Professional Documents
Culture Documents
.. - Publicationoflectures - Uploadspdf - 6.pdf - 2022.12.29 - 06.13.36am
.. - Publicationoflectures - Uploadspdf - 6.pdf - 2022.12.29 - 06.13.36am
===================================================
وتنص عليها المادة ( ) 405من قانون العقوبات على انه ( من قتل نفسا ً عمدا ً يعاقب بالسجن المؤبد
او المؤقت ) .ومن خالل هذا النص نستنتج اركان الجريمة الثالثة وهي :
ال يمكن تصور حصول جريمة القتل دون وجود اعتداء مميت ,فالقصد الجنائي والنية لوحدها اليكفي
لتحقق الجريمة ,فمجرد النوايا اليعاقب عليها القانون اال اذا تحول هذه النوايا الى أفعال مميتة حتى
تعتبر جريمة قتل ,فالبد من تحقق عناصر الركن المادي :
أ)السلوك الجرمي ( فعل االعتداء المميت ) الصادر عن القاتل ولم يحدد القانون نوع هذا الفعل او
صفته وال الوسيلة المستخدمة لذا :
-اليشترط في القتل ان يحصل بوسيلة معينة فقد يحصل بوسيلة قاتلة بطبيعتها كالسالح الناري او آلة
قاطعة حادة او واخزة او بصعقة كهرباء او القاء في نهر او بئر او من مكان مرتفع ...الخ .وقد
يتخذ الجاني وسيلة غير قاتلة بطبيعتها لكنها تؤدي الى الموت بحسب استعمالها ,ولكن متى ماثبت
للمحكمة ان االعتداء كان بقصد القتل فال يهم نوع األداة المستخدمة .
-واليشترط ان تمتد يد الجاني الى المجني عليه مباشرة بل يكفي ان يهيء األسباب والظروف التي
تؤدي الى احداث الموت .
1
-واليشترط تحقق النتيجة الجرمية لفعل االعتداء وهو الوفاة مباشرة بل تتحقق الجريمة وان حدثت
النتيجة بعد مدة من الزمن قصيرة او طويلة .
-اليشترط ان يكون القتل بفعل مادي بل يمكن ان تتحقق الجريمة بفعل معنوي ونفسي ويعاقب الفاعل
عن جريمة عمدية اذا توفرت العالقة السببية بين الفعل والنتيجة (الوفاة) وهو صعب االثبات .
-اليشترط ان يقوم الجاني بشكل مباشر بارتكاب الجريمة بل يمكن ان يستغل حسن النية او غير
المدرك للقيام بارتكاب الجريمة ,في كل األحوال يعتبر الجاني هو الفاعل األصلي للجريمة ويعاقب
عن الجريمة باعتباره المسؤول عنها .
-جريمة القتل بالترك :لم يحدد القانون وسيلة معينة الرتكاب الجريمة لذا يمكن ان تتحقق الجريمة
بفعل إيجابي ويمكن ان تتحقق الجريمة باالمتناع او الترك ,هناك ثالثة آراء :
الرأي األول :يذهب أصحاب هذا الرأي الى عدم مسائلة الشخص عن جريمة إيجابية اذا صدر عنه
موقفا ً سلبيا ً باعتبار الموقف السلبي اليعد فعالً ,واليوجد نص تشريعي يجرم الموقف السلبي .
الرأي الثاني :ويذهب انصار هذا الرأي الى ان الترك او الفعل السلبي يصلح لقيام المسؤولية الجنائية
للجاني اذا أدى لوفاة المجني عليه بشرط اثبات القصد الجنائي .
الرأي الثالث :ويفرق انصار هذا الرأي بين حالة وجود تكليف قانوني او االتفاق بالقيام بالعمل فاذا
كان الممتنع غير مكلف قانونا ً او بموجب اتفاق شخصي فال يمكن قيام المسؤولية الجنائية عن جريمة
قتل بالترك .
جريمة القتل بالترك في قانون العقوبات العراقي :لقد اخذ المشرع العراقي بالرأي الثالث بحسب
ماجاء في نص المادة ( )34على انه ( تكون الجريمة عمدية اذا توفر القصد الجرمي لدى الفاعل ..
كذلك اذا فرض القانون او االتفاق واجبا ً على شخص وامتنع عن أدائه قاصدا ً احداث الجريمة التي
نشأت مباشرة عن هذا االمتناع ) .وبهذا نجد ان المشرع يرى ان االمتناع او الترك المخالف للقانون
او لالتفاق يصلح ان يكون سببا ً لقيام المسؤولية الجنائية عن جريمة القتل العمدية اذا توفر القصد
الجنائي .
2
ب) النتيجة الجنائية ( الوفاة ) :البد لتحقق جريمة القتل من تحقق نتيجة فعل االعتداء المميت وهي
الوفاة أي موت الشخص الذي وقع عليه االعتداء ( المجني عليه ) والطبيب العدلي هو الذي يتثبت
منها ,وان عدم العثور على الجثة الينفي قيام جريمة القتل واليوقف إجراءات التحقيق والمحاكمة .
الشروع في القتل :اذا لم تحصل النتيجة أي لم تحصل وفاة المجني عليه نتيجة االعتداء المميت فاننا
نكون امام شروع في القتل حيث خاب او أوقف اثر الفعل ألسباب ال دخل الرادته فيها .اما اذا تخلفت
النتيجة بإرادة الفاعل فاننا نكون امام عدول اختياري .
ج) العالقة السببية بين الفعل والنتيجة الحاصلة :حتى يكون الفاعل مسؤوالً عن جريمة القتل البد من
وجود رابطة سببية بين الفعل الذي قام به والنتيجة (الموت) وهذه العالقة تظهر بشكل واضح اذا كان
فعل الجاني يكفي وحده لتحقق النتيجة .لكن االمر يكون صعبا ً اذا تدخل اكثر من عامل الحداث
النتيجة الجرمية (الموت) ,وهنا ظهرت نظريات هي :
-1نظرية السببية الكافية ( السبب المالئم ) :اذ يعد فعل الجاني سببا ً لتحقق النتيجة الجرمية (الموت)
حتى وان تدخل في احداثها عوامل أخرى سابقة او الحقة على فعل الجاني طالما ان تسلسل االحداث
محتملة ومتوقعة ومألوفة في الحياة ان تؤدي الى حصول هذه النتيجة ,اما اذا تدخل عامل او سبب
آخر غير متوقع او غير مألوف فان السببية التتحقق وتقف مسؤولية الفاعل عند حد الشروع على
اعتبار ان فعله لم يؤدي الى تحقق النتيجة .
-2نظرية تعادل األسباب :حيث تعتبر ان جميع العوامل واألسباب التي تحدث النتيجة الجرمية
متعادلة ومتعادلة وكل منها يعتبر سببا ً لتحقق النتيجة .حيث يكون فعل الجاني سببا ً لتحقق النتيجة
الجرمية حتى وان اشتركت في احداثها عوامل وأسباب أخرى الن رابطة السببية موجودة في هذه
الحالة وكل عامل وسبب متعادل ومتكافيء مع الفعل اآلخر في احداث النتيجة .
رأي المشرع العراقي :المادة ( )29عقوبات تنص على ان المشرع العراقي قد اخذ بكلتا النظريتين.
3