Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 3

‫م‪.‬د‪ .

‬ماجد الفحام‬ ‫قانون العقوبات القسم الخاص‪/‬المرحلة الثالثة‪/‬صباحي‬

‫للعام الدراسي ‪2023/2022‬‬ ‫‪2022/11/9‬‬ ‫المحاضرة ( ‪) 6‬‬

‫===================================================‬

‫الجرائم الواقعة على األشخاص‬

‫المبحث األول ‪ :‬جريمة القتل العمد‬

‫وتنص عليها المادة ( ‪ ) 405‬من قانون العقوبات على انه ( من قتل نفسا ً عمدا ً يعاقب بالسجن المؤبد‬
‫او المؤقت ) ‪ .‬ومن خالل هذا النص نستنتج اركان الجريمة الثالثة وهي ‪:‬‬

‫‪ -1‬الركن المادي المتمثل بفعل القتل ‪.‬‬


‫‪ -2‬محل جريمة القتل وهو ان يكون انسانا ً على قيد الحياة ‪.‬‬
‫‪ -3‬القصد الجنائي ‪.‬‬
‫‪ )1‬الركن المادي المتمثل بفعل القتل ‪.‬‬

‫ال يمكن تصور حصول جريمة القتل دون وجود اعتداء مميت ‪ ,‬فالقصد الجنائي والنية لوحدها اليكفي‬
‫لتحقق الجريمة ‪ ,‬فمجرد النوايا اليعاقب عليها القانون اال اذا تحول هذه النوايا الى أفعال مميتة حتى‬
‫تعتبر جريمة قتل ‪ ,‬فالبد من تحقق عناصر الركن المادي ‪:‬‬

‫أ)السلوك الجرمي ( فعل االعتداء المميت ) الصادر عن القاتل ولم يحدد القانون نوع هذا الفعل او‬
‫صفته وال الوسيلة المستخدمة لذا ‪:‬‬

‫‪ -‬اليشترط في القتل ان يحصل بوسيلة معينة فقد يحصل بوسيلة قاتلة بطبيعتها كالسالح الناري او آلة‬
‫قاطعة حادة او واخزة او بصعقة كهرباء او القاء في نهر او بئر او من مكان مرتفع ‪...‬الخ ‪ .‬وقد‬
‫يتخذ الجاني وسيلة غير قاتلة بطبيعتها لكنها تؤدي الى الموت بحسب استعمالها ‪ ,‬ولكن متى ماثبت‬
‫للمحكمة ان االعتداء كان بقصد القتل فال يهم نوع األداة المستخدمة ‪.‬‬

‫‪ -‬واليشترط ان تمتد يد الجاني الى المجني عليه مباشرة بل يكفي ان يهيء األسباب والظروف التي‬
‫تؤدي الى احداث الموت ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬واليشترط تحقق النتيجة الجرمية لفعل االعتداء وهو الوفاة مباشرة بل تتحقق الجريمة وان حدثت‬
‫النتيجة بعد مدة من الزمن قصيرة او طويلة ‪.‬‬

‫‪ -‬اليشترط ان يكون القتل بفعل مادي بل يمكن ان تتحقق الجريمة بفعل معنوي ونفسي ويعاقب الفاعل‬
‫عن جريمة عمدية اذا توفرت العالقة السببية بين الفعل والنتيجة (الوفاة) وهو صعب االثبات ‪.‬‬

‫‪ -‬اليشترط ان يقوم الجاني بشكل مباشر بارتكاب الجريمة بل يمكن ان يستغل حسن النية او غير‬
‫المدرك للقيام بارتكاب الجريمة ‪ ,‬في كل األحوال يعتبر الجاني هو الفاعل األصلي للجريمة ويعاقب‬
‫عن الجريمة باعتباره المسؤول عنها ‪.‬‬

‫‪ -‬جريمة القتل بالترك ‪ :‬لم يحدد القانون وسيلة معينة الرتكاب الجريمة لذا يمكن ان تتحقق الجريمة‬
‫بفعل إيجابي ويمكن ان تتحقق الجريمة باالمتناع او الترك ‪ ,‬هناك ثالثة آراء ‪:‬‬

‫الرأي األول ‪ :‬يذهب أصحاب هذا الرأي الى عدم مسائلة الشخص عن جريمة إيجابية اذا صدر عنه‬
‫موقفا ً سلبيا ً باعتبار الموقف السلبي اليعد فعالً ‪ ,‬واليوجد نص تشريعي يجرم الموقف السلبي ‪.‬‬

‫الرأي الثاني ‪ :‬ويذهب انصار هذا الرأي الى ان الترك او الفعل السلبي يصلح لقيام المسؤولية الجنائية‬
‫للجاني اذا أدى لوفاة المجني عليه بشرط اثبات القصد الجنائي ‪.‬‬

‫الرأي الثالث ‪ :‬ويفرق انصار هذا الرأي بين حالة وجود تكليف قانوني او االتفاق بالقيام بالعمل فاذا‬
‫كان الممتنع غير مكلف قانونا ً او بموجب اتفاق شخصي فال يمكن قيام المسؤولية الجنائية عن جريمة‬
‫قتل بالترك ‪.‬‬

‫جريمة القتل بالترك في قانون العقوبات العراقي ‪ :‬لقد اخذ المشرع العراقي بالرأي الثالث بحسب‬
‫ماجاء في نص المادة (‪ )34‬على انه ( تكون الجريمة عمدية اذا توفر القصد الجرمي لدى الفاعل ‪..‬‬
‫كذلك اذا فرض القانون او االتفاق واجبا ً على شخص وامتنع عن أدائه قاصدا ً احداث الجريمة التي‬
‫نشأت مباشرة عن هذا االمتناع ) ‪ .‬وبهذا نجد ان المشرع يرى ان االمتناع او الترك المخالف للقانون‬
‫او لالتفاق يصلح ان يكون سببا ً لقيام المسؤولية الجنائية عن جريمة القتل العمدية اذا توفر القصد‬
‫الجنائي ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫ب) النتيجة الجنائية ( الوفاة ) ‪ :‬البد لتحقق جريمة القتل من تحقق نتيجة فعل االعتداء المميت وهي‬
‫الوفاة أي موت الشخص الذي وقع عليه االعتداء ( المجني عليه ) والطبيب العدلي هو الذي يتثبت‬
‫منها ‪ ,‬وان عدم العثور على الجثة الينفي قيام جريمة القتل واليوقف إجراءات التحقيق والمحاكمة ‪.‬‬

‫الشروع في القتل ‪ :‬اذا لم تحصل النتيجة أي لم تحصل وفاة المجني عليه نتيجة االعتداء المميت فاننا‬
‫نكون امام شروع في القتل حيث خاب او أوقف اثر الفعل ألسباب ال دخل الرادته فيها ‪ .‬اما اذا تخلفت‬
‫النتيجة بإرادة الفاعل فاننا نكون امام عدول اختياري ‪.‬‬

‫ج) العالقة السببية بين الفعل والنتيجة الحاصلة ‪ :‬حتى يكون الفاعل مسؤوالً عن جريمة القتل البد من‬
‫وجود رابطة سببية بين الفعل الذي قام به والنتيجة (الموت) وهذه العالقة تظهر بشكل واضح اذا كان‬
‫فعل الجاني يكفي وحده لتحقق النتيجة ‪ .‬لكن االمر يكون صعبا ً اذا تدخل اكثر من عامل الحداث‬
‫النتيجة الجرمية (الموت) ‪ ,‬وهنا ظهرت نظريات هي ‪:‬‬

‫‪ -1‬نظرية السببية الكافية ( السبب المالئم ) ‪ :‬اذ يعد فعل الجاني سببا ً لتحقق النتيجة الجرمية (الموت)‬
‫حتى وان تدخل في احداثها عوامل أخرى سابقة او الحقة على فعل الجاني طالما ان تسلسل االحداث‬
‫محتملة ومتوقعة ومألوفة في الحياة ان تؤدي الى حصول هذه النتيجة ‪ ,‬اما اذا تدخل عامل او سبب‬
‫آخر غير متوقع او غير مألوف فان السببية التتحقق وتقف مسؤولية الفاعل عند حد الشروع على‬
‫اعتبار ان فعله لم يؤدي الى تحقق النتيجة ‪.‬‬

‫‪ -2‬نظرية تعادل األسباب ‪ :‬حيث تعتبر ان جميع العوامل واألسباب التي تحدث النتيجة الجرمية‬
‫متعادلة ومتعادلة وكل منها يعتبر سببا ً لتحقق النتيجة ‪ .‬حيث يكون فعل الجاني سببا ً لتحقق النتيجة‬
‫الجرمية حتى وان اشتركت في احداثها عوامل وأسباب أخرى الن رابطة السببية موجودة في هذه‬
‫الحالة وكل عامل وسبب متعادل ومتكافيء مع الفعل اآلخر في احداث النتيجة ‪.‬‬

‫رأي المشرع العراقي ‪ :‬المادة (‪ )29‬عقوبات تنص على ان المشرع العراقي قد اخذ بكلتا النظريتين‪.‬‬

‫‪3‬‬

You might also like