Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 16

‫الفصل الرابع‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫التحليــــــل المالي باستخدام النسب المالية‬


‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪Financial Analysis and Financial Ratios‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الفصل الرابع‬
‫التحليــــــل المالي‬
‫لم تعد القوائم المالية المنشورة قادرة عمى تقديم صورة متكاممة عن نشاط المؤسسات دون‬
‫تعزيزىا بأداة أو أكثر من أدوات التحميل المالي لتفسيرىا وبيان جوانب القوة أو الضعف فييا‪،‬‬
‫فال رقام المطمقة الواردة بتمك القوائم ال تقدر وحدىا عمى تقديم يد العون لمتخذ القرار دون‬
‫محاولة قراءة ما وراء ىذه الرقام‪ ،‬ومحاولة تفسيرىا بضوء ما تمثمو من النشطة الفعمية‪،‬‬
‫ونتائجيا وما توفره من مؤشرات يمكن االستدالل من خالليا سواء عن الداء الحالي لممنشأة‪،‬‬
‫أو عن توقعاتو واحتماالتو المستقبمية‪.‬‬
‫التطور التاريخي للتحليل المالي‪:‬‬
‫حتى بداية القرن العشرين كانت القوائم المالية ما ىي إال إشارة إلى أن ىناك من يقوم بإعداد‬
‫الدفاتر والحسابات بمنشآت العمال‪ ،‬وان كانت تحتوي عمى بعض من المعمومات اليامة التي‬
‫يمكن استخدام ىا في تقييم أداء تمك المنشآت‪ ،‬وظل العمل ىكذا حتى جاء عام ‪5981‬‬
‫حينما أوصت جمعية رجال البنوك في فيفري بوالية نيويورك بأىمية إلزام المقترضين بضرورة‬
‫تقديم القوائم المالية لمنشآتيم متضمن ًة بيانات مكتوبة حول الصول وااللتزامات الخاصة بيم‪،‬‬
‫وذلك بالصيغة التي توصي بيا لجنة البيانات الموحدة‪ ،‬كجزء أساسي من البيانات المدعمة‬
‫لطمبات القروض التي يقدمونيا إلى البنوك‪.‬‬

‫ومنذ ذلك الحين ازداد استخدام القوائم المالية كمستندات أساسية عند دراسة وتقييم طمبات‬
‫االقتراض المقدمة إلى البنوك‪ ،‬خاصة تمك البنوك الكبيرة‪ ،‬ففي عام ‪ 5811‬أوصت جمعية رجال‬
‫المصارف بوالية نيويورك باستخدام صورة نمطية موحدة لطمبات االقتراض‪ ،‬والتي تحتوي عمى‬
‫بيانات الميزانية العمومية‪ .‬وفي عام ‪ 5811‬تم التوصية باستخدام ىذه البيانات لغراض‬
‫التحميل الشامل لوضع المؤسسة المقترضة‪ ،‬وذلك بالشكل الذي يسمح بمعرفة نقاط القوة‬
‫والضعف في تمك البيانات‪ ،‬و في عام ‪ 5819‬تم التوصية باعتماد القياس الكمي عن طريق‬
‫بعض النسب الكمية لمبيانات المقدمة من قبل المقترضين بيدف تحديد الجدارة اال ئتمانية‬
‫لمنشآتيم‪.‬‬
‫وظل العمل ىكذا يمشي عمى قدم وساق حتى فرضت أزمة الكساد العالمية ( ‪5811 - 5898‬‬
‫)‪ ،‬بما أفرزتو من إفالس لمعديد من المؤسسات في بمدان العالم المختمفة‪ ،‬إلى توجيو االىتمام‬
‫في التحميل المالي لممؤسسات إلى قضيتين أساسيتين‪:‬‬
‫الولى‪ :‬ىي مستويات السيولة الخاصة بتمك المؤسسات‪ ،‬حيث أسفرت النتائج البحثية أن‬
‫السبب في إعالن الغالبية العظمى من تمك المؤسسات إلفالسيا ىو مشكالت السيولة لدييا‪،‬‬
‫وعدم قدرتيا عمى سداد التزاماتيا المالية في تواريخ استحقاقيا المحددة‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬ىي ربحية تمك المؤسسات وقدراتيا التنافسية‪.‬‬
‫ومن ىنا فقد تنامى االىتمام وبشكل متزايد بقائمة الدخل حتى فاقت في أىميتيا أىمية‬
‫الميزانية العمومية ذاتيا‪ .‬والجدير بالذكر آنذاك أن عمميات االستثمار أصبحت ىي الخرى‬
‫عامالً من عوامل تطور التحميل المالي لممنشآت‪ ،‬فالتفكير في االستثمار يتطمب بدوره ضرورة‬
‫تكوين الرأي حول الوضاع المالية لممؤسسات‪ ،‬وىو ما ال سبيل إلى الوصول إليو سوى‬
‫بتناول البيانات المالية التي توفرىا تمك المنشآت بالتحميل‪.‬‬
‫ولقد استخدم "لورنس تشمبرلين" في كتابو "مبادئ االستثمار في السندات" المنشور لول مرة‬
‫في عام ‪ 5855‬عدد من النسب المالية كان عمى رأسيا‪ :‬نسبة التشغيل ( أو مصاريف‬
‫التشغيل ‪ /‬اإليرادات)‪ ،‬ونسبة النقل ( أو مصاريف النقل ‪ /‬إيرادات التشغيل)‪ .‬وكان من أىم‬
‫العوامل التي ساىمت في تطور عمميات التحميل المالي خالل فترة ما قبل الحرب العالمية‬
‫الثانية ىو ظيور الشركات المساىمة ونمو النظام الرأسمالي‪ ،‬تطور بنوك العمال‪ ،‬وتزايد‬
‫دورىا في تمويل النظمة االقتصادية‪ ،‬باإلضافة إلى تطور ىيئات مراقبة أسواق المال‪.‬‬

‫وعقب الفترة التي تمت الحرب العالمية الثانية‪ ،‬أظير رجال البنوك أو المصارف في فرنسا‪،‬‬
‫وىي الجيات المقرضة‪ ،‬اىتماميم بضرورة تحديد المخاطر التي تتعرض ليا قروضيم أو‬
‫أنشطتيم اال ئتمانية‪ ،‬ومن ثم ظيرت بعض النسب الخاصة بقياس المخاطر المالية‪ .‬وبتطور‬
‫مؤسسات العمال ووسائل التمويل فييا‪ ،‬ظير في فرنسا ولول مرة سنة ‪ 5811‬لجنة عمميات‬
‫البورصة والتي تمثل أحد أىدافيا في تأمين االختيار الجيد‪ ،‬وتأمين النشطة المالية التي‬
‫تمارسيا المؤسسات الطالبة لمتمويل‪ ،‬وقد صاحب ذلك تطور العديد من تقنيات التحميل المالي‪،‬‬
‫ومركزىا اال ئتمانية‪ ،‬ومن بينيا‪ :‬قدرات التمويل‬
‫والتي تسمح بتحديد الوضع المالي لممؤسسات ا‬
‫الذاتي‪ ،‬نسبة القروض إلى حقوق الممكية‪ ،‬ورأس المال العامل‪.‬‬
‫أما فترة السبعينات فقد تميزت بانخفاض أسعار أو معدالت الفائدة البنكية سواء الدائنة أو‬
‫المدينة‪ ،‬ومن ثم تزايد معدالت النمو لمشركات أو المؤسسات المختمفة‪ ،‬غير أن ذلك النمو قد‬
‫رافقو نمو أخر في مستويات المنافسة بين تمك الشركات‪ ،‬المر الذي تطمب ضرورة إدخال‬
‫عنصر التضخم عند القيام بعمميات التحميل المالي‪ ،‬كما تغيرت النظرة إلى المؤسسة فأصبح‬
‫ينظر إلييا عمى اعتبارىا مجموعة من الموارد واالستخدامات بدال من المفاىيم الساكنة‬
‫المتعمقة بالصول والخصوم‪ ،‬ومن ثم فقد نظرت تقنيات التحميل المالي إلى الميزانية العمومية‪،‬‬
‫وقائمة الموارد واالستخدامات‪ ،‬واحتياجات رأس المال العامل بعين االعتبار‪.‬‬
‫ثم جاءت فترت الثمانينات فشيدت بدايتيا تغي اًر ممحوظاً من حيث ارتفاع أسعار الفائدة‬
‫الحقيقية‪ ،‬ومن ثم انخفاض معدالت نمو المنشآت أو المؤسسات‪ ،‬وكان من المالحع في تمك‬
‫الفترة أيضا ىو التحول التدريجي من التمويل المباشر إلى صور أخرى من التمويل كالتمويل‬
‫اء كان عن طريق السيم أو السندات‪ ،‬المر الذي أدى إلى‬
‫عن طريق السواق المالية سو ً‬
‫زيادة االىتمام بقوائم الدخل لمؤسسات العمال‪ ،‬كأحد القوائم المساعدة في قياس ربحية‬
‫السيم وقيمتيا السوقية‪ .‬وتميزت ىذه الفترة بظيور بعض المفاىيم المصاحبة‪ ،‬وأىميا مفاىيم‬
‫فائض ونسب االستغالل‪ ،‬الصول االقتصادية‪ ،‬والربحية االقتصادية‪ ،‬نقطة التعادل‪ ،‬والرافعة‬
‫المالية‪.‬‬
‫وفي عام ‪ 5891‬صدر بيان عن مجمس المعايير المحاسبية المريكية‪ FASB‬يمزم جميع‬
‫المؤسسات المريكية بإصدار قائمة التدفقات النقدية كواحدة من القوائم المالية الساسية‪ ،‬ثم‬
‫بعد ذلك أكد عمييا مجمس المعايير المحاسبية الدولية عام ‪ ،5881‬ويكمن دور ىذه القائمة‬
‫في المساعدة في الحصول عمى المعمومات الالزمة لقياس قدرة المؤسسة عمى توليد النقدية‬
‫أو ما يعادليا‪ ،‬وتقييم التغيرات التي تحدث في صافي أصوليا وىيكميا التمويمي‪ ،‬ومستوى‬
‫سيولتيا‪ ،‬ومالءتيا المالية‪.‬‬

‫وفي فترة التسعينات تم التركيز عمى االتفاقيات المحاسبية التي جعمت القيمة الحالية لمتدفقات‬
‫النقدية المستقبمية ىي أساس عممية التحميل المالي‪ ،‬والتي عمى أثرىا تم تحميل كافة الق اررات‬
‫المالية عمى أساس القيمة‪ .‬وقد ساىمت التطورات التكنولوجية المتسارعة في مجال الحاسب‬
‫اآللي إلى استخدام أدوات التحميل المالي التقميدية بسيولة ويسر‪ ،‬حيث أصبح باإلمكان إجراء‬
‫الدراسات والتحميالت المالية ميما كانت معقدة بأقل جيد ووقت ممكنين‪ ،‬بل وبدقة متناىية‪،‬‬
‫ولعل ىذا التطور التكنولوجي كان ىو السبب في إسناد الفضل في فكر المحفظة المالية‬
‫"‪ "Modern Portfolio Theory‬إلى صاحبيا وىو المفكر المالي الول "ىاري ماركويتز"‬
‫ليحوز عمى جائزة نوبل لعام ‪ 5881‬وذلك عن عمل قد قدمو في بداية الخمسينات‪ ،‬وتحديداً‬
‫في عام ‪ ،5819‬وكأن اإلسيامة العممية لرجاحة عقل ىذا المفكر ظمت رىينة التقدم‬
‫التكنولوجي قرابة أربعون عاما‪ ،‬ثم يأتي التاريخ ليثبت كيف لفكر ىذا الرجل أن يسبق فكر‬
‫عالم بأكممو طوال تمك المدة‪ ،‬ليظل عممو ىو حجر الزاوية عند القيام بأي عممية تعظيم لعائد‬
‫المحفظة المالية "‪."Portfolio Optimization Theory‬‬
‫وان كان ىناك العديد من العوامل الخرى التي ساىمت أيضاً في زيادة أىمية عمميات التحميل‬
‫المالي لمقوائم المالية في المؤسسات المعاصرة‪ ،‬والتي من أبرزىا " تطور أسواق المال‪ ،‬وآليات‬
‫العمل ببورصات الوراق المالية‪ ،‬تطور نظم المعمومات المالية‪ ،‬الخصخصة واعادة ىيكمة‬
‫مؤسسات العمال سواء كان عن طريق التنازل أو عن طريق االندماج ‪ ،‬أو غيره‪ ،‬تطور‬
‫تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‪ ،‬انتشار مفاىيم ومبادئ الحكومة‪ ،‬باإلضافة إلى تبني المعايير‬
‫الدولية لممحاسبة ولممعمومات المالية ‪ IAS/IFRS‬من قبل العديد من دول العالم"‪ .‬وقد أدت‬
‫تمك العوامل مجتمعة إلى تطور عمميات التحميل المالي وتحوليا من مجرد تحميل ساكن ال‬
‫يغطي سوى فترًة مالية واحد ًة إلى تحميل ديناميكي يغطي عدد من السنوات المتعاقبة ال تقل في‬
‫تعدادىا عن ثالثة سنوات‪ ،‬بالشكل الذي يمكن معو مقارنة نتائج السنوات المتتالية ومن ثم‬
‫الوقوف عمى مدى سير عمميات المنشأة ومدى تطور أداءىا خطوة بخطوة‪.‬‬

‫أىداف التحميل المالي لمقوائم المالية‪:‬‬


‫ييدف التحميل المالي لمقوائم المالية بشكل عام إلى تقييم أداء المشروع‪ ،‬وذلك بالشكل الذي‬
‫يخدم أىداف مستخدمي المعمومات ممن تربطيم مصالح مالية بعمميات الشركة‪ ،‬وذلك بقصد‬
‫تحديد جوانب القوة ومواطن الضعف‪ ،‬ومن ثم االستفادة من المعمومات التي يوفرىا التحميل‬
‫المالي ليم في ترشيد ق ار ارتيم المالية ذات العالقة بالمنشأة أو بالشركة‪ .‬ويمكن حصر أىداف‬
‫التحميل المالي لمقوائم المالية فيما يمي‪:‬‬
‫‪ -‬اختبار مدى كفاءة عمميات المؤسسة محل التحميل وتقييم ربحيتيا‪.‬‬
‫‪ -‬تقييم الوضع المالي لممؤسسة وتحديد مركزىا اال ئتماني‪.‬‬
‫‪ -‬تقييم أداء اإلدارات المختمفة بالمؤسسة‪.‬‬
‫‪ -‬تقييم أداء المؤسسة بالمقارنة مع أداء المؤسسات المماثمة العاممة في نفس القطاع أي‬
‫وضعيا التنافسي‪ ،‬أو تقييم ومقارنة أداءىا الحالي بأدائيا السابق‪.‬‬
‫‪ -‬توفير البيانات والمؤشرات الكمية التي تساعد في التخطيط والتنبؤ بالداء المستقبمي لتمك‬
‫لمؤسسة‪.‬‬
‫وفي النياية يظل التحميل المالي ىو الوسيمة التي يمكن من خالليا احكام الرقابة عمى نشاط‬
‫المنشأة‪.‬‬
‫مقومات التحميل المالي لمقوائم المالية‪:‬‬
‫كي تنجح عممية التحميل المالي لمقوائم المالية في تحقيق أىدافيا وأغراضيا المنشودة‪ ،‬البد‬
‫من توافر مجموعة من المتطمبات أو الشروط التي تشكل في مجموعيا ركائز أساسية ال بد من‬
‫مراعاتيا‪ ،‬فإذا ما اعتبرنا أن اليدف النيائي لممحمل المالي ىو توفير مؤشرات واقعية تعطي‬
‫صورة عن جوانب نشاط المشروع ىي أقرب ما تكون إلى الحقيقة‪ ،‬فالبد من توفير مقومات‬
‫نجاحو في تحقيق ىذا اليدف وذلك بالحرص عمى توفير مجموعة من الشروط منيا ما يتعمق‬
‫بو نفسو‪ ،‬ومنيا ما يتعمق بمنيج وأساليب وأدوات التحميل التي يستخدميا‪ ،‬ومنيا كذلك ما‬
‫يتعمق بمصادر المعمومات التي يعتمد عمييا‪ .‬ويمكن حصر ىذه المقومات فيما يمي‪:‬‬
‫‪ -‬أن تتمتع مصادر المعمومات التي يستقي منيا المحمل المالي معموماتو بقدر معقول من‬
‫المصداقية أو الثقة‪.‬‬
‫‪ -‬أن يسمك المحمل المالي في عممية التحميل المالي منيجا عمميا يتناسب مع أىداف عممية‬
‫التحميل‪ ،‬وأن يستخدم أساليب وأدوات تجمع ىي الخرى وبقدر متوازن بين سمتي الموضوعية‬
‫والمالئمة لألىداف التي يسعى إلي تحقيقيا‪.‬‬
‫‪ -‬أن يتسم المحمل المالي نفسو بالموضوعية وذلك بالتركيز عمى فيم دوره‪ ،‬والمحصور في‬
‫كشف الحقائق كما ىي‪ ،‬قبل أن يقوم بتفسيرىا بصورة مجردة‪ ،‬بعيداً عن التحيز الشخصي‪،‬‬
‫وذلك ليقوم بعد ذلك في تقديم تقريره بما يتضمنو من مؤشرات و بدائل تخدم متخذ القرار‪ ،‬مع‬
‫مراعاة تقديم التوصية بالبدائل الخرى التي يراىا أفضل مالئمةً‪.‬‬
‫مجاالت التحميل المالي لمقوائم المالية‪:‬‬
‫يستعمل التحميل المالي لمقوائم المالية في المجاالت التالية‪:‬‬
‫التخطيط المالي‪:‬‬
‫والتي تعتبر في حد ذاتو ا أم ار ضروريا بالنسبة لمستقبل أي منشاة‪ ،‬وذلك بسبب التعقيدات‬
‫الشديدة التي تشيدىا أسواق المنتجات المختمفة من سمع وخدمات‪ .‬وتتمثل عممية التخطيط‬
‫ىده في وضع تصور لداء المؤسسة المتوقع مستقبالً‪ ،‬وذلك من خالل االسترشاد بأدائيا‬
‫السابق‪ ،‬وىو ما يوجو فكر المنشأة بدوره إلى ضرورة التركيز عمى شقين ىما‪ :‬النظر إلى‬
‫الداء السابق‪ ،‬والخذ بيذا الداء عند تقدير الداء المتوقع‪.‬‬
‫تقييم الداء‪:‬‬
‫وييتم بيذا النوع من التحميل معظم الطراف التي تربطيا عالقة بنشاط المنشأة‪ ،‬كاإلدارة‪،‬‬
‫والمستثمرين‪ ،‬والمقرضين‪ ،‬وغيرىم‪ .‬وتعد أدوات التحميل المالي لمقوائم المالية أدوات مثالية‬
‫لتحقيق تمك الغاية‪ ،‬وذلك لما ليا من قدرة عمى تقييم ربحية المؤسسة وما يترتب عمى أنشطتيا‬
‫التشغيمية‪.‬‬
‫التحميل اال ئتماني‪:‬‬
‫ييدف ىذا التحميل إلى التعرف عمى الخطار المتوقع أن يواجييا المقرض وىو الدائن في‬
‫عالقاتو مع المقترض وىو المدين‪ ،‬ومن ثم فالذي يقوم بيذا النوع من التحميل ىو المقرض‬
‫بناء عمى نتيجة التحميل المالي الذي‬
‫ذاتو ‪ ،‬والذي يبني تقييمو وقراره بخصوص ىذه العالقة ً‬
‫يقوم بو‪.‬‬
‫التحميل االستثمار ي‪:‬‬
‫ويعد من أفضل وأىم التطبيقات العممية لمتحميل المالي‪ ،‬وتكمن ىذه الىمية في تعمقو بجميور‬
‫المستثمرين من أفراد ومؤسسات ينصب اىتماميم عمى سالمة استثمار اتيم وكفاية عوائدىم‪،‬‬
‫وتمتد قدرة ىذا النوع من التحميل لتشمل تقييم المؤسسات ذاتو ا‪ ،‬والكفاءة اإلدارية التي تتحمى‬
‫بيا واالستثمار ات المختمفة التي تقوم بيا‪.‬‬
‫تحميل االندماج والشراء‪:‬‬
‫ينتج عن ىذا النوع من التحميل‪ ،‬أو تحميل االندماج والشراء تكوين وحدة اقتصادي ة جديدة‬
‫تضم وحدتين اقتصاديتين أو أكثر معا‪ ،‬وزوال الشخصية القانونية لكل أو بعض الوحدات‬
‫السابقة‪ ،‬ومن ثم يمتد التحميل الجديد ليغطي أداء الوحدة أو الكينونة الجديدة ليقارنو بالداء‬
‫السابق لموحدات المستقمة قبل عممية االندماج ‪ ،‬ومن ثم فيو يكشف عن مدى نجاح قرارات‬
‫االندماج أو الش ارء من عدميا‪.‬‬
‫الطراف المستعممة والمستفيدة من التحميل المالي لمقوائم المالية‪:‬‬
‫تتعدد الطراف المينية الميتمة بعمميات التحميل المالي لمقوائم المالية‪ ،‬ويرجع ذلك إلى قدرة‬
‫تمك التحميالت عمى اإلجابة عمى بعض إن لم يكن كل التساؤالت المرتبطة بتمك الطراف ميما‬
‫اختمفت أىدافيا‪ ،‬وتتمثل الطراف المستعممة والمستفيدة من عمميات التحميل المالي فيما يمي‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬الطراف الداخمية‪:‬‬
‫ويقصد بيم مالك المنشأة أو المؤسسة‪ ،‬والمستويات اإلدارية المختمفة داخميا‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫اتحادات العمال‪ .‬ومن الطبيعي أن تختمف اىتماماتيم النسبية باختالف المسؤوليات الممقاة‬
‫عمى عاتقيم‪ .‬ويمكن تصنيف تمك الطراف عمى وجو العموم كما يمي‪:‬‬
‫إدارة المؤسسة‪:‬‬
‫تيتم إدارة المؤسسة بمختمف مستوياتيا اإلدارية بعمميات التحميل المالي والتي تجرييا ىي‬
‫لنفسيا‪ ،‬وبنفسيا لما لتمك العمميات من نتائج تمكنيا ىي كإدارة من قياس أداءىا وكفاءتيا‪،‬‬
‫ومن التعرف عمى نواحي الضعف أو القصور في ىذا الداء عند مزاولتيا ل نشطتيا‬
‫وممارساتيا التشغيمية خالل الفترات المالية محل التحميل‪ ،‬ويتم ذلك إما من خالل دراسة‬
‫اتجاىات ومؤشرات تطور أداء تمك اإلدارات عبر الزمن‪ ،‬والذي يمثل عمر المنشأة ذاتيا‪ ،‬أو‬
‫من خالل إيجاد عالقات منطقية ذات دالالت ومعنى بين بنود أو فقرات قوائميا المالية‪ ،‬عن‬
‫طريق استخدام المؤشرات االقتصادي ة الكمية‪ ،‬والنوعية‪ ،‬كالنسب المالية عمى سبيل المثال‪،‬‬
‫ثم استخدام تمك العالقات بشكميا البسيط أو المركب في بناء نماذج رياضية أو إحصائية‬
‫تصمح في النياية لتفسير العالقات السابقة تفسي ار مسببا يمكن استخدامو كتوصية نيائية‬
‫بمعالجة نواحي القصور‪ ،‬وتطوير جوانب القوة منيا‪.‬‬
‫أصحاب المؤسسة أو المالك‪:‬‬
‫وىم المساىمون أو الشركاء أو أصحاب المؤسسات الفردية‪ ،‬ويرتبط ىؤالء بالمؤسسة بشكل‬
‫رئيسي‪ ،‬وتنصب اىتماماتيم في النتائج المالية المتعمقة بتحميل اليياكل المالية لمنشآتيم‪،‬‬
‫وطبيعة أو طرق تمويميا سواً كانت داخمية أو خارجية‪ ،‬ومستوى الربحية أو العائد عمى‬
‫أمواليم المستثمرة‪ ،‬باإلضافة إلى التأكد من مدى قدرة مؤسساتيم عمى سداد التزاماتيا الجارية‬
‫تجاه دائنييا ومقرضييا بشكل منتظم‪ ،‬كما ييتم أصحاب المؤسسات كذلك بالتأكد من مدى قدرة‬
‫مؤسساتيم عمى توفير السيولة النقدية الالزمة لدفع توزيعاتيم من حصص الرباح المستحقة‬
‫في أوقاتيا المعقولة‪.‬‬
‫اتحادات العمال‪:‬‬
‫يمكن أن يستخدم التحميل المالي كذلك من قبل اال تحادات العمالية‪ ،‬بغية تقييم الوضاع‬
‫المالية‪ ،‬والرباح الحالية والمتوقعة لممؤسسات أو المنشآت التي تعمل تحت لوائيم‪ ،‬أو تقع‬
‫تحت نطاقيم‪ ،‬وذلك لموقوف عمى قدرة ىذه المؤسسات عمى االستمرار في مزاولة نشاطيا‪،‬‬
‫وفرص النمو المتوقعة ليا‪ ،‬ومن ثم الوقوف عمى قدراتيم كاتحادات في استمرار توظيف‬
‫العاممين الحاليين لدييم‪ ،‬وفي اكتشاف الفرص التشغيمية الجديدة ليم‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬الطراف الخارجية‪:‬‬
‫وتتمثل تمك الطراف في‪:‬‬
‫سماسرة الوراق المالية‪:‬‬
‫وييدف أؤلئك السماسرة من خالل التحميل المالي‪ ،‬إلى التعرف عمى ما يمي‪:‬‬
‫‪ -‬التغيرات التي يمكن أن تط أر عمى أسعار السيم نتيجة لمتطورات المالية التي تحدث داخل‬
‫المؤسسة ذاتيا‪ ،‬أو نتيجة لمظروف االقتصادي ة العامة‪ ،‬المر الذي يساعدىم عمى اتخاذ‬

‫ق ارراتيم التسعيرية المناسبة لتمك السيم التي يتعاممون فييا بيعاً وشر ً‬
‫اء‪.‬‬
‫‪ -‬أسيم تمك المنشآت التي يمكن االستثمار فييا‪ ،‬أو التوصية بيا كفرص استثمار جيدة‬
‫يمكن استغالل ىا من قبل عمالءىم ودوييم‪.‬‬
‫المستثمرون الحاليون والمتوقعون‪:‬‬
‫إن ما ييم المستثمر بالدرجة الولى‪ ،‬سواء كان مستثمر حالي أو مستثمر متوقع ىو التأكد‬
‫اء الحالي منيا كرأسمال‪ ،‬أو المتوقع منيا في شكل أرباح‬
‫من صحة ق ارراتو وسالمة أموالو‪ ،‬سو ً‬
‫المركز المالية لممؤسسات التي قرر‬
‫مستقبمية‪ ،‬ومن ثم فإن جل اىتمامو ىو التأكد من سالمة ا‬
‫االستثمار فيو‪ ،‬وقدراتيا عمى تحقيق الرباح المرتقبة في اآلجال المختمفة‪ ،‬ونسب ما سيتم‬
‫توزيعو من تمك الرباح‪ .‬فمكي يرضى ذلك المستثمر عن أرباح مؤسسة ما البد وأن يتأكد من‬
‫تماثل أرباحيا مع أرباح المؤسسات الخرى التي تعمل عند نفس المستوى من المخاطر‪ .‬وىذا‬
‫كمو ما تحققو عمميات التحميل المالي‪.‬‬
‫العمالء‪:‬‬
‫إذ يمكن لمعميل أن يستفيد ىو الخر من نتائج التحميل المالي‪ ،‬فمن خالل البيانات التي‬
‫ينشرىا كل من الموردين‪ ،‬والمنافسين‪ ،‬يمكن لمعميل معرفة ما إذا كانت الشروط التي يحصل‬
‫عمييا ‪ -‬خاصة فترة اال ئتمان ‪ -‬مماثمة لما تمنح لغيره أم ال‪ ،‬وىل تتطابق تمك الفترة مع فترة‬
‫اال ئتمان التي يمنحيا ىو أيضاً لعمالئو أم ال‪ .‬ولوال تمك النتائج التي توفرىا أو تسفر عنيا‬
‫عمميات التحميل المالي لما تمكن العمالء من إجراء مثل ىده المقارنات‪.‬‬
‫الموردون‪:‬‬
‫إن ما ييم المورد بدوره‪ ،‬ىو التأكد من سالمة المراكز المالية لعمالئو ومدى استقرار‬
‫أوضاعيم ‪ ،‬فالعميل من الناحية العممية يعد مديناً لممورد‪ ،‬ومن ثم فعمى المورد أن يعمل بدأب‬
‫عمى دراسة وتحميل مديونية عمالءه‪ ،‬والمقيدة بدفاتره‪ ،‬ليعمم مدى تطور ىده المديونية‪ ،‬وليقرر‬
‫بالتبعية ما إذا كان سيستمر في التعامل معيم‪ ،‬وبنفس الشروط أم أنو سيضطر في النياية‬
‫إلى تخفيض حجم تعامالتو معيم‪ ،‬وبذلك يمكن لممورد أن يستفيد من تمك البيانات التي ينشرىا‬
‫عمالء بصفة دورية‪ ،‬فييمو مثال التعرف عمى ما إذا كانت فترة اال ئتمان التي يمنحيا ىو‬
‫كمورد لؤلئك العمالء تتماثل مع تمك التي يمنحيا منافسيو ليم‪ ،‬ويمكن لمقوائم المالية من‬
‫خالل التحميل المالي اإلجابة عمى تمك التساؤالت‪.‬‬
‫المقرضين‪:‬‬
‫اء بشكل مباشر عن طريق تقديم القروض‬ ‫وىي تمك الجيات التي تقوم بإقراض المنشأة‪ ،‬سو ً‬
‫إلييا‪ ،‬أو بشكل أخر وذلك من خالل شراء إصدارتيا من السندات‪ .‬وأحياناً ما يطمق عمي أؤلئك‬
‫المقرضين لفع الدائنين‪ ،‬وذلك في حالة اال ئتمان التجاري الذي يقدمونو إلى المنشأة‪ .‬وقد‬
‫يكون الدائن أو المقرض ىذا بنكا أو مؤسسة مالية‪ ،‬وقد يكون دينو قصي ار أو متوسطاً أو‬
‫اء كان ىذا أو داك‪ ،‬فإن ما ييم الدائنين أو المقرضين ىو التأكد من قدرة‬
‫طويالً لألجل‪ .‬وسو ً‬
‫المنشأة عمى الوفاء بالتزامات ىا تجاىيم من حيث أصل الذي ن باإلضافة إلى فوائدة الدورية‪،‬‬
‫وذلك في تواريخ استحقاق ىا‪ ،‬غير أن اىتمامات أصحاب القروض طويمة الجل فيما يتعمق‬
‫بالتحميل المالي لمقوائم المالية لممنشأة كثي اًر ما يختمف عنيا لصحاب القروض قصيرة الجل‪،‬‬
‫إد ييم الفئة الولى من المقرضين التعرف عمى القيمة الحقيقية لألصول الثابتة لممنشأة‪ ،‬ذلك‬
‫لنيا الضمانة الولى لمواليم‪ ،‬كما ييميم التعرف كذلك عمى مستوى ربحية تمك المنشأة‪،‬‬
‫ومدى كفايتيا لتغطية فوائدىم الدورية في مواعيدىا‪ ،‬وذلك عمى العكس من الفئة الثانية من‬
‫المقرضين‪ ،‬والتي تيميا بالدرجة الولى الضمانات الخاصة بقبض مبالغيم في اآلجال القريبة‪،‬‬
‫ومن ثم فيم ييتمون بتحميل رأس المال العامل‪ ،‬و ا‬
‫المركز النقدية لممنشأة‪ ،‬ومستويات السيولة‬
‫بيا‪.‬‬

‫الغرف التجارية‪:‬‬
‫غرض الحصول عمى البيانات والمعمومات‬
‫تستخدم الغرف التجارية التحميل المالي في الغالب ل ا‬
‫الالزمة عن أنشطة العديد من المؤسسات والصناعات‪ ،‬من حيث أوضاعيا المالية‪ ،‬معدالت‬
‫أدائيا ‪،‬ومستويات ربحيتيا‪ ،‬وذلك بيدف نشرىا في شكل دراسات بعد القيام بفرزىا وتصنيفيا‬
‫في شكل مجموعات صناعية أو تجارية أو خدمية أو غير ذلك‪ ،‬ثم تحميميا واعدادىا في شكل‬
‫نسب ومؤشرات صالحة إلجراء المقارنات والتحميالت‪.‬‬
‫المصالح الحكومية‪:‬‬
‫يعود اىتمام الجيات الحكومية بتحميل أداء المنشآت أو المؤسسات العاممة‪ ،‬إلى أسباب قد‬
‫تكون رقابية بالدرجة الولى‪ ،‬أو ضريبية بالدرجة الثانية‪ ،‬ىذا باإلضافة إلى محاولة تحقيق‬
‫الىداف التالية‪:‬‬
‫‪ -‬التأكد من التزام تمك المنشآت بالنظمة والقوانين والتشريعات المعمول بيا‪.‬‬
‫‪ -‬تقييم أداء تمك المنشآت‪ ،‬كرقابة البنك المركزي لمبنوك التجارية عمى سبيل المثال ال‬
‫الحصر‪.‬‬
‫‪ -‬مراقبة أسعارىا‪.‬‬
‫بيوت الخبرة المالية‪:‬‬
‫تقوم مؤسسات وبيوت الخبرة المالية في معظم البمدان بإجراء العديد من التحميالت لمقوائم‬
‫المالية الخاصة بمنشآت العمال العاممة بالسواق‪ ،‬وذلك إما في شكل مبادرات خاصة منيم‪،‬‬
‫أو بناء عمى تكميف من أحد الجيات الميتمة بأمور تمك المنشآت‪ ،‬سواء من داخل المنشآت‬
‫ذاتو ا‪ ،‬أو من خارجيا‪ ،‬وتقدم خدماتيا في تمك الحاالت مقابل أجور تتقاضيا‪ ،‬ومن ثم فيي‬
‫تركز في تحميالتيا عمى النواحي التي ترغب فييا الجيات التي كمفتيا بالتحميل‪.‬‬
‫و في ضوء ما سبق يمكن توضيح الطراف المستفيدة من التحميل المالي لمقوائم المالية من‬
‫خالل الشكل التالي‪:‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)5 – 4‬الطراف المستفيدة من التحميل المالي لمقوائم المالية‬

‫الطراف الداخمية‬

‫‪ -‬إدارة المؤسسة‪.‬‬
‫محلل‬ ‫‪ -‬أصحاب المؤسسة‪.‬‬

‫داخلي‬ ‫‪ -‬إتحاد العمال‪.‬‬

‫الطراف الخارجية‬
‫المؤسسة‬

‫‪ -‬سماسرة األوراق‬
‫المالية‪.‬‬
‫‪ -‬المستثمرون‪.‬‬
‫محلل‬ ‫‪ -‬العمالء‪.‬‬
‫‪ -‬الموردون‪.‬‬
‫خارجي‬
‫‪ -‬المقرضون‪.‬‬
‫‪ -‬الغرف التجارية‪.‬‬
‫‪ -‬المصالح الحكومية‪.‬‬
‫‪ -‬بيوت الخبرة‬
‫أساليب التحميل المالي لمقوائم المالية‬
‫لدراسة وتحميل القوائم المالية غالبا ما يتوافر أمام المحمل المالي العديد من الدوات التي‬
‫يمكنو االختيار من بينيا‪ ،‬وذلك وفقاً لما يتالءم مع طبيعة ونوعية التحميل الذي يقوم بو‬
‫والغرض منو‪ ،‬فقد يكون اليدف أو الغرض من التحميل ىو محاولة تشخيص الوضع المالي‬
‫لممؤسسة‪ ،‬أو تقييم أداءىا عبر الفترات الماضية‪ ،‬أو لدراسة وتقييم الداء الحالي‪ ،‬ومحاولة‬
‫استخدام ه في التنبؤ بالداء المستقبمي‪ .‬ونظ ار لتعدد وصعوبة أدوات أو طرق التحميل المالي‪،‬‬
‫فسوف يتم تناول طريقتين فقط من تمك الطرق وىما‪ :‬التحميل باستخدام النسب المالية‪،‬‬
‫والتحميل باستخدام قائمة الموارد واالستخدامات‪ ،‬وذلك كما يمي‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬استخدام النسب المالية‪:‬‬


‫تعتبر النسب المالية من أىم الدوات المتعارف عمييا‪ ،‬وال كثر شيوعاً وانتشا اًر بين أوساط‬
‫المحممين الماليين‪ ،‬وذلك عند تناوليم لمقوائم المالية لمؤسسات العمال بالدراسة والتحميل‪ ،‬كما‬
‫تعد ىي القدم أيضاً من بين الدوات ظيو اًر‪ ،‬إذ بدأ استخدام ىا في منتصف القرن التاسع‬
‫عشر عندما استعان بيا المستخدمون آنذاك في اتخاذ ق ارراتيم االقتصادي ة ‪ .‬وقد ساعدىا‬
‫عمى ذلك سيولة استخراجيا وفيميا‪ ،‬باإلضافة إلى إمكانية االعتماد عمييا في تقييم الداء‬
‫واتخاذ الق اررات‪.‬‬

‫تعريف النسبة المالية‪:‬‬


‫تعرف النسبة بصفة عامة عمى أنيا مجرد عالقة بين عنصر وعنصر أخر‪ ،‬أو عممية نسب‬
‫تصور أفضل‪ .‬ولمتدليل عمى ذلك ‪ ..‬ىب أن‬
‫ٍ‬ ‫معمومة إلى معمومة أخرى بيدف الوصول إلى‬
‫حجم النقدية في خزينة منشأة ما يعادل مبمغ مقداره نصف مميون جنيو ‪ ..‬فيل لتمك المعمومة‬
‫المجردة أية قيمة ! بالطبع ال‪ ،‬رغم تصور البعض غير ذلك‪ ،‬ورغم ذىابيم لحد القول بكيف ال‬
‫‪ ..‬إنو مؤشر جيد لمستوى السيولة لدى تك المنشأة‪ ،‬ومن ثم قدرتيا عمى اغتنام أي من‬
‫الفرص التسويقية التي يمكن أن تتاح أماميا ثم ‪ ..‬ثم ‪ ..‬إلخ‪ ،‬ولكن قبل الذىاب لبعد من‬
‫ذلك‪ ،‬وترك الباب مفتوحاً أمام الكثيرين لتصوراتيم المختمفة دعنا نسوق إليك معمومة أخرى‬
‫وىي معرفتك بأن جممة استثمارات تمك المنشأة‪ ،‬أي أن القيمة السوقية إلجمالي أصوليا تعادل‬
‫مبمغ مقداره مميون جنيو ‪ ..‬فما ىو تقييمك إذاً ‪..‬؟‬
‫ىنا البد من التأني والتمعن كثي اًر في التفكير قبل الرد‪ ،‬ذلك لنو بنسب تمكا المعمومتين إلى‬
‫بعضيما البعض ستصل إلى معمومة جديدة مفادىا أن حجم النقود السائمة المتاحة لالستخدام‬
‫أمام إدارة تمك المنشأة يعادل ‪ 50%‬من إجمالي استثماراتيا ‪ ..‬فيل ىذا تصرف أو سموك‬
‫مرضي من قبل اإلدارة ؟ ‪ ..‬نعم قد يكون حجم السيولة مرتفع‪ ،‬بل ومرتفع لمغاية‪ ،‬ولكن ماذا‬
‫عن مستويات الربحية التي يمكن أن تتاح لمثل ىذه المنشأة؟ وما الذي يمكن لممدير المالي‬
‫أن يحققو من أرباح يرضى عنيا مالك منشأتو إذا ما كان معطالً لـ ‪ 50%‬من إجمالي‬
‫استثماراتيم في شكل نقود سائمة بعيدة عن االستثمار ‪.‬‬

‫ومن ثم فإن النسب المالية ىي أحد الدوات التحميمية التي تمكن المدير المالي من اختبار‬
‫مدى معقولية حجم الموال المستثمرة في كل بند من بنود القوائم المالية لمنشأتو‪ ،‬أو الديون‬
‫التي تمثل التزامات عمى تمك المنشأة تجاه الغير‪ .‬وكأنيا تجيبو عن تساؤالت‪ :‬ماذا عن حجم‬
‫السيولة الفعمية المتاحة أمام المنشأة؟ ىل ىي بالقدر الواجب بالفعل أم أنيا أقل مما يجب؟‬
‫أي من‬
‫وما الذي سيحدث لو زادت تمك النسبة عن القدر الواجب المتعارف عميو؟ وىل ىناك ٍ‬
‫المؤشرات التي يمكن االسترشاد بيا عند إدارة مستوى السيولة لدى المنشأة ؟ ثم ماذا عن‬
‫حجم الموال المستثمرة في المخزون؟ ىل ىي أقل مما يجب أم أعمى مما يجب‪ ،‬أم أنيا عند‬
‫القدر الواجب؟ وما الذي سيحدث إذا ما كانت أعمى أو أقل؟ وماذا عن حجم المبيعات اآلجمة‬
‫لممنشأة والتي تمثل بند المدينين في ميزانيتيا‪ ،‬وىي الموال التي في ذمة عمالئيا؟ وىل البد‬
‫من تغيير سياسات التحصيل مع أولئك العمالء؟ وماذا عن فترة اال ئتمان الممنوحة ليم‪ ،‬ىل‬
‫تتماشى مع تمك الفترات التي تمنحيا ليم الشركات المنافسة؟ وىل البد من استغالل أو‬
‫استثمار فائض النقود السائمة المتاحة أمام المنشأة في شكل استثمارات مؤقتة في الوراق‬
‫المالية القابمة لمتسويق بدالً من االحتفاظ بيا في شكل نقود سائمة‪ ،‬ومن ثم ضياع بعض من‬
‫فرص الربحية عمى تمك المنشأة؟ بل وىل يمكن لممدير المالي أن يفعل ذلك؟‬

‫إذا ما افترضنا أن النشاط الساسي أو االستثمار ي لممنشأة المقصودة كان كما سبق وأن‬
‫تصورنا ىو "إنتاج الحديد والصمب"‪ ،‬ومن ثم فنحن أمام مدير مالي يعمل في أحد المؤسسات‬
‫التابعة لصناعة الحديد والصمب‪ ،‬فيل يمكن أن يطمب من مثل ىذا المدير أن يكون ممماً‬
‫باستثمارات وتعامالت البورصة وأسواق المال‪ ،‬حتى يتثنى لو استثمار فوائض السيولة المتاحة‬
‫لديو في شكل أوراق مالية جيدة االختيار والتنويع‪ ،‬سائمة بالقدر الذي يمكنو من التخمص‬
‫منيا في الوقت المالئم بسرعة ويسر‪ ،‬دون التعرض ٍ‬
‫لي من الخسائر الرأسمالية في قيمتيا‪.‬‬
‫ليس ىذا فحسب‪ ،‬ولكن ماذا عن حجم استثماراتو في الصول المتداولة مقارن ًة بحجم‬
‫استثماراتو في الصول الثابتة‪ ،‬وما ىي أنسب طريقة لمتعامل مع سياسات اإلىالك ما لم تكن‬
‫ىناك قيود تفرضيا الدولة في شكل قوانين منظمة لتمك السياسات؟ وما ىي أنسب طريقة‬
‫لمتعامل مع سياسات المخزون في ظل الوضاع المختمفة لألسواق وما قد يعترييا من تغير في‬
‫مستويات التضخم أو أسعار الصرف؟ ‪ ..‬ثم دعنا ننتقل إلى الجانب الخر وىو جانب رأس‬
‫المال وااللتزامات لنتساءل‪ :‬ما ىو الييكل المالي المثل أو الفضل بالنسبة لممنشاة؟ واذا ما‬
‫فضمت المنشأة االعتماد عمى السندات كمصدر لمتمويل فيل راعت أثر ذلك عمى حجم‬
‫توقيت‬ ‫سيولتيا‪ ،‬وعمى مستويات ربحيتيا؟ وىل تضمن الموائمة بين‬
‫تدفقاتيا النقدية الداخمة في شكل أرباح وبين توقيت تمك التدفقات الخارجة في شكل فوائد‬
‫دورية خدمة لعباء دين السندات التي اختارتيا كمصدر لتمويل استثماراتيا؟ واذا ما فشمت في‬
‫ذلك فاختارت السيم بديالً‪ ،‬فبأي التوصيات ستنصح اإلدارة مالكيا‪ ،‬ىل ىي السيم العادية أم‬
‫السيم الممتازة؟ واذا ما استقر عمى نوع معين من السيم‪ ،‬فما ىو السعر النسب إلصدارات‬
‫المنشأة من تمك السيم؟ وما ىو أفضل توقيت لعرضيا بالسواق؟ وما ىي أفضل طريقة لطرح‬
‫تمك السيم لالكتتاب فييا‪ ،‬ىل ىو الطرح العام لتتاح الفرصة أمام كل من يرغب في‬
‫االستثمار‪ ،‬أم ىو الطرح الخاص بالمالك القدامى‪ ،‬أم لفئة معينة جديدة من المستثمرين؟ ثم‬
‫في النياية‪ ،‬ما ىو أثر ذلك كمو عمى عوائد الشركة ومخاطرىا؟‬

‫إنيا تساؤالت ال حصر ليا‪ ،‬فيل لمنسب المالية أن تجيب عن مثل ىذه التساؤالت‪ !..‬إن‬
‫مسئولية المدير المالي تبدأ من حيث ما انتيت إليو أرقام المحاسب المالي‪ ،‬فبعدما ترد إليو‬
‫القوائم المالية في شكل أرقام تبدأ ميمتو التحميمية‪ ،‬ليتابع كيف قام ىو بإدارة كل بند من بنود‬
‫تمك القوائم‪ ،‬وليراقب عن كسب دور كل مسئول من مسئولي القسام اإلدارية المختمفة‬
‫بالمنشأة ليرفعيا في النياية في شكل تقرير إلى إدارتو العميا‪.‬‬
‫ولكن دعنا نعد اآلن ‪ ..‬فقد وصمنا إلى أن حجم السيولة المتاحة لالستثمار أمام إدارة تمك‬
‫المنشأة يبمغ ‪ 50%‬من جممة استثماراتيا‪ ،‬فكيف يمكن الحكم عمى ىذه النسبة؟ الواقع ان‬
‫الوقوف عند تمك النسبة ال يعني شيئاً بالنسبة لممحمل المالي‪ ،‬إذ البد من وجود معيار‬
‫(‪ )Bench Marking‬لمقارنة النتائج التي يحصل عمييا بو‪ ،‬ورغم تعدد تمك المعايير‪ ،‬بين‬
‫المعايير التاريخية المطمقة‪ ،‬ومعيار متوسط الصناعة‪ ،‬ومعيار القيم المستيدفة‪ ،‬وغيرىا‪ ،‬فإن‬
‫الشائع من تمك المعايير ىو المعيار التاريخي‪ ،‬ومعيار متوسط الصناعة‪ ،‬والمعيار المجمع‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬المعيار التاريخي‪Time-Series Analysis:‬‬
‫ويطمق عميو بالتحميل المالي الرأسي أو العمودي‪ ،‬وفيو يتم تقييم أداء المؤسسة من خالل‬
‫مقارنة أداءىا في لحظة زمنية معينة‪ ،‬وىي الفترة المالية‪ ،‬بنفس الداء عبر سمسمة زمنية‬
‫محددة‪ ،‬أو فترات مالية متتالية‪ ،‬وىو التحميل الديناميكي كما سبق وأن ذكرنا‪ .‬ويتم ذلك من‬
‫خالل مقارنة نتائج النسب المالية التي تم التوصل إلييا في الفترة الزمنية المقصودة‪ ،‬بنفس‬
‫النسب التي تم التوصل إلييا خالل فترات زمنية سابقة‪ ،‬ومالحظة الفروق أو التطورات التي‬
‫طرأت عمى أداء المنشأة‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬معيار التحميل المقارن‪Cross-Sectional Analysis :‬‬
‫ويطمق عميو بالتحميل المالي العرضي‪ ،‬ويتم من خاللو مقارنة أداء المنشأة بمتوسط أداء‬
‫الشركات المنافسة‪ ،‬التي تعمل داخل نفس الصناعة‪ ،‬وذلك عند نفس المحظة الزمنية‪ ،‬ويطمق‬
‫عمى متوسط أداء الشركات المنافسة ىذه بمتوسط أداء الصناعة‪ ،‬ويمكن الحصول عمى‬
‫المعمومات الخاصة بمتوسطات الصناعة من خالل المواقع اإلليكترونية عبر اإلنترنت‪ ،‬أو من‬
‫خالل الجرائد‪ ،‬والمجالت المتخصصة‪ .‬ويمكن ىذا النوع من التحميل من الوقوف عمى حقيقة‬
‫أداء المنشأة‪ ،‬ونواحي القوة أو أوجو الضعف والقصور بو‪ ،‬مقارن ًة بأداء الشركات المنافسة‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬المعيار المجمع‪Combined Analysis :‬‬
‫ويجمع ىذا النوع من التحميل بين خصائص النوعين السابقين‪ ،‬إذ يتضمن إتباع كال المدخمين‬
‫معاً‪ ،‬وذلك من خالل مقارنة الشركة بنفسيا عبر الزمن‪ ،‬ثم مقارنة الشركة بغيرىا من الشركات‬
‫عند نفس المحظة الزمنية‪ ،‬ومن ثم يمكن من خاللو الوقوف عمى حقيقة أداء الشركة‪ ،‬ومدى‬
‫تطوره أو انكساره عمى مدار عمرىا اإلنتاجي‪ ،‬باإلضافة إلى الوقوف عمى حقيقة وضع الشركة‬
‫بين منافسييا عبر السواق المختمفة‪.‬‬
‫أنواع النسب المالية‪:‬‬
‫رغـم تعـدد وتنـوع النسـب الماليــة التـي يمكـن اسـتخداميا لغـراض التحميــل المـالي فسـوف يقتصـر ىـذا‬
‫الكتــاب عمــى تنــاول عــدد محــدود منيــا‪ ،‬كمــا سـيتم تقســيميا إلــى ثمانيــة مجموعــات تتنــاول تباعـاً فــي‬
‫أقسام متتالية‪ ،‬وىذه النسب ىي‪:‬‬
‫‪ -‬نسب التغطية‪.‬‬ ‫‪ -‬نسب السيولة ‪.‬‬
‫‪ -‬نسب الربحية‪.‬‬ ‫‪ -‬نسب النشاط ‪.‬‬
‫‪ -‬نسب السوق‪.‬‬ ‫‪ -‬نسب االقتراض ‪.‬‬
‫‪ -‬نسب أخرى‪.‬‬ ‫‪ -‬نسب ىيكل التكمفة‪.‬‬
‫ولتوضيح كيفية حساب تمك النسب‪ ،‬وكيفية تحميل كل منيا سوف نعود إلى مثالنـا السـابق‪ ،‬وىـي تمـك‬
‫المنشأة الخاصة بإنتاج "الحديـد والصـمب"‪ ،‬وإلجـراء ذلـك دعنـا نقـم باسـتكمال البيانـات الرقميـة لقـائمتي‬
‫المركز المالي والدخل التي سبق عرضيما عند تناول الفصل الثالـث‪ ،‬لتظيـ ار عمـى النحـو الجديـد الـذي‬
‫‪ 5-4‬و‪ ، 9-4‬ودعنــا نفتــرض أيضــاً أنيمــا يعبــران عــن البيانــات الماليــة‬ ‫يوضحو الجدولين‬
‫الخاصة بالمنشأة المذكورة عن نفس السنة المالية‪ ،‬ودعنا نفترض كذلك قيم ًة لمتوسـط الصـناعة عنـد‬
‫تحميل كل نسبة‪ ،‬وذلك كما يمي‪:‬‬

You might also like