الشريعة الاسلامية

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 133

‫الموسم الجامعي ‪2021-2020‬‬

‫الفصل األول‪ /‬الفوج األول‬

‫وحدة‪ :‬المدخل لدراسة الشريعة‬


‫اإلسالمية‬
‫ذ‪ .‬مليكة الزخنيني‬
‫في مفهوم‪ :‬المدخل ‪ /‬الشريعة ‪ /‬اإلسالم‬

‫المدخل‪ :‬اسم مكان بمعنى الممر للدخول ‪ /‬تحاول المادة أن تمد الطالب باألدوات األولى لفهم العالقة بين أحكام الشريعة‬
‫والقواعد القانونية التي يدرسها‪.‬‬
‫الشريعة‪ :‬في ارتباطها بالديانات السماوية فهي تحيل على األحكام المنصوص عليها في هذه الرسالة‪ ،‬والتي تروم تنظيم‬
‫حياة اإلنسان وتأطيرها‪( .‬من المفاهيم المركبة التي سيفرد لها فصل خاص)‬
‫اإلسالم‪ :‬الخضوع واالنقياد واالستسالم هلل تعالى طوعا ال قسرا‬
‫"اليوم أكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم اإلسالم دينا"‬
‫إجابة الرسول (ص) عندما جاءه رجل سائال‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬ما اإلسالم؟ قال‪ :‬ال تشرك باهلل شيئا وتقيم الصالة وتوتي الزكاة‬
‫و‪....‬‬
‫لماذا؟‬
‫• التمييز بين مفاهيم متداخلة تثير اللبس عند المتلقي‪ :‬الشريعة اإلسالمية ‪ /‬الفقه اإلسالمي ‪ /‬العقيدة ‪ /‬الدين‬
‫• التشريعات السماوية ‪ /‬التشريعات الوضعية‬
‫• العالقة بين القواعد القانونية الوضعية والقواعد الشرعية‬
‫• هوية المغرب المكرسة دستوريا‪" :‬المملكة المغربية دولة إسالمية ذات سيادة كاملة‪ ،‬متشبثة بوحدتها الوطنية والترابية‪،‬‬
‫وبصيانة تالحم وتنوع مقومات هويتها الوطنية‪ ،‬الموحدة بانصهار كل مكوناتها‪ ،‬العربية ‪ -‬اإلسالمية‪ ،‬واألمازيغية‪،‬‬
‫والصحراوية الحسانية‪ ،‬والغنية بروافدها اإلفريقية واألندلسية والعبرية والمتوسطية‪ .‬كما أن الهوية المغربية تتميز بتبوإ‬
‫الدين اإلسالمي مكانة الصدارة فيها‪ ،‬وذلك في ظل تشبث الشعب المغربي بقيم االنفتاح واالعتدال والتسامح والحوار‪،‬‬
‫والتفاهم المتبادل بين الثقافات والحضارات اإلنسانية جمعاء"‪.‬‬
‫• ينص الفصل األول على أنه ‪" :‬تستند األمة في حياتها العامة على ثوابت جامعة‪ ،‬تتمثل في الدين اإلسالمي السمح‪،‬‬
‫والوحدة الوطنية متعددة الروافد‪ ،‬والملكية الدستورية‪ ،‬واالختيار الديمقراطي"‪.‬‬
‫أهداف الوحدة‬

‫• ضبط الجهاز المفاهيمي المتعلق بالوحدة‬


‫• ضبط العالقة بين الشريعة والقانون‬
‫• اإلحاطة بالتطور التاريخي إلنتاج "التشريعات" في التجربة‬
‫اإلسالمية‬
‫محاور الوحدة‬

‫• المحور األول‪ :‬في مفهوم الشريعة اإلسالمية وخصائصها‬

‫• المحور الثاني‪ :‬الفقه اإلسالمي وتطوره (المدارس والمصادر)‬

‫• المحور الثالث‪ :‬دراسة لبعض النظم القانونية‬


‫مراجع لالستئناس‬
‫• الزلمي مصطفى إبراهيم‪ ،‬المدخل لدراسة الشريعة اإلسالمية في نمط جديد‪ ،‬نشر إحسان للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫كردستان‪ ،‬العراق‪ ،‬الطبعة االولى‪.2014 ،‬‬
‫• زيدان عبد الكريم‪ ،‬المدخل لدراسة الشريعة اإلسالمية‪ ،‬مؤسسة الرسالة ناشرون‪ ،‬بيروت لبنان‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى ‪.2005‬‬
‫• أبو العكيك علي‪ ،‬المدخل لدراسة الشريعة اإلسالمية‪ ،‬مكتبة المعارف الجامعية الليدو‪ ،‬فاس‪ ،‬المغرب‪،‬‬
‫‪.1995‬‬
‫المحور األول‪ :‬في مفهوم الشريعة اإلسالمية‬
‫وخصائصها‬
‫ال بد في البداية من اإلشارة إلى أن‪:‬‬

‫‪ -1‬اإلنسان خليفة هللا في األرض‬


‫الد َماء َونَحْ ُن نُ َ‬
‫س ِب ُح ِب َح ْمد َِك‬ ‫س ِفكُ ِ‬ ‫ض خليفَةً قَالُواْ أَتَجْ عَ ُل فِي َها َمن يُ ْف ِ‬
‫س ُد فِي َها َويَ ْ‬ ‫" َو ِإ ْذ قَا َل َربُّ َك ِل ْل َمالَئِ َك ِة ِإنِي َجا ِع ٌل فِي األ َ ْر ِ‬
‫ون "سورة البقرة اآلية ‪.29 :‬‬ ‫ِس لَ َك قَا َل ِإ ِني أ َ ْعلَ ُم َما الَ ت َ ْعلَ ُم َ‬
‫َونُقَد ُ‬
‫‪ -2‬من وظائف اإلنسان عمارة االرض وحفظ نظام التعايش فيها‪،‬‬
‫ُون " سورة الذريات‪ ،‬اآلية ‪.96‬‬ ‫‪ -3‬هللا تعالى خلق بني آدم لعبادته " َو َما َخلَ ْقتُ ا ْل ِج َّن َوا ِأل ْن َ‬
‫س ِإالَّ ِليَ ْعبُد ِ‬
‫لذلك كان ال بد من‪:‬‬
‫وجود قواعد ونواظم للعالقات بين اإلنسان وأخيه اإلنسان‪،‬‬
‫وبين اإلنسان وخالقه‪/‬مستخلفه في األرض‬
‫سنتناول في هذا المحور القضايا التالية‪:‬‬

‫‪ .1‬مدخل مفاهيمي نتعرف فيه على المفاهيم التالية‪ :‬الشرع‪ ،‬الشريعة‪،‬‬


‫الفقه‪ ،‬القانون‬
‫‪ .2‬خصائص الشريعة اإلسالمية‬
‫‪ .3‬مبادئ الشريعة اإلسالمية‬
‫‪ .4‬الشرائع السماوية والشرائع الوضعية‬
‫‪ .5‬القاعدة القانونية والتشريع اإلسالمي (المصادر)‬
‫‪ -1‬مدخل مفاهيمي‬

‫أ‪ -‬مفهوم الشرع‬


‫ب‪ -‬مفهوم الشريعة‬
‫ت‪ -‬مفهوم الفقه‬
‫ث‪ -‬مفهوم القانون‬
‫أ‪ -‬مفهوم الشرع‬

‫لغة‪ :‬مصدر من الجذر المعجمي ش – ر – ع‬


‫• شرع له األمر بمعنى سنه وبين طريقته‬
‫• يقول تعالى‪" :‬شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا"‪ ،‬سورة الشورى‪ ،‬اآلية ‪.13‬‬
‫• الشرع ال يكون إال من هللا‪ /‬الوحي ‪ /‬السماء‬
‫• الحكم هلل "وأن احكم بينهم بما أنزل هللا" سورة المائدة‪ ،‬اآلية ‪.49‬‬
‫• هللا هو الشارع األول وأحكامه تسمى شرعا‬
‫ب‪ -‬مفهوم الشريعة‬

‫• لغة مورد الماء الذي يقصد للشرب‬


‫• الطريق المستقيمة التي تهدي الناس للخير "ثم جعلناك على شريعة من األمر فاتبعها" سورة الجاثية‪ ،‬اآلية ‪.18‬‬
‫• قال أبو بكر بن العربي‪ " :‬الشريعة في اللغة عبارة عن الطريق إلى الماء ضربت مثال للطريق إلى الحق لما فيها من‬
‫عذوبة المورد وسالمة المصدر وحسنه"‪.‬واشتقاقها من " شرع الشيء" بمعنى بينه وأوضحه أي تدل على الطريق‬
‫المستقيم‪.‬‬
‫• اصطالحا‪ :‬استعملت الشريعة في السياق اإلسالمي للداللة على كل ما شرعه هللا للمسلمين في الدين‬
‫• بمعنى مجموع األوامر والنواهي أي األحكام التي سنها هللا تعالى لعباده على لسان رسوله الكريم سواء ما تعلق منها‬
‫بالعقائد أو العبادات أو المعامالت أو أي من مناحي الحياة األخرى بما يضمن لإلنسان تأدية وظائف االستخالف في‬
‫األرض‪.‬‬
‫يم ِدينا ً ِق َيما ً ِم َّلةَ ِإ ْب َرا ِهي َم َح ِنيفا ً " سورة األنعام‪ ،‬اآلية ‪.163‬‬
‫ست َ ِق ٍ‬ ‫• قال تعالى‪":‬قُ ْل ِإ َّن ِني َهدَا ِني َر ِبي ِإ َلى ِص َر ٍ‬
‫اط ُّم ْ‬
‫تداخل بين المفردات‬
‫• فيسمى التشريع السماوي شريعة الستقامته‪،‬‬
‫• و يسمى "ملة" من حيث إنه يملى ويكتب ويجمع عليه الناس‪،‬‬
‫• ويسمى دينا من حيث إنه يطاع هللا به ويجازي عليه‪،‬‬
‫• كما أنه يسمى "إيمانا" من حيث إنه واجب التصديق واإلذعان باطنا‪،‬‬
‫• و"إسالما" من حيث إنه واجب التسليم واالنقياد هلل تعالى‬
‫مفهوم الفقه‬

‫ب َما نَ ْفقَهُ َك ِث ً‬
‫يرا ِم َّما تَقُو ُل)‪.‬‬ ‫• الفقه لغة‪ :‬الفهم‪( ،‬قَالُوا َيا ُ‬
‫ش َع ْي ُ‬
‫• الفقه اصطالحا ً‪ :‬العلم باألحكام الشرعية العملَّية المستنبطة من أدلتها التَّفصيليَّة‪.‬‬
‫‪‬العلم يعني‪ :‬إدراك الشيء على ما هو عليه‬
‫‪‬األحكام الشرعية‪ :‬أي ما نُسب إلى الشَّرع من أحكام‬
‫‪‬العملية ‪ :‬أي المتعلقة بعمل البدن غالباً‪ ،‬فخرج األمور االعتقادية المتعلقة بعمل القلب‬
‫‪‬المستنبطة‪ :‬أي المستقاة بطريق النَّظر واالجتهاد‪.‬‬
‫‪‬األدلة التفصيلية‪ :‬أي األدلة التي اعتبرها الشارع الحكيم‬
‫• الفقه هو الفهم في الدين "من أراد به هللا خيرا يفقهه في الدين"‬
‫• هناك إجماع على أن كل ما يصدر عن اإلنسان من أقوال وأفعال وفي مجال العبادات أو المعامالت وسائر التصرفات له حكم‬
‫مستنبط من الكتاب والسنة مباشرة أو عبر االجتهاد‬
‫• الفقه اإلسالمي هو مجموع هذه األحكام‬
‫ث‪ -‬مفهوم القانون‬

‫• كلمة دخيلة في اللغة العربية‬


‫• استعملت للداللة على مقياس كل شيء‬
‫لم تستعمل في البداية بمعنى الحكم أو الشرع‬ ‫•‬
‫استعملها المتأخرون‬ ‫•‬
‫في الفلسفة اتحذت معنى النظام الذي تسير عليه أمور الكون على نمط معين يحدث كلما توفرت ظروفه‬ ‫•‬
‫اصطالحا يستعمل عند المختصين للداللة على مجموعة القواعد االجتماعية الملزمة المنظمة لعالقات األفراد‬ ‫•‬
‫داخل الجماعة والتي تستتبع مخالفتها توقيع الجزاء على المخالف من قبل السلطة العامة‪=( .‬القانون‬
‫الوضعي)‬
‫يستعمل القانون أيضا للداللة على التشريع الصادرعن السلطة التشريعية في مجال من المجاالت‪.‬‬ ‫•‬
‫الموسم الجامعي ‪2021-2020‬‬
‫الفصل األول‪ /‬الفوج األول‬

‫وحدة‪ :‬المدخل لدراسة الشريعة‬


‫اإلسالمية‬
‫ذ‪ .‬مليكة الزخنيني‬
‫‪ -2‬خصائص الشريعة اإلسالمية‬

‫• الشريعة اإلسالمية شريعة سماوية‪ ،‬باعتبارها وحيا من هللا تعالى إلى رسوله‬
‫محمد (ص)‬
‫• لها مصادر تستقل بها ويأتي على رأسها القرآن الكريم والسنة النبوية‬
‫• لم تتعرض للتحريف والتغيير البشري‬
‫• وبالتالي يمكن تلخيص خصائص الشريعة اإلسالمية في ما يلي‪:‬‬
‫يمكن اعتبار الشريعة اإلسالمية تتميز ب‪:‬‬

‫• األصل اإلالهي (المصدر)‬


‫•الجزاء ذي الطبيعة المزدوجة (الجزاء)‬
‫• الصالحية الدائمة من حيث الزمان (النطاق الزمني)‬
‫• شمولية االختصاص (النطاق الشخصي)‬
‫الخاصية األولى‪ :‬الشريعة اإلسالمية مبنية على الوحي‬
‫(األصل)‬
‫• أوحاها هللا سبحانه إلى نبيه من خالل القرآن الكريم‪،‬‬
‫• طبيعة المشرع تجعل منها شريعة كاملة من كمال وجالل منزلها الذي أحاط فيها بكل شيء في الحال والمستقبل‪.‬‬
‫• القرآن الكريم هو أصل هذه الشريعة‪ ،‬وقد تكفــــل له منزله الحكــــيم بالحفظ وعـــدم التحريف‪ .‬قال تعالى" إنا نحن نزلنا‬
‫الذكر‪ ،‬وإنا له لحافظون" سورة الحجر اآلية ‪.9‬‬
‫• وبالتالي يلتزم الفرد بأحكامها ألنه يعتبرها جزءا من دينه وتدينه (أصل االلتزام)‬
‫• فاالمتزاج بين أحكام الشريعة والدين يعتبر عامال أساسيا في حفظ العدل وتحققه‪ ،‬فما دام الضمير الديني واعيا‬
‫مستيقظا‪ ،‬فلإلنسان على نفسه بصيرة‪ ،‬ال يخالف الشريعة في شيء‪ ،‬وال يحتاج إلى غيره لمنعه من مخالفتها‬
‫• تطبيقها يعتمد قوة االلزام الروحي‪ ،‬عكس الشرائع‪/‬القوانين الوضعية فتحتاج إلقرارها إلى السلطان المادي‬
‫الخاصية الثانية‪ :‬الجزاء في الشريعة اإلسالمية دنيوي وأخروي‬
‫(طبيعة الجزاء)‬

‫• تتفق الشريعة اإلسالمية مع القوانين الوضعية في أن قواعدها وأحكامها تقترن‬


‫بجزاء يوقع على المخالف‪ ،‬ولكنها تختلف معها في أن الجزاء فيها أخروي‬
‫ودنيوي‪.‬‬
‫ت ت َ ْج ِري ِمن ت َ ْحتِ َها األ َ ْن َه ُ‬
‫ار‬ ‫سولَهُ يُ ْد ِخ ْلهُ َجنَّا ٍ‬‫ّللا َو َر ُ‬
‫ّللا َو َمن يُ ِط ِع ه َ‬ ‫• "تِ ْل َك ُحدُو ُد ه ِ‬
‫سولَهُ َويَتَعَ َّد ُحدُو َدهُ يُ ْد ِخ ْلهُ نَ ً‬
‫ارا‬ ‫ّللا َو َر ُ‬
‫ص هَ‬ ‫ين فِي َها َو َذ ِل َك ا ْلفَ ْو ُز ا ْلعَ ِظي ُم َو َمن يَ ْع ِ‬
‫َخا ِل ِد َ‬
‫اب ُّم ِهي ٌن " سورة النساء‪ ،‬اآلية ‪.14‬‬ ‫ع َذ ٌ‬‫َخا ِلدًا فِي َها َولَهُ َ‬
‫• لكن مقتضيات الحياة وضرورة استقرار المجتمع‪ ،‬وتنظيم عالقات األفـــراد‪،‬‬
‫وضمان حقــــوقهم‪ ،‬تستدعي أن يكون للجزاء األخروي جزاء دنيوي‪.‬‬
‫• قد يكون هذا الجزاء ماليا كالدية وحرمان القاتل من اإلرث والوصية‪...‬‬

‫• وقد يكون زجريا‪ ،‬فتتنوع العقوبات‪ .‬مثال‪ ،‬يقول هللا تعالى‪" :‬إنَّ َما َج َزا ُء الَّ ِذ َ‬
‫ين‬
‫صلَّبُوا أ َ ْو تُقَ َّ‬
‫ط َع‬ ‫سادًا أ َ ْن يُقَتَّلُوا أ َ ْو يُ َ‬‫ض فَ َ‬ ‫س َع ْو َن ِفي ْاأل َ ْر ِ‬ ‫سولَهُ َو َي ْ‬ ‫ّللا َو َر ُ‬
‫ون َّ َ‬ ‫يُ َح ِاربُ َ‬
‫ي فِي ال ُّد ْنيَا َولَ ُه ْم فِي‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬
‫ز‬ ‫خ‬‫ِ‬ ‫م‬‫ْ‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ل‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫ذ‬ ‫ض‬ ‫ِ‬ ‫ر‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫األ‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫م‬‫ِ‬ ‫ا‬ ‫و‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ف‬‫ن‬‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫و‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ف‬‫ٍ‬ ‫ال‬‫َ‬ ‫خ‬‫ِ‬ ‫ن‬ ‫ْ‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ل‬‫ج‬‫ُ‬ ‫ر‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫يه‬
‫أ ِ‬
‫د‬‫ِ‬ ‫ي‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫اب ع َِظي ٌم" سورة المائدة‪ ،‬اآلية ‪.33‬‬ ‫ع َذ ٌ‬ ‫ا ْآل ِخ َر ِة َ‬
‫الجزاء الدنيوي‬
‫• إذا اقترف المكلف جريمة في غفلة من إيمانه‪ ،‬يتم ردعه بعقوبة مالئمة تزجره ألن يعود‬
‫لمثل جريمته‪ ،‬كما تزجر غيره أن يفعل مثل فعلته‪،‬‬
‫• لذلك أمر هللا بقطع يد السارق‪ ،‬وجلد الزاني أو رجمه‪ ،‬وجلد شارب الخمر‪ ،‬وقاذف‬
‫المحصنات‪...‬إلخ‪ .‬وفي ذلك جاءت الشريعة بثالث انواع من العقوبة‪:‬‬
‫الحدود ‪:‬‬

‫• وهي عقوبات مقدرة شرعا على جريمة معينة ‪ ،‬وهي الردة والسرقة وشرب‬
‫الخمر والزنا والقذف وقطع الطريق‪.‬‬
‫• وسميت بالحدود ألنها تمنع االعتداء على المصالح األساسية للمجتمع‪ ،‬وألنها‬
‫عقوبات محددة المقدار ال يجوز فيها الزيادة أو النقصان‪.‬‬
‫• إمام المسلمين ملزم بتنفيذ هذه الحدود‪ ،‬لكن إذا طرأ على الحد ما يسقطه وترجح‬
‫لدى اإلمام إسقاطه‪ ،‬فله ذلك سواء قبل الحكم أو بعده‪.‬‬
‫القصاص‪:‬‬

‫• وهي عقوبة مقدرة شرعا على جريمة االعتداء على النفس والبدن‪،‬‬
‫• تثبت بالكتاب والسنة وإجماع األمة‪ ،‬سميت العقوبة بالقصاص ألنها تقوم على‬
‫أساس معاقبة المجرم بمثل ما فعل‪ ،‬كمن يقتل يقتل ومن يقطع أذن غيره تقطع‬
‫أذنه‪.‬‬
‫التعزير‪:‬‬

‫• هي عقوبة مفوضة إلى رأي أولي األمر وهو الحاكم المسلم‪ ،‬على سائر‬
‫الجرائم إال جرائم القصاص والحدود‪ ،‬وتبتدئ من كلمة النصح وتنتهي‬
‫إلى اإلعدام‪ ،‬وما بينهما من العقوبات المالية والبدنية واألدبية‪.‬‬
‫• وسميت هذه العقوبة بالتعزير ألن التعزير هو التأدب‪،‬والمقصود به تأديب‬
‫المجرم بأية طريقة يراها الحاكم مناسبة‬
‫مالحظات‪:‬‬

‫• الجزاء األخروي يترتب سواء عوقب اإلنسان في الدنيا أم لم‬


‫يعاقب‪ ،‬ما لم تقترن مخالفته بتوبة نصوح وتحلل من حقوق‬
‫الغير‬
‫• المسلم يخضع ألحكام الشريعة خضوعا اختياريا في السر‬
‫والعلن‪ ،‬خوفا من عقاب هللا‪ ،‬ولو استطاع أن يفلت من عقاب‬
‫الدنيا‬
‫الخاصية الثالثة ‪ :‬العمومية (الصالحية لكل زمان ومكان)‬

‫• جاءت كاملة على سبيل الدوام لتنظيم شؤون الجماعة‬


‫• انعكاس لألصل اإلالهي ألحكامها‪:‬‬
‫يف ا ْل َخ ِب ُ‬
‫ير" سورة الملك‪ ،‬اآلية ‪14‬‬ ‫• "أَال يَ ْعلَ ُم َم ْن َخلَ َ‬
‫ق َو ُه َو اللَّ ِط ُ‬
‫• " وما كان ربك نسيا" سورة مريم‪ ،‬اآلية ‪64‬‬
‫• مادامت األحكام ذات أصل إلهي‪ ،‬فهي ثابتة ال تتغير صالحة لكل زمان ومكان‬
‫• هذه الصالحية مقترنة بقدرة العقل البشري على التوصل لجوهرها والحكمة من سنها‬
‫• الدليل هو ورود مجموعة من األحكام خاصة المتعلقة بالمعامالت بصيغة كلية‬
‫• أي أن التفصيل فيها ترك لالجتهاد بحسب مسايرة التحوالت (اآليات التي تناولت المعامالت‬
‫في القرآن الكريم ال تزيد عن ‪200‬من أصل ‪ 6236‬آية )‬
‫من أهم العقود في المعامالت هي عقد البيع‬
‫• خصه القرآن بأربعة أحكام‪:‬‬

‫سورة البقرة‪ ،‬آية ‪.215‬‬‫• اإلباحة وتحريم الربا "وأحل هللا البيع وحرم الربا"‬
‫• اشتراط التراضي "يا أيها الذين آمنوا ال تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إال‬
‫أن تكون تجارة عن تراض منكم" سورة النساء‪ ،‬آية ‪.29‬‬

‫• ضرورة اإلشهاد "وأشهدوا إذا تبايعتم" سورة البقرة‪ ،‬آية ‪282‬‬

‫• النهي عن إقامته وقت صالة الجمعة "يا أيها الذين آمنوا إذا نودي‬
‫للصالة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر هللا وذروا البيع" سورة الجمعة‪ ،‬آية ‪9‬‬
‫الخاصية الثالثة ‪ :‬العمومية (الصالحية لكل مكان)‬

‫• موجهة لعموم الناس‪ ":‬وما أرسلناك إال كافة للناس بشيرا ونذيرا" سورةسبأ‪،‬‬
‫آية ‪.28‬‬
‫• "ما كان محمد أب أحد من رجالكم‪ ،‬ولكن رسول هللا وخاتم النبيئين" سورة‬
‫األحزاب‪ ،‬آية ‪.40‬‬
‫• نابعة من االعتقاد في كون اإلسالم الدين المكتمل األخير‬
‫• نابعة باالعتقاد بعالمية الرسالة‬
‫الخاصية الرابعة‪ :‬شمولية االختصاص‬

‫• ال تفصل بين عبادات ومعامالت‬


‫• تغطي مختلف مناحي حياة اإلنسان‬
‫• ما تعلق منها بعمل الدنيا واآلخرة‬
‫• تناولت النوايا والبواعث والوقائع‪......‬‬
‫• بمعنى أنها شاملة لجميع مناحي الحياة بالتدقيق والتنظيم‪ ،‬سواء ما تعلق بعالقة‬
‫اإلنسان بخالقه أو باإلنسان‬
‫يمكن النظر لألحكام الواردة فيها وفق التقسيم المنهجي التالي‪:‬‬

‫• أحكام اعتقادية‪ :‬متعلقة بذات هللا وصفاته‪ ،‬والرسل واألنبياء والمالئكة ‪...‬مما‬
‫يعتبر من األمور الغيبية التي ال يتم بلوغها إال بما ورد على يد الرسل‬
‫واألنبياء (علم الكالم وعلم التوحيد)‬
‫• أحكام تهذيبية‪ :‬متعلقة بما يجب أن يكون عليه اإلنسان (علم األخالق)‬
‫• أحكام عملية‪ :‬وهي المتعلقة بتنظيم المعامالت بين الناس (األسرة العالقات‬
‫المالية‪ /‬معاملة األجانب‪ /‬قواعد الحرب والسالم‪/‬قواعد الحكم‪).../‬‬
‫خالصة‬

‫ربانية‬

‫خصائص‬
‫شاملة‬ ‫الشريعة‬ ‫عامة‬
‫اإلسالمية‬

‫ثنائية‬
‫الجزاء‬
‫‪ -3‬مبادئ الشريعة اإلسالمية‬

‫• هناك مبادئ تؤطر الحياة في الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وتعتبر مميزة لها‪،‬‬


‫• المبادئ هي انعكاس للتصور العام للحياة في مجتمع معين‪ ،‬ويستدعي تنزيلها وجود قواعد عملية‬
‫• نلخصها في‪:‬‬
‫مبدأ العدل‬ ‫•‬
‫مبدأ حماية مصالح الناس‬ ‫•‬
‫مبدأ التيسير ورفع الحرج‬ ‫•‬
‫مبدأ التكافل والتضامن‬ ‫•‬
‫أ‪ -‬مبدأ العدل‬

‫• يقول تعالى في سورة النحل "إن هللا يأمر بالعدل واإلحسان"‬


‫• "وال يجرمنكم شنآن قوم أن ال تعدلوا‪ ،‬اعدلوا هو أقرب للتقوى" سورة المائدة‪ ،‬آية ‪8‬‬
‫• عادة ما يقرن العدل باإلحسان في اإلسالم‬
‫• العدالة حق للفرد يجب أن يشعر بوجودها ويؤمن بتحققها‬
‫• بالنظر لطبيعة اإلنسان‪ ،‬بجسمه األرضي‪ ،‬وروحه السماوية‪ ،‬بدوافعه الفردية ونزعته‬
‫الغيرية‪ ،‬بعوامل الفجور وبواعث التقوى ‪ " :‬ونفس وما سواها‪ ،‬فَأ َ ْل َه َم َها فُ ُج َ‬
‫ور َها‬
‫َوت َ ْق َوا َها" سورة الشمس‪ ،‬اآلية ‪ 7‬و ‪.8‬‬
‫• من صور العدالة‪ ،‬اإلقرار بمعاقبة المعتدي بمثل عدوانه‪ ،‬ومن صور اإلحسان فتح باب‬
‫ّللا"‬ ‫صلَ َح فَأ َ ْج ُر ُه َ‬
‫علَى َّ ِ‬ ‫س ِيهئَةٌ ِ همثْلُ َها فَ َم ْن َ‬
‫عفَا َوأ َ ْ‬ ‫الثوبة " َو َج َزا ُء َ‬
‫س ِيهئ َ ٍة َ‬
‫ب‪ -‬مبدأ حماية مصالح الناس‬

‫• مناط الوجود اإلنساني إعمار األرض‬


‫• هناك مصلحة عامة وبالموازاة معها مصالح خاصة‬
‫• قال (ص)‪" :‬كل مسلم على المسلم حرام دمه وعرضه وماله"‬
‫• في التوفيق بين المصلحة العامة والمصلحة الخاصة‪ :‬قاعدة "الضرر وال ضرار"‬
‫ج‪ -‬مبدأ التيسيرورفع الحرج‬

‫• الشريعة اإلسالمية قامت على طاعة هللا وتوحيده‪،‬‬


‫• العبادات هي ترجمة وانعكاس لهذا التوحيد‬
‫• فلسفة الرسالة المحمدية كانت الرحمة والتيسير "وما أرسلناك إال رحمة‬
‫للعالمين"‬
‫• ويقول تعالى مخاطبا النبي (ص)‪":‬ونيسرك لليسرى"‪ ،‬أي نوفقك أليسر الشرائع‬
‫• لذلك جاءت أحكام الشريعة مقترنة بالتخفيف والتيسير ورفع الحرج‬
‫من القواعد الفقهية التي صاغها الفقهاء المسلمين في اليسر ورفع الحرج‬

‫• قاعدة المشقة تجلب التيسير‪ :‬ويتعلق بهذه القاعدة تشريع الرخص عند وجود مشقة في تطبيق‬
‫األحكام‪ ،‬كإباحة اإلفطار في رمضان للمريض و المسافر‬
‫• قاعدة الضرر يزال ‪ :‬وأصل هذه القاعدة قوله (ص)‪":‬ال ضرر وال ضرار"‪،‬‬
‫• يستفاد من هذا الحديث النهي عن إيقاع الضرر قبل حصوله‪ ،‬فإن وقع وجبت إزالته‬
‫• ومن جملة تطبيقات هذه القاعدة‪ :‬إقرار حق الشفعة للشريك رفعا لضرر متوقع بدخول أجنبي‬
‫عليه واإلجبار على القسمة فيما يمكن قسمته إلزالة الضرر‪ ،‬وإزالة األضرار المترتبة عن‬
‫التعسف في استعمال الحق‪.‬‬
‫• الضرر األشد يزال بالضرراألخف ‪ :‬فإذا تقابل ضرر أخف وضرر أشد‪ ،‬يسمح بتطبيق الضرر‬
‫األخف كترجيح المصلحة العامة على الخاصة في نزع الملكية من أجل المنفعة العامة‪ ،‬والعمل‬
‫بالتسعير اإلجباري إذا وقع إجحاف من التجار‪ ،‬وكذلك منع االحتكار‪.‬‬
‫• الضرورات تبيح المحضورات ‪ :‬كإباحة أكل الميتة ولحم الخنزيرعنذ االضطرار إليها‪ ،‬والتلفظ‬
‫بكلمة الكفر عند اإلكراه حفاظا على النفس‪.‬‬
‫• الميسور ال يسقط بالمعسور ‪ :‬وأصل هذه القاعدة قوله (ص)‪":‬وما أمرتكم به فآتوا به ما‬
‫استطعتم"‪ .‬أي أن المكلف إذا تعسر عليه فعل أغلب المأمور به وتيسر له فعل جزء منه يفعل‬
‫المتيسر‪ ،‬وال يسقط عنه بالمتعسر‬
‫د‪ -‬مبدأ التكافل والتضامن‬
‫• " واعتصموا بحبل هللا جميعا وال تفرقوا‪ ،‬واذكروا نعمة هللا عليكم إن كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته‬
‫إخوانا" سورة أى عمران‪ ،‬أيى ‪.103‬‬
‫• الفرقة نقيض االتحاد‪ /‬الوحدة‬
‫• الوحدة = اعتصام‪ /‬احتماء بحبل هللا‬
‫• صيغة األمر ترقى بها إلى الواجبات‬
‫• تقديم المصلحة الجماعية على الفردية‬
‫• هذا االعتصام يغطي جميع الوحدات المكونة للمجتمعات المختلفة‬
‫• يبدأ من األسرة إلى سائر الوحدات األخرى‬
‫• يعترف بالمصلحة الفردية كمدخل للمصلحة الجماعية (العمل أيضا عبادة)‬
‫الموضوع األول‪:‬‬

‫أكتب موضوعا تعالج فيه خصائص الشريعة اإلسالمية‬


‫مقدمة ‪ /‬تقديم ‪ /‬تأطير‬

‫تأطير (تعريف الشريعة اإلسالمية)‬

‫ما هي خصائص الشريعة اإلسالمية؟‬

‫تقسيم إلى مبحثين‬


‫التأطير‪ :‬من العام إلى الخاص وفق منطق مقبول‬
‫جاء اإلسالم في القرن السابع الميالدي‪ ،‬ليحدث طفرة في تاريخ البشرية‬
‫بفعل منظومة القيم والقواعد التي أتى بها لينظم حياة الناس‪ .‬وهذه‬
‫المنظومة هي التي تشكل اليوم ما نسميه شريعة إسالمية؛ أمجموع‬
‫األوامر والنواهي أي األحكام التي سنها هللا تعالى لعباده على لسان‬
‫رسوله الكريم سواء ما تعلق منها بالعقائد أو العبادات أو المعامالت أو‬
‫أي من مناحي الحياة األخرى بما يضمن لإلنسان تأدية وظائف‬
‫االستخالف في األرض‪ .‬وهي تتميز عن باقي الشرائع األخرى بمجموعة‬
‫من الخصائص‪.‬‬
‫اإلشكالية ‪ /‬السؤال الذي نود اإلجابة عليه‬

‫فما هي خصائص الشريعة اإلسالمية؟‬


‫منهجية العمل‪ :‬كيف ستعالج هذا السؤال؟ (فقرة جديدة)‬
‫يجب أن يكون لك مقترح إجابة تود الوصول له في األخير‬

‫يتطلب الحديث عن خصائص الشريعة اإلسالمية التطرق إلى ما تنفرد به من‬


‫خصوصية على مستوى أصلها وطبيعة الجزاء فيها (مبحث أول)‪ ،‬إضافة إلى نطاق‬
‫تطبيقها‪ ،‬والمواضيع التي تغطيها (مبحث ثان)‪.‬‬
‫مقترح ‪2‬‬

‫لمعالجة هذه اإلشكالية‪ ،‬سنتطرق في مبحث أول لربانية‬


‫الشريعة اإلسالمية وطبيعة الجزاء فيها‪ ،‬فيما سنفرد المبحث‬
‫الثاني لعمومية هذه الشريعة وشموليتها‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬أصل الشريعة اإلسالمية وطبيعة الجزاء فيها‬

‫تختص الشريعة اإلسالمية‪ ،‬شأنها شأن جميع الشرائع السماوية‪ ،‬بأصلها الرباني (مطلب أول)‪،‬‬
‫وهو ما يجعل الجزاء فيها ذا طبيعة مزدوجة (مطلب ثان)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬األصل اإلالهي للشريعة اإلسالمية‬


‫‪.....................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬طبيعة الجزاء في الشريعة اإلسالمية‬
‫‪....................................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬عمومية الشريعة اإلسالمية وشموليتها‬

‫بقدوم الرسالة المحمدية‪ ،‬أتم هللا نعمته على عباده باإلسالم دينا أخيرا‪ ،‬وشكلت األحكام التي أتى بها‬
‫إطارا لتنظيم حياة اإلنسان بما يتيح له القيام بمهمة االستخالف التي أناطها به هللا عز وجل‪ .‬وبذلك‬
‫تتسم الشريعة اإلسالمية بكونها عامة (مطلب أول)‪ ،‬وشاملة لمختلف مناحي الحياة (مطلب ثان)‬

‫المطلب األول‪ :‬الشريعة اإلسالمية عامة‬


‫‪........................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الشريعة اإلسالمية شاملة‬
‫‪............................‬‬
‫الخاتمة‪ :‬عودة لإلشكالية ومحاولة لصياغة إجابة تركيبية لها‬

‫وبناء عليه‪ ،‬فالشريعة اإلسالمية تتسم بالعديد من الخصائص التي لم تجتمع في‬
‫شرائع سماوية أخرى‪ ،‬وال تتوفر في القوانين الوضعية أيضا‪ ،‬إذ تستند إلى األصل‬
‫اإلالهي الذي تستمد منه أحكامها‪ ،‬وهذا ما يجعل الجزاء األخروي يحتل مكانة هامة‬
‫إلى جوار الجزاء الدنيوي المعروف في القوانين الوضعية‪ ،‬كما أن صالحيتها لكل‬
‫األزمنة واألمكنة ومخاطبتها لعموم البشر يجعلها تنفرد بخاصية العمومية‪ ،‬والتي‬
‫تتظافر مع خاصية الشمولية بفعل تغطية أحكام الشريعة لمختلف مناحي حياة الفرد‬
‫والجماعة‪ ،‬لترسم خصائصا أربعا مميزة للشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫الموسم الجامعي ‪2021-2020‬‬
‫الفصل األول‪ /‬الفوج األول‬

‫وحدة‪ :‬المدخل لدراسة الشريعة اإلسالمية‬


‫المحاضرة الثالثة ‪2020-12-14‬‬

‫ذ‪ .‬مليكة الزخنيني‬


‫الشرائع السماوية والقوانين الوضعية‬
‫تذكير‪:‬‬
‫• اصطالحا يستعمل "القانون" عند المختصين للداللة على مجموعة القواعد‬
‫االجتماعية الملزمة المنظمة لعالقات األفراد داخل الجماعة والتي تستتبع‬
‫مخالفتها توقيع الجزاء على المخالف من قبل السلطة العامة‪=( .‬القانون‬
‫الوضعي)‬
‫• يتشكل القانون من مجموعة من "الوحدات" نسميها قواعد قانونية‬
‫• القانون هو مجموع القواعد القانونية وهذا هو القانون بمعناه الواسع والمتداول‬
‫• هناك معنى ضيق يستعمل فيه القانون كرديف ل "التشريع"‬
‫• أي ما يصدر عن السلطة التشريعية فقط من قواعد قانونية‬
‫تعريف القاعدة القانونية‬
‫• سبب وجودها‪ :‬لماذا؟‬
‫• تنظيم السلوك اإلنساني داخل المجتمع‬
‫• توجيه السلوك توجيها عاما ملزما وفق نظام اجتماعي يتوافق مع األهداف والغايات التي‬
‫تتفق عليها الجماعة‬
‫• وبالتالي‪:‬‬
‫• ال يمكن تصور وجودها إال في جماعة‬
‫• تبين للفرد السلوك الذي يجب على الفرد االلتزام به‬
‫• ال تعني شخصا بعينه بل عموم الناس‬
‫• يعتبر االلتزام بها إجباريا‬
‫وبناء عليه‪،‬‬
‫• القاعدة القانونية هي مقتضى يستهدف تنظيم السلوك اإلنساني داخل المجتمع‪ ،‬وتوجيهه‬
‫توجيها عاما وملزما وفق ما ترسخ في ضمير هذا المجتمع من تصورات‪.‬‬
‫• القاعدة القانونية هي اإلطار الذي يتم عبره التوفيق بين المصالح المختلفة لألفراد في مجتمع‬
‫معه بما يضمن امصلحة الجماعية في هذا المجتمع‪.‬‬
‫• القاعدة القانونية بهذا المعنى استجابة لحاجة مجتمعية‪.‬‬
‫• تترجم القاعدة القانونية عبر مجموعة من المقتضيات الملزمة التي يتحتم على األفراد‬
‫جميعهم االمتثال لها‪.‬‬
‫• ترتب مخالفة القاعدة القانونية نوقيع جزاء تتواله السلطة العامة‪.‬‬
‫تعرف القاعدة القانونية على أنها‪:‬‬

‫• أمر بإتيان شيء أو االنتهاء عنه تحت طائلة الجزاء‬

‫• قاعدة سلوك في المجتمع‪ ،‬تتسم بكونها عامة ومجردة وخرقها يرتب‬


‫جزاء‬
‫خصائصها‬

‫‪ .1‬قاعدة اجتماعية‪:‬‬
‫• ال يمكن تصورها إال في جماعة‬
‫• استجابة للحاجة التنظيمية داخل الجماعة‬
‫• تعكس تطور حياة الجماعة وتجدد حاجياتها‬
‫• تتغير بتغير حاجات هذه الجماعة‬
‫‪ -2‬قاعدة سلوك (مرتبطة بالخاصية األولى)‬

‫• قاعدة لتنظيم سلوكات األفراد في المجتمع‬


‫• تنظم الحقوق والواجبات وحدود تصرف الفرد‬
‫• تنصب على السلوكات القابلة للرصد والتقييم‬
‫• ال تغطي النوايا والمضمرات‬
‫• قاعدة لتنظيم السلزكات الظاهرة وليست المضمرة‬
‫‪ -3‬قاعدة عامة ومجردة‬
‫• تخاطب جميع األفراد دون تمييز‬
‫• تطبق على كل واقعة توفرت فيها شروطا‪ ،‬وليست قاعدة لمعالجة حالة بعينها‬
‫• أي تسري على جميع األشخاص والحاالت المتوفر فيها شروط إعمالها = ال تتناول وقائع‬
‫بعينها أو أشخاصا بعينهم (التجريد)‬
‫‪ -4‬قاعدة ملزمة‬

‫• تستمد إلزاميتها من الجزاء المقرون بها‬


‫• الجزاء محدد بدقة وتقوم على توقيعه السلطة العامة‬
‫• الجزاء ظاهر ‪ /‬مادي‪ /‬حسي‪ /‬قابل للرصد‬
‫• زمنيا مرتبط بالمخالفة أي أنه حال وليس مؤجل‬
‫• من اختصاص الدولة باعتبارها وحدها "المحتكر لممارسة العنف المشروع"‬
‫• قد يكون جبرا أو زجرا أو تأديبا‬
‫• الهدف منه تحقيق أمن المجتمع واستقراره‬
‫وبالتالي‪:‬‬
‫• القاعدة القانونية تختلف عن غيرها من القواعد األخرى التي تشترك معها في تنظيم العالقات بين األفراد في‬
‫المجتمع‬
‫• يمكن أن نذكر في هذا اإلطار األعراف والعادات‪ ،‬وقواعد المجامالت والقواعد األخالقية والقواعد الدينية‪.‬‬
‫• هذه القواعد تساهم في بلورة نسق العالقات المجتمعية‪.‬‬
‫• هذه القواعد تؤثر في إنتاج القاعدة القانونية مادامت استجابة لحاجة مجتمعية‪.‬‬
‫• القاعدة القانونية تنصب على ظاهر أفعال الفرد وتأثيرها على استقرار المجتمع‪.‬‬
‫• القاعدة القانونية تتغير بتغير متطلبات المجتمع‪.‬‬
‫• القواعد األخرى تعتمد على الرقابة الذاتية للفرد‪ ،‬وامتثاله الطوعي لمقتضياتها‪.‬‬
‫• القاعدة القانونية ترتكز على االمتثال القسري للفرد بالنظر العتمادها الجزاء‪.‬‬
‫خالصة‪ :‬القاعدة القانونية (القانون الوضعي)‬

‫قاعدة سلوك (غائية)‬


‫قاعدة عامة‬ ‫قاعدة اجتماعية‬
‫(لتنظيم السلوك الظاهري‬
‫(تتوجه للجميع بدون‬ ‫(خاصة بكل مجتمع في‬
‫لألفراد وفق معايير‬
‫تمييز)‬ ‫زمان ومكان معينين)‬
‫متواضع عليها)‬

‫قاعدة مجردة‬
‫قاعدة ملزمة‬
‫(تنطبق على جميع الوقائع‬
‫(خرقها يستدعي توقيع‬
‫التي تتوفر فيها شروط‬
‫جزاء مادي حال)‬
‫إعمالها)‬
‫س‪:2‬‬
‫أكتب موضوعا تعالج فيه‪:‬‬

‫إلى أي حد يمكن تحويل أحكام الشريعة إلى‬


‫قواعد قانونية؟‬
‫مصادر القاعدة القانونية‪:‬‬
‫• التشريع‬
‫التشريع هو كل قاعدة قانونية مكتوبة صادرة عن سلطة عامة ومختصة في الدولة في شكل وثيقة رسمية ‪ ،‬استنادا إلى إجراءات مسطرية معينة وطبقا للقواعد الدستورية المعمول‬
‫="الوثيقة المكتوبة التي تصدر عن السلطة التشريعية"‬
‫• العرف‬
‫قواعد وممارسات درج الناس على اتباعها في معامالتهم زمنا طويال حتى تكون لديهم الشعور بإلزاميتها‬
‫وبضرورة احترامها‪.‬‬
‫• المبادئ العامة للقانون‬
‫مبادئ ال يشترط ورودها في نص قانوني مكتوب‬
‫تستخلص من طبيعة النظام القانوني وأهدافه االقتصادية والسياسية واالجتماعية والقيم الدينية والثقافية السائدة في المجتمع ‪.‬‬
‫• االجتهاد القضائي‬
‫• االجتهاد الفقهي‬
‫مصادر الشريعة اإلسالمية = من أين تستمد أحكامها؟‬
‫• بالنظر لخصائصها المشار لها سلفا‪ ،‬فاحكام الشريعة هي ترجمة لما سنه هللا لعباده‪.‬‬
‫• ما سنه هللا لعباده ورد في ما أنزله على الرسول الكريم في الكتاب الحكيم‪.‬‬
‫• وبالتالي ال يمكن االختالف في كون القرآن الكريم هو المصدر األول للتشريع اإلسالمي‪.‬‬
‫• وعلى اعتبار الرسول (ص)هو مبلغ الرسالة‪ ،‬تعتبرسلوكاته واألحكام التي يوردها في وقائع‬
‫معينة مرجعا أيضا للتشريع "وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا" سورة الحشر‪،‬‬
‫اآلية ‪.7‬‬
‫• في مرحلة الحقة‪ ،‬وبتوسع الدولة اإلسالمية وظهور وقائع مستجدة ومختلفة‪ ،‬سيصبح "استنباط‬
‫األحكام" كممارسة عقلية ضرورة‪ ،‬وتلتحق بمصادر التشريع اإلسالمي‪.‬‬
‫وبالتالي سنميز بين‪:‬‬
‫• المصادر األصلية ‪/‬النقلية‬
‫• القرآن الكريم‬
‫• السنة النبوية‬
‫• المصادر التبعية‪ /‬العقلية مما سنفصل فيه الحقا وتضم‪:‬‬
‫• اإلجماع‬
‫• القياس‬
‫• االستحسان‬
‫• المصالح‬
‫• سد الذرائع‬
‫• االستصحاب‬
‫• العرف‬
‫• شرع من قبلنا‬
‫• قول الصحابي‬
‫القرآن الكريم كمصدر للتشريع‬
‫الم َويُ ْخ ِر ُج ُهم ِِّم ِن ال ُّظلُ َما ِ‬
‫ت ِإلَى‬ ‫س ِ‬ ‫ض َوانَهُ ُ‬
‫سبُ َل ال ه‬ ‫َّللاُ َم ِن اتهبَ َع ِر ْ‬ ‫اب ُّم ِب ٌ‬
‫ين يَ ْهدِي ِب ِه ه‬ ‫َّللا نُ ٌ‬
‫ور َو ِكتَ ٌ‬ ‫• "ق ْد َجا َءكُم ِ ِّم َن ه ِ‬
‫يم" سورة المائدة‪ ،‬آية ‪.15‬‬ ‫ستَ ِق ٍ‬‫اط ُّم ْ‬ ‫ور ِب ِإ ْذ ِن ِه َو َي ْهد ِ‬
‫ِيه ْم ِإلَى ِص َر ٍ‬ ‫النُّ ِ‬
‫• هو المصدر األول للتشريع‬
‫• ذهب بعض الفقهاء لكونه األصل الجامع الذي ال دليل سواه‪ ،‬وسائر األدلة بيان للقرآن وتفريع عنه وراجع‬
‫إليه‪.‬‬
‫• لغة مشتق من ق ر أ‬
‫• واصطالحا يعرف أنه "كالم هللا تعالى المنزل على رسوله الكريم باللفظ العربي‪ ،‬المكتوب في المصاحف‪،‬‬
‫المنقول بالتواتر المتعبد بتالوته‪ ،‬المبدوء بسورة الفاتحة والمختوم بسورة الناس"‬
‫• الخطاب المنزل على الرسول (ص) باللفظ والمعنى‬
‫• نزل القرآن الكريم منجما وليس دفعة واحدة (‪ 23‬سنة)‬
‫• يمكن التمييز فيه بين ما نزل دونما تقييد بحدث أو واقعة معينة وبين ما جاء إجابة عن حدث‬
‫أو واقعة معينة‬
‫• جاء القرآن بلسان عربي "إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون" سورة يوسف آية ‪.2‬‬
‫• جاءت أحكامه متدرجة استجابة لحاجات واستعدادات المجتمع الذي نزل فيه (فيه الناسخ‬
‫والمنسوخ)‬
‫• نقل بالتواترأي "نقله جمع عن جمع يمنع العقل تواطؤهم على الكذب أو السهو أو الخطأ"‬
‫القرآن بين مكة والمدينة‬
‫• ما أنزل في مكة تعلق باألساس ب‪:‬‬
‫• توحيد هللا‬
‫• أمور العقيدة واإليمان بالبعث‬
‫• اإليمان بالمالئكة والنبوات السابقة‬
‫• تقويم الخلق واالتصباب على بواطن األمور‬
‫• ما أنزل في المدينة اهتم ب‪:‬‬
‫• التشريع في مجال العبادات – التكليفات‪-‬‬
‫• التشريع في مجال المعامالت‬
‫األحكام الواردة في القرآن وردت إما‪:‬‬

‫• على شكل قواعد ومبادئ عامة ال تتناول التفاصيل وتهم باألخص المعامالت‬
‫(األمور المتغيرة بحسب الزمان والمكان)‬
‫• على شكل حكم كلي يحتاج إلى تفصيل وبيان وتندرج تحتها العبادات التي لم تحدد‬
‫طريقة آدائها بشكل مدقق‬
‫• مفصلة دون إجمال في وضعيات بعبنها كأنصبة الورثة مثال‬
‫• وقد تغيب أحكام‪ ،‬وتتولى السنة النبوية سد الفراغ مصداقا لقوله تعالى‪" :‬ما أتاكم‬
‫الرسول فخذوه‪ ،‬وما نهاكم عنه فانتهوا" سورة الحشر‪ ،‬آية ‪.27‬‬
‫القضايا التي عالجها القرآن‬

‫• تنظيم عالقة الفرد بخالقه‬


‫• تنظيم عالقة الفرد بالفرد داخل المجتمع‪/‬الدولة‬
‫• تنظيم عالقة الفرد بولي األمر ‪/‬الحاكم‬
‫• تنظيم عالقة المسلمين ب "األجانب"‬
‫• تنظيم حالتي السلم والحرب‬
‫الموسم الجامعي ‪2021-2020‬‬
‫الفصل األول‪ /‬الفوج األول‬

‫وحدة‪ :‬المدخل لدراسة الشريعة اإلسالمية‬


‫المحاضرة الرابعة ‪2020-12-21‬‬
‫‪2020-12- 28‬‬

‫ذ‪ .‬مليكة الزخنيني‬


‫‪zekhnini.ma.fp@gmail.com‬‬
‫السنة النبوية كمصدر ثان للتشريع‬
‫سن أي بَيَّ َن‪.‬‬
‫• لغة من َّ‬
‫• والسنة لغة الطريقة والعادة محمودة كانت أو مذمومة‬
‫• يراد بالسنة كل ما صدر عن النبي (ص) سوا ًء كان ذلك من خالل قوله عليه السالم أو فعله‬
‫أو تقريره‪ ،‬بصفته رسوال ال إنسانا عاديا‬
‫• تنقسم‪ ،‬من حيث المتن‪ ،‬إلى‪:‬‬
‫• سنة قولية‪ :‬ما ورد عن النبي من أحاديث أمر بنشرها وتعليمها‬
‫• سنة فعلية‪ :‬وا ورد عليه (ص) من أفعال خاصة في العبادات‬
‫• سنة تقريرية‪ :‬متعلقة بإقرار أو عدم إقرار سلوك أو قول بعض الصحابة‪.‬‬
‫دور السنة النبوية في التشريع‬
‫• تُبين القرآن وتكمله‪ ،‬وتوضح المقصود من آياته وجزئياته‪ :‬فالقرآن ال يفهم بحقيقته إال بالرجوع إلى السنة‬
‫• أوكل هللا تعالى لنبيه إرشاد األمة إلى فهم القرآن من خالل توضيح ما أجمل فيه‪ ،‬تخصيص ما عمم وتطبيق‬
‫الكليات على الجزئيات "وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم لعلهم يتفكرون" سورة النحل‪ ،‬آية ‪.44‬‬
‫• هناك إشكاليات تطرح‪:‬‬
‫متى يعمل بالسنة؟‬ ‫•‬
‫هل يجب أن تتناول فقط ما ورد في القرآن؟‬ ‫•‬
‫هل يمكن أن تتعارض مع القرآن وتنسخه؟‬ ‫•‬
‫ما حجيتها؟‬ ‫•‬
‫ال بد من األخذ في عين االعتبار أن‪:‬‬
‫• القرآن ثبث ثبوتا قطعيا وال تتعلق به أي شبهة من تغيير أو خالف‬
‫• القرآن هو األصل والسنة فرع‬
‫• في السنة أحكام ال تخرج عن ثالثة‪:‬‬
‫• ما يؤكد ما ورد في القرآن‬
‫• ما يكون بيانا لما في القرآن‪ ،‬أي‪:‬‬
‫• ما يفصل ما ورد مجمال في القرآن (كيفية الصالة مثال)‬
‫• تقييد مطلق القرآن (قطع يد السارق مثال)‬
‫• تخصيص عام القرآن (ما أحل في الزواج)‬
‫• ما يورد حكما جديدا غير وارد في القرآن‬
‫القرآن‪:‬‬ ‫‪ -1‬سنة تؤكد ما ورد في‬

‫يكون الحكم في هذه الحالة مستمدا من مصدرين‪ ،‬القرآن مثبت له والسنة مؤيدة له‬
‫مثال‪ :‬قوله تعالى "ال تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إال أن تكون تجارة عن تراض‬
‫منكم"‬
‫وقوله (ص)‪" :‬ال يحل مال امرئ إال بطيب من نفسه"‬
‫‪ -2‬سنة تكون بيانا لما في القرآن‬
‫• بمعنى أنها تكون توضيحا لما ورد في القرآن الكريم‬
‫• يأتي هذا التوضيح على صور متعددة نذكر منها‪:‬‬
‫• بيان المجمل‪:‬‬
‫• فقد أتى القرآن الكريم بأحكام مجملة غير مفصلة‪ ،‬ففرض مثال فرائض دون أن يبين كيفية‬
‫آدائها‪ ،‬وهنا تكون السنة مبينة لما ورد في القرآن‬
‫• مثاله‪ :‬قال تعالى "وأقيموا الصالة"‬
‫• مواقيت الصالة وأركانها وكيفية آدائها مستقى من السنة الفعلية‪ .‬يقول (ص)‪" :‬صلوا كما‬
‫رأيتموني أصلي"‬
‫• تخصيص العام‬
‫• قد يأتي القرآن بحكم عام لكن السنة تقوم بترتيب حالة خاصة عليه‬
‫• مثال ذلك قوله تعالى "يوصيكم هللا في أوالدكم للذكر مثل حظ األنثيين"‬
‫وقوله (ص) "ال يرث القاتل"‬
‫• تقييد المطلق‬
‫• عندما يرد لفظ مطلق تتولى السنة تحديد النسبة منه‬
‫• مثال ذلك‪ :‬قوله تعالى "والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما"‬
‫• السنة الفعلية حددت اليد اليمنى على مستوى الرسغ‬
‫‪ -3‬سنة تلحق بأحد أصلين‬
‫• عندما يتعلق األمر بوقائع تغيب أحكامها عن القرآن الكريم فتنفرد بها السنة النبوية‬
‫• غير أن بعض الفقهاء ال يقول بانفراد السنة بها‪ ،‬بل يعتبرها راجعة للقرآن عن طريق البيان‬
‫• أي أن السنة لم تقم إال بإلحاقها بأحد أصلين واردين في القرآن الكريم لم يشر صراحة لكون‬
‫الواقعة أو النازلة فرعا ألحدهما‬
‫• من أهم األمثلة على ذلك قوله تعالى‪" :‬أحل لكم صيد البحر وطعامه"‬
‫• وقوله تعالى"حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير"‬
‫• وقوله (ص) في البحر "هو الطهور ماؤه الحل ميتته"‬
‫‪ -4‬سنة تلحق فرعا بأصل‬
‫• في حالة وجود قاعدة عامة في القرآن ويتم قياسا عليها إعطاء السنة حكما في واقعة جديدة باعتبار األولى‬
‫أصال والثانية فرعا‬
‫ت‬ ‫ْ‬
‫األخ ِّ‬ ‫ع َّمات ُ ُك ْم َو َخاالت ُ ُك ْم َو َب َناتُ األخ َو َب َناتُ‬ ‫ع َل ْي ُك ْم أ ُ َّم َهات ُ ُك ْم َو َب َنات ُ ُك ْم َوأ َ َخوات ُ ُك ْم َو َ‬
‫• مثال‪ :‬قوله تعالى‪ُ " :‬ح ِّر َمتْ َ‬
‫سآئِّ ُك ُم‬ ‫ور ُك ْم ِّمن نِّ َ‬ ‫سآئِّ ُك ْم َو َربَائِّبُ ُك ُم الالتي في ُح ُج ِّ‬ ‫ع ِّة َوأ ُ َّم َهاتُ نِّ َ‬‫ضا َ‬ ‫الر َ‬‫ض ْعنَ ُك ْم َوأَ َخواتكم ِّم َن َّ‬ ‫َوأ ُ َّم َهات ُ ُك ُم ا ْلالَّتِّي أَ ْر َ‬
‫ِّين ِّم ْن أَصْال ِّب ُك ْم َوأَن تَجْ َمعُواْ‬ ‫علَ ْي ُك ْم َوحالئِّ ُل أ َ ْبنَآئِّ ُك ُم الَّذ َ‬‫الالتِّي َد َخ ْلت ُ ْم ِّب ِّه َّن فَ ِّإن لَّ ْم تَكُونُواْ َد َخ ْلت ُ ْم ِّب ِّه َّن فَالَ ُجنَا َح َ‬
‫ـب َّ ِّ‬
‫َّللا‬ ‫آء إِّالَّ َما َملَ ْكتَ أَ ْي َمانُ ُك ْم ِّكتَ َ‬
‫س ِّ‬ ‫صنَاتُ ِّم َن النِّ َ‬ ‫غفُوراً َّر ِّحيما ً‪َ ،‬وا ْل ُمحْ َ‬ ‫َان َ‬ ‫َّللا ك َ‬ ‫سلَ َ‬
‫ف إِّ َّن َّ َ‬ ‫األختَ ْي ِّن إَالَّ َما قَ ْد َ‬
‫بَ ْي َن ْ‬
‫ستَ ْمتَ ْعت ُ ْم ِّب ِّه ِّم ْن ُه َّن فَـآتو ُه َّن‬
‫ين فَ َما ا ْ‬ ‫سافِّ ِّح َ‬ ‫غ ْي َر ُم َ‬ ‫ين َ‬ ‫علَ ْي ُك ْم َوأ ُ ِّح َّل لَ ُك ْم َّما َو َرا َء ذَ ِّل ُك ْم أَن تَ ْبتَغُواْ ِّبأ َ ْموا ِّل ُك ْم ُّمحْ ِّصنِّ َ‬ ‫َ‬
‫ع ِّليما ً َح ِّكيما ً"‬‫َان َ‬ ‫ض ِّة إِّ َّن َّ َ‬
‫َّللا ك َ‬ ‫ض ْيت ُ ْم ِّب ِّه ِّمن بَ ْع ِّد ا ْلفَ ِّري َ‬
‫علَ ْي ُك ْم فِّي َما تَ َرا َ‬ ‫ضةً َوالَ ُجنَا َح َ‬ ‫أ ُ ُج َ‬
‫ور ُه َّن فَ ِّري َ‬
‫• وإلحاق النبي (ص) الجمع بين المرأة وعمتها أو خالتها بالجمع بين األختين بما حرم في النكاح‬
‫هل يمكن للسنة أن تنسخ القرآن؟‬

‫• الرأي األول‪ :‬القرآن ال ينسخه إال قرآن مثله (الشافعي)‬


‫• الرأي الثاني‪ :‬يمكن للسنة أن تنسخ القرآن كقول (ص)‪" :‬ال وصية‬
‫علَ ْيكُم‬
‫ب َ‬‫لوارث"‪ ،‬في حين ورد في اآلية ‪ 180‬من سورة البقرة ‪ُ " :‬ك ِّت َ‬
‫ض َر أ َ َح َد ُك ُم ا ْل َم ْوتُ ِّإ ْن ت َ َر َك َخ ْي ًرا ا ْل َو ِّصيَّةُ ِّل ْل َوا ِّل َد ْي ِّن َو ْاأل َ ْق َر ِّب َ‬
‫ين‬ ‫ِّإ َذا َح َ‬
‫ين"‪.‬‬ ‫علَى ا ْل ُمت َّ ِّق َ‬
‫وف َحقًّا َ‬ ‫ِّبا ْل َم ْع ُر ِّ‬
‫لكن‪ ،‬تدوين السنة لم يتم إال بعد وفاة الرسول (ص)‬

‫• قال (ص)‪" :‬ال تكتبوا عني‪ ،‬ومن كتب عني فليمحه"‬


‫• تمت مباشرة تدوينها في عهد عمر بن عبد العزيز وأول من بدأ محمد بن مسلم‬
‫سنة ‪ 124‬هـ‬
‫• بحسب السند تقسم السنة إلى متواترة وخبر آحاد‬
‫• السنة المتواترة‪ :‬التي رويت عن الرسول( ص) في جميع العصور من جمع يستحيل تواطؤهم على الكذب مثل‬
‫الصحابة والتابعين‬
‫• أقوال النبي صلى هللا عليه وسلم وأفعاله وتقريراته المروية قوما عن قوم يستحيل تواطؤهم على الكذب‪.‬‬
‫• هي قطعية الثبوت‬
‫خبر آحاد‬

‫هو ما رواه عن الرسول عدد من الصحابة واحد أو اثنين او جمع لكن لم يبلغ‬ ‫• خبر األحاد‬
‫حد التواتر‬
‫• يعمل به ما لم يأت ما يعارضه‬
‫• يفيد العلم الظني الراجح وال يفيد العلم القطعي‬
‫• خبر اآلحاد إما أن يكون مشهورا أو عزيزا أو غريبا‬
‫• المشهور‪ :‬ما رواه ثالثة فأكثر‪ ،‬ولم يبلغ حد التواتر‬
‫• العزيز‪:‬ما رواه اثنان فقط‬
‫• الغريب‪:‬ما رواه واحد فقط ‪.‬‬
‫ويضيف الحنفية السنة المشهورة‬

‫هي األحاديث التي يرويها عن الرسول صحابي أو مجموعة من‬


‫الصحابة بنقل جماعي ال يبلغ حد التواتر كاالثنين والثالثة‬
‫وبحسب درجة صحتها تنقسم السنة إلى‪ :‬صحيح وحسن‬
‫وضعيف‬
‫• الحديث الصحيح‪ :‬هو الذي يتصل إسناده بنقل العدل الضابط عن العدل‬
‫الضابط إلى منتهاه‪ ،‬السليم من العلة والشذوذ‪.‬‬
‫• أي أن شروط صحة الحديث خمس وهي‪:‬‬
‫اتصال السند السليم‪( .‬أخذ كل راو عن من فوقه من أول السند إلى منتهاه)‬ ‫•‬
‫كلهم‪(.‬اتصافهم باالستقامة في شؤون الدين والتحلي بالمروءة واألخالق)‬ ‫توفر العدالة في رواة الحديث ِّ‬ ‫•‬
‫ضبط الرواة جميعهم‪( .‬اتقانهم في الحفظ والنطق ومخارج اللغة‪ ،‬والوعي بما يسمع ويقرأ)‬ ‫•‬
‫خلو الحديث من الشذوذ‪( .‬الشذوذ مخالفة الراوي الثقة)‬ ‫•‬
‫خلو الحديث من العلل أيضًا (العلل كل األسباب التي تؤثر في صحة الحديث كورود سند غير صحيح)‬ ‫•‬
‫• الحديث الضعيف‪ :‬هو الذي فقد أحد شروط الصحة من عدل وضبط وعدم شذوذ‬
‫وعدم علة‪.‬‬
‫• الحديث الحسن‪ :‬ما اختل فيه شرط الضبط بالدرجة األولى‬
‫• وبالتالي فالحسن ما كان بين أدنى رتب الصحيح وأعلى رتب الضعيف‪.‬‬
‫• الفرق بين الحسن والصحيح من حيث وجوب العمل به‬
‫• وهناك من يشير إلى الحديث الموضوع أي المنسوب كذبا للرسول (ص)‬
‫المصادر التبعية للتشريع اإلسالمي‬

‫المنتوج البشري غير المعصوم‬


‫التأسيس لالختالف‬
‫ضرورات المواكبة‬
‫فتح باب االجتهاد‬
‫المراد باالجتهاد‬
‫• بذل الجهد للتوصل إلى األحكام من أدلتها ومعرفة الوسائل التي أرشد الشارع إليها إليجاد‬
‫الحكم للواقعة التي ال نص فيها‬
‫• الهدف من االجتهاد ‪:‬‬
‫• فهم المصدرين األصليين وإعمال آلية االستنباط‬
‫• إيجاد األحكام للوقائع الجديدة‬
‫اإلجماع‬
‫• اإلجماع لغة العزم على شيء والتصميم عليه‪ ،‬وهو االتفاق وهو أيضا البعد عن التفرقة‬
‫• اإلجماع اصطالحا هو اتفاق المجتهدين من المسلمين بعد وفاة الرسول على حكم شرعي‬
‫• اإلجماع هو ثالث مصادر التشريع‬
‫• ال يمكن الحديث عن اإلجماع‪ ،‬حسب تعريفه االصطالحي‪ ،‬إال بتوفر الشروط التالية‪:‬‬
‫• اتفاق جميع المجتهدين‬
‫• ان يكون المجتهد مسلما (ال يمكن التشريع في قضية ال يؤمن المشرع بأصولها‬
‫ومبادئها‪ ،‬الستعصاء فهمه لفروعها)‬
‫• ان يكون الحقا على وفاة الرسول (ص) (وإال كان سنة تقريرية)‬
‫من هو المجتهد؟‬
‫• المجتهد من حصلت له ملكة يقدر بها على استنباط األحكام من مأخذها‬
‫• يشترط في المجتهد أن يكون‬
‫حافظا لكتاب هللا‪،‬‬ ‫•‬
‫ملما بالسنة النبوية‪،‬‬ ‫•‬
‫على بينة من الناسخ والمنسوخ فيهما‪،‬‬ ‫•‬
‫ملما باللغة العربية‪،‬‬ ‫•‬
‫ال بد لإلجماع من دليل حتى ال يكون اجتماعا على الضالل‬

‫• قد يكون هذا األصل قرآنا‬


‫مثاله تحريم نكاح الجدات مهما علين "حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم "‬
‫• قد يكون هذا األصل سنة‬
‫مثاله إعطاء الجدة السدس في الميراث‬
‫• قد يكون هذا األصل قياسا‬
‫مثاله تحريم شحم الخنزير قياسا على لحمه‬
‫• قد يكون هذا األصل مصلحة مرسلة (خير ومصلحة لإلسالم) طالما أنه يحققها يعمل به‬
‫ومثاله جمع القرآن الكريم في مصحف واحد‬
‫بمعنى أن‪:‬‬

‫• ال بد لالجماع من دليل حتى يكون شرعيا‬


‫• اإلجماع ليس منشئا لألحكام الشرعية في ذاته‪ ،‬بل ال بد له من سند‬
‫شرعي يرتكز عليه‬
‫• بتوافر شروطه يكون اإلجماع مصدرا للتشريع اإلسالمي‬
‫• عن ابن مسعود أنه قال‪ :‬قال رسول هللا (ص)‪ " :‬وما رآه المسلمون حسنا فهو عند هللا‬
‫حسن وما رأوه سيئا فهو عند هللا سيء‪.‬‬
‫قد يكون اإلجماع صريحا أو ضمنيا‬
‫• اإلجماع الصريح هو اتفاق كافة فقهاء المسلمين على حكم واحد على واقعة من الوقائع في عصر معين‪ ،‬وتعبيرهم‬
‫الصريح عن هذا الموقف‬
‫• اإلجماع الصريح حجة قطعية في ثبوت األحكام الشرعية‬
‫• يعبر فيه جميع المجتهدون عن آرائهم بصريح العبارة‪.‬‬
‫• اإلجماع الضمني هو الذي ينعقد بعمل مجتهد وتعبيره عن حكم ال يعترض عليه باقي المجتهدين فيسكتون عنه ويعتبر‬
‫سكوتهم إقرارا لهذا الحكم‬
‫• يعتبر هذا اإلجماع حجة عند البعض فيما يشترط البعض اآلخر‪:‬‬
‫• التأكد من اطالع جميع المجتهدين على هذا االجتهاد وعدم اعتراضهم‬
‫• مرور مدة زمنية كافية لتمحيصهم في األمر‪ ،‬خاصة قالية الواقعة لالجتهاد‬
‫• أال يكون السكوت خةفا أو رهبة‬
‫• هو الذي يعبر فيه البعض ويسكت عنه اآلخرون وهو حجة ظنية‬
‫القياس‬
‫• القياس لغة التقدير والمساواة‪،‬‬
‫• واصطالحا إلحاق مسألة لم يرد بشأنها حكم شرعي (فرع) بمسألة ورد بشأنها حكم (أصل)‪ ،‬لتساوي المسألتين في علة‬
‫الحكم‪ .‬فهذا اإللحاق يسمى قياسا‪.‬‬
‫• وبالتالي فأركان القياس هي‪:‬‬
‫األصل‪ :‬وهو ما ورد بحكمه نص ويسمى المقيس عليه‪.‬‬ ‫•‬
‫الفرع‪ :‬وهو ما لم يرد بحكمه نص‪ ،‬ويراد إلحاقه باألصل في الحكم‪.‬‬ ‫•‬
‫الحكم‪ :‬وهو نتيجة القياس الذي انتقل من األصل إلى الفرع‪.‬‬ ‫•‬
‫العلة‪ :‬وهي العامل المشترك بين األصل والفرع وسببها تعدي الحكم من األصل إلى الفرع‪.‬‬ ‫•‬
‫• من أمثلته‪ :‬حرمان الموصى له من الوصية إذا قتل الموصي قياسا على حرمان الوارث القاتل من حقه في اإلرث‬
‫سو َل َوأ ُ ْو ِّلي ْاأل َ ْم ِّر ِّم ْن ُك ْم‬ ‫الر ُ‬‫َّللا َوأ َ ِّطيعُوا َّ‬‫ين آ َمنُوا أ َ ِّطيعُوا َّ َ‬‫• يقول تعالى‪َ " :‬ياأَيُّ َها الَّ ِّذ َ‬
‫اَّلل َوا ْل َي ْو ِّم‬ ‫سو ِّل ِّإ ْن كُنت ُ ْم ت ُ ْؤ ِّمنُ َ‬
‫ون ِّب َّ ِّ‬ ‫الر ُ‬ ‫ش ْي ٍء فَ ُردُّوهُ ِّإلَى َّ ِّ‬
‫َّللا َو َّ‬ ‫فَ ِّإ ْن تَنَ َ‬
‫از ْعت ُ ْم فِّي َ‬
‫ْاآل ِّخر"‬
‫• تكمن أهمية القياس في كون النصوص التشريعية في القرآن والحديث محدودة‬
‫ومتناهية في حين أن الحوادث والوقائع غير متناهية‪ ،‬وال يعقل ان تكون‬
‫النصوص المتناهية مصادر تشريعية لما ال يتناهى‪،‬‬
‫• القياس آلية لتحقيق هذه المعادلة‬
‫االستحسان‬
‫• االستحسان لغة من الحسن وهوعد الشيء حسنا‬
‫• واالستحسان اصطالحا هو عدول المجتهد عن حكم كلي إلى حكم جزئي استثنائي لدليل رجح هذه‬
‫العدول‬
‫بمعنى أنه إذا وجد المجتهد نفسه أمام واقعة ليس لها نص‪،‬‬ ‫•‬
‫وبعد النظر فيها ظهر له وجهان‪ :‬أحدهما ظاهر واآلخر خفي‪،‬‬ ‫•‬
‫فرجح الوجهة الخفية عن وجهة النظر الظاهرة لقيام دليل دفعه لذلك‬ ‫•‬
‫سمي اجتهاده استحسانا‬ ‫•‬
‫• يعرفه ابن العربي المالكي بأنه "ترك مقتضى الدليل على طريق االستثناء والترخيص بمخالفته‬
‫لمعارضته دليال آخر في بعض مقتضياته"‬
‫• "العدول عن حكم مسألة بمثل ما حكمت به نظائرها لسبب أقوى يقتضي هذا العدول"‬
‫االستحسان ليس متفقا عليه كمصدر من مصادر التشريع بين الفقهاء‬

‫• يقول المالكية والحنفية بحجيته‪ ،‬فالبنسبة لهم أنه رأي ناتج عن المقارنة بين األدلة‪ ،‬وترجيح‬
‫بعضها على اآلخر‬
‫• ينكر الشافعية حجية االستحسان وال يعتبروه مصدرا من مصادر الشريعة اإلسالمية‪،‬‬
‫فاستنباط األحكام على حد قولهم يكون بالهوى‬
‫• تحضر بقوة قاعدة رفع الحرج التي أقرت نصوص الشريعة بقطعيتها لترجيح حكم واعتبار‬
‫االستحسان مصدرا للتشريع‬
‫أنواع االستحسان‬
‫• االستحسان القياسي‪ :‬عندما يكون المجتهد أمام واقعة ال نص فيها‪ ،‬فيلجأ للقياس ويجد نفسه أمام أصلين‪ ،‬أي أن‬
‫الواقعة يتنازعها قياسان‪ ،‬أحدهما خفي وآخر ظاهر‪ ،‬فيعدل للخفي على حساب الظاهر‬
‫• االستحسان االستثنائي‪" :‬استثناء من حكم كلي ثابت بدليل عام أوقاعدة عامة لدليل خاص" أي "ترجيح الستثناء من‬
‫حكم كلي ورد في الواقعة المعنية"‪ .‬وله عدة صور‪:‬‬
‫االستحسان بالنص‪ :‬ومثاله الوصية كتصرف مضاف لما بعد الموت "كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خير‬ ‫•‬
‫الوصية للوالدين واألقربين" ‪ .‬هذا النص ورد مخالفا لقاعدة كلية مفادها انقطاع صلة الموصي بأمواله بمجرد وفاته‪.‬‬
‫االستحسان باإلجماع‪ :‬ويقصد به ترك موجب القياس في مسألة النعقاد اإلجماع على حكم غير ما يؤدي إليه القياس‪ .‬ومثاله‪:‬‬ ‫•‬
‫تغريم المعتدي على العين قيمة النقص الحادث باعتدائه (األصل)‪ ،‬واالستحسان تغريم قيمتها الكلية‬
‫االستحسان بالعرف‬ ‫•‬
‫االستحسان بالمصلحة‪ :‬وجود مصلحة تبرر العدول عن الحكم الذي يوفره القياس‬ ‫•‬
‫االستحسان بقاعدة رفع الحرج والمشقة‬ ‫•‬
‫االستصحاب‬

‫• االستصحاب لغة طلب المصاحبة والمالزمة أو استمرار الصحبة‪،‬‬


‫• االستصحاب اصطالحا بقاء الحكم الذي نبت في الماضي بدليل‬
‫مصاحبا لواقعته ومالزما لها‪ ،‬حتى يوجد دليل آخر مخالف يدل‬
‫على زوال هذه المصاحبة‬
‫• فاألصل في كل األشياء بقاء ما كان على ما كان حتى يقوم دليل‬
‫على عكس ذلك استصحابا لألصل‬
‫أنواع االستصحاب أربعة‪:‬‬

‫‪ .1‬استصحاب حكم اإلباحة األصلية‪:‬‬


‫• أي أن األصل في األشياء النافعة اإلباحة كما أن األصل في األشياء‬
‫الضارة الحرمة عند عدم وجود الدليل على خالفه‬
‫• أي أن األصل في األشياء اإلباحة كما تقول القاعدة الفقهية‪ ،‬أي أن‬
‫كل األفعال مباحة ما لم يرد نص أو دليل شرعي يقضي بتجريمه‪،‬‬
‫مصداق ذلك قوله تعالى‪" :‬هو الذي خلق لكم ما في األرض جميعا"‬
‫أنواع االستصحاب أربعة‬

‫‪ -2‬استصحاب العدم األصلي ومنه براءة الذمة‬


‫األصل براءة الذمة ما لم يقم الدليل على عكس ذلك فذمة االنسان تكون أصال بريئة‬
‫من كل تكليف شرعي أو التزام ما لم يأت دليل بعكس ذلك‬
‫مثال‪ :‬الشخص الذي يدعي أنه دائن آلخر‪ ،‬فعليه أن يثبت إدعاء دينه وإال فال يقبل‬
‫ادعاءه استصحابا لألصل الذي هو براءة الذمة‪.‬‬
‫أنواع االستصحاب أربعة‬
‫‪ -3‬استصحاب ما دل الشرع أو العقل على وجوده‬
‫• مفاده أنه إذا ثبت حكم شرعي بدليل‪ ،‬ولم يقم دليل آخر على تغييره‪،‬‬
‫استمر قيام هذا الحكم استصحابا له بسبب ثبوته في الماضي وعدم‬
‫ورود دليل على تغييره في الحاضر‬
‫• بمعنى‪ :‬ما ثبت بحكم أو دليل شرعي يبقى على ما كان إلى حين إثبات‬
‫العكس‬
‫• مثاله‪ :‬من ملك عقارا بسبب اإلرث بقي مالكا له حتى يثبت العكس أي ما ينفي عنه صفة‬
‫الوارث‪.‬‬
‫أنواع االستصحاب أربعة‬
‫‪ -4‬استصحاب الوصف‪:‬‬
‫• متى ثبت وصف شرعي استمر على بقائه استصحابا لألصل حتى يقوم دليل آخر على عكسه‪،‬‬
‫حينداك يحكم بخالفه‪،‬‬
‫• مثاله‪ :‬كان مفقودا فإنه يحكم ببقائه‪ ،‬ويترتب على ذلك بقاء حقوقه إلى حين إثبات وفاته‪.‬‬
‫المصالح المرسلة‬

‫• المصلحة لغة ضد المفسدة‪،‬‬


‫• واصطالحا‪ ،‬تطلق على السبب الذي يوصل إلى المنفعة والخير‪ ،‬كما‬
‫تطلق على نفس هذه المنفعة والخير‬
‫المصالح المرسلة‬
‫• المصلحة المرسلة عند علماء الشريعة هي "تشريع الحكم في واقعة لم يرد نص فيها وال‬
‫إجماع بناء على مراعاة مصلحة مرسلة أي مطلقة لم يرد عن الشارع دليل باعتبارها وال‬
‫بإلغائها"‬
‫• المصالح المعتبرة‪ :‬وهي التي اعتبرها الشرع‪ ،‬كالمحافظة على الضروريات الخمس من حفظ‬
‫الدين والنفس والنسب والعقل والمال‪.‬‬
‫• المصالح الملغاة‪ :‬هي التي ألغاها الشرع‪ ،‬فلم يجزها كمنع تعدد الزوجات مطلقا‪ ،‬فهذا المنع فيه‬
‫مصلحة عدم اإلضرار بالمرأة ألنها تتألم بالتعدد‪ ،‬لكن هذه المصلحة ملغاة شرعا لما يترتب‬
‫على التعدد في بعض الحاالت من منافع ومصالح‪ ،‬كعدم إنجاب الزوجة األولى مثال‪.‬‬
‫• وبالتالي يشترط في المصلحة المرسلة حتى تكون مصدرا من مصادر التشريع‪:‬‬
‫• أن تتفق مع مقاصد الشريعة‪ ،‬فال تتنافى مع أصولها ومع أدلتها‪،‬‬
‫• أن تكون معقولة في ذاتها‪ ،‬أي تتلقاها العقول بالقبول متى عرضت عليها‪،‬‬
‫• أن يكون في األخذ بها حفظ أمر ضروري أو رفع حرج الزم في الدين‬
‫سد الذرائع‬
‫• السد في اللغة اإلغالق‪ ،‬ومنه السد وهو الحاجز بين الشيئين‪،‬‬
‫• الذرائع جمع ذريعة وهي الوسيلة إلى الشيء‪.‬‬
‫• وفي اإلصطالح يقصد بها كل ما يقضي إلى مصلحة أو مفسدة‪ ،‬فإذا كانت الذريعة تؤدي إلى الحرام أو المفسدة وجب‬
‫سدها واجتنابها ولو كانت في الظاهر مباحة وجائزة‪ ،‬ألن ما يؤدي إلى المفسدة – وإن كان مباحا – يكون مفسدة فيجب‬
‫االمتناع عنه‪ ،‬ودرء المفاسد مقدم على جلب المصالح‪.‬‬
‫• من أمثلته‪:‬‬
‫• الحكم بالشفعة سد ذريعة ما يحصل من ضرر في إدخال شريك أجنبي‪،‬‬
‫• منع شهادة العدو على عدوه سد للذريعة‪ ،‬مما قد يناله العدو من غرض بالشهادة الباطلة‪.‬‬
‫وفتح الذرائع أيضا‬

‫• وفتح الذريعة معناه‪ :‬األخذ بالشريعة إذا كانت النتيجة مصلحة‬


‫• ومن أمثلتها أيضا بدل المال للعدو في فداء األسرى‪ ،‬فهذا المال يزيد العدو قوة‬
‫وكل ما من شأنه أن يقوي العدو فهو حرام على المسلمين‪ ،‬ولكن البذل في هذه‬
‫الحالة ذريعة إلى مصلحة هي انقاد أسرى المسلمين‪ ،‬وهذه المصلحة أرجح من‬
‫فساد المال الذي يناله العدو‬
‫العرف‬
‫• العرف لغة هو الشيء المألوف والمعروف عند الناس‪،‬‬
‫• وفي االصطالح هو ما اعتاده الناس من معامالت واستقامت عليه أمورهم‪ ،‬أو هو ما استقر في النفوس من جهة‬
‫العقول وتلقته الطباع السليمة بالقبول‬
‫• العرف الصحيح فهو ما تعارف عليه الناس وال يخالف دليال شرعيا وال يحل حراما وال يبطل واجبا‪ ،‬وهو يتنوع من‬
‫نوعين‪ :‬عرف قولي‪ ،‬وعرف عملي‪.‬‬
‫• العرف الفاسد هو ما تعارف عليه الناس واعتادوه في معامالتهم ولكنه يخالف الشرع أو يحل المحرم‪ ،‬كتعارف الناس‬
‫على تعاملهم بالربا وهذا العرف ال يعتد به‪.‬‬
‫شرع من قبلنا‬
‫• من قبلنا هم أولئك الذين تقدمونا من األمم‪ ،‬كانت لهم شرائع سماوية‪ ،‬ورد اإلخبار عنها في‬
‫الكتاب والسنة‪ ،‬ولكن لم يقم دليل على نسخها‪،‬‬
‫• ثار خالف بين أئمة الشريعة اإلسالمية حول اعتبار شرع من قبلنا شرعا لنا ومصدرا من‬
‫مصادر الشريعة‪ ،‬ويمكن تأصيل هذا الخالف إلى رأيين‪:‬‬
‫• الرأي األول‪ :‬يرى أن شرع من قبلنا إذا ثبت نقله إلينا ثبوتا يقينيا ولم ينسخه شرعنا‪ ،‬اعتبر‬
‫شرعا لنا‪.‬‬
‫• الرأي الثاني‪ :‬يرى خالف ذلك أن شرع من قبلنا ليس شرعا لنا بدليل أن ما جاءت به‬
‫الشرائع السابقة من جزئيات وتفصيالت‪ ،‬لم تكن عامة صالحة لكل زمان ومكان كما هو‬
‫األمر في الشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫قول الصحابي‬
‫• الصحابي عند علماء الحديث – هو من لقي النبي (ص) مؤمنا به ومات مسلما‪ ،‬سواء أطالت‬
‫صحبته أم لم تطل‪.‬‬
‫• عند فقهاء األصول الصحابي هو من طالت صحبته للنبي (ص) وكثرت مجالسه له مع التتبع‬
‫له واألخذ عنه‪.‬‬
‫• الصحابي من عاصر الرسول (ص)‪ ،‬وبالتالي شهد الوحي يتنزل‪،‬‬
‫• بذلك فهو من أقرب الناس إلى رسول هللا (ص)‪،‬‬
‫• وبالتالي قوله حجة لنا يتعين األخذ به‪.‬‬
‫الموسم الجامعي ‪2021-2020‬‬
‫الفصل األول‪ /‬الفوج األول‬

‫وحدة‪ :‬المدخل لدراسة الشريعة اإلسالمية‬


‫المحاضرة الخامسة‪2021 -01- 04 :‬‬

‫ذ‪ .‬مليكة الزخنيني‬


‫‪zekhnini.ma.fp@gmail.com‬‬
‫المحور الثاني‪ :‬الفقه اإلسالمي وتطوره‬
‫• تذكير‪:‬‬
‫ب ما ن ْفقهو كثِ ً‬
‫يرا ِم َّما تقوو ول"‪.‬‬ ‫الفقه لغة‪ :‬الفهم‪" ،‬قالووا يا شوع ْي و‬ ‫‪‬‬
‫الفقه اصطالحا ً‪ :‬العلم باألحكام الشرعية العملَّية المستنبطة من أدلتها التَّفصيليَّة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫العلم‪ :‬ضده الجهل‪ ،‬وهو إدراك الشيء على ما هو عليه‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫األحكام الشرعية‪ :‬أي ما نوسب إلى الشَّرع من أحكام‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫العمليَّة‪ :‬أي المتعلقة بعمل البدن غالبا ً‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫المستنبطة‪ :‬أي المستفادة بطريق النَّظر واالجتهاد‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أدلتها التفصيليــة‪ :‬أي األدلة التي اعتبرها الشارع الحكيم‪ ،‬وهي تشمل ما جاء في‪ :‬القرآن والسنة‬ ‫‪‬‬
‫واإلجماع والقياس‪ ،‬فهذه هي أدلة الفقه المقرونة بمسائله‪.‬‬
‫مالحظات‬
‫‪ ‬الفقه جزء من الشريعة وليس كل الشريعة = عالقة خاص بعام‬
‫‪ ‬يقتصر على األحكام العملية وال يمتد لألحكام العقائدية أو األخالقية (الجانب العملي المرتبط بالعبادات‬
‫والمعامالت)‬
‫‪ ‬يعتمد على المصادر األصلية للتشريع ولكن أيضا على المصادر التبعية‬
‫‪ ‬ظهر بعد فترة من صدر اإلسالم‬
‫‪ ‬موضوع الفقه هو فعل المكلف على ضوء ما يثبت له من األحكام الشرعية (اتساع مجال استنباط األحكام‬
‫الفقهية وضيقه بحسب مدى إمكانية االجتهاد)‬
‫‪ ‬انعكاس للطبيعة "الواقعية" للشريعة اإلسالمية = مواكبة المستجدات‬
‫مالحظات‬
‫• ال بد أن نميز في علوم الشريعة بين‪:‬‬

‫• علم األصول‬
‫• علم التوحيد‬
‫• علم األخالق‬
‫• علم الفقه‬
‫خصائص أحكام الفقه اإلسالمي‬

‫• ارتكاز على المصادر األصلية للتشريع‬


‫• ترتيب الجزاء المزدوج‬
‫• مراعاة البعد األخالقي ‪ /‬تطهير النفوس‬
‫• أولوية المصلحة الجماعية على المصلحة الفردية‬
‫قواعد الفقه اإلسالمي‬
‫• الفقه اإلسالمي هو مجموعة من األحكام مأخوذة باالجتهاد من المصادر التي يستقى منها‬
‫ولكن‪ ،‬بناء على قواعد عامة تحكم هذه العملية‬
‫• بمعنى أن الفقه اإلسالمي يتوفر على نوعين من القواعد‪:‬‬
‫• قواعد االستنباط‪ :‬هذه القواعد هي التي تسمى "قواعد أصول الفقه" = مناهج ومسالك‬
‫استنباط األحكام الشرعية من األدلة التفصيلية‬
‫• القواعد العامة‪ :‬وهي عبارة عن أصول ومبادئ كلية تصاغ في نصوص موجزة وهي‬
‫على سبيل الحصر تتضمن أحكاما تشريعية عامة في الحوادث التي تدخل تحت‬
‫موضوعها‬
‫القواعد العامة‬
‫• يعرفها الفقهاء على أنها "أصول فقهية كلية في نصوص موجزة دستورية تتضمن أحكاما‬
‫تشريعية عامة في الحوادث التي تدخل في موضوعها" (إيجاز في العبارة ‪/‬توسع في‬
‫النطاق) = مبادئ عامة‬
‫• يعددها الفقهاء في ‪ 40‬قاعدة‪:‬‬
‫• ق‪ :1‬األمور بمقاصدها‬
‫• ق‪ :2‬اليقين ال يزول بالشك‬
‫• ق‪ :3‬ال ضرر وال ضرار‬
‫• ق‪ :4‬المشقة تجلب التيسير‬
‫ق‪ :5‬العادة محكمة (تكون المرجع عند النزاع ألنها دليل يبنى عليه الحكم)‬ ‫•‬
‫ق ‪ :6‬إعمال الكالم أولى من إهماله‬ ‫•‬
‫ق ‪ :7‬ال مساغ لالجتهاد في مورد النص‬ ‫•‬
‫ق ‪ :8‬االجتهاد ال ينقضي بمثله‬ ‫•‬
‫ق ‪ :9‬ما ثبت على خالف القياس ال يقاس عليه‬ ‫•‬
‫ق ‪ :10‬إذا زال المانع‪ ،‬عاد الممنوع‬ ‫•‬
‫ق ‪ :11‬ما حرم أخذه حرم إعطاؤه‬ ‫•‬
‫ق ‪ :12‬من استعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه‬ ‫•‬
‫ق ‪ :13‬من سعى في نقض ما تم من جهته‪ ،‬فسعيه مردود عليه‬ ‫•‬
‫• ق ‪ :14‬البقاء أسهل من االبتداء‪ ،‬والدفع أسهل من الرفع‬
‫• ق ‪ :15‬التابع تابع‬
‫ق ‪ :16‬إذا تعذر االصل‪ ،‬يصار إلى البدل‬ ‫•‬
‫ق ‪ :17‬الساقط ال يعود‬ ‫•‬
‫ق ‪ :18‬ال يتم التبرع إال بالقبض‬ ‫•‬
‫ق ‪ :19‬تبدل سبب الملك قائم مقام تبدل الذات‬ ‫•‬
‫ق ‪ :20‬المعلق بشرط يجب ثبوته عند ثبوت الشرط‬ ‫•‬
‫ق ‪ :21‬يلزم مراعاة الشرط بقدر اإلمكان‬ ‫•‬
‫ق ‪ :22‬الجواز الشرعي ينافي الضمان‬ ‫•‬
‫ق ‪ :23‬الخراج بالضمان‬ ‫•‬
‫ق ‪ :24‬الغرم بالغنم‬ ‫•‬
‫ق ‪ :25‬النعمة بقدر اللقمة‪ ،‬واللقمة بقدر النعمة‬ ‫•‬
‫ق ‪ :26‬األجر والضمان ال يجتمعان‬ ‫•‬
‫ق ‪ :27‬ال يجوز ألحد أن يتصرف في ملك الغير إال بإذنه‬ ‫•‬
‫ق ‪ :28‬يضاف الفعل إلى الفاعل ال إلى اآلمر ما لم يكن مجبرا‬ ‫•‬
‫ق ‪:29‬المباشر ضامن وإن لم يتعمد‬ ‫•‬
‫ق ‪ :30‬المتسبب ال يضمن إال بالتعمد‬ ‫•‬
‫ق ‪ :31‬إذا اجتمع المباشر والمتسبب يضاف الحكم إلى المباشر‬ ‫•‬
‫ق ‪ :32‬جناية العجماء جبار‬ ‫•‬
‫ق ‪ :33‬الوالية الخاصة أقوى من الوالية العامة‬ ‫•‬
‫ق ‪ :34‬التصرف على الرعية منوط بالمصلحة‬ ‫•‬
‫ق ‪ :35‬يقبل قول المترجم مطلقا‬ ‫•‬
‫ق ‪ :36‬دليل الشيء في األمور الباطنة يقوم مقامه‬ ‫•‬
‫ق ‪ :37‬المرء مؤاخذ بإقراره‬ ‫•‬
‫ق ‪ :38‬الثابت بالبرهان كالثابت بالعيان‬ ‫•‬
‫ق ‪ :39‬البينة إلثبات خالف الظاهر واليمين إلبقاء األصل‬ ‫•‬
‫ق ‪ :40‬ال حجة مع التناقض لكن ال يختل معه حكم الحاكم‬ ‫•‬
‫مراحل الفقه اإلسالمي‬
‫• تشكل مسألة التحقيب للفقه اإلسالمي موضوع اختالف الدارسين‬
‫• لكن هناك اتفاق على بعض المحطات التي كانت فاصلة في تاريخ التشريع اإلسالمي‬
‫• المحطات الفاصلة‪:‬‬
‫• وفاة الرسول الكريم‬
‫• رحيل آخر الخلفاء الراشدين‬
‫• انتهاء عهد الصحابة‬
‫• مرحلة التدوين مع الدولة العباسية‬
‫المرحلة األولى‪ :‬مرحلة النبوة‬
‫• النشأة األولى (البعثة ‪ /‬وفاة الرسول (ص) ‪11‬هـ)‬
‫• سمة المرحلة نزول الوحي‬
‫• مصادر التشريع‪ :‬القرآن والسنة‬
‫• القائم بمهمة استنباط األحكام‪ :‬الرسول (ص)‬
‫• المرحلة التأسيسية التي ستبنى عليها المراحل الالحقة‬
‫المرحلة الثانية‪ :‬مرحلة الخلفاء األربعة‪ /‬الراشدين‬
‫تمتد منذ وفاة الرسول (ص) إلى نهاية والية علي (ض) ‪41‬هـ‬ ‫•‬
‫سمة المرحلة ظهور االجتهاد والعمل على ضمان صحة السنة‬ ‫•‬
‫مصادر التشريع‪ :‬القرآن والسنة واإلجماع‬ ‫•‬
‫ظهرت نواة اإلجماع في عهد أبي بكر ومن تاله من الخلفاء الراشدين وكان إجماع الصحابة ممكنا لقلة‬ ‫•‬
‫عددهم وتواجدهم في جغرافيا محدودة‬
‫محاولة تأطير االجتهاد بقواعد صارمة‬ ‫•‬
‫انتهاء المرحلة بانقسام سياسي سيلقي بظالله على الفقه اإلسالمي‬ ‫•‬
‫مرحلة تحوالت سياسية كبرى‪ :‬مقتل الخليفة الثالث ‪ /‬الخالف على الخليفة الرابع وماتالها من موقعة الجمل‬ ‫•‬
‫ثم موقعة صفين التي أفرزت ظهور الشيعة والخوارج‬
‫القائم بمهمة استنباط األحكام‪ :‬الخلفاء األربعة إضافة إلى مجموعة من المجتهدين صحابة‪ /‬فقهاء‬ ‫•‬
‫المرحلة الثالثة‪ :‬مرحلة الصحابة والتابعين‬
‫تمتد المرحلة بعد نهاية الخالفة ‪ 41‬هـ إلى حدود العقد الثاني من القرن الثاني للهجرة (قبيل سقوط‬ ‫•‬
‫الدولة األموية)‬
‫مرحلة الدولة األموية‬ ‫•‬
‫ظهور األحاديث المنسوبة للرسول (ص) بسبب عدم تدوين السنة‬ ‫•‬
‫سمة المرحلة ازدهار االجتهاد وظهور المدارس الفقهية (مدرسة أهل الحديث (أهل الحجاز) مدرسة‬ ‫•‬
‫أهل الرأي (أهل الكوفة))‬
‫• االختالف بينهما كان حول مسألتين‪ :‬إعمال الرأي وتفريع المسائل‬
‫• مصادر التشريع‪ :‬القرآن والسنة واإلجماع والقياس‬
‫• مهمة االستنباط‪ :‬ابن عباس وريد بن ثابت إضافة إلى الفقهاء السبعة‪ :‬عطاء (المدينة)‪ ،‬مجاهد‬
‫(مكة)‪ ،‬النخعي‪ ،‬ابن جبير‪ ،‬علقمة (الكوفة)‪ ،‬الحسن (البصرة)‪ ،‬مكحول(الشام)‪ ،‬يزيد بن حبيب‬
‫(مصر)‪ ،‬طاووس (اليمن)‪.‬‬
‫المرحلة الرابعة‪ :‬األئمة األربعة‬
‫• من ‪ 119‬هـ إلى حدود منتصف القرن الرابع‬
‫• سمة المرحلة‪ :‬ظهور المذاهب الفقهية ‪ +‬تدوين السنة بشكل شامل ‪ +‬تدوين الفقه وضبط قواعده‬
‫• مرحلة الدولة العباسية وعنايتها بالفقه‪ ،‬عصر التدوين‬
‫• اتساع رقعة الدولة اإلسالمية = تعدد مراكز الفقه‬
‫• مصادر التشريع‪ :‬تمددت وتنوعت فإضافة إلى القرآن والسنة واإلجماع والقياس‪ ،‬تعددت المصادر‬
‫التي أخذ بها كل مذهب‪ :‬استحسان واستصحاب وعرف ‪....‬‬
‫• ساد الخالف والجدل في العديد من القضايا وامتد إلى أصول األدلة ومناهج االستنباط وقواعد البحث‬
‫والنظر وطرق االحتجاج باألدلة‬
‫• مهمة االستنباط‪ :‬أبو حنيفة (‪ 80‬هـ ـــ ‪150‬هـ) [بغداد]‪ ،‬مالك (‪ 93‬هـ ـــ ‪179‬هـ) [المدينة]‪ ،‬الشافعي (‪ 150‬هـ‬
‫ـــ ‪204‬هـ) [غـزة]‪ ،‬بن حنبل (‪ 164‬هـ ـــ ‪241‬هـ) [بغداد]‬
‫المذاهب الفقهية‬
‫• يقصد بالمذاهب الفقهية االتجاهات التي سار عليها أئمة الفقه اإلسالمي في استنباطهم‬
‫لألحكام من حيث اعتمادهم على الرأي أو على النصوص أو عليهما معا‬
‫• أشهر المذاهب ما يعرف بالمذاهب األربعة‪ :‬الحنفي والشافعي والمالكي الحنبلي‬
‫المذهب الحنفي‬
‫• نسبة إلى أبي حنيفة النعمان‬
‫• فقيه الكوفة‬
‫• إمام مدرسة أهل الرأي‪ ،‬كان يستند إلى الحجة المقبولة عنده‪ ،‬وكان ينزع إلى التحرر‬
‫• كان يتشدد في قبول خبر اآلحاد ويتوسع في األخذ بالقياس واالستحسان‬
‫• من اشهر مقوالته "عجبا للناس يقولون أني أقول بالرأي إنا نأخذ بالرأي ما لم نجد األثر‪،‬‬
‫فإذا جاء األثر تركنا الرأي وأخذنا باألثر"‬
‫المنهج الحنفي في االستنباط‬
‫‪ ‬االعتماد على الكتاب أوال‬
‫‪ ‬ثانيا‪ ،‬السنة‪ ،‬وكان متشددا في األخذ بها تالفيا لألخذ بالضعيف أو المنحول‪ ،‬فال يأخذ إال بالمتواتر والمشهور‬
‫‪ ‬ثالثا‪ ،‬فتاوى الخلفاء الراشدين وباقي الصحابة‬
‫‪ ‬رابعا‪ ،‬القياس ‪ -‬االستحسان‬
‫‪ ‬يحدد طريقة استنباط األحكام في‪ ":‬إني آخذ بكتاب هللا إذا وجدته‪ ،‬فما لم أجد‪ ،‬أخذت بسنة رسول هللا (ص)‪،‬‬
‫واآلثار الصحاح عنه والتي فشت في أيدي الثقاة‪ ،‬فإن لم أجد في كتاب هللا وال سنة الرسول (ص)‪ ،‬أخذت‬
‫بقول أصحابه من شئت وأدع قول من شئت ثم ال أخرج عن قولهم إلى قول غيرهم‪ ،‬فإذا انتهى القول إلى‬
‫إبراهيم النخعي والشعبي وابن سيرين وسيد بن المسيب‪ ،‬فلي أن أجتهد كما اجتهدوا"‬
‫المذهب المالكي‬
‫• نسبة إلى إمام دار الهجرة مالك ابن أنس األصبحي المدني‬
‫• عالم المدينة وفقيهها ومحدثها‬
‫مؤلف الموطأ‬ ‫•‬
‫اعتمد الكتاب ثم السنة ثم فتاوى الصحابة وأقضيتهم وعمل أهل المدينة‪ ،‬ثم القياس والمصالح المرسلة وسد‬ ‫•‬
‫الذرائع‬
‫ظهر المذهب في المغرب مع األدارسة‬ ‫•‬
‫يذكر ابن خلدون أن أسباب دخول المذهب المالكي إلى المغرب تنحصر في سببين اثنين‪:‬‬ ‫•‬
‫• رحلة أهل المغرب واألندلس في الغالب إلى الحجاز‪ ،‬فرجعوا إلى أمام المدينة ألخذ العلم وقلدوه‬
‫• غلبة البداوة على المغاربة وأهل األندلس التي جعلتهم أميل إلى الحجاز الذين هم أهل بداوة أيضا‬
‫أسباب استقرار المذهب في المغرب‬

‫• مساندة السلطة واعتمادها عليه‬


‫• محاربة الدولة لالتجاهات التي تشوش على المذهب‬
‫• تجدد المذهب باستمرار ومواكبته للحركات اإلصالحية التي عرفها‬
‫المغرب‬
‫• التحام فقهاء المذهب بالقضايا الوطنية‬
‫• طبيعة المذهب نفسه من حيث بعده عن التشدد والغلو‬
‫المذهب الشافعي‬
‫• نسبة إلى اإلمام محمد بن إدريس بن العباس الشافعي القريشي الذي ينتهي نسبه إلى هاشم‬
‫بن عبد المطلب‬
‫• رحل إلى اليمن وأصبح واليا على نجران‬
‫• اتهم بالتشيع وعرض على هارون الرشيد الذي اقتنع ببراءته‬
‫• عاد إلى العراق وأقام فيها مدة‬
‫• رحل إلى مصر حيث أملى على تالمذته مذهبه الجديد وتوفي بها‬
‫• يشكل المذهب الشافعي توليفا بين اتجاه المحدثين من المالكية واتجاه أهل الرأي من الحنفية‬
‫منهج الشافعي في االجتهاد‬
‫• يقول الشافعي "األصل قرآن وسنة‪ ،‬فإن لم يكن فقياس عليهما وإذا اتصل الحديث عن رسول هللا (ص) وصح اإلسناد منه فهو سنة واإلجماع‬
‫أكبر من الخبر المنفرد‪ ،‬والحديث على ظاهره إذا احتمل معاني‪ ،‬فما أشبه منها ظاهره أوالها به‪ .‬وإذا تكافأت األحاديث فأصحها إسنادا أوالها‪،‬‬
‫وليس المنقطع بشيء ماعدا منقطع ابن المسيب‪ ،‬وال يقاس أصل على أصل‪ ،‬وال يقال لألصل لم وكيف‪ ،‬وإنما يقال للفرع لم‪ ،‬فإذا صح قياسه‬
‫على األصل صح‪ ،‬وقامت به الحجة"‪.‬‬
‫• بمعنى‪:‬‬
‫• قرآن‬
‫• سنة (الشافعي متوسع في األخذ بالحديث ويقدمه على القياس والرأي)‬
‫• القياس‬
‫• تقديم اإلجماع على خبر اآلحاد‬
‫• اعتماد ظاهر الحديث وما شابه ظاهره‬
‫• عند تكافؤ األحاديث يرجع إلى السند‬
‫• اعتماد منقطع ابن المسيب استثناء‬
‫• األصل حجة‬
‫• إذا صح قياس الفرع على األصل قامت به الحجة‬
‫• ال يقاس أصل على أصل‬
‫المذهب الحنبلي‬
‫نسبة إلى أحمد بن حنبل‬ ‫•‬
‫ولد وترعرع في بغداد‬ ‫•‬
‫كان من أئمة الحديث الذين امتحنوا في محنة القول بخلق القرآن فسجن في عهد المامون‬ ‫•‬
‫والمعتصم‪ ،‬فكبل وضرب ولم يقل بخلق القرآن‬
‫ظل مسجونا إلى أن عفا عنه المتوكل‬ ‫•‬
‫يكفر من يقول بخلق القرآن‬ ‫•‬
‫منهج ابن حنبل في االجتهاد‬
‫• عدد ابن القيم األصول التي اعتمدها ابن حنبل في خمسة‪:‬‬
‫• نصوص الكتاب والسنة إن وجدت ال يلتفت لغيرها‬
‫• قول الصحابي عند غياب النص بشرط عدم مخالفتها لفتاوى الصحابة دون أن‬
‫يدعي أن ذلك إجماع‬
‫• إذا تعددت آراء الصحابة أخذ أقربها للكتاب والسنة (ال يخرج عم هذه اآلراء)‬
‫• أخذ بالحديث الضعيف مرجحا له عن القياس مادام ليس هناك ما يعارضه‬
‫• القياس كآخر الخيارات إذا لم تتوفر المصادر السابقة‬

You might also like