Professional Documents
Culture Documents
Financial Analysis and Financial Ratios
Financial Analysis and Financial Ratios
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ومنذ ذلك الحين ازداد استخدام القوائم المالية كمستندات أساسية عند دراسة وتقييم طمبات
االقتراض المقدمة إلى البنوك ،خاصة تمك البنوك الكبيرة ،ففي عام 5811أوصت جمعية رجال
المصارف بوالية نيويورك باستخدام صورة نمطية موحدة لطمبات االقتراض ،والتي تحتوي عمى
بيانات الميزانية العمومية .وفي عام 5811تم التوصية باستخدام ىذه البيانات لغراض
التحميل الشامل لوضع المؤسسة المقترضة ،وذلك بالشكل الذي يسمح بمعرفة نقاط القوة
والضعف في تمك البيانات ،و في عام 5819تم التوصية باعتماد القياس الكمي عن طريق
بعض النسب الكمية لمبيانات المقدمة من قبل المقترضين بيدف تحديد الجدارة اال ئتمانية
لمنشآتيم.
وظل العمل ىكذا يمشي عمى قدم وساق حتى فرضت أزمة الكساد العالمية ( 5811 - 5898
) ،بما أفرزتو من إفالس لمعديد من المؤسسات في بمدان العالم المختمفة ،إلى توجيو االىتمام
في التحميل المالي لممؤسسات إلى قضيتين أساسيتين:
الولى :ىي مستويات السيولة الخاصة بتمك المؤسسات ،حيث أسفرت النتائج البحثية أن
السبب في إعالن الغالبية العظمى من تمك المؤسسات إلفالسيا ىو مشكالت السيولة لدييا،
وعدم قدرتيا عمى سداد التزاماتيا المالية في تواريخ استحقاقيا المحددة.
الثانية :ىي ربحية تمك المؤسسات وقدراتيا التنافسية.
ومن ىنا فقد تنامى االىتمام وبشكل متزايد بقائمة الدخل حتى فاقت في أىميتيا أىمية
الميزانية العمومية ذاتيا .والجدير بالذكر آنذاك أن عمميات االستثمار أصبحت ىي الخرى
عامالً من عوامل تطور التحميل المالي لممنشآت ،فالتفكير في االستثمار يتطمب بدوره ضرورة
تكوين الرأي حول الوضاع المالية لممؤسسات ،وىو ما ال سبيل إلى الوصول إليو سوى
بتناول البيانات المالية التي توفرىا تمك المنشآت بالتحميل.
ولقد استخدم "لورنس تشمبرلين" في كتابو "مبادئ االستثمار في السندات" المنشور لول مرة
في عام 5855عدد من النسب المالية كان عمى رأسيا :نسبة التشغيل ( أو مصاريف
التشغيل /اإليرادات) ،ونسبة النقل ( أو مصاريف النقل /إيرادات التشغيل) .وكان من أىم
العوامل التي ساىمت في تطور عمميات التحميل المالي خالل فترة ما قبل الحرب العالمية
الثانية ىو ظيور الشركات المساىمة ونمو النظام الرأسمالي ،تطور بنوك العمال ،وتزايد
دورىا في تمويل النظمة االقتصادية ،باإلضافة إلى تطور ىيئات مراقبة أسواق المال.
وعقب الفترة التي تمت الحرب العالمية الثانية ،أظير رجال البنوك أو المصارف في فرنسا،
وىي الجيات المقرضة ،اىتماميم بضرورة تحديد المخاطر التي تتعرض ليا قروضيم أو
أنشطتيم اال ئتمانية ،ومن ثم ظيرت بعض النسب الخاصة بقياس المخاطر المالية .وبتطور
مؤسسات العمال ووسائل التمويل فييا ،ظير في فرنسا ولول مرة سنة 5811لجنة عمميات
البورصة والتي تمثل أحد أىدافيا في تأمين االختيار الجيد ،وتأمين النشطة المالية التي
تمارسيا المؤسسات الطالبة لمتمويل ،وقد صاحب ذلك تطور العديد من تقنيات التحميل المالي،
ومركزىا اال ئتمانية ،ومن بينيا :قدرات التمويل
والتي تسمح بتحديد الوضع المالي لممؤسسات ا
الذاتي ،نسبة القروض إلى حقوق الممكية ،ورأس المال العامل.
أما فترة السبعينات فقد تميزت بانخفاض أسعار أو معدالت الفائدة البنكية سواء الدائنة أو
المدينة ،ومن ثم تزايد معدالت النمو لمشركات أو المؤسسات المختمفة ،غير أن ذلك النمو قد
رافقو نمو أخر في مستويات المنافسة بين تمك الشركات ،المر الذي تطمب ضرورة إدخال
عنصر التضخم عند القيام بعمميات التحميل المالي ،كما تغيرت النظرة إلى المؤسسة فأصبح
ينظر إلييا عمى اعتبارىا مجموعة من الموارد واالستخدامات بدال من المفاىيم الساكنة
المتعمقة بالصول والخصوم ،ومن ثم فقد نظرت تقنيات التحميل المالي إلى الميزانية العمومية،
وقائمة الموارد واالستخدامات ،واحتياجات رأس المال العامل بعين االعتبار.
ثم جاءت فترت الثمانينات فشيدت بدايتيا تغي اًر ممحوظاً من حيث ارتفاع أسعار الفائدة
الحقيقية ،ومن ثم انخفاض معدالت نمو المنشآت أو المؤسسات ،وكان من المالحع في تمك
الفترة أيضا ىو التحول التدريجي من التمويل المباشر إلى صور أخرى من التمويل كالتمويل
اء كان عن طريق السيم أو السندات ،المر الذي أدى إلى
عن طريق السواق المالية سو ً
زيادة االىتمام بقوائم الدخل لمؤسسات العمال ،كأحد القوائم المساعدة في قياس ربحية
السيم وقيمتيا السوقية .وتميزت ىذه الفترة بظيور بعض المفاىيم المصاحبة ،وأىميا مفاىيم
فائض ونسب االستغالل ،الصول االقتصادية ،والربحية االقتصادية ،نقطة التعادل ،والرافعة
المالية.
وفي عام 5891صدر بيان عن مجمس المعايير المحاسبية المريكية FASBيمزم جميع
المؤسسات المريكية بإصدار قائمة التدفقات النقدية كواحدة من القوائم المالية الساسية ،ثم
بعد ذلك أكد عمييا مجمس المعايير المحاسبية الدولية عام ،5881ويكمن دور ىذه القائمة
في المساعدة في الحصول عمى المعمومات الالزمة لقياس قدرة المؤسسة عمى توليد النقدية
أو ما يعادليا ،وتقييم التغيرات التي تحدث في صافي أصوليا وىيكميا التمويمي ،ومستوى
سيولتيا ،ومالءتيا المالية.
وفي فترة التسعينات تم التركيز عمى االتفاقيات المحاسبية التي جعمت القيمة الحالية لمتدفقات
النقدية المستقبمية ىي أساس عممية التحميل المالي ،والتي عمى أثرىا تم تحميل كافة الق اررات
المالية عمى أساس القيمة .وقد ساىمت التطورات التكنولوجية المتسارعة في مجال الحاسب
اآللي إلى استخدام أدوات التحميل المالي التقميدية بسيولة ويسر ،حيث أصبح باإلمكان إجراء
الدراسات والتحميالت المالية ميما كانت معقدة بأقل جيد ووقت ممكنين ،بل وبدقة متناىية،
ولعل ىذا التطور التكنولوجي كان ىو السبب في إسناد الفضل في فكر المحفظة المالية
" "Modern Portfolio Theoryإلى صاحبيا وىو المفكر المالي الول "ىاري ماركويتز"
ليحوز عمى جائزة نوبل لعام 5881وذلك عن عمل قد قدمو في بداية الخمسينات ،وتحديداً
في عام ،5819وكأن اإلسيامة العممية لرجاحة عقل ىذا المفكر ظمت رىينة التقدم
التكنولوجي قرابة أربعون عاما ،ثم يأتي التاريخ ليثبت كيف لفكر ىذا الرجل أن يسبق فكر
عالم بأكممو طوال تمك المدة ،ليظل عممو ىو حجر الزاوية عند القيام بأي عممية تعظيم لعائد
المحفظة المالية "."Portfolio Optimization Theory
وان كان ىناك العديد من العوامل الخرى التي ساىمت أيضاً في زيادة أىمية عمميات التحميل
المالي لمقوائم المالية في المؤسسات المعاصرة ،والتي من أبرزىا " تطور أسواق المال ،وآليات
العمل ببورصات الوراق المالية ،تطور نظم المعمومات المالية ،الخصخصة واعادة ىيكمة
مؤسسات العمال سواء كان عن طريق التنازل أو عن طريق االندماج ،أو غيره ،تطور
تكنولوجيا اإلعالم واالتصال ،انتشار مفاىيم ومبادئ الحكومة ،باإلضافة إلى تبني المعايير
الدولية لممحاسبة ولممعمومات المالية IAS/IFRSمن قبل العديد من دول العالم" .وقد أدت
تمك العوامل مجتمعة إلى تطور عمميات التحميل المالي وتحوليا من مجرد تحميل ساكن ال
يغطي سوى فترًة مالية واحد ًة إلى تحميل ديناميكي يغطي عدد من السنوات المتعاقبة ال تقل في
تعدادىا عن ثالثة سنوات ،بالشكل الذي يمكن معو مقارنة نتائج السنوات المتتالية ومن ثم
الوقوف عمى مدى سير عمميات المنشأة ومدى تطور أداءىا خطوة بخطوة.
ق ارراتيم التسعيرية المناسبة لتمك السيم التي يتعاممون فييا بيعاً وشر ً
اء.
-أسيم تمك المنشآت التي يمكن االستثمار فييا ،أو التوصية بيا كفرص استثمار جيدة
يمكن استغالل ىا من قبل عمالءىم ودوييم.
المستثمرون الحاليون والمتوقعون:
إن ما ييم المستثمر بالدرجة الولى ،سواء كان مستثمر حالي أو مستثمر متوقع ىو التأكد
اء الحالي منيا كرأسمال ،أو المتوقع منيا في شكل أرباح
من صحة ق ارراتو وسالمة أموالو ،سو ً
المركز المالية لممؤسسات التي قرر
مستقبمية ،ومن ثم فإن جل اىتمامو ىو التأكد من سالمة ا
االستثمار فيو ،وقدراتيا عمى تحقيق الرباح المرتقبة في اآلجال المختمفة ،ونسب ما سيتم
توزيعو من تمك الرباح .فمكي يرضى ذلك المستثمر عن أرباح مؤسسة ما البد وأن يتأكد من
تماثل أرباحيا مع أرباح المؤسسات الخرى التي تعمل عند نفس المستوى من المخاطر .وىذا
كمو ما تحققو عمميات التحميل المالي.
العمالء:
إذ يمكن لمعميل أن يستفيد ىو الخر من نتائج التحميل المالي ،فمن خالل البيانات التي
ينشرىا كل من الموردين ،والمنافسين ،يمكن لمعميل معرفة ما إذا كانت الشروط التي يحصل
عمييا -خاصة فترة اال ئتمان -مماثمة لما تمنح لغيره أم ال ،وىل تتطابق تمك الفترة مع فترة
اال ئتمان التي يمنحيا ىو أيضاً لعمالئو أم ال .ولوال تمك النتائج التي توفرىا أو تسفر عنيا
عمميات التحميل المالي لما تمكن العمالء من إجراء مثل ىده المقارنات.
الموردون:
إن ما ييم المورد بدوره ،ىو التأكد من سالمة المراكز المالية لعمالئو ومدى استقرار
أوضاعيم ،فالعميل من الناحية العممية يعد مديناً لممورد ،ومن ثم فعمى المورد أن يعمل بدأب
عمى دراسة وتحميل مديونية عمالءه ،والمقيدة بدفاتره ،ليعمم مدى تطور ىده المديونية ،وليقرر
بالتبعية ما إذا كان سيستمر في التعامل معيم ،وبنفس الشروط أم أنو سيضطر في النياية
إلى تخفيض حجم تعامالتو معيم ،وبذلك يمكن لممورد أن يستفيد من تمك البيانات التي ينشرىا
عمالء بصفة دورية ،فييمو مثال التعرف عمى ما إذا كانت فترة اال ئتمان التي يمنحيا ىو
كمورد لؤلئك العمالء تتماثل مع تمك التي يمنحيا منافسيو ليم ،ويمكن لمقوائم المالية من
خالل التحميل المالي اإلجابة عمى تمك التساؤالت.
المقرضين:
اء بشكل مباشر عن طريق تقديم القروض وىي تمك الجيات التي تقوم بإقراض المنشأة ،سو ً
إلييا ،أو بشكل أخر وذلك من خالل شراء إصدارتيا من السندات .وأحياناً ما يطمق عمي أؤلئك
المقرضين لفع الدائنين ،وذلك في حالة اال ئتمان التجاري الذي يقدمونو إلى المنشأة .وقد
يكون الدائن أو المقرض ىذا بنكا أو مؤسسة مالية ،وقد يكون دينو قصي ار أو متوسطاً أو
اء كان ىذا أو داك ،فإن ما ييم الدائنين أو المقرضين ىو التأكد من قدرة
طويالً لألجل .وسو ً
المنشأة عمى الوفاء بالتزامات ىا تجاىيم من حيث أصل الذي ن باإلضافة إلى فوائدة الدورية،
وذلك في تواريخ استحقاق ىا ،غير أن اىتمامات أصحاب القروض طويمة الجل فيما يتعمق
بالتحميل المالي لمقوائم المالية لممنشأة كثي اًر ما يختمف عنيا لصحاب القروض قصيرة الجل،
إد ييم الفئة الولى من المقرضين التعرف عمى القيمة الحقيقية لألصول الثابتة لممنشأة ،ذلك
لنيا الضمانة الولى لمواليم ،كما ييميم التعرف كذلك عمى مستوى ربحية تمك المنشأة،
ومدى كفايتيا لتغطية فوائدىم الدورية في مواعيدىا ،وذلك عمى العكس من الفئة الثانية من
المقرضين ،والتي تيميا بالدرجة الولى الضمانات الخاصة بقبض مبالغيم في اآلجال القريبة،
ومن ثم فيم ييتمون بتحميل رأس المال العامل ،و ا
المركز النقدية لممنشأة ،ومستويات السيولة
بيا.
الغرف التجارية:
غرض الحصول عمى البيانات والمعمومات
تستخدم الغرف التجارية التحميل المالي في الغالب ل ا
الالزمة عن أنشطة العديد من المؤسسات والصناعات ،من حيث أوضاعيا المالية ،معدالت
أدائيا ،ومستويات ربحيتيا ،وذلك بيدف نشرىا في شكل دراسات بعد القيام بفرزىا وتصنيفيا
في شكل مجموعات صناعية أو تجارية أو خدمية أو غير ذلك ،ثم تحميميا واعدادىا في شكل
نسب ومؤشرات صالحة إلجراء المقارنات والتحميالت.
المصالح الحكومية:
يعود اىتمام الجيات الحكومية بتحميل أداء المنشآت أو المؤسسات العاممة ،إلى أسباب قد
تكون رقابية بالدرجة الولى ،أو ضريبية بالدرجة الثانية ،ىذا باإلضافة إلى محاولة تحقيق
الىداف التالية:
-التأكد من التزام تمك المنشآت بالنظمة والقوانين والتشريعات المعمول بيا.
-تقييم أداء تمك المنشآت ،كرقابة البنك المركزي لمبنوك التجارية عمى سبيل المثال ال
الحصر.
-مراقبة أسعارىا.
بيوت الخبرة المالية:
تقوم مؤسسات وبيوت الخبرة المالية في معظم البمدان بإجراء العديد من التحميالت لمقوائم
المالية الخاصة بمنشآت العمال العاممة بالسواق ،وذلك إما في شكل مبادرات خاصة منيم،
أو بناء عمى تكميف من أحد الجيات الميتمة بأمور تمك المنشآت ،سواء من داخل المنشآت
ذاتو ا ،أو من خارجيا ،وتقدم خدماتيا في تمك الحاالت مقابل أجور تتقاضيا ،ومن ثم فيي
تركز في تحميالتيا عمى النواحي التي ترغب فييا الجيات التي كمفتيا بالتحميل.
و في ضوء ما سبق يمكن توضيح الطراف المستفيدة من التحميل المالي لمقوائم المالية من
خالل الشكل التالي:
الشكل رقم ( :)5 – 4الطراف المستفيدة من التحميل المالي لمقوائم المالية
الطراف الداخمية
-إدارة المؤسسة.
محلل -أصحاب المؤسسة.
الطراف الخارجية
المؤسسة
-سماسرة األوراق
المالية.
-المستثمرون.
محلل -العمالء.
-الموردون.
خارجي
-المقرضون.
-الغرف التجارية.
-المصالح الحكومية.
-بيوت الخبرة
أساليب التحميل المالي لمقوائم المالية
لدراسة وتحميل القوائم المالية غالبا ما يتوافر أمام المحمل المالي العديد من الدوات التي
يمكنو االختيار من بينيا ،وذلك وفقاً لما يتالءم مع طبيعة ونوعية التحميل الذي يقوم بو
والغرض منو ،فقد يكون اليدف أو الغرض من التحميل ىو محاولة تشخيص الوضع المالي
لممؤسسة ،أو تقييم أداءىا عبر الفترات الماضية ،أو لدراسة وتقييم الداء الحالي ،ومحاولة
استخدام ه في التنبؤ بالداء المستقبمي .ونظ ار لتعدد وصعوبة أدوات أو طرق التحميل المالي،
فسوف يتم تناول طريقتين فقط من تمك الطرق وىما :التحميل باستخدام النسب المالية،
والتحميل باستخدام قائمة الموارد واالستخدامات ،وذلك كما يمي:
ومن ثم فإن النسب المالية ىي أحد الدوات التحميمية التي تمكن المدير المالي من اختبار
مدى معقولية حجم الموال المستثمرة في كل بند من بنود القوائم المالية لمنشأتو ،أو الديون
التي تمثل التزامات عمى تمك المنشأة تجاه الغير .وكأنيا تجيبو عن تساؤالت :ماذا عن حجم
السيولة الفعمية المتاحة أمام المنشأة؟ ىل ىي بالقدر الواجب بالفعل أم أنيا أقل مما يجب؟
أي من
وما الذي سيحدث لو زادت تمك النسبة عن القدر الواجب المتعارف عميو؟ وىل ىناك ٍ
المؤشرات التي يمكن االسترشاد بيا عند إدارة مستوى السيولة لدى المنشأة ؟ ثم ماذا عن
حجم الموال المستثمرة في المخزون؟ ىل ىي أقل مما يجب أم أعمى مما يجب ،أم أنيا عند
القدر الواجب؟ وما الذي سيحدث إذا ما كانت أعمى أو أقل؟ وماذا عن حجم المبيعات اآلجمة
لممنشأة والتي تمثل بند المدينين في ميزانيتيا ،وىي الموال التي في ذمة عمالئيا؟ وىل البد
من تغيير سياسات التحصيل مع أولئك العمالء؟ وماذا عن فترة اال ئتمان الممنوحة ليم ،ىل
تتماشى مع تمك الفترات التي تمنحيا ليم الشركات المنافسة؟ وىل البد من استغالل أو
استثمار فائض النقود السائمة المتاحة أمام المنشأة في شكل استثمارات مؤقتة في الوراق
المالية القابمة لمتسويق بدالً من االحتفاظ بيا في شكل نقود سائمة ،ومن ثم ضياع بعض من
فرص الربحية عمى تمك المنشأة؟ بل وىل يمكن لممدير المالي أن يفعل ذلك؟
إذا ما افترضنا أن النشاط الساسي أو االستثمار ي لممنشأة المقصودة كان كما سبق وأن
تصورنا ىو "إنتاج الحديد والصمب" ،ومن ثم فنحن أمام مدير مالي يعمل في أحد المؤسسات
التابعة لصناعة الحديد والصمب ،فيل يمكن أن يطمب من مثل ىذا المدير أن يكون ممماً
باستثمارات وتعامالت البورصة وأسواق المال ،حتى يتثنى لو استثمار فوائض السيولة المتاحة
لديو في شكل أوراق مالية جيدة االختيار والتنويع ،سائمة بالقدر الذي يمكنو من التخمص
منيا في الوقت المالئم بسرعة ويسر ،دون التعرض ٍ
لي من الخسائر الرأسمالية في قيمتيا.
ليس ىذا فحسب ،ولكن ماذا عن حجم استثماراتو في الصول المتداولة مقارن ًة بحجم
استثماراتو في الصول الثابتة ،وما ىي أنسب طريقة لمتعامل مع سياسات اإلىالك ما لم تكن
ىناك قيود تفرضيا الدولة في شكل قوانين منظمة لتمك السياسات؟ وما ىي أنسب طريقة
لمتعامل مع سياسات المخزون في ظل الوضاع المختمفة لألسواق وما قد يعترييا من تغير في
مستويات التضخم أو أسعار الصرف؟ ..ثم دعنا ننتقل إلى الجانب الخر وىو جانب رأس
المال وااللتزامات لنتساءل :ما ىو الييكل المالي المثل أو الفضل بالنسبة لممنشاة؟ واذا ما
فضمت المنشأة االعتماد عمى السندات كمصدر لمتمويل فيل راعت أثر ذلك عمى حجم
توقيت سيولتيا ،وعمى مستويات ربحيتيا؟ وىل تضمن الموائمة بين
تدفقاتيا النقدية الداخمة في شكل أرباح وبين توقيت تمك التدفقات الخارجة في شكل فوائد
دورية خدمة لعباء دين السندات التي اختارتيا كمصدر لتمويل استثماراتيا؟ واذا ما فشمت في
ذلك فاختارت السيم بديالً ،فبأي التوصيات ستنصح اإلدارة مالكيا ،ىل ىي السيم العادية أم
السيم الممتازة؟ واذا ما استقر عمى نوع معين من السيم ،فما ىو السعر النسب إلصدارات
المنشأة من تمك السيم؟ وما ىو أفضل توقيت لعرضيا بالسواق؟ وما ىي أفضل طريقة لطرح
تمك السيم لالكتتاب فييا ،ىل ىو الطرح العام لتتاح الفرصة أمام كل من يرغب في
االستثمار ،أم ىو الطرح الخاص بالمالك القدامى ،أم لفئة معينة جديدة من المستثمرين؟ ثم
في النياية ،ما ىو أثر ذلك كمو عمى عوائد الشركة ومخاطرىا؟
إنيا تساؤالت ال حصر ليا ،فيل لمنسب المالية أن تجيب عن مثل ىذه التساؤالت !..إن
مسئولية المدير المالي تبدأ من حيث ما انتيت إليو أرقام المحاسب المالي ،فبعدما ترد إليو
القوائم المالية في شكل أرقام تبدأ ميمتو التحميمية ،ليتابع كيف قام ىو بإدارة كل بند من بنود
تمك القوائم ،وليراقب عن كسب دور كل مسئول من مسئولي القسام اإلدارية المختمفة
بالمنشأة ليرفعيا في النياية في شكل تقرير إلى إدارتو العميا.
ولكن دعنا نعد اآلن ..فقد وصمنا إلى أن حجم السيولة المتاحة لالستثمار أمام إدارة تمك
المنشأة يبمغ 50%من جممة استثماراتيا ،فكيف يمكن الحكم عمى ىذه النسبة؟ الواقع ان
الوقوف عند تمك النسبة ال يعني شيئاً بالنسبة لممحمل المالي ،إذ البد من وجود معيار
( )Bench Markingلمقارنة النتائج التي يحصل عمييا بو ،ورغم تعدد تمك المعايير ،بين
المعايير التاريخية المطمقة ،ومعيار متوسط الصناعة ،ومعيار القيم المستيدفة ،وغيرىا ،فإن
الشائع من تمك المعايير ىو المعيار التاريخي ،ومعيار متوسط الصناعة ،والمعيار المجمع:
أوالً :المعيار التاريخيTime-Series Analysis:
ويطمق عميو بالتحميل المالي الرأسي أو العمودي ،وفيو يتم تقييم أداء المؤسسة من خالل
مقارنة أداءىا في لحظة زمنية معينة ،وىي الفترة المالية ،بنفس الداء عبر سمسمة زمنية
محددة ،أو فترات مالية متتالية ،وىو التحميل الديناميكي كما سبق وأن ذكرنا .ويتم ذلك من
خالل مقارنة نتائج النسب المالية التي تم التوصل إلييا في الفترة الزمنية المقصودة ،بنفس
النسب التي تم التوصل إلييا خالل فترات زمنية سابقة ،ومالحظة الفروق أو التطورات التي
طرأت عمى أداء المنشأة.
ثانياً :معيار التحميل المقارنCross-Sectional Analysis :
ويطمق عميو بالتحميل المالي العرضي ،ويتم من خاللو مقارنة أداء المنشأة بمتوسط أداء
الشركات المنافسة ،التي تعمل داخل نفس الصناعة ،وذلك عند نفس المحظة الزمنية ،ويطمق
عمى متوسط أداء الشركات المنافسة ىذه بمتوسط أداء الصناعة ،ويمكن الحصول عمى
المعمومات الخاصة بمتوسطات الصناعة من خالل المواقع اإلليكترونية عبر اإلنترنت ،أو من
خالل الجرائد ،والمجالت المتخصصة .ويمكن ىذا النوع من التحميل من الوقوف عمى حقيقة
أداء المنشأة ،ونواحي القوة أو أوجو الضعف والقصور بو ،مقارن ًة بأداء الشركات المنافسة.
ثالثاً :المعيار المجمعCombined Analysis :
ويجمع ىذا النوع من التحميل بين خصائص النوعين السابقين ،إذ يتضمن إتباع كال المدخمين
معاً ،وذلك من خالل مقارنة الشركة بنفسيا عبر الزمن ،ثم مقارنة الشركة بغيرىا من الشركات
عند نفس المحظة الزمنية ،ومن ثم يمكن من خاللو الوقوف عمى حقيقة أداء الشركة ،ومدى
تطوره أو انكساره عمى مدار عمرىا اإلنتاجي ،باإلضافة إلى الوقوف عمى حقيقة وضع الشركة
بين منافسييا عبر السواق المختمفة.
أنواع النسب المالية:
رغـم تعـدد وتنـوع النسـب الماليــة التـي يمكـن اسـتخداميا لغـراض التحميــل المـالي فسـوف يقتصـر ىـذا
الكتــاب عمــى تنــاول عــدد محــدود منيــا ،كمــا سـيتم تقســيميا إلــى ثمانيــة مجموعــات تتنــاول تباعـاً فــي
أقسام متتالية ،وىذه النسب ىي:
-نسب التغطية. -نسب السيولة .
-نسب الربحية. -نسب النشاط .
-نسب السوق. -نسب االقتراض .
-نسب أخرى. -نسب ىيكل التكمفة.
ولتوضيح كيفية حساب تمك النسب ،وكيفية تحميل كل منيا سوف نعود إلى مثالنـا السـابق ،وىـي تمـك
المنشأة الخاصة بإنتاج "الحديـد والصـمب" ،وإلجـراء ذلـك دعنـا نقـم باسـتكمال البيانـات الرقميـة لقـائمتي
المركز المالي والدخل التي سبق عرضيما عند تناول الفصل الثالـث ،لتظيـ ار عمـى النحـو الجديـد الـذي
5-4و ، 9-4ودعنــا نفتــرض أيضــاً أنيمــا يعبــران عــن البيانــات الماليــة يوضحو الجدولين
الخاصة بالمنشأة المذكورة عن نفس السنة المالية ،ودعنا نفترض كذلك قيم ًة لمتوسـط الصـناعة عنـد
تحميل كل نسبة ،وذلك كما يمي: