‫التفكير الناقد‬

‫مفاهيم التفكير الناقد ومهاراته‬

‫مفهوم التفكير‪:‬‬
‫التفكير سلسة من النشاطات العقلية غير المرئية وغير الملموسة التي يقوم بها الدماغ عندما يتعرض لمثير‬
‫ما‪،‬ينم استقباله عن طريق حاسة او اكثر من حواس االنسان للوصول الى المعنى الصائب‪.‬‬
‫وهو البحث عن معنى في أمور ال يبدو فيها ظاهرا‪.‬‬
‫وسيلة التفكير (العقل)‬
‫للعقل معان في اللغة منها‪-:‬‬
‫‪ -‬اللب ‪ :‬اللب من كل شيء هو خالصه وما ينتقى منه ‪ ،‬ولذلك يقال‪ :‬رجل لبيب؛ اي عاقل‬
‫‪ -‬الحبس‪ :‬كون العقل يحبس االنسان عن ذميم القول والفعل‬
‫‪ -‬اإلمساك‪ :‬يقال‪ :‬فالن عقول للحديث‪ ،‬اي يمسكه فال يفلت سمعه‬
‫‪ -‬العقال‪ :‬وهو الرباط الذي يعقل به البعير‬
‫‪ -‬الطيب واالفضل‪ :‬يقال فالنة عقيلة قومها‪ ،‬اي كريمتهم وخيارهم‬
‫‪ -‬النهي‪ :‬المنتهى الى الفهم‬
‫العقل اصطالحا‪:‬‬
‫هو ملكة تستعد بها للعلوم واإلدراكات‪ ،‬وقيل العقل‪ :‬هو الملكة الذي يتميز به االنسان عن سائر الحيوانات‬
‫وسمي العقل عقال( ألنه يمنع صاحبه عن التورط في المهالك‪ ،‬ويحبسه عن ذميم القول والفعل)‬
‫فضل العقل‬

‫العقل هبة هللا لالنسان‪ :‬جاءت كلمة (العقل) ومشتقاتها في القرءان الكريم‪ ،‬مرات كثيرة قال تعالى‪ِ ﴿ :‬إ َّن‬
‫ِفي ذَ ِل َك ََل َيات ِلقَ ْوم َيتَ َف َّك ُرونَ ﴾ ﴿ ِإ َّن ِفي ذَ ِل َك ََل َيات ِلقَ ْوم َي ْع ِقلُونَ ﴾ ﴿‬
‫ب﴾ ‪.‬‬‫ِإنَّ َما َيتَذَ َّك ُر أُولُو ْاأل َ ْل َبا ِ‬
‫جاء في الحديث الشريف( مااكتسب المرء مثل عقل يهدي صاحبه الى هدى اويرده عن ردى)‪.‬‬
‫هو ما يتميز به االنسان عن الحيوان‪.‬‬
‫وجعل هللا العقل مناط التكليف‪ :‬قال صلى هللا عليه وسلم( رفع القلم عن ثالثة عن النائم حتى يستيقظ‪ ،‬وعن‬
‫الصبي حتى يحتلم وعن المجنون حتى يعقل )‪.‬‬

‫اصناف العقول التي تفكر‬

‫‪1‬‬
 ‫‪ -1‬العقول المتحجرة‪ -:‬التعرف اال إتجاه واحد‪ ،‬فيصعب التعامل معها اوتغيير وجهتها‬
‫‪ -2‬العقول االسفنجية‪ -:‬تمتص اي فكرة وتستوعب اي فكرة صحية او خاطئة‬
‫‪ -3‬العقول المفلترة ‪ -:‬هي التي تعمل بنظام المرشحات فتتعامل مع اي فكرة لكنها ال تستوعب اال الفكرة‬
‫الصحيحة‪.‬‬
‫دعوة االسالم الى التفكير‬
‫التفكير فضيلة ارسى اسسها االسالم‪ ،‬ورسخ مهاراتها في عقول البشر‪ ،‬فالقرءان الكريم عنما يخاطب االنسان‬
‫فإنه يركز على عقله ووعيه وتفكيره‪.‬‬
‫وردت كلمة التفكير ومرادفاتها عشرات المرات في القءان الكريم‬

‫احدَة أ َ ْن تَقُو ُموا ِ ََّلِلِ َمثْنَى َوفُ َرادَى ث ُ َّم‬ ‫قال تعالى‪ ﴿ :‬قُ ْل ِإنَّ َما أ َ ِع ُ‬
‫ظ ُك ْم ِب َو ِ‬
‫تَتَفَ َّك ُروا﴾‬
‫ض ﴾ وقال تعالى‪ ﴿ :‬أَفَلَ ْم‬ ‫ت َو ْاأل َ ْر ِ‬ ‫س َم َاوا ِ‬ ‫ظ ُروا َماذَا فِي ال َّ‬ ‫وقال تعالى ‪ ﴿ :‬قُ ِل ا ْن ُ‬
‫وب َي ْع ِقلُونَ ِب َها أَ ْو آذَ ٌ‬
‫ان‬ ‫ض فَتَ ُكونَ لَ ُه ْم قُلُ ٌ‬ ‫ِيروا فِي ْاأل َ ْر ِ‬ ‫َيس ُ‬
‫ها ﴾‪.‬‬ ‫يَ ْس َمعُونَ ِب َ‬
‫وحمل على الذين يخلدون آباءهم ورؤساءهم التقليد االعمى‪ ،‬وذكرهم في معرض الذم‪.‬‬

‫‪،‬‬ ‫ضلُّونَا ال َّ‬

‫س ِب َ‬
‫يال﴾‬ ‫سادَتَنَا َو ُكبَ َرا َءنَا فَأ َ َ‬ ‫قال تعالى‪َ ﴿ :‬وقَالُوا َربَّنَا ِإنَّا أ َ َ‬
‫ط ْعنَا َ‬
‫قال تعالى‪ِ ﴿ :‬إنَّا َو َجدْنَا آبَا َءنَا َعلَى أ ُ َّمة َو ِإنَّا َعلَى آثَ ِ‬
‫ار ِه ْم ُم ْقتَدُونَ ﴾‪.‬‬
‫مستويات التفكير‬
‫‪ -‬مستوى ادنى‪ :‬ويتضمن التذكر‪ ،‬واالسترجاع‪ ،‬والربط‪ ،‬والفهم‪ ،‬والمال حظة ‪ ،‬والمقارنة ‪ ،‬والتصنيف‪.‬‬
‫‪ -‬مستوى اعلى‪ :‬ويتضمن التفسير والتحليل والركيب والنقد والتقويم واإلبداع‪ ،‬وحل المشكالت واتحاذ‬
‫القرارات‬
‫أبرز انواع التفكير‬
‫اوال‪ :‬التفكير اإليجابي‪- :‬‬
‫‪ -‬التفكير العلمي‪ :‬هو التفكير المنظم الذي يستخده االنسان عند البحث عن الحقيقة‪.‬‬
‫‪ -‬التفكير المنطقي ‪ :‬هو الذي يبحث عن األسباب والعلل التي تكمن وراء األشياء‪ ،‬ويبحث عن األدلة التي تؤيد‬
‫او تنفي وجهة نظره‬
‫‪ -‬التفكير اإلبداعي‪ :‬هو ان تبتكر شيأ غير مألوف او هو اإلتجاه نحو تحسين الفكرة او اإلنتاج‪.‬‬

‫‪2‬‬
 ‫‪ -‬التفكير التوفيقي‪ :‬وهو التفكير المرن الذي يجمع صاحبه بين محاسن افكار اَلخرين ومحاسن افكاره ليجد‬
‫طريقا وسطا‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬التفكير السلبي‪:‬‬
‫‪ -‬التفكير الخرافي‪ :‬وهو التفكير خارج حدود الممكن‬
‫‪ -‬التفكير التسلطي‪ :‬وهو الذي يهدف الى عدم تقبل الشخص َلراء ووجهات نظر اَلخرين‪ ،‬ومحاولة اثبات‬
‫وجهة نظره‪ ،‬وسببه غالبا اإلعجاب بالرأي والكبر‪.‬‬
‫لماذا يختلف الناس في افكارهم؟‬
‫يرجع اختالف الناس في افكارهم الى احد األمرين التاليين او كليهما‬
‫‪ .1‬اختالف في طريقة التفكير‪.‬‬
‫‪ . 2‬التأثر باحد العوامل التالية او كلها وهي ( البيئة‪ ،‬الثقافة‪ ،‬العواطف‪ ،‬االنحياز‪ ،‬الذكاء )‬
‫اال ان السبب الرئيسي في ذلك هو اإلختالف في طريقة التفكير‪.‬‬
‫التفكير الناقد‬
‫له عدة تعريفات منها‪-:‬‬
‫‪ -‬مجموعة المهارات الذهنية المنظمة‪ ،‬التي تستند الى قدر كبير من المهارات المعرفية الموثوقة او التجارب‬
‫الناجحة او الخبرات‪ ،‬تهدف الى تحديد‪،‬وتفسير‪ ،‬وتحليل‪.‬‬
‫‪ -‬المعلومات المجمعة والحجج المعروضة واإلدعاءات المزعومة بغرض اكتشاف مواطن الخلل والتعصب‬
‫واالنحياز‪ ،‬او مواضع الحياد والصواب واإلطمئنان‪ ،‬ليكون االستنتاج واالستنباط والتقييم‪ ،‬ومن ثم يتم التقويم‬
‫والتصويب ( في حال المعارضة) او التأكيد والتأييد ( في حال الموافقة)‪ ،‬مع تقديم األدلة والبراهيم الصحيحة‬
‫لذلك الرأي المؤيد او المعارض‪.‬‬
‫التفكير الناقد بين األصالة والمعاصرة‬
‫التفكير الناقد ليس علم من علوم العصر ووليد التربية الحديثة فقط بل له جذورا في اعماق التاريخ كقوله‬

‫تعالى‪﴿ :‬يَا أَ ُّي َها الَّذِينَ آ َمنُوا ِإ ْن َجا َء ُك ْم فَا ِس ٌق ِبنَبَإ فَتَبَيَّنُوا أَ ْن ت ُ ِ‬
‫صيبُوا‬
‫ص ِب ُحوا َعلَى َما فَ َع ْلت ُ ْم نَاد ِِمينَ ﴾‪.‬‬‫قَ ْو ًما ِب َج َهالَة فَت ُ ْ‬
‫ال سيما تلك المفاهيم الواردة في القص القرءاني وما يتعلق بأحوال األنبياء مع اقوامهم‬
‫كموقف ابرهيم عليه السالم في نقض عبادة األصنام باستخدام مهارات التفكير الناقد‬

‫‪3‬‬
‫فبعد ان (حلل) ابرهيم عليه السالم عبادة قومه‪ ،‬وعرف بطالن عقيدتهم بواسطة تفكير ناقد تأملي لعبادتهم‪ ،‬قام‬
‫ت فَ َع ْل َ‬
‫ت‬ ‫بتحطيم اصنامهم وابقى على كبيرهم‪ ،‬وذلك لهذف عقلي يريده فيما بعد‪ ،‬وعندما سئلوه ﴿ أَأَ ْن َ‬
‫َهذَا ِبآ ِل َهتِنَا يَا ِإب َْرا ِهي ُم ﴾و‬
‫ير ُه ْم َهذَا فَا ْسأَلُو ُه ْم ِإ ْن‬ ‫ويريد ان يحرك ما لديهم ملكة التقييم‪ ،‬فأجابهم ﴿ بَ ْل فَ َعلَهُ َك ِب ُ‬
‫َكانُوا يَ ْن ِطقُونَ ﴾‬
‫ت َما هَؤُ َال ِء‬ ‫فجعلهم يبادرون وبمنطق العقل‪ ،‬ويجيبون على انفسهم فقالو‪ ﴿ :‬لَقَدْ َع ِل ْم َ‬
‫َي ْن ِطقُونَ ﴾‬
‫فأعترفوا بالحقيقة‪.‬‬

‫ثم نقلهم ابرهيم عليه السالم الى مرحلة التقويم( التصويب)‪ ،‬وهي مرحلة من مراحل التفكير العليا‪ ،‬فقال لهم ﴿‬
‫ض ُّر ُك ْم أ ُ ٍّ‬
‫ف لَ ُك ْم‬ ‫ش ْيئًا َو َال َي ُ‬
‫َّللاِ َما َال َي ْنفَعُ ُك ْم َ‬‫ُون َّ‬ ‫قَا َل أَفَت َ ْعبُدُونَ ِم ْن د ِ‬
‫ع ِقلُونَ ﴾‪.‬‬ ‫َّللاِ أَفَ َال ت َ ْ‬
‫ُون َّ‬‫َو ِل َما ت َ ْعبُدُونَ ِم ْن د ِ‬
‫وفي السيرة النبوية ‪ :‬نجد امثلة لذلك كثيرة ومنها‪ -:‬ما ورد عن ابن عمر رضي هللا عنهما‪ ،‬قال‪ :‬قال النبي‬
‫صلى هللا عليه وسلم لنا لما رجع من األحزاب ( ال يصلين احد العصر اال في بني قريظة) ‪ ،‬وهو ما يسمى‬
‫بالتركيب كعملية معرفية عليا‪ ،‬وعندما بلغ ذلك النبي صلى هللا عليه وسلم اقرهم جميعا‪ ،‬وهو اسلو ب المعلم‬
‫الناجح الذي ال يعاقب احدا على رأي قاده اليه تفكيره‪ ،‬أيا كانت النتيجة‪.‬‬
‫وفي احتكام المرأتين الى النبي داؤود وابنه سليمان عليهما السالم‪ ،‬والمتنازعتين في أمر اإلبن الذي اكله‬
‫الذئب‪ ،‬فقضى به داؤود عليه السالم للكبرى ‪ ...‬اما نبي هللا سليمان فقضى به بعد تفكير للصغرى‪.‬‬

‫‪4‬‬
 ‫خصائص التفكير الناقد‬
‫‪ -1‬التفكير الناقد تفكير مركب‬
‫‪ -2‬التفكير الناقد يقوم على ركنين اساسيين‬
‫‪ -3‬التفكير الناقد ال يعني في كل االحوال معارضة آراء األخرين‪ ،‬وانما قد يعني ايضا تأييدها وتاكيدها‬
‫‪ -4‬التفكير الناقد تفكير شامل‬
‫‪ -1‬التفكير الناقد تفكير مركب‬
‫أي يتضمن جميع أنواع التفكير اإليجابي ‪،‬فهوالتفكيراإلبداعيوعملي ومنطقي وتحليلي وإستنتاجي‬
‫‪ -2‬التفكير الناقد يقوم على ركنين أساسيين هما‪:‬‬
‫األول ‪:‬مهارات ذهنية منظمة ( التحديد والتفسير‘التحليل واإلستقراء‘ التقييم واإلستنتاج واإلستنباط‘والتقويم‬
‫وإبداء الرأي)‬
‫الثاني‪ :‬مهارات معرفية موثوقة وسيلمة‘ أوتجارب صحيحة‘ أوخبرات‬
‫‪ -3‬التفكير الناقد اليعني في كل األحوال معارضة أراء األخرين‘ وإنما قد يعني أيضا تأييدها وتأكيدها‬
‫‪ -4‬التفكير الناقد تفكير شامل‬
‫فهو يتعامل مع كل األراءواألفكار المسموعة والمكتوبة‘ ويتدخل في الحل األمثل للمشكالت اإلجتماعية‬
‫واإلقتصادية والسياسية‘ ونحتاجه كل الفئات العمرية صغارا وكبارا ذكورا وإناثا‘ وكل المستويات العلمية‬
‫والثقافية‬
‫أهمية التفكير الناقد‬
‫أوال‪ :‬أهمية التفكير الناقد في حياتنا الدراسية واألكاديمية‬
‫‪ -1‬يحسن من مقدرة الطالب على فهم محتوى المقرر الدراسي‪ ،‬فيجعله سهال في فهمه عالوة على انه يعلمه‬
‫كيف يفكر في ذلك المحتوى ال ان يفكر فيه فقط‬
‫‪ -2‬يتعلم من خالله الطالب كيف يؤيد رايا ما‪ ،‬قرأه او سمعه‪ ،‬استنادا الى دليل واضح ب ٍّين ‪،‬وفق ضوابط‬
‫سلوكية مؤثرة‪.‬‬
‫‪ -3‬يصقل مهارة الطالب –كما المدرس‪ -‬في تقييم المنهج الدراسي‬
‫‪ -4‬التفكير الناقد يخلق جوا صفيا متفاعال‪ ،‬بين المدرس والطالب والمنهج‪.‬‬
‫‪ -5‬يتعلم الطالب من خالله في دراسته النظامية إثارة األسئلة المفيدة‪ ،‬حتي تظل العملية التعليمية حية فاعلة‬
‫‪ -6‬يعتاد الطالب من خالله على االستحدام الدقيق اللفاظ اللغة العربية ومراعات قواعدها عند التعبير عن‬
‫آرائه‬

‫‪5‬‬
 ‫‪ -7‬يؤسس الطالب تأسيسا متينا على كيفية كتابة البحوث والرسائل العلمية مستقبال‬
‫‪ -8‬يرفع كفائة الطالب في التعامل الواعي مع النصوص المكتوبة‪ ،‬او الدروس والمحاضرات التي يتلقاها‪،‬‬
‫والندوات وبرامج التلفاز وسائر الفعاليات الثقافية المصنوعة‬
‫‪ -9‬يتدرب الطالب من خالله على المنهجية المنطقية القائمة على الدليل والبرهان عند النظر في افكار‬
‫اَلخرين‬
‫‪ -10‬من خالله يكتسب الطالب من مهارات التفكير التحليلي واإلبداعي وبناء العالقات وحل المشكالت‪،‬‬
‫كرصيد مهم يخلق منه كفائة يستطيع بها الحصول على وظيفة في المستقبل‬
‫‪ -11‬التفكير الناقد يجعل عقل الطالب نيرا ألمعيا يعمل بشكل أفضل‬
‫فالدماغ يشبه العضلة‪ ،‬فكلما استخمناه اكثر اصبح اكثر فاعلية‬
‫‪ -12‬التفكير الناقد يفرز طالبا يتسم بالوضوح في افكاره والدقة في طرحها‬
‫ثانيا‪ :‬أهمية التفكير الناقد في تعامنا مع مصادر المعلومات المتزاحمة علينا‬
‫‪ . 1‬نتعلم من خالله التثبت من صدق المعلومات التي ترد الينا تباعا واالستيثاق منها‪ ،‬فهو ينقلنا من التصديق‬
‫الساذج الى التأكد‬
‫‪ . 2‬نتعلم من خالله إختيار الالزم والضروري من المعلومات‬
‫‪ .3‬يتجنب الشخص ان يكون (إمعه) يسير مع آراء اَلخرين دون فحص او تمحيص‬
‫‪ .4‬يمنح الشخ ض القدرة على كتابة المقاالت الهادفة التي تقنع بها اَلخرين وال يجبرهم على تقبلها جبرا‪.‬‬
‫‪ . 5‬به نتعلم ان ميدان اَلراء واألفكار هو العقل‪ ،‬أما الشعور واألحاسيس والرحمة والحب والكراهية فهي من‬
‫القلب ودائرتها العاطفة‬
‫ثالثا‪ :‬أهمية التفكير الناقد في تعاملنا مع مشكال تنا اإلجتماعية ومشكالت العالم من حولنا‬
‫‪ -1‬به نستطيع تكوين وعي أعمق للمعوقات والمشكالت من حولنا‪ ،‬أيا كان نوعها او تعقيداتها‬
‫‪ -2‬يمنحنا القدرة على التعامل الواعي مع الموافق الجديدة والمتنوعة‬
‫‪ -3‬من خالله يمكن الحصول على حلول أخرى وإجابات متعددة للمشكالت التي تفاجئنا كل يوم على‬
‫الصعيدين المحلي والخارجي‬
‫رابعا‪ :‬أهمية التفكير الناقد في مجال السلوك‬
‫‪ )1‬التفكير عبادة‪ ،‬وهو مطلب شرعي‬
‫‪ )2‬يساعدنا على ان نكون شخصيات محبوبة في محيطنا‪ ،‬فنألف ونؤلف‬
‫‪ )3‬مادة تربوية سلوكية‪ ،‬فمن له عقل راجح كان سلوكه قويما‬

‫‪6‬‬
 ‫‪ )4‬التفكير الناقد يبني شخصا لديه استقالل فكري ولكن ال يلغي وجهات الظر األخرى‬
‫‪ ) 5‬من خالله نقاوم التبعية العمياء‪ ،‬والتقليد دون وعي‪ ،‬وهذا يعني التحرر من اإلقتراضات واإلعتقادات‬
‫واإلنحيازات الخاطئة‪.‬‬
‫مهارات التفكير الناقد‬
‫أوال‪:‬المهارات الذهنية المنظمة‬
‫ثانيا‪:‬المهارات المعرفية والتجارب والخبرات‬
‫لقد تعددت اإلتجاهات النظرية في تحديد وترتيب مهارات التفكير الناقد‘ فمنهم من يقول بانها( التركيب‪-‬‬
‫اإلستنتاج‪-‬التحليل‪-‬التقويم)‘ ومنهم من يرى أنها ( التصنيف –التقويم للمناقشات‪ -‬إدراك الفرضيات‪ -‬حل‬
‫المشكالت) ‘ ومنهم من يرى أنها ( معرفة اإلفتراضات او المسلمات –التفسير – تقويم المناقشات‪ -‬اإلستنباط‬
‫– اإلستنتاج)‬
‫وهناك من قام بتصميم مجموعة من اإلختبارات لقياس مدى تحقق تلك المهارات لدى المتدربين لعل أشهرها ‪:‬‬
‫أوال‪:‬إختبار واطسون وجليسرعام ‪ 1964‬م ‘وهذا اإلختباريقيس خمس مهارات هي ‪ ( :‬معرفة اإلفتراضات‘‬
‫واإلستنتاج‘ واإلستقراء‘ وتقويم الحجج‘ والتفسير )‬
‫ثانيا‪ :‬إختبار نيوجيرسي للمهارات اإلستدال ليةعام ‪ 1985‬م ‘ويقيس هذا اإلختبار مهارات ( القياس المنطقي‬
‫‘ والتناقض ‘والعالقات السببية‘ وتحديد اإلفتراضات‘ واإلستقراء‘ واإلستدالل الجيد )‬
‫الفرق بين المهارة والموهبة‬
‫المهارة لغة ‪ :‬هي إحكام الشيء وإجادته والتمكن منه والتدريب عليه‬
‫إصطالحا ‪:‬هي إستعداد خاص يتكون نتيجةتدريبات متكررة ومتدرجة ومتصلة ‘ يصل إلى درجة السرعة‬
‫واإلتقان ‘ والمهارة تساعد في إ متالك القدرة‬
‫الموهبة لغة ‪:‬هي العطية والهبة‬
‫إصطالحا‪:‬هي قدرة فطرية غير عادية‘ تجعل اإلنسان يؤدي إنتاجه الفكري والحركي بجدية وإبداع‘وتجعله‬
‫متميزا بشكل ملحوظ‪.‬‬

‫‪7‬‬
 ‫المهارات الذهنية المنظمة‬
‫أوال‪ :‬التحديد والتفسير‬
‫ثانيا‪ :‬التحليل واإلستقراء‬
‫ثالثا‪ :‬التقييم واإلستنتاج‬
‫رابعا‪ :‬التقويم‬
‫مفهوم مهارة التحديد‬
‫إذا كان محل النظر والتفكيرهو نصا ما‬
‫فيقصد بها ‪:‬تعيين النص من بين مجموعة من النصوص أوالموضوعات‪ ،‬ثم تعيين الفكرة العامة لهذاالنص‬
‫وضبطه ( عنوان للنص أوالهدف منه )‪ ،‬عالوة على تحديد فكرة النص المحدد‪،‬وإستيعاب الجزئيات واأل فكار‬
‫التفصيلية المكونة للفكرة العامة للموضوع‬
‫أماإذاكان محل النظر والتفكير هو مشكلة ما‬
‫فيقصد بها ‪ :‬تحديد إسم ونوع وطبيعة المشكلة وحيثياتها‘وزمانها ومكانها بالضبط‘ والحلقة الهامة التي تمثل‬
‫جوهرها‪.‬‬
‫الهدف من هذه المهارة‬
‫‪ 1‬فهم النص كامال أو القضية بشكل عام‪.‬‬
‫‪ 2‬اإلبداع في كتابة عنوان جاذب للقراءة ‘ أوإسم جامع للقضية ‪.‬‬
‫‪3‬زيادة القدرة على اإلختصار ‪.‬‬
‫‪ 4‬التركيز على فكرة محددة ‘ حتى النذهب الى التيهان أويتم إظهار بعض الهفوات وترك جوانب الصواب ‪.‬‬
‫‪ 5‬هذه المهارة تجعل المفكر الناقد ماها مبدعا في التقييم والتقويم ‪.‬‬
‫مفهوم مهارة التفسير ‪:‬‬
‫أما مهارة التفسير المقترنة بالتحديد‪ :‬فنعني بها إستيعاب الفكرة العامة للنص ‘ليتم صياغة عنوان له ‘ وكذلك‬
‫إستيعاب وفهم جزئياته أو تفاصيل الواقعة ‘ ليبني عليها المفكر التاقد أ ويعارضها على علم وبينة ‘ وإال صار‬
‫كمن يهزف بما ال يعرف ‘ وسيكون تقييمه وتقويمه خاطئا‬

‫وهي في الحقيقة مهارة مفترضة لمن يريد الحديث أوالكتابة ثم تتطور الحقا‬

‫‪8‬‬
 ‫التقييم واإلستنتاج والتقويم‬

‫مفهوم التقييم‬

‫هوالمهارة التي تمكن المفكر الناقدمن تقدير مدى الثقة في األحداث والشواهد التي يعيشها‘اوالفقرات‬
‫والنصوص التي يقرأها اويسمعها ‘وهو إعطاءدرجة لكل جزئية في النص اوالواقعة‬

‫مفهوم اإلستنتاج‬

‫هو البحث عن النتيجة المفقودة ؛ اي هو معرفة شيء مجهول من شيء معلوم‬

‫واإلستنتاج اليعني الوصول الى فكرة جديدة فقط ‘بل قد يعني ايضا قدرة المفكر على وزن المعطبات لمعرفة‬
‫هل هي قوية او ضعيفة او صائبة اوخاطئة‬

‫والبد للتقييم واإلستنتاج من دليل وبرهان‬

‫قرأت مقاال في صحيفة ما‘جاء فيه‪ ( :‬التعليم ضرورة بشرية ‘إال أن كلفته اليوم أكثر من الماضي ‘والملحوظ‬
‫أن كبر السن مانع من التغليم ‘ وأفضل العلوم على اإلطالق علم الهندسة )‬

‫اإلستنتاج ‪:‬يمكن ان نستنتج إستنتاجات عدة وذلك من خالل ذلك‬

‫تحليل وإستقراء وتقييم النص المشار إليه‘ومنها مثال‪:‬‬

‫أن المتحدث متخصص في علم الهندسة‬

‫أن المتحدث لم يطلع على باقي العلوم األخرى‬

‫أن المتحدث اليعلم شيئا وأختار علم الهندسة جزافا‬

‫أن المتحدث لم يخالط من فئة الكبار إالغير المتعلمي منهم‬

‫‪9‬‬
 ‫الفرق بين اإلستنتاج واإلستنباط‬
‫اإلستنتاج‪ :‬هو معرفة شيءمجهول من شي ء معلوم والشي ءالمجهول هو النتيجة والشيء المعلوم‬
‫هوالمعطيات واالسباب‬
‫اما اإلستنباط ‪:‬فهو إستظهارالنتيجة المتوفرة مع ضرورة اإلشارة إليها؛ اي انه في اإلستنباط تكون كل من‬
‫المقدمات والنتيجة متوافرة ‘إال أن النتيجة تكون غامضة ‘ وما على المفكر الناقد االالتنقيب عنها‬
‫تدريب‬
‫كل البشر فانون ‘وعبد هللا من البشر ‘و هو يعاني من مرض شديد على الرغم من تناوله العالجات المناسبة‬
‫معلومات ومقدمات ومعطيات واضحة‬
‫فهو لم يتماثل للشفاء(استنتاج لكنه غير واضحة)‬
‫فنستنبط مثال‘ونقول (فحياة عبد هللا في خطر)‬
‫معايير التفكير الناقد وسمات المفكر الناقد‬
‫اطلعت على نص بعنوان ‪ ( :‬أثر سلوك الوالدين على األوالد ) في إحدى المجاالت العلمية ‘ جاء فيه ( عالقة‬
‫الطفل بوالديه هي األساس الذي تبنى عليه عالقاته باألخرين عند كبره ‘ وقد كان سلمان أحد الموظفين لدينا‬
‫مربيا ناجحا لولده بالل ‘والتربية المثلى هي التربية على إحترام الوالدين )‬
‫من خالل قراءتك الواعيةللنص كمفكر الناقد أجب عما يلي ‪:‬‬
‫‪ 1‬ما الفكرة األساسية ألتي أرادالكاتب إقناعه بها ؟‬
‫‪ 2‬حلل النص إلى جزئياته ؟‬
‫‪ 3‬ماتقييمك لفكرة المتحدث‬
‫‪ 4‬هات إستنباطا يمكنك إستظهاره من فكرة المتحد ث‬
‫‪ 5‬ماذا يمكنك إستنتاجه من فكرة المتحدث ؟‬
‫‪ 6‬ما األدلة التي ساقها الكاتب إلسناد فكرته ؟ وما تقييمك لها ؟‬
‫‪ 7‬مامدى وجود مالمح للتعصب واإلنحياز‬
‫معايير التفكيرالناقد‬
‫‪ 1‬العقالنية أي بعيد عن العاطفة ‪ ،‬اإلهتمام بافضل تفسير ‪ ،‬طرح التساؤالت‬
‫‪ 2‬العقلية المتفتحة هي األ خذ باإلعتبار آراء ووجهات النظر المتنوعة ‪،‬التعامل مع التفسيرات البديلة والجديدة‬
‫والمختلفة واألحذ بها إذاكانت أفضل‬
‫‪ 3‬الوضوح ( الوضوح في اللغة ) مفردات اللغة ومراعاة قواعد اللغة العربية‬

‫‪10‬‬
 ‫وضوح الفكرة وعدم استخدام اللهجات‬
‫‪ 4‬الصحة ‪:‬العبارة صحيحة وموثوقة ‪ ،‬سواء كانت مسموعة ام مكتوبة ‘فقد تتحقق في العبارة معيار الوضوح‬
‫‘ولكنها ليست صحيحة‬
‫‪ 5‬المنطق ‪:‬تنظيم األ فكار وتسلسلها وترابطها بطريقة تؤدي الى نتيجة مترتبة عليها ‘و موافقة لمنطق العقل‬
‫‪،‬ليست خيالية‬
‫‪ 6‬الدقة ‪:‬المعلومات التي لدينا تكون دقيقة وموثوقة حتى نحاكم بها األخرين ‘وصف افكار األخرين بدقة دون‬
‫زيادة اونقصان‬
‫‪ 7‬الربط ‪:‬السؤال الذي نطرحه ‪،‬يكون مرتبط بموضوع النقاش او المشكلة او الظاهرة (ألن الغرض من‬
‫السؤال هو التفكيك وكشف الغموض ) البد من اإلعتماد على معلومات ومعارف ذات إرتباط بمانتخذه من‬
‫قرارات واراء عن النظر في نصوص األخرين – أن يكون القرار او الحكم الذي نتخذه مرتبط بالموضوع‬
‫‪ 8‬اإلتساع والعمق ‪:‬ان تؤخذ المشكلة اوالموضوع بالبيان ‪ ،‬والفرق بين هذا المعيار ومعيار العمق ‘أن معيار‬
‫اإلتساع يصدق على الجانب األفقي لتفاصيل الموضوع بخالف العمق فيصدق على الجانب الرأسي‬
‫التفكير الناقد السليم‬
‫‪ 1‬هو الذي يحرص فيه المفكر غلى مراعاة المهارات السابقة ذكرها‬
‫‪ 2‬وهو التفكير اإليجابي الصحيح ( نصل من خالله إلى نتيجة )‬
‫‪ 3‬كما أنه متفق مع الحقيقة ومع الحدث المنطقي‬
‫‪ 4‬ويستخدم المنطق غير المتحيز‪،‬ويتجنب التفكير اإلستبدادي‬
‫التفكير الناقد غير السليم‬
‫‪ 1‬تفكير سلبي اليسعى للوصول إلى الحقيقة‬
‫‪ 2‬اليتفق مع المنطق بل تفكير خيالي‬
‫‪ 3‬متعصب وغرائزي‘إستبدادي‬
‫‪ 4‬هذفه تصيد األخطاء والتنقيب عن الزالت‬
‫‪ 5‬يستخدم فيه اإلستدالل غير السليم فاليصل إلى نتيجة سليمة‬
‫‪ 6‬واليتم فيه إبداء الرأي وينغمس في المعايير المزدوجة‬
‫‪ 7‬اليقوم بتصحيح األخطاء عند إكتشافها ‪ ،‬بل يغير متطلبات الحقيقة بما يتالءم مع األخطاء‬
‫سمات المفكر الناقد‬
‫‪ 1‬يفكر بطريقة عقالنية وعادلة ومتوازنة ومنفتحة‬

‫‪11‬‬
‫‪ 2‬يتميز بقوة الشخصية والثقة بالنفس‪ ،‬والثبات عند اإلنفعاالت‪ ،‬وله عالقات اجتماعية واسعة‪.‬‬
‫‪ 3‬قليل الجدل ‪ ،‬صبور شديد التحمل لتجاوزات اَلخرين‪.‬‬
‫‪ 4‬ويبتعد عن الميل واإلنحياز‬
‫‪ 5‬يدرك الفرق بين اإلستدالل الواعي والتبرير الواهي‬
‫‪ 6‬ال يلغي الفكرة الخاطئة فقط‪ ،‬إنما يبحث عن البدائل‬
‫‪ 7‬له القدرة على التمييز بين الحقائق وبين اَلراء‬
‫‪ 8‬ياخذ الموقف من جميع جوانبه واطرافه ليصل الى العمق‬
‫‪ 9‬له القدرة على التعلم الذاتي‪ ،‬كثير اإلطالع‪ ،‬مثقف الفكر‬
‫‪ 10‬له القدرة على كشف المغالطات والخدع‬
‫‪ 11‬له القدرة على التفسير المنطقي للظواهر الحياتية‬
‫‪ 12‬ال يهز راسه بالموافقة او الرفض في أي مسألة‪ ،‬بل يتثبت‬
‫‪ 13‬القدرة على التمييز ما بين بعض التعبيرات الدالة على معان متقاربة‬
‫‪ 14‬افكاره وآراه دقيقة وواضحة ومنتسقة مع سلوكه‬
‫‪ 15‬له القدرة على النقاش والحوار والمناظرة‬
‫‪ 16‬يميل الى الصمت اكثر منه الى الحديث‪ ،‬يستطيع صنع اإلبتسامة عند الخالف‬
‫‪ 17‬يميز ما بين الشخص وفكرة الشخص‪ ،‬ويجعل بينهما مسافة واسعة‬
‫أسس التفكير الناقد‬
‫أوال‪ :‬األسس الرئيسية للتفكير الناقد‬
‫‪ .1‬التمييز بين الحقائق واَلراء‬
‫‪ .2‬فحص الحقائق وتمحيص اَلراء‬
‫‪ . 3‬الشجاعة على تغيير األفكار عند ظهور أخطائها‬
‫‪ .4‬تقديم الدليل وتقييمه‬
‫‪ .5‬هناك مجال دائما للتطوير‬
‫ثانيا‪ :‬األسس المساعدة للتفكير الناقد‬
‫‪ -1‬للنقد قيمة حتى وان كان نقدا للذات‬
‫‪ -2‬الجهد مفتاح النجاح‬
‫‪ -3‬األمانة مع النفس مع تقييمها في تعاملها مع اَلخرين‬
‫‪ -4‬الحذر من اإلنطباعات األولى‬
‫‪ -5‬إنتاج األفكار‬
‫‪ -6‬استقالل المعارف ال يعني التعارض فيما بينها‬
‫‪ -7‬عدم التعارض بين االستقالل الفكري واإلطالع على وجهات النظر األخرى‪.‬‬

‫‪12‬‬