومات لتوجيه سياسات وإجراءات العمل لتوفير املرونة وتحقيق‬
‫األهداف استجابة للمتغيرات في البيئة الداخلية أو الخارجية‪ ،‬وتشمل اإلدارة اإللكترونية جميع مكونات اإلدارة من‬
‫تخطيط وتنفيذ ومتابعة وتقييم وتحفيز إال إنها تتميز بقدرتها على توليد وخلق املعرفة بصورة مستمرة وتوظيفها‬
‫واستخدامها من أجل تحقيق األهداف‪ .‬كما تعتمد اإلدارة اإللكترونية على تطوير البنية املعلوماتية داخل املؤسسة بصورة‬
‫تحقق تكامل الرؤية ومن ثم أداء األعمال‪( .‬رأفت‪ ،2004 ،‬صفحة ‪)4‬‬
‫‪ .2‬أهداف االدارة االلكترونية‪:‬‬
‫تستمد االدارة االلكترونية فلسفتها الرئيسية من نظرتها إلى اإلدارة كمصدر للخدمات‪ ،‬واملواطنين اواملتعاملين‬
‫كعمالء أوزبائن راغبين في االستفادة من تلك الخدمات‪ ،‬وهوما يجعل اإلدارة االلكترونية في سعي دائم لتحقيق جملة من‬
‫األهداف في إطار تعاملها مع العميل‪ ،‬نذكر منها ما يلي‪( :‬العوض‪ ،2010 ،‬صفحة ‪)7‬‬
‫‪ -‬ترشيد تكاليف اإلجراءات اإلدارية ويتبعها من عمليات؛‬
‫‪ -‬تعزيز كفاءة عمل اإلدارة في تعامالتها مع املواطنين واملتعاملين االقتصاديين واالجتماعيين؛‬
‫أن قدرة اإلدارة الكالسيكية محدودة جدا بالنسبة‬ ‫‪ -‬القدرة على استيعاب أكبر عدد من العمالء في الوقت نفسه‪ ،‬إذ ّ‬
‫لتخليص املعامالت‪ ،‬وهوما ينجر عنه في كثير من األحيان طوابير انتظار طويلة؛‬
‫‪ -‬إلغاء التدخل البشري أوعامل العالقة املباشرة بين طرفي املعاملة أوالتخفيف منه إلى أقص ى حد ممكن وهوما يؤدي إلى‬
‫القضاء أوالحد من تأثير الذاتية وتدخل النفوذ في إنهاء مختلف املعامالت املتعلقة؛‬
‫‪ -‬بناء نظام أرشفة الكتروني وإلغاء نظام األرشفة الورقي الضفاء الليونة في التعامل مع الوثائق والقدرة على تصحيح األخطاء‬
‫التي يحملها بسرعة والتمكن من نشر مختلف الوثائق ألكثر من جهة نفس الوقت منها بغض النظر عن زمن ومكان التواجد؛‬
‫‪ -‬املساهمة في القضاء على البيروقراطية السلبية وتكدس امللفات‪ ،‬وتسهيل تخصيص وتقسيم العمل ومحاربة مختلف‬
‫الظواهر السلبية ذات الصلة؛‬
‫‪ -‬إلغاء قيود املكان‪ ،‬اذ االدارة االلكترونية تسعى إلى تحقيق مختلف وظائفها عن بعد بما في ذلك تعيين املوظفين والتخاطب‬
‫معهم وإرسال التعليمات واألوامر وكذا اإلشراف على األداء وإقامة املؤتمرات والندوات من خالل تقنية الفيديوكونفرانس‬
‫والشبكات؛‬
‫‪ -‬إلغاء قيود الزمان‪ ،‬ففكرة الفصول وتعاقب الليل والنهار وظروف الحر والبرد وغيرها لم تعد موجودة وفكرة انتظار‬
‫العطل أواألجازات أوتخصيص وقت معين إلنجاز بعض املعامالت اإلدارية لم يعد لها وجود؛‬

‫‪373‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫وأخيرا من بين أهم أهداف اإلدارة االلكترونية التأكيد على مبدأ الجودة الشاملة باملفهوم الحديث‪ ،‬فالجودة كما عرفها‬
‫عرفتها مؤسسة أودي أي األمريكية املتخصصة"‪.‬بأنها‬‫قاموس أكسفورد تعني الدرجة العالية من النوعية أو القيمة‪ ،‬كما ّ‬
‫إتمام األعمال الصحيحة في األوقات الصحيحة" ومن هنا تأتي اإلدارة االلكترونية لتأكد على أهمية تلبية احتياجات العمل‬
‫في الوقت والزمان الذي يكون فيه العميل محتاجا إلى الخدمة في أسرع وقت ممكن‪.‬‬
‫‪ .3‬أهمية اإلدارة اإللكترونية بالنسبة إلى القطاع العمومي‪:‬‬
‫في الحقيقة وعكس ما يبدو عليه الواقع‪ ،‬ال تقل حاجة القطاع العمومي إلى التقانة والتكنولوجيا عن الحاجة إليها في‬
‫دائما إلى البحث عن حلول للتحديات التي تجابهه‪،‬‬ ‫القطاع الخاص‪ ،‬فالقطاع العام متشبع باملشاكل اإلدارية بما يدفعه ً‬
‫وحتما الحل االنسب في تغيير نمط إدارته من األسلوب البيروقراطي الكالسيكي الجامد إلى األسلوب اإللكتروني االكثر مرونة‬
‫وشفافية وفعالية وقدرة على االستجابة للمتغيرات والخروج من أزمات اإلدارة الحكومية بنمطها التقليدي‪ ،‬كما أنه يجدر‬
‫بالذكر اإلدارات الحكومية ال يقتصر دورها على تقديم خدمية فحسب‪ ،‬فهناك إدارات تدير مواقع اإلنتاج والتصنيع‬
‫ومشروعات ذات عالقة بالزراعة والتحويل وغيرها‪ ،‬وهو ما يفرض عليها البحث الدائم عن منافذ املنافسة وتحتاج إلى ما‬
‫تحتاج إليه إدارات القطاع الخاص من إمكانات اإلدارة اإللكترونية وقدراتها ومزاياها لخوض منافسة األسواق باقتدار‪.‬‬
‫وعلى هذا االساس يمكن استعراض أهم النقاط التي تؤكد حاجة القطاع الحكومي لتطبيق أسلوب اإلدارة اإللكترونية من‬
‫خالل النقاط التالية‪( :‬العوض‪)2010 ،‬‬
‫‪ -‬التردي الكبير في مستوى خدمات كثير من تلك اإلدارات واملنظمات والهيئات وتعقيد إجراءاتها وتعامالتها إلى الدرجة التي‬
‫تستدعي الحاجة امللحة لتبسيطها‪ ،‬واضفاء السالسة واملرونة عليها‪ ،‬وتسهيل نمط انتاج وتقديم الخدمة للمواطنين‬
‫واملتعاملين‬
‫‪ -‬الحاجة الى استعادة الثقة املتزعزعة بين اإلدارات العمومية واملراجعين لها (مواطنين أو متعاملين)‪ ،‬وضرورة تهيئة أجواء‬
‫ً‬
‫من الشفافية في مؤسسات العمل الحكومي‪ ،‬مما يفرض على تلك اإلدارات التوجه إلى اإلدارة اإللكترونية بوصفها نمطا‬
‫حديثا‪ ،‬يتسم باالنضباط والحياد واملوضوعية‪ ،‬وهو ما ما يساهم في تغيير الصورة النمطية املتمثلة في وجهة النظر السائدة‬
‫لدى املواطن باعتبار االدارة العمومية مصدر قلق وازعاج وبطء‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة سعي الجهات الحكومية الى تنمية مواردها البشرية وتأهيلها بما يتناسب والتكنولوجيا وتقنيات العمل الحديثة‬
‫لالعتماد عليها في إدارة برامج التنمية وتطوير الخطط املستقبلية للدولة‪ ،‬والتي يجب أن تقف على قدم املساواة مع الخطط‬
‫الدولية في القطاعين الخاص والعام‪ ،‬ولن يتأتى ذلك إال بتهيئة البنية التقنية األساسية لتلك العناصر البشرية من شبكات‬
‫وقواعد معلومات‪ ،‬وتعزيز كل املساعي التي تهدف لالستثمار في التقنية‪.‬‬
‫‪ -‬الحاجة امللحة لدعم االقتصاد الوطني‪ ،‬وتعتبر التكنولوجيا وتعميم مفاهيمها وتطبيقاتها على مؤسسات القطاع العمومي‬
‫أهم وسيلة لإلسهام بفعالية في حل كثير من املعضالت التي تعترض حركة االستثمار في الدولة‪ ،‬بما تتيحه في ظل اإلدارة‬
‫اإللكترونية من فرص لدخول األسواق العاملية وتشخيص االحتياجات واملنافذ وهو ما يجعل اللحلول الرقمية ً‬
‫خيارا ال‬
‫بديل عنه أمام الحكومات في سعيها لحجز موطئ قدم لها في األسواق العاملية وكسر طوق العزلة املحلية واإلقليمية‪ ،‬ما تتيح‬
‫الرقمنة فرص الحصول على منتجات األسواق الدولية بأسعار مدروسة فالتقنية وحدها يمكن أن تمنح تلك اإلدارة القدرة‬
‫على خوض تجربة االبحار في التجارة االلكترونية العاملية‪ ،‬والتعرف على معروضات األسواق‪ ،‬واختيار أنسب وأفضل‬
‫بعيدا عن هيمنة الوسطاء ولوبيات التصدير واالستيراد الذين لطاملا تحكموا في مفاصل حركة‬ ‫العروض جودة وسعرا‪ً ،‬‬
‫التجارة العاملية وأحكموا قبضتهم عليها وساهموا في االضرار باملصلحة الوطنية وألحقوا خسائر بالخزينة العمومية‪.‬‬

‫‪374‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫‪ -‬تتيح اإلدارة اإللكترونية بناء القدرة التنافسية للمشروعات الصغيرة واملتوسطة‪ ،‬وتنحها فرصة على املشاركة في العمل‬
‫في االسواق العاملية‪ ،‬حيث تعتبر اإلدارات اإللكترونية العومية نافذة تطل منها هذه املشروعات الصغيرة والتي يصبح‬
‫بإمكانها االلتقاء بعمالء من خارج البالد‪ ،‬وعقد الصفقات وتوقيع االتفاقيات بنفس الطريقة‪.‬‬
‫‪ -‬تتيح اإلدارة اإللكترونية إختصار الوقت وتسهيل االتصال وتنفيذ املعامالت اإلدارية املختلفة بين إدارات األجهزة‬
‫الحكومية ومنظماتها‪ ،‬كما توفر الدقة والوضوح في العمليات اإلدارية‪ ،‬وتساهم في ترشيد التكاليف خاصة ما تعلق‬
‫باستخدام األوراق‪ ،‬وما يرافقها من عمليات ذات صلة كتخزينها وطبعها وتجميع البيانات واملعلومات من مصادرها األصلية‪،‬‬
‫إضافة إلى دعم الثقافة التنظيمية لدى العاملين كافة وزيادة الترابط بين اإلدارة العليا والوسطى والعاملين‪ ،‬وتوفير البيانات‬
‫للمراجعين واملستفيدين عامة بصورة فورية‪ ،‬والحد من معوقات اتخاذ القرار‪.‬‬
‫‪ .4‬مقارنة بين املفهومين التقليدي واإللكتروني لإلدارة‪:‬‬
‫حدد غنيم مجموعة من األسس والتي يمكن على أساسها تحديد أوجه االختالفات الجوهرية بين النمطين التقليدي‬
‫وااللكتروني لالدارة‪ ،‬يمكن حصرها في‪( :‬ماش ي‪ ،2012 ،‬الصفحات ‪)9-8‬‬
‫‪ -‬طبيعة الوسائل املستخدمة في انهاء املعامالت بين األطراف‪ ،‬حيث تعتمد اإلدارة التقليدية على الوسائل واألدوات‬
‫التقليدية إلجراء االتصاالت بين أطراف التعامل‪ ،‬بينما توظف اإلدارة اإللكترونية أشكال االتصال الحديثة بما في ذلك‬
‫الشبكات اإللكترونية‪.‬‬
‫‪ -‬طبيعة العالقة بين أطراف التعامل‪ ،‬فاإلدارة في ظل املفهوم التقليدي تكون عالقاتها مباشرة بين أطراف التعامل دون‬
‫وسيط‪ ،‬بينما في النمط االكتروني تغيب العالقة املباشرة بين أطراف التعامل‪ ،‬وتتواجد أطراف التعامل في الوقت نفسه‬
‫على شبكات االتصال‪.‬‬
‫‪ -‬طبيعة التفاعل بين أطراف التعامل‪ ،‬تؤكد ممارسات املفهوم التقليدي لإلدارة أن التفاعل بين أطراف التعامل يتسم‬
‫بالبطء النسبي‪ ،‬بينما يتسم بالسرعة والكفاءة في النمط اإللكتروني‪.‬‬
‫‪ -‬طبيعة الوثائق املستخدمة في تنفيذ املعامالت‪ ،‬إذ تعتمد اإلدارة التقليدية بشكل أساس ي على املستندات والوثائق‬
‫الورقية‪ ،‬بينما تغيب االوراق في ممارسات اإلدارة اإللكترونية‪.‬‬
‫‪ -‬مدى إمكانية تنفيذ كل مكونات العملية‪ ،‬ال تخفى صعوبة استخدام وسائل االتصاالت التقليدية لتنفيذ كل مكونات‬
‫العملية االدارية ظل ممارسات النمط التقليدي لإلدارة‪ ،‬بينما يمكن تحقيق ذلك وبكفاءة عالية في ظل ممارسات املفهـوم‬
‫اإللكتروني لإلدارة‪.‬‬
‫‪ -‬النطاق الزمني لخدمة العمالء؛ توفر ممارسات املفهوم التقليدي لإلدارة وجود خدمات لألفراد ملدة خمسة أيام في‬
‫األسبوع وذلل وفقا ملواقيت الدوام (ساعات العمل)‪ ،‬بينما يستمر العمل ملدة سبعة أيام في األسبوع وملدة أربع وعشرين‬
‫ساعة يوميا في اإلدارة االلكترونية بدون انقطاع أو عطل أو إجازات‪.‬‬
‫‪ -‬مدى االعتماد على اإلمكانيات املادية والبشرية؛ تعتمد ممارسات املفهوم التقليدي لإلدارة على وجود استغالل‬
‫اإلمكانيات املادية والبشرية املتاحة أحسن استغالل ممكن‪ ،‬بينما تعتمد ممارسات مفهـوم اإلدارة اإللكترونيـة علـى‬
‫استخدام تكنولوجيا الواقع االفتراض ي‪.‬‬
‫بينما يقارن نجم عبود بين اإلدارة بمفهومها التقليدي واإلدارة اإللكترونية من الجوانب التالية‪( :‬ماش ي‪)2012 ،‬‬
‫اإلدارة التقليدية قائمة على الهرمية والتقسيم القائم على التخطيط وأوامر في األعلى مع تنفيذ للخطط واألوامر في األسفل‪،‬‬
‫بينما تتخذ االدارة االلكترونية الشكل االفقي إذ يقف الجميع على مسافات متساوية ويشاركون في تنفيذ األعمال بشكل‬
‫منسق‪.‬‬

‫‪375‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫ترتكز فلسفة اإلدارة التقليدية على فكرة مفادها قيام مدير بتوجيه التعليمات وفق نطاق اإلشـراف ملجموعة كبيرة أو‬
‫صغيرة من املوظفين‪ ،‬أي أنها ترتكز على االدارة املوجهة لآلخرين‪ ،‬بينما تعتمد اإلدارة اإللكترونية على إدارة الذات‪ .‬كما‬
‫تتجمع املعلومات لدى املديـر بشكل واسع وكثيف مقابل عاملين ال يملكون إال القدر اليسير منها في النمط القديم‪ ،‬بينما‬ ‫ّ‬
‫اإلدارة اإللكترونية ترتكز علـى املعرفة واالنترنت وشبـكات األعمـال‪ .‬وفي هذا الصدد يرى العالق أن اإلدارة التقليدية تعتمد‬
‫على الهرمية والسرية أسلوبا ومنهجا وبينما اإلدارة اإللكترونية الرقمية هي إدارة االنفتاح والشفافية والتحالفات‬
‫اإلستراتيجية‪.‬‬
‫‪ .5‬انماط االدارة االلكترونية‪:‬‬
‫تأخذ اإلدارة اإللكترونية أشكاال متعددة وأنماطا مختلفة تتفق مع طبيعة العمل لدى املنظمة بما يحقق أهدافها‪،‬‬
‫ومن تلك األنماط نستعرض أهمها فما يلي‪( :‬براهيمي‪ ،2018 ،‬صفحة ‪)6‬‬
‫الحكومة اإللكترونية‪:‬‬
‫عد الحكومة اإللكترونية أحد أهم أنماط اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬ويقصد بها إدارة الشؤون العامة بواسطة‬ ‫حيث ُت ُّ‬
‫وسائل إلكترونية لتحقيق أهداف اقتصادية وسياسية واجتماعية‪ ،‬والتخلص الترهل االداري بسبب األعمال الروتينية‬
‫ومركزية القرار وهذا بشفافية عالية وكفاءة وجودة‪ .‬ويمكن أن يتمثل ذلك في إنجاز الخدمات الحكومية بين الجهات‬
‫املختلفة مثل العالقة بين الحكومة والحكومة‪ ،‬الحكومة واألفراد‪ ،‬الحكومة والشركات وكذا العالقة بين الحكومة وموظفيها‪.‬‬
‫التجارة اإللكترونية‪:‬‬
‫وتتمثل هذه االخيرة في تبادل املعلومات والخدمات عبر شبكة اإلنترنت لتحقيق التنمية االقتصادية بصورة سريعة‪،‬‬
‫ُ‬
‫كما يتحول الدفع من االوراق النقدية والشيكات الى البطاقات املغناطيسية والتطبيقات االلكترونية‪ .‬وتعد التجارة‬
‫اإللكترونية أول تطبيق لإلدارة اإللكترونية‪.‬‬
‫الصحة اإللكترونية‪:‬‬
‫تقوم الصحة اإللكترونية بتوفير الخدمات واملعلومات الطبية واالستشارات إلى املرض ى عبر وسائل إلكترونية‪،‬‬
‫فاملريض يستطيع متابعة نتائج الفحوصات الطبية والتحاليل املخبرية واملعلومات والخدمات عبر الشبكة املحلية‬
‫للمستشفى أوعبر شبكة اإلنترنت‪ .‬كما يمكن إجراء العمليات الجراحية باستخدام التقنية حتى مع كون الطبيب املعالج في‬
‫دولة أخرى‪ .‬وفي نفس االطار يمكن تقليل أوقات االنتظار للمرض ى حيث بخروج املريض من العيادة الطبية يتجه إلى‬
‫الصيدلية ويكون الدواء في انتظاره ألن الطبيب أرسل وصفة الدواء إلكترونيا إلى الصيدلية‪.‬‬
‫التعليم اإللكتروني‬
‫يوفر التعليم اإللكتروني امكانية إجراء املحاضرات الدراسية واالمتحانات ومناقشة الرسائل العلمية عبر الشبكة‬
‫املحلية للمؤسسة التعليمية أوعبر شبكة اإلنترنت‪ .‬كما يمكن االستفادة من الدروس املجانية املنشورة على شبكة اإلنترنت‬
‫بمختلف أنواعها املسموعة واملرئية واملكتوبة وبالحضور املتزامن‪.‬‬
‫النشراإللكتروني‬
‫ّ‬
‫ُيمكن النشر اإللكتروني من متابعة األخبار العاجلة والنشرات االقتصادية واالجتماعية واإلطالع على آخر املؤلفات‪،‬‬
‫واالستفادة من محركات البحث املتنوعة وتحقيق سرعة الحصول على املعلومة الصحيحة من مصادرها األصلية‪.‬‬
‫‪ .6‬تشخيص و اقع تطبيق االدارة االلكترونية في الجماعات املحلية‪:‬‬
‫تبنت وزارة الداخلية والجماعات املحلية وتهيئة االقليم مسعى عصرنة االدارة املحلية وتحسين الخدمات املقدمة‬
‫للمواطنين بما يتماش ي مع التحوالت التكنولوجية واالقتصادية واالجتماعية على الصعيدين الدولي والوطني من خالل‬
‫تجسيد مشروع الجزائر االلكترونية في بنوده ذات العالقة مع الجماعات املحلية‪ ،‬وهذا من خالل إطالق ورشة كبرى‬

‫‪376‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫لعصرنة النظومة االدارية بدءا بانشاء ما يعرف بالرقم التعريفي الوطني الوحيد‪ ،‬كبادرة الستخراج بطاقة التعريف الوطني‬
‫وجواز السفر االلكترونيين البيوميتريين‪ .‬حيث تعد الوثيقتان الجديدتان مؤمنتان بشكل كامل‪ ،‬وتبدوان بشكل اكثر مرونة‬
‫طبقا ألخر التطورات التكنولوجية في العالم‪ ،‬حيث تحتويان على شريحة الكترونية وصورة رقمية تضمن التعرف السريع‬
‫على أصحابها وانهاء مختلف االجراءات اليومية بيسر من خالل الربط البيني مع القطاعات األخرى والقراءة اآللية للمحتوى‬
‫املخزن في شريحة الكترونية والتي تحتوي بدورها على الشهادات االلكترونية للدولة الجزائرية ومعلومات الحالة املدنية‬
‫لصاحبها وبياناته البيومترية الرقمية كالتوقيع والبصمات‪ ،‬كما ّأن جواز السفر يتطابق مع املعايير املفروضة من طرف‬
‫املنظمة الدولية للطيران املدني‪.‬‬
‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬تبنت الجزائر إستراتيجية حكومية متعددة القطاعات بهدف ارساء قواعد اإلدارة اإللكترونية بالجماعات‬
‫ّ‬ ‫املحلية (البلديات)‪ ،‬فالتحول السريع واملتواصل للمجتمع الجزائري ّ‬
‫جراء تصدير مظاهر العوملة بين الشعوب تولدت عنه‬
‫إحتياجات جديدة وتطلعات واسعة للمواطنين في جميع املجاالت‪ ،‬الش يء الذي إستوجب إعادة النظر في أعمال اإلدارة‬
‫ً‬
‫لتكييفها مع املستجدات والتكفل بجميع مراحل هذا التطور الطموح الذي فرضته البيئة الجديدة‪ .‬وتجسيدا لهذا الطرح‬
‫ّ‬
‫على أرض الواقع‪ ،‬إتخذت الدولة ممثلة في وزارة الداخلية والجماعات املحلية والتهيئة العمرانية إجراءات عديدة للقضاء‬
‫ّ‬
‫على مختلف الظواهر السلبية التي ولدتها االدارة التقليدية من خالل املعالجة اليدوية للملفات اإلدارية على مستوى‬
‫البلدية‪ ،‬ومن هذه اإلجراءات توفير البيئة املناسبة لعصرنة اإلدارة من خالل التخلي التدريجي عن النمط الكالسيكي‬
‫واستبداله بالتسيير اآللي واالستغالل األمثل للتكنولوجيا املتطورة في اإلدارة (بومعزة و قاش ي‪ .)2021 ،‬ويمكن اختصار أهم‬
‫ّ‬
‫بالشباك اإللكتروني وهو عبارة عن ّ‬ ‫ّ‬ ‫التغييرات التي ّ‬
‫حل تقني يعمل على استقبال طلبات الوثائق‬ ‫تبنتها وزارة الداخلية ما تعلق‬
‫ّ‬
‫والسجل الوطني‬ ‫وتسجيلها بصفة آنية في قاعدة معطيات مركزية وهذا باستغالل الشبكة الوطنية املؤمنة للتدفق العالي‬
‫اآللي للحالة املدنية (لكن ولألسف الشديد يعرف املشروع معوقات تقنية حالت دون تطبيقه على الوجه املرغوب واملعلن‬
‫عنه)‪ ،‬وتكمن األهداف املنتظرة من املشروع حسب إستراتيجية الوزارة فيما يلي‪( :‬بدوي‪)2017 ،‬‬
‫‪ -‬تحسين العالقة واستعادة الثقة بين الدولة واملواطن؛‬
‫‪ -‬فتح املجال للولوج الكلي إلى عالم اإلدارة اإللكترونية؛‬
‫‪ -‬السرعة في دراسة ومراقبة البيانات ومعالجة امللفات والقضاء على التزوير؛‬
‫‪ -‬إعفاء املواطن من تقديم الوثائق املتوفرة في قاعدة املعطيات وامللء اليدوي لالستمارات؛‬
‫‪ -‬تقليص األخطاء وتجويد الخدمة‪.‬‬
‫وقصد إنجاح مشروع العصرنة وبلوغ أهداف اإلدارة اإللكترونية في البلدية دعت وزارة الداخلية والجماعات‬
‫املحلية في مراسلتها إلى الوالة ورؤساء املجالس الشعبية البلدية إلى ضرورة انخراط وتبني جميع املوظفين عبر كل املستويات‬
‫الستراتيجية مرتكزة على ثالث محاور (زقان‪:)2018 ،‬‬
‫‪ -‬االستغالل األمثل للبرمجيات واألنظمة املعلوماتية‪ :‬من خالل مرافقة كل األعوان واملوظفين من أجل االستعمال الجيد‬
‫والسليم لهذه األنظمة؛ تحديد مستويات املسؤولية ضمن األنظمة؛ تمكين املسؤولين من استغالل لوحة القيادة التي‬
‫توفرها األنظمة للمساعدة في اتخاذ القرار‪.‬‬
‫‪ -‬الخدمات اإللكترونية‪ :‬وهذا باستعمال تكنولوجيات اإلعالم واإلتصال في العمل اإلداري؛ تحسين الخدمات اإلدارية‬
‫املقدمة؛ تسهيل عملية وصول املواطنين إلى الخدمة اإللكترونية (املواقع اإللكترونية‪ ،‬البريد اإللكتروني‪ ،‬البوابات‪.)...‬‬
‫‪ -‬وضع معايير للتسيير وتوحيد تطبيقها‪ :‬وهذا من خالل اتخاذ اإلجراءات الالزمة لحماية األنظمة من االختراق؛ تحديد طرق‬
‫العمل (االنترانات‪ ،‬االنترنت‪ ،‬البريد االلكتروني‪)...،‬؛ تسيير الوثائق اإلدارية (األرشيف االلكتروني‪ ،‬الحفظ‪)...،‬؛‬

‫‪377‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫‪ .7‬تطبيقات االدارة اإللكترونية في االدارة املحلية )البلدية)‪:‬‬


‫تتجلى تطبيقات االدارة االلكترونية في الجماعات املحلية في مجموع النظم ولبرامج املعلوماتية والخدمات‬
‫االلكترونية التي تتوفر عليها‪ ،‬والتي يمكن استعراضها كما يلي‪( :‬بومعزة و العقريب‪ ،‬الخدمة العمومیة االلكترونیة في‬
‫الجماعات املحلیة‪ ،‬الواقع واملأمول‪)2020 ،‬‬
‫أ‪ .‬بطاقة التعريف وجوازالسفراإللكترونيين البيومتريين‪:‬‬
‫أتاحت وزارة الداخلية والجماعات املحلية للمواطنين موقع الكتروني على شبكة األنترنت لطلب ومتابعة امللفين‬
‫االلكترونيين قصد تسهيل اجراءات استخراج الوثيقتين‪ ،‬وهذا من خالل إنشاء ملف تعريفي بالتسجيل في املوقع املذكور‬
‫ثم ملء إستمارة طلب إلكترونية وطبعها واختيار مركز اليداع‬ ‫للتعرف على الوثائق املطلوبة ومعايير الصور قبل رفعها‪ ،‬ومن ّ‬
‫امللف واستكمال اإلجراءات في املنصة اإللكترونية البلدية واملتعلقة بأخذ البصمة البيومترية والتوقيع االلكتروني‪ .‬أما في‬
‫حالة حيازة جواز سفر بيومتري فيمكن طلب بطاقة التعريف مباشرة بملء استمارة إلكترونية على املوقع واختيار مركز‬
‫الستالمها‪ ،‬وفي كل الحاالت يتلقى املواطن رسالة على الهاتف إلعالمه بضرورة التقرب إلى البلدية املختارة الستالم وثائقه‪.‬‬
‫ب‪ .‬رخصة السياقة البيومترية والبطاقة الرمادية اإللكترونية‪:‬‬
‫ً‬
‫إستكماال ملسعى البلدية اإللكترونية‪ ،‬تم البدء بإستخراج أول رخصة سياقة بيومترية بالبلدية شهر جوان ‪2019‬‬
‫بناءا على برقية وزارة الداخلية والجماعات املحلية املتعلقة بتعميم إصدار الوثيقتين عبر كل البلديات بعدما تم إعتمادها‬
‫في بلديات مركز الواليات كمرحلة أولى لتقييم املنصة اإللكترونية والتأكد من إستقرارها‪،‬كما سيتم استبدال البطاقة‬
‫الرمادية في شكلها الحالي ببطاقة إلكترونية لتحسين الخدمة العمومية من جهة والقضاء على تزوير وثائق املركبات من‬
‫جهة أخرى‪.‬‬
‫ج‪ .‬رقمنة الحالة املدنية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫قامت البلدية إبتدءا من ‪ 2012‬بمسح جميع العقود الواردة في السجالت وتخزينها في مزود داخلي )‪ ،(server‬إلعادة‬
‫سجل إلكتروني وطني على‬‫ّ‬ ‫إستخراجها عند الطلب للمواطنين املولودين واملقيمين بالبلدية كمرحلة أولى‪ ،‬تلتها عملية إنشاء‬
‫مستوى الوزارة يتم تحديثه ثالث مرات أسبوعيا يحوي بيانات جميع البلديات عبر التراب الوطني وبهذا يمكن ألي مواطن‬
‫إستخراج الوثائق والعقود من أي بلدية أو ملحقة دون تكبد عناء اإلنتقال والسفر إلى محل اإلقامة أو الوالدة‪ ،‬كما تم‬
‫إستحداث رقم تعريفي وطني وحيد لكل مواطن يتبعه مدى الحياة لحماية جميع اإلجراءات واملعامالت التي ُيستعمل فيها‬
‫ويتم تسجيله في الوثائق الرسمية لتسهيل عمليات البحث وتقليص األخطاء وتفادي عمليات التزوير وانتحال الهوية‪.‬‬
‫د‪ .‬التسجيل االلكتروني للحج‪:‬‬
‫تم البدأ في التسجيل اإلكتروني للحج بالبلدية موسم ‪ 2016‬لتخفيف عبء استخراج مختلف الوثائق والوقوف‬
‫ً‬
‫بالطابور الستكمال إجراءات التسجيل اليدوي‪ ،‬وتتم العملية حاليا ّإما من طرف املعني بملء إستمارة إلكترونية على موقع‬
‫ّ‬
‫السجل الوطني االلكتروني‪.‬‬ ‫وزارة الداخلية أو بالتسجيل في منصة إلكترونية بلدية بطريقة بسيطة وسريعة باستغالل‬
‫ه‪ .‬تطبيقات تسييراملر افق العمومية املحلية‪:‬‬
‫تتمثل هذه اللتطبيقات في مجمل نظم املعلومات املحلية وأخرى خارجية متصلة باإلدارة املركزية (الوزارة)‪ ،‬للسماح‬
‫باملراقبة القبلية والبعدية لسير مختلف املصالح واالطالع عن قرب على مجريات التنمية املحلية دون تعقيدات ووساطات‬
‫إدارية (الدائرة والوالية) وتشمل ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬برنامج تسيير املسار املنهي‪ :‬يهدف البرنامج إلى تسيير الحياة املهنية للموظفين والعمال كالتربص‪ ،‬الترسيم‪ ،‬الترقية في الرتبة‬
‫أو الدرجة‪ ،‬العطل بأنواعها أو اإلحالة على التقاعد؛ حيث يمكن للوزارة أن تتحصل على جميع املعلومات املتعلقة بالحياة‬
‫املهنية للموظفين في حينها؛‬

‫‪378‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫‪ -‬برنامج امليزانية‪ :‬برنامج ُيعنى بتحضير مختلف امليزانيات بشكل آلي؛ امليزانية األولية‪ ،‬التكميلية والحساب االداري ويغني‬
‫ّ‬
‫هذا النظام عن التعقيدات التي الزمت هذا املوضوع سابقا ويمكن االدارة العليا على مستوى الحكومة من التعرف على‬
‫الحالة املالية للبلدية بالتفصيل ومتابعة انجاز مختلف العمليات املسجلة في امليزانيات؛‬
‫ّ‬
‫‪ -‬برنامج مصلحة التعمير‪ :‬خاص بمتابعة املشاريع‪ ،‬يمكننا من التعرف بنقرة واحدة على نسب تقدم األشغال بمختلف‬
‫املواقع‪ ،‬اآلجال املفترضة الستكمالها ومختلف عراقيل االنجاز؛‬
‫‪ -‬تسيير الشواطئ؛ النظافة واملحيط؛‬
‫‪ -‬تسيير التراث؛‬
‫‪ -‬تسيير أمالك البلدية املنتجة للمداخيل؛‬
‫‪ -‬تسيير مصلحة االنتخابات؛‬
‫‪ -‬الخدمة الوطنية؛‬
‫‪ -‬نظام معلوماتي ملتابعة ملف الصفقات العمومية‪.‬‬
‫و‪ .‬إستخراج الوثائق عن بعد‪:‬‬
‫إضافة الى االجراءات والتطبيقات املذكورة‪ ،‬تم مؤخرا اعتماد أرضية رقمية من طرف وزارة الداخلية والجماعات‬
‫املحلية لتمكين املواطن من استخراج وثائق الحالة املدنية بصفة آنية وعن بعد‪ ،‬من خالل قراءة رمز االستجابة السريعة‪،‬‬
‫وذلك على مدار الساعة طيلة أيام األسبوع بهدف تخفيف العبء على املواطن واالدارة‪ .‬وفي هذا االطار يسمح كبادرة أولى‬
‫باستخراج الوثائق التالية‪:‬‬
‫شهادة امليالد عبر الرابط‪/https://etatcivil.interieur.gov.dz/ActeNaissance :‬‬
‫عقد الزواج عبر الرابط‪/https://etatcivil.interieur.gov.dz/ActeMariage :‬‬
‫شهادة الوفاة عبر الرابط‪/https://etatcivil.interieur.gov.dz/ActeDeces :‬‬
‫حيث يقوم املواطن بتسجيل الطلب الستخراج الشهادة املرغوبة ثم يعمد الى تحديد هويته بكتابة رقم التعريف الوطني‬
‫الخاص به املوجود ببطاقة التعريف او جواز السفر أو رخصة السياقة وتقييد بريده االلكتروني ورقم هاتفه وبعدها إدخال‬
‫ّ‬
‫املحملة توقيعا‬ ‫معلومات صاحب الشهادة‪ :‬االسم‪ ،‬الوالية‪ ،‬البلدية‪ ،‬وتاريخ امليالد‪ ،‬ورقم عقد امليالد‪ ،‬وتحمل الويثيقة‬
‫الكترونيا‪ .‬كما أنه من املتوقع توسيع االجراء ليشمل وثائق أخرى‪.‬‬
‫‪ .8‬معوقات تطبيق االدارة االلكترونية في الجماعات املحلية‪:‬‬
‫تعترض االدارة االلكترونية في الجماعات املحلية العديد من املعيقات والتحديات التي ترهن تطبيقها على الوجه‬
‫الصحيح‪ ،‬منها‪:‬‬
‫*عدم توافر املوارد املالية الالزمة لدعم برامج اإلدارة اإللكترونية املحلية؛‬
‫* معوقات متعلقة باملوارد البشرية‪ ،‬حيث تعاني الجماعات املحلية من التكديس الوظيفي ومن ظاهرة البطالة املقنعة التي‬
‫تتم عملية التوظيف على اساسها استنادا ألسس إجتماعية (الدعم االجتماعي وسياسة شراء السلم االجتماعي) ويبقى‬
‫الكثير من املوظفين في حالة خمول دائمة في انتظار الراتب؛‬
‫* املعوقات املتعلقة بالكفاءة‪ ،‬حيث تؤثر عمليات التوظيف املذكورة في جودة املوارد البشرية‪ ،‬هذا في ظل شح إن لم نقل‬
‫انعدام برامج تكوينية وتأهيلية للموظفين؛‬
‫أن املحتوى الرقمي تغلب علية اللغة االنجليزية؛‬ ‫* معوقات متعلقة باللغة (االنجليزية)‪ ،‬خاصة مع علمنا ّ‬
‫* املشكالت التي تعترض العاملين عند التعامل بشكل مستمر مع شبكة اإلنترنت؛‬
‫*غياب الوعي‪ ،‬واإلداراك عند املوظفين واملسؤولين على حد سواء بضرورة االنتقال الى اإلدارة اإللكترونية ؛‬

‫‪379‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫* مقاومة التغيير التي يمارسها بعض املسؤولين بشكل أو بآخر؛‬


‫* عدم بلورة استراتيجية شاملة متكاملة لعصرنة القطاع‪ ،‬واالكتفاء بالتحسينات االدارية املتالحقة؛‬
‫* االحباط الكبير لدى املوظفين في غياب الحوافز وتردي القدرة الشرائية نتيجة الرواتب الهزيلة وانعدام العدالة‬
‫االجتماعية بين القطاعات؛‬
‫* األمية االلكترونية وتدني مستوى االستيعاب التكنولوجي للموظفين واملواطنين؛‬
‫* غموض آلية تبني االدارة االلكترونية في ظل االنتقال االلكتروني دون مراعاة الشروط‪ ،‬حيث تم االبقاء على الهياكل‬
‫التنظيمية الجامدة واملعقدة وهو ما يجعل األدوار غامضة وغير متناسقة ويحدث تداخال في الصالحيات سواءا في التنفيذ‬
‫أو التأطير واالشراف؛‬
‫ّ‬
‫* تجميد التوظيف في االدارة العمومية منذ أواخر ‪ ،2014‬وهو ما يحد من امكانية اختيار الكفاءات في عملية التوظيف‬
‫أي جهد‪،‬‬ ‫واالكتفاء بادماج املوظفين املستفيدين من عقود االدماج والتي كان يستفيد الكثير بموجبها من رواتبهم دون بذل ّ‬
‫كما أن تخصصاتهم ال ّ‬
‫تمت بصلة لقطاع االدارة املحلية وال للبيئة الرقمية؛‬
‫* التهميش الكبير الذي يعانيه املهندسون والتقنيون السامون في االعالم االلي في قطاع الجماعات املحلية؛‬
‫‪ .9‬االضافة التي قدمتها االدارة االلكترونية لترقية الخدمة العمومية املحلية في ظل املعوقات والتحديات التي ر افقت‬
‫تطبيقها‪:‬‬
‫يظهر جليا الدور الكبير الذي يمكن أن تلعبه االدارة االلكترونية املحلية في تقريب الخدمة من املواطن وتذليل‬
‫مختلف العقبات والصعوبات التي تواجهه يوميا جراء التنظيمات الهيكلية الجامدة التي فرضها االدارة بمفهومها الكالسيكي‬
‫ُ‬
‫الجاف‪ ،‬وبهذا الخصوص فقد تم تحويل معظم الخدمات التي تعنى باملواطن بشكل مباشر والتي كانت تنتج وتقدم في مقرات‬
‫الواليات والدوائر الى البلديات كبطاقات تسجيل املركبات‪ ،‬رخص السياقة‪ ،‬جواز السفر وبطاقة التعريف الوطنيين‬
‫البيومتريين‪ ،‬رخص التعمير‪ ،‬املنح املدرسية للتالميذ‪ ،‬ملف الحج‪ ،‬االشراف على االستحقاقات االنتخابية ّ‬
‫(حولت مؤخرا الى‬
‫لجنة وطنية) وغيرها‪ ،‬كما سمح إجراء رقمنة الحالة املدنية وإنشاء سجل وطني الكتروني من إمكانية استخراج جميع‬
‫الوثائق الشخصية الثبوتية من اي بلدية أو فرع إداري تابع لها على املستوى الوطني‪ ،‬وتبعها مؤخرا إجراء إتاحة استخراج‬
‫بعض وثائق الحالة املدنية عن بعد وعلى مدار الساعة في انتظار تعميمه على مختلف الوثائق األخرى‪.‬‬
‫باملوازاة‪ ،‬ورغم تثمين املجهودات املبذولة واإلجراءات املتخذة لتحقيق المركزية اإلدارة‪ ،‬يبقى التساؤل قائما بخصوص‬
‫بعيد عما تفرضه التحوالت ويتطلع اليه الباحثون واملختصون‬ ‫التعامل مع موضوع االدارة االلكترونية بشكل جامد ٍ‬
‫والعارفون باملوضوع‪ ،‬فبقاء الهياكل االدارية الكالسيكية املثقلة بأشكال البيروقراطية واملتمثلة أساسا في مختلف‬
‫املديريات التنفيذية الوالئية ومقرات الدوائر ومصالح املراقبة املالية واملفتشيات وخزائن مابين البلديات وغيرها بهياكلها‬
‫املادية والبشرية يطرح أكثر من تساؤل حول جدواها ومهامها في ظل تحويل الخدمات التي كانت تشرف على انتاجها‬
‫وتقديمها‪ ،‬ورقمنة خدمات أخرى يتم متابعتها حاليا بشكل مباشر على مستوى هياكل الوزارات واكتفاء االدارات املذكورة‬
‫بدور الوساطة والفرجة‪.‬‬
‫حيث كان من املفروض على الدولة أن تنظر الى عصرنة االدارة املحلية ورقمنها من خالل تبني االدارة االلكترونية برؤية‬
‫شاملة ومتكاملة‪ ،‬ال كتحسينات ادارية متواترة‪ ،‬حيث تعاني البلديات من عجز كبير في املورد البشري املؤهل‪ ،‬خاصة مع‬
‫تجميد التوظيف بها منذ نهاية ‪ ،2014‬أي قبل تبني الخدمات املذكورة‪ ،‬بينما يبقى املوظفون على مستوى الواليات والدوائر‬
‫خاصة بدون مهام فعلية أو باألحرى ذات جدوى‪ ،‬إذ تحولت الدوائر الى مجرد هياكل وسيطية لتحويل البريد بينما كان من‬
‫حول موظفوها الى البلديات واملرافق التابعة لها لتطعيم مواردها البشرية وتحقيق فعاليتها‪.‬‬ ‫الواجب أن ُت ّ‬
‫حل هذه الهياكل ُوي ّ‬

‫‪380‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫أي أساس وتدخل ضمن سياسة‬ ‫املتبعة (ترسيم عقود االدماج املنهي) غير مدروسة وال تستند الى ّ‬ ‫أن سياسة التوظيف ّ‬ ‫كما ّ‬
‫املقنعة خاصة مع غياب برامج التأهيل والتكوين‪.‬‬ ‫البطالة ّ‬
‫‪ .10‬الخاتمة‪:‬‬
‫كان لإلدارة االلكترونية دور هام في تعزيز وترقية الخدمة العمومية في الجزائر ابتداءا من سنة ‪ 2013‬من خالل‬
‫تقريب االدارة من املواطن وتجنيبه مشقة االنتقال والسفر إلنهاء معامالت إدارية بسيطة‪ ،‬غير أنه ورغم ذاك تبقى هندسة‬
‫هياكل االدارة املحلية واملرافق التابعة لها خاطئة في انتظار تداركها‪ ،‬فليس من املنطق أن تبقى البلديات بنفس التعداد‬
‫ّ‬
‫البشري قبل وبعد تبني المركزية الخدمات االدارية وباملقابل تبقى الهياكل االدارية التي تخلت عن انتاج الخدمات املذكور‬
‫بتعدادها البشري كذلك‪.‬‬
‫وفي هذا االطار يجب التخلي عن سياسة الدعم االجتماعي بخصوص التوظيف واالعتماد على استراتيجية واضحة من خالل‬
‫استقطاب الكفاءات وتأهيل املوارد الحالية وتكييفها مع الظروف واملفروضات الراهنة‪ ،‬كما يجب اعداد دراسة مؤسسة‬
‫لصرف الفائض من العمالة التي ال يمكن تكييفها مع مقتضيات االدارة االلكترونية وتحويلها الى قطاعات منتجة‪.‬‬
‫ومن خالل ما سبق‪ ،‬أظهرت دراستنا االنتائج التالية‪:‬‬
‫‪-‬عدم تبني الدولة لإلدارة اإللكترونية كإستراتيجية إدارية شاملة لتجويد الخدمة وعصرنة االدارة‪ ،‬إنما تبنتها كتحسينات‬
‫لنمط التسيير الكالسيكي؛‬
‫‪-‬نقص املوارد البشرية من حيث العدد والكفاءة ونقص التكوين والتدريب رغم إعتبار املورد البشري ركيزة االدارة‬
‫االلكترونية‪ ،‬وهو ما يتجلى بوضوح من خالل إسناد أغلب الخدمات االدارية التي كانت عاتق الدوائر والواليات الى البلديات‬
‫في حين تم تجميد التوظيف في هذه األخيرة وبقي موظفي الدوائر والبلديات في مواقعهم؛‬
‫ً‬ ‫تخلص البلدية من قيود مركزية القرار وبقاء ّ‬ ‫ّ‬
‫تطورها مرهونا بالسياسات العامة للحكومة وهذا ما ملسناه في تجميد‬ ‫‪-‬عدم‬
‫التوظيف رغم وجود االعتمادات املالية وضرورة الرجوع الى الوصاية لقبول اعتماد أي مشروع تنموي؛‬
‫‪-‬تغير الظروف املتعلقة بانتاج وتقديم الخدمات االدارية مع بقاء نفس التنظيمات والهياكل االدارية بدون جدوى تذكر‪.‬‬
‫حتى تستطيع االدارة املحلية ممثلة في البلدية تحقيق تطلعات مواطنيها‪ ،‬وتتمكن من تحقيق أهدافها وبرامجها وعلى ضوء‬
‫ما جاء في البحث نقترح التوصيات التالية‪:‬‬
‫‪-‬تبني االدارة االلكترونية كاستراتيجية شاملة متكاملة من خالل إحداث تغييرات جوهرية سواءا في جانبها الهيكلي الوظيفي‬
‫أو املعرفي الفكري؛‬
‫‪-‬االهتمام باملوارد البشرية في االدارة املحلية واالستثمار فيها باعتبارها حجر الزاوية والركيزة األساسية النجاح الالمركزية‬
‫في التسيير خاصة أن االدارة االلكترونية تعتمد على هذا الجانب‪ ،‬ويتحقق هذا من خالل إلغاء تجميد التوظيف ورصد‬
‫االعتمادات املالية املخصصة في هذا الجانب للبلديات العاجزة وتكثيف الدورات التدريبية وتأهيل اإلداريين واملنتخبين‬
‫بشكل سواء‪.‬‬
‫‪-‬تخليص البلديات من قيود القرارات املركزية‪ ،‬فليس من املنطق إسناد األقاليم الى مجالس محلية منتخبة بينما تبقى‬
‫القرارات ممركزة وتنحصر سلطة املجالس املذكورة في االقتراح والتنفيذ بعد موافقة السلطات‪ .‬كما أنه من املعيب التحدث‬
‫عن الالمركزية بينما ال تستطيع اللبلدية تطعيم مصالحها بموظفين رغم توفرها على اعتمادات ومداخيل مالية مهمة؛‬
‫‪-‬تحديث املنظومة القانونية والتشريعية بما يتالءم واملستجدات الحديثة خاصة ما تعلق بتحديث الهياكل التنظيمية‬
‫البلدية في ظل احتياجها ملورد بشري كفأ؛‬
‫حل الهياكل االدارية عديمة الجدوى في ظل المركزية الخدمة وإلحاق مواردها البشرية بالبلديات لتطعيم مصالحها بما‬ ‫‪ّ -‬‬
‫يكفل انخراطها السليم في مسعى الالمركزية اعتمادا على الرقمنة‪.‬‬

‫‪381‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫املراجع‪:‬‬
‫▪ احمد محمد الحسن العوض‪ .)2010 ,6 4( .‬االدارة االلكترونية ‪ :‬املفاهيم‪ -‬السمات‪ -‬العناصر دراسة وثائقية‪ .‬الخرطوم‪،‬‬
‫السودان‪ :‬املركز القومي للبحوث‪.‬‬
‫▪ بلقاسم بومعزة‪ ،‬و خالد قاش ي‪ .)2021( .‬االدارة االلكترونية مدخل لتعزيز المركزية االدارة املحلية‪ .‬آليات تفعيل وسائل‬
‫تدخل الجماعات املحلية لتحقيق التنمية املستدامة‪ .‬البليدة‪ :‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير البليدة‬
‫‪.2‬‬
‫▪ بلقاسم بومعزة‪ ،‬و كمال العقريب‪ .)2020( .‬الخدمة العمومیة االلكترونیة في الجماعات املحلیة‪ ،‬الواقع واملأمول‪ .‬مجلة‬
‫آفاق علمیة ‪.356-337 ،‬‬
‫▪ بلقاسم ولد إشيحان‪ .)2019 ,5 17( .‬االدارة االلكترونية لتعزيز المركزية البلدية (مقابلة شخصية)‪( .‬بلقاسم بومعزة‪،‬‬
‫املحاور)‬
‫▪ حسين محمد الحسن‪ .)2011( .‬االدارة االلكترونية املفاهيم الخصائص املتطلبات‪ .‬عمان‪ :‬مؤسسة الوراق للنشر‬
‫والتوزيع‪.‬‬
‫▪ رضوان رأفت‪ .)2004( .‬االدارة واملتغيرات العاملية الجديدة‪ .‬السعودية‪ :‬رئيس مركز املعلومات ودعم اتخاذ القرار‪.‬‬
‫▪ سحر قدوري‪ .)2016( .‬االدارة االلكترونية وامكانياتها في تحقيق الجودة الشاملة‪ .‬املنصور ‪ ،‬الصفحات ‪.175-157‬‬
‫▪ سميحة براهيمي‪ .)2018( .‬االدارة االلكترونية في الجزائر بين الواقع و االفاق‪ .‬املؤتمر الدولي السادس بعنوان النظام‬
‫القانوني للمرفق العام االلكتروني‪ .‬املسيلة‪ :‬كلية الحقوق و العلوم السياسية جامعة محمد بوضياف‪.‬‬
‫▪ عدنان ماش ي‪ .)2012( .‬االدارة االلكترونية ادارة بال اوراق‪.‬‬
‫▪ عمار صداد‪ .)2019 ,2 4( .‬برقية رسمية‪ .‬استعمال املحطات البيومترية املتنقلة ‪ .‬تيبازة‪ :‬مديرية التنظيم والشؤون العامة‪.‬‬
‫▪ محمد أحفير‪ .)2019 ,7 2( .‬االدارة االلكترونية لتعزيز المركزية البلدية (مقابلة شخصية)‪( .‬بلقاسم بومعزة‪ ،‬املحاور)‬
‫▪ محمد زقان‪ .)2018 ,6 28( .‬مراسلة رسمية‪ .‬وضع ّحيز التنفيذ استراتيجية عصرنة االدارة ‪ .‬تيبازة‪ :‬املفتشية العامة‬
‫للوالية‪.‬‬
‫▪ نجم عبود‪ .)2009( .‬االدارة واملعرفة االلكترونية‪ .‬عمان االردن‪ :‬دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫▪ نسيمة إسعاد‪ .)2019 ,6 13( .‬االدارة االلكترونية لتعزيز المركزية البلدية (مقابلة شخصية)‪( .‬بلقاسم بومعزة‪ ،‬املحاور)‬
‫▪ نور الدين بدوي‪ .)2017( .‬الشباك االلكتروني للوثائق البيومترية‪ .‬تاريخ االسترداد ‪ ،2019 ,5 6‬من وزارة الداخلية‬
‫والجماعات املحلية والتهيئة العمرانية‪http://www.interieur.gov.dz/images/guichet-electronique-ar.pdf :‬‬
‫▪ وزارة الداخلية وزارة الداخلية والجماعات املحلية‪ .)2018( .‬جواز السفر وبطاقة التعريف البيومتريين‪ .‬تاريخ االسترداد‬
‫‪ ،2019 ,2 15‬من وزارة الداخلية والجماعات املحلية‪https://passeport.interieur.gov.dz/Ar/Inscription/BaBou :‬‬

‫‪382‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫االستراتيجيات والتقنيات املتبناة من طرف املنظمات العصرية لحماية املمارسات‬


‫اإللكترونية للمتعاملين معها‪.‬‬
‫‪The strategies and techniques adopted by the modern organisation to protect‬‬
‫‪the electronic transactions of its stakeholders.‬‬
‫د‪ .‬موس ى شنيني‬ ‫رحوي فاطمة الزهراء‬
‫‪Moussa CHENINI‬‬ ‫‪fatima zohra RAHOUI‬‬
‫‪C_mou15@yahoo.fr‬‬ ‫طالبة دكتوراه "سنة ثانية‪ :‬تخصص‬
‫أستاذ محاضرأ‬ ‫اقتصاد إداري"‬
‫املدرسة العليا اإلدارة اإلعمال ‪-‬تلمسان‪ -‬الجزائر‬ ‫‪fatimaelzohrarahoui@gmail.com‬‬
‫‪Higher school of management TLEMCEN /ALGERIA‬‬

‫امللخص‪:‬‬
‫تهدف هذه الورقة البحثية الى التعريف بمجموع التقنيات و االستراتيجيات املتبناة من طرف املنظمات العصرية لحماية املمارسات اإللكترونية‬
‫للمتعاملين معها و لتحقيق هذا الهدف سنقوم بدراسة وصفية تحليلية لتجارب جزائرية في هذا املجال ‪،‬وقد بينت الدراسة النتائج االولية‬
‫التالية‪:‬‬
‫ان التكامل بين الرقابة‪ :‬القانونية‪ ،‬االدارية‪ ،‬والتقنية يعتبر عنصر اساس ي و هام في حماية االمن السيبراني للمعامالت اإللكترونية و تحديد‬
‫نطاقاتها في البيئة الرقمية فالقانون وحده ال يكفي لذلك‪ ،‬هاته املمارسات محددة ايضا باستراتيجيات و تقنيات محكمة لضمان توازنها دون‬
‫تشدد أو مبالغة‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬الرقابة القانونية ‪،‬الرقابة اإلدارية‪ ،‬الرقابة التقنية ‪،‬االمن السيبراني‪ ،‬االستراتيجيات التنظيمية‪.‬‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪This research paper aims to identify the set of techniques and strategies adopted by the modern organization to protect the‬‬
‫‪electronic transactions of its stakeholders. To achieve these objectives, we will use a descriptive and analytical study of‬‬
‫‪Algerian experiences in this field.‬‬
‫‪The integration between legal, managerial and technical controls is an essential element in protecting the cyber security of‬‬
‫‪electronic transactions to defining also their scopes in the digital environment. The law only is not sufficient for this. These‬‬
‫‪practices are also defined by tight strategies and techniques to ensure their balance without strictness or exaggeration.‬‬
‫‪Key words: legal control, administrative control, technical control, organizational strategies, cyber security.‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫واجهت املنظمات عبر تاريخها الطويل عدة ظروف و تحديات خاصة تلك املتعلقة بامليدان التكنولوجي‪ ،‬فمع انتشار‬
‫خدمة االنترنت لتمس جميع مناحي الحياة كان من الضروري لها استغالل هذه الخدمة حتى يتسنى لها مواكبة هذه‬
‫التطورات لتوفير افضل الخدمات ملتعامليها‪ ،‬موظفة في ذلك مواردها املالية املادية البشرية توظيفا امثل في اطار قانوني‬
‫رقابي محدد‪ ،‬هذا الن معيار تطور و تقدم املنظمات حسب تقارير خبراء االقتصاديين يتمثل في مدى قدرتها في تبني و‬
‫تطبيق استراتيجيات االدارة االلكترونية‪.‬‬
‫اال انه يمكن ان يعترض هذه املنظمات خالل تطبيقاتها ملفهوم االدارة االلكترونية في اداءها االداري مجموعة من‬
‫التعقيدات والصعوبات الن عملية التحول الى التعامل االلكتروني ليست بالسهلة بل هي مضبوطة بتقنيات و استراتيجيات‬

‫‪383‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫و نظم قانونية و ادارية محكمة‪ ،‬خاصة تلك املتعلقة بخصوصية و امن بيانات مستخدميها و برامجها ألنه من املتعارف ان‬
‫أي جهاز الكتروني يمكن ربطه بالشبكة العنكبوتية يمكن اختراقه‪ ،‬لذا وجب عليها توفير نظام امني(حمائي‪ ،‬قانوني و تقني)‬
‫الكتروني كامل و خالي من العيوب لحماية خصوصية بياناتها و بيانات مستخدميها بدرجة عالية من الكتمان و السرية‪ ،‬و‬
‫عليه سنحاول من خالل هذه الدراسة تحديد نطاقات تطبيق استراتيجية االدارة االلكترونية في الجزائر‪ ،‬ثم التطرق الى‬
‫اهم الصعوبات التي تعترض طريقها من خالل طرح التساؤل التالي‪ :‬ماهي االستراتيجيات و التقنيات التي تعتمدها‬
‫املنظمات املعاصرة لحماية املمارسات االلكترونية ملستخدميها؟‬
‫أوال‪ :‬الدراسات السابقة‬
‫يعد الرجوع للدراسات السابقة خطوة ضرورية وأساسية في البحث العلمي‪ ،‬ويمكن عرض أبرز الدراسات التي‬
‫تناولت موضوع دراستنا في الجدول املبين ادناه‪:‬‬
‫حدود الدراسة‬ ‫نتائج الدراسة‬ ‫املنهجية املتبعة‬ ‫املرجع‬
‫قلة الدعم العلمي من طرف‬ ‫دراسة وصفية )تحليلية و ‪)1‬انظمة الحماية الحديثة‬ ‫*الزهراني‪ ،‬عبد هللا بن يحي‬
‫الجهات املختصة باألمن‬ ‫حماية قصوى‬ ‫مقارنة) باستخدام االستبانة ‪ .‬توفر‬ ‫سعيد الخزمري‪alzahrani ،‬‬
‫السيبراني للطالب والباحثين‬ ‫للمعلومات من خالل تحديد‬ ‫‪ ،abdullah yahya‬الشهري ‪،‬‬
‫في مختلف املجاالت‪.‬‬ ‫النقاط األكثرعرضة لالختراق‪،‬‬ ‫حسن بن احمد)‪،)2020‬‬
‫للهجمات‬ ‫والتصدي‬ ‫االمن‬ ‫"استراتيجيات‬
‫السيبرانية ‪.‬‬ ‫السيبراني في ضوء التقنيات و‬
‫‪(2‬من بين املعوقات االعتماد‬ ‫التحديات الحديثة‪ :‬دراسة‬
‫على برمجيات و أجنبية‪ ،‬وقلة‬ ‫مقارنة"‪ ،‬املستودع الرقمي‬
‫االهتمام بتوطين التقنية‪،‬‬ ‫لجامعة نايف العربية للعلوم‬
‫وتطوير الكفاءات املتخصصة‬ ‫االمنية‪ ،.‬اململكة العربية‬
‫املحلية‪.‬‬ ‫السعودية‪.‬‬
‫‪ (3‬التدابير الالزمة للحد من‬
‫هجمات االلكترونية تتمثل في‬
‫العمل على رفع مستوى الوعي‬
‫لدى املواطنين‪ ،‬وتطوير بنية‬
‫تحتية تواكب التطورات‬
‫التقنية ‪.‬‬
‫‪(3‬تعتبر الهجمات االمنية‬
‫السيبرانية من أبرز أنماط‬
‫جديدة للصراع الدولي من‬
‫خالل التأثير على االقتصاد‬
‫الوطني ‪.‬‬
‫‪ )4‬حتمية تبني استراتيجيات‬
‫تنظيمية و تقنية للتعامل‬
‫واالستجابة السريعة لحوادث‬
‫األمن السيبراني‪.‬‬
‫‪ )1‬اختيار شركاء تكنولوجيا‬ ‫دراسة وصفية تحليلية‪.‬‬ ‫محمد هادي)‪" )2021‬تحديات‬
‫مناسبين إلمكانية تقليل أعباء‬ ‫و استراتيجيات التحول الرقمي‬
‫االمتثال واألمن بشکل کبير‪.‬‬ ‫للمصالح الحكومية و منشآت‬

‫‪384‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫ويعني نموذج املسؤولية‬ ‫االعمال"‪ ،‬مجلة الجمعية‬


‫املشتركة لخدمات السحابة‬ ‫املصرية لنظم املعلومات و‬
‫عدم إدارة کل وجه من أوجه‬ ‫تكنولوجيا الحاسبات‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫االمتثال واألمن‪.‬‬
‫دراسة وصفية معتمدة على تتمثل استراتيجيات االمنية قلة اإلحصائيات الرسمية في‬ ‫محمد بن محمد البكري‪،‬‬
‫في‪ )1:‬تأمين أجهزة الحواسيب هذا املجال‪.‬‬ ‫االستبانة كأداة للدراسة‪.‬‬ ‫الشريف‪ ،‬احمد علي)‪،)2020‬‬
‫داخل وزارة التعليم‬ ‫"دور التخطيط االستراتيجي في‬
‫‪-‬سرعة معالجة األحداث‬ ‫تحقيق االمن املعلوماتي في‬
‫األمنية التي تتعرض للشبكة‬ ‫وزارة التعليم باململكة العربية‬
‫‪ )2‬تسهيل إجراءات العمل‬ ‫السعودية"‪ ،‬املستودع الرقمي‬
‫اإلداري بين اإلدارات في وزارة‬ ‫لجامعة نايف العربية للعلوم‬
‫التعليم بما يساهم في إنجاز‬ ‫االمنية‪ ،.‬اململكة العربية‬
‫األعمال بسرعة ودقة‪.‬‬ ‫السعودية‪.‬‬
‫‪ )1‬ان الحماية الصارمة تعقد‬ ‫دراسة وصفية تحليلية‬ ‫‪Holly Porteous (2018),‬‬
‫عمل وكاالت االمن القومي‬ ‫‪¨cyber sécurité: défis‬‬
‫خاصة في تطبيقها للقانون‪.‬‬ ‫‪techniques‬‬ ‫‪et‬‬
‫‪ )2‬تشجيع املبرمجين على‬ ‫‪stratégiques¨,‬‬
‫برمجة أنظمة الكترونية كاملة‬ ‫‪bibliothèque‬‬ ‫‪du‬‬
‫وخالية من العيوب من البداية‬ ‫‪parlement, canada.‬‬
‫لتفادي اخترقها‪.‬‬
‫‪ )1‬استحداث تشريعات تتطرق‬ ‫دراسة وصفية‬ ‫قش ي الصالح‪ ،‬قرفي عمار‪،‬‬
‫للمسؤولية القانونية الناجمة‬ ‫حمزة رملي)‪ "،)2018‬البنوك‬
‫عن التعرض لالختراق‬ ‫االلكترونية مخاطرها و طرق‬
‫الخصوصية‪ ،‬وتنظيم الوسائل‬ ‫الحماية منها"‪ ،‬املستودع‬
‫املستخدمة في توفير األمان‬ ‫الرقمي للمركز الجامعي ميلة‪،‬‬
‫املعلوماتي والثقة بين‬ ‫الجزائر‪.‬‬
‫املتعاملين على غرار‪.‬‬
‫‪)2‬ضرورة اجراء تعديالت في‬
‫التشريعات املتعلقة بعملية‬
‫اإلثبات والتوثيق‪ ،‬بحيث تمنح‬
‫املزيد من االعتراف وتزيد من‬
‫قانونية وحجية املستندات‬
‫اإللكترونية كوثيقة للمعامالت‬
‫البنكية اإللكترونية‪ ،‬كما‬
‫تسمح بتوفير قدر كبير من‬
‫الحماية والسرية من خالل‬
‫تقنية التوقيع اإللكتروني‬
‫الذي يحدد الهوية املتعاملين‬
‫بشكل إلكتروني ويؤكد أن‬
‫الوثائق املتبادلة أصلية ولم‬
‫تتعرض إلى تحريف‪.‬‬

‫‪385‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫‪ )1‬ضرورة اجراء دورات‬ ‫عبد الرؤوف دباش‪ ،‬ذبيح دراسة وصفية‬


‫تدريبية تشمل جميع العاملين‬ ‫هشام)‪"،)2017‬وسائل الدفع‬
‫في طرق الحماية القانونية‪.‬‬ ‫ما بين الحماية التقنية و‬
‫‪(2‬دعم جهود البحث العلمي في‬ ‫للمستهلك‬ ‫القانونية‬
‫تطوير تقنيات جديدة لوسائل‬ ‫االلكتروني"‪ ،‬مجلة االجتهاد‬
‫الدفع‪.‬‬ ‫القضائي لجامعة بسكرة‪،‬‬
‫‪)3‬االستفادة من الخبرات‬ ‫الجزائر‪.‬‬
‫االجنبية في املجالين التقني و‬
‫القانوني‪.‬‬
‫‪(1‬الخصوصية في العصر‬ ‫عبيزة منيرة)‪"،)2018‬حماية دراسة وصفية‬
‫املعلوماتي أصبحت غيرمحمية‬ ‫الخصوصية‬ ‫البيانات‬
‫و هشة خاصة مع انتشار‬ ‫للمستهلك االلكتروني‪-‬على‬
‫وسائل االتصال و شبكة‬ ‫ضوء التشريع الجزائري‪،"-‬‬
‫االنترنيت ‪.‬‬ ‫املستودع الرقمي للمركز‬
‫‪ )2‬املشرع الجزائري حرص‬ ‫الجامعي ميلة‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫على امن و حماية خصوصية‬
‫األفراد في مجال املعلوماتية‬
‫حيث اقر عقوبات رادعة لكل‬
‫من يتعدى على حرمة حياة‬
‫الخاصة كما وضع مجموعة‬
‫من الوسائل التقنية لحماية‬
‫البيانات الخاصة للمتعامل‬
‫اإللكتروني كتقنية التشفير‬
‫اإللكتروني‬ ‫والتصديق‬
‫ولضمان هذه الحماية فرض‬
‫مجموعة من االلتزامات و‬
‫عقوبات في حالة املخالفة لها‪.‬‬
‫‪)1‬زيادة عدد مستخدمي شبكة‬ ‫حسين قوادرة)‪" ،)2020‬الردع دراسة وصفية تحليلية‪.‬‬
‫االنترنت و مو اقع التواصل‬ ‫السيبراني بين النظرية و‬
‫االجتماعي ادى الى زيادة عدد‬ ‫التطبيق "‪ ،‬املستودع الرقمي‬
‫الجرائم االلكترونية مما جعل‬ ‫لجامعة ام البواقي‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫كشف هوية املجرمين عملية‬
‫صعبة‪.‬‬
‫‪)2‬غياب التنسيق بين الدول‬
‫فيما يخص بالجرائم العابرة‬
‫للقارات‪.‬‬
‫‪)3‬على االجهزة االمنية مواكبة‬
‫التطورات و ذلك باستغاللها‬
‫لجميع امكاناتها‪.‬‬
‫‪)4‬نشر التوعية لضمان الحد‬
‫االدنى من االمان‪.‬‬

‫‪386‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫تفعيل القوانين و تطبيقها‬


‫بصرامة‪.‬‬
‫دراسة وصفية تحليلية على الدول تطوير البنية‬ ‫اميرة محمد محمد سيد‬
‫باستخدام االستبانة في عملية التحتية الرقمية ملواكبة‬ ‫احمد)‪" ،)2021‬استراتيجيات‬
‫جمع البيانات باإلضافة الى تطورات الثورة الصناعية‬ ‫مكافحة الجرائم االلكترونية‬
‫الخامسة و ذلك من خالل‬ ‫تحليل وثائق‪.‬‬ ‫في العصر املعلوماتي تعزيزا‬
‫تخصيص ميزانية للمنظومة‬ ‫لرؤية مصر ‪ ،"2030‬مجلة‬
‫االمنية السيبرانية و تعزيز‬ ‫البحوث اإلعالمية‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫التعاون الدولي في هذا املجال‪.‬‬
‫إن الجريمة االلكترونية تمس حداثة ظاهرة الجريمة‬ ‫دراسة وصفية‪.‬‬ ‫فريجه حسين‪ ،‬فريجه رمزي‬
‫و اإللكترونية وعدم املام املشرع‬ ‫الشخصية‬ ‫بالحياة‬ ‫بهاء الدين)‪" ،)2019‬حماية‬
‫مصالحهم كما تنال من األمن الجزائري بجميع جوانبها‪.‬‬ ‫املرفق العام من الجريمة‬
‫القومي‪.‬‬ ‫اإللكترونية"‪ ،‬املستودع الرقمي‬
‫لجامعة محمد بوضياف‬
‫املسيلة‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫الجدول‪ :01‬الدراسات السابقة‬
‫املصدر‪ :‬من اعداد الباحثين‬
‫‪ .1‬نقد الدراسات‪:‬‬
‫نستخلص من خالل الدراسات السابقة املبينة في الجدول ان حماية خصوصية البيانات في العالم الرقمي هي عملية‬
‫حتمية وليس مجرد اجراء شكلي‪ ،‬تكون مخرجاتها مجموعة من الوسائل و االجراءات في مختلف امليادين التنظيمية و‬
‫القانونية و كذا التقنية‪ ،‬بوصفها عملية تكاملية و تبادلية‪ ،‬فمن غير الصحيح االعتقاد ان استخدام بعض التقنيات التي‬
‫تقوم بحماية بيانات املتعاملين كفيل بتحقيق حماية مثالية ‪ ،‬كما انه من غير الصحيح الجزم بانه بمجرد التزام جهات‬
‫التنظيمية املختصة بجمع املعلومات باحترام الخصوصية يحقق حماية او مساءلة قانونية في حال حصول اختراق‪ ،‬اما‬
‫الخطأ االكبر هو اغفال اهمية الجانب الحمائي و الرقابي القانوني وتكامله مع سابقيه التقني و التنظيمي‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬البعد االستراتيجي و التنظيمي في حماية خصوصية املمارسات االلكترونية للمتعاملين الرقميين‬
‫ان الهدف االساس ي للمنظمات في عصرنا الحالي هو الحفاظ على عمالئها باإلضافة الى استقطاب عمالء جدد‬
‫محتملين و لتحقيق ذلك تبنت حزمة من السياسيات و االستراتيجيات التنظيمية خاصة تلك املتعلقة بالشق االمني لحماية‬
‫خصوصية بيانات متعامليها من االختراق بحيث وجب عليها ترجمتها الى خطط عمل على ارض الواقع‪ .‬ومن بين هذه‬
‫االستراتيجيات نجد‪:‬‬
‫‪ .1‬استراتيجية توضيح الرؤية‪( :‬محمد‪ ،2021 ،‬صفحة ‪)11‬‬
‫في هذه النقطة يجب على االدارة التركيز على النتائج و البدا بها بدال من الوصول الى االحتياجات عند ظهورها‪ ،‬و‬
‫ذلك بتعريف النتائج و تحديدها بشروط ملموسة قابلة للقياس‪ ،‬و بمجرد القيام بذلك تقوم جهات مختصة خبيرة‬
‫بتعريف مسار التطبيق املالئم لها‪.‬‬
‫في هذا السياق يحب على املنظمة ان تتوافر على البنية التحتية املالئمة لهذه املمارسات‪ ،‬ففي بعض االحيان تجد نفسها‬
‫مثقلة بعبء العمل التكنولوجي بتقليص دور مركز بياناتها او بشراء خدمات حل البرمجيات بدال من تصميم تطبيق خاص‬
‫بها يتماش ى مع طبيعتها عملها و بيئتها‪ ،‬لتحقيق هذا كله يجب اتباع ثالث خطوات رئيسة و التي يمكن تمثيلها في الشكل االتي‪:‬‬

‫‪387‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫الشكل‪ :1‬الخطوات املنهجية للتخطيط االستراتيجي‬


‫املصدر (احمد‪ ،2021 ،‬صفحة ‪)1794‬‬
‫‪1.1‬اين نقف‪ :‬يتم تحليل و دراسة الوضعية الحالية الستخراج نقاط القوة و نقاط الضعف في البيئة الداخلية للمنظمة‪،‬‬
‫وكذا تحديد الفرص و التهديدات بالنسبة للبيئة الخارجية باالعتماد على اداة التحليل االستراتيجي ‪ SWOT‬بهدف تفادي‬
‫جرائم االمن االلكتروني او التقليل منها رافعة بذلك كفاءة ادائها في مجال االمن السيبراني‪.‬‬
‫‪2.1‬الى اين نريد ان نصل‪ :‬و يتمثل ذلك في تحديد اهداف و ركائز هذه االستراتيجية والتي تتمثل في‪:‬‬
‫‪ -‬تعزيز سياسات الحمائية و االمنية االلكترونية من خالل توفير بنية تحتية الكترونية فعالة في مواجهة الثغرات‬
‫و االختراقات االمنية‪ ،‬معتمدة في ذلك على تقنيات الذكاء االصطناعي‪.‬‬
‫‪ -‬تعزيز التعاون بين الجهات املختصة في االدارة و اجهزة الدولة ذات الصلة ملواجهة مخاطر و تهديدات الفضاء‬
‫االلكتروني و االستجابة السريعة في حال وجود هجمات‪.‬‬
‫‪3.1‬كيف نصل‪ :‬يتم في هذه املرحلة تحديد السائل و االليات التي تساعد في تطبيق االستراتيجية على ارض الواقع اي‬
‫االنتقال من الوضعية الحالية (اين نقف؟) الى الوضعية املرجوة (الى اين نريد ان نصل؟)‬
‫‪ .2‬استراتيجية تعزيزالتعاون القيادي‪:‬‬
‫ان عملية االتصال النشط في املنظمة بين قسم التطوير و تكنولوجيا املعلومات و باقي اقسام املنظمة عنصرا مهما‬
‫في زيادة سرعة االستجابة و التدخل في حل وجود خلل قبل استفحاله ‪،‬حيث يستحدث متخذو القرار حلوال ابتكارية جديدة‬
‫و سريعة لتجنب مخاطر الفشل في الغالب‪ ،‬حيث يمكن مشاركة تكنولوجيا املعلومات باستمرار في عملية التخطيط‬
‫املستهدف‪( .‬محمد‪ ،2021 ،‬صفحة ‪)11‬‬
‫‪.3‬استراتيجية تحديث مداخل تكنولوجيا املعلومات‪:‬‬
‫تتمثل في تطوير قدرات و مهارات العاملين خاصة املختصين في امن املعلومات من خالل عدة اليات و املتمثلة في‪:‬‬
‫‪ -‬تزويدهم بأحدث االجهزة و البرامج التقنية‪ ،‬للحصول على بيانات دقيقة بهدف تحديد مواطن الضعف في‬
‫البرمجيات تفاديا الختراقها‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة كفاءات و مهارات املختصين االمنية في الفضاء املعلوماتي بهدف تكييفهم مع التطورات املعرفية املتسارعة‪.‬‬

‫‪388‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫‪ -‬التدريب املستمر للكوادر االمنية و تأهليهم بمهارات احترافية عالية وفق هذا املعايير املهنية املعترف بها على كيفية‬
‫التعامل مع تلك الهجمات‪ ،‬و رفع درجة الوعي لديهم باملخاطر و التهديدات املصاحبة للتطور السريع الستخدام‬
‫التكنولوجيا‪.‬‬
‫‪ -‬عقد ورشات تكوينية باستمرار عن الذكاء السيبراني االستراتيجي‪ ،‬وكيفية تطبيقه في االقسام الوظيفية الحيوية‬
‫في املنظمة بهدف تقليل من مخاطر الهجمات السيبرانية املحتملة‪( .‬محمد‪ ،2021 ،‬صفحة ‪)13‬‬
‫‪ .4‬األطراف املستهدفة الستراتيجية الحماية واالمن السيبراني )الشركاء األساسيون لالستراتيجية املستهدفة)‬
‫يستعرض الشكل ادناه فواعل استراتيجية الحماية و االمن االلكتروني‪:‬‬

‫الشكل الثاني ‪ :‬األطراف املستهدفة الستراتيجية الحماية‪.‬‬


‫املصدر‪ :‬من اعداد الباحثين‬
‫ان التفاعل بين هذه االطراف الثالث الدولة ممثلة في االجهزة االمنية و النصوص القانونية ‪ ،‬االدارة باعتبارها‬
‫مقدمة الخدمة و صاحبة السلطة في اتخاذ القرار و املتعاملين مع االدارة كونهم معنيين بهته املمارسات امر مهم تستجوبه‬
‫املخاطر الواسعة متعددة املصادر التي تواجه خصوصية االفراد و بياناتهم في الفضاء الرقمي‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬البعد القانوني في حماية خصوصية املمارسات االلكترونية للمتعاملين الرقميين‬
‫تقوم الجريمة االلكترونية كغيرها من الجرائم بفعل أو امتناع عن القيام بفعل‪ ،‬لكن االختالف هنا يكمن في‬
‫استخدام املجرمين فيها لتقنيات رقمية بهدف احداث اضرار للطرف االخر عمدا و بطريقة غير شرعية‪ ،‬بحيث تعتبر‬
‫الحماية القانونية للخصوصية مرتكزا اساسيا لتحقيق تكاملية حماية الخصوصية في البيئة الرقمية‪ ،‬وهو ما دفع املشرع‬
‫الجزائري غرارا باقي التشريعات في العالم الى استحداث مجموعة من القوانين خاصة تلك العقابية لدرع هذه املمارسات‬
‫االجرامية ‪ ،‬باإلضافة الى تخصيصه دوائر قضائية ملرتكبي تلك الجرائم لسرعة البت في تلك القضايا‪ ،‬حيث قسمها الدكتور‬
‫فريجه حسين استاد في كلية الحقوق الى جرائم مرتكبة ضد االموال و جرائم اخرى تمس الحياة الشخصية لألشخاص ما‬
‫يهمنا في دراستنا هو النوع االول‪:‬‬

‫‪389‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫الشكل الثالث‪ :‬تقسيمات الجريمة االلكترونية‬


‫املصدر‪ :‬من اعداد الباحثين استنادا الى تقسيمات فريجه حسين‪.‬‬
‫‪.1‬الجرائم املرتكبة باستخدام النظام املعلوماتي‪ :‬تختلف الجرائم التي ترتكب بواسطة النظام املعلوماتي ما بين جرائم‬
‫اقتصاديه أو قرصنة املعلومات أو ذات طابع سياس ي أو متعلقة باألمن القومي وقد تقع هذه الجرائم على األشخاص‬
‫الطبيعية أو االعتبارية (الدين‪ ،2019 ،‬صفحة ‪)11‬‬
‫‪1.1‬الحماية القانونية من جرائم املتعلقة بالتحويل الرقمي لألموال‪:‬‬
‫نظام التحويل اإللكتروني لألموال يقصد منه اعطاء الصالحية ألحد البنوك للقيام بعملية نقل و تحويل االموال‬
‫الدائنة واملدينة إلكترونيا من حساب بنكي إلى حساب بنكي الى آخر‪ ،‬ويتم التالعب في نظام التحويل اإللكتروني لألموال بأي‬
‫تقنية من تقنيات االحتيال الرقمي ‪ ،‬حيث يتم التالعب عند إدخال البيانات أو في برامج الكمبيوتر أو في املكونات املادية له‬
‫أو أثناء عملية نقل البيانات إلكترونيا‪ ،‬ومن بين وسائل الحماية القانونية نجد‪:‬‬
‫االعتراف الرسمي للمشرع الجزائري بوسائل الدفع و ذلك بعد اصداره لقانون النقد والقرض رقم ‪ 11-03‬املؤرخ‬
‫في ‪ 26‬أوت ‪ 2003‬املعدل واملتمم والذي أخذ اساليب الوفاء الحديثة وذلك بموجب املادة ‪ 69‬منه التي جاء فيها‪" :‬تعتبر‬
‫وسائل دفع كل األدوات التي تمكن كل شخص من تحويل األموال مهما يكن السند أو األسلوب التقني املستعمل" ‪( .‬االمر‬
‫رقم ‪ 11-03‬املؤرخ في ‪ 26‬اوت ‪ ،2003‬املتعلق بالنقد و العرض‪ ،2003 ،‬صفحة ‪)11‬‬
‫كما اعترف املشرع الجزائري بالتصديق االلكتروني‪ ،‬الذي يتميز بان له عدة فوائد من شأنها توسيع ملمارسات‬
‫االلكترونية في الفضاء االلكتروني‪ ،‬فهذه التكنولوجيا تسمح برفع مستوى األمن والخصوصية للمتعاملين من خالل تأكد‬
‫من اصلية املعلومات وكذا من هوية املرسل و مستقبل الوثيقة االلكترونية فقد و تناول املشرع الجزائري نظام الكتابة‬
‫االلكترونية فقد نصت املادة ‪ 323‬مكرر ‪ 1‬من القانون املدني بقولها‪" :‬يعتبر اإلثبات بالكتابة في الشكل االلكتروني كاإلثبات‬

‫‪390‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫بالكتابة على الورق‪( ".......‬القانون ‪ 01-05‬املؤرخ في ‪ 20‬جويلية ‪،‬املعدل و املتمم لألمر رقم ‪ 58-75‬املتضمن القانون‬
‫املدني‪ ،2005 ،.‬صفحة ‪)50‬‬
‫وكان تعديل القانون التجاري الجزائري بموجب األمر رقم ‪ 05-02‬املؤرخ في ‪ 16‬فيفري ‪ 2005‬و الذي نص على طرق‬
‫الوفاء االلكترونية إذ أضاف فقرة جديدة لنص املادة ‪ 414‬التي تتكلم عن الوفاء في السفتجة والتي جاء فيها‪..." :‬يمكن أن‬
‫يتم هذا التقديم أيضا بأية وسيلة تبادل الكترونية محددة في التشريع والتنظيم املعمول بها"‪ ،‬كما تم إضافة نفس الفقرة‬
‫إلى املادة ‪ 502‬بمناسبة تقديم الشيك للقبول‪( .‬القانون التجاري الجزائري‪ ،.‬صفحة ‪)70‬‬
‫‪2.1‬الجرائم املتعلقة بغسيل االموال االلكتروني‪:‬‬
‫يقصد بها نقل األموال املتحصل عليها من مصدر غير مشروع بقصد اعطائها طابعا شرعيا ‪ ،‬فعملية التحويل‬
‫اإللكتروني لهذه األموال ال يشوبها أي تالعب إال أن صفة عدم املشروعية يعود إلى مصدر هذه األموال ذاتها ‪ .‬و تتم عبر‬
‫االنترنت باستخدام البنوك حيث تتم العمليات املصرفية بطريقة الكترونية سريعة‪ ،‬حيث نصت املادة ‪ 389‬مكرر من‬
‫قانون العقوبات على أنه يعتبر تبييض لألموال كل‪:‬‬
‫‪- -‬تحويل املمتلكات أو نقلها مع علم الفاعل بأنها عائدات إجرامية بغرض إخفاء أو تمويه املصادر غير املشروع‬
‫لتلك املمتلكات أو مساعدة أي شخص متورط في ارتكاب الجريمة األصلية التي تأتت منها هذه املمتلكات ‪ ،‬على‬
‫اإلفالت من اآلثار القانونية لفعلته‪.‬‬
‫‪ -‬إخفاء أو تمويه الطبيعة الحقيقية للممتلكات أو مصدرها أو مكانها أو كيفية التصرف فيها أو حركتها أو الحقوق‬
‫املتعلقة بها‪ ،‬مع علم الفاعل أنها عائدات إجرامية‪.‬‬
‫‪- -‬اكتساب املمتلكات أو حيازتها أو استخدامها مع علم الشخص القائم بذلك وقت تلقيها أنها تشكل عائدات‬
‫إجرامية‪.‬‬
‫‪ -‬املشاركة في ارتكاب أي من الجرائم املقرر وفقا لهذه املادة‪ ،‬أو التواطؤ أو التآمر على ارتكابها ومحاولة ارتكابها‬
‫واملساعدة والتحريض على ذلك وتسهيله وإسداء املشورة بشأنه‪( .‬الدين‪ ،2019 ،‬صفحة ‪)13‬‬
‫‪3.1‬الجرائم املتعلقة بإتالف املعلومات‪:‬‬
‫تستخدم كلمة فيروس للداللة على كل البرامج الخبيثة التي تسبب إتالفا ألنظمة املعالجة ويوجد منها أنواع كثيرة‬
‫مثل فيروس الدودة وحصان طروادة ‪ ،‬والقنبلة املوقوتة ( املنطقية ) وهذه تتسبب في إتالف املكونات املنطقية للحاسب‬
‫اآللي أو تعطيل شبكات الكمبيوتر عن تأدية مهامها (مطر‪ ،2008 ،‬صفحة ‪)140‬حيث عالج القسم السابع مكرر في قانون‬
‫العقوبات الجزائري الجرائم املتعلقة باملساس بأنظمة املعالجة االلية للمعطيات فقد نصت املادة ‪ 394‬مكرر ‪ 3‬من قانون‬
‫العقوبات الجزائري على أنه‪ ":‬يعاقب بالحبس من ثالثة أشهر إلى سنة وبغرامة مالية من ‪ 50000‬دج إلى ‪ 100,000‬دج كل‬
‫من يدخل أو يبقي عن طريق الغش في كل أو جزء من منظومة للمعالجة اآللية للمعطيات أو يحاول ذلك ‪ .‬و تضاعف‬
‫العقوبة إذا ترتب على ذلك حذف أو تغيير ملعطيات املنظومة‪ ،‬إذا ترتب على األفعال املذكورة أعاله تخريب نظام اشتغال‬
‫املنظومة تكون العقوبة من ‪ 6‬أشهر إلى سنتين‪…”.‬‬
‫كما سن قانون الجريمة االلكترونية رقم‪ 04-09:‬املؤرخ في ‪ 05‬اوت ‪ ،2009‬والذي تضمن القواعد الخاصة للوقاية‬
‫من الجرائم املرتبطة بتكنولوجيا االعالم و االتصال و مكافحتها‪.‬‬
‫‪4.1‬الجرائم املتعلقة بالتجارة االلكترونية‪:‬‬
‫تعتبر التجارة االلكترونية بانها عملية تتيح حركة بيع وشراء وتأجير السلع والخدمات واملعلومات عبر شبكة‬
‫اإلنترنت بصورة افتراضية ويتم دفع ثمنها بالنقود اإللكترونية ‪( .‬حجازي‪ ،2002 ،‬صفحة ‪)44‬‬

‫‪391‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫فقد تناول املشرع الجزائري نظام الكتابة االلكترونية بنص املادة ‪ 323‬مكرر ‪ 1‬من القانون املدني بقوله‪" :‬يعتبر‬
‫اإلثبات بالكتابة في الشكل االلكتروني كاإلثبات بالكتابة على الورق‪".‬‬
‫ّ‬
‫واملالحظ من املشرع الجزائري قد نص على بعض النصوص القانونية املتعلقة باملمارسات االلكترونية دون التطرق‬
‫الى النظام القانوني الذي يحكم العقد اإللكتروني‪ ،‬فهو لم يتطرق إلى تعريفه بل اتى بحلول قانونية جزئية يشوبها الكثير‬
‫من الغموض دون ان يغطي جميع الجوانب الخاصة بهاته املمارسات االلكترونية‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬البعد التقني في حماية خصوصية املمارسات االلكترونية للمتعاملين الرقميين‬
‫يتعلق هذا الجانب بكل ما هو تقني لحماية املنظومة التقنية االلكترونية من االختراقات والتهديدات في هاته البيئة‬
‫الرقمية‪ ،‬ويتم االرتقاء بتلك اآلليات بعدة طرق‪ ،‬وتتمثل في‪:‬‬
‫‪- -‬استخدام تقنيات وبرمجيات حماية متطورة للبريد اإللكتروني وللحسابات الرسمية‪ ،‬مضادة للفيروسات قادرة‬
‫على التصدي ألي هجمات و تهديدات مشبوهة‪ ،‬ولرفع كفاءة معايير األمن واألنظمة‪ ،‬قادرة على معالجة املخاطر‬
‫الرقمية املتعلقة بالحوسبة السحابية للبنيات التحتية الحيوية‪.‬‬
‫‪- -‬تطوير البرمجيات املقاومة للهجمات االلكترونية من خالل تزويد أنظمة حماية املعلومات بأحدث األساليب‬
‫وخصوصا تقنيات الذكاء االصطناعي‪ ،‬للوقوف في وجه التهديدات والهجمات السيبرانية املحتملة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫والتقنيات‬
‫‪- -‬التحديث املستمر لبرامج مكافحة التجسس و التهكير وإيجاد أقص ى درجات الحماية للبيانات‪.‬‬
‫‪- -‬عمل شفرات الكتشاف الهجمات املحتملة وتتبع مسارها‪ ،‬وإنشاء نظام اإلنذار املبكر لرصد الهجمات‬
‫والتهديدات السيبرانية املتوقعة وذلك من خالل استخدام برنامج محاكاة لتقنيات الهجوم الرقمية الفعلية‬
‫لكشف نقاط الضعف األمنية‪.‬‬
‫‪- -‬اتباع سياسة فعالة وقوية لتشفير البيانات واملعلومات الحساسة والتركيز على أمن التقنية السحابية‪( .‬احمد‪،‬‬
‫‪ ،2021‬صفحة ‪)1801‬‬
‫خامسا ‪ :‬تكاملية الحلول التقنية و التنظيمية و القانونية‬
‫ان الحماية الشخصية لبيانات املتعاملين في البيئة االلكترونية يستدعي‪:‬‬
‫‪- -‬توفير ادوات حماية تقنية تمنع عملية جمع بيانات الشخصية للمتعاملين التي تتم دون علمهم او على االقل‬
‫التقليص منها‪ ،‬وكذا توفير تقنيات تسمح للمتعاملين الولوج الى الفضاء الرقمي بقدر من التخفي ألغراض‬
‫االستخدام‪.‬‬
‫‪- -‬توفير انظمة قانونية مالئمة لتنظيم مسائل املتعلقة بالحماية‪ ،‬و يشمل ذلك تشريعات و تنظيمات و وسائل‬
‫الحماية التعاقدية كسياسات الخصوصية املالئمة التي تلزم بها جهات الخدمات التقنية نفسها او عقود تبادل‬
‫املعلومات املناسبة التي تبرم لتغطية تحويل البيانات خارج الحدود للدول التي ال تتوفر فيها تشريعات خاصة‬
‫بالحماية املناسبة ‪.‬‬
‫‪ -‬تبني استراتيجيات التعامل االدارية و التنظيمية املالئمة لإلدارات و املتعاملين معها لتحقيق الحماية القصوى‪.‬‬
‫فمن غير املقبول االدعاء بان توفير وسائل الحماية القانونية كفيل بحماية الخصوصية في حين ان االليات التقنية‬
‫و التنظيمية لديها ال تتوفر فيه ضوابط او معايير تكفل سالمة االلتزام بموجبات القانون‪ ،‬و ال يمكن في املقابل االدعاء‬
‫بان الجهات املعنية بتقديم الخدمة التقنية الزمت بقواعد الحماية من خالل توفير االليات التقنية و الفنية في نشطاها‬
‫في وقت اخر تهمل الجانب القانوني‪ ،‬فتكاملية الحلول ضرورة ملحة تفرضها املخاطر الواسعة التي تواجه خصوصية‬
‫االفراد و بياناتهم فب العالم الرقمي‪.‬‬

‫‪392‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫الشكل الرابع‪ :‬عناصر تكاملية املمارسات االلكترونية‬


‫املصدر‪ :‬من اعداد الباحثين‬
‫سادسا‪ :‬عرض التجربة الجزائرية في مجال حماية املمارسات اإللكترونية للمتعاملين االلكترونيين‬
‫مازالت الجزائر في خطواتها االولى في تبني مفهوم االدارة االلكترونية ‪ ،‬اال انه ال يمكن االنكار بان هنالك جهود في هذا‬
‫املجال‪ ،‬فقد تبنت بعض ادارات و الجامعات هذا املفهوم بإنشاء العديد من املواقع بعرض تقديم خدماتها بغية القضاء‬
‫على البيروقراطية و املحسوبية و املركزية و لتقريب االدارة من املواطن‪ ،‬فقد بلغ عدد مشتركي االنترنت في الجزائر ‪26‬‬
‫مليون مشترك في شهر جانفي سنة ‪ 2021‬اي ما يقارب حوالي ‪ %60‬من اجمالي عدد السكان حسب تقرير ملنصة ‪DATA‬‬
‫‪portals‬املختصة في احصائيات املرتبطة باستخدام االنترنت و الهواتف النقالة‪ ،‬كما احتلت املرتبة ‪ 108‬عامليا و ‪ 14‬عربيا‬
‫في مجال االمن السيبراني و هو ترتيب متدني مقارنة باإلمكانيات التي تتوافرها و مقلق في نفس الوقت ألنها يمثل حجر عثرة‬
‫موسعة بشكل كبير‪،‬‬ ‫تعترض عملية بناء املجتمع االلكتروني‪ ،‬و هذا يعود الى ان الجزائر ال تمتلك بعد منظومة نقدية رقمية ّ‬
‫ً‬
‫وغالبا ما يتم نشر هذه البرمجيات عن طريق مواقع إلكترونية مخترقة أو احتيالية أو عبر رسائل البريد غير املرغوب فيها‪.‬‬
‫وتقوم هذه األخيرة‪ ،‬بعد أن تتمكن من إصابة املستخدمين‪ ،‬بتهكير و محاكاة صفحات الدخول للخدمات املصرفية الرسمية‬
‫والسطو على معلومات املستخدمين الشخصية‪ ،‬مثل بيانات الحسابات املصرفية أو كلمات املرور أو بيانات بطاقة الدفع‬
‫الخ‪....‬‬
‫هذا راجع الى ان املتعامل الجزائري ال يستطيع التفريق بين التطبيقات املرخصة و الغير مرخصة أو الخبيثة‪،‬‬
‫حيث يقوم بتحميل تطبيقات أو برامج من أماكن غير موثوقة قد تحتوي على برامج للتهكير و التجسس وسرقة البيانات‬
‫غير ان بعض اإلدارات العمومية الحساسة في الجزائر تستخدم هذه البرامج املقرصنة دون األخذ بعين االعتبار مخاطرها‬
‫األمنية في املجال االلكتروني‪.‬‬
‫ّ‬
‫ان حماية األمن اإللكتروني للمتعاملين الجزائريين في هذه املنصات الرقمية امر ضروري البد منه‪ ،‬والحلول‬
‫القانونية و االمنية وحدها غير كافية‪ ،‬و الوسائل التقنية مهما بلغت فعاليتها ايضا ال تكفي و ال االستراتيجيات التنظيمية‬
‫و سياسات الحمائية وحدها بل يجب توافر هذه العناصر الثالث مجتمعة لتحقيق ذلك‪.‬‬
‫من خالل ما سبق ذكره ‪ ،‬وفي اطار اإلجابة على اإلشكالية املطروحة مسبقا اتضح لنا أن الحماية مركب غير قابل‬
‫للتجزئة من ثالث عناصر ‪:‬القانون‪/‬التقنية ‪/‬استراتيجيات تنظيمية‪.‬‬
‫الخاتمة‬
‫ان تكنولوجيا املعلومات الحديثة يمكنها أن تساعد املنظمات املختلفة في تحسين الخدمات التي تقدمها‪ ،‬ومساندة‬
‫االنتعاش االقتصادي الوطني ‪ ،‬وتأكيد املرونة الالزمة‪ ،‬وزيادة التعاون اآلمن‪ ،‬اال ان االستخدام املتزايد لها ساهم في ظهور‬

‫‪393‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫و تكاثر عدة انواع من الجرائم اإللكترونية‪ ،‬حيث تتميز هذه بكونها جرائم سهلة الوقوع فيها ‪،‬إذا لم يتم السيطرة عليها‬
‫تماما غير ممكن شأنها شأن بقية الجرائم التقليدية األخرى‪ ،‬ولكن يمكن‬‫سوف تصبح غاية في الخطورة ‪ ،‬فالقضاء عليها ً‬
‫تطبيق سياسات وآليات مالئمة لتقليل من مخاطرها ‪ ،‬ألنه بقدر تطور أساليب وتقنيات الجريمة تتطور أساليب مكافحتها‬
‫و القضاء عليها‪ ،‬فالحد منها يتطلب تعاون مشترك من كافة الجهات املعنية للحفاظ على املمارسات االلكترونية للمتعاملين‪.‬‬
‫قائمة املراجع‪:‬‬
‫• الزهراني‪ ،‬عبد هللا بن يحي سعيد الخزمري(‪ ،alzahrani abdullah yahya ،)2020‬الشهري ‪ ،‬حسن بن احمد‪،‬‬
‫"استراتيجيات االمن السيبراني في ضوء التقنيات و التحديات الحديثة‪ :‬دراسة مقارنة"‪ ،‬املستودع الرقمي لجامعة‬
‫نايف العربية للعلوم االمنية‪ ،.‬اململكة العربية السعودية‪.‬‬
‫• اميرة محمد محمد سيد احمد(‪" ،)2021‬استراتيجيات مكافحة الجرائم االلكترونية في العصر املعلوماتي تعزيزا لرؤية‬
‫مصر ‪ ،"2030‬مجلة البحوث اإلعالمية‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫• بارة سميرة(‪ "،)2017‬االمن السبراني في الجزائر –السياسات و املؤسسات‪ ،"-‬املجلة الجزائرية لألمن االنساني ‪-‬جامعة‬
‫قاصدي مرباح‪ -‬ورقلة ‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫• حسين قوادرة(‪" ،)2020‬الردع السيبراني بين النظرية و التطبيق "‪ ،‬املستودع الرقمي لجامعة ام البواقي‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫• عبد الرؤوف دباش(‪ ،)2017‬ذبيح هشام‪" ،‬وسائل الدفع ما بين الحماية التقنية و القانونية للمستهلك االلكتروني"‪،‬‬
‫مجلة االجتهاد القضائي لجامعة بسكرة‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫• عبد الفتاح بيومي حجازي(‪" ،)2002‬النظام القانوني لحماية التجارة اإللكترونية‪ ،‬الكتاب األول – نظام التجارة‬
‫اإللكترونية وحمايتها مدنيا"‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪.‬‬
‫• عبيزة منيرة(‪" ،)2018‬حماية البيانات الخصوصية للمستهلك االلكتروني‪-‬على ضوء التشريع الجزائري‪ ،"-‬املستودع‬
‫الرقمي للمركز الجامعي ميلة‪ ،‬الجزائر ‪.‬‬
‫عصام عبد الفتاح مطر(‪" ،)2008‬الحكومة اإللكترونية بين النظرية والتطبيق"‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪،‬‬ ‫•‬
‫االسكندرية‪.‬‬
‫فريجه حسين(‪ ،)2019‬فريجه رمزي بهاء الدين‪" ،‬حماية املرفق العام من الجريمة اإللكترونية"‪ ،‬املستودع الرقمي‬ ‫•‬
‫لجامعة محمد بوضياف املسيلة‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫قش ي الصالح(‪ ،)2018‬قرفي عمار‪ ،‬حمزة رملي‪ "،‬البنوك االلكترونية مخاطرها و طرق الحماية منها"‪ ،‬املستودع الرقمي‬ ‫•‬
‫للمركز الجامعي ميلة‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫محمد بن محمد البكري(‪ ،)2020‬الشريف‪ ،‬احمد علي‪" ،‬دور التخطيط االستراتيجي في تحقيق االمن املعلوماتي في‬ ‫•‬
‫وزارة التعليم باململكة العربية السعودية"‪ ،‬املستودع الرقمي لجامعة نايف العربية للعلوم االمنية‪ ،.‬اململكة العربية‬
‫السعودية‪.‬‬
‫محمد هادي(‪" ،)2021‬تحديات و استراتيجيات التحول الرقمي للمصالح الحكومية و منشآت االعمال"‪ ،‬مجلة‬ ‫•‬
‫الجمعية املصرية لنظم املعلومات و تكنولوجيا الحاسبات‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫• االمر رقم ‪ 11-03‬املؤرخ في ‪ 26‬اوت ‪ ،2003‬املتعلق بالنقد و العرض‪ ،‬الجريدة الرسمية ‪27‬اوت ‪، 2003‬العدد ‪.53‬‬
‫• الجمهورية الجزائرية الدمقراطية الشعبية ‪،‬األمر رقم ‪ 05-02‬املؤرخ في ‪ 16‬فيفري ‪ 2005‬املتعلق بطرق الوفاء‬
‫االلكترونية‪.‬‬

‫‪394‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫• الجمهورية الجزائرية الدمقراطية الشعبية‪ ،‬القانون رقم‪ 15- 04 :‬املؤرخ في ‪ 10‬نوفمبر ‪ 2004‬املعدل و املتمم لألمر‬
‫رقم ‪ 156-66‬املتضمن قانون العقوبات‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ .‬العدد‪.2004/11/ 10، 74 :‬‬
‫• الجمهورية الجزائرية الدمقراطية الشعبية ‪،‬القانون رقم ‪ 01-05‬املؤرخ في ‪ 20‬جويلية ‪،‬املعدل و املتمم لألمر رقم ‪-75‬‬
‫‪ 58‬املتضمن القانون املدني‪.‬‬
‫• الجمهورية الجزائرية الدمقراطية الشعبية‪ ،‬القانون رقم‪ 04-09‬املؤرخ في ‪ 05‬اوت ‪ ،2009‬املتضمن قانون الجريمة‬
‫االلكترونية‪.‬‬
‫‪• Holly Porteous )2018(, ¨cyber sécurité: défis techniques et stratégiques¨ , bibliothèque du parlement‬‬
‫‪, canada.‬‬

‫‪395‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫"التحول من البيئة التقليدية إلى البيئة اإللكترونية وإشكالية التسييرالبيروقراطي"‬


‫‪The shift from the traditional environment to the traditional environment and the‬‬
‫‪problem of bureaucratic management‬‬
‫سايحي إسماعيل‬
‫طالب دكتوراه‪ ،‬جامعة الشهيد حمه لخضر‪ ،‬الوادي‪ /‬الجزائر‬
‫‪saihi-ismail@univ-eloued.dz‬‬
‫امللخص‪:‬‬
‫أدى التسارع في ظهور التكنولوجيات الرقمية إلى التطور في مختلف مجاالت الحياة‪ ،‬والتحول من النمطية التقليدية إلى األنماط‬
‫الحديثة للحياة‪ ،‬حيث ساهم ذلك في التفكير إلى توظيف تلك التكنولوجيات في املجال اإلداري خاصة بعد ظهور العديد من السلبيات في األجهزة‬
‫اإلدارية نظير تبني األسلوب البيروقراطي في تسييرها‪ ،‬لذا كان البد من التحول من األنظمة التقليدية في التسيير إلى األنظمة الحديثة باالستعانة‬
‫على األجهزة التكنولوجية‪ ،‬لكن هذا التحول يتطلب توفر مجموعة من الشروط واآلليات التي تضمن نجاحه‪ ،‬حيث تعالج هذه الدراسة كيفية‬
‫التحول من التسيير التقليدي الذي أفرزه النموذج البيروقراطي إلى التسيير الحديث من خالل توظيف التكنولوجيات الحديثة‪ ،‬أين خلصت‬
‫إلى ضرورة تفعيل البيئة التي تتالءم وطبيعة هذا التحول خاصة فيما يتعلق بالجانب البشري‪ ،‬وضرورة تكوينه وتوعيته وكذا توفير له الضمانات‬
‫التي تضمن له تطبيق هذا النموذج الحديث في التسيير للقضاء على النمطية التقليدية‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬البيئة اإللكترونية‪ ،‬البيئة التقليدية‪ ،‬البيروقراطية‪.‬‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪The acceleration in the emergence of digital technologies led to the development in various areas of life, and the shift‬‬
‫‪from traditional stereotypes to modern lifestyles, as this contributed to thinking about employing these technologies in the‬‬
‫‪administrative field, especially after the emergence of many negatives in the administrative organs in return for adopting the‬‬
‫‪bureaucratic method in its management Therefore, it was necessary to shift from traditional systems of management to‬‬
‫‪modern systems using technological devices, but this transformation requires the availability of a set of conditions and‬‬
‫‪mechanisms that guarantee its success. Modern technologies, where you concluded the need to activate the environment‬‬
‫‪that is compatible with the nature of this transformation, especially with regard to the human aspect, and the necessity of its‬‬
‫‪formation and awareness, as well as providing him with guarantees that guarantee him the application of this modern model‬‬
‫‪of management to eliminate traditional stereotypes‬‬
‫‪Key words: electronic environment, traditional environment, bureaucracy‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫تعتبر اإلدارة العامة الوجه األساس ي للدولة باعتبارها الجهاز الذي تمارس من خالله نشاطاتها ووظائفها لغرض‬
‫تنفيذ السياسات العامة التي تضعها من أجل تحقيق أهداف التنمية‪ ،‬فالتعبير عن مدى نجاح الدولة أو فشلها في حل‬
‫مشاكل مواطنيها وتوفير الحد األدنى من الخدمات األساسية ال بد أن يقترن بالدور الذي يقوم به الجهاز البيروقراطي‬
‫اإلداري في تنفيذه لهذه البرامج واملشاريع‪ ،‬وتعتمد العديد من دول العالم في تسييرها ألجهزتها الحكومية على النموذج‬
‫البيروقراطي الذي جاء به عالم اإلجتماع األملاني "ماكس فيبر" من خالل استعراضه للنموذج املثالي للتنظيم‪ ،‬والذي يرتبط‬
‫بالتنظيمات الكبيرة الحجم ‪.‬‬
‫غير أن هذا النموذج يتميز بتعقد األعمال واألنشطة التي تؤدى في هذه املنظمات وباملستويات العديدة داخلها‪.‬‬
‫أين أدى إلى ظهور العديد من األمراض البيروقراطية بأشكالها املختلفة من التمسك باللوائح والقوانين والروتين واستغالل‬

‫‪396‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫النفوذ وانتشار الفساد وغيرها‪ ،‬هذا ما أدى بالباحثين للبحث عن نماذج ونظريات جديدة للحد من سلبيات البيروقراطية‬
‫في الجهاز اإلداري‪.‬‬
‫وبعد ظهور العوملة وانفتاح العالم نتيجة الثورة املعلوماتية التي أفرزتها علوم تكنولوجيا املعلومات‬
‫واالتصاالت خاصة بعد ظهور الشبكة العنكبوتية أصبحت الدول تعرف مستقبال جديدا في ظل التحول نحو البيئة‬
‫اإللكترونية واالستغناء عن التسيير الكالسيكي التقليدي في األجهزة الحكومية‪ ،‬هذا التحول الذي أصبح ضرورة ملحة في‬
‫ظل استغالل الشبكات االلكترونية والتقنيات الحديثة التي ألغت العديد من الحواجز القائمة على بعد املادية كاملسافات‬
‫والحدود الجغرافية‪ .‬حيث أصبحت العالقات ترتبط بشكل أساس ي بهذا الفضاء الرقمي سواء في عالقة الدولة الداخلية‬
‫باملواطن أو العالقة الخارجية بالدول األخرى‪ ،‬هذه البيئة االلكترونية فرضت على الدول القيام بالعديد من التغييرات‬
‫والهندسة داخل مؤسساتها اإلدارية العمومية من أجل مجابهة التحديات التي تواجهها خاصة في ظل التسارع الزمني الحالي‬
‫وفي خضم ارتفاع أعداد السكان واالحتياجات واملتطلبات املتزايدة معه في املجال الخدمي في عالقة املواطن بالدولة‪.‬‬
‫كل هذه اإلفرازات وغيرها فرضت على جميع الدول االندماج معها ملسايرة هذه التطورات ومحاولة االستفادة‬
‫منها في إطار تبني املشاريع املختلفة لعصرنة األجهزة اإلدارية لحكومات هذه الدول‪.‬‬
‫إشكالية الدراسة‪:‬‬
‫من أجل معرفة مدى تأثير البيئة اإللكترونية في الحد من سلبيات ظاهرة التسيير التقليدي البيروقراطي الذي‬
‫تتبناه األجهزة اإلدارية‪ ،‬نطرح اإلشكالية التالية‪ :‬كيف يساهم التحول من البيئة التقليدية إلى البيئة اإللكترونية في الحد‬
‫من أزمة التسيير البيروقراطي لألجهزة اإلدارية؟‬
‫التصميم الهيكلي للدراسة‪:‬‬
‫تم تقسيم الدراسة إلى ثالث محاور أين تضمن املحور األول ماهية البيروقراطية وسلبياتها‪ ،‬أما املحور الثاني‬
‫فقد تضمن االطار املفاهيمي للبيئة اإللكترونية‪ ،‬واملحور الثالث يتضمن دور البيئة اإللكترونية في الحد من سلبيات‬
‫التسيير البيروقراطي‪.‬‬
‫املحور األول‪ :‬ماهية البيروقراطية وسلبياتها‪ :‬سنتطرق لها وفقا ملا يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬تعريف البيروقراطية‪:‬‬
‫البيروقراطية ‪ Bureaucratie‬تعبير أوروبي األصل اشتق من كلمة ‪ Bureau‬أي مكتب‪ ،‬وكان يقصد بهذا التعبير في معناه‬
‫العلمي املحايد تسيير إدارات ومصالح الدولة عن طريق املكاتب‪ ،‬وذلك بأن يتم تنفيذ األعمال اإلدارية على أساس من التدرج‬
‫الرئاس ي وعلى أساس من التخصص وتقسيم العمل داخل الجهاز اإلداري طبقا لقواعد عامة وإجراءات محددة ومرسومة‬
‫سلفا‪ ،‬هذا هو مفهوم البيروقراطية النقية ‪ Pure Bureaucracy‬كما تصوره عالم اإلجتماع "ماكس فيبر" في محاولته وضع‬
‫نموذج لإلدارة الحسنة في املنظمات كبيرة الحجم كالجهاز الحكومي على سبيل املثال (شيحا‪ ،2000 ،‬صفحة ‪.)13‬‬
‫‪ -2‬خصائص البيروقراطية‪:‬‬
‫يعتمد مفهوم البيروقراطية أساسا على فكرة الرسمية بمعنى تمييز الهيكل التنظيمي بالتحرير القاطع للمراكز‬
‫والعالقات بينها وأن هذه املراكز مستقلة تماما عن شاغليها‪ ،‬ومن ثم يقوم التنظيم على قواعد وسلطات مع التحديد‬
‫الصريح لواجبات كل مركز (الصحن و الشريف‪ ،2000 ،‬صفحة ‪ .)66‬وقد حدد "ماكس فيبر" التنظيم البيروقراطي وفق‬
‫خصائص معينة وهي‪( :‬إدريس‪ ،2003-2002 ،‬الصفحات ‪:)234-233‬‬
‫✓ التدرج الهرمي للسلطة‪ :‬حيث أن السلطة في التنظيم البيروقراطي الرسمي تتدرج بطريقة هرمية من خالل عدة‬
‫مستويات إدارية متدرجة من أعلى ألسفل‪.‬‬

‫‪397‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫✓ التحديد القاطع للواجبات‪ :‬حيث يتم توزيع األعمال الالزمة لتحقيق أهداف التنظيم البيروقراطي في صورة واجبات‬
‫رسمية وبطريقة محددة وثابتة‪.‬‬
‫✓ التخصص الوظيفي‪ :‬حيث يستند التنظيم البيروقراطي بدرجة عالية على التخصص الوظيفي وتقسيم العمل‪،‬‬
‫وبالتالي يصبح هناك تحديدا واضحا للواجبات واملسؤوليات‪.‬‬
‫✓ اللوائح واإلجراءات‪ :‬حيث يخضع العمل في التنظيم الرسمي البيروقراطي إلى لوائح وقوانين وإجراءات محددة‪.‬‬
‫✓ العالقات الوظيفية‪ :‬فالعالقات داخل التنظيم تتسم بأنها عالقات بين املراكز وليست عالقات بين األفراد الشاغلين‬
‫لهذه املراكز‪.‬‬
‫✓ أداء األعمال وفق سجالت ومستندات رسمية‪ :‬يعتمد العمل واالتصاالت في التنظيم البيروقراطي على معلومات‬
‫وبيانات مكتوبة في شكل رسمي وتشكل ما يعرف بالسجالت واملستندات الرسمية‪.‬‬
‫✓ إلغاء الطابع الشخص ي والتجرد من الذاتية‪ :‬فاملوظفون في الجهاز البيروقراطي يخضعون إلى أوامر وتعليمات‬
‫موضوعية خالية من عنصر الذاتية‪ ،‬أو الطابع الشخص ي ‪.‬‬
‫✓ عنصر الكفاءة‪ :‬يتم اختيار وتعيين وترقية املوظفين في التنظيم البيروقراطي على أساس كفاءتهم الفنية وليس على‬
‫أساس أي اعتبارات أخرى مثل املكانة اإلجتماعية أو الوالء لشخص أو مكان ما‪.‬‬
‫✓ الفصل بين حياة املوظف الخاصة وعمله في الجهاز البيروقراطي‪ :‬فاألحوال العامة وأدوات ومعدات التنظيم‬
‫البيروقراطي يجب أن يتم فصلها تماما عن امللكية الشخصية للموظف‪.‬‬
‫‪ -3‬املظاهر السلبية الناجمة عن البيروقراطية‪:‬‬
‫إن النظام البيروقراطي بالرغم من املزايا التي يوفرها إال أنه وبالنظر إلى ما هو قائم من ممارسات في املؤسسات‬
‫الحكومية يتبين أن تطبيقه أنتج العديد من األمراض والسلبيات التي أصبحت جل األجهزة الحكومية تتصف بها‪ ،‬وتتمثل‬
‫هذه املظاهر السلبية فيما يلي (إدريس‪ ،2003-2002 ،‬الصفحات ‪:)240-238‬‬
‫✓ الرقابة الشديدة من خالل اللوائح والقوانين وعالقات السلطة الهرمية‪.‬‬
‫✓ التناقض والتعارض في بعض املبادئ التنظيمية‪ ،‬فمثال يتعارض مبدأ التدرج الهرمي في السلطة مع مبدأ الخبرة‬
‫والتدريب كأساس الختيار وتعيين املوظفين‪.‬‬
‫✓ اإلرتباط بالحد األدنى ملعدالت األداء حيث أظهر ‪ Goulden‬في دراسته وتقييمه للنموذج البيروقراطي أن اللوائح‬
‫املجردة تجبر العاملين في التنظيم بالحد األدنى ملستويات األداء‪.‬‬
‫✓ عالقات السلطة الرسمية حيث أن هيكل التنظيم يقوم على تدفق السلطة من أعلى ألسفل‪ ،‬فمثل هذه العالقة‬
‫الرسمية للسلطة من أعلى ألسفل تعتبر غير مالئمة وغير مناسبة الحتياجات التنظيم والعاملين فيه‪.‬‬
‫✓ إهمال الجوانب اإلنسانية للفرد ومعاملة الفرد في التنظيم كآلة‪ ،‬وليس كإنسان له مكوناته النفسية واالجتماعية‪.‬‬
‫✓ النموذج البيروقراطي نظام مغلق‪ .‬فالتنظيم البيروقراطي مطلوب في التنظيمات الحكومية لإلدارة العامة‪ ،‬ولكن يجب‬
‫أن يتم تطويره بما يتناسب مع االحتياجات املعاصرة‪.‬‬
‫✓ الجمود واإللتزام باللوائح حيث يؤخذ على النموذج البيروقراطي أنه يتصف بالجمود وعدم املرونة وخاصة في عمليات‬
‫صنع القرارات وذلك لإلرتباط والتمسك باللوائح والتعليمات الرسمية‪.‬‬
‫✓ كما تظهر العديد من املظاهر املرضية للبيروقراطية على مستوى السلوك الوظيفي لألفراد من خالل (طاشمة‪،2015 ،‬‬
‫الصفحات ‪:)59-56‬‬
‫✓ ضعف األداء الوظيفي للجهاز البيروقراطي‪ ،‬وما يعيشه من املظاهر املختلفة كاإلجراءات الروتينية والتعقيد في‬
‫األساليب‪ ،‬مما يجعل الجهاز البيروقراطي عاجزا عن الوفاء بمتطلبات الخدمة التي يحتاجها املواطن‪.‬‬

‫‪398‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫✓ إتصاف األجهزة البيروقراطية باإلسراف وارتفاع التكلفة االقتصادية للخدمات واإلنتاج‪ ،‬ومرد ذلك التوسع في اإلنفاق‬
‫غير الضروري على املظاهر الخارجية في استخدام الخبرات األجنبية العالية التكاليف دون مبرر‪ ،‬واإلستخدام غير‬
‫اإلقتصادي للتكنولوجيا‪.‬‬
‫✓ ضعف األجهزة البيروقراطية املعنية بشؤون األفراد وقلة تدريب القائمين عليها وافتقارها إلى إستراتيجيات وخطط‬
‫واضحة ومحددة من القيام بدورها في تدريب الكوادر البشرية وفي إحداث التغيير في املفاهيم واألساليب السلوكية‬
‫التقليدية‪.‬‬
‫✓ انخفاض إنتاجية وكفاءة العمل اإلداري الحكومي‪ ،‬وارتفاع تكلفة وحدات الخدمة وشيوع ظواهر اإلهمال والتسيب‬
‫والتراخي في ممارسات العمل‪.‬‬
‫✓ تعدد مستويات التنظيمات اإلدارية مما أدى إلى صعوبة في االتصاالت وزيادة الفجوة بين القمة والقاعدة‪ ،‬وبطء في‬
‫اتخاذ القرارات‪ ،‬وتشويه وتحريف للسياسات العامة والقرارات‪ ،‬وتعدد أجهزة الرقابة واللجان الفرعية أدى إلى بطء‬
‫العمل والتنازع في االختصاصات‪.‬‬
‫✓ إهمال األساليب العلمية‪ ،‬وغياب التخطيط والتنظيم الجيد والتدريب الكفؤ بسبب ضعف القيادات اإلدارية غير‬
‫القادرة وغير املؤهلة وذلك النشغالها باملشاكل اليومية الروتينية وبعدها عن األهداف والسياسات العامة‪.‬‬
‫✓ انتشار واستفحال ظاهرة الفساد اإلداري كاستغالل املال العام واستغالل الوظيفة العامة والرشوة واالختالس وشيوع‬
‫ظواهر املحسوبيةواملحاباة وتبادل املنافع في تعامل أفراد الجهاز البيروقراطي مع املواطن‪ ،‬ويمكن توضيح ذلك كما يلي‪:‬‬
‫ً‬
‫أوال‪ -‬الرشوة‪:‬‬
‫حيث يعرف هذا املظهر السلبي تزايدا ملفتا لإلنتباه‪ ،‬فأصبحت العملية متداولة في كل املعامالت اإلدارية‪ ،‬بدءا من‬
‫إستخراج الوثائق ووصوال إلى إبرام الصفقات الكبرى‪ ،‬وتعد الرشوة جريمة أخالقية تمس بالضمير املنهي واعتداء على ثقة‬
‫املواطن في إدارته وفي األشخاص العموميين املكلفين بخدمة الوطن واملواطن‪ ،‬لهذا يلجأ بعض املوظفين إلى الرشوة من‬
‫خالل استغالل نفوذهم الوظيفي‪ ،‬وذلك بتعقيد اإلجراءات على املواطنين الذين يضطرون في النهاية إلى دفع الرشوة‬
‫لتسهيل الحصول على الخدمة وتسريع اإلجراءات (سعد‪ ،2005 ،‬صفحة ‪.)19‬‬
‫ً‬
‫ثانيا‪ -‬اإلختالس‪:‬‬
‫إن جريمة إختالس األموال العامة من أخطر الجرائم بالنظر ملا ينجم عنها من آثار سلبية إلهدار األموال العامة‪،‬‬
‫فهو إذن خيانة املوظف ألمانته املعهودة إليه (نجم ع‪ ،2005 ،.‬صفحة ‪.)299‬‬
‫ً‬
‫ثالثا‪ -‬التسيب اإلداري‪:‬‬
‫من خالل أن املوظف ال يحترم الوقت املحدد للعمل ويتحايل من أجل الحصول على وقت راحة داخل أوقات العمل‬
‫ثم الخروج املبكر وهذا ما يؤدي إلى تضييع الوقت وعدم تقديم الخدمات الالزمة للمواطنين‪ ،‬هذا راجع إلى تواطؤ بعض‬
‫املسؤولين عن تسجيل الدخول والخروج من العمل‪ ،‬وهي ممارسة يومية عند غالبية املسؤولين (قجة‪ ،2003 ،‬صفحة ‪.)87‬‬
‫ً‬
‫رابعا‪ -‬التحيزواملحاباة‪:‬‬
‫وهو نمط سلوكي ينطلق من دوافع عنصرية أو إقليمية وطائفية‪ ،‬يقوم على التمييز بين املواطنين وبين املناطق أو بين‬
‫شرائح املجتمع وتؤدي إلى تفريق صفوف شق الوحدة الوطنية‪ ،‬وغرس العداء في النفوس وتأنيب املواطنين بعضهم على‬
‫بعض‪ ،‬وكذا إضعاف ثقتهم بنزاهة اإلدارة وعدالتها (الكبيس ي‪ ،2000 ،‬صفحة ‪ ،)106‬أي وضع الرجل املناسب في املكان غير‬
‫املناسب‪.‬‬

‫‪399‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫ً‬
‫خامسا‪ -‬إساءة واستغالل النفوذ في املناصب العامة‪:‬‬
‫إن املوظف مهما صغرت وظيفته فإنه مخول بجزء من الصالحيات ألداء وظيفته وهذا الجزء من الصالحيات‬
‫يمكن أن يساء استخدامه فيوجه إلى أغراض شخصية أو يتم التعسف باستخدام السلطة لإلضرار باآلخرين (سمارة‪،‬‬
‫‪ ،2005‬صفحة ‪.)143‬‬
‫من خالل ما سبق يمكن اختصار سلبيات البيروقراطية في أنها تتميز بالتعقيدات اإلدارية واإلفراط في الرقابة‬
‫وعدم وضوح التعليمات وغياب املساءلة والنزاهة وتغييب النهج الديمقراطي وانتشار الفساد على أشكاله املتعددة‪ ،‬وكذا‬
‫انتشار مظاهر عدم الثقة والتمكين وعدم تفعيل اإلدارة التشاركية أو ما يطلق عليه انعدام الشفافية‪ ،‬واملغاالة في‬
‫استخدام األنماط اإلدارية التقليدية والتي تعكس في املؤسسات مالمح التسلط والتنفذ في القوة واستخدامها بشكل فوقي‬
‫مما يؤدي إلى ظهور وانتشار ظواهر غير مرغوبة مثل عدم الوضوح والغموض في أدوار املوظفين وعدم املشاركة في صنع‬
‫القرار وعدم التفويض وتقليص الصالحيات والحجب والتعتيم على املعلومات والعمليات املختلفة داخل املؤسسة‪.‬‬
‫املحور الثاني‪ :‬اإلطاراملفاهيمي للبيئة اإللكترونية‪:‬‬
‫‪ -1‬تعريف البيئة االلكترونية‪:‬‬
‫تعني البيئة اإللكترونية "تحويل األعمال والخدمات اإلدارية التقليدية وما تشمله من إجراءات‬
‫طويلة ومعقدة باستخدام الورق إلى أعمال وخدمات إلكترونية تنفذ بسرعة عالية ودقة متناهية‪ ،‬تعتمد‬
‫على استخدام نظم معلومات الحاسوب وشبكاته في تنفيذ األعمال اإلدارية وتقديم الخدمات بشكل واسع‬
‫ومكثف إلكترونيا مما يؤدي إلى خفض التكلفة وزيادة الدقة والسرعة في تقديم الخدمات ويسهم في تطوير‬
‫التنظيم اإلداري وتبسيط اإلجراءات والحد من انتشار التجاوزات اإلدارية ويساعد على توفير املعلومات‬
‫وسرعة اتخاذ القرارات املبنية على معلومات دقيقة ومباشرة" (العنزي‪ ،2017 ،‬صفحة ‪.)44‬‬
‫‪ -‬وهي قدرة القطاع الحكومي على تبادل املعلومات وتقديم الخدمات فيما بينها وبين املواطنين وبين‬
‫قطاعات األعمال بسرعة ودقة عالية وبأقل تكلفة عبر شبكة األنترنت مع ضمان سرية وأمن املعلومات‬
‫املتناقلة في أي وقت وأي مكان معتمدة على مبدأين األول تقني ويتمثل في إعداد املعلومات إلكترونيا وتناقلها‬
‫عبر شبكة األنترنت وضمان دقتها وسريتها‪ ،‬والثاني إجرائي ويتمثل في تنفيذ املعامالت والخدمات عن بعد مع‬
‫ضمان صحتها ومصداقيتها (إيمان صالح‪ ،2007 ،‬صفحة ‪.)60‬‬
‫‪ -2‬أسباب التحول إلى البيئة اإللكترونية‪:‬‬
‫هنالك جملة من العوامل تكاملت مع بعضها البعض كالثورة الرقمية التي تمثلت في تقنية املعلومات واإلتصاالت‬
‫وتوجيهات العوملة والديمقراطية وغيرها أدت إلى توجيه اهتمام رسمي وأكاديمي إلى محاولة تطبيق ووضع خطط استراتيجية‬
‫تتواكب مع هذا التقدم التكنولوجي (القزاز‪ ،2016 ،‬صفحة ‪ )305‬ويمكن تلخيص أبرز دواعي التحول نحو البيئة‬
‫اإللكترونية كما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬إنبثاق ثورة املعلومات واملعرفة‪ :‬كان من نتائج إنبثاق ثورة املعلومات واملعرفة والعالم الرقمي ظهور ما يعرف بمجتمع‬
‫املعلومات الذي أصبحت فيه عمليات معالجة البيانات وإنتاج املعلومات وخلق القيمة من خالل هذه العملية تشكل حيزا‬
‫كبيرا ومهما من النشاط اإلنساني املنظم فإذا كانت مفاتيح الثورة الصناعية في املاكينة القوية واإلنتاج الكبير وصناعات‬
‫الحديد والصلب والبتروكيماويات فإن مفاتيح الثورة اإللكترونية املعلوماتية هي صناعة الحاسوب والتكنولوجيا الحيوية‬
‫وثورة اإلتصالت والهندسة الوراثية وااللكترونيات وخاصيتها في التأثير على التنوع والتعدد‪.‬‬

‫‪400‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫استطاعت الثورة املعلوماتية وما رافقها من تكنولوجيا حديثة لالتصاالت أن تلغي كال من الزمان واملكان‬
‫فاالتصال أصبح آنيا وفوريا كما استطاعت األقمار الصناعية بشبكتها املجهزة بالحاسوب نقل الصوت والصورة معا‬
‫بطريقة تلقائية ‪ ،‬أي أن التزاوج بين األقمار الصناعية وتكنولوجيا املعلومات قد خلق بيئة جديدة في مجال االتصاالت‬
‫والعالقات اإلنسانية التفاعلية وهذا أدى إلى تطور أنشطة األعمال اإللكترونية (نجم ن‪ ،.‬اإلدارة واملعرفة اإللكترونية ‪-‬‬
‫اإلستراتيجية‪ -‬الوظائف‪-‬املجاالت ‪ ،2009 ،‬الصفحات ‪.)29-28‬‬
‫‪ -2‬ثورة األعمال ‪-‬اإلنترنت‪ :-‬لقد خلقت شبكة اإلنترنت نوعا من اإلنفجار الهائل في اهتمام الناس وأصحاب األعمال‬
‫‪ ،‬هذا اإلنفجار أدى إلى ظهور نماذج جديدة لألعمال لم تكن معروفة في السابق مثل ‪ google, yahoo, amazon‬وغيرها‪.‬‬
‫بطبيعة الحال إن ما تقوم به شبكة املعلومات العاملية أصبح واضحا لألعيان ‪ ،‬فهذه الشبكة تجلب عددا هائال من املشترين‬
‫والبائعين من خالل حوسبة كاملة للمعامالت تستطيع أن تحقق منافع لكل األطراف وفي مقدمة هذه املنافع خفض تكلفة‬
‫املعامالت لجميع الالعبين ‪ ،‬إن استخدام شبكة اإلنترنت في أنشطة املال واألعمال يحقق جملة من املزايا غير املسبوقة‬
‫فاألنترنت تعني الوقت الحقيقي واإلنترنت تعني اإلطار الحر ‪ ،‬باإلضافة إلى تأثير اإلنترنت على تحسين جودة الخدمة وتوفير‬
‫التكلفة وتحقيق العائد املستهدف‪ .‬وبفضل النمو الهائل لشبكة اإلنترنت وشبكة املعلومات العاملية شهد العالم والدة‬
‫التجارة اإللكترونية والتسويق اإللكتروني واألعمال اإللكترونية بأبعادها الرئيسية‪ :‬عالقة األعمال باألعمال وعالقة األعمال‬
‫بالزبائن وعالقة األعمال بالحكومة (نجم ن‪ ،.‬اإلدارة واملعرفة اإللكترونية ‪ -‬اإلستراتيجية‪ -‬الوظائف‪-‬املجاالت ‪،2009 ،‬‬
‫صفحة ‪.)31‬‬
‫‪ -3‬توجهات العوملة وترابط املجتمعات اإلنسانية‪ :‬فقد ساهمت التوجهات العاملية املتزايدة نحو اإلنفتاح في‬
‫الترابط والتكامل بين املجتمعات اإلنسانية املختلفة في نشوء ما يعرف اليوم بظاهرة العوملة والتي تمثل فلسفة جديدة‬
‫للعالقات الكونية لها أبعاد سياسية واقتصادية واجتماعية وإدارية وقانونية وبيئية متكاملة‪ ،‬وتقدم الثورة التكنولوجية‬
‫أدوات معرفية وتقنية لخدمة متطلبات العوملة وتحقيق أغراضها وترجمتها إلى واقع عملي ملموس‪ ،‬حيث يتم الربط الفعال‬
‫بين املجتمعات اإلنسانية من خالل شبكات اإلنترنت واإلتصال الفضائي وما إلى ذلك من أدوات رقمية ويشمل هذا الربط‬
‫مجاالت املعلوماتية والخدمات والعالقات بكافة جوانبها االقتصادية واإلدارية والعلمية وغيرها (إبراهيم خ‪ ،.‬اإلدارة‬
‫اإللكترونية‪ ،2010 ،‬صفحة ‪.)49‬‬
‫‪ -4‬التحوالت الديمقراطية وما صاحبها من متغيرات‪ :‬كانت التحوالت الديمقراطية وما تبعها من متغيرات‬
‫إجتماعية وتطلعات شعبية أحد العوامل الدافعة لكثير من الجهات اإلدارية إلى تعميم تطبيقات التقنية على دوائرها ‪،‬‬
‫فقد ساهمت حركات التحرر العاملية التي تطالب بمزيد من اإلنفتاح والحرية واملشاركة واحترام حقوق اإلنسان في توجيه‬
‫أنظمة تلك الدول إلى إدخال تطبيقات التقنية إلى إدارتها بوصفها مطالب تحققها هذه األنظمة لشعوبها لكسب الثقة‬
‫والتأييد من جراء إنجازها هذا الحلل للشعب ‪ .‬وقد رافق هذا التطور في البناء اإلجتماعي والتوثب نحو كل جديد في تلك‬
‫املجتمعات ارتفاع في املستوى اإلداري وتولد رؤية جديدة للقطاع العام بأبعاده كافة ‪ ،‬مما دفعه إلى السعي لتحسين مستوى‬
‫املشاركة الشعبية في القرار الحكومي ‪ ،‬وترسيخ مبدأ الشفافية الذي يعطي الشعوب حق الرقابة على الجهات الحكومية‬
‫ومحاسبتها ومساءلتها تحقيقا لقيم العدالة في تلك املجتمعات مما جعل من أسلوب اإلدارة اإللكترونية فرصة مميزة أمام‬
‫تلك األنظمة لتحقيق هذه اآلمال لشعوبها (القزاز‪ ،2016 ،‬صفحة ‪.)313‬‬
‫‪ -5‬تطور الحاسب اآللي وتطبيقاته‪ :‬لقد انعكست تقنية الحاسب اآللي على نظريات اإلدارة واملفاهيم اإلدارية التي‬
‫بدأت تتغير وتخرج من وضعها القديم ‪ ،‬وتبذل بعضا من التقدم باتجاه هذه التقنية ‪ ،‬فأصبحت اآلالت تتخذ كثيرا من‬
‫القرارات بناء على برامج إلكترونية تم تحميلها عليها ‪ ،‬وبدأت تنوب عن اإلنسان في كثير من مواقع العمل إلى الدرجة التي‬
‫جعلت عددا من كتاب اإلدارة ومفكريها واملهتمين بالشأن اإلداري يتقعون أن نسبة اآلالت سوف تطغى على نسبة العاملين‬

‫‪401‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫في عصر املعلومات الذي يبني أنظمته اإلدارية على محورية دور اآلالت والحواسيب ومن هنا فقد كان الحاسب اآللي‬
‫وتطبيقاته والقفزات التطورية والفوائد املحسوسة التي حققها على مختلف األصعدة دافعا مهما للتحول إلى أسلوب اإلدارة‬
‫اإللكترونية (القزاز‪ ،2016 ،‬صفحة ‪.)29‬‬
‫‪ -6‬القضاء على البيروقراطية في العمل اإلداري‪ :‬تعد البيروقراطية أحد أسباب فساد وتخلف اإلدارة العامة نظرا‬
‫لتمسك األجهزة اإلدارية بقواعد وإجراءات جامدة متحجرة ‪ ،‬تجعل من املوظفين آالت تتحرك دون تفكير ‪ ،‬وأدت‬
‫البيروقراطية إلى عرقلة الخدمات الحكومية عن السير الصحيح لها وصارت مرضا خبيثا أعجز املرافق العامة عن أداء‬
‫منافعها ‪ .‬وال شك أن األخذ بفكرة اإلدارة اإللكترونية يؤدي إلى تسهيل إجراءات املعامالت الحكومية من على شبكة اإلنترنت‬
‫وبصورة تضبط العالقة بين الجمهور واملوظفين ‪ ،‬كما يؤدي تطبيق اإلدارة اإللكترونية إلى تقليص البيروقراطية والتخفيف‬
‫من الروتين في أداء املرافق العامة لخدماتها ألن املعامالت اإللكترونية ستؤدي إلى االستغناء عن املستندات الورقية ‪ ،‬حيث‬
‫يستبدل بها املستندات اإللكترونية ويتحول مجتمع املوظفين من مجتمع ورقي إلى مجتمع إلكتروني (الرزاق‪،2004 ،‬‬
‫الصفحات ‪.)198-196‬‬
‫‪ -7‬اإلستجابة والتكيف مع متطلبات البيئة املحيطة‪ :‬إن انتشار وتطبيق مفهوم وأساليب اإلدارة اإللكترونية في‬
‫كثير من املنظمات واملجتمعات يحتم على كل دولة اللحاق بركب التطور تجنبا الحتماالت العزلة والتخلف عن مواكبة‬
‫عصر السرعة واملعلوماتية والتنافس في تقديم الخدمات بناء على معايير السهولة والفعالية والكفاية والنوعية والكمية‬
‫املالئمة ‪ ،‬أي أنه ال يمكن ألية دولة أو مجتمع إنساني معاصر أن يعيش كنظام مغلق دون مواكبة التطور الطبيعي للحياة‬
‫اإلنسانية بأبعادها املختلفة (القزاز‪ ،2016 ،‬صفحة ‪.)314‬‬
‫‪ -8‬ضعف اإلدارة التقليدية‪ :‬فلو استعرضنا مالمح اإلدارة التقليدية لوجدنا مدى حاجة املنظمات إلى اإلدارة‬
‫اإللكترونية ومن هذه املالمح ما يلي (العاني و ناجي جواد‪ ،2014 ،‬الصفحات ‪:)188-187‬‬
‫✓ ضعف املواصفات وقلة كفاءة األداء واإلعتماد على الروتين‪.‬‬
‫✓ تباطؤ سرعة العمل واإلتصال مع املوردين واملستهلكين‪.‬‬
‫✓ إنحسار سرعة العمل واإلتصال مع أفراد املنظمة داخليا‪.‬‬
‫✓ هدر في الوقت والجهد والطاقات‪.‬‬
‫✓ عدم كفاءة نظم خزن امللفات الورقية ‪.‬‬
‫✓ توقف أو انتهاء عمل غالبية املنظمات خالل ثمان ساعات من العمل‪.‬‬
‫✓ ضعف نظام السرية والكتمان والخصوصية في املنظمة‬
‫✓ هذه املالمح التي تتسم بها اإلدارة التقليدية أدت إلى التوجه نحو القيام بتغيير ما يلي (الوادي و الوادي‪،2011 ،‬‬
‫صفحة ‪: )293‬‬
‫✓ اإلجراءات والعمليات املعقدة وأثرها على زيادة تكلفة األعمال‪.‬‬
‫✓ القرارات والتوصيات الفورية والتي من شأنها إحداث عدم توازن في التطبيق‪.‬‬
‫✓ ضرورة توحيد البيانات على مستوى املؤسسة‪.‬‬
‫✓ صعوبة الوقوف على معدالت قياس األداء‪.‬‬
‫✓ ضرورة توفير البيانات املتداولة للعاملين في املؤسسة‪.‬‬
‫✓ التوجه نحو توظيف استخدام التطور التكنولوجي واإلعتماد على املعلومات في اتخاذ القرارات‪.‬‬
‫✓ إزدياد املنافسة بين املؤسسات وضرورة وجود آليات للتميز داخل كل مؤسسة تسعى للتنافس‪.‬‬

‫‪402‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫✓ حتمية تحقيق اإلتصال املستمر بين العاملين على اتساع نطاق العمل‪.‬‬
‫✓ تحسين مستوى الخدمة‪.‬‬
‫✓ ترشيد استخدام املوارد وضبط األداء وفق املواصفات الفنية والقانونية والنظم اإلدارية املعتمدة‪.‬‬
‫‪ 3‬متطلبات التحول إلى البيئة اإللكترونية‪:‬‬
‫إن مشروع التحول إلى البيئة اإللكترونية شأنه شأن أي مشروع أو برنامج آخر يحتاج إلى تهيئة البنية املناسبة‬
‫واملواتية لطبيعة عمله كي يتمكن من تنفيذ ما هو مطلوب منه وبالتالي يحقق النجاح والتفوق وإال سيكون مصيره الفشل‬
‫ويسبب ذلك خسارة في الوقت واملال والجهد ونعود عندها إلى نقطة الصفر‪ ،‬فالبيئة االلكترونية تؤثر وتتأثر بكافة عناصر‬
‫البيئة املحيطة بها وتتفاعل مع كافة العناصر السياسية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية والتكنولوجية (حامد‪،2014 ،‬‬
‫صفحة ‪ ،)224‬لذلك فإنه يجب أن يراعي عدة متطلبات وهي‪:‬‬
‫‪ -1-3‬دعم والتزام اإلدارة العليا‪ :‬يعد دعم وإلتزام اإلدارة العليا أمرا مهما وحيويا عندما يراد تطبيق اإلدارة اإللكترونية‬
‫في امنظمات والدول ‪ ،‬إذ أن فرض اإلدارة اإللكترونية ال يمكن أن يظهر من غير وجود قيادة إدارية قوية ومتفهمة‬
‫الستخدامات هذه اإلستراتيجية ‪ ،‬ودرجة تأثيرها في املستويات التنفيذية املختلفة داخل املنظمة ‪ ،‬ودرجة تعاونها مع‬
‫األطراف األخرى خارجها ولهذا فإن اإلدارة العليا تلعب دورا مهما من خالل سعيها إلى إنشاء أو تكوين ثقافة جديدة للمنظمة‬
‫‪ ،‬تعمل في ظل تطبيق استراتيجية اإلدارة اإللكترونية بكل ما تتضمنه من أهداف وعناصر ومكونات (املفرجي و وآخرون‪،‬‬
‫‪ ،2007‬صفحة ‪.)71‬‬
‫‪ -2-3‬املتطلبات التشريعية والقانونية‪ :‬إن تطبيق اإلدارة اإللكترونية وتقديم الخدمات املرفقية عبر شبكة اإلنترنت‬
‫يحتاج إلى تشريعات خاصة تحكمها وتقدم لها التنظيم القانوني املناسب الذي يكفل تحقيقها ألهدافها على أفضل وجه‬
‫ممكن وبما يضمن أمن وسرية املعلومات وذلك من خالل استحداث التشريعات الالزمة أو تعديل التشريعات القائمة التي‬
‫تتعارض مع هذا النهج الجديد في العمل (القبيالت‪ ،‬قانون اإلدارة العامة اإللكترونية‪ ،2014 ،‬صفحة ‪.)30‬‬
‫ويمكن تصنيف هذه التشريعات كما يلي (األحمدي‪ ،2015 ،‬صفحة ‪:)248‬‬
‫‪ -1‬التشريعات املتعلقة بالخصوصية‪ :‬تتناول املسؤولية القانونية املتعلقة باإلساءة لألفراد واملنظمات والتعرض إلى‬
‫بياناتهم وأسرارهم املحفوظة في أجهزة وشبكات الحاسب اآللي‪.‬‬
‫‪ -2‬التشريعات املتعلقة بجرائم الحاسبات‪ :‬تتناول املسؤولية القانونية املتعلقة باإلعتداء على مصالح األفراد‬
‫واملنظمات وأموالهم وحقوقهم في البيانات واملعلومات ذات القيمة اإلقتصادية‪.‬‬
‫‪ -3‬التشريعات الخاصة بامللكية الفكرية‪ :‬وتغطي الجوانب القانونية املتعلقة بحماية برامج الحاسبات وجميع‬
‫املصنفات الرقمية والجوانب القانونية املستجدة التي تغطي التوجهات الحديثة ملواكبة التعامل اإللكتروني‪.‬‬
‫‪ -4‬تشريعات األصول اإلجرائية الجزائية‪ :‬والتي تتصل بالحقوق الجديدة في مجال تكنولوجيا املعلومات‪.‬‬
‫‪ -5‬تشريعات املحتوى الضار‪ :‬تشريعات الحماية من محتوى املعلوماتية على اإلنترنت‪ ،‬وهناك بعض اإلتجاهات التي‬
‫ترى ضرورة دمجها مع التشريعات الخاصة بأمن املعلومات كما هو الحال بأوروبا وهناك من يجعلها مستقلة كما هو الحال‬
‫في الواليات املتحدة‪.‬‬
‫‪ -6‬تشريعات معايير األمن املعلوماتي‪ :‬وقد جرى تطويرها إلى تشريعات املواصفات القياسية لتبادل البيانات والتشفير‬
‫‪ ،‬فهناك من يتناول هذه التشريعات ضمن تشريعات التجارة اإللكترونية وهناك من يتعامل معها بصورة مستقلة‪.‬‬
‫‪ -3‬املتطلبات األمنية‪ :‬تتمثل املتطلبات األمنية لإلدارة اإللكترونية في ضمان أمن وحماية معلوماتها‪ ،‬هذه األخيرة التي‬
‫تعد ثروة ذات قيمة عالية وثمينة مما يجعلها عرضة للتهديد والتعدي والخرق من قبل العابثين وقراصنة الحاسوب‪،‬‬
‫ويقصد بأمن املعلومات مجموعة اإلجراءات والتدابير املستخدمة في املجالين اإلداري والفني لحماية املصادر البيانية من‬

‫‪403‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫أجهزة وبرمجيات وبيانات وأفراد من التجاوزات والتداخالت غير املشروعة التي تقع عن طريق الصدفة أو عمدا أو عن‬
‫طريق التسلل أو كنتيجة إلجراءات خاطئة أو غير الوافية املستخدمة من إدارة هذه املصادر (كورتل و تيش سليمان‪،‬‬
‫‪ ،2015‬صفحة ‪.)65‬‬
‫إن أغراض أبحاث واستراتيجيات ووسائل أمن املعلومات سواء من الناحية التكنولوجية أو األدائية ‪ ،‬وكذا هدف‬
‫التدابير التشريعية في هذا الحقل ‪ ،‬هو ضمان توفر العناصر التالية ألي معلومات يراد توفير الحماية الكافية لها (القدوة‪،‬‬
‫الحكومة اإللكترونية واإلدارة املعاصرة‪ ،2010 ،‬صفحة ‪.)243‬‬
‫‪ -1‬السرية أو املوثوقية (‪ )Confidentiality‬وتعني التأكد من أن املعلومات ال تكشف وال يطلع عليها من قبل أشخاص‬
‫غير مخولين بذلك‪.‬‬
‫‪ -2‬التكاملية وسالمة املحتوى (‪ )Integrity‬وهي التأكد من أن محتوى املعلومات صحيح ولم يتم تعديله أو العبث به‬
‫وبشكل خاص لن يتم تدمير املحتوى أو تغييره أو العبث به في أي مرحلة من مراحل املعالجة أو التبادل سواء في مرحلة‬
‫التعامل الداخلي مع املعلومات أو عن طريق تدخل غير مشروع‪.‬‬
‫‪ -3‬إستمرارية توفر املعلومات أو الخدمة (‪ ، )Avaibility‬التأكد من إستمرار عمل النظام املعلوماتي واستمرار القدرة‬
‫على التفاعل مع املعلومات وتقديم الخدمة ملواقع املعلوماتية وأن مستخدم املعلومات لن يتعرض إلى منع استخدامه لها‬
‫أو دخوله إليها‪.‬‬
‫‪ -4‬عدم اإلنكار‪ :‬عدم إنكار التصرف املرتبط باملعلومات ممن قام به ‪ ، Non-repudiation‬ويقصد به ضمان عدم‬
‫إنكار الشخص الذي قام بتصرف ما متصل باملعلومات أو مواقعها أنه هو الذي قام بهذا التصرف بحيث تتوفر قدرة إثبات‬
‫أن تصرف ما قد تم من شخص ما وفي وقت معين‪.‬‬
‫هناك ثالث تقنيات رئيسية يمكن استخدامها كوحدات بناء أساسية لتحقيق بعض عناصر أمن املعلومات وهي‬
‫التشفير (‪ )encryption‬بنوعيه املتناظر والغير متناظر(*)‪ ،‬والتصديق الرقمي)‪ (Digital Signature‬والبصمة الرقمية‬
‫)‪ ،(Hash Value‬فيمكن استخدام هذه التقنيات كوحدات بناء أساسية لتحقيق بعض عناصر أمن املعلومات وهي التحقق‬
‫من الهوية والتحكم بالوصول والسرية وسالمة املعلومة وتكاملها (القحطاني‪ ،2015 ،‬صفحة ‪.)108‬‬
‫‪ -4‬املتطلبات البشرية‪ :‬يرى أبو مغايض أن العنصر البشري يمثل مدخال إنتاجيا أساسيا في التعامل مع اإلدارة‬
‫اإللكترونية باعتباره العنصر املحرك لها ‪ ،‬فالتحول إلى تطبيق اإلدارة اإللكترونية لن يلغي العنصر البشري ولن تحل اآللة‬
‫محل اإلنسان وإنما هو الذي يسيرها ‪ ،‬وعليه يتطلب األمر عاملين مستقبلين لفكرة اإلدارة اإللكترونية وواعين بأبعادها ‪،‬‬
‫وقادرين على التعامل معها (الحسن م‪ ،2011 ،.‬صفحة ‪ ،)81‬وذلك من خالل إحداث تغييرات جذرية في نوعية املوارد‬
‫البشرية املالئمة لها وهذا يعني إعادة النظر في نظم التعليم والتدريب الحالية ملواكبة متطلبات التحول الجديد بما في ذلك‬
‫إعداد الخطط والبرامج واألساليب التعليمية والتدريبية على كافة املستويات باإلضافة إلى توعية أفراد املجتمع بثقافة‬
‫وطبيعة اإلدارة اإللكترونية وتهيئة اإلستعداد النفس ي والسلوكي والتقني واملادي وغير ذلك من متطلبات التكيف مع‬
‫متطلبات اإلدارة اإللكترونية‪ .‬فينبغي تدريب وبناء قدرات كافة املوظفين على طرق استعمال أجهزة الكمبيوتر وإدارة‬
‫الشبكات وقواعد املعلومات والبيانات وكافة املعلومات الالزمة للعمل على إدارة وتوجيه اإلدارة اإللكترونية بشكل سليم ‪،‬‬
‫ويفضل أن يتم ذلك بواسطة معاهد أو مراكز تدريب متخصصة وتابعة للحكومة (القزاز‪ ،2016 ،‬صفحة ‪.)368‬‬
‫‪ -5‬نشر الثقافة اإللكترونية في أوساط املتعاملين‪ :‬إن من واجبات املنظمة توعية الجمهور بهذا التحول إذ يشترط‬
‫الوعي الجماهيري الجيد بمتطلبات ذلك التحول‪ ،‬أو ما يطلق عليه البعض (جمهور إلكتروني) ‪ ،‬وأضاف العواملة التوعية‬
‫اإلجتماعية بثقافة اإلدارة اإللكترونية ومتطلباتها نظرا ألن التحول نحو اإلدارة اإللكترونية فلسفة متكاملة من القيم‬
‫واألهداف والوسائل والنظم املتكاملة ‪ ،‬فإن ترجمتها إلى الواقع العملي يحتاج إلى جهود ومتطلبات عديدة يأتي في مقدمتها‬

‫‪404‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫وعي الجمهور لطبيعة هذا التحول واإلستعداد النفس ي والسلوكي والتقني واملالي وغير ذلك من متطلبات التكيف معه‬
‫(الحسن م‪ ،2011 ،.‬صفحة ‪.)81‬‬
‫‪ -6‬املتطلبات التقنية والفنية‪ :‬يركز هذا املتغير على تثبيت املوارد املطلوبة والضرورية لوضع استراتيجية اإلدارة‬
‫اإللكترونية تحت املمارسة أو التطبيق ‪ ،‬ولغرض تحقيق استخدام وتوظيف جبد لها‪ ،‬ال بد من توافر تلك التقنيات‬
‫املناسبة سواء من حيث األجهزة واملعدات والشبكات أم من حيث أساليب العمل واإلدارة أم من حيث نظم اإلتصاالت التي‬
‫تعد جميعها أساسيات داعمة للتطبيق (املفرجي و وآخرون‪ ،2007 ،‬صفحة ‪.)73‬‬
‫وتتمثل في توفير البنية التحتية لإلدارة اإللكترونية والتي تشمل تطوير وتحسين شبكة اإلتصاالت بحيث تكون‬
‫متكاملة وجاهزة لإلستخدام وإستيعاب الكم الهائل من اإلتصاالت في آن واحد لكي تحقق الهدف من استخدام شبكة‬
‫اإلنترنت باإلضافة إلى توفير التكنولوجيا الرقمية املالئمة من تجهيزات وحاسبات آلية وأجهزة ومعدات وأنظمة وقواعد‬
‫البيانات والبرامج وتوفير خدمات البريد الرقمي ‪ ،‬وتشكل البنية التقنية الرقمية الركيزة املحورية لإلدارة اإللكترونية وتتكون‬
‫من‪ :‬الحاسب اآللي‪ ،‬وسائل اإلتصال وأجهزة التحكم باالتصال (القزاز‪ ،2016 ،‬صفحة ‪.)369‬‬
‫‪ -4‬أنماط التحول إلى البيئة اإللكترونية‪:‬‬
‫ويتطلب موضوع تحليل وظائف ومهام اإلدارة اإللكترونية دراسة أهم التغيرات الجوهرية التي طرأت على نظرية‬
‫وتطبيق اإلدارة الحديثة تحت تأثير تقنيات وبرامجيات املعلومات واالتصاالت هذه التغيرات التي إنعكست على وظيفة‬
‫اإلدارة اإللكترونية هي كما يلي (ياسين‪ ،2005 ،‬الصفحات ‪:)41-34‬‬
‫‪ -‬اإلنتقال من منظومات املعلومات املحوسبة املستقلة إلى منظومات املعلومات املحوسبة الشبكية‪ ،‬حيث كان‬
‫من نتاج ظهور املعالجة املوزعة وقواعد البيانات أن اتجهت تكنولوجيا املعلومات إلى مزيد من اإلنتشار والالمركزية ‪،‬‬
‫ونتيجة النبثاق ثورة االتصاالت تحولت نظم املعلومات املحوسبة التي كانت تعمل في صورة منظومات مستقلة إلى نظم‬
‫معلومات شبكية تعمل وتستفيد من التقنيات املتقدمة في مجال شبكات اإلتصاالت والتبادل اإللكتروني للبيانات‪.‬‬
‫‪ -‬اإلنتقال من نظم املعلومات اإلدارية إلى نظم املعلومات اإلدارية الذكية‪ :‬تستطيع اإلدارة اإللكترونية التعامل مع‬
‫مورد املعلومات التي تنتجها نظم معلومات إدارية تحتوي على مكونات ذكية مهمة للتنقيب عن البيانات وذلك لتشكيل‬
‫أبعاد وعالقات جديدة فيما بينها‪ .‬أي بإمكان اإلدارة اإللكترونية إستخدام منظومات وتقنيات محوسبة تتضمن القدرة على‬
‫التفكير والرؤية والتعلم والفهم واستنباط املغزى العام من سياق املعلومات املنتجة‪.‬‬
‫‪ -‬االنتقال من نظم املعالجة بالدفعات إلى نظم املعالجة التحليلية الفورية‪ :‬تعتبر نظم املعالجة الفورية تطويرا‬
‫نوعيا لنظم املعالجة بالدفعات التقليدية التي لم تعد تناسب الطبيعة املتغيرة والسريعة لألعمال والتي تتطلب تحديثا‬
‫مستمرا للبيانات وإنتاجا مستمرا للمعلومات‪ .‬فضال عن ذلك تقدم نظم املعالجة التحليلية الفورية فرصة إضافية لإلدارة‬
‫اإللكترونية إلنتاج تقارير معلوماتية متعددة وتوفير قدرات الدخول املرن والسريع ألحجام كبيرة من بيانات مشتقة من‬
‫عمليات تخضع مدخالتها لتغيير مستمر‪.‬‬
‫‪ -‬العمل من خالل الشبكات‪ :‬تعمل اإلدارة اإللكترونية في املنظمات الحديثة من خالل ربط نظم املعلومات بتقنيات‬
‫اإلتصاالت املهمة مثل شبكات األنترانت واإلكسترانت ‪ ،‬وتعتبر شبكات املنظمة الداخلية والخارجية جزءا حيويا مهما من‬
‫البنية الشبكية لإلدارة اإللكترونية فضال عن كونها قاعدة إنطالق تقنية لألعمال اإللكترونية والتجارة اإللكرتونية‪.‬‬
‫‪ -‬العمل على أساس تقنية حوسبة املزود‪/‬الزبون‪ :‬هذه التقنية تعتبر أساس عمل الشبكات (األنترانت واإلكسترانت‬
‫واإلنترنت) وتقنيات الخدمة اإللكرتونية الفورية‪.‬‬
‫‪ -‬تحول املنظمات من الهياكل املركزية إلى الهياكل املرنة البيئية‪ :‬حيث كان من نتائج تطبيق نظام وتقنيات اإلدارة‬
‫اإللكترونية حدوث تغيير جوهري في بيئات منظمات األعمال ‪ ،‬لقد تحولت هذه املنظمات مع بزوغ فجر اإلدارة اإللكترونية‬

‫‪405‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫من املركزية الوظيفية أو الالمركزية الوظيفية إلى الهيكال التنظيمية املرنة واأليكولوجية املستندة إلى املعلومات ال األحكام‬
‫وعمل الفريق ال عمل الفرد مهما بلغ من نبوغ وخبرة‪.‬‬
‫‪ -‬اإلنتقال من مفهوم امليزة النسبية إلى مفهوم امليزة التنافسية املؤكدة‪ :‬لقد ظل مفهوم امليزة النسبية سائدا لفترة طويلة‬
‫ومصاحبا للمنافسة التقليدية واألساليب القديمة في العمل اإلداري ‪ ،‬لكن مع املزايا التي تتيحها اإلدارة ال سيما توفير‬
‫قدرات تقديم الخدمة املمتازة بصورة فورية وبالوقت الحقيقي للمستفيدين واف~ات األخرى ذات املصلحة لم يعد هذا‬
‫املفهوم كافيا لحاجات اإلدارة وقواعد لعبة املنافسة الجديدة‪ .‬وهكذا ظهر مفهوم امليزة التنافسية الذي يستند إلى قدرات‬
‫عمل املنظمة مع قوى املنافسة الخمسة التي يتكون منها نموذج ‪ ، Porter‬وتستطيع اإلدارة اإللكترونية أن تحقق تكامال‬
‫شبكيا أماميا مع املشترين وتكامال شبكيا خلفيا مع املوردين باإلضافة إلى قدرات العمل مع املنافسين الحاليين والجدد‬
‫من خالل شبكاتها ونظمها وما تتيحه من أدوات تقنية للتحليل وإنتاج القيمة املضافة للمنظمة‪.‬‬
‫املحور الثالث‪ :‬دور البيئة اإللكترونية في الحد من سلبيات التسييرالبيروقراطي‪:‬‬
‫تكمن أهم املظاهر التي من خاللها يمكن للتحول للبيئة اإللكترونية التغلب على سلبيات البيروقراطية فيما يلي (الحسن‬
‫م‪ ،2011 ،.‬الصفحات ‪:)74-73‬‬
‫رفع مستوى األداء وإمكانية إنتقال املعلومات بدقة وانسيابية وتقلص اإلزدواجية في إدخال البيانات‪.‬‬ ‫✓‬
‫زيادة دقة البيانات نظرا لتوفر إمكانية الحصول على املعلومات املطلوبة من جهة اإلدخال األولية ‪.‬‬ ‫✓‬
‫تقليص اإلجراءات اإلدارية من خالل توفير املعلومات بشكلها الرقمي‪.‬‬ ‫✓‬
‫اإلستخدام األمثل للطاقات البشرية وتوجيهها للعمل في مهام وأعمال أكثر إنتاجية‪.‬‬ ‫✓‬
‫تميز الخدمات العامة حيث يمكن تقديم كافة الخدمات من خالل شبكة اإلنترنت على مدار الساعة دون التقيد‬ ‫✓‬
‫بساعات الدوام الرسمي ‪.‬‬
‫كما يذكر السيد حمدي القبيالت مجموعة من املزايا األخرى للبيئة اإللكترونية ‪-‬والتي تساعد في التغلب على سلبيات‬
‫التسيير البيروقراطي‪ -‬واملتمثلة أساسا في (القبيالت‪ ،‬قانون اإلدارة العامة اإللكترونية‪ ،2014 ،‬الصفحات ‪:)42-40‬‬
‫سرعة اإلنجاز‪ :‬حيث ال يستغرق تقديم الخدمة أو إنجاز املعاملة إلكترونيا إال دقائق معدودة أو أقل أحيانا ‪.‬‬ ‫✓‬
‫زيادة اإلتقان‪ :‬إن اإلنجاز اإللكتروني للخدمة عادة ما يكون أكثر دقة وإتقانا من اإلنجاز اليدوي ‪.‬‬ ‫✓‬
‫تخفيض التكاليف‪ :‬إن أداء الخدمات العامة بالطرق اإللكترونية تقل تكلفته العمل كثيرا عن أدائها بالطرق‬ ‫✓‬
‫التقليدية أو اليدوية‪ ،‬إذ أن ذلك يؤدي إلى تقليل عدد املوظفين املطلوبين للعمل في اإلدارة واختصار اإلجراءات ومراحل‬
‫العمل‪ ،‬فضال عن التخفيض أو اإلستغناء عن كميات األوراق واألدوات املكتبية املستخدمة في أداء الخدمات‪.‬‬
‫تبسيط اإلجراءات‪ :‬حيث أنه عن طريق البيئة اإللكترونية يمكن تبسيط وتيسير اإلجراءات بل وبخطوة واحدة‬ ‫✓‬
‫تتم من خالل الدخول على الخط مع اإلدارة العامة عبر شبكة املعلومات ويمكن إنجاز املطلوب بسرعة وسهولة توفيرا‬
‫للوقت والجهد‪.‬‬
‫تحقيق الشفافية اإلدارية‪ :‬إن الشفافية تعني بالشكل األساس ي أن تكون كل املرافق واملؤسسات التي تدير الشأن‬ ‫✓‬
‫العام شفافة تعكس ما يجري بداخلها وما يدور بداخلها وما يشاع في أروقتها (أبو كريم‪ ،2008 ،‬صفحة ‪.)29‬‬
‫حيث تتضمن الشفافية اإلدارية تبسيط اإلجراءات والقضاء على الروتين ونشر املعلومات واإلفصاح عنها وضمان‬
‫سهولة الوصول إليها بحيث تكون متاحة للجميع‪ .‬وتمكين املعنيين في الخدمة التي تقدمها املؤسسة من تحمل مسؤولياتهم‬
‫في إدارة املؤسسة‪ ،‬فالشفافية منهاج عمل وحياة مستمر إلدارة األحداث اليومية وشفافية العالقات الرأسية واألفقية في‬
‫أركان العمل املؤسس ي‪ ،‬والشفافية كمبدأ إداري في املؤسسات تقوم على بعض املمارسات املتشعبة التي تصب في مجال‬

‫‪406‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫إتخاذ القرارات وإدارة املوارد البشرية واملادية والهياكل التنظيمية والتعليمات واإلتصال والعالقات والتطوير اإلداري (أبو‬
‫كريم‪ ،2008 ،‬صفحة ‪ .)40‬ويدعم تحقيق كل ذلك تطبيق نموذج اإلدارة اإللكترونية في املؤسسات واملنظمات‪.‬‬
‫الحد من مظاهر الفساد اإلداري‪ :‬نتيجة للمخالفات السلوكية والتجاوزات واملمارسات اإلدارية الخاطئة والفساد‬ ‫✓‬
‫اإلداري والرشوة واإلختالسات والتزوير واملحسوبية واستغالل الوظيفة العامة وتقديم خدمات لألصدقاء في أجهزة‬
‫اإلدارة العامة‪ .‬أدى كل ذلك إلى البحث عن مفاهيم وممارسات وأدوات للقضاء على هذه املخالفات أو للتخفيف من‬
‫حدتها (الراشدي‪ ،2006 ،‬الصفحات ‪ .)19-18‬وهو سبب ظهور اإلدارة اإللكترونية والحكومة االلكترونية كمداخل للبيئة‬
‫االلكترونية‪.‬‬
‫حيث أن إنجاز املعامالت وتقديم الخدمات العامة بطريقة إلكترونية يتم دون إتصال مباشر بين صاحب الشأن واملوظف‬
‫املختص‪ ،‬حيث يمكن لطالب الخدمة من خالل الدخول إلى املوقع اإللكتروني الخاص بجهة اإلدارة تحديد الخدمة‬
‫املطلوبة‪ ،‬ومن ثم فإنه ال وجه لعالقة مباشرة بين أي موظف وطالب الخدمة فتقل فرص إنتشار مظاهر الفساد من‬
‫الرشوة وغيرها‪ ،‬وهكذا يحول هذا النظام دون إستغالل املوظف لوظيفته وسلطته (القبيالت‪ ،‬قانون اإلدارة العامة‬
‫اإللكترونية‪ ،2014 ،‬صفحة ‪.)42‬‬
‫تعزيز االتصال‪ :‬هناك اعتبارات هامة يجب أخذها بعين اإلعتبار في عملية توصيل املعلومات مثل اإلهتمام بأدوات‬ ‫✓‬
‫ووسائل اإلتصال وبمضمون اإلتصال وهدفه‪ ،‬كذلك عملية اإلتصال يجب أن ال تربط بإجراءات ثابتة بل يجب اعتبارها‬
‫عملية ديناميكية وذات إتجاهات متعددة (أبو كريم‪ ،2008 ،‬صفحة ‪.)114‬‬
‫وعليه فإن البيئة اإللكترونية توفر أكبر قدر من تداول هذه املعلومات وتدفقها لجميع املستويات اإلدارية‪ ،‬من خالل شبكة‬
‫اتصاالت تزود املعلومات للمستويات اإلدارية العليا من جميع مستويات املنظمة ووحدتها من أجل اتخاذ القرارات‪،‬‬
‫فالبيئة اإللكترونية معنية بتوفير نظام اتصال فعال يسهل تدفق املعلومات في اإلتجاهات املختلفة‪ ،‬حيث يستلزم أن‬
‫يتميز هذا النظام بقنوات إتصال متعددة ومواكبة لتطورات العصر تسهم في زيادة ربط أجزاء النظام ويوفر الوقت‬
‫والجهد والنفقات ويضمن التواصل بين مختلف املستويات اإلدارية والبيئة الخارجية مما يرتقي باملنظمة لتحقيق‬
‫األهداف والطموحات والغايات املرغوبة التي وجدت من أجلها (أبو كريم‪ ،2008 ،‬الصفحات ‪.)115-114‬‬
‫التحول في العمليات اإلدارية‪ :‬إن وظائف اإلدارة التي كانت ترتكز على هرمية املعلومات‪ ،‬أصبحت غير مبررة من‬ ‫✓‬
‫الناحية العملية فمع األنترنت وشبكات األعمال التي تجعل قواعد ومستودعات البيانات متاحة للجميع بقدر واسع غير‬
‫مسبوق أصبح يفقد اإلدارة أهم مبررات البقاء على وظائفها التقليدية (خبراء مركز الخبرات املهنية لإلدارة بميك‪،2014 ،‬‬
‫صفحة ‪ ،)37‬وضرورة التحول إلى الوظائف اإللكترونية‪.‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬
‫أفرزت التطورات التقنية والتكنولوجية املتسارعة تأثيرات حقيقية في مختلف امليادين وبالخصوص املجال‬
‫اإلداري‪ ،‬أين تم نقل التكنولوجيا إلى األجهزة اإلدارية األمر الذي أدى إلى تغييرات عديدة في طبيعة وشكل عمل النظم‬
‫اإلدارية‪ ،‬ساهمت في التحول من النمط التقليدي لإلدارة ذات الطابع البيروقراطي املعقد إلى نموذج اإلدارة في منظومة‬
‫البيئة اإللكترونية الديناميكية والتفاعلية‪.‬‬
‫فالبيروقراطية تعد أحد أسباب فساد وتخلف اإلدارة العامة نظرا لتمسك األجهزة اإلدارية بقواعد وإجراءات‬
‫جامدة متحجرة‪ ،‬تجعل من املوظفين آالت تتحرك دون تفكير‪ ،‬وقد أدت البيروقراطية إلى عرقلة الخدمات الحكومية عن‬
‫السير الصحيح لها‪ ،‬حيث صارت مرضا خبيثا أعجز املرافق العامة عن أداء منافعها ‪ .‬وال شك أن األخذ بفكرة التحول إلى‬
‫البيئة اإللكترونية واإلستفادة من مزاياها التي تقدمها واملتمثلة في (تعزيز االتصال‪ ،‬رفع مستوى األداء‪ ،‬زيادة دقة البيانات‪،‬‬
‫تقليص اإلجراءات اإلدارية‪ ،‬اإلستخدام األمثل للطاقات البشرية‪ ،‬تميز الخدمات العامة‪ ،‬سرعة اإلنجاز‪ ،‬تخفيض‬

‫‪407‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫التكاليف‪ ،‬زيادة اإلتقان‪ ،‬تبسيط اإلجراءات‪ ،‬القدرة على تفعيل التمكين‪ ..‬وغيرها)‪ .‬يؤدي إلى تسهيل إجراءات املعامالت‬
‫الحكومية من على شبكة اإلنترنت وبصورة تضبط العالقة بين الجمهور واملوظفين‪ ،‬كما يؤدي تحقيق البيئة اإللكترونية‬
‫إلى تقليص البيروقراطية والتخفيف من الروتين في أداء املرافق العامة لخدماتها‪ ،‬كما تحقق الشفافية اإلدارية من خالل‬
‫توفيرها البيانات واملعلومات واإلحصاءات املتعلقة بقطاعات الدولة املختلفة لجمهور املواطنين‪ .‬وذلك من خالل استبدال‬
‫املعامالت واملستندات الورقية إلى املستندات اإللكترونية التي تتم عن طريق التبادالت اإللكترونية للمعلومات‪ ،‬ويتحول‬
‫مجتمع املوظفين من مجتمع ورقي إلى مجتمع إلكتروني‪.‬‬
‫وقد توصلت الدراسة لجملة من النتائج أهمها‪:‬‬
‫‪ -‬تعني البيئة اإللكترونية تحويل األعمال والخدمات اإلدارية التقليدية وما تشمله من إجراءات طويلة ومعقدة باستخدام‬
‫الورق إلى أعمال وخدمات إلكترونية تنفذ بسرعة عالية ودقة متناهية‪ ،‬تعتمد على استخدام نظم معلومات الحاسوب‬
‫وشبكاته في تنفيذ األعمال اإلدارية وتقديم الخدمات بشكل واسع ومكثف إلكترونيا ‪.‬‬
‫‪ -‬تعني البيروقراطية تسيير إدارات ومصالح الدولة عن طريق املكاتب‪ ،‬وذلك بأن يتم تنفيذ األعمال اإلدارية على أساس من‬
‫التدرج الرئاس ي وعلى أساس من التخصص وتقسيم العمل داخل الجهاز اإلداري طبقا لقواعد عامة وإجراءات محددة‬
‫ومرسومة سلفا‪.‬‬
‫‪ -‬تشتمل البيروقراطية على العديد من السلبيات املتمثلة أساسا في التعقيدات اإلدارية واإلفراط في الرقابة وعدم وضوح‬
‫التعليمات ‪،‬غياب املساءلة والنزاهة‪ ،‬تغييب النهج الديمقراطي وانتشار الفساد على أشكاله املتعددة‪ ،‬وكذا انتشار‬
‫مظاهر عدم الثقة وعدم تفعيل اإلدارة التشاركية أو ما يطلق عليه انعدام الشفافية‪ ،‬واملغاالة في استخدام األنماط‬
‫اإلدارية التقليدية والتي تعكس في املؤسسات مالمح التسلط في القوة واستخدامها بشكل يؤدي إلى ظهور وانتشار ظواهر‬
‫غير مرغوبة مثل عدم الوضوح والغموض في أدوار املوظفين وعدم املشاركة في صنع القرار وعدم التفويض وتقليص‬
‫الصالحيات والحجب والتعتيم على املعلومات والعمليات املختلفة داخل املؤسسة‪.‬‬
‫‪ -‬إن التحول إلى البيئة اإللكترونية في األجهزة اإلدارية يؤدي إلى خفض مشاكل البيروقراطية ويساهم في تحقيق الشفافية‬
‫وإتاحة املعلومة لجميع املتعاملين‪ ،‬كما أنه يساهم في خفض التكلفة وزيادة الدقة والسرعة في تقديم الخدمات ويسهم‬
‫في تطوير التنظيم اإلداري وتبسيط اإلجراءات والحد من انتشار التجاوزات اإلدارية ويساعد على توفير املعلومات وسرعة‬
‫اتخاذ القرارات املبنية على معلومات دقيقة ومباشرة‪.‬‬
‫‪ -‬إن التنظيم التقليدي القائم على الهيكل التنظيمي الهرمي الذي يحد من املرونة ال يتالئم مع طبيعة التحول إلى البيئة‬
‫اإللكترونية التي يتم في ظلها القيام باألعمال بطريقة ديناميكية ومن خالل مراكز قرار متعددة لذلك يتم اعتماد التنظيم‬
‫الشبكي أي يتم االنتقال من نمط التفكير الخطي إلى نمط التفكير الشبكي‪.‬‬
‫‪ -‬إن التقسيم اإلداري التقليدي القائم على أساس األقسام والوحدات يتم تجاوزه في ظل البيئة اإللكترونية إلى التنظيم‬
‫القائم على الفرق واملجموعات حيث أن اإلنترنت يحقق التشبيك الفائق والواسع بين جميع العاملين عن طريق الشبكة‬
‫الداخلية ‪-‬األنترانت‪.-‬‬
‫‪ -‬لم تعد التطبيقات التقليدية للتنظيم التقليدي القائم على الهيكل التنظيمي الصلب والهرمية الرسمية وغيرها مالئمة‬
‫للمنظمات املعاصرة وعليه يتم التحول من التنظيم التقليدي الصلب إلى التنظيم الشبكي الواسع وكذلك التحول من‬
‫منظمة التركيز على الهياكل والخصائص التنظيمية الرسمية إلى منظمة التركيز على الهدف الواحد املتقاسم‪.‬‬
‫وبخصوص التوصيات التي توصلنا إليها فهي كما يلي‪:‬‬
‫تأسيسا على ما سبق ومن أجل التغلب على مشاكل البيروقراطية وتحقيق الشفافية في األجهزة اإلدارية البد من توافر‬
‫الشروط التالية من أجل تحقيق التحول إلى بيئة اإلدارة اإللكترونية‪:‬‬

‫‪408‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫✓ تبني توجهات اإلدارة اإلستراتيجية في مختلف مجاالت العمل من خالل تنمية قدرات منظمات الجهاز اإلداري على‬
‫التعامل مع البيئة الداخلية والخارجية‪.‬‬
‫✓ تبني األنماط واملداخل الحديثة في البناء التنظيمي وإعادة تصميم الهياكل التنظيمية ملنظمات الجهاز اإلداري لتحقيق‬
‫املرونة واالستجابة ملتطلبات التغيير والتكيف مع عوامل ومتغيرات البيئة‪.‬‬
‫✓ تطوير صيغ وأساليب وإجراءات العمل اإلداري والقوانين والتشريعات ذات العالقة بما يساهم في تحقيق السرعة‬
‫والدقة في اتخاذ القرارات‪.‬‬
‫✓ التوسع في االعتماد على التقنيات الحديثة وصوال إلى املنظومات اإللكترونية تمهيدا لبناء مشاريع للحكومة اإللكترونية‬
‫وتعزيز نشاط البحث والتطوير في هذه املجاالت بما يوسع من آفاق املساهمة في تطوير التكنولوجيات املتقدمة‪.‬‬
‫✓ تطوير القدرات الذاتية ملنظمات األجهزة اإلدارية ملسايرة التغيير وتشخيص وحل املشكالت واملعوقات ووضع الخطط‬
‫للتطورات املستقبلية ‪.‬‬
‫✓ تطوير القيادات اإلدارية من خالل إشاعة األساليب اإلدارية الحديثة في العمل عن طريق الدورات التدريبية والتأهيلية‪.‬‬
‫✓ االهتمام ببرامج تقويم الشفافية والنزاهة واملساءلة اإلدارية ومكافحة الفساد اإلداري لتعزيز إنتماء املوظف لوظيفته‬
‫والتزامه بأخالقيات وقيم العمل التي تعكس املستوى العالي من االخالص والتفاني‪,‬‬
‫قائمة املراجع‪:‬‬
‫• إبراهيم عبد العزيز شيحا‪ .)2000( .‬أصول اإلدارة العامة‪ .‬اإلسكندرية‪ :‬مؤسسة املعارف للطباعة والنشر‪.‬‬
‫• إبراهيم ‪,‬خ ‪.‬م ‪. (2010).‬اإلدارة اإللكترونية ‪.‬مصر ‪:‬الدار الجامعية‪.‬‬
‫• أحمد فتحي أبو كريم‪ .)2008( .‬الشفافية والقيادة في اإلدارة‪ .‬عمان‪ :‬دار الحامد للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫• األحمدي ‪,‬ب ‪.‬د ‪. (2015).‬الحكومة اإللكترونية وتحدياتها املعاصرة في األجهزة الحكومية ‪.‬د‪.‬ب‪.‬ن ‪:‬خوارزم العلمية للنشر‬
‫والتوزيع‪.‬‬
‫• الرزاق ‪,‬ا ‪.‬د ‪. (2004).‬اإلدارة العامة (الحكومة )اإللكترونية وأثرها على النظام القانوني للمرفق العام وأعمال موظفيه ‪.‬‬
‫الكويت ‪:‬مجلس النشر العلمي‪.‬‬
‫• العاني ‪,‬م ‪.‬ش & ‪.,‬ناجي جواد ‪,‬ش ‪. (2014).‬اإلدارة اإللكترونية ‪.‬عمان ‪:‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫• القبيالت ‪,‬ح ‪. (2014).‬قانون اإلدارة العامة اإللكترونية ‪.‬عمان ‪:‬دار وائل للنشر‪.‬‬
‫• القحطاني ‪,‬ذ ‪.‬ب ‪. (2015).‬أمن املعلومات ‪.‬الرياض ‪:‬فهرسة امللك فهد الوطنية أثناء النشر‪.‬‬
‫• القدوة ‪,‬م ‪. (2010).‬الحكومة اإللكترونية واإلدارة املعاصرة ‪.‬عمان ‪:‬دار أسامة للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫• القزاز ‪,‬ب ‪.‬م ‪. (2016).‬اإلدارة اإللكترونية ودورها في مكافحة الفساد اإلداري ‪.‬اإلسكندرية ‪:‬دار الفكر الجامعي‪.‬‬
‫• املفرجي ‪,‬ع ‪.‬ح & ‪.,‬وآخرون ‪. (2007).‬اإلدارة اإللكترونية مرتكزات فكرية ومتطلبات تأسيس عملية ‪.‬القاهرة ‪:‬املنظمة‬
‫العربية للتنمية اإلدارية‪.‬‬
‫• الوادي ‪,‬م ‪.‬ح & ‪.,‬الوادي ‪,‬ب ‪.‬م ‪. (2011).‬املعرفة واإلدارة اإللكترونية وتطبيقاتها املعاصرة ‪.‬عمان ‪:‬دار صفاء للنشر‬
‫والتوزيع‪.‬‬
‫• بومدين طاشمة‪ .)2015( .‬البيروقراطية والتنمية السياسية في الجزائر ‪ .‬اإلسكندرية‪ :‬مكتبة الوفاء القانونية‪.‬‬
‫• ثابت عبد الرحمان إدريس‪ .)2003-2002( .‬املدخل الحديث في اإلدارة العامة (بتصرف)‪ .‬اإلسكندرية‪ :‬الدار الجامعية‪.‬‬
‫• حامد ‪,‬ف ‪. (2014).‬اإلدارة اإللكترونية األسس النظرية والتطبيقية ‪.‬عمان ‪:‬دار الكندي للنشر والتوزيع‪.‬‬

‫‪409‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫• حمدي القبيالت‪ .)2014( .‬قانون اإلدارة العامة اإللكترونية‪ .‬عمان‪ :‬دار وائل للنشر‪.‬‬
‫• خبراء مركز الخبرات املهنية لإلدارة بميك‪ .)2014( .‬اإلدارة اإللكترونية في الشؤون اإلدارية‪ .‬مصر‪ :‬بميك‪.‬‬
‫• رضا قجة‪ .)2003( .‬أداء العامل في التنظيم الصناعي‪ .‬باتنة‪ :‬الشركة املعلوماتية للخدمات املكتبية للنشر‪.‬‬
‫• سعيد علي الراشدي‪ .)2006( .‬اإلدارة بالشفافية‪ .‬عمان‪ :‬دار كنوز املعرفة‪.‬‬
‫• عامر الكبيس ي‪ .)2000( .‬الفساد اإلداري رؤية منهجية للتشخيص والتحليل واملعالجة‪ .‬املجلة العربية لإلدارة ‪،)01( 10 ،‬‬
‫‪.106‬‬
‫• عبد العزيز سعد‪ .)2005( .‬جرائم اإلعتداء على األموال العامة والخاصة‪ .‬الجزائر‪ :‬دار هومه‪.‬‬
‫• عبد الفتاح إيمان صالح‪ .)2007( .‬التخطيط اإلستراتيجي في املنظمات الرقمية ‪ .‬القاهرة‪ :‬إيبيس كوم للنشر والتوزيع‬
‫وخدمات العملومات‪.‬‬
‫• عبود نجم نجم‪ .)2005( .‬أخالقيات اإلدارة العامة في عالم متغير‪ .‬مصر‪ :‬املنظمة العربية للتنمية اإلدارية‪.‬‬
‫• كورتل ‪,‬فريد & ‪.,‬تيش سليمان ‪,‬آسيا ‪. (2015).‬اإلدارة اإللكترونية ‪.‬عمان ‪:‬زمزم ناشرون وموزعون‪.‬‬
‫• ماجد بن عبد هللا الحسن‪ .)2011( .‬اإلدارة اإللكترونية وتجويد العمل اإلداري املدرس ي "ضرورة ملحة في ظل الثورة‬
‫العلمية التكنولوجية"‪ .‬املكتب الجامعي الحديث‪.‬‬
‫• محمد بن هالل بن فزاع الكسار العنزي‪ .)2017( .‬تطبيق اإلدارة اإللكترونية ‪-‬املفهوم‪-‬املزايا‪-‬املعوقات‪ .‬الرياض‪ :‬دار‬
‫الكتاب الجامعي للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫• محمد فريد الصحن‪ ،‬و علي الشريف‪ .)2000( .‬مبادئ اإلدارة‪ .‬اإلسكندرية‪ :‬الدار الجامعية‪.‬‬
‫• نجم ‪,‬نجم ‪.‬عبود ‪. (2009).‬اإلدارة واملعرفة اإللكترونية ‪-‬اإلستراتيجية ‪-‬الوظائف‪-‬املجاالت ‪.‬عمان ‪:‬دار اليازوري للنشر‬
‫والتوزيع‪.‬‬
‫• نصيرة سمارة‪ .)2005( .‬ظاهرة التسيب اإلداري في الجزائر‪ .‬الجزائر‪ :‬املجلس األعلى للغة العربية‪.‬‬
‫• ياسين ‪,‬سعد ‪.‬غالب ‪. (2005).‬اإلدارة اإللكترونية وآفاق تطبيقاتها العربية ‪.‬الرياض ‪:‬فهرسة امللك فهد الوطنية أثناء‬
‫النشر‪.‬‬

‫‪410‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫دور التكنولوجيا في البيروقراطية اإللكترونية –تجارب عاملية‪-‬‬


‫‪The role of technology in E-bureaucracy - global experiences-‬‬
‫قرابص ي سارة‬ ‫يحياوي إلهام‬
‫‪Grabsi Sarah‬‬ ‫‪Yahiaoui Ilhem‬‬
‫أستاذة التعليم العالي أستاذة مؤقتة‬
‫جامعة الحاج لخضر باتنة ‪ 1‬الجزائر‬
‫‪Hadj Lakhdar University Batna 1 Algeria‬‬
‫‪sarah.grabsi@gmail.com‬‬ ‫‪ilhem.yahiaoui@univ-batna.dz‬‬
‫امللخص‪:‬‬
‫تهدف الدراسة إلى تسليط الضوء على اإلدارة االلكترونية كونها الحل األنسب ملواكبة عصر التكنولوجيا‪ ،‬وبالتالي تكمن اإلشكالية الرئيسية‬
‫في معرفة مدى مساهمة التكنولوجيا الحديثة وتطبيقاتها في تسهيل العراقيل وكسر حواجز بيئة العمل التقليدية وإمكانية مواكبة عصر‬
‫الرقمنة وضرورة التحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬حتى عند حدوث األزمات منها أزمة الكوفيد ‪ .19‬وسنعرض من خالل هذه‬
‫الدراسة األدبيات املتعلقة بالبيروقراطية اإللكترونية وكل املصطلحات ذات الصلة وتوضيح االختالف بينها‪،‬‬
‫وتوصلت الدراسة إلى أنه يمكن للمؤسسات الجزائرية التي ما زالت تتبع اإلدارة التقليدية في تقديم خدماتها‪ ،‬االستفادة من تجارب مختلف‬
‫الدول العربية والعاملية‪ ،‬كما تم استنتاج مختلف السلبيات واإليجابيات لإلدارة اإللكترونية‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬البيروقراطية اإللكترونية‪ ،‬الحكومة اإللكترونية‪ ،‬التطبيقات الذكية‪ ،‬تجارب عاملية‪.‬‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪The study aims to shed light on E-administration to keep pace with the age of technology. The main problem is to know‬‬
‫‪the contribution of modern technology and its applications in facilitating obstacles and breaking the barriers of traditional‬‬
‫‪management and the possibility of keeping pace with the era of digitization, and the transition from traditional management‬‬
‫‪to E-administration, including the occurrence of crises, such as the Covid-19 crisis. This study presents the literature related‬‬
‫‪to E-bureaucracy and all related terms and explains the difference between them.‬‬
‫‪The study found that Algerian institutions can benefit from the experiences of various Arab and international countries.‬‬
‫‪The study also has been deduced the various negatives and positives of E-administration.‬‬
‫‪Key words: E-administration, E-bureaucracy, E-government, smart applications, global experiences.‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫ساهمت العوملة بشكل كبير في انتشار تكنولوجيا املعلومات واالتصال في شتى املجاالت وامليادين‪ ،‬وكذا مختلف‬
‫اإلدارات وحتى الحكومات‪ ،‬فأصبحت هذه األخيرة تتنافس على اقتناء تلك التكنولوجيا والتي تعد إحدى الركائز الهامة في‬
‫اإلدارة الحديثة‪ ،‬مما أدى إلى ظهور مصطلحات جديدة أال وهي اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬الحكومة اإللكترونية والبيروقراطية‬
‫اإللكترونية‪.‬‬
‫كما شهد العالم في اآلونة األخيرة تطور تقني سريع في التطبيقات الذكية والتي تستغل كل األجهزة الذكية املتصلة‬
‫ببعضها عن طريق األنترنت‪ ،‬والتي بدورها تساعد اإلدارة اإللكترونية في تسهيل تعامالتها وتقديم خدماتها بطريقة أفضل‬
‫وبأقل تكلفة‪ .‬وال يخفى ذكر أزمة كورونا (كوفيد ‪ )19‬والتي تأكد العالم من خاللها بأنه أمر محتوم وضروري على كل إدارة‬
‫وحكومة ال تزال تتبع اإلدارة التقليدية في تقديم خدماتها أن تواكب العصر التكنولوجي في التحول الرقمي‪ ،‬وعليه فهناك‬
‫بعض الدول كانت السباقة في تبني وتنفيذ معامالت اإلدارة اإللكترونية‪.‬‬

‫‪411‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫إشكالية الدراسة‪ :‬من خالل ما تم عرضه تأتي إشكالية البحث في التساؤل التالي‪ :‬هل تطبيق اإلدارة االلكترونية‬
‫هو خيار لتحسين الخدمات أم حتمية البد منها ملواكبة عصر التكنولوجيا؟‬
‫وبالتالي سيتم طرح التساؤالت الفرعية التي تساهم في اإلجابة عن إشكالية الدراسة‪:‬‬
‫‪ -‬ما هي اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬الحكومة اإللكترونية والبيروقراطية اإللكترونية؟‬
‫‪ -‬ما هي إيجابيات وسلبيات تبني اإلدارة اإللكترونية؟‬
‫‪ -‬كيف يمكن للدول التي ما زالت تتبع اإلدارة التقليدية االستفادة من تجارب الدول العاملية؟‬
‫أهمية الدراسة‬
‫تأتي أهمية هذه الدراسة من أهمية استخدام التكنولوجيا في مختلف املجاالت وما توفره من مزايا وشروط‬
‫الفعالية‪ ،‬حيث شهد التطور الذي أحدثته تكنولوجيا املعلومات واالتصال إلى التحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة‬
‫اإللكترونية وهو ما أحدث تغيرات كبيرة في اإلدارات من حيث تقديم خدماتها وتحسينها وترقيتها لتسهيل الحصول على‬
‫الوظائف اإلدارية‪ ،‬وازدادت أهميتها خاصة في األزمة الحالية أزمة كورونا (كوفيد ‪.)19‬‬
‫أهداف الدراسة‪:‬‬
‫تسعى هذه الدراسة إلى تحقيق جملة من األهداف نبينها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬التعرف على استخدام التكنولوجيا في اإلدارات العاملية‪.‬‬
‫‪ -‬معرفة مختلف مراحل تطور البيروقراطية االلكترونية‪.‬‬
‫‪ -‬تبيان الفرق بين مصطلح اإلدارة االلكترونية والبيروقراطية االلكترونية‪.‬‬
‫أجزاء ومحتويات الدراسة‬
‫تحتوي هذه الدراسة على جزئين‪ ،‬يتحدث الجزء األول على مفاهيم عامة حول اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬أما الجزء الثاني‬
‫فيتحدث على بعض التجارب العربية والعاملية لإلدارة اإللكترونية‪.‬‬
‫الجزء األول‪ :‬مفاهيم نظرية حول اإلدارة اإللكترونية‬
‫يشير مصطلح اإلدارة اإللكترونية إلى قدرة الحكومة على تحسين الخدمات املقدمة إلى املواطنين باستخدام‬
‫التكنولوجيا‪ ،‬ولهذا سنتطرق في دراستنا إلى تعريف كل من اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬الحكومة اإللكترونية وكذا البيروقراطية‬
‫اإللكترونية كما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف اإلدارة‪ ،‬الحكومة والبيروقراطية اإللكترونية‬
‫‪ -1‬تعريف اإلدارة اإللكترونية‪ :‬اخترنا مجموعة من التعاريف وهي كاآلتي‪:‬‬
‫‪ -‬اإلدارة اإللكترونية هي‪" :‬اإلدارة التي تستخدم فيها التقنيات الحديثة مثل‪ :‬الكمبيوتر وشبكة االتصاالت املحلية والشبكة‬
‫العاملية اإلنترنت في أثناء أداء املهام اإلدارية والتواصل بين اإلدارة في مستوياتها اإلشرافية والتنفيذية"‪( .‬منصور بن عوض‬
‫القحطاني‪ ،2019 :‬ص ‪.)232‬‬
‫‪ -‬إن اإلدارة االلكترونية تعتبر نمط جديد من أنماط اإلدارة‪ ،‬إذ تعرف أنها‪" :‬عبارة عن استخدام نظم تكنولوجيا املعلومات‬
‫واالتصال وخاصة شبكة االنترنت في جميع العمليات اإلدارية الخاصة بمنشأة ما بغية تحسين العملية اإلنتاجية وزيادة‬
‫كفاءة وفاعلية األداء باملنشأة"‪( .‬نجاح عصام‪ ،‬بن أوجيت فاطمة‪ ،2021 :‬ص ‪،)552‬‬
‫‪ -‬كما تعرف على أنها‪" :‬استراتيجية إدارية لعصر املعلومات‪ ،‬تعمل على تحقيق خدمات أفضل للمواطنين واملؤسسات‬
‫ولزبائنها‪ ،‬مع استغالل أمثل ملصادر املعلومات املتاحة‪ ،‬من خالل توظيف املوارد البشرية واملعنوية املتاحة في إطار إلكتروني‬

‫‪412‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫حديث من أجل استغالل أمثل للوقت واملال والجهد وتحقيقا للمطالب املستهدفة وبالجودة املطلوبة"‪( .‬الدراجي زريق‪ ،‬عبد‬
‫السالم عبد الالوي‪ ،2021 :‬ص ‪.)178‬‬
‫نستنتج من التعاريف السابقة أن اإلدارة اإللكترونية هي استخدام وإدخال التكنولوجيا خاصة األنترنت في جميع‬
‫العمليات اإلدارية من أجل ربح الوقت والجهد‪.‬‬
‫‪ -2‬تعريف الحكومة اإللكترونية‪ :‬هو مفهوم ظهر في اإلدارات العامة في أواخر الثمانينيات وقد تم تعريفها بأنها‪:‬‬
‫‪" -‬استخدام تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت (‪ )TIC‬في اإلدارة العامة‪ ،‬واملرتبطة بالتغييرات التنظيمية ومهارات املوظفين‬
‫الجدد‪ .‬الهدف منها هو تحسين الخدمات العامة وتقوية العمليات الديمقراطية ودعم السياسات العامة"‪Borhane ( .‬‬
‫‪.)Mohamed Djafer : 2020 , P409‬‬
‫‪" -‬تمثل التطبيق اإللكتروني في الخدمات الذي يؤدي إلى التفاعل والتواصل بين الحكومة واملواطنين‪ ،‬وبين الحكومة‬
‫ومؤسسات األعمال‪ ،‬والقيام بالعمليات الحكومية الداخلية بين املصالح الحكومية بعضها ببعض إلكترونيا بغية تبسيط‬
‫وتحسين أوجه الحكومة الديمقراطية املرتبطة باملواطنين ومؤسسات األعمال على حد سواء"‪( .‬سحر قدوري الرفاعي‪:‬‬
‫‪ ،2009‬ص ‪.)308‬‬
‫‪ -‬كما يشير تعريف البنك الدولي للحكومة اإللكترونية‪" :‬إلى استخدام الوكاالت الحكومية لتقنيات املعلومات (مثل شبكات‬
‫املنطقة الواسعة واإلنترنت والحوسبة املتنقلة) التي لديها القدرة على تغيير العالقات مع املواطنين والشركات واألذرع األخرى‬
‫للحكومة‪ .‬يمكن أن تخدم هذه التقنيات مجموعة متنوعة من الغايات املختلفة‪ :‬كتقديم أفضل للخدمات الحكومية‬
‫للمواطنين‪ ،‬تحسين التفاعالت مع قطاع األعمال والصناعة‪ ،‬تمكين املواطنين من خالل الوصول إلى املعلومات أو إدارة‬
‫حكومية أكثر كفاءة‪ .‬ويمكن أن تكون الفوائد الناتجة هي‪ :‬تقليل الفساد‪ ،‬زيادة الشفافية‪ ،‬وزيادة الراحة ونمو اإليرادات‬
‫وخفض التكلفة"‪.(Mohammad Rabiul Bashar : 2011, P 04) .‬‬
‫من خالل هذه التعاريف نستنتج أن الحكومة اإللكترونية هي استعمال الهيئات الحكومية لتقنيات املعلومات لتقديم‬
‫الخدمات والتواصل مع املواطنين إلكترونيا‪.‬‬
‫‪ -3‬التداخل بين مصطلحي اإلدارة اإللكترونية والحكومة اإللكترونية‪:‬‬
‫يتضح هذا التداخل بمقارنة أهداف كل منهما‪ ،‬إذ تهدف الحكومة اإللكترونية مثلها مثل اإلدارة اإللكترونية لتعزيز‬
‫الكفاءة والفعالية في توزيع الخدمات الحكومية عن طريق تحديث هياكلها‪ ،‬وتحسين ورفع جودة خدماتها‪ ،‬باستعمال‬
‫معايير موضوعية وسرعة أدائها‪ ،‬كما تهدف إلى تعزيز الشفافية وتحسين استجابات الحكومة الحتياجات املستفيدين‪ ،‬من‬
‫خالل تجهيزها باملعلومات الوافية‪ ،‬وابتكار أساليب جديدة للعالقات البينية املتفاعلة التي تجمع املستفيدين وهيئات‬
‫ووكاالت الحكومة‪ ،‬وكذا توفير املال والوقت واملوارد املستخدمة من قبل إدارات الحكومة في إطار عالقتها باملواطن بالتأثير‬
‫اإليجابي املباشر للحكومة اإللكترونية في تحسين مستوى أدائها الحكومي‪ ،‬وتقديمه بشكل الئق وجيد‪ ،‬كما تهدف بالتأثير‬
‫إيجابيا في املجتمع من خالل ترقية وتنمية معارف ومهارات تكنولوجيا املعلومات بين أفراد املجتمع‪( .‬محمد بن أعراب‪:‬‬
‫‪ ،2014‬ص ‪.)61‬‬
‫ويوضح الشكل املوالي ارتباط مصطلح اإلدارة اإللكترونية بالحكومة اإللكترونية‪:‬‬

‫‪413‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫شكل رقم ‪ :1‬عالقة اإلدارة اإللكترونية بالحكومة اإللكترونية‬


‫اإلدارة اإللكترونية‬

‫الحكومة اإللكترونية‬ ‫األعمال اإللكترونية‬

‫‪G2B‬‬ ‫‪G2G‬‬ ‫‪G2C‬‬ ‫‪B2G‬‬ ‫التجارة‬ ‫األعمال غير‬


‫‪G‬‬ ‫االلكترونية‬ ‫التجارية‬

‫‪B2B‬‬ ‫‪B2C‬‬ ‫‪C2C‬‬

‫املصدر‪ :‬نجاح عصام‪ ،‬بن أوجيت فطيمة الزهرة املفيدة‪ ،)2021) ،‬استراتيجيات التحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية في‬
‫ظل األزمات )أزمة كورونا ‪ ،)COVID19‬مجلة التنمية البشرية والتعليم لألبحاث التخصصية‪ ،‬املجلد ‪ ،7‬العدد ‪ ،3‬ص ‪.553‬‬
‫من الشكل السابق نقول بأن األعمال اإللكترونية تعرف على أنها أكثر شمولية من التجارة اإللكترونية فهي عملية ربط‬
‫مباشر بين األنظمة التجارية مع الزبائن أو البائعين أو املزودين عبر األنترنت‪ .‬وتعتبر التجارة اإللكترونية مجرد بعد أو وجه‬
‫رئيس ي من أوجه األعمال االلكترونية مثل‪ :‬البريد اإللكتر وني‪ ،‬التسويق االلكتروني واملصارف االلكترونية (نجاح عصام‪ ،‬بن‬
‫أوجيت فطيمة‪ ،2021 :‬ص ‪.)552‬‬
‫كما يجدر اإلشارة إلى أن‪:(Mircea Georgescu, 2006 : PP 289, 290( :‬‬
‫‪ -‬فئة من الحكومة إلى املواطنين ‪ :G2C‬نجد جميع أشكال االتصال املباشر بين الحكومة ومواطنيها‪ .‬الفكرة األساسية هي‬
‫السماح للمواطنين بالتواصل مع الحكومة من املنزل‪ .‬يمكن للمواطنين العثور على جميع املعلومات التي يحتاجون إليها على‬
‫اإلنترنت‪ ،‬وطرح األسئلة وتلقي اإلجابات‪ ،‬ودفع الضرائب والفواتير‪ ،‬وتلقي املدفوعات واملستندات وما إلى ذلك‪.‬‬
‫‪ -‬فئة من حكومة إلى شركة ‪ :G2B‬فهي اهتمام الحكومات بأتمتة عملياتها الخارجية مع الشركات الخاصة‪ ،‬حيث تريد‬
‫الشركات رؤية البيروقراطية الصارمة للحكومات تختفي‪ .‬وأهم املجاالت هي الشراء والبيع اإللكتروني للفوائض الحكومية‬
‫(املزادات اإللكترونية)‪.‬‬
‫‪ -‬فئة من حكومة إلى حكومة ‪ :G2G‬فيمكن للتقنيات الجديدة املستندة إلى اإلنترنت مثل‪ :‬الشبكات الداخلية والبنى‬
‫التحتية للرسائل (خدمة الويب ونظام إدارة قواعد البيانات والبرامج) أن تجعل االتصال بين الحكومات أكثر كفاءة وتمكين‬
‫مشاركة املعلومات من خالل إنشاء أماكن افتراضية حيث يتم تخزين البيانات بطريقة منظمة ومهيكلة‪ .‬والهدف من ذلك‬
‫هو الحصول على منصة تكنولوجية وتنظيمية تعزز تكامل العمليات التشغيلية وصنع القرار واإلدارة للمؤسسات‬
‫الحكومية اإلقليمية والفيدرالية والبلدية‪.‬‬
‫ومما سبق‪ ،‬نستخلص بأن الحكومة اإللكترونية هي فرع من فروع اإلدارة اإللكترونية‪.‬‬
‫‪ -4‬البيروقراطية اإللكترونية‪ :‬قبل التطرق للبيروقراطية اإللكترونية سنقوم بتعريف البيروقراطية أوال وهي كاآلتي‪:‬‬
‫تعود جذور كلمة البيروقراطية حسب العديد من الباحثين إلى األصل الالتيني‪ ،‬ويتكون هذا املصطلح من جزئيين‪،‬‬
‫الجزء األول (بيرو ‪ )Bureau‬وتعني في اللغة الفرنسية القديمة املكتب‪ ،‬والجزء الثاني قراطية (‪ Kratos‬باليونانية) و(‪Cratie‬‬

‫‪414‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫بالفرنسية) و(‪ Cracy‬باإلنجليزية) تعني السلطة أو الحكم‪ ،‬ووفقا لهذا فإن مصطلح البيروقراطية في معناها اللغوي تعني‬
‫حكم املكتب أو سلطة املكتب‪ .‬وتعني إذا كلمة البيروقراطية في شقها اللغوي ممارسة العمل اإلداري من خالل سلطة‬
‫املكتب‪( .‬حفص ي عميروش‪ ،2018 :‬ص ‪.)3‬‬
‫‪ -‬البيروقراطية هي‪" :‬جميع موظفي الخدمة املدنية أو بشكل عام املوظفون املكلفون باملهام اإلدارية‪ .‬يتميز عملها بتسلسل‬
‫جيدا وتقسيم املسؤوليات وإجراءات صارمة وإدارة دقيقة للملفات‪ ،‬انتشر مصطلح‬ ‫هرمي واضح ومحطات عمل محددة ً‬
‫ً‬
‫البيروقراطية بواسطة ماكس ويبر (‪ )1920-1864‬وينطبق على جميع األشكال من التنظيم‪ ،‬حتى لو كان مرتبطا في كثير من‬
‫األحيان بالسلطات العامة"‪.)https://www.toupie.org/Dictionnaire/Bureaucratie.htm( .‬‬
‫أما البيروقراطية اإللكترونية فهي صورة للبيروقراطية عندما تحاول أن تتجمل من خالل استخدام تكنولوجيا‬
‫املعلومات واالتصاالت وهي مفهوم جديد يتنافس مع مفهوم الحكومة اإللكترونية‪ ،‬الذي سارعت دول العالم النامية ذات‬
‫النظم البيروقراطية الشهيرة في الجري ورائه لتكون جزءا من العالم اإللكتروني‪ .‬اإللكتروقراطية هو محاولة نشطة تشهدها‬
‫دول العالم النامية تحاول من خاللها أن تلبس نظمها البيروقراطية العتيقة‪ ،‬صورة الحداثة التكنولوجية أو مفهوم‬
‫اإللكترونية‪( .‬رأفت رضوان‪ ،2005 :‬ص ‪.)21‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫إذن البيروقراطية االلكترونية يمكن أن تلعب دورا حاسما‪ ،‬إنها ببساطة يمكن أن تفتح الباب لوجود موقع على شبكة‬
‫اإلنترنت تسجل فيه كل جهة حكومية كل ما تريده من املواطن حتى يحصل على الخدمة بدون معوقات‪ ،‬وتحدد له‬
‫املستندات املطلوبة وتحدد الرسوم وتحدد الزمن الالزم ألداء الخدمة املهم أن يكون هناك تحديد واضح ومتفق عليه واألهم‬
‫أن يتغير من وقت آلخر‪( .‬رأفت رضوان‪ ،2005 :‬ص ‪.)26‬‬
‫ثانيا‪ :‬العالقة بين اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬الحكومة اإللكترونية والبيروقراطية اإللكترونية‬
‫سنتمكن من خاللها معرفة الفرق بين هاته املصطلحات املتشابهة‪ ،‬هناك اتجاهين وهما كاآلتي‪( :‬حفص ي عميروش‪:‬‬
‫‪ ،2018‬ص ‪.)13‬‬
‫‪ -1‬اإلدارة اإللكترونية كأداة إلصالح البيروقراطية‪:‬‬
‫يرى أصحاب هذا االتجاه أنه يمكن لتكنولوجيا املعلومات واالتصاالت أن تستعمل كوسيلة إلصالح البيروقراطية‪ ،‬وهي‬
‫تمثل محرك ومسهل لعملية اإلصالح اإلداري لزيادة فعالية اإلدارة العمومية لخدمة املواطنين‪ .‬إن اإلدارة االلكترونية تلعب‬
‫دورا هاما في عصرنه وتطوير عمل اإلدارة العامة رغم طابعها البيروقراطي‪ ،‬وذلك من خالل الخصائص التي تتميز بها‬
‫تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت والتي نلخصها في‪( :‬حفص ي عميروش‪ ،2018 :‬ص ‪)14‬‬
‫‪ -‬السرعة‪ :‬حيث أن الوسائل التكنولوجية تتميز بالسرعة العالية في أتمتة عمليات معالجة املعلومات والطلبات اإلدارية‪،‬‬
‫إذ ال يمكن مقارنتها بطريقة العمل التقليدية‪.‬‬
‫‪ -‬الحدود الزمنية واملكانية‪ :‬فاألنترنت تسمح بالقيام بتعامالت فورية ‪ 24/24‬ساعة و‪ 7/7‬أيام وفي أي مكان بشرط وجود‬
‫شبكة االنترنيت في مكان وجود املقدم واملتلقي للخدمة‪.‬‬
‫‪ -‬الحفظ‪ :‬أين يسمح التطور السريع في وسائط التخزين االلكترونية بحفظ وأرشفة كمية كبيرة من املعلومات‪.‬‬
‫‪ -‬التواصل املستمر‪ :‬حيث تسمح تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت بإمكانية التواصل املستمر بين كل من اإلدارة‬
‫واملتعاملين وبين اإلدارات فيما بينها وكذا بين اإلدارة وموظفيها‪.‬‬
‫‪ -‬مرونة استعمال الوسائل اإللكترونية‪ :‬حيث تتميز هذه األخيرة بتعدد مجاالت استعمالها‪.‬‬
‫‪ -2‬البيروقراطية كسبب في فشل مشروع اإلدارة اإللكترونية‪:‬‬
‫يرى أصحاب هذا االتجاه أن البيروقراطية تعتبر من األسباب الرئيسية لفشل مشاريع اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬إذ أن‬
‫البيروقراطية تعتبر طبيعة تنظيم اإلدارة العامة والدولة عموما‪ ،‬فبدل أن تكون اإلدارة اإللكترونية كأداة لحل مشاكل‬

‫‪415‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫التنظيم البيروقراطي تكون كفريسة لها‪ ،‬وذلك بسبب املبادئ التي تبنى عليها البيروقراطية كالهرمية‪ ،‬التخصص وتقسيم‬
‫العمل واإلجراءات والقوانين الرسمية‪ .‬حسب وجهة النظر هذه‪ ،‬فإنه يجب مباشرة اإلصالح البيروقراطي قبل البدء في وضع‬
‫مشروع اإلدارة اإللكترونية لتمكين هذه األخيرة من النجاح‪ .‬وهذا ال يعني أن البيروقراطية لم تحقق للعالم أي فوائد‪ ،‬أو‬
‫أنها كلها كانت مشكالت‪ ،‬فالبيروقراطيـة كانت في البداية حال مثاليا لجميع مشكالت اإلدارة‪ ،‬وكانت البيروقراطية سبيل‬
‫العالم إلى دخول أطـوار الرقي والتقدم‪ ،‬إال أنها في ظل سنة التطور االجتماعية والتغيير أصبحت في أذهان الناس معادال‬
‫للروتين والتقيد والتخلف‪( .‬حسين بن محمد الحسن‪ ،2009 :‬ص ‪.)29‬‬
‫‪ -3‬الحكومة اإللكترونية من أجل البيروقراطية‪:‬‬
‫إن تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت ليست فقط أدوات لتحويل البيروقراطيات في املنظمات املوجهة نحو السوق‪،‬‬
‫ولكنها أيضا أدوات لدعم وظائف اإلدارة البيروقراطية‪ .‬يمكن أن يؤدي تنفيذ تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت ألتمتة‬
‫اإلجراءات اإلدارية الحالية إلى تحسين كفاءة وفعالية النظام اإلداري دون تغيير منطقه األساس ي‪ .‬ومنذ الثمانينيات تم‬
‫تصميم وتنفيذ تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت لتوفير األدوات والحلول املناسبة للدعم الفعال للمنظمات‬
‫البيروقراطية‪ ،‬وبرامج التشغيل اآللي للمكاتب‪ ،‬وأنظمة إدارة قواعد البيانات‪ ،‬وأنظمة إدارة املعلومات‪ ،‬وأنظمة دعم القرار‬
‫ً‬
‫مؤخرا عبر اإلنترنت هي بعض األمثلة على الحلول التي تعتمد على التكنولوجيا واملصممة لجعل‬ ‫وأنظمة املعلومات املتكاملة‬
‫املناطق املحمية في االقتصادات املتقدمة أكثر فعالية وكفاءة‪(Antonio Cordella, 2007 : P 270( .‬‬
‫تم تحقيق ذلك من خالل دمج مستويات متعددة من الضوابط في أنظمة تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت‪ .‬فتوفر طبقات‬
‫التحكم املتزايدة وأنظمة املراقبة األكثر شفافية واألقل تكلفة التي توفرها حلول تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت هذه‬
‫عملية صنع قرارات عالية الجودة وأكثر كفاءة وتساعد في تصميم وإنتاج أنظمة بيروقراطية حكومية أكثر فاعلية‪.‬‬
‫مما سبق‪ ،‬نستنتج بأن كل من اإلدارة اإللكترونية والحكومة اإللكترونية وكذا البيروقراطية اإللكترونية تشترك في‬
‫كونها تستند على تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت‪ ،‬وهي مصطلحات مترابطة فيما بينها‪ ،‬فاإلدارة اإللكترونية هي األصل‬
‫واألساس أما الحكومة اإللكترونية تعتبر شكل من أشكال اإلدارة وقد وجدت ملعالجة البيروقراطية‪.‬‬
‫الجزء الثاني‪ :‬تجارب عاملية مختلفة في مجال اإلدارة اإللكترونية‬
‫إن االتجاه نحو اإلدارة اإللكترونية الحديثة بما حققه من فوائد كثيرة ملموسة على مختلف األصعدة‪ ،‬يتواكب مع‬
‫التطور املستمر واملطرد للمجتمعات البشرية‪ ،‬تبعه تخلي شبه جماعي عن النموذج البيروقراطي (التقليدي)‪ .‬إن التحول‬
‫من النظام البيروقراطي إلى اإلدارة اإللكترونية الحديثة يستلزم معه تطوير في مهارات من يتعاملون مع اإلدارة اإللكترونية‬
‫لضمان التخلص من مظاهر التعقيدات واإلجراءات البيروقراطية خاصة املدراء واملوظفين الذين يتخذون البيروقراطية‬
‫منهجا‪( .‬أحمد همام‪.)https://www.a-hamam.com/2020/01/blog-post.html :‬‬
‫وسنتحدث في هذا الجزء عن أهم التجارب العربية والعاملية لإلدارة اإللكترونية‪ ،‬وال يفوتنا ذكر التطور الحاصل في هذه‬
‫اإلدارة خالل أزمة كوفيد ‪:19‬‬
‫أوال‪ :‬أهمية اإلدارة اإللكترونية خالل أزمة كورونا )كوفيد ‪)19‬‬
‫أبرزت الثورة الرقمية وأزمة كوفيد ‪ 19‬أهمية اإلدارة اإللكترونية مع الثورة الرقمية‪ ،‬حيث نشهد تطورا متزايدا‬
‫للمنصات الرقمية في جميع جوانب الحياة اليومية تقريبا‪ .‬أصبح األفراد مجهزين ومتصلين بشكل متزايد‪ ،‬لدرجة أن تضخم‬
‫االقتصاد ينعكس في االستبدال التدريجي للمنصات بواسطة وسطاء في االقتصاد التقليدي‪ ،‬ألن حتى الخدمات العامة‬
‫تتجاهل التحوالت التي تنتجها التقنيات الرقمية‪ .‬أعادت أزمة كوفيد ‪ 19‬أيضا إطالق األهمية األساسية للتكنولوجيا‬
‫الرقمية‪ ،‬ال سيما لضمان استمرارية معينة للخدمة العامة أثناء الحجر الصحي‪.)VCMLT Consulting : 2021, P 05( .‬‬

‫‪416‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫‪ -1‬التحليل االستراتيجي لإلدارة اإللكترونية‪:‬‬


‫يوضح الشكل املوالي التحليل االستراتيجي لإلدارة اإللكترونية خالل هذه أزمة كورونا (كوفيد ‪:)19‬‬
‫شكل رقم ‪ :2‬تحليل ‪ SWOT‬لإلدارة اإللكترونية‬
‫نقاط القوة‪:‬‬ ‫نقاط الضعف‪:‬‬
‫بعض السلطات املحلية غير مجهزة بشكل كاف ‪-‬أتاحت التكنولوجيا الرقمية ضمان استمرارية‬
‫الخدمة العامة خالل أزمة فيروس كورونا‪.‬‬ ‫وتفتقر إلى الوسائل الالزمة لهذا التحول‬
‫‪ -‬التكنولوجيا الرقمية كأداة رئيسية لتحسين‬
‫العالقة بين اإلدارة واملواطن (تبسيط اإلجراءات‪،‬‬
‫وتحسين الشفافية اإلدارية)‬
‫الفرص‪:‬‬ ‫التهديدات‪:‬‬
‫‪ -‬كوفيد ‪ 19‬كمسرع للتحول الرقمي للمجتمعات‪.‬‬ ‫‪ -‬إمكانية الوصول إلى الخدمة الرقمية‪ :‬مثل‬
‫‪ -‬سعي الدولة إلى إشراك السلطات املحلية خالل‬ ‫مشكلة تغطية اإلنترنت في املناطق الريفية‪.‬‬
‫هذه األزمة‪.‬‬ ‫‪ -‬حماية البيانات الشخصية‪.‬‬
‫‪ -‬اإلدارة الرقمية كأداة لتحديث‪ :‬البيانات‬
‫املفتوحة‪...‬‬
‫‪Source : VCMLT Consulting , (2021) , L’e-administration au service des collectivités, SCIENCES PO STRASBOURG‬‬
‫‪L'Actu de Sciences Po Strasbourg, P 05.‬‬
‫لقد أثبتت أزمة كوفيد ‪ 19‬بالفعل أهمية الدور الذي تلعبه التكنولوجيا الرقمية على عدة مستويات‪ ،‬حيث تم‬
‫استخدامها كأداة لتسهيل فهم عمل اإلدارة‪ ،‬وال سيما شفافية العمل العام (نشر املعلومات عبر اإلنترنت)‪ .‬فتعد البيانات‬
‫الصحية أمرا حيويا في مكافحة ‪ ،Covid-19‬مما أجبر الخدمات الصحية على وجه الخصوص على تسريع عملية الرقمنة‪.‬‬
‫(‪)VCMLT Consulting : 2021, P 03‬‬
‫‪ -2‬عينة من تطبيقات اإلدارة اإللكترونية الشائعة املستخدمة خالل جائحة فيروس كورونا‪:‬‬
‫تعتبر هذه التطبيقات الذكية من أهم التكنولوجيا التي استخدمت خالل جائحة كورونا‪( :‬األمم املتحدة نيويورك‪:‬‬
‫‪ ،2020‬ص ‪)242‬‬
‫‪ -‬بوابات التعلم اإللكتروني‪ :‬منصات رقمية تدعم املعلمين والطالب بموارد عبر اإلنترنت وتقدم تعليما عالي الجودة‬
‫والتعلم من املنزل‪.‬‬
‫‪ -‬التصاريح على اإلنترنت‪ :‬تصاريح عبر اإلنترنت للحركة أثناء حظر التجول‪ ،‬مما يضمن اتباع الناس لتعليمات البقاء‬
‫في املكان‪.‬‬
‫‪ -‬روبوتات املحادثة اآللية القائمة على الذكاء االصطناعي‪ :‬روبوتات املحادثة اآللية القائمة على الذكاء االصطناعي‬
‫من (األطباء االفتراضيين) على البوابات الحكومية اإللكترونية للتشخيص الذاتي‪ ،‬وتخفيف الضغط على أنظمة‬
‫الرعاية الصحية‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -‬تطبيقات التعقب‪ :‬تطبيقات الهاتف املتنقل القائمة على البلوتوث لتتبع انتشار الفيروس أحيانا مع إشعارات‬
‫نصية أو ملحقات لخريطة تمثيل البيانات‪.‬‬
‫وتتضمن التطبيقات الذكية إمكانات تحليل البيانات التي توفرها البنية األساسية التكنولوجية‪ ،‬وهذه األخيرة تعني‬
‫ّ‬
‫واملحسات املختلفة‪ ،‬وتوفير التخاطب فيما بينها‪( .‬اإلسكو‪ ،2019 :‬ص ‪.)23‬‬ ‫الشبكات الحاسوبية لربط التجهيزات‬

‫‪417‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫ثانيا‪ :‬تجارب عربية في اإلدارة اإللكترونية‬


‫كل هذه التجارب تسعى للتخلص من مظاهر البيروقراطية التقليدية في ظل اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬وهي تجارب متنوعة‬
‫تدخل ضمن إطار التكنولوجيا والتطبيقات الذكية وهي كاآلتي‪:‬‬
‫‪ -1‬الجزائر‪ :‬استراتيجية رقمنة وزارة العمل والتشغيل والضمان االجتماعي تهدف ملحاربة البيروقراطية‪ ،‬حيث كشف‬
‫السيد املدير أن األهداف الرئيسية لالستراتيجية الرقمية للقطاع تتلخص في‪(https://www.mtess.gov.dz/ar/) :‬‬
‫‪ -‬رقمنة كاملة للخدمات املقدمة من طرف القطاع‪.‬‬
‫‪ -‬تعزيز وتعميم استعمال تكنولوجيا املعلومات‪.‬‬
‫‪ -‬اعتماد التصديق اإللكتروني وإزالة الطابع املادي للوثائق‪.‬‬
‫‪ -‬التنفيذ السريع لنظم املعلومات ومركزية البيانات‪.‬‬
‫‪ -‬تعزيز العمل التشاركي وتوفير القدرات البشرية املؤهلة عن طريق التكوين املكيف واملتخصص‪.‬‬
‫في ذات السياق‪ ،‬أعلن وزير العمل والتشغيل والضمان االجتماعي عن إطالق ‪ 10‬تطبيقات ومنصات رقمية جديدة‪ ،‬من‬
‫بين هذه الخدمات الرقمية خدمة التعرف على مالمح الوجه للمتقاعدين‪ ،‬ومنصة الحساب الفردي للنشاط األجير‪ ،‬خدمة‬
‫طلب التعويض عن عطلة األمومة عن بعد‪ ،‬وكذا خدمة الحساب اإللكتروني للتقاعد على مستوى الصندوق الوطني‬
‫للضمان االجتماعي لغير األجراء‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪ -2‬تونس‪ :‬يعد تطوير اإلدارة اإللكترونية وتعزيز الحكومة املفتوحة أحد أهم ركائز برنامج التنمية اإلدارية ويندرج ضمن‬
‫خاصة من قبل رئاسة الحكومة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫برنامج شامل إلصالح وتعصير اإلدارة في تونس‪ ،‬ويحظى برعاية‬
‫ّ‬
‫فإن برنامج التنمية والتحديث اإلداري هو أحد‬ ‫العامة للتنمية ودستور سنة ‪ّ ،2014‬‬ ‫اتيجية ّ‬ ‫التوجهات االستر ّ‬ ‫ّ‬ ‫وحسب‬
‫ّ‬
‫سيتم القيام بها خالل سنوات املقبلة‪ ،‬والتي ستمكن من إرساء إدارة ناجعة ومفتوحة ّ‬ ‫التي ّ‬ ‫اإلصالحات الكبرى ّ‬
‫تقدم خدمات‬
‫التنمية ‪.‬‬ ‫واملؤسسة وتساهم مساهمة فاعلة في ّ‬ ‫ّ‬ ‫مبسطة وذات جودة عالية في متناول املواطن‬ ‫عمومية عبر إجراءات ّ‬ ‫ّ‬
‫)‪((http://www.tunisie.gov.tn/117‬‬
‫ّ‬
‫املهمة التي ّ‬ ‫تتمثل ّ‬ ‫ّ‬
‫تم ضبطها في إطار الدراسة االستراتيجية لإلدارة اإللكترونية ‪ 2020‬في‪:‬‬ ‫ومن هذا املنطلق‪،‬‬
‫ّ‬
‫االقتصادية)‪.‬‬ ‫ّ‬
‫واملؤسسات‬ ‫‪ -‬تركيز وهندسة خدمات اإلدارة طبقا لحاجيات مستعمليها (املواطن‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املعلوماتية بما يمكن من تبادل املعلومات‪.‬‬ ‫التحتية‬ ‫‪ -‬دمج وربط أنظمة املعلومات وتقاسم البنى‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪ -‬تكريس انفتاح اإلدارة من خالل تعزيز الشفافية والتشاركية واملساهمة في خلق القيمة‪.‬‬
‫ّ‬
‫اإلدارية‪.‬‬ ‫الرقمي‪ ،‬وتعزيز الثقة عند استعمالها في التعامالت‬ ‫ّ‬
‫التحول ّ‬ ‫قمية لتأمين‬ ‫الر ّ‬‫تبني استعمال التكنولوجيا ّ‬ ‫‪ّ -‬‬
‫املهمة وتحقيق رؤية برنامج اإلدارة اإللكترونية في أفق سنة ‪،2020‬وهي‪:‬‬ ‫اتيجية لتنفيذ هذه ّ‬ ‫توجهات استر ّ‬ ‫تم ضبط ‪ّ 8‬‬ ‫وقد ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫عمومية ّ‬
‫ّ‬
‫واملؤسسة‬ ‫حاجيات املواطن‬ ‫ومتعددة القنوات وتتمحور حول‬ ‫كليا على الخط وسهلة الوصول‬ ‫‪ .1‬تطوير خدمات‬
‫واإلدارة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املعلوماتية‪.‬‬ ‫التحتية‬ ‫‪ .2‬التشجيع على االستغالل املشترك للوسائل والبنى‬
‫الر ّ‬
‫قمية‪.‬‬ ‫اإلدارية ورقمنتها اعتمادا على التكنولوجيات ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪ .3‬إعادة هندسة اإلجراءات‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪ .4‬إرساء إطار لفتح املعطيات لتكريس الش ّ‬
‫العمومية‪.‬‬ ‫فافية وإعادة استعمال البيانات‬
‫ّ‬
‫الشخصية‪.‬‬ ‫‪ .5‬االنتقال نحو إدارة متشابكة تتيح التعامل البيني والتبادل اإللكتروني مع ضمان حماية املعطيات‬
‫ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ‬
‫شاركية‪.‬‬ ‫اطية الت‬ ‫العمومية يساهم في تكريس الديمقر‬ ‫‪ .6‬إرساء إطار للمشاركة‬
‫ّ‬
‫‪ .7‬تحديث أنظمة املعلومات اإلدارية وتوظيفها في خدمة املواطن‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الرقمية في الخدمات على الخط‪.‬‬ ‫‪ .8‬تعزيز الثقة‬

‫‪418‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫ّ‬ ‫خطة العمل إعتماد رافعات استر ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬


‫اتيجية تتمثل‪:‬‬ ‫كما يتطلب تنفيذ‬
‫ّ‬
‫ومخصصة للبرنامج‪،‬‬ ‫‪ .1‬حكومة واضحة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪ .2‬إطار قانوني متطور ومتالئم مع برنامج اإلدارة اإللكترونية والحكومة املفتوحة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫التغيير ّ‬ ‫‪ .3‬برنامج ّاتصال وتسويق يساعد على إدارة ّ‬
‫ويحفز على استعمال الخدمات على الخط‪.‬‬
‫الذكية من ‪ 21‬مشروعا قطاعيا و‪ 60‬مشروعا ذو صبغة ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫أفقية‪.‬‬ ‫ويتكون مخطط عمل برنامج اإلدارة‬
‫مؤمنة‪ ،‬بينما تحمل‬‫وكشفت دراسة أنجزتها شركة (إدارتي) أن ‪ % 90‬من املواقع اإللكترونية لإلدارات التونسية غير ّ‬
‫‪ % 10‬فقط من اإلدارات التونسية شهادات األمان‪ .‬وشملت الدراسة التي تهدف إلى تقييم واقع الرقمنة في تونس‪500 ،‬‬
‫ً‬
‫إدارة تابعة لوزارات وبلديات وجامعات‪ ،‬وأبرزت أيضا أن ‪ 150‬إدارة من أصل ‪ 500‬لديها نجاعة في النفاذ إلى مواقعها من‬
‫قبل املواطنين‪ ،‬ما خلق أزمة ثقة بين املواطن واإلدارة على غرار عدم توافر ضمانات تأمين املعطيات الشخصية‪ .‬وكان‬
‫ّ‬
‫املدير العام لوحدة اإلدارة اإللكترونية أعلن في تصريحات صحافية أنه تمت رقمنة حوالى ‪ % 85‬من اإلدارة في تونس‪ ،‬إال‬
‫يتعين بذل مزيد من الجهود للحصول على إدارة رقمية بالكامل‪ .‬وأضاف أن هناك مشاريع عدة قيد اإلنجاز‪ ،‬على غرار‬ ‫أنه ّ‬
‫ّ ً‬
‫مبينا أنه‬ ‫مشروع اإلدارة اإللكترونية للبورصات‪ ،‬الذي يسمح بتبادل املراسالت بين جميع الوزارات من خالل املنصة‪،‬‬
‫سيتم البدء بمرحلة التوقيع اإللكتروني‪ .‬وبخصوص الخدمات اإللكترونية املقدمة للمواطن‪ ،‬أوضح أن تونس توفر ‪220‬‬
‫خدمة عبر اإلنترنت‪ ،‬تغطي الضمان االجتماعي ودفع الفواتير والتربية والتعليم العالي‪ ،‬مشيرا إلى أن املواطنين بغالبيتهم‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫يفضلون التعامل املباشر مع اإلدارة‪ ،‬موصيا بجعل استخدام الخدمات عبر اإلنترنت إلزاميا‪.‬‬
‫)‪(https://www.independentarabia.com/node/‬‬
‫‪ -3‬املغرب‪ :‬أدى إدخال تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت إلى تغيير إيجابي في العالقة بين اإلدارة ومستخدميها‪ .‬في الواقع‪،‬‬
‫يتم تبسيط اإلجراءات اإلدارية واإلدارة اإللكترونية ككل‪ .‬تم إطالق العديد من املبادرات لتنفيذ برنامج شامل لتطوير‬
‫الحكومة اإللكترونية في املغرب‪ ،‬املبادرات التي ساهمت في ظهور العديد من الخدمات الهاتفية‪ ،‬والتي يمكن أن نذكر منها‬
‫كمثال‪( :‬نظام ‪ )BADR: Base Automatisée des Douanes en Réseau‬والذي يسمح للمشغلين االقتصاديين بتسجيل‬
‫بياناتهم الجمركية بغض النظر عن املوقع الجغرافي املوجودون فيه‪ ،‬ونظام إدارة جوازات السفر البيومترية املغربي‪ ،‬بوابة‬
‫‪ ،Service-Public.ma‬حزمة الخدمات اإللكترونية الضريبية (الضرائب املحلية عبر اإلنترنت) وبوابة املشتريات العامة إلخ‪.‬‬
‫ومن أجل تعزيز وتشجيع تطوير الخدمات الهاتفية العامة في املغرب‪ ،‬نظمت وزارة الخدمة العامة وتحديث اإلدارة منذ‬
‫‪ 2005‬الجائزة الوطنية لإلدارة اإللكترونية (‪ )e-mtiaz‬تهدف هذه الجائزة الرمزية تماما إلى خلق محاكاة بين مختلف‬
‫الفاعلين العامين (اإلدارات واملؤسسات العامة والبلديات ومندوبي الخدمة العامة) في تطوير الخدمات العامة عبر‬
‫اإلنترنت‪ ،‬وأنها مسألة تمييز مشاريع ومبادرات اإلدارة اإللكترونية الناجحة والتعريف بها‪.‬‬
‫‪https://www.mmsp.gov.ma/fr/decline.aspx?m=4&r=9‬‬
‫وفي عام ‪ ،2018‬أطلقت مدينة الدار البيضاء بوابة متجر كازا )‪ (Casa Store‬وهو متجر تطبيقات األجهزة النقالة والويب‬
‫الذي يتضمن تطبيقات الهواتف النقالة واملواقع اإللكترونية املتعلقة بمدينة الدار البيضاء‪ .‬وقد تم تصميم هذه املنصة‬
‫لتعزيز التفاعل واملشاركة وتسهيل مشاركة السكان في تنمية مدينتهم‪ .‬يتمكن الناس من الحصول على مجموعة واسعة من‬
‫املعلومات والخدمات من خالل البوابة‪ ،‬على سبيل املثال‪ :‬يمكنهم دفع الضرائب (ضريبة الدخل‪ ،‬ضريبة األعمال وضريبة‬
‫القيمة املضافة)‪ ،‬والحصول على معلومات في الوقت الحالي من موقع وزارة العدل املغربية على شبكة اإلنترنت‪ ،‬وتصفح‬
‫والتقدم بطلب للحصول على الوظائف الشاغرة في الحكومة‪ .‬ويمكن‬ ‫ّ‬ ‫بوابة البيانات املفتوحة ملدينة الدار البيضاء‪،‬‬
‫الوصول إلى متجر كازا (‪ )Casa Store‬من قبل ثالث أنواع من املستخدمين‪ :‬الزوار‪ ،‬ومستخدمو متجر كازا واملطورون‪ .‬ال‬
‫ُيطلب من الزائرين تسجيل الدخول‪ ،‬ومع ذلك تقتصر نشاطاتهم على البحث وعرض محتوى التطبيقات‪ .‬وكما يمكن‬

‫‪419‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫ملستخدمي املتجر الذين هم عادة من السكان املحليين‪ ،‬املشاركة في أنشطة مختلفة داخل املنصة وتقييم املحتوى‪ .‬أما‬
‫النوع الثالث من املستخدمين فيتمثل في املطورين الذين يتمتعون بنفس إمكانية الوصول التي يتمتع بها مستخدمو املتجر‬
‫ويمكنهم ً‬
‫أيضا اقتراح تطبيقات جديدة وتحميلها إلى املنصة‪( .‬األمم املتحدة نيويورك‪ ،2020 :‬ص ‪.)108‬‬
‫‪ -4‬اإلمارات العربية املتحدة‪ :‬أطلقت حكومة دولة اإلمارات استراتيجية اإلمارات للخدمات الحكومية‪ ،‬وسياسة املنصة‬
‫الرقمية املوحدة‪ ،‬وسياسة املتعامل الرقمي والخدمة الحكومية الرقمية‪ ،‬ضمن جهودها لتقديم خدمات رقمية متطورة‬
‫على مدار الساعة وفي أي مكان‪ .‬وتحرص الحكومة على إشراك أفراد املجتمع في تصميم الخدمات بهدف تطوير خدمات‬
‫استباقية تلبي احتياجات املتعاملين‪ .‬الخدمات اإللكترونية األكثر استخداما خالل عام ‪:2020‬‬
‫إصدار إذن دخول ‪ 5,073,243‬معاملة منجزة‪.‬‬ ‫•‬
‫دفع املبالغ املستحقة للكهرباء واملياه ‪ 2,665,303‬معاملة منجزة‪.‬‬ ‫•‬
‫تجديد تصاريح اإلقامة ‪ 1,737,885‬معاملة منجزة‪.‬‬ ‫•‬
‫دفع املخالفات املرورية ‪ 1,732,403‬معاملة منجزة‪.‬‬ ‫•‬
‫إصدار تصاريح اإلقامة ‪ 1,095,742‬معاملة منجزة‪.‬‬ ‫•‬
‫تجديد تصريح وعقد عمل‪ /‬تصريح عمل مهمة من داخل الدولة ‪ 844,174‬معاملة منجزة‪.‬‬ ‫•‬
‫إصدار عقد عمل جديد ‪ 681,779‬معاملة منجزة‪.‬‬ ‫•‬
‫إصدار تصريح عمل جديد ‪ 573,388‬معاملة منجزة‪.‬‬ ‫•‬
‫تجديد بطاقة الهوية ‪ 374,197‬معاملة منجزة‪.‬‬ ‫•‬
‫تقديم خطبة الجمعة ‪ 97,280‬معاملة منجزة‪.‬‬ ‫•‬
‫إصدار بطاقة هوية جديدة ‪ 77,175‬معاملة منجزة‪.‬‬ ‫•‬
‫ّ‬
‫تتميز هذه الخدمات اإللكترونية بعدد من الخصائص التي تمكن املتعاملين من تحميل املستندات‪ ،‬وحفظ الطلب‬
‫لتقديمه في أي وقت الحق‪ ،‬كما تتيح إمكانية التوقيع الرقمي على املستندات والنماذج‪ .‬تعرف على كيفية استخدام‬
‫الخدمات اإللكترونية الحكومية من خالل هذا الدليل‪ .‬تم ترتيب موضوعات الخدمات في الصفحة الرئيسية للبوابة على‬
‫ً‬
‫أساس أكثرها استخداما‪ ،‬فضال عن كونها ديناميكية وتتغير بشكل تلقائي حسب االستخدام اليومي للخدمات بشكل يعكس‬
‫سلوك‪ /‬أفضليات املستخدم‪.‬‬
‫‪ -5‬دبي‪ :‬تستضيف دبي الرقمية عددا من التطبيقات القائمة على التكنولوجيا املبتكرة التي تخدم الحياة اليومية للمقيمين‬
‫والزوار في املدينة‪ ،‬ومن بينها‪)https://www.digitaldubai.ae/ar/apps-services( :‬‬
‫‪ -‬استثمرفي دبي‪ :‬منصة موحدة لترخيص األعمال في إمارة دبي‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ -‬سداد دبي‪ :‬خدمات دفع مشتركة تمكن مزودي الخدمات والجهات الحكومية من توفير خدمات الدفع ‪7/24‬‬
‫للمتعاملين‪ ،‬لتمكين مواطني دولة اإلمارات العربية املتحدة واملقيمين والزوار والشركات من الدفع بطريقة سهلة وآمنة‪.‬‬
‫‪ -‬نظم تخطيط املوارد الحكومية‪ :‬إن نظم تخطيط املوارد الحكومية هي نظم موحدة وآمنة تستخدمها جميع دوائر‬
‫حكومة دبي‪.‬‬
‫‪ -‬راشد‪ :‬تهدف خدمة راشد إلى توفير اإلجابات الرسمية التي ال تقتصر على األنشطة التجارية فقط بل عن أي أمر‬
‫يتعلق بمدينة دبي‪.‬‬
‫‪ -‬منصة دبي اآلن‪ :‬إمكانية الوصول الرقمي الفوري ألكثر من ‪ 50‬خدمة حكومية‪ ،‬في مكان واحد‪ ،‬دبي اآلن تساعدك‬
‫على إدارة فواتيرك وتتبع تأشيراتك‪.‬‬

‫‪420‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫‪ -‬دبي بالس‪ :‬هذه املنصة هي العمود الفقري للتحول الرقمي في املدينة الذكية الذي يساهم في أن ينعم جميع سكان‬
‫وزوار مدينة دبي بالسعادة‪.‬‬
‫‪ -‬الهوية الرقمية‪ :‬هي حل موحد للهوية الوطنية الرقمية والتوقيع الرقمي في اإلمارات العربية املتحدة‪.‬‬
‫‪ -‬تطبيق املورد الذكي‪ :‬هو أحدث التطبيقات الخاصة باملوردين بمراجعة املعامالت الخاصة بهم مع أكثر من ‪ 50‬جهة‬
‫حكومية من خالل نافذة واحدة ومبسطة‪.‬‬
‫‪ -‬تطبيق املوظف الذكي‪ :‬هو تطبيق مبتكر يتيح ملوظفي حكومة دبي الوصول إلى قائمة من الخدمات الذاتية املتنوعة‪.‬‬
‫‪ -‬مؤشرالسعادة‪ :‬هي واحدة من مبادرات دبي االستراتيجية األولى (املدينة الذكية)‪.‬‬
‫‪ -‬وظائف دبي‪ :‬هي إحدى الوسائل املبتكرة التي طورتها دبي الرقمية‪.‬‬
‫‪ -‬تطبيق دبي اآلن‪ :‬هو التطبيق الشامل الذي يمكنك من الوصول ألكثر من ‪ 85‬خدمة في املدينة بما في ذلك دفع‬
‫الفواتير والغرامات‪ ،‬تعبئة رصيد سالك‪ ،‬تعبئة رصيد بطاقة نول‪ ،‬الدفع لتعبئة الوقود‪...‬‬
‫ومن الخدمات االلكترونية العامة لحكومة دبي‪:‬‬
‫)‪( https://www.dc.gov.ae/PublicServices/Categories.aspx?SiteCategoryName=Public_Services‬‬
‫‪ -‬دعوه للقيد في سجل الكاتب العدل الخاص‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -‬الطلبات االلكترونية‪ :‬الدفع االلكتروني لألمانات‪ ،‬دفع رسوم وأمانات القضايا املحددة مسبقا‪ ،‬دفع غرامات القضايا‬
‫ً‬
‫املحددة مسبقا‪ ،‬دفع رسوم الكاتب العدل و اإلشهادات والتوريد العام‪ ،‬طلبات الدعاوى‪ ،‬تصديقات األحوال‬
‫الشخصية‪ ،‬تسجيل القضايا‪ ،‬خدمات الكاتب العدل‪ ،‬االستعالم عن املحررات‪ ،‬مكاتب الكاتب العدل الخاص‪ ،‬القيد‬
‫في سجل الكاتب العدل الخاص‪ ،‬جداول جلسات القضايا‪.‬‬
‫‪ -‬االستفسارات‪ :‬االستعالم عن تفاصيل الدعوى‪ ،‬استفسار عن رسائل القضايا‪ ،‬االستعالم عن اإلشهادات‪،‬‬
‫االستفسار عن األحكام الذكية‪ ،‬االستفسار عن املحاضر املنهية للخصومة‪ ،‬االستفسار برقم قيد الدعاوى االلكتروني‪.‬‬
‫‪ -‬اإلعالنات بالنشر‪.‬‬
‫‪ -‬مزادات املحكمة‪.‬‬
‫‪ -‬معاونو القضاة‪ :‬الخبراء‪ ،‬املحكمين الشرعيين‪ ،‬املترجمون‪.‬‬
‫‪ -‬املأذونون‪.‬‬
‫‪ -‬املحامون‪.‬‬
‫‪ -‬طلب زيارة محاكم دبي‪.‬‬
‫‪ -‬برنامج االستشارات القانونية املجانية‪.‬‬
‫‪ -‬بوابة املشتريات والعقود‪.‬‬
‫‪ -6‬السعودية‪ :‬يسلط هذا القسم الضوء على جهود الجهات الحكومية في اململكة العربية السعودية في تبني وتنفيذ‬
‫معامالت الحكومة اإللكترونية املتنقلة واالنتقال إلى املرحلة الجديدة من الخدمات الحكومية‪ .‬وسوف نجد معلومات‬
‫حول خطوات الحصول على الخدمات الحكومية‪ ،‬ومزايا املستخدم‪ ،‬والقنوات واألجهزة املناسبة لتقديم الخدمات‬
‫اإللكترونية‪ ،‬والقطاعات الحكومية املحددة التي أطلقت تطبيقات لألجهزة املحمولة وميزات كل تطبيق‪.‬‬
‫)‪( https://www.my.gov.sa/wps/portal/snp/content/mobileGovernment‬‬
‫وفي إطار سعي اململكة إلى تحقيق فكرة املجتمع القائم على املعرفة وسرعة االستجابة والتفاعل مع األخذ باالعتبار‬
‫أهمية عامل الوقت‪ ،‬سهلت كل ما يلزم لتمكين التعامالت الحكومية املتنقلة لتكون بمثابة امتداد للتعامالت‬
‫ُ َّ‬
‫اإللكترونية الحكومية‪ ،‬بحيث توفر الخدمات الحكومية للجمهور املستهدف من أي مكان وفي أي وقت من خالل األجهزة‬

‫‪421‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫الذكية (تطبيقات الهاتف النقال والكمبيوتر املحمول واملساعد الرقمي الشخص ي ‪ PDA‬وغيرها) لخدمة العمالء‬
‫بفعالية وكفاءة‪ .‬الوصول املجاني للتطبيقات الحكومية يتيح مقدمي خدمات األنترنت في السعودية استخدام تطبيقات‬
‫الجوال التابعة للجهات الحكومية بشكل مجاني‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪ -‬تطبيق أبشر وموقع وزارة الداخلية‪.‬‬
‫‪ -‬تطبيق بالغ تجاري وموقع وزارة التجارة واالستثمار‪.‬‬
‫‪ -‬تطبيق أسعفني وموقع هيئة الهالل األحمر السعودي‪.‬‬
‫‪ -‬تطبيق صحة وموقع وزارة الصحة‪.‬‬
‫‪ -‬تطبيق فزعه وموقع الدفاع املدني‪.‬‬
‫‪ -‬تطبيق كلنا أمن وموقع مديرية األمن العام‪.‬‬
‫‪ -‬تطبيق قياس وموقع قياس‪.‬‬
‫‪ -‬تطبيق حساب املواطن وموقع حساب املواطن‪.‬‬
‫‪ -7‬عمان‪ :‬في عام ‪ ،2019‬أطلقت أمانة عمان الكبرى منصة محدثة للمناقصات اإللكترونية التي تسرد جميع فرص الشراء‬
‫املحلية والدولية وطلبات املناقصة للمشاريع‪/‬عقود البلدية‪ .‬وتهدف املنصة إلى إدارة ومراقبة اإلجراءات التي تحكم‬
‫املناقصات بشفافية كاملة وتوفير الفرص العادلة واملتساوية ملقدمي العروض‪ .‬وتقدم اآلن جميع مناقصات البلدية‬
‫إلكترونيا وتذاع خالل الجلسات االفتتاحية والجلسات املحفوظة التابعة ملديرية املناقصات واملشتريات‪ .‬وتنشر جميع‬
‫املعلومات املتعلقة باملناقصات على املوقع اإللكتروني‪ ،‬بما في ذلك اإلعالنات واملرفقات‪ ،‬ونتائج املناقصات االفتتاحية‪،‬‬
‫ونتائج املناقصات السابقة‪ ،‬واملؤهالت الفنية ملقدمي العروض‪ ،‬وقرارات التعيين‪ .‬ويسمح ملقدمي املناقصات أو ممثليهم‬
‫بحضور الجلسات العامة التي تعقدها املديرية الفتتاح املناقصات‪( .‬األمم املتحدة نيويورك‪ ،2020 :‬ص ‪.)108‬‬
‫ً‬
‫إلكترونيا ً‬ ‫ً‬
‫كبيرا في جميع اإلجراءات الحكومية‪ ،‬فبعضها تحول إلى تطبيقات‬ ‫‪ -8‬الكويت‪ :‬خالل سنة الجائحة وجد تحوال‬
‫مثل‪ :‬تطبيق (هويتي) الذي يعادل البطاقة املدنية‪ ،‬والذي سهل اإلجراءات املطلوبة وأصبح بديال رسميا لحين استالم‬
‫النسخة األصلية‪ ،‬بسبب قلة املوظفين واألوضاع الصحية‪ .‬وكذلك عند استالمك جرعة التطعيم سترى مباشرة أيقونة‬
‫تفيد أنك حصلت على اللقاح من خالل هذا التطبيق‪ ،‬وهذا التواصل بين جهات مختلفة مثل الصحة‪.‬‬
‫)‪(/https://manshoor.com/politics-and-economics/kuwait-bureaucracy‬‬
‫‪ -9‬األردن‪ :‬تتوفر في املوقع الرسمي للحكومة اإللكترونية في األردن عدة تطبيقات الهاتف الذكية اخترنا منها ما يلي‪:‬‬
‫(‪:)https://portal.jordan.gov.jo/wps/portal/Home/MobileApps‬‬
‫‪ -‬الضمان االجتماعي‪ :‬يهدف تطبيق املؤسسة العامة للضمان االجتماعي في األردن الى تقديم حزمة من الخدمات‬
‫املوجهة لألفراد متاحة ألي مؤمن عليه‬‫اإللكترونية املتميزة لألفراد والتسهيل عليهم‪ .‬وهذه الخدمات اإللكترونية ّ‬
‫بعد أن يقوم بالتسجيل عبر التطبيق او املوقع اإللكتروني‪ ،‬وهي خدمات مصنفة حسب املنفعة‪ ،‬فهناك خدمات‬
‫تخص املتقاعدين‪ ،‬حيث بإمكان املتقاعد االستفسار عن بياناته األساسية‪ ،‬ومعرفة تفاصيل رواتبه التقاعدية‪،‬‬
‫ً‬
‫أما املشتركون اختياريا‪ ،‬فيمكنهم االطالع على بياناتهم األساسية‪ ،‬ومعرفة فترات اشتراكهم‪ ،‬وحركات سريان‬
‫االشتراك أو إيقافه‪ ،‬ورواتبهم‪ ،‬والدفعات املترتبة على اشتراكهم االختياري‪.‬‬
‫‪ -‬دائرة االراض ي واملساحة‪ :‬يهدف تطبيق دائرة األراض ي واملساحة الى تسهيل تقديم خدمات الدائرة للمواطنين‬
‫ً‬
‫إلكترونيا وعلى مدار الساعة يقدم التطبيق الخدمات اآلتية‪ :‬البحث عن قطعة أرض عن طريق إدخال معلوماتها‬
‫(املحافظة‪ ،‬املديرية‪ ،‬القرية‪ ،‬الحوض‪ ،‬الحي‪ ،‬رقم القطعة) أو احداثياتها‪ ،‬وإظهار كيفية الوصول إليها‪.‬‬

‫‪422‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫‪ -‬هيئة االستثمار األردنية‪ :‬في إطار جهود هيئة االستثمار لتطوير وتحسين الخدمات اإللكترونية املقدمة‬
‫للمستثمرين تم إطالق تطبيق هاتفي مجاني لهيئة االستثمار عبر الهواتف الذكية يوفر خدمات إلكترونية تفاعلية‬
‫بهدف التسهيل على املستثمرين وتبسيط اإلجراءات عليهم‪.‬‬
‫‪ -‬هيئة تنظيم النقل البري‪ :‬يهدف تطبيق هيئة تنظيم النقل البري إلى تسهيل الحصول على املعلومات الالزمة عن‬
‫النقل العام للركاب يقدم التطبيق الخدمات اآلتية‪ :‬عرض معلومات عن مجمعات الباصات املتوفرة في كل‬
‫محافظة‪ ،‬عرض املسافة بين موقع الحالي للمستخدم واملجمعات عن طريق األقمار الصناعية‪ ،‬عرض معلومات‬
‫عن مسارات خطوط النقل واألسعار لكل خط وعرض معلومات عن شركات التأجير املتوفرة في كل محافظة‪.‬‬
‫‪ -‬احتساب فاتورة الكهرباء‪ :‬احتساب فاتورة الكهرباء هو تطبيق يساعد املواطنين أصحاب االشتراكات املنزلية في‬
‫اململكة األردنية الهاشمية من احتساب قيمة فاتورة الكهرباء الخاصة بهم‪ ،‬من خالل اختيار املحافظة التابع لها‪،‬‬
‫البلدية التابعة لها‪ ،‬كمية االستهالك املحتسبة واحتساب قيمة الفاتورة املفصلة‪.‬‬
‫‪ -10‬البحرين‪ :‬تزودنا إحصائيات قنوات الحكومة اإللكترونية بمعلومات هامة عن حاجات ورغبات عمالئنا وتساعدنا‬
‫على مالحظة االتجاهات الناشئة لكي نتعامل معها ونستجيب لها بشكل أفضل‪ .‬تحتوي هذه الصفحة على أهم‬
‫إحصائيات قنوات الحكومة اإللكترونية‪ .‬يتم تحليل اإلحصاءات املتعلقة باالستخدام وإرسال النتائج لكل ثالثة أشهر‬
‫إلى اللجنة الوزارية املسؤولة عن برنامج الحكومة اإللكترونية لبحث فرص التطوير والتحسين‪ .‬ويتم تحديد وتنفيذ‬
‫اإلجراءات املناسبة بالتعاون مع الجهات الحكومية املعنية‪.‬‬
‫ومن بين الخدمات اإللكترونية‪ :‬دفع فاتورة الكهرباء واملاء‪ ،‬إصدار بطاقة الهوية لخدم املنازل‪ ،‬دفع املخالفات املرورية‪،‬‬
‫تجديد تسجيل املركبة‪ ،‬تجديد بطاقة الهوية‪ ،‬خدمة القبول اإللكتروني (جامعة البحرين)‪ ،‬االستعالم ودفع الفواتير‪،‬‬
‫تجديد جواز السفر‪ ،‬إصدار نسخ اإلفادات وكشف الدرجات لطلبة املدارس وتجديد رخصة السياقة‪.‬‬
‫)_‪(https://www.bahrain.bh/wps/portal/!ut/p/a1/04‬‬
‫ولتلخيص ما جاء في هذه التجارب‪ ،‬في دراسة قامت بها األمم املتحدة عن تطور اإلدارة اإللكترونية في الدول‬
‫العربية‪ ،‬كان مؤشر األداء وهو مؤشر تطور أداء الحكومة اإللكترونية ‪ ،EDGI‬فكان أداء اإلمارات والبحرين مرتفعا‬
‫وعمان واملغرب‪،‬‬ ‫جدا‪ ،‬حيث أحرزت كل منهما أكثر من ‪ 0.75‬نقطة‪ .‬ثم حلت الكويت واألردن والسعودية وتونس ُ‬
‫وحصلت كل من هذه الدول على أداء مرتفع بنقاط بين ‪ 0.5‬نقطة و‪ 0.75‬نقطة‪ .‬أما في الفئة املتوسطة‪ ،‬أي بين ‪0.25‬‬
‫ً‬
‫نقطة و‪ 0.50‬نقطة‪ ،‬فقد جاءت الجزائر‪ .‬ويظهر من خالل هذا املسح‪ ،‬أن معظم الدول العربية ال تزال بعيدة نسبيا‬
‫عن تحقيق األهداف التي وضعتها األمم املتحدة للتنمية املستدامة الخاصة باملشاركة اإللكترونية‪ ،‬وتطوير أداء‬
‫الحكومة اإللكترونية‪(https://www.alaraby.co.uk/) .‬‬
‫ثالثا‪ :‬تجارب عاملية في اإلدارة اإللكترونية‬
‫‪ -1‬بعض الدول األوروبية‪ :‬في عام ‪ ،2019‬كانت مالطا وإستونيا والنمسا أكثر الدول تقدما من جانب الحكومة‬
‫اإللكترونية وتبرز بوضوح من حيث مستوى نضجها‪ .‬أكملت التفيا وليتوانيا وفنلندا الترتيب بينما أظهرت دول جنوب‬
‫أوروبا أداء أقل‪.‬‬
‫وإللقاء نظرة على معيار الحكومة اإللكترونية لعام ‪ ،2019‬تمكن األوروبيين من خالل الخدمات العامة الرقمية‬
‫بدراسة سنوية تم إجراؤها ملركز ‪ DG Connect‬التابع للمفوضية األوروبية من قبل ‪ Capgemini‬وفرعها ‪ ،Sogeti‬بالشراكة‬
‫مع ‪ IDC2‬ومدرسة ‪ ،Polytechnic of Milan‬بتقييم الدراسة في نسختها السادسة عشرة ومدى نضج الخدمات العامة عبر‬
‫اإلنترنت‪ ،‬بما في ذلك نهج املستخدم والشفافية واستخدام امليزات الرئيسية‪ .‬تساعد أيضا الدراسة على إمكانية الوصول‬
‫إلى الخدمات للمواطنين األجانب‪ ،‬وهو ُبعد مهم بشكل خاص في إطار الدراسة األوروبية‪ .‬تسلط الدراسة الضوء على تمكين‬

‫‪423‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫الحكومات األوروبية من تحسين توفير خدمات شفافة عبر اإلنترنت للمواطنين والشركات‪ ،‬الذين يمكنهم اآلن التفاعل‬
‫بشكل متكرر أكثر مع السلطات العامة عبر اإلنترنت واالستفادة من جودة خدمة أفضل‪.‬‬
‫وبشكل أكثر تحديدا‪ ،‬فحص معيار ‪ 2019‬مدى قيام مؤسسات القطاع العام بما هو ضروري لتقديم مستويات‬
‫أعلى من الخدمات العامة عبر اإلنترنت‪ .‬تم تصنيف الخدمات التي تم تقييمها هذا العام في أربع مراحل ألحداث الحياة وهي‪:‬‬
‫بدء عمل تجاري‪ ،‬املسائل العائلية‪ ،‬خسارة وإيجاد وظيفة ما والتعليم‪ ،‬وذلك بتقييم أكثر من ‪ 10000‬موقع ويب في ستة‬
‫وثالثين دولة أوروبية‪.‬‬
‫كشفت الدراسة أن مؤسسات القطاع العام في أوروبا تواصل تقديم املزيد من الخدمات عبر اإلنترنت‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬
‫فإن قنوات التفاعل اآلمنة التي يمكن للمستخدمين من خاللها التواصل وإرسال املستندات الرسمية واملصادقة على‬
‫أيضا أنه يمكن تحسين مستويات الشفافية من حيث‬ ‫معلومات هويتهم لم يتم نشرها بالكامل بعد‪ ،‬تظهر النتائج ً‬
‫مسؤوليات وأداء املؤسسات العامة‪ ،‬وكذلك معالجة البيانات الشخصية في الخدمات العامة‪.‬‬
‫يتبع العديد من املواطنين والشركات اآلن املسارات اإللكترونية التي صممتها الحكومة بسهولة‪ ،‬حيث تعمل‬
‫السلطات العامة األوروبية على تصميم خدمات شاملة ترشد املستخدمين خالل العملية والخطوات ذات الصلة‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬
‫يجب أن تضمن قنوات الخدمة العامة املستقبلية القائمة على الذكاء االصطناعي‪ ،‬مثل مربعات املحادثة وروبوتات املحادثة‬
‫األخرى وخدمات عامة أبسط‪https://www.horizonspublics.fr/international/developpement-de-le-( .‬‬
‫‪)administration-en-europe-ou-en-est‬‬
‫‪ -2‬فرنسا‪ :‬شهد عام ‪ 2008‬االنتقال من خطة ‪ ADELE‬إلى خطة (‪ )Digital France 2012‬فيما يتعلق باإلدارة اإللكترونية‪.‬‬
‫تهدف هذه الخطة الجديدة إلى تحسين إمكانية الوصول إلى مواقع الويب العامة أو املعامالت عبر اإلنترنت أو حتى تحسين‬
‫وفقا لتقرير قدمته الحكومة في عام ‪ ،2011‬أتاحت هذه‬ ‫إمكانية التشغيل البيني بين اإلدا ات وفتح مصادر البيانات العامة‪ً .‬‬
‫ر‬
‫الخطة تحقيق معدل إزالة الطابع املادي لإلجراءات بنسبة ‪( ٪76‬من بين تلك التي يتوقعها املستخدمون ً‬
‫كثيرا)‪ .‬وشهد عام‬
‫‪ 2017‬تنفيذ خطة ‪( PPNG‬خطة والية الجيل الجديد)‪ .‬اإلجراءات الالزمة للحصول على التصاريح (طلب التسجيل أو‬
‫رخصة القيادة‪ ،‬الطلب املسبق لبطاقة الهوية أو جواز السفر) أصبحت اآلن غير مادية‪ .‬يقود هذا اإلصالح الوكالة الوطنية‬
‫لسندات امللكية (‪ )ANTS‬و‪ CERTs‬الجديدة (مراكز الخبرة واملوارد لأللقاب) املنتشرة في جميع أنحاء اإلقليم‪ .‬وفي عام‬
‫‪ ،2018‬ومن خالل اللجنتين املشتركتين بين الوزارات تم تضمين العديد من اإلجراءات األساسية‪:‬‬
‫‪ -‬إمكانية وصول املستخدمين إلى خدمات جديدة؛‬
‫‪ -‬يسمح نظام (التجربة الفرنسية) للشركات ذات املشاريع املبتكرة بممارسة حقها في التجربة؛‬
‫‪ -‬تحسين العالقة بين املستخدمين واإلدارات‪ ،‬خاصة فيما يتعلق بالصحة (الطب عن بعد)‪ ،‬التعليم‪ ،‬األمن والعدالة‬
‫خاصة بفضل خطط التحول الرقمي التي دفعتها الوزارات املختلفة؛‬
‫‪ -‬تجهيز املوظفون العموميون بأدوات رقمية؛‬
‫‪ -‬إنشاء (مختبر الذكاء االصطناعي) يهدف إلى مساعدة اإلدارات املختلفة على نشر مشاريع الذكاء االصطناعي (‪)AI‬‬
‫الخاصة بهم‪.‬‬
‫ً‬
‫خطة االستثمار الرئيسية ‪ 2022-2018‬مصحوبة أيضا بـ (صندوق لتحويل العمل العام)‪ ،‬لقد أتاح هذا الصندوق بالفعل‬
‫إمكانية إجراء عدة دعوات للمشاريع‪ ،‬تم اختيار بعضها مثل‪:‬‬
‫‪ -‬دعم تنفيذ التطبيب عن بعد في ‪( EPHADs‬مؤسسات إيواء املسنين املعالين) وكذلك في املناطق األقل كثافة‬
‫سكانية؛‬
‫‪ -‬إنشاء (بوابة ألولياء التالميذ) تسمح لألولياء بالوصول إلى جميع اإلجراءات اإلدارية الخاصة بتعليم أبنائهم‪.‬‬

‫‪424‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫‪ -3‬مدريد‪ :‬قرار مدريد هي منصة مشاركة افتراضية وضعتها مدينة مدريد في عام ‪ .2015‬وقد فازت املنصة بجائزة األمم‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫تقديرا لنجاحها‪ .‬وتكمل هذه املنصة بالقنوات البديلة التي تمكن أجزاء السكان‬ ‫املتحدة للخدمة العامة في عام ‪2018‬‬
‫املتأثرين بالفجوة الرقمية أو غيرها من الصعوبات من اإلصغاء إليهم‪ .‬وتدعم املبادرة فريق متخصص من املوظفين‬
‫العموميين‪ ،‬بما في ذلك املهنيين من العلوم القانونية واالقتصادية واإلدارية واالجتماعية وعلوم الحاسوب وغيرها من‬
‫املجاالت ذات الصلة‪ ،‬ويقوم الفريق بتنفيذ ورصد العمليات التشاركية‪ ،‬وضمان اإلدماج الرقمي لدى جميع القطاعات‬
‫االجتماعية‪ ،‬وتيسير نقل املنصة إلى املؤسسات األخرى‪ .‬وتتعاون مرافق البلدية املتعددة في وضع وتنفيذ املنصة‪ ،‬بما في ذلك‬
‫‪ 26‬خدمة مكاتب‪ ،‬وخدمة دليل الهاتف‪ ،‬و‪ 21‬منتدى أو مساحة محلية للمشاركة املباشرة منتشرة في مختلف األقاليم‪.‬‬
‫وتبلغ ميزانية الدائرة البلدية التي تدير البرنامج ‪ 2‬مليون دوالر تقر ًيبا‪ ،‬والتي تغطي تكاليف ما يلي‪( :‬األمم املتحدة نيويورك‪:‬‬
‫‪ ،2020‬ص ‪.)111‬‬
‫‪ -‬اإلنتاج والنشر مثل النشرات االنتخابية وامللصقات والكتيبات اإلعالمية ومحتوى الصحافة ووسائل التواصل‬
‫االجتماعي‪ ،‬فضال عن تحديد املواقع في شبكات وسائل اإلعالم االجتماعية ومحركات البحث والرصد ذي الصلة؛‬
‫‪ -‬حضور املؤتمرات؛‬
‫‪ -‬اإلجراءات والعمليات املتعلقة باملشاركة واألنشطة االنتخابية‪ ،‬مثل ديناميكية املهنيين‪ ،‬وإحداث املعلومات‬
‫النقالة ونقاط التصويت‪ ،‬وتحليالت الشبكة؛‬
‫‪ -‬تقييم جميع املشاريع القائمة على املشاركة‪.‬‬
‫‪ -4‬بوغوتا ‪ :‬بوغوتا تستمع لك هو نظام مصمم للتعامل مع العرائض وهي أداة افتراضية تمكن الناس من تقديم الشكاوى‬
‫واملطالبات‪ ،‬وطلبات للحصول على معلومات‪ ،‬واالستفسارات‪ ،‬واالقتراحات‪ ،‬واملخاوف بشأن أعمال الفساد املحتملة‪ ،‬أو‬
‫طلبات بسيطة تتعلق بقضايا تؤثر على مصالحهم الخاصة أو مصالح املجتمع‪.‬‬
‫وفي إطار استراتيجية (عدم التسامح مطلقا مع الفساد)‪ ،‬تتيح ‪ Bogotá te escucha‬لجميع األفراد فرصة تقديم شكوى‬
‫بشأن أعمال الفساد املحتملة‪ .‬يمكن للشخص أن يبلغ عن األحداث غير املألوفة والتي قد تحدث داخل أي مكان من األماكن‬
‫من أجل تفعيل آليات نظام التحقيق والعقوبات‪ .‬ويوفر النظام خدمة تسجيل‪ ،‬ولكنه يتيح أيضا لألشخاص تقديم طلبات‬
‫ً‬
‫مجهولة الهوية والتحقق من حالة تقديمهم‪ .‬وكما يمكن تقديم الطلبات شخصيا أو كتابة أو بالبريد اإللكتروني أو الهاتف‬
‫أو عن طريق اإلنترنت أو البريد االعتيادي أو عن طريق قنوات التواصل االجتماعي التي يوفرها مكتب العمدة في بوغوتا‪.‬‬
‫قدم جميع الطلبات إلى الجهات املختصة لكي تتمكن سلطات املقاطعة من إصدار رد في الوقت املناسب أو الشروع‬ ‫وأيضا ُت َّ‬
‫عال من الرضا عن الخدمات التي يتلقونها‪( .‬األمم املتحدة نيويورك‪،2020 :‬‬ ‫في إجراء إداري‪ ،‬حسب الحالة‪ ،‬لضمان معدل ٍ‬
‫ص ‪.)111‬‬
‫‪ -5‬الصين ‪ :‬في إطار الخدمات الحكومية التي تركز على األشخاص‪ ،‬يتم إيالء اهتمام خاص للمجموعات الضعيفة‪ .‬فعلى‬
‫جهودا مستمرة لتحسين أنظمة الضمان االجتماعي والخدمات العامة من خالل تعزيز التطبيقات‬ ‫ً‬ ‫سبيل املثال‪ ،‬بذلت بكين‬
‫املبتكرة عبر اإلنترنت‪ ،‬لتلبية احتياجات األشخاص ذوي اإلعاقة‪ .‬أحد هذه التطبيقات هو تطبيق خاص يتيح لألشخاص‬
‫ذوي اإلعاقة التقدم بطلب للحصول على األجهزة املساعدة مباشرة من موقع الحكومة على اإلنترنت‪ .‬يتم توفير خدمات‬
‫األجهزة املساعدة لجميع األشخاص ذوي اإلعاقة املعتمدين الذين قاموا بالتسجيل في نظام األسر املعيشية في بكين‪ ،‬لذلك‬
‫ليست هناك حاجة لتقديم شهادة اإلعاقة للحصول على هذه الخدمات‪ .‬يمكن لألشخاص ذوي اإلعاقة الحصول على ما‬
‫ال يقل عن ‪ 50‬في املائة من الدعم لألدوات املساعدة التي يتم شراؤها على منصة الخدمة؛ حيث يحق للذين يحصلون على‬
‫بدل إقامة‪ ،‬والذين لديهم دخل منخفض‪ ،‬أو ليس لديهم دخل أو العاطلين عن العمل في سن العمل‪ ،‬واألطفال تحت سن‬
‫‪ 16‬عاما‪ ،‬والطالب فوق سن ‪ 16‬عاما الحصول على إعانة بنسبة ‪ .% 100‬هذا التطبيق بسيط وسهل االستخدام‪.‬‬

‫‪425‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫يحتاج األشخاص ذوي اإلعاقة فقط إلى تسجيل الدخول على منصة خدمة األشخاص ذوي اإلعاقة عبر اإلنترنت في بكين‬
‫ً‬
‫تلقائيا املرشحين‬ ‫أو موقع مركز الخدمات اإلدارية لبلدية بكين من املنزل وتقديم طلباتهم عبر اإلنترنت‪ .‬بعد أن تحدد املنصة‬
‫واإلعانات املقابلة من خالل مشاركة البيانات‪ ،‬تكمل األقسام اإلدارية عملية الفحص واملوافقة عبر اإلنترنت‪ .‬يمكن شراء‬
‫األدوات املساعدة عبر اإلنترنت لتلبية االحتياجات العملية ويتم تسليمها إلى منازل األشخاص ذوي اإلعاقة في غضون أسبوع‬
‫تقريبا‪ .‬هذه العملية تلغي جميع الشهادات واإلجراءات الوسيطة وتمكن األشخاص ذوي اإلعاقة من إجراء جميع املعامالت‬ ‫ً‬
‫من املنزل‪( .‬األمم املتحدة نيويورك‪ ،2020 :‬ص ‪.)221‬‬
‫‪ -6‬سنغافورة ‪ :‬تعد سنغافورة دولة رائدة على مستوى العالم في سرعة األنترنت ذو النطاق العريض والوصول إليه‪ ،‬ولكن‬
‫العديد من كبار السن املقيمين في الدولة ال يستخدمون تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت أو اإلنترنت وبالتالي يتم تهميشهم‬
‫رقميا‪ .‬من خالل مبادرة (أنفوكومم الفضية)‪ ،‬أنشأت الحكومة مجموعة من البرامج التي توفر لكبار السن املعلومات‬ ‫ً‬
‫واملهارات الرقمية التي يمكنهم تطبيقها في العالم الحقيقي‪ .‬تتألف املبادرة من أربعة عناصر رئيسية‪ :‬الوعي واملهارات ونقاط‬
‫الوصول واالستخدام‪ .‬تم وضع منهج شامل يتضمن مواد تعليمية وتطبيقات عملية‪ .‬توفر نماذج ‪ iBEGIN‬للمشاركين‬
‫املهارات األساسية لتكنولوجيا املعلومات واالتصاالت مثل استخدام الكمبيوتر وتصفح اإلنترنت وإنشاء رسائل البريد‬
‫اإللكتروني وإرسال الرسائل الفورية وإجراء مكاملات الفيديو‪ ،‬ويتم تعليم املستخدمين كيفية حماية أنفسهم عبر اإلنترنت‪.‬‬
‫تدريبا على املستوى املتوسط‪ ،‬مما يسمح لكبار السن بتنمية مهاراتهم في تكنولوجيا املعلومات أثناء‬ ‫يقدم منهج ‪ً iLIVE‬‬
‫قيامهم بمهام مثل تعلم كيفية إجراء املعامالت عبر اإلنترنت‪ ،‬وحجز تذاكر السفر الجوي‪ ،‬واستخدام الخدمات‬
‫اإللكترونية الحكومية‪( .‬األمم املتحدة نيويورك‪ ،2020 :‬ص ‪.)221‬‬
‫رابعا‪ :‬سبعة تطبيقات حكومية ناجحة من جميع أنحاء العالم‬
‫في بعض األماكن من العالم تتبنى الحكومات التطبيقات اإللكترونية بحماس‪ ،‬بحيث أنها تعمل بشكل أسرع من مواقع‬
‫ً‬
‫الويب للجوال وهي أكثر تفاعلية‪ ،‬فضال عن كونها أسهل في التخصيص‪ ،‬واألهم من ذلك أنه يمكن الوصول إليها على الفور‬
‫من أي مكان بلمسة زر واحدة مما يجعل املواطنين يستخدمونها بكثرة نذكر أهمها‪:‬‬
‫‪https://www.theguardian.com/public-leaders-network/2017/jan/23/seven-successful-government-‬‬
‫‪digital-service-apps-technology‬‬
‫‪ -1‬والية أركنساس ‪ Gov2Go‬على ‪ :Apple Watch‬أركنساس هي أول والية أمريكية تسمح للمواطنين بالوصول إلى‬
‫الخدمات املحلية عبر مساعد شخص ي رقمي‪ Gov2Go ،‬وتقول إنها حققت ً‬
‫نجاحا ً‬
‫كبيرا‪ .‬يمكن الوصول إليها عبر تطبيقات‬
‫األجهزة املحمولة األصلية‪ ،‬وتطبيقات ‪ Apple Watch‬والتلفزيون والويب‪ ،‬حيث ينبه تطبيق ‪ Gov2Go‬املستخدمين‬
‫باملواعيد النهائية الحكومية املهمة مثل‪ :‬تسجيل الناخبين‪ ،‬دفع ضريبة املمتلكات وتجديد عالمة السيارة‪ .‬وقد سجل أكثر‬
‫من ‪ 260‬ألف شخص‪ ،‬ودفع ‪ 6700‬ضرائبهم من خالل الرابط اإللكتروني هذا العام‪ .‬وفي الفترة التي تسبق االنتخابات‬
‫أيضا بتذكيرات شخصية حول وقت ومكان اإلدالء بأصواتهم‪.‬‬ ‫األمريكية‪ ،‬تم تزويد املستخدمين ً‬
‫‪ -2‬هونج كونج ‪ :VoiceMap‬تم تصميم تطبيق ‪ VoiceMap HK‬املجاني من حكومة هونغ كونغ للسماح للمكفوفين‬
‫أيضا‪ ،‬وهو متوفر ً‬
‫حاليا‬ ‫باستخدام تطبيقات مثل خرائط ‪ Google‬على الرغم من أن املستخدمين املبصرين يستفيدون منها ً‬
‫في أجهزة ‪ iPhone‬فقط ويقدم إرشادات شفهية ومتوفر باللغتين اإلنجليزية والصينية‪ .‬يمكن للمستخدمين تحديد مواقعهم‬
‫والبحث عن روابط النقل القريبة ونقاط االهتمام‪ ،‬ويوفر التطبيق بعد ذلك اتجاهات مفصلة مع معلومات عن االتجاه‬
‫واملسافة‪ ،‬على سبيل املثال‪ :‬وصول محطة شيونغ وان ‪ A2‬نحو الساعة ‪ 10‬مسافة خط مستقيم حوالي ‪ 300‬متر‪.‬‬
‫‪ -3‬منطقة إيرلندا الشمالية‪ : Noise :‬تم إطالق تطبيق ‪ Noise‬بالشراكة مع دائرة الشرطة في إيرلندا الشمالية واملدير‬
‫التنفيذي لإلسكان بإيرلندا الشمالية‪ ،‬ويسهل تطبيق ‪ Noise‬على األشخاص تقديم شكوى بشأن الجيران املزعجين‪.‬‬

‫‪426‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫باستخدام التطبيق‪ ،‬يمكن للمقيمين تسجيل املوقع والتواريخ واألوقات وإجراء تسجيالت مدتها ‪ 30‬ثانية لإلزعاج‪ ،‬وشرح‬
‫تلقائيا إلى مسؤول الصحة البيئية الذي يقوم بالتحقيق‪ .‬بينما ال يزال‬ ‫ً‬ ‫كيفية تأثير الضوضاء عليهم‪ .‬ثم يتم إرسال البيانات‬
‫ضباط املجلس بحاجة إلى املتابعة شخصيا ملعرفة ما إذا كان هناك إزعاج قانوني للضوضاء‪ ،‬يمكن استخدام التسجيالت‬
‫كدليل داعم‪.‬‬
‫‪ -4‬مجلس مدينة كرايستشيرش بنيوزيلندا‪ :‬يمكن للمقيمين في كرايستشيرش في نيوزيلندا اإلبالغ عن كل ش يء من أدوات‬
‫الحفر إلى معدات امللعب املعطلة أو اآلفات املشتبه بها من خالل تطبيق يسمى (‪ .)Snap, Send, Solve‬تم اإلبالغ عن ما‬
‫يقرب من ‪ 10000‬حادثة بهذه الطريقة‪ .‬حيث يعمل التطبيق من خالل تحديد املوقع الذي تم التقاط الصورة فيه‬
‫ً‬
‫إلكترونيا إلى املجلس‪ ،‬بما في ذلك الصورة والتي يتم تخصيصها‬ ‫باستخدام بيانات ‪ GPS‬الخاصة بالهاتف‪ ،‬ثم يرسل ً‬
‫بريدا‬
‫بعد ذلك لإلدارة ذات الصلة‪ ،‬يقول املجلس بأن التطبيق يحقق وفورات كبيرة في التكاليف بالفعل‪.‬‬
‫‪ -5‬مجلس ميلتون كينزبأنجلترا‪ :‬مع تقدير قيمة األرض ملواقف السيارات بأكثر من ‪ 10000‬جنيه إسترليني وصيانة سنوية‬
‫تزيد عن ‪ 200‬جنيه إسترليني‪ ،‬يأمل مجلس ميلتون كينز في خفض التكاليف باملاليين ومساعدة سائقي السيارات عن طريق‬
‫ً‬
‫السلكيا إلى أجهزة‬ ‫تركيب أجهزة استشعار في مواقف السيارات‪ .‬حيث تراقب املستشعرات اإلشغال مع نقل البيانات‬
‫االستقبال املوجودة على أعمدة املصابيح ثم إلى مركز بيانات مركزي‪ .‬يمكن للسائقين تحديد األماكن الفارغة وحجزها في‬
‫أيضا لتحسين الخدمات‪ ،‬من خالل الكشف عن أن‬ ‫الوقت الفعلي عبر تطبيق ‪ Android‬أو ‪ُ .iPhone‬تستخدم البيانات ً‬
‫جدا ملعظم السائقين‪.‬‬‫قصيرا ً‬
‫ً‬ ‫الحد األقص ى لالنتظار في منطقة اإلنزال باملحطة كان‬
‫‪ -6‬حكومة كولومبيا البريطانية‪ :‬تم تصميم تطبيق ‪ DriveBC‬املجاني التابع لحكومة كولومبيا البريطانية ملساعدة السائقين‬
‫في تخطيط مسارهم‪ .‬تم دمج البيانات من وزارة النقل والبنية التحتية‪ ،‬بما في ذلك املعلومات في الوقت الفعلي حول إغالق‬
‫الطرق والعمل املخطط له والظروف الجوية القاسية‪ ،‬مع تقارير السائقين من ‪ Twitter‬إلعطاء صورة دقيقة عن حالة‬
‫طرق املقاطعة‪ .‬يمكن للمستخدمين تطبيق عوامل التصفية ملعرفة كيف ستؤثر األحداث على رحلة معينة‪ ،‬أو التحقق من‬
‫أيضا إمكانية الوصول إلى كاميرات الويب الخاصة بالطرق السريعة‪،‬‬ ‫حالة حركة املرور على مستوى املقاطعة‪ .‬يوفر التطبيق ً‬
‫ويعطي أوقات االنتظار املقدرة على حدود الواليات املتحدة‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ -7‬الحكومة املجرية‪ :‬بعد االنهيار املالي لعام ‪ 2008‬وفي محاولة لتوفير التكاليف‪ ،‬حولت الحكومة املجرية جميع سجالت‬
‫املستشفيات إلى خادم تسيطر عليه الحكومة املركزية‪ .‬وهي تجري اآلن تجربة مشروع للسماح للمرض ى بالوصول إلى هذه‬
‫املعلومات من خالل تطبيق مجاني‪ ،‬وتوفير معلومات املرض والوصول إلى السجالت الصحية الشخصية‪ .‬حتى اآلن قام‬
‫‪ 20000‬شخص بالتسجيل‪ .‬ويمكن للمرض ى تحميل معلومات حول وزنهم وضغط الدم ومستويات الجلوكوز والنظام‬
‫الغذائي والتمارين الرياضية للحصول على نصائح شخصية‪ .‬أما املرحلة التالية فهي قيد التطوير اآلن وهي إضافة خدمات‬
‫الطب عن بعد مما يتيح لهم إجراء مشاورات مع طبيبهم من خالل واجهة املراسلة‪.‬‬
‫تعتبر الدول املتقدمة عامليا هي الرائدة في مجال اإلدارة اإللكترونية وهذا بفضل تطورها في مجال التكنولوجيا كما أنها‬
‫دائما السباقة في التجارب في هذا املجال‪ .‬نذكر منها جمهورية كوريا وهي الدولة الرائدة عامليا في تقديم الخدمة عبر اإلنترنت‬
‫أداء ملؤشر تنمية الحكومة اإللكترونية في آسيا‪ ،‬تليها سنغافورة واليابان‪ .‬في الدراسة الثانية على التوالي‪ ،‬تمتلك‬‫وهي األفضل ً‬
‫الدنمارك أعلى قيمة ملؤشر تنمية الحكومة اإللكترونية على مستوى العالم وهي واحدة من سبع دول في شمال أوروبا‬
‫جزءا من الفئة ذات التصنيف األعلى‪ .‬سجلت الدول األخرى لالتحاد‬ ‫وواحدة من خمس دول في االتحاد األوروبي التي تعد ً‬
‫األوروبي‪ /‬شمال أوروبا في هذه الفئة تحسينات منذ إصدار ‪ 2018‬من الدراسة‪ .‬سجلت إستونيا زيادة أكبر في مؤشر تنمية‬
‫الحكومة اإللكترونية‪ ،‬وتحسنت فنلندا في جميع املؤشرات الفرعية الثالثة ملؤشر تنمية الحكومة اإللكترونية‪ .‬حققت كل‬
‫من السويد واململكة املتحدة قيمة إجمالية أعلي ملؤشر تنمية الحكومة اإللكترونية من خالل تحسن كبير في مؤشر البنية‬

‫‪427‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫التحتية لالتصاالت‪ .‬هولندا هي العضو األخير في االتحاد األوروبي في فئة تصنيف‪ .‬حققت أيسلندا والنرويج‪ ،‬في شمال أوروبا‬
‫ً‬
‫وتحسنا في املؤشرات الفرعية الثالثة ملؤشر تنمية الحكومة اإللكترونية‪.‬‬ ‫املرتبة الثانية عشرة والثالثة عشرة على التوالي‪،‬‬
‫((األمم املتحدة نيويورك‪ ،2020 :‬ص ‪.)13‬‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫تناولنا في هذه الدراسة موضوع اإلدارة اإللكترونية وإرتباطها بالحكومة اإللكترونية والبيروقراطية اإللكترونية‪.‬‬
‫فاستجابة للتطورات التكنولوجية السريعة جاءت اإلدارة اإللكترونية كحل بديل للبيروقراطية‪ ،‬وضرورة تحول اإلدارات‬
‫التي ال تزال تقليدية في تعامالتها القائمة على التدوين على الورق‪ ،‬والسعي للحصول على تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت‬
‫وذلك ملواكبة عصر التحول الرقمي وباألخص التطبيقات الذكية والتي أصبحت تستخدم في كثير من دول العالم وهذا ما‬
‫الحظناه من خالل عرض مجموعة من تجارب بعض دول العالم‪ .‬وقد توصلنا إلى مجموعة من االستنتاجات‪:‬‬
‫‪ -‬قد تتأثر اإلدارة اإللكترونية بالبيروقراطية وهذا معناه قد تكون اإلدارة ما زالت ترسخ النموذج البيروقراطي حتى في ظل‬
‫استخدام اإلدارة اإللكترونية أي ال تزال تقدم معامالتها تقليديا وتحول فقط إلكترونيا‪.‬‬
‫‪ -‬من أجل نجاح اإلدارة اإللكترونية يجب أن تكون اإلدارة مزودة بأجهزة االتصال عن بعد وخاصة قوة األنترنت‪.‬‬
‫‪ -‬الحكومة اإللكترونية تقدم خدمات أفضل بأقل التكاليف مع أنها قد تكون جد مكلفة عند تطبيقها أول مرة‪.‬‬
‫‪ -‬من إيجابيات اإلدارة اإللكترونية سهولة الحصول على املعلومات واالحتفاظ بها وسهولة الرجوع إليها وبالتالي ربح الوقت‬
‫والجهد وكذلك تكلفة القيام بها يدويا‪ ،‬مما يسهل في اتخاذ القرار‪ .‬ومن سلبياتها أنها قد تؤدي إلى زيادة نسبة البطالة نظرا‬
‫ألنها تعتمد بكثرة على األجهزة التي تعتمد التكنولوجيا والتي تتطلب كفاءة ومؤهالت املوظفين‪ ،‬باإلضافة إلى نقص عامل‬
‫األمان الذي قد يؤدي إلى االختراق اإللكتروني وقرصنة املعلومات‪ ،‬كما قد يؤدي خلل واحد في جهاز معين إلى تعطيل عدة‬
‫معامالت مرتبطة به‪.‬‬
‫‪ -‬التطبيق الذكي يتيح لطالب الخدمة أن يتعامل مع األنترنت عبر (البريد اإللكتروني‪ ،‬املنصات اإللكترونية‪ ،‬مواقع التواصل‬
‫االجتماعي‪ )...‬هذا ما قد يساهم في تقليص ظاهرة البيروقراطية‪.‬‬
‫‪ -‬كانت التجربة اإللكترونية األولى املشتركة بين تجارب الدول العربية والغربية للخدمات املقدمة هي طلب رخصة السياقة‪،‬‬
‫التسجيل في الجامعة‪ ،‬بطاقة الهوية وجواز السفر‪.‬‬
‫‪ -‬الدول الغربية كانت السباقة لتطبيق منصات اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬لكن هناك أيضا بعض الدول العربية منها دولة دبي‪ .‬في‬
‫حين يرجع تأخر بعض الدول في تطبيق اإلدارة اإللكترونية لعدم توفر اإلمكانيات وخاصة ضعف وسرعة تدفق األنترنت‪.‬‬
‫‪ -‬ساهمت أزمة كورونا (كوفيد ‪ )19‬في تحقيق وتطبيق اإلدارة اإللكترونية في بعض الدول النامية التي ال زالت تتبع اإلدارة‬
‫التقليدية‪.‬‬
‫قائمة املراجع‪:‬‬
‫• أحمد همام‪ ،‬البيروقراطية اإللكترونية‪https://www.a-hamam.com/2020/01/blog-post.html ،2020/01/23 ،‬‬
‫• األمم املتحدة نيويورك‪ ،)2020( ،‬األمم املتحدة مسح الحكومة اإللكترونية ‪ ،2020‬الحكومة الرقمية في عقد العمل من‬
‫أجل التنمية املستدامة‪ ،‬إدارة الشؤون االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬
‫• بن أوجيت فطيمة الزهرة املفيدة‪ ،‬نجاح عصام‪ ،)2021( ،‬استراتيجيات التحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة‬
‫اإللكترونية في ظل األزمات )أزمة كورونا‪ ،) COVID19‬مجلة التنمية البشرية والتعليم لألبحاث التخصصية‪ ،‬املجلد‬
‫‪ ،07‬العدد ‪.03‬‬
‫• (د‪.‬ن)‪ ،‬بوابة الحكومة التونسية‪http://www.tunisie.gov.tn/117- ،‬‬

‫‪428‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫• (د‪.‬ن)‪ ،‬البوابة الوطنية ململكة البحرين‪https://www.bahrain.bh/wps/portal/!ut/p/a1/04_ ،‬‬


‫• حسين بن محمد الحسن‪ ،)2009( ،‬اإلدارة اإللكترونية بين النظرية والتطبيق‪ ،‬املؤتمر الدولي للتنمية اإلدارية‪ :‬نحو‬
‫أداء متميز في القطاع الحكومي‪.‬‬
‫• حفص ي عميروش‪ ،)2018( ،‬العالقة بين البيروقراطية واإلدارة اإللكترونية‪ :‬دراسة نظرية‪ ،‬املجلة الجزائرية للدراسات‬
‫السياسية‪ ،‬املجلد ‪ ،05‬العدد ‪.01‬‬
‫• (د‪.‬ن)‪ ،‬حكومة اإلمارات‪https://u.ae/ar-ae/information-and-services ،‬‬
‫• (د‪.‬ن)‪ ،‬حكومة دبي‪،‬‬
‫‪https://www.dc.gov.ae/PublicServices/Categories.aspx?SiteCategoryName=Public_Services‬‬
‫• حمادي معمري‪ ،‬متى تصبح اإلدارة اإللكترونية في تونس واقعا؟‪ Independent ،‬عربي‪،2021/12/22 ،‬‬
‫‪https://www.independentarabia.com/node/F‬‬
‫• (د‪.‬ن)‪ ،‬دبي الرقمية‪https://www.digitaldubai.ae/ar/apps-services ،‬‬
‫• الدراجي زريق‪ ،‬عبد السالم عبد الالوي‪ ،)2021( ،‬اإلدارة االلكترونية في الجزائر بين املعوقات ورهانات املستقبل‪ ،‬مجلة‬
‫العلوم االنسانية واالجتماعية‪ ،‬العدد ‪.05‬‬
‫• رأفت رضوان‪ ،)2005( ،‬الحكومة اإللكترونية‪ ،ICFS ،‬املركز الدولي للدراسات املستقبلية واالستراتيجية‪ ،‬العدد ‪. 05‬‬
‫• سحر قدوري الرفاعي‪ ،)2009( ،‬الحكومة االلكترونية وسبل تطبيقها‪ :‬مدخل استراتيجي‪ ،‬مجلة اقتصاديات شمال‬
‫إفريقيا‪ ،‬العدد ‪.07‬‬
‫• عبد هللا الخنيني‪ ،‬البيروقراطية في الكويت‪ّ :‬‬
‫تشيب الشعر األسود‪ ،‬منشور‪،2021/06/24 ،‬‬
‫‪/https://manshoor.com/politics-and-economics/kuwait-bureaucracy‬‬
‫• اللجنة االقتصادية واالجتماعية لغربي آسيا (اإلسكو)‪ ،)2019( ،‬نشرة التكنولوجيا من أجل التنمية في املنطقة العربية‬
‫‪ ،2019‬آفاق عاملية وتوجهات إقليمية‪ ،‬األمم املتحدة بيروت‪.‬‬
‫• لوعيل محمد‪ ،‬استراتيجية رقمنة وزارة العمل والتشغيل والضمان االجتماعي تهدف ملحاربة البيروقراطية‪/04 /08 ،‬‬
‫‪/ https://www.mtess.gov.dz/ar/A،2021‬‬
‫• محمد بن أعراب‪ ،)2014( ،‬تجربة اإلدارة االلكترونیة في الجزائر بين مقتضیات الشفافیة وتجوید الخدمة‪ ،‬وإشكالیة‬
‫التخلص من منطق التسیير التقلیدي‪ ،‬مجلة العلوم االجتماعية‪ ،‬العدد ‪.19‬‬
‫• (د‪.‬ن)‪ ،‬املنصة الوطنية املوحدة‪( ،‬د‪.‬ت)‪،‬‬
‫‪https://www.my.gov.sa/wps/portal/snp/content/mobileGovernment‬‬
‫• منصور بن عوض القحطاني‪ ،)2019( ،‬تطبيق اإلدارة اإللكترونية باإلدارة العامة للتعليم‪ ،‬بمنطقة عسير ‪:‬دراسة‬
‫ميدانية‪ ،‬مجلة العلوم التربوية‪ ،‬العدد ‪.11‬‬
‫• (د‪.‬ن)‪ ،‬املوقع الرسمي للحكومة اإللكترونية للمملكة الهاشمية األردنية‪( ،‬د‪.‬ت)‪،‬‬
‫‪https://portal.jordan.gov.jo/wps/portal/Home/MobileApps‬‬
‫‪• Antonio Cordella, (2007), E-Government: Towards the E-Bureaucratic Form?, ResearchGate.‬‬

‫‪429‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
)‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول‬ 2022

• Borhane Mohamed Djafer, Soltani Mohamed Reda, )2020(, L’Administration Electronique levier de
Modernisation de l’Administration Publique, The Algerian journal of political sciences and
international relation, N°15.
• Emma Woollacott, Seven successful government apps from around the world, The Guardian,
23 /01/2017, https://www.theguardian.com/public-leaders-network/2017/jan/23/seven-successful-
government-digital-service-apps-technology
• Horizons Publics, Développement de l’e-administration en Europe : où en est-on ?,
https://www.horizonspublics.fr/international/developpement-de-le-administration-en-europe-ou-en-
est
• Ministère de la Transition Numérique et de la Réforme de l’Administration,
https://www.mmsp.gov.ma/fr/decline.aspx?m=4&r=9
• Mircea Georgescu, (2006), L`etat a l'heure du e-gouvernement, ResearchGate.
• Mohammad Rabiul Bashar, Karim Mohammed Razael, Vic Grout, (2011), E-Government vs. Ordinary
Bureaucratic Government: A Comparative Study, Paper presented to The 4th International Conference
on Internet Technologies and Applications.
• République Française, E-administration : du PAGSI au programme Action publique 2022, 04/10/2021,
https://www.vie-publique.fr/eclairage/18925-e-administration-du-pagsi-au-programme-action-
publique-2022
• Toupictionnaire, https://www.toupie.org/Dictionnaire/Bureaucratie.htm
• VCMLT Consulting )2021(, L’e administration et ses enjeux, SCIENCES PO STRASBOURG
L'Actu de Sciences Po Strasbourg.

430 ‫ ألمانيا– برلين‬/ ‫ السياسية واالقتصادية‬،‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
)‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول‬ 2022

‫االدارة االلكترونية بين ترشيد الخدمة العمومية والبيروقراطية اإللكترونية‬


- ‫ التجربة الجزائرية‬-
Electronic management between rationalizing public service and electronic
bureaucracy - Algerian experience -
‫بن مصطفى ريم‬ ‫قلوش عبد هللا‬
‫دكتوره‬ ‫استاذ محاضر‬
‫ الجزائر‬/ ‫جامعة أبو بكربلقايد تلمسان‬ ‫ الجزائر‬/ ‫جامعة جياللي ليابس سيدي بلعباس‬

:‫امللخص‬
‫يعد مشروع الجزائر لإلدارة االلكترونية من املرتكزات األساسية التي تعول عليها الحكومة الجزائرية لتحديث وعصرنة اإلدارات‬
‫ إال أنه رغم انقضاء املدة املحددة لتطبيقه لم تتضح مالمحه الكبرى على أرض الواقع و لم تصل فكرة اإلدارة‬،‫العمومية و تقريبها من املواطن‬
‫ ومن هنا تظهر إشكالية الدراسة واملتمثلة في مدى مساهمة االدارة االلكترونية في ترشيد الخدمة العمومية والقضاء‬،‫اإللكترونية في الجزائر‬
‫ ومن هذا املنطلق تم اللجوء الى الطرق املعتمدة في الدراسة من خالل االعتماد على قيم مؤشرات‬،‫على البيروقراطية اإللكترونية في الجزائر‬
‫ فإن ترشيد الخدمة‬،‫ اظهرت نتائج الدراسة انه بدون قيادة سياسية قوية‬.‫قياس الجاهزية اإللكترونية في الجزائر وفق التقارير الدولية‬
‫ ولن تفيد آراء الهيئات املختصة بتفعيل‬،‫العمومية في الجزائر يمكن أن يفشل في ظل مقاومة البيروقراطيين وذوي املصالح الخاصة لإلصالحات‬
‫ وإذا تسنى‬،‫دور االدارة االلكترونية إال إذا كان هناك ما يحفز الهيئات املقدمة للخدمة العمومية في الجزائر على استخدام االدارة االلكترونية‬
‫تفعيل هذه اآلراء من قبل مقدمي الخدمة فإن األدلة تظهر أن التكنولوجيا الرقمية يمكن أن ّتدعم السياسيين واملسؤولين املخلصين في الجزائر‬
‫ حيث تمنحهم أداة للتجريب والتصدي للمشاكل وهو ما كان يبدو في وقت من األوقات‬،‫الذين يتواجدون حتى في أشد ظروف اإلدارة صعوبة‬
.‫ فإن البيروقراطية اإللكترونية في الجزائر يمكن أن تكون نقطة انطالق إلصالح النظم البيروقراطية‬،‫أمرا مستعصيا على الحل ومن ثم‬
.‫ الجزائر‬،‫ البيروقراطية اإللكترونية‬،‫ التكنولوجيا الرقمية‬،‫ الخدمة العمومية‬،‫ اإلدارة اإللكترونية‬:‫الكلمات املفتاحية‬

Abstract:
The Algeria project for electronic management is one of the main pillars that the Algerian government relies on to
modernize and modernize public administrations and bring them closer to the citizen. However, despite the expiry of the
specified period for its implementation, its major features were not clear on the ground, and the idea of electronic
management did not reach Algeria, hence the problem of the study And represented in the extent of the contribution of
electronic administration in rationalizing the public service and eliminating electronic bureaucracy in Algeria, and from this
point of view, the methods adopted in the study were resorted to by relying on the values of indicators to measure electronic
readiness in Algeria according to international reports. The results of the study showed that without a strong political
leadership, the rationalization of the public service in Algeria can fail in light of the resistance of bureaucrats and people with
special interests to reforms, and the opinions of the competent bodies will not help to activate the role of electronic
administration unless there is something that motivates the bodies providing public service in Algeria to use Electronic
administration, and if these views can be activated by service providers, the evidence shows that digital technology can
support loyal politicians and officials in Algeria who are present even in the most difficult conditions of administration, as it
gives them a tool for experimentation and addressing problems, which at one time seemed an issue Intractable Hence, the
electronic bureaucracy in Algeria can be a starting point for reforming bureaucratic systems.
Key words: electronic management, public service, digital technology, electronic bureaucracy, Algeria.

431 ‫ ألمانيا– برلين‬/ ‫ السياسية واالقتصادية‬،‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫إن توظيف تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت في املجال اإلداري‪ ،‬أسهم في ظهور و تطور هذا الحقل الذي اضحى يبدو‬
‫حقل معرفي جديد اال وهو اإلدارة اإللكترونية للوهلة األولى أنه ظهر مع ظهور األنترنت التي شاع استخدامها في منتصف‬
‫التسعينات من القرن املاض ي ولألغراض العامة‪ ،‬بعد أن كان محددا في املجاالت و القطاعات العسكرية والعلمية‪،‬‬
‫والحقيقة ليست كذلك‪ ،‬ألن بدايات اإلدارة اإللكترونية تعود إلى ثمانينات القرن املاض ي عندما بدأت و اعتماد أنظمة‬
‫التصميم والتصنيع‪ ،‬املنظمات باستخدام أتممة املكتب والتوسع في استخدامها باالستفادة من تطبيقات الذكاء‬
‫)‪(CAD\CAM‬بمساعدة الكومبيوتر االصطناعي في مجال اإلنتاج والخدمات‪( .‬املفرجي‪ ،2007 :‬ص‪ .)06‬كما أن االنتشار‬
‫الواسع لنماذج األعمال الجديدة واالستخدام املكثف لألعمال اإللكترونية‪ ،‬والنمو االنفجاري للتجارة اإللكترونية‬
‫واألنشطة الرقمية األخرى يشير إلى حاجة هذه املجاالت وما يرتبط بها من تكنولوجيا ونظم وأدوات إلى إدارة حديثة تستند‬
‫إلى فكر إداري خالق‪ ،‬ومنهج جديد في العمل‪ ،‬وممارسات مبتكرة‪ ،‬وحلول شاملة لألعمال‪ ،‬وباختصار إلى إدارة إلكترونية‬
‫وعلى الرغم من حداثة موضوع اإلدارة االلكترونية‪ ،‬فان جهودا مهمة بذلت‪ ،‬لتطوير شامل لهذا املوضوع إذ يشير مصطلح‬
‫اإلدارة االلكترونية إلى مقدرة الحكومة على تحسين الخدمات املقدمة إلى املواطنين باستخدام التكنولوجيا‪ ،‬وفي الغالب‬
‫يكون مرتبطا باستخدام أو تسيير تكنولوجيا االنترنت‪.‬‬
‫تعد اإلدارة اإللكترونية أسلوب إداري حديث أفرزته ثورة تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت‪ ،‬و أحد أهم اآلليات‬
‫الفعالة والسريعة في تقديم الخدمات وتقريب اإلدارة من مواطن‪ ،‬حيث تمثل ثورة تحول و نقلة نوعية في نمط تقديم‬
‫الخدمة العمومية و دعامة أساسية لتعزيز مبادئ الحكم الراشد في اإلدارات املعاصرة‪ ،‬فهي تحقق الكثير من املزايا‬
‫والفوائد التي تشكل في مضامينها مرتكزات و مبادئ الحكم الراشد بتجسيد الخدمات اإللكترونية والعمل بدون أوراق‬
‫والحصول املرن والسريع على املعلومات‪ ،‬وبالتالي تحقيق هدف اإلدارة العامة الرشيدة‪.‬‬
‫يعد مشروع الجزائر اإللكتروني من املرتكزات األساسية التي تعول عليها الحكومة الجزائرية لتحديث و عصرنة‬
‫اإلدارات العمومية و تقريبها من املواطن‪ ،‬إال أنه رغم انقضاء املدة املحددة لتطبيقه لم تتضح مالمحه الكبرى على أرض‬
‫الواقع و لم تصل فكرة اإلدارة اإللكترونية في الجزائر إلى الصيغة الكاملة‪ ،‬إذ ما تم تنفيذه من هذا املشروع ال يتعدى كونه‬
‫تطبيقات أولية تمثلت في أتمتة و رقمنة الوظائف اإلدارية ومحدودية الخدمات اإللكترونية التي تمخضت عنها في بعض‬
‫القطاعات الحكومية والتي تعبر عن ضعف مؤشر التقدم في املشروع الذي ال يزال في مهده‪ ،‬و يتقدم بخطوات متثاقلة‪،‬‬
‫ويسير ببطء مقارنة بما كان مبرمجا‪ ،‬وهذا دليل على عدم فعالية و كفاية املجهودات املبذولة من طرف الدولة‪ ،‬و على‬
‫وجود جملة من املعوقات التي تحول دون تجسيد املشروع بشكل ناجح وفعال ‪.‬وهذا ما أكدته قيم مؤشرات قياس‬
‫الجاهزية اإللكترونية في الجزائر‬
‫مشكلة البحث‪:‬‬
‫يعتبر مشروع الجزائر لإلدارة االلكترونية من املرتكزات األساسية التي تعول عليها الحكومة الجزائرية لتحديث‬
‫وعصرنة اإلدارات العمومية وتقريبها من املواطن‪ ،‬إال أنه رغم انقضاء املدة املحددة لتطبيقه لم تتضح مالمحه الكبرى على‬
‫أرض الواقع ولم تصل فكرة اإلدارة اإللكترونية في الجزائر كما يظهر أن التكنولوجيا الرقمية في الجزائر يمكنها أن تؤدي إلى‬
‫تحسين قدرات القطاع العام ومسائلته في بيئة تضعف فيها اإلدارة الرشيدة‪ .‬من خالل إيجاد الحلول لالستفادة منها في‬
‫ترشيد الخدمة العمومية‪ ،‬وعليه تبلورت اإلشكالية التالية ‪:‬‬
‫إلى أي مدى تساهم االدارة االلكترونية في ترشيد الخدمة العمومية والقضاء على البيروقراطية‬
‫اإللكترونية في الجزائر؟‬

‫‪432‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫كما يمكن ان نقسم التساؤل الرئيس ي الى مجموعة من التساؤالت الفرعية التالية‪:‬‬
‫أسئلة البحث‪:‬‬
‫ما هو مفهوم اإلدارة اإللكترونية وما عالقتها بترشيد الخدمة العمومية؟‬ ‫▪‬
‫ماهي اإلجراءات التي اتخذتها والتدابير التي نفذتها الجزائر لتجسيد مشروع اإلدارة اإللكترونية؟‬ ‫▪‬
‫ما هو واقع البيروقراطية اإللكترونية في الجزائر وماهي اهم معوقاتها؟‬ ‫▪‬
‫ما هي التحديات لترشيد الخدمة العمومية والقضاء على البيروقراطية اإللكترونية في الجزائر؟‬ ‫▪‬
‫أهمية البحث‪:‬‬
‫يعتبر موضوع اإلدارة االلكترونية وعالقته باإلدارة العامة من بين املواضيع الحديثة وبالغة أهمية‪ ،‬انطالقا من أن‬
‫التحول نحو اإلدارة العامة االلكترونية هو أساس ترشيد اإلدارة العامة وتحسينها والنهوض بجهودها‪ ،‬بما يؤسس لتطوير‬
‫نظام الحكم والوصول ملا يعرف بالحكم الراشد لكل ما يحمله من عناصر الشفافية‪ ،‬املساءلة‪ ،‬لذا تكمن أهمية املوضوع‬
‫في حيويته والندرة النسبية للبحوث والدراسات التطبيقية في مجال اإلدارة االلكترونية والسيما ربط هذا العنصر الفعال‬
‫بالبيروقراطية اإللكترونية خاصة في الجزائر وتأثيرها على اإلدارة العامة والخدمات العامة على وجه الخصوص‪.‬‬
‫أهداف البحث‪:‬‬
‫تهدف هذه الدراسة لتحقيق بحث إمكانية توظيف أدوات تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت في اإلدارة العامة ‪.‬وفي‬
‫ضوء مشكلة البحث كان هدفنا هو اإلحاطة بأهم اآلثار واملنافع التي تنعكس على املؤسسات العمومية من جراء التطبيق‬
‫الصحيح لإلدارة االلكترونية‪ .‬باإلضافة الى محاولة تشخيص واقع اإلدارة العامة الجزائرية وتطبيقاتها االلكترونية من خالل‬
‫دراسة البيروقراطية اإللكترونية التي تعيشها اإلدارة العامة في الوقت الراهن ومحاولة إيجاد حلول للتقليل من هذه‬
‫الظاهرة السلبية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬اإلطارالنظري ملفهوم اإلدارة اإللكترونية‪.‬‬
‫تحتاج منظمات اليوم إلى االستجابة السريعة للفرص و التهديدات البيئية و ذلك نظرا للتغيرات السريعة و غير‬
‫املتوقعة االقتصادية‪ ،‬االجتماعية‪ ،‬التكنولوجية والتنافسية التي تشهدها‪ ،‬و من أجل أن تتمكن املنظمة من تحقيق‬
‫النجاح والبقاء في هذه البيئة يتوجب عليها اتخاذ خطوات مبتكرة( إضافة إلى إجراءاتها التقليدية )واالستعانة بأدوات‬
‫تكنولوجيا املعلومات لتسهيل نشاطاتها وعملياتها‪( ..‬مسلم‪ ،2014 :‬ص‪)125‬‬
‫‪ -1‬مفهوم اإلدارة اإللكترونية‪.‬‬
‫يعد مفهوم اإلدارة اإللكترونية مفهوما إداريا حديثا‪ ،‬ظهر نتيجة الثورة الهائلة في شبكات املعلومات واالتصاالت‪،‬‬
‫حيث أحدث نقلة نوعية في عمل املنظمات وجعلها أكثر كفاءة وفعالية في أداء الوظائف املنوطة بها والتي على رأسها تقديم‬
‫الخدمة العمومية‪ .‬في هذا اإلطار يزخر الفكر اإلداري بالعديد من التعاريف لإلدارة اإللكترونية‪.‬‬
‫ان مفهوم اإلدارة االلكترونية أوسع من كونها وجود حواسب وبرمجيات وانترنت وغيرها من التقنيات‪ ،‬إذ أنها إدارة‬
‫شاملة ملختلف أوجه العمليات اللوجستية واألعمال االلكترونية والتجارة االلكترونية وإدارة اإلمداد وإدارة العالقات‬
‫العامة‪ ،‬وعرض التكنولوجيات الخاصة بخدمات الخدمة العامة وضبط طلبات الحصول على الخدمات وتلبية حاجات‬
‫العميل وهو املواطن وتنظيم العالقة بين مؤسسات الدولة والقطاع الخاص والهيئات الرسمية وغير الرسمية‪ .‬كما تشير‬
‫إلى وجود العديد من التعريفات لهذا املفهوم منها ما هو مبسط وما هو مركب‪ ،‬وأكثر عمقا‪ ،‬ولعل من أهم هذه التعريفات‬
‫ما يلي ‪(:‬هدار‪ ،2018 :‬ص‪)30‬‬

‫‪433‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫* تعريف البنك الدولي‪ :‬يعرفها بأنها مصطلح حديث يشير إلى استخدام تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت من اجل زيادة‬
‫كفاءة وفعالية وشفافية ومساءلة الحكومة فيما تقدمه من خدمات إلى املواطن ومجتمع األعمال‪ ،‬وتمكينهم من املعلومات‪،‬‬
‫بما يدعم كافة النظم اإلجرائية الحكومية‪ ،‬ويقض ي على الفساد‪ ،‬وإعطاء الفرصة للمواطنين للمشاركة في كافة مراحل‬
‫العملية السياسية والقرارات املتعلقة بها والتي تؤثر على مختلف نواحي الحياة‪)2015: World Bank( .‬‬
‫ويكفل هذا التعريف في اإلطار إلرشادي للبنك الدولي في نشر مبادئ الحكم الجيد باعتبار اإلدارة االلكترونية هي إحدى‬
‫وسائل تطبيقه‪.‬‬
‫* تعريف االتحاد األوربي‪ :‬فهو يرى أن اإلدارة اإللكترونية تعني"‪:‬استخدام تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت في اإلدارات‬
‫العمومية‪ ،‬مرفقة بتغييرات على مستوى التنظيم والتسيير واكتساب املوظفين مهارات جديدة‪ ،‬بهدف تحسين الخدمات‬
‫العمومية‪ ،‬تقوية العملية الديمقراطية ودعم السياسات العمومية‪".‬‬
‫يتضح من هذا التعريف أن اإلدارة اإللكترونية هي إدارة بال أوراق‪ ،‬تعتمد على االستخدام الفعال للوسائل التكنولوجية‬
‫الحديثة‪ ،‬وتتطلب توفير متطلبات جديدة خاصة ما يتعلق بالتنظيم واملوظفين تتناسب مع هذه الوسائل‪ ،‬بغية تحسين‬
‫الخدمات ودعم العمليات والسياسات العمومية‪.‬‬
‫* تعريف محمد سمير احمد‪ :‬يعرف اإلدارة االلكترونية على أنها تلك العملية اإلدارية القائمة على اإلمكانيات املتميزة‪،‬‬
‫االنترنت وشبكات األعمال في تخطيط وتنظيم وتوجيه الرقابة على املوارد‪ .‬والقدرات الجوهرية لإلدارة واالنترنت بدون حدود‬
‫من اجل تحقيق أهداف اإلدارة‪( .‬احمد‪ ،2005 :‬ص‪)43‬‬
‫وبتحليل هذا التعريف يتجلى لنا أن اإلدارة االلكترونية هي عملية إدارية بالدرجة األولى تشمل جميع الوظائف اإلدارية‪،‬‬
‫التخطيط‪ ،‬التنظيم الرقابة كما أنها يميزها على اإلدارة التقليدية اعتمادها على اإلمكانيات التكنولوجية التي توفرها شبكة‬
‫االنترنت‪ ،‬فال تنحصر اإلدارة االلكترونية في القيام باألعمال الداخلية لإلدارة فقط‪ ،‬بل تمتد وظائفها إلنجاز األعمال‬
‫الخارجية لإلدارة أيضا إذ تغير اإلدارة االلكترونية على القيام بمجموعة من الجهود التي تعتمد على تكنولوجيا املعلومات‬
‫لتقديم املنتجات للزبائن من خالل الحاسب اآللي والسعي لتخفيف من حدة املشكالت الناجمة عن تعامل طالب الخدمات‬
‫مع األفراد املوظفين ما بينهم في تحقيق الكفاءة والفعالية في األداء اإلداري‪( .‬املغربي‪ ،2006 :‬ص‪)238‬‬
‫* التعريف الشامل‪ :‬من خالل التعاريف السابقة يمكن تعريف اإلدارة اإللكترونية بأنها إدارة قائمة على استخدام‬
‫اإلمكانات التكنولوجية املتميزة التي يوفرها الكمبيوتر وشبكات االتصال بدال من العمل الورقي‪ ،‬في أداء الوظائف اإلدارية‬
‫وتقديم الخدمات واملعامالت‪ ،‬بشكل يضمن السرعة والسهولة والدقة في اإلنجاز‪ ،‬ويوفر الوقت والجهد والتكلفة في إتاحة‬
‫املعلومات وتقديم الخدمات داخل اإلدارات العمومية فيما بينها‪ ،‬وبين اإلدارات ومؤسسات األعمال‪.‬‬
‫‪ -2‬خصائص اإلدارة اإللكترونية‪.‬‬
‫يمكن تعميم خصائص اإلدارة اإللكترونية كما يلي ‪):‬بوحوش‪ ،2006 :‬ص‪)191‬‬
‫* السرعة والوضوح‪ :‬إن كثيرا من املعوقات اإلدارية التي ترسخت وبقيت لسنوات بسبب حواجز البيروقراطية التي تعطل‬
‫قوانينها وظروف أعمالها الورقية في إنجاز املعامالت التي يمكن أن تتالش ى وتصبح ماضيا بفعل التحول إلى أسلوب اإلدارة‬
‫اإللكترونية‪ .‬ففي ظل اإلدارة اإللكترونية لن تجد تلك األوراق التي يحتاج إنجازها إلى وقت طويل‪ ،‬ليس إنجازها فحسب‪،‬‬
‫بل أيضا نسخ أكثر من نسخة منها إذا استلزم األمر‪ ،‬وحفظها وإرسالها إلى الجهة التي ستبت في أمرها‪ ،‬ثم انتظار عودتها‬
‫وإمكان تكرار ذلك مرات ومرات في حال وقوع خطأ ما‪.‬‬
‫* عدم التقيد بالزمان واملكان‪ :‬إذا ما تم تعميمها وانتشارها في مختلف اإلدارات‪ ،‬أنه باإلمكان مراجعتها طوال ساعات‬
‫اليوم‪ ،‬فهي ال تتقيد في عملها بزمن معين‪ ،‬فمواقع هذه اإلدارة متاحة عبر األنترنت أو عبر أجهزتها املنتشرة في الشوارع‪،‬‬

‫‪434‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫كما أن وصالت شبكاتها الداخلية أو وصالت شبكة األنترنت ليست في حاجة إلى مبان ضخمة الستيعاب موظفيها ومكاتبها‬
‫ودواليبها الكثيرة املتخمة بامللفات واألوراق‪ ،‬وإنما مكان صغير محدود يكفي الستيعاب بعض أجهزة الحاسب اآللي‬
‫وملحقاتها ويصلح ليكون مقرا إلدارة كبيرة‪.‬‬
‫* إدارة املعلومات ال االحتفاظ بها‪ :‬ال تقوم اإلدارة اإللكترونية على ممارسات األفراد من موظفيها وجهدهم اليدوي في‬
‫إدارة معامالتها‪ ،‬بقدر ما تقوم على إدارة املعلومات التي تحتفظ بها في دوائرها حسب برامج معينة‪ ،‬كما تهتم بإدارة امللفات‬
‫وليس االحتفاظ بها وتكديسها فوق بعضها على رفوف أرشيف اإلدارة‪ ،‬حيث تتحول تلك امللفات في ظل اإلدارة اإللكترونية‬
‫إلى معلومات تحتفظ بها اإلدارة على شبكتها اإللكترونية‪.‬‬
‫* املرونة‪ :‬اإلدارة اإللكترونية إدارة مرنة يمكنها بفعل التقنية وبفعل إمكاناتها االستجابة السريعة لألحداث والتجاوب معها‪،‬‬
‫متعدية بذلك حدود الزمان واملكان وصعوبة االتصال‪ ،‬مما يعين اإلدارة على تقديم كثير من الخدمات التي لم تكن متاحة‬
‫أبدا بفعل تلك العوائق في ظل اإلدارات التقليدية‪.‬‬
‫* الرقابة املباشرة والصادقة‪ :‬من خصائص اإلدارة اإللكترونية أيضا أنه أصبح بإمكانها أن تتابع مواقع عملها املختلفة‬
‫عبر الشاشات والكاميرات الرقمية التي في وسع اإلدارة اإللكترونية أن تسلطها على كل بقعة من مواقعها اإلدارية‪ ،‬وكذلك‬
‫على منافذها وأجهزتها التي يتعامل معها الجمهور‪( .‬كورتل وسليمان‪ ،2015 :‬ص‪)48‬‬
‫* السرية والخصوصية‪ :‬من خصائص اإلدارة اإللكترونية سرية وخصوصية املعلومات والبيانات املهمة بما تملكه تلك‬
‫اإلدارة من برامج تمكنها من حجبها‪ ،‬وعدم إتاحتها إال لذوي الصالحية الذين يملكون كلمة املرور للنفاذ إليها‪ ،‬فعلى الرغم‬
‫من الوضوح والشفافية اللذين تتمتع بهما اإلدارات اإللكترونية إال أن هذا ال ينطبق بطبيعة الحال على مختلف أنواع‬
‫املعلومات‪ ،‬فهنا تتفوق اإلدارة اإللكترونية على اإلدارة التقليدية‪ ،‬إذ إن قدرتها على اإلخفاء والسرية أعلى‪ ،‬ولديها أنظمة‬
‫منع االختراق‪ ،‬مما يجعل الوصول إلى أسرارها وملفاتها املحجوبة أمرا بالغ الصعوبة‪.‬‬
‫‪ -3‬أهداف اإلدارة االلكترونية‪.‬‬
‫هناك أهداف كثيرة تسعى اإلدارة االلكترونية إلى تحقيقها منها‪( :‬الساملي‪ ،2008 :‬ص‪)40‬‬
‫▪ تكامل أفراد التنظيم وتوحيدها كنظام مترابط من خالل تكنولوجيا املعلومات‪.‬‬
‫▪ تطوير عمليات اإلدارة وتعزيز فعاليتها في خدمة األهداف املؤسساتية‪.‬‬
‫▪ تطوير عمليات تقديم آليات فعالة وداعمة التخاذ القرارات‪.‬‬
‫▪ ضمان تدفق املعلومات بدقة وكفاية وتوقيت مالئم وجاهزية مستمرة‪.‬‬
‫▪ تقليل كلفة التشغيل وتحسين متواصل ملعدالت اإلنتاجية‪.‬‬
‫▪ إيجاد البيئة واملناخ التنظيمي املالئم لبحث والتطوير اإلداري الشامل واملتواصل ‪.‬‬
‫▪ إدارة امللفات بدال من حفظها‪.‬‬
‫▪ استعراض املحتويات بدال من الخزائن‬
‫▪ استعراض املحتويات‪ ،‬البريد االلكتروني بدال من الصادر والوارد‪.‬‬
‫▪ اإلجراءات التنفيذية بدال من محاضر االجتماعات‪.‬‬
‫▪ اكتشاف املشكالت بدال من املتابعة‪.‬‬
‫▪ التجهيز الناجح لالجتماع‬

‫‪435‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫الشكل ‪ :1‬مجاالت تطبيق اإلدارة اإللكترونية‪.‬‬

‫املصدر‪ :‬محمد سمير أحمد‪ ، (2009)،‬ص‪.90‬‬


‫ثانيا‪ :‬عالقة اإلدارة اإللكترونية بترشيد الخدمة العمومية‪.‬‬
‫يعد ترشيد الخدمات العمومية من القضايا الحيوية والشائكة في اإلدارات العمومية املعاصرة‪ ،‬والتي تتحدد من خالل‬
‫طبيعة عالقة املنظمات العمومية باملستفيدين من الخدمات التي تقدمها‪ ،‬و ذلك ألن العنصر األساس ي لتحقيق رضا‬
‫املواطن و كسب ثقته والتي تعتبر شرطا أساسيا لتكريس الحكم الراشد و ترسيخ مرتكزاته‪ ،‬هو تحسين جودة الخدمات‬
‫العمومية و تقدميها بطرق و وسائل تكون في مستوى تطلعات املواطن‪ ،‬و هو ما يتطلب وجود جهاز إداري كفء و فعال و‬
‫تسخير كل موارده و إمكاناته بعقالنية لتحقيق ذلك‪ ،‬واإلدارة اإللكترونية آلية فعالة لتغيير طبيعة العالقة بين اإلدارة‬
‫واملواطن و جعلها أحسن و أمتن ‪.‬في نفس السياق‪ ،‬ال يقتصر الترشيد على الخدمة العمومية في شكلها النهائي أي على‬
‫مردودية املنظمات العمومية و مخرجاتها النهائية فحسب‪ ،‬وإنما كذلك على كل مرحلة من مراحل إنجاز الخدمة وفق معايير‬
‫و مؤشرات أداء محددة وكذلك تطبيق نظام التغذية العكسية ملتابعة انطباعات و شكاوى املستفيدين وتفعيل أليات‬
‫الرقابة والتقييم والتقويم التي تحقق هدف التحسين املستمر في مستوى جودة الخدمات‪ ،‬والتي تعتبر عوامل ومتطلبات‬
‫أساسية للوصول إلى اإلدارة العامة الرشيدة التي تعتبر األسلوب اإلداري األكثر قدرة على االستجابة السريعة الحتياجات‬
‫املواطن وتلبية رغباته املتزايدة بنجاعة‪ ،‬كما تجسد نمط اتصال قائم على الشفافية والوضوح في إتاحة املعلومات والثقة‬
‫املتبادلة في التعامل مع املواطن‪ ،‬واإلدارة اإللكترونية كنمط إداري متطور بإمكانه تحقيق ذلك‪.‬‬
‫ظهر نمط الخدمات اإللكترونية نتيجة التأثير القوي لتكنولوجيا املعلومات واالتصاالت على جميع نواحي الحياة بما‬
‫فيها مجال الخدمات العمومية ‪.‬في هذا اإلطار عرف الدكتور عبد الفتاح مراد الخدمات اإللكترونية بأنها " ‪:‬إنجاز الخدمات‬
‫الحكومية بطريقة معلوماتية تعتمد على األنترنت ووفق ضرورات أمنية معينة تحمي املستفيد والجهة صاحبة الخدمة‬
‫ويتمثل ذلك في استخدام تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت لتحسين وتدبير الشؤون العامة ‪ ".‬وعرفت كذلك بأنها " ‪:‬تلك‬
‫الخدمات التي تقدمها إحدى جهات األجهزة الحكومية باستخدام إحدى الوسائل اإللكترونية املتاحة مثل الهاتف‪،‬‬
‫الفاكس‪ ،‬الشبكات املحلية‪ ،‬األنترنت‪ ،‬والبريد اإللكتروني لجمهور املستهدفين بما يحقق‪ .‬التفاعل السريع بينهم "‬
‫الشكل ‪ :2‬مكونات الحكم الراشد‪.‬‬

‫‪436‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫املصدر‪ :‬زهير عبد الكريم الكايد‪ ،(2003) ،‬ص‪.40‬‬


‫تظهر آثار اإلدارة اإللكترونية في ترشيد الخدمة العمومية في املزايا التالية‪( :‬العجمي‪ ،2016 :‬ص‪)76‬‬
‫‪ -1‬تحسين مستوى األداء اإلداري للخدمات‪.‬‬
‫وهو ما يعني تقديم الخدمات إلى املتعاملين في مكان وجودهم بالشكل واألسلوب املناسبين وبالسرعة والكفاءة‬
‫املطلوبة مع تطوير أفضل الطرق ملشاركتهم في العملية التنفيذية ‪.‬ويحقق هذا الهدف تفادي األخطاء اليدوية التي قد‬
‫تحدث عند تأدية الخدمة بالطرق التقليدية‪ ،‬وبالتالي فإن تدفق بيانات املعامالت تتم بسهولة وتوفر مجاال آمنا لوجود‬
‫شفافية لتتبع األداء لكل معاملة في أي وقت‪ ،‬مما يوفر للمسؤولين وأصحاب الشأن معرفة مسببات التأخير‪ ،‬وبهذا يتحقق‬
‫التوصيل الفعال للخدمات وتحسين اإلنتاجية وتقليص البيروقراطية‪( .‬الهزاني‪ ،2008 :‬ص‪)54‬‬
‫تحقيق هذا الهدف مرتبط بضرورة اعتماد مبدأ عمل مراكز خدمة املواطن الذي يبنى على وجود مراكز قادرة على‬
‫االتصال بكافة إدارات الدولة‪ ،‬تستطيع بالنيابة عن املواطن متابعة كافة معامالته‪ ،‬بما في ذلك املعامالت التي تتم عبر أكثر‬
‫من إدارة واحدة‪ ،‬حيث ال يضطر املواطن إلى االنتقال من إدارة إلى أخرى ملتابعة معامالته ‪ .‬إضافة إلى إتاحة هذه الخدمات‬
‫على مدار الساعة للدخول إلى تلك الخدمات التي يتم ‪ E-Services Portal‬وعادة يتم بناء بوابة إلكترونية موحدة تعكس‬
‫حاجات املواطن وقطاع ‪ E-Services Packages‬تنظيمها وتجميعها ضمن باقات خدمية األعمال‪ ،‬وليست الجهة الحكومية‬
‫التي تقدمها‪ ،‬إضافة إلى تعميم شبكة األنترنت باعتبارها وسيلة طلب تلك الخدمات فمن املمكن للحكومة أن تقدم جزءا‬
‫منها عبر قنوات أخرى كالهاتف الجوال‪ ،‬واملكاتب املعتمدة في حالة املواطنين الذين ال يملكون ثقافة تكنولوجية‪.‬‬
‫‪ -2‬التعريف بإجراءات ومتطلبات الحصول على الخدمة‪:‬‬
‫باستخدام األنترنت يمكن وضع كافة إجراءات ومتطلبات الحصول على الخدمة بصورة بسيطة وميسرة تمكن أي‬
‫مستفيد من التعرف على هذه اإلجراءات والخطوات والنماذج املطلوبة الستكمال متطلبات أداء الخدمة قبل الذهاب إلى‬
‫مركز أداء الخدمة وبالتالي تقليل عدد مرات التردد‪( .‬الصيرفي‪ ،2009 :‬ص‪)150‬‬
‫‪ -3‬إتاحة وتوفير النماذج املستخدمة في أداء الخدمة‪:‬‬
‫تتكامل هذه امليزة مع امليزة السابقة‪ ،‬من خالل إتاحة وتوفير النماذج املستخدمة في أداء الخدمة على شبكة األنترنت‬
‫وما يتبعه من إمكانية طباعة هذه النماذج على طابعة املستفيد الخاصة‪ ،‬ثم ملء هذه النماذج في إطار التعليمات املوضحة‬
‫قبل التوجه إلى مراكز أداء املعامالت‪ ،‬وبالطبع فإن هذا األسلوب يقض ي على أحد االختناقات الرئيسة التي تؤثر على أداء‬
‫الخدمة‪.‬‬
‫‪ -4‬إملام طالبي الخدمة باملطلوب من املستندات والرسوم واإلجراءات بدقة‪:‬‬

‫‪437‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫بحيث يمكن ألي متعامل مع النظام اإللكتروني أن يعلم أين تقع معاملته‪ ،‬وما هي املرحلة التي قطعتها وما إن كان‬
‫هناك معوقات في تنفيذها أم ال‪ ،‬والسبب في ذلك أن الدخول إلى املوقع اإللكتروني للحكومة متاح لكل ذي شأن‪ ،‬وليس‬
‫هناك ما يجب إخفاؤه إال إذا كان األمر يتعلق بالحياة الخاصة أو العائلية ملقدم الطلب‪ ،‬أو كانت املعلومات يجب حجبها‬
‫عن األشخاص الذين ال عالقة لهم بها العتبارات األمن والسالمة ‪(.‬حجازي‪ ،2008 :‬ص‪)16‬‬
‫‪ -5‬دقة النتائج وسرعة االستجابة واحترام املواعيد‪:‬‬
‫تتحقق دقة تقديم الخدمات العمومية في إطار اإلدارة اإللكترونية من خالل إنجاز األعمال وفق مقاييس مضبوطة‬
‫تحدد من خالل أنظمة معالجة معلوماتية‪ ،‬بشكل يحد من األخطاء اإلدارية‪ ،‬ويمنع التجاوزات أثناء تقديم الخدمة‪ ،‬أما‬
‫سرعة االستجابة واحترام املواعيد فيتحقق بدوره من خالل استخدام تقنية الشباك الوحيد لألنشطة اإلدارية املتماثلة‪.‬‬
‫الذي يتميز بسرعة إدخال بيانات العميل أو املستفيد وإظهار على الفور إذا كان مطابقا ومستوفيا للخدمة أم ال‪( .‬أزروال‪:‬‬
‫‪ ،2016‬ص‪)122‬‬
‫‪ -6‬تحقيق الشفافية في إنجاز العمل اإلداري‪:‬‬
‫يمكن مراقبة حسن سير املعامالت اإلدارية املطلوبة‪ ،‬سواء من قبل أجهزة الرقابة اإلدارية الداخلية منها والخارجية‪،‬‬
‫أو من قبل متلقي الخدمة أو طالب املعلومة أيا كان‪ ،‬هذا إضافة إلى تحقيق العدالة بين الجمهور‪ ،‬حيث يمكن لطالبي‬
‫الخدمة أو املعلومة الدخول باإلجراءات اإلدارية املؤدية إلى مطلبهم في وقت واحد‪ ،‬وبما ال يجعل إجراءات املعاملة بين يدي‬
‫موظف خاضعة ملزاجه واندفاعه نحو العمل‪( .‬املناعسة والزعبي‪ ،2013 :‬ص‪)64‬‬
‫كما أصبح من السهولة أيضا تطبيق أنظمة التغذية العكسية في ظل اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬التي تعطي اإلدارة صورة‬
‫واضحة عن مدى رضا املواطن و قطاعات األعمال املختلفة عن مستوى و جودة و أسلوب الخدمة املقدمة‪ ،‬حيث تستطيع‬
‫اإلدارة اإللكترونية و عبر وسائل االتصال الحديثة املتاحة كافة اليوم‪ ،‬و منها البريد اإللكتروني والهاتف النقال وسواها‪،‬‬
‫من بث رسائل و طلب تعبئة استبيانات مثال بغية قياس مستوى األداء‪ ،‬أو مدى التقدم الحاصل فيه‪ ،‬بما ينعكس في كل‬
‫األحوال على تميز األداء الحكومي بشكل عام‪ ،‬و قدرته على منافسة القطاع الخاص‪ ،‬واملحافظة على مورد دخل مناسب‬
‫للخزينة العامة‪.‬‬
‫‪ -7‬التقليل من التعقيدات الحكومية‪:‬‬
‫تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت كفيلة بتوفير املعلومة بسرعة فائقة وسهولة واختصار إنجاز املعامالت في ظرف‬
‫زمني قصير ال يتجاوز الدقائق‪ ،‬بحيث يقوم الجمهور بتصفح املوقع اإللكتروني وإنجاز املعاملة في خطوة واحدة دون‬
‫مراجعة عدة مكاتب واألكثر من ذلك تقليل نسبة التعقيدات اإلدارية التي يمر بها القرار اإلداري أو املعامالت الخاصة‬
‫باألفراد‪ ،‬وذلك من خالل تقليل البيروقراطية‪ ،‬واختصار مراحل إنجاز املعامالت‪ ،‬وعدد الدوائر املساهمة في إنجاز طلبات‬
‫ومصالح الجمهور‪.‬‬
‫‪ -8‬سهولة املحاسبة ووضوح الخدمة‪:‬‬
‫إن توظيف تكنولوجيا املعلومات بشكل كامل في أداء الخدمة العمومية‪ ،‬يؤدي إلى إمكانية املحاسبة على كل جزئيات‬
‫تلك املهام واألنشطة‪ ،‬من خالل وجود النشر اإللكتروني لكل مراحل الخدمة‪ ،‬إذ ال مجال إلخفاء املعامالت‪ ،‬وال فرصة‬
‫لالستئثار بخدمة جهات دون أخرى‪.‬‬
‫‪ -9‬تخفيض تكاليف الخدمة‪:‬‬

‫‪438‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫يمكن االتصال عن بعد الحصول على الخدمة العمومية من خالل االتصال عبر الخط دون االنتقال واعتماد النوافذ‬
‫والشباك اإللكتروني من تخفيض تكاليف الخدمة‪ .‬هناك أنواع من التكاليف املباشرة وغير املباشرة سوف يتم تخفيضها‬
‫إذا تم تطبيق اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬ومن هذه التكاليف ما هو‪:‬‬
‫‪ 1-9‬تكاليف مباشرة‪ :‬مثل تكلفة شراء أو إعادة شراء طلبات التقديم لطلب الخدمة من الجهات الحكومية وخصوصا إذا‬
‫ضاعت أو تلفت أو تمزقت السجالت في هذه الجهات‪ ،‬وكذلك تكلفة االنتقال واالنتظار في الجهات الحكومية املختلفة إلنهاء‬
‫املعامالت‪ ،‬وأخيرا تكلفة بناء وإعداد وتجهيز أماكن الستقبال وانتظار املراجعين في حالة القيام بالخدمة يدويا‪.‬‬
‫‪ 2-9‬تكاليف غير مباشرة‪ :‬مثل تضييع وقت املوظف في الردود على استفسارات كل واحد من املراجعين بشأن ما يلزمه‬
‫إلنهاء معاملته‪ ،‬وهو ما يترتب عليه تزاحم املواطنين أمام مكتبه‪ ،‬إضافة إلى تعود املراجعين على محاولة استرضاء املوظف‬
‫لكي ينهي املعاملة دون مشكلة‪ ،‬كل ذلك جعل من املأمول واملستهدف تخفيض تكاليف أداء الخدمة الحكومية من خالل‬
‫تطبيق اإلدارة اإللكترونية ‪.‬‬
‫‪ 3-9‬القضاء على كل مظاهر الضعف والتسيب اإلداري‪ :‬وتوجيه موارد الدولة إلى أفضل االستخدامات وأكثرها إنتاجية‪،‬‬
‫فمثال توفر الواليات املتحدة األمريكية ‪ 70 %‬من التكلفة‪ ،‬وذلك بالتحول إلى الخدمات اإللكترونية مقارنة بتكلفة تقديم‬
‫نفس الخدمة عن طريق املعامالت التقليدية‪ ،‬كما أن عملية إدماج قواعد البيانات لوزارتي التخطيط واملالية في اململكة‬
‫املغربية مثال‪ ،‬أدى إلى خفض زمن إعداد امليزانية العامة للدولة إلى النصف‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬و اقع مؤشرات قياس الجاهزية اإللكترونية في الجزائروفق التقارير الدولية‪.‬‬
‫اعتمدنا على التقارير الدولية ‪ -‬التي تصدرها املؤسسات واملنظمات الدولية املهتمة برصد وتتبع القضايا املتعلقة‬
‫بتنمية تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت لقياس مدى استعداد وجاهزية الدول إلكترونيا لتطبيق اإلدارة اإللكترونية‬
‫وقياس ذلك كميا وفق مؤشرات محددة‪ ،-‬كمرجع أساس ي للحصول على املعلومات واإلحصائيات الحديثة التي يحتاجها‬
‫موضوع البحث وذلك بسبب أهميتها في البحوث العلمية ودقة محتوياتها من جهة‪ ،‬وشح املعلومات وقلة اإلحصائيات محليا‬
‫وصعوبة الوصول إليها من جهة أخرى‪.‬‬
‫يمكن قياس التقدم املحرز في تطبيق اإلدارة اإللكترونية في الجزائر من خالل تقرير مؤشرات *األمم املتحدة لجاهزية‬
‫الحكومة اإللكترونية**‪ ،‬حيث يصدر التقرير كل سنتين منذ سنة ‪ 2003‬لرصد مستوى تقدم في مسار الحكومة‬
‫اإللكترونية في مختلف دول العالم‪ ،‬و يعتبر هذا التقرير أهم مرجع ذي نطاق عاملي في مجال الحكومة اإللكترونية‪ ،‬كما‬
‫يعد أيضا التقرير الوحيد الذي يقيس حالة تنمية الحكومة اإللكترونية عامليا و واقع الجاهزية اإللكترونية في الدول‬
‫األعضاء في األمم املتحدة البالغ عددهم ‪ 193‬دولة‪ ،‬يتضمن التقرير مؤشر رئيس هو" مؤشر تنمية الحكومة اإللكترونية "‬
‫و أربعة أخرى فرعية تتمثل في " مؤشر البنية التحتية لالتصاالت"‪ "،‬مؤشر رأس املال البشري"‪ " ،‬مؤشر الخدمات‬
‫اإللكترونية "و "مؤشر املشاركة اإللكترونية ‪( ".‬هدار‪ ،2018 :‬ص‪)168‬‬
‫‪ -1‬مؤشر البنية التحتية لالتصاالت السلكية والالسلكية‪:‬‬
‫قد ترتبط الفجوة الرقمية ويتأثر مؤشر تنمية الحكومة اإللكترونية بمستوى توفر البنية التحتية لالتصاالت من‬
‫اشتراكات اتصال األنترنت عريض النطاق الثابت السلكي‪ ،‬اشتراكات اتصال األنترنت عريض النطاق الالسلكي للحواسيب‬
‫والهواتف الذكية‪ ،‬اشتراكات الهواتف الثابتة والهاتف النقال الخلوي وغيرها‪.‬‬
‫وعموما‪ ،‬بلغ مجموع ما توفره الجزائر من البنية التحتية لالتصاالت السلكية والالسلكية ملواطنيها حسب تقرير ‪2016‬‬
‫لألمم املتحدة لجاهزية الحكومة اإللكترونية ما مقداره ‪ 0,1934‬من ‪1.‬و هذا ما يوضحه الجدول التالي‬
‫الجدول ‪ :1‬مستوى البنية التحتية لالتصاالت السلكية والالسلكية في الجزائر وفق تقريراألمم املتحدة‬
‫لجاهزية الحكومة اإللكترونية لسنة ‪2016‬‬

‫‪439‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫‪Source: Report of UN-E-government survey 2016, United Nations, op cit, p.182.‬‬


‫نالحظ أن قيمة مؤشر البنية التحتية لالتصاالت السلكية والالسلكية في الجزائر تبدو ضعيفة جدا‪ ،‬حيث تشير‬
‫معاينة كل من مؤشرات االتصاالت الفردية التي تدخل في حساب املؤشر الفرعي لالتصاالت إلى أن هناك انخفاضا حادا في‬
‫عدد اشتراكات الهاتف الثابت لكل ‪ 100‬فرد واشتراكات الهاتف النقال الخلوي لكل ‪ 100‬فرد واشتراكات اتصال األنترنت‬
‫عريض النطاق الثابت والالسلكي لكل ‪ 100‬فرد‪ ،‬األمر الذي أثر سلبا على قيمة هذا املؤشر في الجزائر‪ ،‬مما جعله يشكل‬
‫أهم معوقات تطبيق اإلدارة اإللكترونية فيها‪.‬‬
‫‪ -2‬مؤشر رأس املال البشري‪:‬‬
‫تشير اإلحصائيات إلى أن أكثر من ‪ %80‬حسب تقرير التنمية البشرية لسنة ‪ 2014‬من الجزائريين البالغين ملمون‬
‫بالكتابة والقراءة بمفهومها التقليدي ‪.‬كما تؤثر قدرة الفرد في استخدام اللغة على قدرته في االستفادة من مضمون‬
‫الخدمات اإللكترونية املتوفرة‪ ،‬وحسب تقرير الكفاءة في اللغة اإلنجليزية لسنة ‪ ،2016‬فإن الجزائر احتلت املرتبة ‪ 67‬من‬
‫بين ‪ 72‬دولة تستخدم اإلنجليزية‪ ،‬بمستوى كفاءة متدني جدا‪ ،‬كما أنه على الرغم من االستخدام الواسع للغة الفرنسية‬
‫يبقى التحكم بها واستخدامها متواضعا بالرغم من استخدام كل املواقع الحكومية اللغة الفرنسية كلغة أساسية مع نافذة‬
‫للغة العربية أحيانا ‪.‬في هذا اإلطار‪ ،‬بلغ مؤشر رأس مال البشري في الجزائر ‪ 0,6412‬من ‪ 1‬وهي قيمة مقبولة جدا‪.‬‬
‫‪ -3‬مؤشر تنمية الخدمة اإللكترونية‪:‬‬
‫يعتبر مؤشر الخدمة اإللكترونية مؤشرا مركبا لقياس استخدام تقنية املعلومات واالتصاالت من قبل الحكومات‬
‫لتقديم الخدمات العامة على املستوى الوطني ‪.‬حيث يتم تصنيف الدول على مقياس من ‪ 0‬إلى ‪ 1‬بنموذج عام متكون من‬
‫أربعة مراحل لتنمية الحكومة اإللكترونية‪ ،‬حيث تتوافق املرحلة األولى مع خدمات املعلومات الناشئة واملرحلة الثانية مع‬
‫املعلومات املحسنة واملرحلة الثالثة مع خدمات املعامالت واملرحلة الرابعة مع الخدمات املتصلة ‪.‬يتضمن مؤشر تنمية‬
‫الخدمة اإللكترونية مؤشرات فرعية لكيفية الوصول للخدمة وفرص االستفادة منها‪ ،‬والخدمات املتوفرة‪.‬‬
‫بهذه املؤشرات مجتمعة احتلت الجزائر املرتبة ‪ 150‬من أصل ‪ 193‬دولة في مؤشر تنمية الحكومة اإللكترونية حسب‬
‫تقرير األمم املتحدة للجاهزية للحكومة اإللكترونية سنة ‪ 2016‬ب ‪ 0,2999‬من‪ ، 1‬وهي قيمة ضعيفة تدل على مدى تأخر‬
‫الجزائر في تطبيق مشروع الحكومة اإللكترونية ‪.‬وهذا ما يوضحه الجدول التالي‪.‬‬
‫الجدول ‪ :2‬ترتيب الجزائر وفق مؤشرات الجاهزية للحكومة اإللكترونية حسب تقرير األمم املتحدة للجاهزية‬
‫للحكومة اإللكترونية لسنة‪2016‬‬
‫الحكومة اإللكترونية تنمية‬ ‫الدولة‬ ‫التصنيف‬
‫‪0,2999‬‬ ‫الجزائر‬ ‫‪150‬‬

‫‪Recourse: Report of UN-E-government survey 2016, United Nations, op cit, p.147.‬‬

‫‪440‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫الجدول ‪ :3‬تطور جاهزية الحكومة اإللكترونية في الجزائر حسب تقارير األمم املتحدة لجاهزية الحكومة‬
‫اإللكترونية لسنوات ‪،2016،2014 ،2012 ،2010 ،2008‬‬

‫‪Resource: Report of UN-E-government survey 2008, 2010,2012,2014,2016, United Nations.‬‬


‫نالحظ من خالل الجدول أعاله‪ ،‬أن قيمة مؤشر تنمية الحكومة اإللكترونية لسنة ‪ ،(0,2999) 2016‬تراجعت مقارنة‬
‫بقيمة نفس املؤشر لسنوات ‪(0,3515 ) ،(0,3181) (0,3608) (0,3106) ،2008 2010 ،2012، 2014‬على التوالي‪ ،‬وهذا‬
‫بعد أن حقق تحسنا في سنوات ‪ ، 2012، 2010 ،2008‬كما نالحظ أن سنة ‪ 2012‬كانت االستثناء مسجلة أكبر قيمة لهذا‬
‫املؤشر‪.0.3608‬‬
‫مقارنة بباقي السنوات أي سنة قبل انقضاء املدة املحددة إلتمام مشروع الجزائر اإللكترونية‪ ،‬في حين سجلت سنة‬
‫‪2016‬أقل قيمة ب ‪ 0.2999‬األمر الذي انعكس على مرتبة الجزائر العاملية في هذا املجال‪ ،‬حيث تذيلت الترتيب العاملي‬
‫متراجعة من املرتبة ‪ 136‬سنة ‪ 2014‬إلى املرتبة ‪ 150‬سنة ‪ 2016‬أي بأربع عشر مرتبة‪ ،‬إال أن قيمة هذا املؤشر فاقت‬
‫متوسط مؤشر تنمية الحكومة اإللكترونية إلفريقيا )‪ ،(0,2882‬وقلت عن متوسط مؤشر الحكومة اإللكترونية للعالم‬
‫)‪ (0,4922‬وللدول ذات الدخل املتوسط ‪ (0,4964).‬مما يعني أن برامج وإجراءات تنمية مؤشر الحكومة اإللكترونية في‬
‫الجزائر لم تعرف تحسنا دائما ومستداما وبمعدالت مرتفعة وإنما ظلت متأرجحة بين االرتفاع واالنخفاض على مدى فترة‬
‫‪.2016-2008‬‬
‫فيما يتعلق بمؤشر البنية التحتية األساسية لالتصاالت السلكية الالسلكية‪ ،‬نالحظ من خالل الجدول أن قيمة هذا‬
‫املؤشر بعد أن عرفت تحسنا وارتفاعا من ‪ 0,1230‬سنة ‪ 2008‬إلى ‪ 0,1989‬سنة ‪ ،2014‬تراجعت إلى ‪ 0,1934‬سنة ‪2016‬‬
‫حيث تفوق هذه قيمة متوسط مؤشر البنية التحتية لالتصاالت إلفريقيا‪ ، 0,1724‬إال أنها تعتبر أقل بكثير من متوسط‬
‫مؤشر البنية التحتية لالتصاالت ‪.‬للعالم‪ ، 0,3711‬وكذلك مؤشر الدول ذات الدخل املتوسط الذي بلغ ‪.0,3734‬‬
‫أما مؤشر رأس املال البشري‪ ،‬نالحظ من خالل الجدول أن هناك تذبذبا في قيمه بين االرتفاع واالنخفاض حيث تراجع‬
‫من ‪ 0,7114‬سنة ‪ 2008‬إلى ‪ 0,6543‬سنة ‪ 2014‬لتنخفض‪ ،‬أكثر إلى ‪ 0,6412‬سنة ‪ ،2016‬إال أنه يفوق متوسط مؤشر رأس‬

‫‪441‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫املال البشري اإلفريقي ‪ 0,4355‬ويعتبر أقل من متوسط مؤشر رأس املال البشري للعالم ‪ ،0,6433‬وكذلك مؤشر الدول‬
‫ذات الدخل املتوسط الذي بلغ‪. 0,7061‬‬
‫أما مؤشر محتوى الخدمة اإللكترونية‪ ،‬فإننا نالحظ من خالل الجدول أن هناك تراجعا وانخفاضا في قيمه منذ سنة‬
‫‪2012‬إلى غاية سنة ‪ 2016‬من ‪ 0,2549‬سنة‪ 0,0787 ، 2012‬سنة‪ ، 2014‬إلى ‪ 0,0652‬سنة ‪. 2016‬‬
‫من خالل تتبع تطور الجاهزية اإللكترونية للحكومة اإللكترونية في الجزائر ومدى تأثير ذلك على تطور الخدمات‬
‫واملشاركة اإللكترونية من سنة ‪ 2008‬إلى‪ ، 2016‬يتضح أن مستوى تحسن األداء التكنولوجي للجزائر محدود جدا‪ ،‬حيث‬
‫مازالت بعيدة كل البعد عن املستوى العاملي في هذا املجال‪ ،‬مما جعلها تعاني تأخرا كبيرا في تطبيق النمط اإلداري‬
‫اإللكتروني‪ ،‬وذلك لعدة أسباب أثرت على درجة تبني القطاعات الحكومية للبرامج والتطبيقات اإللكترونية ‪.‬إذ تصنف‬
‫الجزائر في مراتب متأخرة في الترتيب العاملي واإلفريقي للحكومة اإللكترونية‪ ،‬ليكشف هذا التصنيف أن الفجوة الرقمية‬
‫والتكنولوجية تزيد سنة بعد سنة وأن القابلية للتحول اإللكتروني واالستجابة للتطورات التكنولوجية تتراجع بشكل كبير‬
‫سنة بعد سنة‪ ،‬وبالتالي فهي في تراجع مستمر وذلك طبيعي في مجال تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت‪ ،‬ألن الذي ال يواكب‬
‫التطور التكنولوجي املتسارع جدا واملتجدد باستمرار فإنه سيتراجع إلى الخلف ‪.‬مما جعل الهوة كبيرة بين األهداف التي‬
‫تطمح الجزائر إليها وتراهن على مشروع الجزائر اإللكترونية لتحقيقها وبين الواقع املتردي الذي يؤكد محدودية الجاهزية‬
‫اإللكترونية خاصة في ظل ضعف البنية التحتية لالتصاالت السلكية والالسلكية‬
‫رابعا‪ :‬البيروقراطية اإللكترونية في ظل التكنولوجيا الرقمية وإصالح اإلدارة العامة‪.‬‬
‫‪ .1‬البيروقراطية اإللكترونية كأحد اهم عقبات تطبيق اإلدارة االلكترونية في الجزائر‬
‫ان اهم العقبات والتحديات اإلدارية التي تواجهها اإلدارة االلكترونية في الجزائر تتمثل في استخدام األساليب‬
‫التقليدية كاألساليب البيروقراطية نموذجا للعمل بها وهذه األساليب التي ال تناسب متطلبات اإلدارة االلكترونية وذلك‬
‫على الرغم من أن نقص املنظمات أعادة هيكلة نفسها بطرق مبتكرة لتتماش ى مع التطورات في العصر الرقمي إال أن الغالبة‬
‫العظمى مازالت تعتمد على الهياكل الهرمية التقليدية التي تقف عقبة في تطبيق التقنيات الحديثة واالستفادة من معطياتها‬
‫في تطوير منظمتها فهناك عدة معوقات جديدة قد تعرقل التحول اإلدارة االلكترونية ومن أهمها ضعف الوعي االجتماعي‬
‫ونقص التمويل والكفاءات البشرية ملعلومات وتختلف التشريعات‪ ،‬فان إدراك مثل هذه املعوقات يساعد على تشخيصها‬
‫وتقويمها وتعديد سبل مواجهتها وعالجها‪( .‬بلجيلح‪ ،2013 :‬ص‪)101‬‬
‫تشكل البيروقراطية واإلجراءات الروتينية لدى عدد كبير من املنظمات عائق رئيس ي عند تطبيق مفهوم اإلدارة‬
‫االلكترونية منهج إداري حديث على تبسيط اإلجراءات وكافة املعلومات اإلدارية‪ ،‬والعمل على أساس الثقافية واملساواة‪.‬‬
‫فعلى املنظمات العامة أن تعد نفسها لتستفيد من الفرص التي من املمكن إدراك التأثير الكامل لهذه التكنولوجيا وبالتالي‬
‫رفع مستوى الكفاءة وتحسين اإلنتاجية‪( .‬غنيم‪ ،2004 :‬ص‪)207‬‬
‫فالجزائر تعاني من أكبر تحدي وهو غياب اإلرادة السياسية الدالة لهذا التوجه والراغبة لتحسين اعتباراتها وبرامج‬
‫قطاعية تحمل في ماهيتها أسس التحول الناجح ومعوقات وإضفاء طابع الرشد على اإلدارة العامة نتيجة التحول نحو‬
‫نموذج الخدمة العامة االلكترونية‪.‬‬
‫إذ أن الدعم أو سمات القيادة هي حجر األساس لنجاح تطبيق اإلدارة العامة االلكترونية حيث أن تلك القيادة‬
‫السياسية هي املسئولة عن إطالق املبادرة ووضع األولويات وقيادة الجمهور للوصول إلى مرحلة االكتمال والبناء الحقيقي‬
‫للتحول االلكتروني في اإلدارة املحلية فمن أسباب فشل مشروع الجزائر االلكترونية افتقاره لصياغة منظور استراتيجي‬
‫وطني يرتكز على رؤية واضحة تشمل النوعية املطلوبة للعمل الحكومي وهو ما يدعم إيجاد املعايير املوحدة التي تضبط‬
‫آلية العملية ومنهجية التنفيذ ‪.‬فالتحديد الدقيق لوجود إرادة سياسية تؤدي دورا بارزا في التحول للخدمة العامة‬

‫‪442‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫االلكترونية‪ ،‬إنما بحاجة إلى تحديد مدى قدرات هذه القيادة في تحويل املوارد املادية والقدرات البشرية واملخصصات‬
‫املالية إلى واقع ملموس دون إهمال الرعاية واملتابعة الدورية للكشف عن العجز املسجل في استراتيجية التحول إضافة‬
‫أنها توفر الرغبة السياسية لكفل أن يتم التغيير ملا يتوافق واإلمكانيات املتاحة خاصة في ظل املحدودية املسجلة في الجزائر‬
‫والتي تشمل كل متطلبات التحضير‪.‬‬
‫‪ .2‬عقبات تطبيق اإلدارة االلكترونية في الجزائر و آفاق ترشيد اإلدارة العامة‪.‬‬
‫تعتبر التنمية االلكترونية احد املوارد األساسية للمنظمات تساهم مع طبيعة العصر الحالي إلى أن الدول العربية‬
‫والجزائرية تواجهها مجموعة من القيود واملعوقات التي تعرقل عملية التحول لإلدارة االلكترونية واالستثمار الفعال لتبعية‬
‫الحديثة حيث أن كثيرا من اإلدارات تعاني من العديد من السلبيات والتي تتمثل في كثرة اإلجراءات الروتينية وضعف‬
‫التنسيق بين الوحدات اإلدارية وعدم مواكبة املستجدات الطارئة في مجال التقنية إذ على الدول النامية أن تتبنى أسلوبا‬
‫جديدا للتفكير والقيادة ولضمان الوصول باإلدارة إلى كل إمكانياتها باعتبارها دول تواجه تحديات كبيرة‬
‫تحول دون االستفادة منها‪ ،‬والجزائر من بين هذه الدول‪ .‬وهناك مجموعة من العقبات التقنية التي حالت دون تطبيق‬
‫اإلدارة االلكترونية الجزائرية‪ ،‬فضعف البنية التحتية لنظم املعلومات واالتصاالت وضعف كفاءته التشغيلية من أهم‬
‫املعوقات التي تواجه تحول املنظمات الجزائرية نحو البيئة االلكترونية باإلضافة إلى معوقات تقنية أخرى تتمثل في ‪:‬‬
‫* عدم وجود بنية تحتية متكاملة على مستوى الدولة مما يعرقل تطبيق اإلدارة االلكترونية في مؤسساتها‪.‬‬
‫* اختالف القياس واملواصفات باألجهزة املستخدمة داخل املكتب الواحد مما يشكل صعوبة في الربط بينها‪.‬‬
‫* عدم وجود وعي حاسوبي ومعلوماتي عند بعض اإلداريين‪.‬‬
‫* كذلك قلة استعمال االنترنت في الجزائر بصفة خاصة والبلدان العربية بصفة عامة ويعود ذلك إلى أسباب عديدة منها‪:‬‬
‫▪ هدم انجاز البنى التحتية والشبكات املطلوبة لالتصاالت‪.‬‬
‫▪ قلة الوعي بما توفره الشبكة من فرص معرفية وبحثية واستثمارية‪.‬‬
‫▪ محدودية انتشار واستخدام أجهزة الحواسب في املجاالت الحياتية املختلفة‪.‬‬
‫▪ ارتفاع كلف االشتراك أحيانا‪.‬‬
‫▪ معوق اللغة‪ ،‬خاصة وأن معظم املوارد واملعلومات املوجودة على الشبكة هي باللغة االنجليزية بمقابل ذلك قلة املواقع‬
‫العربية املتوفرة فيها‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ما سبق‪ ،‬فإن املخاطر التي تواجه خصوصية البيانات الخاصة باألفراد في كافة التعامالت اإللكترونية آمنة‬
‫فكآلية تتخطى عقبات التحول للوصول إلى تطبيقات ناجحة لإلدارة االلكترونية في الجزائر ويرتكز باألساس على عامل‬
‫اإلرادة السياسية الداعمة لهذا التوجه‪ ،‬والراغبة لحسن اختيار برامج قطاعية تحمل في مضامينها أسس التحول الناجح‬
‫ومقوماته وإضفاء طابع الترشيد على الخدمات العمومية كنتيجة للتحول نحو نموذج اإلدارة العامة االلكترونية‪.‬‬
‫‪ .3‬البيروقراطية اإللكترونية في ظل التكنولوجيا الرقمية وإصالح اإلدارة العامة‪.‬‬
‫يظهر أن التكنولوجيا الرقمية يمكن أن تؤدي إلى تحسين قدرات القطاع العام ومسائلته في بيئة تضعف فيها اإلدارة‬
‫الرشيدة‪ .‬حتى تستطيع هذه التكنولوجيا الرقمية التي تتراجع كلفتها باطراد وتزداد انتشارا كون ان عدد مستخدمي الهاتف‬
‫املحمول في العالم حاليا يبلغ نحو ‪ 4.7‬مليار مستخدم وهذا ما يجعل تحرك البوصلة نحو اإلدارة الرشيدة وأن تخضع‬
‫املسؤولين البيروقراطيين للمزيد من املساءلة‬
‫هذا التغيير قابله الكثير من الصخب حول التأثير الثوري واملعطل للتكنولوجيا الجديدة الذي يواجه تطبيق‬
‫التكنولوجيا في الحكومة صعوبات وإحباطات‪ ،‬علما ان العديد من قيادات فرق البنك الدولي التي عملت بمشاريع معقدة‬

‫‪443‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫إلدارة نظم املعلومات‪ .‬فإن التكنولوجيا الرقمية يمكنها بالفعل أن تحسن اإلدارة الرشيدة بدرجة كبيرة وسريعة نسبيا‪.‬‬
‫(الزاهد‪ ،2017 :‬ص‪)01‬‬
‫لقد‬ ‫أوال‪ ،‬التكنولوجيا الرقمية يمكنها أن تساعد في الحد من تغيب مقدمي الخدمة من خالل تحسين الرقابة ‪.‬‬
‫رأينا بعض الحاالت التي كثيرا ما يتغيب فيها املدرسون واألطباء واملمرضات عن املدارس والعيادات في البلدان الفقيرة‪،‬‬
‫ويعود ذلك في جانب منه إلى صعوبة الرقابة على الحضور‪ ،‬السيما في املناطق الريفية‪ .‬كما أن املشرفين أنفسهم يمكن أن‬
‫يتغيبوا عن وظائفهم أو يتواطؤوا مع من يفترض أنهم يراقبونهم‪ .‬الهواتف املحمولة يمكن أن تخفف من هاتين املشكلتين‬
‫بالرقابة التقليدية ألنها توفر معلومات عن الحضور يصعب التالعب فيها نسبيا‪ ،‬وتساعد على جمع املعلومات من املوقع‬
‫ومشاهدتها على الفور‪ .‬ويبين التقييم الذي أجري آلثار ذلك في الهند وباكستان وأوغندا نجاح الرقابة عبر الهاتف املحمول‪،‬‬
‫حيث أدت إلى انخفاض معدالت التغيب من قبل مقدمي الخدمات الحكومية بنحو ‪%.25‬‬
‫ثانيا‪ ،‬يمكن للحكومة اإللكترونية زيادة قدرة املالية العامة للدولة‪ ،‬والحد من التسربات في اإلنفاق‪ ،‬وتحسين‬
‫الشفافية‪ ،‬من خالل ميكنة املهام وعدم ترك تقدير األمور ألهواء املسؤولين الحكوميين‪ .‬فقد أدى إدخال نظام التسجيل‬
‫والتحقق وأنظمة الدفع اإللكترونية في الخطة الوطنية لضمان العمل باملناطق الريفية"‪ ،‬وهي أكبر برنامج للعمالة في‬
‫العالم‪ ،‬إلى الحد من إساءة تخصيص األموال بنسبة ‪ .%35‬كما أدى طرح املناقصات إلكترونيا إلى زيادة التنافس في التوريد‬
‫وتحسين جودة الطرق في الهند وإندونيسيا‪ .‬وخفض اإلفصاح الضريبي ودفع الضرائب عبر اإلنترنت من تكلفة االمتثال‬
‫الضريبي بنسبة ‪ ،%16‬وفقا ملا كشفت عنه القياسات عند حلول موعد إعداد ودفع الضرائب في عينة كبيرة من البلدان‪.‬‬
‫ثالثا‪ ،‬تعمل ميكنة العمليات بشكل جيد خاصة عندما تقترن بآليات للتقييم من قبل املستخدم الرقمي‪ ،‬وتنشط مراكز‬
‫الخدمة اإللكترونية من ّ‬
‫مجمع واحد في عدد من البلدان‪ -‬مثل ألبانيا وأذربيجان والبرازيل والهند وكينيا‪ ،‬وذلك على سبيل‬
‫املثال ال الحصر‪ .‬وتساعد مراكز الخدمة املتكاملة هذه الشركات واملواطنين على الحصول على خدمات إدارية شتى (مثل‬
‫الترخيص والتسجيل) من منفذ واحد‪ .‬وتعتمد املراكز بكثافة على تكنولوجيا املعلومات‪ :‬لدراسة الطلبات‪ ،‬وتتبع خط‬
‫سيرها‪ ،‬وقياس درجة رضا العميل لتقييم أداء مقدمي الخدمة‪.‬‬
‫مع هذا‪ ،‬ففي كل هذه األمثلة‪ ،‬تتطلب التكنولوجيات الرقمية على األقل القليل من املكمالت املتماثلة – مديرين‬
‫متفانين ودعما سياسيا‪ -‬لكي تكون مؤثرة‪ .‬إذ ال تثمر الرقابة الرقمية على الغياب إال إذا كان هناك نوع من الثواب والعقاب‬
‫املرتبط بالحضور والغياب‪ .‬ففي أوغندا‪ ،‬تحتاج الرقابة إلى أن يصاحبها مكافآت للمدرسين على األداء‪ ،‬أما في الهند‬
‫وباكستان‪ ،‬فقد يفتر تأثير الرقابة أحيانا نتيجة إحجام السياسيين عن معاقبة املتغيبين عن تقديم الخدمة‪.‬‬
‫بدون قيادة سياسية قوية‪ ،‬فإن مشاريع األتمتة يمكن أن تفشل في ظل مقاومة البيروقراطيين وذوي املصالح الخاصة‬
‫لإلصالحات‪ .‬ولن تفيد آراء املستخدمين إال إذا كان هناك ما يحفز املواطنين على استخدام هذه القناة‪ ،‬وإذا تسنى تفعيل‬
‫هذه اآلراء من قبل مقدمي الخدمة‪ .‬على سبيل املثال‪ ،‬يهتم املواطنون على األرجح بسلع خاصة تتصل بهم مباشرة‪ ،‬كإمدادات‬
‫املياه للمنازل‪ ،‬أكثر من اهتمامهم بسلع عامة مثل الطرق والخدمات البلدية‪ .‬ومع هذا‪ ،‬فإن األدلة تظهر أن التكنولوجيا‬
‫الرقمية يمكن أنن ّتدعم السياسيين واملسؤولين املخلصين الذين يتواجدون حتى في أشد ظروف اإلدارة صعوبة‪ ،‬حيث‬
‫تمنحهم أداة للتجريب والتصدي للمشاكل وهو ما كان يبدو في وقت من األوقات أمرا مستعصيا على الحل‪ .‬ومن ثم‪ ،‬فإن‬
‫البيروقراطية اإللكترونية يمكن أن تكون نقطة انطالق إلصالح النظم البيروقراطية‪.‬‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫يتضح مما سبق أن عملية تعميم استخدام الوسائط العصرية والتكنولوجيات الحديثة كآلية فعالة في عمليات‬
‫التسيير اإلداري و تطوير البحث العلمي وتقديم الخدمات في املؤسسات الجامعية خاصة بعد تعميم عملية حوسبتها‬
‫ورقمنتها من خالل ربطها بشبكة األنترنت و ضمان تدفقها‪ ،‬أسهم في تسريع وتسهيل عملية إيصال املعلومات والخدمات‬

‫‪444‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫الجامعية بشقيها اإلدارية والتعليمية لكل من له عالقة بالجامعة‪ ،‬كما وفر وسيلة اتصال دائمة و مضمونة بين األستاذ‬
‫والطالب واإلدارة تسمح لهم باالستفادة من هذه الخدمات املتاحة بطريقة إلكترونية‪ ،‬العملية التي حققت نتائج مرضية و‬
‫أعطت حيوية و ديناميكية كبيرة للخدمات االتصالية واملعلوماتية التي تقدمها الجامعات للمستفيدين خاصة من ناحية‬
‫الوقت والجهد‪ ،‬وأسهمت في القضاء نسبيا على مظاهر البيروقراطية والروتين‪ ،‬واألكثر من ذلك توفير وترشيد نفقات‬
‫القطاع بعد تجاوز النمط التقليدي في تقديم الخدمات ‪.‬إال أن العمليات والخدمات اإللكترونية التي تم تفعيلها على‬
‫مستوى قطاع التعليم العالي والبحث العلمي تعبر عن محاوالت جد محتشمة للتحول نحو إدارة إلكترونية حقيقية‪ ،‬خاصة‬
‫وأن الكثير منها لم يعمم على كامل التراب الوطني حيث طبقت من قبل اإلدارة املركزية وبعض الجامعات فقط في حين أن‬
‫عمليات توسيع تعميم استعمالها جارية بالنسبة لباقي املؤسسات الجامعية‪.‬‬
‫ان مظاهر البيروقراطية اإللكترونية السلبية‪ ،‬أدى إلى فقدان ثقة املواطنين فيها‪ ،‬مما يطرح ضرورة إحداث تغيير‬
‫جذري في نمطها اإلداري التقليدي وتطبيق النمط اإللكتروني الذي يعتمد على استخدام التكنولوجيات الحديثة التي من‬
‫شأنها أن تسهم في ارتقائها إلى إدارة أكثر كفاءة وشفافية‪ ،‬وتضمن سيرها بانتظام وفعالية سواء تعلق األمر بالتسيير الداخلي‬
‫لها أو في عالقتها مع املواطنين وقطاع األعمال‪.‬‬
‫ان البيروقراطية اإللكترونية تتجلى من خالل تسيير الخدمات العمومية بنظام بيروقراطي معقد فالنظام الذي تسير‬
‫عليه الجمعات املحلية واملؤسسات العمومية مسير بطريقة بيروقراطية‪ ،‬ويظهر ذلك جليا من خالل تعدد وتفرع مجاالت‬
‫نشاطاته وتشعبها‪ ،‬ووجود الحواجز اإلدارية والتقسيمات املختلفة التي تزيد من حدة املشاكل وتعرقل أداء الخدمة‬
‫العمومية‪ ،‬إضافة إلى وضع نظام الوظيفة العمومية وما ينجم عنه من أثار سلبية على أداء العون العمومي‪ ،‬الذي يعاني‬
‫من ثبات وروتينية مردوديته‪.‬‬
‫انتشار الفساد اإلداري والبيروقراطية بكل مظاهرها السلبية من رشوة‪ ،‬محسوبية ومحاباة‪ ،‬ناهيك عن تفش ي‬
‫الوساطة في أداء كافة املعامالت و الخدمات حتى البسيطة منها‪ ،‬و صعوبة القضاء عليها نتيجة تشعبها و تغلغلها على مدى‬
‫عقود في كل األجهزة و الهياكل اإلدارية‪ ،‬بسبب عدم تحويل جميع خدمات و معامالت املصلحة إلى النمط اإللكتروني‪ ،‬حيث‬
‫مازال الكثير منها يقدم بالطريقة التقليدية املباشرة‪ ،‬مما أدى إلى عدم تقليل االحتكاك املباشر بين املوظف واملواطن و لم‬
‫يقلل من املعوقات اإلدارية والتنظيمية التقليدية و لم يحد من تجاوزات املوظفين‪.‬‬
‫نتائج البحث‪:‬‬
‫▪ ان انتشار ظاهرة البيروقراطية على جميع املستويات خاصة اإللكترونية منها‪ ،‬أصبحت عرفا من األعراف اإلدارية في‬
‫الجزائر‪ ،‬وهو ما نتج عنه الشلل التام لهذه األخيرة وتردي مردوديتها من الخدمات‪ ،‬إضافة إلى شبح الرشوة‬
‫واملحسوبية‪ ،‬وهي مظاهر أصبحت مرادفة للعمل اإلداري في الجزائر ‪ .‬ولعل السبب يرجع إلى غياب ثقافة تمييز‬
‫املصلحة العامة عن املصالح الذاتية والشخصية وعدم التزام املوظف العام أو املنتخب بقواعد النزاهة والحياد‬
‫واملوضوعية في عالقته مع املواطنين‪ ،‬مما يجعله يتعسف في استعمال السلطة‪ ،‬حيث تشهد بعض اإلدارات واملرافق‬
‫العمومية تعسف املسؤولين سواء املنتخبين أو املعينين في استعمال السلطة التي خولهم إياه القانون لخدمة املصلحة‬
‫العامة‪ ،‬وهذا التعسف قد يكون وراءه تحقيق أهداف املعني باألمر أو لغيره ‪.‬‬
‫▪ بدون قيادة سياسية قوية‪ ،‬فإن ترشيد الخدمة العمومية في الجزائر يمكن أن يفشل في ظل مقاومة البيروقراطيين‬
‫وذوي املصالح الخاصة لإلصالحات‪ ،‬ولن تفيد آراء الهيئات املختصة بتفعيل دور االدارة االلكترونية إال إذا كان هناك‬
‫ما يحفز الهيئات املقدمة للخدمة العمومية في الجزائر على استخدام االدارة االلكترونية‪ ،‬وإذا تسنى تفعيل هذه اآلراء‬
‫من قبل مقدمي الخدمة فإن األدلة تظهر أن التكنولوجيا الرقمية يمكن أن ّتدعم السياسيين واملسؤولين املخلصين‬
‫في الجزائر الذين يتواجدون حتى في أشد ظروف اإلدارة صعوبة‪ ،‬حيث تمنحهم أداة للتجريب والتصدي للمشاكل وهو‬

‫‪445‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫ما كان يبدو في وقت من األوقات أمرا مستعصيا على الحل ومن ثم‪ ،‬فإن البيروقراطية اإللكترونية في الجزائر يمكن أن‬
‫تكون نقطة انطالق إلصالح النظم البيروقراطية‪.‬‬
‫▪ عدم اقتناع القيادات اإلدارية بفكر وبفلسفة اإلدارة االلكترونية وعدم قدرتها على التخلي عن نمط اإلدارة‬
‫البيروقراطية املتعارف عليه‪ ،‬ألن حركتها في مجال اإلدارة العامة مقيدة نظرا ملسؤولياتها عن قراراتها أمام السلطات‬
‫الوصية والرأي العام‪ ،‬وهو ما قد يؤدي إلى وجود مقاومة من جانب العاملين لألفكار واملمارسات اإلدارية االلكترونية‬
‫الجديدة فكما يقال" ‪:‬محاولة تطبيق أفكار جديدة بواسطة رجال يعتنقون أفكارا قديمة هي مضيعة للجهد والوقت"‪،‬‬
‫فبعض املسؤولين يعتبرون أن املعلومات أداة فعالة للسلطة‪ ،‬وبالتالي فأي تفريط فيها عن طريق إتاحتها عبر تقنيات‬
‫اإلدارة االلكترونية هو تفريط في أهم أدوات نفوذهم ومكانتهم داخل الهيكل اإلداري الذي يشتغلون فيه‪ ،‬و بالتالي‬
‫فإن عدم القدرة على مواكبة التطوير ّيولد رغبة في التخلي عنه أو التخفيف من حدته أو حتى إفراغه من محتواه‪،‬‬
‫فالنفس تميل إلى ما تألفه‪.‬‬
‫▪ وفق التقارير الدولية و املؤشرات فان الجزائر مازالت مبتدئة و في خطواتها األولى في املجال اإللكتروني مما جعل‬
‫تطبيقات اإلدارة اإللكترونية فيها متدنية بالنظر إلى العديد من املؤشرات واملظاهر السلبية‪ ،‬إال أنه ال يمكن في املقابل‬
‫إهمال النتائج اإليجابية وامللموسة املحققة والتي عكسها تجسيد خطوات قاعدية جد مهمة مثلت املالمح األولية‬
‫لإلدارة اإللكترونية في الكثير من املؤسسات العمومية و التي أعطتها حيوية و ديناميكية كبيرة‪ ،‬وساهمت في تحسين‬
‫مستوى و طريقة تقديم بعض الخدمات مقارنة بالسنوات املاضية‪ ،‬إال أنها نتائج جد محتشمة ومتواضعة و غير كافية‬
‫مقارنة بضخامة محاور و أهداف مشروع الجزائر اإللكتروني‪ ،‬و هذا بسبب ضعف مؤشرات الجاهزية اإللكترونية‪،‬‬
‫في ظل ضعف البنية التحتية لالتصاالت وعدم قدرتها على استيعاب املشروع بكل متطلباته‪.‬‬
‫التوصيات‪:‬‬
‫▪ شمولية الوصول إلى الخدمات اإللكترونية الحكومية من خالل قنوات متعددة مثل شبكة األنترنت‪ ،‬وشبكة البنوك‪،‬‬
‫والهاتف وغيرها‪ ،‬وليس فقط بالقناة التقليدية بالحضور لألجهزة الحكومية ‪ .‬وذلك ألن االستخدام العالي للتكنولوجيا في‬
‫أداء وتسليم الخدمات يحقق درجة أكبر من الراحة واملالءمة مقارنة بأدائها وتسليمها وجها لوجه أو باالتصال املباشر ‪.‬‬
‫▪ التخفيف من وتيرة معاناة املواطنين من سوء اإلدارة والخدمات في مرافق الجهاز الحكومي‪ ،‬من خالل إيجاد إدارة متطورة‬
‫تتميز بطابع التفكير والبحث واالبتكار واالعتماد على عمليات التخطيط والتنسيق‪ ،‬والعمل بروح الفريق‪ ،‬واإلنتاجية‬
‫والشفافية والخدمة املستمرة والجيدة للمواطن ‪.‬‬
‫▪ تخفيف حدة املشكالت الناجمة عن تعامل طالب الخدمة مع موظف محدود الخبرة أو غير ماهر في التعامل‪.‬‬
‫▪ يساعد تعميم الوسائل التكنولوجية الحديثة في تعزيز ربط فروع اإلدارة املحلية املتعددة ونشر اجتماعات املجالس‬
‫املحلية على شبكة األنترنت‪ ،‬والتمكين من التفاعل بين مستويات اإلدارة املحلية على نطاق واسع في إطار من املشاركة‬
‫والتعاون القائم على املبادرة لحل املشاكل‪ ،‬عوضا من التفاعل املحدود وفقا للعالقات الرسمية التي تحكمها القواعد‬
‫واإلجراءات التي تميز اإلدارة التقليدية‪.‬‬
‫قائمة املراجع‪:‬‬
‫• أسامة أحمد املناعسة وجالل محمد الزعبي (‪ :)2013‬الحكومة اإللكترونية ‪:‬بين النظرية والتطبيق‪ ،‬عمان ‪:‬دار الثقافة‬
‫للنشر والتوزيع‪.‬‬

‫‪446‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫العلمي االفتراض ي‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد (الجزء األول)‬ ‫‪2022‬‬

‫• الزاهد حسنين (‪ :)2017‬البيروقراطية اإللكترونية‪ :‬هل تستطيع التكنولوجيا الرقمية أن تحفز على إصالح اإلدارة‬
‫العامة؟‪ ،‬مدونات البنك الدولي‪https://blogs.worldbank.org/ar/voices/governance/e-bureaucracy-can-،‬‬
‫‪digital-technologies-spur-public-administration-reform‬‬
‫• بلجيلح شهيناز (‪ :)2013‬اإلدارة اإللكترونية وترشيد اإلدارة العامة ‪-‬التجربة الجزائرية‪ ،-‬مذكرة املاستر في العلوم‬
‫السياسية والعالقات الدولية تخصص إدارة وحكامة محلية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة املسيلة‪.‬‬
‫• حمد بن محمد العجمي (‪ :)2016‬تطبيقات البرامج اإللكترونية وعالقتها بجودة الخدمة الرياض ‪:‬دار الكتاب الجامعي‬
‫للنشر التوزيع‪.‬‬
‫• رانيا هدار (‪ :)2018‬دور اإلدارة اإللكترونية في ترشيد الخدمة العمومية في الجزائر"‪ ،‬أطروحة دكتوراه في اإلدارة العامة‬
‫والتنمية املحلية‪ ،‬جامعة باتنة ‪ ،-01-‬الجزائر‪.‬‬
‫• عادل حرحوش املفرجي وآخرون (‪ :)2007‬اإلدارة اإللكترونية ‪:‬مرتكزات فكرية ومتطلبات تأسيس عملية‪ ،‬القاهرة ‪:‬‬
‫املنظمة ‪.‬العربية للتنمية اإلدارية‪.‬‬
‫• عبد الحميد عبد الفتاح املغربي (‪ :)2006‬اإلدارة األصول العلمية والتوجهات املستقبلية املكتبة العصرية للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬املنصورة‪.‬‬
‫• عبد الفتاح بيومي حجازي (‪ :)2008‬الحكومة اإللكترونية ‪:‬بين الواقع والطموح" دراسة متأصلة في شأن اإلدارة‬
‫اإللكترونية ‪:‬التنظيم‪ .-‬البناء ‪-‬األهداف ‪-‬املعوقات ‪-‬الحلول‪" ،‬اإلسكندرية ‪:‬دار الفكر الجامعي‪.‬‬
‫• عبد هللا حسن مسلم (‪ :)2014‬إدارة املعرفة وتكنولوجيا املعلومات‪ ،‬األردن ‪:‬دار املعتز للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫• عالء عبد الرزاق الساملي (‪ :)2008‬اإلدارة االلكترونية‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬األردن‪.‬‬
‫• عمار بوحوش (‪ :)2006‬نظريات اإلدارة الحديثة في القرن الواحد والعشرين‪ ،‬بيروت ‪:‬دار الغرب اإلسالمي‬
‫• فريد كورتل وأسيا تيش سليمان (‪ :)2015‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬عمان‪ ،‬زمزم ناشرون وموزعون‪.‬‬
‫• غنيم محمد احمد (‪ :)2004‬اإلدارة االلكترونية‪ ،‬آفاق الحاضر وتطلعات املستقبل‪ ،‬املكتبة العصرية‬
‫• محمد الصيرفي (‪ :)2009‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‬
‫• محمد سمير احمد (‪ :)2005‬اإلدارة االلكترونية‪ ،‬دار املسيرة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫• نورة بنت ناصر الهزاني (‪ :)2008‬الخدمات اإللكترونية في األجهزة الحكومية‪ ،‬الرياض ‪:‬مكتبة امللك فهد الوطنية‪،‬‬
‫• يوسف أزروال (‪ :)2016‬الحكم الراشد في الجزائر ‪:‬األسس النظرية وأدوات التجسيد‪ ،‬اإلسكندرية ‪:‬مكتبة الوفاء‬
‫القانونية‪.‬‬
‫• يوسف زدام (‪ :)2014‬أثر الجهود النظرية في تحسين الخدمة العمومية– قراءة في حدود التفعيل في الجزائر‪ ،‬يوم‬
‫دراس ي حول ‪:‬اإلصالحات اإلدارية في الجزائر بين الواقع واملأمول"‪ ،‬جامعة باتنة‪ ،‬الجزائر‪ 10 ،‬ديسمبر ‪. 2014.‬‬
‫‪• World Bank،"A definition of E- Government، JULLY 13, 2015), Available on, www.world bank.org/‬‬
‫‪Public secter/ egov/egovstudies.htm.access.‬‬

‫‪447‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫الـمؤتمـر الـدَّولـي العلمي االفتراضي بعنوان‪:‬‬
‫البيروقراطية اإللكترونية بين المرونة والتعقيد‬
‫‪Electronic bureaucracy between flexibility and complexity‬‬

‫رئيس املركزالديمقراطي العربي‪ :‬أ‪ .‬عمارشرعان‬


‫مديرالنشر‪ :‬د‪ .‬أحمد بوهكو‬

‫رقم تسجيل الكتاب‬


‫‪VR .3383-6621 B‬‬
‫جوان ‪2022‬‬

You might also like