Professional Documents
Culture Documents
دليل الملحق القضائي في مادة العقار
دليل الملحق القضائي في مادة العقار
دليل الملحق القضائي في مادة العقار
Ǥ
̥ ̧ ̝ ́˅ ˅̤̋Ǫ
˰̶̋ Ǫ
ǭ˅́ ̝ ̤ Ǫ
˅ȇ٨̾ʿ
́ ̤̝ Ǫ ٨̝ ˩̧ ̬ Ǫ
̪˰ ̽˲ ̻̽ ̸ ̢ ˔ː
دﻟﯾل اﻟﻣﻠﺣق
اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻓﻲ
ﻣﺎدة اﻟﻌﻘﺎر
ﻓﺑراﯾر 2017
اﻟﻔرﯾق اﻟﺑﯾداﻏوﺟﻲ
ﻣﻧﺳق اﻟﻔرﯾق
د /ﯾوﻧس اﻟزھري
ﻣدﯾر ﺗﻛوﯾن اﻟﻣﻠﺣﻘﯾن اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﯾن واﻟﻘﺿﺎة
اﻟﻔرﯾق اﻟﺑﯾداﻏوﺟﻲ
د /ﻣﺣﻣد ﺑﻧﯾﻌﯾش
رﺋﯾس ﻏرﻓﺔ ﺑﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض
ذ /ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن اﻟﻣﺗﻘﻲ
ﻣﺳﺗﺷﺎر ﺑﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف ﺑﺎﻟﻘﻧﯾطرة
د /ﺣﺳن ﻓﺗوخ
ﻣﺳﺗﺷﺎر ﺑﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض
ذ /رﺿﻰ ﺑﻠﺣﺳﯾن
رﺋﯾس اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﺑﻣﯾدﻟت
د /ﻋﺑد اﻟﻠطﯾف وردان
ﻧﺎﺋب رﺋﯾس اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﺑﺎﻟدار اﻟﺑﯾﺿﺎء
د /ﯾوﻧس اﻟزھري
ﻣدﯾر ﺗﻛوﯾن اﻟﻣﻠﺣﻘﯾن اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﯾن واﻟﻘﺿﺎة
ﺗﺻﻔﯾف اﻟﻛﺗﺎب
اﻷﺳﺗﺎذ ﻣﺣﻣد اﻟﺷﺟﺎع
رﺋﯾس ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺗﺗﺑﻊ ﺑﺎﻟﻣﻌﮭد اﻟﻌﺎﻟﻲ ﻟﻠﻘﺿﺎء
اﻷﺳﺗﺎذة زﯾﻧب اﻟرھوﻧﻲ
ﻣﻧﺗدﺑﺔ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ﻣن اﻟدرﺟﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ
5
اﻟﻔﮭرس اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎر
5 ﻣﻘدﻣﺔ
2
5 اﻟﻣﺑﺣث اﻷول :ﻣﻔﮭوم اﻟﻌﻘﺎر وﺗﻣﯾزه ﻋن اﻟﻣﻧﻘول
8 اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻛل ﻓﺋﺔ ﻣن اﻟﻌﻘﺎرات
20 اﻟﺗﻌرﺿﺎت ﻋﻠﻰ ﻣﺳطرة اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري
20 ﻣﻘدﻣﺔ
21 أوﻻ :ﻣﺳطرة اﻟﺗﻌرض ﻋﻠﻰ ﻣطﻠب اﻟﺗﺣﻔﯾظ
23 ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﻣﺳطرة اﻟﺑت ﻓﻲ اﻟﺗﻌرﺿﺎت
25 آﺛﺎر اﻟﺗﺣﻔﯾظ
25 ﻣﻘدﻣﺔ:
26 أوﻻ :اﻷﺛر اﻟﺗطﮭﯾري ﻟﺗﺄﺳﯾس اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري
27 ﺛﺎﻧﯾﺎ :دﻋوى اﻟﺗﻌوﯾض ﻋن ﺿرر ﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎر
29 اﻟﺗﻘﯾﯾدات واﻟﺗﺷطﯾﺑﺎت ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري
29 ﻣﻘدﻣﺔ:
30 اﻟﻣﺑﺣث اﻷول :ﺿواﺑط اﻟﺗﻘﯾﯾد ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري
74 اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺿواﺑط اﻟﺗﺷطﯾب ﻋﻠﻰ ﻣﻧدرﺟﺎت اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري
97 اﻟﺗﻘﯾﯾد اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ
97 ﻣﻘدﻣﺔ
98 اﻟﻣﺑﺣث اﻷول :ﺣﺎﻻت اﻟﺗﻘﯾﯾد اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ
101 اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺗﻘﯾﯾد اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ ﻧﺻوص ﺧﺎﺻﺔ
112 اﻟطﻌن ﻓﻲ ﻗرارات اﻟﻣﺣﺎﻓظ اﻟﻌﻘﺎري
112 ﻣﻘدﻣﺔ:
114 اﻟﻔرع اﻷول :ﻣﺟﺎﻻت اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ
130 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻧطﺎق اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ
157 دﻋوى إﺗﻣﺎم إﺟراءات اﻟﺑﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎري
157 ﻣﻘدﻣﺔ
158 اﻟﻣﺑﺣث اﻷول :ﺷروط اﻟﺣﻛم ﺑﺈﺗﻣﺎم إﺟراءات اﻟﺑﯾﻊ
173 اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺷروط اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﻟﻠﺣﻛم ﺑﺈﺗﻣﺎم إﺟراءات اﻟﺑﯾﻊ واﻟﺣﻛم ﻓﯾﮭﺎ
201 ﺑﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎر ﻓﻲ طور اﻹﻧﺟﺎز
201 ﻣﻘدﻣﺔ:
202 اﻟﻣﺑﺣث اﻷول :أرﻛﺎن ﺑﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎر ﻓﻲ طور اﻹﻧﺟﺎز
214 اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ :آﺛﺎر ﺑﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎر ﻗﯾد اﻹﻧﺟﺎز
228 أﺣﻛﺎم اﻟﺣﯾﺎزة واﻻﺳﺗﺣﻘﺎق
228 ﻣﻘدﻣﺔ
229 اﻟﻣﺑﺣث اﻻول :أﺣﻛﺎم اﻟﺣﯾﺎزة
241 اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ :أﺣﻛﺎم اﺳﺗﺣﻘﺎق اﻟﻌﻘﺎر
244 ﺧﺎﺗﻣﺔ
245 اﻟﮭﺑﺔ واﻟﺻدﻗﺔ
3
245 ﻣﻘدﻣﺔ:
246 -1أرﻛﺎن اﻟﻌطﯾﺔ ﺑﺎﻟﺻدﻗﺔ واﻟﮭﺑﺔ:
248 -2ﺷروط اﻟﻌطﯾﺔ ﺑﺎﻟﺻدﻗﺔ واﻟﮭﺑﺔ:
252 -3اﺧﺗﻼف اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ﺣول اﻟﻌﻘد واﻟﺣوز:
253 -4اﻻﻋﺗﺻﺎر ﻓﻲ اﻟﮭﺑﺔ:
254 اﻟرھن اﻟرﺳﻣﻲ
254 ﻣﻘدﻣﺔ
256 اﻟﻣﺑﺣث اﻷول :إﻧﺷﺎء اﻟرھن اﻟرﺳﻣﻲ وآﺛﺎره
285 اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻣﺳطرة ﺗﺣﻘﯾق اﻟرھن اﻟرﺳﻣﻲ
304 أﺣﻛﺎم اﻟﺷﻔﻌﺔ
304 ﻣﻘدﻣﺔ
305 اﻟﻣﺑﺣث اﻷول :ﻣوﺟﺑﺎت اﻟﺷﻔﻌﺔ
305 أوﻻ :ﺷروط اﻟﺷﻔﯾﻊ
307 ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﻗﯾﺎم اﻟﺗﺻرف اﻟﻣوﺟب ﻟﻠﺷﻔﻌﺔ
308 ﺛﺎﻟﺛﺎ :أﺟل اﻟﺷﻔﻌﺔ
310 راﺑﻌﺎ :إﺟراءات ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺷﻔﻌﺔ
311 ﺧﺎﻣﺳﺎ :ﻣﺳﻘطﺎت اﻟﺷﻔﻌﺔ
311 اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻣﺳﺎﺋل اﻟﯾﻣﯾن اﻟﺷرﻋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺷﻔﻌﺔ
312 أوﻻ :اﻟﯾﻣﯾن اﻟﺷرﻋﯾﺔ
313 ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻟﯾﻣﯾن اﻟﺷرﻋﯾﺔ ﻓﻲ إﺛﺑﺎت اﻟﺑﯾﻊ
314 ﺛﺎﻟﺛﺎ :اﻟﯾﻣﯾن اﻟﺷرﻋﯾﺔ ﻓﻲ ﻧﻔﻲ اﻟﻌﻠم ﺑﺎﻟﺷراء
314 راﺑﻌﺎ :اﻟﯾﻣﯾن اﻟﺷرﻋﯾﺔ ﻋﻧد اﻻﺧﺗﻼف ﻓﻲ اﻟﺛﻣن
315 ﺧﺎﻣﺳﺎ :اﻟﯾﻣﯾن اﻟﺷرﻋﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺛﻣن اﻟﻣﺳطر ﺑﺎﻟﻌﻘد
315 ﺳﺎدﺳﺎ :اﻟﯾﻣﯾن اﻟﺷرﻋﯾﺔ ﺑﺧﺻوص ﻣﺎھﯾﺔ اﻟﻌﻘد
319 أراﺿﻲ اﻟﺟﻣوع
319 ﻣﻘدﻣﺔ:
319 اﻟﻣﺑﺣث اﻷول :اﻵﻟﯾﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻷراﺿﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ وﺗدﺑﯾرھﺎ
328 اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻷراﺿﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ
4
اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎر
اﻟدﻛﺗور ﺣﺳن ﻓﺗوخ
ﻣﺳﺗﺷﺎر ﺑﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض
أﺳﺗﺎذ ﺑﺎﻟﻣﻌﮭد اﻟﻌﺎﻟﻲ ﻟﻠﻘﺿﺎء
ﻣﻘدﻣﺔ
ﯾﻌرف اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﻘﺎري ﺗﻌددﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى أﻧواع اﻟﻌﻘﺎر ،ﺑﺣﯾث ھﻧﺎك ﻋﻘﺎرات اﻟدوﻟﺔ،
وﻋﻘﺎرات اﻷوﻗﺎف ،واﻟﻌﻘﺎر اﻟﻣﺣﻔظ وﻏﯾر اﻟﻣﺣﻔظ واﻟذي ﻓﻲ طور اﻟﺗﺣﻔﯾظ ،وأراﺿﻲ
اﻟﺟﻣوع ،وأراﺿﻲ اﻟﻛﯾش ،وأﻣﻼك اﻟدوﻟﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ،وأراﺿﻲ اﻟﻣﯾﺎه واﻟﻐﺎﺑﺎت ،وﻟﻛل واﺣدة
ﻣن ھذه اﻟﻌﻘﺎرات ﻧظﺎﻣﮭﺎ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟﺧﺎص.
وﻋﻠﯾﮫ ﺳﻧﺣﺎول ﻣن ﺧﻼل ھذا اﻟﺗﻘدﯾم أن ﻧﻌرف أوﻻ ﺑﺎﻟﻌﻘﺎر ﻓﻲ ﻣﺑﺣث أول ،ﻋﻠﻰ
أﺳﺎس أن ﻧﻌﺎﻟﺞ اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻛل ﻓﺋﺔ ﻣن اﻟﻌﻘﺎرات ﻓﻲ ﻣﺑﺣث ﺛﺎن.
5
اﻟﻌﻘﺎر ﺑﺎﻟطﺑﯾﻌﺔ ھو اﻟﺷﻲء اﻟﻣﺳﺗﻘر اﻟﺛﺎﺑت اﻟذي ﻻ ﯾﻣﻛن ﻧﻘﻠﮫ ﻣن ﻣﻛﺎن إﻟﻰ آﺧر دون
ﺗﻠف ﻣن اﻟﺑدﯾﮭﻲ أن ﯾﺻدق ھذا اﻟﺗﻌرﯾف ﻋﻠﻰ اﻷراﺿﻲ ﺳواء ﻛﺎﻧت ﻣﻌدة ﻟﻠزراﻋﺔ أو
اﻟﺑﻧﺎء ،واﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻋرف اﻟﻌﻘﺎر ﺗﻌرﯾﻔﺎ ﻣﺑﺎﺷرا ،ﻓﻧص ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 6ﻣن ﻣدوﻧﺔ
اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﺑﺄن اﻟﻌﻘﺎر ﺑطﺑﯾﻌﺗﮫ ھو ﻛل ﺷﻲء ﻣﺳﺗﻘر ﺑﺣﯾزه ﺛﺎﺑت ﻓﯾﮫ ﻻ ﯾﻣﻛن ﻧﻘﻠﮫ ﻣن
دون ﺗﻠف أو ﺗﻐﯾﯾر ﻓﻲ ھﯾﺋﺗﮫ .ﻓﺎﻟﻣﻼﺣظ أن ﻟﻔظ اﻟﻌﻘﺎر ﻓﺿﻔﺎض ﯾﺷﻣل ﺣﺗﻰ ﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن
ﻧﻌﺗﻘد أﻧﮫ ﻣﺟرد ﻣﻧﻘول ،ﻻ ﻗﯾﻣﺔ ﻟﮫ ﻛﺎﻷﻋﺷﺎب اﻟﺻﻐﯾرة اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺑت ﺑﺎﻷرض ﻣﺎداﻣت ﻣﺗﺻﻠﺔ
ﺑﮭﺎ.
ﻓﺄول ﻣﺎ ﯾﻌﺗﺑر ﻋﻘﺎرا ﺑطﺑﯾﻌﺗﮫ ھو اﻷرض واﻷﺑﻧﯾﺔ واﻟﻧﺑﺎﺗﺎت.
إن اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﻲ ﻟﻣﻔﮭوم اﻷرض ،ﯾﻌﺗﺑر اﻷرض ﺑﻣﺎ ﻟﮭﺎ ﻣن ﺻﻔﺗﻲــــ اﻷرض:
اﻟﺛﺑﺎت واﻟدوام ،ھﻲ اﻟﻌﻘﺎر ،وﻟﻔظ اﻷرض ﺟﺎء ﻋﺎﻣﺎ ﻓﯾﺷﻣل اﻷرض اﻟﻔﻼﺣﯾﺔ أو اﻷرض
اﻟﺻﺧرﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﯾﺻﻌب زرﻋﮭﺎ ،وﺳواء ﻛﺎﻧت ھذه اﻷرض ﺑﺎﻟﻣدن أو ﺑﺎﻟﺑوادي ،وﻣﻧطﻘﻲ
أن اﻷرض ﺗﺗﺻف ﺑﺎﻟﺛﺑﺎت واﻻﺳﺗﻘرار وﻻ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺗﺣرك إﻻ ﺑﻘوة ﺧﺎرﻗﺔ ،وإذا ﺗﺣرﻛت
ﯾﺣدث ﺑﮭﺎ ﺗﻠف.
ﺗﻌﺗﺑر ﻛذﻟك ﻋﻘﺎرات ﺑطﺑﯾﻌﺗﮭﺎ ﻻﻧدﻣﺎﺟﮭﺎ ﻓﻲ اﻷرض ،ﻓﺎﻷﺑﻧﯾﺔ اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ
ــــ اﻷﺑﻧﯾﺔ:
اﻟﻣﺳﺗﻘرة ﻋﻠﻰ اﻷرض ﻣﺎدام ﯾﺷد ﺑﻌﺿﮭﺎ ﺑﻌﺿﺎ ﺗﺣﺗﻔظ ﺑﺎﻟﺻﻔﺔ اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ،ﻓﺎﻟﺑﻧﺎﯾﺔ ﺳواء
ﻛﺎﻧت ﺑﺎﻹﺳﻣﻧت أو ﺑﺎﻟﺣﺟر ﺗﻌﺗﺑر ﻋﻘﺎرات ﺑطﺑﯾﻌﺗﮭﺎ وﻻ ﯾؤﺛر ﻛوﻧﮭﺎ ﺑﻧﯾت ﻣن طرف اﻟﻣﺎﻟك
أو اﻟﻣﻐﺗﺻب أو اﻟﻣﺗراﻣﻲ.
ﻓﺎﻟدور واﻟﻣﻌﺎﻣل واﻟﺟﺳور واﻟﺧزاﻧﺎت واﻷﻓران واﻟﺳدود واﻷﻧﻔﺎق واﻟزراﺋب ،ﻛﻠﮭﺎ
ﺗﻌﺗﺑر ﻋﻘﺎرات ﺑطﺑﯾﻌﺗﮭﺎ ،وﻛذﻟك ﻣﻛﻣﻼت اﻟﺑﻧﺎء ﻣن أﺑواب وﺷرﻓﺎت وأﻧﺎﺑﯾب ﺟر اﻟﻣﺎء،
وﻣن اﻟﺿروري أن ﺗﻛون اﻟﻣﺑﺎﻧﻲ ﻣﺷﯾدة ﻓوق ﺳطﺢ اﻷرض ،ﺑل ﯾﻌﺗد ﺑﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﺗﻛون
ﻣﺷﯾدة ﻓﻲ ﺑﺎطﻧﮭﺎ.
اﻟﻣﺷرع اﻋﺗﺑر ﻛل ﻣﺎ ﯾﺗﺻل ﺑﺎﻷرض ﻋﻘﺎرا ﺑطﺑﯾﻌﺗﮫ ،ﻓﺎﻟﻣﺣﺻوﻻت ــــ اﻟﻧﺑﺎﺗﺎت:
اﻟزراﻋﯾﺔ اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ ﺑﺟذورھﺎ ،وﺛﻣﺎر اﻷﺷﺟﺎر اﻟﺗﻲ ﻟم ﺗﻘطف واﻷﺷﺟﺎر ﺑﺎﻟﻐﺎﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﻟم
ﺗﻘطﻊ ،ﻓﮭذه ﻛﻠﮭﺎ اﻋﺗﺑرھﺎ اﻟﻣﺷرع ﻋﻘﺎرات ﺑطﺑﯾﻌﺗﮭﺎ .وﺳﺑب ذﻟك أن وﺻف اﻷرض اﻣﺗد
إﻟﯾﮭﺎ ﻣﺎداﻣت ﻣﺗﺻﻠﺔ ﺑﮭﺎ اﺗﺻﺎل ﻗرار ،ﻓﺈذا اﻧﻔﺻﻠت ﻋﻧﮭﺎ اﻋﺗﺑرت ﻣﻧﻘوﻻ ،وھذا اﻟﺗﺻور
ﻣن ﺻﻧﻊ اﻟﻔﻘﮫ واﻟﻘﺎﻧون وﯾﺟب اﻟﺗﺳﻠﯾم ﺑﮫ ،ورﺑﻣﺎ ھذا اﻣﺗداد ﻟﻠﻧظرة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت
ﺳﺎﺋدة واﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﻌطﻲ ﻟﻸرض أھﻣﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ،ﻓﻛل ﻣﺎ ﯾﺗﺻل ﺑﮭﺎ ﺗﺣﻣﯾﮫ اﻟﻧﺻوص
اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﮭﺎ.
وﯾﺷﺗرط ﻓﻲ اﻟﻧﺑﺎﺗﺎت ﺣﺗﻰ ﺗﻌﺗﺑر ﻋﻘﺎرات ﺑﺎﻟطﺑﯾﻌﺔ أن ﺗﻣﺗد ﺟذورھﺎ إﻟﻰ ﺑﺎطن اﻷرض
ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن ﻛوﻧﮭﺎ ﺻﻐﯾرة أم ﻛﺑﯾرة ،وﺑﻣﺎ أن اﻷﺑﻧﯾﺔ ﻻ ﯾﻌﺗد ﺑﺗوﻗﯾﺗﮭﺎ ﻛذﻟك ااﻟﻧﺑﺎﺗﺎت
ﻣﺎداﻣت ﻣﺗﺻﻠﺔ ﺑﺎﻷرض ﻓﮭﻲ ﻋﻘﺎرات ﺣﺗﻰ ﻟو ﻛﺎﻧت ﻣﻌدة ﻷن ﺗﻧﻘل ،وﻻ ﻋﺑرة ﻛذﻟك
ﻟﻐﺎرﺳﮭﺎ إن ﻛﺎن ﻣﺎﻟﻛﺎ أو ﻣﺳﺗﺄﺟرا أو ﻣزارﻋﺎ ،ﻓﺎﻟﻌﺑرة ﺑﺎﻻﺗﺻﺎل ﺑﺎﻷرض واﻟﺛﺑﺎت ﺑﮭﺎ ،أﻣﺎ
إذا ﻗطﻌت اﻷﺷﺟﺎر أو ﻗطﻔت اﻟﺛﻣﺎر ﻓﺗﻌﺗﺑر ﻣﻧﻘوﻻ.
*اﻟﻌﻘﺎر ﺑﺎﻟﺗﺧﺻﯾص:
اﻟﻌﻘﺎر ﺑﺎﻟﺗﺧﺻﯾص ھو ﺧروج ﻋن ﻗﺎﻋدة اﻟﻌﻘﺎر ﺑﺎﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﺗﺻف ﺑﺎﻟﺛﺑﺎت
واﻻﺳﺗﻘرار ،وﻋرﻓﺗﮫ ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 7ﺑﺄﻧﮫ ھو اﻟﻣﻧﻘول اﻟذي ﯾﺿﻌﮫ ﻣﺎﻟﻛﮫ
6
ﻓﻲ ﻋﻘﺎر ﯾﻣﻠﻛﮫ رﺻدا ﻟﺧدﻣﺔ ھذا اﻟﻌﻘﺎر واﺳﺗﻐﻼﻟﮫ أو ﯾﻠﺣﻘﮫ ﺑﮫ ﺑﺻﻔﺔ داﺋﻣﺔ وﯾﺷﺗرط
ﻻﻋﺗﺑﺎر اﻟﻣﻧﻘول ﻋﻘﺎرا ﺑﺎﻟﺗﺧﺻﯾص ﺷروطﺎ أﺳﺎﺳﯾﺔ ﺣﺳب اﻟﻣﺎدة اﻟﻣذﻛورة ،وھﻣﺎ:
-أن ﯾﻛون اﻟﻣﻧﻘول واﻟﻌﻘﺎر ﻟﻣﺎﻟك واﺣد :ﻓﺎﻵﻻت اﻟﻔﻼﺣﯾﺔ ﻣﺛﻼ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟزراﻋﺔ،
ﯾﺟب أن ﺗﻛون ﻣﻣﻠوﻛﺔ ﻟﺣﺎﺋز اﻷرض ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن ﻛون اﻟﺣﺎﺋز ﯾﺣوز ﺑﺻﻔﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ أم
ﻻ ،ﻣﺎ دام ﯾﻘوم ﺑﺎﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﮭﺎ اﻟﻣﺎﻟك ،ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء اﻟﺣﺎﺋز اﻟﻌرﺿﻲ ،ﻓﺎﻷﺷﯾﺎء اﻟﺗﻲ
ﯾرﺻدھﺎ ﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻌﻘﺎر اﻟذي ﺑﯾده ﺗﺣﺗﻔظ ﺑﺻﻔﺔ اﻟﻣﻧﻘول.
-ﺗﺧﺻﯾص اﻟﻣﻧﻘول ﻻﺳﺗﻐﻼل اﻟﻌﻘﺎر :ﻛﺎﻟﺣﯾوان ﻓﻲ أﻋﻣﺎل اﻟﺣرث وآﻻت اﻟزراﻋﺔ
اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣﺛل اﻟﻣﺣراث واﻟﺟرار واﻟﺳﻣﺎد اﻟﻣﻌد ﻟﻺﻧﺗﺎج.
أﻣﺎ اﻷﺷﯾﺎء اﻟﻣوﺿوﻋﺔ ﻟﺧدﻣﺔ ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻘﺎر ﻛﺳﯾﺎرﺗﮫ ،وإن ﻛﺎن ﯾﺗﻧﻘل ﺑﮭﺎ ﻟﺧدﻣﺔ
اﻟﻌﻘﺎر ﻓﻼ ﺗﻌﺗﺑر ﻋﻘﺎرا ﺑﺎﻟﺗﺧﺻﯾص.
-أن ﯾﻛون اﻟﻣﻧﻘول ﻣﺧﺻﺻﺎ ﻟﺧدﻣﺔ ﻋﻘﺎر ﻣﺣﻔظ.
*اﻟﻌﻘﺎر ﺑﺣﺳب اﻟﻣﺣل:
وھو اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ اﻵﺗﯾﺔ :ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻌﻘﺎرات ،اﻻﻧﺗﻔﺎع ﺑﮭذه اﻟﻌﻘﺎرات ،اﻷﺣﺑﺎس ﺣق
اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل واﻟﺳﻛﻧﻰ ،اﻟﻛراء اﻟطوﯾل اﻷﻣد ،ﺣق اﻟﺳطﺣﯾﺔ ،اﻟرھن اﻟﺣﯾﺎزي ،ﺣﻘوق اﻻرﺗﻔﺎق
واﻟﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ،اﻻﻣﺗﯾﺎزات واﻟرھون اﻟرﺳﻣﯾﺔ ،اﻟﺣﻘوق اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻛﺎﻟﺟزاء،
واﻻﺳﺗﺋﺟﺎر ،واﻟﺟﻠﺳﺔ ،واﻟزﯾﻧﺔ واﻟﮭواء.
-1ظﮭﯾر ﺷرﯾف رﻗم 1.16.113ﺻﺎدر ﻓﻲ 6ذي اﻟﻘﻌدة 10)1437اﻏﺳطس (2016ﺑﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 36.15
اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﺎء ﺟرﯾدة رﺳﻣﯾﺔ ﺑﺗﺎرﯾﺦ 25ﻏﺷت 2016واﻟذي ﻧﺳﺦ اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 95-10ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء اﻟﻣﺎدة 7ﻣﻧﮫ.
-وﯾﺟدر اﻟﺗﻧﺑﯾﮫ إﻟﻰ أن اﻟﻣﯾﺎه اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺳﺑق ﺗﻧظﯾﻣﮭﺎ ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ ظﮭﯾر 1914اﻟذي ﻋُدل ﺑظﮭﯾر 8ﻧوﻧﺑر 1919وظﮭﯾر 1
ﻏﺷت 1925اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻷﻣﻼك اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻣﺎﺋﯾﺔ ،وﻛذا ﻗﺎﻧون اﻟﻣﯾﺎه رﻗم 95-10اﻟذي ﻧﺳﺦ ﺑﻣوﺟب اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟدي رﻗم
.36.15
-2ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 4ﻣن ﻗﺎﻧون 36.15اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" اﻟﻣﻠك اﻟﻌﻣوﻣﻲ اﻟﻣﺎﺋﻲ ﻏﯾر ﻗﺎﺑل ﻟﻠﺗﻔوﯾت أو اﻟﺣﺟز أو اﻟﺗﻘﺎدم ".
وﺟدﯾر ﺑﺎﻟذﻛر أن اﻟﺣﻘوق اﻟﻣﻛﺗﺳﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﯾﺎه اﻷﻣﻼك اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺗﻌﺗﺑر ﻣن ﺑﯾن اﻻﺳﺗﺛﻧﺎءات اﻟواردة ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻋدة اﻟﺗطﮭﯾر
اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺻﻠﯾن 2و 62ﻣن ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ :12/08/1913
إن اﻟﻣﯾﺎه ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣﻐرﺑﻲ – ﻛﻣﺎ ھو اﻟﺷﺄن ﻓﻲ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ اﻷﺧرى-ﺗﻌﺗﺑر ﻣن اﻷﻣﻼك اﻟﻌﺎﻣﺔ،
وﺗﺗﻣﯾز إذن ﻛﻛل ﻣﻠك ﻋﺎم ﺑﺄﻧﮫ ﻻ ﯾﺟوز اﻟﺗﺻرف ﻓﯾﮭﺎ وﻻ ﯾﻣﻛن اﻛﺗﺳﺎب ﺣﻘوق ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻋن طرﯾق اﻟﺗﻘﺎدم.
- 3ﻗرار ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف ﺑﺎﻟرﺑﺎط ﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ ) 1934.10.17أﺷﺎر إﻟﯾﮫ د.ﻣﺣﻣد اﻟﻛﺷﺑور – م س-ص 69و (84
ﺟﺎء ﻓﯾﮫ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
« … Une séguia étant présumée faire partie du domaine public, il appartient au
revendiquant de prouver que les différents propriétaires des terrains desservis sur
tout son parcours l’entretiennent à titre privatif.
A défaut d’une telle preuve, la caractère public de la séguia demeure établi … ».
-4ﻧظم اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺣدﯾد اﻹداري اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﮭذه اﻻﻣﻼك ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ ظﮭﯾر 3ﯾﻧﺎﯾر .1916
8
ﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن ﻣدوﻧﺔ اﻷوﻗﺎف ﺣددت ﺑدﻗﺔ اﻟﻘواﻋد اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻷﻣﻼك اﻟﻣﺣﺑﺳﺔ
ﻣن ﺧﻼل ﺗﻧﺎوﻟﮭﺎ ﻷرﻛﺎن اﻟوﻗف) اﻟواﻗف ،اﻟﻣوﻗوف ﻋﻠﯾﮫ ،اﻟﻣوﻗوف ،واﻟﺻﯾﻐﺔ( ،
وﺷروطﮫ )اﻹﺷﮭﺎد ﻋﻠﻰ اﻟوﻗف ،وﺣوز اﻟﻣﺎل اﻟﻣوﻗوف ﻋن اﻟواﻗف( ،وﻛذا اﻵﺛﺎر اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ
ﻋن ﻋﻘد اﻟوﻗف ،ﻋﺑر ﺗﻧظﯾم اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟرﺟوع ﻓﻲ اﻟوﻗف ،ووﺳﺎﺋل إﺛﺑﺎﺗﮫ.
وﻧظرا ﻟﺧﺻوﺻﯾﺔ اﻟوﻗف ،ﻓﻘد أﻗرت اﻟﻣدوﻧﺔ أﻋﻼه اﻟﻘواﻋد اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
ﻋدم ﺟواز اﻟﺣﺟز ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟﻣوﻗوﻓﺔ أو اﻛﺗﺳﺎب ﻣﻠﻛﯾﺗﮭﺎ ﺑﺎﻟﺣﯾﺎزة أو اﻟﺗﻘﺎدم،5
أواﻟﺗﺻرف ﻓﯾﮭﺎ ﺑﻐﯾر ﺗﻠك اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻗﺎﻧوﻧﺎ.
إﺿﻔﺎء اﻟﺻﻔﺔ اﻻﻣﺗﯾﺎزﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟدﯾون اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺔ ﻟﻔﺎﺋدة اﻷوﻗﺎف اﻟﻌﺎﻣﺔ وإﻋطﺎؤھﺎ ﺣق
اﻷوﻟوﯾﺔ ﻓﻲ اﻻﺳﺗﯾﻔﺎء ﺑﻌد أداء اﻟدﯾون اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﻋن ﻣﮭر اﻟزوﺟﺔ وﻣﺗﻌﺗﮭﺎ وﻧﻔﻘﺗﮭﺎ وﻧﻔﻘﺔ
اﻷوﻻد واﻷﺑوﯾن وﻏﯾرھم ﻣﻣن ﺗﺟب ﻋﻠﯾﮫ ﻧﻔﻘﺗﮫ ،ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ ﻋدم ﺳﻘوطﮭﺎ ﺑﺎﻟﺗﻘﺎدم.6
ﺿرورة اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻣواﻓﻘﺔ اﻟﺻرﯾﺣﺔ ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﺎﻷوﻗﺎف ،ﻟﻧزع
ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻌﻘﺎرات اﻟﻣوﻗوﻓﺔ وﻗﻔﺎ ﻋﺎﻣﺎ.7
وﺿﻊ آﻟﯾﺔ ﻟﺗﺻﻔﯾﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌرﻓﯾﺔ اﻟﻣﻧﺷﺄة ﻋﻠﻰ أﻣﻼك اﻷوﻗﺎف اﻟﻌﺎﻣﺔ )اﻟﺟزاء،
اﻟﺟﻠﺳﺔ ،اﻟزﯾﻧﺔ.8(....
9
إﻋﻔﺎء اﻷوﻗﺎف اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺿراﺋب واﻟرﺳوم أو أي اﻗﺗطﺎع ﺿرﯾﺑﻲ ﻣﺣﻠﻲ
أووطﻧﻲ ،ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻟﺗﺻرﻓﺎت واﻷﻋﻣﺎل أو اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت أو اﻟدﺧول اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﮭﺎ.9
إن إﺟراء أي ﻣﻌﺎوﺿﺔ ﻋﯾﻧﯾﺔ ﻟﻸوﻗﺎف اﻟﻌﺎﻣﺔ ﯾﺷﺗرط طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 72ﻣن ﻣدوﻧﺔ
اﻷوﻗﺎف أن ﺗﻛون اﻟﻌﯾن اﻟﻣﻌﺎوض ﺑﮭﺎ ﻣﺣﻔظﺔ وأن ﺗﺳﺎوي أو ﺗﻔوق ﻗﯾﻣﺗﮭﺎ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻗﯾﻣﺔ
اﻟﻌﯾن اﻟﻣوﻗوﻓﺔ.
ﺗﻌﺗﺑر اﻟﺻﻔﺔ ﻣن اﻟﺷروط اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﺗﻘﺎﺿﻲ ،ﺣﯾث أﻛدت اﻟﻣﺎدة 56ﻣن ﻣدوﻧﺔ
اﻷوﻗﺎف أن اﻟذي ﯾﻧوب ﻋن اﻷوﻗﺎف ھو اﻟﻣﻣﺛل اﻟﺣﻛوﻣﻲ أو ﻣن ﯾﻧﺗدﺑﮫ ﻟﮭذه اﻟﻐﺎﯾﺔ:
"ﺗﻣﺛل اﻷوﻗﺎف اﻟﻌﺎﻣﺔ أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء ﻣدﻋﯾﺔ أو ﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻣن ﻟدن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ
اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﺎﻷوﻗﺎف أو ﻣن ﺗﻧﺗدﺑﮫ ﻟﮭذا اﻟﻐرض".
ﻻ ﯾﺟوز اﻟطﻌن ﻓﻲ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺻﺎدرة ﻓﻲ ﻣوﺿوع اﻟﻛراء ﺑﺎﻻﺳﺗﺋﻧﺎف ،ﺣﺳب ﻣﺎ ﺟﺎء
ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 93ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻷوﻗﺎف:
" ﺗﻛون اﻷﺣﻛﺎم واﻷواﻣر اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﺻﺎدرة ﻟﻔﺎﺋدة اﻷوﻗﺎف اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻧزاﻋﺎت
".
اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻛراء اﻷﻣﻼك اﻟﺣﺑﺳﯾﺔ ﻧﮭﺎﺋﯾﺔ .وﻻ ﯾﺟوز ﻟﻠﻣﻛﺗري اﻟطﻌن ﻓﯾﮭﺎ ﺑﺎﻻﺳﺗﺋﻧﺎف
ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻠﻔﺻل 402ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ ،ﻓﺈن ﻣدوﻧﺔ اﻷوﻗﺎف ﺟﺎءت ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ
ﺟدﯾد ﯾﻌطﻲ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟطﻌن ﺑﺈﻋﺎدة اﻟﻧظر ﻓﻲ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺻﺎدرة ﻓﻲ اﻟدﻋﺎوى
اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟوﻗف اﻟﻌﺎم ﻣﺗﻰ ﻗﺎﻣت ﺣﺟﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺑﺳﯾﺗﮫ ،ﺣﯾث ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 58ﻋﻠﻰ أﻧﮫ:
" ﯾﻣﻛن اﻟطﻌن ﺑﺈﻋﺎدة اﻟﻧظر ﻓﻲ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﺻﺎدرة ﻓﻲ اﻟدﻋﺎوى اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ
ﺑﺎﻟوﻗف اﻟﻌﺎم ﻣﺗﻰ ﻗﺎﻣت ﺣﺟﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺑﺳﯾﺔ اﻟﻣدﻋﻰ ﻓﯾﮫ ،وذﻟك داﺧل أﺟل ﺧﻣس )(5
ﺳﻧوات ﻣن اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻟذي ﯾﺻﺑﺢ ﻓﯾﮫ اﻟﺣﻛم ﻧﮭﺎﺋﯾﺎ ".
ﺗدﺧل اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ إﺟﺑﺎري ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﻣﻧﺻﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟﺣﺑﺳﯾﺔ ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ
ﺑطﻼن اﻟﺣﻛم ﻋﻣﻼ ﺑﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﺻل ) (9ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ.
اﻟطﻌن ﺑﺎﻟﻧﻘض ﻣن طرف اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﺎﻷوﻗﺎف ﯾوﻗف ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم
اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﺻﺎدرة ﻓﻲ اﻟدﻋﺎوى اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻷوﻗﺎف اﻟﻌﺎﻣﺔ ،طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 57ﻣن ﻣدوﻧﺔ
اﻷوﻗﺎف ،وھو اﺳﺗﺛﻧﺎء ﯾﻧﺿﺎف إﻟﻰ ﺑﺎﻗﻲ اﻻﺳﺗﺛﻧﺎءات اﻟﻣذﻛورة ﺿﻣن ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﺻل
.
361ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ
إن اﻷﻣﻼك اﻟﻣﺣﺑﺳﺔ ﺗﺣﺑﯾﺳﺎ ﻋﻣوﻣﯾﺎ ﻻ ﺗﺳري ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻗﺎﻋدة ﻟﺗطﮭﯾر اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﻔﺻﻠﯾن
1و 62ﻣن ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري ،وذﻟك ﻋﻣﻼ ﺑﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻣﺎدة 54ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻷوﻗﺎف
اﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ أن اﻟرﺳوم اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻐﯾر ﻻ ﺗﻣﻧﻊ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻣن اﻟﻧظر ﻓﻲ
ﻛل دﻋوى ﺗرﻣﻲ إﻟﻰ إﺛﺑﺎت ﺻﻔﺔ اﻟوﻗف اﻟﻌﺎم ﻟﻌﻘﺎر ﻣﺣﻔظ ،ﺷرﯾطﺔ أن ﺗرﻓﻊ اﻟدﻋوى ﻓﻲ
ﻣواﺟﮭﺔ ﺟﻣﯾﻊ ذوي اﻟﺣﻘوق اﻟﻣﻘﯾدﯾن.
10
وإذا ﺛﺑت أن اﻟﻌﻘﺎر اﻟﻣذﻛور ﻣوﻗوف وﻗﻔﺎ ﻋﺎﻣﺎ ،ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻛم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﺻﺎدر
ﺑذﻟك واﻟﺣﺎﺋز ﻟﻘوة اﻟﺷﻲء اﻟﻣﻘﺿﻲ ﺑﮫ ،ﻓﺈن اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﯾﺷطب ﻋﻠﻰ ﻛل ﺗﺳﺟﯾل ﺳﺎﺑق ،وﯾﻘﯾد
اﻟﻌﻘﺎر ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﮫ ﻓﻲ اﺳم اﻷوﻗﺎف اﻟﻌﺎﻣﺔ ".10
-10وﻗد ﺳﺑق ﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض أن أﻛدت ذﻟك ﻓﻲ ﻗرارھﺎ اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 10ﻓﺑراﯾر 1989ﻓﻲ اﻟﻣﻠف ﻋدد 601/96
واﻟذي ﺟﺎء ﻓﯾﮫ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ" :إذا ﺛﺑت اﻟﺗﺣﺑﯾس ﻓﺈن اﻟﺣﺑس ﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﻔوﯾﺗﮫ وﻻ ﻗﺳﻣﺗﮫ ﻗﺳﻣﺔ ﺑﺗﯾﺔ ﻷن ذﻟك ﯾﺗﻧﺎﻓﻰ ﻣﻊ طﺑﯾﻌﺔ
اﻟﺣﺑس اﻟذي ھو ﺗﻣﻠﯾك اﻟﻣﻧﺎﻓﻊ وﻟﯾس ﺗﻣﻠﯾك اﻟﺛروات ".
-11أﻛد اﻟﻔﺻل 23ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 11.03اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ واﺳﺗﺻﻼح اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﺻﺎدر ﺑﺎﻟظﮭﯾر اﻟﺷرﯾف ﺑﺗﺎرﯾﺦ 12ﻣﺎي
2003ھذا اﻟﻣﻌﯾﺎر ﺑﺈﻗراره وﺟود ﻏﺎﺑﺎت ﻣﻣﻠوﻛﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ وأﺧرى ﻟﻠﺧواص ﻣن ﺧﻼل ﻧﺻﮫ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" ﺗﻌﺗﺑر اﻟﻐﺎﺑﺎت ﺳواء اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ أو اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻣﻣﺗﻠﻛﺎت ذات ﻣﻧﻔﻌﺔ ﻣﺷﺗرﻛﺔ ،ﻣن واﺟب اﻹدارة واﻟﺧواص
اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺑﺷﻛل ﯾﺿﻣن ﺗوازﻧﮭﺎ واﺣﺗرام اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ".
-12وﺟدﯾر ﺑﺎﻟذﻛر أن اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟﻣﻧظم ﻟﻸﻣﻼك اﻟﻐﺎﺑوﯾﺔ ﯾوﺣﻲ ﺑﺎﻧﺗﻔﺎء ﻗرﯾﻧﺔ اﻟﻘول ﺑﺄن ﻛل ﻣﻠك ﻏﺎﺑوي ھو ﻣﻠك
ﺧﺎص ﻟﻠدوﻟﺔ ،وھو ﻣﺎ ﯾﺟﻌل اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﮭذا اﻟﻧوع ﻣن اﻷراﺿﻲ وﻋبء إﺛﺑﺎت ﺗﻣﻠﻛﮭﺎ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻠﻘواﻋد اﻟواردة
ﺑﻛل ﻗﺎﻧون ﻋﻠﻰ ﺣدة ﺑدءا ﺑﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ وﻣرورا ﺑظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري واﻧﺗﮭﺎء ﺑظﮭﯾر اﻟﺗﺣدﯾد اﻹداري.
-ﺗﻧص ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﺻل اﻷول ﻣن ظﮭﯾر 10أﻛﺗوﺑر 1917ﻛﻣﺎ ﻋدل ﺑظﮭﯾر أﺑرﯾل 1949ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ" :ﯾﺟري 13
اﻟﻧظﺎم اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻟﻐﺎﺑﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﻐﺎﺑﺎت واﻷﺣراش اﻟﻣﺑﯾﻧﺔ أﺳﻔﻠﮫ وﺗدار ﺷؤوﻧﮭﺎ طﺑق ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت ظﮭﯾرﻧﺎ اﻟﺷرﯾف ھذا
وھﻲ:
-1اﻷﺣراش واﻟﻐﺎﺑﺎت اﻟﺗﻲ ھﻲ ﻣﻠك ﻟﻠﻣﺧزن اﻟﺷرﯾف أو ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ أو ﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻘﺑﺎﺋل اﻟﺗﻲ ھﻲ ﻣﻠك
ﻣﺷﺎع ﺑﯾن اﻟدوﻟﺔ أو ﻣؤﺳﺳﺎت ﻋﻣوﻣﯾﺔ أو ﺟﻣﺎﻋﺎت ﻣن اﻟﻘﺑﺎﺋل ﻣن ﺟﮭﺔ وﺑﻌض أﻓراد اﻟﻧﺎس ﻣن ﺟﮭﺔ أﺧرى.
-2اﻷﺣراش واﻟﻐﺎﺑﺎت اﻟﻣﺗﻧﺎزع ﻓﯾﮭﺎ ﺑﯾن دوﻟﺗﻧﺎ اﻟﺷرﯾﻔﺔ وﺑﯾن ﺑﻌض اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ أو ﺑﻌض ﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻘﺑﺎﺋل،
وﻛذا اﻷﺣراش واﻟﻐﺎﺑﺎت اﻟواﻗﻊ اﻟﻧزاع ﻓﯾﮭﺎ ﺑﯾن أﺣد ﻣﻣن ذﻛر وﺑﯾن أﻓراد اﻟﻧﺎس.
....-3
....-4
-5اﻷراﺿﻲ اﻟﻣﺣدد ﻏرس أﺷﺟﺎرھﺎ أو اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺑﻐﻲ إﻋﺎدة ﻏرﺳﮭﺎ وﻋﻧد اﻻﻗﺗﺿﺎء اﻷراﺿﻲ اﻟﻣﻌدة ﻟرﻋﻲ اﻟﻣواﺷﻲ
اﻟﺗﻲ ﺳﺗﻘوم ﺑﺗﺣﺳﯾﻧﮭﺎ إدارة اﻟﻣﯾﺎه واﻟﻐﺎﺑﺎت ﺑﻌد اﻟﻣواﻓﻘﺔ ﻣﻊ اﻟﻣﺟﻠس اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺷؤوﻧﮭﺎ واﻟﺗﻲ ھﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﻠك ﺟﻣﺎﻋﺎت
اﻟﻘﺑﺎﺋل.
-6اﻷراﺿﻲ اﻟﺗﻲ أﻋﯾد ﻏرس أﺷﺟﺎرھﺎ أو اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺑﻐﻲ ﺗﺟدﯾد ﻏرﺳﮭﺎ ﻓﯾﮭﺎ واﻷراﺿﻲ اﻟﻣﻌدة ﻟرﻋﻲ اﻟﻣواﺷﻲ واﻟﺗﻲ
ھﻲ ﻟﺑﻌض أﻓراد اﻟﻧﺎس اﻟراﻏﺑﯾن أرﺑﺎﺑﮭﺎ ﻓﻲ ﺗﻛﻠﯾف إدارة اﻟﻣﯾﺎه واﻟﻐﺎﺑﺎت إﻣﺎ ﺑﺣراﺳﺗﮭﺎ ﻓﻘط وإﻣﺎ ﺑﺣراﺳﺗﮭﺎ وﺗدﺑﯾر
ﺷؤوﻧﮭﺎ ﻣﻌﺎ".
11
14
وﺑﻌد اﻟﺗﺄﻛد ﻣن وﺟود ﻗراﺋن ﺗﻔﯾد ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻌﻘﺎر ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﻧدوﺑﯾﺔ اﻟﺳﺎﻣﯾﺔ ﻟﻠﻣﯾﺎه واﻟﻐﺎﺑﺎت
ﻣﺑﺎﺷرة ﻣﺳطرة اﻟﺗﺣدﯾد اﻹداري 15ﻻﺗﺳﺎﻣﮭﺎ ﺑﺎﻟﺑﺳﺎطﺔ واﻟﺳرﻋﺔ 16ﻣﻊ ﺣق ھذه اﻷﺧﯾرة ﻓﻲ
اﻻﺧﺗﯾﺎر ﺑﯾن اﻟﻠﺟوء ﻣﺑﺎﺷرة إﻟﻰ ﺗﺣﻔﯾظ ﻣﻣﺗﻠﻛﺎﺗﮭﺎ وﻓق اﻟﻣﺳطرة اﻟﻌﺎدﯾﺔ )ﻗﺎﻧون (07/14
ﻛﻠﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻣﺳﺎﺣﺔ اﻟﻌﻘﺎر ﺗﻘل ﻋن 1000ھﻛﺗﺎر ،وﺑﯾن اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ ﻣﺳطرة اﻟﺗﺣدﯾد
اﻹداري ) (3/1/1916إذا ﻛﺎﻧت اﻟﻣﺳﺎﺣﺔ ﺗﻔوق 1000ھﻛﺗﺎر ،ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء اﻷراﺿﻲ
اﻟﻣﺧزﻧﯾﺔ )اﻟﻣﻠك اﻟﻐﺎﺑوي وﻏﯾر اﻟﻐﺎﺑوي( اﻟواﻗﻌﺔ ﺧﺎرج اﻟﻣدار اﻟﺣﺿري ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎطق
اﻟﺷﻣﺎﻟﯾﺔ.17
-14راﺟﻊ اﻟﻣرﺳوم رﻗم 1299-07-2اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 15ﻧوﻧﺑر 2007ﻓﻲ ﺷﺄن اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻟﻣﻧدوب اﻟﺳﺎﻣﻲ ﻟﻠﻣﯾﺎه
واﻟﻐﺎﺑﺎت وﻣﺣﺎرﺑﺔ اﻟﺗﺻﺣر.
-ﻧﺷﯾر إﻟﻰ أن أﻣﻼك اﻟدوﻟﺔ إﻣﺎ ﻋﺎﻣﺔ أو ﺧﺎﺻﺔ ،ﻓﺄﻣﻼك اﻟدوﻟﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ أﺳﻧد اﻟﻣﺷرع أﻣر ﺗﺳﯾﯾرھﺎ ﻟوزارة اﻷﺷﻐﺎل
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،أﻣﺎ اﻷﻣﻼك اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻓﮭﻲ إﻣﺎ ﻏﺎﺑﺎت أو أراﺿﻲ ﻣﻛﺳوة ﺑﺎﻟﺣﻠﻔﺎء ،أو ﻛﺛﺑﺎن رﻣﻠﯾﺔ ،أو أراﺿﻲ رﻋوﯾﺔ أو
ﺳﻘوﯾﺔ ،أو ﻣﺑﺎﻧﻲ ﺣﺿرﯾﺔ .وﻗد أﺳﻧد اﻟﻣﺷرع أﻣر ﺗﺳﯾﯾر اﻷوﻟﻰ ﻹدارة اﻟﻣﯾﺎه واﻟﻐﺎﺑﺎت ،أﻣﺎ اﻷراﺿﻲ اﻟﻔﻼﺣﯾﺔ
واﻟرﻋوﯾﺔ واﻟﺳﻘوﯾﺔ ﻟرﻋﺎﯾﺔ إدارة أﻣﻼك اﻟدوﻟﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ.
-15ﯾﻧص اﻟﻔﺻل اﻷول ﻣن ظﮭﯾر 3ﯾﻧﺎﯾر 1916اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗﺣدﯾد اﻷﻣﻼك اﻟﻣﺧزﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" ﻛل ﻋﻘﺎر ﻓﯾﮫ ﺷﺑﮭﺔ ﻣﻠك ﻟﻠﻣﺧزن اﻟﺷرﯾف ﯾﻣﻛن أن ﺗﺟرى ﻓﯾﮫ أﻋﻣﺎل اﻟﺗﺣدﯾد ﺣﺳب اﻟﺷروط اﻵﺗﯾﺔ ﻷﺟل اﺳﺗﺑﺎﻧﺔ
ﺣﻘﯾﻘﺗﮫ وﺗﻌﯾﯾن ﺣﺎﻟﺗﮫ اﻟﺷرﻋﯾﺔ وذﻟك ﺑطﻠب ﻣن إدارة اﻟﻣﯾﺎه واﻟﻐﺎﺑﺎت أو إدارة اﻷﻣﻼك اﻟﻣﺧزﻧﯾﺔ".
وﻟﻌل ﺳﻧد ﻣﺑﺎﺷرة اﻟﻣﻧدوﺑﯾﺔ اﻟﺳﺎﻣﯾﺔ ﻟﻠﻣﯾﺎه واﻟﻐﺎﺑﺎت ﻟﻣﺳطرة اﻟﺗﺣدﯾد اﻹداري اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ ظﮭﯾر 3ﯾﻧﺎﯾر 1913
ھو ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت ظﮭﯾر 10أﻛﺗوﺑر 1917اﻟذي أﺣﺎل ﺻراﺣﺔ ﺑﺷﺄن ﺗﺣدﯾد اﻟﻣﻠك اﻟﻐﺎﺑوي ﻋﻠﻰ اﻟظﮭﯾر اﻟﻣذﻛور ووﺿﻊ
ﻗرﯾﻧﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻣﻠك اﻟدوﻟﺔ ﻟﻸراﺿﻲ اﻟﻐﺎﺑوﯾﺔ ﻛﻣﺎ ﺣدد اﻟﻧطﺎق اﻟزﻣﻧﻲ ﻟﺳرﯾﺎن ھذه اﻟﻘرﯾﻧﺔ وھو ﺗﺣﻘﯾق ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﺣدﯾد،
وذﻟك ﻋﻣﻼ ﺑﻧص اﻟﻔﺻل اﻷول ﻣﻧﮫ اﻟذي ﯾﺟري ﺳﯾﺎﻗﮫ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" إن اﻷﻣﻼك اﻟﻐﺎﺑوﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﺗﺣدد ﺣﺳب اﻟﺷروط اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ ظﮭﯾر 1916وﺗﺑﻘﻰ اﻷراﺿﻲ اﻟﻐﺎﺑوﯾﺔ
ﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻘرﯾﻧﺔ ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟدوﻟﺔ ﻣﺎداﻣت ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﺣدﯾد ﻟم ﺗﺗﺣﻘق".
ﻟﻠﻣزﯾد ﻣن اﻟﺗوﺳﻊ راﺟﻊ :د ﯾوﻧس اﻟزھري – ﻣﻘﺎل ﺣول إﺷﻛﺎﻻت اﻟﻣﻠك اﻟﻐﺎﺑوي – ﺳﻠﺳﻠﺔ اﻻﺟﺗﮭﺎد اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ – اﻟﻌدد
2
16
- Paul DECROUX : Droit foncier marocain Elmaarif Aljadida, Rabat, 2007, p 142 et
s.
-17ﺗﺿﻣن اﻟﻣﻧﺷور اﻟﻣﺷﺗرك ﺑﯾن وزارة اﻟﻔﻼﺣﺔ ووزارة اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ووزارة اﻟداﺧﻠﯾﺔ رﻗم 12م م ع أ ط ﺑﺗﺎرﯾﺦ
26/11/1986طرﯾﻘﺔ ﺗﺣدﯾد اﻷراﺿﻲ اﻟﻣﺧزﻧﯾﺔ )اﻷﻣﻼك اﻟﻐﺎﺑوﯾﺔ وﻏﯾر اﻟﻐﺎﺑوﯾﺔ( اﻟواﻗﻌﺔ ﺧﺎرج اﻟﻣدار اﻟﺣﺿري
ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﺷﻣﺎﻟﯾﺔ ﺣﺳب اﻟﺟدول اﻟﺗﺎﻟﻲ:
أ-ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﻣﺳطرة اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻟرﺳوم اﻟﺧﻠﯾﻔﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺷﻣﻠﮭﺎ ﺗطﺑﯾق ھذه اﻟﻣﺳطرة ﺣﺳب ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟظﮭﯾر
اﻟﺷرﯾف ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ اﻟﻣرﺳوم اﻟﻣﻠﻛﻲ رﻗم 114.66اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ 09رﺟب 24) 1386أﻛﺗوﺑر (1966ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻗﺎﻧون
ﯾطﺑق ﺑﻣوﺟﺑﮫ ﻓﻲ اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﺷﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻧظﺎم اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري اﻟﻣﻌﻣول ﺑﮫ ﻓﻲ اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﺟﻧوﺑﯾﺔ وﺗﺣدث ﺑﻣوﺟﺑﮫ
ﻣﺳطرة ﺧﺎﺻﺔ ﻟﺗﺣدﯾد اﻟﻌﻘﺎرات اﻟﻣوﺿوﻋﺔ ﻟﮭﺎ رﺳوم ﻋﻘﺎرﯾﺔ.
ب – ﺗطﺑﯾق ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟظﮭﯾر اﻟﺷرﯾف اﻟﻣؤرخ ب 26ﺻﻔر 3) 1334ﯾﻧﺎﯾر (1916اﻟذي ﯾﻧص ﻋﻠﻰ اﻟﻛﯾﻔﯾﺔ
اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻟﺗﺣدﯾد أﻣﻼك اﻟدوﻟﺔ وذﻟك ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻷراﺿﻲ ذات اﻟرﺳوم اﻟﺧﻠﯾﻔﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻟم ﺗودع ﻟﺣد اﻵن ﻟدى اﻟﻣﺣﺎﻓظﺎت
اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻟﺟﮭوﯾﺔ واﻷراﺿﻲ اﻟﺗﻲ ﻟﯾس ﻟﮭﺎ أي ﻣرﺟﻊ ﻋﻘﺎري.
12
راﺑﻌﺎ :اﻷﻣﻼك اﻟﺟﻣﺎﻋﯾـﺔ
ﯾﻘﺻد " ﺑﺎﻷراﺿﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ " ،18ﺗﻠك اﻷراﺿﻲ اﻟﺗﻲ ﺗوﺟد ﻓﻲ ﺣوزة اﻟﻘﺑﺎﺋل
19
واﻟﺳﻼﻻت ،اﻟﺗﻲ ھﻲ إﻣﺎ ﻗﺑﺎﺋل أو ﻓرﻗﺔ أو دواوﯾر أو ﻋﺷﺎﺋر ﺗرﺑط ﺑﯾﻧﮭم رواﺑط ﻋرﻗﯾﺔ
،أي أﻧﮭﺎ ﺗﻧﺗﻣﻲ اﻟﻰ أﺻل واﺣد أو ﺳﻼﻟﺔ واﺣدة .وﯾﺗم اﻻﺳﺗﻐﻼل 20ﻓﻲ إطﺎر ﻣﻠﻛﯾﺔ ﺷﺎﺋﻌﺔ
ﺑﯾن ﺟﻣﯾﻊ أﻓراد اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﻣﻊ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗوزﯾﻊ ﺣق اﻻﻧﺗﻔﺎع ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﮭم .21ﻛﻣﺎ ﯾﺳﮭر ﻋﻠﻰ ﺗدﺑﯾر
ھذه اﻷﻣﻼك إﻣﺎ اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ،أي رؤﺳﺎء اﻟﻌﺎﺋﻼت اﻟﻣﻛوﻧﺔ ﻟﻠﻘﺑﯾﻠﺔ أو اﻟﻔرﻗﺔ أو اﻟدوار ،وإﻣﺎ
ﻧواب اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟذﯾن ﯾﻧﺗدﺑون ﻟﮭذه اﻟﻣﮭﻣﺔ وﻣﺟﻠس اﻟوﺻﺎﯾﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻸﺣﻛﺎم اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ
ﻓﻲ ظﮭﯾر 27/04/1919اﻟذي ﺗﺿﻣن اﻟﺗﻧﺻﯾص ﻛذﻟك ﻋﻠﻰ ﻋدم ﻗﺎﺑﻠﯾﺔ اﻷﻣﻼك اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ
ﻟﻠﺗﻔوﯾت أو اﻟﺣﺟز أو اﻟﺗﻘﺎدم 22ﻣﻊ ﺑﻌض اﻻﺳﺗﺛﻧﺎءات اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 10ﻣن ﻧﻔس
-18وﻟﻘد ﺳﻣﯾت ھذه اﻷراﺿﻲ ﻋﻘﺎرات ﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ،ﻷن اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ھﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﺗدﺑﯾرھﺎ ،وذﻟك ﺑﺗوزﯾﻌﮭﺎ ﻋﻠﻰ أرﺑﺎب اﻟﻌﺎﺋﻼت
ﺧﻼل ﻣدد ﻣﻌﻠوﻣﺔ ﻋرﻓﺎ .وھﻲ ﻏﯾر ﻣﺟﺑرة ﺑﺄداء ﺧراج ﻟﻠدوﻟﺔ ﻛﻣﺎ أﻧﮭﺎ ﻏﯾر ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﻔوﯾت .ﻛﻣﺎ أن ھذا اﻟﻧظﺎم ﻣن
اﻟﻌﻘﺎرات اﺳﺗطﺎع أن ﯾﺣﺗل ﻣﻛﺎﻧﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﺿﻣن اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﻐرب ،ﺑﺣﯾث أﻧﮫ ﯾﺷﻐل ﺣواﻟﻲ 13ﻣﻠﯾون
ھﻛﺗﺎر ﻣن ﺑﯾﻧﮭﺎ ﺣواﻟﻲ ﻣﻠﯾوﻧﻲ ھﻛﺗﺎر ﺷﻣﻠﮭﺎ اﻟﺗﺣدﯾد اﻹداري ،وﺣواﻟﻲ 160.000ھﻛﺗﺎر ﺗم ﺗﺣﻔﯾظﮭﺎ وﺗﺄﺳﯾس رﺳوم
ﻋﻘﺎرﯾﺔ ﻟﮭﺎ.
-19وﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن اﻷراﺿﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﺗﺧﺗﻠف ﻋن اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺷﺎﺋﻌﺔ ﻓﻲ أن ھذه اﻷﺧﯾرة ﺗﻌﺗﺑر ﻣﻠﻛﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ إن ﻛﺎﻧت
ﺷﺎﺋﻌﺔ ﺑﯾن ﻋدة أﻓراد وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﮭﻲ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﻘﺳﻣﺔ وﻟﻠﺗﻔوﯾت وﺗﻌﺗﺑر ﻣﺻدر ﺣق اﻟﺷﻔﻌﺔ ،ﻓﻲ ﺣﯾن ﻧﺟد وﺿﻌﯾﺔ اﻷراﺿﻲ
اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﻻ ﺗﻣﻧﺢ ﻟذوي اﻟﺣﻘوق ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻣﺛل ھذه اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت ﻧظرا ﻟﺧﺻوﺻﯾﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟﻣطﺑق ﻋﻠﻰ ھذا اﻟﻧوع
ﻣن اﻟﻌﻘﺎرات.
-20إن أول ﻣﺻدر ﻟﺣق اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺄراﺿﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ ھو ظﮭﯾر 7/7/1914اﻟذي ﯾﺳﺗﻔﺎد ﻣﻧﮫ أﻧﮫ ﺳﻣﺢ
ﺑﺈﻗﺎﻣﺔ اﻟﻣﻠﻛﯾﺎت ﻋن طرﯾق ﻧظﺎم ) اﻟﺑطﺎﻗﺔ ( ﻟﻸرض ﻋدا ﻣﺎ ﯾﻌد ﺟﻣﺎﻋﯾﺎ أو ﻏﺎﺑوﯾﺎ أو ﺣﺑﺳﯾﺎ ،ﺛم ظﮭﯾر 21/12/1916
اﻟذي اﻋﺗرف ﻟﻠﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ ﺑﺎﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ ﻓﻲ ﺷﺧص ﻣﻣﺛﻠﯾن ﻋﻧﮭﺎ وظﮭﯾر 1919اﻟذي ﺣدد ﻓﻲ ﻓﺻﻠﮫ
اﻟراﺑﻊ اﺧﺗﺻﺎص اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟﻧﯾﺎﺑﯾﺔ ھﺎﺗﮫ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗوزﯾﻊ اﻟﻣوﺳﻣﻲ وﺗﻧﻔﯾذ ﻣﻘررات ﻣﺟﻠس اﻟوﺻﺎﯾﺔ وإﻗﺎﻣﺔ
اﻟﺗﻌرﺿﺎت ﻋﻠﻰ ﻣطﺎﻟب اﻟﺗﺣﻔﯾظ )اﻟﻔﺻل اﻟﺧﺎﻣس ﻣﻧﮫ( ،وظﮭﯾر 18/2/1924اﻟﻣﻧظم ﻟﺗدﺑﯾر ﺷؤون اﻷﻣﻼك اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ
وﻣﺳطرة ﺗﺣدﯾدھﺎ إدارﯾﺎ ،واﻟﻘرار اﻟوزﯾري اﻟﻣؤرخ ب 14/7/1945وظﮭﯾر 1960اﻟﻣﻧظم ﻟﻼﺧﺗﺻﺎص ﻓﻲ اﻟﻔﺻل
ﻓﻲ اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺷﺄ ﺑﯾن ذوي اﻟﺣﻘوق وﻣﻣن ﯾﻧﺎزﻋﮭم ﻓﻲ ﺣق اﻻﻧﺗﻔﺎع.
-21وﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة أن اﻻﻧﺗﻔﺎع ﺑﮭذه اﻷراﺿﻲ ﻛﺎن ﯾﺗم ﻣن ﺧﻼل اﺳﺗﻐﻼﻟﮭﺎ ﻋﻠﻰ وﺟﮫ اﻟﺷﯾﺎع أي ﺑﺷﻛل ﺟﻣﺎﻋﻲ أو ﻣﺎ ﯾطﻠق
ﻋﻠﯾﮫ ﺑﺎﻟﻌﺎﻣﯾﺔ اﺳم ّ اﻟﺗوﯾزة ّ ﺣﯾث إن ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺣرث واﻟﺣﺻﺎد وﻏﯾرھﺎ ﻛﺎﻧت ﺗﺗم ﺟﻣﺎﻋﺔ وﻣن ﺗم ﺗوزﯾﻊ اﻟﻣﺣﺻول ﻓﯾﻣﺎ
ﺑﯾﻧﮭم .وإزاء ھذا اﻟﻣﻔﮭوم اﻟﺿﯾق ﻟﻸراﺿﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﯾرى أﻟﺑﯾر ﻛﯾوم Albert Guillaumeﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﮫ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ
اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﻐرب la propriété collective au Marocأن اﻷراﺿﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ھﻲ ﻣؤﺳﺳﺔ ﻋرﻓﯾﺔ وﺟدت ﻗﺑل
دﺧول اﻹﺳﻼم وﻟﮭﺎ ﻧظﺎم ﺧﺎرج اﻟﻧظﺎم اﻹﺳﻼﻣﻲ.
وﻧﻌﺗﻘد أن ﻛل ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻟﺗﻌرﯾف اﻷراﺿﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﺣﺳب ﻧوﻋﯾﺔ اﻻﺳﺗﻐﻼل )ﺣرث ،رﻋﻲ( ﻻ ﺗﻔﻲ ﺑﺎﻟﻣطﻠوب ،وﻗد
أﺣﺳن اﻟﻣﺷرع ﺻﻧﻌﺎ ﻋﻧدﻣﺎ ﺟﻌل ﻣن ظﮭﯾر 27أﺑرﯾل ) 1919ظﮭﯾر 6ﻓﺑراﯾر (1963ﻣﯾﺛﺎﻗﺎ ﻟﺗدﺑﯾر اﻷﻣﻼك
اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن ھذه اﻷﺧﯾرة ﻻ ﺗﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ اﻷراﺿﻲ اﻟﻣﻌدة ﻟﻠﺣرث أو اﻟرﻋﻲ وإﻧﻣﺎ ﻧﺟد اﻟﻣﻣﺗﻠﻛﺎت اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ
ﺗﺷﻣل اﻟﻣﻘﺎﻟﻊ اﻟرﻣﻠﯾﺔ واﻟﺣﺟرﯾﺔ واﻟرﺧﺎﻣﯾﺔ واﻟﻐﺎﺑﺎت وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻧﺧﻠص إﻟﻰ أن ﻋﺑﺎرة " اﻷﻣﻼك اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ " أوﺳﻊ ﻣن
ﻋﺑﺎرة " اﻷراﺿﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ".
-22ﯾﻧص ظﮭﯾر 27أﺑرﯾل 1919ﻋﻠﻰ ﺗﻧظﯾم اﻟوﺻﺎﯾﺔ اﻻدارﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ واﻟﻣﻧظم ﻛذﻟك ﻟﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﺳﯾﯾر وﺗﻔوﯾت
اﻷراﺿﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ .وﻣن ﺗم ﯾﻣﻛن اﻟﻘول أن ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻷراﺿﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﺗﻌود ﻟﻠﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟﺗﻲ ﻣﻧﺣﮭﺎ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ
اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ ﻟﻠﺗﻣﻛن ﻣن ﺗﺳﯾﯾر ﺷؤوﻧﮭﺎ ،ﻣﻊ ﺧﺿوﻋﮭﺎ ﻓﻲ ذﻟك ﻟوﺻﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﺔ.
13
اﻟظﮭﯾر أوﻓﻲ ظﮭﺎﺋر ﻻﺣﻘﺔ.23
وﺟدﯾر ﺑﺎﻟذﻛر أن ﺗﺳﻣﯾﺔ ﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﻣﻧدوﺑﯾن ﻣﺳﺗﻣدة ﻣن ﻗﺎﻧون أراﺿﻲ اﻟﺟﻣوع اﻟﻣؤرخ
ﻓﻲ 27/04/1919ﻛﻣﺎ ﺗم ﺗﻌدﯾﻠﮫ وﺗﺗﻣﯾﻣﮫ ﺑظﮭﯾر 06ﻓﺑراﯾر 1963اﻟذي ﻧص ﻓﻲ ﻓﺻﻠﮫ
اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻋﻠﻰ أن " اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻷﺻﻠﯾﺔ أو اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ ﯾﻣﻛن ﻟﮭﺎ أن ﺗﻧﻘل ﺳﻠطﺎﺗﮭﺎ إﻟﻰ أﺷﺧﺎص
طﺑﯾﻌﯾﯾن ﺗﺧﺗﺎرھم ﺑواﺳطﺔ رﺳم ﻋدﻟﻲ أو ﺿﻣن اﻟﻛﯾﻔﯾﺎت اﻟﺻﺣﯾﺣﺔ اﻟﻣﻌﻣول ﺑﮭﺎ ،وﯾﻛون
ﻣﺟﻣوع اﻷﺷﺧﺎص اﻟذﯾن ﯾﻘﻊ اﺧﺗﯾﺎرھم ﻋﻠﻰ ھذا اﻟﺷﻛل ﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﻣﻧدوﺑﯾن أو ﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟﻧواب
أو اﻟﻠﺟن اﻟﻧﯾﺎﺑﯾﺔ ".
وﺑﺎﻋﺗﺑﺎر وزارة اﻟداﺧﻠﯾﺔ ھﻲ اﻟوﺻﯾﺔ ﻋﻠﻰ ھذا اﻟﻧوع ﻣن اﻷراﺿﻲ ،ﻓﺈﻧﮭﺎ ﺗﺗدﺧل ﻣن
ﺧﻼل إﺻدارھﺎ ﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣﻧﺎﺷﯾر ﻟﺗﺣدﯾد اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت ﻛل ﻣن اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟﻧﯾﺎﺑﯾﺔ
وﻣﺟﻠس اﻟوﺻﺎﯾﺔ أھﻣﮭﺎ اﻟﻣﻧﺷور اﻟوزاري اﻟﻣﺷﺗرك ﺑﯾن وزﯾر اﻟداﺧﻠﯾﺔ ووزﯾر اﻟﻌدل
واﻟﺣرﯾﺎت ﺑﺗﺎرﯾﺦ 12ﻣﺎرس 1962اﻟذي ﻧظم ﺑدﻗﺔ اﺧﺗﺻﺎص اﻟﺟﮭﺎت اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﻟﻠﻧظر ﻓﻲ
ﻧزاﻋﺎت اﻷﻣﻼك اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ.24
14
وﺟدﯾر ﺑﺎﻟذﻛر أن ظﮭﯾر 25ﯾوﻟﯾوز 1969اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻷراﺿﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟواﻗﻌﺔ ﻓﻲ
دواﺋر اﻟري ،اﻟﻣﻌﺗﺑر ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻣﯾﺛﺎق اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﻔﻼﺣﯾﺔ ﻣﻧﺢ ذوي اﻟﺣﻘوق اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﯾن اﻟذﯾن
ﯾﺳﺗﻘرون ﻋﻠﻰ اﻷراﺿﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﻛﺎﺋﻧﺔ ﺑﺎﻟدواﺋر اﻟﺳﻘوﯾﺔ ﺻﻔﺔ ﻣﻼك ﻋﻠﻰ اﻟﺷﯾﺎع ،وھذا
ﻣن ﺷﺄﻧﮫ أن ﯾﺧرج ھذه اﻷراﺿﻲ ﻣن داﺋرة اﻷراﺿﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ وﯾدﺧﻠﮭﺎ ﻓﻲ إطﺎر ﻧظﺎم
اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟﻣﺷﺎﻋﺔ .ﺑل اﻷﻛﺛر ﻣن ذﻟك ﻓﻘد ﺳﻣﺢ ھذا اﻟظﮭﯾر ﻟﻠﻣﺎﻟﻛﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﺷﯾﺎع أن
ﯾﺧرﺟوا ﻣن ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ وﯾﻔرزوا ﻧﺻﯾﺑﮭم اﻟﺧﺎص ﺑﮭم ﻋﻠﻰ ﯾد اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر
اﻟﻔﻼﺣﻲ ﺑﻘرار ﻣﺷﺗرك ﻟوزﯾر اﻟداﺧﻠﯾﺔ ووزﯾر اﻟﻔﻼﺣﺔ ،ﺷرﯾطﺔ أﻻ ﯾﻘل ﻛل ﺟزء ﻣﻔرز ﻋن
ﺧﻣﺳﺔ ھﻛﺗﺎرات.
ﺧﺎﻣﺳﺎ :أراﺿـﻲ اﻟﺟﯾـش
ﯾﻘﺻد ﺑﮭﺎ ﺗﻠك اﻷراﺿﻲ 25اﻟﺗﻲ ﻣﻧﺣﮭﺎ اﻟﻣﺧزن ﻣن أﻣﻼﻛﮫ ﻟﻘﺑﺎﺋل اﻟﺟﯾش ﺑﻐﺎﯾﺔ اﻟﺳﻛﻧﻰ
واﻻﺳﺗﻐﻼل ﻋﻠﻰ وﺟﮫ اﻟﺷﯾﺎع ﻓﻲ ﺷﻛل ﺣﺻص ﺳﻣﯾت "اﻟﻣﺧﺎزﻧﻲ" وذﻟك ﻣﻘﺎﺑل ﺧدﻣﺎﺗﮭم
ﻓﻲ اﻟﺟﯾش ،وﯾﻣﻛن إﻋﺎدة ﻗﺳﻣﺗﮭﺎ ﻛل ﺳﻧﺔ ﺣﺳب ﻋﺎدات اﻟﻘﺑﺎﺋل ،أو ﺑﻌد ﻣرور ﻋدة ﺳﻧوات
وﺗﻘدر ﻣﺳﺎﺣﺗﮭﺎ ﺑﺣواﻟﻲ أﻟف ھﻛﺗﺎر ﺗﻘرﯾﺑﺎ.
وﻓﻲ ﻏﯾﺎب أي ﻗﺎﻧون ﯾﻧظم ھذه اﻷراﺿﻲ وطرﯾﻘﺔ ﺗﺳﯾﯾرھﺎ ،ﻓﺈن ﻣدﯾرﯾﺔ اﻷﻣﻼك
اﻟﻣﺧزﻧﯾﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟوزارة اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ھﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺷرف ﻋﻠﻰ ﺗﻧظﯾم ھذه اﻷراﺿﻲ وﻛﯾﻔﯾﺔ
اﺳﺗﻐﻼﻟﮭﺎ ،وﻓق اﻷﻋراف اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺗﻠف ﺑدورھﺎ ﻣن ﻗﺑﯾﻠﺔ ﻷﺧرى ،وأن أي ﻧزاع
ﺑﺷﺄﻧﮭﺎ ﯾﺟﻌل اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻣﻧﻌﻘدا ﻟﻠﻘﺿﺎء اﻟﻌﺎدي وﻟﯾس ﻟﻠﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻧﯾﺎﺑﯾﺔ ﺣﺳﺑﻣﺎ أﻛدﺗﮫ
ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض 26ﻓﻲ أﺣد ﻗراراﺗﮭﺎ ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" ...ﺣﯾث ﺻﺢ ﻣﺎ ﻋﺎﺑﮫ اﻟﺳﺑب ،ذﻟك إن طﻠب اﻟﻣدﻋﯾن ﯾﻧﺣﺻر ﻓﻲ اﻟﺗﻣﻛﯾن ﻣن واﺟب
ﻓﻲ ﺣق اﺳﺗﻐﻼل أرض ﻣن أراﺿﻲ اﻟﻛﯾش ،واﺳﺗﻐﻼﻟﮭﺎ ﯾﺧﺿﻊ ﻟﻸﻋراف اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ وﻻ
ﯾرﺟﻊ ﻟﻸﻣﻼك اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﺑﺻرﯾﺢ اﻟﻔﺻل 16ﻣن ظﮭﯾر 27أﺑرﯾل ،1919وﯾﻧﻌﻘد
اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻟﻠﺑت ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن ﻣﻧﮭﺎ إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻌﺎدي ﻟﺗوﻓره
ﻋﻠﻰ اﻟوﻻﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﺎ دام أﻧﮫ ﻻ ﯾوﺟد أي ﻧص ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﯾﺳﻧد اﻻﺧﺗﺻﺎص إﻟﻰ ﺟﮭﺔ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ
أو إدارﯾﺔ أﺧرى وﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻘرار اﻟﻣﻧﺗﻘد ﺣﯾﻧﻣﺎ اﻋﺗﺑرت اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ ﻓﻲ ﺣق اﻻﺳﺗﻐﻼل اﻟذي
ھو ﻣوﺿوع اﻟدﻋوى ﯾﺧرج ﻋن وﻻﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎء ﺗﻛون ﻗد أﻗﺎﻣت ﻗﺿﺎءھﺎ ﻋﻠﻰ ﻏﯾر أﺳﺎس
ﻣﻣﺎ ﯾﻌرﺿﮫ ﻟﻠﻧﻘض ".
-25ظﮭرت ﻷول ﻣرة ﻓﻲ ﻋﮭد اﻟدوﻟﺔ اﻟﺳﻌدﯾﺔ ﺣﯾث ﺗم اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن ﻗﺑﺎﺋل اﻟﻧﺎﯾﺑﺔ اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﺿراﺋب اﻟﻣﻌوﺿﺔ ﻋن ﻋدم
اﺷﺗراﻛﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺟﯾش ،وﻗﺑﺎﺋل اﻟﺟﯾش اﻟﻣﻌﻔﯾﺔ ﻣﻧﮭﺎ.
-26ﻗرار ﻋدد 247ﺑﺗﺎرﯾﺦ 27أﺑرﯾل 2005ﻓﻲ اﻟﻣﻠف اﻟﺷرﻋﻲ ﻋدد ،580/2/1/2004ﻣﻧﺷور ﺑﻣﺟﻠﺔ ﻗﺿﺎء اﻟﻣﺟﻠس
اﻷﻋﻠﻰ ﻋدد – 64-65ﺳﻧﺔ – 2006ص .167
15
-ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ اﻟﺻﺎدرة ﺑﺗﺎرﯾﺦ ،24/11/2011واﻟﺗﻲ دﺧﻠت ﺣﯾز اﻟﺗﻧﻔﯾذ
ﺑﻌد ﺳﺗﺔ أﺷﮭر ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻧﺷر أي ﻓﻲ .24/05/2012وﻗد ﺣددت اﻟﻣﺎدة اﻷوﻟﻰ ﻣﻧﮭﺎ
ﻧطﺎق ﺗطﺑﯾﻘﮭﺎ ﺣﯾث ﺗطﺑق ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎرات اﻟﻣﺣﻔظﺔ واﻟﺗﻲ ﻓﻲ طور اﻟﺗﺣﻔﯾظ وﻏﯾر اﻟﻣﺣﻔظﺔ
وذﻟك طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة اﻷوﻟﻰ ﻣﻧﮭﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﺣرﻓﯾﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" ﺗﺳري ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت ھذا اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ واﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﻣﺎ ﻟم ﺗﺗﻌﺎرض
ﻣﻊ ﺗﺷرﯾﻌﺎت ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻌﻘﺎر
ﺗطﺑق ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟظﮭﯾر اﻟﺷرﯾف اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ 9رﻣﺿﺎن 12) 1933أﻏﺳطس (191
ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻗﺎﻧون اﻻﻟﺗزاﻣﺎت واﻟﻌﻘود ﻓﯾﻣﺎ ﻟم ﯾرد ﺑﮫ ﻧص ﻓﻲ ھذا اﻟﻘﺎﻧون ،ﻓﺈن ﻟم ﯾوﺟد ﻧص
ﯾرﺟﻊ إﻟﻰ اﻟراﺟﺢ واﻟﻣﺷﮭور وﻣﺎ ﺟرى ﺑﮫ اﻟﻌﻣل ﻣن اﻟﻔﻘﮫ اﻟﻣﺎﻟﻛﻲ".
-ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري اﻟذي ﯾﺣدد اﻟﻣﺳطرة اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎر ،وﻣﺟﻣوع
اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎر ﺑﻌد ﺗﺄﺳﯾس اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري.
-ﻗﺎﻧون اﻻﻟﺗزاﻣﺎت واﻟﻌﻘود ﺑﺎﻋﺗﺑﺎره اﻹطﺎر اﻟﻌﺎم اﻟﻣﻧظم ﻟﻣﺧﺗﻠف ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﻌﺎﻗد،
وﺑﺎﻋﺗﺑﺎره اﻹطﺎر اﻟﻣرﺟﻌﻲ اﻟذي ﻛﺎن ﯾطﺑق ﻋﻠﻰ اﻟﺑﯾوع اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻟﻣﺑرﻣﺔ ﻗﺑل دﺧول ﻣدوﻧﺔ
اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﺣﯾز اﻟﺗطﺑﯾق.
-ﻗواﻋد اﻟﻔﻘﮫ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﻹﺣﺎﻟﺔ اﻟواردة ﻓﻲ ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﺑﺧﺻوص
ﻣﺎ ﻟم ﯾرد ﻓﯾﮫ ﻧص.
-اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 4400ﻛﻣﺎ وﻗﻊ ﺗﻌدﯾﻠﮫ واﻟﻣﻧظم ﻟﻌﻣﻠﯾﺎت ﺑﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎر ﻗﯾد اﻹﻧﺟﺎز.
-اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 51.00اﻟﻣﻧظم ﻟﻺﯾﺟﺎر اﻟﻣﻔﺿﻲ ﻟﻠﺗﻣﻠك.
ﺧﺎﺗﻣﺔ:
اﻟﻣﻼﺣظ ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ ھﺎﺗﮫ اﻷﻧواع ﻣن اﻟﻌﻘﺎرات ھو ﺗﻌدد اﻟﺟﮭﺎت اﻟوﺻﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺗدﺑﯾر
ﺷؤوﻧﮭﺎ وإدارﺗﮭﺎ وﻣراﻗﺑﺗﮭﺎ ﻓﻲ ﻏﯾﺎب ﺳﯾﺎﺳﺔ ﻋﻘﺎرﯾﺔ ﻣوﺣدة ،ﺣﯾث ﻧﺟد وزارة اﻟداﺧﻠﯾﺔ ھﻲ
اﻟوﺻﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ،ووزارة اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻣﻼك اﻟدوﻟﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ وأراﺿﻲ
اﻟﺟﯾش ،واﻟﻣﻧدوﺑﯾﺔ اﻟﺳﺎﻣﯾﺔ ﻟﻠﻣﯾﺎه واﻟﻐﺎﺑﺎت ھﻲ اﻟﻣﺷرﻓﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟﻐﺎﺑوﯾﺔ ،ووزارة
اﻷوﻗﺎف واﻟﺷؤون اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ھﻲ اﻟﺗﻲ ﯾﻌود ﻟﮭﺎ ﺗدﺑﯾر ﺷؤون اﻷوﻗﺎف اﻟﻌﺎﻣﺔ.27
16
اﻟﺗﻌرﺿﺎت ﻋﻠﻰ ﻣﺳطرة اﻟﺗﺣﻔﯾظ
اﻟﻌﻘﺎري
اﻷﺳﺗﺎذ رﺿﺎ ﺑﻠﺣﺳﯾن
ﻣﻘدﻣﺔ
ﯾﺗﻣﺛل اﻟﮭدف اﻟﻌﺎم ﻟﻠﺗﺣﻔﯾظ ،ﺣﺳب اﻟﻣﺎدة اﻷوﻟﻰ ﻣن ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري ﻓﻲ ﺟﻌل
اﻟﻌﻘﺎر اﻟﻣﺣﻔظ ﺧﺎﺿﻌﺎ ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﻣﻘرر ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري ﻣن ﻏﯾر أن ﯾﻛون ﻓﻲ
اﻹﻣﻛﺎن إﺧراﺟﮫ ﻣﻧﮫ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد.
وﻋﻠﯾﮫ ﻓﺈن ﺗﺄﺳﯾس اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﯾرﺗب أﺛرا ﺗطﮭﯾرﯾﺎ ﻟﻠﻌﻘﺎر ﻣن ﻛل اﻟﺣﻘوق اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ
ﻋﻠﻰ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺣﻔﯾظ ،وذﻟك ﺣﺳب اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻣﻘررة ﻓﻲ اﻟﻔﺻﻠﯾن 1و 62ﻣن ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ
اﻟﻌﻘﺎري ،ﺣﯾث ﺗﻧص اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن اﻟﻔﺻل 1اﻟﻣذﻛور ﺣرﻓﯾﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﯾﻠﻲ:
" ﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎر ﺑﻌد إﺟراء ﻣﺳطرة ﻟﻠﺗطﮭﯾر ﯾﺗرﺗب ﻋﻧﮭﺎ ﺗﺄﺳﯾس رﺳم ﻋﻘﺎري وﺑطﻼن
ﻣﺎﻋداه ﻣن اﻟرﺳوم ،وﺗطﮭﯾر اﻟﻣﻠك ﻣن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺣﻘوق اﻟﺳﺎﻟﻔﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺿﻣﻧﺔ ﺑﮫ.
ﻛﻣﺎ ﻧص اﻟﻔﺻل 62ﻣن ذات اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ ﻣﺎﯾﻠﻲ:
" ان اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﻧﮭﺎﺋﻲ وﻻ ﯾﻘﺑل اﻟطﻌن ،وﯾﻌﺗﺑر ﻧﻘطﺔ اﻻﻧطﻼق اﻟوﺣﯾدة ﻟﻠﺣﻘوق
اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ واﻟﺗﺣﻣﻼت اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎر وﻗت ﺗﺣﻔﯾظﮫ دون ﻣﺎ ﻋداھﺎ ﻣن اﻟﺣﻘوق
اﻟﻐﯾر اﻟﻣﻘﯾدة".
واﻋﺗﺑﺎرا ﻟﺧطورة اﻷﺛر اﻟﻧﺎﺟم ﻋن ﺗﺄﺳﯾس اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،ﻓﺈن اﻟﻣﺷرع أﻗر آﻟﯾﺔ ﻟﻛل
ﻣن ﯾدﻋﻲ ﺣﻘﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎر ﻣوﺿوع ﻣطﻠب اﻟﺗﺣﻔﯾظ ﺗﻣﻛﻧﮫ ﻣن ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘﮫ ﻣن ﺧﻼل
ﻣﻣﺎرﺳﺗﮫ ﻟﻠﺗﻌرض ﻋﻠﻰ ﻣطﻠب اﻟﺗﺣﻔﯾظ.
ﻓﺎﻟﺗﻌرض إذن ھو إﺟراء ﻣﺳطري ﺧﺎص ﯾﮭدف إﻟﻰ اﻟﺣﯾﻠوﻟﺔ دون إﺗﻣﺎم إﺟراءات
اﻟﺗﺣﻔﯾظ ﺧﻼل اﻵﺟﺎل اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﻘررة ،ﻷن اﻟﻣﺗﻌرض ﯾﮭدف إﻟﻰ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺣق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ أو
ﺑﺄﺣد اﻟﺣﻘوق اﻟﻣﺗﻔرﻋﺔ ﻋﻧﮫ.
واﻧطﻼﻗﺎ ﻣن ھذا اﻟﻣﻔﮭوم ﻓﺈن أﺳﺋﻠﺔ ﻋدة ﺗطرح ﺣول ھذه اﻟﻣﺳطرة ﻣﻧﮭﺎ:
17
ﻟﻣن ﯾﺛﺑت ﺣق اﻟﺗﻌرض؟ وﺿد ﻣن ﯾﻣﺎرس؟ وﻣﺎھو ﺷﻛﻠﮫ وﻣؤﯾداﺗﮫ؟ وﻣﺎھﻲ أﻧواﻋﮫ
وآﺟﺎﻟﮫ؟ وﻣﺎ طﺑﯾﻌﺔ اﻷﺟل اﻟﻣﺣدد ﻟﺗﻘدﯾم اﻟﺗﻌرض؟ ھل ھو أﺟل ﺳﻘوط أم أﻧﮫ أﺟل ﯾﺟوز
ﺗﻣدﯾده؟ وﻣﺎھﻲ ﺻﻼﺣﯾﺎت ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﺣﻔﯾظ؟
ﺗﺳﺎؤﻻت ﺳﻧﺣﺎول أن ﻧﺟﯾب ﻋﻧﮭﺎ ﻣن ﺧﻼل ﻧﻘطﺗﯾن ﻧﺗﻧﺎول ﻓﻲ اﻷوﻟﻰ ﻣﺳطرة
اﻟﺗﻌرض ﻋﻠﻰ ﻣطﻠب اﻟﺗﺣﻔﯾظ وﻓﻲ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺑت ﻓﻲ ﻣﺳطرة اﻟﺗﻌرض ﻋﻠﻰ ﻣطﻠب اﻟﺗﺣﻔﯾظ
أوﻻ :ﻣﺳطرة اﻟﺗﻌرض ﻋﻠﻰ ﻣطﻠب اﻟﺗﺣﻔﯾظ
اﻟﻘﺎﻋدة طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻔﺻل 24ﻣن ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري أﻧﮫ " :ﯾﻣﻛن ﻟﻛل ﺷﺧص أن
ﯾﺗدﺧل ﻋن طرﯾق اﻟﺗﻌرض ﻓﻲ أﻋﻣﺎل اﻟﺗﺣﻔﯾظ ".
وﻻ ﯾﺛﺑت ﺣق اﻟﺗﻌرض إﻻ ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت اﻵﺗﯾﺔ:
ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻧزاع ﻓﻲ وﺟود ﺣق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﻟطﺎﻟب اﻟﺗﺣﻔﯾظ أو ﻓﻲ ﻣدى ھذا اﻟﺣق أو ﺑﺷﺄن •
ﺣدود اﻟﻌﻘﺎر.
ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻻدﻋﺎء ﺑﺎﺳﺗﺣﻘﺎق ﺣق ﻋﯾﻧﻲ ﻗﺎﺑل ﻟﻠﺗﻘﯾﯾد ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري اﻟذي ﺳﯾﻘﻊ ﺗﺄﺳﯾﺳﮫ. •
ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ ﻓﻲ ﺣق وﻗﻊ اﻹﻋﻼن ﻋﻧﮫ طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻔﺻل 84ﻣن ھذا اﻟﻘﺎﻧون. •
وﯾﻣﺎرس اﻟﺗﻌرض ﺿد طﺎﻟب اﻟﺗﺣﻔﯾظ وﺣده دون ﻏﯾره ،وﺗﻛون ﻟﮫ – أي اﻟﻣﺗﻌرض-
ﺻﻔﺔ اﻟﻣدﻋﻲ ،وﻣن ﺗم ﯾﻛون ھو اﻟطرف اﻟﻣﻠزم ﺑﺎﻹﺛﺑﺎت.
وﺗﺛﺎر ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﺑﻌض اﻹﺷﻛﺎﻻت اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺗﻌرض ،أوﻟﮭﺎ ھل
ﯾﻣﻛن أن ﯾﺗﺣول طﺎﻟب اﻟﺗﺣﻔﯾظ إﻟﻰ ﻣﺗﻌرض ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺛﺑوت ﺻﺣﺔ ﺗﻌرض ھذا اﻷﺧﯾر؟
اﻟﺟواب أﻧﮫ ﻻ ﯾﺟوز ذﻟك ﻷﻧﮫ ﯾواﺟﮫ ﺑﺣﺟﯾﺔ اﻟﺣﻛم اﻟﺳﺎﺑق ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ.
أﻣﺎ اﻹﺷﻛﺎل اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﯾرﺗﺑط ﺑوﺿﻌﯾﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻣﻛﺗﺳﺑﺔ أﺛﻧﺎء اﻟﺗﺣﻔﯾظ ،ذﻟك أن طﺎﻟب
اﻟﺗﺣﻔﯾظ ﻗد ﯾﻔوت ﺣﻘوﻗﮫ ﻟﻠﻐﯾر أﺛﻧﺎء ﺟرﯾﺎن ﻣﺳطرة اﻟﺗﺣﻔﯾظ ،وھﻧﺎ ﻧﻛون أﻣﺎم ﻓرﺿﯾﺗﯾن:
-اﻟﻔرﺿﯾﺔ اﻷوﻟﻰ :ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻔﺻل 83ﻧﺷر اﻟﺧﻼﺻﺔ اﻹﺻﻼﺣﯾﺔ )ﯾﺗﺧذ ﺻﻔﺔ طﺎﻟب
اﻟﺗﺣﻔﯾظ( وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﺟود ﺗﻌرﺿﺎت ﻣن اﻷﻓﺿل اﺧﺗﯾﺎر ھذه اﻟﻣﺳطرة.
-اﻟﻔرﺿﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻔﺻل 84ﻣن ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري ،ﺣﯾث ﯾﺗم إﯾداع ﻋﻘد
اﻟﺑﯾﻊ ﻓﻲ ﺳﺟل اﻟﺗﻌرﺿﺎت ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺗم اﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﺎﻟرﺗﺑﺔ ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ اﻟﺟﻣﯾﻊ ﺑﻌد ﺗﺄﺳﯾس
اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻹﯾداع ،وﻋﻠﯾﮫ ﻓﻔﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم وﺟود أي ﺗﻌرض ﻓﺎﻷﻓﺿل اﺧﺗﯾﺎر
ھذه اﻟطرﯾﻘﺔ ﻗﺻد رﺑﺢ اﻟوﻗت واﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن اﻹﺟراءات اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ.
وﻻ ﯾﻠزم ﻟﺻﺣﺔ اﻟﺗﻌرض أن ﯾﻘدم وﻓق ﺷﻛل ﻛﺗﺎﺑﻲ ،ﻷﻧﮫ ﯾﻣﻛن ﺗﻘدﯾﻣﮫ ﺑواﺳطﺔ ﺗﺻرﯾﺢ
ﻛﺗﺎﺑﻲ أو ﺑواﺳطﺔ ﺗﺻرﯾﺢ ﺷﻔوي إﻣﺎ ﻟﻠﻣﺣﺎﻓظ اﻟﻌﻘﺎري ،وإﻣﺎ ﻟﻠﻣﮭﻧدس اﻟﻣﺳﺎح اﻟطﺑوﻏراﻓﻲ
اﻟﻣﻧﺗدب أﺛﻧﺎء إﺟراء اﻟﺗﺣدﯾد ﺑﻌﯾن اﻟﻣﻛﺎن ،واﻟﺳﻧد اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ﻓﻲ ذﻟك ھو ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﻘرة
اﻷوﻟﻰ ﻣن اﻟﻔﺻل 25ﻣن ظ ت ع اﻟﺗﻲ ﻧﺻت ﺣرﻓﯾﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
وﯾﺗﺿﻣن اﻟﺗﻌرض ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻹﺳم اﻟﻛﺎﻣل واﻟﻌﻧوان واﻟﺻﻔﺔ ﺑﺎﻷﺻﺎﻟﺔ أم
ﺑﺎﻟﻧﯾﺎﺑﺔ وﺗﻌﯾﯾن اﻟﻣوطن اﻟﻣﺧﺗﺎر وﺑﯾﺎن اﻟﻌﻘﺎر اﻟﻣﺗﻌرض ﻋﻠﯾﮫ وﺗﺣدﯾد ﻧطﺎق اﻟﺗﻌرض.
18
وﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﻌرض أن ﯾﺗﺄﻛد ﻣن أن ﻣطﻠب اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟذي ﯾﻧوي اﻟﺗﻌرض ﺑﺷﺄﻧﮫ ﻟم
ﯾدﺧل ﻋﻠﯾﮫ أي ﺗﻐﯾﯾر ﺑﻌد إﯾداﻋﮫ ﺑﺳﺑب وﺟود ﻣطﻠب ﺗﻌدﯾﻠﻲ ،ﻷن ﻛل ﻣطﻠب ﺗﻌدﯾﻠﻲ ﯾﻛون
ﻣوﺿوع ﻧﺷر ﺑﺎﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ وﺗﻔﺗﺢ ﺑﺷﺄﻧﮫ آﺟﺎل ﺟدﯾدة ﻟﻠﺗﻌرض ،وﺑﮭذا ﻓﺈن آﺧر ﻣطﻠب
ﺗﻌدﯾﻠﻲ ھو اﻟذي ﯾﺟب أن ﯾﻛون ﻣوﺿوع اﻟﺗﻌرض ﺣﺗﻰ ﻻ ﺗﺿﯾﻊ ﺣﻘوﻗﮫ ﻻﺣﻘﺎ.
وﻟﺻﺣﺔ اﻟﺗﻌرض ﯾﺟب أن ﯾدﻟﻲ اﻟﻣﺗﻌرض ﺑﺎﻟوﺛﺎﺋق ﻗﺑل اﻧﺻرام أﺟل اﻟﺷﮭر اﻟﻣواﻟﻲ
ﻻﻧﺗﮭﺎء أﺟل اﻟﺗﻌرض ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ اﻋﺗﺑﺎر اﻟﺗﻌرض ﻣﻠﻐﻰ) .اﻟﻔﺻل 25و 32ﻣن ظﮭﯾر
اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري(.
وﻗد ﺣدد اﻟﻣﺷرع ﺑدﻗﺔ أﺟل اﻟﺗﻌرض ﻣن ﺧﻼل اﻟﻔﺻﻠﯾن 24و 27ﻣن ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ
اﻟﻌﻘﺎري ،ﺑﺣﯾث ﯾﻣﻛن أن ﯾﻘدم إﻣﺎ ﻗﺑل ﻧﺷر اﻟﺗﺣدﯾد اﻟﻣؤﻗت ﺑﺎﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ،وإﻣﺎ داﺧل
أﺟل ﺷﮭرﯾن ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﻧﺷر اﻹﻋﻼن ﻋن اﻧﺗﮭﺎء اﻟﺗﺣدﯾد ﺑﺎﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ.
وﻗد أﻋطﻰ اﻟﻣﺷرع ﺑﺻﻔﺔ اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻔﺻل 29ﻣن ظ ت ع اﺧﺗﺻﺎﺻﺎ
ﺣﺻرﯾﺎ ﻟﻠﻣﺣﺎﻓظ وﺣده ﻟﻘﺑول اﻟﺗﻌرﺿﺎت ﺧﺎرج اﻷﺟل ﺷرﯾطﺔ أﻻ ﯾﻛون اﻟﻣﻠف ﻗد وﺟﮫ إﻟﻰ
اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ،وأن ﯾﺛﺑت اﻟﻣﺗﻌرض اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺗﻲ ﻣﻧﻌﺗﮫ ﻣن اﻟﺗﻌرض واﻹدﻻء
ﺑﺎﻟوﺛﺎﺋق اﻟﻣؤﯾدة ﻟﻠﺗﻌرض وأداء اﻟرﺳوم أو اﻹدﻻء ﺑﻣﺎ ﯾﻔﯾد ﺣﺻوﻟﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺎﻋدة
اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ،ﻓﺈذا رﻓض اﻟﻣﺣﺎﻓظ اﻟﺗﻌرض اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﻲ ﻓﺈن ﻗراره ﯾﻛون ﻏﯾر ﻗﺎﺑل ﻟﻠطﻌن
اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ.
واﻟﺷرط اﻷﺧﯾر اﻟﻼزم ﻟﺻﺣﺔ اﻟﺗﻌرض ﺷﻛﻼ ھو أداء اﻟرﺳوم اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟواﺟﺑﺔ ﻋﻠﻰ
اﻟﺗﻌرض ،وذﻟك ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻘرة 3ﻣن اﻟﻔﺻل 25ﻣن ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري اﻟﺗﻲ ﻧﺻت
ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
"ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﻌرض أن ﯾؤدي اﻟرﺳوم اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ وﺣﻘوق اﻟﻣراﻓﻌﺔ أو ﯾدﻟﻲ ﺑﻣﺎ ﯾﻔﯾد
ﺣﺻوﻟﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺎﻋدة اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ وذﻟك ﻗﺑل اﻧﺻرام أﺟل اﻟﺷﮭر اﻟﻣواﻟﻲ ﻻﻧﺗﮭﺎء أﺟل
اﻟﺗﻌرض".
وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم اﺳﺗﯾﻔﺎء ھذا اﻹﺟراء داﺧل اﻷﺟل اﻟﻣذﻛور ﯾﺗرﺗب ﻋﻧﮫ إﻟﻐﺎء اﻟﺗﻌرض
طﺑﻘﺎ اﻟﻔﺻل 32ﻣن ظ ت ع.
وﻧﺷﯾر ﺧﺗﺎﻣﺎ إﻟﻰ أﻧﮫ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻌرﺿﺎت اﻟﻣﺗﺑﺎدﻟﺔ ﺑﯾن ﻣطﻠﺑﯾن ﻟﻠﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن
ﺗداﺧل ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ ،ﻻ ﯾؤدى ﻋﻧﮭﺎ اﻟرﺳوم اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ أو ﺣﻘوق اﻟﻣراﻓﻌﺔ )اﻟﻔﻘرة 3ﻣن اﻟﻔﺻل 32
ﻣن ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري(.
ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﻣﺳطرة اﻟﺑت ﻓﻲ اﻟﺗﻌرﺿﺎت
ﯾﺣدد اﻟﻔﺻل 37ﻣن ظ ت ع ﻧطﺎق اﺧﺗﺻﺎص ﻗﺿﺎء اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري ،ﻓﻘد ﺟﺎء ﻓﯾﮫ
ﻣﺎﯾﻠﻲ:
" اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺗﺑت ﻓﻲ وﺟود اﻟﺣق اﻟﻣدﻋﻰ ﺑﮫ ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﺗﻌرﺿﯾن وطﺑﯾﻌﺗﮫ وﻣﺷﺗﻣﻼﺗﮫ
وﻧطﺎﻗﮫ وﺗﺣﯾل اﻷطراف ﻟﻠﻌﻣل ﺑﻘرارھﺎ ﺑﻌد اﻛﺗﺳﺎﺑﮫ ﻟﻘوة اﻟﺷﻲء اﻟﻣﻘﺿﻲ ﺑﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﺎﻓظ
اﻟﻌﻘﺎري".
19
وﻗد اﺳﺗﺧﻠص اﻻﺟﺗﮭﺎد اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻗﺎﻋدة ﻣﻔﺎدھﺎ أن ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﺣﻔﯾظ ﻻ ﯾﻣﻛﻧﮭﺎ اﻟﺑت إﻻ
ﻓﻲ ﺣدود وادﻋﺎءات اﻟﻣﺗﻌرﺿﯾن ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ طﻠب اﻟﺗﺣﻔﯾظ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻟﯾس ﻣن اﺧﺗﺻﺎص
اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق اﻟﻣزﻋوﻣﺔ ﻣن طرف طﺎﻟب اﻟﺗﺣﻔﯾظ واﻟﺗﻘرﯾر ﺑﺷﺄﻧﮭﺎ ﻷن ذﻟك
ﯾدﺧل ﻓﻲ ﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ وﺣده ،ﻛﻣﺎ أﻧﮭﺎ ﻻ ﺗﺧﺗص اﻟﻧظر ﻓﻲ
ﺣﻘوق اﻟﻣﺗﻌرﺿﯾن ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﮭم.
ﻛﻣﺎ اﺳﺗﺧﻠص اﻟﻌﻣل اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ أن اﻟﻣﺗﻌرض ھو اﻟﻣدﻋﻲ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻘﻊ ﻋﻠﯾﮫ ﻋبء
اﻹﺛﺑﺎت .أي إن طﻠب اﻟﺗﺣﻔﯾظ ﯾﻌطﻲ ﻟﺻﺎﺣﺑﮫ ﺻﻔﺔ اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ وھو ﻟذﻟك ﻏﯾر ﻣﻠزم
ﺑﺎﻹدﻻء ﺑﺣﺟﺔ ﺣﺗﻰ ﯾدﻋم اﻟﻣﺗﻌرض ﺗﻌرﺿﮫ ﺑﺣﺟﺔ ﻗوﯾﺔ وأن اﻟﻣﺗﻌرض ﻓﻲ ﻣﺎدة اﻟﺗﺣﻔﯾظ
ھو اﻟﻣدﻋﻲ وھو ﻣن ﯾﺟب ﻋﻠﯾﮫ إﺛﺑﺎت ﻣﺎ ﯾدﻋﯾﮫ ،وأن ﺣﺟﺞ طﺎﻟب اﻟﺗﺣﻔﯾظ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎره ﻣدﻋﻰ
ﻋﻠﯾﮫ ﻻ ﺗﻧﺎﻗش إﻻ إذا أدﻟﻰ اﻟﻣﺗﻌرض ﺑﺣﺟﺔ ﻗوﯾﺔ ﺗؤﯾد ﺗﻌرﺿﮫ.
وﻟﻺﺷﺎرة ﻓﺈن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻻ ﺗﻧظر ﻓﻲ اﻟﺷق اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺷﻛل ﻓﻲ ﻗﺿﺎﯾﺎ اﻟﺗﻌرﺿﺎت ،ﻷن
اﻟﻣﺣﺎﻓظ ھو اﻟذي ﻗﺑل اﻟﺗﻌرض وأﺣﺎﻟﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺿﺎء ﻟﻠﺑت ﻓﻲ ﻣوﺿوع ﺑﺻﺣﺗﮫ أو ﻋدم
ﺻﺣﺗﮫ.
آﺛﺎر اﻟﺗﺣﻔﯾظ
اﻷﺳﺗﺎذ رﺿﺎ ﺑﻠﺣﺳﯾن
20
ﻣﻘدﻣﺔ:
ﻋﻧد اﻧﺗﮭﺎءأﺟل اﻟﺗﻌرﺿﺎت وﻋدم ﺗﻘدﯾم أي ﺗﻌرض ﺑﺎﻟﻣرة أو ﺗﻘدﯾم ﺗﻌرﺿﺎت أﻟﻐﺎھﺎ
اﻟﻣﺣﺎﻓظ اﻟﻌﻘﺎري ،أو ﺣﻛم ﺑﻌدم ﺻﺣﺗﮭﺎ ،ﻓﺈن اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﯾﻘوم إن ﻛﺎﻧت اﻟوﺛﺎﺋق اﻟﻣدﻋﻣﺔ ﻟﻣطﻠب
اﻟﺗﺣﻔﯾظ ﻣﺳﻌﻔﺔ ﺑﺗﺄﺳﯾس اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري.
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن اﻟﺳؤال اﻟﻣطروح ھو ﻣﺎھﻲ آﺛﺎر ﺗﺄﺳﯾس اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري؟ وھل ﯾﻣﻛن
ﻷﺻﺣﺎب اﻟﺣﻘوق اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻻﺣﺗﺟﺎج ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ اﻟﻣﻘﯾد ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري
ﺑﺣﻘوﻗﮭم اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺣﻔﯾظ؟ وإن ﻛﺎن اﻟﺟواب ﺑﺎﻟﻧﻔﻲ ﻓﻣﺎ ھﻲ اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺗﻲ
ﯾﻣﻠﻛﮭﺎ أﺻﺣﺎب اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﻟﺟﺑر اﻟﺿرر اﻟﻼﺣق ﺑﮭم ﻣن ﺟراء اﻟﺗﺣﻔﯾظ؟
ﻟﻺﺟﺎﺑﺔ ﻋن ھذه اﻷﺳﺋﻠﺔ وﻣﺎ ﯾﺗﻔرع ﻋﻧﮭﺎ ﻣن إﺷﻛﺎﻻت ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻓﺈﻧﻧﺎ ﺳﻧﻘﺳم اﻟﻣوﺿوع
إﻟﻰ ﻧﻘطﺗﯾن ﻛﺎﻟﺗﺎﻟﻲ:
أوﻻ :اﻷﺛر اﻟﺗطﮭﯾري ﻟﺗﺄﺳﯾس اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري
ﺛﺎﻧﯾﺎ :دﻋوى اﻟﺗﻌوﯾض ﻋن ﺿرر ﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎر
22
»اﻟدﻋوى اﻟﺗﻲ ﯾﻘﯾﻣﮭﺎ ﻣن ﻓﻘد ﺣﻘﮫ اﻟﻌﯾﻧﻲ ﺑﺳﺑب اﻟﺗﺣﻔﯾظ ﻻ ﺗﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ إﻗﺎﻣﺗﮭﺎ ﺿد
ﻣرﺗﻛب اﻟﺗدﻟﯾس ،وإﻧﻣﺎ ﯾﺣق ﻟﻠﻣﺿرور أن ﯾطﻠب اﺳﺗرداد ﻣﺎ دﻓﻊ ﻋﻣﻼ ﺑﺎﻟﻔﺻل 70ﻣن
ق.ل.ع أو أن ﯾﻘﯾم دﻋوى ﺷﺧﺻﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣن ﺻدرت ﻋن ﺗﺻرﻓﮫ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻘﺻﯾرﯾﺔ
ﻋﻣﻼ ﺑﺎﻟﻔﺻﻠﯾن 77و 78ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون«.
وأﺳﺎس دﻋوى اﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻟﺿرر اﻟﻧﺎﺗﺞ ﻋن ﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎر ﺗﻘﺻﯾري وﻟو ﻛﺎﻧت
ھﻧﺎك ﻋﻼﻗﺔ ﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ﺑﯾن طﺎﻟب اﻟﺗﺣﻔﯾظ واﻟﻣﺗﺿرر ،وﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ذﻟك أن ھذه اﻟدﻋوى
ﺗﺗﻘﺎدم ﺑﺧﻣس ﺳﻧوات ﻣن اﻟوﻗت اﻟذي ﺑﻠﻎ ﻓﯾﮫ إﻟﻰ ﻋﻠم اﻟﻔرﯾق اﻟﻣﺗﺿرر اﻟﺿرر وﻣن ھو
اﻟﻣﺳؤول ﻋﻧﮫ ،وﺗﺗﻘﺎدم ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻷﺣوال ﺑﻣﺿﻲ 20ﺳﻧﺔ ﺗﺑﺗدئ ﻣن وﻗت ﺣدوث اﻟﺿرر
)اﻟﻣﺎدة 106ﻣن ق.ل.ع(.
وﯾﻣﻛن ﺗﻘدﯾم ھذه اﻟدﻋوى ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ،وﻣﻧﺎط ﻣﻘﺎﺿﺎة
اﻟﻣﺣﺎﻓظ ھو ارﺗﻛﺎﺑﮫ ﻟﺧطﺄ أﺛﻧﺎء اﺗﺧﺎده ﻟﻘرار ﺗﺣﻔﯾظ ﻋﻘﺎر ،وﯾﻧﻌﻘد اﻹﺧﺗﺻﺎص ﺑﻧظر
دﻋوى اﻟﺗﻌوﯾض ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹﺑﺗداﺋﯾﺔ.
وﻗد أﻛدت اﻟﻐرﻓﺔ اﻹدارﯾﺔ ھذا اﻟﻣﺑدأ ﻓﻲ ﻗرارھﺎ ﻋدد 107اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ
09/02/2005اﻟذي ﺟﺎء ﻓﯾﮫ:
" وﺣﯾث إن ھذا اﻟﻧص اﻟﺗطﺑﯾﻘﻲ )أي اﻟﻣﺎدة (30ﯾﻌﺗﺑر ﻛﺎﺷﻔﺎ ﻋن إرادة اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ
إﺳﻧﺎد اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻧوﻋﻲ ﻟﻠﻣﺣﺎﻛم اﻟﻌﺎدﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧظر ﻓﻲ ﻛل اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗرﺗب ﻋن
ﺗﺻﺣﯾﺢ اﻟﻐﻠط أو اﻟﺳﮭو او اﻟﺧﻠل ﻓﻲ اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻔﺻل 29ﻣن ﻧﻔس اﻟﻌﻘﺎر
اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﮫ"
ﻣﻠﺣوظــﺔ :ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻘدﯾم اﻟدﻋوى ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻣﺎدة 79
و 80ﻣن ق.ل.ع ﻓﺈن اﻻﺧﺗﺻﺎص ﯾﻧﻌﻘد ﻟﻠﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ )ﻗرار اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻋدد
299اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 17ﻓﺑراﯾر .(2000
وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ إﻋﺳﺎر اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﺗﺗم ﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺻﻧدوق اﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾــﮫ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة
100ﻣن ظﮭﯾر ،12/08/1913وﺗﺳﻘط دﻋوى اﻟرﺟــوع ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ ظرف ﺳﻧﺔ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ
ﺗﺣﻔﯾـــظ اﻟﻌﻘﺎر أو ﺗﺿﻣﯾن ﺣق ﻣن اﻟﺣﻘوق اﻟﻧﺎﺷﺊ ﻋﻧﮫ اﻟﺿـرر ،أﻣﺎ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑدﻓﻊ اﻟﻣﺑﻠﻎ
اﻟﻣﺣﻛوم ﺑﮫ ﻓﺗﺳﻘط إذا ﻟم ﺗﻘﻊ ﻓﻲ ظرف ﺳﺗﺔ أﺷﮭر ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺣﻛم.
ﻣﻘدﻣﺔ:
ﯾﻘوم ﻧظﺎم اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري ﺑﺎﻟﻣﻐرب ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣﺑﺎدئ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻣﻧﮭﺎ اﻟﺻﻔﺔ
اﻟﻧﮭﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠرﺳم اﻟﻌﻘﺎري وﻋدم ﻗﺎﺑﻠﯾﺗﮫ ﻷي ﻧوع ﻣن اﻟطﻌون ،وﻛذﻟك اﻟﺗوازن ﺑﯾن إﺷﮭﺎر
23
اﻹﺟراءات وﻣﺑدأ اﻟﺗطﮭﯾر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ واﻟﻣﺎدي ﻟﻠﻌﻘﺎر واﻷﺛر اﻹﻧﺷﺎﺋﻲ واﻟﻘوة اﻟﺛﺑوﺗﯾﺔ
ﻟﻣﻧدرﺟﺎت اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،وﯾﺗﻔرع ﻋن ﻣﺟﻣوع ھذه اﻟﻣﺑﺎدئ أﻧﮫ ﯾﻔﺗرض ﻓﻲ اﻟﺷﺧص
اﻟﻣﻘﯾد أﻧﮫ اﻟﻣﺎﻟك إﻟﻰ ﺣﯾن اﻟﺗﺷطﯾب ﻋﻠﯾﮫ أو ﺗﻌدﯾل اﻟﺗﻘﯾﯾد وذﻟك ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻣﺎدة
اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" إن اﻟرﺳوم اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ و ﻣﺎ ﺗﺗﺿﻣﻧﮫ ﻣن ﺗﻘﯾﯾدات ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻹﻧﺷﺎﺋﮭﺎ ﺗﺣﻔظ اﻟﺣق اﻟذي ﺗﻧص
ﻋﻠﯾﮫ و ﺗﻛون ﺣﺟﺔ ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ اﻟﻐﯾر ﻋﻠﻰ أن اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻌﯾن ﺑﮭﺎ ھو ﻓﻌﻼ ﺻﺎﺣب اﻟﺣﻘوق
اﻟﻣﺑﯾﻧﺔ ﻓﯾﮭﺎ" .
واﻧطﻼﻗﺎ ﻣﻣﺎ ذﻛر ﻓﺈن ﻧﺷوء أي ﺣق ﺟدﯾد ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎر ﯾوﺟب ﺷﮭره ،ﺑﺣﯾث إن ﺟﻣﯾﻊ
اﻟﺗﺻرﻓﺎت واﻷﻋﻣﺎل اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗرد ﻋﻠﻰ ھذه اﻟﻌﻘﺎرات ﺑﻌد ﺗﺄﺳﯾس اﻟرﺳوم
اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ﻻ ﺗﻘوم وﻻ ﯾﻌﺗد ﺑﮭﺎ إﻻ ﺑﺗﺿﻣﯾﻧﮭﺎ وإﺷﮭﺎرھﺎ ﻣن ﺧﻼل ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻗﯾدھﺎ ﺑﺎﻟرﺳم
اﻟﻌﻘﺎري ﻟﯾطﻠﻊ ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻟﺟﻣﯾﻊ ،وھو ﻣﺎ ﯾﻌﺑر ﻋﻧﮫ ﻓﻲ أدﺑﯾﺎت اﻟﻔﻘﮫ اﻟﻣﮭﺗم ﺑﺎﻟﻣوﺿوع ﺑﺎﻷﺛر
اﻹﻧﺷﺎﺋﻲ ﻟﻠﻘﯾد ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري.
وﻣن اﻟﻣﻌﻠوم أﻧﮫ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل إﺷﮭﺎر اﻟﺣﻘوق ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻌﻣل ﺑﻧظرﯾﺔ اﻟظﺎھر،
وﻣﺿﻣن ھذه اﻟﻧظرﯾﺔ ھﻧﺎ ھو ﻋدم اﻻﻋﺗداد ﺑﺎﻟﺣﻘوق اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﻟم ﺗﻛن ﻣوﺿوع ﺗﻘﯾﯾد
ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،ﻓﺎﻟﺗﻘﯾﯾد ﯾﺣﻣﻲ اﻟطرف اﻟﻣﻘﯾد وﯾﻌطﯾﮫ ﺣﺻﺎﻧﺔ ﻻ ﯾﻛون ﻣن اﻟﺟﺎﺋز
اﻟﻣﺳﺎس ﺑﮭﺎ ﻣن طرف اﻷﻏﯾﺎر ﻏﯾر اﻟﻣﻘﯾدﯾن ﺑﺻﻔﺔ ﻧظﺎﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،وﻻ ﯾﻣﻛﻧﮭم
اﻻﺣﺗﺟﺎج ﺑﻛون اﻟﺣﻘوق اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ ﻟﮭم أﺳﺑق ﻣن ﺣﯾث ﺗﺎرﯾﺦ ﻧﺷﺄﺗﮭﺎ ،إذ اﻟﻣﻌول ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ
إﻧﺷﺎﺋﮭﺎ ھو ﺗﻘﯾﯾدھﺎ ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،ﻷن اﻟﺗﻘﯾﯾد ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺗﺻرﻓﺎت اﻟواردة ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺎر
ﻣﺣﻔظ ﯾﻛون ﻟﮫ أﺛر إﻧﺷﺎﺋﻲ ﻟﻠﺗﺻرف ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾدﺧل ﻛﺟزء ﺟوھري ﻻزم ﻓﻲ ﺗﻛوﯾن
اﻟﺗﺻرف وﺗﻣﺎﻣﮫ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،وھذه اﻟﻘﺎﻋدة ﺗﺣﻣﻲ اﻟﻐﯾر اﻟﻣﺗﺻرف إﻟﯾﮫ ﺑﺣﺳن
ﻧﯾﺔ .
وﻟﻣﻘﺎرﺑﺔ ﻣﺎ ﯾطرﺣﮫ اﻟﺗﻘﯾﯾد واﻟﺗﺷطﯾب ﻣن إﺷﻛﺎﻻت ﻋﻣﻠﯾﺔ ،ﻓﺈﻧﻧﺎ ﺳﻧﺗﻧﺎول ﻛل واﺣد
ﻣﻧﮭﻣﺎ ﻣن ﺧﻼل ﻣﺑﺣث ﻣﺳﺗﻘل ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻟﺗﺎﻟﻲ:
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول :ﺿواﺑط اﻟﺗﻘﯾد ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺿواﺑط اﻟﺗﺷطﯾب ﻋﻠﻰ ﻣﻧدرﺟﺎت اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري
24
طرﯾق ﻣن طرق اﻛﺗﺳﺎب ﺣق اﻟﺗﻘﯾﯾد ﻓﻲ اﻟﺳﺟل اﻟﻌﻘﺎري ،وأن اﻟﺗﻘﯾﯾد ﺑﮫ ھو اﻟذي ﯾﻧﻘل
اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ.
وﻟﺑﯾﺎن ﻣﺎ ذﻛر ﻓﺈﻧﻧﺎ ﺳﻧﻌﺎﻟﺞ ﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺗﻘﯾﯾد اﻟﺣﻘوق ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﻣن ﺧﻼل ﻣطﻠﺑﯾن
ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻟﺗﺎﻟﻲ:
اﻟﻣطﻠب اﻷول :اﻟﺣﻘوق اﻟواﺟﺑﺔ اﻹﺷﮭﺎر ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻣﺳطرة وآﺛﺎر اﻟﺗﻘﯾﯾد ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري
25
ﻣوﺿوع ﺟﻣﯾﻊ ﻣﺎ ذﻛر ﺗﺄﺳﯾس ﺣق ﻋﯾﻧﻲ ﻋﻘﺎري أو ﻧﻘﻠﮫ إﻟﻰ اﻟﻐﯾر أو اﻹﻗرار ﺑﮫ أو ﺗﻐﯾﯾره
أو إﺳﻘﺎطﮫ ،وﻛذا ﺟﻣﯾﻊ ﻋﻘود أﻛرﯾﺔ اﻟﻌﻘﺎرات ﻟﻣدة ﺗﻔوق ﺛﻼث ﺳﻧوات ،وﻛل ﺣواﻟﺔ ﻟﻘدر
ﻣﺎﻟﻲ ﯾﺳﺎوي ﻛراء ﻋﻘﺎر ﻟﻣدة ﺗزﯾد ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻧﺔ ﻏﯾر ﻣﺳﺗﺣﻘﺔ اﻷداء أو اﻹﺑراء ﻣﻧﮫ".
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﻛون اﻟﻘﺎﻋدة أﻧﮫ ﯾﺟب إﺷﮭﺎر ﻧوﻋﯾن ﻣن اﻟﺣﻘوق ،ﺑﺣﯾث ﯾﻠزم ﻛﺄﺻل إﺷﮭﺎر
اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ وﺣدھﺎ ،وﻋن طرﯾق اﻻﺳﺗﺛﻧﺎء ﯾﺟب أن ﺗﺷﮭر ﺑﻌض اﻟﺣﻘوق اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ
اﻟﻣﺣددة ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﺣﺻر دون ﻏﯾرھﺎ ﻣن ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺣﻘوق اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ.
اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ: -1
*اﻟوﻗﺎﺋﻊ :ﺑﻣﻌﻧﻰ ﻛل ﺗﻐﯾﯾر واﻗﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎر ﺳواء ﺗم ذﻟك ﺑﺈﺣداث أﺑﻧﯾﺔ أو ﻏرس
أﺷﺟﺎر أو ﺣﻔر ﺑﺋر أو ھدم اﻟﺑﻧﺎء وﻏﯾرھﺎ ﻣن اﻟوﻗﺎﺋﻊ ﯾﻠزم ﺷﮭرھﺎ ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،ﻓﺈن ﻟم
ﺗﺷﮭر اﻋﺗﺑرت ﻏﯾر ﻣوﺟودة ﻗﺎﻧوﻧﺎ وإن ﻛﺎﻧت ﻣوﺟودة ﻣن ﺣﯾث اﻟوﻗﺎﺋﻊ ،وﺗظﮭر اﻷھﻣﯾﺔ
اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻟﮭذا اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺣﯾﻧﻣﺎ ﯾﺟري اﻟﺗﻌﺎﻗد ﺑﺷﺄن ﻋﻘﺎر أﻗﯾﻣت ﺑﮫ ﺑﻧﺎءات واﻟﺣﺎل أﻧﮭﺎ ﻏﯾر
ﻣﻘﯾدة ﻓﻲ اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،ﻓﮭﻧﺎ ﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﺣﺎﻓظ اﻟﻌﻘﺎري أن ﯾﻘﯾد اﻟﺗﺻرف ﻋﻠﻰ أﺳﺎس
ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﻌﻘد ﻟﻠﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻣﺿﻣﻧﺔ ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري .و ﻧﻔس اﻹﺷﻛﺎل ﯾﺛﺎر
ﻓﻲ دﻋوى اﻟﻘﺳﻣﺔ ،ذﻟك أﻧﮫ ﯾطﻠب ﻣن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ إﺟراء ﻗﺳﻣﺔ و ﯾدﻟﻲ اﻟﻣدﻋﻲ إﺛﺑﺎﺗﺎ ﻟدﻋواه
ﺑﺷﮭﺎدة ﻋﻘﺎرﯾﺔ ﺗﻔﯾد أن اﻟﻌﻘﺎر اﻟﻣطﻠوب ﻗﺳﻣﺗﮫ ﻋﺑﺎرة ﻋن أرض ﻋﺎرﯾﺔ ،ﻓﺗﺄﻣر اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ
ﺗﻣﮭﯾدﯾﺎ ﺑﺈﺟراء ﺧﺑرة ،ﻓﯾﺗﺑﯾن ﻣن اﻟﺗﻘرﯾر اﻟﻣﻧﺟز ﻣن طرف اﻟﺧﺑﯾر أن اﻷرض أﻗﯾﻣت ﺑﮭﺎ
ﺑﻧﺎءات ،ﻣﻣﺎ ﯾطرح إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﻼءﻣﺔ ﺑﯾن وﺿﻌﯾﺔ اﻟﻌﻘﺎر اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ وﻣﻧدرﺟﺎت اﻟرﺳم
اﻟﻌﻘﺎري ،و ھو أﻣر ﻟﮫ ﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ وﺟﮫ اﻟﻘﺿﺎء ﻓﻲ اﻟدﻋوى ،ﺑل إن اﻟﻌﻣل اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻣﺧﺗﻠف
ﺑﺧﺻوص ھذه ﻟﻧﻘطﺔ إﻟﻰ ﺗوﺟﮭﯾن ،ﺗوﺟﮫ أول ﯾﺣﻛم ﺑﺎﻟﻘﺳﻣﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺗﺳوﯾﺔ اﻟوﺿﻌﯾﺔ
ﻻﺣﻘﺎ ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،وﺗوﺟﮫ ﺛﺎﻧﻲ ﯾﺗﻣﺳك ﺑﺎﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻣﻘررة ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 65أﻋﻼه و ﯾﻌﺗﺑر
أن اﻟدﻋوى ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻵواﻧﮭﺎ طﺎﻟﻣﺎ أﻧﮫ ﻟم ﺗﻘﯾد ﺑﻌد اﻟﺑﻧﺎءات اﻟﻣﺣدﺛﺔ ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري .
*اﻟﺗﺻرﻓﺎت واﻻﺗﻔﺎﻗﺎت :ﻣﺗﻰ ﻛﺎن ﻣوﺿوﻋﮭﺎ ﺗﺄﺳﯾس ﺣق ﻋﯾﻧﻲ ﻋﻘﺎري أو ﻧﻘﻠﮫ إﻟﻰ
اﻟﻐﯾر أو اﻹﻗرار ﺑﮫ أو ﺗﻐﯾﯾره أو إﺳﻘﺎطﮫ ،وﯾدﺧل ﻓﻲ ﻋﻣوم ﻟﻔظ اﻟﺗﺻرف اﻟﺗﺻرﻓﺎت
ﺑﺈرادة ﻣﻧﻔردة ﻣن طرف ﻣﺎﻟك اﻟﻌﻘﺎر وﻣﺛﺎﻟﮭﺎ اﻟﮭﺑﺎت واﻟوﺻﺎﯾﺎ واﻷوﻗﺎف ورﻓﻊ اﻟﯾد ﻋن
اﻟﺣﺟز واﻟرھن ،أﻣﺎ اﻻﺗﻔﺎﻗﺎت ﻓﯾﻘﺻد ﺑﮭﺎ اﻟﺗﻌﺎﻗدات اﻟﻣﺑرﻣﺔ ﺑﯾن طرﻓﯾن أو أﻛﺛر وﻣﺛﺎﻟﮭﺎ
ﻋﻘود اﻟﺑﯾﻊ وﻋﻘود اﻟرھن
اﻟرﺳﻣﻲ وﺗﻘدﯾم اﻟﻌﻘﺎر ﺣﺻﺔ ﻓﻲ ﺷرﻛﺔ وﻋﻘود اﻟﻣﻐﺎرﺳﺔ واﻻﻧﺗﻔﺎع وﻋﻘود اﻟﺳﻛﻧﻰ
واﻟﻛراء اﻟطوﯾل اﻷﻣد واﻟرھن اﻟرﺳﻣﻲ ....
وﻣﺎ ﯾﺟب ﺑﯾﺎﻧﮫ ھﻧﺎ أﻧﮫ ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﻟﺗﻘﯾﯾد إﻟﻰ ﺑﻌد ﺗﻣﺎم اﻟﺑﯾﻊ وﺗﺣرﯾره ﻓﻲ ﺻورة
ﻋﻘد ،أﻣﺎ ﻗﺑل ذﻟك ﻓﻼ ﯾﻣﻛن إﺟراء اﻟﺗﻘﯾﯾد ﻟﻌدم ﻗﯾﺎم ﺳﺑﺑﮫ ،وھو اﻷﻣر اﻟذي اﻧﺗﮭت إﻟﯾﮫ
اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﺑﻣراﻛش واﻟﺗﻲ ﺟﺎء ﻓﻲ ﺣﻛم ﻟﮭﺎ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" و ﺣﯾث إﻧﮫ ﻣن اﻟﺛﺎﺑت ﻣن ﺧﻼل اﻟﺷﮭﺎدة اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻣدﻋﻰ ﻓﯾﮫ أن اﻟﻌﻘﺎر
اﻟﻣدﻋﻰ ﻓﯾﮫ ھو ﺟﺎر ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻷوﻟﻰ ،ﻓﻲ ﺣﯾن أن اﻟﺣق اﻟﻣطﺎﻟب ﺑﮫ
أﻧﺟز ﻣﻊ ﻣورﺛﮭم ،و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻼ ﯾﻣﻛن ﺗﻘﯾﯾد ھذا اﻟﺣق ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري إﻻ ﺑﻌد ﺗﺣرﯾر ﻋﻘد
اﻟﺑﯾﻊ ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن إﺛﺑﺎت اﻟﺣق ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ھو أﺛر ﻣن آﺛﺎر ﻧﻘل اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻼ
26
ﯾﺗم إﻻ ﺑﻌد ﺗﺣرﯾر ﻋﻘد وﻓق اﻟﺷﻛل اﻟﻣﺣدد ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 4ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ وﻓﻲ
ﻣرﺣﻠﺔ ﻻﺣﻘﺔ ﺗﻘﯾﯾد اﻟﻌﻘد ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،و ﻋﻠﯾﮫ و ﻣﺎ داﻣت اﻟﻣدﻋﯾﺔ ﻟم ﺗطﻠب إﻟزام
اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺑﺗﺣرﯾر ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ ﻓﺈن اﻟﺣﻛم ﺑﻣﺎ طﻠب ﺳﯾﺻطدم ﺑﺎﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣذﻛورة
و ھو ﻣﺎ ﯾﺟﻌل ﻣن اﻟدﻋوى ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻷواﻧﮭﺎ ،اﻟﺷﻲء اﻟذي ﯾﺗﻌﯾن ﻣﻌﮫ إﻋﻣﺎل اﻟﺟزاء اﻟﻣذﻛور
أﻋﻼه واﻟﺣﻛم ﺑﻌدم ﻗﺑول اﻟدﻋوى" .28
*اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺗﻲ اﻛﺗﺳﺑت ﻗوة اﻟﺷﻲء اﻟﻣﻘﺿﻲ ﺑﮫ :ﻣﺗﻰ ﻛﺎن ﻣوﺿوع ﺟﻣﯾﻊ ﻣﺎ ذﻛر
ﺗﺄﺳﯾس ﺣق ﻋﯾﻧﻲ ﻋﻘﺎري أو ﻧﻘﻠﮫ إﻟﻰ اﻟﻐﯾر أو اﻹﻗرار ﺑﮫ أو ﺗﻐﯾﯾره أو إﺳﻘﺎطﮫ ،و ﻧﻣﺛل
ﻟﮭذه اﻟﻔﺋﺔ ﻣن اﻷﺣﻛﺎم ﺑﺎﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﺿﯾﺔ ﺑﺈﺗﻣﺎم إﺟراءات اﻟﺑﯾﻊ و أﺣﻛﺎم اﻟﺷﻔﻌﺔ و اﻟﻘﺳﻣﺔ و
ﺗﻘﯾﯾد اﻹراﺛﺔ و اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺗﻘﯾﯾد اﻟوﺻﺎﯾﺎ و اﻟﮭﺑﺎت ،..ﻓﮭذه اﻷﺣﻛﺎم ﯾﻠزم ﺷﮭرھﺎ
ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﺣﯾﻧﻣﺎ ﺗﺻﯾر ﻣﻛﺗﺳﺑﺔ ﻟﻘوة اﻟﺷﻲء اﻟﻣﻘﺿﻲ ﺑﮫ ،ﻋﻠﻣﺎ أن ﺗﺣدﯾد ذﻟك ﻛﺎن
ﻣﺛﺎر ﺟدل و ﺧﻼف ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻌﻣل اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ و ﻋﻣل اﻟﻣﺣﺎﻓظﺎت اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ،ﺣﯾث أﺛﯾر
اﻟﻧﻘﺎش ﺣول أﺛر اﻟطﻌن ﺑﺎﻟﻧﻘض ﻋﻠﻰ طﻠب ﺗﻘﯾﯾد اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣذﻛورة ،ﻓﻣن اﻟﻣﻌﻠوم أن اﻟﻘﺎﻋدة
ﻓﻲ ذﻟك ﻛﻣﺎ ﯾﻘررھﺎ اﻟﻔﺻل 361ﻣن ق م م أن اﻟطﻌن ﺑﺎﻟﻧﻘض ﻻ ﯾوﻗف ﻣن ﺣﯾث اﻟﻣﺑدأ
اﻟﻌﺎم اﻟﺗﻧﻔﯾذ ،ﻏﯾر أﻧﮫ ﯾوﻗﻔﮫ ﻓﻲ ﺛﻼث ﺣﺎﻻت اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻣﻧﮭﺎ اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري ،و اﻟﺧﻼف
وﻗﻊ ﻓﻲ ﻣﺿﻣون ھذه اﻟﻌﺑﺎرة ،ﻓﺎﻋﺗﺑرت اﻟﻣﺣﺎﻛم أن ﻋﺑﺎرة اﻟﺗﺣﻔﯾظ ﯾﺟب اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻌﮭﺎ وﻓق
ﺗﻔﺳﯾر ﺿﯾق ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﺷﻣل ﻓﻘط اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺻﺎدرة ﻋن اﻟﻣﺣﺎﻛم و ھﻲ ﺗﺑت ﻓﻲ اﻟﺗﻌرﺿﺎت
ﻋﻠﻰ ﻣطﺎﻟب اﻟﺗﺣﻔﯾظ دون ﻏﯾر ھﺎ ﻣن اﻟدﻋﺎوى اﻟراﻣﯾﺔ إﻟﻰ ﺗﻘﯾﯾد ﺣق ﻋﯾﻧﻲ أو اﻟﺗﺷطﯾب
ﻋﻠﯾﮫ ﻣن ﻣﻧدرﺟﺎت اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،و اﺳﺗﻧدوا ﻓﻲ ﺗوﺟﮭﮭم إﻟﻰ أن اﻟﻣﺷرع ﺣدد ﻣﻔﮭوم
ﻋﺑﺎرة اﻟﺗﺣﻔﯾظ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول ﻣن ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري ﺑﺄﻧﮭﺎ ﺗﻌﻧﻲ ﻣﺳطرة إدﺧﺎل
اﻟﻌﻘﺎر ﻏﯾر اﻟﻣﺣﻔظ إﻟﻰ زﻣرة اﻟﻌﻘﺎرات اﻟﻣﺣﻔظﺔ ،و ﻣن ﺟﮭﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ أن اﻟﻌﻠﺔ ﻣن
اﻟﻣﻧﻊ ﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ھﻲ ﻋدم إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗﻌدﯾل ﻣﺎ ﺿﻣن ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن
ﺗﺄﺳﯾس اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﻧﮭﺎﺋﻲ وﻻ ﯾﻘﺑل أي طﻌن و ﯾﻌﺗﺑر ﻧﻘطﺔ اﻻﻧطﻼق اﻟوﺣﯾدة ﻟﻠﻌﻘﺎر ،و
ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑل ﻓﺈن ﻣﺎ ﺗم ﺗﻘﯾﯾده ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﯾﻣﻛن اﻟﺗﺷطﯾب ﻋﻠﯾﮫ وﻓق اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻣﻘررة ﻓﻲ
اﻟﻔﺻل 91ﻣن ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري.
ﻓﻲ ﺣﯾن اﻋﺗﺑر اﻟﺗوﺟﮫ اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟذي أﺧذ ﺑﮫ ﻋﻣل اﻟﻣﺣﺎﻓظﺎت اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ أن اﻟطﻌن ﻓﻲ
اﻟﻧﻘض ﯾوﻗف اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺣﺎﻻت ﯾﺳﺗوي ﻓﻲ ذﻟك اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﺿﯾﺔ ﺑﺎﻟﺑت ﻓﻲ
اﻟﺗﻌرﺿﺎت واﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﺿﯾﺔ ﺑﺎﻟﺗﻘﯾﯾد أو ﺑﺎﻟﺗﺷطﯾب ،وﺑرروا ﺗوﺟﮭﮭم ﺑﺄن ھذا اﻟﺗوﺟﮫ
أﺿﻣن ﻟﺣﻘوق اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﻘﯾدﯾن ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾﺗم ﺗرﺗﯾب ﺣﻘوق ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎري
ﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻐﯾر ﺣﺳﻧﻲ اﻟﻧﯾﺔ ،وھؤﻻء ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﺗﺷطﯾب ﻋﻠﯾﮭم ﺑﺻرﯾﺢ اﻟﻔﺻل 66ﻣن ظﮭﯾر
اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري.
وھذا اﻟﻧﻘﺎش أﺻﺑﺢ ﻣﺗﺟﺎوزا ﻣﻊ اﻟﺗﻌدﯾل اﻟﺣﺎﺻل ﻋﻠﻰ ﻧﺻوص ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ
اﻟﻌﻘﺎري ،ﻓﺎﻟﻘﺎﻋدة ﻓﻲ اﻟطﻌن ﺑﺎﻟﻧﻘض ﻛﻣﺎ أﺳﻠﻔﻧﺎ أﻧﮫ ﻻ ﯾوﻗف ﻣن ﺣﯾث اﻟﻣﺑدأ اﻟﺗﻧﻔﯾذ إﻻ ﻓﻲ
ﻗﺿﺎﯾﺎ ﻣﺣددة ﻣﻧﮭﺎ ﻗﺿﺎﯾﺎ اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري ﻛﻣﺎ ﯾﻧص ﻋﻠﻰ ذﻟك اﻟﻔﺻل 361ﻣن ق م م،
وﻣﻔﮭوم اﻟﺗﺣﻔﯾظ ﺣدده ﺗﺷرﯾﻌﯾﺎ اﻟﻔﺻل اﻷول ﻣن ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري وأدرج ﻓﯾﮫ ﻛﻼ ﻣن
28ـ ﺣﻛم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﺑﻣراﻛش ﺑﺗﺎرﯾﺦ 09/10/2014ﻓﻲ اﻟﻣﻠف ﻋدد 69/1401/2014ـ ﻏﯾر ﻣﻧﺷور.
27
ﻗﺿﺎﯾﺎ اﻟﺑت ﻓﻲ اﻟﺗﻌرﺿﺎت ،وﻗﺿﺎﯾﺎ اﻟﺗﻘﯾﯾدات واﻟﺗﺷطﯾﺑﺎت ،ﻣﻣﺎ ﯾﻔﯾد أن اﻟﺗوﺟﮫ اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ
أﺧذ ﺑﺎﻟﻣﻔﮭوم اﻟﻣوﺳﻊ ﻟﻠﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري ،ﻓﻘد ﻧص اﻟﻔﺻل اﻷول اﻟﻣذﻛور ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" ﯾرﻣﻲ اﻟﺗﺣﻔﯾظ إﻟﻰ ﺟﻌل اﻟﻌﻘﺎر اﻟﻣﺣﻔظ ﺧﺎﺿﻌﺎ ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﻣﻘرر ﻓﻲ ھذا اﻟﻘﺎﻧون ﻣن
ﻏﯾر أن ﯾﻛون ﻓﻲ اﻹﻣﻛﺎن إﺧراﺟﮫ ﻣﻧﮫ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد وﯾﻘﺻد ﻣﻧﮫ:
-ﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎر ﺑﻌد إﺟراء ﻣﺳطرة ﻟﻠﺗطﮭﯾر ﯾﺗرﺗب ﻋﻧﮭﺎ ﺗﺄﺳﯾس رﺳم ﻋﻘﺎري وﺑطﻼن
ﻣﺎ ﻋداه ﻣن اﻟرﺳوم ،وﺗطﮭﯾر اﻟﻣﻠك ﻣن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺣﻘوق اﻟﺳﺎﻟﻔﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺿﻣﻧﺔ ﺑﮫ؛
-ﺗﻘﯾﯾد ﻛل اﻟﺗﺻرﻓﺎت واﻟوﻗﺎﺋﻊ اﻟراﻣﯾﺔ إﻟﻰ ﺗﺄﺳﯾس أو ﻧﻘل أو ﺗﻐﯾﯾر أو إﻗرار أو إﺳﻘﺎط
اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ أو اﻟﺗﺣﻣﻼت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻣﻠك ،ﻓﻲ اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري اﻟﻣؤﺳس ﻟﮫ".
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻼ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﺣﺎﻓظ أن ﯾﻘوم ﺑﺗﻘﯾﯾد أي ﺣﻛم ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري إﻻ ﺑﻌد ﺻﯾرورﺗﮫ
ﻧﮭﺎﺋﯾﺎ وذﻟك ﺑﺎﻟﺑت ﻓﯾﮫ ﻣن طرف ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﺑرﻓض اﻟطﻌن أو ﺑﻌدم اﻟطﻌن ﻓﯾﮫ أﺻﻼ.
أواﻣر وﻣﺣﺎﺿر اﻟﺣﺟز اﻟﻌﻘﺎري -2
أوﺟب اﻟﻣﺷرع ﺗﻘﯾﯾد ﻣﺣﺿر ﺣﺟز اﻟﻌﻘﺎر اﻟﻣﺣﻔظ ﺑﺎﻟﺻك اﻟﻌﻘﺎري ،ﻓﻘد ﻧﺻت اﻟﻔﻘرة
اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻣن اﻟﻔﺻل 470ﻣن ق.م.م ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ" :ﯾﻘﯾد اﻟﻣﺣﺿر ﺑﺳﻌﻲ ﻣن اﻟﻌون اﻟﻣﻛﻠف
ﺑﺎﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻣن طرف اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﻓﻲ اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري طﺑﻘﺎ ﻟﻠﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟﺎري ﺑﮫ اﻟﻌﻣل".
إذن ﻓﻌون اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻣﻠزم ﻓﻲ إطﺎر ﻣﮭﻣﺗﮫ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ،أن ﯾﺑﻠﻎ اﻟﻣﺣﺎﻓظ اﻟﻌﻘﺎري ﺑوﻗوع ﺣﺟز
ﺗﻧﻔﯾذي ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺎر ﻣﻌﯾن ،وآﻧذاك ﯾﻘوم ھذا اﻷﺧﯾر ﺑﺗﻘﯾﯾد ﻣﺣﺿر اﻟﺣﺟز ﺑﺎﻟﺻك اﻟﻌﻘﺎري،
واﻟﻣﺷرع ﺑﺎﺷﺗراطﮫ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ إﻟزاﻣﯾﺔ ﺗﺳﺟﯾل ﻣﺣﺎﺿر اﻟﺣﺟز ﻓﻲ اﻟﺳﺟل
اﻟﻌﻘﺎري ،ﯾﻛون ﻗد ﺗﺑﻧﻰ ﻣوﻗﻔﺎ ﻣﻧﺳﺟﻣﺎ ﻣﻊ اﻟﺿواﺑط اﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻠﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري
اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻧظﺎم اﻟﺷﮭر اﻟﻌﯾﻧﻲ ،وذﻟك إﻋﻣﺎﻻ ﻟﻠﺣﻛم اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 65ﻣن
ظﮭﯾر 12ﻏﺷت 1913اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﮫ أﻋﻼه.
اﻟﺧﻼﺻﺔ إذن أن اﻟﻣﺷرع أﺧذ ﺑﻣﺑدأ اﻷﺛر اﻹﻧﺷﺎﺋﻲ ﻟﻠﺗﻘﯾﯾد ﺑﺎﻟﺻك اﻟﻌﻘﺎري ﻛذﻟك ﻓﯾﻣﺎ
ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺣﺟز اﻟﻌﻘﺎري (، 29وﻣن ﺗم ﻓﺈن اﻟﺣﺟز ﯾﺄﺧذ ﺣﻛﻣﺎ ﻣﻣﺎﺛﻼ ﻟﺑﺎﻗﻲ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ
(5)30
ﻻ ﺣﺟﯾﺔ ﻟﮭﺎ ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ اﻟﻐﯾر إﻻ ﺑﺗﻘﯾﯾدھﺎ ﻓﻲ اﻟﺻك اﻟﻌﻘﺎري ،ﻓﺎﻟﻣﺷرع أﻟزم ﺗﻘﯾﯾدھﺎ رﻏم
أﻧﮫ ﻣﺟرد ﺣق ﺷﺧﺻﻲ ،اﻋﺗﺑﺎرا ﻵﺛﺎرھﺎ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ ،ذﻟك أن اﻟﺣﺟز ﯾﻌﺗﺑر ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﺗﻣﮭﯾد ﻟﺑﯾﻊ
اﻟﻌﻘﺎر ﺟﺑرا)( . (6)31
29ـ ﻟﻠﻣزﯾد ﻣن اﻟﺗﻔﺻﯾل راﺟﻊ :ﻣﺣﻣد ﺧﯾري :إﺟراءات وآﺛﺎر ﺗﺳﺟﯾل اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎرات اﻟﻣﺣﻔظﺔ – أطروﺣﺔ ﻟﻧﯾل
دﻛﺗوراه اﻟدوﻟﺔ ﻧوﻗﺷت ﺑﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ﺑﺎﻟدار اﻟﺑﯾﺿﺎء –.1984
)(
28
اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗدﻟﯾﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻗد ﯾﻘوم ﺑﮭﺎ اﻟﻣﻧﻔذ ﻋﻠﯾﮫ ،ﺑﺟرھم إﻟﻰ إﺑرام ﺗﺻرﻓﺎت ﻏﯾر ﻧﺎﻓذة
ﺑﺷﺄن اﻟﻌﻘﺎر اﻟﻣﺣﺟوز ﻋن طرﯾق اﻟﺑﯾﻊ أو اﻟﻛراء أو ﻧﺣوھﻣﺎ.
ب-اﻟﺗﻣﮭﯾد ﻹﺟراءات اﻟﺑﯾﻊ اﻟﺟﺑري ﻟﻠﻌﻘﺎر وﻣﺎ ﯾﻠﯾﮫ ﻣن ﻣﺳﺎطر ﺷﻛﻠﯾﺔ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ
وﺟوب ﺗﻘﯾﯾد ﻣﺣﺿر اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺎﻟﻣزاد اﻟﻌﻠﻧﻲ ﺑﺎﻟﺻك اﻟﻌﻘﺎري ،ﻓﻘﺎﻋدة ﺗراﺗﺑﯾﺔ اﻟﺗﻘﯾﯾدات ﺗوﺟب
أﻻ ﯾﻘﻊ أي اﻧﻘطﺎع ﻓﻲ اﻟﺗﻘﯾﯾدات اﻟﻣﺗﻌﺎﻗﺑﺔ ،ﺑﻣﻌﻧﻰ أﻧﮫ ﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﻘﯾﯾد اﻟﺗﺻرف اﻷﺧﯾر ﻣﺎ ﻟم
ﯾﺗم ﺗﻘﯾﯾد اﻟﺗﺻرف اﻟﺳﺎﺑق ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻻ ﯾﺟوز ﺗﻘﯾﯾد ﻣﺣﺿر إرﺳﺎء اﻟﻣزاد ﻗﺑل ﺗﻘﯾﯾد ﻣﺣﺿر
اﻟﺣﺟز(.
اﻟﺣﻘوق اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ: -3
ـ ﻋﻘود اﻟﻛراء اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺟﺎوز ﻣدﺗﮭﺎ ﺛﻼث ﺳﻧوات:
ﻣﻣﺎ ﻻ ﺧﻼف ﻓﯾﮫ أن ﻋﻘد اﻟﻛراء ﯾرﺗب ﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻣﻛﺗري ﺣﻘﺎ ﺷﺧﺻﯾﺎ ﻻ ﺣﻘﺎ ﻋﯾﻧﯾﺎ ،وﻣﻊ
ذﻟك ﻓﺎﻟﻣﺷرع أوﺟب أن ﯾﺷﮭر ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﻣﺗﻰ أﺑرم ﻟﻣدة ﺗزﯾد ﻋن ﺛﻼث ﺳﻧوات ،ﻣﻣﺎ
ﯾﻔﯾد ﻋن طرﯾق اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ أن اﻟﻛراء ﻏﯾر اﻟﻣﺣدد اﻟﻣدة واﻟﻛراء اﻟﻣﺑرم ﻟﻣدة ﺗﻘل ﻋن ﺛﻼث
ﺳﻧوات ﻻ ﯾﻠزم ﺷﮭره ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﻟﯾرﺗب آﺛﺎره ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ اﻟﻐﯾر ،ﺑل أﻛﺛر ﻣن ذﻟك
ﻓﺎﻟﻣﺣﺎﻓظ إذا ﻗدم ﻟﮫ طﻠب ﻓﻲ ھذا اﻟﺷﺄن ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻘرر رﻓض إﺟراء اﻟﺗﻘﯾﯾد ﻟﻌدم ﺗوﻓر ﺷرط
اﻟﻣدة.
وﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻓﺈن أﻏﻠب اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺛﺎر ﺑﺧﺻوص ﻋﻘود اﻟﻛراء ﻏﯾر اﻟﻣﻘﯾدة
ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾطﺎﻟب ﻓﯾﮭﺎ اﻟﻣﺎﻟك ﺑطرد اﻟﻣﻛﺗري اﻟذي ﻟم ﯾﻘﯾد ﺷراﺋﮫ
ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،وھﻧﺎ ﯾﺟب أن ﻧﻣﯾز ﺑﯾن اﻟﻔرﺿﯾﺎت اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻷوﻟﻰ ھﻲ اﻟﺗﻲ ﺗرﻓﻊ ﻓﯾﮭﺎ اﻟدﻋوى ﻣن طرف اﻟﻣﻛري ﻧﻔﺳﮫ ،وھﻧﺎ ﯾﻛون ﻣﺂل
اﻟدﻋوى ھو اﻟرﻓض وذﻟك ﺗﺄﺳﯾﺳﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﺻل 68ﻣن ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري
اﻟذي ﯾﺟري ﺳﯾﺎﻗﮫ اﻟﺣرﻓﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" إن ﻋﻘود اﻷﻛرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻟم ﯾﻘﻊ إﺷﮭﺎرھﺎ ﻟﻠﻌﻣوم ﺑﺗﻘﯾﯾدھﺎ ﻓﻲ اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري طﺑﻘﺎ
ﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﺻل 65ﻣن ھذا اﻟﻘﺎﻧون ﻻ ﯾﺟوز اﻟﺗﻣﺳك ﺑﮭﺎ ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ اﻟﻐﯾر ﻟﻛل ﻣدة
ﺗﺗﺟﺎوز ﺛﻼث ﺳﻧوات ﺗﺣﺳب ﻣن اﻟﯾوم اﻟذي ﺗﻧﺗﺞ ﻓﯾﮫ اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 67
أﺛرھﺎ " .
إذن ﻓﻌدم ﺟواز اﻻﺣﺗﺟﺎج ﺑﻌﻘود اﻷﻛرﯾﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﻘﯾدة ھﻲ ﻗﺎﻋدة ﯾﻌﻣل ﺑﮭﺎ ﻓﻘط ﻓﻲ
ﻣواﺟﮭﺔ اﻟﻐﯾر ﺑﺻرﯾﺢ اﻟﻔﺻل 68أﻋﻼه ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻌﻘد اﻟﻛراء ﯾﻧﺗﺞ آﺛﺎره ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ
ﻣواﺟﮭﺔ طرﻓﯾﮫ وﻟو ﻟم ﯾﻘﯾد ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري.
اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ھﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗﻘل ﻓﯾﮭﺎ ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻌﻘﺎر ﻟﻠﻐﯾر و ﯾطﺎﻟب اﻟﻣﺎﻟك اﻟﺟدﯾد ﺑطرد
اﻟﻣﻛﺗري ﺑﻌﻠﺔ أﻧﮫ ﯾﺗواﺟد ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺎر ﺑدون ﺳﻧد ﻗﺎﻧوﻧﻲ ،و ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑل ﯾﺗﻣﺳك اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ
ﺑﺷرﻋﯾﺔ اﻟﺗواﺟد ﻓﻲ اﻟﻌﯾن و ﯾدﻓﻊ ﺑﻌﻘد اﻟﻛراء اﻟﻣﺑرم ﻣﻊ اﻟﻣﺎﻟك اﻟﺳﺎﺑق ﻟﻠﻌﻘﺎر ،و ﻓﻲ ھذه
اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺟب أن ﻧﻣﯾز ﻣﺎ ﺑﯾن اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻛون ﻓﯾﮭﺎ ﻋﻘد اﻟﻛراء ﻗد أﺑرم ﻣﻧذ اﻟﺑداﯾﺔ ﻟﻣدة
ﺗزﯾد ﻋن ﺛﻼث ﺳﻧوات ،و ھذا ﻻ أﺛر ﻟﮫ ﻓﻲ ﻣﺎ زاد ﻋن ﻣدة اﻟﺛﻼث أﺷﮭر ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ
اﻟﻣﺎﻟك اﻟﺟدﯾد إﻻ إذا ﻛﺎن ﻋﻘد اﻟﻛراء ﻣﻘﯾدا ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،و ﺑﯾن اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻛون ﻓﯾﮭﺎ
29
ﻋﻘد اﻟﻛراء ﻏﯾر ﻣﺣدد اﻟﻣدة أو أﺑرم ﻟﻣدة ﺗﻘل ﻋن ﺛﻼث ﺳﻧوات ﻓﮭذا ﻻ ﯾﻠزم ﺷﮭره
ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﻟﯾرﺗب آﺛﺎره ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ اﻟﻐﯾر ،و ﻣن ﺗم ﯾﺟوز ﻟﻠﻣﻛﺗري أن ﯾﺣﺗﺞ ﺑﮫ ﻓﻲ
ﻣواﺟﮭﺔ اﻟﻣﺎﻟك اﻟﺟدﯾد ،و ﻻ ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻣﻛﺗري ﻣﺣﺗﻼ ﺑدون ﺳﻧد ،و ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟذﻟك ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗرار
ﻟﻠﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ -ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﺣﺎﻟﯾﺎ -ﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
" إﻧﮫ و ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻔﺻﻠﯾن 65و 67ﻣن ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري ﻓﺈن ﻋﻘود اﻟﻛراء
اﻟواﺟب إﺷﮭﺎرھﺎ ﺑﺎﻟﺳﺟل اﻟﻌﻘﺎري ھﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻔوق ﻣدﺗﮭﺎ ﺛﻼث ﺳﻧوات ،و أﻧﮫ ﺑﺎﻹطﻼع
ﻋﻠﻰ ﻋﻘد اﻟﻛراء اﻟذي ﺗﻣﺳك ﺑﮫ اﻟطﺎﻟب و اﻟﻣﺻﺎدق ﻋﻠﯾﮫ ﺑﺗﺎرﯾﺦ 17/12/1993ﯾﺗﺑﯾن أﻧﮫ
ﻋﻘد ﻣﺷﺎھرة و ﻻ ﺗﻔوق ﻣدﺗﮫ ﺛﻼث ﺳﻧوات ﺣﺗﻰ ﯾﺳﺗوﺟب ﻋﻠﻰ اﻟطﺎﻋن إﺷﮭﺎره ،و أن ھذا
اﻷﺧﯾر ﺗﻣﺳك ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣراﺣل ﺑﻛوﻧﮫ ﻣﻛﺗر ﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ ﻣن ﺧﻠف اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻟﻠﻣطﻠوﺑﯾن ،و ﻻ
ﯾﺟوز إﻓراﻏﮫ إﻻ ﺑﻌد اﺗﺑﺎع اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣﻘررة ﻗﺎﻧوﻧﺎ ،و اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺣﯾﻧﻣﺎ ﻗﺿت ﺑﺗﺄﯾﯾد اﻟﺣﻛم
اﻻﺑﺗداﺋﻲ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑطرده ﻟﻌدم إﺷﮭﺎره ﻋﻘد اﻟﻛراء اﻟﻣذﻛور ﻓﻲ اﻟﺳﺟل اﻟﻌـﻘﺎري -ﻣﺣل
اﻟﻧزاع -و ﻣن ﺗم ﻻ ﯾﺟوز اﻟﺗﻣﺳك ﺑﮫ ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ اﻟﻣطﻠوﺑﯾن ﻓﻲ اﻟﻧﻘض ،ﺗﻛون ﻗد أﺳﺎءت
ﺗطﺑﯾق ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﺻل 65اﻟﻣذﻛور أﻋﻼه و ﻋﻠﻠت ﻗرارھﺎ ﺗﻌﻠﯾﻼ ﻓﺎﺳدا ﯾﻌرﺿﮫ ﻟﻠﻧﻘض
".32
32ـ ﻗرار اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ـ ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﺣﺎﻟﯾﺎ ـ ﻋدد 1490ﺑﺗﺎرﯾﺦ 10/05/2006ﻓﻲ اﻟﻣﻠف اﻟﻣدﻧﻲ ﻋدد
13030/3/2004ـ ﻏﯾر ﻣﻧﺷور.
وھو ﻧﻔس اﻟﺗوﺟﮫ اﻟذي ﺗﺳﯾر ﻋﻠﯾﮫ ﻣﺣﺎﻛم اﻟﻣوﺿوع ،ﻓﻘد ﺟﺎء ﻓﻲ ﺣﻛم ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﺑﻣراﻛش:
"ﺣﯾث إن طﻠب اﻟﻣدﻋﻲ ﯾرﻣﻲ إﻟﻰ اﻟﺣﻛم ﺑطرد اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ وﻣن ﯾﻘوم ﻣﻘﺎﻣﮫ أو ﺑﺈذﻧﮫ ﻣن اﻟﻣدﻋﻰ ﻓﯾﮫ ﻣﻊ اﻟﻧﻔﺎذ اﻟﻣﻌﺟل
وﺗﺣﻣﯾل اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻﺎﺋر.
وأرﻓق ﻣﻘﺎﻟﮫ ﺑﺻورة ﺷﮭﺎدة ﻋﻘﺎرﯾﺔ وﺻورة رﺳم ﺷراء ﺛم أدﻟﻰ ﺑﮭﻣﺎ ﻣﺷﮭود ﺑﻣطﺎﺑﻘﺗﮭﺎ ﻟﻸﺻل.
وﺣﯾث إن ﺟوھر اﻟطﻠب ﯾدور ﺣول ﺗﺣدﯾد ﻣدى ﺷرﻋﯾﺔ ﺗواﺟد اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ ،وﻓﻲ ھذا اﻹطﺎر ﻓﻘد ﺗدﺧل اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ وأﻛد أﻧﮫ
ﯾﺗواﺟد ﻓﻲ اﻟﻣدﻋﻰ ﻓﯾﮫ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺔ ﻛراﺋﯾﺔ أﺑرﻣت ﻣﻊ اﻟﻣﺎﻟك اﻟﺳﺎﺑق ﻟﻠﻌﺎر اﻟﺳﯾد أﺣﻣد ﺑرزوق ﻛﻣﺎ ﯾﺗﺑﯾن ﻣن رﺳم اﻟﺷراء
وﻋﻘد اﻟﻛراء اﻟﻣﺑرم ﻣﻌﮫ ،وﻋﻠﯾﮫ ﻓﺎﻟﻣدﻋﻲ ﺧﻠف ﻋﺎم ﻟﻠﻣﻛري اﻟﻣﺎﻟك اﻟﺳﺎﺑق وﯾﻧﺗﺞ اﻻﻟﺗزام أﺛره ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺗﮫ.
وﺣﯾث إﻧﮫ ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ وﺛﺎﺋق اﻟﻣﻠف ﯾﺗﺑن أن اﻟﻣدﻋﻲ اﺷﺗرى اﻟﻌﻘﺎر ﻣن اﻟﺳﯾد ....و أن ھذا اﻷﺧﯾر ﻛﺎن ﻗد أﺑرم ﻗﺑل
اﻟﺑﯾﻊ ﻋﻘد ﻛراء ﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ ﻣوﺿوﻋﮫ اﻟﻣﺣل اﻟﻣدﻋﻰ ﻓﯾﮫ ،و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن أﺛر اﻟﻌﻘد ﺗﻧﺗﻘل ﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻣدﻋﻲ ﻛﺧﻠف ﺧﺎص
،ﻋﻠﻣﺎ أن دﻓﻊ اﻟﻣدﻋﻲ ﺑﻌدم ﺷرﻋﯾﺔ ﻋﻘد اﻟﻛراء ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن ﻋﻘد اﻟﻛراء اﻟﻣﺳﺗدل ﺑﮫ أﺑرم ﺑﻌد إﺑراﻣﮫ ﻟوﻋد ﺑﺎﻟﺑﯾﻊ ﺑﺷﺄن
اﻟﻌﻘﺎر و ذﻟك ﺳﻧﺔ 1994ھو دﻓﻊ ﻏﯾر ذي أﺛر ﻷن اﻟذي ﯾﺟرد اﻟﻣﺎﻟك ﻣن ﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﺗﺻرف ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺎر و إدارﺗﮫ ھو ﺧروج
اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﻣن ﯾده ﺑﻧﺎﻗل ﺷرﻋﻲ ،أﻣﺎ ﻣﺟرد اﻟوﻋد ﺑﺎﻟﺑﯾﻊ ﻓﻼ ﯾرﺗب ذﻟك ،و ﻋﻠﯾﮫ ﯾﻛون ﺗواﺟد اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ اﻟﻣدﻋﻰ ﻓﯾﮫ ﻣﺑﻧﯾﺎ
ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘد اﻟﻣذﻛور و ھو اﻟﻌﻘد اﻟذي ظل ﯾﻧﺗﺞ آﺛﺎره و ﯾﻌطﻲ ﻟﻠﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ ﺑﺻﻔﺗﮫ ﻣﻛﺗرﯾﺎ ﺻﻼﺣﯾﺔ اﻻﻧﺗﻔﺎع ﺑﺎﻟﻌﯾن اﻟﻣﻛﺗراة .
وﺣﯾث دﻓﻊ اﻟﻣدﻋﻲ أﯾﺿﺎ ﺑﺄن اﻷﻣر ﻓﻲ اﻟﻧﺎزﻟﺔ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻌﻘﺎر ﻣﺣﻔظ وﻟم ﯾﺗم إﺷﮭﺎر اﻟﻛراء ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،وھو دﻓﻊ
ﻛﺳﺎﺑﻘﮫ ﯾﺑﻘﻰ ﻣردودا ،وﺗﺑرﯾر ذﻟك ﯾﺟد ﻣؤﯾداﺗﮫ ﺿﻣن ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﺻل 65ﻣن ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري ﻓﻘد ﻧص ﺣرﻓﯾﺎ ﻋﻠﻰ
ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" ﯾﺟب أن ﺗﺷﮭر ﺑواﺳطﺔ اﻟﺗﻘﯾﯾد ﻓﻲ اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،ﺟﻣﯾﻊ اﻟوﻗﺎﺋﻊ واﻟﺗﺻرﻓﺎت واﻻﺗﻔﺎﻗﺎت اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﺑﯾن اﻷﺣﯾﺎء ﻣﺟﺎﻧﯾﺔ
ﻛﺎﻧت أو ﺑﻌوض ،وﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺣﺎﺿر واﻷواﻣر اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺣﺟر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ،وﺟﻣﯾﻊ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺗﻲ اﻛﺗﺳﺑت ﻗوة اﻟﺷﺊ اﻟﻣﻘﺿﻲ ﺑﮫ
ﻣﺗﻰ ﻛﺎن ﻣوﺿوع ﻣﺎ ذﻛر ﺗﺄﺳﯾس ﺣق ﻋﯾﻧﻲ ﻋﻘﺎري أو ﻧﻘﻠﮫ إﻟﻰ اﻟﻐﯾر أو اﻹﻗرار ﺑﮫ أو ﺗﻐﯾﯾره أو إﺳﻘﺎطﮫ ،وﻛذا ﺟﻣﯾﻊ ﻋﻘود
أﻛرﯾﺔ اﻟﻌﻘﺎرات ﻟﻣدة ﺛﻼت ﺳﻧوات "...
30
ـ اﻟﺣواﻻت ﻟﻘدر ﻣﺎﻟﻲ ﯾﺳﺎوي ﻛراء ﻋﻘﺎر ﻟﻣدة ﺗزﯾد ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻧﺔ ﻏﯾر ﻣﺳﺗﺣﻘﺔ
اﻷداء أو اﻹﺑراء ﻣﻧﮫ:
ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﻛري أن ﯾﺣﯾل ﺣﻘوﻗﮫ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑواﺟﺑﺎت اﻟﻛراء ﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻐﯾر 33ﺑﺷرط أن ﺗﻔرغ
اﻟﺣواﻟﺔ ﻓﻲ ﻣﺣرر ﻛﺗﺎﺑﻲ ﺛﺎﺑت اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﻣﺗﻰ زادت ﻋن ﻣﺑﻠﻎ ﻣﺎﻟﻲ ﯾﺳﺎوي ﻛراء ﻋﻘﺎر ﻟﻣدة
ﺗزﯾد ﻋن اﻟﺳﻧﺔ ،34ﻛﻣﺎ ﻟﮫ اﻟﺣق ﻓﻲ اﺳﺗﯾﻔﺎﺋﮭﺎ ﺑﺷﻛل ﻣﺳﺑق ﻣن اﻟﻣﻛﺗري أو إﺑراﺋﮫ ﻣﻧﮭﺎ ،و
ﻣن اﻟﻣﻌﻠوم أن أﺛر اﻹﺑراء ھو اﻧﻘﺿﺎء اﻻﻟﺗزام ،35و ﻣﻊ أن اﻷﻣر ﻓﻲ اﻟﺣواﻟﺔ و اﻹﺑراء
ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺣق ﺷﺧﺻﻲ ھو ﺣق اﻟداﺋﻧﯾﺔ ﻓﺈن اﻟﻣﺷرع أﻟزم ﺷﮭره ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﻟﻼﺣﺗﺟﺎج ﺑﮫ
ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ اﻟﻐﯾر ﻣﺗﻰ ﺗوﻓر ﺷرطﺎن ،أوﻟﮭﻣﺎ أن ﺗزﯾد ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺣواﻟﺔ أو اﻹﺑراء ﻋن اﻟﻘدر
اﻟﻣوازي ﻟﻛراء ﺳﻧﺔ ،و ﺛﺎﻧﯾﮭﻣﺎ أن ﯾﻛون اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟﻣذﻛور ﻏﯾر ﻣﺳﺗﺣق اﻷداء ﺑﺣﯾث ﻟم ﯾﺣل
ﺑﻌد أﺟﻠﮫ اﻟﻧظﺎﻣﻲ أو اﻻﺗﻔﺎﻗﻲ .
اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :اﻧﺗﻘﺎل اﻟﺗرﻛﺔ ﻋﻠﻰ ﺿوء ﻗواﻋد اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري
ﯾﻌﺗﺑر اﻹرث ﺳﺑﺑﺎ ﻣن أﺳﺑﺎب ﻛﺳب اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ،ﺑﺣﯾث ﺗﻧﺗﻘل ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻷﻣوال اﻟﺗﻲ ﺧﻠﻔﮭﺎ
اﻟﮭﺎﻟك إﻟﻰ ورﺛﺗﮫ ،واﻻﻧﺗﻘﺎل ﯾﺗم وﺟوﺑﺎ ﺑﺣﻛم اﻟﺷرع واﻟﻘﺎﻧون ،ﻓﮭو ﻟﯾس ﺗﺑرﻋﺎ ﻣن اﻟﻣورث
ﻟﻔﺎﺋدة اﻟوارث وﻻ ﯾﺳﺗﺣق ﻋﻧﮫ ﻋوﺿﺎ ،وﻣن ﺗم ﻓﻣﻧذ وﻓﺎة اﻟﺷﺧص ﻓﺈن ﺗرﻛﺗﮫ ﺗﻧﺗﻘل إﻟﻰ
ورﺛﺗﮫ.
وﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ذﻛر ﺗﻛون اﻟﻘﺎﻋدة ﻓﻲ ظل ﻗواﻋد اﻟﻔﻘﮫ اﻹﺳﻼﻣﻲ أن اﻟﺗرﻛﺔ ﺗﻧﺗﻘل إﻟﻰ
اﻟورﺛﺔ ﺑﻣﺟرد اﻟوﻓﺎة ،وھذا اﻟﺣﻛم اﻟﻌﺎم ﻓﻲ اﻹرث ﯾﺻطدم ﺑﺎﻟﻘﺎﻋدة أﻋﻼه وھﻲ اﻷﺛر
اﻹﻧﺷﺎﺋﻲ ﻟﻠﻘﯾد ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗطرح إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗوﻓﯾق ﺑﯾن أﺣﻛﺎم ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة
وﻗواﻋد اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري ﻣﺗﻰ ﻛﺎن ﻣﺣل اﻟﺗرﻛﺔ ﻋﻘﺎرا ﻣﺣﻔظﺎ؟ ﻓﮭل ﺗﻧﺗﻘل ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻌﻘﺎر
وﺣﯾث إﻧﮫ ﯾﻛون ﺣﺎﺻل اﻟﻔﺻل اﻟﻣذﻛور أن إﻟزاﻣﯾﺔ اﻟﺗﻘﯾﯾد ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري إﻧﻣﺎ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻷﻛرﯾﺔ اﻟﻣﺑرﻣﺔ ﻟﻣدة ﺗزﯾد ﻋﻠﻰ
ﺛﻼت ﺳﻧوات ،ﻓﻲ ﺣﯾن أﻧﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﻧﺎزﻟﺔ أﻣﺎم ﻋﻘد ﻏﯾر ﻣﺣدد اﻟﻣدة ،وﻋﻠﯾﮫ ﻓﮭو ﻻ ﯾﺧﺿﻊ ﻟوﺟوﺑﯾﺔ اﻟﻘﯾد ﻓﻲ اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري،
وﻋﻠﯾﮫ ﯾﻛون اﻟطﻠب ﻏﯾر ﻣﺑرر وﯾﻠزم رﻓﺿﮫ".
ﺣﻛم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﺑﻣراﻛش ﺑﺗﺎرﯾﺦ 09/01/2014ﻓﻲ اﻟﻣﻠف رﻗم 511/1401/2013ـ ﻏﯾر ﻣﻧﺷور. ـ
33ـ ﯾﻧص اﻟﻔﺻل 189ﻣن ق ل ع ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
"ﯾﺟوز اﻧﺗﻘﺎل اﻟﺣﻘوق واﻟدﯾون ﻣن اﻟداﺋن اﻷﺻﻠﻲ إﻟﻰ ﺷﺧص آﺧر ،إﻣﺎ ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻘﺎﻧون وإﻣﺎ ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﺗﻔﺎق اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن".
ﻛﻣﺎ ﻧص اﻟﻔﺻل 190ﻣن ذات اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
"ﯾﺟوز أن ﯾرد اﻻﻧﺗﻘﺎل ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻘوق أو اﻟدﯾون اﻟﺗﻲ ﻟم ﯾﺣل أﺟل اﻟوﻓﺎء ﺑﮭﺎ ،وﻻ ﯾﺟوز أن ﯾرد ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻘوق اﻟﻣﺣﺗﻣﻠﺔ".
34ـ ﯾﻧص اﻟﻔﺻل 196ﻣن ق ل ع ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
"ﺣواﻟﺔ ﻋﻘود اﻟﻛراء ﺃﻭ اﻷﻛرﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻌﻘﺎرات وﻏﯾرھﺎ ﻣن اﻷﺷﯾﺎء اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠرھن اﻟرﺳﻣﻲ أو ﺣواﻟﺔ اﻹﯾرادات اﻟدورﯾﺔ
اﻟﻣرﺗﺑﺔ ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻘرر ﻟﻔﺗرة ﺗزﯾد ﻋﻠﻰ ﺳﻧﺔ ،ﻻ ﯾﻛون ﻟﮭﺎ أﺛر ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻐﯾر إﻻ إذا وردت ﻓﻲ ﻣﺣرر ﺛﺎﺑت اﻟﺗﺎرﯾﺦ".
35ـ ﯾﻧص اﻟﻔﺻل 340ﻣن ق ل ع ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
31
ﻟﻠورﺛﺔ ﺑﻣﺟرد وﻓﺎة ﻣورﺛﮭم وﻟو ﻟم ﯾﻘﯾدوا ﺑﮭذه اﻟﺻﻔﺔ ﻓﻲ اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري؟ أم أن اﻟﺗﻘﯾﯾد ھو
ﺷرط ﻻزم ﻻﻧﺗﻘﺎل ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻌﻘﺎر اﻟﻣﺣﻔظ إﻟﻰ اﻟورﺛﺔ؟
اﻟﻘﺎﻋدة ﻓﻲ اﻹرث أن اﻟﺣق ﯾﻧﺗﻘل ﻣن اﻟﺳﻠف إﻟﻰ اﻟﺧﻠف ﻣﺑﺎﺷرة ﺑﻘوة اﻟﺷرع ،وﻻ
ﯾﺗوﻗف ذﻟك ﻋﻠﻰ ﻣواﻓﻘﺔ اﻟورﺛﺔ 36 ،ﻓﻘد ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 323ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة ﻣن ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
36ـ إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣﻘررة ﻓﻲ ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة ﻓﺈن اﻟﻣﺷرع ﻛﺎن ﻗد وﺿﻊ ﺣﻛﻣﺎ ﻏرﯾﺑﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 229ﻣن ق.ل.ع ﻣﺿﻣﻧﮫ أن
اﻟورﺛﺔ إذا رﻓﺿوا اﻟﺗرﻛﺔ ﻟم ﯾﺟﺑروا ﻋﻠﻰ ﻗﺑوﻟﮭﺎ ،ﻓﻘد ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﻣذﻛور ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
"ﺗﻧﺗﺞ اﻻﻟﺗزاﻣﺎت أﺛرھﺎ ﻻ ﺑﯾن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ﻓﺣﺳب ،وﻟﻛن أﯾﺿﺎ ﺑﯾن ورﺛﺗﮭﻣﺎ وﺧﻠﻔﺎﺋﮭﻣﺎ ،ﻣﺎ ﻟم ﯾﻛن اﻟﻌﻛس ﻣﺻرﺣﺎ ﺑﮫ أو ﻧﺎﺗﺟﺎ ﻋن طﺑﯾﻌﺔ
اﻻﻟﺗزام أو ﻋن اﻟﻘﺎﻧون ،وﻣﻊ ذﻟك ﻓﺎﻟورﺛﺔ ﻻ ﯾﻠﺗزﻣون إﻻ ﻓﻲ ﺣدود أﻣوال اﻟﺗرﻛﺔ وﺑﻧﺳﺑﺔ ﻣﻧﺎب ﻛل واﺣد ﻣﻧﮭم.
وإذا رﻓض اﻟورﺛﺔ اﻟﺗرﻛﺔ ﻟم ﯾﺟﺑروا ﻋﻠﻰ ﻗﺑوﻟﮭﺎ وﻻ ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻣل دﯾوﻧﮭﺎ وﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻟﯾس ﻟﻠداﺋﻧﯾن إﻻ أن ﯾﺑﺎﺷروا ﺿد اﻟﺗرﻛﺔ
ﺣﻘوﻗﮭم".
ﻓﻣﺎ ﯾﻼﺣظ ﻋﻠﻰ ھذا اﻟﻧص ھو أﻧﮫ ﻻ ﯾﻧﺳﺟم ﻣطﻠﻘﺎ ﻣﻊ ﻗواﻋد اﻹرث ﻛﻣﺎ ھﻲ ﻣﺣددة ﻓﻲ ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة وﻗواﻋد اﻟﻔﻘﮫ اﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﺑل إن
اﻟﺣﻛم اﻟﻣﻘرر ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﻣذﻛور ﯾﺑﻘﻰ ﺣﻛﻣﺎ ﻏرﯾﺑﺎ ،وﻟذﻟك ﻓﻘد ﻛﺎن ﻣﺣل اﻧﺗﻘﺎد ﻣن طرف ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻔﻘﮭﺎء ﻓﻘد ﻋﻠق ﻋﻠﯾﮫ أﺳﺗﺎذﻧﺎ اﻟدﻛﺗور
ﻣﺣﻣد اﻟﻛﺷﺑور ﺑﻘوﻟﮫ:
"ھذا اﻟﻧص اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ﯾﺣﺗوي ﺿﻣن ﻣﻘﺗﺿﯾﺎﺗﮫ ﻋﻠﻰ أﺣﻛﺎم ﺗﺧﺎﻟف اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻔﻘﮫ اﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﻓﻣن ﺟﮭﺔ أوﻟﻰ ﻓﮭو ﯾﺟﻌل اﻟورﺛﺔ
ﻣﻠزﻣﯾن ﻣﺑدﺋﯾﺎ ﺑﺗﺳدﯾد دﯾون اﻟﻣورث ﻓﻲ ﺣدود ﻣﻧﺎب ﻛل واﺣد ﻣﻧﮭم ،وﻣن ﺟﮭﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ ﻓﮭو ﯾﻔﺗﺢ أﻣﺎﻣﮭم إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﻗﺑول اﻟﺗرﻛﺔ أو رﻓﺿﮭﺎ ﺑﺣﯾث
ﯾﻠﺗزﻣون ﺑﺗﺳدﯾد دﯾون اﻟﻣورث ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻷوﻟﻰ وﻻ ﯾﻠﺗزﻣون ﺑﺗﺳدﯾد ﺗﻠك اﻟدﯾون ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ.
وﯾﺿﯾف ﻓﺿﯾﻠﺔ اﻟدﻛﺗور ﻣﺣﻣد اﻟﻛﺷﺑور ،وأﻋﺗﻘد أن اﻟﺗﺿﺎرب اﻟﺣﺎﺻل ﻋﻧد ﻣﻘﺎرﺑﺔ ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﺻل 229ﻣن ق.ل.ع ﻣﻊ اﻟﻣﺑﺎدئ
اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻔﻘﮫ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻗد ﺗوﻟد ﺑﺎﻷﺳﺎس ﻣن ﻛون ذﻟك اﻟﻔﺻل ﻗد وﺿﻊ ﺳﻧﺔ 1913ﻟﻛﻲ ﯾطﺑق ﻋﻠﻰ اﻟﻔرﻧﺳﯾﯾن واﻷﺟﺎﻧب دون اﻷھﺎﻟﻲ
اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ،ﺛم إن اﻟﻣﺷرع ﻋﻧدﻣﺎ ﻣدد ﺳﻧﺔ 1965ﻗﺎﻧون اﻹﻟﺗزاﻣﺎت واﻟﻌﻘود ﻟﻛﻲ ﯾطﺑق ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻐﺎرﺑﺔ أﯾﺿﺎ ،ﻟم ﯾﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﻣراﺟﻌﺗﮫ ﺑﻛﯾﻔﯾﺔ
ﺗﺟﻌﻠﮫ ﻣﺳﺎﯾرا ﻟﻠﻣﺑﺎدئ اﻟﻔﻘﮭﯾﺔ اﻟﻣﺗﺻﻠﺔ ﺑﺟوھر اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ،وﻣﻧﮭﺎ ﻣﺎ ﯾرﺗﺑط أﺳﺎﺳﺎ ﺑﺎﻷﺣوال اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ذات اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟدﯾﻧﯾﺔ".
وﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﺳﯾﺎق ﻓﻘد أﻛد اﻟدﻛﺗور أﺣﻣد اﻟﺧﻣﻠﯾﺷﻲ ﺑﺄن اﻟﺣﻛم اﻟﻣﻘرر ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 229ﻣن ق.ل.ع أﻋﻼه ﻟﯾس إﻻ ﺗﻘﻠﯾدا ﻟﻣﺎ ﻧص ﻋﻠﯾﮫ
اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ،ﺣﯾث إﻧﮫ أﺟﺎز ﻟﻠورﺛﺔ اﻟﺧﯾﺎر ﺑﯾن ﻗﺑول اﻟﺗرﻛﺔ أو رﻓﺿﮭﺎ وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ رﻓﺿﮭﺎ ﻓﺈﻧﮭم ﻻ ﯾﺗﺣﻣﻠون ﺑدﯾوﻧﮭﺎ.
وﻣن ﺟﮭﺗﻧﺎ ﻧؤﻛد اﻟرأي اﻟﺳﺎﺑق ،ﻓﺎﻟﻔﺻل أﻋﻼه ھو اﺟﺗرار ﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻔرﻧﺳﻲ اﻟذي ﯾﻌطﻲ ﻟﻠورﺛﺔ ﺛﻼث ﺧﯾﺎرات ،اﻟﺧﯾﺎر اﻷول
ﻗﺑول اﻟﺗرﻛﺔ ﺑدون ﺗﺣﻔظ ،وﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻓﺈن اﻟورﺛﺔ ﯾﺻﯾرون ﻣﺳؤوﻟﯾن ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻻ ﻣﺣدودة ﻋن دﯾون ﻣورﺛﮭم .وﺗﻘوم ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﮭم ﻋن أداء
اﻟدﯾن ﺣﺗﻰ وإن ﻛﺎﻧت أﻣوال اﻟﺗرﻛﺔ ﻏﯾر ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻟﺳداده ،ﺣﯾث ﯾؤدون ﻣن ذﻣﺗﮭم اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ .أﻣﺎ اﻟﺧﯾﺎر اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﮭو رﻓض ﻗﺑول اﻟﺗرﻛﺔ،
وﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻓﺈن اﻟداﺋﻧﯾن ﯾﺑﺎﺷرون اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﺿدھﺎ ،أﻣﺎ اﻟﺧﯾﺎر اﻟﺛﺎﻟث ﻓﮭو ﻗﺑول اﻟﺗرﻛﺔ ﺗﺣت ﻧظﺎم اﻟﺟرد ،وﺧﺎﺻﯾﺔ ھذا اﻟﺧﯾﺎر أﻧﮫ ﯾﻌطﻲ
ﻟﻠورﺛﺔ ﻓﺳﺣﺔ زﻣﻧﯾﺔ ﻟﺗﺣدﯾد ﻣوﻗﻔﮭم اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ ﻣن ﻣﺳﺄﻟﺔ ﻗﺑول اﻟﺗرﻛﺔ أو رﻓﺿﮭﺎ وذﻟك ﺑﻌد ﺟرد أﺻوﻟﮭﺎ وﺗﺣدﯾد ﺧﺻوﻣﮭﺎ.
إﻻ أن اﻟﺣﻛم اﻟﻣﻘرر ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻻ ﯾﻣﻛن اﻷﺧذ ﺑﮫ ﻣطﻠﻘﺎ ﻓﻲ ظل اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻐرﺑﻲ .ﺻﺣﯾﺢ أن اﻟﻔﺻل 229ﻣن ق.ل.ع
وﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣﻧﮫ ﻗد ﻗرر أن اﻟورﺛﺔ ﻻ ﯾﺗﺣﻣﻠون دﯾون اﻟﮭﺎﻟك إن ھم رﻓﺿوا اﻟﺗرﻛﺔ ،إﻻ أن ھذا اﻟﺣﻛم اﻟﻣﻘرر ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﻌﻣل ﺑﮫ
وﻻ اﻟﺗﺳﻠﯾم ﺑﮫ ﻟﻌدة اﻋﺗﺑﺎرات ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ.
ﻓﺎﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ ﻣن ذات اﻟﻔﺻل ﻗد ﻗررت اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣﺣدودة ﻟﻠورﺛﺔ ،ﺑﻣﻌﻧﻰ أﻧﮭم ﻻ ﯾﺳﺄﻟون إﻻ ﻓﻲ ﺣدود أﻣوال اﻟﺗرﻛﺔ وﺑﻧﺳﺑﺔ ﻣﻧﺎب
ﻛل واﺣد ﻣﻧﮭم.
وأﻣﺎم اﻟﺗﻌﺎرض اﻟﻘﺎﺋم ﺑﯾن اﻟﻔﻘرﺗﯾن اﻷوﻟﻰ واﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن اﻟﻔﺻل 229ﻣن ق.ل.ع وﻋدم إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺟﻣﻊ ﺑﯾن اﻟﺣﻛم اﻟﻣﻘرر ﻓﯾﮭﻣﺎ ،ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺗﻌﯾن اﻟﺗرﺟﯾﺢ
ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ ،وﻣﺎ داﻣت اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﺗرﺗﺑط ﺑﻘواﻋد اﻹرث وﺿواﺑطﮫ ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻠزم اﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص وھو ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة ،وھذا اﻟﻘﺎﻧون ﻻ ﯾﺟﯾز ﻣطﻠﻘﺎ ﻟﻠورﺛﺔ
ﻗﺑول أو رﻓض اﻟﺗرﻛﺔ ،ﻓﺎﻹرث ھو ﻣﺳﺄﻟﺔ ﻣﺗﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ،وﻟذﻟك ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 329ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
"أﺳﺑﺎب اﻹرث ﻛﺎﻟزوﺟﯾﺔ واﻟﻘراﺑﺔ أﺳﺑﺎب ﺷرﻋﯾﺔ ﻻ ﺗﻛﺗﺳب ﺑﺎﻟﺗزام وﻻ ﺑوﺻﯾﺔ ،ﻓﻠﯾس ﻟﻛل ﻣن اﻟوارث أو اﻟﻣورث إﺳﻘﺎط ﺻﻔﺔ
اﻟوارث أو اﻟﻣورث وﻻ اﻟﺗﻧﺎزل ﻋﻧﮫ ﻟﻠﻐﯾر".
32
"اﻹرث اﻧﺗﻘﺎل ﺣق ﺑﻣوت ﻣﺎﻟﻛﮫ ﺑﻌد ﺗﺻﻔﯾﺔ اﻟﺗرﻛﺔ ﻟﻣن اﺳﺗﺣﻘﮫ ﺷرﻋﺎ ﺑﻼ ﺗﺑرع وﻻ
ﻣﻌﺎوﺿﺔ".
وﻋﻠﯾﮫ ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻧﺗﻘﺎل اﻟﺗرﻛﺔ ﻣن اﻟﺳﻠف إﻟﻰ ﺧﻠﻔﮫ اﻟﻌﺎم ﯾﺗم ﻣﺑﺎﺷرة وﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ ﺑﻌد ﺗﺻﻔﯾﺔ
اﻟﺗرﻛﺔ ،ﻓﮭل ﺗﻣﺗد ھذه اﻟﻘﺎﻋدة ﻟﺗﺷﻣل اﻧﺗﻘﺎل ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻌﻘﺎر اﻟﻣﺣﻔظ ﺑطرﯾق اﻹرث؟
إن أول ﻣﻼﺣظﺔ ﺗﺳﺗوﻗﻔﻧﺎ وﻧﺣن ﻧﻌرض ﻟﮭذه اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ ،ھو ﻧطﺎق ﻗﺎﻋدة اﻟﺗﻘﯾﯾد،
واﻟﺟزاء اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻌدم اﻻﻋﺗداد ﺑﺎﻟﺣق ﻏﯾر اﻟﻣﻘﯾد ،ﻓﺎﻟﻣﺷرع ﻗﺻر إﺟﺑﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻘﯾﯾد ﻓﻘط ﻋﻠﻰ
اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﺑﯾن اﻷﺣﯾﺎء ﺳـواء ﻛﺎﻧت ﻋوﺿﯾﺔ أم ﺗﺑرﻋﯾﺔ ،واﻟﻣﺣﺎﺿر اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ
ﺑﺎﻟﺣﺟز اﻟﻌﻘﺎري ،واﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣﻛﺗﺳﺑﺔ ﻟﻘوة اﻟﺷﻲء اﻟﻣﻘﺿﻲ ﺑﮫ ﻣﺗﻰ ﻛﺎن ﻣوﺿوع ﻣﺎ ذﻛر
ﺗﺄﺳﯾس ﺣق ﻋﯾﻧﻲ
أو ﻧﻘﻠﮫ إﻟﻰ اﻟﻐﯾر أو إﻗراره أو ﺗﻐﯾﯾره أو إﺳﻘﺎطﮫ ،ھذا ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ ﺑﻌض اﻟﺣﻘوق
اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﺳﺟﯾل ﻛﺎﻷﻛرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺟﺎوز ﻣدﺗﮭﺎ ﺛﻼث ﺳﻧوات ،ﻓﻧص اﻟﻔﺻل 65
اﻟﻣذﻛور ﻗﺻر ﻧطﺎق اﻷﺛر اﻹﻧﺷﺎﺋﻲ ﻋﻠﻰ اﻷﻋﻣﺎل واﻻﺗﻔﺎﻗﺎت اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﺑﯾن اﻷﺣﯾﺎء ﻣﺟﺎﻧﯾﺔ
ﻛﺎﻧت أو ﺑﻌوض ،وھذا اﻟوﺻف ﻻ ﯾﻧطﺑق ﻋﻠﻰ اﻧﺗﻘﺎل اﻟﺗرﻛﺔ ﻣن اﻟﺳﻠف إﻟﻰ ﺧﻠﻔﮫ اﻟﻌﺎم،
ﻷن اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ ﻻ ﺗﺟﺳد اﺗﻔﺎﻗﺎ ،ﻓﺧﺎﺻﯾﺔ اﻻﺗﻔﺎق أﻧﮫ ﯾﺷﺗرط اﻷھﻠﯾﺔ ﻛرﻛن ﻟﻘﯾﺎﻣﮫ،
وﻣن اﻟﻣﻌﻠوم أن أھﻠﯾﺔ اﻟﺷﺧص ﺗدور ﻣﻊ ﺣﯾﺎﺗﮫ وﺟودا وﻋدﻣﺎ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﮭﻲ ﺗﻧﻘﺿﻲ ﻟزوﻣﺎ
ﺑﺎﻟﻣوت ،وﻣن ﺟﮭﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ ﻓﺎﻟﻌﻼﻗﺔ ﻓﻲ اﻹرث ﻻ ﺗﻘوم وﻻ ﺗﻧﺷﺄ ﺑﯾن أﺣﯾﺎء ،ﺑل ﺑﯾن طرف
ﻣﯾت وﺑﯾن ورﺛﺗﮫ اﻷﺣﯾﺎء ،وﻣن ﺟﮭﺔ ﺛﺎﻟﺛﺔ ﻓطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﺑﯾن اﻟﺳﻠف وورﺛﺗﮫ ﻻ
ﺗﻌﻛس ﻋﻼﻗﺔ ﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ ﺑل ھﻲ ﻋﻼﻗﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ وﺷرﻋﯾﺔ ،ﺑﺣﯾث إن اﻹرث ﯾﺟد ﻣﺻدره
ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ﻣﺑﺎﺷرة ،وھذا اﻟﺣﻛم أﻗرﺗﮫ اﻟﻣﺎدة 329ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة اﻟﺗﻲ ﻧﺻت ﻋﻠﻰ أن
أﺳﺑﺎب اﻹرث ﻛﺎﻟزوﺟﯾﺔ واﻟﻘراﺑﺔ أﺳﺑﺎب ﺷرﻋﯾﺔ ﻻ ﺗﻛﺗﺳب ﺑﺎﻟﺗزام وﻻ ﺑوﺻﯾﺔ ،ﻓﻠﯾس ﻟﻛل
ﻣن اﻟوارث أو اﻟﻣوروث إﺳﻘﺎط ﺻﻔﺔ اﻟوارث أو اﻟﻣوروث أو اﻟﺗﻧﺎزل ﻋﻧﮭﺎ ﻟﻠﻐﯾر.
إذن ﺑﻘراءة اﻟﻔﺻل 65اﻟﻣذﻛور ﻋن طرﯾق إﻋﻣﺎل ﻣﻔﮭوم اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﺗﻛون ﺣﺎﻻت اﻹرث
ﻏﯾر ﻣﺷﻣوﻟﺔ ﺑﺈﺟﺑﺎرﯾﺔ اﻟﺗﺳﺟﯾل ذي اﻷﺛر اﻟﻣﻧﺷﺊ ﻟﻠﺣق اﻟﻌﯾﻧﻲ اﻟﻣﻛﺗﺳب.
وﻣن ﺟﮭﺔ أﺧرى ﻓﺎﻟﻣﺎدة 322ﻣن ذات اﻟﻘﺎﻧون ﻧﺻت ﻋﻠﻰ أن ھﻧﺎك ﺧﻣﺳﺔ ﺣﻘوق ﺗﺧرج ﻣن اﻟﺗرﻛﺔ ،وﻣن ﺑﯾن ھذه اﻟﺣﻘوق دﯾون
اﻟﻣﯾت ،ﻓﮭذه اﻟﺣﻘوق ﺗﺧرج ﻣن ﺗرﻛﺔ اﻟذي ھﻠك ،وﻟﯾس ﻣن اﻷﻣوال اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻟورﺛﺗﮫ اﻟذﯾن ﯾﻌﺗﺑرون ﻏﯾرا ﻓﻲ أﻣواﻟﮭم اﻟﺧﺎﺻﺔ.
وﻣن ﺗم ﻧﺧﻠص إﻟﻰ ﺣﻘﯾﻘﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ھﺎﻣﺔ ،وھﻲ أن ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﻘرة اﻷﺧﯾرة ﻣن اﻟﻔﺻل 229ﻣن ق.ل.ع ﻻ ﯾﻣﻛن ﺗطﺑﯾﻘﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻐﺎرﺑﺔ
اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ،ﻓﺎﻟﻔﻘرة اﻟﻣذﻛورة ﺗﺑﻘﻰ ﻏرﯾﺑﺔ ﻋن ﻧظﺎﻣﻧﺎ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟﻣﺳﺗﻣد ﻓﻲ ﺷﻘﮫ اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻷﺣوال اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻣن ﻗواﻋد اﻟﻔﻘﮫ اﻹﺳﻼﻣﻲ ،وﻟﻔﮭم ﻣوﻗﻊ
وﻣرﻛز اﻟﻔﻘرة اﻟﻣذﻛورة ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺟب وﺿﻌﮭﺎ ﻓﻲ ﺳﯾﺎﻗﮭﺎ اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ واﻟﻘول إﻧﮭﺎ وﺿﻌت ﻟﺗطﺑق ﻋﻠﻰ اﻷﺟﺎﻧب اﻟﻣﻘﯾﻣﯾن آﻧذاك
ﺑﺎﻟﻣﻐرب.
واﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﯾﺳﯾر ﻓﻲ ھذا اﻟﺗوﺟﮫ ،ﺑﺣﯾث ﯾﺟﻌل ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟورﺛﺔ ﻋن دﯾون ﻣورﺛﮭم ﻣﺣددة ،ﻓﻘد ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗرار ﻟﻠﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ:
"اﻟورﺛﺔ ﻻ ﯾﻠﺗزﻣون ﺑدﯾون ﻣورﺛﮭم إﻻ ﻓﻲ ﺣدود ﺗرﻛﺗﮫ وﻓﻲ ﺣدود ﻣﺎ ﻧﺎب ﻛل واﺣد ﻣﻧﮭم ﻣن اﻟﺗرﻛﺔ.
اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺣﻛﻣت ﻋﻠﻰ اﻟورﺛﺔ ﻻ ﺑدﯾون ﻣورﺛﮭم ﻓﻘط ﺑل ﺣﺗﻰ ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ﻋن إﺧﻼﻟﮫ ﺑﺎﻟﺗزاﻣﮫ ﺗﺟﺎه اﻟﻣدﻋﻲ دون ﺣﺻر ذﻟك ﻓﻲ
ﺗرﻛﺔ اﻟﻣوروث ودون اﻋﺗﺑﺎر ﻟﻧﺳﺑﺔ ﻛل واﺣد ﻣﻧﮭم ﻓﻲ اﻹرث ﺗﻛون ﻗد ﺧرﻗت اﻟﻔﺻل 229ﻣن ق.ل.ع وﻋرﺿت ﻗﺿﺎءھﺎ ﻟﻠﻧﻘض".
33
اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺟب اﻻﻧﺗﺑﺎه إﻟﯾﮭﺎ ھو أن اﻟﻣﺷرع ﻗد ﻧص ﻋﻠﻰ أن اﻻﺗﻔﺎﻗﺎت ﻏﯾر
اﻟﻣﻘﯾدة ﻻ أﺛر ﻟﮭﺎ ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ اﻟﻐﯾر ،واﻟورﺛﺔ ﻻ ﯾﻌﺗﺑرون ﻏﯾرا ،ﻓﮭم ﺧﻠﻔﺎء ﻋﺎﻣون ﻟﻠﻣﺗوﻓﻰ،
ﯾﻛﻣﻠون ﺷﺧﺻﯾﺗﮫ ﻓﻲ اﻟﺣدود اﻟﺗﻲ ﻋﯾﻧﮭﺎ اﻟﻘﺎﻧون.
وﻣﺎ ﯾؤﯾد ھذا اﻟﺗﻔﺳﯾر ھو ﻣﺎ ذھب إﻟﯾﮫ اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 82ﻣن ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ
اﻟﻌﻘﺎري اﻟذي ﻧص ﺣرﻓﯾﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" ﻟﺗﻘﯾﯾد اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋن اﻹرث ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟورﺛﺔ أو اﻟﻣوﺻﻰ ﻟﮭم
أن ﯾﻘدﻣوا ﻟﻠﻣﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ طﻠﺑﺎ ﻟﻠﺗﻘﯾﯾد ﻣدﻋﻣﺎ ﺑﻛل اﻟوﺛﺎﺋق اﻟﻣﺛﺑﺗﺔ ﻻﻧﺗﻘﺎل
اﻟﺣق ﻟﻔﺎﺋدﺗﮭم ﺑﺻﻔﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ.
ﯾﺟب أن ﯾﺗﺿﻣن اﻟطﻠب اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 69ﻣن ھذا اﻟﻘﺎﻧون.
ﯾﺟب أن ﺗﻧص اﻟوﺛﺎﺋق اﻟﻣﺛﺑﺗﺔ ﻻﻧﺗﻘﺎل اﻟﺣق ﻋﻠﻰ ﻧﺻﯾب ﻛل واﺣد ﻣن اﻟورﺛﺔ
واﻟﻣوﺻﻰ ﻟﮭم.
وﻋﻠﯾﮫ ﻓﻣن ﺧﻼل ﻗراءة ھذا اﻟﻔﺻل ﯾﺗﺑﯾن أن اﻟﻣﺷرع ﻟم ﯾﺟﺑر اﻟورﺛﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﯾﯾد إراﺗﺗﮭم
ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﻛﺷرط ﻟﻼﻋﺗداد ﺑﺗﻣﻠﻛﮭم ،ﺑل ﻗد ﺟﻌل ﻣن ذﻟك ﻣﻛﻧﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﯾﮭم .وﻟم
ﯾرﺗب أي ﺟزاء ﻋﻠﻰ ﻋدم ﻗﯾﺎم اﻟورﺛﺔ ﺑﺗﻘﯾﯾد إراﺛﺗﮭم ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،واﻟﻣؤﯾد ﻓﻲ ذﻟك ھو
اﻟﻌﺑﺎرة اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻧص أﻋﻼه ،ﺣﯾث ﺟﺎء ﻓﯾﮫ " ﻟﺗﻘﯾﯾد اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ
ﻋن اﻹرث " ،ﺑﻣﻌﻧﻰ أن ﺗﻘﯾﯾد اﻟورﺛﺔ ﻣﻌﻠق ﻋﻠﻰ ﻣﺣض إرادﺗﮭم.
وﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟك ﻓﻣن اﻟﻣﻌﻠوم أن اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﺗﻘﯾﯾد ھو ﻣن اﻟﺣﻘوق اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾطﺎﻟﮭﺎ
اﻟﺗﻘﺎدم ،ﻛل ﻣﺎ ھﻧﺎﻟك أن اﻟﺗﺄﺧﯾر ﻓﻲ إﺟراء اﻟﺗﻘﯾﯾد ﯾوﺟب ﻏراﻣﺔ طﺑﻘﺎ ﻟﻣﺎ ﻧص ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻔﺻل
65ﻣﻛرر ﻣن ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري ﻛﻣﺎ وﻗﻊ ﺗﻌدﯾﻠﮫ ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺻﺎدر
ﺑﺗﺎرﯾﺦ 28دﺟﻧﺑر 1984اﻟذي ﯾﻌطﻲ ﻟﻠﻣﺳﺗﻔﯾد ﻣن اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﺗﻘﯾﯾد أﺟل ﺛﻣﺎﻧﯾﺔ ﻋﺷرة
ﺷﮭرا ﻟﻘﯾﯾده ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري وإﻻ ﺗﻌرض اﻟطﺎﻟب ﻟﻐراﻣﺔ ﺗﺳﺎوي ﻣﺑﻠﻎ اﻟرﺳم اﻟﻧﺳﺑﻲ
اﻟﻣﺳﺗﺣق ،وﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻔﺻل أﻋﻼه ﻻ ﻧﺟده ﻗد ﻓرض ھذه اﻟﻐراﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﯾﯾد اﻹراﺛﺎت
وھو ﻣﺎ ﯾؤﻛد أن ﺗﻘﯾﯾدھﺎ ﻏﯾر إﺟﺑﺎري.
وإﻟﻰ ﺟﺎﻧب ھذا اﻟﺗﺑرﯾر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ،ﻓﻘد ﺑرر اﻟﺑﻌض اﻧﺗﻘﺎل اﻟﺗرﻛﺔ إﻟﻰ اﻟورﺛﺔ ﻗﺑل إﺟراء
اﻟﺗﻘﯾﯾد ﺑﺄن إﺟراءات اﻟﺗﻘﯾﯾد ﻗد ﺗﺳﺗﻐرق وﻗﺗﺎ ﻏﯾر ﻗﺻﯾر ،ﻓﻼ ﯾﺟوز أن ﺗﺑﻘﻰ ﻋﻘﺎرات اﻟﺗرﻛﺔ
ﺧﻼل ھذه اﻟﻔﺗرة ﺑدون ﻣﺎﻟك ﯾﺗوﻟﻰ إدارﺗﮭﺎ واﺳﺗﺛﻣﺎرھﺎ.
وﻓﻲ اﻷﺧﯾر ﻧﺷﯾر إﻟﻰ أﻧﮫ ﻣن أﺟل ﺗﻘﯾﯾد اﻟورﺛﺔ ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﻓﺈﻧﮭم ﯾﻛوﻧون ﻣﻠزﻣﯾن
ﺑﺄن ﯾدﻟوا ﻟﻠﻣﺣﺎﻓظ اﻟﻌﻘﺎري ﺑﺛﻼﺛﺔ وﺛﺎﺋق وھﻲ :ﺷﮭﺎدة وﻓﺎة اﻟﻣورث ،وﻣﺎ ﯾﻔﯾد اﺳﺗﺣﻘﺎﻗﮭم
ﻟﻺرث ،ﺛم ﻣﺎ ﯾﺛﺑت ﺣﺎﻟﺗﮭم اﻟﻣدﻧﯾﺔ.
واﻟﻣﻔروض أن اﻟﺷﮭﺎدة اﻷوﻟﻰ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟوﻓﺎة ﺗﻣﻧﺢ ﻣن طرف ﺿﺎﺑط اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ،
ﻏﯾر أﻧﮫ ﻛﺛﯾرا ﻣﺎ ﻻ ﯾﺗم ﺗﺣرﯾر ھذه اﻟﺷﮭﺎدة ،وﯾﻌﺗﻣد ﻓﻲ إﺛﺑﺎت واﻗﻌﺔ اﻟوﻓﺎة ﻋﻠﻰ اﻹراﺛﺔ
ﻧﻔﺳﮭﺎ .ﺣﯾث ﯾﺿﻣن ﻓﯾﮭﺎ أﻣران ،أوﻟﮭﻣﺎ اﻹﺷﮭﺎد ﺑﺎﻟوﻓﺎة ،وﺛﺎﻧﯾﮭﻣﺎ ﺗﺣدﯾد ﻣن أﺣﺎط ﺑﺎﻹرث،
وﻧﺻﯾب ﻛل واﺣد ﻣن اﻟورﺛﺔ .وھذا ﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺣﺎل ﻻ ﯾﻣﻧﻊ ﻣن أن ﯾﺗم إﺛﺑﺎت ﻛل ﻣن واﻗﻌﺔ
اﻟوﻓﺎة وﻋدد اﻟورﺛﺔ اﺳﺗﻘﻼﻻ ،وﻟذﻟك ﻓﺎﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن اﻟﻔﺻل 82ﻣن ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ
اﻟﻌﻘﺎري ﻗد ﺑﯾﻧت وﺳﺎﺋل ﺣﺻر اﻟورﺛﺔ ﻓﻘد ﺟﺎء ﻓﯾﮭﺎ أﻧﮫ:
34
"وﯾﺛﺑت اﺳﺗﺣﻘﺎق اﻹرث واﻟﺣظوظ ﻓﯾﮫ ﺑﺎﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ ﻋﻧﺎوﯾن زﻣﺎم اﻟﺗرﻛﺔ وﺑﺷﮭﺎدات
اﺳﺗرﻋﺎﺋﯾﺔ وﺑﻛل ﺣﻛم ﻗﺿﺎﺋﻲ ﺻﺎﻟﺢ وﺑﺷﮭﺎدات اﻟوراﺛﺔ اﻟﺻﺎدرة ﻣن ﺳﻠط ﻣﺧﺗﺻﺔ
وﺑﺷﮭﺎدات ﻣﻘﺎﻣﺔ ﻓﻲ أﻗطﺎر أﺟﻧﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻛل اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ".
إذن ﻓﺈﺛﺑﺎت اﺳﺗﺣﻘﺎق اﻟورﺛﺔ ﻟﻺرث وﺣظوظﮭم ﻓﯾﮫ ﯾﻛون ﻣن ﺧﻼل اﻹدﻻء ﺑوﺛﯾﻘﺔ
رﺳﻣﯾﺔ ﯾرﺟﻊ إﻟﯾﮭﺎ ﻟﺗﺣدﯾد ﺻﻔﺔ اﻟوارث ،وﻣﺎ ﯾﻔﯾد ﺗﺣﻘق ﺣﯾﺎﺗﮫ ﺑﻌد ﻣوت ﻣورﺛﮫ ،وﺗﺄﺻﯾل
اﻟﻔرﯾﺿﺔ ﻟﺑﯾﺎن ﻣﻘدار اﻹرث اﻟذي ﯾﻧوب ﻛل وارث ،أو ﺑﻌﺑﺎرة أﺧرى ﯾﺑﯾن ﻣن ﯾرث ﻣﻣن ﻻ
ﯾرث وﻛم ﯾرث وﻛﯾف ﯾرث ،واﻟوﺛﯾﻘﺔ اﻟﻣﺗﺿﻣﻧﺔ ﻟﮭذه اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت ﺗﺳﻣﻰ ﻓﻘﮭﺎ ﺑرﺳم اﻹراﺛﺔ،
وﺗﺣرر ﻣن طرف اﻟﻌدﻟﯾن اﻟﻣﻧﺗﺻﺑﯾن ﻟﻺﺷﮭﺎد ،وﯾﺧﺎطب ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻟﺳﯾد ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗوﺛﯾق وﯾﺗﺧذ
ھذا اﻟرﺳم ﺷﻛل ﺷﮭﺎدة ﻋدﻟﯾﺔ ﻋﻠﻣﯾﺔ أو ﺷﮭﺎدة اﺳﺗرﻋﺎﺋﯾﺔ .وھﻧﺎ ﻧﻼﺣظ أن اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ
اﻟﻔﺻل 82اﻟﻣذﻛور أﻋﻼه ﻗد ﻧص ﻓﻘط ﻋﻠﻰ اﻟﺷﮭﺎدة اﻻﺳﺗرﻋﺎﺋﯾﺔ وﻟم ﯾﺷر إطﻼﻗﺎ إﻟﻰ
اﻟﺷﮭﺎدة اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ،وھو ﻣﺎ ﯾﺟﻌﻠﻧﺎ ﻧطرح اﻟﺗﺳﺎؤل ﺣول ﻣدى ﺟواز اﻻﺳﺗدﻻل ﺑﮭﺎ ﻹﺛﺑﺎت
واﺳﺗﺣﻘﺎق اﻹرث ،وﻓﻲ ھذا اﻹطﺎر ﻧﻌﺗﻘد أن اﻟﺷﮭﺎدة اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﻋﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ اﻹﺛﺑﺎت رﻏم ﻋدم
ﺗﻧﺻﯾص اﻟﻣﺷرع ﻋﻠﯾﮭﺎ.
أﻣﺎ زﻣﺎم اﻟﺗرﻛﺔ أو ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑرﺳم اﻹﺣﺻﺎء ﻓﮭو ﻋﺑﺎرة ﻋن رﺳم ﯾﺑﯾن ﻓﯾﮫ اﻟﻌدﻻن
ﻣﺟﻣوع ﻣﺎ ﺧﻠﻔﮫ اﻟﮭﺎﻟك ،ﻓﮭو ﻋﺑﺎرة ﻋن إﺣﺻﺎء ﻷﻣوال اﻟﺗرﻛﺔ وﺟرد ﻟﮭﺎ ،وﻣن ﺗم ﻓﮭذه
اﻟوﺛﯾﻘﺔ ﻻ ﺗﻔﯾد ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد اﻟﻣﺳﺗﺣق ﻟﻺرث واﻟﺣظوظ ﻓﯾﮫ ،ﻷن وظﯾﻔﺗﮭﺎ ﺟرد ﻣوﺟودات
اﻟﺗرﻛﺔ ،ﺑل إﻧﮭﺎ ﻻ ﺗﻛﻔﻲ ﻹﺛﺑﺎت ﻣﺎ ذﻛر ﻷﻧﮭﺎ ﻻ ﺗﺗﺿﻣن ﻋدد اﻟورﺛﺔ وﺻﻔﺎﺗﮭم اﻹرﺛﯾﺔ
وﻟذﻟك ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻧﻌﺗﻘد أﻧﮭﺎ ﻏﯾر ذي ﻓﺎﺋدة ﻓﻲ اﻹﺛﺑﺎت ﻣﺗﻰ ﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﻌﻘﺎر ﻣﺣﻔظ ،ﻷن ﻣﻠﻛﯾﺔ
ھذا اﻷﺧﯾر ﻟﻠﮭﺎﻟك ﺗﺛﺑت ﻣن ﺧﻼل اﻟﺷﮭﺎدة اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ،وﻟذﻟك ﻓﻼ ﺣﺎﺟﺔ ﻹﻧﺟﺎز رﺳم
اﻹﺣﺻﺎء ،ﻣﺗﻰ ﻛﺎن اﻟﻣﺗروك ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻋﻘﺎر ﻣﺣﻔظ .وﻋﻠﯾﮫ ﻧﺧﻠص إﻟﻰ أن اﻟﻣﺷرع ﻟم
ﯾﻛن ﻣوﻓﻘﺎ ﻋﻧدﻣﺎ اﻋﺗﺑر أﻧﮫ ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ زﻣﺎم اﻟﺗرﻛﺔ ﻓﻲ إﺛﺑﺎت اﺳﺗﺣﻘﺎق اﻹرث واﻟﺣظ ﻓﯾﮫ.
وﻣن ﺟﮭﺔ أﺧرى ﻓﻘد اﻋﺗﺑر اﻟﻣﺷرع أن ﻣن ﺑﯾن اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻣﻘﺑوﻟﺔ ﻹﺛﺑﺎت ﻣﺎ ذﻛر
اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ،وﺑذﻟك ﯾﻛون اﻟﻣﺷرع ﻗد اﻧﺳﺟم ﻣﻊ ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻻﻟﺗزاﻣﺎت واﻟﻌﻘود
ﺣﯾث اﻋﺗﺑر ﻓﻲ ﻓﺻﻠﮫ 418اﻷﺣﻛﺎم ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ وﺛﺎﺋق رﺳﻣﯾﺔ ،ﻓﺎﻟﺣﻛم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣﻌﺗﻣد ﻓﻲ ﻣﺛل
ھذه اﻟﺣﺎﻻت ھو اﻟذي ﯾﻧﺎﻗش ﻣرﻛز اﻟورﺛﺔ وﺻﻔﺗﮭم وﯾﺑﯾن ﺣظ ﻛل وارث ﻓﻲ اﻟﺗرﻛﺔ
وﻣﻘدار إرﺛﮫ ،ﻓﺈن ﻟم ﯾﺑﯾن ذﻟك وﺟب ﺗﺣرﯾر رﺳم ﯾﺑﯾن ﻣﻘدار اﻹرث اﻟﺧﺎص ﺑﻛل واﺣد ﻣن
اﻟورﺛﺔ.
وﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﺎ ذﻛر ،ﻓﻘد ﻋﺎﻟﺞ اﻟﻣﺷرع طرﯾﻘﺔ اﻟﺗﺳﺟﯾل اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺑﻌض اﻟﻔﺋﺎت ﻣن
ﻏﯾر اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ،ﺣﯾث ﻻ ﺗﺣرر وﺛﯾﻘﺔ اﻹراﺛﺔ ﻣن طرف اﻟﻌدول ،ﻷن اﺧﺗﺻﺎص ھؤﻻء
ﻣﺣﺻور ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﯾطﺑق ﺑﺷﺄﻧﮭﺎ اﻟﻔﻘﮫ اﻹﺳﻼﻣﻲ .ﺑل ﺗﺣرر ﻣن طرف ﺟﮭﺎت أﺧرى
ﻛل ﻓﻲ ﺣدود اﺧﺗﺻﺎﺻﮫ ،وﻣﺛﺎل ذﻟك اﻟﺷﮭﺎدات اﻟﻣﺣررة ﻣن طرف اﻟﻣوﺛﻘﯾن .وھذا ﻣﺎ ﻋﻧﺎه
اﻟﻣﺷرع ﺑﻠﻔظ "ﺑﺷﮭﺎدات اﻟوراﺛﺔ اﻟﺻﺎدرة ﻣن ﺳﻠط ﻣﺧﺗﺻﺔ".
وﻣن ﺟﮭﺔ أﺧﯾرة ﻓﻘد ﻋرض اﻟﻣﺷرع ﻹﺛﺑﺎت اﺳﺗﺣﻘﺎق اﻹرث ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻸﺟﺎﻧب ،ﻓﺄﺟﺎز
اﻻﺣﺗﺟﺎج ﺑﺷﮭﺎدات ﻣﻘﺎﻣﺔ ﻓﻲ أﻗطﺎر أﺟﻧﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻛل اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ،واﻟﻣﻘﺻود ﺑﻌﺑﺎرة اﻟﺷﻛل
اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﺳﺗﯾﻔﺎﺋﮭﺎ ﻟﻺﺟراءات اﻟﺗﻲ ﺗﺟﻌل اﻟوﺛﯾﻘﺔ ذات ﺣﺟﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﻐرب وﯾﺗم ذﻟك ﺑﻌد ﺗذﯾﯾﻠﮭﺎ
ﺑﺎﻟﺻﯾﻐﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ .وﻗد ﺗﻘﺎم ھذه اﻟﺷﮭﺎدات داﺧل اﻟوطن وﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﻠزم أن ﯾﺣﺗرم
اﻟﻘﺎﻧون اﻟوطﻧﻲ ﻟﻸﺟﻧﺑﻲ طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻔﺻل 48ﻣن ظﮭﯾر اﻟوﺿﻌﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻟﻠﻔرﻧﺳﯾﯾن واﻷﺟﺎﻧب.
35
إذن ﻓﺑﻌد ﺗﻘدﯾم ھذه اﻟوﺛﺎﺋق ﻟﻠﻣﺣﺎﻓظ اﻟﻌﻘﺎري ﯾﻘوم ﺑﺗﺳﺟﯾل اﻟﻌﻘﺎر ﻋﻠﻰ اﺳم اﻟورﺛﺔ ﺑﻌد
أداء اﻟرﺳم اﻟﻣﺣدد ﻓﻲ اﻟﻣرﺳوم اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗﻌرﯾﻔﺔ رﺳوم اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ.
وھﻧﺎ ﻻﺑد أن ﻧﺷﯾر إﻟﻰ أن ﺗﺳﺟﯾل اﻹراﺛﺔ ﻻ ﯾﻌرف أي ﻗﯾد أو ﻣﺎﻧﻊ ﻋﻠﻰ ﺧﻼف ﺑﺎﻗﻲ
اﻟﺗﻘﯾﯾدات اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻧﺗﻘﺎل اﻟﺣﻘوق ،ﻓﺎﻟﺣﺟز ﻣﺛﻼ ﻻ ﯾﻣﻧﻊ ﻣن اﻟﺗﺳﺟﯾل ،ﻷن ﺗﻘﯾﯾد اﻹراﺛﺔ ﻏﯾر
ﻣﺷﻣول ﺑﺎﻟﻣﻧﻊ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 87ﻣن ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري.
واﻟﺳؤال اﻟﻣطروح ھو ھل ﯾﻣﻛن ﻟﻠورﺛﺔ ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﺎﺋدة إﻟﯾﮭم ﻛﻣﺎﻟﻛﯾن ﻟﻠﻌﻘﺎر
أم ﻻ ﯾﻣﻛﻧﮭم ذﻟك إﻻ ﺑﻌد ﺗﻘﯾﯾدھم ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري؟
اﻟﺗﺳﺎؤل اﻟﺟوھري اﻟذي ﯾؤطر ھذا اﻟﻣﺑﺣث ھو ﻣﺎ ھﻲ اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻠﻛﮭﺎ اﻟورﺛﺔ
إزاء اﻟﻌﻘﺎر اﻟذي آل إﻟﯾﮭم ﻋن طرﯾق اﻹرث ﻗﺑل أن ﯾﺳﺟﻠوا إراﺛﺗﮭم ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،أو
ﺑﻌﺑﺎرة أﺧرى ھل ظﮭور اﻟورﺛﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎر اﻟﻣوروث ﻣﺗوﻗف ﻋﻠﻰ إﺟراءات ﻗﯾدھم ﺑﺎﻟرﺳم
اﻟﻌﻘﺎري؟
إن ﺗﺣﻠﯾل اﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻸﺛر اﻹﻧﺷﺎﺋﻲ ﻟﻠﻘﯾد ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﺗﻔﯾد ﻛون اﻟورﺛﺔ
ﻏﯾر ﻣﺟﺑرﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻘﯾﯾد ،وﻣﻊ ذﻟك ﻓﺈن ﺗداﺧل اﻟﻧﺻوص اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻠﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري ﻗد
ﺗﺣول ﺑﯾﻧﮭم وﺑﯾن ﻣﺑﺎﺷرة ﺣﻘوﻗﮭم ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎر ،ﻓﯾﺻﺑﺣون ﺑطرﯾﻘﺔ ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة ﻣﺟﺑرﯾن
ﻋﻠﻰ أن ﯾﺑﺎدروا إﻟﻰ ﺗﻘﯾﯾد إراﺛﺗﮭم ﺑﺎﻟﺻك اﻟﻌﻘﺎري.
إذن ﻓﺎﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﺗﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﺗﻔﺻﯾل ﺣﺳب ﻧوﻋﯾﺔ اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﻣراد إﺟراءھﺎ أو اﻟﺣﻘوق
اﻟﻣراد ﻣﻣﺎرﺳﺗﮭﺎ ﺑﺷﺄن اﻟﻌﻘﺎر ،وھو ﻣﺎ ﯾﻘﺗﺿﻲ ﻣﻧﺎ اﻟوﻗوف ﻋﻧد أﺣﻛﺎم ﻛل ﻓﺋﺔ ﻣن
اﻟﺗﺻرﻓﺎت ،ورﺑطﮭﺎ ﺑﺈﺟﺑﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻘﯾﯾد ﻣن ﻋدﻣﮫ.
أوﻻ :ﺣﻘوق اﻟورﺛﺔ اﻟﻐﯾر ﻣﻌﻠﻘﺔ ﻋﻠﻰ الﺗﻘﯾﯾد ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري
إن اﻟورﺛﺔ ﻣن ﺣﻘﮭم ،ﺣﺗﻰ ﻗﺑل ﺗﻘﯾﯾدھم ﺑﮭذه اﻟﺻﻔﺔ ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،أن ﯾﻘوﻣوا
ﺑﺎﺳﺗﻐﻼل اﻟﻌﻘﺎر واﻻﻧﺗﻔﺎع ﺑﮫ ،وﻣﺑﺎﺷرة ﺑﻌض اﻟدﻋﺎوى ﺑﺷﺄﻧﮫ ،ﺛم ﻣﺑﺎﺷرة اﻟطﻌون ﺿد
اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﻣورﺛﮭم طرﻓﺎ ﻓﯾﮭﺎ.
1ـ ﺣق اﻟورﺛﺔ ﻓﻲ اﺳﺗﻐﻼل اﻟﻌﻘﺎر واﻻﻧﺗﻔﺎع ﺑﮫ
ﻗررﻧﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ أﻧﮫ ﻣن ﻏﯾر اﻟﻣﻘﺑول أن ﯾﺑﻘﻰ اﻟﻌﻘﺎر ﺑدون ﻣﺎﻟك ،وھذا اﻟﻣﺑرر اﻟواﻗﻌﻲ ھو
اﻟذي ﯾﺟوز ﻟﻧﺎ اﻟﻘول ﺑﺎﻧﺗﻘﺎل ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻌﻘﺎر اﻟﻣﺣﻔظ إﻟﻰ اﻟورﺛﺔ ﺣﺗﻰ ﻗﺑل ﺗﻘﯾﯾده ﺑﺎﺳﻣﮭم
ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،وﻣن ﺗم ﻓﺈن اﻟﻌﻘﺎر ﻣوﺿوع اﻟﺗرﻛﺔ ﯾﻧﺗﻘل إﻟﯾﮭم ،وﯾﺻﯾرون ﻣﺎﻟﻛﯾن ﻟﮫ،
وﺣق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ھذا ﯾﺗﺟﻠﻰ ﻣن ﺧﻼل ﺛﻼﺛﺔ ﻋﻧﺎﺻر ﺗﺟﺳد اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﮭﺎ اﻟﻣﺎﻟك،
وھﻲ ﺗﺑﺎﻋﺎ ﺳﻠطﺎﺗﮫ ﻓﻲ اﻻﺳﺗﻐﻼل اﻟﻌﻘﺎري واﻻﻧﺗﻔﺎع ﺑﮫ ،واﻟﺗﺻرف ﻓﯾﮫ.
ﻓﺎﻟوارث ﯾﻛون ﻣن ﺣﻘﮫ أن ﯾﺳﺗﻐل اﻟﻌﻘﺎر وﻟو ﻟم ﯾﻘﯾد إراﺛﺗﮫ ﺿﻣن ﻣﻧدرﺟﺎت اﻟرﺳم
اﻟﻌﻘﺎري ،ﻓﻠﮫ أن ﯾﺳﻛﻧﮫ ﺑﻧﻔﺳﮫ أو ﯾﺣل ﻏﯾره ﻓﻲ ذﻟك ،وﻟﮫ أن ﯾﺟري ﻓﯾﮫ ﻣﺎ ﺷﺎء ﻣن
اﻟﺗﺣﺳﯾﻧﺎت ،أو أﺷﻐﺎل اﻟﮭدم واﻟﺑﻧﺎء ،واﻟﺣرث واﻟﻐرس إﻟﻰ ﻏﯾر ذﻟك ﻣن اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻣﺎدﯾﺔ.
ﻛﻣﺎ ﯾﺣق ﻟﮫ أن ﯾﻧﺗﻔﻊ ﺑﮫ ،ﺑﺣﯾث ﯾﺗﻣﻠك ﺛﻣﺎره اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ واﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ واﻟﻣدﻧﯾﺔ ،وھﻛذا ﻓﺈذا
ﻛﺎن اﻟﻌﻘﺎر ﻋﺑﺎرة ﻋن أرض ﻓﻼﺣﯾﺔ ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻛون ﻣن ﺣق اﻟوارث أن ﯾﻘوم ﺑﺣرﺛﮭﺎ،
واﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن ﻏﻼﻟﮭﺎ وﺛﻣﺎرھﺎ ،ﻓﻣﺣﺻول اﻷرض ﯾﻛون ﻣن ﺣﻘﮫ وﻻ ﯾﻌﺎرض ﻓﻲ ذﻟك ﻣن
36
طرف اﻷﻏﯾﺎر ﺑﻌﻠﺔ أﻧﮫ ﻟم ﯾﺳﺟل ﺑﻌد ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري .وإذا ﻛﺎن اﻟﮭﺎﻟك ﻗد ﻣﻧﺢ اﻟﻌﻘﺎر ﻷﺣد
ﻣن اﻷﻏﯾﺎر ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﺷرﻛﺔ اﻟﻔﻼﺣﯾﺔ أو اﻟﻣﻐﺎرﺳﺔ أو اﻟﻣﺳﺎﻗﺎة ﻓﺈن اﻟوارث ﯾﻛون ﻣﺣﻘﺎ
ﻓﻲ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﻧﺻﯾﺑﮫ ﻣﻣﺎ ﺗﻧﺗﺟﮫ اﻷرض ،وﻣﺛﺎل ذﻟك أﯾﺿﺎ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻛون ﻓﯾﮭﺎ اﻟﻌﻘﺎر
ﻣﻛﺗرى ﻟﻠﻐﯾر ،ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺣق ﻟﻠورﺛﺔ ﺗﺳﻠم ﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﻛراء واﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﮭﺎ ،ﯾﺳﺗوي ﻓﻲ اﻟﺣﻛم ﺗﻘﯾﯾدھم
ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري أو ﻋدم ﺗﻘﯾﯾدھم ﺑﮫ.
ﻛذﻟك ﯾﺣق ﻟﻠورﺛﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﻘﯾدﯾن ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري أن ﯾﻘوﻣوا ﺑﺈﻛراء اﻟﻌﻘﺎر اﻟذي آل إﻟﯾﮭم
ﻣن ﻣوروﺛﮭم إﻟﻰ اﻟﻐﯾر ،ﻟﻼﺳﺗﻔﺎدة ﻣن رﯾﻌﮫ ،وﻟﮭم أن ﯾﻣﻧﺣوه ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻌﺎرﯾﺔ إﻟﻰ ﻏﯾر
ذﻟك ﻣن ﺻور اﻻﻧﺗﻔﺎع ﺑﺎﻟﻌﻘﺎر.
وﻣن ﻣﻧطﻠق اﻋﺗﺑﺎر اﻟورﺛﺔ ﻣﺎﻟﻛﯾن ﻟﻌﻘﺎر ﻣورﺛﮭم وﻟو ﻗﺑل ﺗﻘﯾﯾد إراﺛﺗﮭم ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري
ﻓﺈﻧﮭم ﯾﻛوﻧون ﻣﺳؤوﻟﯾن ﻋن اﻷﺿرار اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺑﺑﮭﺎ ﻟﻠﻐﯾر وذﻟك ﻓﻲ إطﺎر ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻣﺎﻟك
اﻟﺑﻧﺎء اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻔﺻل 89ﻣن ق.ل.ع.
2ـ ﺻﻔﺔ اﻟورﺛﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ ﺑﺷﺄن اﻟﻌﻘﺎر
ﻣن اﻟﺛﺎﺑت ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ أن اﻟﺻﻔﺔ ﺷرط ﻻزم ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟدﻋوى .وھذا
اﻟﺷرط ذو طﺑﯾﻌﺔ آﻣرة ﻣﺗﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻋدة اﻟﻣﻘررة ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول ﻣن
اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣذﻛور ،وﻋﻧد ﺗﺧﻠﻔﮭﺎ ﯾﻧذر اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟطرف ﺑﺈﺻﻼح اﻟﻣﺳطرة ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ ﻋدم
ﻗﺑول اﻟدﻋوى.
وﻣن ﺗم ﻓﺎﻟﺳؤال اﻟذي ﯾطرح ھﻧﺎ ھو ھل ھﻧﺎك ﺗﻼزم ﺑﯾن إﺛﺑﺎت ﺻﻔﺔ اﻟورﺛﺔ وﺗﻘﯾﯾدھم
ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري؟ وھل ھذا اﻟﺗﻼزم ﯾﻣﺛل ﻗﺎﻋدة ﻋﺎﻣﺔ ﺗطﺑق ﺑﺷﺄن ﺟﻣﯾﻊ اﻟدﻋﺎوى اﻟﻣرﻓوﻋﺔ
ﻣن طرف اﻟورﺛﺔ؟
ﻟﻘد اﻧﺗﮭﯾﻧﺎ ﻓﻲ ﺗﺣﻠﯾﻠﻧﺎ اﻟﺳﺎﺑق إﻟﻰ ﺣﻘﯾﻘﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ھﺎﻣﺔ وھﻲ أن اﻟﻣﺷرع ﻟم ﯾﻠزم اﻟورﺛﺔ
ﺑﺗﻘﯾﯾد إراﺛﺗﮭم ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﻛﺷرط ﻻﻧﺗﻘﺎل اﻟﺗرﻛﺔ ﻟﮭم ،ﻓﺎﻟﻔﺻل 65ﻣن ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ
اﻟﻌﻘﺎري ﺗﻛﻠم ﻋن اﻷﺛر اﻹﻧﺷﺎﺋﻲ ﻟﻠﻘﯾد ﻓﻲ اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﻓﻘط ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻼﺗﻔﺎﻗﺎت اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﺑﯾن
اﻷﺣﯾﺎء ،ﺳواء ﻛﺎﻧت ﻣﺟﺎﻧﯾﺔ أو ﺑﻌوض ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻌن طرﯾق اﻻﺳﺗﺑﻌﺎد ﻓﺎﻟﻣﺷرع ﻟم ﯾﻌﻠق
اﻛﺗﺳﺎب اﻟورﺛﺔ ﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻌﻘﺎر اﻟذي ﺧﻠﻔﮫ ﻣورﺛﮭم ﻋﻠﻰ ﺷرط ﺗﻘﯾﯾدھم ﻓﻲ اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري،
وإن ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﺻل 82ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون ﺗؤﻛد ھذا اﻟﻣﻌﻧﻰ ﻓﻘد ﻋﺑر ﺑﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
"ﻟﺗﻘﯾﯾد اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻹرث ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟورﺛﺔ أو اﻟﻣوﺻﻰ ﻟﮭم أن
ﯾﻘدﻣوا ﻟﻠﻣﺣﺎﻗظ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ طﻠﺑﺎ ﻟﻠﺗﻘﯾﯾد ﻣدﻋﻣﺎ ﺑﻛل اﻟوﺛﺎﺋق اﻟﻣﺛﺑﺗﺔ ﻻﻧﺗﻘﺎل اﻟﺣق
ﻟﻔﺎﺋدﺗﮭم ﺑﺻﻔﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ.
ﯾﺟب أن ﯾﺗﺿﻣن اﻟطﻠب اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 69ﻣن ھذا اﻟﻘﺎﻧون.
ﯾﺟب أن ﺗﻧص اﻟوﺛﺎﺋق اﻟﻣﺛﺑﺗﺔ ﻻﻧﺗﻘﺎل اﻟﺣق ﻋﻠﻰ ﻧﺻﯾب ﻛل واﺣد ﻣن اﻟورﺛﺔ
واﻟﻣوﺻﻰ ﻟﮭم".
وھو ﻣﺎ ﯾﻔﯾد أن اﻟورﺛﺔ ﻟﯾﺳوا ﻣﺟﺑرﯾن ﻋﻠﻰ ﺗﻘﯾﯾد إراﺛﺗﮭم ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،ﺑل ھم
ﯾﻣﻠﻛون اﻟﺧﯾﺎر ﻓﻲ ذﻟك ﻷن اﻟﻣﺷرع ﻋﻠق ﺗﺳﺟﯾﻠﮭم ﻋﻠﻰ رﻏﺑﺗﮭم ﻓﻲ إﺟراﺋﮫ وﺑذﻟك ﯾﻛون
ھذا اﻟﻣوﻗف اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ﻣﻧﺳﺟﻣﺎ ﻣﻊ ﻣوﻗف ﻣﺷرع ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 323اﻟﺗﻲ
اﻋﺗﺑرت أن اﻹرث ھو اﻧﺗﻘﺎل أﻣوال اﻟﺗرﻛﺔ ﻣن اﻟﺳﻠف إﻟﻰ اﻟوارث ﺑﻌد اﻟوﻓﺎة.
37
وﻋﻠﯾﮫ ﯾﻛون اﻟﻣﺑدأ أن ﺛﺑوت ﺻﻔﺔ اﻟورﺛﺔ ﻻ ﺗﺳﺗﻠزم ﺗﻘﯾﯾدھم ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري وﻻ ﺗﺗوﻗف
ﻋﻠﯾﮫ .وﯾﻛﻔﯾﮭم ﻹﺛﺑﺎت ﺻﻔﺗﮭم ﻓﻲ اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ أن ﯾدﻟوا ﺑﺷﮭﺎدة ﻋﻘﺎرﯾﺔ ﺗﺗﺿﻣن ﺟرﯾﺎن ﻣﻠﻛﯾﺔ
اﻟﻌﻘﺎر ﻋﻠﻰ اﺳم ﻣورﺛﮭم وﺑﺈراﺛﺔ ﺗﺗﺿﻣن اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ ﺻﻔﺗﮭم ﻛورﺛﺔ ﻟﻠﮭﺎﻟك.
وﻟﻠﺗدﻟﯾل ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﺈﻧﻧﺎ ﺳﻧﻌرض ﻷﻣﺛﻠﺔ ﻟﺛﻼث دﻋﺎوى :أوﻟﮭﺎ اﻟدﻋﺎوى اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن
اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻛراء اﻟﻌﻘﺎر ﻣﺣل اﻟﺗرﻛﺔ ،وﺛﺎﻧﯾﮭﻣﺎ دﻋوى طرد اﻟﻣﺣﺗل ﻟﻠﻌﻘﺎر ﺑدون
ﺳﻧد ودﻋوى ﻣطﺎﻟﺑﺗﮫ ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻟﺣرﻣﺎن ﻣن اﻻﺳﺗﻐﻼل ،وﺛﺎﻟﺛﮭﺎ دﻋوى اﻟﺷﻔﻌﺔ ،ﻋﻠﻰ
أن ﻧرﺟﺄ اﻟﺣدﯾث ﻋن دﻋوى اﻟﻘﺳﻣﺔ إﻟﻰ اﻟﻔﻘرة اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ﻷﻧﮭﺎ ﺗﻌرف ﺑﻌض اﻟﺧﺻوﺻﯾﺎت.
ﻓﺎﻟﻛراء اﻟﻣﺑرم ﻣن طرف اﻟﻣورث ﯾﺳﺗﻣر ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ ورﺛﺗﮫ ﻣن ﺑﻌده ،وﻻ ﯾﻧﺗﮭﻲ ﺑوﻓﺎة
أﺣد طرﻓﯾﮫ إﻻ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻷﻛرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻣﺣﻠﮭﺎ ﻋﻘﺎر ﻣﺣﺑس ،واﺳﺗﻣرارﯾﺔ ﻋﻘد اﻟﻛراء ﺑﻌد وﻓﺎة
اﻟﻣﻛري أو اﻟﻣﻛﺗري ﻻ ﺗﺗوﻗف ﻋﻠﻰ ﺗﺳﺟﯾﻠﮭم ﺑﮭذه اﻟﺻﻔﺔ ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري .وھﻛذا ﻓورﺛﺔ
اﻟﻣﻛري ﯾظﮭرون ﺑﻣظﮭر اﻟﻣﺎﻟك ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎر اﻟﻣﻛﺗرى ﺑﻣﺟرد وﻓﺎة ﻣورﺛﮭم ،وﻟو ﺗﻌﻠق
اﻷﻣر ﺑﻌﻘﺎر ﻣﺣﻔظ ،وﻟذﻟك ﻓﮭم ﯾﻌﺎﻣﻠون ﺑﮭذه اﻟﺻﻔﺔ ﺣﺗﻰ ﻗﺑل ﺗﻘﯾدھم ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري.
وﻋﻠﯾﮫ ﯾﻛﻔﯾﮭم اﻹدﻻء ﻟﻠﻣﻛﺗري ﺑﻣﺎ ﯾﻔﯾد ﺻﻔﺗﮭم اﻹرﺛﯾﺔ ﻟﯾطﺎﻟﺑوه ﺑﺎﻟوﻓﺎء ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎﺗﮫ ﻛﻣﻛﺗري،
ﻓﻠﮭم ﻗﺑل اﻟﺗﻘﯾﯾد أن ﯾﻘﺎﺿوه ﻣن أﺟل اﻟوﻓﺎء ﺑﺄﺟرة اﻟﻛراء ،وﻟﮭم اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﻔﺳﺦ
ﻋﻘد اﻟﻛراء ،أواﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺈﻓراغ اﻟﻣﻛﺗري ﻧﺗﯾﺟﺔ إﺧﻼﻟﮫ ﺑﺄﺣد اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ ﻓﻲ ﺣﻘﮫ
ﻗﺎﻧوﻧﺎ.
أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟدﻋوى اﻟطرد ﻟﻼﺣﺗﻼل ،ﻓﮭﻲ أﯾﺿﺎ ﯾﺟري ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻣﺎ ﯾﺟري ﻋﻠﻰ دﻋوى
اﻹﻓراغ اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن ﻓﺳﺦ ﻋﻘد اﻟﻛراء ،إذ ﻻ ﯾﺷﺗرط ﻓﻲ اﻟورﺛﺔ وﺟوب ﺗﺳﺟﯾل إراﺛﺗﮭم
ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﻹﺛﺑﺎت ﺻﻔﺗﮭم ﻓﻲ طرد ﻣﺣﺗل اﻟﻌﻘﺎر ﺑدون ﺳﻧد ﻣﺷروع ،ﻓﺗﻣﻠﻛﮭم ﻟﻠﻌﻘﺎر
ﯾﺛﺑت ﻣﻧذ ﺗﺎرﯾﺦ وﻓﺎة ﻣورﺛﮭم اﻟﻣﻘﯾد اﻟﻌﻘﺎر ﺑﺎﺳﻣﮫ ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﯾﻛون ﻟﮭم
وﺣدھم ودون ﻏﯾرھم اﻟظﮭور ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎر ﺑﻣظﮭر اﻟﻣﺎﻟك ،اﻟﺷﻲء اﻟذي ﯾﻌطﯾﮭم ﺻﻼﺣﯾﺔ
ﻣﺑﺎﺷرة اﻟﺣﻘوق اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ وھﻲ اﻻﺳﺗﺋﺛﺎر ﺑﺎﻟﻌﻘﺎر واﺳﺗﻐﻼﻟﮫ ،وھو ﻣﺎ ﯾﻌطﻲ
ﻟﻠورﺛﺔ ﺳﻠطﺔ اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺎرھم اﻟذي آل إﻟﯾﮭم ﻋن طرﯾق اﻟﻛراء ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ
ﺑطرد ﻛل ﻣن ﯾﺗواﺟد ﻓﯾﮫ ﺑدون ﺳﻧد ﻣﺷروع.
وﯾﺗﻔرع ﻋن دﻋوى اﻟطرد ﻟﻼﺣﺗﻼل ﺑدون ﺳﻧد ﻣﺷروع دﻋوى ﺛﺎﻧﯾﺔ وھﻲ دﻋوى
اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻟﺣرﻣﺎن ﻣن اﻻﺳﺗﻐﻼل ،وھﻲ ﺗﻠك اﻟدﻋوى اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺗﺑر ﻓﯾﮭﺎ ﻣﺎﻟك
اﻟﻌﻘﺎر أﻧﮫ ﺗﺿرر ﻣن ﺟراء اﻟﻔﻌل اﻟﻼﻣﺷروع اﻟﻼﺣق ﺑﮫ ﻣن اﻟﻣﺣﺗل واﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻗﯾﺎﻣﮫ
ﺑﺎﻻﻧﺗﻔﺎع ﺑﺎﻟﻌﻘﺎر ﺑدون ﻣﺑرر ﻣﺷروع .ﻓﺣق اﻟﻣﺎﻟك ھﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ﻏﯾر ﻣﺗوﻗف
ﻋﻠﻰ ﺿرورة ﻗﯾد اﻟورﺛﺔ ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،ﺑل ﯾﺣق ﻟﮭم اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض وﻟو ﻟم ﯾﺳﺟﻠوا
إراﺛﺗﮭم ﺑﮫ.
وإﻟﻰ ﺟﺎﻧب ھذه اﻟدﻋﺎوي ،ﻧﺟد ﺑﻌض اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺎت اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑدﻋوى اﻟﺷﻔﻌﺔ،
ﻓﻣن اﻟﻣﻌﻠوم أﻧﮫ رﻓﻌﺎ ﻟﻠﺿرر اﻟﻧﺎﺗﺞ ﻋن دﺧول ﺷرﯾك أﺟﻧﺑﻲ ،ﻓﺈن اﻟﻔﻘﮫ اﻹﺳﻼﻣﻲ ،وﺗﺑﻌﮫ
ﻓﻲ ذﻟك اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ ،ﻗد أﻋطﯾﺎ ﻟﻠﺷرﯾك ﺣق ﺷﻔﻌﺔ اﻟﺣﺻﺔ اﻟﺗﻲ ﺑﺎﻋﮭﺎ ﺷرﯾﻛﮫ
اﻷﺟﻧﺑﻲ ،أي أﺧذ اﻟﺣﺻﺔ اﻟﺗﻲ اﺷﺗراھﺎ ھذا اﻷﺧﯾر ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑل أداء ﺛﻣن وﻣﺻﺎرﯾف اﻟﺷراء
واﻟﺗﺣﺳﯾﻧﺎت اﻟﻣدﺧﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎر .ﻓﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺣق اﻟﻣذﻛور ﻏﯾر ﻣﺗوﻗف ﻋﻠﻰ ﺗﻘﯾﯾد اﻟﺷﻔﯾﻊ
ﻹراﺛﺗﮫ ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،طﺎﻟﻣﺎ أن اﻟﻣطﻠوب ﻓﻲ اﻟﺷﻔﻌﺔ ھو أﺧذ اﻟﺣﺻﺔ اﻟﺗﻲ آﻟت إﻟﻰ
اﻟﻣﺷﻔوع ﻣﻧﮫ.
38
ﻛﻣﺎ أن دﻋوى اﻟﺷﻔﻌﺔ ﺗطرح إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ أﺧرى ﺗرﺗﺑط ﺑﺎﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﻓﯾﮭﺎ اﻟﻣﺷﺗري
اﻟﺟدﯾد ﺑﺗﻘﯾﯾد اﻟﺣﺻﺔ اﻟﺗﻲ اﺷﺗراھﺎ ﻗﺑل ﺗﻘﯾﯾد اﻟورﺛﺔ ﻹراﺛﺗﮭم ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،وواﻗﻊ اﻟﺣﺎل
أن وﻓﺎة ﻣورث ھؤﻻء اﻟﻣذﻛورﯾن أﺧﯾرا ﻗد ﺗﻣت ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ ﺳﺎﺑق ﻋﻠﻰ ﺗﻣﻠﻛﮫ ﻟﻠﻌﻘﺎر ،وﻋﻠﯾﮫ
ﻓﺎﻟﺳؤال اﻟﻣطروح ھﻧﺎ ھو ھل ﯾﺣق ﻟﻠورﺛﺔ ﻣﺑﺎﺷرة اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﺷﻔﻌﺔ ﻗﺑل أن ﯾﻘﯾدوا إراﺛﺗﮭم
ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري؟
ﻧﻌﺗﻘد أن ﺣل ھذه اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ ﯾﻘﺗﺿﻲ ﻣﻧﺎ اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن ﺣﺎﻟﺗﯾن ﺗﺑﻌﺎ ﻟﻣﺻدر اﻟﺣق ﻓﻲ
اﻟﺷﻔﻌﺔ ،أوﻟﮭﻣﺎ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺛﺑت ﻓﯾﮭﺎ اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﺷﻔﻌﺔ ﻟﻠورﺛﺔ ﻣﺑﺎﺷرة ،وﺛﺎﻧﯾﮭﻣﺎ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ
ﯾﺗﻠﻘﻰ ﻓﯾﮭﺎ اﻟورﺛﺔ ھذا اﻟﺣق ﻋن ﻣورﺗﮭم.
ﯾﻘول اﻷﺳﺗﺎذ ﻣﺣﻣد ﺑوﺣﺳوي ﺑﺧﺻوص اﻟﺷق اﻷول ﻣن اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣذﻛورة:
"إن اﻟوارث ﻏﯾر اﻟﻣﺳﺟل ﺣﻘﮫ ﻓﻲ اﻟﺳﺟل اﻟﻌﻘﺎري ﻻ ﯾﻣﻛﻧﮫ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺣق اﻟﺷﻔﻌﺔ إذا
ﻛﺎن اﻟﻣوروث ﻟﮫ ﺣﺻﺔ ﺷﺎﺋﻌﺔ ،وﻛﺎن ﺷرﯾك اﻟﻣورث ﻗد ﺑﺎع ﺣﺻﺗﮫ إﻟﻰ اﻟﻐﯾر ،وﻗﺎم ھذا
اﻟﻐﯾر ﺑﺗﺳﺟﯾﻠﮭﺎ ﺑﺎﺳﻣﮫ ،وذﻟك ﻷن اﻟﻘﺿﺎء ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻌﻘﺎرات اﻟﻣﺣﻔظﺔ ﻻ ﯾﻌﺗد ﺑﻣﻠﻛﯾﺔ
اﻟﺷرﯾك ﺻﺎﺣب ﺣق اﻟﺷﻔﻌﺔ إﻻ إذا ﻛﺎن ﺣﻘﮫ ﻣﺳﺟﻼ ﻓﻲ اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،ﻛﻣﺎ أﻧﮫ ﻻ ﯾﻌﺗرف
ﺑﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻣﺷﺗري ﺑﺻﻔﺗﮫ وارﺛﺎ ﻏﯾر ﻣﺳﺟل ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻻ ﯾﻣﻛن ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺷﻔﻌﺔ ﺿد ھذا
اﻟﻣﺷﺗري ﻣن ﻗﺑل ﺑﺎﻗﻲ اﻟورﺛﺔ ،إﻻ اﺑﺗداء ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﺳﺟﯾل ﺣﺻﺗﮫ اﻟﺷراﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺳﺟل
اﻟﻌﻘﺎري ،وذﻟك ﻻ ﯾﺗﺣﻘق إﻻ ﺑﺗﺳﺟﯾﻠﮭم ﺣﺻﺻﮭم اﻹرﺛﯾﺔ ﺛم ﺷراء اﻟﻣﺷﺗري ﺛم ﻣﻣﺎرﺳﺔ
ﺣق اﻟﺷﻔﻌﺔ ﺿده".
وﻣﻊ اﺣﺗراﻣﻧﺎ اﻟﺷدﯾد ﻟوﺟﮭﺔ ﻧظر اﻷﺳﺗﺎذ اﻟﻛرﯾم ،ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻻ ﻧﺳﺎﯾره ﻓﻲ اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺗﻲ
ﺧﻠص إﻟﯾﮭﺎ واﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟذي ﺗوﺻل ﺑﮫ إﻟﻰ ﺗﺑرﯾر وﺟﮭﺔ ﻧظره ،وﻟذﻟك ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻧؤﻛد ﻣﺑدﺋﯾﺎ أﻧﮫ
ﯾﺛﺑت ﻟﻠوارث اﻟﺣق ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺷﻔﻌﺔ وﻟو ﻟم ﯾﻛن ﻗﯾد ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،وﻣؤﯾدﻧﺎ ﻓﻲ ذﻟك
ﻣﺎ ﻗررﻧﺎه ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻣن أن اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ وﺧﻼﻓﺎ ﻟﻣﺑدأ اﻷﺛر اﻹﻧﺷﺎﺋﻲ ﻟﻠﻘﯾد ﻓﻲ اﻟرﺳم
اﻟﻌﻘﺎري ﻓﺈﻧﮫ ﻟم ﯾرﺑط اﻧﺗﻘﺎل ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻌﻘﺎر ﻟﻠوارث ﺑﺷرط اﻟﺗﺳﺟﯾل اﻟذي ﺗﻧﺣﺻر إﻟزاﻣﯾﺗﮫ
ﻓﻘط ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﻣﺑرﻣﺔ ﺑﯾن اﻷﺣﯾﺎء .ﻓﻲ ﺣﯾن أن اﻟورﺛﺔ ﯾﻣﻠﻛون اﻟﺧﯾﺎر اﻟﻣطﻠق
ﻓﻲ ﺗﻘﯾﯾد إراﺛﺗﮭم ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري أو ﻋدم ﺗﻘﯾﯾدھﺎ ،ﺑدﻟﯾل أن اﻟﻔﺻل 82ﻣن ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ
اﻟﻌﻘﺎري اﻟﻣذﻛور ﻋﻠق ذﻟك ﻋﻠﻰ ﻣﺣض رﻏﺑﺗﮭم ،وﻟذﻟك ﻓﺻﻔﺔ اﻟوارث ﻛﻣﺎﻟك ﻋﻠﻰ اﻟﺷﯾﺎع
ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺎر اﻟﻣدﻋﻰ ﻓﯾﮫ ﺗﻛون ﺛﺎﺑﺗﺔ ﺑﻣﺟرد اﻟوﻓﺎة وﻟو ﻗﺑل ﺗﻘﯾﯾد اﻹراﺛﺔ .ﻋﻠﻣﺎ أن ﺻﻔﺔ
اﻟﺷرﯾك ھﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺧول ﻟﻠﺷﻔﯾﻊ ﺳﻠطﺔ وﺣق ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺷﻔﻌﺔ ،وﻻ ﯾﻌﺎرض أﺛﻧﺎء ﻣﻣﺎرﺳﺗﮫ
ﻟﮭﺎ ﺑﺎﻧﻌدام ﺻﻔﺗﮫ ﻟﻌدم ﻗﯾد إراﺛﺗﮫ ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،ﻷن ﻣﺣل اﻟﺷﻔﻌﺔ ھو اﻟﺣﺻﺔ اﻟﻣﺑﯾﻌﺔ
اﻟﺗﻲ آﻟت ﻟﻠﻣﺷﺗري اﻟﻣﺷﻔوع ﻣﻧﮫ وﻟﯾس اﻟﺣﺻﺔ اﻟﻣﻣﻠوﻛﺔ ﻟﻠوارث اﻟﺷﻔﯾﻊ.
وﯾﺗﻔرع ﻋﻣﺎ ذﻛر إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ أﺧرى ﺗرﺗﺑط ﺑﺎﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﻓﯾﮭﺎ اﻟﻣﺷﺗري اﻟﺟدﯾد ﺑﺗﻘﯾﯾد
اﻟﺣﺻﺔ اﻟﺗﻲ اﺷﺗراھﺎ ﻗﺑل ﺗﺳﺟﯾل اﻟورﺛﺔ ﻹراﺛﺗﮭم ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،وواﻗﻊ اﻟﺣﺎل أن وﻓﺎة
ﻣورث ھؤﻻء اﻟﻣذﻛورﯾن أﺧﯾرا ﻗد ﺗﻣت ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ ﺳﺎﺑق ﻋﻠﻰ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺷراء ،ﻓﮭل ﯾﻣﻧﻊ
ﻋﻠﻰ اﻟورﺛﺔ ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﺷﻔﻌﺔ ﺑﻌﻠﺔ أن ﺗﻣﻠﻛم ﻗد ﺟﺎء ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ ﻻﺣق ﻟﺗﻣﻠك
اﻟﻣﺷﺗري اﻟﻣﺷﻔوع ﻣﻧﮫ ﻟﻛوﻧﮫ أﺳﺑق ﻣﻧﮭم ﺗﻘﯾﯾدا؟
39
ﻧﻌﺗﻘد أن اﻟﺟواب ﺑﺎﻟﻧﻔﻲ ،ﻓﺗراﺧﻲ اﻟورﺛﺔ ﻓﻲ ﺗﻘﯾﯾد إراﺛﺗﮭم ﻻ ﯾﻔﻘدھم رﺗﺑﺔ ﺗﻣﻠﻛﮭم ،إذ
ﯾﻌﺗﺑرون ﻣﺎﻟﻛﯾن ﻣﻧذ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟوﻓﺎة ،وﻣن ﺗم ﯾﻛون ﻟﮭم ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺷﻔﻌﺔ ﺿد ﻣن ﺗﻘﯾﯾد ﻓﻲ
ﺗﺎرﯾﺦ ﻻﺣق ﻋﻠﻰ وﻓﺎة ﻣورﺛﮭم.
أﻣﺎ ﺑﺧﺻوص اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ وھﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌﻠق ﺑوﻓﺎة اﻟﺳﻠف ﻗﺑل ﻣﻣﺎرﺳﺗﮫ ﻟﺣق اﻟﺷﻔﻌﺔ
ﻓﺈن ھذا اﻟﺣق ﯾﻧﺗﻘل إﻟﻰ اﻟورﺛﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرھم ﺗﻠﻘوه ﻋن ﻣورﺛﮭم ،ﺑﺷرط أن ﯾﻣﺎرﺳوا ﺣﻘﮭم ﻓﻲ
اﻟﺷﻔﻌﺔ داﺧل اﻷﺟل اﻟﻣﺗﺑﻘﻲ ،أي اﻷﺟل اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺷﻔﻌﺔ ﺑﻌد ﺧﺻم اﻟﻣدة اﻟﺗﻲ اﻧﻘﺿت ﻓﻲ
ﺣق اﻟﺳﻠف ،وﻓﻲ ھذا اﻹطﺎر ﻋﻠل اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ أﺣد ﻗراراه ﺑﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
"ﯾﺣق ﻟﻠورﺛﺔ اﻟذﯾن ﻗﯾدوا ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎر اﻟﻣﺣﻔظ ﻣﺎ ﻧﺎﺑﮭم ﻓﯾﮫ ﻣن ﻣﻠﻛﯾﺔ ﻋن طرﯾق
اﻹرث ،اﺳﺗﻌﻣﺎل ﺣق اﻟﺷﻔﻌﺔ ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ اﻟﻣﺷﺗرﯾن ﻟواﺟب ﺷﺧص ﻛﺎن ﯾﻣﻠك ﻣﻊ اﻟﻣورث
ﻋﻠﻰ اﻟﺷﯾﺎع ،وﻗﯾدوا ھذا اﻟﺷراء ﻋﻠﻰ ﻧﻔس اﻟﻌﻘﺎر ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ ﺳﺎﺑق ﻋﻠﻰ ﺗﻘﯾﯾد اﻹراﺛﺔ ،ﻣﺎدام
اﺳﺗﻌﻣﺎل ﺣق اﻟﺷﻔﻌﺔ ﺗم داﺧل اﻷﺟل اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ،وذﻟك طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺑدأ اﻟﻘﺎﺋل ﻣن ﻣﺎت ﻋن ﺣق
ﻓﻠوارﺛﮫ وﯾﺗﻧزل ﻣﻧزﻟﺗﮫ".
3ـ ﺣق اﻟورﺛﺔ ﻓﻲ اﻟطﻌن ﻓﻲ اﻟﺣﻛم اﻟﺻﺎدر ﺿد ﻣورﺛﮭم
اﺷﺗرط ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻟﺻﻔﺔ ﻟﻣﺑﺎﺷرة أي ﻋﻣل إﺟراﺋﻲ ،إذ ﺗﻌﺗﺑر اﻟﺻﻔﺔ
واﺣدة ﻣن أھم اﻟﺷروط اﻟﻣﺣددة ﻟﻘﺑول اﻟﻌﻣل اﻹﺟراﺋﻲ ،ﺑﺣﯾث إن ﻛل دﻋوى وﻛل دﻓﻊ ﻻ
ﯾﻘﺑل إﻻ ﻣن طرف ذي ﺻﻔﺔ ،وھﻛذا ﻓﻘد ﻧص اﻟﻔﺻل اﻷول ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣذﻛور ﻋﻠﻰ أﻧﮫ
ﻻ ﯾﺻﺢ اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ إﻻ ﻣﻣن ﻟﮫ اﻟﺻﻔﺔ ﻹﺛﺑﺎت ﺣﻘوﻗﮫ ،وﺷرط اﻟﺻﻔﺔ ﻣن اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ،وﻣن ﺗم
ﻓﺎﻟﻘﺎﺿﻲ أو اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﯾﻣﻠﻛﺎن ﺳﻠطﺔ إﺛﺎرﺗﮫ ﺑﺻﻔﺔ ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺔ.
واﻟﺻﻔﺔ ﻛﻣﺎ ھﻲ ﺷرط ﻹﻗﺎﻣﺔ اﻟدﻋوى ،ﻓﮭﻲ ﺷرط ﻟﻣﺑﺎﺷرة طرق اﻟطﻌن ﻓﯾﮫ ،ﺑﺣﯾث ﻻ
ﯾﺟوز اﻟﺗظﻠم ﺿد اﻟﺣﻛم إﻻ ﻣﻣن ﻛﺎن طرﻓﺎ ﻓﯾﮫ ،وھو ﻣﺎ ﯾﻧﺳﺟم ﻣﻊ اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗﻘرر ﻣﺑدأ ﻧﺳﺑﯾﺔ آﺛﺎر اﻟﺣﻛم ،ﺑﻣﻌﻧﻰ أن اﻟﺣﻛم ﻻ ﯾﻧﻔﻊ وﻻ ﯾﺿر إﻻ ﻣن ﻛﺎن طرﻓﺎ ﻓﯾﮫ ،ﻓﮭو
ﻻ ﯾﻣس ﺑﺣﻘوق اﻷﻏﯾﺎر ،وﻟذﻟك ﻓﺎﻟطﻌن ﻓﯾﮫ ﻟم ﯾﻛن ﺟﺎﺋزا إﻻ ﻣن ﻗﺑل أطراﻓﮫ ﺣﺻرا ،ﻋﻠﻣﺎ
أﻧﮫ ﯾﻌﺗﺑر ﻓﻲ ﺣﻛم اﻷطراف ﺧﻠﻔﺎﺋﮭم اﻟﻌﺎﻣﯾن واﻟﺧﺎﺻﯾن ،واﻧﺳﺟﺎﻣﺎ ﻣﻊ اﻟﻣوﺿوع ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻟن
ﻧﻌﺎﻟﺞ وﺿﻌﯾﺔ اﻟﺧﻠف اﻟﺧﺎص ،ﺑل ﺳﻧﻘﺗﺻر ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻋﻠﻰ وﺿﻌﯾﺔ اﻟورﺛﺔ.
ﻓﺈذا ﺗوﻓﻲ اﻟطرف ﺑﻌد ﺻدور اﻟﺣﻛم ﻓﺈن ﺣق اﻟطﻌن ﻓﻲ اﻟﺣﻛم ﯾﻧﺗﻘل ﻟورﺛﺗﮫ ﻣن ﺑﻌده،
وﻣن ﺗم ﻓﮭل إﺛﺑﺎت اﻟورﺛﺔ ﻟﺻﻔﺗﮭم ﯾﺗوﻓق ﻟزوﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﯾﯾد إراﺛﺗﮭم ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري؟
ﻧﻌﺗﻘد أن اﻟﺟواب ﺑﺎﻟﻧﻔﻲ ،ﻓﺻﻔﺔ اﻟورﺛﺔ ﯾﻛﺗﺳﺑوﻧﮭﺎ ﺑﻘوة اﻟﻘﺎﻧون ،وﻟو ﻗﺑل ﺗﻘﯾﯾد إراﺛﺛﮭم
ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،وﻗد ﺗواﺛرت ﻗرارات ﻗﺿﺎء اﻟﻧﻘض ﻋﻠﻰ ﺗﺑﻧﻲ ھذا اﻟﻣوﻗف ،ﻓﻘد ﺟﺎء ﻓﻲ
ﻗرار ﻟﮫ ﺑﺗﺎرﯾﺦ 7ﻣﺎرس :1995
"ﺣﻘﺎ ﻣﺎ ﻋﺎﺑﮫ اﻟطﺎﻋﻧون ﻋﻠﻰ اﻟﻘرار اﻟﻣطﻌون ﻓﯾﮫ ﻣن ﻛوﻧﮫ ﻗﺿﻰ ﺑﻌدم ﻗﺑول اﺳﺗﺋﻧﺎﻓﮭم
ﻟﻠﺣﻛم ﻋدد 389ﻻﻧﻌدام ﺻﻔﺗﮭم ﺑﺳﺑب ﻋدم ﺗﺳﺟﯾل إراﺛﺔ ﻣورﺛﮭم ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري
اﻟﻣذﻛور ،ﻣﻊ أن ﻣﺟرد إﺛﺑﺎﺗﮭم ﻟﺻﻔﺗﮭم اﻹرﺛﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﮭﺎﻟك ﻣورﺛﮭم اﻟﻣذﻛور اﻟﻣﺣﻛوم ﺿده
ﺑﺎﻟﺣﻛم اﻟﻣذﻛور ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻹراﺛﺔ اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﮭﺎ ﯾﺧوﻟﮭم وﺣده ﺣق اﻟطﻌن ﺑﺎﻻﺳﺗﺋﻧﺎف ﻓﻲ ذﻟك
اﻟﺣﻛم وﻟو ﻟم ﺗﻘﯾد اﻹراﺛﺔ ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري إذ ﻣن ﻣﺎت ﻋن ﺣق ﻓﻠوارﺛﮫ".
40
ﻛﻣﺎ أن اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑر أن ﻣن ﺣق اﻟورﺛﺔ ﻣواﺻﻠﺔ اﻟدﻋوى ﺑﻌد وﻓﺎة ﻣورﺛﮭم
وذﻟك ﺣﺗﻰ ﻗﺑل ﺗﺳﺟﯾل إراﺛﺗﮭم ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،ﻣﻌﻠﻼ ﻗراره ﺑﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
"ﻟﻛن ردا ﻋﻠﻰ ﻣﺎ أﺛﯾر ﻓﻲ اﻟوﺳﯾﻠﺔ ﻓﺈن اﻟدﻋوى أﻗﯾﻣت ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎﻟﻛﺔ رﻗﯾﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرھﺎ
ﻣﺳﺟﻠﺔ ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري وﻟﻣﺎ ﺗوﻓﯾت أﺛﻧﺎء اﻟﻣﺳطرة ﻓﺈن إدﺧﺎل ورﺛﺗﮭﺎ ﻟﻣواﺻﻠﺔ اﻟدﻋوى
ﯾﻌﺗﺑر ﻣواﻓﻘﺎ ﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ ،وﻟﯾس ﻓﯾﮫ ﻣﺎ ﯾﺧﺎﻟف ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ
اﻟﻌﻘﺎري ﻣﺎ داﻣت اﻟدﻋوى أﺻﻼ ﻗد وﺟﮭت ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرھﺎ ﻣﺳﺟﻠﺔ ﻓﻲ اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﻓﺈن
ﻟوارﺛﮭﺎ اﻟﺻﻔﺔ واﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ﻟﻠدﻓﺎع ﻋن ﺗرﻛﺗﮭﺎ".
وﻣﻣﺎ ذﻛر ﻧﺧﻠص إﻟﻰ أن ﺻﻔﺔ اﻟورﺛﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻣواﺻﻠﺔ اﻟدﻋوى وﻣﺑﺎﺷرة طرق
اﻟطﻌن ﺑﺧﺻوص اﻟﺣﻛم اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ ﻣورﺛﮭم ﻻ ﺗﺗوﻗف ﻋﻠﻰ ﺗﻘﯾﯾد إراﺛﺗﮭم ﺑﺎﻟرﺳم
اﻟﻌﻘﺎري ،ﺑل إن ﺻﻔﺗﮭم ﺗﺛﺑت ﺑﻣﺟرد وﻓﺎة ﻣورﺛﮭم.
41
وﻻ ﻧﻣﯾل إﻟﻰ ﻣﺎ ذھب إﻟﯾﮫ اﻟرأي أﻋﻼه ،إذ ﻧﻌﺗﻘد أﻧﮫ ﯾﺟب أن ﻧﻣﯾز ﻣﺎ ﺑﯾن ﻣدى ﺻﺣﺔ
اﻟﺗﺻرف اﻟﻣﺑرم ﻣن اﻟورﺛﺔ ﻗﺑل اﻟﺗﻘﯾﯾد ،وﺑﯾن ﺗﻘﯾﯾد اﻟﻣﺷﺗري ﻟﻣﺷﺗراه ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري،
ﻓﺑﺧﺻوص ﺻﺣﺔ اﻟﺗﺻرف ﻣن ﻋدم ﺻﺣﺗﮫ ﻓﻘد اﻧﺗﮭﯾﻧﺎ ﻋﻧد ﺗﺣﻠﯾﻠﻧﺎ ﻟﻠﻣرﻛز اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠورﺛﺔ
ﺑﺧﺻوص ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻌﻘﺎر اﻟﻣﻣﻠوك ﻟﻣورﺛﮭم ﻗﯾد ﺣﯾﺎﺗﮫ إﻟﻰ ﺣﻘﯾﻘﺔ ھﺎﻣﺔ وھﻲ أن ﺗﻣﻠﻛﮭم ﻟﻠﻌﻘﺎر
ﻣوﺿوع اﻟﺗرﻛﺔ ﻻ ﯾﺗوﻗف ﻋﻠﻰ ﺗﻘﯾﯾدھم ﺑﮭذه اﻟﺻﻔﺔ ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،ﺑل إن اﻧﺗﻘﺎل ﻣﻠﻛﯾﺔ
اﻟﻌﻘﺎر إﻟﯾﮭم ﻋن طرﯾق اﻹرث ﺗﺗم ﺑﻘوة اﻟﻘﺎﻧون ﺑﻣﺟرد اﻟوﻓﺎة .وﻋﻠﯾﮫ ﻓﺈﻧﮫ ﻣﻧذ ھذا اﻟﺗﺎرﯾﺦ
ﯾدﺧل اﻟﻌﻘﺎر ﻓﻲ ذﻣﺔ اﻟﺧﻠف اﻟﻌﺎم ،وإذا ﺗﺻرف ﻓﯾﮫ ﺑﺄي ﺷﻛل ﻣن اﻷﺷﻛﺎل اﻟﻧﺎﻗﻠﺔ ﻟﻣﻠﻛﯾﺗﮫ
ﺳواء ﺗم ذﻟك ﺑﻌوض أو ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﺗﺑرع وﺑدون ﻋوض ،ﻓﺈن ﺗﺻرﻓﮫ ﯾﻛون ﺻﺣﯾﺣﺎ ﻷﻧﮫ
ﺻدر ﻣن اﻟﻣﺎﻟك اﻟﺷرﻋﻲ ﻟﻠﻌﻘﺎر .وﻻ ﯾطﻌن ﻓﻲ اﻟﺗﺻرف اﻟﻣﻧﺟز ﻋﻠﻰ ھذا اﻟﻧوع ﺑﻌﻠﺔ أن
اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻟم ﯾﻘﯾد ﺑﻌد إراﺛﺗﮫ ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري .ﻓﺎﻟﺑﯾﻊ اﻟواﻗﻊ ﻋﻠﻰ ھذا اﻟﺷﻛل ﻟﯾس ﺑﯾﻌﺎ ﻟﻣﻠك
اﻟﻐﯾر ،ﻓﻼ ﺗﺟري ﻋﻠﯾﮫ ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﺻل 485ﻣن ق.ل.ع اﻟذي ﯾﻌﺗﺑر ھذا اﻟﺑﯾﻊ ﻏﯾر ﻧﺎﻓذ
ﻓﻲ ﺣق اﻟﻣﺎﻟك ﻣﺎ ﻋدا ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺗﯾن أوﻟﮭﻣﺎ إذا أﻗر اﻟﻣﻠك اﻟﺗﺻرف ،وﺛﺎﻧﯾﮭﻣﺎ إذا اﻛﺗﺳب اﻟﺑﺎﺋﻊ
ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺷﻲء اﻟﻣﺑﯾﻊ.
وﻣﻊ اﻟﺗﺳﻠﯾم ﺑﺄن اﻟﺑﯾﻊ اﻟواﻗﻊ ﻣن اﻟوارث ﻏﯾر اﻟﻣﻘﯾد ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ھو ﺑﯾﻊ ﺻﺣﯾﺢ
ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﺳﺟﯾﻠﮫ ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،ﻟﯾس ﻷن اﻟوارث اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻏﯾر ﻣﺎﻟك ،وﻟﻛن ﻋﻠﻰ أﺳﺎس
أن اﻟﺗﻘﯾﯾد ﯾﺻطدم ﺑﻘﺎﻋدة أﺻﯾﻠﺔ ﺗﺣﻛم اﻟﻘﯾد ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري وھﻲ ﻗﺎﻋدة ﺗراﺗﺑﯾﺔ اﻟﺗﻘﯾﯾدات،
وﻣﺿﻣون اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻣذﻛورة أن ﻛل ﺣق ﯾطﻠب ﺗﻘﯾده ﯾﺟب ﺗﻠﻘﯾﮫ ﻣﻣن ﯾﻛون اﻟﻌﻘﺎر أو اﻟﺣق
ﻣﻘﯾدا ﺑﺎﺳﻣﮫ ،ﺑﺣﯾث ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻘﻊ أي اﻧﻘطﺎع ﻓﻲ اﻟﺗﻘﯾﯾدات اﻟﻣﺗﻌﺎﻗﺑﺔ ،وھﻛذا ﻓﺈذا ﺧﺿﻊ
اﻟﺣق اﻟﻣﻘﯾد ﻟﻌدة اﻧﺗﻘﺎﻻت ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﻣﻛن اﻻﻛﺗﻔﺎء ﺑﺗﻘﯾﯾد اﻟﺗﺻرف اﻷﺧﯾر ﻣﺎ ﻟم ﯾﺗم ﺗﻘﯾﯾد
اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻟﮫ ﺑﻛﯾﻔﯾﺔ ﻣﺗﺳﻠﺳﻠﺔ.
2ـ ﻗﺳﻣﺔ اﻟورﺛﺔ ﻟﻌﻘﺎر ﻣﺣﻔظ آل إﻟﯾﮭم ﻋن طرﯾق اﻹرث
ﻻ ﯾﺟﺑر أﺣد ﻋﻠﻰ اﻟﺑﻘﺎء ﻓﻲ اﻟﺷﯾﺎع ،ﻗﺎﻋدة أﺻﻠﯾﺔ ﻧص ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 978
ﻣن ق.ل.ع ،ﻓﺈذا رﻓض اﻟﺷرﻛﺎء أو أﺣدھم ذﻟك ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻠﺟﺄ إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء ﻟﺟﺑر اﻟﺷرﻛﺎء ﻋﻠﯾﮭﺎ
ﻣن ﺧﻼل اﺧﺗﺻﺎﻣﮭم ﻓﻲ دﻋوى اﻟﻘﺳﻣﺔ ،وھﻲ دﻋوى ﺗرﻓﻊ ﻣن طرف ﻟﮫ ﺻﻔﺔ اﻟﺷرﯾك
ﺿد طرف ﻟﮫ ھذه اﻟﺻﻔﺔ ﻛذﻟك ،ﻓﺻﻔﺔ اﻟﺷرﯾك ھﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻌطﻲ ﻟﻛل طرف ﻣﻛﻧﺔ رﻓﻊ
دﻋوى اﻟﻘﺳﻣﺔ ﻟﻔﺎﺋدﺗﮫ أو ﺿده ،واﻟﺻﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺳﻣﺔ ﺗﺄﺗﻲ ﻣن ﺗﻣﻠك ﺟزء ﻣن اﻟﻣﺎل اﻟﻣﺷﺎع
ﻣوﺿوع اﻟﻘﺳﻣﺔ وھذه ﻣﺳﻠﻣﺔ ﻻ ﻏﺑﺎر ﻋﻠﯾﮭﺎ وﻻ ﺗطرح أي إﺷﻛﺎل ،اﻟﻠﮭم ﻣﺎ ﺗﻌﻠق ﻣﻧﮭﺎ ﺑذﻟك
اﻟﻣرﺗﺑط ﺑﻣوﺿوﻋﻧﺎ ھذا ،وھﻲ ﻣﺎ اﻟﺣﻛم إذا ﺗوﻓﻲ أﺣد اﻟﺷرﻛﺎء وﺧﻠف ورﺛﺗﮫ ﻣن ﺑﻌده ،
وﻟم ﯾﻘم ھؤﻻء ﺑﺗﻘﯾﯾد إراﺛﺗﮭم ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،ﻓﮭل ﺗﻘﺑل ﻣﻧﮭم أو ﺿدھم دﻋوى اﻟﻘﺳﻣﺔ؟
وﻛﯾف ﺗﻌﺎﻣل اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻣﻊ ھذه اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ؟
ﺗﺄﺗﻲ اﻟﺻﻌوﺑﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﺑﺧﺻوص ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻣن أﻧﮫ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻗﯾﺎم ﺷﯾﺎع ﺑﯾن اﻟورﺛﺔ
واﻟﻐﯾر ،ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺗﻌذر ﻋﻠﻰ اﻟﻣذﻛور أﺧﯾرا ﺗﻘﯾﯾد إراﺛﺔ ﺷرﯾﻛﮫ ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،وھو ﻣﺎ ﯾﻌﺗﺑر
ﻣﺎﻧﻌﺎ واﻗﻌﯾﺎ ﯾﺣول ﺑﯾﻧﮫ وﺑﯾن اﻟﺧروج ﻣن ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺷﯾﺎع ﻋن طرﯾق اﻟﻘﺳﻣﺔ ،وﻣن ﺗم ﻓﺈن ﻋدم
ﺗﻘﯾﯾد اﻟورﺛﺔ ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﺳﯾﻛون ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ إﺟﺑﺎر ﻟﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﺑﻘﺎء ﻓﻲ اﻟﺷﯾﺎع ،وﻟذﻟك ﻧﺟد
اﻷﺳﺗﺎذ ﻣﺣﻣد ﻣﮭدي اﻟﺟم ﯾﻘول ﺑﺄن آﺛﺎر ﻋدم ﺗﺳﺟﯾل اﻟورﺛﺔ ﻟﺣﺻﺻﮭم اﻹرﺛﯾﺔ ﻗد ﺗﮭم اﻟﻐﯾر
ﻛذﻟك ﻷن ﺷرﯾك اﻟﻣﺗوﻓﻲ ﻓﻲ ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻌﻘﺎر ،ﻣﺿطر إﻟﻰ اﻧﺗظﺎر ھذا اﻟﺗﺳﺟﯾل ﺣﺗﻰ ﯾﺳﺗطﯾﻊ
أن ﯾﻘﯾم اﻟدﻋوى ﻟﻘﺳﻣﺔ اﻟﻌﻘﺎر اﻟﻣﺷﺎع.
42
ﻟﻘد ﺣﺎول ﻗﺿﺎء اﻟﻧﻘض اﻟﺗﻠطﯾف ﻣن ﺣدة اﻷﺧذ ﺑﮭذا اﻟﺗوﺟﮫ ﻣن ﺧﻼل اﻟرﻛون إﻟﻰ
ﻣﻧدرﺟﺎت اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،واﻋﺗﺑﺎر أن اﻟطرف اﻟﻣﻘﯾد ﺑﮫ ھو اﻟﻣﺎﻟك اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻟﻠﻌﻘﺎر
وﯾﺳﺗﺻﺣب ﺗﻣﻠﻛﮫ ﻟﻠﻌﻘﺎر وﻟو ﻛﺎن ﻗد ﺗوﻓﻲ ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ ،ﺑﺣﯾث ﯾﻌﺗﺑر اﻟﮭﺎﻟك -دون ورﺛﺗﮫ-
ھو اﻟﻣﺎﻟك ﻟﻠﻌﻘﺎر وﺗوﺟﮫ دﻋوى اﻟﻘﺳﻣﺔ ﺿده ﺑﮭذه اﻟﺻﻔﺔ ،وﺗﻔﺎدﯾﺎ ﻟﻺﺷﻛﺎل اﻟﻧﺎﺗﺞ ﻋن ﻓﻘد
أھﻠﯾﺗﮫ ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟوﻓﺎة ﻓﻘد اﻓﺗرض اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﺑﻘﺎﺋﮫ ﻋﻠﻰ ﻗﯾد اﻟﺣﯾﺎة وطﺑق ﻋﻠﯾﮫ
أﺣﻛﺎم اﻟﻐﺎﺋب.
وﻧﻌﺗﻘد أن اﻟﺣل اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟذي ﺗﺑﻧـﺎه اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ ھـذا اﻟﻘرار ﻻ ﯾﻧﺳﺟم وﺻﺣﯾﺢ
اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻓﮭو ﻣﻌﯾب ﻣن ﻋدة وﺟوه.
اﻋﺗﺑر اﻟﻘرار اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﮫ أن اﻟﻣﺎﻟك ﻋﻠﻰ اﻟﺷﯾﺎع ﻟﻌﻘﺎر ﻣﺣﻔظ ﯾﻌد ﺑﺎﻗﯾﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﯾد
-1ﻟﻘﺪ
اﻟﺣﯾﺎة ﻣﺎ ﻟم ﺗﻘﯾد وﻓﺎﺗﮫ ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،واﻟﺣﺎل أن اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺗرﺑط اﻟوﻓﺎة ﺑواﻗﻌﺔ ﻣﺎدﯾﺔ
أو ﺑﺻدور ﺣﻛم ﺑﺎﻟﺗﻣوﯾت .وﻻ ﯾﻣﻛن اﺳﺗﺻﺣﺎب ﺑﻘﺎء اﻟﻣﻘﯾد ﻓﻲ اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﺣﯾﺎ
ﻟﻣﺟرد أن اﻟورﺛﺔ ﻟم ﯾﻘﯾدوا ﺑﮭذه اﻟﺻﻔﺔ ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،ﻓﻔﻲ ﺗﺑﻧﻲ ھذا اﻟرأي ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ
ﻟﻠﻣﻔﮭوم اﻟﺻﺣﯾﺢ ﻟﻼﺳﺗﺻﺣﺎب اﻟذي ﯾﻘﺻد ﺑﮫ اﻋﺗﻘﺎد ﻛون اﻟﺷﻲء اﻟﺛﺎﺑت ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺿﻲ أو
اﻟﺣﺎﺿر ﯾوﺟب ظن ﺛﺑوﺗﮫ ﻓﻲ اﻟﺣﺎل واﻻﺳﺗﻘﺑﺎل .وھو اﻓﺗراض ﯾﺳﺗﻣر إﻟﻰ ﺣﯾن ﺛﺑوت ﻣﺎ
ﯾﺧﺎﻟﻔﮫ ،إذ ﯾﻌطل اﻟظن ﺑﯾﻘﯾن .وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺗﻧﺎ ﻓﺈن إﻋﻣﺎل اﻻﺳﺗﺻﺣﺎب ﺑطرﯾﻘﺔ ﺻﺣﯾﺣﺔ ﯾوﺟب
وﻗف اﻋﺗﻘﺎد اﺳﺗﻣـرار اﻟوﺿﻌﯾﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ إذا ﺛﺑت ﯾﻘﯾﻧﺎ ﻣﺎ ﯾﻐﯾـرھﺎ أو ﯾﻌدﻟﮭﺎ ،واﻷﻛﯾد أن
ﺛﺑوت اﻟوﻓﺎة ﺗﻐﯾر اﻟوﺿﻌﯾﺔ اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺿﻲ وھﻲ اﻟﺣﯾﺎة.
اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻣن ﺧﻼل ھذا اﻟﺗوﺟﮫ ﺣﻛﻣﺎ ﻣﻔﺎده أن اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ اﻟﻣﻧﺟرة -2أﻗﺮ
ﺑﺎﻹرث ﻣن ﺷرﯾك ﻓﻲ ﻋﻘﺎر ﻣﺣﻔظ ﺗﻌﺗﺑر ﻏﯾر ﻣوﺟودة إن ﻟم ﺗﻘﯾد ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،وھو ﻣﺎ
ﻻ ﻧﻣﯾل إﻟﯾﮫ ،ﻷن ﻓﯾﮫ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﺻرﯾﺣﺔ ﻟﻠﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻻﻧﺗﻘﺎل اﻟﺗرﻛﺔ وﻟﻠﻘﯾد
ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،ﻓﺎﻟﻔﺻل 65ﻣن ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري ﻟم ﯾوﺟب ﺗﻘﯾﯾد اﻟورﺛﺔ ﺑﺎﻟرﺳم
اﻟﻌﻘﺎري ،وﺑذﻟك ﯾﻛون ﻗد أﻗر ﻟﻔﺎﺋدﺗﮭم اﺳﺗﺛﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ اﻷﺛر اﻹﻧﺷﺎﺋﻲ ﻟﻠﻘﯾد ﻓﻲ اﻟرﺳم
اﻟﻌﻘﺎري ،وھو اﺳﺗﺛﻧﺎء أﻛده اﻟﻣﺷرع ﻧﻔﺳﮫ وﺑﯾن ﻣﺎھﯾﺗﮫ ﻋﻧدﻣﺎ ﻧص ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 82ﻣن ﻧﻔس
اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ ﻣﺎﯾﻠﻲ" :ﻟﺗﻘﯾﯾد اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻹرث ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟورﺛﺔ أو
اﻟﻣوﺻﻰ ﻟﮭم أن ﯾﻘدﻣوا ﻟﻠﻣﺣﺎﻗظ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ طﻠﺑﺎ ﻟﻠﺗﻘﯾﯾد ﻣدﻋﻣﺎ ﺑﻛل اﻟوﺛﺎﺋق
اﻟﻣﺛﺑﺗﺔ ﻻﻧﺗﻘﺎل اﻟﺣق ﻟﻔﺎﺋدﺗﮭم ﺑﺻﻔﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ".
ﻓﻲ ﻧﺳق اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟذي ﺗﺑﻧﺎه اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻣن ﺧﻼل ﺗوﺟﮭﮫ اﻟﻣذﻛور ﻓﻘد -3اﺳﺘﺮﺳﺎﻻ
ذھب إﻟﻰ أﻧﮫ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ادﻋﺎء وﻓﺎة ﺷرﯾك دون أن ﺗﻛون وﻓﺎﺗﮫ ﻣﻘﯾدة ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﻓﺈﻧﮫ
ﯾﺗﻌﯾن ﺗوﺟﯾﮫ دﻋواه ﺿده ﻻ ﺿد ﻏﯾره ﻣﻣن ﯾدﻋون إرﺛﮫ ودون ﺗﻘﯾﯾد ﻟﺣﻘوﻗﮭم ،واﻟﺣﺎل أن
اﻟﻣﻘﯾد ﻓﻲ اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﻗد ﺗوﻓﻲ ،وﺑوﻓﺎﺗﮫ ﺗﻛون أھﻠﯾﺗﮫ ﻗد اﻧﻘﺿت .واﻧﻘﺿﺎء أھﻠﯾﺗﮫ ﯾﻣﻧﻊ
ﻣن ﻣﻘﺎﺿﺎﺗﮫ اﻋﺗﺑﺎرا ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾﺟوز ﺗوﺟﯾﮫ اﻟدﻋوى إﻻ ﻣن طرف ذي أھﻠﯾﺔ ﺿد آﺧر ﻣﺗﻣﺗﻊ
ﺑﮭﺎ .وھو اﻟﺷرط اﻟذي ﺻدر ﺑﮫ اﻟﻣﺷرع اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻹﺟراءات اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ ﺑﺣﯾث ﻧص
ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻔﺻل اﻷول ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ.
واﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﮫ ﻗد أﻛد ھذا اﻟﺗوﺟﮫ ﻓﻲ اﻟﻌدﯾد ﻣن ﻗراراﺗﮫ ﻓﻘد ﺟﺎء ﻓﻲ أﺣدھﺎ:
43
"ﺣﯾث إن اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻔﺻل اﻷول ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻻ ﯾﺻﺢ إﻻ ﻣﻣن
ﻛﺎن ﺷﺧﺻﺎ ﻣوﺟودا ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻷھﻠﯾﺔ ،واﻷھﻠﯾﺔ ﺗدور ﻣﻊ اﻟﺷﺧص وﺟودا وﻋدﻣﺎ ،واﻟطﻌن
ﺑﺎﻟﻧﻘض ﺛﺑت أﻧﮫ رﻓﻊ ﺑﺎﺳم ﻏﯾر ﻣوﺟود".
-اﻋﺗﺑر اﻟﻣﺟﻠس ﻓﻲ ھذا اﻟﺗوﺟﮫ اﻟﻣﯾت ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ اﻟﻐﺎﺋب وﻧﺻب ﻗﯾﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﻘﮫ وھو إﺟراء
4
ﻏﯾر ﺳﻠﯾم ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻹﺟراﺋﯾﺔ ،وﻟذﻟك ﻓﻘد اﻧﺗﻘد ﻣن طرف اﻟﻔﻘﮫ ،ﻓﻘد ﻋﻠق ﻋﻠﯾﮫ أﺳﺗﺎذﻧﺎ
اﻟدﻛﺗور ﻣﺣﻣد اﻟﻛﺷﺑور ﺑﻘوﻟﮫ:
"ﻧﺣن ﻧﻌرف أن ﻣﮭﻣﺔ وﻛﯾل اﻟﻐﺎﺋب ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﺑﺣث ﻋن اﻟﻐﺎﺋب واﻟدﻓﺎع ﻋن
ﻣﺻﺎﻟﺣﮫ ،ﻟﻛن ﻋﻣن ﺳﯾﺑﺣث ھذا اﻟوﻛﯾل وھو ﯾﻌرف ﻛﻣﺎ ﯾﻌرف اﻟﻘﺿﺎء أن اﻟﻣﻌﻧﻲ ﺑﺎﻷﻣر
ﻗد ﻣﺎت".
وﻧؤﯾد أﺳﺗﺎذﻧﺎ ﻓﯾﻣﺎ ذھب إﻟﯾﮫ ،ﺑﺣﯾث إن اﻟﻘﯾم ﻻ ﯾﻧﺻب ﻓﻲ ﺣق اﻟﻣﯾت ﺑل ﯾﻧﺻب ﻓﻲ
ﺣق اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ اﻟذي ﯾﻛون ﻣوطﻧﮫ أو ﻣﺣل إﻗﺎﻣﺗﮫ ﻏﯾر ﻣﻌروف ،ووظﯾﻔﺔ اﻟﻘﯾم ھﻲ
اﻟﺑﺣث ﻋن اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ ﺑﮭدف اﻟﻌﺛور ﻋﻠﯾﮫ ﻹﺧﺑﺎره ﺑوﺟود دﻋوى راﺋﺟﺔ ﺿده ،وھذه
اﻷﺣﻛﺎم أﺷﺎر إﻟﯾﮭﺎ اﻟﻣﺷرع ﺻراﺣﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﻘرﺗﯾن اﻟﺳﺎﺑﻌﺔ واﻟﺛﺎﻣﻧﺔ ﻣن اﻟﻔﺻل 39ﻣن
ق.م.م .ﻓﺎﻟﻘﯾم إذن ﯾﻧﺻب ﻓﻲ ﺣق اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ اﻟذي ﻻ زال ﻋﻠﻰ ﻗﯾد اﻟﺣﯾﺎة ﻟﯾﻌﻠم ﻣﻛﺎن
وﺟوده .وﻻ ﯾﻧﺻب ﻓﻲ ﺣق اﻟﻣﯾت ،ﻷن ھذا اﻷﺧﯾر ﻗد اﻧﻘﺿت أھﻠﯾﺗﮫ ،وﻟم ﯾﻌد ﻣن اﻟﺟﺎﺋز
أﺻﻼ ﻣﻘﺎﺿﺎﺗﮫ .ﺑل أﻛﺛر ﻣن ذﻟك ﻓﺎﻟﺳؤال اﻟﻣﺷروع ھو ﻟﻣﺎذا ﺳﺗﻌﯾن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻗﯾﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﻘﮫ
أﺻﻼ وﻣﻌﻠوم ﻟدﯾﮭﺎ أﻧﮫ ﻓﻲ ﻋداد اﻷﻣوات؟
إن اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ اﻧطﻠق ﻣن ﻣﻧطﻠﻘﺎت ﻣﺧﺗﻠف ﺑﺷﺄﻧﮭﺎ ،أدت ﺑﮫ إﻟﻰ اﻟوﺻول إﻟﻰ ﻧﺗﺎﺋﺞ
ﻏﯾر ﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﮭﺎ وﻏﯾر ﻣﻧﺳﺟﻣﺔ ﻣﻊ اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،ﻟذﻟك ﻓﻘد ﻋدل ﻋن اﻟﺗوﺟﮫ
ﻣوﺿوع اﻟﺗﻌﻠﯾق ﻓﻧﻘض ﻗرارا ﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف اﻋﺗﺑرت ﻓﯾﮫ أن اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻘﯾد ﻓﻲ اﻟرﺳم
اﻟﻌﻘﺎري ﯾﺑﻘﻰ ﺣﯾﺎ إﻟﻰ أن ﺗﻘﯾد إراﺛﺗﮫ ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،ﻣﻌﻠﻼ ﻗراره ﺑﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
"ﺣﯾث ﺻﺢ ﻣﺎ ﻋﺎﺑﮫ اﻟطﺎﻋﻧون ﻋﻠﻰ اﻟﻘرار ذﻟك أﻧﮫ رد دﻓﻌﮭم اﻟراﻣﻲ إﻟﻰ ﻋدم ﻗﺑول
اﻟدﻋوى ﺑﻛون ﻣورﺛﮭم ﺗوﻓﻲ ﻗﺑل إﻗﺎﻣﺔ اﻟدﻋوى ﺿده "ﺑﺄن اﻟﺷﮭﺎدة اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻟﻣؤرﺧﺔ
ﻓﻲ 2-1992- 29ﺗﻔﯾد ﺑﺄﻧﮫ ﻣﺎ زال ﺣﯾﺎ ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري وﻻ زال ﻣﺳﺟﻼ ﺑﮫ وﻟذﻟك ﻓﺈن
إﻗﺎﻣﺔ اﻟدﻋوى ﺳﻠﯾﻣﺔ ﻷن اﻟﻣﺳﺟل ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﯾﻌد ﺣﯾﺎ إﻟﻰ أن ﺗﺳﺟل إراﺛﺗﮫ" ...
واﻟﻘرار ﻟﻣﺎ رد دﻓﻌﮭم ﺑﺎﻟﻌﻠﺔ اﻟﻣذﻛورة ﯾﻛون ﻓﺎﺳد اﻟﺗﻌﻠﯾل اﻟﻣﻧزل ﻣﻧزﻟﺔ اﻧﻌداﻣﮫ وﻣﻌرﺿﺎ
ﻟﻠﻧﻘض".
اﻟﺧﻼﺻﺔ إذن ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص ﻣﻛﻧﺔ إﺟراء اﻟورﺛﺔ ﻟﻘﺳﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺎر اﻟذي آل إﻟﯾﮭم ﻋن
طرﯾق اﻹرث ﻗﺑل ﺗﺳﺟﯾل إراﺛﺗﮭم ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﺗﻘﺗﺿﻲ اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن اﻟﻔرﺿﯾﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ
ﺗﺑﻌﺎ ﻟﻧوع اﻟﻘﺳﻣﺔ اﻟﻣطﻠوب إﺟراؤھﺎ ،وھل ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻘﺳﻣﺔ اﺳﺗﻐﻼﻟﯾﺔ أم ﺑﻘﺳﻣﺔ ﺑﺗﯾﺔ.
ﻓﺎﻟﻘﺳﻣﺔ اﻻﺳﺗﻐﻼﻟﯾﺔ ھﻲ ﻗﺳﻣﺔ ﻣؤﻗﺗﺔ ،ﺗﺗم ﻋن طرﯾق ﺗراﺿﻲ اﻟﺷرﻛﺎء ﻋﻠﯾﮭﺎ وﻻ
ﯾﺟﺑرون ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻗﺿﺎء .وھﻲ ﺗرد ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺎﻓﻊ اﻟﺷﻲء ﻓﻘط ،إﻣﺎ ﻓﻲ ﺷﻛل ﻣﮭﺎﯾﺄة زﻣﺎﻧﯾﺔ
أوﻣﮭﺎﯾﺄة ﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ،واﻋﺗﺑﺎرا ﻟﻣوﺿوﻋﮭﺎ اﻟﻣﻧﺻب ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻐﻼل اﻟﻌﻘﺎر واﻻﻧﺗﻔﺎع ﺑﮫ ﻓﺈن
إﺟراءھﺎ ﻻ ﯾﺗوﻗف ﻋﻠﻰ اﻹﺟراءات اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺗﻘﯾﯾد اﻟورﺛﺔ ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري.
44
أﻣﺎ اﻟﻘﺳﻣﺔ اﻟﺑﺗﯾﺔ ﻓﮭﻲ ﺗﻧﮭﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺷﯾﺎع ﻛﻠﯾﺔ ،ﺑﺣﯾث ﯾﺳﺗﻘل ﻛل ﺷرﯾك ﺑﻣﻠﻛﯾﺗﮫ اﻟﻔردﯾﺔ
اﻟﻣﻘررة أو ﺑﺣﻘﮫ اﻟﻌﯾﻧﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘل ،وھو ﻣﺎ ﯾﻌرف ﺑﺎﻟﻘﺳﻣﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ،أو ﯾﺄﺧذ اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟﻣوازي
ﻟﻧﺻﯾﺑﮫ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺎر ﺑﻌد ﺑﯾﻌﮫ ﺑﺎﻟﻣزاد اﻟﻌﻠﻧﻲ وھذه ھﻲ ﻗﺳﻣﺔ اﻟﺗﺻﻔﯾﺔ .ﻓﻔﻲ اﻟﺣﺎﻟﺗﯾن ﻣﻌﺎ ﯾﻠزم
ﻹﺟراء اﻟﻘﺳﻣﺔ ﺗﺳﺟﯾل اﻟورﺛﺔ ﺑﺻﻔﺗﮭم ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟﻘﺎﻋدة ﺗراﺗﺑﯾﺔ اﻟﺗﻘﯾﯾدات اﻟﺗﻲ
ﺗﻛﻠﻣﻧﺎ ﻋﻧﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﻘرة اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ .ﻷﻧﮫ ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻷوﻟﻰ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻘﺳﻣﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﻓﺈن ﻓرز
ﻧﺻﯾب ﻛل ﺷرﯾك ﯾﻔﺗرض ﻛﺷف اﻟﺟزء اﻟﻣﻣﻠوك ﻟﮫ ﺑﺎﺳﺗﻘﻼل ﻋن ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺷرﻛﺎء وﺗﻘﯾﯾده
ﺑﺎﺳﻣﮫ ﻓﻲ اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري .ﻋﻠﻣﺎ أﻧﮫ ﻻ ﺳﺑﯾل ﻟذﻟك دون ﺗﻘﯾﯾده أوﻻ ﺑﮭذه اﻟﺻﻔﺔ ،أي ﻛﺷرﯾك
ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،ﺛم ﺑﻌد ذﻟك ﺗﺳﺟﯾل ﺣﺻﺗﮫ ﺑﺎﺳﻣﮫ.
وﻧﻔس اﻟﻣﻧطق ﯾطﺑق ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻘﺳﻣﺔ اﻟﺗﺻﻔﯾﺔ ﻷﻧﮭﺎ ﺗﺟﺳد ﻧوﻋﺎ ﻣن اﻟﺑﯾوع ﺧﺎﺻﯾﺗﮫ أﻧﮫ
ﺟﺑري وﻟذﻟك ﯾﻠزم أوﻻ أن ﯾﻛون اﻟﺑﺎﺋﻌون وھم اﻟورﺛﺔ ﻣﻘﯾدون ﻓﻲ اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري وإﻻ
ﺗﻌذر ﺗﺳﺟﯾل اﻟﻌﻘﺎر ﻓﻲ اﺳم اﻟراﺳﻲ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻣزاد.
45
5 -وﻋﻧد اﻻﻗﺗﺿﺎء ﺑﯾﺎن ﻣﺎ ﯾطﻠب ﺗﻘﯾﯾده ،ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت اﻟذي ﯾطﻠب ﻓﯾﮫ ﺗﻘﯾﯾد اﻟﺣق
اﻷﺻﻠﻲ ،ﻣن أﺳﺑﺎب اﻟﻔﺳﺦ أو ﻗﯾد ﻋﻠﻰ ﺣق اﻟﺗﺻرف أو أي ﺗﻘﯾﯾد ﺧﺎص آﺧر ،واﻟﻛل ﻣﻊ
ﺑﯾﺎن اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻟﻠﻣﺳﺗﻔﯾدﯾن ﻣن اﻟﺗﻘﯾﯾد اﻟﻣذﻛور.
و ﯾرﻓق ﺑﺎﻟطﻠب ﻛل ﺣﻛم ﻣﻛﺗﺳب ﻟﻘوة اﻟﺷﻲء اﻟﻣﻘﺿﻲ ﺑﮫ أو ﻛل ﻋﻘد أو وﺛﯾﻘﺔ أدﻟﻲ ﺑﮭﺎ
ﺗدﻋﯾﻣﺎ ﻟﮭذا اﻟطﻠب ،37و ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ أن ﯾطﻠب ﺗرﺟﻣﺔ اﻟوﺛﺎﺋق
اﻟﻣدﻟﻰ ﺑﮭﺎ ﺑواﺳطﺔ ﺗرﺟﻣﺎن ﻣﺣﻠف إذا ﻛﺎﻧت ﻣﺣررة ﺑﻠﻐﺔ أﺟﻧﺑﯾﺔ.38
وﻗد ﺣدد اﻟﻣﺷرع ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻔﺻل 65ﻣﻛرر ﻣن ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري أﺟل ﺛﻼﺛﺔ
أﺷﮭر ﻛﺄﺟل ﯾﺗﻌﯾن ﺧﻼﻟﮫ ﺗﻘدﯾم طﻠب اﻟﺗﻘﯾﯾد ﻟﻠﻣﺣﺎﻓظ ،وﯾﺑﺗدأ اﺣﺗﺳﺎب ھذا اﻷﺟل ﺑﺣﺳب ﻛل
ﺣﺎﻟﺔ وذﻟك ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻟﺗﺎﻟﻲ:
ﯾﺣدد أﺟل إﻧﺟﺎز اﻟﺗﻘﯾﯾد اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 65ﻓﻲ ﺛﻼﺛﺔ أﺷﮭر وﯾﺳري ھذا
اﻷﺟل ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ:
-1ﻟﻠﻘرارات اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﺑﺗداء ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺣﯾﺎزﺗﮭﺎ ﻟﻘوة اﻟﺷﻲء اﻟﻣﻘﺿﻲ ﺑﮫ؛
-2ﻟﻠﻌﻘود اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﺑﺗداء ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﺣرﯾرھﺎ؛
-3ﻟﻠﻌﻘود اﻟﻌرﻓﯾﺔ اﺑﺗداء ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ آﺧر ﺗﺻﺣﯾﺢ إﻣﺿﺎء ﻋﻠﯾﮭﺎ.
ﻏﯾر أن ھذا اﻷﺟل ﻻ ﯾﺳري ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺑﻧدﯾن 2و 3أﻋﻼه إذا:
-ﻛﺎﻧت ﻣوﺿوع ﺗﻘﯾﯾد اﺣﺗﯾﺎطﻲ طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻔﺻل 85؛
-ﺗﻌﻠﻘت ﺑﺎﻷﻛرﯾﺔ أو اﻹﺑراء أو اﻟﺣواﻟﺔ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 65ﻣن ھذا
اﻟﻘﺎﻧون.
و ﻟم ﯾرﺗب اﻟﻣﺷرع ﻋﻠﻰ اﻟﺗراﺧﻲ ﻓﻲ ﺗﻘﯾﯾد اﻟﺣﻘوق اﻟﻣذﻛورة ﺟزاء ﻣﺳﻘطﺎ ﻟﻠﺣق ،ﺑل
اﻋﺗﺑر أﻧﮫ إذا ﻟم ﯾطﻠب اﻟﺗﻘﯾﯾد ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري وﻟم ﺗؤد رﺳوم اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ داﺧل
اﻷﺟل اﻟﻣﻘرر أﻋﻼه ،ﻓﺈن طﺎﻟب اﻟﺗﻘﯾﯾد ﯾﻠزم ﺑﺄداء ﻏراﻣﺔ ﺗﺳﺎوي ﺧﻣﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺋﺔ ﻣن ﻣﺑﻠﻎ
اﻟرﺳوم اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺔ ،وذﻟك ﻋن اﻟﺷﮭر اﻷول اﻟذي ﯾﻠﻲ ﺗﺎرﯾﺦ اﻧﻘﺿﺎء اﻷﺟل اﻟﻣذﻛور و0,5
ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺋﺔ ﻋن ﻛل ﺷﮭر أو ﺟزء ﻣن اﻟﺷﮭر اﻟﻣواﻟﻲ ﻟﮫ ،و ﯾﻣﻛن اﻹﻋﻔﺎء ﻣن ھذه اﻟﻐراﻣﺔ
ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﻘرر ﻟﻣدﯾر اﻟوﻛﺎﻟﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠﻣﺣﺎﻓظﺔ اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ واﻟﻣﺳﺢ اﻟﻌﻘﺎري واﻟﺧراﺋطﯾﺔ ،ﻓﻲ
ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻘوة اﻟﻘﺎھرة اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ ،و ﺗﻔرﯾﻌﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ذﻛر ﻗرر اﻟﻘﺿﺎء أن طﻠب اﻟﺗﻘﯾﯾد ﻻ ﯾﺗﻘﺎدم ،و
ﻣن ﺗم ﯾرد اﻟدﻓﻊ اﻟﻣﺛﺎر ﻣن اﻟﺑﺎﺋﻊ أو ﻣن ﺧﻠﻔﮫ ﻓﻲ ﻣرﻛزه ﺗﺄﺳﯾﺳﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﺻل
65ﻣﻛرر اﻟﻣذﻛور.
وﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟذﻟك ﺟﺎء ﻓﻲ ﺣﻛم ﺻﺎدر ﻋن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﺑﻣراﻛش ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" ﺣﯾث إن طﻠب اﻟﻣدﻋﻲ ﯾرﻣﻲ إﻟﻰ اﻟﺣﻛم ﻋﻠﻰ اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮭم ﺑﺗﺳﺟﯾل ﺷراﺋﮫ ﻋﻠﻰ
اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﻋدد /4161م أو أﺣد اﻟرﺳوم اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻷرﺑﻌﺔ اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﮭﺎ أﻋﻼه ﺛم ﻓرز
ﺻك ﻋﻘﺎري ﺧﺎص ﺑﮫ وأﻣر اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ﺑﺗﺿﻣﯾﻧﮫ ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري اﻷم
46
أو اﻟرﺳوم اﻟﻔرﻋﯾﺔ وذﻟك ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ ﻏراﻣﺔ ﺗﮭدﯾدﯾﺔ ﻗدرھﺎ أﻟف درھم ﻋن ﻛل ﯾوم ﺗﺄﺧﯾر
ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻔﯾذ وﺗﺣﻣﯾل اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮭم اﻟﺻﺎﺋر.
وأرﻓق ﻣﻘﺎﻟﮫ ﺑﺎﻟوﺛﺎﺋق اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ :ﺻورة ﻣن ﻋﻘد ﺑﯾﻊ وﺷﮭﺎدة إدارﯾﺔ وﺻورة ﻟﻘرار
اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻋدد 1369ﺑﺗﺎرﯾﺦ 28/04/2004ﻓﻲ اﻟﻣﻠف اﻟﻣدﻧﻲ ﻋدد
527/1/1/2003وﻛﺗﺎب ﻟﻠﻣﺣﺎﻓظ ﺑﺎﻟﺣوز.
وﺣﯾث دﻓﻊ ﺑﻌض اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮭم وھم ورﺛﺔ ....ﺑواﺳطﺔ ﻧﺎﺋﺑﮭم اﻷﺳﺗﺎذ أﯾت اﻣﺑﺎرك
واﻟﺗﻲ ﺟﺎء ﻓﯾﮭﺎ أن طﻠﺑﺎت اﻟﻣدﻋﻲ ﻗد ﺳﻘطت ﺑﺎﻟﺗﻘﺎدم طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻔﺻل 387ﻣن ق ل ع ،ذﻟك
أن اﻟﻣدﻋﻲ ﯾزﻋم ﺷراء ﺣﺻﺔ ﻣﻔرزة وﻣﻘﺗطﻌﺔ ﻣن ﻋﻘﺎر ﻣﺣﻔظ ،وﻛﺎن اﻟﻣدﻋﻲ ﻣﻠزﻣﺎ
ﺑﺗﺄﻛﯾد ﺷراﺋﮫ ﻋن طرﯾق ﻣﻘﺎﺿﺎة اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻗﺑل وﻓﺎﺗﮫ ﻷن اﻟﻣﺑﯾﻊ ﻣﻧﺎب ﻣﺷﺎع ﻓﻲ رﺳم ﻋﻘﺎري
وﻟﯾس ﻗطﻌﺔ ﻣﻔرزة ،وﻋﻠﯾﮫ ﺗﻛون اﻟدﻋوى ﻗد ﺗﻘﺎدﻣت ﻟﻣرور أﻛﺛر ﻣن 15ﺳﻧﺔ ،وأﻧﮫ أﻛﺛر
ﻣن ذﻟك ﻓﺈﻧﮭم ﻗﯾدوا إراﺛﺔ اﻟﮭﺎﻟك ....ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﻣﻧذ ،12/06/1990ﻛﻣﺎ ﺗم ﺗﻘﯾﯾد
إراﺛﺔ اﻟﮭﺎﻟك ....ﺑﺗﺎرﯾﺦ ،18/08/1994وﻣﻊ ذﻟك ظل اﻟﻣدﻋﻲ ﯾﻧﺗظر أﻛﺛر ﻣن 40ﺳﻧﺔ
ﻋﻠﻰ اﻟﺑﯾﻊ و 20ﺳﻧﺔ ﻋﻠﻰ وﻓﺎة اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻟرﻓﻊ دﻋواه اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ.
وﺣﯾث إن اﻹﺷﻛﺎل اﻟذي ﯾﺛﺎر ﻓﻲ اﻟﻧﺎزﻟﺔ ھو ﺗﺣدﯾد إطﺎرھﺎ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ وھل اﻷﻣر ﯾﺗﻌﻠق
ﺑدﻋوى ﺗرﻣﻲ إﻟﻰ ﺗﻘﯾﯾد ﺑﯾﻊ ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري أم ھﻲ دﻋوى راﻣﯾﺔ إﻟﻰ ﺗﻧﻔﯾذ اﻻﻟﺗزام ،وھذا
اﻟﺗﻣﯾﯾز ﯾﺑﻘﻰ ذو أھﻣﯾﺔ ﻛﺑرى ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن دﻋوى إﺗﻣﺎم إﺟراءات اﻟﺑﯾﻊ وﺣدھﺎ ھﻲ اﻟﺗﻲ
ﯾطﺎﻟﮭﺎ اﻟﺗﻘﺎدم ﺷﺄﻧﮭﺎ ﻓﻲ ذﻟك ﺷﺄن ﺟﻣﯾﻊ اﻟدﻋﺎوى وذﻟك طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻋدة اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﻧﺻوص
ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 387ﻣن ق.ل.ع واﻟﺗﻲ ﺑﻣﻘﺗﺿﺎھﺎ ﺗﺗﻘﺎدم ﺟﻣﯾﻊ اﻟدﻋﺎوى اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﻋن
اﻻﻟﺗزام ﺑﻣرور ﺑﺧﻣﺳﺔ ﻋﺷر ﺳﻧﺔ ،وﻓﻲ ھذا اﻹطﺎر ﻗﺿﻰ اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ ﻗراره
اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ
1998- 11-03ﺗﺣت ﻋدد 1263ﻓﻲ اﻟﻣﻠف اﻟﻣدﻧﻲ ﻋدد 2539/1994ﺑﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" إن دﻋوى إﺗﻣﺎم إﺟراءات اﻟﺑﯾﻊ اﻟﻣﻘﺎﻣﺔ ﺿد ورﺛﺔ اﻟﺑﺎﺋﻊ اﻟذي ﻟم ﯾﺳﺟل ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ
ﻋﻠﻰ اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﮫ ﺗﺧﺿﻊ ﻓﻌﻼ ﻟﻠﺗﻘﺎدم اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 387ﻣن
ق.ل .ع أي ﺑﻣرور 15ﺳﻧﺔ " .
وﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺑل ﻓﺈن اﻟدﻋوى اﻟراﻣﯾﺔ إﻟﻰ ﺗﻘﯾﯾد ﺣق ﻋﯾﻧﻲ ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﻻ ﯾﻠﺣﻘﮭﺎ اﻟﺗﻘﺎدم،
وﻋﻠﯾﮫ ﯾﻛون ﻣن اﻟﻼزم إﻗﺎﻣﺔ اﻟﺗﻣﯾﯾز اﻟﻣذﻛور ،اﻧﺳﺟﺎﻣﺎ ﻣﻊ ﺗوﺟﮭﺎت ﻗﺿﺎء اﻟﻧﻘض اﻟذي
ذھب إﻟﻰ أﻧﮫ ﯾﺟب اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن دﻋوى إﺗﻣﺎم اﻟﺑﯾﻊ وﯾطﺎﻟﮭﺎ اﻟﺗﻘﺎدم وﺑﯾن اﻟدﻋوى اﻟراﻣﯾﺔ إﻟﻰ
ﺗﻘﯾﯾد اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري وھﻲ اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾطﺎﻟﮭﺎ اﻟﺗﻘﺎدم ،وﻣﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗراره اﻟﺗﻌﻠﯾل اﻟﺗﺎﻟﻲ:
" دﻋوى إﺗﻣﺎم اﻟﺑﯾﻊ ھﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻘﺎدم ﺑﻣﺿﻲ 15ﻋﺎﻣﺎ أﻣﺎ دﻋوى اﻟﺗﺷطﯾب ﻋﻠﻰ إراﺛﺔ
اﻟﺑﺎﺋﻊ و ﺗﺳﺟﯾل ﺷراء اﻟﻣﺷﺗرﯾﯾن ﻓﻲ اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﻟﻠﻌﻘﺎر اﻟﻣﺑﯾﻊ اﻟﺗﻲ ﺗم ﺗﺻﺣﯾﺣﮭﺎ ﻣﻧذ
إﻧﺷﺎﺋﮫ ﻓﺈﻧﮭﺎ ﻻ ﺗﺗﻘﺎدم و ﻻ ﺗطﺎﻟﮭﺎ أﺣﻛﺎم اﻟﻔﺻل 387ﻣن ق.ل.ع و أن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﻲ
ﻗﺿت ﺑﺎﻟﺗﺷطﯾب ﻋﻠﻰ إراﺛﺔ اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻣن اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري وﺗﺳﺟﯾل ﺷراء اﻟﻣطﻠوﺑﯾن ﻟﻣﺎ ﺛﺑت
ﻟﮭﺎ ﺻﺣﺗﮫ ﺗﻛون ﻗد طﺑﻘت اﻟﻘﺎﻧون و ﻟم ﺗﺧرق اﻟﻔﺻل 387اﻟﻣﺳﺗدل ﺑﮫ " .
و ﺣﯾث إﻧﮫ و ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ھذا اﻟﺗوﺟﮫ ﻓﺈن اﻟﺑت ﻓﻲ اﻟدﻓﻊ اﻟﻣﺛﺎر ﺑﺷﺄن اﻟﺗﻘﺎدم ﯾﻘﺗﺿﻲ
إﻋﺎدة ﺗﺳطﯾر طﻠب اﻟطرف اﻟﻣدﻋﻲ وﻓق اﻟﺷﻛل اﻟوارد ﺑﻣﻘﺎﻟﮫ ﺣﯾث ﯾرﻣﻲ ﻣن ﺧﻼل دﻋواه
إﻟﻰ اﻟﺣﻛم ﻋﻠﻰ اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮭم ﺑﺗﺳﺟﯾل ﺷراﺋﮫ ﻋﻠﻰ اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﻋدد /4161م أو أﺣد
47
اﻟرﺳوم اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻷرﺑﻌﺔ اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﮭﺎ أﻋﻼه ﺛم ﻓرز ﺻك ﻋﻘﺎري ﺧﺎص ﺑﮫ و أﻣر اﻟﻣﺣﺎﻓظ
ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ﺑﺗﺿﻣﯾﻧﮫ ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري اﻷم أو اﻟرﺳوم اﻟﻔرﻋﯾﺔ ،و ﺑذﻟك ﯾﻛون
طﻠﺑﮫ ﻣﻧدرﺟﺎ ﺿﻣن اﻟﻔﺋﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ و ھﻲ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺗﻘﯾﯾد ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،و ﻣن ﺗم ﻓﻼ ﻣﺟﺎل
ﻟﻠﺣدﯾث ﻋن اﻟﺗﻘﺎدم اﻟﻣﺳﻘط ﻟﻠﺣق وﻓق اﻟﺣﻛم اﻟﻣﻘرر ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 387ﻣن ق ل ع ،ﻋﻠﻰ
اﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﻣﺷرع ﻟم ﯾوﺟب إﺟراءه داﺧل آﺟﺎل ﻣﻌﯾﻧﺔ ،ﻛل ﻣﺎ ھﻧﺎﻟك أﻧﮫ ﻋﻧد اﻟﺗراﺧﻲ ﻓﯾﮫ
ﻓﺈن اﻟﻣﺷﺗري ﯾﻠزﻣﮫ أداء ذﻋﺎﺋر اﻟﺗﺄﺧﯾر و ذﻟك طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻔﺻل 65ﻣﻛرر ﻣن ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ
اﻟﻌﻘﺎري و اﻟذي ﺟﺎء ﻓﯾﮫ :
" ﯾﺣدد ب 18ﺷﮭرا اﻷﺟل اﻟﻣﺿروب ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﺈﺟراءات اﻹﺷﮭﺎر اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﮭﺎ ﻓﻲ
اﻟﻔﺻل 65أﻋﻼه.
و إذا ﻟم ﯾﺗم طﻠب أو إﻧﺟﺎز اﻟﺗﻘﯾﯾد ﻓﻲ اﻟﺳﺟﻼت اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ داﺧل اﻷﺟل اﻟﻣﻘرر أﻋﻼه،
ﺗﻌرض اﻟطﺎﻟب ﻟﻐراﻣﺔ ﺗﺳﺎوي اﻟرﺳم اﻟﻧﺳﺑﻲ اﻟﻣﺳﺗﺣق " .
وﻗد ﺗواﺛر ﻗﺿﺎء اﻟﻧﻘض اﻟﻣﺗﺑﻧﻲ ﻟﮭذا اﻟﺗوﺟﮫ ،وھﻛذا ﻗﺿﻰ اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ــ ﻣﺣﻛﻣﺔ
اﻟﻧﻘض ﺣﺎﻟﯾﺎ ﻓﻲ ﻗراره اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 1996- 5- 28ﺑﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
"إذا ﻛﺎﻧت اﻟدﻋوى ﺗﮭدف إﻟﻰ إﻟزام اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺑﺎﺋﻊ ﺑﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺗزاﻣﮫ وذﻟك ﺑﺎﻹدﻻء
ﺑﺷﮭﺎدة اﻟﻣﻠك اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ ﺣﺗﻰ ﯾﺗﻣﻛن اﻟﻣدﻋﻲ ﻣن ﺗﺳﺟﯾل ﺷراﺋﮫ ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﻟﺗﺗم ﻟﮫ ﻣﻠﻛﯾﺔ
اﻟﺷﺊ اﻟﻣﺑﯾﻊ اﻟذي ھو ﺣق ﻋﯾﻧﻲ ﻓﺈن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﻲ رﻓﺿت اﻟدﻓﻊ ﺑﺎﻟﺗﻘﺎدم اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮫ
ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻻﻟﺗزاﻣﺎت واﻟﻌﻘود ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن اﻟطﻠب ﻣرﺗﺑط ﺑﺎﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﺗﺳﺟﯾل ﻓﻲ اﻟرﺳم
اﻟﻌﻘﺎري وأن ﺿﻣﺎن اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﻻ ﯾﺗم إﻻ ﻋن طرﯾق اﻟﺗﺳﺟﯾل ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﺗﻛون ﻗد
ﻋﻠﻠت ﻗﺿﺎءھﺎ ﺗﻌﻠﯾﻼ ﺳﻠﯾﻣﺎ وﻟم ﺗﺧرق اﻟﻔﺻل اﻟﻣﺳﺗــــدل ﺑﮫ ".39
ﻛﻣﺎ ﻗرر اﻟﻣﺟﻠس ﻧﻔﺳﮫ ﻓﻲ ﻗرار آﺧر ﻧﻔس اﻟﻣﺑدأ ،ﻓﻘد ﺟﺎء ﻓﯾﮫ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
"ﺣﺳب اﻟﻔﺻل 489ﻣن ق.ل .ع ﻓﺈن اﻟﺷﻛل اﻟذي ﯾﺗطﻠﺑﮫ اﻟﻣﺷرع ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻌﻘﺎرات
اﻟﻣﺣﻔظﺔ ھو وﺟوب ﺗﻘدﯾم اﻟﻌﻘد اﻟﻣﺣرر ﻓﻲ ﻋﻘد ﺛﺎﺑت اﻟﺗﺎرﯾﺦ إﻟﻰ اﻟﺳﯾد اﻟﻣﺣﺎﻓظ اﻟﻌﻘﺎري
ﻟﺗﺳﺟﯾﻠﮫ ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﺣﺗﻰ ﯾﺻﺑﺢ ﻧﺎﻓذا ﻓﻲ ﺣق اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن و ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻐﯾر و ﻻ ﯾﺗﺄﺛر
ھذا اﻹﺟراء ﺑﺎﻟﺗﻘﺎدم اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 387ﻣن ق.ل.ع ﻷﻧﮫ ﻣﺟرد إﺟراء
ﺷﻛﻠﻲ ﻏﯾر ﻣﻘﯾد ﺑﺄﺟل " .
وﺣﯾث إﻧﮫ اﻋﺗﺑﺎرا ﻟﻠﺗﻌﻠﯾل أﻋﻼه ﯾﻛون ﻣﺎ أﺛﯾر ﺑﺷﺄن اﻟﺗﻘﺎدم ﻏﯾر ذي أﺛر ﻓﻲ اﻟدﻋوى،
اﻟﺷﺊ اﻟذي ﯾﺑرر رد اﻟدﻓﻊ". 40
وﻋﻣوﻣﺎ ﻓﺈﻧﮫ ﻣﺗﻰ اﺳﺗﺟﻣﻊ اﻟطﻠب اﻟﺷﻛﻠﯾﺎت اﻟﻣذﻛورة أﻋﻼه ،اﻧﺗﻘل اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﻟدراﺳﺗﮫ
وذﻟك ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﺣﻘق ﻣن ھوﯾﺔ اﻟﻣﻔوت وأھﻠﯾﺗﮫ وﻛذا ﻣن ﺻﺣﺔ اﻟوﺛﺎﺋق اﻟﻣدﻟﻰ ﺑﮭﺎ ﺗﺄﯾﯾدا
ﻟﻠطﻠب ﺷﻛﻼ وﺟوھرا ،ﻋﻠﻣﺎ أن اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ﯾﻘوم ﺑﻛل ﻣﺎ ذﻛر ﺗﺣت
ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﮫ ،41و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻛﻔﻲ اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﻻﻋﺗﺑﺎر ھوﯾﺔ ﻛل طرف وﺻﻔﺗﮫ وأھﻠﯾﺗﮫ ﻣﺣﻘﻘﺔ
39ـ ﻗرار اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ــ ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﺣﺎﻟﯾﺎ ـ ﻓﻲ ﻗراره اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 28ـ 5ـ 1996ﻓﻲ اﻟﻣﻠف ﻋدد 70/91ـ
ﻏﯾر ﻣﻧﺷور.
40ـ ﺣﻛم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﺑﻣراﻛش ﺑﺗﺎرﯾﺦ 29/01/2015ﻓﻲ اﻟﻣﻠف رﻗم 426/1401/2014ـ ﻏﯾر ﻣﻧﺷور.
48
أن ﯾؤﺳس اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ ﻣﺣررات رﺳﻣﯾﺔ وﺗﻌﺗﺑر ھوﯾﺗﮫ ﻣﺣﻘﻘﺔ إذا ﻛﺎﻧت اﻟﺗوﻗﯾﻌﺎت
اﻟﻣوﺿوﻋﺔ ﺑﺎﻟطﻠب وﺑﺎﻟﻌﻘود اﻟﻣدﻟﻰ ﺑﮭﺎ ﻣﺻﺎدق ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻣن طرف اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ و
ذﻟك وﻓق ﻣﺎ ﯾﻘرره اﻟﻔﺻل 73ﻣن ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري ،ﻛﻣﺎ أن اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﯾراﻗب ﺻﺣﺔ
اﻟوﺛﺎﺋق اﻟﻣدﻟﻰ ﺑﮭﺎ ﻣن ﺣﯾث اﻟﺟوھر ﻓﻣﺛﻼ ﻟﮫ أﺑرم ﺗﺻرﻓﻲ ﻣن طرف اﻷب اﻟوﻟﻲ ﺑﺷﺄن
ﻋﻘﺎر اﻟﻘﺎﺻر وﻛﺎن ﻓﻲ اﻟطﻠب ﺗﻌﺎرض ﺑﯾن ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻷب و اﻟﻘﺎﺻر ﻓﺈن اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﯾطﻠﺑﮫ
ﺑﺈذن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻹﺟراء اﻟﺗﺻرف ،و ﻣﺛﺎﻟﮫ ﻟو وﻗﻊ اﻟﺑﯾﻊ ﺑوﻛﺎﻟﺔ ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻠزم اﻹدﻻء ﻟﻠﻣﺣﺎﻓظ
ﺑﮭذه اﻟوﻛﺎﻟﺔ .
وﻓﻲ ھذا اﻟﺳﯾﺎق ﺟﺎء ﻓﻲ ﺣﻛم ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﺑﻣراﻛش ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" و ﺣﯾث إﻧﮫ ﻣن ﺟﮭﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ ﻓﺈﻧﮫ ﻟم ﯾدل ﻟﻠﻣﺣﺎﻓظ اﻟﻌﻘﺎري ﺑﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟوﻛﺎﻻت
اﻟﻌدﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣت اﻹﺷﺎرة إﻟﯾﮭﺎ ﺑﻌﻘود ﺷراء أﺣد اﻟﻣدﻋﯾﯾن و ھو اﻟﺳﯾد أﺣﻣد ﻓﺎﺋز و ﻟم ﯾﺗم
اﻹدﻻء ﺑﮭﺎ رﻓﻘﺔ اﻟوﺛﺎﺋق اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻠﻣﺣﺎﻓظ اﻟﻌﻘﺎري ،و اﻟﺣﺎل أن اﻟﻔﺻل 72ﻣن ظﮭﯾر
اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري ﯾﻠزﻣﮫ ﺑﺑﺳط رﻗﺎﺑﺗﮫ ﻋﻠﻰ اﻟوﺛﺎﺋق اﻟﻣدﻟﻰ ﺑﮭﺎ ﺗدﻋﯾﻣﺎ ﻟطﻠب اﻟﺗﻘﯾﯾد ،و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ
ﯾﻠزم اﻹدﻻء ﻟﮫ ﺑﺎﻟوﻛﺎﻟﺔ ،و طﺎﻟﻣﺎ أﻧﮫ ﻟم ﯾدل ﺑﮭﺎ ﻓﺈن ﻣوﻗف اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﯾﻛون ﻣﺑﻧﯾﺎ ﻋﻠﻰ
ﺻﺣﯾﺢ اﻟﻘﺎﻧون ،و اﻟﻌﻠﺗﺎن أﻋﻼه ﻛﺎﻓﯾﺗﺎن ﻟﺗﺄﺳﯾس ﻣوﻗﻔﮫ ﻣن ﻏﯾر ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻠﺑﺣث ﻓﻲ ﺑﺎﻗﻲ
اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻣﺛﺎرة ﻓﻲ اﻟطﻌن ،اﻟﺷﺊ اﻟذي ﯾﺗﻌﯾن ﻣﻌﮫ رﻓض اﻟطﻠب" . 42
وﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﺎﻓظ أن ﯾﺗﺄﻛد أﯾﺿﺎ ﻣن أن اﻟﻣطﻠوب ﺗﻘﯾﯾده ﺗﻠﻘﻰ اﻟﺣق ﻣن اﻟﺷﺧص
اﻟﻣﻘﯾد ،وھو ﻣﺎ ﯾﺻطﻠﺢ ﻋﻠﯾﮫ ﺑﻣﺑدأ ﺗواﻟﻲ اﻟﺗﻘﯾﯾدات اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 19ﻣن
ﻣرﺳوم 14ﯾوﻟﯾوز 2014ﺑﺷﺄن إﺟراءات ﺗطﺑﯾق ﻧظﺎم اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري اﻟﺗﻲ ﺟﺎء ﻓﯾﮭﺎ:
" ﯾﻘﯾد ﻓﻲ اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري اﻟﺣق اﻟﻣﻛﺗﺳب ﻣﺑﺎﺷرة ﻣن ﯾد آﺧر ﻣﺎﻟك ﻣﻘﯾد ﻓﻲ اﺳﻣﮫ ،وإذا
ﻛﺎن اﻟﺣق اﻟﻌﯾﻧﻲ أو اﻟﺗﺣﻣل اﻟﻌﻘﺎري ﻣوﺿوع ﺗﻔوﯾﺗﺎت ﻣﺗﺗﺎﻟﯾﺔ ﻟم ﯾﺳﺑق ﺗﻘﯾﯾدھﺎ ،ﻓﺈن اﻟﺗﻘﯾﯾد
ﻓﻲ اﺳم اﻟﻣﺳﺗﻔﯾد اﻷﺧﯾر ﻻ ﯾﺗم إﻻ ﺑﻌد ﺗﻘﯾﯾد اﻟﺗﻔوﯾﺗﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ".
وﻧﺷﯾر إﻟﻰ أﻧﮫ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺣﺎﻻت ﯾﻘدم ﻟﻠﻣﺣﺎﻓظ ﻓﻲ آن واﺣد طﻠﺑﺎت ﻣﺗﻌﺎرﺿﺔ ،وﻣﺛﺎل
ذﻟك أن ﯾﻘدم إﻟﯾﮫ طﻠب ﺑﯾﻊ وﻛراء ﻟﻧﻔس اﻟﻌﻘﺎر ،وأو ﺑﯾﻌﺎن ﻣﻧﺟزان ﻟﺷﺧﺻﯾن ﻣﺧﺗﻠﻔﯾن،
أو ﻋﻘد ﺑﯾﻊ وﻋﻘد ﺻدﻗﺔ وﯾطﻠب ﻣﻧﮫ ﺗﻘﯾﯾدھﻣﺎ ،ﻓﮭﻧﺎ ﻋﻠﯾﮫ أن ﯾرﻓﻊ ﯾده ﻋﻠﻰ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻘﯾﯾد
وﻻ ﯾﻘﺑل وﻻ ﯾرﻓض أﯾﺎ ﻣن اﻟﺗﺻرﻓﯾن ،ﺣﯾث ﯾرﻓﻊ اﻟﻧزاع ﺑﺷﺄن ﻣﺎ ذﻛر ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣدد
أي اﻟﺣﻘﯾن أوﻟﻰ ﺑﺎﻟﺗﻘﯾﯾد ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،واﻟﺳﻧد اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ﻓﻲ ذﻟك ھو ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﺻل
74ﻣن ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري اﻟذي ﯾﺟري ﺳﯾﺎﻗﮫ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ أن ﯾﺗﺣﻘق ﻣن أن اﻟﺗﻘﯾﯾد ﻣوﺿوع اﻟطﻠب
ﻻ ﯾﺗﻌﺎرض ﻣﻊ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻣﺿﻣﻧﺔ ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري وﻣﻘﺗﺿﯾﺎت ھذا اﻟﻘﺎﻧون وأن اﻟوﺛﺎﺋق
اﻟﻣدﻟﻰ ﺑﮭﺎ ﺗﺟﯾز اﻟﺗﻘﯾﯾد".
و ﻓﻲ ﺧﺗﺎم ھذه اﻟﻔﻘرة ﻧﺷﯾر إﻟﻰ أن اﻟﻣﺷرع أﻋطﻰ ﻟﻠﻣﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ
ﺳﻠطﺔ ﺗدارك ﻣﺎ ﯾﻘﻊ ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﻣن أﺧطﺎء ﻣﺎدﯾﺔ و إﺧﻼﻻت و إﻏﻔﺎﻻت أﺛﻧﺎء ﻋﻣﻠﯾﺔ
598/1401/2013ـ ﻏﯾر ﻣﻧﺷور. 42ـ ﺣﻛم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﺑﻣراﻛش ﺑﺗﺎرﯾﺦ 04/12/2014ﻓﻲ اﻟﻣﻠف رﻗم
49
اﻟﺗﻘﯾﯾد ،و ذﻟك إﻣﺎ ﺑﺻﻔﺔ ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺔ أو ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ طﻠب ﻛل طرف ﻟﮫ ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻓﻲ ذﻟك وﻓق ﻣﺎ
ﯾﻧص ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻔﺻل 29ﻣن اﻟﻘرار اﻟوزﯾري اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 3ﯾوﻧﯾﮫ .43 1915
وﻣﺛﺎل اﻟﺧطﺄ اﻟﻣﺎدي أن ﯾﻛﺗب 100ﺳﮭم ﺑدل ،10أو اﺳم أﺣﻣد ﺑدل ﻣﺣﻣد وھﻛذا ،أﻣﺎ
اﻹﺧﻼﻻت ﻓﯾدﺧل ﻓﯾﮭﺎ اﻟﺗﻘﯾﯾد اﻟﻣﺧﺎﻟف ﻟﻠﻘﺎﻧون ﺣﯾث ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﺣﺎﻓظ ﺷطﺑﮫ ﻣن اﻟرﺳم
اﻟﻌﻘﺎري ،وﻛﻣﺛﺎل ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻧﻘدم ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣﺣﺎﻓظ اﻟذي ﻗﺎم ﺑﺗﻘﯾﯾد ﻋﻘد ﺑﯾﻊ واﻟﺣﺎل أن اﻟرﺳم
اﻟﻌﻘﺎري ﻗﯾد ﺑﮫ ﺷرط اﻟﻣﻧﻊ ﻣن اﻟﺗﻔوﯾت ،ﻓﮭﻧﺎ ﯾﺣق ﻟﮫ إﺟراء اﻟﺗﺷطﯾب ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ذﻛر ﺑﺷرط
أﻻ ﯾﻣس اﻟﺣﻘوق اﻟﺗﻲ ﻧﺷﺄت ﻟﻠﻐﯾر ﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎر ،وﻓﻲ ھذا اﻹطﺎر ﻗﺿت اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ
اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﺑﻣراﻛش ﺑﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" ﺣﯾث إن ﻣوﺿوع اﻟطﻌن ﯾرﻣﻲ إﻟﻰ اﻟﺣﻛم ﺑﺈﻟﻐﺎء ﻗرار اﻟﻣﺣﺎﻓظ اﻟﻣذﻛور وأﻣر
اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﺑﺈرﺟﺎع اﻟﺣﺎﻟﺔ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻋﻠﯾﮫ ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري وﺷﻣول اﻟﺣﻛم ﺑﺎﻟﻧﻔﺎذ اﻟﻣﻌﺟل
وﺟﻌل اﻟﺻﺎﺋر طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧون وﺟﻌل اﻟﺻﺎﺋر طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧون.
وأرﻓﻘﺎ ﻣﻘﺎﻟﮭﻣﺎ ﺑﻌﻘد ﺑﯾﻊ وﺷﮭﺎدة ﻋﻘﺎرﯾﺔ وأﺻل اﻟﻘرار اﻟﻣطﻌون ﻓﯾﮫ.
و ﺣﯾث إن اﻟﺛﺎﺑت ﻣن وﺛﺎﺋق اﻟﻣﻠف أن اﻟﻣدﻋﯾﯾن اﻟطﺎﻋﻧﯾن ﻛﺎﻧﺎ ﻗد اﺷﺗرﯾﺎ اﻟﻌﻘﺎر
ﻣوﺿوع اﻟطﻌن ﻣن اﻟﻣﺳﺗﻔﯾد ﻣﻧﮫ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻣن ﺟﻣﻌﯾﺔ اﻷﻋﻣﺎل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻣوظﻔﻲ اﻟﻣﻛﺗب
اﻟﺟﮭوي ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻔﻼﺣﻲ اﻟﺣوز ،و أﻧﮫ ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﺷﮭﺎدة اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻣدﻋﻰ
ﻓﯾﮫ ﻧﺟد أن ﺗﻣﻠك اﻟﻣﻘﯾدة ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﻋﻠق ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺗﺣﻣﻼت و ھﻲ ﻣﻧﻊ
اﻟﺗﻔوﯾت ﺛم اﻟﺷرط اﻟﻔﺎﺳﺦ إﻟﻰ ﺣﯾن اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻹﺑراء ﻣن اﻟﺟﮭﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ و اﻟﺗﻲ ھﻲ
ﻓﻲ اﻟﻧﺎزﻟﺔ إدارة اﻷﻣﻼك اﻟﻣﺧزﻧﯾﺔ ،و أﻧﮫ ﺑﻌد ذﻟك ﻗﺎم اﻟﻣدﻋﯾﺎن ﺑﺷراء اﻟﻌﻘﺎر ﻣن أﺣد
اﻟﻣﺳﺗﻔﯾدﯾن ﻣن اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﻣذﻛورة و اﻟﺣﺎل أن ﺗﻣﻠك ھذا اﻷﺧﯾر ﻣﻧﻊ ﻋﻠﯾﮫ ﻓﯾﮫ اﻟﺗﻔوﯾت إﻟﻰ
ﺣﯾن اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻹﺑراء ،و ھذا اﻟﺷرط ﯾﺟد ﺷرﻋﯾﺗﮫ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد اﻟذي ﺑﻣﻘﺗﺿﺎه اﺷﺗرت
ﺟﻣﻌﯾﺔ اﻷﻋﻣﺎل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻣوظﻔﻲ اﻟﻣﻛﺗب اﻟﺟﮭوي ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻔﻼﺣﻲ اﻟﺣوز اﻟﻌﻘﺎر اﻷم
ﻣن اﻟﺑﺎﺋﻌﺔ ﻟﮭﺎ إدارة اﻷﻣﻼك اﻟﻣﺧزﻧﯾﺔ ،ﻓﻘد ﻧص اﻟﻔﺻل 13ﻣن دﻓﺗر اﻟﻛﻠف و اﻟروط اﻟذي
اﻟﺗزﻣت ﺑﮫ اﻟﻣﺷﺗرﯾﺔ اﻟﻣذﻛورة ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" ﯾﻣﻧﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷﺗرﯾﺔ ﻗﺑل ﺣﺻوﻟﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻹﺑراء ﻗﺑل اﻹﺑراء ﺑﯾﻊ أو رھن أو إﻛراء ﻛل
أو ﺟزء ﻣن اﻟﻘطﻌﺔ اﻷرﺿﯾﺔ دون إذن ﺻرﯾﺢ وﻣﻛﺗوب ﻣن ﻣدﯾرﯾﺔ اﻷﻣﻼك اﻟﻣﺧزﻧﯾﺔ.
ﺑﻌد ﺣﺻوﻟﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻹﺑراء ـ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﺷﺗرﯾﺔ أن ﺗﺗﺻرف ﺗﺻرﻓﺎ ﻣطﻠﻘﺎ ﻓﻲ اﻟﻘطﻌﺔ
اﻷرﺿﯾﺔ اﻟﻣﺑﯾﻌﺔ "....
و ﺣﯾث إﻧﮫ أﻣﺎم اﻟﺷرط أﻋﻼه و اﻟﻣﻘﯾد ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﻣﻛن ﻗﺑول أي ﺗﻘﯾﯾد
ﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻣن اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت أﻋﻼه ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﻗﺑل اﻟﺗﺷطﯾب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﻊ اﻟﻣذﻛور ،و ﻋﻠﯾﮫ ﻓﺈﻧﮫ
ﻣﺎ دام اﻟﻣﺣﺎﻓظ اﻟﻌﻘﺎري ﻗد ﻗﺎم ﺑﺗﻘﯾﯾده ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺣق ﻟﮫ ﺗدارك ھذا اﻟﺧطﺄ ﺑﺎﻟﺗﺷطﯾب ﻋﻠﯾﮫ ﺑﻧﺎء
43ـ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 35ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 14ﯾوﻟﯾوز 2014ﺑﺷﺄن إﺟراءات اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" ﯾﻧﺳﺦ اﻟﻘرار اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ 20ﻣن رﺟب 3) 1333ﯾوﻧﯾو (1915ﺑﺷﺄن ﺗﻔﺎﺻﯾل ﺗطﺑﯾق ﻧظﺎم اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء اﻟﻔﺻول
1و 10و 23و 26و 29و 30و 31و 34و 36و 37و ."38
50
ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻌطﯾﮭﺎ ﻟﮫ اﻟﻔﺻل 29ﻣن اﻟﻘرار اﻟوزﯾري اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ
03/06/1915ﻣن و ﻟﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك ﻣن ﺧرق و أن ھذا اﻟﺗﻘﯾﯾد ﺗم ﺧرﻗﺎ ﻟﻠﻣﻧﻊ اﻟﻣذﻛور ،ذﻟك
أن وﻋﺎء اﻟﻔﺻل أﻋﻼه ﯾﻌطﻲ اﻟﺣق ﻟﻠﻣﺣﺎﻓظ ﻓﻲ ﺗدارك اﻹﻏﻔﺎﻻت و اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت و اﻷﻏﻼط
اﻟﻣﺗﺳرﺑﺔ إﻟﻰ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻘﯾﯾد ،ﻋﻠﻣﺎ أن وﻋﺎء ھذا اﻟﻔﺻل ﯾﺷﻣل ﻧﺎزﻟﺔ اﻟﺣﺎل ﻷﻧﮫ و ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻣﺎ
دﻓﻊ ﺑذﻟك اﻟطﺎﻋﻧﺎن ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﺷﻣل ﻓﻘط ﺣﺎﻻت اﻹﻏﻔﺎﻻت ﻛﻣﺎ أﺷرﻧﺎ إﻟﻰ ذﻟك ،وﻋﻠﯾﮫ ﻓﻣﺎ ﻗﺎم
ﺑﮫ اﻟﻣﺣﺎﻓظ اﻟﻌﻘﺎري ﯾدﺧل ﻓﻲ ﻧطﺎق اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺣق ﻟﻠﻣﺣﺎﻓظ ﺗدارﻛﮭﺎ ،ﻓﺎﻟﻔﺻل 29
ﻣن اﻟﻘرار اﻟوزﯾري اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ﯾوﻧﯾﮫ 1915ﯾﻧص ﺣرﻓﯾﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
" إذا وﻗﻌت إﻏﻔﺎﻻت أو أﻏﻼط أو ﻣﺧﺎﻟﻔﺎت ﻓﻲ اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري أو ﻓﻲ اﻟﺗﻘﯾﯾدات اﻟﻼﺣﻘﺔ
أو ﻓﻲ اﻟﺗﻘﯾﯾدات اﻟﻼﺣﻘﺔ اﻟﻣﺿﻣﻧﺔ ﺑﮫ ﻓﻠﻸطراف اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺗﺻﺣﯾﺣﮭﺎ.
وﻓﺿﻼ ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﺈن اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﯾﻣﻛﻧﮫ داﺋﻣﺎ أن ﯾﺻﺣﺢ ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت واﻹﻏﻔﺎﻻت
واﻷﻏﻼط اﻟﺗﻲ ﯾﺷﺎھدھﺎ ﻓﻲ ﻓﻲ اﻟرﺳوم أو ﺗﺗرﺗب ﻋن اﻟوﺛﺎﺋق "...
و ﺣﯾث إﻧﮫ ﻟﻣﺎ ﻛﺎن اﻷﻣر ﻛذﻟك ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﺣﺎﻓظ اﻟﻌﻘﺎري إﺻﻼح اﻟﺗﻘﯾﯾد اﻟﻣذﻛور
ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري طﺎﻟﻣﺎ أن اﻟﻔﺻل أﻋﻼه ﯾﻌطﯾﮫ اﻟﺣق ﻓﻲ ذﻟك ،و ﻋﻠﯾﮫ و اﻋﺗﺑﺎرا ﻟﻣﺎ ذﻛر
ﯾﻛون ﻗرار اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﻣوﺿوع اﻟطﻌن ﻣﺑﻧﯾﺎ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس و ﯾﺗﻌﯾن اﻟﺣﻛم ﺑرﻓض اﻟطﻌن اﻟﻣﻘدم
ﺑﺧﺻوﺻﮫ " .44
ﻓﺎﻟﺗﻘﯾﯾد ﻗرﯾﻧﺔ ﻋﻠﻰ وﺟود اﻟﺣق إﻟﻰ أن ﯾﺗم ﺗﻌدﯾﻠﮫ أو إﻟﻐﺎؤه ،وﻣن ﺗم ﯾﻔﺗرض أن اﻟرﺳم
اﻟﻌﻘﺎري ﺧﺎل ﻣن ﻛل ﺗﺣﻣل ﻋﯾﻧﻲ ﻏﯾر ﻣﻘﯾد .
وﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ وﺟوب ﺷﮭر ﻣﺎ ذﻛر أﻋﻼه ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري أﻧﮫ ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺣﺗﺞ ﻓﻲ
ﻣواﺟﮭﺔ اﻟﻐﯾر ﺑﻛل ﺑﯾﺎن ﻏﯾر ﻣﻘﯾد ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري وذﻟك إﻋﻣﺎﻻ ﻟﻧظرﯾﺔ اﻟظﺎھر اﻟﺗﻲ ﯾﻌﻣل
619/1401/2012ـ ﻏﯾر ﻣﻧﺷور. 44ـ ﺣﻛم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﺑﻣراﻛش ﺑﺗﺎرﯾﺦ ﻣواﻓق 31/01/2013 :ﻓﻲ اﻟﻣﻠف رﻗم
45ـ راﺟﻊ:
-ﻣﺎزن اﻟﺟم :اﻟﺣﻘوق اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﺗﺳﺟﯾل وﻓق ﻧظﺎم اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري ،رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾل دﺑﻠوم اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻧوﻗﺷت ﺑﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق
ﺑﻣراﻛش –-1991ص .224
-ﻣﺣﻣد ﺑن اﻟﺣﺎج اﻟﺳﻠﻣﻲ :ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري ﻓﻲ اﻟﻣﻐرب ﺑﯾن اﻹﺷﮭﺎر اﻟﻌﻘﺎري واﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،رﺳﺎﻟﺔ
اﻟﺳﻠك اﻟﻌﺎﻟﻲ ﺑﺎﻟﻣدرﺳﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻺدارة اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ – اﻟرﺑﺎط –-1987-1988ص .160
- Stéphane Piedeliévre : Traité de Droit civil – la publicité foncière – L.G.D.J – 2000- p 46.
51
ﺑﮭﺎ ﻓﻲ ھذا اﻟﻣﺟﺎل ،وﻣن ﺗم ﻓﻛل ﺗﺻرف ﺑﻌوض أو ﺑدون ﻋوض وﻛذا اﻟوﻗﺎﺋﻊ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ
واﻟﺣﺟوز ﻻ ﯾﻌﺗد ﺑﮭﺎ وﻻ ﺗﻧﺗﺞ أﺛرھﺎ ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ اﻟﻐﯾر ﻣﺎ ﻟم ﺗﻘﯾد ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،وھو ﻣﺎ
ﯾﻌرف ﻓﻲ أدﺑﯾﺎت اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري ﺑﻘﺎﻋدة اﻷﺛر اﻹﻧﺷﺎﺋﻲ ﻟﻠﻘﯾد ﻓﻲ اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،واﻟﺳﻧد
اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ﻓﻲ ذﻟك ھو ﻣﺎ ﻧص ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻔﺻل 67ﻣﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" إن اﻷﻓﻌﺎل اﻹرادﯾﺔ واﻻﺗﻔﺎﻗﺎت اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ اﻟراﻣﯾﺔ إﻟﻰ ﺗﺄﺳﯾس ﺣق ﻋﯾﻧﻲ أو ﻧﻘﻠﮫ إﻟﻰ
اﻟﻐﯾر أو إﺳﻘﺎطﮫ ،ﻻ ﺗﻧﺗﺞ أي أﺛر وﻟو ﺑﯾن اﻷطراف إﻻ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺗﻘﯾﯾد ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري".
وﻋﻠﻰ ھذا اﻷﺳﺎس ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﻣﻛن اﻻﺣﺗﺟﺎج ﺑﺣق ﻏﯾر ﻣﺷﮭر ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،ﻷﻧﮫ ﯾﻌﺗﺑر
ﻏﯾر ﻗﺎﺋم ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ اﻟﻐﯾر وﻻ ﯾﺟوز اﻻﺣﺗﺟﺎج ﺑﮫ ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺗﮭم ،وﻣن ﺗم ﻓﻠو أدﻟﻰ
اﻟﻣدﻋﻲ ﻣﺛﻼ ﺑﻌﻘد ﺷراﺋﮫ ﻟﻌﻘﺎر ﻣﺣﻔظ وطﺎﻟب ﺑﻧﺎء ﻋﻠﯾﮫ ﺑﺣﻘوﻗﮫ اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎر ﻓﺈن ﻋﻘد
ﺷراﺋﮫ ﻻ ﯾﻔﯾده ﻓﻲ ﺷﺊ طﺎﻟﻣﺎ أﻧﮫ ﻟم ﯾﻘﯾد ﺑﻌد ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،وھذا ھو ﻣﻌﻧﻰ اﻷﺛر
اﻹﻧﺷﺎﺋﻲ ﻟﻠﻘﯾد ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري.
وﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟذﻟك ﺟﺎء ﻓﻲ ﺣﻛم ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﺑﻣراﻛش ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" ﺣﯾث إن طﻠب اﻟطرف اﻟﻣدﻋﻲ ﯾرﻣﻲ إﻟﻰ اﻟﺣﻛم ﺑﻔرز ﻧﺻﯾﺑﮫ وﺗﺳﺟﯾﻠﮫ ﺑﺎﺳﻣﮫ ﻓﻲ
اﻟﺻك اﻟﻌﻘﺎري أﻋﻼه ﻣﻊ اﻟﻧﻔﺎذ اﻟﻣﻌﺟل وﺗﺣﻣﯾل اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮭم اﻟﺻﺎﺋر.
وأرﻓق ﻣﻘﺎﻟﮫ ﺑﺷﮭﺎدة ﻋﻘﺎرﯾﺔ وﺻورة ﻋﻘد ﺷراء.
وﺣﯾث إﻧﮫ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص طﻠب اﻟﻘﺳﻣﺔ ﻓﺈن اﻟﻣﺷرع أوﺟب ﻛﺷرط ﻟﻘﺑوﻟﮭﺎ وﺟوب إﺛﺑﺎت
ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺷﯾﺎع ﺑﯾن أطراف اﻟدﻋوى وذﻟك طﺑﻘﺎ ﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻣﺎدة 314ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق
اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﺣرﻓﯾﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
"ﯾﺷﺗرط ﻹﺟراء اﻟﻘﺳﻣﺔ أن ﯾﻛون اﻟﻣﻠك ﻣﻣﻠوﻛﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺷﯾﺎع ﻟﻠﺷرﻛﺎء ﻋﻧد إﺟراﺋﮭﺎ"...
وﺣﯾث إن ھذا اﻟﺗوﺟﮫ اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ﯾطﺎﺑق ﺑﺷﻛل ﻛﻠﻲ ﻗواﻋد اﻟﻔﻘﮫ اﻟﻣﺎﻟﻛﻲ اﻟﻣﻌﻣول ﺑﮭﺎ ﻓﻲ
ﻣﺟﺎل ﻗﺳﻣﺔ اﻟﻌﻘﺎر اﻟﻐﯾر ﻣﺣﻔظ ﻟﻘول اﻟﻧﺎظم:
ﻓﺑﻌد إﺛﺑﺎت ﻟﻠﻣوﺟﺑﺎت وﺣﯾث ﻛﺎن اﻟﻘﺳم ﻟﻠﻘﺿﺎة
و ﺣﯾث إﻧﮫ ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ ﻋﻘد اﻟﺷراء اﻟﻣدﻟﻰ ﺑﮫ ﻣن طرف اﻟﻣدﻋﻲ ﯾﺗﺑﯾن أﻧﮫ ﯾﺗﻌﻠق
ﺑﻌﻘﺎر ﻣﺣﻔظ ﻣوﺿوع اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﻋدد /21751م ،و أﻧﮫ ﻟﻣﺎ ﻛﺎن اﻷﻣر ﻛذﻟك أي أن
اﻟﻣدﻋﻰ ﻓﯾﮫ ھو ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻋﻘﺎر ﻣﺣﻔظ ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﻌﺗد ﺑﺷﺄﻧﮫ إﻻ ﺑﺎﻟﺣﻘوق اﻟﻣﻘﯾدة ﺑﺎﻟرﺳم
اﻟﻌﻘﺎري طﺑﻘﺎ ﻟﻣﺑدأ اﻷﺛر اﻹﻧﺷﺎﺋﻲ ﻟﻠﻘﯾد ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ اﻟﻔﺻﻠﯾن 65
و 66ﻣن ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري ،و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺟب اﺳﺗﺣﺿﺎر اﻟوﻋﺎء اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ﻟﻌﻣﻠﯾﺔ
اﻟﺗﻘﯾﯾد ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري و ﺣﺟﯾﺔ اﻟﺷواھد اﻟﺻﺎدرة ﻋن اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﻓﻲ ھذا اﻟﻣﺟﺎل ،ﻓﻣﻣﺎ ﻻ
ﺧﻼف ﻓﯾﮫ أن اﻟﻣدﻋﻰ ﻓﯾﮫ ھو ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻋﻘﺎر ﻣﺣﻔظ و ﻣن ﺗم ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﻌﺗد ﺑﺷﺄﻧﮫ إﻻ
ﺑﺎﻟﺣﻘوق اﻟﻣﻘﯾدة ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري طﺑﻘﺎ ﻟﻣﺑدأ اﻷﺛر اﻹﻧﺷﺎﺋﻲ ﻟﻠﻘﯾد ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري
اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ اﻟﻔﺻﻠﯾن 65و 66و 67ﻣن ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري ،ﻓﻘد ﻧص
اﻟﻔﺻل 65اﻟﻣذﻛور ﺣرﻓﯾﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﮫ:
" ﯾﺟب أن ﺗﺷﮭر ﺑواﺳطﺔ اﻟﺗﻘﯾﯾد ﻓﻲ اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،ﺟﻣﯾﻊ اﻟوﻗﺎﺋﻊ واﻟﺗﺻرﻓﺎت
واﻻﺗﻔﺎﻗﺎت اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﺑﯾن اﻷﺣﯾﺎء ﻣﺟﺎﻧﯾﺔ ﻛﺎﻧت أو ﺑﻌوض ،وﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺣﺎﺿر واﻷواﻣر
اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺣﺟر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ،وﺟﻣﯾﻊ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺗﻲ اﻛﺗﺳﺑت ﻗوة اﻟﺷﺊ اﻟﻣﻘﺿﻲ ﺑﮫ ﻣﺗﻰ ﻛﺎن
52
ﻣوﺿوع ﻣﺎ ذﻛر ﺗﺄﺳﯾس ﺣق ﻋﯾﻧﻲ ﻋﻘﺎري أو ﻧﻘﻠﮫ إﻟﻰ اﻟﻐﯾر أو اﻹﻗرار ﺑﮫ أو ﺗﻐﯾﯾره أو
إﺳﻘﺎطﮫ ،وﻛذا ﺟﻣﯾﻊ ﻋﻘود أﻛرﯾﺔ اﻟﻌﻘﺎرات ﻟﻣدة ﺛﻼت ﺳﻧوات "...
وﺣﯾث إﻧﮫ ﻣن ﺟﮭﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ ﻓﻘد ﻧص اﻟﻔﺻل 67ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" إن اﻷﻓﻌﺎل اﻹرادﯾﺔ واﻻﺗﻔﺎﻗﺎت اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ اﻟراﻣﯾﺔ ،إﻟﻰ ﺗﺄﺳﯾس ﺣق ﻋﯾﻧﻲ أو ﻧﻘﻠﮫ إﻟﻰ
اﻟﻐﯾر أو اﻹﻗرار ﺑﮫ أو ﺗﻐﯾﯾره أو إﺳﻘﺎطﮫ ،ﻻ ﺗﻧﺗﺞ أي أﺛر وﻟو ﺑﯾن اﻷطراف إﻻ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ
اﻟﺗﻘﯾﯾد ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري دون اﻹﺿرار ﺑﻣﺎ ﻟﻸطراف ﻣن ﺣﻘوق ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ ﺑﻌﺿﮭم اﻟﺑﻌض
وﻛذا ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﯾﺔ إﻗﺎﻣﺔ دﻋﺎوى ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﮭم ﺑﺳﺑب ﻋدم ﺗﻧﻔﯾذ اﺗﻔﺎﻗﺎﺗﮭم ".
وﺣﯾث إﻧﮫ ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﺷﮭﺎدة اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻣدﻋﻰ ﻓﯾﮫ ﯾﺗﺑﯾن أن اﻟﻌﻘﺎر
اﻟﻣذﻛور ﻣﻘﯾد ﺑﺎﺳم اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮭم إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻟﻠﻣدﻋﻲ وھو ،......وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻻ ﯾﻣﻛن
اﻻﻋﺗداد ﺑﺄي ﺣق ﻏﯾر ﻣﻘﯾد ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري وﻟم ﯾﻛن ﻣوﺿوع ﺗﻘﯾﯾد ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻼ ﯾﻣﻛن
اﻻﺳﺗدﻻل ﺑﻌﻘد اﻟﺑﯾﻊ اﻟﻣدﻟﻰ ﺑﮫ ﻣن اﻟﻣدﻋﻲ ﻟﻌﺗﺑﺎره ﻣﺎﻟﻛﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺎر طﺎﻟﻣﺎ أﻧﮫ ﻏﯾر ﻣﻘﯾد
ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،وﻋﻠﯾﮫ ﯾﻛون اﻟطرف اﻟﻣدﻋﻲ ﻟم ﯾﺛﺑت ﺗﻣﻠﻛﮫ ﻟﻠﻣدﻋﻰ ﻓﯾﮫ ﺑﺣﺟﺔ ﻣﻘﺑوﻟﺔ
ﺷرﻋﺎ ﺣﺗﻰ ﯾﻣﻛن ﻗﺑول طﻠب اﻟﻘﺳﻣﺔ.
وﺣﯾث إﻧﮫ اﻋﺗﺑﺎرا ﻟﻣﺎ ذﻛر ﺗﻛون اﻟدﻋوى ﻏﯾر ﻣﻘﺑوﻟﺔ و ﯾﺗﻌﯾن اﻟﺗﺻرﯾﺢ ﺑذﻟك" . 47
وﻧﺷﯾر ھﻧﺎ إﻟﻰ أن اﻟﻌﻣل اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻋﺗﺑر أﻧﮫ ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ أن ﺗراﻋﻲ اﻟوﺿﻌﯾﺎت
اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﺑﺷﻛل ﺗﻌﺎﻗدي ﺑﯾن اﻷطراف وﻟو ﻗﺑل ﺗﻘﯾﯾدھﺎ ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،وﻋﻠﯾﮫ ﻓﻘد أﺻﺑﺣت
اﻟﻣﺣﺎﻛم ﺗﻌﺗﺑر أن اﻟﺧﻠف اﻟﺧﺎص ﻟﻠﻣﺎﻟك اﻟﻣﻘﯾد ﻟﯾس ﻣﺣﺗﻼ ﺑدون ﺳﻧد وﻟو ﻟم ﯾﻘﯾد ﺑﻌد ﺷراﺋﮫ
ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،وذﻟك ﺗﺄﺳﯾﺳﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﺻل 67ﻣن ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري اﻟﺗﻲ
ﺟﺎء ﻓﯾﮭﺎ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" إن اﻷﻓﻌﺎل اﻹرادﯾﺔ واﻻﺗﻔﺎﻗﺎت اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ،اﻟراﻣﯾﺔ إﻟﻰ ﺗﺄﺳﯾس ﺣق ﻋﯾﻧﻲ أو ﻧﻘﻠﮫ إﻟﻰ
اﻟﻐﯾر أواﻻﻗرار ﺑﮫ أو ﺗﻐﯾﯾره أو إﺳﻘﺎطﮫ ،ﻻ ﺗﻧﺗﺞ أي أﺛر وﻟو ﺑﯾن اﻷطراف إﻻ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ
اﻟﺗﻘﯾﯾد ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري دون اﻹﺿرار ﺑﻣﺎ ﻟﻸطراف ﻣن ﺣﻘوق ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ ﺑﻌﺿﮭم اﻟﺑﻌض
وﻛذا ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﯾﺔ إﻗﺎﻣﺔ دﻋﺎوى ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﮭم ﺑﺳﺑب ﻋدم ﺗﻧﻔﯾذ اﺗﻔﺎﻗﺎﺗﮭم ".
وﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ذﻛر ﻗﺿت اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﺑﻣراﻛش ﺑﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" وﺣﯾث إﻧﮫ ﻣﺎ دام أﻧﮫ ﻗد ﺛﺑت ﻣن اﻟﺗﻌﻠﯾل اﻟﺳﺎﺑق أن اﻟﻣدﻋﻲ ھو اﻟﻣﺎﻟك اﻟﺷرﻋﻲ
ﻟﻠﻌﻘﺎر اﻟﻣدﻋﻰ ﻓﯾﮫ ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻛون ﻣﺑدﺋﯾﺎ ﻣن ﺣﻘﮫ وﺣده أن ﯾﻧﺗﻔﻊ ﺑﺎﻟﻌﻘﺎر و ﯾﺳﺗﻐﻠﮫ و ﻻ ﯾﻣﻛن
ﻵي أﺣد ﻣن اﻟﻐﯾر أن ﯾﻧﺗﻔﻊ ﺑﺎﻟﻌﻘﺎر أو ﯾﺗواﺟد ﺑﮫ إﻻ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺔ ﺷرﻋﯾﺔ ﻣﻌﮫ ﺗﺑرر ھذا
اﻟﺗواﺟد ،وھو اﻷﻣر اﻟذي ﻗﺎم اﻟدﻟﯾل ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ اﻟﻧﺎزﻟﺔ إذ اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ ﯾﺗواﺟد ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ
اﻟﺗﻧﺎزل اﻟﻣﻧﺟر ﻟﮫ ﻣن اﻟﻣدﻋﻲ ،ﺻﺣﯾﺢ أن اﻟﻣدﻋﻲ دﻓﻊ ﺑﺄن اﻟﻣدﻋﻰ ﻓﯾﮫ ھو ﻋﺑﺎرة ﻋن
ﻋﻘﺎر ﻣﺣﻔظ و ﻣن ﺗم ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﻌﺗد ﺑﺷﺄﻧﮫ إﻻ ﺑﺎﻟﺣﻘوق اﻟﻣﻘﯾدة ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري طﺑﻘﺎ ﻟﻣﺑدأ
اﻷﺛر اﻹﻧﺷﺎﺋﻲ ﻟﻠﻘﯾد ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ اﻟﻔﺻﻠﯾن 65و 66ﻣن ظﮭﯾر
اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري ،ﻏﯾر أن ھذه اﻟﻘﺎﻋدة ﻻ ﺗﺟد ﻟﮭﺎ ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻓﻲ اﻟﻧﺎزﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﻔﺻل
67ﻣن ذات اﻟﻘﺎﻧون ﯾﻘرر اﺳﺗﺛﻧﺎء ﻣن ھذا اﻟﻣﺑدأ وھو اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟدﻋﺎوى اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أي
47ـ ﺣﻛم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﺑﻣراﻛش ﺑﺗﺎرﯾﺦ 13/03/2014 :ﻣﻠف رﻗم 846/1401/13ـ ﻏﯾر ﻣﻧﺷور .
53
ﯾﻘﯾﻣﮭﺎ اﻷطراف اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﺑﺷﺄن اﻟﻌﻘﺎر ﺑﻌﺿﮭم ﺿد ﺑﻌض ،و ھو اﻹطﺎر اﻟذي ﺗﻛﯾف ﻓﯾﮫ
دﻋوى اﻟﻣدﻋﻲ ،و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈﻧﮫ ﻣن اﻟﺳﺎﺑق ﻷواﻧﮫ وﺻف اﻟطرف اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ ﺑﺎﻟﻣﺣﺗل ،و
ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻧﺣن ﻟﺳﻧﺎ أﻣﺎم وﺿﻊ ﻻ ﻣﺷروع ،ﺑل إن وﺿﻌﯾﺔ اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ ﻧظﺎﻣﯾﺔ ،وﻋﻠﯾﮫ
ﯾﻛون اﻟطﻠب ﻏﯾر ﻣﺑﻧﻲ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس و ﯾﻠزم اﻟﺣﻛم ﺑرﻓﺿﮫ" . 48
وﯾﺗﻔرع ﻋن اﻷﺛر اﻹﻧﺷﺎﺋﻲ ﻟﻠﻘﯾد ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري أﻧﮫ ﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﻘﯾﯾد أي ﺣق إﻻ إذا ﻛﺎن
ﻣن ﺗم ﺗﻠﻘﻲ اﻟﺣق ﻣﻧﮫ ﻣﻘﯾدا ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،وھو ﻣﺎ ﯾﻌرف ﻓﻲ أدﺑﯾﺎت اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري
ﺑﻘﺎﻋدة ﺗواﻟﻲ اﻟﺗﻘﯾﯾدات ،وﺗﺟد ﻗﺎﻋدة ﺗواﻟﻲ اﻟﺗﻘﯾﯾدات واﺳﺗﻣرارﯾﺗﮭﺎ ﺳﻧدھﺎ اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ﺿﻣن
ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﺻل 72ﻣن ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري اﻟذي ﯾﻠزم اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﺑﺎﻟﺗﺄﻛد ﻣن ھوﯾﺔ
اﻟﻣﻔوت وأھﻠﯾﺗﮫ ،ﻓﻘد ﻧص ﻓﯾﮫ ﻋﻠﻰ أﻧﮫ:
"ﯾﺣﻘق اﻟﻣﺣﺎﻓظ ،ﺗﺣت ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﮫ ،ھوﯾﺔ اﻟﻣﻔوت وأھﻠﯾﺗﮫ وﻛذا ﺻﺣﺔ اﻟوﺛﺎﺋق اﻟﻣدﻟﻰ ﺑﮭﺎ
ﺗﺄﯾﯾدا ﻟﻠﻣطﻠب ﺷﻛﻼ وﺟوھرا".
ﻓﺗﺣﻘﯾق ھوﯾﺔ اﻟﻣﻔوت ﯾﺗم ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣطﺎﺑﻘﺔ ﺑﯾن اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻣﻔوت ﻛﻣﺎ ھﻲ
ﻣﺿﻣﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد اﻟﻣﺳﺗدل ﺑﮫ ﻹﺛﺑﺎت اﻟﺗﻔوﯾت وﺑﯾن ﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻣﻔوت ﻛﻣﺎ ھﻲ ﻣﺳطرة
ﺑﻣﻧدرﺟﺎت اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،وﻣن ﺗم ﻓﺈن ﻛل اﺧﺗﻼف ﺑﯾﻧﮭﺎ ﯾﻣﻧﻊ اﻟﻣﺣﺎﻓظ اﻟﻌﻘﺎري ﻣن اﻟﻘﯾﺎم
ﺑﺈﺟراءات اﻟﺗﻘﯾﯾد وﻧﻘل اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ.
وﺗﻄﺒﯿﻘﺎ ﻟﮭﺬا اﻟﻣﺑدأ ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗرار ﻟﻠﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ـ ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﺣﺎﻟﯾﺎ ـ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" إن ﻛل ﺣق ﻋﻘﺎري ﯾراد ﺗﻘﯾﯾده ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﯾﺟب أن ﯾﻛون ﻣﻔوﺗﺎ ﻣﺑﺎﺷرة ﻣن
ﺻﺎﺣب ﺣق ﺳﺑق ﺗﻘﯾﯾده ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،ﺑﺣﯾث إذا ﻛﺎن ﺣق ﻋﻘﺎري ﻣﺣل ﺗﻔوﯾﺗﺎت ﻣﺗواﻟﯾﺔ
ﻓﺈن آﺧر ﺗﻔوﯾت ﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﻘﯾﯾده ﻗﺑل ﻣﺎ ﺳﺑﻘﮫ ﻣن ﺗﻔوﯾﺗﺎت". 49
وﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﺳﯾﺎق ﺣﻛم ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﺑﻣراﻛش ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" ﺣﯾث إن ﻣوﺿوع اﻟطﻌن ﯾرﻣﻲ إﻟﻰ أﻣر اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﺑﺗﻘﯾﯾد إراﺛﺔ اﻟﮭﺎﻟﻛﺔ ....ﺑﺎﻟرﺳم
اﻟﻌﻘﺎري ﻣوﺿوع اﻟدﻋوى وﺷﻣول اﻟﺣﻛم ﺑﺎﻟﻧﻔﺎذ اﻟﻣﻌﺟل وﺟﻌل اﻟﺻﺎﺋر طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧون وﺟﻌل
اﻟﺻﺎﺋر طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧون.
وﺣﯾث إﻧﮫ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻟوﺳﯾﻠﺔ اﻷول اﻟﻣﻌﺗﻣدة ﻓﻲ اﻟطﻌن اﻟﻣﻘدم ﺿد ﻗرار اﻟﻣﺣﺎﻓظ
ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ و اﻟرھون ﺑﻣﺣﺎﻓظﺔ ﺳﯾدي ﯾوﺳف ﺑن ﻋﻠﻲ ﻣراﻛش ﻣن أن رﻓﺿﮫ
ﻏﯾر ﻣﺑرر إذ رﻓض ﺑﻌﻠﺔ أن ﻣورﺛﺗﮭم ﻟم ﺗﻌد ﻣن ﺑﯾن اﻟﻣﺎﻟﻛﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﺷﯾﺎع و أﻧﮫ ﻗد ﻗﯾدت
ﻣﺣﻠﮭﺎ اﻟدوﻟﺔ اﺑﺗداء ﻣن 07/03/1973وﻓﻘﺎ ﻟﻣﺎ ﯾﻧص ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻔﺻل اﻷول ﻣن ظﮭﯾر 02
ﻣﺎرس 1973اﻟﻣﻌﺗﺑر ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻗﺎﻧون وﺗم ﺗﻘﯾﯾد اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﻠك اﻟﺧﺎص ﻛﻣﺎﻟﻛﺔ ﻟﻠﺣﻘوق
اﻟﻣذﻛورة ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري اﻟﺳﺎﻟف اﻟذﻛر ،و أن ھذا اﻟرﻓض ﻣن طرف اﻟﻣﺣﺎﻓظ اﻟﻌﻘﺎري ﻻ
ﯾرﺗﻛز ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﺳﻠﯾم و ھو ﻣﺎ أﻛده اﻟﻘﺿﺎء ﻓﻲ أﻋﻠﻰ درﺟﺎﺗﮫ ﺑﺧﺻوص ﺗﻘﯾﯾد
48ـ ﺣﻛم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﺑﻣراﻛش ﺑﺗﺎرﯾﺦ 11/04/2013ﻓﻲ اﻟﻣﻠف رﻗم 946/1401/2013ـ ﻏﯾر ﻣﻧﺷور .
-ﻗرار اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻋدد 265ﺑﺗﺎرﯾﺦ 12ﯾوﻧﯾﮫ -1968ﻣﺟﻠﺔ ق.م.أ –ع -4ﺳﻧﺔ -1969ص .9 49
54
إراﺛﺔ اﻟﮭﺎﻟﻛﺔ ﻓﺎطﻣﺔ اﻟزھراء .....أﺧت ﻣورﺛﺔ اﻟﻣدﻋﯾﯾن وھﻲ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﻣﺎﻟﻛﺔ ﻣﻌﮭﺎ ﻓﻲ
اﻟﻌﻘﺎر ﺑﻌﻠﺔ أن ﻣن ﻣﺎت ﻋن ﺣق ﻓﻠورﺛﺗﮫ ھﻲ ﻋﯾوب و ﻣطﺎﻋن ﻏﯾر واردة ﻋﻠﻰ اﻟﻘرار
ﻛﻠﯾﺔ ،إذ أﻧﮫ ﻣن اﻟﺛﺎﺑت ﻣن ﺧﻼل اﻟﺷﮭﺎدة اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻣدﻋﻰ ﻓﯾﮫ أن ﻣورﺛﺔ اﻟﻣدﻋﯾﯾن
ﻟﯾﺳت ﻣﺎﻟﻛﺔ ﻣن ﺟﻣﻠﺔ اﻟﻣﺎﻟﻛﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﺷﯾﺎع ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺎر اﻟﻣدﻋﻰ ﻓﯾﮫ ،ﻓﺎﻟﻌﻘﺎر ﻣﻘﯾد ﺑﺎﺳم اﻟدوﻟﺔ
اﻟﻣﻠك اﻟﺧﺎص ،وﻣن ﺗم ﻓﻼ ﯾﻣﻛن ﺗﻘﯾﯾد إراﺛﺔ اﻟﮭﺎﻟﻛﺔ ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أﻧﮫ
وطﺑﻘﺎ ﻟﻠﻔﺻل 74ﻣن ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري ﻓﺈن اﻟﻣﺣﺎﻓظ اﻟﻌﻘﺎري ﻣﻠزم ﺑﺄن ﯾﺗﺄﻛد ﻣن أن
اﻟﺗﻘﯾﯾد ﻣوﺿوع اﻟطﻠب ﻻ ﯾﺗﻌﺎرض ﻣﻊ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻣﺿﻣﻧﺔ ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري و ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت ھذا
اﻟﻘﺎﻧون و أن اﻟوﺛﺎﺋق اﻟﻣدﻟﻰ ﺑﮭﺎ ﺗﺟﯾز ھذا اﻟﺗﻘﯾﯾﯾد ،و ﯾﺗﻔرع ﻋن ذﻟك ﻣﺑدأ ھﺎم ﻓﻲ ﻣﺟﺎل
اﻟﺗﻘﯾﯾدات وھو ﻣﺑدأ ﺗراﺗﺑﯾﺔ اﻟﺗﻘﯾﯾدات وھو ﻣﺑدأ ﻣﺿﻣﻧﮫ أﻧﮫ ﯾﺟب أن ﯾﺛﺑت ﻟﻠﻣﺣﺎﻓظ اﻟﺻﻠﺔ
ﺑﯾن ﻣﺎ ھو ﻣﺿﻣن ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري و اﻟﺣق اﻟﻣطﻠوب ﺗﻘﯾﯾده ،و ﻗد أوﺿﺢ اﻟﻣﺷرع ھذه
اﻟﻘﺎﻋدة ﺿﻣن ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﺻل 28ﻣن اﻟﻘرار اﻟوزﯾري اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 03ﯾوﻧﯾو
1915اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗﻔﺎﺻﯾل ﺗطﺑﯾق ﻧظﺎم اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري واﻟذي ﻧص ﻓﯾﮫ ﺣرﻓﯾﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" ﯾﺷﺗرط ﻓﻲ ﻛل ﺣق ﯾراد ﺗﺳﺟﯾﻠﮫ أن ﯾﻛون ﻣﻛﺗﺳﺑﺎ ﻣﺑﺎﺷرة ﻣن اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻘﯾد ﺑﺎﺳﻣﮫ
ﺳﺎﺑﻘﺎ ﺑﺎﻟﻛﻧﺎش اﻟﻌﻘﺎري وﯾﺗرﺗب ﻋن ھذا أﻧﮫ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﺣق ﻋﯾﻧﻲ ﻋﻘﺎري أو
ﺗﻛﻠﯾف ﻋﻘﺎري ﻣوﺿوع ﻋدة اﻧﺗﻘﺎﻻت أو اﺗﻔﺎﻗﺎت ﻣﺗﺗﺎﺑﻌﺔ ﻓﻼ ﯾﻣﻛن ﺗﺳﺟﯾل آﺧر اﻧﺗﻘﺎل أو
اﺗﻔﺎق ﻗﺑل ﺗﺳﺟﯾل اﻻﻧﺗﻘﺎﻻت أو اﻻﺗﻘﺎﻗﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ".
وﺣﯾث ﯾﺗﻔرع ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗدﻻﻻت اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ أﻧﮫ ﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﻘﯾد اﻧﺗﻘﺎل ﺣق ﻣن
اﻟدوﻟﺔ إﻟﻰ ورﺛﺔ اﻟﮭﺎﻟﻛﺔ اﻟﻣدﻋﯾﯾن ﻋن طرﯾق اﻹرث ﻟﻐﯾﺎب ﺻﻠﺔ ﻣﺑﺎﺷرة ﺑﯾن اﻟطرﻓﯾن
ﯾﻣﻛن أن ﻧﻌﺗﺑر ﻣﻌﮭﺎ أن اﻟﻣدﻋﯾﯾن ﻗد ﺗﻠﻘوا اﻟﺣق اﻟﻣطﻠوب ﺗﻘﯾﯾده ﻣن اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﻠك اﻟﺧﺎص،
وﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﺣدﯾث ﻋﻠﻰ أن ﻓﻲ رﻓض اﻟﻣﺣﺎﻓظ اﻟﻌﻘﺎري ﺗﻘﯾﯾد إراﺛﺔ اﻟﮭﺎﻟﻛﺔ ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري
اﻋﺗداء ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﺷرﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻣﺿﻣﻧﮭﺎ أن ﻣن ﻣﺎت ﻋن ﺣق ﻓﻠورﺛﺗﮫ ،ﻓﺎﻟﻣﺣﺎﻓظ طﺑق
ھذه اﻟﻘﺎﻋدة ﺗطﺑﯾق ﺳﻠﯾﻣﺎ و ﻓق ﺻﺣﯾﺢ اﻟﻧص اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ وروﺣﮫ ،ﻓﺎﻟﻌﻘﺎر اﻟﻣدﻋﻰ ﻓﯾﮫ ﻻ
ﯾدﺧل ﺿﻣن وﻋﺎء ﺗرﻛﺔ اﻟﮭﺎﻟﻛﺔ ،ﺑل إﻧﮫ ﺟﺎر ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟدوﻟﺔ ،و ﻋﻠﯾﮫ ﻓﺈﻧﮫ ﻣن اﻟﻣﺳﺗﺑﻌد
اﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﻌﻘﺎر اﻟﻣدﻋﻰ ﻓﯾﮫ ﯾدﺧل ﺿﻣن وﻋﺎء اﻟﺗرﻛﺔ ﻷﻧﮫ ﺧرج ﻣن ﻣﻠك اﻟﮭﺎﻟﻛﺔ ﻗﯾد
ﺣﯾﺎﺗﮭﺎ ﺑﻧﺎﻗل ﺷرﻋﻲ ﻋن طرﯾق اﺳﺗرﺟﺎﻋﮫ ﻣن طرف اﻟدوﻟﺔ و ذﻟك ﺑﺗﺎرﯾﺦ 1995ﻓﻲ
ﺣﯾن أن ﻣورﺛﺔ اﻟﻣدﻋﯾﯾن ﻟم ﺗﺗوﻓﻰ إﻻ ﺑﺗﺎرﯾﺦ 22/12/2012و ذﻟك ﺣﺳب رﺳم إراﺛﺗﮭﺎ
اﻟﻣﺿﻣن أﺻﻠﮭﺎ ﺑﻌدد 155ﻛﻧﺎش 135ﺗوﺛﯾق ﻣراﻛش ﺑﺗﺎرﯾﺦ ،03/01/2013وﻋﻠﯾﮫ
ﯾﻛون اﻟﻌﻘﺎر اﻟﻣدﻋﻰ ﻓﯾﮫ ﻗد ﺧرج ﻣن ﯾد ﻣورﺛﺔ اﻟﻣدﻋﯾﯾن ﺑﻣﺎ ﯾزﯾد ﻋن ﺳﺑﻊ ﺳﻧوات ﻗﺑل
وﻓﺎﺗﮭﺎ ،و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻼ ﻣﺟﺎل ﻣطﻠﻘﺎ ﻟﻠﺣدﯾث ﻋن ﺣﻘوق إرﺛﯾﺔ ﻣﻧﻌﻘدة ﻟﻠﻣدﻋﯾﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎر
اﻟﻣدﻋﻰ ﻓﯾﮫ ﻷﻧﮫ ﻟم ﯾﺑق ﻋﻠﻰ ﻣﻠك اﻟﮭﺎﻟﻛﺔ ﻣﻧذ ﺳﻧﺔ 1995وﻣن ﺗم ﻓﺈن ﺗطﺑﯾق اﻟﻘﺎﻋدة
اﻟﻣﺳﺗدل ﺑﮭﺎ ﻣن طرف اﻟﻣدﻋﯾﯾن وھﻲ أن ﻣن ﻣﺎت ﻋن ﺣق ﻓﻠورﺛﺗﮫ ﯾوﺟب أن ﯾﺛﺑت ھذا
اﻟﺣق أوﻻ ﻟﻠﻣورث ﻟﯾﻧﺗﻘل ﺑﻌد ذﻟك ﻋن طرﯾق اﻟوﻓﺎة و ﺑﻘوة اﻟﺷرع ﻟﻠورﺛﺔ ﺑدون ﺗﺑرع و ﻻ
ﻋوض ،و ﺑﻣﻔﮭوم اﻟﻘراءة اﻟﻌﻛﺳﯾﺔ أو اﻟﻘراءة ﺑﻣﻔﮭوم اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﻧص أن ﻛل ﻣﺎل ﻟﯾس ﻋﻠﻰ
ﻣﻠك اﻟﻣورث ﻻ ﯾدﺧل ﻓﻲ وﻋﺎء اﻟﺗرﻛﺔ و ﺑﺎﻟﺗﺑﻊ ﻻ ﯾﻧﺗﻘل ﻣن اﻟﺳﻠف إﻟﻰ ﺧﻠﻔﮫ اﻟﻌﺎم ،و ﻋﻠﯾﮫ
ﻓﻼ ﻣﺟﺎل ﻛﻠﯾﺔ ﻟﻠﺣدﯾث ﻋن اﻧﺗﻘﺎل ﻟﻠﺣﻘوق ﻣن اﻟﮭﺎﻟﻛﺔ إﻟﻰ اﻟﻣدﻋﯾﯾن ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرھم ورﺛﺔ ﻟﮭﺎ "
.50
50ـ ﺣﻛم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﺑﻣراﻛش ﺑﺗﺎرﯾﺦ 07/2013/ﻓﻲ اﻟﻣﻠف رﻗم 157/1401/2013ـ ﻏﯾر ﻣﻧﺷور .
55
وﺟﺎء ﻓﻲ ﺣﻛم آﺧر:
" و ﺣﯾث إﻧﮫ و اﺣﺗراﻣﺎ ﻟﻣﺑدأ ﺗراﺗﺑﯾﺔ اﻟﺗﻘﯾدات ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻠزم اﻟﺣﻛم ﻋﻠﻰ
اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ أوﻻ ﺑﺗﻘﯾد ﻣﻘرر اﻟﺗﻌوﯾض ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﺣﺗﻰ ﺗﺗﻣﻛن اﻟﻣدﻋﯾﺔ ﻣن ﺗﻘﯾﯾد
اﻟﺗﻧﺎزل اﻟﻣﻧﺟر ﻟﻔﺎﺋدﺗﮭﺎ ،و ﻟﺣﻣﻠﮫ ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﺈن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻗررت ﻓرض ﻏراﻣﺔ ﺗﮭدﯾدﯾﺔ ﻓﻲ
ﺣﻘﮫ وﻓق اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟوارد ﺑﻣﻧطوق اﻟﺣﻛم " .51
وﻓﻲ ﻧﺎزﻟﺔ طﻠب ﻣن اﻟﻣﺣﺎﻓظ اﻟﻌﻘﺎري ﺗﻘﯾﯾد ﺣﻛم ﻧﮭﺎﺋﻲ ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،ﻏﯾر أن
اﻟﻣﺣﺎﻓظ اﻟﻌﻘﺎري رﻓض ذﻟك ﺑﻌﻠﺔ أن اﻟﻣﺣﻛوم ﻋﻠﯾﮭم ﻟم ﯾﻌودوا ﻣﻘﯾدﯾن ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري،
ﻓطﻌن اﻟﻣﺣﻛوم ﻟﮫ ﻓﻲ ﻗرار اﻟﻣﺣﺎﻓظ ،ﻏﯾر أن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ رﻓﺿت اﻟطﻌن ﻣﻌﺗﺑرة أن اﻟﻣﺣﺎﻓظ
اﻟﺗزم ﺻﺣﯾﺢ اﻟﻘﺎﻧون ﻓﻲ ﻣوﻗﻔﮫ اﻟﻣذﻛور ،ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أﻧﮫ اﺣﺗرم ﺗﻣﺎم اﻻﺣﺗرام ﻣﺑدأ ﺗواﻟﻲ
اﻟﺗﻘﯾﯾدات ،وھﻛذا ﺟﺎء ﻓﻲ ﺣﻛم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﺑﻣراﻛش ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" ﺣﯾث إن ﻣوﺿوع اﻟطﻌن ﯾرﻣﻲ إﻟﻐﺎء ﻗرار اﻟﻣﺣﺎﻓظ اﻟﻌﻘﺎري اﻟﻣدﻋﻰ وأﻣره ﺑﺎﻟﺗﻘﯾد
اﻟﺣرﻓﻲ ﻟﻣﻧطوق اﻟﻘرار أﻋﻼه وﺗرﺗﯾب اﻟﺣﻘوق ﻋﻠﻰ اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﻋدد /4161م
واﻟرﺳوم اﻟﻣﺗﻔرﻋﺔ ﻋﻧﮫ وھﻲ 56081/04و 56082/04و 56083/04و56084/04
ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ ﻏراﻣﺔ ﺗﮭدﯾدﯾﺔ ﻗدرھﺎ 2000,00درھم ﻋن ﻛل ﯾوم ﺗﺄﺧﯾر ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻔﯾذ.
وأرﻓﻘوا ﻣﻘﺎﻟﮭم ﺑﺻورة ﺑﻧﺳﺧﺔ إراﺛﺔ وﺻورة ﻣن ﻗرار ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف ﺑﻣراﻛش ﻓﻲ
اﻟﻣﻠف ﻋدد 3872/97ﺑﺗﺎرﯾﺦ 27/12/2001و ﻗرار اﻟﻣﺣﺎﻓظ وﻗرار اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ
ﻗرار ﻋدد 1369ﺑﺗﺎرﯾﺦ .28/04/2004
و ﺣﯾث إﻧﮫ ﻻ ﺧﻼف ﺣول اﻟﺗﺻور اﻟﻌﺎم اﻟذي ﻗدﻣﮫ اﻟطﺎﻋن و اﻟﻣؤﺳس ﺣول وﺟوب
ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم ،وذﻟك ﺗﺟﺳﯾدا ﻟﻣﺑدأ ﻗوة اﻟﺷﻲء اﻟﻣﻘﺿﻲ ﺑﮫ اﻟذي ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﮫ اﻷﺣﻛﺎم ﻟﻛوﻧﮭﺎ
ﺣﺳب اﻟﻔﺻل 126ﻣن اﻟدﺳﺗور اﻟﻣﻐرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد ﻣﻠزﻣﺔ ﻟﻠﺟﻣﯾﻊ وھﻲ ﻋﻧوان اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ
وﻣﺑﻌث اﻟﺛﻘﺔ ﻓﻲ ﻋداﻟﺔ اﻟﻘﺿﺎء وﺳﻣو اﻟﻘﺎﻧون وﺳﯾﺎدة اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ و أﺳﺎس ھﯾﺑﺔ اﻟدوﻟﺔ ،إﻻ
أﻧﮫ رﻏم ھذا اﻟﺗﺻور ﻓﺈن اﻟﺗﻧﻔﯾذ رﺳم ﻟﮫ اﻟﻣﺷرع ﺿواﺑط ﻋﺎﻣﺔ ﯾﻠزم اﻟﺗﻘﯾد ﺑﮭﺎ ،وﻓﻲ ﻣﻘدﻣﺔ
ھذه اﻟﻣﺑﺎدئ ﻣﺑدأ ﻧﺳﺑﯾﺔ آﺛﺎر اﻟﺣﻛم ،ﻓﺎﻟﺣﻛم ﻻ ﯾﻌﻧﻲ ﺳوى طرﻓﯾﮫ وﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻧﻔذ ﻓﻲ
ﻣواﺟﮭﺔ ﻣن ﻟم ﯾﻛن طرﻓﺎ ﻓﯾﮫ وذﻟك ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘﺿﻲ أن اﻷﺣﻛﺎم ذات
أﺛر ﻧﺳﺑﻲ ﻓﮭﻲ ﻻ ﺗﻧﻔﻊ اﻟﻐﯾر وﻻ ﺗﺿررھم و ﻣن ﺗم ﻓﻼ ﯾﺟوز اﻻﺣﺗﺟﺎج ﺑﻣﺿﻣﻧﮭﺎ ﻋﻠﻰ
اﻟﻐﯾر و ﻻ ﺗﻧﻔﯾذ ﻣﺎ ﻗﺿت ﺑﮫ ﺿدھم ،وھذه اﻟﻘﺎﻋدة اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﺗﺟد ﺗﺄﺻﯾﻠﮭﺎ ﺿﻣن اﻟﻘواﻋد
اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘد واﻟﺗﻲ ﺗﻔﺗرض أن اﻟﻌﻘود ﻻ ﺗﻧﻔﻊ وﻻ ﺗﺿر إﻻ ﻣن ﻛﺎن طرﻓﺎ ﻓﯾﮭﺎ و ذﻟك وﻓق
اﻟﺣﻛم اﻟﻣﻘرر ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 228ﻣن ق ل ع ،و ﯾﺗﻔرع ﻋن ﻛل ﻣﺎ ذﻛر أﻧﮫ ﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﻧﻔﯾذ
ﺣﻛم و ﺗﻘﯾﯾده ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري و اﻟﺗﺷطﯾب ﻋﻠﻰ اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﻘﯾدﯾن ﺑﮫ دون أن ﯾﻛون ﻗد
ﺻدر ﺣﻛم ﺿدھم ﯾﻘﺿﻲ ﺑﺎﻟﺗﺷطﯾب ،ﻓﺎﻟﺛﺎﺑت ﻣن ﺟواب اﻟﻣﺣﺎﻓظ اﻟﻌﻘﺎري اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ و
اﻟﻣﺄﺧوذ ﻣن ﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري أن ﻋدم ﻣﺑﺎدرة اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻣﺳﺗﻔﯾد ﻣن اﻟﻘرار اﻻﺳﺗﺋﻧﺎﻓﻲ
أو ورﺛﺗﮫ ﻣن ﺑﻌده إﻟﻰ إﺟراء ﺗﻘﯾﯾد اﺣﺗﯾﺎطﻲ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻘﺎل اﻻﻓﺗﺗﺎﺣﻲ ﻟﻠدﻋوى ﺑﺎﻟرﺳم
اﻟﻌﻘﺎري ﻋدد /4161م وﺑﺎﻟرﺳوم اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﺧرﺟﯾﺔ ﻣﻧﮫ وﺧﺎﺻﺔ اﻟرﺳﻣﯾن اﻟﻌﻘﺎرﯾن
ﻋدد 56083/04و 56084/04ﺟﻌل ﻣن اﻟﺻﻌب ﻣواﺟﮭﺔ اﻟﻐﯾر ﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ اﻟذﯾن
51ـ ﺣﻛم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﺑﻣراﻛش ﺑﺗﺎرﯾﺦ 15/11/2012ﻓﻲ اﻟﻣﻠف رﻗم 980/1401/2010ـ ﻏﯾر ﻣﻧﺷور .
56
أﺻﺑﺣوا ﻣﺎﻟﻛﯾن ﻣﺗﻌددﯾن ﺑﺎﻟرﺳوم اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ﻣوﺿوع اﻟدﻋوى ﺑﮭذه اﻟﻌﻘود ﻣﺎ داﻣت أﻧﮭﺎ ﻟم
ﺗﻛن ﻣﺿﻣﻧﺔ ﺑﺎﻟﺻﻛوك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻟﻣذﻛورة أﺛﻧﺎء ﺗﻘﯾﯾد ﻋﻘودھم ﺑﮭﺎ ،و ﻋﻠﯾﮫ و ﻣﺎ دام أن
أﺷﺧﺎص آﺧرﯾن أﺻﺑﺣوا ﻣﻘﯾدي ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﻓﺈن ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺣﻛم و ﺗﻘﯾﯾد اﻟﻌﻘﺎر ﻋﻠﻰ اﺳم
اﻟطﺎﻋﻧﯾن ﻣﻌﻧﺎه اﻟﺗﺷطﯾب ﻋﻠﻰ اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﻘﯾدﯾن ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة ﻣﺎ ﺑﯾن رﻓﻊ اﻟدﻋوى اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ
ﻣوﺿوع اﻟﺣﻛم اﻟذي رﻓض اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﺗﻘﯾﯾده و ھﻲ ﻣن 18/07/1978إﻟﻰ اﻵن ،و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ
إھدار ﺣﻘﮭم و اﻟﺗﺟﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺣﻘوﻗﮭم اﻟﻣﻘﯾدة ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،و اﻟﺣﺎل أﻧﮫ ﻟم ﯾﺳﺑق أن
اﺧﺗﺻﻣوا ﻓﻲ أي دﻋوى ﻓﻲ ھذا اﻟﺷﺄن ،و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺣﻘوق اﻟدﻓﺎع ﺗﻘﺗﺿﻲ ﺗوﺟﯾﮫ دﻋوى
ﺿدھم و اﻟﺣﻛم ﺑﺎﻟﺗﺷطﯾب ﻋﻠﯾﮭم ،و آﻧذاك ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﺣﺎﻓظ أن ﯾﺷطب ﻋﻠﯾﮭم ،ﻓﺎﻟﻘﺎﻋدة أﻧﮫ
ﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﺣﺎﻓظ اﻟﻌﻘﺎري أن ﯾﺷطب ﻋﻠﻰ اﻟﺑﯾﻊ اﻟﻣﻘﯾد ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن
اﻟﻣﺷرع ﻗﯾد ﺑﺷﻛل ﺿﯾق ﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟﻣﺣﺎﻓظ اﻟﻌﻘﺎري ﻓﻲ ھذا اﻟﺑﺎب ،ﻓﻘد ﻧص اﻟﻔﺻل 91
ﻣن ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﮭذا اﻷﺧﯾر أن ﯾﺟري أي ﺗﺷطﯾب ﺑﺎﻟرﺳم
اﻟﻌﻘﺎري إﻻ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻋﻘد أو ﺣﻛم ﻧﮭﺎﺋﻲ ﯾﺛﺑت اﻧﺗﮭﺎء اﻟﺣﻘوق اﻟﻣﻘﯾدة ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،و
ھﻲ اﻟوﺛﺎﺋق اﻟﺗﻲ ﻟم ﯾدل ﺑﮭﺎ اﻟﻣدﻋﻲ ﻟﻠﻣﺣﺎﻓظ اﻟﻌﻘﺎري ،ﻓﻼ دﻟﯾل ﺑﺎﻟﻣﻠف ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﻗﺿﻲ
ﺑﺎﻟﺗﺷطﯾب ﻋﻠﻰ اﻷﻏﯾﺎر اﻟﻣﻘﯾدﯾن ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﺑﻌد رﻓﻊ اﻟدﻋوى" .52
52ـ ﺣﻛم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﺑﻣراﻛش ﺑﺗﺎرﯾﺦ 04/12/2014ﻓﻲ اﻟﻣﻠف رﻗم 598/1401/2013ـ ﻏﯾر ﻣﻧﺷور .
57
اﻟﻣطﻠب اﻷول :ﻣﺳطرة اﻟﺗﺷطﯾب ﻋﻠﻰ ﻣﻧدرﺟﺎت اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري
ﯾﺧﺿﻊ اﻟﺗﺷطﯾب ﻋﻠﻰ ﻣﻧدرﺟﺎت اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﻟﻧﻔس اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻠﺗﻘﯾﯾدات،
ﻓﺎﻟﻔﺻل 93ﻣن ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري ﯾﺣﯾل ﺻراﺣﺔ ﻋﻠﻰ أﺣﻛﺎم اﻟﺗﻘﯾﯾد ،ﺣﯾث ﺟﺎء ﻓﯾﮫ:
" وﺗطﺑق ﻋﻠﻰ طﻠﺑﺎت اﻟﺗﺷطﯾب ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﻘرة اﻷﺧﯾرة ﻣن اﻟﻔﺻل 69وﻛذا
ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﺻول 70إﻟﻰ 73ﻣن ھذا اﻟﻘﺎﻧون "،ﻣﻊ ﻣﻼﺣظﺔ ھﺎﻣﺔ وھو أن اﻟﺗﺷطﯾب ﻻ
ﯾﻣﻛن أن ﯾﻣس ﺣﻘوق اﻟﻐﯾر اﻟﻣﻘﯾد ﺑﺣﺳن ﻧﯾﺔ ،وذﻟك طﺑﻘﺎ ﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﺻﻠﯾن 2ﻣن ﻣدوﻧﺔ
اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ واﻟﻔﺻل 66ﻣن ظﮭﯾر 12ﻏﺷت 1913اﻟﻠذان ﯾﺟري ﺳﯾﺎﻗﮭﻣﺎ ﻋﻠﻰ أن ﻣﺎ
ﯾﻘﻊ ﻣن إﺑطﺎل
أو ﺗﻐﯾﯾر ﻻﺣق ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﺗﻣﺳك ﺑﮫ ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺗﮫ اﻟﻐﯾر اﻟﻣﺳﺟل ﻋن ﺣﺳن ﻧﯾﺔ ﻛﻣﺎ ﻻ
ﯾﻣﻛن أن ﯾﻠﺣق ﺑﮫ أي ﺿرر.
وﺗﺗم ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺷطﯾب إﻣﺎ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ طﻠب ﯾﻘدم ﻣﻣن ﻟﮫ ﻣﺻﻠﺣﺔ إﻟﻰ اﻟﻣﺣﺎﻓظ اﻟﻌﻘﺎري
)اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ( ،أو ﺑﺻﻔﺔ ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺔ ﻣن طرف اﻟﻣﺣﺎﻓظ اﻟﻌﻘﺎري ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﺧول ﻟﮫ
اﻟﻣﺷرع ھذه اﻟﺻﻼﺣﯾﺔ )اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ(.
اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ :اﻟﺗﺷطﯾب ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ طﻠب ﻣﻣن ﻟﮫ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ
أﻗر اﻟﻣﺷرع ﻣﺑدأ ﻋﺎﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗﺷطﯾب ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻘوق اﻟواردة ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،ﺣﯾث
ﻧص اﻟﻔﺻل 91ﻣن ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" ...ﯾﻣﻛن أن ﯾﺷطب ﻋﻠﻰ ﻛل ﻣﺎ ﺿﻣن ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﻣن ﺗﻘﯾﯾد أو ﺑﯾﺎن أو ﺗﻘﯾﯾد
اﺣﺗﯾﺎطﻲ ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ ﻛل ﻋﻘد أو ﺣﻛم ﻣﻛﺗﺳب ﻟﻘوة اﻟﺷﻲء اﻟﻣﻘﺿﻲ ﺑﮫ ﯾﺛﺑت اﻧﻌدام أو اﻧﻘﺿﺎء
اﻟﺣق ﻣوﺿوع اﻟﺗﺿﻣﯾن ،ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ اﻷﺷﺧﺎص اﻟذﯾن ﯾﻌﻧﯾﮭم ھذا اﻟﺣق".
وﻣن ﺧﻼل ھذا اﻟﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ أن ﻧﻘرر ﻣﺳﺄﻟﺗﯾن:
أوﻟﮭﻣﺎ أن وﻋﺎء اﻟﺗﺷطﯾب ﯾﺣدد ﻓﯾﻣﺎ ﺗم ﺗﺿﻣﯾﻧﮫ ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري إﺛر ﻣﺳطرة اﻟﺗﻘﯾﯾد
ﻓﻘط ،وﻋن طرﯾق اﻟﺣﺻر واﻻﺳﺗﺑﻌﺎد ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻛون ﻣﺣﻼ ﻟﻠﺗﺷطﯾب اﻟﺣﻘوق اﻟﺗﻲ
ﺿﻣﻧت ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﻋﻧد ﺗﺄﺳﯾﺳﮫ ،ﻓﮭذه ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻛون ﻣﺣﻼ ﻟﻠﺗﺷطﯾب اﻟﻠﮭم ﻣﺎ ﺗﻌﻠق
ﺑﺄوﺟﮫ اﻟﻣﺳﺗﺛﻧﯾﺎت ﻣن ﻣﺑدأ اﻷﺛر اﻟﺗطﮭﯾري ﻹﻧﺷﺎء اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،وﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟذﻟك ﺟﺎء ﻓﻲ
ﺣﻛم ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﺑﻣراﻛش ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
"وﺣﯾث إن اﻟﻣدﻋﻰ ﯾرﻛز دﻋواه ﻋﻠﻰ أن اﻟﺣﻘوق اﻟﻣدﻋﻰ ﻓﯾﮭﺎ ﻣن ﺟﺎﻧب اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ
ﻟم ﯾﻌد ﻣوﺟب ﻟﻠﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﻌﻘﺎر اﻟﻣدﻋﻰ ﻓﯾﮫ ﻣﺣﻔظ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺧﺿﻊ ﻟﻘﺎﻋدة
اﻟﺗطﮭﯾر وﻓق ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﺻل 62ﻣن ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري ،وأورد ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن
اﻟﻘرارت اﻟﺻﺎدرة ﻋن ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض واﻟﺗﻲ ﻣوﺿﻌﮭﺎ إﻋﻣﺎل ﻗﺎﻋدة اﻟﺗطﮭﯾر.
وﺣﯾث إﻧﮫ ﻻ ﺧﻼف ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﻣﺎ دﻣﻧﺎ أﻣﺎم ﻋﻘﺎر ﻣﺣﻔظ ﻓﺈﻧﮫ ﺑﻣﺟرد إﻗﺎﻣﺔ اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري
ﯾﻣﻧﻊ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺄي ﺣق ﻋﯾﻧﻲ ﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻌﻘﺎر وﺳﺎﺑق ﻋﻠﻰ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺣﻔﯾظ وذﻟك أﯾﺎ ﻛﺎﻧت
اﻟﺣﺟﺞ اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗﻧد إﻟﯾﮭﺎ اﻟﺷﺧص ،ﻓﺎﻟﺗﺣﻔﯾظ ﯾطﮭر اﻟﻌﻘﺎر ﻣن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ
ﺑﺣﯾث ﯾﻌﺗﺑر ﺗﺄﺳﯾس اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﻧﻘطﺔ اﻻﻧطﻼق اﻟوﺣﯾدة ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻌﻘﺎر وﻓق اﻟﺣﻛم
اﻟﻣﻘرر ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 62ﻣن ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري واﻟذي ﺟﺎء ﻓﯾﮫ:
58
"رﺳم اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﻟﮫ ﺻﻔﺔ ﻧﮭﺎﺋﯾﺔ وﻻ ﯾﻘﺑل اﻟطﻌن ﻓﯾﮫ وھو ﯾﻛﺷف ﻧﻘطﺔ اﻻﻧطﻼق اﻟوﺣﯾدة
ﻟﻠﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ واﻟﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻟﻛﺎﺋﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎر وﻗت ﺗﺣﻔﯾظﮫ دون ﻣﺎ ﻋداھﺎ ﻣن
اﻟﺣﻘوق ﻏﯾر اﻟﻣﺳﺟﻠﺔ ".
و ﺣﯾث إﻧﮫ اﻧطﻼﻗﺎ ﻣﻣﺎ ذﻛر ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﻣﻛن اﻻﺳﺗﻧﺎد إﻟﻰ أﯾﺔ ﺣﺟﺔ ﺑﺧﺻوص اﻟﻌﻘﺎر
اﻟﻣﺣﻔظ ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أﻧﻧﺎ ﻣﺗﻰ ﻛﻧﺎ أﻣﺎم ﻋﻘﺎر ﻣﺣﻔظ ﻓﺈن وﺿﻌﯾﺗﮫ ﺗﺣدد ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻊ
اﻟﺣﻘوق اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ إﻗﺎﻣﺔ اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﻋﻠﻰ ﺿوء اﻟﻔﺻل 62ﻣن ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ
اﻟﻌﻘﺎري اﻟذي ﯾرﺗب ﺑطﻼﻧﮭﺎ .و ﻣﻊ ذﻟك ﻓﺈذا ﻛﺎن ﻣﺑدأ اﻟﺗطﮭﯾر ﺣﻘﯾﻘﺔ ﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻻ ﯾﻣﻛن
اﻻﺧﺗﻼف ﺣوﻟﮭﺎ ﻓﺈن ﻧطﺎﻗﮭﺎ و ﻣﺟﺎﻟﮭﺎ ﯾﻧﺣﺻر ﻓﻘط و ﺑﺷﻛل اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ
ﻋﻠﻰ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺣﻔﯾظ أي ﺗﻠك اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﺄﺳﯾس اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،أﻣﺎ اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت
اﻟﻼﺣﻘﺔ ﺑﻌد اﻟﺗﺣﻔﯾظ ﻓﺈﻧﮭﺎ ﺗﺳﻣﻰ ﺗﻘﯾﯾد و ھذه ﻻ ﺗطﺎﻟﮭﺎ ﻗﺎﻋدة اﻟﺗطﮭﯾر ،و ﻓﻲ اﻟﻧﺎزﻟﺔ ﻓﺈن
اﻟﻣدﻋﻲ اﺷﺗرى اﻟﻌﻘﺎر و ھو ﻣﺣﻔظ ﻛﻣﺎ ھو ﺛﺎﺑت ﻣن ﻋﻘد ﺷراﺋﮫ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈﻧﮫ و ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻣﺎ
دﻓﻊ ﺑﮫ اﻟﻣدﻋﻲ ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﻣﺟﺎل ﻹﻋﻣﺎل ﻗﺎﻋدة اﻟﺗطﮭﯾر ".53
وﺛﺎﻧﯾﮭﻣﺎ أن طﺎﻟب اﻟﺗﺷطﯾب ﯾﺟب أن ﯾدﻟﻲ ﻟﻠﻣﺣﺎﻓظ اﻟﻌﻘﺎري ﺑﺄﺣد اﻟوﺛﯾﻘﺗﯾن اﻟﺗﺎﻟﯾﺗﯾن
إﺛﺑﺎﺗﺎ ﻻﻧﻘﺿﺎء أو اﻧﻌدام اﻟﺣﻘوق ﻣوﺿوع اﻟﺗﻘﯾﯾد:
إﻣﺎ ﺑواﺳطﺔ ﻋﻘد :ذﻟك أن اﻹدﻻء ﺑﻌﻘد ﯾﻔﯾد ﻗﯾﺎم اﺗﻔﺎق وﺗواﻓق ﺑﯾن اﻟﻣﻘﯾد ﺑﺎﻟرﺳم
اﻟﻌﻘﺎري وطﺎﻟب اﻟﺗﺷطﯾب ،وﯾﺑﻘﻰ اﻟﻣﺛﺎل اﻷﺑرز ﻟﮭذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ھو ﻋﻘد رﻓﻊ اﻟﯾد ﻋن اﻟرھن أو
اﻟﺗﻧﺎزل ﻋن اﻟﺣﺟز ،وإن ﻛﺎن اﻟﻐﺎﻟب ﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ أن ﯾﺄﺗﻲ رﻓﻊ اﻟﯾد ﻓﻲ ﺻورة اﻟﺗزام
53ـ ﺣﻛم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﺑﻣراﻛش ﺑﺗﺎرﯾﺦ 11/04/2013ﻓﻲ اﻟﻣﻠف رﻗم 946/1401/2013ـ ﻏﯾر ﻣﻧﺷور.
وﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﺳﯾﺎق ﺟﺎء ﻓﻲ ﺣﻛم ﺻﺎدر ﻋن ﻧﻔس اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" و ﺣﯿﺚ اﻧﺼﺒﺖ اﻟﺪﻓﻮع اﻟﻤﺜﺎرة ﻣﻦ اﻟﻄﺮف اﻟﻤﺪﻋﻰ ﻋﻠﯿﮫ ﻣﻦ ﺟﮭﺔ أوﻟﻰ ﻋﻠﻰ أن اﻟﻌﻘﺎر ﻣﺴﺠﻞ ﺑﺎﺳﻤﮭﻢ و ﻣﻦ ﺗﻢ ﻓﺈﻧﮫ ﻻ
ﯾﻤﻜﻦ إﺛﺒﺎت ﻣﺎ ﯾﺨﺎﻟﻒ ﻣﺎ ورد ﺑﮫ ،طﺒﻘﺎ ﻟﻠﻔﺼﻞ 62ﻣﻦ ظﮭﯿﺮ اﻟﺘﺤﻔﯿﻆ اﻟﻌﻘﺎري ،إذ أن ﻣﺎ دون ﺑﺎﻟﺮﺳﻢ اﻟﻌﻘﺎري ﯾﻄﮭﺮ ﻣﻦ
ﺟﻤﯿﻊ اﻟﺘﺤﻤﻼت اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻠﯿﺔ اﻟﺘﺤﻔﯿﻆ ،و ﻋﻠﯿﮫ ﻓﻼ ﯾﻤﻜﻦ ﻟﻤﻦ ﺗﻀﺮر ﻣﻦ ﻋﻤﻠﯿﺔ اﻟﺘﺤﻔﯿﻆ إﻻ أن ﯾﻄﺎﻟﺐ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﯾﺾ ﻋﻦ
اﻟﻀﺮر اﻟﺬي ﻟﺤﻖ ﺑﮫ.
و ﺣﯾث إﻧﮫ و ﻟﺋن ﻛﺎن ﺻﺣﯾﺣﺎ أﻧﮫ ﻣﺎ دﻣﻧﺎ أﻣﺎم ﻋﻘﺎر ﻣﺣﻔظ ﻓﺈﻧﮫ ﺑﻣﺟرد إﻗﺎﻣﺔ اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﯾﻣﻧﻊ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺄي ﺣق ﻋﯾﻧﻲ
ﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻌﻘﺎر و ﺳﺎﺑق ﻋﻠﻰ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺣﻔﯾظ وذﻟك أﯾﺎ ﻛﺎﻧت اﻟﺣﺟﺞ اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗﻧد إﻟﯾﮭﺎ اﻟﻣدﻋﻲ ،ﻓﺎﻟﺗﺣﻔﯾظ ﯾطﮭر اﻟﻌﻘﺎر ﻣن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺣﻘوق
اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﺑﺣﯾث ﯾﻌﺗﺑر ﺗﺄﺳﯾس اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﻧﻘطﺔ اﻻﻧطﻼق اﻟوﺣﯾدة ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻌﻘﺎر وﻓق اﻟﺣﻛم اﻟﻣﻘرر ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 62ﻣن ظﮭﯾر
اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري و اﻟذي ﺟﺎء ﻓﯾﮫ :
" رﺳم اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﻟﮫ ﺻﻔﺔ ﻧﮭﺎﺋﯾﺔ و ﻻ ﯾﻘﺑل اﻟطﻌن ﻓﯾﮫ و ھو ﯾﻛﺷف ﻧﻘطﺔ اﻻﻧطﻼق اﻟوﺣﯾدة ﻟﻠﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ و اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ
اﻟﻛﺎﺋﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎر وﻗت ﺗﺣﻔﯾظﮫ دون ﻣﺎ ﻋداھﺎ ﻣن اﻟﺣﻘوق ﻏﯾر اﻟﻣﺳﺟﻠﺔ ".
وﺣﯾث إﻧﮫ اﻧطﻼﻗﺎ ﻣﻣﺎ ذﻛر ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﻣﻛن اﻻﺳﺗﻧﺎد إﻟﻰ أﯾﺔ ﺣﺟﺔ ﺑﺧﺻوص اﻟﻌﻘﺎر اﻟﻣدﻋﻰ ﻓﯾﮫ ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أﻧﻧﺎ أﻣﺎم ﻋﻘﺎر ﻣﺣﻔظ
ﺗﺣدد وﺿﻌﯾﺗﮫ ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻊ اﻟﺣﻘوق اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ إﻗﺎﻣﺔ اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﻋﻠﻰ ﺿوء اﻟﻔﺻﻠﯾن 2و 62ﻣن ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري اﻟذي
ﯾرﺗب ﺑطﻼﻧﮭﺎ و ﻣن ﺗم ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﻌﺗد ﺑﺎﻟﺣﺟﺞ اﻟﻣدﻟﻰ ﺑﮭﺎ ﻣن طرف اﻟﻣدﻋﻲ ﺑﮭذا اﻟﺧﺻوص.
و ﺣﯾث إﻧﮫ و ﻟﺋن ﻛﺎﻧت اﻟﻘﺎﻋدة ھﻲ ﻣﺎ ذﻛر ﻓﺈن اﻟدﻓﻊ اﻟﻣﺛﺎر ﯾﺑﻘﻰ ﻋدﯾم اﻻرﺗﺑﺎط ﺑﻣﻌطﯾﺎت اﻟﻧﺎزﻟﺔ ،ذﻟك أﻧﻧﺎ ﻟﺳﻧﺎ
أﻣﺎم ﺣﺎﻟﺔ ﻣن ﺣﺎﻻت اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﺗﻲ ﯾﻘﺎم ﻓﯾﮭﺎ اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﺑﻌد ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻣطﻠب و اﻹﺷﮭﺎر ﺣﺗﻰ ﯾﺗﻣﺳك ﺑﻘﺎﻋدة اﻟﺗطﮭﯾر ،ﺑل
إن اﻟﻌﻘﺎر أﺻﻼ ﻣﺣﻔظ و اﺷﺗراه ﻣورث اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮭم و ھو ﻋﻘﺎر ﻣﺣﻔظ و ﻣن ﺗم ﻓﻘﺎﻋدة اﻟﺗطﮭﯾر ﻻ ﺗﺟد ﻣﺟﺎﻻ ﻟﺗطﺑﯾﻘﮭﺎ
ﻓﻲ اﻟﻧﺎزﻟﺔ ،ﺑل إن اﻟﺣﻘوق اﻟﺗﻲ ﺗم إﺷﮭﺎرھﺎ ﻋن طرﯾق اﻟﺗﻘﯾﯾد ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﯾﻣﻛن أن ﺗﻛون ﻣﺣﻼ ﻟﻠﺗﺷطﯾب وﻓق ﺻﺣﯾﺢ
ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﺻﻠﯾن 2ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ و اﻟﻔﺻل 66ﻣن ظﮭﯾر 12ﻏﺷت 1913اﻟﻠذان ﯾﺟري ﺳﯾﺎﻗﮭﻣﺎ ﻋﻠﻰ
أن ﻣﺎ ﯾﻘﻊ ﻣن إﺑطﺎل أو ﺗﻐﯾﯾر ﻻﺣق ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﺗﻣﺳك ﺑﮫ ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺗﮫ اﻟﻐﯾر اﻟﻣﺳﺟل ﻋن ﺣﺳن ﻧﯾﺔ ﻛﻣﺎ ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻠﺣق ﺑﮫ
أي ﺿرر ،و ﻋﻠﯾﮫ ﻓﺎﻟدﻓﻊ ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﮫ ﺑﺎﻟﻧﺎزﻟﺔ و ﻻ ﯾﺟد ﺿﻣن أﺣﻛﺎﻣﮭﺎ ﻣﺟﺎﻻ ﻟﻠﺗطﺑﯾق ،و ﯾﻠزم ﻟذﻟك ﻋدم اﻋﺗﺑﺎره ".
ـ ﺣﻛم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﺑﻣراﻛش ﺑﺗﺎرﯾﺦ 13/03/2014ﻓﻲ اﻟﻣﻠف رﻗم 877/1401/2011ـ ﻏﯾر ﻣﻧﺷور .
59
ﺑﺈرادة ﻣﻧﻔردة ﺻﺎدر ﻋن اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻣﻘرﺿﺔ أي اﻟداﺋن اﻟﻣرﺗﮭن أو ﺻﺎدر ﻋن اﻟﺣﺎﺟز أو
ﻋن اﻟﻣﺳﺗﻔﯾد ﻣن اﻟﺗﻘﯾﯾد اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ.
أو ﺑواﺳطﺔ ﺣﻛم :و ﯾﺷﺗرط ﻓﻲ اﻟﺣﻛم ﺷرطﺎن أوﻟﮭﻣﺎ ﺷرط اﻟﻧﮭﺎﺋﯾﺔ وﻓق ﻧﻔس اﻟﺷروط
اﻟﻣذﻛورة أﻋﻼه ﺑﺧﺻوص اﻷﺣﻛﺎم ﻣوﺿوع اﻟﺗﻘﯾﯾد ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،54و ﺛﺎﻧﯾﮭﻣﺎ أن ﯾﻛون
اﻟﺣﻛم ﻣﺛﺑﺗﺎ ﻻﻧﻘﺿﺎء أو اﻧﻌدام اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﺗﻘﯾﯾد ،و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻼ ﯾﻛﻔﻲ أن ﯾﻧص اﻟﺣﻛم ﻋﻠﻰ
ﺑطﻼن اﻟﺗﺻرف اﻟﻣﻘﯾد ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،ﺑل ﯾﻠزم أن ﯾﻛون اﻟﺣﻛم ﻗد ﻧص ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺷطﯾب
ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺿﻣن ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري .
و ﻛﻣﺛﺎل ﻋﻠﻰ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻧﻘدم اﻟﺻورة اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ :ﻓوﺟﺊ اﻟﻣدﻋﻲ ﺑﺗﻘﯾﯾد ﻋﻘد ﻋرﻓﻲ ﺑﮫ
ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري اﻟﺧﺎص ﺑﮫ ،ﻓﺑﺎدر إﻟﻰ ﺗﻘدﯾم ﺷﻛﺎﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣوﺿوع ﺣﯾث ﺗوﺑﻊ اﻟﻣﻘﯾد ﻣن
أﺟل اﻟﺗزوﯾر و أدﯾن اﺑﺗداﺋﯾﺎ و ﻗﺿﻲ ﺑﺈﺗﻼف اﻟرﺳم اﻟﻣزور ،و ﺑﻌدﻣﺎ أﺻﺑﺢ اﻟﺣﻛم ﻧﮭﺎﺋﯾﺎ
إذ ﻟم ﯾطﻌن ﻓﯾﮫ ﺑﺎﻟﻧﻘض ،ﺗﻘدم اﻟﻣدﻋﻲ ﺑطﻠب إﻟﻰ اﻟﻣﺣﺎﻓظ اﻟﻌﻘﺎري ﻣن أﺟل ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺣﻛم
اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺈﺗﻼف اﻟوﺛﯾﻘﺔ اﻟﻣزورة و ذﻟك ﺑﺎﻟﺗﺷطﯾب ﻋﻠﯾﮫ ﻣن ﻣﻧدرﺟﺎت اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري
ﻓرﻓض اﻟﻣﺣﺎﻓظ ذﻟك ،ﻓطﻌن ﻓﻲ ﻗرار اﻟﻣﺣﺎﻓظ اﻟﻌﻘﺎري ﻣﻠﺗﻣﺳﺎ اﻟﺣﻛم ﺑﺈﻟﻐﺎء ﻗراره
واﻟﺗﺷطﯾب ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘد اﻟﻣﺣﻛوم ﺑزورﯾﺗﮫ ﻣن اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري و إرﺟﺎع اﻟﺣﺎﻟﺔ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻋﻠﯾﮫ
وﺟﻌل اﻟﺻﺎﺋر ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق اﻟﻣﺣﺎﻓظ اﻟﻌﻘﺎري .
وﻋﻧد ﻋرض اﻟطﻌن أﻣﺎم أﻧظﺎر اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﺑﻣراﻛش ﻗﺿت ﺑرﻓض اﻟطﻌن وﻗد
ﻋﻠﻠت ﺣﻛﻣﮭﺎ ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" و ﺣﯾث إﻧﮫ ﻟﺋن ﻛﺎن ﻣن اﻟﺛﺎﺑت ﻣن وﺛﺎﺋق اﻟﻣﻠف أن اﻟﻣدﻋﻲ ﺑﺗﺳﺟﯾل ﻋﻘد ﻋرﻓﻲ ﺑﮫ
ﺑﺗﺎرﯾﺦ 03/11/2011ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري اﻟﻣذﻛور ،و أﻧﮫ ﺑﺎدر إﻟﻰ ﺗﻘدﯾم ﺷﻛﺎﯾﺔ ﻓﻲ
اﻟﻣوﺿوع ﺣﯾث ﺗوﺑﻊ اﻟﻣﻘﯾد ﻣن أﺟل اﻟﺗزوﯾر و أدﯾن و ﻗﺿﻲ ﺑﺈﺗﻼف اﻟرﺳم اﻟﻣزور ،وأن
ھذا اﻟﻘرار ﻗد أﺻﺑﺢ ﻧﮭﺎﺋﯾﺎ إذ ﻟم ﯾطﻌن ﻓﯾﮫ ﺑﺎﻟﻧﻘض ،ﻓﺈﻧﮫ ﻣﻊ ذﻟك ﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﺣﺎﻓظ
اﻟﻌﻘﺎري أن ﯾﺷطب ﻋﻠﻰ اﻟﺑﯾﻊ اﻟﻣﻘﯾد ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﻣﺷرع ﻗﯾد ﺑﺷﻛل
ﺿﯾق ﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟﻣﺣﺎﻓظ اﻟﻌﻘﺎري ﻓﻲ ھذا اﻟﺑﺎب ،ﻓﻘد ﻧص اﻟﻔﺻل 91ﻣن ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ
اﻟﻌﻘﺎري ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﮭذا اﻷﺧﯾر أن ﯾﺟري أي ﺗﺷطﯾب ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري إﻻ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ
ﻋﻘد أو ﺣﻛم ﻧﮭﺎﺋﻲ ﯾﺛﺑت اﻧﺗﮭﺎء اﻟﺣﻘوق اﻟﻣﻘﯾدة ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،و ھﻲ اﻟوﺛﺎﺋق اﻟﺗﻲ ﻟم ﯾدل
ﺑﮭﺎ اﻟﻣدﻋﻲ ﻟﻠﻣﺣﺎﻓظ اﻟﻌﻘﺎري ،ﺑل أﻛﺛر ﻣن ذﻟك ﻓﺈﻧﮫ ﺑﺎﻟرﺟوع ﻟﻠﻘرار اﻟﺻﺎدر ﻋن ﻣﺣﻛﻣﺔ
اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف ﺑﻣراﻛش ﺑﺗﺎرﯾﺦ 28/11/2012ﻓﻲ اﻟﻣﻠف ﻋدد 1769/2601/12ﺗﺣت ﻋدد
5280ﻧﺟده أﻧﮫ ﻗد ﻋرض ﺻراﺣﺔ ﻟﻠطﻠﺑﺎت اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻣن طرف اﻟﻣدﻋﻲ ﻓﻲ إطﺎر اﻟدﻋوى
اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ و اﻟراﻣﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﺣﻛم ﺑﺎﻟﺗﺷطﯾب ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘد اﻟﻣذﻛور ﻣن اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﻓﺗم
رﻓﺿﮭﺎ ،و ھﻛذا ﻓﻘد ﺟﺎء ﻓﻲ ﺗﻌﻠﯾل اﻟﻘرار ﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
54ـ ﯾﺳﺗﺛﻧﻰ ﻣن ﺷرط اﻟﻧﮭﺎﺋﯾﺔ ﺣﺎﻟﺔ اﻷواﻣر اﻟﻘﺎﺿﯾﺔ ﺑﺎﻟﺗﺷطﯾب ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺟز واﻹﻧذار اﻟﻌﻘﺎري ،واﻟﺳﻧد اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ﻓﻲ ذﻟك
ھو اﻟﻔﺻل 87ﻣن ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري اﻟذي ﺟﺎء ﻓﯾﮫ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" ﻛل ﺣﺟز أو إﻧذار ﺑﺣﺟز ﻋﻘﺎري ﯾﺟب أن ﯾﺑﻠﻎ إﻟﻰ اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻟذي ﯾﻘﯾده ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري .واﺑﺗداء ﻣن
ﺗﺎرﯾﺦ ھذا اﻟﺗﻘﯾﯾد ﻻ ﯾﻣﻛن إﺟراء أي ﺗﻘﯾﯾد ﺟدﯾد ﺧﻼل ﺟرﯾﺎن ﻣﺳطرة اﻟﺑﯾﻊ اﻟﺟﺑري ﻟﻠﻌﻘﺎر اﻟﻣﺣﺟوز.
ﯾﺷطب ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺟز واﻹﻧذار ﺑﺣﺟز اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﻘرة اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻋﻘد أو أﻣر ﻣن ﻗﺎﺿﻲ اﻟﻣﺳﺗﻌﺟﻼت
ﯾﻛون ﻧﮭﺎﺋﯾﺎ وﻧﺎﻓذا ﻓور ﺻدوره".
60
" وﺣﯾث إن اﻟطﻠﺑﺎت اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻣن طرف اﻟﻣطﺎﻟب ﺑﺎﻟﺣق اﻟﻣدﻧﻲ واﻟﻣﺿﻣﻧﺔ
ﺑﻣذﻛرة اﻟﻣطﺎﻟب اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻟﺗﻲ اﻟﺗﻣس ﻣن ﺧﻼﻟﮭﺎ اﻟﺗﺷطﯾب ﻋﻠﻰ ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ اﻟﻣزور ھﻲ
طﻠﺑﺎت ﻣدﻧﯾﺔ ﻣﺣﺿﺔ ﻣﻣﺎ ﯾﻛون ﻣﻌﮫ اﻟﺣﻛم اﻟﻣﺳﺗﺄﻧف اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑرﻓﺿﮭﺎ ﻗد ﺻﺎدف اﻟﺻواب
ﻓﯾﻣﺎ ﻗﺿﻰ ﺑﮫ ،ﻣﺎ ﯾﺗﻌﯾن ﻣﻌﮫ اﻟﺣﻛم ﺑﺗﺄﯾﯾده ".
و ﺣﯾث إﻧﮫ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ذﻛر ﻓﺈﻧﮫ ﻟم ﯾﻘض ﺑﺎﻟﺗﺷطﯾب ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘد أﻋﻼه ﻣن ﻣﻧدرﺟﺎت
اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﻛﻣﺎ ﯾوﺟب ذﻟك اﻟﻔﺻل 91اﻟﻣذﻛور ،و ﻋﻠﯾﮫ ﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﺣﺎﻓظ أن ﯾﺟري
اﻟﺗﺷطﯾب ﻣوﺿوع اﻟدﻋوى ،و أﻧﮫ اﻋﺗﺑﺎرا ﻟﻣﺎ ذﻛر ﯾﻛون ﻗرار اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﻣوﺿوع اﻟطﻌن
ﻣﺑﻧﯾﺎ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس و ﯾﺗﻌﯾن اﻟﺣﻛم ﺑرﻓض اﻟطﻌن اﻟﻣﻘدم ﺑﺧﺻوﺻﮫ" . 55
وﻋﻣوﻣﺎ ﻓﺈن طﻠب اﻟﺗﺷطﯾب اﻟﻣﻘدم إﻟﻰ اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ﯾﺟب أن ﯾﺣﺗرم
اﻟﺷﻛﻠﯾﺎت اﻟﻣﺣددة ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 93ﻣن ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري ،ﺑﺣﯾث ﯾﺟب أن ﯾﻛون
ﻣؤرﺧﺎ وﻣوﻗﻌﺎ ﻣن طرف طﺎﻟب اﻟﺗﺷطﯾب أو ﻣن طرف اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺟﮭﻠﮫ أو ﻋﺟزه
ﻋن اﻟﺗوﻗﯾﻊ ﯾﺗﺿﻣن ﺗﻌﯾﯾن أو ﺑﯾﺎن ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
-1اﻟﻌﻘﺎر اﻟذي ﯾﻌﻧﯾﮫ اﻟﺗﺷطﯾب وذﻟك ﺑﺑﯾﺎن رﻗم رﺳﻣﮫ اﻟﻌﻘﺎري؛
-2اﻟﺗﻘﯾﯾد أو اﻟﺑﯾﺎن أو اﻟﺗﻘﯾﯾد اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ اﻟﻣطﻠوب اﻟﺗﺷطﯾب ﻋﻠﯾﮫ؛
-3ﺳﺑب اﻟﺗﺷطﯾب وﻧوع وﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺳﻧد اﻟﻣﺛﺑت ﻟذﻟك اﻟﺳﺑب.
وﺗطﺑق ﻋﻠﻰ طﻠﺑﺎت اﻟﺗﺷطﯾب ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﻘرة اﻷﺧﯾرة ﻣن اﻟﻔﺻل 69وﻛذا ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت
اﻟﻔﺻول 70إﻟﻰ 73ﻣن ھذا اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺳﺎﺑق ﺗﺣﻠﯾﻠﮭﺎ أﻋﻼه ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ اﻟﺣدﯾث ﻋن ﻣﺳطرة
اﻟﺗﻘﯾﯾد ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري.
ﻓﺈذا ﻗدم ﻟﻠﻣﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ طﻠب اﻟﺗﺷطﯾب ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺗﺣﻘق ﻣن أن اﻟﺗﺷطﯾب
ﻣوﺿوع اﻟطﻠب ﻻ ﯾﺗﻌﺎرض ﻣﻊ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻣﺿﻣﻧﺔ ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري وﻣﻘﺗﺿﯾﺎت ھذا اﻟﻘﺎﻧون
وأن اﻟوﺛﺎﺋق اﻟﻣدﻟﻰ ﺑﮭﺎ ﺗﺟﯾز اﻟﺗﺷطﯾب.
اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :اﻟﺗﺷطﯾب اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﻲ ﻣن طرف اﻟﻣﺣﺎﻓظ اﻟﻌﻘﺎري
أﻋطﻰ اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ ﺣﺎﻻت ﻣﺣددة ﺣﺻرا ﻟﻠﻣﺣﺎﻓظ ﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﺗﺷطﯾب اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﻲ ﻋﻠﻰ
ﺑﻌض ﻣﻧدرﺟﺎت اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،وﻋﻠﯾﮫ ﻓﺑﺗﺣﻘق وﻟﻘﻌﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ أو اﻧﺻرام أﺟل ﻣﻌﯾن ﯾﺗدﺧل
اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ ﻹﺟراء اﻟﺗﺷطﯾب ﻋﻠﻰ اﻟﺑﯾﺎن اﻟﻣﻘﯾد ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري.
وﻣﺛﺎل ذﻟك ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﺷطﯾب اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻘﯾﯾد اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ ﺑﻌد اﻧﺻرام أﺟﻠﮫ ،ﻓﺎﻷﻣر ھﻧﺎ
ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗﻘﯾﯾد اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎل اﻟدﻋوى ﺣﯾث ﺣدد اﻟﻣﺷرع أﻣده اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻓﻲ ﺷﮭر
اﺑﺗداء ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺗﻘﯾﯾد ،وﻋﻠﯾﮫ ﻓﺈذا اﻧﺻرم أﺟل اﻟﺷﮭر ،وﻟم ﯾﺑﺎدر اﻟﻣﻘﯾد اﺣﺗﯾﺎطﯾﺎ إﻟﻰ
ﺗﻣدﯾده ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ أﻣر ﻣن رﺋﯾس اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ،ﻓﺈن اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ
واﻟرھون ﯾﺷطب ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻘﯾﯾد اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ اﻟﻣذﻛور ،ﻓﻘد ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 86ﻣن ظﮭﯾر
اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" ﺗﺣدد ﻓﻲ ﻋﺷرة أﯾﺎم ﻣدة ﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﺗﻘﯾﯾد اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ اﻟﻣطﻠوب ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﺳﻧد وﻻ
ﯾﻣﻛن ﺧﻼل ھذه اﻟﻣدة ﻗﺑول أي ﺗﻘﯾﯾد آﺧر ﻟﺣق ﯾﻘﺗﺿﻲ إﻧﺷﺎؤه ﻣواﻓﻘﺔ اﻷطراف.
ـ ﺣﻛم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﺑﻣراﻛش ﺑﺗﺎرﯾﺦ 06/06/2013ﻓﻲ اﻟﻣﻠف رﻗم 353/1401/2013ـ ﻏﯾر ﻣﻧﺷور . 55
61
ﻻ ﯾﻣﻛن إﺟراء أي ﺗﻘﯾﯾد اﺣﺗﯾﺎطﻲ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﺳﻧد إذا ﻛﺎﻧت ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻘﺎﻧون ﺗﻣﻧﻊ ﺗﻘﯾﯾده
اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ.
ﺗﻧﺣﺻر ﻓﻲ ﺷﮭر ﻣدة ﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﺗﻘﯾﯾد اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ إدﻻء اﻟطﺎﻟب ﺑﻧﺳﺧﺔ ﻣن
ﻣﻘﺎل دﻋوى ﻓﻲ اﻟﻣوﺿوع ﻣرﻓوﻋﺔ أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء.
ﯾﺷطب ﻋﻠﻰ ھذا اﻟﺗﻘﯾﯾد اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ ،ﺑﻌد اﻧﺻرام اﻷﺟل اﻟﻣذﻛور ،ﻣﺎ ﻟم ﯾدل
طﺎﻟب اﻟﺗﻘﯾﯾد ﺑﺄﻣر ﺻﺎدر ﻋن رﺋﯾس اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ طﺑﻘﺎ ﻷﺣﻛﺎم اﻟﻔﺻل 85أﻋﻼه".
وﻣن أﻣﺛﻠﺔ اﻟﺗﺷطﯾب اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﻲ ﻗﯾﺎم اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﺑﺎﻟﺗﺷطﯾب ﻋﻠﻰ ﺑﻌد ﺗﻘﯾﯾده ﻟﻣﺣﺿر إرﺳﺎء
اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺎﻟﻣزاد اﻟﻌﻠﻧﻲ ،ﻓﻘد ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 220ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" ﻻ ﺗﺳﻠم ﻛﺗﺎﺑﺔ ﺿﺑط اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻣﺣﺿر إرﺳﺎء اﻟﻣزاﯾدة إﻻ ﺑﻌد أداء اﻟﺛﻣن اﻟﻣﺳﺗﺣق
أو إﯾداﻋﮫ ﺑﺻﻧدوق اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ إﯾداﻋﺎ ﺻﺣﯾﺣﺎ ﻟﻔﺎﺋدة ﻣن ﻟﮫ اﻟﺣق ﻓﯾﮫ.
ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﺗﻘﯾﯾد ﻣﺣﺿر إرﺳﺎء اﻟﻣزاﯾدة ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري اﻧﺗﻘﺎل اﻟﻣﻠك إﻟﻰ ﻣن رﺳﺎ
ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻣزاد وﺗطﮭﯾره ﻣن ﺟﻣﯾﻊ اﻻﻣﺗﯾﺎزات واﻟرھون وﻻ ﯾﺑﻘﻰ ﻟﻠداﺋﻧﯾن ﺣق إﻻ ﻋﻠﻰ اﻟﺛﻣن"
.
وﻣﺛﺎل اﻟﺗﺷطﯾب اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﻲ ﻛذﻟك ﻗﯾﺎم اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ﺑﺎﻟﺗﺷطﯾب ﻋﻠﻰ
ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺣﻘوق اﻟﻣﻘﯾدة ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﻣﺑﺎﺷرة ﺑﻌد إﯾداع اﻟﺣﻛم ﺑﻧﻘل اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ وﺗﻧﺗﻘل ﺣﻘوق
اﻟﻣﻘﯾدﯾن ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري إﻟﻰ ﻣﺑﻠﻎ اﻟﺗﻌوﯾض وذﻟك طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻔﺻل 37ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 81-7
اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻧزع اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﻷﺟل اﻟﻣﻧﻌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﺑﺎﻻﺣﺗﻼل اﻟﻣؤﻗت.
62
اﻟﺷراء ﺑﺎطل ،أو ﻟﻛون ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ ﻗد ﺗم ﺑوﻛﺎﻟﺔ ﻣزورة ،أو أﺑرم ﻣﻊ ﻗﺎﺻر ...إﻟﻰ ﻏﯾر ذﻟك
ﻣن اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻘﺿﻰ ﻓﯾﮭﺎ ﺑﺑطﻼن أو إﺑطﺎل أو ﻓﺳﺦ اﻟﺗﺻرف اﻟﻣﻘﯾد ،و ﺗظل
ھذه اﻟوﺿﻌﯾﺔ ﻗﺎﺋﻣﺔ طﺎﻟﻣﺎ أﻧﮫ ﻟم ﯾﻧﺷﺄ ﻣرﻛز ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻐﯾر .
وﻟﺗﻘدﯾم ﺻورة ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻧﻘدم ﺣﺎﻟﺔ اﻟوارث اﻟذي ﯾطﺎﻟب ﺑﺑطﻼن اﻟﺻدﻗﺔ
اﻟﻣﻧﺟزة ﻟﻔﺎﺋدة أﺣد اﻟورﺛﺔ ﻣن اﻟﮭﺎﻟك ﻓﻲ ﻣرض اﻟﻣوت ،إذ ﺑﺑطﻼن اﻟﮭﺑﺔ ﯾﺷطب ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻣن
ﻣﻧدرﺟﺎت اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،وﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟذﻟك ﺟﺎء ﻓﻲ ﺣﻛم ﺻﺎدر ﻋن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ
ﺑﻣراﻛش ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" ....وﺣﯾث إن اﻟﺻدﻗﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ ﺗﺑﻌﺎ ﻟذﻟك ﺗﻛون ﺑﺎطﻠﺔ ،وﯾﻠزم أن ﺗرد ﻓﻲ ﺣدود اﻟﺣﺻﺔ
اﻟﻌﺎﺋدة ﻟﻠﻣدﻋﻲ واﻋﺗﺑﺎر اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ وارﺛﺎ إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺑﮫ ،ﻣﻊ إﺟﺎزﺗﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺟزء اﻟﻌﺎﺋد
ﻟﻠﻣطﻠوب اﻟﺣﻛم ﺑﻣﺣﺿرھﺎ طﺎﻟﻣﺎ أﻧﮭﺎ ﺗﺟﯾز ھذا اﻟﺗﺻرف وھﻲ وﻛﯾﻠﺔ ﻋن اﻟﻣﺗﺻدق وﺗداﻓﻊ
ﻋن ﺻﺣﺔ ﻋﻘد اﻟﺻدﻗﺔ وﻧﻔﺎذھﺎ.
وﺣﯾث إﻧﮫ اﻋﺗﺑﺎرا ﻟذﻟك ﯾﺗﻌﯾن اﻟﻘول ﺑﺑطﻼن ﻋﻘد اﻟﺻدﻗﺔ ﻣن ﻏﯾر ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻟﺑﺣث ﻓﻲ
ﻣدى ﻗﯾﺎم اﻟﺳﺑب اﻟﺛﺎﻟث اﻟﻣؤﺳس ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺑطﻼن واﻟﻣﺳﺗﻣد ﻣن أن اﻟوﻛﯾﻠﺔ أﻧﺟزت ﻣﻠﺣﻘﺎ ﻟﻌﻘد
اﻟﺻدﻗﺔ ﺑﻌد اﻧﻘﺿﺎء اﻟوﻛﺎﻟﺔ.
وﺣﯾث إﻧﮫ ﻟﻣﺎ ﻛﺎن ﻣوﺿوع اﻟﺻدﻗﺔ ﻋﻘﺎران اﻷول ﻣوﺿوع ﻣطﻠب ﺗﺣﻔﯾظ واﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻣﺣﻔظ ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻠزم اﻟﺗﺷطﯾب ﻋﻠﻰ اﻟﺻدﻗﺔ ﻓﻲ اﻟﺣدود اﻟﻣطﻌون ﻓﯾﮭﺎ ﻣﻊ اﻋﺗﺑﺎر إﺟﺎزة
اﻟﻣطﻠوب اﻟﺣﻛم ﺑﻣﺣﺿرھﺎ ﻟﮭﺎو ذﻟك ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺻل 91ﻣن ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري،
وﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑل ﯾﺗﻌﯾن ﺗﻘﯾﯾد اﻹراﺛﺔ اﻟﻣذﻛورة أﻋﻼه ﻓﻲ ﺣدود ﻧﺻﯾب طرﻓﻲ اﻟدﻋوى دون
اﻟﻣطﻠوب اﻟﺣﻛم ﺑﻣﺣﺿرھﺎ وذﻟك إﻋﻣﺎﻻ ﻟﻸﺛر اﻹﻧﺷﺎﺋﻲ ﻟﻠﻘﯾد ﻓﻲ اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري وذﻟك
ﯾوﺟب ﺷﮭر اﻷﺣﻛﺎم ﻋن طرﯾق ﺗﻘﯾﯾدھﺎ ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﺻول 65
و 66و 67ﻣن ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري. 56"....
وﻣﺛﺎﻟﮭﺎ أﯾﺿﺎ ﺣﺎﻟﺔ اﻟداﺋن اﻟذي ﯾطﺎﻟب ﺑﺈﺑطﺎل اﻟﮭﺑﺔ اﻟﻣﻧﺟزة ﻣن ﻣدﯾن ﻟزوﺟﺗﮫ
واﻟﺗﺷطﯾب ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻣن اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﻟﻛﻲ ﯾﺗﻣﻛن ﻣن ﺗﻘﯾﯾد اﻷﻣر ﺑﺣﺟز اﻟﻌﻘﺎر ،ﻓﻔﻲ ھذه
اﻟﺣﺎﻟﺔ إذا ﻗﺿﻲ ﺑﺑطﻼن اﻟﮭﺑﺔ ﻟﻠﺻورﯾﺔ ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺣﻛم ﺑﺎﻟﺗﺷطﯾب ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻣن اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري،
وﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟذﻟك ﺟﺎء ﻓﻲ ﺣﻛم ﺻﺎدر ﻋن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﺑﻣراﻛش ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" ....و ﺣﯾث إن اﻟﺣﺳم ﻓﻲ ﻧظﺎﻣﯾﺔ اﻟﮭﺑﺔ ﻣن ﻋدﻣﮭﺎ ﯾوﺟب اﺳﺗﺣﺿﺎر اﻟظروف اﻟﻌﺎﻣﺔ
اﻟﺗﻲ ﻗدﻣت ﻓﯾﮭﺎ اﻟﮭﺑﺔ ﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮭﺎ ،ﺧﺎﺻﺔ أﻣﺎم ﺗﺄﻛﯾد ھذه اﻷﺧﯾرة ﺑﺄن أن اﻟﻣدﻋﯾﺔ
ﺗﻛﻠﻣت ﻋن ﺳوء ﻧﯾﺗﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﮭﺑﺔ ،و ھﻛذا ﻓﺎﻟﺛﺎﺑت ﻣن ﻣﻌطﯾﺎت اﻟﻧﺎزﻟﺔ أﻧﮫ ﺑﺗﺎرﯾﺦ
20/09/2010ﺗﻘدﻣت اﻟﻣدﻋﯾﺔ ﺑﺷﻛﺎﯾﺔ ﺿد اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ اﻷول ﻣن أﺟل إﺻدار ﺷﯾﻛﺎت
ﺑدون ﻣؤوﻧﺔ ﻣﺣررة ﺑﺗﺎرﯾﺦ 26/05/2010ﻓﺗﺢ ﻟﮭﺎ اﻟﻣﻠف ﻋدد 2365/10ش ر ،و ﻗد
ﺗم إﻧﺟﺎز ﻣﺣﺿر ﻓﻲ اﻟﻣوﺿوع ﺑﺗﺎرﯾﺦ 23/02/2011ﺣﯾث ﺗﻣت ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ
اﻷول ﻣن طرف اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣن أﺟل إﺻدار ﺷﯾك ﺑدون ﻣؤوﻧﺔ أدﯾن ﻋﻠﻰ إﺛرھﺎ ﻣن أﺟل
ذﻟك ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻣﻠف ﺟﻧﺣﻲ ﺗﻠﺑﺳﻲ ﻋدد 607/14/2011ﺑﺗﺎرﯾﺦ 04/03/2011ﺑﺳﻧﺔ
ﺣﺑﺳﺎ ﻧﺎﻓذا وﻏراﻣﺔ 75000,00درھم و ﺑﺄداﺋﮫ ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺷﯾك اﻟﻣﺣددة ﻓﻲ ﻣﺑﻠﻎ
56ـ ﺣﻛم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﺑﻣراﻛش ﺑﺗﺎرﯾﺦ 15/05/2013ﻓﻲ اﻟﻣﻠف رﻗم 357/1401/12ـ ﻏﯾر ﻣﻧﺷور .
63
300000,00درھم و ھو اﻟﺣﻛم اﻟذي أﯾد ﻣن طرف ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف ﺑﻣراﻛش ﻓﻲ
إطﺎر اﻟﻣﻠف ﻋدد 598/2601/2011ﺑﺗﺎرﯾﺦ ،22/04/2011و ﻋﻠﯾﮫ ﻓﺈﻧﮫ وﻟﺋن ﻛﺎن
اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ اﻷول ﻗد دﻓﻊ ﺑﺄن ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟم ﺗﺳطر ﻓﻲ ﺣﻘﮫ إﻻ ﻓﻲ وﻗت ﻻﺣق
ﻋﻠﻰ ﺗﺣرﯾر ﻋﻘد اﻟﮭﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﮭﺑﺔ أﻧﺟزت ﻣن اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ ﺑﺗﺎرﯾﺦ
06/06/2010ﻓﺈن ھذا اﻟدﻓﻊ ﯾﺑﻘﻰ ﻣردودا ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن ﻣوﺿوع اﻟﮭﺑﺔ اﻧﺻب ﻋﻠﻰ
ﻋﻘﺎر ﻣﺣﻔظ ،و ﻣن اﻟﻣﻌﻠوم أﻧﮫ ﻣﺗﻰ ﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﻌﻘﺎر ﻣﺣﻔظ ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﻌﺗد ﺑﺷﺄﻧﮫ إﻻ
ﺑﺎﻟﺣﻘوق اﻟﻣﻘﯾدة ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري طﺑﻘﺎ ﻟﻣﺑدأ اﻷﺛر اﻹﻧﺷﺎﺋﻲ ﻟﻠﻘﯾد ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري
اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ اﻟﻔﺻﻠﯾن 65و 66و 67ﻣن ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري ،ﻓﻘد ﻧص
اﻟﻔﺻل 65اﻟﻣذﻛور ﺣرﻓﯾﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﮫ :
" ﯾﺟب أن ﺗﺷﮭر ﺑواﺳطﺔ اﻟﺗﻘﯾﯾد ﻓﻲ اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،ﺟﻣﯾﻊ اﻟوﻗﺎﺋﻊ واﻟﺗﺻرﻓﺎت
واﻻﺗﻔﺎﻗﺎت اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﺑﯾن اﻷﺣﯾﺎء ﻣﺟﺎﻧﯾﺔ ﻛﺎﻧت أو ﺑﻌوض ،وﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺣﺎﺿر واﻷواﻣر
اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺣﺟز اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ،وﺟﻣﯾﻊ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺗﻲ اﻛﺗﺳﺑت ﻗوة اﻟﺷﺊ اﻟﻣﻘﺿﻲ ﺑﮫ ﻣﺗﻰ ﻛﺎن
ﻣوﺿوع ﻣﺎ ذﻛر ﺗﺄﺳﯾس ﺣق ﻋﯾﻧﻲ ﻋﻘﺎري أو ﻧﻘﻠﮫ إﻟﻰ اﻟﻐﯾر أو اﻹﻗرار ﺑﮫ أو ﺗﻐﯾﯾره أو
إﺳﻘﺎطﮫ ،وﻛذا ﺟﻣﯾﻊ ﻋﻘود أﻛرﯾﺔ اﻟﻌﻘﺎرات ﻟﻣدة ﺛﻼت ﺳﻧوات "...
وﺣﯾث إﻧﮫ ﻣن ﺟﮭﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ ﻓﻘد ﻧص اﻟﻔﺻل 67ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" إن اﻷﻓﻌﺎل اﻹرادﯾﺔ واﻻﺗﻔﺎﻗﺎت اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ اﻟراﻣﯾﺔ إﻟﻰ ﺗﺄﺳﯾس ﺣق ﻋﯾﻧﻲ أو ﻧﻘﻠﮫ إﻟﻰ
ﻟﻐﯾر أو إﺳﻘﺎطﮫ ،ﻻ ﺗﻧﺗﺞ أي أﺛر وﻟو ﺑﯾن اﻷطراف إﻻ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺗﻘﯾﯾد ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ".
و ﺣﯾث إﻧﮫ ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﺷﮭﺎدة اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻣدﻋﻰ ﻓﯾﮫ ﯾﺗﺑﯾن أن اﻟﻌﻘﺎر
اﻟﻣذﻛور ﻗﯾد ﺑﺎﺳم اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻋن طرﯾق اﻟﮭﺑﺔ ﺑﺗﺎرﯾﺦ ،01/03/2011أي أن
اﻟﮭﺑﺔ ﻟم ﺗﻘﯾد ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري إﻻ ﺑﻌد ﺗﺳطﯾر اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﻓﻲ ﺣق اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ اﻷول ﺑﻌد إﻧﺟﺎز
ﻣﺣﺿر اﻟﺿﺎﺑطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺑﺗﺎرﯾﺦ ،25/02/2011ﺑل أﻛﺛر ﻣن ذﻟك ﻓﺈن ﻣﻧﺎط ﺗﺣﻘق
ﻣدﯾﻧﯾﺔ اﻟواھب ھو ﺗﺎرﯾﺦ إﺻدار اﻟﺷﯾك و ھو ،26/05/2011وﻋﻠﻣﺎ أن اﻟﺷﯾك ﻓﻲ
اﻟﺛواﺑت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ أﻧﮫ ھو وﺳﯾﻠﺔ وﻓﺎء ،و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن اﻷﺻل ﻓﯾﮫ ﺗﺳﻠﯾﻣﮫ ﻋﻠﻰ ھذا اﻟوﺟﮫ،
وأن ﻣﺎ ادﻋﺎه اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ اﻷول ﻣن أﻧﮫ ﻛﺎن ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﺿﻣﺎن ھو ادﻋﺎء ﻣﺧﺎﻟف ﻟﻸﺻل
ﯾﻠزم إﻗﺎﻣﺔ اﻟدﻟﯾل ﻋﻠﯾﮫ ،و ﻋﻠﯾﮫ ﻓطﺎﻟﻣﺎ أن اﻟﻣدﻋﯾﺔ ﺗﺄﻛد أﻧﮭﺎ ﺗﺳﻠﻣت اﻟﺷﯾك ﻛﺄداة وﻓﺎء ﻓﺈﻧﮫ
ﯾﺷﮭد ﻟﮭﺎ اﻷﺻل ﺑذﻟك ،و ﻣن اﻟﻣﻌﻠوم أن ﻣن ﺷﮭد ﻟﮫ اﻷﺻل ﻻ ﯾﻠزﻣﮫ اﻹﺛﺑﺎت ﺑل إن
اﻹﺛﺑﺎت ﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻣدﻋﻲ ،و اﻟﻣدﻋﻲ ﻓﻲ ﻟﻐﺔ اﻹﺛﺑﺎت ھو ﻣن ﯾدﻋﻲ ﺧﻼف اﻟﺛﺎﺑت أﺻﻼ أو
ﻋرﻓﺎ ،ﺑل أﻛﺛر ﻣن ذﻟك ﻓﺈن ھذه اﻟﻧﻘطﺔ ﻗد ﺣﺳﻣت ﻗﺿﺎء ﻣن ﺧﻼل اﻟﻘرار ذي اﻟﻣراﺟﻊ
أﻋﻼه ،و ﻣن ھذا اﻟﻣﻧطﻠق ﯾﻛون ھذا اﻟدﻓﻊ ﻗد ﺣﺳم ﻓﯾﮫ ﻣن طرف ﻣﺣﻛﻣﺔ أﻋﻠﻰ و ﻟم ﯾﻌد
ﺑﺈﻣﻛﺎن ھذه اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ـ و ھﻲ ﻣﺣﻛﻣﺔ درﺟﺔ أوﻟﻰ ـ أن ﺗﻌﯾد ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ اﻟدﻓﻊ و ﺗﻘرﯾر ﻧﺗﯾﺟﺔ
ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻟﻣﺎ اﻧﺗﮭﻰ إﻟﯾﮫ اﻟﻘرار اﻟﻣذﻛور ﻟﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك ﻣن ﺗطﺎول ﻋﻠﻰ ﻗﺿﺎء أﺳﻣﻰ ،و ﯾظل
اﻟﻣﻧﻊ واردا طﺎﻟﻣﺎ أن اﻟﻘرار اﻟﻣﺳﺗدل ﺑﮫ ﻓﻲ ﻣوﺿوع اﻟﺻﻌوﺑﺔ ﻟم ﯾﻠﻎ ﻣن طرف ﻣﺣﻛﻣﺔ
أﻋﻠﻰ ﻣن ﺧﻼل ﻣﺳطرة اﻟطﻌن و ﻋﻠﯾﮫ ﯾﻛون دﻓﻊ اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ ﻏﯾر ﻣؤﺳس ﻗﺎﻧوﻧﺎ وﯾﻠزم
رده .
وﺣﯾث إﻧﮫ وﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ذﻛر ﻓﺈﻧﮫ واﺑﺗداء ﻣن ھذا اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﺗﺎرﯾﺦ إﺻدار اﻟﺷﯾك ﯾﺻﯾر
اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ ﻣﻠزﻣﺎ ﺑﺎﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﺿﻣﺎن اﻟﻌﺎم اﻟﻣﻘرر ﻟداﺋﻧﯾﮫ ،وﻻ ﺗﺻﺢ ﺑﻌد ذﻟك اﻟﮭﺑﺔ
اﻟﻣﻧﺟزة ﻣن طرﻓﮫ واﻟدﯾن ﻗﺎﺋم ﻟﻘول اﻟﻧﺎظم ﺑﯾﺎﻧﺎ ﻣﻧﮫ ﻟﺷروط ﺻﺣﺔ اﻟﮭﺑﺔ:
64
ﻗﺑل ﺣدوث ﻣوت أو ﺗﻔﻠﯾس. واﻟﺣوز ﺷرط ﺻﺣﺔ اﻟﺗﺣﺑﯾس
و ﺣﯾث إن دﻓﻊ اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺑﻛوﻧﮭﺎ ﻣﺗﺻرف إﻟﯾﮭﺎ ﺣﺳﻧﺔ اﻟﻧﯾﺔ ﯾﺑﻘﻰ دﻓﻌﺎ ﻋدﯾم
اﻷﺳﺎس ،ذﻟك أﻧﮫ ﻣن اﻟﺛﺎﺑت ﻣن وﺛﺎﺋق اﻟﻣﻠف و وﻗﺎﺋﻌﮫ أﻧﮫ ﻻ ﺧﻼف ﻋﻠﻰ أن اﻟﻣوھوب ﻟﮭﺎ
ھﻲ زوﺟﺔ ﻟﻠﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ اﻷول ﻣدﯾن اﻟﻣدﻋﯾﺔ ،و ﺑﺣﻛم ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻘراﺑﺔ ھذه ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻔﺗرض ﻓﯾﮭﺎ
اﻟﻌﻠم اﻟﺗﺎم ﺑﻌﻼﻗﺔ اﻟداﺋﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻟﻠﻣدﻋﯾﺔ اﺗﺟﺎه زوﺟﮭﺎ اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ اﻷول ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أن
ﺗﺣوﯾل اﻟﻌﻘﺎر ﺗم ﻣﺑﺎﺷرة ﺑﻌد ﺗﺳطﯾر اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﻓﻲ ﺣق زوﺟﮭﺎ رﻏم أن اﻟﮭﺑﺔ أﻧﺟزت ﺑﻌد ﻗﯾﺎم
اﻟﻣدﯾوﻧﯾﺔ ﻣﺑﺎﺷرة ،و ﺑذﻟك ﻓﺈن اﻟﻘرﯾﻧﺔ اﻟﺗﻲ أﻗﺎﻣﮭﺎ اﻟﻣﺷرع ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻔﺻل 477ﻣن ق ل
ع ﻣن أن اﻷﺻل ﻓﻲ اﻹﻧﺳﺎن ھو ﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ ﻗد ﺗم دﺣﺿﮭﺎ وﻓق ﻣﺎ ﻓﺻل أﻋﻼه ،و ﺑﺎﺗت
اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ أن اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدﻋوى ﺗواطﺋت ﻣﻊ اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ
إﺑرام اﻟﮭﺑﺔ ،و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻘد ﻛﺎن ﺳﺊ اﻟﻧﯾﺔ وﻗت اﻟﺗﻌﺎﻗد ،و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﻛون اﻟﮭﺑﺔ اﻟواﻗﻌﺔ ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ
ﻣﺑﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻐش ،و ﻣن اﻟﻣﻌﻠوم أن اﻟﻐش ﻛﻘﺎﻋدة ﻋﺎﻣﺔ ﯾﻔﺳد ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺗﺻرﻓﺎت .
وﺣﯾث إن اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ ﻟم ﯾﺑﯾن أﻧﮫ أدى ﻣﺎ ﺑذﻣﺗﮭﺎ ﻣن ﺗﻌوﯾض وإرﺟﺎع ﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟدﯾن
ﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻣدﻋﯾﺔ وأن اﻟﺗﺻرف ﺑﺎﻟﮭﺑﺔ ﻓﻲ ﻋﻘﺎره ھذا وﻓق اﻟوﻗﺎﺋﻊ أﻋﻼه ﻣن ﺷﺄﻧﮫ اﻟﻣﺳﺎس
ﺑﺎﻟﺿﻣﺎن اﻟﻌﺎم اﻟذي ھو ﻟﻠداﺋﻧﯾن وﯾﻛون ﻣﻌﮫ ﺑﺎطﻼ وﻓق أﺣﻛﺎم اﻟﻔﺻل 1241ﻣن ق ل ع
ﻛﻣﺎ دأب ﻋﻠﻰ ذﻟك اﻻﺟﺗﮭﺎد اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ،ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗرار آﺧر ﻟﻠﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﺑﺗﺎرﯾﺦ
20/11/2002ﺗﺣت ﻋدد 3537ﻓﻲ اﻟﻣﻠف اﻟﻣدﻧﻲ ﻋدد 568/1/2/02ﻣﻧﺷور ﺑﻛﺗﺎب
ﻗﺿﺎء اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻻﻟﺗزاﻣﺎت واﻟﻌﻘود ﻟﺻﺎﺣﺑﮫ ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﺗوﻓﯾق ﺻﻔﺣﺔ
275ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" إن أﻣوال اﻟﻣدﯾن ﺗﻌﺗﺑر ﺿﻣﺎﻧﺎ ﻋﺎﻣﺎ ﻟداﺋﻧﯾﮫ طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻔﺻل 1241ﻣن ق ل ع.
اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻗﺿت ﺑﺈﺑطﺎل اﻟﺻدﻗﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺻدق ﺑﮭﺎ اﻟﻣدﯾن ﻋﻠﻰ زوﺟﺗﮫ واﺑﻧﺗﮫ ﺑﻌﻠﺔ
أن أﻣوال اﻟﻣدﯾن ﺗﻌﺗﺑر ﺿﻣﺎﻧﺎ ﻋﺎﻣﺎ ﻟداﺋﻧﯾﮫ وأن داﺋن اﻟﻣﺗﺻدق ﻗد ﺗﺿرر ﻣن اﻟﺻدﻗﺔ اﻟﺗﻲ
أﺑرﻣﮭﺎ اﻟﻣدﯾن إﺿرار ﺑداﺋﻧﯾﮫ ﯾﻣﻛن أن ﯾطﻌن ﻓﻲ ھذه اﻟﺻدﻗﺔ.
إن داﺋﻧﯾﺔ اﻟﻣدﻋﻲ ﺗﻣﻧﺣﮫ اﻟﺻﻔﺔ ﻟﻠطﻌن ﻓﻲ ﻋﻘد ﺻوري أﺑرﻣﮫ ﻣدﯾﻧﮫ إﺿرارا ﺑﮫ " .
وﺟﺎء ﻓﻲ ﻗرار آﺧر ﻟﻠﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﺑﺗﺎرﯾﺦ 22/01/2003ﺗﺣت ﻋدد 36ﻓﻲ اﻟﻣﻠف
اﻟﻌﻘﺎري ﻋدد 417/2/1/01ﻣﻧﺷور ﺑﻛﺗﺎب ﻗﺿﺎء اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻻﻟﺗزاﻣﺎت
واﻟﻌﻘود ﻟﺻﺎﺣﺑﮫ ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﺗوﻓﯾق ﺻﻔﺣﺔ 275ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻔﺻل 228ﻣن ق ل ع ﻓﺈن اﻟﻌﻘود ﻻ ﺗﻠزم إﻻ ﻣن ﻛﺎن طرﻓﺎ ﻓﯾﮭﺎ ﻓﮭﻲ
ﻻﺗﺿر اﻟﻐﯾر وﻻ ﺗﻧﻔﻌﮫ إﻻ ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت اﻟﻣذﻛورة ﺣﺻرا ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ،وﺑﻣﺎ أن اﻟداﺋن ﻟﻠﺑﺎﺋﻊ
ﯾﻌﺗﺑر ﻣن اﻟﻐﯾر ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﺗﺿرر ﻣن اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺟرﯾﮭﺎ ﻣدﯾﻧﮫ إﺿرارا ﺑﮫ.
إﻧﮫ طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻔﺻل 1241ﻣن ق ل ع أﻣوال اﻟﻣدﯾن ﺗﻌﺗﺑر ﺿﻣﺎﻧﺎ ﻋﺎﻣﺎ ﻟداﺋﻧﯾﮫ.
اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺑت ﻟﮭﺎ ﻣن وﺛﺎﺋق اﻟﻣﻠف أن اﻟﺿﺎﻣن اﻟﺗزم ﻣﺗﺿﺎﻣﻧﺎ ﻣﻊ اﻟﻣدﯾن اﻷﺻﻠﻲ
واﻟﺗزم ﺑﻌدم ﺗﺟرﯾد اﻟﻣدﯾن اﻷﺻﻠﻲ ﻣن أﻣواﻟﮫ ،وﻗﺿت ﺗﺑﻌﺎ ﻟذﻟك ﺑﺈﺑطﺎل اﻟﮭﺑﺔ اﻟﺗﻲ أﺟراھﺎ
اﻟﺿﺎﻣن اﻟﻣﺗﺿﺎﻣن ﻟﻌﻘﺎره ﻣوﺿوع اﻟﺿﻣﺎن ﻟﻔﺎﺋدة زوﺟﺗﮫ ﺗﻛون ﻗد ﺟﻌﻠت ﻟﻘﺿﺎﺋﮭﺎ أﺳﺎﺳﺎ
ﻣن اﻟﻘﺎﻧون ".
65
وﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑل ھذه اﻟﻘرارت اﻟﺗﻲ أﻗر ﻓﯾﮭﺎ اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﺳﺎﺑﻘﺎ ـ ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﺣﺎﻟﯾﺎ ـ
ﺗوﺟﮫ ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣوﺿوع ﺑﺧﺻوص إﺑطﺎل اﻟﮭﺑﺔ اﻟﻣﻧﺟرة ﻣن اﻟزوج اﻟﻣدﯾن ﻟزوﺟﺗﮫ ﻓﺈﻧﮫ
ﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺑل ﻧﻘض اﻟﻘرار اﻟذي ﻟم ﯾﻧﺿﺑط ﻟﮭذا اﻟﺗوﺟﮫ اﻟﻘﺎر ﻟﻘﺿﺎء اﻟﻧﻘض ،ﻓﻘد ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗرار
آﺧر ﻟﻠﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﺑﺗﺎرﯾﺦ 10/03/2004ﺗﺣت ﻋدد 110ﻓﻲ اﻟﻣﻠف اﻟﻌﻘﺎري ﻋدد
102/2/1/98ﻣﻧﺷور ﺑﻛﺗﺎب ﻗﺿﺎء اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻻﻟﺗزاﻣﺎت واﻟﻌﻘود
ﻟﺻﺎﺣﺑﮫ ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﺗوﻓﯾق ﺻﻔﺣﺔ 275ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻗﺿت ﺑرﻓض طﻠب إﺑطﺎل ﻋﻘد اﻟﺻدﻗﺔ اﻟذي ﺗﺻدق ﺑﮫ اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ
اﻟﻣدﯾن اﻟﻛﻔﯾل ﻟزوﺟﺗﮫ وز أوﻻده ﺑﻌﻠﺔ أن اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ ﻟم ﯾﺿﻊ اﻟﻌﻘﺎر ﻣوﺿوع اﻟﺻدﻗﺔ
ﻛﺿﻣﺎﻧﺔ ﻋﻘﺎرﯾﺔ ﺑﺻﻔﺗﮫ ﻛﻔﯾﻼ ﻟﻠﻣدﯾن اﻷﺻﻠﻲ ﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻣدﻋﻲ اﻟداﺋن ،ﻓﺗﺑﻘﻰ ﻟﮫ اﻟﺣرﯾﺔ ﻓﻲ
اﻟﺗﺻرف ﻓﯾﮫ ﻛﯾﻔﻣﺎ ﺷﺎء ،ﺗﻌﻠﯾل ﻓﺎﺳد ،وﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻔﺻل 1241ﻣن ق ل ع ﻓﺈن أﻣوال
اﻟﻣدﯾن ﺗﻌﺗﺑر ﺿﻣﺎﻧﺎ ﻋﺎﻣﺎ ﻟداﺋﻧﯾﮫ ،وأن اﻟﻛﻔﯾل ﺗﺻرف ﻓﻲ ﻣﺎﻟﮫ إﺿرارا ﺑﺎﻟداﺋﻧﯾﯾن ،ﻣﻣﺎ
ﯾﺗﻌﯾن ﻣﻌﮫ ﻧﻘض اﻟﻘرار اﻟﻣطﻌون ﻓﯾﮫ ".
و ﺣﯾث إﻧﮫ اﻋﺗﺑﺎرا ﻟذﻟك ﯾﻛون اﻟﺣﻛم ﺑﺈﺑطﺎل ﻋﻘد اﻟﮭﺑﺔ اﻟﻣﺑرﻣﺔ ﺑﯾن اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮭﻣﺎ
ﻟﻠﺻورﯾﺔ ،و ﯾﺗﻌﯾن اﻟﺗﺻرﯾﺢ ﺑذﻟك ﻣﻊ أﻣر اﻟﻣﺣﺎﻓظ اﻟﻣطﻠوب اﻟﺣﻛم ﺑﻣﺣﺿره ﺑﺗﻘﯾﯾد ذﻟك
ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري و اﻟﺗﺷطﯾب ﻋﻠﻰ اﻟﮭﺑﺔ اﻟﻣذﻛورة ﻣﻧﮫ و ﺗﻘﯾﯾد اﻟﺣﺟز اﻟﺗﺣﻔظﻲ ﺑﮫ و ذﻟك
إﻋﻣﺎﻻ ﻟﻣﺑدأ اﻷﺛر اﻹﻧﺷﺎﺋﻲ ﻟﻠﻘﯾد ﻓﻲ اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﻛﻣﺎ ﯾﻘره اﻟﻔﺻل 65ﻣن ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ
اﻟﻌﻘﺎري اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﮫ ﺣرﻓﯾﺎ أﻋﻼه ". 57
اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :اﻟﺗﺷطﯾب ﻋﻠﻰ اﻟﻐﯾر اﻟﻣﻘﯾد ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري
ﺣﯾﻧﻣﺎ ﯾﻧﺷﺄ ﻣرﻛز ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻣﺳﺗﻘل ﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻐﯾر ﻓﺈن اﻟﺗﺷطﯾب ﻋﻠﯾﮫ ﯾﺛﯾر إﺷﻛﺎﻻ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ
اﻟواﻗﻌﯾﺔ ،إﺷﻛﺎل ﯾﺟد ﺗﺑرﯾره ﺿﻣن ﺻﻌوﺑﺔ اﻟﺗرﺟﯾﺢ ﺑﯾن وﺿﻌﯾﺔ ﻛل ﻣن اﻟﻐﯾر اﻟﻣﻘﯾد
ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،و طﺎﻟب اﻟﺗﺷطﯾب اﻟذي ﯾدﻋﻲ ﺣﻘﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎري ،و ﻟﻠﺗﻣﺛﯾل ﻋﻠﻰ ھذا
اﻟوﺿﻊ ﻧﻘدم ﻓرﺿﯾﺔ اﻟوارث اﻟذي ﯾﻘﯾد إراﺛﺗﮫ ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري و ﯾﺗﺻرف ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺎر و ﺑﻌد
ذﻟك ﯾظﮭر وارث آﺧر ﯾطﺎﻟب ﺑﺣق ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺎر ،و ﻧﻔس اﻟوﺿﻊ ﯾﺗﺻور ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗزاﺣم
اﻟﺑﯾوع ،ذﻟك أﻧﮫ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣﯾﺎن ﻗد ﯾﺗراﺧﻰ ﺻﺎﺣب ﺣق ﻣﻌﯾن ﻓﻲ ﺗﻘﯾﯾده ﺑﺎﻟرﺳم
اﻟﻌﻘﺎري ،و ﯾﺣدث أن ﯾﺄﺗﻲ ﻣﺗﺻرف إﻟﯾﮫ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺎر ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ ﻻﺣق و ﯾﻘﯾد اﻟﺗﺻرف اﻟﻧﺎﻗل
ﻟﺣق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﻟﻔﺎﺋدﺗﮫ ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،ﻋﻠﻣﺎ أﻧﮫ ﺗﻠﻘﻰ اﻟﺣق ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ ﻻﺣق ﻋﻠﻰ اﻟطرف
اﻷول اﻟذي ھو أﺳﺑق ﺗﺎرﯾﺧﺎ ،وھﻧﺎ ﺗطرح إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﻘررة ﻟﻔﺎﺋدة
اﻟﻣﺗﺻرف إﻟﯾﮫ اﻷول ،و ھل اﻷﺳﺑﻘﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﺗﻌطﯾﮫ ﻣرﻛزا ﯾﻣﻛن ﺣﻣﺎﯾﺗﮫ ﻗﺎﻧوﻧﺎ ،أم
أن ﺗﻘﯾﯾد ﺷﺧص آﺧر ﻟﺣﻘﮫ ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﯾﻣﻧﻊ ﻣن اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑذﻟك ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻟﻠوﺿﻊ اﻟظﺎھر
ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،و ﺑﺎﻟﺗﺑﻊ ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻟﻠوﺿﻌﯾﺔ اﻟﺗﻲ وﺛق ﺑﮭﺎ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺎر ﻣوﺿوع
اﻟﺗﻘﯾﯾد ،وﻣﺛﺎﻟﮫ أﯾﺿﺎ اﻟداﺋن اﻟذي ﯾﺗراﺧﻰ ﻓﻲ ﺣﺟز ﻋﻘﺎر ﻣدﯾﻧﮫ ﻓﯾﻔوﺗﮫ ھذا اﻷﺧﯾر ﻟﻠﻐﯾر و
ﯾطﺎﻟب اﻟداﺋن ﺑﺎﻟﺗﺷطﯾب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷﺗري ،إﻟﻰ ﻏﯾر ذﻟك ﻣن اﻟﻔرﺿﯾﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ .
إن ﻗراءة ﻣﺟﻣوع اﻟﻧﺻوص اﻟﻣﺿﻣﻧﺔ ﺑظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري و ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ
ﺗﺟﻌﻠﻧﺎ ﻧﺧرج ﺑﺧﻼﺻﺔ ﻣﺿﻣﻧﮭﺎ أن ﺗﺣﻠﯾل ھذا اﻟوﺿﻊ ﯾﺟب أن ﯾﻧطﻠق ﻣن ﻣﻌطﻰ ﻗﺎﻧوﻧﻲ
ھﺎم ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﻘررة ﻟﻠﻐﯾر ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻌﻘﺎر اﻟﻣﺣﻔظ و ھو أن اﻟﺳﺟل اﻟﻌﻘﺎري
57ـ ﺣﻛم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﺑﻣراﻛش ﺑﺗﺎرﯾﺦ 16/01/2014ﻓﻲ اﻟﻣﻠف رﻗم 67/1401/2013ـ ﻏﯾر ﻣﻧﺷور .
66
ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻧظرﯾﺔ اﻟظﺎھر ،ﺑﻣﻌﻧﻰ أﻧﮫ ﯾﻔﺗرض ﻓﻲ ﻛل ﻣﻘﯾد ﻓﻲ اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري أن
ﺗﻘﯾﯾده ﺗﻘﯾﯾد ﺻﺣﯾﺢ و ﻏﯾر ﻣﻧﺎزع ﻓﯾﮫ ،و ﻣن ﺗم ﻓﻛل ﻣن رﻛن إﻟﻰ ھذا اﻟوﺿﻊ اﻟظﺎھر و
اﻋﺗﻣده ﻟﻠﺗﻌﺎﻗد ﺑﺷﺄن ﻋﻘﺎر ﻣﻌﯾن ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻛون ﻓﻲ وﺿﻊ ﺳﻠﯾم و ﻣن ﺗم ﯾﺗﻌﯾن ﺣﻣﺎﯾﺗﮫ ،
واﻋﺗﻣﺎدا ﻋﻠﻰ ھذا اﻷﺳﺎس ﻓﻔﻘد وﺿﻊ اﻟﻣﺷرع ﻗواﻋد ﺿﺎﺑطﺔ ﺑﻣﻘﺗﺿﺎھﺎ ﯾﻣﻧﻊ اﻟﺗﺷطﯾب
ﻋﻠﻰ اﻟﻐﯾر ﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ ،ﻓﻘد ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 66ﻣن ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري ﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
" ﻛل ﺣق ﻋﯾﻧﻲ ﻣﺗﻌﻠق ﺑﻌﻘﺎر ﻣﺣﻔظ ﯾﻌﺗﺑر ﻏﯾر ﻣوﺟود ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻐﯾر إﻻ ﺑﺗﻘﯾﯾده،
واﺑﺗداء ﻣن ﯾوم اﻟﺗﻘﯾﯾد ﻓﻲ اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﻣن طرف اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ.
ﻻ ﯾﻣﻛن ﻓﻲ أي ﺣﺎل اﻟﺗﻣﺳك ﺑﺈﺑطﺎل ھذا اﻟﺗﻘﯾﯾد ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ اﻟﻐﯾر ذي اﻟﻧﯾﺔ اﻟﺣﺳﻧﺔ".
وھو ﻧﻔس اﻟﺣﻛم اﻟذي أﻗرﺗﮫ اﻟﻣﺎدة 2ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺟﺎء ﻓﻲ ﻓﻘرﺗﮭﺎ
اﻷوﻟﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
"إن اﻟرﺳوم اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ وﻣﺎ ﺗﺗﺿﻣﻧﮫ ﻣن ﺗﻘﯾﯾدات ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻹﻧﺷﺎﺋﮭﺎ ﺗﺣﻔظ اﻟﺣق اﻟذي ﺗﻧص
ﻋﻠﯾﮫ وﺗﻛون ﺣﺟﺔ ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ اﻟﻐﯾر ﻋﻠﻰ أن اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻌﯾن ﺑﮭﺎ ھو ﻓﻌﻼ ﺻﺎﺣب اﻟﺣﻘوق
اﻟﻣﺑﯾﻧﺔ ﻓﯾﮭﺎ".
وأﺿﺎﻓت ذات اﻟﻣﺎدة ﻓﻲ ﻓﻘرﺗﮭﺎ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ اﺳﺗﺛﻧﺎءﯾن ﺑﻣﻘﺗﺿﺎھﻣﺎ ﯾﻣﻛن اﻟﺗﺷطﯾب ﻋﻠﻰ
اﻟﻐﯾر وﻟو ﻛﺎن ﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ ،وﯾﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗزوﯾر وﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗدﻟﯾس ،ﻓﻘد ﺟﺎء ﻓﯾﮭﺎ:
"إن ﻣﺎ ﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻘﯾﯾدات ﻣن إﺑطﺎل أو ﺗﻐﯾﯾر أو ﺗﺷطﯾب ﻣن اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﻻ ﯾﻣﻛن
اﻟﺗﻣﺳك ﺑﮫ ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ اﻟﻐﯾر اﻟﻣﻘﯾد ﻋن ﺣﺳن ﻧﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻠﺣق ﺑﮫ أي ﺿرر ،إﻻ
إذا ﻛﺎن ﺻﺎﺣب اﻟﺣق ﻗد ﺗﺿرر ﺑﺳﺑب ﺗدﻟﯾس أو زور أو اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﮫ ﺷرﯾطﺔ أن ﯾرﻓﻊ
اﻟدﻋوى ﻟﻠﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺣﻘﮫ داﺧل أﺟل أرﺑﻊ ﺳﻧوات ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺗﻘﯾﯾد اﻟﻣطﻠوب إﺑطﺎﻟﮫ
أو ﺗﻐﯾﯾره أو اﻟﺗﺷطﯾب ﻋﻠﯾﮫ".
إذن ﺿواﺑط اﻟﺗﺷطﯾب ﻋﻠﻰ اﻟﻐﯾر ﻣن ﻣﻧدرﺟﺎت اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﯾﺣددھﺎ ﺗﺷرﯾﻌﯾﺎ
اﻟﻔﺻل 66ﻣن ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري واﻟﻣﺎدة 2ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ،وﻣؤدى
اﻟﻧﺻﯾن اﻟﻣذﻛورﯾن أﻧﮫ ﻻ ﯾﺟوز اﻟﺗﺷطﯾب ﻣن ﺣﯾث اﻟﻣﺑدأ ﻋﻠﻰ اﻟﻐﯾر ﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ
ﻓﺈﻋﻣﺎل ﻣﺑدأ اﻟﺣﺻﺎﻧﺔ ﺿد اﻟﺗﺷطﯾب ﺗﺗوﻗف ﻋﻠﻰ ﺗوﻓر ﺷرطﯾن:
أوﻻ :أن ﯾﻛون اﻟﺷﺧص اﻟﻣطﻠوب اﻟﺗﺷطﯾب ﻋﻠﯾﮫ ﻏﯾرا ،ﺑﻣﻌﻧﻰ أﺟﻧﺑﻲ ﻋن اﻟﺗﺻرف
اﻷول اﻟﻣﺷوب ﺑﻌﯾب اﻟﺑطﻼن ،و ﻣن ﺗم ﻓﺈن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻣﻊ ﻣﺎﻟك اﻟﻌﻘﺎر أو ﻛل ﻣن ﺗﻠﻘﻰ اﻟﺣق
ﻣﺑﺎﺷرة ﻣﻧﮫ و ﻛذا ﺧﻠﻔﺎﺋﮭم اﻟﻌﺎﻣون ﻻ ﯾﺳري ﻋﻠﯾﮭم وﺻف اﻟﻐﯾر ،ﻓﻣﺛﻼ إذا أﺑرم ﻋﻘد ﺑﯾﻊ
ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ وﻛﺎﻟﺔ ﻣزورة ،و ظل اﻟﻣﺷﺗري ﻣﻘﯾدا ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﻌد ﻏﯾرا ﯾﻣﻧﻊ
اﻟﺗﺷطﯾب ﻋﻠﯾﮫ ،ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أﻧﮫ ﯾﻛون ــــ و اﻟﺣﺎﻟﺔ ھﺎﺗﮫ ـــ طرﻓﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد ،و ﻧﻔس اﻟﺣﻛم
ﯾطﺑق ﻟو طﺎﻟب اﻟﺑﺎﺋﻊ ﺑﺈﺑطﺎل اﻟﺗﺻرف و اﻟﺗﺷطﯾب ﻋﻰ اﻟﻣﺷﺗري ﻣن ﻣﻧدرﺟﺎت اﻟرﺳم
اﻟﻌﻘﺎري ،ﻓﮭﻧﺎ ﯾﻛون اﻟﺗﺷطﯾب ﻣرﺗﺑطﺎ ﻓﻘط ﺑﺻﺣﺔ اﻟﻌﻘد وﺟودا و ﻋدﻣﺎ ،و ھﻧﺎ ﻧطﺑق
اﻟﻘواﻋد ﻟﻌﺎﻣﺔ طﺎﻟﻣﺎ أﻧﮫ ﻟم ﺗﻧﺷﺄ وﺿﻌﯾﺎت ﻟﻔﺎﺋدة ﺷﺧص أﺟﻧﺑﻲ ﻋن اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻷوﻟﻰ.
ﺛﺎﻧﯾﺎ :أن ﯾﻛون اﻟﻣطﻠوب اﻟﺗﺷطﯾب ﻋﻠﯾﮫ ﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ ،أﻣﺎ إن ﻛﺎن ﺳﺊ اﻟﻧﯾﺔ ﻓﺈﻧﮫ ﺗطﺑق
اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘﺿﻲ ﺑﺄن اﻟﻐش ﯾﻔﺳد ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺗﺻرﻓﺎت ،ﻏﯾر أن ﻣﺎ ﯾﺟب ﺗﺳطﯾره ھﻧﺎ
67
ھو أن اﻟﻘﺎﻋدة ھﻲ أن اﻷﺻل ھو ﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻔﺻل 477ﻣن ق ل ع ،وﻣن ﺗم
ﯾﻔﺗرض ﻓﻲ اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻘﯾد أﻧﮫ ﺟﺎھل ﺑﺎﻟﻌﯾوب اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺗﻘﯾﯾد واﻟﺗﺻرف اﻟﻣﻘﯾد.
وﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟﮭذا اﻟﻣﺑدأ ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗرار ﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" ﻓﻲ ﺣﯾن أﻧﮫ ﻓﺿﻼ ﻋن ﺗﻧﺎﻗض ھذا اﻟﺗﻌﻠﯾل ﻣﻊ ﻣﻧطوق اﻟﻘرار اﻟﻣطﻌون ﻓﯾﮫ اﻟذي أﯾد
اﻟﺣﻛم اﻻﺑﺗداﺋﻲ ﺑﺧﺻوص رﻓض اﻟطﻠب ﺑﺷﺄن طﻠب ﺑطﻼن ﻋﻘد رھن اﻟطﺎﻋن ،ﻓﺈﻧﮫ ﺣﺳب
ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﺻل 66ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري " ﻓﺈن ﻛل ﺣق ﻋﯾﻧﻲ ﻣﺗﻌﻠق ﺑﻌﻘﺎر ﻣﺣﻔظ
ﯾﻌﺗﺑر ﻏﯾر ﻣوﺟود ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻐﯾر إﻻ ﺑﺗﺳﺟﯾﻠﮫ واﺑﺗداء ﻣن ﯾوم اﻟﺗﺳﺟﯾل ﻓﻲ اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري
ﻣن طرف اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ وﻻ ﯾﻣﻛن ﻓﻲ أي ﺣﺎل اﻟﺗﻣﺳك ﺑﺈﺑطﺎل ھذا
اﻟﺗﺳﺟﯾل ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ اﻟﻐﯾر ذي اﻟﻧﯾﺔ اﻟﺣﺳﻧﺔ " .واﻟطﺎﻋن ﻟﻣﺎ ﺳﺟل رھﻧﮫ ﻓﻲ اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري
ﻛﺎن ﺧﺎﻟﯾﺎ ﻣن أي ﺗﻘﯾﯾد اﺣﺗﯾﺎطﻲ ﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻣطﻠوب ﻓﯾﮫ ﺑﺑطﻼن ﻋﻘد اﻟرھن اﻟﻣذﻛور دون أن
ﺗﺗﺄﻛد ﻣن ﺣﺳن أو ﺳوء ﻧﯾﺔ اﻟطﺎﻋن ﻣن ھذا اﻟرھن ،اﻷﻣر اﻟذي ﯾﻛون ﻣﻌﮫ اﻟﻘرار اﻟﻣطﻌون
58
ﻓﯾﮫ ﻓﺎﺳد اﻟﺗﻌﻠﯾل ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻋرﺿﺔ ﻟﻠﻧﻘض واﻹﺑطﺎل"
وھو ﻧﻔس اﻟﺗوﺟﮫ اﻟذي ﺗﺳﯾر ﻋﻠﯾﮫ ﻣﺣﺎﻛم اﻟﻣوﺿوع ،وﻓﻲ ھذا اﻹطﺎر ﻗﺿت اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ
اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﺑﻣراﻛش ﻓﻲ ﺣﻛم ﻟﮭﺎ ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟﮭذه اﻟﻘﺎﻋدة ﺟﺎء ﻓﻲ ﺣﻛم ﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﻣراﻛش ﺻﺎدر
ﺑﺗﺎرﯾﺦ 09/2008/ 25ﻓﻲ اﻟﻣﻠف اﻟﻌﻘﺎري ﻋدد 1549/9/2008ﻏﯾر ﻣﻧﺷور ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" وﺣﯾث ﻣن ﺟﮭﺔ ﺛﺎﻟﺛﺔ ﻓﺈن ﺗﺳﺟﯾل اﻟﺳﯾد ....ﻛﻣﺎﻟك ﻟﻠﺻك اﻟﻌﻘﺎري ﻣﺣل اﻟﻧزاع ﻗد ﺗم
ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻋﻘد ﺷراﺋﮫ ﻟﺟﻣﯾﻊ اﻟدار ﻣوﺿوع اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري أﻋﻼه ﻣن ﻣﺎﻟﻛﺗﮫ اﻟﺳﯾدة....
واﻟﻣﺿﻣن ﺑﻌدد 133ص 147ش ل رﻗم 102ﺑﺗﺎرﯾﺦ ،3/8/2006وأن ھذه اﻷﺧﯾرة
ﺗﻣﻠك ﺛﻠث اﻟدار اﻟﻣذﻛورة ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟوﺻﯾﺔ اﻟﻣﺳﺟﻠﺔ ﺑﺗﻧﻐﯾر ﻓـﻲ 18/03/2006م ف
033818/422ﻗﺎﻣﺔ 7ﻋـدد 25واﻟﻣﺿﻣـﻧﺔ ﺑﻌـدد 216ص 475ش رﻗـم 37
ﻓـﻲ 03/2007/ﺑﺗوﺛﯾق ﺗﯾﻧﻐﯾر ،وأﻧﮭﺎ ﺗﻣﻠك اﻟﺑﺎﻗﻲ وھو اﻟﺛﻠﺛﯾن ﻋن طرﯾق ﺗﻧﺎزل اﻟورﺛﺔ
أﻋﻼه ﻋن ﺟﻣﯾﻊ واﺟﺑﮭم ﻓﻲ اﻹرث ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﺗﻧﺎزل اﻟﻌرﻓﻲ اﻟﻣؤﺷر ﻋﻠﯾﮫ ﻣن ﻣﺟﻠس
ﻣﻘﺎطﻌﺔ رﻗم 8450ﺑﺗﺎرﯾﺦ .14/06/2005
وﺣﯾث إن ﺷراء اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺳﯾد …… وﺗﺳﺟﯾﻠﮫ ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﻣﺣل اﻟﻧزاع
ﯾﺧﺿﻊ ﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﺻﻠﯾن 3ﻣن ظﮭﯾر 2ﯾوﻧﯾو 1915و 66ﻣن ظﮭﯾر 12ﻏﺷت
1913اﻟذي ﯾﺟري ﺳﯾﺎﻗﮭﻣﺎ ﻋﻠﻰ أن ﻣﺎ ﯾﻘﻊ ﻣن إﺑطﺎل أ ﺗﻐﯾﯾر ﻻﺣق ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﺗﻣﺳك ﺑﮫ
ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺗﮫ اﻟﻐﯾر اﻟﻣﺳﺟل ﻋن ﺣﺳن ﻧﯾﺔ ﻛﻣﺎ ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻠﺣق ﺑﮫ أي ﺿرر.
وﺣﯾث ﻣﻌﻧﻰ ذﻟك إن اﻟﺗﻘﯾﯾدات ﺑﺎﻟﺳﺟل اﻟﻌﻘﺎري ﺗﻛﺗﺳﻲ ﺣﺟﯾﺔ ﻣطﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻐﯾر
ﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ - .أو ﺑﻌﺑﺎرة أوﺿﺢ أن اﻟﻐﯾر اﻟذي وﺛق ﺑﻣﺎ ھو ﻣدون ﺑﺎﻟﺳﺟل اﻟﻌﻘﺎري وﺗﻌﺎﻣل
ﻣﻊ اﻟﻣﺗﺻرف ﺑوﺻﻔﮫ ﻣﺎﻟﻛﺎ ﺣﻘﯾﻘﯾﺎ ﺷراء أو اﺳﺗرھﺎﻧﺎ ،وﺗﻌﺎﻗد ﻣﻌﮫ ﺑﺄي ﻧوع ﻣن اﻟﻌﻘود،
وﻗﺎم ﺑﺗﺳﺟﯾل ﺗﺻرﻓﮫ وھو ﻻ ﯾﻌﻠم ،وﻟم ﯾﻛن ﻓﻲ وﺳﻌﮫ أن ﯾﻌﻠم ﺑﺄن ھذا اﻟﺗﺳﺟﯾل اﻟﺳﺎﺑق ،أي
ھذا اﻟﻣظﮭر اﻟﺧﺎرﺟﻲ ﻣﺑﻧﻲ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻏﯾر ﺻﺣﯾﺢ وﻣﺧﺎﻟف ﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ ،ﻓﺈن ﻣﺎ
58ـ ـﻘرار ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﻋدد 43/1ﺑﺗﺎرﯾﺦ 21/01/2014ﻓﻲ اﻟﻣﻠف ﻋدد .3909/1/9/2012اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ
ﻟﻠدراﺳﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻋدد12/11ص .203
68
ﯾﻘﻊ ﻣن إﺑطﺎل أو ﺗﻐﯾﯾر ﻻﺣق ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻠﺣق ﺑﮫ أي ﺿرر .ذﻟك أﻧﮫ وﺣﺗﻰ ﻋﻠﻰ ﻓرض
ﺻﺣﺔ ﻣﺎ ﺗدﻋﯾﮫ اﻟﻣدﻋﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻠف اﻟﻧﺎزﻟﺔ ،ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﻣﻛن اﻻﺣﺗﺟﺎج ﺑﮫ ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ اﻟﻣدﻋﻰ
ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺳﯾد ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح وداﻧﻲ ﺑﺎﻟﺣﻘوق ﻏﯾر اﻟﻣﺳﺟﻠﺔ أﺻﻼ ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﻣن ﺟﮭﺔ ،وﻻ
ﯾﺟوز أن ﺗﺗﺄﺛر ﺣﻘوﻗﮫ وﻣراﻛزه اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻧﺷﺄت ﻣن ﺟراء ﺗﺳﺟﯾل ﺷراﺋﮫ ﺑﺣﺳن ﻧﯾﺔ
ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﻣﺣل اﻟﻧزاع ﻣن ﺟﮭﺔ أﺧرى .وﻣن ﺛﻣﺔ ﻓﺈن ﺣق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟذي اﻛﺗﺳﺑﮫ
اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ ﺑﻣوﺟب ﺗﺳﺟﯾل ﺷراﺋﮫ اﻟذي ﺗم ﺑﯾﻧﮫ وﺑﯾن اﻟﺳﯾدة اھﻧﯾﺔ ﻣﺟﺎھد ﯾﻛﺗﺳﻲ ﺣﺟﯾﺔ
ﻣطﻠﻘﺔ ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ اﻟﻣدﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗدﻋﻲ ﺣﻘوﻗﺎ ﻏﯾر ﻣﺳﺟﻠﺔ ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﻻ ﺳﯾﻣﺎ وأن ھذه
اﻷﺧﯾرة ﻟم ﺗﺑﺎدر إﻟﻰ ﺣﻔظ ﺣﻘوﻗﮭﺎ ﺑواﺳطﺔ ﺗﻘﯾﯾد اﺣﺗﯾﺎطﻲ أو ﺗﻛﻠﯾف ﻋﻘﺎري ﻗﺑل ﺗﺳﺟﯾل
ﺷراء اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح وداﻧﻲ ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،وذﻟك ﺣﺳﺑﻣﺎ أﻛده اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ
ﻓﻲ ﻗراره ﻋدد 517ﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 23/11/2005ﻓﻲ اﻟﻣﻠف اﻟﺷرﻋﻲ ﻋدد
144/2/1/2004ﻣﻧﺷور ﺑﻣﺟﻠﺔ ﻗﺿﺎء اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻋدد 64-65ﺳﻧﺔ 2006ص
186ﻣﻌﺗﺑرا "أن ﺗﺳﺟﯾل اﻟﺻدﻗﺔ ﯾﻛﺳب اﻟﻣﺗﺻدق ﻋﻠﯾﮫ ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻷﺟزاء ﻣوﺿوع اﻟﺻدﻗﺔ
ﺑﺻﻔﺔ ﻧﮭﺎﺋﯾﺔ وﻻ ﺗﺗﺄﺛر ﺑﻧزاع ﻣن ﺗﻠﻘﻰ ﻋﻧﮫ اﻟﺣق ﻣﺎدام أﻧﮫ أﺟﻧﺑﻲ ﻋن اﻟﺗزاﻣﮫ وﻣﺳﺟل
ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﺑﺣﺳن ﻧﯾﺔ ،وأن اﻟﻣﺗﺻدق ﻋﻠﯾﮫ ﻗد ﺳﺟل ﺻدﻗﺗﮫ ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﺑﺗﺎرﯾﺦ
26/6/2001وﻟم ﯾﺛﺑت وﻗﺗﮭﺎ أو ﻗﺑﻠﮫ أن اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﻣﺛﻘل ﺑﺄي ﺗﻘﯾﯾد اﺣﺗﯾﺎطﻲ أو
ﺗﻛﻠﯾف ﻋﻘﺎري" .59
وﺟﺎء ﻓﻲ ﺣﻛم آﺧر ﻟﻧﻔس اﻟﻣﺣﻛم ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" وﺣﯾث إن ﺷراء اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻣدﺧل ﻓﻲ اﻟدﻋوى وﺗﻘﯾﯾده ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﻣﺣل
اﻟﻧزاع ﯾﺧﺿﻊ ﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﺻﻠﯾن 2ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ و اﻟﻔﺻل 66ﻣن ظﮭﯾر
12ﻏﺷت 1913اﻟﻠذان ﯾﺟري ﺳﯾﺎﻗﮭﻣﺎ ﻋﻠﻰ أن ﻣﺎ ﯾﻘﻊ ﻣن إﺑطﺎل أو ﺗﻐﯾﯾر ﻻﺣق ﻻ ﯾﻣﻛن
اﻟﺗﻣﺳك ﺑﮫ ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺗﮫ اﻟﻐﯾر اﻟﻣﺳﺟل ﻋن ﺣﺳن ﻧﯾﺔ ﻛﻣﺎ ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻠﺣق ﺑﮫ أي ﺿرر ،و
ﻣﻌﻧﻰ ذﻟك أن اﻟﺗﻘﯾﯾدات ﺑﺎﻟﺳﺟل اﻟﻌﻘﺎري ﺗﻛﺗﺳﻲ ﺣﺟﯾﺔ ﻣطﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻐﯾر ﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ -.أو
ﺑﻌﺑﺎرة أوﺿﺢ أن اﻟﻐﯾر اﻟذي وﺛق ﺑﻣﺎ ھو ﻣدون ﺑﺎﻟﺳﺟل اﻟﻌﻘﺎري وﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻟﻣﺗﺻرف
ﺑوﺻﻔﮫ ﻣﺎﻟﻛﺎ ﺣﻘﯾﻘﯾﺎ ﺷراء أو اﺳﺗرھﺎﻧﺎ ،وﺗﻌﺎﻗد ﻣﻌﮫ ﺑﺄي ﻧوع ﻣن اﻟﻌﻘود ،وﻗﺎم ﺑﺗﺳﺟﯾل
ﺗﺻرﻓﮫ وھو ﻻ ﯾﻌﻠم ،وﻟم ﯾﻛن ﻓﻲ وﺳﻌﮫ أن ﯾﻌﻠم ﺑﺄن ھذا اﻟﺗﺳﺟﯾل اﻟﺳﺎﺑق ،أي أن ھذا
اﻟﻣظﮭر اﻟﺧﺎرﺟﻲ ﻣﺑﻧﻲ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻏﯾر ﺻﺣﯾﺢ وﻣﺧﺎﻟف ﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ ،ﻓﺈن ﻣﺎ ﯾﻘﻊ ﻣن
إﺑطﺎل أو ﺗﻐﯾﯾر ﻻﺣق ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻠﺣق ﺑﮫ أي ﺿرر .ذﻟك أﻧﮫ وﺣﺗﻰ ﻋﻠﻰ ﻓرض ﺻﺣﺔ ﻣﺎ
ﺗدﻋﯾﮫ اﻟﻣدﻋﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻠف اﻟﻧﺎزﻟﺔ ،وﺑﻣﻔﮭوم اﻟﻣﺧﺎﻓﺔ أو ﺑﺎﻟﻘراءة اﻟﻌﻛﺳﯾﺔ ﻟﻠﻧص ﻓﺈن ﻛل ﻣﺎ ﻗﯾد
ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﻋن ﺳوء ﻧﯾﺔ ﯾﺟوز اﻟﺗﺷطﯾب ﻋﻠﯾﮫ وﻻ ﯾﻌﺗد ﺑﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣﺗﺻرف إﻟﯾﮫ وﻻ
ﯾﮭم ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﺳﯾﺗﺿرر ﻣن اﻟﺗﺷطﯾب أم ﻻ ،ذﻟك أن ﺳوء ﻧﯾﺗﮫ وإﻗداﻣﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻐش ﯾﺟﻌل
اﻟﺗﺻرف ﺑﺎطﻼ طﺑﻘﺎ ﻟﻘﺎﻋدة أن اﻟﻐش ﯾﻔﺳد ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺗﺻرﻓﺎت ﻛﻣﺎ أﻧﮫ ﯾﻌﺎﻣل ﺑﻧﻘﯾض ﻗﺻده
ﻓﯾﺷطب ﻋﻠﯾﮫ.
و ﺣﯾث دﻓﻊ اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻣدﺧل ﻓﻲ اﻟدﻋوى ﺑﻛوﻧﮫ ﯾﺳﺗﻔﯾد ﻣن اﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﺣﻣﺎﺋﯾﺔ
ﻟﻠﻣﻘﯾد ﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أﻧﮫ ﻟم ﯾﻛن ﻋﺎﻟﻣﺎ ﺑوﻗوع اﻟﺣﺟز و ﺑﺄﻧﮫ ﻣﺷﺗر ﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ و أﻧﮫ
اﻋﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﺻك اﻟﻌﻘﺎري اﻟﺗﻲ ﻟم ﺗﻛن ﺗﺗﺿﻣن أﯾﺔ وﻗﺎﺋﻊ ﻋن اﻟﺣﺟز اﻟﺗﻧﻔﯾذي
أوﻛون اﻟدﻛﺎن ﻣوﺿوع ﺑﯾﻊ ﺑﺎﻟﻣزاد اﻟﻌﻠﻧﻲ ،و أﻧﮫ ﻋﻧد ﺷراﺋﮫ ﻟﻠﻌﻘﺎر ﻟم ﯾﻛن ﯾﻌﻠم ﺑوﺟود أي
59ـ ﺣﻛم اﺑﺗداﺋﯾﺔ ﻣراﻛش ﺑﺗﺎرﯾﺦ 09/2008/ 25ﻓﻲ اﻟﻣﻠف اﻟﻌﻘﺎري ﻋدد 1549/9/2008ـ ﻏﯾر ﻣﻧﺷور.
69
ﻧزاع ﺣول اﻟﻣدﻋﻰ ﻓﯾﮫ ،إذ أﻧﮫ وﻗت اﻟﺷراء أﻋﻠم ﻣن طرف اﻟﺑﺎﺋﻌﺔ ﺑﺄﻧﮫ ﻣطﮭر ﻣن ﺟﻣﯾﻊ
اﻟﺗﺣﻣﻼت ،وأن اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﻧﮭﺎﺋﻲ و ﻻ ﯾﻘﺑل أي طﻌن وﻓق ظﮭﯾر 12ﻏﺷت ، 1913
و ﻣن ﺗم ﻓﮭو ﻟﯾس طرﻓﺎ ﻓﻲ اﻟﻧزاع .
و ﺣﯾث إن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ و ﻓﻲ ﺳﺑﯾل اﺳﺗﺟﻼﺋﮭﺎ ﻟﻠﻌﻧﺎﺻر اﻟواﻗﻌﯾﺔ اﻟﻣؤﺛرة ﻓﻲ اﻟﻧزاع ﻓﻘد
أﻣرت ﺑﺈﺟراء ﺑﺣث ﺣﺿره اﻷطراف و ﺧﻠﺻت اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻣن ﻣﺟﻣوع وﺛﺎﺋق اﻟﻣﻠف و
اﻟوﻗﺎﺋﻊ ﻣوﺿوع ﻣﺣﺿر اﻟﺑﺣث أﻧﮫ ﺗم ﺑﯾﻊ زﯾﻧﺔ اﻟدﻛﺎن اﻟذي ھو ﺟزء ﻣن ھذا اﻟﻌﻘﺎر ﻟﻔﺎﺋدة
اﻟﻣدﻋﻲ ﻓﻲ إطﺎر ﻣﺳطرة اﻟﺑﯾﻊ اﻟﺟﺑري وﻓق ﻣﺣﺿر إرﺳﺎء اﻟﻣزاد اﻟﻌﻠﻧﻲ اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ
18/06/2008و ﻣﺣﺿر ﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣﻔﺗﺎح اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 03/09/2008اﻟﻣﻧﺟزﯾن ﻓﻲ إطﺎر
ﻣﻠف اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻋدد ،1849/08وھﻛذا ﻓﻘد اﻧﺗﻘﻠت ﻣﻠﻛﯾﺗﮫ إﻟﻰ اﻟﻣدﻋﻲ ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ ﻣﺣﺿر
إرﺳﺎء اﻟﻣزاد وﺧرﺟت ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت ﻣن ذﻣﺔ اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮭﺎ وﯾﻛون ﻣﻌﮫ اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮭﻣﺎ
ﻗد ﺗﻌﺎﻗدا ﺑﺧﺻوص ﻣﻠك ﯾرﺟﻊ ﻟﻠﻐﯾر ﻣﻊ اﻟﺗﺣﻔظ ﺑﺷﺄن اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻧﺎظﻣﺔ ﻟﮭذا اﻟﺑﯾﻊ
ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أﻧﮫ ﻻ ﯾﺣﻛﻣﮫ اﻟﻔﺻل 485ﻣن ﻗل ع وﻟﻛﻧﮫ ﻣؤطر ﺗﺷرﯾﻌﺎ ﺑﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﺻﻠﯾن
2ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ و اﻟﻔﺻل 66ﻣن ظﮭﯾر 12ﻏﺷت 1913و ﻣن ﺗم ﻓﺈن ﻣﺎ
ﯾﻠزم ﺗﺣدﯾﮫ ﻟﻠﻘول ﺑﺻﺣﺔ اﻟﺑﯾﻊ ﻣن ﺑطﻼﻧﮫ ھو ﻣدى ﺣﺳن ﻧﯾﺔ اﻷطراف أﺛﻧﺎء اﻟﺗﻌﺎﻗد .
و ﺣﯾث إن دﻓﻊ اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ ﺑﻛوﻧﮫ ﻣﺷﺗر ﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ ﯾﺑﻘﻰ دﻓﻌﺎ ﻋدﯾم اﻷﺳﺎس ،ذﻟك أﻧﮫ
ﻣن اﻟﺛﺎﺑت ﻣن وﺛﺎﺋق اﻟﻣﻠف و وﻗﺎﺋﻌﮫ أن اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻣﺷﺗري ﻛﺎن ﻋﻠﻰ ﻋﻠم ﺑوﻗﺎﺋﻊ
اﻟﺣﺟز وﺧﺎﺻﺔ أﻧﮫ ﺻﮭر اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻷوﻟﻰ و ﻛﺎن داﺋم اﻟﺗردد ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺑﻌﻘﺎرھﺎ ،إﺿﺎﻓﺔ
إﻟﻰ أن ﺗﺣوﯾل اﻟﻌﻘﺎر أﺛﻧﺎء ﻣﺳطرة اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻣن اﺳم اﻟﺑﻠدﯾﺔ إﻟﻰ اﺳم اﻟﺑﺎﺋﻌﺔ و ﻣن اﺳم اﻟﺑﺎﺋﻌﺔ
إﻟﻰ اﺳم اﻟﻣﺷﺗري ﻓﻲ وﻗت وﺟﯾز ﯾﻧم ﻋن ﺗواطؤ ﺑﯾن اﻟطرﻓﯾن ،و ﺑذﻟك ﻓﺈن اﻟﻘرﯾﻧﺔ اﻟﺗﻲ
أﻗﺎﻣﮭﺎ اﻟﻣﺷرع ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻔﺻل 477ﻣن ق ل ع ﻣن أن اﻷﺻل ﻓﻲ اﻹﻧﺳﺎن ھو ﺣﺳن
اﻟﻧﯾﺔ ﻗد ﺗم دﺣﺿﮭﺎ وﻓق ﻣﺎ ﻓﺻل أﻋﻼه ،و ﺑﺎﺗت اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ أن اﻟﻣدﺧل ﻓﻲ اﻟدﻋوى
ﺗواطﺊ ﻣﻊ اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻷوﻟﻰ ،و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻘد ﻛﺎن ﺳﺊ اﻟﻧﯾﺔ وﻗت اﻟﺗﻌﺎﻗد ،و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻛون
اﻟﺑﯾﻊ اﻟواﻗﻊ ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ ﺑﺎطﻼ ﻓﻲ اﻟﺣدود اﻟﺗﻲ اﺷﺗراھﺎ اﻟﻣدﻋﻲ و ھﻲ زﯾﻧﺔ اﻟدﻛﺎن ن و ﯾﺟب
ﻗﺻر أﺛر اﻟﺑطﻼن ﻓﻲ ھذه اﻟﺣدود دون ﻏﯾرھﺎ و اﻟﺗﻲ ﻟم ﺗﻛن ﻣﺣل ﺷراء ﻣن اﻟﻣدﻋﻲ" .60
60ـ ﺣﻛم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﻣراﻛش ﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 07/2013/ 04ﻓﻲ اﻟﻣﻠف اﻟﻌﻘﺎري ﻋدد 132/9/2010ـ ﻏﯾر
ﻣﻧﺷور.
وﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﺳﯾﺎق ﺟﺎء ﻓﻲ ﺣﻛم ﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﻣراﻛش ﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 01/2015/ 29ﻓﻲ اﻟﻣﻠف اﻟﻌﻘﺎري ﻋدد 426/1401/2014ـ
ﻏﯾر ﻣﻧﺷور:
" و ﺣﯾث إﻧﮫ ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ ﻣﺟﻣوع اﻟﺻﻛوك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ﻣوﺿوع اﻟدﻋوى و ھﻲ اﻟرﺳوم اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ﻋدد /4161م و ﻋدد
56081/04و 56082/04و 56083/04و 56084/04ﯾﺗﺑﯾن أن ھذه اﻟرﺳوم ﻟم ﺗﻌد ﺟﺎرﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻠك اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮭم اﻟذﯾن ﻓوﺗوا
ﺣﺻﺻﮭم ﻷﺷﺧﺎص آﺧرﯾن ﻗﯾدوا ﺷراﺋﮭم ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،و ﻟم ﯾﻌد ﻣن اﻟﺑﺎﺋﻌﯾن وورﺛﺗﮭم ﺳوى إﯾزة اﻟﻣﻘﯾدة ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري اﻷم و ھﻧﯾﺔ
ﺑﻧت ﻋﺑد ﷲ ﺑن أﺣﻣد اﻟﻣﻘﯾدة ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﻋدد ، 56083/04و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻧﻛون أﻣﺎم أﺷﺧﺎص أﻏﯾﺎر ،و اﻟﻘﺎﻋدة ھﻧﺎ إن اﻟﻣﺷﺗري ﻻ
ﯾﻣﻛﻧﮫ اﻻﺣﺗﺟﺎج ﺿد اﻟﻐﯾر ﺑﻌﻘد ﺑﯾﻊ ﺳﺎﺑق ﻟم ﯾﺗم إﺷﮭﺎره أو إﺗﺧﺎذ اﻹﺟراءات اﻟﻛﻔﯾﻠﺔ ﺑﺣﻔظ رﺗﺑﺔ اﻟﺣق ﻋن طرﯾق ﺗﻘﯾﯾده اﺣﺗﯾﺎطﯾﺎ ،ﻓﺎﻟﺗﻘﯾﯾد
اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ ھو آﻟﯾﺔ ﻟﺿﻣﺎن رﺗﺑﺔ اﻟﺣق ،و ھو ﺗﻘﯾﯾد ﻣؤﻗت ﯾرد ﻋﻠﻰ اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﻟﮭذه اﻟﻐﺎﯾﺔ ،وﻣن ﺗم ﻓﮭو ﯾﺣﻔظ رﺗﺑﺔ اﻟﺣق ،و ﯾؤدي
وظﯾﻔﺔ إﻋﻼم اﻟﻐﯾر ﻣﺗﻰ ﻛﺎن ﻣﻘﯾدا ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،وﯾﺳﺗﺛﻧﻰ ﻣن اﻟﺣﻛم أﻋﻼه اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻛون ﻓﯾﮭﺎ اﻟﻣﺷﺗري اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺳﯾﺊ اﻟﻧﯾﺔ و ذﻟك
طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻋدة اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﻘرة اﻷﺧﯾرة ﻣن اﻟﻔﺻل 66ﻣن ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري واﻟﺗﻲ ﺟﺎء ﻓﯾﮭﺎ :
" ﻻ ﯾﻣﻛن ﺑﺄي ﺣﺎل اﻟﺗﻣﺳك ﺑﺈﺑطﺎل ھذا اﻟﺗﺳﺟﯾل ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ اﻟﻐﯾر ذي اﻟﻧﯾﺔ اﻟﺣﺳﻧﺔ".
ﻛﻣﺎ أن اﻟﻔﺻل 67ﻣن ذات اﻟﻘﺎﻧون ﻗد ﻧص ﺣرﻓﯾﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
" إن اﻷﻓﻌﺎل اﻹرادﯾﺔ واﻻﺗﻔﺎﻗﺎت اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ،اﻟراﻣﯾﺔ إﻟﻰ ﺗﺄﺳﯾس ﺣق ﻋﯾﻧﻲ أو ﻧﻘﻠﮫ إﻟﻰ اﻟﻐﯾر أو اﻻﻋﺗراف ﺑﮫ أو ﺗﻐﯾﯾره أو إﺳﻘﺎطﮫ
ﻻ ﺗﻧﺗﺞ أي أﺛر وﻟو ﺑﯾن اﻷطراف إﻻ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺗﺳﺟﯾل ،دون اﻹﺿرار ﺑﺣﻘوق اﻷطراف ﺑﻌﺿﮭم ﻋﻠﻰ ﺑﻌض وﻛذا ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﯾﺔ إﻗﺎﻣﺔ
دﻋﺎوى ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﮭم ﺑﺳﺑب ﻋدم ﺗﻧﻔﯾذ اﺗﻔﺎﻗﺎﺗﮭم " .
وﺣﯾث إن اﻟﺧﻼﺻﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻔﯾدھﺎ ھذه اﻟﻧﺻوص وھﻲ أﻧﮫ ﻻ ﯾﻣﻛن ﺑﺄي ﺣﺎل ﻣن اﻷﺣوال إﺑطﺎل اﻟﺷراء اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣﺗﻰ ﻛﺎن اﻟﻣﺷﺗري
اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ ،ﻷﻧﮫ ﯾﻛون ﻗد رﻛن إﻟﻰ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟظﺎھرة ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري .وﻣن اﻟﻣﻌﻠوم أﻧﮫ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل إﺷﮭﺎر اﻟﺣﻘوق ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري
70
وﺗﻔﺎدﯾﺎ ﻟﻠﻧﻘﺎش اﻟذي أﺛﯾر ﻟﻣدة طوﯾﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﺣول ﻣدى ﺟواز اﻟﺗﺷطﯾب
ﻋﻠﻰ اﻟﻐﯾر ﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟزور ﻓﺈن اﻟﻣﺷرع ﻗرر ﺣﻛﻣﺎ ﻣﺿﻣﻧﮫ اﻟﺗﺷطﯾب ﻋﻠﯾﮫ
ﺑﺷرط ﻣﻣﺎرﺳﺔ دﻋوى اﻟﺗﺷطﯾب داﺧل أﺟل أرﺑﻊ ﺳﻧوات ،وھو اﻟﺣﻛم اﻟذي ﻣدده اﻟﻣﺷرع
ﻟﯾﺷﻣل ﺣﺗﻰ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗدﻟﯾس ،وذﻟك ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎدة 2ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻓﻘرﺗﮭﺎ
اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧص:
"إن ﻣﺎ ﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻘﯾﯾدات ﻣن إﺑطﺎل أو ﺗﻐﯾﯾر أو ﺗﺷطﯾب ﻣن اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﻻ ﯾﻣﻛن
اﻟﺗﻣﺳك ﺑﮫ ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ اﻟﻐﯾر اﻟﻣﻘﯾد ﻋن ﺣﺳن ﻧﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻠﺣق ﺑﮫ أي ﺿرر ،إﻻ
إذا ﻛﺎن ﺻﺎﺣب اﻟﺣق ﻗد ﺗﺿرر ﺑﺳﺑب ﺗدﻟﯾس أو زور أو اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﮫ ﺷرﯾطﺔ أن ﯾرﻓﻊ
اﻟدﻋوى ﻟﻠﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺣﻘﮫ داﺧل أﺟل أرﺑﻊ ﺳﻧوات ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺗﻘﯾﯾد اﻟﻣطﻠوب إﺑطﺎﻟﮫ
أو ﺗﻐﯾﯾره أو اﻟﺗﺷطﯾب ﻋﻠﯾﮫ".
وﻣن ﺟﮭﺔ أﺧرى ﻓﻘد ﯾطﺎﻟب اﻟﻣدﻋﻲ ﺑﺈﻓراغ اﻟﻣﺣﻛوم ﺑﺎﻟﺗﺷطﯾب ﻋﻠﯾﮫ ،واﻟﻣﺣﻛﻣﺔ
ﺗﺳﺗﺟﯾب ﻟﮭذا اﻟطﻠب ﺑﺎﻋﺗﺑﺎره اﻷﺛر اﻟﻣﺗرﺗب ﻋن اﻟﺗﺷطﯾب وﻧﻔﻲ ﺻﻔﺔ اﻟﻣﺎﻟك ﻋن اﻟﻣﺷطب
ﻋﻠﯾﮫ ،ﻏﯾر أﻧﮫ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺣﺎﻻت ﯾدﻓﻊ اﻟﻣﺣﻛوم ﺑﺎﻟﺗﺷطﯾب ﻋﻠﯾﮫ ﺑﺣﻘﮫ ﻓﻲ اﻟﺣﺑس اﻋﺗﺑﺎرا
ﻷﻧﮫ أﻗﺎم ﺑﻧﺎءات ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺎر ،وﯾطﺎﻟب ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ﻋﻧﮭﺎ ،ﻓﻣﺎ ھو اﻟﺣل اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣﻌﺗﻣد ﻓﻲ
ﻣﺛل ھذه اﻟﺣﺎﻻت؟
ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻟﺑﻧﺎءات اﻟﺗﻲ أﻗﺎﻣﮭﺎ اﻟﻣﺣﻛوم ﺑﺎﻟﺗﺷطﯾب ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ
اﻟﻌﻘﺎر ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻠزم اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن وﺿﻌﯾﺗﯾن:
-اﻟوﺿﻌﯾﺔ اﻷوﻟﻰ :ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﺷطﯾب ﻋﻠﻰ اﻟﻐﯾر ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺛﺑوت ﺳوء ﻧﯾﺗﮫ ،وھﻧﺎ ﯾﻛون
اﻟﺧﯾﺎر ﻟﻠﻣﺎﻟك ﻓﻲ اﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﮭﺎ ﻣﻊ أداء ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻣواد وإﻣﺎ إﻟزام ﻣﺣدﺛﮭﺎ ﺑﺈزاﻟﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻘﺗﮫ
ﻣﻊ إرﺟﺎع ﺣﺎﻟﺔ اﻷرض إﻟﻰ ﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻋﻠﯾﮫ ﻗﺑل إﺣداث اﻷﻏراس أو اﻟﺑﻧﺎء أو اﻟﻣﻧﺷﺂت.61
-اﻟوﺿﻌﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﺷطﯾب ﻋﻠﻰ اﻟﻐﯾر ﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗزوﯾر أو اﻟﺗدﻟﯾس،
ﻓﺈن ﻣﺎﻟك اﻟﻌﻘﺎر ﻻ ﯾﻣﻛﻧﮫ أن ﯾطﺎﻟب ﺑﺈزاﻟﺔ اﻟﻣﻧﺷﺂت أو اﻷﻏراس أو اﻟﺑﻧﺎءات
اﻟﻣذﻛورة ،ﻏﯾر أﻧﮫ ﯾﻣﻛن ﻟﮫ اﻟﺧﯾﺎر ﺑﯾن أن ﯾؤدي ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻣواد ﻣﻊ أﺟرة اﻟﯾد اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ،
أو أن ﯾدﻓﻊ ﻣﺑﻠﻐﺎ ﯾﻌﺎدل ﻣﺎ زﯾد ﻓﻲ ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻣﻠك .62
وﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ھذا اﻟﻣﻘﺗﺿﻰ ﺟﺎء ﻓﻲ ﺣﻛم ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﺑﻣراﻛش ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" وﺣﯾث إﻧﮫ ﻣن اﻟﺛﺎﺑت وﻓق ﻣﻌطﯾﺎت اﻟﻧﺎزﻟﺔ اﻟﻣذﻛورة أﻋﻼه أن اﻟﻣدﻋﯾﯾن اﺷﺗرﯾﺎ
اﻟﻌﻘﺎر ﻣن اﻟﺳﯾدة ﺑﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ ،...ﻋﻠﻣﺎ أﻧﮫ وطﺑﻘﺎ ﻟﻠﻔﺻل 477ﻣن ق ل ع ﻓﺈن ﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ
ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻌﻣل ﺑﻧظرﯾﺔ اﻟظﺎھر ،وﻣﺿﻣن ھذه اﻟﻧظرﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ھو ﻋدم اﻻﻋﺗداد ﺑﻣﺎ ﻟم ﯾﻘﯾد ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري وﺑطﻼن اﻟرﺳوم
اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺣﻘوق اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺳﺟﯾل ،ﻓﺎﻟﺗﻘﯾﯾد ﯾﺣﻣﻲ اﻟطرف اﻟﻣﻘﯾد وﯾﻌطﯾﮫ ﺣﺻﺎﻧﺔ ﻻ ﯾﻛون ﻣن اﻟﺟﺎﺋز اﻟﻣﺳﺎس ﺑﮭﺎ ﻣن طرف اﻷﻏﯾﺎر
ﻏﯾر اﻟﻣﻘﯾدﯾن ﺑﺻﻔﺔ ﻧظﺎﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،وﻻ ﯾﻣﻛﻧﮭم اﻻﺣﺗﺟﺎج ﺑﻛون اﻟﺣﻘوق اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ ﻟﮭم أﺳﺑق ﻣن ﺣﯾث ﺗﺎرﯾﺦ ﻧﺷﺄﺗﮭﺎ ،إذ اﻟﻣﻌول
ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ إﻧﺷﺎﺋﮭﺎ ھو ﺗﻘﯾﯾدھﺎ ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،ﻷن اﻟﺗﻘﯾﯾد ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺗﺻرﻓﺎت اﻟواردة ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺎر ﻣﺣﻔظ ﯾﻛون ﻟﮫ أﺛر إﻧﺷﺎﺋﻲ ﻟﻠﺗﺻرف ،
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾدﺧل ﻛﺟزء ﺟوھري ﻻزم ﻓﻲ ﺗﻛوﯾن اﻟﺗﺻرف وﺗﻣﺎﻣﮫ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،وھذه اﻟﻘﺎﻋدة ﺗﺣﻣﻲ اﻟﻐﯾر اﻟﻣﺗﺻرف إﻟﯾﮫ ﺑﺣﺳن
ﻧﯾﺔ ،ﻋﻠﻣﺎ أن ﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ ھﻲ اﻷﺻل طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻔﺻل 477ﻣن ق.ل.ع .
و ﺣﯾث إﻧﮫ اﻋﺗﺑﺎرا ﻟﻣﺟﻣوع اﻟﺗﻌﻠﯾل اﻟﻣﺳطر أﻋﻼه ﻓﺈن اﻟطﻠب ﯾﻛون ﻋدﯾم اﻷﺳﺎس ،و ﯾﻠزم ﻟذﻟك اﻟﺣﻛم ﺑرﻓﺿﮫ " .
71
ھو اﻷﺻل إﻟﻰ أن ﯾﺛﺑت اﻟﻌﻛس ،وﻣن ھذا اﻟﻣﻧطﻠق ﻓﺈﻧﮭﻣﺎ ﻏﯾر ﻣﻠزﻣﺎن ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﺑﺈﺛﺑﺎت
ذﻟك ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن ﻣوﺿوع اﻹﺛﺑﺎت ھو ﻛل ادﻋﺎء ﯾﺧﺎﻟف اﻟﻣﻌطﯾﺎت اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ أﺻﻼ أو
ﻋرﻓﺎ ،وﻓﻲ اﻟﻧﺎزﻟﺔ ﻓﺎﻟﺛﺎﺑت أﺻﻼ ھو ﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ ﻗرﯾﻧﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ... ،ﻓﺎﻟﻣدﻋﯾﺎن
ﺟﺎھﻠﯾن ﻟﻌﯾوب اﻟﺣﺟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻣﻠﻛﺎن ﺑﮭﺎ اﻟﻌﻘﺎر وﯾﺿﻌﺎن ﯾدھﻣﺎ ﻋﻠﯾﮫ ﺑﻣﻘﺗﺿﺎھﺎ ،وﻣن ﺗم
ﯾدﺧﻼن ﻓﻲ ﻣﻔﮭوم اﻟﺣﺎﺋز ﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن ھذا اﻷﺧﯾر ﯾﺣدد ﻣدﻟوﻟﮫ وﻓق اﻟﻔﻘرة
اﻷﺧﯾرة ﻣن اﻟﻔﺻل 103ﻣن ق ل ع ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" اﻟﺣﺎﺋز اﻟﺣﺳن ھو ﯾﺣوز اﻟﺷﺊ ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ ﺣﺟﺔ ﯾﺟﮭل ﻋﯾوﺑﮭﺎ ".
وﺣﯾث إﻧﮫ ﺗﻔرﯾﻌﺎ ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﺈن اﻟﺑﻧﺎءات اﻟﻣﻘﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺎر ﻣن طرﻓﮭﻣﺎ ﺗﺧﺿﻊ ﻷﺣﻛﺎم
اﻟﺑﺎﻧﻲ ﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ وھﻲ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺗﺷرﯾﻌﯾﺎ ﺿﻣن اﻟﻣﺎدة 237ﻣن ﻣدوﻧﺔ
اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺟري ﺳﯾﺎﻗﮭﺎ اﻟﺣرﻓﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﯾﻠﻲ:
" إذا ﻗﺎم أﺣد ﺑﺈﺣداث أﻏراس أو ﺑﻧﺎءات أو ﻣﻧﺷﺋﺎت وﺑدون ﻋﻠم ﻣﺎﻟك اﻟﻌﻘﺎر ،ﻓﻠﮭذا
اﻷﺧﯾر اﻟﺣق إﻣﺎ ﻓﻲ اﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﮭﺎ ﻣﻊ أداء ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻣواد وإﻣﺎ إﻟزام ﻣﺣدﺛﮭﺎ ﺑﺈزاﻟﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻘﺗﮫ
ﻣﻊ إرﺟﺎع ﺣﺎﻟﺔ اﻷرض إﻟﻰ ﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻋﻠﯾﮫ ﻗﺑل إﺣداث اﻷﻏراس أو اﻟﺑﻧﺎءات أو اﻟﻣﻧﺷﺂت.
أﻣﺎ إذا أﺣدﺛت اﻷﻏراس أو اﻟﺑﻧﺎءات ﻣﺗن طرف ﺷﺧص اﻧﺗزﻋت ﻣﻧﮫ اﻷرض ﻓﻲ
دﻋوى اﺳﺗﺣﻘﺎق وﻟم ﯾﺣﻛم ﻋﻠﯾﮫ ﺑرد ﺛﻣﺎرھﺎ ﻧظرا ﻟﺣﺳن ﻧﯾﺗﮫ ﻓﺈن ﻣﺎﻟك اﻟﻌﻘﺎر ﻻ ﯾﻣﻛﻧﮫ أن
ﯾطﺎﻟب ﺑﺈزاﻟﺔ اﻟﻣﻧﺷﺂت أو اﻷﻏراس أو اﻟﺑﻧﺎءات اﻟﻣذﻛورة ،ﻏﯾر أﻧﮫ ﯾﻣﻛن ﻟﮫ اﻟﺧﯾﺎر ﺑﯾن أن
ﯾؤدي ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻣواد ﻣﻊ أﺟرة اﻟﯾد اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ أو أن ﯾدﻓﻊ ﻣﺑﻠﻐﺎ ﯾﻌﺎدل ﻣﺎ زﯾد ﻓﻲ ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻣﻠك ".
وﺣﯾث إن اﻟﻣدﻋﯾﯾن ﺣﺳﻧﺎ اﻟﻧﯾﺔ وﻓق ﻣﺎ ﻓﺻل أﻋﻼه ،ﻛﻣﺎ أن اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ ﺗوﺻل وﻟم
ﯾﺑﺎدر إﻟﻰ اﻟﺟواب ﺣﺗﻰ ﯾﺗﻣﻛن ﻣن ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺧﯾﺎر اﻟﻣﻣﻧوح ﻟﮫ ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻣﺎدة 237
اﻟﻣذﻛورة ،وﻋﻠﯾﮫ ﯾﻛون اﻟﻣدﻋﯾﺎن ﻣﺣﻘﺎن ﻓﻲ طﻠﺑﮭﻣﺎ اﻟراﻣﻲ ﻟﻠﺣﻛم ﻟﮭﻣﺎ ﺑﺗﻌوﯾض ﻋن
اﻟﺑﻧﺎءات اﻟﻣﻘﺎﻣﺔ ﻣن طرﻓﮭﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺎر اﻟﻣدﻋﻰ ﻓﯾﮫ.
وﺣﯾث إﻧﮫ وﻓﻲ ﺳﺑﯾل ﺗﺣﻘﯾق اﻟدﻋوى وﺗﺣدﯾد ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺗﻌوﯾض اﻟﻣﺳﺗﺣق ﻟﻠﻣدﻋﯾﯾن ﻓﺈن
اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻗد أﻣرت ﺑﺈﺟراء ﺧﺑرة اﻧﺗدب ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﮭﺎ اﻟﺧﺑﯾر ....اﻟذي وﺿﻊ ﺗﻘرﯾره ﺑﺎﻟﻣﻠف
واﻧﺗﮭﻰ ﻓﯾﮫ إﻟﻰ ﺗﺣدﯾد ﻗدر اﻷﺷﻐﺎل اﻟﻣﻧﺟزة ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺎر ﻓﻲ ﻣﺑﻠﻎ ....درھم.
و ﺣﯾث إن اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺗﻲ اﻧﺗﮭﻰ إﻟﯾﮭﺎ اﻟﺧﺑﯾر ﻟم ﺗﻛن ﻣوﺿوع ﻣﻧﺎزﻋﺔ ﻣن اﻟطرف
اﻟﻣدﻋﻲ وﺑذﻟك ﯾﻠزم اﻋﺗﻣﺎد اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺗﻲ اﻧﺗﮭﻰ إﻟﯾﮭﺎ اﻟﺧﺑﯾر و اﻟﺣﻛم ﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻣدﻋﯾن ﺑﺎﻟﻣﺑﻠﻎ
اﻟﻣذﻛور ﻛﻣﺎ ھو وارد ﺑﻣﻧطوق اﻟﺣﻛم ". 63
أﻣﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻟدﻓﻊ ﺑﺎﻟﺣﺑس ،ﻓﺈﻧﮫ ﻣﺑرر ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺣﺎﺋز ﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ ﺗﺄﺳﯾﺳﺎ ﻋﻠﻰ أن
اﻟﺑﺎﻧﻲ أﻧﻔق ﻣﺑﺎﻟﻎ ﻟﻠزﯾﺎدة ﻓﻲ ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻌﻘﺎر ،و ھو اﻟﺷرط اﻟﻣﺳﺗوﺟب ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺣق اﻟﺣﺑس
وﻓق اﻟﻔﺻل 292ﻣن ق ل ع ،64دون اﻟﺣﺎﺋز ﺳﺊ اﻟﻧﯾﺔ اﻟذي ﻟﯾس ﻟﮫ ﺣق اﻟﺣﺑس وﻓق
63ـ ﺣﻛم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﺑﻣراﻛش ﺑﺗﺎرﯾﺦ 11/07/2013ﻓﻲ اﻟﻣﻠف رﻗم 142/1401/2013ﻣﺿﻣوم ﻟﮫ اﻟﻣﻠف
ﻋدد 2758/1201/12ـ ﻏﯾر ﻣﻧﺷور .
64ـ ﯾﻧص اﻟﻔﺻل 292ﻣن ق ل ع ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
" ﯾﺛﺑت ﺣق اﻟﺣﺑس ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﺣﺎﺋز ﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ:
- 1ﻣن أﺟل اﻟﻣﺻروﻓﺎت اﻟﺿرورﯾﺔ اﻟﺗﻲ أﻧﻔﻘت ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻲء وﻓﻲ ﺣدودھﺎ؛
72
ﺻﺣﯾﺢ اﻟﻔﺻل 293ﻣن ذات اﻟﻘﺎﻧون ،65و ھو اﻟﺗوﺟﮫ اﻟذي اﻋﺗﻣده اﻟﻘﺿﺎء ﻓﻘد ﺟﺎء ﻓﻲ
ﺣﻛم ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﺑﻣراﻛش :
" وﺣﯾث إن اﻟطﻠب ﯾرﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﺷق اﻟﺛﺎﻟث ﻣﻧﮫ إﻟﻰ اﻟﺣﻛم ﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻣدﻋﯾﯾن ﺑﺗﻣﺗﯾﻌﮭﻣﺎ
ﺑﺣق ﺣﺑس اﻟﻌﻘﺎر اﻟﻣﺷﯾدة ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺑﻧﺎءات ﻣوﺿوع اﻟﺗﻌوﯾض إﻟﻰ ﺣﯾن اﺳﺗﯾﻔﺎء ﻣﺑﻠﻎ
اﻟﺗﻌوﯾض ﻛﺎﻣﻼ ﻣن ﯾد اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ ﺳﯾﻣﺎ وأن ﻣﺳﺎطر اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﺗﺑﺎﺷر ﺑﺷﻛل ﻣﻛﺛف وﻣﺳﺗﻣر
ﺿدھﻣﺎ.
وﺣﯾث إن اﻟﻣﺷرع وﺣﻣﺎﯾﺔ ﻣﻧﮫ ﻟﻠﺑﺎﻧﻲ ﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ ﻓﻘد أﻋطﺎه اﻟﺣق ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺣق
اﻟﺣﺑس طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻔﺻل 291ﻣن ق ل ع وذﻟك ﺑﺣﯾﺎزة اﻟﺷﺊ اﻟﻣﻣﻠوك ﻟﻠﻣدﯾن وﻋدم اﻟﺗﺧﻠﻲ
ﻋﻧﮫ إﻻ ﺑﻌد وﻓﺎء ﻣﺎ ھو ﻣﺳﺗﺣق ﻟﻠداﺋن اﻟﺑﺎﻧﻲ ﺑﺣﺳن ﻧﯾﺔ ،وﻗد ﺑﯾن اﻟﻔﺻل اﻟﻣواﻟﻲ وھو
292ﻣن ذات اﻟﻘﺎﻧون ﺣﺎﻻت ﻣﺷروﻋﯾﺔ اﻟﺣﺑس واﻟﺗﻲ ﻣﻧﮭﺎ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣدﻋﯾﯾن ﻓﻲ اﻟﻧﺎزﻟﺔ ،ﻓﻘد
ﻧص ﺣرﻓﯾﺎ ﻓﻲ ھذا اﻟﻔﺻل ﻋﻠﻰ أﻧﮫ:
" ﯾﺛﺑت ﺣق اﻟﺣﺑس ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﺣﺎﺋز ﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ:
- 1ﻣن أﺟل اﻟﻣﺻروﻓﺎت اﻟﺿرورﯾﺔ اﻟﺗﻲ أﻧﻔﻘت ﻋﻠﻰ اﻟﺷﺊ و ﻓﻲ ﺣدودھﺎ .
- 2ﻣن أﺟل اﻟﻣﺻروﻓﺎت اﻟﺗﻲ أدت إﻟﻰ ﺗﺣﺳﯾن اﻟﺷﺊ ﺑﺷرط أن ﺗﻛون ﺳﺎﺑﻘﺔ
ﻋﻠﻰ دﻋوى اﻻﺳﺗﺣﻘﺎق ،و ذﻟك ﻓﻲ ﺣدود اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻟﺣﻘت اﻷﺻل أو اﻟﺷﺊ،
أﻣﺎ ﺑﻌد دﻋوى اﻻﺳﺗﺣﻘﺎق ﻓﻼ ﺗﻌﺗﺑر إﻻ اﻟﻣﺻروﻓﺎت اﻟﺿرورﯾﺔ اﻟﻣﺣﺿﺔ ،و ﻻ ﯾﺛﺑت ھذا
اﻟﺣق ﻣن أﺟل اﻟﻣﺻروﻓﺎت اﻟﺗﻲ ھﻲ ﻣن ﻗﺑﯾل ﻣﺟرد اﻟﺗرف ".
و ﺣﯾث إﻧﮫ اﻋﺗﺑﺎرا ﻟﻣﺎ ذﻛر ﯾﻛون ﻣن ﺣق اﻟﻣدﻋﯾﯾن ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺣق اﻟﺣﺑس إﻟﻰ ﺣﯾن
اﺳﺗﯾﻔﺎء ﻣﺑﻠﻎ اﻟﺗﻌوﯾض اﻟﻣﺣﻛوم ﺑﮫ " .66
- 2ﻣن أﺟل اﻟﻣﺻروﻓﺎت اﻟﺗﻲ أدت إﻟﻰ ﺗﺣﺳﯾن اﻟﺷﻲء ،ﺑﺷرط أن ﺗﻛون ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ دﻋوى اﻻﺳﺗﺣﻘﺎق ،وذﻟك ﻓﻲ
ﺣدود اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻟﺣﻘت اﻷﺻل أو اﻟﺷﻲء أﻣﺎ ﺑﻌد دﻋوى اﻻﺳﺗﺣﻘﺎق ﻓﻼ ﺗدﺧل ﻓﻲ اﻻﻋﺗﺑﺎر إﻻ اﻟﻣﺻروﻓﺎت
اﻟﺿرورﯾﺔ اﻟﻣﺣﺿﺔ ،وﻻ ﯾﺛﺑت ھذا اﻟﺣق ﻣن أﺟل اﻟﻣﺻروﻓﺎت اﻟﺗﻲ ھﻲ ﻣن ﻗﺑﯾل ﻣﺟرد اﻟﺗرف؛
- 3ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻷﺣوال اﻷﺧرى اﻟﺗﻲ ﯾﻘررھﺎ اﻟﻘﺎﻧون" .
65ـ ﯾﻧص اﻟﻔﺻل 293ﻣن ق ل ع ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
" ﻻ ﺗﺟوز ﻣﺑﺎﺷرة ﺣق اﻟﺣﺑس:
- 1ﻣن اﻟﺣﺎﺋز ﺳﯾﺊ اﻟﻧﯾﺔ؛"...
ﻣﺿﻣوم ﻟﮫ اﻟﻣﻠف ﻋدد 66ـ ﺣﻛم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﺑﻣراﻛش ﺑﺗﺎرﯾﺦ 11/07/2013ﻓﻲ اﻟﻣﻠف رﻗم 142/1401/2013
2758/1201/12ـ ﻏﯾر ﻣﻧﺷور .
73
اﻟﺗﻘﯾﯾد اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ
اﻟدﻛﺗور ﺣﺳن ﻓﺗوخ
ﻣﺳﺗﺷﺎر ﺑﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض
أﺳﺗﺎذ ﺑﺎﻟﻣﻌﮭد اﻟﻌﺎﻟﻲ ﻟﻠﻘﺿﺎء
ﻣﻘدﻣﺔ
ﻟم ﯾﺑﺎدر اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ – ﻛﻌﺎدﺗﮫ – إﻟﻰ إﻋطﺎء أي ﺗﻌرﯾف ﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺗﻘﯾﯾد
اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ ﺗﺎرﻛﺎ ﺑذﻟك اﻟﻣﺟﺎل ﻟﻠﻔﻘﮫ واﻟﻘﺿﺎء ﻓﻲ ﺻﯾﺎﻏﺔ ﺗﻌرﯾف ﻟﮫ ﻓﻲ ﺿوء اﻟﻐﺎﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﺷرع ﻣن أﺟﻠﮭﺎ وطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺣﻘـوق اﻟﺗﻲ ﯾﮭدف إﻟﻰ ﺿﻣﺎن اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻌﻘﺎرات
اﻟﻣﺣﻔظﺔ وﺣدھﺎ ،دون ﻏﯾرھﺎ ﻣن اﻟﻌﻘﺎرات ﻏﯾر اﻟﻣﺣﻔظﺔ أو ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﻓﻲ طور اﻟﺗﺣﻔﯾظ.
وﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﺗﻘﯾﯾد اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ أﻧﮫ ﺗﻘﯾﯾد ﻋﻘﺎري ﻣؤﻗت ﯾرﻣﻲ إﻟﻰ ﺿﻣﺎن اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﻣرﻛز
ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻣﺗﻌﻠق ﺑﺣق ﻋﯾﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺎر ﻣﺣﻔظ ،ﻓﻲ اﻧﺗظﺎر ﺗﻣﻛن اﻟﻣﺳﺗﻔﯾد ﻣﻧﮫ ﻣن اﻟﺗﻘﯾﯾد
اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ أو اﻧﻘﺿﺎﺋﮫ ﺑﺄﺣد اﻷﺳﺑﺎب اﻟﻣﺣددة ﻗﺎﻧوﻧﺎ .وﺗﺗﺟﻠﻰ أھﻣﯾﺔ اﻟﺗﻘﯾﯾد اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ ﺿﻣن
اﻟﺗﻘﯾﯾدات اﻟﻣؤﻗﺗﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗرد ﻋﻠﻰ اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﻓﻲ ﺗﻠطﯾﻔﮫ ﻟﻠﺣﺟﯾﺔ اﻟﻣطﻠﻘﺔ اﻟﺗﻲ
ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﮭﺎ اﻟﻐﯾر ﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻛﺗﺳﺎﺑﮫ ﻟﺣق ﻋﯾﻧﻲ ﻋﻘﺎري وﻓق اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟواردة ﻓﻲ اﻟرﺳم
اﻟﻌﻘﺎري ،ﻋﻣﻼ ﺑﻣﺑدأ اﻷﺛر اﻹﻧﺷﺎﺋﻲ ﻟﻠﺗﻘﯾﯾد.
وھﻛذا ﯾﺑدو أن اﻟﺗﻘﯾﯾد اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ ھو ﺗﻘﯾﯾد ﻋﻘﺎري ﻣؤﻗت ﻗﺎﺑل ﻟﻠﺗﺣول إﻟﻰ ﺗﻘﯾﯾد ﻧﮭﺎﺋﻲ
ﻟﻠﺣق ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﺑﺄﺛر رﺟﻌﻲ ﻣﻧذ ﺗﺎرﯾﺦ إﺟراء اﻟﺗﻘﯾﯾد اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ ،وذﻟك ﺑﻌد اﺳﺗﻛﻣﺎل
اﻟﺷروط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﻌﻘد داﺧل اﻷﺟل اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟﻣﺣدد ﻟﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﺗﻘﯾﯾد أو ﺣﺻوﻟﮫ ﻋﻠﻰ
اﻋﺗراف اﻟﻘﺿﺎء ﺑﺎﻟﺣق ﻣوﺿوع اﻟﺗﻘﯾﯾد اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ ﺣﻛم ﻗﺿﺎﺋﻲ ﻣﻛﺗﺳب ﻟﻘوة
اﻟﺷﻲء اﻟﻣﻘﺿﻲ ﺑﮫ ﺣﺳﺑﻣﺎ ﯾﺗﺿﺢ ﻣن ﻣﺿﻣون اﻟﻔﺻل 86ﻣن ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري.
ﻓﻣﺎ ھﻲ ﺣﺎﻻت وﺷروط اﻟﺗﻘﯾﯾد اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ
اﻟﻌﻘﺎري )اﻟﻣﺑﺣث اﻷول( ،وﻓﻲ ﻧﺻوص ﺧﺎﺻﺔ )اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ(.
وﯾطرح اﻟﺗﺳﺎؤل ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺗﻘﯾﯾدات اﻻﺣﺗﯾﺎطﯾﺔ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎل اﻟﺗﻲ ﻗﯾدت ﻓﻲ ظل
اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻘدﯾم ،ﻓﮭل ﺗﺳري ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻣﺎدة 86ﻣن ﻗﺎﻧون 07/14ﻟﺗﻣدﯾد ﻣﻔﻌوﻟﮭﺎ أم
ﻻ؟
ﺗﺟﯾﺑﻧﺎ ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﻓﻲ ﻗرار ﻟﮭﺎ ﺑﺗﺎرﯾﺦ 27-01-2015اﻋﺗﺑرت ﻓﯾﮫ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" إن اﻟﻣﺎدة 86ﺑﺻﯾﻐﺗﮭﺎ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺟﺎء ﺑﮭﺎ اﻟﻘﺎﻧون 14.07اﻟﻣﻌدل ﻟظﮭﯾر
12/08/1913اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري ﻻ ﺗطﺑق ﺑﺄﺛر رﺟﻌﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻘﯾﯾدات اﻻﺣﺗﯾﺎطﯾﺔ
اﻟﻣﺳﺟﻠﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻘدﯾم إﻋﻣﺎﻻ ﻟﻣﺑدأ ﻋدم رﺟﻌﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧون ﻣن ﺣﯾث اﻟزﻣﺎن ،ﻻﺳﯾﻣﺎ
وأن ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟدﯾد أﺗت ﺑﻣﺳﺗﺟدات إﺟراﺋﯾﺔ وﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﻻ ﯾﺗﺿﻣﻧﮭﺎ اﻟﻘﺎﻧون
اﻟﻘدﯾم وﺧﺎﻟﯾﺔ ﻣن أي ﻧص ﯾﺟﯾز ﺻراﺣﺔ ﺗطﺑﯾﻘﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻘﯾﯾدات اﻻﺣﺗﯾﺎطﯾﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ " .
68
وﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺑل ،ﻗررت ﻧﻔس اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ أن اﻟطﻌن ﺑﺎﻟﻧﻘض ﻻ ﯾﺣول دون اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ ﻗﺎﺿﻲ
اﻟﻣﺳﺗﻌﺟﻼت ﻟﻠﺗﺷطﯾب ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻘﯾﯾد اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ اﻟﻣﻧﺟز ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎل ﻟدﻋوى إﺗﻣﺎم اﻟﺑﯾﻊ
ﻣﺎدام ﻗد ﺻدر ﺑﺷﺄﻧﮭﺎ ﺣﻛم اﻧﺗﮭﺎﺋﻲ ﺣﺎﺋز ﻟﻘوة اﻟﺷﻲء اﻟﻣﻘﺿﻲ ﺑﮫ .
69
وﻏﻧﻲ ﻋن اﻟﺑﯾﺎن أن ﺑﻌض اﻟﻔﻘﮫ 70ذھب إﻟﻰ اﻋﺗﺑﺎر اﻟدﻋﺎوى اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﺗﻘﯾﯾد
ﻣؤﻗت ﯾرد ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎر وﻓق اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎري اﻟﻣﻐرﺑﻲ ،ﻣوﺿﺣﺎ أن ﺗﻘﯾﯾد ﻣﻘﺎل اﻟدﻋوى ﻓﻲ
اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﯾﻌد إﺷﺎرة ﻋﻠﻰ وﺟود ﻣﻧﺎزﻋﺔ ﺑﺷﺄن اﻟﺣق اﻟذي ﯾﻧﺻب اﻻدﻋﺎء ﻋﻠﯾﮫ ﺣﺗﻰ
ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟدﻋوى ،ﺳواء أﺳﻔرت ﻋن ﺻﺣﺔ اﻻدﻋﺎء أو ﺑطﻼﻧﮫ .
71
-ﻗرار ﻋدد 3666ﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 6ﺷﺗﻧﺑر 2011ﻓﻲ اﻟﻣﻠف اﻟﻣدﻧﻲ ﻋدد - 4541/1/1/2009ﻣﻧﺷور ﺑﻣﺟﻠﺔ ﻣﻠﻔﺎت ﻋﻘﺎرﯾﺔ – اﻟﻌدد – 5 67
– 79ﺳﻧﺔ .2015
-ﻗرار ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﻋدد 957اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 21ﻓﺑراﯾر 2012ﻓﻲ اﻟﻣﻠف اﻟﻣدﻧﻲ ﻋدد 1/1/2010/ 797ﻣﻧﺷور ﺑﻣﺟﻠﺔ ﻣﻠﻔﺎت ﻋﻘﺎرﯾﺔ 69
– اﻟﻌدد – 5ﺳﻧﺔ ) .2015اﻧظر ﻛذﻟك اﻟﺗﻘرﯾر اﻟﺳﻧوي ﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﻟﺳﻧﺔ .( 2015
ـ ﻋﺑداﻟرﺣﻣﺎن ﺣﻣوش – " م .س " – ص .58 70
76
أﺟﺎز اﻟﻣﺷرع إﺟراء اﻟﺗﻘﯾﯾد اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻧﺻوص اﻟﺧﺎﺻﺔ
ﻟﻠﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﺑﻌض اﻟﺣﻘوق ﻣؤﻗﺗﺎ ،ﻣراﻋﺎة ﻣﻧﮫ ﻟﻼﻋﺗﺑﺎرات اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت وراء إﻗرار اﻟﺣق ﻓﻲ
اﻟﻘﯾﺎم ﺑﮭذا اﻹﺟراء .ﻟذﻟك ﻓﻘد أﺷﺎرت اﻟﻔﻘرة اﻷﺧﯾرة ﻣن اﻟﻔﺻل 85ﻣن ﻗﺎﻧون 07/14
ﻋﻠﻰ ﺑﻘﺎء اﻟﺗﻘﯾﯾدات اﻻﺣﺗﯾﺎطﯾﺔ اﻟواردة ﻓﻲ ﻧﺻوص ﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺧﺎﺿﻌﺔ ﻷﺣﻛﺎم ﺗﻠك
اﻟﻧﺻوص.
وﻟﻌل ﺗﻧﺎول ھذه اﻷﻧواع ﻣن اﻟﺗﻘﯾﯾد اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﻧﺻوص اﻟﺧﺎﺻﺔ ﯾﻘﺗﺿﻲ
ﻣﻧﺎ اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ ﻛل ﺣﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺣدة وﻓق اﻟﺷﻛل اﻟﺗﺎﻟﻲ:
ﻋﻧﺻر اﻻﺳﺗﻌﺟﺎل ،أن ﯾﺄﻣر ﺑﻛل ﺗﻘﯾﯾد ﺗﺣﻔظﻲ أو ﺗﻘﯾﯾد اﺣﺗﯾﺎطﻲ وﻻ ﯾﻛون ﻟﮭﻣﺎ أي أﺛر
ﻟﻐﺎﯾﺔ اﻟﺣﻛم اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ اﻟﻣطﻠوب ﺗﻘﯾﯾده .وإذا أﻗر اﻟﺣﻛم اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ ﻛﻼ أو ﺑﻌﺿﺎ ﻣن اﻟرھن اﻟﻣﻘﯾد
ﻣؤﻗﺗﺎ ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،ﻓﺈن ﻣﺎ ﺑﻘﻲ ﻣﺣﺗﻔظﺎ ﺑﮫ ﻣن ھذا اﻷﺧﯾر ﺗﻛون ﻟﮫ رﺗﺑﺔ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ
اﻟﺗﻘﯾﯾد اﻟﻣﻧﺟز ﺗﺣﻔظﯾﺎ.
وﯾﺳﺗﻔﺎد ﻣن ﺧﻼل ھذه اﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت ،أن ھذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺗﻘﯾﯾد اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ اﻟﻣﺄﻣور ﺑﮫ ﻣن
طرف رﺋﯾس اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻏﯾر ﻣﻘﯾد ﺑﺄي أﺟل ﻟﻠﺗﺷطﯾب ﻋﻠﯾﮫ ،وإﻧﻣﺎ ﯾﺑﻘﻰ ﺳﺎري اﻟﻣﻔﻌول إﻟﻰ
ﺣﯾن ﺻدور ﺣﻛم ﺑﺷﺄن طﻠب اﻟرھن اﻟﺟﺑري اﻟﻣﻌروض ﻋﻠﻰ ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣوﺿوع ،ﻓﺈن
ﻗﺿت ھذه اﻷﺧﯾرة ﺑﻣﻧﺢ اﻟرھن اﻟﺟﺑري ﺿﻣﺎﻧﺎ ﻟﻛل أو ﺑﻌض اﻟﻣطﺎﻟب ،ﻓﯾﺗم ﺗﻘﯾﯾده ﺑﺄﺛر
رﺟﻌﻲ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺗﻘﯾﯾد اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ .وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌﻛس ﻓﯾﺟب ﻋﻠﻰ ﻣن ﻟﮫ ﻣﺻﻠﺣﺔ طﻠب
اﻟﺗﺷطﯾب ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻘﯾﯾد اﻟﻣذﻛور.
ـ وﻗد ﺧﺻت ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ اﻟرھن اﻟﺟﺑري ﺑﺛﻼﺛﺔ ﻓﺻول ﻣن 171إﻟﻰ .173 72
وأﺷﺎرت اﻟﻣﺎدة 171إﻟﻰ أن اﻟرھن اﻹﺟﺑﺎري ﯾﻛون ﺑدون رﺿﻰ اﻟﻣدﯾن ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﯾﻘر رھﺎ اﻟﻘﺎﻧون.
ﻓﻲ ﺣﯾن ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 172ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻻت اﻟرھن اﻟﺟﺑري ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﺣﺻر ﺑﺗﻧﺻﯾﺻﮭﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﮫ " :ﯾﻣﻛن أن ﯾﺧول اﻟﺑﺎﺋﻊ أو اﻟﻣﻌﺎوض
أو اﻟﻣﺗﻘﺎﺳم ،اﻟذي ﻟم ﯾﺿﻣن ﺑرھن اﺗﻔﺎﻗﻲ اﻷداء اﻟﻛﺎﻣل ﻟﻠﺛﻣن أو اﻟﻣدرك ،رھﻧﺎ إﺟﺑﺎرﯾﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك ﻣﺣل اﻟﺑﯾﻊ أو اﻟﻣﻌﺎوﺿﺔ أو
اﻟﻘﺳﻣﺔ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﺣﻛم ﻗﺿﺎﺋﻲ ".
77
ﺗﻘﯾﯾد آﺧر ﺑرﺿﻰ اﻟﻣﺎﻟك وذﻟك ﻣدة ﺗﺳﻌﯾن ﯾوﻣﺎ ﺗﺳري ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺗﻘﯾﯾد اﻟﻣﻧﺟز .وﯾﺿﻣن
ھذا اﻟﺗﻘﯾﯾد اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري وﻻ ﯾﺷﺎر إﻟﯾﮫ ﻓﻲ ﻧظﯾره.
ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﻟﻠداﺋن اﻟﻣرﺗﮭن أن ﯾطﻠب ﻗﺑل اﻧﺻرام اﻟﻣدة اﻟﻣذﻛورة ﺗﻘﯾﯾد ﺣﻘﮫ ﺑﺻﻔﺔ
ﻧظﺎﻣﯾﺔ ﻟﯾﺄﺧذ رﺗﺑﺗﮫ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺗﻘﯾﯾد اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ اﻟذي ﯾﺗﻌﻠق ﺑﮫ.
وﺟدﯾر ﺑﺎﻟذﻛر أن ﻣﻔﻌول اﻟﺗﻘﯾﯾد اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ ﻟﻠرھن اﻟﻣؤﺟل ﯾﻧﺗﮭﻲ وﯾﺷطب ﻋﻠﯾﮫ ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ
إذا ﻟم ﯾﻧﺟز اﻟﺗﻘﯾﯾد اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ ﻟﺣق اﻟداﺋن اﻟﻣرﺗﮭن ﺧﻼل اﻟﻣدة اﻟﻣذﻛورة.
ﻣﻠف ﻣدﻧﻲ ﻋــــدد 1960/1/3/2015 :ﻏﯾر ﻣﻧﺷور ﻣﺎ ﯾﻠﻲ: 26/01/2016 ﻣؤرخ ﻓـﻲ : 73/3 -ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗرار ﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﻋـدد : 73
" ﻟﻛن ﺣﯾث إﻧﮫ ﻋﻣﻼ ﺑﺎﻟﻔﺻل 436ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻓﺈن اﻟﺻﻌوﺑﺔ اﻟواﻗﻌﯾﺔ و اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺛﺎر ﻣن أﺣد اﻷطراف أو ﻣن
اﻟﻌون اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﺗﻧﻔﯾذ ،و إن ﻛﺎﻧت إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ إﺣﺎﻟﺔ اﻟﺻﻌوﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟرﺋﯾس ﻟﺗﻘدﯾر ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت ﺟدﯾﺔ ﻓﯾﺄﻣر ﺑﺈﯾﻘﺎف اﻟﺗﻧﻔﯾذ إﻟﻰ أن ﯾﺑت ﻓﻲ
اﻷﻣر ﻣن طرف ﻗﺿﺎء اﻟﻣوﺿوع ،ﻓﻠﯾس ھﻧﺎك ﻣﺎ ﯾﻣﻧﻊ اﻟطرف اﻟﻣﺗﺿرر ﻣن اﻟﺻﻌوﺑﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻘﺎﻋس ﻣﺄﻣور اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻣن إﺣﺎﻟﺗﮭﺎ ﻓﻲ
وﻗﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟرﺋﯾس ،ﻣن رﻓﻊ اﻷﻣر إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء ﻟﺗدﻟﯾل اﻟﺻﻌوﺑﺔ ".
78
وﻧﻌﺗﻘد أن ﻣﺎ ذھب إﻟﯾﮫ اﻻﺗﺟﺎه اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻋن ﺣق ﻟﮫ ﻣﺎ ﯾؤﯾده ،ذﻟك أن ﻧص اﻟﻣﺎدة 86ﻣن
ﻗﺎﻧون 07/14ھو ﻧص ﻋﺎم وﻧظم اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺗﻘﯾﯾد اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ ،ﻓﻲ ﺣﯾن أن ﻧص
اﻟﻣﺎدة 316ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ھو ﻧص ﺧﺎص وﻧظم اﻻﺳﺗﺛﻧﺎء اﻟوارد ﻋﻠﻰ ﺗﻠك
اﻟﻘﺎﻋدة .وﻣﻌﻠوم أن اﻻﺳﺗﺛﻧﺎء ﯾﺟب أن ﯾﻌﻣل ﺑﮫ ﻓﻲ اﻟﺣدود اﻟﻣﻘررة ﻟﮫ ،وﻻ ﯾﺟوز اﻟﺗوﺳﻊ
ﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾره ،ﻛﻣﺎ ﻻ ﯾﻣﻛن إﺧﺿﺎﻋﮫ ﻟﻠﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻧﺎھﯾك أن ﻣدوﻧﺔ
اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﻟم ﺗﻧص ﻋﻠﻰ أي إﺣﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧص اﻟﻌﺎم أﻋﻼه .أي ﻣﺎ ﻣﻔﺎده أن دﻋوى
اﻟﻘﺳﻣﺔ ﯾﺟب ﻓﻘط أن ﺗﻘﯾد اﺣﺗﯾﺎطﯾﺎ ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري اﻟﻣطﻠوب ﻗﺳﻣﺗﮫ ﻟﺗﻛون اﻟدﻋوى اﻟﻣﻘﺑوﻟﺔ
ﺷﻛﻼ ،وأن ﻣﻔﻌول اﻟﺗﻘﯾﯾد اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ ﻟﮭذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟدﻋﺎوى ﯾﺳﺗﻣر إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ ﺻدور ﺣﻛم
ﺣﺎﺋز ﻟﻘوة اﻟﺷﻲء اﻟﻣﻘﺿﻲ ﺑﮫ ﻛﺎﺳﺗﺛﻧﺎء ﻣن اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻌﺎﻣﺔ.
وﻣن ﺟﮭﺔ أﺧراى ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻧﻌﺗﻘد ﺑﺄن اﻟدﻋﺎوى اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺟوز ﺗﻘﯾﯾد ﻣﻘﺎﻻﺗﮭﺎ ﺗﻘﯾﯾدا
اﺣﺗﯾﺎطﯾﺎ ھﻲ ﺗﻠك اﻟدﻋﺎوى اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 13ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق
اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" إن اﻟدﻋﺎوى اﻟراﻣﯾﺔ إﻟﻰ اﺳﺗﺣﻘﺎق ﻋﻘﺎر ﻣﺣﻔظ أو إﺳﻘﺎط ﻋﻘد ﻣﻧﺷﺊ أو ﻣﻐﯾر ﻟﺣق
ﻋﯾﻧﻲ ﻻ ﻣﻔﻌول ﻟﮭﺎ ﺗﺟﺎه اﻟﻐﯾر إﻻ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﻘﯾﯾدھﺎ ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﺗﻘﯾﯾدا اﺣﺗﯾﺎطﯾﺎ ".
وﺑذﻟك ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻧﺧﻠص إﻟﻰ اﻟﻘول أن دﻋوى اﻟﻘﺳﻣﺔ ﻻ ﺗﻧدرج ﺿﻣن اﻟدﻋﺎوى اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ
اﻟﻣﺗﺣدث ﻋﻧﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻟﻣذﻛورة ،ﺑدﻟﯾل أﻧﮭﺎ ﻻ ﺗرﻣﻲ إﻟﻰ اﺳﺗﺣﻘﺎق ﻋﻘﺎر ﻣﺣﻔظ ،وﻻ
ﺗرﻣﻲ إﺳﻘﺎط ﻋﻘد ﻣﻧﺷﺊ ﻟﺣق ﻋﯾﻧﻲ ،أو إﺳﻘﺎط ﻋﻘد ﻣﻐﯾر ﻟﺣق ﻋﯾﻧﻲ ،وإﻧﻣﺎ ﺗﮭدف إﻟﻰ
اﻟﺧروج ﻣن اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻣﺷﺎﻋﺔ إﻟﻰ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻣﻔرزة إن أﻣﻛن ذﻟك ،وإﻻ ﯾﺻﺎر إﻟﻰ اﻟﺑﯾﻊ
اﻟﺟﺑري ﻟﻠﻌﻘﺎر اﻟﻣطﻠوب ﻗﺳﻣﺗﮫ وﯾوزع ﻣﻧﺗوج اﻟﺑﯾﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎﻟﻛﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﺷﯾﺎع ﻛل ﺑﻘدر
ﻧﺻﯾﺑﮫ .وﻋﻠﯾﮫ ﻓﺈن دﻋوى اﻟﻘﺳﻣﺔ اﻟواردة ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺎر ﻣﺣﻔظ ﻻ ﺗﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﺗﻣدﯾد ﻣن طرف
رﺋﯾس اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ،ﻷن ﻣﻔﻌول ھذا اﻟﻧوع اﻟﺧﺎص ﻣن اﻟﺗﻘﯾﯾد اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ ﯾﺳﺗﻣر ﻣﻔﻌوﻟﮫ إﻟﻰ
ﺣﯾن ﺻدور ﺣﻛم ﻣﻛﺗﺳب ﻟﻘوة اﻟﺷﻲء اﻟﻣﻘﺿﻲ ﺑﮫ.
اﻟﻣﺎدي ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺎرات اﻟﺧواص ﻣن طرف اﻟدوﻟﺔ وﻏﯾرھﺎ ﻣن اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ
ﯾﺷﻛل واﻗﻌﺔ ﻣﺳﺗﻣرة ﻟﻔﻌل ﻏﺻب ووﺿﻊ اﻟﯾد ﻋﻠﻰ ﺣق ﻣﺿﻣون دﺳﺗورﯾﺎ ،ﻓﺈن دﻋوى
اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻟﺿرر اﻟﻧﺎﺗﺞ ﻋﻧﮫ ﻻ ﺗﺳﻘط ﺑﺎﻟﺗﻘﺎدم ".
وﻧﺷﯾر إﻟﻰ أﻧﮫ رﻏم اﻹﺣﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﺻل 86ﻣن ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري،
ﻓﺈن أﺛر ھذا اﻟﺗﻘﯾﯾد اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 25ﻣن ظﮭﯾر ﻧزع اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﯾﻣﺗد
إﻟﻰ ﺗﺎرﯾﺦ إﯾداع اﻟﺣﻛم اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ ﺑﻧﻘل اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﻟدى اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ .أﻣﺎ إذا ﺗم
اﻟﺗوﺻل إﻟﻰ اﺗﻔﺎق ﺑﯾن اﻹدارة اﻟﻧﺎزﻋﺔ واﻟﺷﺧص اﻟﻣﻧزوﻋﺔ ﻣﻠﻛﯾﺗﮫ ﺑﺷﺄن اﻟﺣﯾﺎزة ﻗﺑل ﺗﺑﻠﯾﻎ
اﻟﺣﻛم أو ﻧﺷره ،ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺟﮭﺔ اﻟﻧﺎزﻋﺔ أن ﺗﺟري ﺗﻘﯾﯾدا اﺣﺗﯾﺎطﯾﺎ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﺳﻧد اﻻﺗﻔﺎق
اﻟﻣذﻛور.
وﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ﺑﻘﺎء ﺳرﯾﺎن ﻣﻔﻌول اﻟﺗﻘﯾﯾد اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ إﻟﻰ ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﻘﯾﯾد اﻟﺣﻛم ﺑﻧﻘل اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ
ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﻣﺣل ﻧزع اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ،ﻓﺈن اﻟﻣﺷرع رﺗب ﺑﺣﻛم اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﺑﻣﺟرد إﯾداع
اﻟﺣﻛم ﺑﻧﻘل اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﻟدى اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ﺗﻧﺗﻘل اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﺟﮭﺔ اﻟﻧﺎزﻋﺔ ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺔ وﯾﺷطب
ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺗﻘﯾﯾدات اﻟﻣوﺿوﻋﺔ ﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻐﯾر ،ﻛﯾﻔﻣﺎ ﻛﺎن ﻧوﻋﮭﺎ وﺗﺣول ﺣﻘوق
اﻟﻣﺳﺗﻔﯾدﯾن إﻟﻰ ﺣﻘوق ﻓﻲ اﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﺻل 37ﻣن ﻧﻔس اﻟظﮭﯾر
أﻋﻼه .وﻣن ﺛم ﻓﮭﻲ ﺗﻌﺗﺑر ﻣﺎﻟﻛﺔ ﻟﻠﻌﻘﺎر اﻟﻣﻧزوع ﻣﻠﻛﯾﺗﮫ اﺑﺗداء ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ إﯾداع اﻟﺣﻛم ﺑﻧﻘل
اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ،وﻟﯾس ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﻘﯾﯾد اﻟﺣﻛم اﻟﻣذﻛور ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري .75إذ إن ھذا اﻷﺧﯾر ﯾﻌد
-74اﻟﻘرار ﻋدد 327اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 14ﯾوﻧﯾو 2012ﻓﻲ اﻟﻣﻠف اﻹداري ﻋدد 777/4/2/2011ﻣﻧﺷور ﺑﻧﺷرة ﻗرارات اﻟﻐرﻓﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻟﻣﺣﻛﻣﺔ
اﻟﻧﻘض – اﻟﻌدد .12
75ـ إن إﺟراء ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﯾن ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﺻﻠﯾن 25و 37ﻣن ﻗﺎﻧون ﻧزع اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﺗوﺣﻲ ﺑوﺟود ﺗﻧﺎﻗض واﺿﺢ ﻓﻲ أﺣﻛﺎﻣﮭﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ
ﻷﺛر ﺳرﯾﺎن ﻣﻔﻌول اﻟﺗﻘﯾﯾد اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ ،إذ إن اﻟﻔﺻل 25ﯾﺗﺣدث ﻋن ﻛون اﻟﺗﻘﯾﯾد اﻷوﻟﻲ ﯾظل ﺳﺎرﯾﺎ إﻟﻰ وﻗت ﺗﻘﯾﯾد ﻧﻘل اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ،ﻓﻲ
ﺣﯾن أن اﻟﻔﺻل 37ﯾﻌﺗﺑر أن ﻣﺟرد إﯾداع اﻟﺣﻛم اﻟﻧﺎﻗل ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ﯾﻧﻘل اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ إﻟﻰ اﺳم اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻧﺎزﻋﺔ،
80
إﺟراء ﻛﺎﺷﻔﺎ ﻓﻘط ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﺻل 65ﻣن ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑره
إﺟراء ﻣﻧﺷﺋﺎ ﻟﻠﺣق ،اﻟﺷﻲء اﻟذي ﻧﺧﻠص ﻣﻌﮫ إﻟﻰ اﻟﻘول إن اﻟﺗطﮭﯾر اﻟﻧﺎﺗﺞ ﻋن اﻹﯾداع
اﻟﻣذﻛور ﯾﻛﺗﺳﻲ طﺎﺑﻌﺎ ﻣطﻠﻘﺎ ،76ﻷﻧﮫ ﯾطﮭر اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﻣن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺗﻘﯾﯾدات اﻟﺿﺎﻣﻧﺔ
ﻟﺣﻘوق ﺷﺧﺻﯾﺔ أو ﻋﯾﻧﯾﺔ ،ﺳواء ﻛﺎﻧت ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻹﯾداع ﻣﻘرر اﻟﺗﺧﻠﻲ ،77أو ﻻﺣﻘﺔ ﻟﮫ ،وذﻟك
ﺑﺧﻼف اﻟﺗطﮭﯾر اﻟﻧﺎﺗﺞ ﻋن ﺗﻘﯾﯾد ﻣﺣﺿر إرﺳﺎء اﻟﻣزاد اﻟﻌﻠﻧﻲ ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري اﻟذي ﯾﻛﺗﺳﻲ
طﺎﺑﻌﺎ ﻧﺳﺑﯾﺎ ،ﻟﻛوﻧﮫ ﻻ ﯾﻣﺗد إﻟﻰ ﺗطﮭﯾر اﻟﻌﻘﺎر ﻣن اﻟﺗﻘﯾﯾدات اﻟﺿﺎﻣﻧﺔ ﻟﺣق ﻋﯾﻧﻲ إذا ﻛﺎﻧت
ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻟﻠﺣﺟز اﻟﻌﻘﺎري اﻟذي اﻧﺗﮭﻰ ﺑﺎﻟﺑﯾﻊ ﺑﺎﻟﻣزاد اﻟﻌﻠﻧﻲ ،إﻻ أﻧﮫ ﻗد ﯾﻛﺗﺳﻲ طﺎﺑﻌﺎ ﻣطﻠﻘﺎ إذا
ﻛﺎن ﺗﻘﯾﯾد اﻟﺣﺟز اﻟﻌﻘﺎري ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻟﻠﺗﻘﯾﯾدات اﻟﻣؤﻗﺗﺔ اﻟﺿﺎﻣﻧﺔ ﻟﺣق ﻋﯾﻧﻲ واﻧﺗﮭﻰ ﺑﺎﻟﻣزاد ﻓﺈن
ﺗﻘﯾﯾد ﻣﺣﺿر إرﺳﺎء اﻟﻣزاد ﯾطﮭر اﻟﻌﻘﺎر ﻣن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﺗﻲ ﯾﻛون ﻣﺛﻘﻼ ﺑﮭﺎ ،ﺣﯾث ﯾﺗم
اﺳﺗﯾﻔﺎؤھﺎ ﻣن ﻣﻧﺗوج اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺎﻟﻣزاد اﻟﻌﻠﻧﻲ.
وﺑﺎﻟرﻏم ﻣن أن ھذا اﻟﺗﻘﯾﯾد اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ ﯾﺗم ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ اﻻﺑﺗداﺋﻲ ﻣﺑﺎﺷرة ﻣن
طرف اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ،ﻓﺈن أﺟل ﺻﻼﺣﯾﺗﮫ ﻟﯾس ھو ﻋﺷرة أﯾﺎم اﻟﻣﻧﺻوص
ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻔﺻل 85ﻣن ﻗﺎﻧون ،07/14وإﻧﻣﺎ ﯾﺑﻘﻰ ﻣﻔﻌوﻟﮫ ﺳﺎرﯾﺎ ﻓﻲ ﺣﻔظ اﻟﺣق ﻣؤﻗﺗﺎ إﻟﻰ
ﻏﺎﯾﺔ ﺗﻘﯾﯾد ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻟﻣﺑﯾﻊ ،أي أن اﻟﻣﺳﺗﻔﯾد ﻣن اﻟﺗﻘﯾﯾد
اﻟﻣؤﻗت ﻣﻌﻔﻰ ﺗﺷرﯾﻌﯾﺎ ﻣن اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺄي إﺟراء آﺧر ﻟﺗﺟدﯾد أﺛره اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ واﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن رﺗﺑﺗﮫ
ﺑﺷﻛل رﺟﻌﻲ .وﻣن ﺗم ﻓﺈن اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﺣﻘوق اﻟﻣﺷﺗري ﻟﺷﻘﺔ ﻓﻲ طور اﻟﺑﻧﺎء اﻗﺗﺿﻰ ﻣن
أي أن أﺛر اﻟﺗﻘﯾﯾد اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ ﯾﺑﻘﻰ ﺳﺎري اﻟﻣﻔﻌول إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ ﺗﺎرﯾﺦ إﯾداع اﻟﺣﻛم ﺑﻧﻘل اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﻟدى اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ،
اﻟﺷﻲء اﻟذي ﯾﺳﺗﻔﺎد ﻣﻌﮫ ﻏﯾﺎب اﻻﻧﺳﺟﺎم اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ﺑﯾن اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻠﺗﻘﯾﯾد اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ ﺑﺷﺄن ﻧزع اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﻷﺟل اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ
اﻟﻌﺎﻣﺔ.
76ـ ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﻣطﻠق ﻟﻠﺗطﮭﯾر اﻟﻧﺎﺗﺞ ﻋن ﺗﻘﯾﯾد اﻟﺣﻛم اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﻧﻘل اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ،ﻓﺈن اﻟﻣﺷرع وﺿﻊ ﻗﯾدا ﻋﻠﻰ اﻟﺟﮭﺔ اﻟﻧﺎزﻋﺔ
ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻔﺻل 40ﻣن ظﮭﯾر ﻧزع اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ،ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻣﻧﻌﮭﺎ ﻣن ﺑﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎرات اﻟﻣﻘﺗﻧﺎة ﻋن طرﯾق ﻧزع اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﻣﻧذ أﻗل ﻣن ﺧﻣس
ﺳﻧوات إﻻ ﺑﺎﻻﻟﺗﺟﺎء إﻟﻰ ﻣﺳطرة اﻟﺳﻣﺳرة اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﯾﺟوز ﻟﻠﻣﻼك اﻟﺳﺎﺑﻘﯾن ﺧﻼل ﻧﻔس اﻷﺟل أن ﯾﺳﺗردوا ﻋﻘﺎراﺗﮭم ﺑﺛﻣﻧﮭﺎ اﻷﺻﻠﻲ
ﺑﺷرط دﻓﻊ اﻟﺛﻣن ﻓﻲ ظرف اﻟﻌﺷرﯾن ﯾوﻣﺎ.
77ـ ﻧﺷﯾر إﻟﻰ أن اﻟﺗﻘﯾﯾدات اﻟﺿﺎﻣﻧﺔ ﻟﺣق ﻋﯾﻧﻲ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻹﯾداع ﻣﻘرر اﻟﺗﺧﻠﻲ ،ﺗﺳﺗﻠزم ﻣن اﻟﺟﮭﺔ اﻟﻧﺎزﻋﺔ ﻋدم ﻣواﺟﮭﺔ اﻟﻐﯾر اﻟذي
اﻛﺗﺳب ﺣﻘﺎ ﻋﯾﻧﯾﺎ ﻋﻘﺎرﯾﺎ ﺑﮭذا اﻟﻣﻘرر ،ﺑل ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﯾﮭﺎ إﺻدار ﻣﻘرر ﺟدﯾد ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺗﮫ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺑﻘﻰ اﻷﺛر اﻟﺗطﮭﯾري أﻋﻼه ﻣﺣل ﻧظر
ﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ.
78ـ وﻗد ﺟﺎء ﻓﻲ رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻠﻣﺣﺎﻓظ اﻟﻌﺎم ﺗﺣت ﻋدد 2445ﺑﺗﺎرﯾﺦ 12ﻧوﻧﺑر 2004ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" ....إن إﻧﺟﺎز اﻟﺗﻘﯾﯾد اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ اﻟﻣذﻛور ﯾﺗوﻗف ﻋﻠﻰ اﻹدﻻء ﺑﻣواﻓﻘﺔ اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻋﻠﻰ إﺟراء ﺗﻘﯾﯾد اﺣﺗﯾﺎطﻲ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻌﻘد اﻻﺑﺗداﺋﻲ
اﻟﻣﺣرر وﻓق اﻟﺷروط اﻟﻣﻘررة ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 618.3ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣذﻛور واﻟذي ﯾﺟب أن ﯾﺗﺿﻣن اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت وﯾرﻓق ﺑﺎﻟوﺛﺎﺋق اﻟﻣﻧﺻوص
ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﻣﺎدة ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻹدﻻء ﺑﻧظﯾر اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري اﻟﻣﻌﻧﻲ ،ﻣﻊ اﻟﻌﻠم أﻧﮫ ﻻ ﯾﻣﻛﻧﻛم ﺑﻌد إﺟراء اﻟﺗﻘﯾﯾد اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ
اﻟﻣطﻠوب ﺗﺳﻠﯾم ﻧظﯾر اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري إﻟﻰ اﻟﻣﺎﻟك اﻟﻣﻘﯾد إﻻ ﺑﻌد ﺗﻘﯾﯾد اﻟﻌﻘد اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ".
81
اﻟﻣﺷرع اﻟﺧروج ﻋن اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺗﻘﯾﯾد اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ اﻟﻣﻘررة ﻓﻲ اﻟﻔﺻﻠﯾن 85و 86ﻣن
ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري ،وﺟﻌل أﺛره ﺳﺎرﯾﺎ إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ ﺗﻘﯾﯾد ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري
اﻟﻔرﻋﻲ اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻟﺷﻘﺔ اﻟﻣﺑﯾﻌﺔ .
79
ﻟرﺋﯾس اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف ﺣﺎﻻت اﻟرھون اﻟﺟﺑرﯾﺔ ،ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺔ اﻻﺳﺗﻌﺟﺎل ،اﻷﻣر ﺑﻧﺎء
ﻋﻠﻰ طﻠب ﺑﻛل ﺗﻘﯾﯾد ﺗﺣﻔظﻲ أو ﺗﻘﯾﯾد اﺣﺗﯾﺎطﻲ ،وﻟﯾس ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﺻل 85اﻟﻣذﻛور
اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﻧﺳﺟم ﻣﻊ ﻣﺎ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﮫ اﻟﺧزﯾﻧﺔ ﻣن ﺿﻣﺎﻧﺎت واﻣﺗﯾﺎزات ﻓﻲ اﻗﺗﺿﺎء ﺣﻘوﻗﮭﺎ.
ﻏﯾر أﻧﻧﺎ ﻻ ﻧﺗﻔق ﻣﻊ اﻟرأي أﻋﻼه ،ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻻ ﺗﺳﻌف ﻓﻲ
ﺗﺑﻧﻲ ھذا اﻟطرح ،ﺑدﻟﯾل أن اﻟﻣﺷرع ﻣن ﺟﮭﺔ ،ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻹﺣﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺻل 85إﺳﻧﺎد
اﻟﺻﻼﺣﯾﺔ ﻟﻠﻣﺣﺎﺳب اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﺗﺣﺻﯾل ﻓﻲ أن ﯾﺗﺧذ اﻟﺗﻘﯾﯾد اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎل
اﻟدﻋوى اﻟﻣرﻓوﻋﺔ ﺿد اﻟﻣﻠزم واﻟراﻣﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﺣﻛم ﺑﺎﻟرھن اﻟﺟﺑري ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺎرات اﻟﻣدﯾن،
وﻣن ﺟﮭﺔ أﺧرى ﻣﻧﺢ ﻟﻠﻣﺣﺎﺳب اﻟﻣﺎﺳك ﻟﺟداول وﻗواﺋم اﻹﺟراءات ﺻﻼﺣﯾﺔ ﺗﻘﯾﯾد ھذا
اﻟرھن دون ﺗﺄﺧﯾر ﻓﻲ ﺣﺎﻻت اﻻﺳﺗﺣﻘﺎق اﻟﻔوري اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 18و 19ﻣن
ﻣدوﻧﺔ ﺗﺣﺻﯾل اﻟدﯾون اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ.
- 80ﻣﺣﻣد ﺧﯾري " :ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ وﻧظﺎم اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري ﺑﺎﻟﻣﻐرب " – ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﻣﻌﺎرف اﻟﺟدﯾدة – اﻟرﺑﺎط – – 2001ص
.440
- 81وﻗﻊ إﻟﻐﺎء ظﮭﯾر 2ﯾوﻧﯾو 1915ﺑﻣوﺟب ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ وﺣﻠت ﻣﺣل اﻟﻔﺻل 172اﻟﺳﺎﺑق اﻟﻣﺎدة 173ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق
اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ.
83
ﺑذﻟك اﻟﻔﺻل 5ﻣن ﻗﺎﻧون 51.00ﺣﺗﻰ ﯾﻣﻛن ﻣواﺟﮭﺔ ﺑﮫ اﻟﻐﯾر ﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ .وﻣن ﺟﮭﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ
ﺗﻘﺿﻲ اﻟﻣﺎدة 22ﻣن اﻟﻘﺎﻧون أﻋﻼه ﺑﺄﻧﮫ ﻓﻲ" :ﺣﺎﻟﺔ ﻓﺳﺦ ﻋﻘد اﻹﯾﺟﺎر اﻟﻣﻔﺿﻲ إﻟﻰ ﺗﻣﻠك
اﻟﻌﻘﺎر أو ﻋدم إﺑرام ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ ﻓﻲ اﻷﺟل اﻟﻣﺣدد ،ﻻ ﯾﺳﺗﻔﯾد اﻟﻣﻛﺗري اﻟﻣﺗﻣﻠك ﻣن أي
ﺣق ﻓﻲ اﻟﺑﻘﺎء ﻓﻲ اﻟﻣﺣل ﻣﺎ ﻟم ﯾﺗم اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﺧﻼف ذﻟك" ،وﻟﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﺛﺎﺑت ﻣن اﻟوﺛﺎﺋق
اﻟﻣﻌروﺿﺔ أﻣﺎم ﻗﺿﺎة اﻟﻣوﺿوع أن اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﺗﻣﺳﻛت ﺑﻌﻘد اﻹﯾﺟﺎر اﻟﻣﻔﺿﻲ ﻟﺗﻣﻠك اﻟﺷﻘﺔ
اﻟﻣدﻋﻰ ﻓﯾﮭﺎ اﻟﻣﺑرم ﺑﯾﻧﮭﺎ وﺑﯾن اﻟﻣﺎﻟك اﻟﺳﺎﺑق ،وأن ھذا اﻟﻌﻘد ﻏﯾر ﻣﺳﺟل ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري
وﻻ ﻗﯾد ﺑﺷﺄﻧﮫ ﺗﻘﯾﯾد اﺣﺗﯾﺎطﻲ ﻓﺿﻼ ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﻋﻘد ﻟﻣدة 15ﺳﻧﺔ اﺑﺗداء ﻣن 18/08/1968
وأن اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻟم ﺗدل ﺑﻣﺎ ﯾﻔﯾد ﺗﺣرﯾر اﻟﻌﻘد اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ وﺑﺎﻷﺣرى ﺗﺳﺟﯾﻠﮫ ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري،
ﻓﺎﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻣﺻدرة اﻟﻘرار ﻟﻣﺎ اﻋﺗﺑرت أن اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻏﯾر ﻣﺣﺗﻠﺔ وﻗﺿت ﺑرﻓض طﻠب
إﻓراﻏﮭﺎ اﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ ﻋﻘد اﻹﯾﺟﺎر اﻟﻣﻔﺿﻲ ﻟﻠﺗﻣﻠك ،واﻟﺣﺎل ﻣﺎ ذﻛر ﺗﻛون ﻗد ﺟﻌﻠت ﻗرارھﺎ
ﻓﺎﺳد اﻟﺗﻌﻠﯾل وﺧﺎرﻗﺎ ﻟﻠﻔﺻل أﻋﻼه ،وﺧﺎﺻﺔ اﻟﻔﺻل 22ﻣن ظﮭﯾر 11/11/2003
اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻌﻘود اﻹﯾﺟﺎر اﻟﻣﻔﺿﻲ ﻟﻠﺗﻣﻠك وﯾﺗﻌﯾن ﻣﻌﮫ ﻧﻘﺿﮫ ".
ﻣﻘدﻣﺔ:
ﻟﻘد اﺳﺗﮭدﻓت ﺗﻌدﯾﻼت ﻗﺎﻧون 14.07اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﻧﻔﯾذه اﻟظﮭﯾر اﻟﺷرﯾف رﻗم
1.11.177اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 25ذي اﻟﺣﺟﺔ 22) 1 432ﻧوﻓﻣﺑر 82،(2011اﻟﻣﻐﯾر واﻟﻣﺗﻣم
ﻟﻠظﮭﯾر اﻟﺷرﯾف اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ 9رﻣﺿﺎن 12)1331أﻏﺳطس (1913اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗﺣﻔﯾظ
اﻟﻌﻘﺎري ﺿﻣﺎن اﺳﺗﻣرارﯾﺔ وﻧﺟﺎﻋﺔ اﻟﺗﺣﻔﯾظ وﺗﺄﻣﯾن اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ وﺗﻌﺑﺋﺗﮭﺎ ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﺗﺷﺟﯾﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻣن ﺧﻼل ﺗﺳرﯾﻊ وﺗﺑﺳﯾط اﻹﺟراءات اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ
ﺑﺎﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري وﺗوﻓﯾر ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻗوﯾﺔ ﻟﺣق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ،وذﻟك ﻣﻊ اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺑﺎدئ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ
ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﻣذﻛور وﻋﻠﻰ رأﺳﮭﺎ ﻣﺑدأ اﻟﺻﻔﺔ اﻟﻧﮭﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،وﻣﺑدأ اﻟﺗوازن ﺑﯾن
اﻹﺷﮭﺎر اﻟﻣوﺳﻊ ﻟﻺﺟراءات وﻣﺑدأ اﻟﺗطﮭﯾر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ واﻟﻣﺎدي ﻟﻠﻌﻘﺎر ،وﻣﺑدأ اﻷﺛر اﻹﻧﺷﺎﺋﻲ
واﻟﻘوة اﻟﺛﺑوﺗﯾﺔ ﻟﻠﺗﻘﯾﯾدات اﻟﻣﻧﺟزة ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري.
وإذا ﻛﺎﻧت ھذه اﻟﺗﻌدﯾﻼت ﻓﻲ ﻣﺟﻣﻠﮭﺎ اﻧﺻﺑت ﻋﻠﻰ اﻹﺟراءات اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ
واﻟﻣﺳطرﯾﺔ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ،ﻓﺈن ﺟﺎﻧﺑﺎ ھﺎﻣﺎ ﻣن ﻣﺳطرة اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ واﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣﺎﻛم
ﻟﺣﻘﺗﮫ ﺗﻌدﯾﻼت أﺳﺎﺳﯾﺔ ھﻣت ﺗوزﯾﻊ اﻻﺧﺗﺻﺎص ﺑﯾن اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ واﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ.
وھﻛذا ﻓﺈن اﻷﺻل اﻟﻌﺎم -واﻟذي ﺣﺎﻓظت ﻋﻠﯾﮫ ﺗﻌدﯾﻼت اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري -ﻓﻲ
اﻟﻘرارات اﻟﺗﻲ ﯾﺻدرھﺎ اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ،ﺳواء ﺑﺎﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻣوﺿوﻋﻲ أو
83
اﻟﻣﺎدي أﻧﮭﺎ ﻗرارات إدارﯾﺔ ﻟﺻدورھﺎ ﻋن ﺳﻠطﺔ إدارﯾﺔ وارﺗﺑﺎطﮭﺎ ﺑﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم
اﻟذي ﯾﺷرف ﻋﻠﯾﮫ ،ﻓﺎﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻌﺿوي ﯾﮭﺗم ﺑﺎﻟﺟﮭﺔ اﻟﺗﻲ أﺻدرت اﻟﻘرار وﻓﯾﻣﺎ ﯾﮭﺗم اﻟﻣﻌﯾﺎر
اﻟﻣﺎدي ﺑﻣﺿﻣون اﻟﻘرار وﻣوﺿوﻋﮫ ،ﻛﻣﺎ ﺗﺗواﻓر ﻓﯾﮭﺎ ﺧﺻﺎﺋص اﻟﻘرار اﻹداري ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرھﺎ
ﻗرارات إدارﯾﺔ ﻧﺎﻓذة ﻓﻲ ﺣد ذاﺗﮭﺎ وﻣؤﺛرة ﻓﻲ اﻟﻣراﻛز اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﻣﻌﻧﯾﯾن ﺑﮭﺎ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن
اﻟطﻌن ﻓﯾﮭﺎ ﯾﻛون ﻣن ﺣﯾث اﻟﻣﺑدأ ﻋن طرﯾق ﺳﻠوك دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺗص ﺑﺎﻟﻧظر ﻓﯾﮭﺎ
اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرھﺎ ﺻﺎﺣﺑﺔ اﻟوﻻﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺎﻟﺑت ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ طﻠﺑﺎت اﻹﻟﻐﺎء اﻟﻣوﺟﮭﺔ
ﺿد اﻟﻘرارات اﻹدارﯾﺔ اﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻣﺎدﺗﯾن 8و 20ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ، 90.41
إﻻ ﻣﺎ ارﺗﺄى اﻟﻣﺷرع اﺳﺗﺛﻧﺎءه ﺑﻧص ﺻرﯾﺢ ﻣن ﺧﻼل ﺟﻌل ﺑﻌض اﻟﻘرارات رﻏم طﺑﯾﻌﺗﮭﺎ
اﻹدارﯾﺔ ﺗﺧرج ﻋن اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﺗم إﺳﻧﺎد اﻻﺧﺗﺻﺎص ﺑﺷﺄﻧﮭﺎ إﻟﻰ اﻟﻣﺣﺎﻛم
اﻟﻌﺎدﯾﺔ ،ذﻟك رﻏﺑﺔ ﻣن اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ ﺗوﺣﯾد اﻟﺟﮭﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺗص ﺑﺎﻟﻧظر ﻓﻲ
ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري ﻣن ﻣﻧطﻠق أن اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻌﺎدي ھو اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟطﺑﯾﻌﻲ ﻟﻠﻌﻘﺎر.
84ﻗﺭﺍﺭ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 09/10/1997ﺘﺤﺕ ﺭﻗﻡ 1424ﺍﻟﻤﻠﻑ ﺍﻻﺩﺍﺭﻱ ﻋﺩﺩ 1240/5/1/97ﻤﻨﻭﺭ ﺒﻤﺠﻠﺔ ﺍﻻﺸﻌﺎﻉ ﺍﻟﻌﺩﺩ 20ﺩﺠﻨﺒﺭ . 1999
86
ﻟﻛن ﻗد ﯾﻌﺎب ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌدﯾل اﻟﺟدﯾد اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ازدواﺟﯾﺔ اﻻﺧﺗﺻﺎص ،ﺑﺣﯾث ﻛﺎن
اﻷوﻟﻰ ﺣﺻر اﻟطﻌن ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﺑﺎﻋﺗﺑﺎره ﻗﺿﺎء أﺻﯾﻼ ﻟﻠﻣﻧﺎزﻋﺔ اﻹدارﯾﺔ
ﺑﺎﻋﺗﺑﺎره اﻟﺣﺎﻣﻲ ﻟﻠﺣﻘوق واﻟﺣرﯾﺎت ،ﻷن ﺗوزﯾﻊ اﻻﺧﺗﺻﺎص ﺳﺎھم ﻓﻲ ﺗﺷﺗﯾت ذھن
اﻟﻣﺗﻘﺎﺿﯾن وﺗرددھم ﺑﯾن اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣﺧﺗص ﻣﻣﺎ أﺿﻌف ﻣﺑدأ اﻷﻣن اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ واﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ،ﻷن
أﻛﺛر ﻣن ﻧﺻف اﻟطﻌون ﯾﻘﺿﻰ ﻓﯾﮭﺎ ﺑﻌدم اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻣن ﻛﻠﺗﺎ اﻟﺟﮭﺗﯾن.
وھﻛذا ﺳﻧﺗﻌرض ﻓﻲ )اﻟﻔرع اﻷول( ﻟﻣﺟﺎﻻت اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ،ﻋﻠﻰ أن
ﻧﺗﻌرض ﻓﻲ )اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ( ﻟﻧطﺎق اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ.
85ﻭﻤﻌﻠﻭﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺼل 38ﻤﻥ ﻅﻬﻴﺭ ﺍﻟﺘﺤﻔﻴﻅ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻱ ﻓﻲ ﺼﻴﻐﺘﻪ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﺴﻭﺨﺔ ﻜﺎﻥ ﻴﺸﺘﺭﻁ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺭﻓﺽ ﺍﻟﺘﺤﻔﻴﻅ ﻤﺒﻨﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﺩﻡ ﻜﻔﺎﻴﺔ ﺍﻟﺤﺠﺞ ﻭﺇﻤﺎ
ﺒﻤﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﺒﺸﺎﻥ ﺍﻟﺘﻌﺭﻀﺎﺕ ،ﻻ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﺃﺨﺭﻯ ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﺴﺒﻕ ﺃﻥ ﺫﻫﺏ ﺇﻟﻴﻪ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺽ ﻓﻲ ﻋﺩﺓ ﻓﺭﺍﺭﺍﺕ ﻤﻨﻬﺎ ﻓﺭﺍﺭ ﻋﺩﺩ
1424٠ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 09/10/1997ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻠﻑ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ 1240/5/01/97ﺤﻴﻨﻤﺎ ﺍﻋﺘﺒﺭ ﻋﺩﻡ ﺘﺴﺠﻴل ﺠﺯء ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ ﺘﺤﻔﻴﻅﻪ ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ ﺍﻟﻔﺼل 31ﻤﻥ
ﻅﻬﻴﺭ ﺍﻟﺘﺤﻔﻴﻅ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻱ ﻨﻅﺭﺍ ﻟﺨﻠﻭﻩ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻌﺭﻀﺎﺕ ﻗﺭﺍﺭﺍ ﺇﺩﺍﺭﻴﺎ ﻴﺨﻀﻊ ﻻﺨﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ
88
إﻧذارا ﻣن اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ﺑواﺳطﺔ ﻋون ﻣن اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ أو ﺑﺎﻟﺑرﯾد
اﻟﻣﺿﻣون أو ﻋن طرﯾق اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ أو ﺑﺄي وﺳﯾﻠﺔ أﺧرى ﻟﻠﺗﺑﻠﯾﻎ".
وھﻛذا ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗرار ﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻔض ﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ " 1-2-1996إن اﻟﻘرار اﻟذي ﻗﺑل
اﻟﻧظر ﻓﻲ ﻣطﻠب اﻟﺗﺣﻔﯾظ وﻗﺿﻰ ﺑرﻓﺿﮫ ﯾﻛون ﻗﺿﺎﺗﮫ ﻗد ﺗﺟﺎوزوا ﻓﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎل ﺳﻠطﺗﮭم
ﺑﺑﺗﮭم ﻓﯾﻣﺎ ھو ﻣوﻛول ﻟﻠﻣﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻧظرھم ﻣﻘﺗﺻر ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺑت ﻓﻲ
وﺟود اﻟﺣق اﻟﻣدﻋﻰ ﺑﮫ ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﺗﻌرﺿﯾن وﻧوﻋﮫ وﻣﺣﺗواه وﺧرﻗوا ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﻘرة
اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن اﻟﻔﺻل 37ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري وﻋرﺿوا ﻗرارھم ﻟﻠﻧﻔض7".
وﻋﻠﯾﮫ ﻓﺳواء ﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑرﻓض ﻣطﻠب اﻟﺗﺣﻔﯾظ أو إﻟﻐﺎءه ﻓﺈن اﻻﺧﺗﺻﺎص ﯾﻌود
ﻟﻠﻣﺣﺎﻛم اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﺣﺳب اﻟﻔﺻل 37ﻣﻛرر ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم .14.07
وھﻛذا ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗرار ﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 18ﯾوﻟﯾوز 1981ﻋﻠﻰ أﻧﮫ:
"ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻠﻣﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ أن ﯾﺻدر ﻣﻘررا ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﺣﻔﯾظ
ﻛﺄن ﻟم ﺗﻛن إﻻ إذا وﺟﮫ إﻟﻰ طﺎﻟب اﻟﺗﺣﻔﯾظ إﻧذارا ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﺈﺟراءات ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﻣﺳطرة اﻟﺗﺣﻔﯾظ
)اﻟﻔﺻل 50ﻣن ظﮭﯾر 12ﻏﺷت (1913ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟطﻌن ﻓﻲ ﻣﻘرر
اﻟﻣﺣﺎﻓظ أن ﺗﺗﺄﻛد ﻣن أن ھذا اﻷﺧﯾر ﻗد ﻗﺎم ﺑﺎﻹﺟراء اﻟﻣذﻛور ﻗﺑل أن ﯾﺻدر ﻣﻘرره"8.
6ﻤﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﻅﻬﻴﺭ ﺍﻟﺘﺤﻔﻴﻅ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﻀﻭء ﻗﺭﺍﺭﺍﺕ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺽ ،ﺇﺼﺩﺍﺭﺍﺕ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺽ 2009ﺹ 7 24ﻤﻤﺜﻀﻴﺎﺕ ﻅﻬﻴﺭ
7ﻤﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﻅﻬﻴﺭ ﺍﻟﺘﺤﻔﻴﻅ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﻀﻭء ﻗﺭﺍﺭﺍﺕ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺽ ،ﺇﺼﺩﺍﺭﺍﺕ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺽ 2009ﺹ 47
8ﻤﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﻅﻬﻴﺭ ﺍﻟﺘﺤﻔﻴﻅ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻱ ﻋل ﻀﻭء ﻗﺭﺍﺭﺍﺕ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺽ ،ﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﺘﻭﺜﻴﻕ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺽ 2009,ﺹ76
89
ﯾﻛون ھذا اﻟﻘرار ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻠطﻌن أﻣﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺑت ﻓﯾﮫ ﻣﻊ اﻟﺣق ﻓﻲ
اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف وﺗﻛون اﻟﻘرارات اﻻﺳﺗﺋﻧﺎﻓﯾﺔ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠطﻌن ﺑﺎﻟﻧﻘض.
وﯾﻣﺎرس ھذا اﻟطﻌن ﺑواﺳطﺔ ﻣﻘﺎل ﻣﻛﺗوب ﯾودع ﺑﻛﺗﺎﺑﺔ ﺿﺑط اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﯾﺑﯾن
ﺑﺷﻛل ﻣﺧﺗﺻر وﻗﺎﻧﻊ وأوﺟﮫ اﻟطﻌن واﻷﺳﺑﺎب اﻟﻣﺛﺎرة ﻗﺻد اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺗﻌدﯾل اﻟﻘرار
اﻟﻣطﻌون ﻓﯾﮫ.
وﻣن اﻟﻣﮭم اﻹﺷﺎرة أن اﻟﻔﺻل 96اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﮫ أﻋﻼه ﻓﻲ ﺻﯾﻐﺗﮫ اﻟﺟدﯾدة ﺟﺎء ﺑﻌﺑﺎرة
ﺟدﯾدة "ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺣﺎﻻت" ﺗﺳﺗﻐرق ﺟﻣﯾﻊ ﺣﺎﻻت رﻓض اﻟﺗﻘﯾﯾد أو اﻟﺗﺷطﯾب ﻋﻠﻰ ﺣق
ﻋﯾﻧﻲ ﻷي ﺳﺑب ﻛﺎن اﻟﺗﻲ أﺻﺑﺣت ﺟﻣﯾﻌﮭﺎ ﻣن اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﻻ
ﺗﺷﺎرﻛﮭﺎ ﻓﯾﮫ ﺑﺄي وﺟﮫ ﻣن اﻟوﺟوه اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ ،ﻋﻠﻰ ﺧﻼف اﻟﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﺳﺎﺑق )
اﻟﻔﺻل 96ﻓﻲ ﺻﯾﻐﺗﮫ اﻟﻘدﯾﻣﺔ واﻟﻣﻧﺳوﺧﺔ( اﻟذي ﻛﺎن ﯾﺣﺻر اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣﺎﻛم
اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺗﻲ رﻓض اﻟﺗﻘﯾﯾد أو اﻟﺗﺷطﯾب إﻣﺎ ﻟﻌدم ﺻﺣﺔ اﻟطﻠب أو ﻟﻌدم ﻛﻔﺎﯾﺔ
اﻟرﺳوم ،وﺗظﮭر أھﻣﯾﺔ ھذا اﻟﺗﻌدﯾل ﻓﻲ ﻛوﻧﮫ ﺳوف ﯾﺳﺎھم ﻓﻲ ﺗوﺣﯾد اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻟﺻﺎﻟﺢ
ﺟﮭﺔ اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻌﺎدي ﻓﻲ ھذا اﻟﻣﺟﺎل ﻋﻠﻰ ﻏرار ﻣﺳﻠك اﻟﻣﺷرع ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟرﻓض اﻟﺗﺣﻔﯾظ
ﻟﻠﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ أن ازدواﺟﯾﺔ اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻟﺗﺳﮭﯾل ﻋﻠم اﻟﻣﺗﻘﺎﺿﯾن ﺑﺎﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ
اﻟﻣﺳطرﯾﺔ وﺿﻣﺎن وﺿوﺣﮭﺎ ورﺳوﺧﮭﺎ ﻟﻠﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻷﻣن اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ واﻟﻘﺿﺎﺋﻲ.
واﻟﻣﻼﺣظ أن رﻓض اﻟﺗﺷطﯾب اﻟﻣرﺗﺑط ﺑﻧزع اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ واﺳﺗﺛﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﺧﺗﺻﺎص
اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﯾﺑﻘﻰ ﺧﺎﺿﻌﺎ ﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ ﻻرﺗﺑﺎطﮫ ﺑﻣﺳطرة ﻧزع
اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ.
واﻟﺟدﯾر ﺑﺎﻟذﻛر أن اﻟﻣﺷرع ﻗﺻر ﺣﺎﻻت اﻟطﻌن ﻋﻠﻰ رﻓض ﺗﻘﯾﯾد أو ﺗﺳﺟﯾل ﺣق
ﻋﯾﻧﻲ أو اﻟﺗﺷطﯾب ﻋﻠﯾﮫ ﺑﺣﯾث أن اﻟﻣﺗﺿرر ﻣن ﻗرار اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﺑﻘﺑول ﺗﻘﯾﯾد اﻟﺣق اﻟﻌﯾﻧﻲ
أو ﺑﻘﺑول اﻟﺗﺷطﯾب ﻻ ﯾﻣﻛﻧﮫ أن ﯾطﻌن ﻓﯾﮫ إﻻ ﻓﻲ إطﺎر ﺗﻘدﯾم طﻠب ﻟﻠﻣﺣﺎﻓظ رام إﻟﻰ
اﻟﺗﺷطﯾب أو إﻟﻐﺎءه ﺑﺣﺳب اﻟﺣﺎﻟﺔ وإذا ﻣﺎ رﻓض ﺣق ﻟﮫ اﻟطﻌن ﻓﯾﮫ أﻣﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ
اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث :ﻗرار رﻓض ﺗﻘﯾﯾد اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋن
اﻹرث أو اﻟﺗﺷطﯾب ﻋﻠﯾﮭﺎ
ﯾﺗﻌﻠق ﻗرار اﻟﻣﺣﺎﻓظ ھﻧﺎ ﺑرﻓض ﺗﺳﺟﯾل واﻗﻌﺔ اﻟوﻓﺎة واﺳم اﻟورﺛﺔ اﻟﺟدد وﺗﺿﻣﯾن
اﻟوﺛﺎﺋق اﻟﻣﺛﺑﺗﺔ ﻻﻧﺗﻘﺎل اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري واﻟذي ﯾﺧﺿﻊ اﻟطﻌن ﻓﯾﮫ ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ
اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ.
وﻓﻲ ھذا اﻹطﺎر ﯾﻧص اﻟﻔﺻل 82ﻣن ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري ﻋﻠﻰ أﻧﮫ:
" ﻟﺗﻘﯾﯾد اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋن اﻹرث ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟورﺛﺔ أو اﻟﻣوﺻﻰ
ﻟﮭم أن ﯾﻘدﻣوا ﻟﻠﻣﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ طﻠﺑﺎ ﻟﻠﺗﻘﯾﯾد ﻣدﻋﻣﺎ ﺑﻛل اﻟوﺛﺎﺋق اﻟﻣﺛﺑﺗﺔ
ﻻﻧﺗﻘﺎل اﻟﺣق ﻟﻔﺎﺋدﺗﮭم ﺑﺻﻔﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ
90
ﺑﺟب أن ﯾﺗﺿﻣن اﻟطﻠب اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻣﻧﺻوص ﻛﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 69ﻣن ھذا اﻟﻘﺎﻧون
ﺑﺟب أن ﺗﻧص اﻟوﺛﺎﺋق اﻟﻣﺛﺑﺗﺔ ﻻﻧﺗﻘﺎل اﻟﺣق ﻋﻠﻰ ﻧﺻﯾب ﻛل واﺣد ﻣن اﻟورﺛﺔ
واﻟﻣوﺻﻰ ﻟﮭم".
اﻟﻣطﻠب اﻟراﺑﻊ :ﻗرار رﻓض ﺗﺄﺳﯾس رﺳم ﻋﻘﺎري ﺟزﺋﻲ ﺧﺎص ﺑﺎﻟﺟزء
اﻟذي ﻻ ﯾﺷﻣﻠﮫ اﻟﻧزاع ﺑﻌد إﺟراء ﺗﺣدﯾد ﺗﻛﻣﯾﻠﻲ
ﯾﻧص اﻟﻔﺻل 31ﻣن ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري ﻋﻠﻰ أﻧﮫ:
"إذا وﻗﻌت ﺗﻌرﺿﺎت ﻓﺈن اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ﯾﺑﻠﻎ ﻓورا ﻧﺳﺧﺔ ﻣن
ﻣﺿﻣوﻧﮭﺎ إﻟﻰ طﺎﻟب اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟذي ﯾﻣﻛﻧﮫ ﻗﺑل اﻧﺻرام اﻟﺷﮭر اﻟﻣواﻟﻲ ﻻﻧﺗﮭﺎء أﺟل
اﻟﺗﻌرض أن ﯾدﻟﻲ ﺑﻣﺎ ﯾﺛﺑت رﻓﻌﮭﺎ أو ﯾﺻرح ﺑﻘﺑوﻟﮭﺎ.
إذا أزال طﺎﻟب اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﺗﻌرﺿﺎت ﺗﻣﺎﻣﺎ ﺳواء ﻛﺎن ذﻟك ﺑﺈﺛﺑﺎﺗﮫ رﻓﻌﮭﺎ أو ﺑﻘﺑوﻟﮫ ﻟﮭﺎ
أﻣﻛن ﻟﻠﻣﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ أن ﯾﺑﺎﺷر اﻟﺗﺣﻔﯾظ وﻓق ﻣﺎ ھو ﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ
اﻟﻔﺻل اﻟﺳﺎﺑق.
إذا ﻟم ﯾﺗﻣﻛن طﺎﻟب اﻟﺗﺣﻔﯾظ ﻣن ذﻟك ﻓﺈن اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ﯾﻣﻛﻧﮫ أن
ﺑﺟزئ اﻟﻣطﻠب وﯾؤﺳس رﺳﻣﺎ ﻋﻘﺎرﯾﺎ ﺧﺎﺻﺎ ﺑﺎﻟﺟزء اﻟذي ﻻ ﯾﺷﻣﻠﮫ اﻟﻧزاع ﺑﻌد إﺟراء
ﺗﺣدﯾد ﺗﻛﻣﯾﻠﻲ"...
وھذا اﻟﻣﻘﺗﺿﻰ ھو ﻣﺎ ﯾﻧص ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻔﺻل 23ﻣن اﻟﻘرار اﻟوزﯾري اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ
03/06/1915اﻟذي ﺧول اﻟﻣﺣﺎﻓظ أن ﯾﻘﯾم ﻋﻧد اﻻﻗﺗﺿﺎء وﻓﻲ أي وﻗت ﻛﺎن رﺳﻣﺎ
ﻋﻘﺎرﯾﺎ ﻻ ﯾﻧص ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻣﺎ ﺗزال ﻣوﺟودة ﺑﺎﻟﻔﻌل ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎر
اﻟﻣﻌﻧﻲ ﺑﺎﻷﻣر ﻣﻊ اﻹﺷﺎرة ﻓﻲ اﻟطﻠب إﻟﻰ اﻟﺑﯾﺎن اﻟﻐﯾر اﻟﻣﻔﯾد اﻟﻣطﻠوب ﺣذﻓﮭﺎ ﻓﻲ اﻟرﺳم
اﻟﺟدﯾد ،وﯾﺣق ﻟﻠطﺎﻟب أن ﯾﺳﺗﺄﻧف اﻟرﻓض ﻟدى اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ".
9ﺻدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ ،28/02/2007وھو ﺑﺻدد وھﻛذا ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗرار ﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض
اﻟﺑت ﻓﻲ اﻟطﻌن اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻧوﻋﻲ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" وﺣﯾت ﺟﺎء ﻓﻲ ﺗﻌﻠﯾﻼت اﻟﺣﻛم اﻟﻣﺳﺗﺄﻧف أن ﻗرار اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ
اﻟﻣطﻌون ﻓﯾﮫ-وھو اﻟﻘرار اﻟذي رﻓض ﻓﯾﮫ اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﺗﺄﺳﯾس رﺳم ﻋﻘﺎري ﺧﺎص ﺑﺑﻘﻌﺔ
أرﺿﯾﺔ-ﯾﺑﻘﻰ ﻣﻧدرﺟﺎ ﺿﻣن اﻟﺣﺎﻻت اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 96ﻣن اﻟﻣرﺳوم
اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 13/08/1913ﺑﺷﺄن اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري ﻛﻣﺎ وﻗﻊ ﺗﻐﯾﯾره وﺗﺗﻣﯾﻣﮫ ،ﺳواء ﺗم
ﺗﻛﯾﯾف ھذا اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أﻧﮫ طﻠب ﺗﺣﻔﯾظ ﻋﻘﺎر أو ﺗﺳﺟﯾل ﺣق ﻋﯾﻧﻲ ﻣﺗﻌﻠق ﺑﻌﻘﺎر
ﻣﺣﻔظ.
وﺣﯾث ﯾﻛون اﻟﺣﻛم اﻟﻣﺳﺗﺄﻧف ﻣﻌﻠﻼ ﺗﻌﻠﯾﻼ ﻛﺎﻓﯾﺎ وﺳﻠﯾﻣﺎ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﻛون اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ
اﻹدارﯾﺔ ﻏﯾر ﻣﺧﺗﺻﺔ ﻟﻠﺑت ﻓﻲ اﻟطﻠب ،واﻟﺣﻛم اﻟﻣﺳﺗﺄﻧف ﻟﻣﺎ ﻗﺿﻰ ﺑذﻟك ﯾﻛون واﺟب
اﻟﺗﺄﯾﯾد"
اﻟﻣطﻠب اﻟﺧﺎﻣس :ﻓرار رﻓض ﺗﺄﺳﯾس رﺳم ﻋﻘﺎري ﻣﺳﺗﻘل ﻋﻧد
اﻟﺗﺟزﺋﺔ ﺑﺳﺑب اﻟﻘﺳﻣﺔ أو ﻏﯾرھﺎ
91
ﯾﻧص اﻟﻔﺻل 54ﻣن ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري ﻋﻠﻰ أﻧﮫ:
"إذا وﻗﻊ ﺗﺟزيء ﻋﻘﺎر ﺑﺳﺑب ﻗﺳﻣﺔ أو ﻏﯾرھﺎ ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺑﺎﺷر ﺗﺣدﯾد ﻛل ﻗطﻌﺔ ﻣن طرف
ﻣﮭﻧدس ﻣﺳﺎح طﺑوﻏراﻓﻲ ﻣﺣﻠف ﻣن ﺟﮭﺎز اﻟﻣﺳﺢ اﻟﻌﻘﺎري ﻣﻘﯾد ﻓﻲ ﺟدول اﻟﮭﯾﺋﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ
ﻟﻠﻣﮭﻧدﺳﯾن اﻟﻣﺳﺎﺣﯾن اﻟطﺑوﻏراﻓﯾﯾن ﯾﻘوم ﺑﻧﻘل اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﺗﺻﻣﯾم.
وﯾؤﺳس رﺳم ﻋﻘﺎري وﺗﺻﻣﯾم ﻣﺳﺗﻘﻠﯾن ﻟﻛل ﺟزء ﻣن اﻟﻌﻘﺎر ﺑﯾد اﻟﻣﺎﻟك .وﻓﻲ ھذه
اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﻘﯾد ﺑﮫ اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻣﻔﯾدة وﯾﺻﺣﺢ اﻟﺗﺻﻣﯾم
ﻧﺗﯾﺟﺔ ذﻟك".
وﯾرﺟﻊ اﻷﺳﺎس اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻣﻧﺢ اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻟﻠﻣﺣﺎﻛم اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ
ھو ﻗﯾﺎﺳﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺔ رﻓض اﻟﺗﺣﻔﯾظ ﻷن اﻟﻌﻠﺔ ﺗدور ﻣﻊ ﺳﺑﺑﮭﺎ وﺟودا وﻋدﻣﺎ.
ﻟﻛن اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻗد ﯾرﺟﻊ ﻟﻠﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ إذا ﻛﺎن ﻗرار رﻓض اﻟﻣﺣﺎﻓظ أو اﻣﺗﻧﺎﻋﮫ
ﻋن ﺗﺄﺳﯾس رﺳم ﻋﻘﺎري ﻣﺳﺗﻘل ﻣرﺗﺑط ﺑﻌدم ﺗﻧﻔﯾذ ﺣﻛم ﻗﺿﺎﺋﻲ ﻧﮭﺎﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﻣوﺿوع.
وھﻛذا ﺟﺎء ﻓﻲ ﺣﻛم ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺑﺎﻟدار اﻟﺑﯾﺿﺎء ﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 27-1-2011
ﺟﺎء ﻓﯾﮫ:
"ﺣﯾث إن اﻟطﻌن ﯾﮭدف اﻟﻰ اﻟﺣﻛم ﺑﺈﻟﻐﺎء ﻗرار اﻟﻣﺣﺎﻓظ اﻟﻣذﻛور أﻋﻼه ،ﻣﻊ ﻣﺎ
ﯾﺗرﺗب ﻋن ذﻟك ﻗﺎﻧوﻧﺎ ،وأﻣره ﺑﺗﺧﺻﯾص رﺳم ﻋﻘﺎري ﻣﺳﺗﻘل ﻟﺣﺻﺔ اﻟطﺎﻋن ﺑﻌد
إﺧراﺟﮭﺎ ﻣن اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري اﻷم ﻋدد 8737س.
وﺣﯾث إن اﻣﺗﻧﺎع اﻟﻣﺣﺎﻓظ اﻟﻌﻘﺎري ﻋن ﺗﻧﻔﯾذ ﺣﻛم ﻗﺿﺎﺋﻲ ﯾﻌﺗﺑر وﻓق ﻣﺎ اﺳﺗﻘر ﻋﻠﯾﮫ
اﻟﻌﻣل اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻹداري ،ﺗﺟﺎھﻼ ﻣن اﻹدارة ﻟﻸﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻧﺎﻓذة اﻟﻣﻔﻌول ،ﻣﻣﺎ ﯾﺷﻛل
ﻣﺎ ﻋدا ﻓﻲ ظروف اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﺷططﺎ ﻓﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺳﻠطﺔ ﻣوﺟب ﻟﻺﻟﻐﺎء.
وﺣﯾث إن اﻟﺛﺎﺑت ﻣن وﺛﺎﺋق اﻟﻣﻠف ﻛون ﻗرار اﻟرﻓض اﻟﻣطﻌون ﻓﯾﮫ ارﺗﻛز ﻋﻠﻰ
ﺿرورة إدﻻء اﻟطﺎﻋن ﺑﺎﻟﻣواﻓﻘﺔ اﻟﻛﺗﺎﺑﯾﺔ ﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟورﺛﺔ اﻟﻣﺎﻟﻛﯾن ﻣﻌﮫ ﻓﻲ ﻧﻔس
اﻟﻌﻘﺎر ،واﻟﺣﺎل أن دﻋوى اﻟﻘﺳﻣﺔ ﺑﺟﺑر ﻟﮭﺎ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺷرﻛﺎء ،وﯾﻠزﻣون ﺑﻧﺗﯾﺟﺗﮭﺎ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ
ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر اﻟﺧروج ﻣن اﻟﺷﯾﺎع ﺣق ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﺛﺎﺑت ﻟﻛل ﺷرﯾك ،ﻓﺿﻼ ﻋن أن ﺣﺟﯾﺔ اﻟﺣﻛم
ﺗﻐﻧﻲ ﻋن ھذه اﻟﻣواﻓﻘﺔ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ.
وﺣﯾث ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺑﺎﻗﻲ اﻟوﺛﺎﺋق اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻓﻲ ﻗرار اﻟرﻓض ﻓﺎﻟﺛﺎﺑت ﻣن ﻣرﻓﻘﺎت اﻟدﻋوى
ﻛوﻧﮭﺎ ﻣﺗوﻓرة وﻻ ﻣﺟﺎل ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻟﺗﻌطﯾل ﺗﻘﯾﯾد اﻟﻘرار اﻻﺳﺗﺋﻧﺎﻓﻲ أﻋﻼه ﺑﻣﺑرر ﻋدم اﻹدﻻء
ﺑﮭﺎ.
وﺣﯾث ﺗﺑﻌﺎ ﻟذﻟك ﯾﻛون ﻗرار اﻟطﻌن ﻏﯾر ﻣﺷروع ﻓﯾﺗﻌﯾن اﻟﺣﻛم ﺑﺈﻟﻐﺎﺋﮫ ﻣﻊ ﻣﺎ ﯾﺗرﺗب
ﻋن ذﻟك ﻣن آﺛﺎر ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ"10
92
اﻟﻣطﻠب اﻟﺳﺎدس :ﻗرار رﻓض اﻟﺗﻘﯾﯾد أو اﻟﺗﺷطﯾب ﻋﻠﻰ اﻹﯾداع
ﯾﻧص اﻟﻔﺻل 84ﻣن ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري ﻋﻠﻰ أﻧﮫ:
"إذا ﻧﺷﺄ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺎر ﻓﻲ طور اﻟﺗﺣﻔﯾظ ﺣق ﺧﺎﺿﻊ ﻟﻺﺷﮭﺎر أﻣﻛن ﻟﺻﺎﺣﺑﮫ ﻣن أﺟل
ﺗرﺗﯾﺑﮫ واﻟﺗﻣﺳك ﺑﮫ ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ اﻟﻐﯾر أن ﯾودع ﺑﺎﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻟوﺛﺎﺋق اﻟﻼزﻣﺔ ﻟذﻟك
وﯾﻘﯾد ھذا اﻹﯾداع ﺑﺳﺟل اﻟﺗﻌرﺿﺎت.
وﯾﻘﯾد اﻟﺣق اﻟﻣذﻛور ﻋﻧد اﻟﺗﺣﻔﯾظ ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﻓﻲ اﻟرﺗﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﻋﯾﻧت ﻟﮫ إذا
ﺳﻣﺣت إﺟراءات اﻟﻣﺳطرة ﺑذﻟك ،وھﻛذا ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗرار ﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ
:25-1-2016
- 9ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ﻋﺩﺩ 214ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ - 28/02/2007ﻤﻠﻑ ﺇﺩﺍﺭﻱ -ﺍﻟﻘﺴﻡ ﺍﻷﻭل -ﻋﺩﺩ 5/4/1/2007ﺍﻟﺭﺍﺠﻲ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﻀﺩ ﺍﻟﺴﻴﺩ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻤﻼﻙ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻴﺔ
ﺒﺴﻴﺩﻱ ﻗﺎﺴﻡ
93
إن ﺗﺳﺟﯾل اﻟﻌﻘد ﺑﺎﻟﻣطﻠب ﯾﺗطﻠب إﻣﺎ إﯾداﻋﮫ وﻓﻘﺎ ﻷﺣﻛﺎم اﻟﻔﺻل 84اﻟﻣذﻛو أو ﺗﻘدﯾم
ﺑﺎﺳم ﺟﻣﯾﻊ طﻼب اﻟﺗﺣﻔﯾظ ﺧﻼﺻﺔ إﺻﻼﺣﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﺗﺗﺿﻣن اﻟﻧﺳب اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﮭﺎ،
واﻟﺗﻲ ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﺗﻛون ﻣطﺎﺑﻘﺔ ﻟﻸﺻل. 12
اﻟﻣطﻠب اﻟﺳﺎﺑﻊ :ﻗرار رﻓض اﻟﺗﻘﯾﯾد أو اﻟﺗﺷطﯾب ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻘﯾﯾد اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ
ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 85ﻣن ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري ﻋﻠﻰ أﻧﮫ:
"ﯾﻣﻛن ﻟﻛل ﻣن ﯾدﻋﻲ ﺣﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺎر ﻣﺣﻔظ أن ﯾطﻠب ﺗﻘﯾﯾدا اﺣﺗﯾﺎطﯾﺎ ﻟﻼﺣﺗﻔﺎظ ﺑﮫ
ﻣؤﻗﺗﺎ.
ﯾﺿﻣن طﻠب اﻟﺗﻘﯾﯾد اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ ﻣن طرف اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري إﻣﺎ:
-ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﺳﻧد ﯾﺛﺑت ﺣﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺎر وﯾﺗﻌذر ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﺗﻘﯾﯾده ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺗﮫ.
-ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ أﻣر ﻗﺿﺎﺋﻲ ﺻﺎدر ﻋن رﺋﯾس اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘﻊ اﻟﻌﻘﺎر ﻓﻲ داﺋرة
ﻧﻔوذھﺎ
-ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻧﺳﺧﺔ ﻣن ﻣﻘﺎل دﻋوى ﻓﻲ اﻟﻣوﺿوع ﻣرﻓوﻋﺔ أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء"...
ﻛﻣﺎ ﯾﻧص اﻟﻔﺻل 86ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ أﻧﮫ:
"ﻧﺣدد ﻓﻲ ﻋﺷرة أﯾﺎم ﻣدة ﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﺗﻘﯾﯾد اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ اﻟﻣطﻠوب ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﺳﻧد وﻻ ﯾﻣﻛن
ﺧﻼل ھذه اﻟﻣدة ﻗﺑول أي ﺗﻘﯾﯾد آﺧر ﻟﺣق ﯾﻘﺗﺿﻲ إﻧﺷﺎؤه ﻣواﻓﻘﺔ اﻷطراف.
ﻻ ﯾﻣﻛن إﺟراء أي ﺗﻘﯾﯾد اﺣﺗﯾﺎطﻲ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﺳﻧد إذا ﻛﺎﻧت ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻘﺎﻧون ﺗﻣﻧﻊ ﺗﻘﯾﯾده
اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ.
ﺗﻧﺣﺻر ﻓﻲ ﻣدة ﺷﮭر ﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﺗﻘﯾﯾد اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ إدﻻء اﻟطﺎﻟب ﺑﻧﺳﺧﺔ ﻣن
ﻣﻘﺎل دﻋوى ﻓﻲ اﻟﻣوﺿوع ﻣرﻓوﻋﺔ أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء.
ﯾﺷطب ﻋﻠﻰ ھذا اﻟﺗﻘﯾﯾد اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ ﺑﻌد اﻧﺻرام اﻷﺟل اﻟﻣذﻛور ،ﻣﺎ ﻟم ﯾدل طﺎﻟب
اﻟﺗﻘﯾﯾد ﺑﺄﻣر ﺻﺎدر ﻋن رﺋﯾس اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ طﺑﻘﺎ ﻷﺣﻛﺎم اﻟﻔﺻل 85أﻋﻼه.
ﯾﺣدد ﻣﻔﻌول اﻟﺗﻘﯾﯾد اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ أﻣر رﺋﯾس اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﺛﻼﺛﺔ أﺷﮭر
اﺑﺗداء ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺻدوره ،ﻣﺎ ﻟم ﯾﻧﺟز اﻟﺗﻘﯾﯾد اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ ﻟﻠﺣق ،وﺗﻛون ھذه اﻟﻣدة ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﻣدﯾد
ﺑﺄﻣر ﻣن رﺋﯾس اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﺷرﯾطﺔ ﺗﻘدﯾم دﻋوى ﻓﻲ اﻟﻣوﺿوع ،وﯾﺳﺗﻣر ﻣﻔﻌول
اﻟﺗﻣدﯾد إﻟﻰ ﺣﯾن ﺻدور ﺣﻛم ﻧﮭﺎﺋﻲ.
وﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺣﺎﻻت ،ﻻ ﯾﺻدر رﺋﯾس اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ اﻷﻣر ﺑﺎﻟﺗﻘﯾﯾد اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ إﻻ
ﺑﻌد ﺗﺄﻛده ﻣن ﺟدﯾﺔ اﻟطﻠب .ﻻ ﯾﻣﻛن ﻟطﺎﻟب اﻟﺗﻘﯾﯾد اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ أن ﯾﻘدم أي طﻠب ﺟدﯾد ﺑﻧﺎء
ﻋﻠﻰ ﻧﻔس اﻷﺳﺑﺎب.
ﯾﻣﻛن اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ رﺋﯾس اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘﻊ ﺑداﺋرة ﻧﻔوذھﺎ اﻟﻌﻘﺎر ،ﺑﺻﻔﺗﮫ
ﻗﺎﺿﯾﺎ ﻟﻠﻣﺳﺗﻌﺟﻼت ،ﻟﻸﻣر ﺑﺎﻟﺗﺷطﯾب ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻘﯾﯾد اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ ﻛﻠﻣﺎ ﻛﺎﻧت اﻷﺳﺑﺎب اﻟﻣﺳﺗﻧد
ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻏﯾر ﺟدﯾﺔ أو ﻏﯾر ﺻﺣﯾﺣﺔ"13
94
وﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟطرف اﻟذي ﯾرﻏب ﻓﻲ اﻟﺗﺷطﯾب أن ﯾﻘدم إﻟﻰ اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك
اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ طﻠﺑﺎ ﻣؤرﺧﺎ وﻣوﻗﻌﺎ ﻣن طرﻓﮫ أو ﻣن طرف اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺟﮭﻠﮫ أو ﻋﺟزه ﻋن
اﻟﺗوﻗﯾﻊ ﺑﺗﺿﻣن ﺗﻌﯾﯾن أو ﺑﯾﺎن ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
-1اﻟﻌﻘﺎر اﻟذي ﯾﻌﻧﯾﮫ اﻟﺗﺷطﯾب وذﻟك ﺑﺑﯾﺎن رﻗم رﺳﻣﮫ اﻟﻌﻘﺎري.
-2اﻟﺗﻘﯾﯾد أو اﻟﺑﯾﺎن أو اﻟﺗﻘﯾﯾد اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ اﻟﻣطﻠوب اﻟﺗﺷطﯾب ﻋﻠﯾﮫ.
- 3ﺳﺑب اﻟﺗﺷطﯾب وﻧوع وﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺳﻧد اﻟﻣﺛﺑت ﻟذﻟك اﻟﺳﺑب.
-11ﻤﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﻅﻬﻴﺭ ﺍﻟﺘﺤﻔﻴﻅ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﻀﻭء ﻗﺭﺍﺭﺍﺕ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺽ ،ﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﺘﻭﺜﻴﻕ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺽ 2009ﺹ117
-12ﻗﺭﺍﺭ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺽ ﻋﺩﺩ 704ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 1-3-2006ﻤﻠﻑ ﻤﺩﻨﻲ ، 2056-2004ﻤﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﻅﻬﻴﺭ ﺍﻟﺘﺤﻔﻴﻅ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﻀﻭء ﻗﺭﺍﺭﺍﺕ ﻤﺤﻜﻤﺔ
ﺍﻟﻨﻘﺽ ،ﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﺘﻭﺜﻴﻕ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺽ 2009 ،ﺹ، 117ﻭﻗﺩ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺽ ﻗﺒل ﺩﺨﻭل ﺘﻌﺩﻴﻼﺕ ﻅﻬﻴﺭ ﺍﻟﺘﺤﻔﻴﻅ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻱ ﺤﻴﺯ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫ ﺘﻌﺘﺒﺭﺭ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅ
ﺒﺭﻓﺽ ﺇﻴﺩﺍﻉ ﺭﺴﻭﻡ ﻭﻭﺜﺎﺌﻕ ﺘﺘﻌﻠﻕ ﺒﻌﻘﺎﺭ ﻓﻲ ﻁﻭﺭ ﺍﻟﺘﺤﻔﻴﻅ ﻁﺒﻘﺎ ﻟﻠﻔﺼل 84ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺘﺤﻔﻴﻅ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻱ ﻓﺭﺍﺭﺍ ﺇﺩﺍﺭﻴﺎ ﻗﺎﺒﻼ ﻟﻠﻁﻌﻥ ﻓﻴﻪ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺩﻋﻭﻯ ﺍﻹﻟﻐﺎء ﻭ
ﻫﻭ ﻴﺨﺭﺝ ﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻋﻥ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ ﺍﻟﻔﺼل 96ﻤﻥ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺭﺠﻊ ﺍﻟﻁﻌﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻡ ﺍﻟﻌﺎﺩﻴﺔ
ﺇﻥ ﺭﻓﺽ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅ ﺇﻴﺩﺍﻉ ﺍﻟﻌﻘﻭﺩ ﺍﻟﻤﺭﻓﻘﺔ ﺒﺎﻟﻁﻠﺏ ﺒﺩﻋﻭﻯ ﺃﻨﻬﺎ ﻻ ﺘﺘﻀﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﺍﺠﻊ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻴﺔ ،ﻴﻌﺘﺒﺭ ﻗﺭﺍﺭﺍ ﻤﺘﺴﻤﺎ ﺒﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﻟﻌﻴﺏ ﺍﻟﺴﺒﺏ ﻭﻤﻭﺠﺒﺎ ﻟﻺﻟﻐﺎء
ﻟﻜﻭﻥ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﻔﻭﻴﺕ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ ﺇﻴﺩﺍﻋﻪ ﻓﺩ ﺘﻡ ﻓﺒل ﺇﻨﺸﺎء ﻤﻁﻠﺏ ﺍﻟﺘﺤﻔﻴﻅ ﻭﻻ ﻴﺘﺼﻭﺭ ﺘﻀﻤﻴﻥ ﺭﻗﻡ ﻤﻁﻠﺏ ﺍﻟﺘﺤﻔﻴﻅ ﺒﻌﻘﺩ ﺃﻨﺸﺊ ﻓﺒل ﻓﺘﺢ ﻤﺴﻁﺭﺓ ﺍﻟﺘﺤﻔﻴﻅ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ
ﺒﺫﺍﺕ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭ.
-13ﺍﻟﻔﺼل 86ﻤﻜﺭﺭ :ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻜﻠﻤﺎ ﺜﺒﺕ ﻟﻬﺎ ﺃﻥ ﻁﻠﺏ ﺍﻟﺘﻘﻴﻴﺩ ﺍﻻﺤﺘﻴﺎﻁﻲ ﻓﺩﻡ ﺒﺼﻔﺔ ﺘﻌﺴﻔﻴﺔ ﺃﻭ ﻜﻴﺩﻴﺔ ﺃﻭ ﻋﻥ ﺴﻭء ﻨﻴﺔ ،ﺃﻥ ﺘﻘﻀﻲ ﺘﻠﻘﺎﺌﻴﺎ ﻟﻔﺎﺌﺩﺓ
ﺍﻟﻭﻜﺎﻟﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻟﻠﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺢ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻱ ﻭﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁﻴﺔ ﺒﻐﺭﺍﻤﺔ ﻤﺩﻨﻴﺔ ﻻ ﻴﻘل ﻤﺒﻠﻐﻬﺎ ﻋﻥ ﻋﺸﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺌﺔ ﻤﻥ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﻕ ﺍﻟﻤﺩﻋﻰ ﺒﻪ،
ﻭﺍﻟﻜل ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﺱ ﺒﺤﻕ ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﺍﻟﻤﺘﻀﺭﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺒﺎﻟﺘﻌﻭﻴﺽ.
95
وﺗطﺑق ﻋﻠﻰ طﻠﺑﺎت اﻟﺗﺷطﯾب ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﻘرة اﻷﺧﯾرة ﻣن اﻟﻔﺻل ، 69وﻛذا
ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﺻول 70إﻟﻰ 73ﻣن ھذا اﻟﻘﺎﻧون .اﻟﻔﺻل 93
ﻛﻣﺎ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ أن ﯾﺗﺣﻘق ﻣن أن اﻟﺗﺷطﯾب ﻣوﺿوع
اﻟطﻠب ﻻ ﯾﺗﻌﺎرض ﻣﻊ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻣﺿﻣﻧﺔ ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري وﻣﻘﺗﺿﯾﺎت ھذا اﻟﻔﺎﻧون وأن
اﻟوﺛﺎﺋق اﻟﻣدﻟﻰ ﺑﮭﺎ ﺗﺟﯾز اﻟﺗﺷطﯾب اﻟﻔﺻل . 94
وﯾﻧﺟز ﻛل ﺗﺷطﯾب ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﺑﯾﺎﻧﺎت ﻣوﺟزة وﯾؤرخ ھذا اﻟﺗﺷطﯾب وﯾوﻗﻊ ﻣن
طرف اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ اﻟﺑطﻼن .اﻟﻔﺻل 95
وھﻛذا ﺟﺎء ﻓﻲ ﺣﻛم ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺑﺎﻟرﺑﺎط ﺻﺎدر ب ﺗﺎرﯾﺦ "2-3-2000إن طﻠب
اﻟﺗﺷطﯾب ﻋﻰ ﺗﻘﯾﯾد اﺣﺗﯾﺎطﻲ ﺑرﺳم ﻋﻘﺎري ﻣن ﺷﺄﻧﮫ اﻟﺗﺷطﯾب ﻋﻠﻰ ﺣق ﻋﯾﻧﻲ ،ﻟذﻟك ﻓﺈن
ﻗرار رﻓض اﻟﺗﺷطﯾب ﻋﻠﻰ ﺣق ﻋﯾﻧﻲ ﯾطﻌن ﻓﯾﮫ أﻣﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ"14
وﻻ ﺗﺧﺗص اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ إﻻ ﺑﺎﻟﻧظر ﻓﻲ ﻗرارات رﻓض اﻟﺗﻘﯾﯾد أو اﻟﺗﺷطﯾب
اﻟﻣرﺗﺑطﺔ واﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘود ،أﻣﺎ ﻣﺎ ﺗﻌﻠق ﺑﺎﻷﺣﻛﺎم ﻓﯾرﺟﻊ اﻻﺧﺗﺻﺎص ﺑﺷﺄﻧﮭﺎ ﻟﻠﻣﺣﺎﻛم
اﻹدارﯾﺔ.
وﻋﻠﯾﮫ إذا ﻛﺎن رﻓض اﻟﻣﺣﺎﻓظ اﻟﺗﻘﯾﯾد اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ أو اﻟﺗﺷطﯾب اﻟﻣﻧﺻب ﻋﻠﻰ ﺣق ﻋﯾﻧﻲ
ﯾرﺟﻊ ﻟﻠﻣﺣﺎﻛم اﻟﻌﺎدﯾﺔ ﻓﺈن ﻋدم ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﻟﻠﺣﻛم اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ اﻟﻣوﺿوع ﯾرﺟﻊ
ﻟﻠﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ.
وھﻛذا ﺟﺎء ﻓﻲ ﺣﻛم ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺑﺎﻟﺑﯾﺿﺎء اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ " 3-5-2011وﺣﯾث
إﻧﮫ وﺑﻌد ﺗﻔﺣص اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻟوﺛﺎﺋق اﻟﻣﻠف ﺗﺑﯾن ﻛون اﻟﻘرار اﻟﻣطﻌون ﻓﯾﮫ اﻟﺻﺎدر ﻋن
اﻟﻣﺣﺎﻓظ وإن اﻧﺻب ﻋﻠﻰ رﻓض اﻟﺗﺷطﯾب ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻘﯾﯾد اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ ،ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺗﻧﻔﯾذ ﻗرار
ﻗﺿﺎﺋﻲ ﻗﺿﻰ ﺑرﻓض طﻠب اﻟﺷﻔﻌﺔ وأن اﻟرﻓض اﻷول ﻣرﺗﺑط ﺑﮫ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن اﻟطﻌن ﻓﯾﮫ
ﯾﻧدرج ﺿﻣن اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻧوﻋﻲ ﻟﮭذه اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ .ﻣﻣﺎ ﯾﺗﻌﯾن ﻣﻌﮫ اﻟﺗﺻرﯾﺢ ﺑذﻟك. "15
99
وھﻛذا ﺟﺎء ﻓﻲ ﺣﻛم ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺑﻔﺎس ﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 30ﯾﻧﺎﯾر :2001
"اﻟطﻌن ﺑرﻓض ﺗﺻﺣﯾﺢ ﻣﺎ اﻋﺗﺑره ﺧطﺄ ﻓﻲ ﻣﺳﺎﺣﺔ اﻟﻌﻘﺎر ﻻ ﯾدﺧل ﺿﻣن
اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ اﻟﻧوﻋﯾﺔ".18
ﻛﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗرار ﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 2-7-2003ﻛون اﻟدوﻟﺔ ﻣﺳﺟﻠﺔ ﻓﻲ
اﻟرﺳوم اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ ﻗرار وزاري ﻣﺷﺗرك ﯾﻘﺗﺿﻲ ﺳﻠوك ﻣﺳطرة إﻟﻐﺎء أﻣﺎم اﻟﺟﮭﺔ
اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ واﻟراﻣﯾﺔ إﻟﻰ ﺗﺻﺣﯾﺢ اﻹﻏﻔﺎﻻت واﻷﺧطﺎء ﻓﻲ اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،إذ ﯾﻣﻛن اﻟطﻌن
ﻓﻲ ﻗرارات رﻓض اﻟﻣﺣﺎﻓظ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﺗﺻﺣﯾﺢ أو ﻓﻲ ﻗرارات اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﺗﺻﺣﯾﺢ أﻣﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ
اﻟﺗﻲ ﺗﻧظر ﻓﻲ ﻏرﻓﺔ اﻟﻣﺷورة ،ﻋﻠﻣﺎ ﺑﺄﻧﮫ وإن ﻛﺎن اﻟﻔﺻل 30ﯾذﻛر اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ دون أن ﯾﺷﯾر
إﻟﻰ ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت ﻣﺣﻛﻣﺔ ﻋﺎدﯾﺔ أو إدارﯾﺔ ﻓﺈن اﻟﺳﯾﺎق اﻟذي وﺿﻌت ﻓﯾﮫ ھﺎﺗﮫ اﻟﻧﺻوص ﺗﻌﻧﻲ
اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﺎدﯾﺔ.
اﻟﻣطﻠب اﻟﻌﺎﺷر :رﻓض ﺗﺳﻠﯾم ﻧظﯾر اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري أو اﻟﺷﮭﺎدة اﻟﺧﺎﺻﺔ
ﯾﻧص اﻟﻔﺻل 103ﻣن ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري ﻋﻠﻰ أﻧﮫ:
"إذا وﻗﻊ ﺗﻌرض ﻋﻠﻰ ﺗﺳﻠﯾم ﻧظﯾر ﺟدﯾد ﻟﻠرﺳم اﻟﻌﻘﺎري أو ﻧﺳﺧﺔ ﺷﮭﺎدة اﻟﺗﻘﯾﯾد
اﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 101ﻣن ھذا اﻟﻘﺎﻧون )ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﺿﯾﺎع أو ﺳرﻗﺔ أو
ﺗﻠف(19
أو رأى اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ أﻧﮫ ﻻ داﻋﻲ ﻟﺗﻠﺑﯾﺔ اﻟطﻠب اﻟﻣﻘدم إﻟﯾﮫ ،ﻓﯾﻣﻛن
ﻟﻠطﺎﻟب أن ﯾرﻓﻊ اﻷﻣر إﻟﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺑت وﻓق اﻹﺟراءات اﻟﻣﻘررة ﻓﻲ ﻗﺎﻧون
اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ.
100
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول :ﻗرارات رﻓض اﻟﺗﻌرض أو ﻗﺑوﻟﮭﺎ
إن ﻗرارات اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﺟﻣﯾﻌﮭﺎ أﺻﺑﺣت ﻓﻲ ﻣﺎدة اﻟﺗﻌرﺿﺎت ﺗﺧﺿﻊ ﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣﺎﻛم
اﻹدارﯾﺔ ﺣﺻرا ﺳواء ﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑرﻓض ﺗﺳﺟﯾل اﻟﺗﻌرض أو ﻗﺑوﻟﮫ.
اﻟﻣطﻠب اﻷول :ﻗرار رﻓض ﺗﺳﺟﯾل اﻟﺗﻌرض ﻓﻰ ﻣﺳطرة اﻟﺗﺣﻔﯾظ
-18ﺤﻜﻡ ﻋﺩﺩ ، 49ﺍﻟﺩﻟﻴل ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﻟﻼﺠﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ،ﻤﻨﺸﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻤﻐﺭﺒﻴﺔ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯء
ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﺭﻗﻡ ،16ﻤﻁﺒﻌﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﺍﻟﺭﺒﺎﻁ ،ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ 2004ﺹ .327
ﺃ -19ﺍﻟﻔﺼل :101ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﻀﻴﺎﻉ ﺃﻭ ﺴﺭﻗﺔ ﺃﻭ ﺘﻠﻑ ﻨﻅﻴﺭ ﺍﻟﺭﺴﻡ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻱ ﺃﻭ ﺸﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻘﻴﻴﺩ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﻴﺠﺏ ﻋﻠﻰ ﺼﺎﺤﺒﻬﻤﺎ ﺃﻥ ﻴﻘﺩﻡ
ﻟﻠﻤﺤﺎﻓﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻤﻼﻙ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻴﺔ ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﺍﻟﻤﺜﺒﺘﺔ ﻭﺃﻥ ﻴﺩﻟﻲ ﺇﻟﻴﻪ ﺒﺘﺼﺭﻴﺢ ﻴﺘﻀﻤﻥ ﻫﻭﻴﺘﻪ ﻭﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﻀﻴﺎﻉ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﺭﻗﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻠﻑ ﻭﻜل ﻤﺎ ﻟﺩﻴﻪ
ﻤﻥ ﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﻋﻥ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ.
ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻠﻤﺤﺎﻓﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻤﻼﻙ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻴﺔ ﺇﺫﺍ ﻤﺎ ﻅﻬﺭ ﻟﻪ ﺼﺩﻕ ﺍﻟﺘﺼﺭﻴﺢ ﺃﻥ ﻴﺴﻠﻡ ﻟﻠﻤﻌﻨﻲ ﺒﺎﻷﻤﺭ ﻨﻅﻴﺭﺍ ﺠﺩﻴﺩﺍ ﻟﻠﺭﺴﻡ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻱ ﺃﻭ ﻨﺴﺨﺔ ﻤﻥ
ﺸﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻘﻴﻴﺩ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﻌﺩ ﺍﻨﺼﺭﺍﻡ ﺨﻤﺴﺔ ﻋﺸﺭ ﻴﻭﻤﺎ ﻤﻥ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﻨﺸﺭ ﺇﻋﻼﻥ ﺒﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ.
ﺍﻟﻔﺼل :102ﻴﻨﺹ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻤﻼﻙ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻴﺔ ﺒﺎﻟﺭﺴﻡ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﻨﻅﻴﺭ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ ﺃﻭ ﻨﺴﺨﺔ ﺸﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻘﻴﻴﺩ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﻤﻊ
ﺒﻴﺎﻥ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﻭﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ.
ﻭﺘﻜﻭﻥ ﻟﻠﻨﻅﻴﺭ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ ﺃﻭ ﻟﻨﺴﺨﺔ ﺸﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻘﻴﻴﺩ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﻜﻴﻔﻴﺔ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﻷﺼﻠﻬﻤﺎ ﻭﻴﺴﺘﻌﻤﻼﻥ ﻟﻨﻔﺱ ﺍﻷﻏﺭﺍﺽ.
101
ﯾﻧص اﻟﻔﺻل 24ﻣن ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري ﻋﻠﻰ أﻧﮫ:
"ﯾﻣﻛن ﻟﻛل ﺷﺧص ﯾدﻋﻲ ﺣﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺎر ﺗم طﻠب ﺗﺣﻔﯾظﮫ أن ﯾﺗدﺧل ﻋن طرﯾق
اﻟﺗﻌرض ﻓﻲ ﻣﺳطرة اﻟﺗﺣﻔﯾظ ﺧﻼل أﺟل ﺷﮭرﯾن ﯾﺑﺗدئ ﻣن ﯾوم ﻧﺷر اﻹﻋﻼن ﻋن اﻧﺗﮭﺎء
اﻟﺗﺣدﯾد ﻓﻲ اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ إن ﻟم ﯾﻛن ﻗﺎم ﺑذﻟك ﻣن ﻗﺑل وذﻟك:
- 1ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ ﻓﻲ وﺟود ﺣق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﻟطﺎﻟب اﻟﺗﺣﻔﯾظ أو ﻓﻲ ﻣدى ھذا اﻟﺣق
أو ﺑﺷﺄن ﺣدود اﻟﻌﻘﺎر؛
- 2ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻻدﻋﺎء ﺑﺎﺳﺗﺣﻘﺎق ﺣق ﻋﯾﻧﻲ ﻗﺎﺑل ﻟﻠﺗﻘﯾﯾد ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري اﻟذي ﺳﯾﻘﻊ
ﺗﺄﺳﯾﺳﮫ؛
- 3ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ ﻓﻲ ﺣق وﻗﻊ اﻹﻋﻼن ﻋﻧﮫ طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻔﺻل 84ﻣن ھذا اﻟﻘﺎﻧون".
وﺗﻘدم اﻟﺗﻌرﺿﺎت ﻋن طرﯾق ﺗﺻرﯾﺢ ﻛﺗﺎﺑﻲ أو ﺷﻔوي ﻣﻊ ﺑﯾﺎن ھوﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌرض
وﻣوﺿوع اﻟﺗﻌرض وﻧطﺎﻗﮫ واﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻣﺛﺑﺗﺔ ﻟﻠﺗﻌرض ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻛل واﻟﺷروط 20اﻟﻣﺑﯾﻧﺔ ﻓﻲ
اﻟﻔﺻل 25ﺑﻌده ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون وﯾﻘوم اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ﺑﺗﺿﻣﯾن
اﻟﺗﻌرﺿﺎت ﻓﻲ ﺳﺟل ﺧﺎص ﯾدﻋﻰ ﺳﺟل اﻟﺗﻌرﺿﺎت.
وﺣﺳب اﻟﻔﺻل 27ﻓﻼ ﯾﻘﺑل أي ﺗﻌرض ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء ﻣﺎ ھو ﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل
29ﺑﻌد اﻧﺻرام أﺟل ﺷﮭرﯾن ﯾﺑﺗدئ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﻧﺷر اﻹﻋﻼن اﻟﻣذﻛور ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 23ﻣن
ھذا اﻟﻘﺎﻧون ﺑﺎﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ.
ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗرار ﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ :13-2-1986
" إن ﻗﺑول اﻟﺗﻌرﺿﺎت أو ﻋدم ﻗﺑوﻟﮭﺎ ﺣﺳب ﺗﻘدﯾﻣﮭﺎ داﺧل اﻷﺟل اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ أو ﺧﺎرﺟﮫ
ﯾدﺧل ﻓﻲ اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﻛﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻟذي ﯾﺗوﻟﻰ ﺗﻠﻘﻲ ھذه اﻟﺗﻌرﺿﺎت
21
وﺗﮭﯾﺋﺗﮭﺎ ﻗﺑل إﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣﻠف ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ".
وﻣن اﻟﻣﮭم اﻟﺑﯾﺎن أن ﻣن أھم اﻟﻣﺳﺗﺟدات اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﻌرﺿﺎت ھو ﻣﻧﺢ
اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻟﻠﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ ﻟﻠﻧظر ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف ﻗرارات اﻟﻣﺣﺎﻓظ رﻓض اﻟﺗﻌرض أو
إﻟﻐﺎءه ،وﯾﻌد ھذا اﻻﺧﺗﺻﺎص اﺧﺗﺻﺎﺻﺎ ﻣطﻠﻘﺎ ﻻ ﺗﺷﺎرﻛﮭﺎ ﻓﯾﮫ اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ،وﺑذﻟك
أﻟﻐﻰ اﻟﻣﺷرع ﻣﺎ ﻛﺎن ﯾﻧص ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻔﺻل 32ﻣن ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري ﻣن اﺧﺗﺻﺎص
اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧظر ﻓﻲ ﻗرارات اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﻗﺑول اﻟﺗﻌرﺿﺎت أو إﻟﻐﺎءھﺎ ﺑﺳﺑب ﻋدم
اﻹدﻻء ﺑﺎﻟوﺛﺎﺋق اﻟﻣﻌززة ﻟﮫ أو إﺛﺑﺎت اﺳﺗﺣﺎﻟﺔ ﺗﻘدﯾﻣﮭﺎ وﻣﺎ ﺧرج ﻋن ھذه اﻟﺣﺎﻻت ﻛﺎﻧت
ﺗﺧﺗص ﺑﮫ اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ.
وﻗد اﻋﺗﺑرت ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﺑﻣوﺟب ﻗراراﺗﮭﺎ اﻟﺻﺎدرة ﺑﺗﺎرﯾﺦ :30-4-1998
" إن ﻗرار اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﺑرﻓض ﺗﺳﺟﯾل ﺗﻌرض اﻟﻣﻠك اﻟﺧﺎص ﻟﻠدوﻟﺔ اﻟذي ﻗدﻣﮫ ﻓﻲ ﺷﻛل
ﻣطﻠب ﻟﻠﺗﺣﻔﯾظ ﺿد ﻣطﺎﻟب أﺧرى ﯾﺟﻌل اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻣﺧﺗﺻﺔ ﻟﻠﺑت ﻓﻲ طﻠب اﻹﻟﻐﺎء
اﻟﻣﻘدم إﻟﯾﮫ.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻗرار إﻟﻐﺎء اﻟﺗﻌرض
ﯾﻧص اﻟﻔﺻل 32ﻣن ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري ﻋﻠﻰ أﻧﮫ:
102
"ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺗﻌرض ﻻﻏﯾﺎ وﻛﺄن ﻟم ﯾﻛن إذا ﻟم ﯾﻘدم اﻟﻣﺗﻌرض ﺧﻼل اﻷﺟل اﻟﻣﻧﺻوص
ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 25ﻣن ھذا اﻟﻔﺎﻧون اﻟرﺳوم واﻟوﺛﺎﺋق اﻟﻣؤﯾدة ﻟﺗﻌرﺿﮫ ،وﻟم ﯾؤد اﻟرﺳوم
اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ وﺣﻘوق اﻟﻣراﻓﻌﺔ أو ﻟم ﯾﺛﺑت ﺣﺻوﻟﮫ ﻛﻠﻰ اﻟﻣﺳﺎﻋدة اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ".
ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗرار ﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 9-11-1995:
"إن ﻗرارات اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺻدرھﺎ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻔﺻل 32ﻣن
ظﮭﯾر 12ﻏﺷت 1913ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻠطﻌن ﻓﯾﮭﺎ أﻣﺎم اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ وﻟﯾس أﻣﺎم اﻟﻣﺣﺎﻛم
اﻹدارﯾﺔ.22
وﻣن اﻟﻣﮭم اﻹﺷﺎرة أن اﻟﻔﺻل 32ﻓﻲ ﺻﯾﻐﺗﮫ اﻟﻣﻧﺳوﺧﺔ ﻛﺎن ﯾﻧص ﺻراﺣﺔ ﻋﻠﻰ
اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧظر ﻓﻲ ﻗرارات رﻓض اﻟﺗﻌرض أو إﻟﻐﺎﺋﮫ ﺑﺳﺑب ﻋدم
ﺗﻘدﯾم اﻟﻣﺗﻌرﺿﯾن ﻟﻠرﺳوم واﻟوﺛﺎﺋق ،ﻟﻛن اﻟرﻓض ﻟﻐﯾر ھذا اﻟﺳﺑب ﻛﺎن ﯾﺧﺿﻊ ﻟﻠطﻌن أﻣﺎم
اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري.
-20ﺘﻘﺩﻡ ﺍﻟﺘﻌﺭﻀﺎﺕ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺘﺼﺭﻴﺢ ﻜﻨﺎﺒﻲ ﺃﻭ ﺸﻔﻭﻱ ﺇﻤﺎ ﻟﻠﻤﺤﺎﻓﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻤﻼﻙ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻴﺔ ،ﻭﺇﻤﺎ ﻟﻠﻤﻬﻨﺩﺱ ﺍﻟﻤﺴﺎﺡ ﺍﻟﻁﺒﻭﻏﺭﺍﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺘﺩﺏ ﺃﺜﻨﺎء ﺇﺠﺭﺍء
ﺍﻟﺘﺤﺩﻴﺩ .ﺘﻀﻤﻥ ﺍﻟﺘﺼﺭﻴﺤﺎﺕ ﺍﻟﺸﻔﻭﻴﺔ ﻟﻠﻤﺘﻌﺭﺽ ،ﺒﺤﻀﻭﺭﻩ ،ﻓﻲ ﻤﺤﻀﺭ ﻴﺤﺭﺭ ﻓﻲ ﻨﺴﺨﺘﻴﻥ ﺘﺴﻠﻡ ﺇﻟﻴﻪ ﺇﺤﺩﺍﻫﻤﺎ
ﺇﻥ ﺍﻟﺘﺼﺭﻴﺤﺎﺕ ﻭﺍﻟﺭﺴﺎﺌل ﺍﻟﻤﺤﺭﺭﺓ ﻟﻠﻐﺭﺽ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﺴﺎﺒﻘﺎ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﺘﺒﻴﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻫﻭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﺭﺽ ،ﺤﺎﻟﺘﻪ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ،ﻋﻨﻭﺍﻨﻪ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭ ،ﺍﺴﻡ
ﺍﻟﻤﻠﻙ ،ﺭﻗﻡ ﻤﻁﻠﺏ ﺍﻟﺘﺤﻔﻴﻅ ،ﻁﺒﻴﻌﺔ ﻭﻤﺩﻯ ﺍﻟﺤﻕ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ،ﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﺴﻨﺩﺍﺕ ﻭﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﺍﻟﻤﺩﻋﻤﺔ ﻟﻠﻁﻠﺏ.
ﻴﺠﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺘﻌﺭﻀﻴﻥ ﺃﻥ ﻴﻭﺩﻋﻭﺍ ﺍﻟﺴﻨﺩﺍﺕ ﻭﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﺍﻟﻤﺜﺒﺘﺔ ﻟﻬﻭﻴﺘﻬﻡ ﻭﺍﻟﻤﺩﻋﻤﺔ ﻟﺘﻌﺭﻀﻬﻡ ﻭﻴﺅﺩﻭﺍ ﺍﻟﺭﺴﻭﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﻭﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻌﺔ ،ﺃﻭ ﻴﺩﻟﻭﺍ ﺒﻤﺎ
ﻴﻔﻴﺩ ﺤﺼﻭﻟﻬﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺩﺓ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ،ﻭﺫﻟﻙ ﻓﺒل ﺍﻨﺼﺭﺍﻡ ﺍﻟﺸﻬﺭ ﺍﻟﻤﻭﺍﻟﻲ ﻻﻨﺘﻬﺎء ﺃﺠل ﺍﻟﺘﻌﺭﺽ.
ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﺴﻠﻡ ﻟﻁﺎﻟﺒﻲ ﺍﻟﺘﺤﻔﻴﻅ ﻭﺍﻟﻤﺘﺩﺨﻠﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﻁﺭﺓ ،ﺒﻁﻠﺏ ﻤﻨﻬﻡ ،ﺼﻭﺭ ﺸﻤﺴﻴﺔ ﻟﻠﻭﺜﺎﺌﻕ ﺍﻟﻤﺩﻟﻰ ﺒﻬﺎ ﻤﻥ ﻁﺭﻑ ﺍﻟﻤﺘﻌﺭﻀﻴﻥ )ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ .( 25
21ﻤﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﻅﻬﻴﺭ ﺍﻟﺘﺤﻔﻴﻅ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﻀﻭء ﻗﺭﺍﺭﺍﺕ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺽ ،ﺇﺼﺩﺍﺭﺍﺕ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺽ 2009ﺹ22
22ﻤﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﻅﻬﻴﺭ ﺍﻟﺘﺤﻔﻴﻅ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻱ ﻋل ﻀﻭء ﻗﺭﺍﺭﺕ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺽ ،ﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﺘﻭﺜﻴﻕ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺽ 2009،ﺹ34
103
وﺑﺻدور ﺗﻌدﯾﻼت ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧون رﻗم 14.07ﻟم ﯾﻌد اﻟﻧص
ﯾﺗﺿﻣن ﻣﺎ ﯾوﺣﻲ ﺑﺎﻧﻌﻘﺎد اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻓﻲ ﻗرارات رﻓض اﻟﺗﻌرض أو ﻗﺑوﻟﮭﺎ ﻟﻠﻣﺣﺎﻛم
اﻟﻌﺎدﯾﺔ ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌل اﻻﺧﺗﺻﺎص راﺟﻌﺎ ﻟﻘﺿﺎء اﻷﺻل وھو اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ
ﺑﺎﻟﻧظر ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ ﺣﺎﻻت رﻓض اﻟﺗﻌرض أو ﻗﺑوﻟﮫ أﯾﺎ ﻛﺎﻧت أﺳﺑﺎﺑﮫ اﻟﺗﻲ أﺻﺑﺣت ﺟﻣﯾﻌﮭﺎ
ﻣن اﺧﺗﺻﺎص ھذه اﻟﻣﺣﺎﻛم واﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺷﺎرﻛﮭﺎ ﻓﯾﮫ ﺑﺄي وﺟﮫ ﻣن اﻟوﺟوه اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﻌﺎدﯾﺔ.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث :ﻗرار رﻓض اﻟﺗﻌرض ﻏﯾر " اﻟﻘﺎﺑل ﻟﻠطﻌن اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ "
ﯾﻧص اﻟﻔﺻل 29ﻣن ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري ﻋﻠﻰ أﻧﮫ:
"ﺑﻌد اﻧﺻرام اﻷﺟل اﻟﻣﺣدد ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 27أﻋﻼه ،23ﯾﻣﻛن أن ﯾﻘﺑل اﻟﺗﻌرض ﺑﺻﻔﺔ
اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻣن طرف اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ وﻟو ﻟم ﯾرد ﻋﻠﻰ ﻣطﻠب اﻟﺗﺣﻔﯾظ أي
ﺗﻌرض ﺳﺎﺑق ﺷرﯾطﺔ أﻻ ﯾﻛون اﻟﻣﻠف ﻗد وﺟﮫ إﻟﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ.
ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﻌرض أن ﯾدﻟﻲ ﻟﻠﻣﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ﺑﺎﻟوﺛﺎﺋق اﻟﻣﺑﯾﻧﺔ
ﻟﻸﺳﺑﺎب اﻟﺗﻲ ﻣﻧﻌﺗﮫ ﻣن ﺗﻘدﯾم ﺗﻌرﺿﮫ داﺧل اﻷﺟل وﺑﺎﻟﻌﻘود واﻟوﺛﺎﺋق اﻟﻣدﻋﻣﺔ ﻟﺗﻌرﺿﮫ،
ﻛﻣﺎ ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﯾﮫ أن ﯾِؤدي اﻟرﺳوم اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ وﺣﻘوق اﻟﻣراﻓﻌﺔ أو ﯾﺛﺑت ﺣﺻوﻟﮫ ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﺳﺎﻋدة اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ".
ﻛﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗرار ﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ :24-4-1991
إن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ اﻟﻣؤﯾد ﺣﻛﻣﮭﺎ ﺑﺎﻟﻘرار اﻟﻣطﻌون ﻓﯾﮫ ﻻﺣظت وھﻲ ﺗﻧظر ﻓﻲ
اﻟﺗﻌرض اﻟﻣﺣﺎل ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺑﻌد ﻓﺗﺢ أﺟل ﺟدﯾد ﻟﮫ ﻣن طرف اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻔﺻل 29
ﻻﺣظت أن ھذا اﻟﻧص إﻧﻣﺎ ﯾﺧول ﻟﻠﻣﺣﺎﻓظ ﻓﺗﺢ أﺟل ﺟدﯾد ﻟﻠﺗﻌرض ﻟﻣن طﻠﺑﮫ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ
إذا ﻛﺎن ﻣﻠف اﻟﺗﺣﻔﯾظ ﻻ ﯾزال ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺗﮫ اﻹدارﯾﺔ ﺑﯾن ﯾدي اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﻗﺑل ﺗﻘدﯾﻣﮫ ﻟﻛﺗﺎﺑﺔ
ﺿﺑط اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ،وﻓﻲ ﻧﺎزﻟﺔ اﻟﺣﺎل ﻓﺈن ﻓﺗﺢ أﺟل ﺟدﯾد ﻟﻠﺗﻌرض ﻣن طرف اﻟﻣﺣﺎﻓظ وﻗﻊ ﺑﻌد
إﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣﻠف ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ وﺧروﺟﮫ ﻣن ﯾده واﻧﺗﮭﺎء اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ وإﻋﺎدﺗﮫ إﻟﯾﮫ ﻻﺗﺧﺎذ
ﻣﺎ ﯾراه ﻓﻲ ﺷﺄن طﻠب اﻟﺗﺣﻔﯾظ".24
ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗرار ﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ " 28-4-2004ﻗرار اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﻔﺗﺢ
أﺟل ﺟدﯾد ﻟﻠﺗﻌرض ﻋﻠﻰ ﻣطﻠب اﻟﺗﺣﻔﯾظ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺻل 29ﻣن اﻟظﮭﯾر اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗﺣﻔﯾظ
25
اﻟﻌﻘﺎري ﺑﻌﺗﺑر ﻗرارا إدارﯾﺎ ﯾﺧﺿﻊ ﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري"
وﻟﺋن ﻛﺎﻧت اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن اﻟﻔﺻل 29ﻣن ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري ﻗد أﻋطت
ﻟﻠﻣﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟرﺳﺎﻟﺔ اﻟﻣﺗﺿﻣﻧﺔ ﻟطﻠب ﻗﺑول اﻟﺗﻌرض
ﺑﺻورة اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ )ﺧﺎرج اﻵﺟﺎل اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ( إﻟﻰ طﺎﻟب اﻟﺗﺣﻔﯾظ وإﻟﻰ اﻷﺷﺧﺎص اﻵﺧرﯾن
اﻟﻣﻌﻧﯾﯾن ﺑﺎﻷﻣر،
أو اﻻﺳﺗﻣﺎع إﻟﻰ اﻷطراف ﻗﺑل أن ﺗﺑت ﻓﻲ اﻷﻣر ،ﻓﺈن ھذا اﻟﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟم ﯾرﺗب
اﻟﻣﺷرع ﻋﻠﻰ اﻹﺧﻼل ﺑﮫ أي ﺟزاء ،ﺧﺻوﺻﺎ وأن ﺣﻘوق اﻷطراف ﺗﻛون ﻣﺣﻔوظﺔ ﻋﻧد
اﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟﺗﻌرض أﻣﺎم اﻟﺟﮭﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ وﻓق ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﺻل 37ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﺗﺣﻔﯾظ
اﻟﻌﻘﺎري ،ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌل ﻗرار اﻟﻣﺣﺎﻓظ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﻘﺑول اﻟﺗﻌرض ﺑﺻﻔﺔ اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﺧﺎرج اﻷﺟل
اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ دون ﺳﻠوك اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﮭﺎ أﻋﻼه ﻏﯾر ﻣﺗﺳم ﺑﺗﺟﺎوز اﻟﺳﻠطﺔ.26
104
23ﺍﻟﻔﺼل : 30ﺨﻼل ﺍﻟﺜﻼﺜﺔ ﺃﺸﻬﺭ ﺍﻟﻤﻭﺍﻟﻴﺔ ﻻﻨﺼﺭﺍﻡ ﺃﺠل ﺍﻟﺘﻌﺭﺽ ﻴﻘﻭﻡ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻤﻼﻙ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻴﺔ ﺒﺘﺤﻔﻴﻅ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﺘﺤﻘﻕ ﻤﻥ ﺇﻨﺠﺎﺯ ﺠﻤﻴﻊ
ﺍﻹﺠﺭﺍءﺍﺕ ﺍﻟﻤﻘﺭﺭﺓ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ،ﻭﻤﻥ ﺸﺭﻋﻴﺔ ﺍﻟﻁﻠﺏ ﻭﻜﻔﺎﻴﺔ ﺍﻟﺤﺠﺞ ﺍﻟﻤﺩﻟﻰ ﺒﻬﺎ ،ﻭﻋﺩﻡ ﻭﻗﻭﻉ ﺃﻱ ﺘﻌﺭﺽ.
ﺍﻟﻔﺼل :31ﺇﺫﺍ ﻭﻗﻌﺕ ﺘﻌﺭﻀﺎﺕ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻤﻼﻙ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻴﺔ ﻴﺒﻠﻎ ﻓﻭﺭﺍ ﻨﺴﺨﺔ ﻤﻥ ﻤﻀﻤﻭﻨﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻁﺎﻟﺏ ﺍﻟﺘﺤﻔﻴﻅ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻤﻜﻨﻪ ،ﻗﺒل ﺍﻨﺼﺭﺍﻡ ﺍﻟﺸﻬﺭ
ﺍﻟﻤﻭﺍﻟﻲ ﻻﻨﺘﻬﺎء ﺃﺠل ﺍﻟﺘﻌﺭﺽ ﺃﻥ ﻴﺩﻟﻲ ﺒﻤﺎ ﻴﺜﺒﺕ ﺭﻓﻌﻬﺎ ﺃﻭ ﻴﺼﺭﺡ ﺒﻘﺒﻭﻟﻬﺎ.
ﺇﺫﺍ ﺃﺯﺍل ﻁﺎﻟﺏ ﺍﻟﺘﺤﻔﻴﻅ ﺍﻟﺘﻌﺭﻀﺎﺕ ﺘﻤﺎﻡ ﺴﻭﺍء ﻜﺎﻥ ﺫﻟﻙ ﺒﺈﺜﺒﺎﺘﻪ ﺭﻓﻌﻬﺎ ﺃﻭ ﺒﻘﺒﻭﻟﻪ ﻟﻬﺎ ﺃﻤﻜﻥ ﻟﻠﻤﺤﺎﻓﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻤﻼﻙ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻴﺔ ﺃﻥ ﻴﺒﺎﺸﺭ ﺍﻟﺘﺤﻔﻴﻅ ﻭﻓﻕ ﻤﺎ ﻫﻭ
ﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ.
ﺇﺫﺍ ﻟﻡ ﻴﻨﻤﻜﻥ ﻁﺎﻟﺏ ﺍﻟﺘﺤﻔﻴﻅ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻤﻼﻙ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻴﺔ ﻴﻤﻜﻨﻪ ﺃﻥ ﻴﺠﺯﺉ ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﻭﻴﺅﺴﺱ ﺭﺴﻤﺎ ﻋﻘﺎﺭﻴﺎ ﺨﺎﺼﺎ ﺒﺎﻟﺠﺯء ﺍﻟﺫﻱ ﻻ ﻴﺸﻤﻠﻪ
ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ﺒﻌﺩ ﺇﺠﺭﺍء ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺘﻜﻤﻴﻠﻲ.
ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻠﻤﺤﺎﻓﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻤﻼﻙ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻴﺔ ﺃﺜﻨﺎء ﺠﺭﻴﺎﻥ ﺍﻟﻤﺴﻁﺭﺓ ﻭﻗﺒل ﺘﻭﺠﻴﻪ ﺍﻟﻤﻠﻑ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻻﺒﺘﺩﺍﺌﻴﺔ ،ﺃﻥ ﻴﻌﻤل ﻋﻠﻰ ﺘﺼﺎﻟﺢ ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﻭﻴﺤﺭﺭ
ﻤﺤﻀﺭﺍ ﺒﺎﻟﺼﻠﺢ ﻴﻭﻗﻊ ﻤﻥ ﻗﺒﻠﻬﻡ.
ﻭﺘﻜﻭﻥ ﻻﺘﻔﺎﻗﺎﺕ ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﺍﻟﻤﺩﺭﺠﺔ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻤﺤﻀﺭ ﻗﻭﺓ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﺍﻟﻌﺭﻓﻲ.
-24ﻤﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﻅﻬﻴﺭ ﺍﻟﺘﺤﻔﻴﻅ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻱ ﻋل ﻀﻭء ﻗﺭﺍﺭﺍﺕ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺽ ،ﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﺘﻭﺜﻴﻕ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺽ 2009,ﺹ 30
ﺃﺤﻤﺩ ﺍﻟﺸﺤﻴﺘﻲ ﻤﺤﺎﻓﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻤﻼﻙ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻴﺔ ﺒﻭﺠﺩﺓ ﻭﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﺼﻐﻴﺭ ﻤﺤﺎﻓﻅ ﻤﺴﺎﻋﺩ ،ﻓﻲ ﻤﻘﺎﻟﺔ ﺒﻌﻨﻭﺍﻥ ﺍﻟﻁﻌﻥ ﻓﻲ ﻗﺭﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅ ﺒﻴﻥ ﺍﺨﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﻘﻀﺎء ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ
ﻭ ﺍﺨﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﻘﻀﺎء ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﺘﺤﻔﻴﻅ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻱ ﺍﻟﻌﺩﺩ 7ﻴﻨﺎﻴﺭ 2000ﻭ ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﻨﺠﺎﺭﻱ ﺍﻟﻁﻌﻥ ﻓﻲ ﻗﺭﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻤﻼﻙ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻴﺔ ﺒﻴﻥ
ﺍﺨﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻌﺎﺩﻴﺔ -ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﻟﻠﺘﺤﻔﻴﻅ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻱ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻤﻼﻙ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﺴﺢ ﻭ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁﻴﺔ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﺘﻭﺜﻴﻕ ﻭ
ﺍﻹﺭﺸﺎﺩ ﺍﻟﺠﺯء ﺍﻷﻭل 2002ﺹ 58ﻭﻤﺎ ﺒﻌﺩﻫﺎ ﻤﺤﻤﺩ ﺸﻨﺎﻥ -ﺨﺼﻭﺼﻴﺔ ﺍﻟﺭﻗﺎﺒﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﺸﺭﻭﻋﻴﺔ ﺃﻋﻤﺎل ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅ -ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻤﻐﺭﺒﻴﺔ ﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻭ ﻭﺍﻗﺘﺼﺎﺩ
ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﺩﺩ 21-1989ﺹ 183
ﻤﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﻅﻬﻴﺭ ﺍﻟﺘﺤﻔﻴﻅ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﻀﻭء ﻗﺭﺍﺭﺍﺕ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺽ ،ﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﺘﻭﺜﻴﻕ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺽ 2009،ﺹ ، 31ﻤﻨﺸﻭﺭ ﺃﻴﻀﺎ ﻓﻲ ﻗﺭﺍﺭﺍﺕ 25
ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺽ،ﺃﻫﻡ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ،ﺍﺤﺘﻔﺎء ﺒﺎﻟﺫﻜﺭﻯ ﺍﻟﺨﻤﺴﻴﻨﻴﺔ ﻟﺘﺄﺴﻴﺱ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺽ ،ﻤﻁﺒﻌﺔ ﺍﻷﻤﻨﻴﺔ ﺍﻟﺭﺒﺎﻁ 2997ﺹ . 242
105
وإذا ﻛﺎﻧت اﻟﻔﻘرة اﻷﺧﯾرة ﻣن اﻟﻔﺻل 29ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون ﺗﻧص ﻋﻠﻰ أن:
"ﻗرار اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ﺑرﻓض اﻟﺗﻌرض ﻏﯾر ﻗﺎﺑل ﻟﻠطﻌن اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ"
ﻓﮭل اﻟﻣﻘﺻود ھو اﻟﺗﺄﺳﯾس ﻟﺣﺻﺎﻧﺔ ﺟدﯾدة وﻣن ﻧوع آﺧر ﻟﻘرار اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﻣن اﻟطﻌن
ﻋﻠﻰ ﻏرار ﻗرار اﻟﺗﺣﻔﯾظ ،أم أن اﻟﻣﻘﺻود ھو اﻟﺣﺻﺎﻧﺔ ﺿد اﻟطﻌن اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻌﺎدي أﻣﺎم
اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ وﻟﯾس اﻟطﻌن اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻹداري أﻣﺎم اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ ﻣﺎدام أن اﻟﻘﺎﻋدة
اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﻣﺳﺗﻘر ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻘﮭﺎ وﻗﺿﺎءا ﻋدم ﺟواز ﺗﺣﺻﯾن أي ﻗرار إداري ﻣن اﻟطﻌن ،ﻷن
اﻟطﻌن ﺑﺎﻹﻟﻐﺎء ھو أﺳﺎس اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ وﺳﯾﺎدة اﻟﻔﺎﻧون ،ﺑﻣﺎ ﯾﺗﺿﻣﻧﮫ ذﻟك ﻣن ﺧﺿوع
اﻹدارة ﻟﻠﻘﺎﻧون واﻻﻟﺗزام ﺑﺄﺣﻛﺎﻣﮫ ﻣن ﺣﯾث ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻣﺑدأ اﻟﺷرﻋﯾﺔ ﻋﻠﻲ ﻣﺳﺗوى اﻟﺗﺷرﯾﻊ
واﻟﺗطﺑﯾق اﻟﺳﻠﯾم ﻟﻸﺣﻛﺎم ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوق وﺣرﯾﺎت اﻷﻓراد ،ﺗﻔﻌﯾﻼ ﻟدوﻟﺔ
اﻟﺣق واﻟﻘﺎﻧون ﺷﻛﻼ وﺟوھرا.
وھو ﻣﺎ ﻧص ﻋﻠﯾﮫ اﻟدﺳﺗور اﻟﺟدﯾد ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 117ﻣﻧﮫ ﺣﯾﻧﻣﺎ أﻛد ﻋﻠﻰ أﻧﮫ:
" ﯾﺗوﻟﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوق اﻷﺷﺧﺎص واﻟﺟﻣﺎﻋﺎت وﺣرﯾﺎﺗﮭم وأﻣﻧﮭم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ
وﺗطﺑﯾق اﻟﻘﺎﻧون".
وﻗد طﺑﻘت ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ذات اﻟﻣﺑدأ ﻓﻲ ﻗﺿﯾﺔ وﻟﯾﺎم وول ﺣﯾث ﻟم ﯾﻘﺑل إدﻋﺎء اﻹدارة
ﺑﻛون اﻟﻘرار ﻏﯾر ﻗﺎﺑل ﻟﻠطﻌن ،27ﺑﻌﻠﺔ أن اﻟﻧص اﻟﻣﺳﺗﻧد ﻋﻠﯾﮫ ھو ﻧص ﻋﺎم ﻻ ﯾﻣﻛن
اﻻﺣﺗﺟﺎج ﺑﮫ ﻷن إرادة اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ اﺳﺗﺑﻌﺎد دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء ﻟم ﺗﻛن واﺿﺣﺔ.28
ﻛﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗرار ﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف اﻹدارﯾﺔ ﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ :27/12/2006
" إذا ﻛﺎن اﻟﻔﺻل 12ﻣن ظﮭﯾر 27/04/1919ﺑﺷﺄن ﺗﻧظﯾم اﻟوﺻﺎﯾﺔ ﻋﻠﻰ
اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ وﺿﺑط ﺗدﺑﯾر اﻹدارة ﻟﻸﻣﻼك اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﻗد ﻧص ﻋﻠﻰ ﻋدم ﻗﺎﺑﻠﯾﺔ
ﻣﻘررات ﻣﺟﻠس اﻟوﺻﺎﯾﺔ ﻟﻠطﻌن ،ﻓﺈن ھذا اﻟﻣﻧﻊ ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻧﺳﺣب أﺛره ﻋﻠﻰ دﻋوى
اﻟطﻌن ﺑﺎﻹﻟﻐﺎء اﻟذي ﯾﻣﻛن اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﻣن ﺑﺳط رﻗﺎﺑﺗﮫ ﻋﻠﻰ ﻣﺷروﻋﯾﺔ اﻟﻘرارات
اﻹدارﯾﺔ وﻓﺣص ﻣدى ﻣطﺎﺑﻘﺗﮭﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧون. 29
107
ﻛﻣﺎ ﯾﺗﺣﺗم ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﺎﻛم طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻔﺻل 134ﻣن اﻟدﺳﺗور اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن ﺗطﺑﯾق أي ﻧص
ﯾﺧﺎﻟف اﻟدﺳﺗور وﺗﺄﺳﯾﺳﺎ ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻧﺧﻠص إﻟﻰ أن اﻟﻔﺻل 29ﻣن ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري
ﻏﯾر دﺳﺗوري وﻣﺧﺎﻟف ﻟﺻراﺣﺔ اﻟﻔﺻل 118ﻣن اﻟدﺳﺗور ﻣﻣﺎ ﯾﺳﺗوﺟب اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن
ﺗطﺑﯾﻘﮫ أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﻣن ﺧﻼل اﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﻣﻘﺻود ﻣن اﻟﻣﻧﻊ ﻓﻲ اﻟطﻌن ﯾﻘﺗﺻر
ﻋﻠﻰ اﻟطﻌن اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻌﺎدي ﻻ اﻟطﻌن اﻹداري.
وﻣﺎ ﯾﺛﯾر اﻻﺳﺗﻐراب ﺣﻘﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﻠك اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ اﻟﻣﻧﺗﻘد ﻟﺗﻌدﯾﻼت ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ
اﻟﻌﻘﺎري ھو ﻛون اﻟﻣﺷرع ﻗﺻر اﻟﻣﻧﻊ ﻓﻲ اﻟطﻌن ﻋﻠﻰ ﻗرار رﻓض اﻟﺗﻌرض دون ﻗرارت
ﻓﺗﺢ اﻷﺟل اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﻲ ﻟﻠﺗﻌرض ﺑﻣﻔﮭوم اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﺑﻘﻰ ﻏﯾر ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠطﻌن أﻣﺎم اﻟﻣﺣﺎﻛم
اﻹدارﯾﺔ،
ﻓﻣن اﻷوﻟﻰ ﺑﺎﻟﺣﻣﺎﯾﺔ؟،وﻣن اﻷوﻟﻰ ﺑﺎﻟﻣﻧﻊ ﻣن اﻟطﻌن؟ ھل اﻟﺷﺧص اﻟذي ﺗﻛون ﺣﻘوﻗﮫ
ﻣﺣﻔوظﺔ ﺑﺈﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻌرض أﻣﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ؟ أو اﻟﺷﺧص اﻟذي ﺣرم ﻣن إﺣﺎﻟﺔ ﺗﻌرﺿﮫ
ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ رﻏم أن اﻟﻘرار ﻗد ﯾﻛون ﻣﺷوب ﺑﺗﺟﺎوز ﻓﺎﺿﺢ ﻟﻠﺳﻠطﺔ؟ !!!.
وإذا ﻛﺎﻧت ھذه اﻟﻣﻌﺎدﻟﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺗﻛﺎﻓﺋﺔ ﻟﻠطرﻓﯾن ﻟم ﺗﻐب ﻋن ذھن ﻣﻣﺛﻠﻲ اﻷﻣﺔ ﻓﻲ
ﻣﺟﻠس اﻟﻧواب أﺛﻧﺎء ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ اﻟﻘﺎﻧون واﻟﺗﻲ ﺟﻌﻠت اﻟﻧﺎﺋب ﯾﺳﺗﻔﺳر وﯾﺗﺳﺎءل" إذا ﻛﺎن ﻗﺑول
اﻟﻣﺣﺎﻓظ اﻟﺗﻌرض ﺑﺻﻔﺔ اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﺑﻘرار ﻣﻌﻠل وﻏﯾر ﻗﺎﺑل ﻟﻠطﻌن ﯾﺟب أن ﯾﻛون ﺣﺎﺿرا
ﻓﺈن ﻋدم ﻗﺑول اﻟﺗﻌرض ھو اﻷﻣر اﻟذي -ﻛﺎن -ﯾﺗوﺟب اﻟطﻌن ﻓﯾﮫ؟" ،ﻓﺈن ﺟواب ﻣﻣﺛل
اﻟوزارة اﻟوﺻﯾﺔ 32ﻛﺎن ھو "اﻟﺣرص واﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻘرار اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت وﻋدم اﻟﺑطء ﻓﻲ
ﻣﺳطرة اﻟﺗﺣﻔﯾظ ،و إذا اﻧﺻرﻓت اﻟﻘﻧﺎﻋﺔ إﻟﻰ ﻏﯾر ذﻟك ﻓﺎﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻣﺳﺗﻌدة ﻟﻠﺗﻌﺎﻣل إﯾﺟﺎﺑﯾﺎ ﻣﻊ
33
ﻛل طرح ﻣﻘﻧﻊ ﻓﻲ ھذا اﻟﻣﺟﺎل"؟ !!!.
ﻓﺗﺣﻘﯾﻘﺎ ﻟﻣﺑدأ اﻟﻣﺳﺎواة أﻣﺎم اﻟﻘﺎﻧون وﺑﺎﻟﻧظر ﻟﻠﻣراﻛز اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻸطراف اﻟﺗﻲ ﺗﻘﺗﺿﻲ
ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﻣوﺣدة ﻛﺎن اﻷﺟدر ﺗرك اﻟﺑﺎب ﻣﻔﺗوﺣﺎ أﻣﺎم اﻟطرﻓﯾن ﻣﻌﺎ ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻌداﻟﺔ.
وﻓﻲ ھذا اﻹطﺎر اﻋﺗﺑرت ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض أﻧﮫ "إذا ﻛﺎن ﻣﺑدأ اﻟﺣﯾطﺔ ﻣﺗطﻠﺑﺎ ﻣن طرف
اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺈﺷﮭﺎر اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﺑﺗﻘﯾﯾدھﺎ ﻋﻠﻰ اﻟرﺳوم اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ،ﻓﺈن
ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻧﻲ اﻹﺟراءات اﻟﻣوﺻﻠﺔ ﻹﻧﺷﺎء اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري اﻟذي ﯾﺷﻛل ﻧوﻋﺎ ﻣن
اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ،وﯾﻛﺗﺳﻲ اﻟﺻﺑﻐﺔ اﻟﻧﮭﺎﺋﯾﺔ ھﻲ اﻟﺗﻲ ﯾﺟب أن ﺗﺣﺎﻓظ ﺑﺄﻛﺛر
اﻻﺣﺗﯾﺎطﺎت ﺣﺗﻰ ﻻ ﺗﻧﺗﺞ ﻋﻧﮭﺎ ﺣﺎﻟﺔ ﯾﺳﺗﺣﯾل ﺗدارﻛﮭﺎ". 34
ﻛﻣﺎ أﻧﮫ ھذا اﻻﺗﺟﺎه اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ اﻟﻣﻧﺗﻘد ﯾﻌد ﺗراﺟﻊ ﻋن اﺟﺗﮭﺎدات ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض
ﻛﺎﻧت ﺗﺣرص ﺑﺎﺳﺗﻣرار ﻋﻠﻰ ﺑﺳط رﻗﺎﺑﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻘرار اﻟذي ﯾﺗﺧذه اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﻟﻣراﻗﺑﺔ ﻣدى
ﻣﺷروﻋﯾﺗﮫ واﻟﺗﺄﻛد ﻣن ﺗوﻓر اﻟﺷروط اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻣن ﺷﺄﻧﮭﺎ ﺗﺑرﯾر ﻗﺑول طﻠب اﻟﺗﻌرض
35
ﺧﺎرج اﻷﺟل أو رﻓﺿﮫ.
ﻟﻛن ﻣﺎ ﯾﺧﻔف ھذا اﻻﻧﺗﻘﺎد ھو ﻗدرة اﻻﺟﺗﮭﺎد اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﺧﻼق ﻟﻠﻘﺿﺎء اﻹداري ﻋﻠﻰ
ﺗﺟﺎوز اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ واﻟﺣرص ﻋﻠﻰ اﻟﺗطﺑﯾق اﻟﻌﺎدل ﻟﻠﻘﺎﻧون ﻛﻣﺎ ﻧص ﻋﻠﻰ ذﻟك اﻟﻔﺻل 110
ﻓﻲ ﻓﻘرﺗﮫ اﻷوﻟﻰ ﻣن اﻟدﺳﺗور واﻧﺳﺟﺎﻣﺎ أﯾﺿﺎ ﻣﻊ اﻟﻔﺻل 118ﻣﻧﮫ.
108
ﯾﻧص اﻟﻔﺻل 52ﻣﻛرر ﻣن ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري ﻋﻠﻰ أﻧﮫ:
"ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﺎﻟك اﻟﻣﻘﯾد أن ﺑطﻠب ﺗﻐﯾﯾر اﺳم اﻟﻌﻘﺎر اﻟﻣﺣﻔظ .وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺷﯾﺎع ﺗﻛون
اﻟﻣواﻓﻘﺔ اﻟﺻرﯾﺣﺔ ﻟﻛﺎﻓﺔ اﻟﺷرﻛﺎء اﻟﻣﻘﯾدﯾن ﺿرورﯾﺔ.
ﯾﻧﺷر اﻟطﻠب ﺑﺎﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ وﯾﻘﯾد ﻓﻲ ﺳﺟل اﻹﯾداع ﺑﻌد اﻧﺻرام ﺧﻣﺳﺔ ﻋﺷر ﯾوﻣﺎ
ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ھذا اﻟﻧﺷر وﯾﺿﻣن اﻹﺳم اﻟﺟدﯾد ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري وﺑﻧظﯾره وﯾﺷﺎر إﻟﯾﮫ ﻻﺣﻘﺎ ﻓﻲ
اﻟﺗﻘﯾﯾدات واﻟوﺛﺎﺋق".
-31ﻭﺘﺄﻜﻴﺩﺍ ﻟﻤﺒﺩﺃ ﺴﻤﻭ ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭ ﻭﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ،ﺘﻡ ﺍﻻﺭﺘﻘﺎء ﺒﺎﻟﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭﻱ ﺇﻟﻰ´´ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺩﺴﺘﻭﺭﻴﺔ´´ ،ﺫﺍﺕ ﺍﺨﺘﺼﺎﺼﺎﺕ ﻭﺍﺴﻌﺔ ،ﺘﺸﻤل ،ﻋﻼﻭﺓ ﻋﻠﻰ
ﺼﻼﺤﻴﺎﺘﻪ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ،ﻤﺭﺍﻗﺒﺔ ﺩﺴﺘﻭﺭﻴﺔ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﺒﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻋﺎﺕ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻭﺍﻟﺠﻬﺎﺕ.
-32ﺘﻘﺭﻴﺭ ﻟﺠﻨﺔ ﺍﻟﻘﻁﺎﻋﺎﺕ ﺍﻹﻨﺘﺎﺠﻴﺔ ﺒﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﻨﻭﺍﺏ ﺤﻭل ﻤﺸﺭﻭﻉ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ 14.07ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺘﻌﺩﻴﻼﺕ ﻅﻬﻴﺭ ﺍﻟﺘﺤﻔﻴﻅ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻱ،ﺍﻟﺩﻭﺭﺓ ﺍﻻﺴﺘﺜﻨﺎﺌﻴﺔ ﺸﺘﻨﺒﺭ
، 2011ﻤﻨﺸﻭﺭ ﻋﻠﻰ ﻤﻭﻗﻌﻲ ﺍﻻﻨﺘﺭﻨﺕ ﻟﻜﻼ ﻤﻥ ﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﻨﻭﺍﺏ ﻭﺍﻟﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﻜﻠﻔﺔ ﺒﺎﻟﻌﻼﻗﺔ ﻤﻊ ﺍﻟﺒﺭﻟﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ.
-33ﻟﻜﻥ ﻟﻸﺴﻑ ﻭﺒﻤﺭﺍﺭﺓ ﻭﺤﺭﻗﺔ ﺯﺍﺌﺩﺓ ﻓﻼ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﺍﻟﺘﻔﺘﺕ ﻟﻠﺩﺴﺘﻭﺭ ﻭﻻ ﻁﺭﺡ ﻤﻘﻨﻊ ﺘﻡ ﺍﻟﺘﻤﺴﻙ ﺒﻪ ﻭﺍﻟﺩﻓﺎﻉ ﻋﻨﻪ.
-34ﻗﺭﺍﺭ ﻋﺩﺩ 1418ﺼﺎﺩﺭ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 20-9-2000ﻤﻠﻑ ﻋﺩﺩ ،1468-1999ﻤﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﻅﻬﻴﺭ ﺍﻟﺘﺤﻔﻴﻅ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻱ ﻋل ﻀﻭء ﻗﺭﺍﺭﺕ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺽ ،
ﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﺘﻭﺜﻴﻕ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺽ 2009 ،ﺹ 73
. ﻤﻨﺸﻭﺭ ﻏﻴﺭ 3857-1-1-2004 ﻋﺩﺩ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻟﻤﻠﻑ ﻓﻲ 26-4-2006 ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ -35ﻗﺭﺍﺭ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺽ ﻋﺩﺩ ) 379
109
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث :ﻗرار اﻟﺗﺷطﯾب ﻋﻠﻰ ﺣق ﻋﯾﻧﻲ
اﻟﻣﻼﺣظ أﻧﮫ ﺑﺧﻼف ﻗرارات اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﺑرﻓض اﻟﺗﻘﯾﯾد واﻟﺗﺷطﯾب اﻟﺗﻲ ﯾرﺟﻊ
اﻻﺧﺗﺻﺎص ﺑﺷﺄﻧﮭﺎ ﻟﻠﻣﺣﺎﻛم اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﻣطﻠﻘﺔ ،ﻓﺈن اﻟطﻌن ﻓﻲ ﻗرار اﻟﺗﺷطﯾب ﻋﻠﻰ
اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﯾرﺟﻊ اﻟﻧظر ﻓﯾﮫ ﻟﻠﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ وﺣدھﺎ ﻟﻛون اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 96ﻣن
ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري ﻗﺻر اﻟطﻌن أﻣﺎم اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻗرارات رﻓض اﻟﺗﻘﯾﯾد أو
اﻟﺗﺷطﯾب دون ﺳواھﺎ.
وھﻛذا ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗرار ﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ :3-12-1998
" اﻟﺗﺷطﯾب ﻋﻠﻰ ﺣق ﻋﯾﻧﻲ ﻣﺳﺟل ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﯾﻌﺗﺑر ﻗرارا إدارﯾﺎ ﯾطﻌن ﻓﯾﮫ أﻣﺎم
اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ".36
وإذا ﻛﺎن اﻟﻔﺻل 17ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗن 7.81اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻧزع اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﻷﺟل اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ
اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻻﺣﺗﻼل اﻟﻣؤﻗت ،ﻗد ﺣدد اﻷﺟل اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟذي ﯾﻣﻛن أن ﺗﺑﻘﻰ ﺧﻼﻟﮫ اﻷﻣﻼك
اﻟﻣﻌﯾﻧﺔ ﻓﻲ ﻣﻘرر اﻟﺗﺧﻠﻲ ﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻧزع اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﻓﻲ ﺳﻧﺗﯾن اﺑﺗداء ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﻧﺷر ھذا اﻟﻣﻘرر
ﻓﻲ اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ،أو ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﺑﻠﯾﻐﮫ ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ ﺗﺟدﯾد إﻋﻼن اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ طﺑﻘﺎ
ﻟﻠﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن ﻧﻔس اﻟﻔﺻل ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم ﺗﻔﻌﯾل ذﻟك اﻟﻣﺷروع ﺑﺳﻠوك اﻹﺟراءات
اﻹدارﯾﺔ واﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻔرﺿﮭﺎ اﻟﻘﺎﻧون ،ﻓﺈن اﻧﺻرام ھذا اﻷﺟل دون ﺗﻔﻌﯾل ﻧﺎزع اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ
ﻟﻣﺷروع ﻧزع اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻣﻘﯾد ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،ﯾﻘﺗﺿﻲ ﻣن اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ
ﻣﺣو اﻷﺛر اﻟﻣﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ھذا اﻟﺗﻘﯾﯾد وذﻟك ﺑﺎﻟﺗﺷطﯾب ﻋﻠﯾﮫ ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ دون ﻣطﺎﻟﺑﺔ ﻣﺎﻟك اﻟﻌﻘﺎر
ﺑﺎﺳﺗﺻدار ﺣﻛم ﻧﮭﺎﺋﻲ ﯾﻘﺿﻲ ﺑﺎﻟﺗﺷطﯾب اﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ اﻟﻔﺻل 91ﻣن ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ
اﻟﻌﻘﺎري ،وإﻻ اﻋﺗﺑر ﻗراره ﺑﺎﻟرﻓض ﻣﺗﺳﻣﺎ ﺑﺗﺟﺎوز اﻟﺳﻠطﺔ ﻟﻌﯾب ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ
اﻋﺗﺑﺎر أن ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﺻل 91اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﮫ أﻋﻼه اﻟﻣﻌﺗﻣد ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ إﺻدار ﻗرار اﻟرﻓض
ﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗﻘﯾﯾدات ﻏﯾر اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺄﺟل ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻣن ﺣﯾت ﺗرﺗﯾب اﻷﺛر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻋﻠﯾﮫ وھو ﻣﺎ
ﯾﺧﺎﻟف اﻟﺗﻘﯾﯾد اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻣﺷروع ﻧزع اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻣرﺗﺑط ﺑﺄﺟل ﻗﺎﻧوﻧﻲ اﻟﻣﺣدد أﺛره ﻓﻲ
اﻟزﻣن. 37
110
ھذه اﻟدﻋوى وھﻲ ﻣﻌروﺿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺿﺎء -اﻟذي ﯾﻧﮭﻲ وﺣده ﻣﻔﻌول اﻟﺗﻘﯾﯾد اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ
اﻟﻣﺿﻣن ﺑﺎﻟﺳﺟل اﻟﻌﻘﺎري ﻓﻲ ﻣﺛل اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣﻌروﺿﺔ.
إن ﻣﺛل ھذا اﻟﻘرار ﻻ ﯾﻧدرج ﺿﻣن اﻟﻘرارات اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 96ﻣن
ظﮭﯾر 12/8/1913اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻧﻌﻘد اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻧوﻋﻲ
ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ ،39وإذا ﻛﺎن ﻣن ﺣق اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ﻋدم ﺗﺳﺟﯾل اﻟﺗﻘﯾﯾد
اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ ﺑﺎﻟﺳﺟل اﻟﻌﻘﺎري إذا ﻣﺎ ﺗﺑﯾن ﻟﮫ ﺑﺄن ﻣﻘﺎل اﻟدﻋوى اﻟﻣﻌﺗﻣد ﻓﻲ طﻠب اﻟﺗﻘﯾﯾد ﻻ
ﯾﺳﺗﮭدف إﺛﺑﺎت ﺣق ﻋﯾﻧﻲ طﺑﻘﺎ ﻟﻣﺎ ﯾﻧص ﻛﻠﯾﮫ اﻟﻔﺻل 85ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري ،ﻓﺈﻧﮫ
ﻟﯾس ﻣن ﺣﻘﮫ اﻟﺗﺷطﯾب ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻘﯾﯾد اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ اﻟذي ﺳﺑق ﻟﮫ ﺗﺳﺟﯾﻠﮫ ﺑدﻋوى وﺟود
ﺳﮭو أو ﻏﻠط اﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ اﻟﻔﺻل 29ﻣن اﻟﻘرار اﻟوزﯾري اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ
03/06/1915ﻣﺎداﻣت ھذه اﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت ﻻ ﺗﺷﻔﻊ ﻟﮫ ﻓﻲ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﮭذا اﻟﺗﺷطﯾب اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﻲ ﻗﺑل
ﺻدور اﻟﺣﻛم ﻓﻲ اﻟدﻋوى اﻟﺗﻲ اﺳﺗﻧد إﻟﯾﮭﺎ ﻓﻲ ﺗﺳﺟﯾل اﻟﺗﻘﯾﯾد اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ ،ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌل ﻗراره
ﺑﺎﻟﺗﺷطﯾب ﻣﺗﺳﻣﺎ ﺑﺗﺟﺎوز اﻟﺳﻠطﺔ ﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﻘﺎﻧون وﻣوﺟﺑﺎ ﻟﻺﻟﻐﺎء . 40
36ﻤﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﻅﻬﻴﺭ ﺍﻟﺘﺤﻔﻴﻅ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻱ ﻋل ﻀﻭء ﻗﺭﺍﺭﺍﺕ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺽ ،ﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﺘﻭﺜﻴﻕ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺽ 2009ﺹ130
37ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ﻋﺩﺩ 125ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 12/11/2008ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻠﻑ ﺭﻗﻡ 144/08/5
38ﻗﺭﺍﺭ ﻋﺩﺩ 595ﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 13/07/2005ﻤﻠﻑ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﺍﻟﻘﺴﻡ ﺍﻷﻭل ﻋﺩﺩ -1231/4/1/2005ﺤﺴﻥ ﺒﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﺴﻭﺴﻲ ﻀﺩ ﺍﻟﺴﻴﺩ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻤﻼﻙ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻴﺔ
ﺒﻁﻨﺠﺔ ﻏﻴﺭ ﻤﻨﺸﻭﺭ
39ﻗﺭﺍﺭ ﺍﻟﻐﺭﻓﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ﺒﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺽ ﻋﺩﺩ 595ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 13/7/2005ﻤﻠﻑ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﻋﺩﺩ 1231/4/1/2005
111
ﻓﺎﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗرض اﻟﻌﻘﺎر اﻟﻣﺣﻔظ إﻣﺎ أن ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺣﻘوق ﺷﺧﺻﯾﺔ ﯾﻠﺟﺄ ﺻﺎﺣﺑﮭﺎ
ﻣن أﺟل اﻟﺿﻣﺎن ﻟﻠﺣﺟز اﻟﺗﺣﻔظﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎر طﺑﻘﺎ ﻟﻣﺎ ﯾﻘﺗﺿﯾﮫ اﻟﻔﺻل 452ﻣن ﻗﺎﻧون
اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ ،وإﻣﺎ أن ﯾﺗﻌﻠق اﻟﻧزاع ﺑﺿﻣﺎن ﺣق ﻋﯾﻧﻲ وھﻧﺎ ﯾﻠﺟﺄ ﺻﺎﺣب اﻟﺣق ﻓﻲ
ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم ﺗﻣﻛﻧﮫ ﻣن اﻟﺗﺳﺟﯾل اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ إﻟﻰ ﺗﻘﯾﯾد ﺣﻘﮫ ﺑﺻﻔﺔ اﺣﺗﯾﺎطﯾﺔ ،ﻟﺗﻔﺎدي ﻣﺧﺎطر
وﻣﺣﺎذﯾر اﻟﺗراﺧﻲ ﻓﻲ ﺗﺳﺟﯾل اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ.
وإذا ﻛﺎن ﻛﺎﻧت ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﻗد اﻋﺗﺑرت ﺑﻣوﺟب ﻗرارھﺎ اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 23ﯾوﻧﯾو
" :1993أن اﻟﺣﺟز اﻟﺗﺣﻔظﻲ ﻟﯾس ﺑﺎﻟﺿرورة أن ﯾﻛون ﻣن أﺟل دﯾن ﻓﻲ ذﻣﺔ اﻟﻣﺣﺟوز
ﻋﻠﯾﮫ وإﻧﻣﺎ ﻗد ﯾﻘﻊ ﻣن أﺟل ﺷﻲء آﺧر" ،ﻓﺈﻧﮫ وﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺑل ﺗراﺟﻊ ﻋن ھذا اﻻﺗﺟﺎه ﺑﻣوﺟب
ﻗراره اﻟﻣﺑدﺋﻲ اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 10ﻣﺎرس 2004ﺣﯾﻧﻣﺎ أﻛد أﻧﮫ " :ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻔﺻل 452
ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻓﺈن اﻟﺣﺟز اﻟﺗﺣﻔظﻲ ﯾﻘﻊ ﻣن أﺟل ﺿﻣﺎن أداء ﻣﺑﻠﻎ ﻣﺎﻟﻲ وﻟﯾس
اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﺣق ﻋﯾﻧﻲ ﻋﻘﺎري ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺎر ﻣﺣﻔظ اﻟذي ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻔﺻل 85ﻣن ظﮭﯾر
12ﻏﺷت 1913ﺑﺷﺄن اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري ﯾﻣﻛن ﻟﻛل ﻣن ﯾدﻋﻲ ﺣﻘﺎ ﻓﻲ ﻋﻘﺎر ﻣﺣﻔظ أن
ﯾطﻠب ﺗﻘﯾﯾدا اﺣﺗﯾﺎطﯾﺎ ﻗﺻد اﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﮭذا اﻟﺣق.
ﻟذﻟك ﯾﻛون ﻣﻌﻠﻼ ﺗﻌﻠﯾﻼ ﻓﺎﺳدا ﯾﻧزل ﻣﻧزﻟﺔ اﻧﻌداﻣﮫ وﻣﻌرﺿﺎ ﻟﻠﻧﻘض واﻹﺑطﺎل اﻟﻘرار
اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑرﻓض طﻠب رﻓﻊ اﻟﺣﺟز اﻟﺗﺣﻔظﻲ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺎر ﻣﺣﻔظ ﻣن أﺟل اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎر
اﻟذي ﯾدﻋﻲ طﺎﻟب اﻟﺣﺟز ﺷراءه دون ﺗﻣﻛﯾﻧﮫ ﻣن ﺗﺳﺟﯾل اﻟﺷراء"41
ﻓﺎﻟﺗﻘﯾﯾد اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ ھو ﺗﺳﺟﯾل ﻣؤﻗت ﻣﻌﻠق ﻋﻠﻰ ﺷروط ﻣﻌﯾﻧﺔ وﻋﻠﻰ أﺟﺎل ﻣﺳﻘطﺔ،
ﺑﺣﯾث إذا اﻧﺗﮭت ھذه اﻵﺟﺎل أﺻﺑﺢ اﻟﺗﻘﯾﯾد اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ ﺑدون أﺛر.
112
41ﺃﻤﻴﻨﺔ ﻨﺎﻋﻤﻲ،ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﻬﻴﻨﻲ :ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﻟﻠﺭﻫﻥ ﺍﻟﺭﺴﻤﻲ ﺍﻹﺠﺒﺎﺭﻱ ﻓﻘﻬﺎ ﻭﻗﻀﺎء،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻘﻠﻡ ﺍﻟﺭﺒﺎﻁ ،،ﻤﻨﺸﻭﺭﺍﺕ ﻤﺭﻜﺯ ﻓﺎﻨﻭﻥ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ
ﻭﺍﻟﻌﻘﻭﺩ ﺒﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺒﻔﺎﺱ ،ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ 2010
42ﻤﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﻅﻬﻴﺭ ﺍﻟﺘﺤﻔﻴﻅ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﻀﻭء ﻗﺭﺍﺭﺕ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺽ ،ﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﺘﻭﺜﻴﻕ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺽ 2009،ﺹ 80
43ﺍﻟﻔﺼل :88ﻜل ﻤﺎ ﻀﻤﻥ ﺒﺎﻟﺭﺴﻡ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻱ ﻤﻥ ﺘﻘﻴﻴﺩ ﺃﻭ ﺒﻴﺎﻥ ﺃﻭ ﺘﻘﻴﻴﺩ ﺍﺤﺘﻴﺎﻁﻲ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﻀﻤﻥ ﺒﻨﻅﻴﺭ ﺍﻟﺭﺴﻡ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻱ ﺍﻟﻔﺼل :89ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻁﻠﺏ
ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺤﻕ ﻴﻘﺘﻀﻲ ﺇﻨﺸﺎﺅﻩ ﻤﻭﺍﻓﻘﺔ ﺍﻟﻤﺎﻟﻙ ﺍﻟﻤﻘﻴﺩ ﻭﺍﻟﺤﺎﺌﺯ ﻟﻨﻅﻴﺭ ﺍﻟﺭﺴﻡ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻱ ،ﻓﻴﺠﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻤﻼﻙ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻴﺔ ﺃﻥ ﻴﺭﻓﺽ ﺍﻟﺘﻘﻴﻴﺩ ﻋﻨﺩ
ﻋﺩﻡ ﺍﻹﺩﻻء ﺒﺎﻟﻨﻅﻴﺭ.
ﻭﻓﻲ ﻏﻴﺭ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻤﻼﻙ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻴﺔ ﻴﻘﻭﻡ ﺒﺎﻟﺘﻘﻴﻴﺩ ،ﻭﻴﺒﻠﻐﻪ ﺇﻟﻰ ﺤﺎﺌﺯ ﺍﻟﻨﻅﻴﺭ ﻤﻊ ﺇﻨﺫﺍﺭﻩ ﺒﻭﺠﻭﺏ ﺘﻘﺩﻴﻤﻪ ﺩﺍﺨل ﺃﺠل ﻋﺸﺭﻴﻥ ﻴﻭﻤﺎ
ﻤﻥ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺇﺠﺭﺍء ﺍﻟﺘﻘﻴﻴﺩ.
ﻭﻴﻤﻜﻥ ﻟﻠﻤﺤﺎﻓﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻤﻼﻙ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻴﺔ ﺃﻥ ﻴﻨﺠﺯ ﺘﻠﻘﺎﺌﻴﺎ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻁﺎﺒﻘﺔ ﻜﻠﻤﺎ ﺃﺘﻴﺤﺕ ﻟﻪ ﺍﻟﻔﺭﺼﺔ.
ﻴﺼﺒﺢ ﺍﻟﻨﻅﻴﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻟﻡ ﻴﻭﺩﻉ ﺒﻌﺩ ﺍﻨﺼﺭﺍﻡ ﺃﺠل ﺍﻹﻨﺫﺍﺭ ﻤﺠﺭﺩﺍ ﻤﻥ ﻜل ﻗﻴﻤﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺘﺘﻡ ﺍﻟﻤﻁﺎﺒﻘﺔ ﺒﻴﻨﻪ ﻭﺒﻴﻥ ﺍﻟﺭﺴﻡ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻱ.
ﻭﺘﻨﺒﻠﻎ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻭﻀﻌﻴﺔ ﺍﻟﻤﺅﻗﺘﺔ ﺇﻟﻰ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻌﻤﻭﻡ ﺒﻭﺍﺴﻁﺔ ﺇﻋﻼﻥ ﻤﺨﺘﺼﺭ ﻴﻌﻠﻕ ﻓﻲ ﻟﻭﺤﺔ ﺒﺎﻟﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻴﺔ ﻭﺒﻜل ﺍﻟﻭﺴﺎﺌل ﺍﻟﻤﺘﺎﺤﺔ.
ﻭﻋﻼﻭﺓ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻠﻤﺴﺘﻔﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻘﻴﻴﺩ ﺇﺫﺍ ﺒﻘﻲ ﺍﻹﻨﺫﺍﺭ ﺒﺩﻭﻥ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﺃﻥ ﻴﻁﻠﺏ ﻨﻅﻴﺭﺍ ﺠﺩﻴﺩﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﺭﺴﻡ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻱ ﻭﻓﻕ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﻤﻘﺭﺭﺓ ﻓﻲ
ﺍﻟﻔﺼﻭل 101ﻭ 102ﻭ 103ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻭﻴﻜﻭﻥ ﺒﺫﻟﻙ ﺍﻟﻨﻅﻴﺭ ﺍﻷﻭل ﺒﺎﻁﻼ ﺒﺼﻔﺔ ﻨﻬﺎﺌﻴﺔ.
ﻭﻻ ﺘﻤﻨﻊ ﺍﻟﻤﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﻴﻥ ﺒﻁﻠﺏ ﺍﻟﺘﻘﻴﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﺤﻘﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﺠﻭء ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻻﺒﺘﺩﺍﺌﻴﺔ ﻗﺼﺩ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺒﺈﻴﺩﺍﻉ ﺍﻟﻨﻅﻴﺭ
ﺒﺎﻟﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻴﺔ.
ﺍﻟﻔﺼل :90ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﻘﻴﻴﺩ ﺍﻟﻤﻨﺠﺯ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺤﻕ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﻭﻜﺎﻥ ﻨﺎﺘﺠﺎ ﻋﻥ ﺒﻴﻊ ﺒﺎﻟﻤﺯﺍﺩ ﺍﻟﻌﻠﻨﻲ ﺇﺜﺭ ﺤﺠﺯ ﻋﻘﺎﺭﻱ ،ﺃﻭ ﻨﺯﻉ ﻤﻠﻜﻴﺔ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺍﻟﻤﻨﻔﻌﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﺃﻤﻜﻥ
ﻟﻠﻤﺎﻟﻙ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ ﺃﻥ ﻴﻁﻠﺏ ﻨﻅﻴﺭﺍ ﺁﺨﺭ ﻟﻠﺭﺴﻡ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻱ ﻭﻓﻕ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﻤﻘﺭﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺼل 101ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ
113
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺳﺎدس :رﻓض ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺣﺎﺋزة ﻟﻘوة اﻟﺷﻲء اﻟﻣﻘﺿﻲ ﺑﮫ
ﯾﻧص اﻟﻔﺻل 65ﻣن ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري ﻋﻠﻰ أﻧﮫ:
" ﺑﺟب أن ﺗﺷﮭر ﺑواﺳطﺔ ﺗﻘﯾﯾد ﻓﻲ اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﺟﻣﯾﻊ اﻟوﻗﺎﺋﻊ واﻟﺗﺻرﻓﺎت
واﻻﺗﻔﺎﻗﺎت اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﺑﯾن اﻷﺣﯾﺎء ﻣﺟﺎﻧﯾﺔ ﻛﺎﻧت أو ﺑﻌوض ،وﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺣﺎﺿر واﻷواﻣر
اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺣﺟز اﻟﻌﻘﺎري ،وﺟﻣﯾﻊ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺗﻲ اﻛﺗﺳﺑت ﻗوة اﻟﺷﻲء اﻟﻣﻘﺿﻲ ﺑﮫ ،ﻣﺗﻰ
ﻛﺎن ﻣوﺿوع ﺟﻣﯾﻊ ﻣﺎ ذﻛر ﺗﺄﺳﯾس ﺣق ﻋﯾﻧﻲ ﻋﻘﺎري أو ﻧﻘﻠﮫ إﻟﻰ اﻟﻐﯾر أو اﻹﻗرار ﺑﮫ أو
44
ﺗﻐﯾﯾره أو إﺳﻘﺎطﮫ "...
ﻛﻣﺎ ﯾﻧص اﻟﻔﺻل 65ﻣﻛرر ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون:
" ﯾﺣدد أﺟل إﻧﺟﺎز اﻟﺗﻘﯾﯾد اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 65ﻓﻲ ﺛﻼﺛﺔ أﺷﮭر وﯾﺳري
ھذا اﻷﺟل ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ:
.1ﻟﻠﻘرارات اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﺑﺗداء ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺣﯾﺎزﺗﮭﺎ ﻟﻘوة اﻟﺷﻲء اﻟﻣﻘﺿﻲ ﺑﮫ "45...
وﻗد ارﺗﻘت ﻗﺎﻋدة وﺟوب ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم إﻟﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻘﺎﻋدة اﻟدﺳﺗورﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدﺳﺗور
اﻟﺟدﯾد ﺣﯾﻧﻣﺎ ﻧص اﻟﻔﺻل 1 26ﻣﻧﮫ ﻋﻠﻰ أن:
" اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻧﮭﺎﺋﯾﺔ اﻟﺻﺎدرة ﻋن اﻟﻘﺿﺎء ﻣﻠزﻣﺔ ﻟﻠﺟﻣﯾﻊ"
وﻗد اﺳﺗﻘر اﺟﺗﮭﺎد اﻟﻐرﻓﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺑﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﻋﻠﻰ أﻧﮫ "ﯾﻌﺗﺑر ﺷططﺎ ﻓﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎل
اﻟﺳﻠطﺔ اﻣﺗﻧﺎع اﻟﻣﺣﺎﻓظ اﻟﻌﻘﺎري ﻋن ﺗﻘﯾﯾد ﺣﻛم ﻧﮭﺎﺋﻲ ﺣﺎﺋز ﻟﻘوة اﻟﺷﻲء اﻟﻣﻘﺿﻲ ﺑﮫ".
وﻟﻘد ﺣدد اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول ﻣن ﻗﺎﻧون 14.07أن اﻟﻣﻘﺻود ﻣن اﻟﺗﺣﻔﯾظ ھو:
-ﺗﺤﻔﯿﻆ اﻟﻌﻘﺎر ﺑﻌﺪ إﺟراء ﻣﺳطرة ﻟﻠﺗطﮭﯾر ﯾﺗرﺗب ﻋﻧﮭﺎ ﺗﺄﺳﯾس رﺳم ﻋﻘﺎري وﺑطﻼن
ﻣﺎ ﻋداه ﻣن اﻟرﺳوم ،وﺗطﮭﯾر اﻟﻣﻠك ﻣن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺣﻘوق اﻟﺳﺎﻟﻔﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺿﻣﻧﺔ ﺑﮫ؛
-ﺗﻘﯿﯿﺪ ﻛﻞ اﻟﺗﺻرﻓﺎت واﻟوﻗﺎﺋﻊ اﻟراﻣﯾﺔ إﻟﻰ ﺗﺄﺳﯾس أو ﻧﻘل أو ﺗﻐﯾﯾر أو إﻗرار أو إﺳﻘﺎط
اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ أو اﻟﺗﺣﻣﻼت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻣﻠك ،ﻓﻲ اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري اﻟﻣؤﺳس ﻟﮫ.
ﻓﮭل ﺗﺣدﯾد اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻟﺗﺣﻔﯾظ ﺟﺎء ﻟﻘطﻊ داﺑر أي ﺧﻼف ﻓﻘﮭﻲ أو ﻗﺿﺎﺋﻲ ﺣول
اﻟﻣﺻطﻠﺢ ﺑﻣﺎ ﯾﻌﻧﯾﮫ ذﻟك ﻣن إﺣداث اﻟﻘطﯾﻌﺔ ﻣﻊ اﻟﺗﻌﺎرﯾف اﻟﻔﻘﮭﯾﺔ واﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ وﺣﺗﻰ
اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ 46اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﻘﺻر اﻟﻣﺻطﻠﺢ ﻋﻠﻰ اﻟوﺿﻌﯾﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎر دون
ﺳواھﺎ ﻣﻣﺎ ﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻼﺣﻘﺔ ﻹﺷﮭﺎر اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺣﻔﯾظ
وﻣﺎ ﯾﺳﺗﺗﺑﻌﮭﺎ ﻣن ﺗﻘﯾﯾدات وﺗﺷطﯾﺑﺎت؟ أم أن اﻷﻣر ﻻ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺗﺣول ﺗﺷرﯾﻌﻲ و إﻧﻣﺎ ﻓﻘط
ﺑﺗﺣدﯾد ﻣﺟﺎل ﺗطﺑﯾق اﻟﻘﺎﻧون ﺧﺎﺻﺔ و أن اﻟﻣﻘﺻود ﻣن اﻟﺗﺣﻔﯾظ ﻟﯾس اﻟﻣﺻطﻠﺢ ﺑذاﺗﮫ و إﻧﻣﺎ
اﻟﻣﻘﺻود ھو اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟﻣﻛﺗﻣل اﻟﺑﻧﯾﺎن واﻷرﻛﺎن ،وﯾؤﻛد ذﻟك أن اﻟﺗﻌرﯾف ورد ﻓﻲ
اﻟﻘﺳم اﻷول اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗﺣﻔﯾظ وﻓﻲ اﻟﺑﺎب اﻷول اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺗﺣﻔﯾظ وﺑﺎﻟﻐرض ﻣﻧﮫ،
ﻟذﻟك ﻓﺎﻟﻣﻘﺻود ﻣن وﺟﮭﺔ ﻧظرﻧﺎ أن اﻷﻣر ﻻ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺗﺣدﯾد ﻣﺎھﯾﺔ اﻟﺗﺣﻔﯾظ و إﻧﻣﺎ ﻣﺎھﯾﺔ
اﻟﻧظﺎم ﺑﺄﻛﻣﻠﮫ ﻻ ﺳﯾﻣﺎ أن ھذا اﻟﺗﻌرﯾف ﻟم ﺗﻛن ﻟﮫ ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺗذﻛر طﺎﻟﻣﺎ أن اﻟﻣﺷرع ﻧﻔﺳﮫ
ﻓﺻل ﺑﯾن اﻟﺗﺣﻔﯾظ )اﻟﻘﺳم اﻷول( واﻟﺗﻘﯾﯾدات واﻟﺗﺷطﯾﺑﺎت ) اﻟﻘﺳم اﻟﺛﺎﻧﻲ( ،ﻓﺿﻼ ﻋن ﻣﺎ
ﯾؤﻛد ﺻﺣﺔ ھذا اﻻﺗﺟﺎه ھو اﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﺎﻷﺣﻛﺎم اﻟﺣﺎﺋزة ﻟﻘوة اﻟﺷﻲء اﻟﻣﻘﺿﻲ ﺑﮫ ﻛﺷرط
114
ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺗﻘﯾﯾد ﻓﻲ اﻟﻔﺻﻠﯾن 65و 65ﻣﻛرر ﻣن ﻗﺎﻧون ،14.07ﻷﻧﮫ ﻟو ﻛﺎﻧت ﻧﯾﺔ
اﻟﻣﺷرع ﻣﺗﺟﮭﺔ ﻧﺣو ﺿﺑط ﻣدﻟول اﻟﺗﺣﻔﯾظ ﺑﺎﻟﻣﻔﮭوم اﻟﻔﻧﻲ و اﻟﺗﻘﻧﻲ اﻟدﻗﯾق ﻟﻠﻣﺻطﻠﺢ
ﻻﺳﺗﻌﻣل ﻋﺑﺎرة اﻟﺣﻛم اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ اﻟذي ﻻ ﯾﻘﺑل أي وﺟﮫ ﻣن وﺟوه اﻟطﻌن ،أي اﻟذي ﻻ ﺗﻌﻘﯾب
ﻓﯾﮫ وھو اﻟذي ﺗم اﻟطﻌن ﻓﯾﮫ ﺑﺎﻻﺳﺗﺋﻧﺎف واﻟﻧﻘض أو ﺻﺎر ﻧﮭﺎﺋﯾﺎ ﺑﻌدم ﻣﺑﺎﺷرة اﻟطﻌن ﻓﯾﮫ.47
وﺗﺄﺳﯾﺳﺎﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﺈن اﻟﻣﺣﺎﻓظ اﻟذي ﯾرﻓض ﺗﻧﻔﯾذ ﺣﻛم ﻧﮭﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﻣﺎدة اﻟﺗﻘﯾﯾد ﺣﺎﺋز ﻟﻘوة
اﻟﺷﻲء اﻟﻣﻘﺿﻲ ﺑﮫ ﺻدر ﻓﯾﮫ ﻗرار ﻣن ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف وﻟو ﻣﻊ ﺻﯾرورﺗﮫ ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻠطﻌن
ﺑﺎﻟﻧﻘض ﯾﻌﺗﺑر ﻣﺷﺗطﺎ ﻓﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎل ﺳﻠطﺗﮫ ،وﻗراره ﻣﺷوب ﺑﻌﯾب ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﻘﺎﻧون واﺟب
اﻹﻟﻐﺎء ،ﻷن اﻟطﻌن ﺑﺎﻟﻧﻘض ﯾوﻗف اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻓﻲ ﻗﺿﺎﯾﺎ اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرھﺎ ﻣﺟﻣوع
اﻹﺟراءات اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺈﻧﺷﺎء رﺳم ﻋﻘﺎري ﻟﻌﻘﺎر ﻻ ﯾزال ﻓﻲ طور اﻟﺗﺣﻔﯾظ.
وﻣن اﻟﻣﮭم اﻹﺷﺎرة أن ﺟﻣﯾﻊ ﻗرارات اﻟﻣﺣﺎﻓظ ذات اﻟﺻﻠﺔ ﺑرﻓض ﺗﻧﻔﯾذ ﺣﻛم ﻗﺿﺎﺋﻲ
راﺟﻌﺔ ﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ ﻛﯾﻔﻣﺎ ﻛﺎن ﺳﺑﺑﮭﺎ ﺳواء ﺗﻌﻠﻘت ﺑﺎﻟﺗﻘﯾﯾد أو اﻟﺗﺷطﯾب. 48
44ﻭﻜﺫﺍ ﺠﻤﻴﻊ ﻋﻘﻭﺩ ﺃﻜﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﺍﺕ ﻟﻤﺩﺓ ﺘﻔﻭﻕ ﺜﻼﺜﺔ ﺴﻨﻭﺍﺕ ،ﻭﻜل ﺤﻭﺍﻟﺔ ﻟﻘﺩﺭ ﻤﺎﻟﻲ ﻴﺴﺎﻭﻱ ﻜﺭﺍء ﻋﻘﺎﺭ ﻟﻤﺩﺓ ﺘﺯﻴﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻏﻴﺭ ﻤﺴﺘﺤﻘﺔ ﺍﻷﺩﺍء ﺃﻭ ﺍﻹﺒﺭﺍء
ﻤﻨﻪ ".
45ﻟﻠﻌﻘﻭﺩ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﺍﺒﺘﺩﺍء ﻤﻥ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺘﺤﺭﻴﺭﻫﺎ,
. ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺇﻤﻀﺎء ﻟﻠﻌﻘﻭﺩ ﺍﻟﻌﺭﻓﻴﺔ ﺍﺒﺘﺩﺍء ﻤﻥ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺁﺨﺭ ﺘﺼﺤﻴﺢ
ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺠل ﻻ ﻴﺴﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻘﻭﺩ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻨﺩﻴﻥ 2ﻭ 3ﺃﻋﻼﻩ ﺇﺫﺍ :
ﻜﺎﻨﺕ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺘﻘﻴﻴﺩ ﺍﺤﺘﻴﺎﻁﻲ ﻁﺒﻘﺎ ﻟﻠﻔﺼل ,85
ﺘﻌﻠﻘﺕ ﺒﺎﻷﻜﺭﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻹﺒﺭﺍء ﺃﻭ ﺍﻟﺤﻭﺍﻟﺔ ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺼل 65ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ."...
46ﻴﻨﺹ ﺍﻟﻔﺼل 361ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺴﻁﺭﺓ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻁﻌﻥ ﺒﺎﻟﻨﻘﺽ ﻴﻭﻗﻑ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫ ﻓﻲ ﻗﻀﺎﻴﺎ ﺍﻟﺘﺤﻔﻴﻅ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻱ.
- 47ﺍﻟﻔﺼل : 109ﻻ ﺘﻘﺒل ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻓﻲ ﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺤﻔﻴﻅ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻱ ﺇﻻ ﺍﻟﻁﻌﻥ ﺒﺎﻻﺴﺘﺌﻨﺎﻑ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﻘﺽ.
115
وھﻛذا ﻓﺈن دﻋوى إﻟﻐﺎء ﻗرار اﻟﻣﺣﺎﻓظ اﻟﻌﻘﺎري ﺗﻌﺗﺑر دﻋوى ﻋﯾﻧﯾﺔ ﻣوﺟﮭﺔ ﺿد
ﻗرار رﻓض اﻟﺗﺷطﯾب اﻟذي ﯾﺑﻧﯾﮫ اﻟطﺎﻋن ﻋﻠﻰ ﺻدور ﻗرار ﻗﺿﺎﺋﻲ ﺳﯾﻣﺎ أﻧﮫ وﺟﮫ طﻌﻧﮫ
ﻛذﻟك ﺿد اﻟﻣﺣﺎﻓظ اﻟﻌﺎم وﺿد اﻟﻣﺣﺎﻓظ اﻟﻌﻘﺎري ﺑطﻧﺟﺔ وﺣﺳب اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﻋرض ﺑﮭﺎ
ﻣﻘﺎل اﻟطﻌن ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﮫ ﺑرﻓض اﻟﺗﺷطﯾب أو اﻟﺗﺳﺟﯾل اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل
96ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري.49
إن اﻣﺗﻧﺎع اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ﻋن ﺗﺳﺟﯾل ﺣﻛم ﻧﮭﺎﻧﻲ ﻗﺿﻰ ﺑﺎﻟﻘﺳﻣﺔ
ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﺑدﻋوى وﺟود ﺣﺟز ﺗﺣﻔظﻲ ﻣﺛﻘل ﺑﮭذا اﻟرﺳم اﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ اﻟﻔﺻل 87ﻣن
ﻓﺎﻧون اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري ،ﯾﺟﻌل ﻗراره ھذا ﻣﺗﺳﻣﺎ ﺑﺗﺟﺎوز اﻟﺳﻠطﺔ ﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﻘﺎﻧون ،ﻋﻠﻰ
اﻋﺗﺑﺎر أن ﺣﻛم اﻟﻘﺳﻣﺔ ﻻ ﯾﺷﻛل ﺗﻔوﯾﺗﺎ ﯾﺧﺷﻰ ﻣﻧﮫ ﺿﯾﺎع ﺣق طﺎﻟب اﻟﺣﺟز ،ﺑل إن ھذا
اﻟﺣق ﯾﺑﻘﻰ ﻣﺣﻔوظﺎ ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ اﻟﻣﺣﺟوز ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ ﺣدود ﻣﻧﺎﺑﮫ ﻣن اﻟﻌﻘﺎر اﻟﻣﺣﺟوز. 50
إن اﻟﻘرار اﻹداري اﻟﺳﻠﺑﻲ ھو اﻟﻘرار اﻟذي ﻻ ﯾﺗﺿﻣن اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺄي إﺟراء ﺗﻧﻔﯾذي ﻓﮭو
ﯾﻧﻔذ ﺑﻧﻔﺳﮫ وﯾﻧﺗﺞ آﺛﺎره ﻋﻧد ﺻدوره ﻓﻲ اﻟﺣﺎل ،وھو ﺑذﻟك ﻻ ﯾﺗﻘﯾد ﺑﺄﺟل اﻟﺳﺗﯾن ﯾوﻣﺎ ﻟﻠطﻌن
ﺑﺎﻹﻟﻐﺎء ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أﻧﮫ ﻗرار ﻣﺳﺗﻣر ﻓﻲ أﺛﺎره ،وأن اﻟطﻌن ﻓﯾﮫ ﯾظل ﻣﻔﺗوﺣﺎ طﺎﻟﻣﺎ ﺗﺳﺗﻣر
ﺣﺎﻟﺔ اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻣن ﺟﺎﻧب اﻹدارة اﻟﻣﺻدرة ﻟﮫ ﺳواء ﻛﺎن ﻗرار ﺻرﯾﺣﺎ أو ﻗرارا ﺿﻣﻧﯾﺎ
ﺑﺎﻟرﻓض.
إن اﻟﻘرار اﻟﺿﻣﻧﻲ اﻟﺻﺎدر ﻋن اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ﺑرﻓض إﻓراز ﺣﺻﺔ
اﻟطﺎﻋن وإﺧراﺟﮫ ﻣن اﻟﺷﯾﺎع اﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ ﺣﻛم ﻧﮭﺎﺋﻲ ﯾﻘﺿﻲ ﺑذﻟك ،ﯾﺟﻌل ھذا اﻟرﻓض
ﻣﺳﺗﻣرا ﻓﻲ أﺛﺎره ﻣﻣﺎ ﯾظل اﻟطﻌن ﻓﯾﮫ ﺑﺎﻹﻟﻐﺎء ﻣﻔﺗوﺣﺎ وﻏﯾر ﻣﻘﯾد ﺑﺄﺟل 60ﯾوم اﻟﻣﺣدد
ﻟدﻋوى اﻹﻟﻐﺎء.51
وﻻ ﯾﻌﺗﺑر ﻗرار ﺗﺄﺟﯾل أﻣر ﺗﻧﻔﯾذ ﺣﻛم ﻗﺿﺎﺋﻲ إﻟﻰ ﺣﯾن إﺗﻣﺎم اﻹﺟراءات اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ
ﻟﺗﺳﺟﯾﻠﮫ ﻗرارا ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻠطﻌن ،وھﻛذا ﺟﺎء ﻓﻲ ﺣﻛم ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺑﻣراﻛش ﺻﺎدر
ﺑﺗﺎرﯾﺦ 1ﻧوﻧﺑر:2000
" إن ﺗﺄﺟﯾل اﻟﻣﺣﺎﻓظ اﻟﻌﻘﺎري أﻣر ﺗﻧﻔﯾذ ﺣﻛم ﻗﺿﺎﺋﻲ إﻟﻰ ﺣﯾن إﺗﻣﺎم اﻹﺟراءات اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ
ﻟﺗﺳﺟﯾﻠﮫ ﺑﺎﻟﺻك اﻟﻌﻘﺎري ﻻ ﯾﻌﺗﺑر ﻗرارا إدارﯾﺎ ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻠطﻌن ﻓﯾﮫ ﺑدﻋوى اﻹﻟﻐﺎء وذﻟك ﻟﻌدم
إﺣداﺛﮫ ﻷي أﺛر ﻗﺎﻧوﻧﻲ وﻋدم ﺗﺄﺛﯾره ﻋﻠﻰ اﻟﻣرﻛز اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠطﺎﻋن.
ﻻ ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﯾﻔﮭم ﻣن ﻛﺗﺎب اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﺑﺗﺄﺟﯾل ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺣﻛم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ أﻧﮫ رﻓض
52
ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺣﻛم اﻟﻣذﻛور"
116
ﻓﻘﺩ ﺃﻜﺩﺕ ﻓﺭﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻐﺭﻓﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺽ ﺃﻥ ﻓﺭﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻱ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻔﻀﻲ ﺇﻟﻰ ﺭﻓﺽ ﺘﻨﻔﻴﺫ ﺤﻜﻡ ﻓﻀﺎﺌﻲ ﻓﺎﺒل ﻟﻠﺘﻨﻔﻴﺫ ﻫﻲ ﻓﺭﺍﺭﺍﺕ ﺇﺩﺍﺭﻴﺔ ﺘﻘﺒل
ﺍﻟﻁﻌﻥ ﺒﺎﻹﻟﻐﺎء ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ،ﺫﻟﻙ ﺃﻨﻪ ﺼﺩﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﻐﺭﻓﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ﺒﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺽ ﻓﺭﺍﺭ ﺘﺤﺕ ﻋﺩﺩ 171ﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 11-03-2010ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻠﻑ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ
ﻋﺩﺩ 4193/1/2010ﻗﻀﻰ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺽ ﺒﺘﺄﻴﻴﺩ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﻤﺴﺘﺄﻨﻑ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ﺒﻤﻜﻨﺎﺱ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﺒﺎﺨﺘﺼﺎﺼﻬﺎ ﺍﻟﻨﻭﻋﻲ ﻓﻲ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻤﺤﻜﻤﺔ
ﺍﻟﻨﻘﺽ ﺃﺠﺎﺒﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺘﻌﻠﻴل ﻓﺭﺍﺭﻩ ﺒﻤﺎ ﻴﻠﻲ" ﻟﻜﻥ ﺤﻴﺙ ﺇﻥ ﺍﻟﻔﺼل 96ﺍﻟﻤﺤﺘﺞ ﺒﺨﺭﻗﻪ ﺇﻨﻤﺎ ﻴﻬﻡ ﺍﻟﺭﻓﺽ ﺍﻟﻤﺅﺴﺱ ﻋﻠﻰ ﻋﺩﻡ ﺼﺤﺔ ﻁﻠﺏ ﺍﻟﺘﺤﻔﻴﻅ ﺃﻭ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﺘﺴﺠﻴل
ﺤﻕ ﻋﻴﻨﻲ ﻭ ﺍﻟﺤﺎل ﺃﻨﻪ ﻓﻲ ﻨﺎﺯﻟﺔ ﺃﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺭﻓﺽ ﺘﻨﻔﻴﺫ ﺃﻤﺭ ﻓﻀﺎﺌﻲ ﻓﺎﺒل ﻟﻠﺘﻨﻔﻴﺫ ﻭ ﻫﻭ ﻤﺎ ﻴﻀﻔﻲ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺭﻓﺽ ﺼﺒﻐﺔ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻭﻟﻠﻘﻀﺎء ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ
ﺴﻠﻁﺔ ﻤﺭﺍﻗﺒﺔ ﻤﺩﻯ ﻤﺸﺭﻭﻋﻴﺘﻪ" .
ﻭ ﻓﻲ ﻨﻔﺱ ﺍﻻﺘﺠﺎﻩ ﺼﺩﺭ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ﻋﺩﺩ 124ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 18/02/2010ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻠﻑ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻋﺩﺩ 65/4/1/2010ﻭ ﻜﺫﻟﻙ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ﻋﺩﺩ 189ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ
11/3/2010ﻤﻠﻑ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﻋﺩﺩ 24/4/1/2010ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻗﺭﺍﺭﺍﺕ ﺃﺨﺭﻯ ﺨﻠﺼﺕ ﻜﻠﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻤﺘﻨﺎﻉ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅ ﻋﻠﻰ ﺘﻨﻔﻴﺫ ﺤﻜﻡ ﺃﻭ ﺃﻤﺭ ﻴﺒﻘﻰ ﻗﺭﺍﺭﺍ ﺇﺩﺍﺭﻴﺎ
ﻴﺨﻀﻊ ﻟﻤﺭﺍﻗﺒﺔ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺍﻨﻅﺭ :ﺸﻔﻴﻕ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻤﺠﻴﺩ،ﺍﻟﻁﻌﻥ ﻓﻲ ﻗﺭﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻱ ،ﺍﻟﻨﺸﺭﺓ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ﺒﺎﻟﺭﺒﺎﻁ،ﻤﻁﺒﻌﺔ
ﺍﻷﻤﻨﻴﺔ ﺍﻟﺭﺒﺎﻁ 2012ﺹ180.
-2ﻭ ﻜﻤﺎ ﺫﻫﺒﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ﺒﺎﻟﺭﺒﺎﻁ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺭﻗﻡ 372ﺍﻟﻤﻠﻑ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺭﻗﻡ 398/98ﺇﻟﻐﺎء ﻓﻴﻤﺎ ﻴﻠﻲ " ﺤﻴﺙ ﺨﻠﺼﺕ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺭﻓﺽ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅ ﺘﺴﺠﻴل
ﺤﻜﻡ ﻗﻀﺎﺌﻲ ﺤﺎﺌﺯ ﻟﻘﻭﺓ ﺍﻟﺸﻲء ﺍﻟﻤﻘﻀﻲ ﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﺴﻡ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻱ ﺍﺴﺘﺠﺎﺒﺔ ﻟﻤﻨﻁﻭﻕ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﻓﺭﺍﺭ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﺒﻁﺒﻴﻌﺘﻪ ،ﻓﺈﺒﻼ ﻟﻠﻁﻌﻥ ﻓﻴﻪ ﻋﻥ
48ﻁﺭﻴﻕ ﺩﻋﻭﻯ ﺍﻹﻟﻐﺎء
- 49ﻗﺭﺍﺭ ﺍﻟﻐﺭﻓﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ﺒﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺽ ﻋﺩﺩ 899ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 7-12-2005ﺍﻟﻤﻠﻑ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻋﺩﺩ 914/4/1/2003
-50ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ﻋﺩﺩ 931ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 09/07/2008ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻠﻑ 65/08/5
-51ﻗﺭﺍﺭ ﻋﺩﺩ 703ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 28-05-2008ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻠﻑ ﺭﻗﻡ 171/07/5
-52ﺤﻜﻡ ﻋﺩﺩ ,164ﺍﻟﺩﻟﻴل ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﻟﻼﺠﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ،ﻤﻨﺸﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻤﻐﺭﺒﻴﺔ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯء ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﺭﻗﻡ
،16ﻤﻁﺒﻌﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﺍﻟﺭﺒﺎﻁ ،ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ 2004ﺹ. 329
117
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻣن :اﻟطﻌن ﻓﻲ ﻗرار اﻟﺗﺣﻔﯾظ واﻟﺗﺷطﯾب ﻋﻠﻰ اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري
ﻣن ﺑﯾن اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﮭﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺟﺎء ﺑﮭﺎ اﻟدﺳﺗور اﻟﻣﻐرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﻧﻔﯾذه
اﻟظﮭﯾر اﻟﺷرﯾف اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 29ﯾوﻟﯾوز 2011دﺳﺗرة ﺣق اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ وﺗﻌﻣﯾم رﻗﺎﺑﺔ
ﺷرﻋﯾﺔ اﻟﻘرارات اﻹدارﯾﺔ ،ﺣﯾث ﻧص اﻟﻔﺻل 118ﻣن اﻟدﺳﺗور ﺑﺄن:
"ﺣق اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ ﻣﺿﻣون ﻟﻛل ﺷﺧص ﻟﻠدﻓﺎع ﻋن ﺣﻘوﻗﮫ وﻋن ﻣﺻﺎﻟﺣﮫ اﻟﺗﻲ ﯾﺣﻣﯾﮭﺎ
اﻟﻘﺎﻧون.
ﻛل ﻗرار اﺗﺧذ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻹداري ،ﺳواء ﻛﺎن ﺗﻧظﯾﻣﯾﺎ أو ﻓردﯾﺎ ،ﯾﻣﻛن اﻟطﻌن ﻓﯾﮫ
أﻣﺎم اﻟﮭﯾﺋﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ".
وﺑﻣﻘﺗﺿﻰ ھذا اﻟﻧص ﻻ ﯾﻣﻛن ﻷي ﻗرار إداري ،وﻛﯾﻔﻣﺎ ﻛﺎﻧت اﻟﺟﮭﺔ اﻟﻣﺻدرة ﻟﮫ،
اﻹﻓﻼت ﻣن رﻗﺎﺑﺔ اﻟﺷرﻋﯾﺔ أﻣﺎم اﻟﮭﯾﺋﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺣﺗﻰ وﻟو ﻛﺎن ﻣﺣﺻﻧﺎ
ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻔﺎﻧون ،ﻛﻣﺎ ﻟن ﯾﻛون ﻓﻲ ﻣﻘدور أي ﺳﻠطﺔ إدارﯾﺔ اﻻﺣﺗﺟﺎج ﺑﺎﻟﺗﺣﺻﯾن اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ
ﻟﻘراراﺗﮭﺎ ﻣن أﺟل اﻟدﻓﻊ ﺑﻌدم ﻗﺑول دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء ،وھذا ﻣﺎ ﯾﻧطﺑق ﻋﻠﻰ ﻗرار اﻟﺗﺣﻔﯾظ
اﻟﺻﺎدر ﻋن اﻟﻣﺣﺎﻓظ اﻟﻌﻘﺎري اﻟﻣﺣﺻن ﺑﺎﻟﻣﺎدة 62ﻣن ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري ،وأﯾﺿﺎ
ﻋﻠﻰ ﻣﻘررات ﻣﺟﻠس اﻟوﺻﺎﯾﺔ اﻟﻣﺣﺻﻧﺔ ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻣﺎدة 12ﻣن ظﮭﯾر 27/4/1919
اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻷراﺿﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ أن ھذا اﻟﻧص ﯾؤﻛد ﻛﻠﻰ ﺗﺧﺻص اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري
ﺑﺎﻟﻧظر ﻓﻲ ﻣﺷروﻋﯾﺔ اﻟﻘرارات اﻹدارﯾﺔ ﻛﺎﺧﺗﺻﺎص ﻣطﻠق ﺑﺎﻋﺗﺑﺎره اﻟﻘﺿﺎء اﻟطﺑﯾﻌﻲ
اﻟﺣﺎﻣﻲ ﻟﻠﺣﻘوق واﻟﺣرﯾﺎت ،ﻓﺎﻟﺧطﺎب اﻟﻧﺻﻲ ھﻧﺎ ﻣوﺟﮫ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻣﺑدأ اﻟﺷرﻋﯾﺔ
وﺳﯾﺎدة اﻟﻘﺎﻧون وﺗوﺳﯾﻊ ﺻﻼﺣﯾﺔ ﻓﻲ اﺗﺟﺎه اﻟدﻓﻊ ﺑدوﻟﺔ اﻟﺣق و اﻟﻘﺎﻧون ،و أﯾﺿﺎ ﻣوﺟﮫ
ﻟﻠﻣﺷرع ﯾدﻋوه ﻓﯾﮭﺎ إﻟﻰ اﺣﺗرام ﻗﺎﻋدة ﺗوزﯾﻊ اﻻﺧﺗﺻﺎص ﺗﺑﻌﺎ ﻟﻣﻌﯾﺎر طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ،
ﺑﻌدم اﻻﻧﺗﻘﺎص وظﯾﻔﯾﺎ وﻣﺳطرﯾﺎ ﻣن اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري.
وﯾﺗﻣﯾز ﻗرار اﻟﺗﺣﻔﯾظ ﺑﺄﻧﮫ ﻗرار ﻧﮭﺎﺋﻲ ﻏﯾر ﻗﺎﺑل ﻟﻠطﻌن وھو ﻣﺎﺳﻧﺗﮫ اﻟﻣﺎدة 62ﻣن
ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري ﺑﻧﺻﮭﺎ ﻋﻠﻰ أن:
"اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﻧﮭﺎﺋﻲ وﻻ ﯾﻘﺑل اﻟطﻌن ،وﯾﻌﺗﺑر ﻧﻘطﺔ اﻻﻧطﻼق اﻟوﺣﯾدة ﻟﻠﺣﻘوق
اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ واﻟﺗﺣﻣﻼت اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎر وﻗت ﺗﺣﻔﯾظﮫ دون ﻣﺎ ﻋداھﺎ ﻣن اﻟﺣﻘوق
ﻏﯾر اﻟﻣﻘﯾدة.
- 53ﺤﻜﻡ ﻋﺩﺩ ، 8ﺍﻟﺩﻟﻴل ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﻟﻼﺠﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ،ﻤﻨﺸﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻤﻐﺭﺒﻴﺔ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯء ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﺭﻗﻡ 5
)،ﻤﻁﺒﻌﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﺍﻟﺭﺒﺎﻁ ،ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ 2004ﺹ .315
ﻭﻫﻜﺫﺍ ﺃﻴﺩﺕ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺽ ﺤﻜﻡ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ﻤﻊ ﺘﻌﺩﻴﻠﻪ ﻭﺫﻟﻙ ﺒﺘﻌﻭﻴﺽ ﻤﺎ ﺃﺸﻴﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﻤﻨﻁﻭﻗﻪ ﻤﻥ "ﻭﺍﻟﺫﻱ ﺃﻨﺸﺊ ﻟﻪ ﺍﻟﺭﺴﻡ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻱ ﻤﻊ ﻤﺎ ﻴﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ
ﺍﻹﻟﻐﺎء ﻤﻥ ﺁﺜﺎﺭ ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺔ "ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺩﻭﺭ ﻗﺎﻀﻲ ﺍﻹﻟﻐﺎء ﻴﻘﺘﺼﺭ ﻋﻠﻰ ﻤﺸﺭﻭﻋﻴﺔ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ﺍﻟﻁﻌﻭﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻭ ﺇﻟﻐﺎء ﻤﺎ ﻴﻨﺒﺕ ﻋﺩﻡ ﻤﺸﺭﻋﻴﺘﻪ ﻤﻨﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻴﻌﻭﺽ
ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ﺍﻟﻤﻠﻐﻰ ﺘﺎﺭﻜﺎ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺘﺭﺘﻴﺏ ﻤﺎ ﻴﺠﺏ ﺘﺭﺘﻴﺒﻪ ﻤﻥ ﺁﺜﺎﺭ ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﻟﻐﺎء ،ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﻤﻨﺘﺼﺭ ﺍﻟﺩﻭﺍﻭﺩﻱ،ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ ﺹ 54. 130
-55ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ﻤﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﻤﺅﻟﻑ :ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﻤﻨﺘﺼﺭ ﺍﻟﺩﻭﺍﻭﺩﻱ،ﺍﻹﺸﻜﺎﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﺨﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﻘﻀﺎء ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﻤﻁﺒﻌﺔ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻘﻠﻡ ﻟﻠﻨﺸﺭ ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ
ﺍﻟﺭﺒﺎﻁ ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ 2005ﺹ 128ﻭ ﻤﺎ ﺒﻌﺩﻫﺎ.
119
-1ﻗﯾﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺑﺗﻛﯾﯾف اﻟدﻋوى ﻋﻠﻰ اﻷﺳﺎس اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟﺻﺣﯾﺢ ﻟﮭﺎ ﺑﻛوﻧﮭﺎ طﻌن
ﻣوﺟﮫ ﺿد ﻗرار اﻹﻋﻼن ﻋن اﻧﺗﮭﺎء اﻟﺗﺣدﯾد ﺑدل اﻟﺗﻛﯾﯾف اﻟﺧﺎطﺊ ﻟﻠطﺎﻋن ﺑﺗوﺟﯾﮫ طﻌﻧﮫ
ﻣﺑﺎﺷرة ﺿد ﻗرار اﻟﺗﺣﻔﯾظ وإﻧﺷﺎء رﺳم ﻋﻘﺎري وذﻟك ﻟﺗﻔﺎدي اﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟطﻌن ﺑﺎﻹﻟﻐﺎء ﺿد
ﻗرار اﻟﺗﺣﻔﯾظ وإﻧﺷﺎء اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري اﻟﻣﺣﻣﻲ ﺑﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﺻﻠﯾن 62و 64ﻣن ظﮭﯾر
اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري ،ﺧﺎﺻﺔ و أن اﻟﺗﻛﯾﯾف ھو ﻣن ﺻﻣﯾم ﻋﻣل اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻻ ﯾﺗﻘﯾد ﻓﯾﮫ ﺑﺗﻛﯾﯾف
اﻟﺧﺻوم وﻻ ﺑﺎﻟوﺻف اﻟذي ﯾﻌطوﻧﮫ ﻟﻠﻧزاع.
- 2اﻋﺗﺑﺎر اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻗرار اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﺑﺎﻹﻋﻼن ﻋن اﻧﺗﮭﺎء اﻟﺗﺣدﯾد ﻗرار إداري ﻓردي ﻻ
ﯾﻛﺗﻔﻲ ﺑﺷﺄﻧﮫ ﺑﻣﺟرد اﻟﻧﺷر ﺑﺎﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ وﻟذﻟك ﻗﺑﻠت دﻋوى اﻟطﻌن اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﺑﺗﺎرﯾﺦ
15/1/1997رﻏم أن ﻗرار اﻹﻋﻼن ﻋن اﻧﺗﮭﺎء اﻟﺗﺣدﯾد ﺗم ﻧﺷره ﺑﺎﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﺑﺗﺎرﯾﺦ
،2/9/1981ﺑل ﯾﺳﺗوﺟب ﺗﺑﻠﯾﻐﮫ ﻟﻠﻣﻌﻧﻲ ﺑﺎﻷﻣر.
وﻓﻲ ھذا اﻟﺳﯾﺎق ﻧﺳﺗدل ﺑﺣﻛم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺑﺎﻟرﺑﺎط ﺑﺗﺎرﯾﺦ 16/1/2007واﻟذي
اﺳﺗﺟﺎﺑت ﻓﯾﮫ ﻟطﻠب إﻟﻐﺎء ﻗرار اﻟﻣﺣﺎﻓظ اﻟﻌﻘﺎري اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑرﻓض إﻟﻐﺎء ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺣدﯾد
اﻟﻣؤﻗت اﻟﺗﻲ ﺗﻣت ﻓﻲ ﻏﯾﺑﺔ اﻟﻣﺗﻌرض اﻟطﺎﻋن ،ﻟﻌدم اﺳﺗدﻋﺎءه رﻏم إﻋﻼن ﺗﻌرﺿﮫ ﻋﻠﻰ
ﻣطﻠب اﻟﺗﺣﻔﯾظ ،ﻣﻣﺎ ﯾﻌد ﺧرﻗﺎ ﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﺻل 19ﻣن ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري.
وﯾﺳﺗﺧﻠص ﻣﻣﺎ ﺗﻘدم ﺑﺄن اﻻﺟﺗﮭﺎد اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻹداري ﻻزال ﻣﺗرددا ﻓﻲ اﻟﺣﻛم ﺑﺈﻟﻐﺎء
ﻗرار اﻟﺗﺣﻔﯾظ وإﻧﺷﺎء اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري رﻏم ﻗﺑوﻟﮫ ﻣﺑدﺋﯾﺎ ﺑﺎﺧﺗﺻﺎﺻﮫ ﻓﻲ ﻧظر اﻟطﻌون
اﻟراﻣﯾﺔ إﻟﻰ ﻣﺧﺎﺻﻣﺔ ﻣﺷروﻋﯾﺗﮫ ،وھذا ﻣﺎ ﯾطرح أﻛﺛر ﻣن ﺗﺳﺎؤل ﻋن ﺳر ﺗﺻرﯾﺢ اﻟﻘﺿﺎء
اﻹداري ﻻﺧﺗﺻﺎﺻﮫ ﻓﻲ ﻧظر اﻟطﻌن ﺿد ﻗرار اﻟﺗﺣﻔﯾظ وﻗﺑول دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء ﻣن ﺣﯾث
اﻟﺷﻛل إذا ﻛﺎﻧت أﺣﻛﺎﻣﮫ ﻣن ﺣﯾث اﻟﺟوھر ﻟم ﺗﺳﺗطﻊ اﻟﻧﻔوذ ﺑﻌد إﻟﻰ ﻋﻣق اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ ﻣن
ﺧﻼل اﻟﺗﺻرﯾﺢ ﺑﻌدم ﻣﺷروﻋﺗﯾﮫ واﻟﺣﻛم ﺗﺑﻌﺎ ﻟذﻟك ﺑﺈﻟﻐﺎﺋﮫ ﻣﺗﻰ اﺳﺗوﺟب اﻷﻣر ذﻟك .
وﻟﻌل اﻟﺳﺑب ﻓﻲ ھذا اﻟﻣوﻗف راﺟﻊ إﻟﻰ ﺛﻘل ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﺻﻠﯾن 62و 64ﻣن
ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري اﻟذﯾن ﯾﺣﺻﻧﺎن ﺷﻛﻠﯾﺎ ﻗرار اﻟﺗﺣﻔﯾظ ﺿد أي طﻌن ،اﻷﻣر اﻟذي ﻋﻘد
ﻣن ﻣﺄﻣورﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎء ﻓﻲ ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ﻣﺷروﻋﯾﺗﮫ وﻗد اﻋﺗﺑرت ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﺑﻣوﺟب ﻗرارھﺎ
اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ :11-2008 -12
"إن اﻟﺗﺣدﯾد اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ ﯾطﮭر اﻟﻣﻠك اﻟﻣﺣدد ﻟﻔﺎﺋدة ﺻﺎﺣﺑﮫ ﻣن ﻛل ﺣق ،وﻻ ﯾﻣﻛن أن
ﯾﻛون ﻣﺣل ﻣﻧﺎزﻋﺔ ﻣن أي ﻛﺎن" 56
وﻗد اﻋﺗﺑرت ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﺑﻣوﺟب ﻗراره اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ :30-12-2004
" أن إرﺟﺎع ﻣﻠف ﻣطﻠب اﻟﺗﺣﻔﯾظ ﺑﺟﻣﯾﻊ وﺛﺎﺋﻘﮫ ﻟﻠﻣﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ﺑﺳﺑب
ﻋدم إﻧﺟﺎز إﺟراءات ﺗﺣدﯾد اﻟﻌﻘﺎر ،ﯾﻌﯾد ﻟﮭذا اﻷﺧﯾر اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻟﻠﺑت ﻓﻲ اﻟﺗﻌرﺿﺎت. 57
-56ﻤﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﻅﻬﻴﺭ ﺍﻟﺘﺤﻔﻴﻅ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﻀﻭء ﻗﺭﺍﺭﺍﺕ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺽ،ﺇﺼﺩﺍﺭﺍﺕ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺽ 2009ﺹ -57 19
ﻤﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﻅﻬﻴﺭ ﺍﻟﺘﺤﻔﻴﻅ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﻀﻭء ﻗﺭﺍﺭﺍﺕ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺽ ،ﺇﺼﺩﺍﺭﺍﺕ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺽ 2009ﺹ 21
- 58ﻗﺭﺍﺭ ﻋﺩﺩ 637ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻠﻑ ﻋﺩﺩ ، 1941-4-1-2005ﻨﺸﺭﺓ ﻗﺭﺍﺭﺍﺕ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺽ ﺍﻟﻤﺘﺨﺼﺼﺔ ،ﺍﻟﻐﺭﻓﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ،ﻤﻁﺒﻌﺔ ﺍﻷﻤﻨﻴﺔ ﺍﻟﺭﺒﺎﻁ 2011
ﺹ، 17ﻭﺒﺫﻟﻙ ﺘﺭﺍﺠﻌﺕ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺽ ﻋﻥ ﻤﻭﻗﻑ ﺴﺎﺒﻕ ﻟﻪ ﻗﻀﻰ ﺒﺎﻨﻌﻘﺎﺩ ﺍﻻﺨﺘﺼﺎﺹ ﻟﻠﻘﻀﺎء ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ ﻟﻠﻨﻅﺭ ﻓﻲ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻋﻥ ﺘﺤﻔﻴﻅ ﺒﺴﺒﺏ
ﺍﻟﺘﺩﻟﻴﺱ،ﻗﺭﺍﺭ ﻋﺩﺩ 685ﺼﺎﺩﺭ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 7-12-2000ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻠﻑ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺭﻗﻡ .1698-1-4-2000
121
وأﻛدت اﻟﻐرﻓﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺑﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ھذا اﻻﺗﺟﺎه ﺑﻣوﺟب ﻗرارھﺎ اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ
17ﻓﺑراﯾر:2000
"إن ارﺗﻛﺎب اﻟﻣﺣﺎﻓظ اﻟﻌﻘﺎري ﻟﺧطﺄ ﺟﺳﯾم ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﺣﻔﯾظ ﻣﻌﯾب ﯾﺗﺳﺑب ﻓﻲ ﺣرﻣﺎن
أﺷﺧﺎص ﻣن ﺣﻘوﻗﮭم ﺑﻣﻘﺗﺿﻲ ﺣﻠول ﺻﻧدوق اﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ
اﻟﻌﻘﺎري ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﺳر اﻟﻣﺣﺎﻓظ"59
-ﺗﺗﺣق ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟوﻛﺎﻟﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠﻣﺣﺎﻓظﺔ اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ واﻟﻣﺳﺢ اﻟﻌﻘﺎري و اﻟﺧراﺋطﯾﺔ
وﻟﯾس اﻟدوﻟﺔ ﻷﻧﮭﺎ ﻣؤﺳﺳﺔ ﻋﻣوﻣﯾﺔ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ وﺑﺎﻻﺳﺗﻘﻼل اﻟﻣﺎﻟﻲ واﻹداري
ﺣﺳب اﻟﻣﺎدة اﻷوﻟﻰ ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 58.00اﻟﻣﺣدث ﻟﮭﺎ واﻟﺻﺎدر ﺑﺗﻧﻔﯾذه اﻟظﮭﯾر اﻟﺷرﯾف
اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 13ﯾوﻧﯾو .2002
80ﻣن ﻗﺎﻧون اﻻﻟﺗزاﻣﺎت واﻟﻌﻘود اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻟﻣﻣﺛﻠﻲ وﻗد ﻧظم اﻟﻔﺻل
أﺷﺧﺎص اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ﻟﯾس ﺑﺻﻔﺗﮭم ﺗﻠك و إﻧﻣﺎ ﺑﺻﻔﺗﮭم اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ،ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌﻠﮭم ﻣﺳؤوﻟﯾن
ﺷﺧﺻﯾﺎ ﻋن اﻷﺿرار اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن ﺗدﻟﯾﺳﮭم أو ﻋن اﻷﺧطﺎء اﻟﺟﺳﯾﻣﺔ اﻟواﻗﻌﺔ ﻣﻧﮭم ﻓﻲ أداء
وظﺎﺋﻔﮭم ،وﻻ ﺗﺟوز ﻣطﺎﻟﺑﺔ اﻟدوﻟﺔ ﺑﺳﺑب ھذه اﻷﺿرار إﻻ ﻋﻧد إﻋﺳﺎر اﻟﻣوظﻔﯾن
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾن ﻋﻧﮭﺎ.
وإذا ﻛﺎن اﻹﺷﻛﺎل ﻗد طرح ﺑﺧﺻوص ﺗوزﯾﻊ اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻓﻲ ھذه اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﺑﯾن اﻟﻘﺿﺎء
اﻟﻌﺎدي واﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ،ﻓﺈن ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﺣﺳﻣت ھذه اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﺑﻣﻧﺢ اﻻﺧﺗﺻﺎص
ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﻟﻠﻧظر ﻓﻲ دﻋﺎوي اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻋﻣوﻣﺎ واﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ
ﻟﻠﻣﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ وﺟﮫ اﻟﺧﺻوص ،ﻓﻔد ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗرارھﺎ 60وھﻲ ﺑﺻدد ﺗﺣدﯾد ﺟﮭﺔ
اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻟﻠﻧظر ﻓﻲ ﻗﺿﺎﯾﺎ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
" وﺣﯾث إن دﻋوى اﻟﺗﻌوﯾض اﻟﻣﻘﺎﻣﺔ ﺣﺎﻟﯾﺎ ﻣﺑﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻟﻠﻣﺣﺎﻓظ
ﻣﻣﺎ ﺗﻛون ﻣﻌﮫ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ھﻲ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻟﻠﻧظر ﻓﻲ اﻟطﻠب وﻟﯾﺳت اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ
اﻟﺗﻲ ﯾظل اﺧﺗﺻﺎﺻﮭﺎ ﻣﺣﺻورا ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن
اﻷﺿرار اﻟﺣﺎﺻﻠﺔ ﺑﺳﺑب أﻋﻣﺎل وﻧﺷﺎطﺎت أﺷﺧﺎص اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم طﺑﻘﺎ ﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﺻل
8ﻣن ﻗﺎﻧون 90.41اﻟﻣﺣدث ﻟﻠﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ".
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺣﺎدي ﻋﺷر :ﻗرارات اﻟﻣﺣﺎﻓظ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻔرض رﺳوم اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ أو
اﻟرﺳوم اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ أو اﻟذﻋﺎﺋر أو اﻟﻐراﻣﺎت أو ﺗﺣﺻﯾﻠﮭﺎ
ﻣﻛرر ﻣن ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري ﻋﻠﻰ أﻧﮫ " ...إذا ﻟم ﯾطﻠب اﻟﺗﻘﯾﯾد ﯾﻧص اﻟﻔﺻل 65
ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري )داﺧل أﺟل ﺛﻼﺛﺔ أﺷﮭر( وﻟم ﺗؤدى رﺳوم اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ داﺧل اﻷﺟل اﻟﻣﻘرر
ﻓﺈن طﺎﻟب اﻟﺗﻘﯾﯾد ﯾﻠزم ﺑﺄداء ﻏراﻣﺔ ﺗﺳﺎوي ﺧﻣﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺋﺔ ﻣن ﻣﺑﻠﻎ اﻟرﺳوم اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺔ،
وذﻟك ﻋن اﻟﺷﮭر اﻷول اﻟذي ﯾﻠﻲ ﺗﺎرﯾﺦ اﻧﻘﺿﺎء اﻷﺟل اﻟﻣذﻛور و 0.5ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺋﺔ ﻋن ﻛل
ﺷﮭر أو ﺟزء ﻣن اﻟﺷﮭر اﻟﻣواﻟﻲ ﻟﮫ.
ﯾﻣﻛن ﻟﻣدﯾر اﻟوﻛﺎﻟﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠﻣﺣﺎﻓظﺔ اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ واﻟﻣﺳﺢ اﻟﻌﻘﺎري واﻟﺧراﺋطﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ
اﻟﻘوة اﻟﻘﺎھرة أن ﯾﻣﻧﺢ اﻹﻋﻔﺎء ﻣن اﻟﻐراﻣﺔ ﺑﻌد اﻹدﻻء ﺑﺄي وﺛﯾﻘﺔ ﺗﻔﯾد ذﻟك"
ﻛﻣﺎ ﯾﻧص اﻟﻔﺻل 110ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ أﻧﮫ:
122
" ﯾﺑﺎﺷر اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﺳﺗﺧﻼص اﻟواﺟﺑﺎت اﻟﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺔ أو ﻏﯾر اﻟﻣؤداة
واﻟﻐراﻣﺎت واﻟذﻋﺎﺋر وﻓق اﻟﺷروط اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 15.97ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻣدوﻧﺔ
ﺗﺣﺻﯾل اﻟدﯾون اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ".
وھﻧﺎ ﯾطرح اﻟﺗﺳﺎؤل ھل اﻹﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص ﺗﺣﺻﯾل اﻟرﺳوم ﻋﻠﻰ ﻣدوﻧﺔ
ﺗﺣﺻﯾل اﻟدﯾون اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﯾﻌﻧﻲ ﻣﻧﺢ اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻟﻠﻘﺿﺎء اﻹداري ﻟﻠﻧظر ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت
اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋن ذﻟك أم أن اﻹﺣﺎﻟﺔ ھﻲ ﻗﺎﺻرة ﻓﻘط ﻋﻠﻰ ﻣﺳطرة اﻟﺗﺣﺻﯾل وﻻ ﺗﺗﻌداھﺎ إﻟﻰ
ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟذي ﯾﺑﻘﻰ ﻣﺟﺎﻻ ﻣﺣﻔوظﺎ ﻟﻠﻣﺣﺎﻛم اﻟﻌﺎدﯾﺔ طﺎﻟﻣﺎ أن اﻟﻣﺎدة اﻟﺛﺎﻣﻧﺔ ﻣن
ﻗﺎﻧون إﺣداث اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ ﺧوﻟت اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻟﻠﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظر ﻓﻘط ﻓﻲ
اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﻋن ﺗطﺑﯾق اﻟﻧﺻوص اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ و اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺗﺣﺻﯾل اﻟدﯾون
اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺔ ﻟﻠﺧزﯾﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ.
ﺟواﺑﺎ ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻧﻌﺗﻘد أن اﻋﺗﺑﺎر اﻟوﻛﺎﻟﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠﻣﺣﺎﻓظﺔ اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ واﻟﻣﺳﺢ اﻟﻌﻘﺎري
واﻟطﺑوﻏراﻓﯾﺔ ﻣؤﺳﺳﺔ ﻋﻣوﻣﯾﺔ ﺣﺳب اﻟﻧص اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟﻣﻧظم ﻟﮭﺎ ﯾﺟﻌل اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻣﻧﻌﻘدا
ﻟﻠﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﻋن اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺎت اﻟﺟﺎرﯾﺔ ﺑﻘﺻد اﺳﺗﺧﻼص
واﺟﺑﺎت اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ.
وھو ﻣﺎ أﻛدﺗﮫ ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﻓﻲ ﻧﺎزﻟﺔ ﻣﺷﺎﺑﮭﺔ ﺣﯾﻧﻣﺎ اﻋﺗﺑرت ﺑﻣوﺟب ﻗرارھﺎ اﻟﺻﺎدر
ﺑﺗﺎرﯾﺦ :2000 28-9
" إن اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻹدارة ﻟوﺳﯾﻠﺔ ﻣن وﺳﺎﺋل اﻟﻌﺎم ﻓﻲ ﺗﺣﺻﯾل ﻣﺳﺗﺣﻘﺎت ﻣﺎﻟﯾﺔ ﯾﻌطﻲ
اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻟﻠﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ ﻟﻠﺑت ﻓﻲ طﻠب إﻟﻐﺎء اﻷواﻣر ﺑﺎﻟﺗﺣﺻﯾل ﻓﻲ ﻧطﺎق ﻗﺎﻧون
61."41.90
وﻣن اﻟﻣﮭم اﻹﺷﺎرة أن اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ ﻻ ﺗﺧﺗص ﺑﻧظر اﻟطﻌون اﻟﻣﻧﺻﺑﺔ ﻋﻠﻰ رﻓض
ﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎر أو رﻓض اﻟﺗﻘﯾﯾد أو اﻟﺗﺷطﯾب ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﻣﺗﻰ ﻛﺎن ﺳﺑب اﻟرﻓض
راﺟﻌﺎ ﻟﻌدم أداء اﻟرﺳوم اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ أو ﻋدم ﻛﻔﺎﯾﺗﮭﺎ ﻓﻲ ﺟﺎﻧب اﻟﺗﻘدﯾر ،أﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ
ﻣﺎﻟﯾﺔ ﺻرﻓﺔ ﺳواء ﻓﻲ اﻷﺳﺎس أو اﻟﺗﺣﺻﯾل ﻓﺎﻻﺧﺗﺻﺎص ﯾﻌود ﻟﻠﻘﺿﺎء اﻹداري وﺣده.
ﻗﺭﺍﺭ ﻋﺩﺩ ، 299ﺍﻟﺩﻟﻴل ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﻟﻼﺠﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ،ﻤﻨﺸﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻤﻐﺭﺒﻴﺔ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯء ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﺭﻗﻡ
،16ﻤﻁﺒﻌﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﺍﻟﺭﺒﺎﻁ ،ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ 2004ﺹ 59 .341
-60ﻋﺩﺩ 1064ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 6/7/2000ﻤﻠﻑ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﻋﺩﺩ ،527/4/1/00ﻤﻨﺸﻭﺭ ﺒﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻡ ﺍﻟﻤﻐﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﻌﺩﺩ 92ﺹ .128
-61ﻗرار ﻋدد 1296ﻣﻠف إداري ﻋدد ، 1145-4-1-99ﻗرارات ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض،أھم اﻟﻘرارات اﻟﺻﺎدرة ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻹدارﯾﺔ ،اﺣﺗﻔﺎء ﺑﺎﻟذﻛرى
123
اﻟﺧﻣﺳﯾﻧﯾﺔ ﻟﺗﺄﺳﯾس ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ،ﻣطﺑﻌﺔ اﻷﻣﻧﯾﺔ اﻟرﺑﺎط 2997ص . 156
دﻋوى إﺗﻣﺎم إﺟراءات اﻟﺑﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎري
اﻟدﻛﺗور ﯾوﻧس اﻟزھري
ﻣﻘدﻣﺔ
ﯾﻌﺗﺑر ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ ﻣن أﻛﺛر اﻟﻌﻘود ﺷﯾوﻋﺎ ،ﺑل إﻧﮫ ﻣن أھم اﻟﻌﻘود إذ ﻣن ﺧﻼﻟﮫ ﺗﺗم ﻣﺑﺎدﻟﺔ
اﻟﺳﻠﻊ وﺗروﯾﺟﮭﺎ داﺧل اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣﻘﺎﺑل اﻟﻧﻘود ،وﺑذﻟك ﯾﺧﺗﻠف ﻋن اﻟﻣﻘﺎﯾﺿﺔ اﻟﺗﻲ ھﻲ ﻣﺑﺎدﻟﺔ
ﺳﻠﻌﺔ ﺑﺳﻠﻌﺔ ،وﻋﻠﯾﮫ اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن أھﻣﯾﺗﮫ ﻓﻘد ﺗوﻟﻰ اﻟﻣﺷرع ﺗﻧظﯾﻣﮫ ﺿﻣن اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺳﻣﺎة ﻓﻲ
اﻟﻔﺻول 478إﻟﻰ 584ﻣن ق.ل.ع ،ﻛﻣﺎ ﻋﻧﻰ ﺑﺗﻧظﯾﻣﮫ ﻓﻲ إطﺎر ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻧﺻوص
اﻟﺧﺎﺻﺔ.
وھﻛذا ﻓﻘد ﻋرﻓﮫ اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 487ﻣن ق.ل.ع ﺑﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" ﻋﻘد ﺑﻣﻘﺗﺿﺎه ﯾﻧﻘل أﺣد اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ﻟﻶﺧر ﻣﻠﻛﯾﺔ ﺷﻲء أو ﺣق ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑل ﺛﻣن ﯾﻠﺗزم ھذا
اﻵﺧر ﺑدﻓﻌﮫ ﻟﮫ ".
ﻓﻣن ﺧﻼل ھذا اﻟﺗﻌرﯾف ﯾﺗﺑﯾن أﻧﻧﺎ أﻣﺎم ﻋﻘد ﻣن اﻟﻌﻘود اﻟﺗﺑﺎدﻟﯾﺔ ،أي أن ﻛل طرف
ﯾﺗﺣﻣل اﻟﺗزاﻣﺎت ﻣﺗﻘﺎﺑﻠﺔ ،ﻓﺎﻟﺑﺎﺋﻊ ﻣﻠزم ﺑﻧﻘل ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺷﻲء اﻟﻣﺑﯾﻊ وﺿﻣﺎﻧﮫ ،وﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑل ذﻟك
ﯾﻠﺗزم اﻟﻣﺷﺗري ﺑﺗﺳﻠم اﻟﺷﻲء اﻟﻣﺑﯾﻊ و أداء اﻟﺛﻣن ،ﻓﺈذا ﻣﺎ أﺧل أﺣد اﻟطرﻓﯾن ﺑﺎﻟﺗزاﻣﮫ ،ﺣق
ﻟﻠطرف اﻵﺧر ﺟﺑره ﻗﺿﺎء ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺗزاﻣﮫ ،وﻣﺎھﯾﺔ اﻟدﻋوى اﻟﻣرﻓوﻋﺔ ﺗﺧﺗﻠف ﺗﺑﻌﺎ ﻟﻧوع
اﻻﻟﺗزام اﻟذي وﻗﻊ اﻹﺧﻼل ﺑﮫ ،وﺳﻧرﻛز ھﻧﺎ ﻋﻠﻰ دﻋوى إﺗﻣﺎم إﺟراءات اﻟﺑﯾﻊ ﻛوﺳﯾﻠﺔ ﻟﺣﻣل
اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺗزاﻣﮫ ﺑﻧﻘل اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ،وﺗﺟد ھذه اﻟدﻋوى أﺳﺎﺳﮭﺎ ﺿﻣن ﻣﺑدأ راﺳﺦ ﻓﻲ
124
اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ وھو أن اﻟﻣدﯾن ﺑﺎﻻﻟﺗزام ﯾﺟﺑر ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻔﯾذه ﻣﺎ دام اﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﯾﻧﻲ ﻣﻣﻛﻧﺎ ،وھﻲ
ﺗﻌﻧﻲ ﺣﺳب ﻣﺎ اﺳﺗﻘر ﻋﻠﯾﮫ ﻗﺿﺎء ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض اﻟﻣﺻرﯾﺔ اﻟدﻋوى اﻟﻣرﻓوﻋﺔ ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ
اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻟﻠﻔﺻل ﻓﻲ ﺻﺣﺔ اﻟﺑﯾﻊ واﻟﺗﺄﻛد ﻣن اﺳﺗﯾﻔﺎء اﻟﺷروط اﻟﻼزﻣﺔ ﻻﻧﻌﻘﺎده وﺻﺣﺗﮫ.
وﻟدراﺳﺔ أﺣﻛﺎم ھذه اﻟدﻋوى ﻓﺈﻧﻧﺎ ﺳﻧﻘﺳم اﻟﻣوﺿوع إﻟﻰ ﻣﺑﺣﺛﯾن ،ﻧﺗﻧﺎول ﻓﻲ اﻷول
ﺷروط اﻟﺣﻛم ﺑﺈﺗﻣﺎم إﺟراءات اﻟﺑﯾﻊ ،وﻧﺧﺻص اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻵﺛﺎر اﻟﺣﻛم اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ اﻟدﻋوى
اﻟﻣذﻛورة.
125
ﻋﺎدة ﻣﺎ ﯾﺛﺎر ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ دﻓﻊ ﺑﻛون اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻟدﻋوى ﻏﯾر
ﻣﺧﺗﺻﺔ ﻣﻛﺎﻧﯾﺎ ﻟﻧظر اﻟﻧزاع ﺑﻌﻠﺔ أﻧﮫ ﺳﻛن ﺧﺎرج اﻟداﺋرة اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ واﻟﻘﺎﻋدة أن
اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﻛﺎﻧﻲ ﯾرﺟﻊ ﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣوطن اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ أو اﻟﻣﺧﺗﺎر ﻟﻠﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ وذﻟك طﺑﻘﺎ
ﻟﻠﻔﺻل 27ﻣن ق م م ،أو ﯾدﻓﻊ ﺑﻌدم اﻻﺧﺗﺻﺎص ﺑﻌﻠﺔ أن اﻟﻌﻘﺎر ﯾوﺟد ﺧﺎرج اﻟداﺋرة
اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ ،وﺗﺑﻌﺎ ﻟذﻟك ﯾﻠﺗﻣس ﻣﺛﯾر اﻟدﻓﻊ ﻣن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺣﻛم ﺑﻌدم اﻻﺧﺗﺻﺎص ﺑﻌد
اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﻛﺎﻧﻲ واﻟﺣﻛم ﺑﺈﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣﻠف ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﺑﺎﻟدار اﻟﺑﯾﺿﺎء.
ﻏﯾر أن ھذا اﻟدﻓﻊ ﻻ ﯾﺳﺗﻘﯾم وﺻﺣﯾﺢ اﻟﻘواﻋد اﻟﻣﺳطرﯾﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻼﺧﺗﺻﺎص ،ذﻟك أﻧﮫ
وﻟﺋن ﻛﺎن ﻣﺷرع ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻗد وﺿﻊ اﻟﻣﺑدأ اﻟﻌﺎم ﻓﻲ اﻻﺧﺗﺻﺎص ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ
اﻟﻔﺻل 27و اﻟذي ﯾﻘﺿﻲ ﺑﺄﻧﮫ ﯾﻧﻌﻘد ﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻣوطن اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ ،ﻓﺈن ھذه اﻟﻘﺎﻋدة ﺗرد
ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻻﺳﺗﺛﻧﺎءات ﺣددھﺎ اﻟﻔﺻل 28ﻣن ق م م ،و اﻟذي ﺧرج ﻣن ﺧﻼﻟﮭﺎ
ﻋن ھذه اﻟﻘﺎﻋدة ،اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن اﻋﺗﺑﺎرات ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣرﺗﺑطﺔ أﺣﯾﺎﻧﺎ ﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟدﻋوى ،و ﻓﻲ اﻟﻧﺎزﻟﺔ
ﻓﻧﺣن أﻣﺎم دﻋوى ﻣﺧﺗﻠطﺔ ،و ﻣن اﻟﻣﻌﻠوم أن اﻟﻔﺻل اﻟﻣذﻛور أﺧﯾرا ﻗد أﻋطﻰ ﻓﻲ ھذا
اﻟﻧوع ﻣن اﻟدﻋﺎوى اﻟﺧﯾﺎر ﻟﻠﻣدﻋﻲ ﻓﻲ إﻗﺎﻣﺔ اﻟدﻋوى أﻣﺎم ﻣﺣﻛﻣﺔ ﻣوﻗﻊ اﻟﻌﻘﺎر أو إﻗﺎﻣﺔ
اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ ،و ﻋﻠﯾﮫ ﻓﺈن ﺗوﻓر أﺣد اﻟﺷرطﯾن ﻓﻘط اﻧﻌﻘد اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣﻘدم إﻟﯾﮭﺎ
اﻟطﻠب .
وھذا اﻟﺗﻌﻠﯾل ھو اﻟذي أﺟﺎﺑت ﺑﮫ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﻋن دﻓﻊ أﺛﯾر أﻣﺎﻣﮭﺎ ﺑﻌدم
اﺧﺗﺻﺎﺻﮭﺎ ﻟﻠﺑت ﻓﻲ دﻋوى إﺗﻣﺎم إﺟراءات اﻟﺑﯾﻊ ،ﺣﯾث ردت اﻟدﻓﻊ ﺗﺄﺳﯾﺳﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌﻠﯾل
اﻟﺗﺎﻟﻲ:
" ﺣﯾث دﻓﻌت اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺑﻌدم اﺧﺗﺻﺎص ھذه اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻣﻛﺎﻧﯾﺎ ﻟﻠﺑت ﻣﻛﺎﻧﯾﺎ ﻟﻧظر
اﻟﻧزاع وذﻟك طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻔﺻل 27ﻣن ق م م اﻟذي ﯾﻧص ﻋﻠﻰ أن اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﻛﺎﻧﻲ ﯾرﺟﻊ
ﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣوطن اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ أو اﻟﻣﺧﺗﺎر ﻟﻠﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ ،وأﻧﮫ ﻣﺎداﻣت اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻟﮭﺎ ﻣﻘر
ﺑﺎﻟﺑﯾﺿﺎء ﻓﺈن اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﻛﺎﻧﻲ ﯾرﺟﻊ ﻟﮭذه اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ،ﻣﻠﺗﻣﺳﺔ اﻟﺣﻛم ﺑﻌدم اﻻﺧﺗﺻﺎص
ﺑﻌد اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﻛﺎﻧﻲ واﻟﺣﻛم ﺑﺈﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣﻠف ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﺑﺎﻟدار اﻟﺑﯾﺿﺎء.
ﻟﻛن ﺣﯾث إﻧﮫ و ﻟﺋن ﻛﺎن ﻣﺷرع ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻗد وﺿﻊ اﻟﻣﺑدأ اﻟﻌﺎم ﻓﻲ
اﻻﺧﺗﺻﺎص و اﻟذي ﯾﻘﺿﻲ ﺑﺄﻧﮫ ﯾﻧﻌﻘد ﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻣوطن اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ ﺑﺣﯾث إن اﻟﻣدﻋﻲ
ﯾﺳﻌﻰ وراء اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ و ﯾﺗﺑﻌﮫ ،ﻓﺈن ھذه اﻟﻘﺎﻋدة ﺗرد ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻻﺳﺗﺛﻧﺎءات
ﺣددھﺎ اﻟﻔﺻل 28ﻣن ق م م واﻟذي ﺧرج ﻣن ﺧﻼﻟﮭﺎ ﻋن ھذه اﻟﻘﺎﻋدة ،اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن
اﻋﺗﺑﺎرات ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣرﺗﺑطﺔ أﺣﯾﺎﻧﺎ ﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟدﻋوى ،و ﻓﻲ اﻟﻧﺎزﻟﺔ ﻓﻧﺣن أﻣﺎم دﻋوى ﻣﺧﺗﻠطﺔ ،و
ﻣن اﻟﻣﻌﻠوم أن اﻟﻔﺻل اﻟﻣذﻛور أﺧﯾرا ﻗد أﻋطﻰ ﻓﻲ ھذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟدﻋﺎوى اﻟﺧﯾﺎر
ﻟﻠﻣدﻋﻲ ﻓﻲ إﻗﺎﻣﺔ اﻟدﻋوى أﻣﺎم ﻣﺣﻛﻣﺔ ﻣوﻗﻊ اﻟﻌﻘﺎر أو إﻗﺎﻣﺔ اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ ،واﻟﺛﺎﺑت ﻣن
ﻣﻘﺎل اﻟدﻋوى أن اﻟﻌﻘﺎر اﻟﻣدﻋﻰ ﻓﯾﮫ ﯾوﺟد ﺑﻣراﻛش ،و ﻋﻠﯾﮫ ﯾﻛون اﻟدﻓﻊ ﻏﯾر ذي أﺳﺎس ،و
ﯾﺗﻌﯾن رده و اﻟﻘول ﺑﺎﺧﺗﺻﺎص ھذه اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻣﻛﺎﻧﯾﺎ ﻟﻠﺑت ﻓﻲ اﻟدﻋوى " .86
-2اﻟﺻﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ ﺑﺧﺻوص دﻋوى إﺗﻣﺎم إﺟراءات اﻟﺑﯾﻊ
86ـ ﺣﻛم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﺑﻣراﻛش ﺑﺗﺎرﯾﺦ 12/07/2012ﻓﻲ اﻟﻣﻠف رﻗم 262/1401/2012ـ ﻏﯾر ﻣﻧﺷور.
126
اﻟﻘﺎﻋدة ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻹﺟراﺋﻲ أﻧﮫ ﻻ ﯾﺻﺢ اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ إﻻ ﻣﻣن ﻟﮫ اﻟﺻﻔﺔ ﻟذﻟك وﻓق ﻣﺎ
ﯾﻘرره اﻟﻔﺻل اﻷول ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ ،و ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻌﻧد اﻧﻌدام اﻟﺻﻔﺔ ﺗﻛون اﻟدﻋوى
ﻏﯾر ﻣﻘﺑوﻟﺔ ،و ھو أﻣر ﺗﺛﯾره اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ ﺑﻌد إﻧذار اﻟﻣﻌﻧﻲ ﺑﺎﻷﻣر ﺑﺈﺻﻼح اﻟﻣﺳطرة. 87
و اﻟﺻﻔﺔ ﺗﻌﻧﻲ أﻧﮫ ﺻﻼﺣﯾﺔ رﻓﻊ اﻟدﻋوى ﺗﻘﺗﺻر ﻓﻘط ﻋﻠﻰ أطراف ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ أو اﻟوﻋد
ﺑﺎﻟﺑﯾﻊ أو اﻟﻌﻘد اﻻﺑﺗداﺋﻲ وﺣدھم دون ﻏﯾرھم ،و ﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺣﺎل ﻓﺈن ھذه اﻟﺻﻔﺔ ﺗﻧﺗﻘل ﻋﻧد
ﺗﻐﯾر اﻟﻣراﻛز اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﺧﻠف اﻟﻌﺎم و اﻟﺧﻠف اﻟﺧﺎص ﺑﺣﺳب ﻛل ﺣﺎﻟﺔ .88
وﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟذﻟك ﺟﺎء ﻓﻲ ﺣﻛم ﺻﺎدر ﻋن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﺑﻣراﻛش ﺑﺗﺎرﯾﺦ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" ﺣﯾث إﻧﮫ ﻣن اﻟﻘواﻋد اﻟﻣﺳطرﯾﺔ اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ أﻧﮫ ﻻ ﯾﺻﺢ اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ إﻻ ﻣﻣن ﻟﮫ اﻟﺻﻔﺔ
ﻹﺛﺑﺎت ﺣﻘوﻗﮫ ،ﻓﺎﻟﺻﻔﺔ ﺷرط ﻻزم ﻓﻲ اﻟﻣدﻋﻲ و ﻓﻲ اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ ﻛذﻟك ،و ھذا
اﻟﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ﯾﻘرره اﻟﻔﺻل اﻷول ﻣن ق م م ،و ﻣن اﻟﻣﻌﻠوم أن ﺻﻔﺔ اﻟطرف
اﻟﻣﻠﺗزم ﻋﻘدﯾﺎ ﺗﻧﺷﺄ ﻣن اﻋﺗﺑﺎره طرﻓﺎ ﻓﯾﮫ ،و ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻛل ﻣن ﻟم ﯾﻛن طرﻓﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد اﻋﺗﺑر
أﺟﻧﺑﯾﺎ ﻋﻧﮫ ،و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻏﯾر ذي ﺻﻔﺔ ﻷن ﯾﺧﺗﺻم ﺑﺷﺄن اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﻋﻧﮫ ،و ﻓﻲ
اﻟﻧﺎزﻟﺔ ﻓﺎﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮭم ﻟﯾﺳوا طرﻓﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد اﻟﻣطﻠوب إﺑطﺎﻟﮫ ،و اﻟذي ﯾﺟﻣﻊ ﺑﯾن اﻟﻣدﻋﻰ
ﻋﻠﯾﮫ ﻣن ﺟﮭﺔ و واﻟدھم ﻣن ﺟﮭﺔ ،و ﻣن ﺗم ﻓﺈن ﺳﻼﻣﺔ اﻟدﻋوى ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻛﺎﻧت
ﺗﻔﺗرض ﺗوﺟﯾﮭﮭﺎ ﻣن طرف ھذا اﻷﺧﯾر ﻻ ﺗوﺟﯾﮭﮭﺎ ﻣن اﻟﻣدﻋﯾﯾن طﺎﻟﻣﺎ أﻧﮭم ﻟﯾﺳوا طرﻓﺎ
ﻓﻲ اﻟﻌﻘد ﻣن ﺟﮭﺔ و ﻷﻧﮭم ﻟم ﯾﺣﻠوا ﻣﺣل اﻟﺑﺎﺋﻊ اﺗﻔﺎﻗﺎ أو ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﻣﻊ اﻟﻌﻠم أن اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ ﺗﺗﺧذ ﻋدة
أﺷﻛﺎل ﻓﮭﻲ إﻣﺎ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ و إﻣﺎ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ،أي إﻣﺎ أن ﺗﻛون ﻓﻲ إطﺎر اﻟوﻻﯾﺔ أو اﻟوﺻﺎﯾﺔ أو
اﻟﺗﻘدﯾم و إﻣﺎ أن ﺗﻛون ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ وﻛﺎﻟﺔ ،و اﻟﺣﺎل أﻧﮫ ﺑذﻛرھم ﻓﺎﻟﺑﺎﺋﻊ ﻻ زال ﻋﻠﻰ ﻗﯾد اﻟﺣﯾﺎة و
ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" وﺣﯾث إﻧﮫ ﻣﺎدام اﻟوﺿﻊ اﻟﺛﺎﺑت ھو ﻣﺎ ذﻛر ،وﻟﻣﺎ ﻛﺎن ﻣن اﻟﺛﺎﺑت أن ﻣورث اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮭم ﻓوت ﻣﺎ ذﻛر ﻟﻔﺎﺋدة ﻣورث اﻟﻣدﻋﯾﯾن
ﻓﺈﻧﮭم ﯾﻛوﻧون ﻣﻠزﻣﯾن ﺑﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺗزاﻣﮫ اﻟﻌﻘدي وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﺗﺣرﯾر ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ وﻓق اﻟﺷﻛل اﻟﻣﺣدد ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﺣﺗﻰ ﯾﺗﻣﻛن اﻟﻣدﻋﻲ ﻣن ﺣﻘﮫ
اﻟﻣﻘﺎﺑل وھو اﻧﺗﻘﺎل اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ إﻟﯾﮫ ،وھذا اﻻﻟﺗزام ﻻ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺑﺎﺋﻊ ﻟوﺣﮫ ﺑل ﯾﻘوم ﻓﻲ ﺟﺎﻧب ورﺛﺗﮫ ﻣن ﺑﻌده ،وذﻟك ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت
اﻟﻔﺻل 229ﻣن ق ل ع اﻟذي ﺟﺎء ﻓﯾﮫ:
" ﺗﻧﺗﺞ اﻻﻟﺗزاﻣﺎت أﺛرھﺎ ﻻ ﺑﯾن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ﻓﺣﺳب ،وﻟﻛن أﯾﺿﺎ ﺑﯾن ورﺛﺗﮭﻣﺎ وﺧﻠﻔﺎﺋﮭﻣﺎ ﻣﺎ ﻟم ﯾﻛن اﻟﻌﻛس ﻣﺻرﺣﺎ ﺑﮫ أو ﻧﺎﺗﺟﺎ
ﻋن طﺑﯾﻌﺔ اﻻﻟﺗزام أو ﻋن اﻟﻘﺎﻧون .وﻣﻊ ذﻟك ،ﻓﺎﻟورﺛﺔ ﻻ ﯾﻠﺗزﻣون إﻻ ﻓﻲ ﺣدود أﻣوال اﻟﺗرﻛﺔ ،وﺑﻧﺳﺑﺔ ﻣَﻧﺎب ﻛل واﺣد ﻣﻧﮭم.
وإذا رﻓض اﻟورﺛﺔ اﻟﺗرﻛﺔ ،ﻟم ﯾﺟﺑروا ﻋﻠﻰ ﻗﺑوﻟﮭﺎ وﻻ ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻣل دﯾوﻧﮭﺎ وﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻟﯾس ﻟﻠداﺋﻧﯾن إﻻ أن ﯾﺑﺎﺷروا ﺿد
اﻟﺗرﻛﺔ ﺣﻘوﻗﮭم " .
وﺣﯾث إﻧﮫ واﻧطﻼﻗﺎ ﻣﻣﺎ ذﻛر ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺎﺋﻊ اﻟوﻓﺎء ﺑﻣﺎ اﻟﺗزم ﺑﮫ وﯾﻘوم ھذا اﻻﻟﺗزام ﻓﻲ ﺟﺎﻧب ورﺛﺗﮫ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرھم ﺧﻠﻔﺎ ﻋﺎﻣﺎ ﻣن ﺑﻌده،
وﯾﺣق ﺟﺑرھم ﻗﺿﺎء ﻋﻠﻰ ذﻟك ،وﻋﻠﯾﮫ وﻣﺎ دام اﻷﻣر ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺣق ﻋﯾﻧﻲ واﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺎر ﻣﺣﻔظ ﻓﺈن اﻟﺑﺎﺋﻊ ﯾﻠزﻣﮫ اﺗﺧﺎذ اﻹﺟراءات
اﻟﻛﻔﯾﻠﺔ ﺑﺗﻘﯾﯾد اﻟﺷراء ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري وذﻟك ﺗﻧﻔﯾذا ﻻﻟﺗزاﻣﮫ ﺑﻧﻘل اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ".
127
ﻣن ﺗم ﻓﮭو اﻟوﺣﯾد اﻟﻣؤھل ﻟﻣﺑﺎﺷرة اﻟدﻋﺎوي اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﮫ ،وﻋﻠﯾﮫ ﺗﻛون اﻟدﻋوى اﻟﻣرﻓوﻋﺔ
ﻓﻲ ھذا اﻹطﺎر ﻏﯾر ﻣﻘﺑوﻟﺔ و ﯾﻠزم اﻟﺗﺻرﯾﺢ ﺑذﻟك". 89
وﻻ ﯾﻛﻔﻲ ﻻﻋﺗﺑﺎر اﻟطرف ﺧﺻﻣﺎ ﻓﻲ اﻟدﻋوى ﻛﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ ﻣﺟرد ﺗوﺟﯾﮫ اﻟدﻋوى
ﺑﻣﺣﺿره ،ﺑل ﯾﺟب اﺧﺗﺻﺎﻣﮫ ﺑﮭذه اﻟﺻﻔﺔ ،أي ﻛﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ ﻟﺳﻼﻣﺔ إﺟراءات اﻟدﻋوى،
وھو ﻣﺎ ﻗﺿت ﺑﮫ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﻛم ﻟﮫ ﺟﺎء ﻓﻲ ﺗﻌﻠﯾﻠﮫ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" و ﺣﯾث إﻧﮫ ﻣن اﻟﻘواﻋد اﻟﻣﺳطرﯾﺔ اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ أﻧﮫ ﻻ ﯾﺻﺢ اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ إﻻ ﻣﻣن ﻟﮫ اﻟﺻﻔﺔ
ﻹﺛﺑﺎت ﺣﻘوﻗﮫ ،ﻓﺎﻟﺻﻔﺔ ﺷرط ﻻزم ﻓﻲ اﻟﻣدﻋﻲ و ﻓﻲ اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ ﻛذﻟك ،و ھذا اﻟﻣﻘﺗﺿﻰ
اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ﯾﻘرره اﻟﻔﺻل اﻷول ﻣن ق م م ،و ﻣن اﻟﻣﻌﻠوم أن ﺻﻔﺔ اﻟطرف اﻟﻣﻠﺗزم ﻋﻘدﯾﺎ
ﺗﻧﺷﺄ ﻣن اﻋﺗﺑﺎره طرﻓﺎ ﻓﯾﮫ ،و ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻛل ﻣن ﻟم ﯾﻛن طرﻓﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد اﻋﺗﺑر أﺟﻧﺑﯾﺎ ﻋﻧﮫ ،و
ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻏﯾر ذي ﺻﻔﺔ ﻷن ﯾﺧﺗﺻم ﺑﺷﺄن اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﻋﻧﮫ ،و ﻓﻲ اﻟﻧﺎزﻟﺔ ﻓﺎﻟﻣدﻋﻰ
ﻋﻠﯾﮭم ﻟﯾﺳوا طرﻓﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد اﻟﻣطﻠوب ﺗﻧﻔﯾذه ،و اﻟذي ﯾﺟﻣﻊ ﺑﯾن اﻟﻣدﻋﻲ ﻣن ﺟﮭﺔ و
اﻟﻣطﻠوب اﻟﺣﻛم ﺑﻣﺣﺿرھم ﻣن ﺟﮭﺔ ،و ﻣن ﺗم ﻓﺈن ﺳﻼﻣﺔ اﻟدﻋوى ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻹﺟراﺋﯾﺔ
ﻛﺎﻧت ﺗﻔﺗرض ﺗوﺟﯾﮭﮭﺎ ﺿد ھؤﻻء اﻟﻣطﻠوب اﻟﺣﻛم ﺑﻣﺣﺿرھم ﻻ ﺗوﺟﯾﮭﮭﺎ ﺿد اﻟﻣدﻋﻰ
ﻋﻠﯾﮭم ،ﻋﻠﻣﺎ أن ﺻﯾﻐﺔ اﻟﺣﻛم ﺑﻣﺣﺿر ﺷﺧص ﻣﻌﯾن ﻻ ﺗﻌطﯾﮫ ﻣرﻛز اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ
اﻟدﻋوى ،و ﻋﻠﯾﮫ ﺗﻛون اﻟدﻋوى ﻏﯾر ﻣﻘﺑوﻟﺔ و ﯾﻠزم اﻟﺗﺻرﯾﺢ ﺑذﻟك". 90
وﯾﻣﻛن ﻟﻠﺷﺧص أن ﯾوﻛل ﻏﯾره ﻓﻲ ﻣﺑﺎﺷرة اﻟدﻋوى ﻧﯾﺎﺑﺔ ﻋﻧﮫ ،ﻏﯾر أﻧﮫ ﻓﻲ ﺑﻌض
اﻟﺣﺎﻻت ﻓﻘد ﯾﻛون اﻟﺗﻌﺎﻗد ﻗد ﺟرى ﻋن طرﯾق وﻛﯾل ،وﻣﻊ ذﻟك ﻓﺈن اﻟوﻛﯾل ﻻ ﯾﺣق ﻟﮫ رﻓﻊ
اﻟدﻋوى دون اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ إذن ﺧﺎص ﺑذﻟك ﻣن ﻣوﻛﻠﮫ ،واﻟﺳﻧد ﻓﻲ ذﻟك ھو ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت
اﻟﻔﺻل 984ﻣن ق ل ع اﻟذي ﯾﺟري ﺳﯾﺎﻗﮫ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
وﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟذﻟك ﻗﺿت اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﺑﻣراﻛش ﺑﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" ﺣﯾث إن طﻠب اﻟﻣدﻋﯾﺔ أﺻﻠﯾﺎ ﯾرﻣﻲ إﻟﻰ اﻟﺣﻛم ﺑطرد اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮭﺎ وﻣن ﯾﻘوم ﻣﻘﺎﻣﮭﺎ
أو ﺑﺈذﻧﮭﺎ ﻣن اﻟﻣدﻋﻰ ﻓﯾﮫ ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ ﻏراﻣﺔ ﺗﮭدﯾدﯾﺔ 1000,00درھم ﻋن ﻛل ﯾوم ﺗﺄﺧﯾر
ﻣﻊ اﻟﻧﻔﺎذ اﻟﻣﻌﺟل وﺗﺣﻣﯾل اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻟﺻﺎﺋر ،ﻓﻲ ﺣﯾن أن اﻟطﻠب اﻟﻣﻌﺎرض ﯾرﻣﻲ إﻟﻰ
اﻟطﻌن ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﺷراء اﻟﻣﺳﺗدل ﺑﮫ ﻣن اﻟطرف اﻟﺑﺎﺋﻊ ﺑﺎﻟزور اﻟﻔرﻋﻲ.
وﺣﯾث إﻧﮫ ﻣن اﻟﻘواﻋد اﻟﻣﺳطرﯾﺔ اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ أﻧﮫ ﻻ ﯾﺻﺢ اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ إﻻ ﻣﻣن ﻟﮫ اﻟﺻﻔﺔ
ﻹﺛﺑﺎت ﺣﻘوﻗﮫ ،ﻓﺎﻟﺻﻔﺔ ﺷرط ﻻزم ﻓﻲ اﻟﻣدﻋﻲ وﻓﻲ اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ ﻛذﻟك ،وھذا اﻟﻣﻘﺗﺿﻰ
اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ﯾﻘرره اﻟﻔﺻل اﻷول ﻣن ق م م ،وﻣن اﻟﻣﻌﻠوم أن ﺻﻔﺔ اﻟطرف اﻟﻣﻠﺗزم ﻋﻘدﯾﺎ
ﺗﻧﺷﺄ ﻣن اﻋﺗﺑﺎره طرﻓﺎ ﻓﯾﮫ.
وﺣﯾث إن اﻟﺛﺎﺑت ﻣن اﻻطﻼع ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘد اﻟﻣطﻠوب ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺗزاﻣﺎﺗﮫ واﻟﻣؤرخ ﻓﻲ
16/04/2010أن اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻟم ﺗﺑرم ھذا اﻟﻌﻘد ﺑﺻﻔﺗﮭﺎ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﺑل ﺑﺻﻔﺗﮭﺎ وﻛﯾﻠﺔ
ﻋن واﻟدھﺎ ﻣوﻻي ...اﻟﻣﺎﻟك ﻟﻠﻌﻘﺎر اﻟﻣدﻋﻰ ﻓﯾﮫ ،وﻋﻠﯾﮫ ﻓﺈن ﺳﻼﻣﺔ اﻟﻣﺳطرة ﺗوﺟب
89ـ ﺣﻛم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﺑﻣراﻛش ﺑﺗﺎرﯾﺦ 27/06/2013ﻓﻲ اﻟﻣﻠف رﻗم 452/1401/2012ـ ﻏﯾر ﻣﻧﺷور.
90ـ ﺣﻛم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﺑﻣراﻛش ﺑﺗﺎرﯾﺦ 04/10/2012ﻓﻲ اﻟﻣﻠف رﻗم 532/1401/2011ـ ﻏﯾر ﻣﻧﺷور.
128
اﺧﺗﺻﺎم ھذا اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﺑﺻﻔﺔ ﺷﺧﺻﯾﺔ ﻻ ﺗوﺟﯾﮫ اﻟدﻋوى ﺿد وﻛﯾﻠﮫ ،وھذا اﻟﺣﻛم ﻗرره
اﻟﻔﺻل 921ﻣن ق ل ع اﻟذي ﯾﺟري ﺳﯾﺎﻗﮫ اﻟﺣرﻓﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" اﻟوﻛﯾل اﻟذي ﯾﺗﻌﺎﻗد ﺑﺻﻔﺗﮫ وﻛﯾﻼ ﻓﻲ ﺣدود وﻛﺎﻟﺗﮫ ﻻ ﯾﺗﺣﻣل ﺷﺧﺻﯾﺎ أي اﻟﺗزام ﺗﺟﺎه
ﻣن ﯾﺗﻌﺎﻗد ﻣﻌﮭم ،وﻻ ﯾﺳوغ ﻟﮭؤﻻء اﻟرﺟوع إﻻ ﺿد اﻟﻣوﻛل ".
و ﺣﯾث إﻧﮫ و ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟﮭذا اﻟﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﺻرﯾﺢ ﻓﻘد ﻧص اﻟﻔﺻل 922ﻣن ذات اﻟﻘﺎﻧون
ﻋﻠﻰ أﻧﮫ" :ﻟﯾس ﻟﻠﻐﯾر أﯾﺔ دﻋوى ﻋﻠﻰ اﻟوﻛﯾل ﺑوﺻﻔﮫ ھذا ،ﻣن أﺟل إﻟزاﻣﮫ ﺑﺗﻧﻔﯾذ اﻟوﻛﺎﻟﺔ."..
وﺣﯾث إﻧﮫ اﻋﺗﺑﺎرا ﻟذﻟك ﯾﻛون اﻟطﻠب اﻷﺻﻠﻲ ﻏﯾر ﻣﻘﺑول ﺷﻛﻼ وﯾﻠزم اﻟﺗﺻرﯾﺢ ﺑذﻟك.
وﺣﯾث إن اﻟطﻠب اﻟﻣﻌﺎرض ﻟﮫ ﻧﻔس اﻟﻣﺂل ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن اﻟطﻠب اﻷﺻﻠﻲ ﻗﺿﻲ ﺑﻌدم
ﻗﺑوﻟﮫ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻼ داﻋﻲ ﻟﻠﺑت ﻓﻲ طﻠب اﻟزور ﻷن اﻟﺣﻛم ﻓﻲ اﻟﻧﺎزﻟﺔ ﻻ ﯾﺗوﻗف ﻋﻠﻰ ذﻟك،
وﻣن ﺟﮭﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ ﻷن اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻻ ﺗﻣﻠك ﺻﻼﺣﯾﺔ ﻟﺗﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﻣوﺿوع اﻟوﻛﺎﻟﺔ ﺑدون
إذن ﺻرﯾﺢ ﻣن اﻟﻣوﻛل وذﻟك طﺑق ﻟﻠﻔﺻل 894ﻣن ق ل ع اﻟذي ﯾﺟري ﺳﯾﺎﻗﮫ اﻟﺣرﻓﻲ
ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻠوﻛﯾل ،أﯾﺎ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻣدى ﺻﻼﺣﯾﺎﺗﮫ ،ﺑﻐﯾر إذن ﺻرﯾﺢ ﻣن اﻟﻣوﻛل ﺗوﺟﯾﮫ
اﻟﯾﻣﯾن اﻟﺣﺎﺳﻣﺔ ،وﻻ إﺟراء اﻹﻗرار اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ،وﻻ اﻟدﻓﺎع أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء ﻓﻲ ﺟوھر اﻟدﻋوى،
وﻻ ﻗﺑول اﻟﺣﻛم أو اﻟﺗﻧﺎزل ﻋﻧﮫ ،وﻻ ﻗﺑول اﻟﺗﺣﻛﯾم أو إﺟراء اﻟﺻﻠﺢ ،وﻻ اﻹﺑراء ﻣن
اﻟدﯾن،
وﻻ ﺗﻔوﯾت ﻋﻘﺎر أو ﺣق ﻋﻘﺎري وﻻ إﻧﺷﺎء اﻟرھن رﺳﻣﯾﺎ ﻛﺎن أم ﺣﯾﺎزﯾﺎ ،وﻻ ﺷطب
اﻟرھن
أو اﻟﺗﻧﺎزل ﻋن اﻟﺿﻣﺎن ﻣﺎ ﻟم ﯾﻛن ذﻟك ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑل اﻟوﻓﺎء ﺑﺎﻟدﯾن ،وﻻ إﺟراء اﻟﺗﺑرﻋﺎت
وﻻ ﺷراء أو ﺗﻔوﯾت ﻷﺻل ﺗﺟﺎري أو ﺗﺻﻔﯾﺗﮫ .وﻻ اﻟﺗﻌﺎﻗد ﻋﻠﻰ إﻧﺷﺎء ﺷرﻛﺔ أو ﺷﯾﺎع،
وﻛل ذﻟك ﻣﺎﻋدا اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗﺛﻧﯾﮭﺎ اﻟﻘﺎﻧون ﺻراﺣﺔ". 91
91ـ ﺣﻛم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﺑﻣراﻛش ﺑﺗﺎرﯾﺦ 10/04/2014ﻓﻲ اﻟﻣﻠف رﻗم 959/1401/2013ـ ﻏﯾر ﻣﻧﺷور.
ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﺳﯾﺎق ﺟﺎء ﻓﻲ ﺣﻛم ﻣﻣﺎﺛل ﻣن ﺣﯾث ﺗﻘرﯾر اﻟﻘﺎﻋدة ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" ﺣﯾث دﻓﻊ اﻟﻔرﯾق اﻷول ﻣن اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮭم و ھم ورﺛﺔ ﻋﺑد ﷲ .....و اﻟﺗﻲ دﻓﻌوا ﻣن ﺧﻼﻟﮭﺎ ﺑﺄن دﻋوى اﻟﻣدﻋﯾﯾن
ﺗﺳﺗﻧد إﻟﻰ ﻋﻘد ﻣﻌﯾب ﺷﻛﻼ و ﺑﺎطل ﻣوﺿوﻋﺎ و ﻻ ﯾﻌطﻲ ﻟﺣﺎﻣﻠﮫ اﻟﺻﻔﺔ ﻓﻲ اﻹدﻋﺎء ،ذﻟك أﻧﮫ ﺑﺎﻹطﻼع ﻋﻠﻰ ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ
ﯾﺗﺑﯾن أن اﻟﮭﺎﻟك ﻋﺑد ﷲ ﺑﺎع ﺑﺎﺳﻣﮫ و ﻧﯾﺎﺑﺔ ﻋن إﺧوﺗﮫ ﺣﺎدة و إﯾﺟﺔ و واﻟدﺗﮫ ﻓﺎﺿﻣﺔ .....ﺑﺣﻛم اﻟﺗوﻛﯾل اﻟذي ﯾﺗوﻓر ﻋﻠﯾﮫ ،
و ﻣﻊ ذﻟك ﻟم ﺗوﺟﮫ اﻟدﻋوى ﺿد ﺣﺎدة و ﯾﺟﺔ و واﻟدة اﻟﮭﺎﻟك ،و ھو دﻓﻊ ﯾﺑﻘﻰ ﻟﮫ ﻣن اﻟﺻﺣﺔ ﻣﺎ ﯾﻌطﯾﮫ اﻟﺷرﻋﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ
ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن ﺳﻼﻣﺔ اﻟدﻋوى ﺗﻔﺗرض ﺗوﺟﯾﮭﮭﺎ ﺿد ﻣن ذﻛر أﯾﺿﺎ ﻛﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮭن ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرھن أطراﻓﺎ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ أﯾﺿﺎ
،إذ أﻧﮫ ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ ﻋﻘد اﻟﺣﺟز ﻣوﺿوع اﻟدﻋوى ﻧﺟده أﻧﮫ أﺑرم ﺑﯾن أطراف أﺧرى ﻏﯾر طرﻓﻲ اﻟدﻋوى اﻟﻣﺣددﯾن ﻓﻲ
اﻟﻣﻘﺎل اﻷﺻﻠﻲ ،و اﻟﺣﺎل أن اﻟدﻋوى اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ ﻻ ﺗﻘﺑل اﻟﺗﺟزﺋﺔ طﺎﻟﻣﺎ أن اﻷﻣر ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻌﻘد واﺣد و ﻣن ﺗم ﯾﺟب ﺗوﺟﯾﮫ
اﻟدﻋوى ﺿد ﺟﻣﯾﻊ اﻷطراف اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة إﻋﻣﺎﻻ ﻟﻣﺑدأ وﺣدة اﻟﻌﻘد و ﺟﻣﻊ اﻟﺧﺻوم ،و اﻟﻣدﻋﻲ ﻟﻣﺎ أﺛﯾر اﻟدﻓﻊ اﻟﻣذﻛور ﻣن
اﻟطرف اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ ﺑﺄﻧﮫ ﯾﺣﺗرم ھذه اﻟﻘﺎﻋدة ﺑﺎدر ﻣن ﺧﻼل ﻣﻘﺎﻟﮫ اﻹﺻﻼﺣﻲ اﻟﻣؤدى ﻋﻧﮫ اﻟرﺳم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ إﻟﻰ ﺗدارك ھذا
اﻹﺧﻼل ﺣﯾث أدﺧل ﻓﻲ اﻟدﻋوى ﻛﻼ ﻣن ﺣﺎدة و ﯾﺟﺔ و ﻓﺎﺿﻣﺔ ، ....و ﺑذﻟك ﺗﻛون اﻟدﻋوى و ﻛﺄﻧﮭﺎ أﻗﯾﻣت ﺑﺷﻛل ﺻﺣﯾﺢ
ﻣﻧذ اﻟﺑداﯾﺔ،
129
وﻣﻧﺎﻗﺷﺔ اﻟﺻﻔﺔ ﻓﻲ ھذه اﻟدﻋوى ﺗوﺟب اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ وﺟوب اﺣﺗرام ﻗﺎﻋدة ﺟﻣﻊ
اﻟﺧﺻوم ﻓﻲ دﻋوى إﺗﻣﺎم إﺟراءات اﻟﺑﯾﻊ ،ﻓدﻋوى إﺗﻣﺎم إﺟراءات اﻟﺑﯾﻊ ﺑطﺑﯾﻌﺗﮭﺎ ﻻ ﺗﻘﺑل
اﻟﺗﺟزﺋﺔ ﻷﻧﮭﺎ ﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن اﻟﻌﻘد اﻟراﺑط ﺑﯾن اﻟطرﻓﯾن ،وﻣن ﺗم ﻓﺈن ﻛل ﻣن ﻛﺎن طرﻓﺎ ﻓﻲ ﻋﻘد
اﻟﺑﯾﻊ أو اﻟوﻋد ﺑﺎﻟﺑﯾﻊ أو اﻟﻌﻘد اﻻﺑﺗداﺋﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻋﻠﯾﮫ اﻟدﻋوى ﯾﻠزم اﺧﺗﺻﺎﻣﮫ ﻓﯾﮭﺎ ﺗﺣت
طﺎﺋﻠﺔ ﻋدم ﻗﺑوﻟﮭﺎ ،وھو ﻣﺎ أﻛدﺗﮫ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﺑﻣراﻛش واﻟﺗﻲ ﺟﺎء ﻓﻲ ﺣﻛم ﻟﮭﺎ ﻣﺎ
ﯾﻠﻲ:
" ﺣﯾث إن ﻣوﺿوع اﻟدﻋوى ﯾرﻣﻲ إﻟﻰ اﻟﺣﻛم ﺑﺈﺗﻣﺎم إﺟراءات اﻟﺑﯾﻊ وذﻟك ﺑﺈﻟزام ﺷرﻛﺔ
ﺣﻣزة ﺑﺈﻧﺟﺎز ﻋﻘد ﺑﯾﻊ ﺑﯾﻊ ﻟﻧﺻف ﻣﺎ ﺗﻣﻠك ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺎر أﻋﻼه وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟرﻓض اﻋﺗﺑﺎر اﻟﺣﻛم
ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻋﻘد ﺑﯾﻊ ﯾﻌطﯾﮭﺎ اﻟﺣق ﻓﻲ ﺗﻘﯾﯾده ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري اﻟﻣذﻛور وأﻣر اﻟﺳﯾد اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ
اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ﻣراﻛش اﻟﻣﻧﺎرة ﺑﺗﻘﯾﯾد اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري وﺗﺣﻣﯾل اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ
اﻟﺻﺎﺋر.
وأرﻓﻘت ﻣﻘﺎﻟﮭﺎ ﺑﺷﮭﺎدة ﻋﻘﺎرﯾﺔ ووﻋد ﺑﺎﻟﺑﯾﻊ وﻣﺣﺿر ﻋرض ﻋﯾﻧﻲ وﺻورة وﺻل
إﯾداع.
و ﺣﯾث إﻧﮫ ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟوﻋد ﺑﺎﻟﺑﯾﻊ ﻣوﺿوع اﻟدﻋوى ﻧﺟده أﻧﮫ أﺑرم ﺑﯾن أطراف
أﺧرى ﻏﯾر طرﻓﻲ اﻟدﻋوى اﻟﺣﺎﻟﯾﯾن و ﯾﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺎﻟﺳﯾد ، ...ﻓﻲ ﺣﯾن أن اﻟدﻋوى رﻓﻌت
ﺿد اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻟوﺣدھﺎ ،و اﻟﺣﺎل أن اﻟدﻋوى اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ ﻻ ﺗﻘﺑل اﻟﺗﺟزﺋﺔ طﺎﻟﻣﺎ أن اﻷﻣر
ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻌﻘد واﺣد و ﻣن ﺗم ﯾﺟب ﺗوﺟﯾﮫ اﻟدﻋوى ﺿد ﺟﻣﯾﻊ اﻷطراف اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة إﻋﻣﺎﻻ ﻟﻣﺑدأ
وﺣدة اﻟﻌﻘد و ﺟﻣﻊ اﻟﺧﺻوم ،و اﻟﻣدﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻟم ﺗﺣﺗرم ھذه اﻟﻘﺎﻋدة ﯾﻛون طﻠﺑﮭﺎ ﻏﯾر
ﻣﻘﺑول ،ﻋﻠﻣﺎ أﻧﮫ ﻻ ﯾﻛﻔﻲ ﻓﻲ ﺗﺑرﯾر اﺧﺗﺻﺎﻣﮭﺎ ﻟﻠﺷرﻛﺔ وﺣدھﺎ اﻟﻘول ﺑﺄن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻻ
ﯾﻌﺎرض ﻓﻲ إﺗﻣﺎم اﻟﺑﯾﻊ ،ﻷﻧﮫ ﯾﻧظر إﻟﻰ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻛﻛل ﻛﺟزء واﺣد". 92
ـ ﺣﻛم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﺑﻣراﻛش ﺑﺗﺎرﯾﺦ 29/01/2015ﻓﻲ اﻟﻣﻠف رﻗم 426/1401/2014ـ ﻏﯾر ﻣﻧﺷور .
ـ ﻏﯾر ﻣﻧﺷور . 92ـ ﺣﻛم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﺑﻣراﻛش ﺑﺗﺎرﯾﺦ 27/02/2014ﻓﻲ اﻟﻣﻠف رﻗم 966/1401/2013
130
اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ ،أو ﺗطﮭﯾر اﻟﻌﻘﺎر ﻣن اﻟرھون أو اﻟﺣﺟوز أو اﻟﺗﻘﯾﯾد اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ ﻟﯾﺗﻣﻛن اﻟﻣﺷﺗري ﻣن
ﺗﻘﯾﯾد ﺷراﺋﮫ ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،93أو ﺗﺣرﯾر ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ وأداء ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺛﻣن ،و
اﺳﺗﺧراج اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري اﻟﻔرﻋﻲ اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻟﻌﻘﺎر اﻟﻣﺑﯾﻊ ،إﻟﻰ ﻏﯾر ذﻟك ﻣن اﻟﺻور اﻟﻣﺗﻌددة
ﻟﮭذه اﻟدﻋوى ،وﻟذﻟك ﯾﺟب أن ﯾﺣدد اﻟﻣدﻋﻲ ﻣﺎذا ﯾرﯾد ﺑﺎﻟﺿﺑط ،و ھذا ﺷرط ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد
اﻟطﻠب.
" إن اﻷﻓﻌﺎل اﻹرادﯾﺔ و اﻹﺗﻔﺎﻗﺎت اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ اﻟراﻣﯾﺔ إﻟﻰ ﺗﺄﺳﯾس ﺣق ﻋﯾﻧﻲ أو ﻧﻘﻠﮫ إﻟﻰ اﻟﻐﯾر ....ﻻ ﺗﻧﺗﺞ أي أﺛر و ﻟو
ﺑﯾن اﻷطراف إﻻ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺗﻘﯾﯾد . "...
و ﻣن ھذا اﻟﻣﻧطﻠق ﯾﻛون اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻣﻠزﻣﺎ ﺑﺎﺗﺧﺎذ ﻛﺎﻓﺔ اﻹﺟراءات اﻟﺿرورﯾﺔ ﻟﻛﻲ ﯾﺳﺟل اﻟﻣﺷﺗري ﺷراءه ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري
و ذﻟك ﺗﻧﻔﯾذا ﻻﻟﺗزاﻣﮫ ﺑﻧﻘل اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ،و ﻓﻲ ھذا اﻹطﺎر ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗرار ﻟﻠﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﺻدر ﺗﺣت ﻋدد 1779ﺑﺗﺎرﯾﺦ 31
ـ 05ـ 1997ﻓﻲ اﻟﻣﻠف ﻋدد 2144/1993ـ ﻏﯾر ﻣﻧﺷور ،ﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
"إن اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻟﻛل ﺣق ﻋﯾﻧﻲ ﻣﺣﻔظ ﯾﻠﺗزم ﺑﻧﻘل اﻟﺣق اﻟﻣﺑﯾﻊ ﻟﻠﻣﺷﺗري ﻛﻣﺎ ﯾﻠﺗزم ﺑﺿﻣﺎن ھذا اﻟﻧﻘل ﻟﯾﺗﺄﺗﻰ ﻟﻠﻣﺷﺗري
اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺑﯾﻊ و ذﻟك ﺑﺎﺗﺧﺎذ اﻹﺟراءات اﻟﺿرورﯾﺔ ﻟذﻟك وﺧﺎﺻﺔ إﺷﮭﺎره ﻟﻌﻘد اﻟﺑﯾﻊ و
ﺗﻘﯾﯾده ﻓﻲ اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،وﻛل اﻣﺗﻧﺎع ﻣن ﺟﺎﻧب اﻟﺑﺎﺋﻊ ﺑﻌدم ﺗﻧﻔﯾذه ﻟﮭذا اﻻﻟﺗزام ﯾﺷﻛل إﺧﻼﻻ ﺑﺎﻟﺗزاﻣﮫ ﺑﺿﻣﺎن ﻧﻘل اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ
و ﯾوﺟب إﻟزاﻣﮫ ﻗﺿﺎء ﺑﻣﺎ اﻟﺗزم ﺑﮫ " .
وﺟﺎء ﻓﻲ ﻗرار آﺧر ﻟﻠﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﺻدر ﺗﺣت ﻋدد 265ﺑﺗﺎرﯾﺦ 12ـ 06ـ 1968ـ ﻣﻧﺷور ﺑﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻗرارات
اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ـ اﻟﻣﺎدة اﻟﻣدﻧﯾﺔ ـ 1966/1982ـ ص ، 133ﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
" اﻣﺗﻧﺎع اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻣن اﺗﺧﺎذ اﻹﺟراءات اﻟﺿرورﯾﺔ ﻟﺗﻘﯾﯾد اﻟﺑﯾﻊ ﻓﻲ اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﯾﻛون إﺧﻼﻻ ﺑﺎﻻﻟﺗزام ﺑﺿﻣﺎن ﻧﻘل اﻟﺣق
اﻟﻣﺑﯾﻊ و ﯾوﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﺎﻛم أن ﺗﺟﺑر اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻣﺎ اﻟﺗزم ﺑﮫ ".
وﺣﯾث إﻧﮫ اﻧطﻼﻗﺎ ﻣﻣﺎ ذﻛر ﻓﺈﻧﮫ و ﻣﺎ دام أن اﻟﺑﺎﺋﻌﺔ ﻻ زاﻟت ﻣﺗﻣﺎطﻠﺔ ﻓﻲ اﺳﺗﺧراج رﺳم ﻋﻘﺎري ﻓرﻋﻲ و ﻧﻘل ﻣﻠﻛﯾﺔ
اﻟﻌﻘﺎر اﻟﻣﺑﯾﻊ ﻟﻠﻣدﻋﻲ ﻓﺈﻧﮭﺎ ﺗﻛون ﻣﻠزﻣﺔ ﺑﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺗزاﻣﮭﺎ اﻟﻌﻘدي و ذﻟك ﻣن ﺧﻼل اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻌﻣﻠﯾﺔ اﺳﺗﺧراج اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري
اﻟﻔرﻋﻲ و ﺗﺣرﯾر ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ وﻓق اﻟﺷﻛل اﻟﻣﺣدد ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﺣﺗﻰ ﯾﺗﻣﻛن اﻟﻣدﻋﻲ ﻣن ﺣﻘﮫ اﻟﻣﻘﺎﺑل و ھو اﻧﺗﻘﺎل اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ إﻟﯾﮫ ،و ﻻ
ﯾﻌﻔﯾﮭﺎ ﻣن ذﻟك ﺳﻠوﻛﮭﺎ ﻟﻣﺳﺎطر ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ اﻟﻣﺣﺎﻓظ طﺎﻟﻣﺎ أن اﻷﻣر ھﻧﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗزام ﺑﻧﺗﯾﺟﺔ و ﻟﯾس اﻟﺗزاﻣﺎ ﺑﺑذل
ﻋﻧﺎﯾﺔ ،و ﻋﻠﯾﮫ ﯾﻛون اﻟﺣﻛم اﻟﻣﺳﺗﺄﻧف ﻗد أﺳس ﻗﺿﺎءه ﻋﻠﻰ ﻣؤﯾدات ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺳﻠﯾﻣﺔ ،اﻟﺷﺊ اﻟذي ﯾﺗﻌﯾن ﻣﻌﮫ ﺗﺄﯾﯾده ".
ـ ﻗرار ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف ﺑورزازات ﺑﺗﺎرﯾﺦ 12/2015/ﻓﻲ اﻟﻣﻠف رﻗم ـ 53/1401/2015ـ ﻏﯾر ﻣﻧﺷور.
131
وﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟﮭذا اﻟﺗوﺟﮫ ﻗﺿت اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﺑﻌدم ﻗﺑول دﻋوى إﺗﻣﺎم إﺟراءات اﻟﺑﯾﻊ
اﻟراﻣﻲ إﻟﻰ إﺗﻣﺎم إﺟراءات اﻟﺑﯾﻊ ﺑﻌﻠﺔ أﻧﮫ طﻠب ﻏﯾر ﻣﺣدد ،وﻗد ﺟﺎء ﻓﻲ ﺗﻌﻠﯾل ﺣﻛﻣﮭﺎ ﻣﺎ
ﯾﻠﻲ:
" ﺣﯾث إن طﻠب اﻟﻣدﻋﻲ ﯾرﻣﻲ إﻟﻰ اﻟﺣﻛم ﻋﻠﻰ اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮭﻣﺎ ﺑﺈﺗﻣﺎم اﻟﺑﯾﻊ ﻣﻊ ﻣﺎ
ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﮫ ﻣن آﺛﺎر ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ وﻗﺿﺎﺋﯾﺔ وإدارﯾﺔ وأﻣر اﻟﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ﺑﺗﻘﯾﯾده
ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري اﻟﻣذﻛور ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ ﻏراﻣﺔ ﺗﮭدﯾدﯾﺔ ﻗدرھﺎ أﻟف درھم ﻋن ﻛل ﯾوم ﺗﺄﺧﯾر
ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻔﯾذ وﺗﺣﻣﯾل اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮭﻣﺎ اﻟﺻﺎﺋر.
وأرﻓﻘت ﻣﻘﺎﻟﮭﺎ ﺑﺎﻟوﺛﺎﺋق اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ :ﺷﮭﺎدة ﻟﻠﻣوﺛق وﺻورة ﻟﻌﻘد ﺑﯾﻊ.
و ﺣﯾث إن طﻠب إﺗﻣﺎم إﺟراءات اﻟﺑﯾﻊ ﯾﺗﺧذ ﻋدة ﺻور ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻛطﻠب
ﺗﺣرﯾر ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ و طﻠب ﺗطﮭﯾر اﻟﻣﺑﯾﻊ ﻣن اﻟﺣﺟوز أو اﻟرھون أو طﻠب اﺳﺗﺧراج
رﺳم ﻋﻘﺎري ﻓرﻋﻲ أو ﺗﺣرﯾر ﻣﻠﺣق ﻟﻌﻘد اﻟﺑﯾﻊ إﻟﻰ ﻏﯾر ذﻟك ﻣن اﻟﺻور اﻟﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ ﻟﮭذه
اﻟدﻋوى ،و ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ ﻣﻘﺎل اﻟدﻋوى ﻧﺟد أن اﻟﻣدﻋﯾﺔ اﻟﺗﻣﺳت اﻟﺣﻛم ﺑﺈﺗﻣﺎم إﺟراءات
اﻟﺑﯾﻊ دون ﺗﺣدﯾد ﻟﻣﺎھﯾﺔ اﻟطﻠب ﺣﯾث ورد اﻟطﻠب ﻋﺎﻣﺎ ،وﻣن اﻟﻣﻌﻠوم أن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻻ ﺗﺑت
إﻻ ﻓﻲ طﻠﺑﺎت ﻣﺣددة ،اﻟﺷﺊ اﻟذي ﯾﺗﻌﯾن ﻣﻌﮫ اﻟﺣﻛم ﺑﻌدم ﻗﺑول اﻟطﻠب ". 94
وﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﺳﯾﺎق ﺟﺎء ﻓﻲ ﺣﻛم ﺻﺎدر ﻋن ﻧﻔس اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" و ﺣﯾث إﻧﮫ ﻣن ﺟﮭﺔ أوﻟﻰ و ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻟطﻠب اﻷﺻﻠﻲ ﻓﺈﻧﮫ ﻣن اﻟﻣﻌﻠوم أن طﻠب
إﺗﻣﺎم إﺟراءات اﻟﺑﯾﻊ ﯾﺗﺧذ ﻋدة ﺻور ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻛطﻠب ﺗﺣرﯾر ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ
وطﻠب ﺗطﮭﯾر اﻟﻣﺑﯾﻊ ﻣن اﻟﺣﺟوز أو اﻟرھون أو طﻠب اﺳﺗﺧراج رﺳم ﻋﻘﺎري ﻓرﻋﻲ أو
ﺗﺣرﯾر ﻣﻠﺣق ﻟﻌﻘد اﻟﺑﯾﻊ إﻟﻰ ﻏﯾر ذﻟك ﻣن اﻟﺻور اﻟﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ ﻟﮭذه اﻟدﻋوى ،و ﯾﺗﻔرع ﻋن
ذﻟك أن ﺿواﺑط وﺷروط اﻟﺑت ﻓﻲ ﻛل طﻠب ﺗﺧﺗﻠف ﻋن اﻷﺧرى ،ﻏﯾر أﻧﮫ ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ
ﻣﻘﺎل اﻟدﻋوى ﻧﺟد أن اﻟﻣدﻋﯾﺔ اﻟﺗﻣﺳت اﻟﺣﻛم ﺑﺈﺗﻣﺎم إﺟراءات اﻟﺑﯾﻊ دون ﺗﺣدﯾد ﻟﻣﺎھﯾﺔ
اﻟطﻠب ﺣﯾث ورد اﻟطﻠب ﻋﺎﻣﺎ ،وﻣن اﻟﻣﻌﻠوم أن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻻ ﺗﺑت إﻻ ﻓﻲ طﻠﺑﺎت ﻣﺣددة و
ﻓق ﺻﺣﯾﺢ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ ،اﻟﺷﺊ اﻟذي ﯾﺗﻌﯾن ﻣﻌﮫ اﻟﺣﻛم ﺑﻌدم
ﻗﺑول ھذا اﻟطﻠب " .95
اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣدﻋﻲ ﻻﻟﺗزاﻣﮫ ﻗﺑل رﻓﻊ اﻟدﻋوى
ﻣن اﻟﻣﻌﻠوم أن ﻟﻛل ﻣن طرﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﻗﺿﺎء ﺑﺈﺗﻣﺎﻣﮫ ،وﻣن ﺗم
ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻠزم ﻛل ﻣن ﺑﺎدر ﻣﻧﮭﻣﺎ إﻟﻰ رﻓﻊ اﻟدﻋوى ﺑﺄن ﯾﺛﺑت أﻧﮫ ﻗﺎم ﺑﺎﻟوﻓﺎء ﺑﺎﻻﻟﺗزام اﻟﻘﺎﺋم ﻣن
ﺟﮭﺗﮫ ،ﻣن ذﻟك ﻣﺛﻼ أن ﯾﻘوم اﻟﻣوﻋود ﻟﮫ ﺑﺎﻟﺷراء ﺑﺄداء ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺛﻣن أو إﯾداﻋﮫ ﺑﺻﻧدوق
اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ أو ﻟدى اﻟﺟﮭﺔ اﻟﺗﻲ اﺗﻔق اﻟطرﻓﺎن ﻋﻠﻰ إﯾداع ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺛﻣن ﻟدﯾﮭﺎ ،و ﻣﺛﺎﻟﮫ أﯾﺿﺎ أن
اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻔق ﻓﯾﮭﺎ اﻟطرﻓﺎن ﻋﻠﻰ اﻟوﻓﺎء ﺑﺎﻻﻟﺗزام ﺑﺈﺗﻣﺎم اﻟﺑﯾﻊ داﺧل أﺟل ﻣﻌﯾن و ذﻟك ﺑﻌد
إﺣﺿﺎر اﻟواﻋد ﻟﻠﺑﯾﻊ ﻟﺷﮭﺎدة رﻓﻊ اﻟﯾد ﻋن اﻟﺣﺟز و أداء اﻟﻣوﻋود ﻟﮫ ﺑﺎﻟﺷراء ﻟﺑﺎﻗﻲ اﻟﺛﻣن،
ﻓﻔﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻠﺑﺎﺋﻊ رﻓﻊ دﻋوى ﻟﻠﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺈﺗﻣﺎم اﻟﺑﯾﻊ و أداء ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺛﻣن إﻻ إذا
94ـ ﺣﻛم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﺑﻣراﻛش ﺑﺗﺎرﯾﺦ 20/10/2014ﻓﻲ اﻟﻣﻠف رﻗم 565/1401/2014ـ ﻏﯾر ﻣﻧﺷور.
ـ ﺣﻛم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﺑﻣراﻛش ﺑﺗﺎرﯾﺦ 23/10/2014ﻓﻲ اﻟﻣﻠف رﻗم 863/1401/2012ـ ﻏﯾر ﻣﻧﺷور. 95
132
أﺛﺑت أﻧﮫ ﺣﺻل ﻋﻠﻰ ﺷﮭﺎدة رﻓﻊ اﻟﯾد ﻋن اﻟﺣﺟز ،ﻓﺈن ﻟم ﯾﺣﺻل ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻛﺎن طﻠﺑﮫ ﻏﯾر
ﻣﻘﺑول.
وﯾﺟد ھذا اﻟﺷرط أﺳﺎﺳﮫ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﺿﻣن ﻗﺎﻋدة اﻟدﻓﻊ ﺑﻌدم اﻟﺗﻧﻔﯾذ ،وھﻲ ﺗﻌﻧﻲ اﻟﺣق
اﻟﺛﺎﺑت ﻟﻛل ﻣﺗﻌﺎﻗد ﻓﻲ اﻟﺗزام ﺗﺑﺎدﻟﻲ ﻓﻲ أن ﯾﻣﺗﻧﻊ ﻋن اﻟﺗﻧﻔﯾذ إﻟﻰ أن ﯾﻧﻔذ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد اﻵﺧر
اﻟﺗزاﻣﮫ ،واﻟﺳﻧد اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ﻓﻲ ذﻟك ھو اﻟﻔﺻل 234ﻣن ق.ل.ع اﻟذي ﯾﻧص ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" ﻻ ﯾﺟوز ﻷﺣد أن ﯾﺑﺎﺷر اﻟدﻋوى اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﻋن اﻻﻟﺗزام إﻻ إذا أﺛﺑت أﻧﮫ أدى أو ﻋرض
أن ﯾؤدي ﻛل ﻣﺎ ﻛﺎن ﻣﻠﺗزﻣﺎ ﺑﮫ ﻣن ﺟﺎﻧﺑﮫ ﺣﺳب اﻻﺗﻔﺎق أو اﻟﻘﺎﻧون أو اﻟﻌرف" .
وھﻛذا ﻓﺎﻟﻣﺷﺗري ﻻ ﯾﺟوز ﻟﮫ أن ﯾطﺎﻟب ﺑﺈﺗﻣﺎم إﺟراءات اﻟﺑﯾﻊ إﻻ إذا وﻓﻰ ﺑﺎﻻﻟﺗزام
اﻟﺛﺎﺑت ﻓﻲ ذﻣﺗﮫ ،وھذا اﻻﻟﺗزام ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب ھو أداء اﻟﺟزء اﻟﺑﺎﻗﻲ ﻣن اﻟﺛﻣن ،ﺑﺣﯾث ﯾﻠزﻣﮫ
أوﻻ أن ﯾﻘوم ﺑﻌرض ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺛﻣن ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺎﺋﻊ ،ﻓﺈن ﻗﺑﻠﮫ ﻓﺑﮫ وﻧﻌم ،وإن رﻓﺿﮫ ﻓﺈن ذﻟك ﻻ
ﯾﺑرئ ذﻣﺗﮫ ﺑل ﯾﻠزم ﺑﻌد ذﻟك أن ﯾودﻋﮫ ﻟدى اﻟﺟﮭﺔ اﻟﺗﻲ اﺗﻔق ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻟطرﻓﺎن ﻓﺈن ﻟم ﯾﻛوﻧﺎ ﻗد
اﺗﻔﻘﺎ ﻋﻠﻰ اﻹﯾداع ﻟدى ﺟﮭﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷﺗري ﻟﯾﺗﺣﻠل ﻣن اﻟﺗزاﻣﮫ أن ﯾودع
اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟﻣذﻛور ﺑﺻﻧدوق اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ.
وﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻋدة أﻋﻼه ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗرار ﻟﻠﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ـــ ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﺣﺎﻟﯾﺎ ــ ﺑﺗﺎرﯾﺦ
21ــــ 05ــــ 1996ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻔﺻل 234ﻣن ق.ل.ع ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﺟوز ﻷﺣد أن ﯾﺑﺎﺷر اﻟدﻋوى اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن
اﻻﻟﺗزام إﻻ إذا أﺛﺑت أﻧﮫ أدى أو ﻋرض أن ﯾؤدي ﻣﺎ ﻛﺎن ﻣﻠﺗزﻣﺎ ﺑﮫ ﻣن ﺟﺎﻧﺑﮫ ﺣﺳب اﻻﺗﻔﺎق
وطﺑﻘﺎ ﻟﻠﻔﺻل 275ﻣن ق.ل.ع ﻓﺈن ﻣطل اﻟداﺋن ﻻ ﯾﺛﺑت إﻻ إذا ﻋرض اﻟﻣدﯾن اﻟدﯾن
اﻟﻣﻠﺗزم ﺑﮫ و ﺗﺑﻌﺎ ﻟذﻟك إﯾداﻋﮫ ﻓﻲ ﺻﻧدوق اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ،واﻟﺛﺎﺑت ﻣن ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ اﻟذي زﻋم
اﻟﻣطﻠوﺑﺎن أﻧﮭﻣﺎ أﺑرﻣﺎه ﻣﻊ اﻟطﺎﻋﻧﺔ أن اﻟﻣطﻠوﺑﯾن اﻟﺗزﻣﺎ ﻓﯾﮫ ﺑﺄداء ﺑﻘﯾﺔ اﻟﺛﻣن ﺧﻼل ﺧﻣﺳﺔ
ﻋﺷر أﺷﮭر ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻌﻘد ،و ﻟم ﯾﺛﺑت ﻣن ﺧﻼل ﻋﻧﺎﺻر اﻟﻣﻠف أن اﻟﻣطﻠوﺑﯾن ﻋرﺿﺎ
ﺑﻘﯾﺔ اﻟﺛﻣن ﻋﻠﻰ اﻟطﺎﻟﺑﺔ ﺧﻼل ﺗﻠك اﻟﻣدة ...ﻣﻣﺎ ﺗﻛون ﻣﻌﮫ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻗﺿت ﻋﻠﻰ
اﻟطﺎﻟﺑﺔ ﺑرد اﻟﺛﻣن ﻗد ﺧرﻗت اﻟﻔﺻﻼن 234و 275ﻣن ق.ل.ع و ﻋرﺿت ﻗرارھﺎ
ﻟﻠﻧﻘض " .96
وﻗد ذھﺑت ﺑﻌض ﻣﺣﺎﻛم اﻟﻣوﺿوع إﻟﻰ أﻧﮫ ﯾﻛﻔﻲ ﻟﻠﺣﻛم ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺎﺋﻊ ﺑﺈﺗﻣﺎم إﺟراءات
اﻟﺑﯾﻊ أن ﯾﺿﻣن ﻣﻘﺎﻟﮫ ﻋﺑﺎرة ﯾﻠﺗﻣس ﻓﯾﮭﺎ ﻣن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹﺷﮭﺎد ﻋﻠﯾﮫ ﺑﺎﺳﺗﻌداده ﻷداء ﺑﺎﻗﻲ
اﻟﺛﻣن ،إذ ﺗﻌﺗﺑر أﻧﮫ ﺑذﻟك ﯾﻛون اﻟﻣﺷﺗري ﻗد وﻓﻰ ﺑﺎﻟﺗزاﻣﮫ ،وﺗﺣﻛم ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺎﺋﻊ ﺑﺈﺗﻣﺎم
إﺟراءات اﻟﺑﯾﻊ ﺑﻌد أداء ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺛﻣن ،وھذا اﻟﺗوﺟﮫ ﻏﯾر ﺳﻠﯾم ﻓﻲ ﻧظرﻧﺎ ﻷن اﻷﺣﻛﺎم ﯾﺟب أن
ﺗﻛون ﻧﺎﺟزة وﻻ ﯾﺟوز ﺗﻌﻠﯾﻘﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﺷرط إﻻ ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺣددھﺎ اﻟﻣﺷرع،
وھو ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗرار آﺧر ﺻﺎدر ﻋن اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ:
96ــ ﻗرار ﻟﻠﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ـــ ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﺣﺎﻟﯾﺎ ــــ ﻋدد 3277ﺑﺗﺎرﯾﺦ 21ــــ 05ـــ 1996ﻓﻲ اﻟﻣﻠف ﻋدد
واﻟﻣﻧﺷور ﺑﻣﺟﻠﺔ اﻹﺷﻌﺎع ــــ ﻋدد 16ـــ ص .144 4536/91ـــ
وﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﺳﯾﺎق ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗرار آﺧر ﺻﺎدر ﻋن اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﺑﺗﺎرﯾﺦ 18ـ 05ـ 1984ﻣﻧﺷور ﺑﻣؤﻟف ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز
ﺗوﻓﯾق ﻗﺿﺎء اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻻﻟﺗزاﻣﺎت واﻟﻌﻘود ـــ ص .70
"إن اﻟﺣﻛم اﻟذي ﻗﺑل اﻟدﻋوى ﺿد اﻟطﺎﻋن دون أن ﯾﺗوﻓر ﻟدﯾﮫ ﻣﺎ ﯾﻔﯾد أﻧﮫ أﺑرأ ذﻣﺗﮫ ﻣن ﺛﻣن اﻟﺑﯾﻊ ﻣوﺿوع اﻟﻧزاع أو ﻗﺎم
ﺑﻌرﺿﮫ ﻋرﺿﺎ ﺣﻘﯾﻘﯾﺎ ﺗﻧﻔﯾذا ﻻﻟﺗزاﻣﮫ ﯾﻛون ﻣﻌرﺿﺎ ﻟﻠﻧﻘض ﻟﻣﺧﺎﻓﺗﮫ ﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﺻل 234ﻣن ق .ل.ع ".
133
" إن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻟﻣﺎ ردت اﻟدﻓﻊ اﻟذي أﺛﺎره اﻟطﺎﻋن ﺑﺄﻧﮫ ﻻ ﯾﺟوز إﺟﺑﺎره ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻔﯾذ
اﻟﺗزاﻣﮫ ﻗﺑل أن ﯾﻘوم ﺧﺻﻣﮫ ﺑﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺗزاﻣﮫ اﻟﻣﻘﺎﺑل ﺑﻌﻠﺔ أن اﻟﺧﺻم ﻣﺳﺗﻌد ﻷداء ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺛﻣن
ﺗﻛون ﻗد ﺧرﻗت اﻟﻔﺻﻠﯾن 234و 235ﻣن ق .ل.ع و ﻋرﺿت ﻗرارھﺎ ﻟﻠﻧﻘض " .97
وھو ﻧﻔس اﻟﺗوﺟﮫ اﻟذي ﺗﺳﯾر ﻋﻠﯾﮫ ﻣﺣﺎﻛم اﻟﻣوﺿوع ،ﻓﻘد ﺟﺎء ﻓﻲ ﺣﻛم ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ
اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﺑﻣراﻛش ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" وﺣﯾث إﻧﮫ ﻣن ﺟﮭﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ ﻓﺈن اﻟﺛﺎﺑت ﻣن ﺗﺻرﯾﺣﺎت اﻟﻣدﻋﻲ ﺑﻣﻘﺎﻟﮫ أﻧﮫ ﺣﺻل ﻋﻠﻰ
اﻟﻘرض اﻟﺑﻧﻛﻲ ﻟﺗﻣوﯾل اﻟﺷراء وﻓق ﻣﺎ اﺗﻔق ﻋﻠﯾﮫ ،وأن اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻟم ﺗﻌد ﺗرﻏب ﻓﻲ
إﺗﻣﺎم اﻟﺑﯾﻊ وأﺧذ اﻟﺛﻣن اﻟﻣودع ﻟدى اﻟﻣوﺛق ﻓﯾﻛون ﺣﺎﺻل ﺗﺻرﯾﺣﮫ ھذا أن ھﻧﺎك اﻟﺗزاﻣﺎت
ﻣﺗﻘﺎﺑﻠﺔ ﻗﺎﺋﻣﺔ ﻓﻲ ذﻣﺗﮫ ،وﻋﻠﯾﮫ ﻓﻧﺣن أﻣﺎم اﻟﺗزام ﺗﺑﺎدﻟﻲ ،واﻟﻘﺎﻋدة ﻓﻲ ھذا اﻟﻧوع ﻣن
اﻻﻟﺗزاﻣﺎت أﻧﮫ ﻻ ﯾﺟوز ﻷي ﻣن اﻟطرﻓﯾن أن ﯾطﺎﻟب ﺧﺻﻣﮫ ﺑﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺗزاﻣﮫ اﻟﻣﻘﺎﺑل ﻗﺑل
وﻓﺎﺋﮫ ﺑﺎﻟﺗزاﻣﮫ
أو ﻋرﺿﮫ اﻟوﻓﺎء ﺑﮫ وذﻟك ﺣﺳﺑﻣﺎ ﯾﺳﺗﻔﺎد ﻣن ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﺻل 234ﻣن ق ل ع اﻟذي
ﯾﺟري ﺳﯾﺎﻗﮫ اﻟﺣرﻓﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" ﻻ ﯾﺟوز ﻷﺣد أن ﯾﺑﺎﺷر اﻟدﻋوى اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن اﻻﻟﺗزام ،إﻻ إذا أﺛﺑت أﻧﮫ أدى أو
ﻋرض أن ﯾؤدي ﻣﺎ ﻛﺎن ﻣﻠﺗزﻣﺎ ﺑﮫ ﻣن ﺟﺎﻧﺑﮫ ﺣﺳب اﻻﺗﻔﺎق أو اﻟﻘﺎﻧون أو اﻟﻌرف ".
وﺣﯾث إن ھذه اﻟﻘﺎﻋدة أﻛدﺗﮭﺎ ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﻓﻲ ﻋدة ﻗرارات ﻣﺗواﺛرة ،ﺑل إﻧﮫ ﻗد ﺳﺑق
ﻟﻠﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ أن ﺗﺑﻧﻰ ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻋدة ،ﻣن ذﻟك ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ﻗراره ﻋدد 963ﺑﺗﺎرﯾﺦ
18/05/1984واﻟﻣﻧﺷور ﺑﻣؤﻟف ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﺗوﻓﯾق ﻗﺿﺎء اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون
اﻻﻟﺗزاﻣﺎت واﻟﻌﻘود ـ ﺻﻔﺣﺔ 70واﻟذي ﺟﺎء ﻓﯾﮫ ":ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻔﺻل 234ﻣن ق ل ع ﻓﺈﻧﮫ
ﻻ ﯾﺟوز ﻷﺣد أن ﯾﺑﺎﺷر اﻟدﻋوى اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﻋن اﻻﻟﺗزام إﻻ إذا أﺛﺑت أﻧﮫ أدى أو ﻋرض أن
ﯾؤدي ﻣﺎ ﻛﺎن ﻣﻠﺗزﻣﺎ ﺑﮫ ﻣن ﺟﺎﻧﺑﮫ ﺣﺳب اﻻﺗﻔﺎق أو اﻟﻘﺎﻧون أو اﻟﻌرف.
إن اﻟﺣﻛم اﻟذي ﻗﺑل اﻟدﻋوى ﺿد اﻟطﺎﻋن دون أن ﯾﺗوﻓر ﻟدﯾﮫ ﻣﺎ ﯾﻔﯾد أﻧﮫ أﺑرم ذﻣﺗﮫ ﻣن
ﺛﻣن اﻟﺑﯾﻊ ﻣوﺿوع اﻟﻧزاع أو ﻗﺎم ﺑﻌرﺿﮫ ﻋرﺿﺎ ﻋﯾﻧﯾﺎ ﺗﻧﻔﯾذا ﻟﻼﻟﺗزام ﯾﻛون ﻣﻌرﺿﺎ ﻟﻠﻧﻘض
ﻟﻣﺧﺎﻓﺗﮫ ﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﺻل 234ﻣن ق ل ع ".
و ﺣﯾث إﻧﮫ اﻧطﻼﻗﺎ ﻣﻣﺎ ذﻛر ﯾﻛون اﻟﻣدﻋﻲ ﻟم ﯾﻧﻔذ اﻟﺗزاﻣﮫ اﻟﻣﻘﺎﺑل و ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻼ ﯾﺟوز ﻟﮫ
اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﻟﺣق اﻟﻣﻘرر ﻟﮫ ،و ﺗﺑﻌﺎ ﻟذﻟك ﺗﻛون اﻟدﻋوى ﻏﯾر ﻣﻘﺑوﻟﺔ" . 98
وﻧﻔس اﻟﺣﻛم ﯾطﺑق ﻋﻠﻰ اﻟواﻋد ﺑﺎﻟﺑﯾﻊ ،ﺑﺣﯾث ﻻ ﯾﺟوز ﻟﮫ رﻓﻊ اﻟدﻋوى إﻻ ﺑﻌد اﻟوﻓﺎء
ﺑﺎﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻣن ﺟﺎﻧﺑﮫ وإﻻ ﻛﺎﻧت دﻋواه ﻏﯾر ﻣﻘﺑوﻟﺔ ،وﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟذﻟك ﺟﺎء ﻓﻲ ﺣﻛم
اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﻣراﻛش ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
97ـ ﻗرار اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ـــ ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﺣﺎﻟﯾﺎ ــــ ﺑﺗﺎرﯾﺦ 16ــــ 02ــــ 1983ـــ ﻣﻧﺷور ﺑﻣﺟﻠﺔ ﻗﺿﺎء اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ
ﻋدد 32ـــــ ص . 21
98ـ ﺣﻛم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﺑﻣراﻛش ﺑﺗﺎرﯾﺦ 26/02/2015ﻓﻲ اﻟﻣﻠف رﻗم 784/1401/2014ـ ﻏﯾر
ﻣﻧﺷور.
134
" ﺣﯾث إن طﻠب اﻟﻣدﻋﯾﺔ اﻷﺻﻠﻲ ﯾرﻣﻲ إﻟﻰ اﻟﺣﻛم ﻋﻠﻰ اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺑﺈﺗﻣﺎم اﻟﺑﯾﻊ وﻓق
ﻣﺎ ﯾﻧص ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻔﺻل 19ـ 608ﻣن ق ل ع ،و اﻋﺗﺑﺎر اﻟﺣﻛم ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻋﻘد ﻧﮭﺎﺋﻲ واﻹذن
ﻟﮭﺎ ﺑﺗﺳﺟﯾل اﻟﺣﻛم اﻟﻣﻧﺗظر ﺻدوره ﺑﺎﻟرﺳم اﻟذي ﺳﯾﺳﺗﺧرج ﻣن اﻟرﺳﻣﯾن اﻟﻌﻘﺎرﯾﯾن اﻷم
04/147626و ﻋدد 147627/04و أﻣر اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ﺑﻣﺣﺎﻓظﺔ
اﻟﻣﻧﺎرة ﺟﻠﯾز ﺑﺗﻘﯾﯾده ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري و ﺣﻔظ ﺣﻘﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺑﺎﻗﻲ اﻟﺛﻣن و ﺗﺣﻣﯾل
اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻟﺻﺎﺋر ،و ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﺈن اﻟطﻠب اﻹﺿﺎﻓﻲ ﯾرﻣﻲ اﻟﺣﻛم ﻋﻠﻰ اﻟﻣدﻋﻰ
ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺑﺄداﺋﮭﺎ ﻟﻔﺎﺋدﺗﮭﺎ ﻣﺑﻠﻎ 9363187,00درھم و ﺳﻣﺎع اﻟﺣﻛم ﻋﻠﻰ اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮭﺎ
ﺑﺄداﺋﮭﺎ ﻟﻔﺎﺋدﺗﮭﺎ ﺗﻌوﯾﺿﺎ ﻗدره 1ﺑﺎﻟﻣﺎﺋﺔ ﻣن اﻟﺛﻣن اﻟﻣﺗﺑﻘﻲ ﻋن ﻛل ﯾوم ﺗﺄﺧﯾر ﻋﻠﻰ أﻻ ﯾﺗﻌدى
10ﺑﺎﻟﻣﺎﺋﺔ ﻣن اﻟﺛﻣن اﻟﻣﺗﺑﻘﻲ ﻋن ﻛل ﺳﻧﺔ ﺗﺄﺧﯾر و ﺗﺳﺟﯾل اﻟﺣﻛم اﻟﻣﻧﺗظر ﺻدوره ﺑﺎﻟرﺳم
اﻟﻌﻘﺎري ﺑﻌد أداء اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻣدﻋﯾﺔ ﻣﺑﻠﻎ اﻟدﯾن اﻷﺻﻠﻲ و اﻟﺗﻌوﯾض .
وأرﻓﻘت طﻠﺑﺎﺗﮭﺎ ﺑﺎﻟوﺛﺎﺋق اﻟﺗﺎﻟﻲ :ﺻورة ﻟﻌﻘد ﺑﯾﻊ وﻧﺳﺧﺔ إﻧذار وﻣﺣﺿر ﺗﺑﻠﯾﻎ إﻧذار
وﺑﺷﮭﺎدة ﺻﺎدرة ﻋن اﻟﻣوﺛﻘﺔ ﻟﯾﻠﻰ ﺣﻣدون ورﺧﺻﺔ اﻟﺳﻛن وﺷواھد ﺗﻘدم اﻷﺷﻐﺎل ورﺳﺎﺋل
إﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ وﺑﺈﺷﮭﺎد ﺑﻣﻧطوق ﻗرار.
....و ﺣﯾث إﻧﮫ ﻣن ﺟﮭﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ ﻓﺈن اﻟﺛﺎﺑت ﻣن ﻣﻌطﯾﺎت اﻟﻧﺎزﻟﺔ أﻧﻧﺎ أﻣﺎم أﺣد اﻻﻟﺗزاﻣﺎت
اﻟﺗﺑﺎدﻟﯾﺔ و اﻟﺗﻲ ﺗﻔرض ﻋﻠﻰ أي ﻣن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن اﻟوﻓﺎء ﺑﺎﻟﺗزاﻣﮫ أوﻻ ﻗﺑل ﻣطﺎﻟﺑﺔ اﻟطرف
اﻵﺧر ﺑﺗﻧﻔﯾذ اﻻﻟﺗزام اﻟﺛﺎﺑت ﻓﻲ ذﻣﺗﮫ ،و اﻟﺛﺎﺑت ﻣن وﺛﺎﺋق اﻟﻣﻠف و ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ
اﻻﺑﺗداﺋﻲ اﻟراﺑط ﺑﯾن اﻟطرﻓﯾن أن اﻟﻣدﻋﯾﺔ ﻣﻠزﻣﺔ ﺑﺎﻟوﻓﺎء ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎﺗﮭﺎ اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ و ﺧﺎﺻﺔ إﺗﻣﺎم
أﺷﻐﺎل اﻟﺑﻧﺎء و اﺳﺗﺧراج اﻟرﺳوم اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻟﻔرﻋﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻣوﺿوع اﻟﺗﻌﺎﻗد و ھﻲ ﺧﺎﻟﯾﺔ
ﻣن ﻛل ﻗﯾد
أو ﺗﺣﻣل ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻧﺣن أﻣﺎم اﻟﺗزام ﺗﺑﺎدﻟﻲ ،واﻟﻘﺎﻋدة ﻓﻲ ھذا اﻟﻧوع ﻣن اﻻﻟﺗزاﻣﺎت أﻧﮫ
ﻻ ﯾﺟوز ﻷي ﻣن اﻟطرﻓﯾن أن ﯾطﺎﻟب ﺧﺻﻣﮫ ﺑﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺗزاﻣﮫ اﻟﻣﻘﺎﺑل ﻗﺑل وﻓﺎﺋﮫ ﺑﺎﻟﺗزاﻣﮫ
أو ﻋرﺿﮫ اﻟوﻓﺎء ﺑﮫ وذﻟك ﺣﺳﺑﻣﺎ ﯾﺳﺗﻔﺎد ﻣن ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﺻل 234ﻣن ق ل ع اﻟذي
ﯾﺟري ﺳﯾﺎﻗﮫ اﻟﺣرﻓﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" ﻻ ﯾﺟوز ﻷﺣد أن ﯾﺑﺎﺷر اﻟدﻋوى اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن اﻻﻟﺗزام ،إﻻ إذا أﺛﺑت أﻧﮫ أدى أو
ﻋرض أن ﯾؤدي ﻣﺎ ﻛﺎن ﻣﻠﺗزﻣﺎ ﺑﮫ ﻣن ﺟﺎﻧﺑﮫ ﺣﺳب اﻻﺗﻔﺎق أو اﻟﻘﺎﻧون أو اﻟﻌرف ".
وﺣﯾث إن ھذه اﻟﻘﺎﻋدة أﻛدﺗﮭﺎ ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﻓﻲ ﻋدة ﻗرارات ﻣﺗواﺛرة ،ﺑل إﻧﮫ ﻗد ﺳﺑق
ﻟﻠﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ أن ﺗﺑﻧﻰ ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻋدة ،ﻣن ذﻟك ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ﻗراره ﻋدد 963ﺑﺗﺎرﯾﺦ
18/05/1984واﻟﻣﻧﺷور ﺑﻣؤﻟف ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﺗوﻓﯾق ﻗﺿﺎء اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون
اﻻﻟﺗزاﻣﺎت واﻟﻌﻘود ،ﺻﻔﺣﺔ ،70واﻟذي ﺟﺎء ﻓﯾﮫ ":ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻔﺻل 234ﻣن ق ل ع ﻓﺈﻧﮫ
ﻻ ﯾﺟوز ﻷﺣد أن ﯾﺑﺎﺷر اﻟدﻋوى اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﻋن اﻻﻟﺗزام إﻻ إذا أﺛﺑت أﻧﮫ أدى أو ﻋرض أن
ﯾؤدي ﻣﺎ ﻛﺎن ﻣﻠﺗزﻣﺎ ﺑﮫ ﻣن ﺟﺎﻧﺑﮫ ﺣﺳب اﻻﺗﻔﺎق أو اﻟﻘﺎﻧون أو اﻟﻌرف.
إن اﻟﺣﻛم اﻟذي ﻗﺑل اﻟدﻋوى ﺿد اﻟطﺎﻋن دون أن ﯾﺗوﻓر ﻟدﯾﮫ ﻣﺎ ﯾﻔﯾد أﻧﮫ أﺑرم ذﻣﺗﮫ ﻣن
ﺛﻣن اﻟﺑﯾﻊ ﻣوﺿوع اﻟﻧزاع أو ﻗﺎم ﺑﻌرﺿﮫ ﻋرﺿﺎ ﻋﯾﻧﯾﺎ ﺗﻧﻔﯾذا ﻟﻼﻟﺗزام ﯾﻛون ﻣﻌرﺿﺎ ﻟﻠﻧﻘض
ﻟﻣﺧﺎﻓﺗﮫ ﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﺻل 234ﻣن ق ل ع ".
و ﺣﯾث إﻧﮫ و ﻟﺋن ﻛﺎﻧت اﻟﻣدﻋﯾﺔ ﻗد وﻓت ﺑﺷق ھﺎم ﻣن اﻟﺗزاﻣﺎﺗﮭﺎ و اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ
ﺣﺻوﻟﮭﺎ ﻋﻠﻰ رﺧﺻﺔ اﻟﺳﻛن و ﺷواھد إﻧﮭﺎء اﻷﺷﻐﺎل و اﺳﺗﺧرﺟت اﻟرﺳوم اﻟﻔرﻋﯾﺔ
135
اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻔﯾﻼ اﻟﻣدﻋﻰ ﻓﯾﮭﺎ ﻓﺈﻧﮫ ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﺷﮭﺎدة اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري
اﻟﻔرﻋﻲ اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻟﻔﯾﻼ اﻟﻣدﻋﻰ ﻓﯾﮭﺎ ﻋدد 208102/04ﯾﺗﺑﯾن أن ھذا اﻟﻌﻘﺎر ﻣﺛﻘل ﺑﺎﻟرھن
اﻟﻣﻧﻘول ﻣن اﻟرﺳم اﻷﺻﻠﻲ و اﻟﻣﻘﯾد ﺑﺗﺎرﯾﺦ 30/03/2007ﺿﻣﺎﻧﺎ ﻟﺳﻠف ﻗدره
948000000,00درھم ،وﻋﻠﯾﮫ و اﻧطﻼﻗﺎ ﻣﻣﺎ ذﻛر ﺗﻛون اﻟﻣدﻋﯾﺔ ﻟم ﺗﻧﻔذ اﻟﺗزاﻣﮭﺎ
اﻟﻣﻘﺎﺑل ،و ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻼ ﯾﺟوز ﻟﮭﺎ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﻟﺣق اﻟﻣﻘرر ﻟﮭﺎ ،و ﺗﺑﻌﺎ ﻟذﻟك ﺗﻛون اﻟدﻋوى ﻏﯾر
ﻣﻘﺑوﻟﺔ ﻓﻲ ھذا اﻟﺷق ،و ھو اﻷﻣر اﻟذي ﯾﺗﻔرع ﻋﻧﮫ ﺑﺎﻟﺗﺑﻌﯾﺔ ﻋدم ﻗﺑول اﻟطﻠﺑﺎت اﻷﺧرى
اﻟﻣرﺗﺑطﺔ و اﻟﻣﺗﻔرﻋﺔ ﻋﻧﮫ و ھﻲ ﺗﺑﺎﻋﺎ اﻋﺗﺑﺎر اﻟﺣﻛم ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻋﻘد ﻧﮭﺎﺋﻲ و اﻹذن ﻟﻠﻣدﻋﯾﺔ
ﺑﺗﺳﺟﯾل اﻟﺣﻛم اﻟﻣﻧﺗظر ﺻدوره ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري و أﻣر اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ
ﺑﻣﺣﺎﻓظﺔ اﻟﻣﻧﺎرة ﺟﻠﯾز ﺑﺗﻘﯾﯾده ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾﻣﻛن اﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﻟﮭذه اﻟطﻠﺑﺎت إﻻ ﺑﻌد
اﻟﺣﻛم ﺑﺗﻣﺎم أو إﺗﻣﺎم اﻟﺑﯾﻊ .
و ﺣﯾث إﻧﮫ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻟطﻠب اﻹﺿﺎﻓﻲ اﻟراﻣﻲ إﻟﻰ اﻟﺣﻛم ﻋﻠﻰ اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺑﺄداﺋﮭﺎ
ﻟﻔﺎﺋدﺗﮭﺎ ﻣﺑﻠﻎ 9363187,00درھم ﻓﺈﻧﮫ و ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن اﻟدﺧول ﻓﻲ ﻣﻧﺎﻗﺷﺎت ﺣول
ﺣﺟم اﻟدﻓﻌﺎت اﻟﻣؤداة ﻓﻌﻠﯾﺎ ﻣن طرف اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﺈن اﻟﻣدﻋﯾﺔ ﺗطﺎﻟب ﺑﺑﺎﻗﻲ اﻟﺛﻣن ﻋﻠﻰ
أﺳﺎس أﻧﮫ ﺗم اﻻﻧﺗﮭﺎء ﻣن أﺷﻐﺎل اﻟﺑﻧﺎء و اﻟﺣﺎل أﻧﮫ و ﻛﻣﺎ ﻓﺻل أﻋﻼه ﻓﺈﻧﮭﺎ ﻟم ﺗطﮭر اﻟرﺳم
اﻟﻌﻘﺎري ﻣن اﻟرھن اﻟواﻗﻊ ﻋﻠﯾﮫ و ھو اﻟرھن اﻟﻣﻧﻘول ﻣن اﻟرﺳم اﻷﺻﻠﻲ و اﻟﻣﻘﯾد ﺑﺗﺎرﯾﺦ
30/03/2007ﺿﻣﺎﻧﺎ ﻟﺳﻠف ﻗدره 948000000,00درھم ،و ﻋﻠﯾﮫ ﯾﻛون ھذا اﻟطﻠب
ﻛﺳﺎﺑﻘﯾﮫ ﻣﺂﻟﮫ ﻋدم اﻟﻘﺑول " .99
وﻣﻊ ذﻟك ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺟب اﻻﻧﺗﺑﺎه إﻟﻰ اﻻﺳﺗﺛﻧﺎء اﻟذي أورده اﻟﻣﺷرع ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻔﺻل 234
ﻣن ق.ل.ع واﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻛون ﻓﯾﮭﺎ اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻣﻠزﻣﺎ ﺑﺄن ﯾﻧﻔذ اﻟﺗزاﻣﮫ أوﻻ إﻣﺎ ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ
اﻟﻌﻘد أو اﻟﻘﺎﻧون أو اﻟﻌرف ،إذ ﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﺟوز ﻟﮫ ﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺧﺻﻣﮫ ﺑﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺗزاﻣﮫ ﻗﺑل
ﺗﻧﻔﯾذه ھو ﻟﻣﺎ اﻟﺗزم ﺑﮫ ،ﻓﺎﻟﺗﻧﻔﯾذ ھﻧﺎ ﯾﺗم وﻓق ﻧﻔس اﻟﺗراﺗﺑﯾﺔ اﻟﻣﺣددة ،وھو ﻣﺎ أﻛده ﻗرار
ﺻﺎدر ﻋن اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ــــ ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﺣﺎﻟﯾﺎ ــــ ﺑﺗﺎرﯾﺦ 08ـــ 02ــ 1995ﺟﺎء
ﻓﯾﮫ:
"ﯾﺟوز ﻟﻛل ﻣﺗﻌﺎﻗد اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن اﻟوﻓﺎء ﺑﺎﻟﺗزاﻣﮫ إﻻ إذا وﻓﻰ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻣﻌﮫ ﺑﺎﻟﺗزاﻣﮫ
اﻟﻣﻘﺎﺑل ﻣﺎ ﻟم ﯾوﺟد ﺷرط ﯾﺳﺑق أﺣدھﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻵﺧر ﻓﻲ اﻟوﻓﺎء طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻔﺻﻠﯾن 234و235
ﻣن ق.ل.ع و ﺑذﻟك ﻓﺈن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺣﯾن ﻗﺿت ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺎﺋﻊ ﺑﺈﺗﻣﺎم إﺟراءات اﻟﺑﯾﻊ دون أن
ﯾﻛون اﻟﻣﺷﺗري ﻗد أدى أو ﻋرض أن ﯾؤدي ﻣﺎ ﺑﻘﻲ ﺑذﻣﺗﮫ ﻣن ﺛﻣن اﻟﻣﺑﯾﻊ ﻓﺈﻧﮭﺎ ﺧﺎﻟﻔت ھذه
اﻟﻘﺎﻋدة و ﻟم ﺗﺑن ﻗرارھﺎ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﺳﻠﯾم وﻋرﺿﺗﮫ ﻟﻠﻧﻘض " .100
100ــ ﻗرار ﺻﺎدر ﻋن اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ــــ ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﺣﺎﻟﯾﺎ ــــ ﺑﺗﺎرﯾﺦ 08ـــ 02ــ 1995ــــ :ﻣﻧﺷور ﺑﻣﺟﻠﺔ ﻗﺿﺎء
اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻋدد 47ص . 31
136
ﻟﻘد وﺿﻊ اﻟﻣﺷرع ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺷروط ﯾﻠزم ﺗوﻓرھﺎ ﻟﻼﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﻟطﻠب إﺗﻣﺎم اﻟﺑﯾﻊ،
ﺑﺣﯾث ﯾﺷﺗرط أن ﯾﻛون اﻟطﻠب ﻣؤﺳﺳﺎ ﻋﻠﻰ اﺗﻔﺎق ﻣﻔرغ ﻓﻲ ﺷﻛل ﻛﺗﺎﺑﻲ رﺳﻣﻲ أو ﻣﺣر
ﺛﺎﺑت اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﻣﻧﺟز ﻣن طرف ﻣﺣﺎم ﻣﻘﺑول أﻣﺎم ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ،وﯾﻠزم ﻛذﻟك أن ﯾﻛون
اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻟﺑﯾﻊ ﻧﺎﻓذا وﻣﺗﻌﻠﻘﺎ ﺑﺎﻟﺗزام ﻧﺎﻓذ ﻏﯾر ﻣﻔﺳوخ )اﻟﻣطﻠب اﻷول(.
وﻣﺗﻰ ﺻدر اﻟﺣﻛم ﻓﺈن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺗﺟﺑر اﻟﻣﺣﻛوم ﻋﻠﯾﮫ ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻔﯾذه ﺑﺎﻟﺣﻛم ﻋﻠﯾﮫ ﺑﻐراﻣﺔ
ﺗﮭدﯾدﯾﺔ أو ﺑﺎﻟﺗﻧﺻﯾص ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر اﻟﺣﻛم ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻋﻘد ﺑﯾﻊ ،ﻣﻊ اﻟﻌﻠم أن ھذا اﻟطﻠب ﯾطﺎﻟﮫ
اﻟﺗﻘﺎدم ﺑﺧﻼف دﻋوى اﻟﺗﻘﯾﯾد ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري )اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ(.
اﻟﻣطﻠب اﻷول :اﻟﺷروط اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﻟﻠﺣﻛم ﺑﺈﺗﻣﺎم إﺟراءات اﻟﺑﯾﻊ
اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﺿﺎﺑطﺔ ﻟﻠﺑﯾوع اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ أﻧﮫ ﯾﺟب أن ﺗﺣرر-ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ اﻟﺑطﻼن -ﺟﻣﯾﻊ
اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻧﻘل اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ أو ﺑﺈﻧﺷﺎء اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ اﻷﺧرى أو ﻧﻘﻠﮭﺎ أو ﺗﻌدﯾﻠﮭﺎ
أو إﺳﻘﺎطﮭﺎ ﺑﻣوﺟب ﻣﺣرر رﺳﻣﻲ ،أو ﺑﻣﺣرر ﺛﺎﺑت اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﯾﺗم ﺗﺣرﯾره ﻣن طرف
ﻣﺣﺎم ﻣﻘﺑول ﻟﻠﺗراﻓﻊ أﻣﺎم ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﻣﺎ ﻟن ﯾﻧص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص ﻋﻠﻰ ﺧﻼف ذﻟك ،وھذه
اﻟﻘﺎﻋدة ﻋﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﯾوع ،ﯾﻘررھﺎ اﻟﻧص اﻟﻌﺎم ﻛﻣﺎ ﺗﻘررھﺎ اﻟﻧﺻوص اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻛﻣﺎ ھو اﻟﺷﺄن
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺑﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎر ﻗﯾد اﻹﻧﺟﺎز واﻹﯾﺟﺎر اﻟﻣﻔﺿﻲ ﻟﻠﺗﻣﻠك واﻟﺑﯾوع اﻟواردة ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺎر ﺧﺎﺿﻊ
ﻟﻧظﺎم اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ ـــ اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ ـــ
وﯾﻠزم ﻛذﻟك أن ﯾﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺎﻟﺗزام ﻧﺎﻓذ وﻣﻣﻛن وأن ﯾﻛون اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻣﺎﻟﻛﺎ ﻟﺣق اﻟﺗﺻرف
ﻓﻲ اﻟﻣﺑﯾﻊ ـــ اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ــــ
101ـ ﻣﻣﺎ ﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﯾﮫ أن ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﺗطﺑق ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎرات اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺑﺗﻧوع أﺻﻧﺎﻓﮭﺎ ﺳواء ﻛﺎﻧت ﻣﺣﻔظﺔ أو ﻏﯾر ﻣﺣﻔظﺔ ،واﻟﺳﻧد
اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ﻓﻲ ذﻟك ھو اﻟﻣﺎدة اﻷوﻟﻰ ﻣﻧﮭﺎ اﻟﺗﻲ ﻧﺻت ﻋﻠﻰ أﻧﮫ:
" ﺗﺳري ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت ھذا اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ واﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﻣﺎ ﻟم ﺗﺗﻌﺎرض ﻣﻊ ﺗﺷرﯾﻌﺎت ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻌﻘﺎر.
ﺗطﺑق ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟظﮭﯾر اﻟﺷرﯾف اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ 9رﻣﺿﺎن 12) 1331أﻏﺳطس (1913ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻗﺎﻧون اﻻﻟﺗزاﻣﺎت واﻟﻌﻘود ﻓﯾﻣﺎ ﻟم ﯾرد ﺑﮫ ﻧص ﻓﻲ ھذا اﻟﻘﺎﻧون .ﻓﺈن ﻟم ﯾوﺟد ﻧص ﯾرﺟﻊ إﻟﻰ اﻟراﺟﺢ واﻟﻣﺷﮭور وﻣﺎ ﺟرى ﺑﮫ اﻟﻌﻣل ﻣن اﻟﻔﻘﮫ اﻟﻣﺎﻟﻛﻲ".
137
ﺗﺻﺣﺢ إﻣﺿﺎءات اﻷطراف ﻣن ﻟدن اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ وﯾﺗم اﻟﺗﻌرﯾف
ﺑﺈﻣﺿﺎء اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ اﻟﻣﺣرر ﻟﻠﻌﻘد ﻣن ﻟدن رﺋﯾس ﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﺿﺑط ﺑﺎﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﯾﻣﺎرس ﺑداﺋرﺗﮭﺎ".
وﻧﻔس اﻟﺣﻛم وﻧﻔس اﻟﺟزاء ﺗﻘرره ﺑﻌض اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﯾوع اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ﻣن ذﻟك
ﺑﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎر ﻗﯾد اﻹﻧﺟﺎز اﻟذي أوﺟب أن ﯾﺣرر اﻟﻌﻘد اﻻﺑﺗداﺋﻲ واﻟﻌﻘد اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ ﺑﻣوﺟب ﻣﺣرر
رﺳﻣﻲ ،أو ﺑﻣﺣرر ﺛﺎﺑت اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﯾﺗم ﺗﺣرﯾره ﻣن طرف ﻣﺣﺎم ﻣﻘﺑول ﻟﻠﺗراﻓﻊ أﻣﺎم ﻣﺣﻛﻣﺔ
اﻟﻧﻘض وذﻟك ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ اﻟﺑطﻼن ،ﻓﻘد ﺟﺎء اﻟﻔﺻل 3-618ﻣن ق.ل.ع ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
"ﯾﺟب أن ﯾرد ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ اﻻﺑﺗداﺋﻲ ﻟﻠﻌﻘﺎر ﻓﻲ طور اﻹﻧﺟﺎز إﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﺣرر رﺳﻣﻲ أو ﻓﻲ
ﻣﺣرر ﺛﺎﺑت اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﯾﺗم ﺗوﺛﯾﻘﮫ ﻣن طرف ﻣﮭﻧﻲ ﯾﻧﺗﻣﻲ إﻟﻰ ﻣﮭﻧﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻣﻧظﻣﺔ وﯾﺧول ﻟﮭﺎ
ﻗﺎﻧوﻧﮭﺎ ﺗﺣرﯾر اﻟﻌﻘود ،وذﻟك ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ اﻟﺑطﻼن.102
ﯾﺣدد وزﯾر اﻟﻌدل ﺳﻧوﯾﺎ ﻻﺋﺣﺔ ﺑﺄﺳﻣﺎء اﻟﻣﮭﻧﯾﯾن اﻟﻣﻘﺑوﻟﯾن ﻟﺗﺣرﯾر ھذه اﻟﻌﻘود.
ﯾﻘﯾد ﺑﺎﻟﻼﺋﺣﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣون اﻟﻣﻘﺑوﻟون ﻟﻠﺗراﻓﻊ أﻣﺎم ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض 103طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﻣﻧظم
ﻟﻣﮭﻧﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﺎة." 104
وﻣﻊ ذﻟك ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺟب أن ﻧﺷﯾر إﻟﻰ أن اﻟﻣﺷرع ﻟطف ﻣن ﺣدة اﺷﺗراط إﻟزاﻣﯾﺔ اﻟرﺳﻣﯾﺔ
واﻟﻌﻘد اﻟﺛﺎﺑت اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻣﺣرر ﻣن طرف ﻣﺣﺎم ﻣﻘﺑول ﻟﻠﺗراﻓﻊ أﻣﺎم ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻌﻘد اﻟﺗﺧﺻﯾص اﻟوارد ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺎر ﻗﯾد اﻹﻧﺟﺎز ،و ﯾﺗﻌﻠق اﻷﻣر ھﻧﺎ ﺑﻌﻘد ﺳﺎﺑق ﻋﻠﻰ
إﺑرام اﻟﻌﻘد اﻻﺑﺗداﺋﻲ و ﯾﻣﻠك اﻟﻣﺷﺗري ﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﺗراﺟﻊ ﻋﻧﮫ داﺧل أﺟل ﻣﺣدد ،و ﯾﻠزم
إﺑرام اﻟﻌﻘد اﻻﺑﺗداﺋﻲ اﻟﺧﺎص ﺑﮫ داﺧل أﺟل ﺳﺗﺔ أﺷﮭر ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ إﻓراﻏﮫ ﻣن ﻗوﺗﮫ
اﻹﻟزاﻣﯾﺔ ،و ﯾﺧﺿﻊ ﻋﻘد اﻟﺗﺧﺻﯾص ﻟﻠﺿواﺑط اﻟﻣﺣددة ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 618/3ﻣﻛرر ﻣرﺗﯾن و
اﻟﻔﺻل 618/3ﻣﻛرر ﺛﻼث ﻣرات ﻣن ق ل ع .105
- 102اﻧظر اﻟﻣﺎدة اﻷوﻟﻰ اﻟﻣرﺳوم رﻗم 2.03.853اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ 18ﻣن رﺑﯾﻊ اﻵﺧر 7) 1425ﯾوﻧﯾو ،(2004اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻋدد 5222
ﺑﺗﺎرﯾﺦ 28رﺑﯾﻊ اﻵﺧر 17) 1425ﯾوﻧﯾو ،(2004ص 2640؛ واﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ أﻧﮫ » :ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻷﺣﻛﺎم اﻟﻔﺻﻠﯾن 3-618و 16-618أﻋﻼه،
ﯾؤھل ﻟﺗﺣرﯾر ﻋﻘود اﻟﺑﯾﻊ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ واﻟﻧﮭﺎﺋﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺑﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎر ﻓﻲ طور اﻹﻧﺟﺎز اﻟﻣوﺛﻘون ،واﻟﻌدول واﻟﻣﺣﺎﻣون اﻟﻣﻘﺑوﻟون ﻟﻠﺗراﻓﻊ أﻣﺎم ﻣﺣﻛﻣﺔ
اﻟﻧﻘض"...
- 103ﺣﻠت ﻋﺑﺎرة "ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض" ﻣﺣل ﻋﺑﺎرة "اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ" ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻧﺻوص اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ واﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ اﻟﺟﺎري ﺑﮭﺎ اﻟﻌﻣل ،وﻣن ﺟﻣﻠﺗﮭﺎ ﻗﺎﻧون
اﻻﻟﺗزاﻣﺎت واﻟﻌﻘود وذﻟك ﺑﻣوﺟب اﻟظﮭﯾر اﻟﺷرﯾف رﻗم 1.11.170اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ 27ﻣن ذي اﻟﻘﻌدة 25) 1432أﻛﺗوﺑر ،(2011ﺑﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻘﺎﻧون
رﻗم 58.11.11اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ،اﻟﻣﻐﯾر ﺑﻣوﺟﺑﮫ اﻟظﮭﯾر اﻟﺷرﯾف رﻗم 1.57.223اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ 2رﺑﯾﻊ اﻷول 27) 1377ﺳﺑﺗﻣﺑر
(1957ﺑﺷﺄن اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ،اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻋدد 5989ﻣﻛرر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 28ذو اﻟﻘﻌدة 26) 1432أﻛﺗوﺑر ،(2011ص .5228
- 104ﻧُﺳﺧت أﺣﻛﺎم اﻟظﮭﯾر اﻟﺷرﯾف رﻗم 162-93-1اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ 22ﻣن رﺑﯾﻊ اﻷول 10) 1414ﺳﺑﺗﻣﺑر (1993اﻟﻣﻌﺗﺑر ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻗﺎﻧون ﯾﺗﻌﻠق
ﺑﺗﻧظﯾم ﻣﮭﻧﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﺎة ،ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 28.08اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗﻌدﯾل اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻧظم ﻟﻣﮭﻧﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﺎة ،اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﻧﻔﯾذه ظﮭﯾر ﺷرﯾف رﻗم 1.08.101
ﺑﺗﺎرﯾﺦ 20ﻣن ﺷوال 20) 1429أﻛﺗوﺑر ،(2008اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻋدد 5680ﺑﺗﺎرﯾﺦ 7ذو اﻟﻘﻌدة 6) 1429ﻧوﻓﻣﺑر ،(2008ص .4044
ﻗﺎرن ﻣﻊ ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻣﺎدة 33ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 28.08اﻟﻣذﻛور.
105ـ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 618 -3ﻣﻛرر ﻣرﺗﯾن ﻣن ق ل ع ﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
" ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺑﺎﺋﻊ واﻟﻣﺷﺗري ﻗﺑل ﺗﺣرﯾر اﻟﻌﻘد اﻻﺑﺗداﺋﻲ إﺑرام ﻋﻘد ﺗﺧﺻﯾص ﻣن أﺟل اﻗﺗﻧﺎء ﻋﻘﺎر ﻓﻲ طور اﻹﻧﺟﺎز ﯾﺣرر إﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﺣرر
رﺳﻣﻲ أو ﻣﺣرر ﻋرﻓﻲ ﺛﺎﺑت اﻟﺗﺎرﯾﺦ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﺷﻛل اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﮫ ﻣن اﻷطراف.
ﻻ ﯾﺟوز إﺑرام ﻋﻘد ﺗﺧﺻﯾص اﻟﻌﻘﺎر ﻓﻲ طور اﻹﻧﺟﺎز ،ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ اﻟﺑطﻼن ،إﻻ ﺑﻌد اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ رﺧﺻﺔ اﻟﺑﻧﺎء.
ﯾﺗﺿﻣن ﻋﻘد اﻟﺗﺧﺻﯾص اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﺑﻧود 1و 2و 3و 4و 5و 6و 7اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 618.3ﻣﻛرر أﻋﻼه" .
ﻛﻣﺎ ﻧص اﻟﻔﺻل 618 -3ﻣﻛرر ﺛﻼث ﻣرات ﻣن ذات اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ أﻧﮫ :
"ﯾﺣق ﻟﻠﻣﺷﺗري اﻟﺗراﺟﻊ ﻋن ﻋﻘد اﻟﺗﺧﺻﯾص داﺧل أﺟل ﻻ ﯾﺗﻌدى ﺷﮭرا اﺑﺗداء ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ إﺑرام ﻋﻘد اﻟﺗﺧﺻﯾص.
138
و ﻧﻔس اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ اﺳﺗﻠزﻣﮭﺎ اﻟﻣﺷرع ﻟﺻﺣﺔ ﻋﻘد اﻹﯾﺟﺎر اﻟﻣﻔﺿﻲ إﻟﻰ ﺗﻣﻠك اﻟﻌﻘﺎر ،ﻓﻘد
ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 4ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 00ـ 51ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
"ﯾﺟب أن ﯾﺣرر ﻋﻘد اﻹﯾﺟﺎر اﻟﻣﻔﺿﻲ إﻟﻰ ﺗﻣﻠك اﻟﻌﻘﺎر ﺑﻣوﺟب ﻣﺣرر رﺳﻣﻲ أو
ﻣﺣرر ﺛﺎﺑت اﻟﺗﺎرﯾﺦ ،ﯾﺗم ﺗﺣرﯾره ﻣن طرف ﻣﮭﻧﻲ ﯾﻧﺗﻣﻲ إﻟﻰ ﻣﮭﻧﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ وﻣﻧظﻣﺔ ﯾﺧوﻟﮭﺎ
ﻗﺎﻧوﻧﮭﺎ ﺗﺣرﯾر اﻟﻌﻘود ،وذﻟك ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ اﻟﺑطﻼن".
وﻧﻔس اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ اﺷﺗرطﮭﺎ اﻟﻣﺷرع ﺑﻣوﺟب اﻟﻔﺻل 12ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ رﻗم
00ـ 18اﻟذي ﻧص ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" ﯾﺟب أن ﺗﺣـرر ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺗﺻرﻓـﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻧﻘل اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ أو إﻧﺷﺎء ﺣﻘوق
ﻋﯾﻧﯾﺔ ﻋﻠﯾﮭﺎ أو ﻧﻘﻠﮭﺎ أو ﺗﻌدﯾﻠﮭﺎ أو إﺳﻘﺎطﮭﺎ ﺑﻣوﺟب ﻣﺣرر رﺳﻣﻲ أو ﻣﺣرر ﺛﺎﺑت اﻟﺗﺎرﯾﺦ
ﯾﺗم ﺗﺣرﯾره ﻣن طرف ﻣﮭﻧﻲ ﯾﻧﺗﻣﻲ إﻟﻰ ﻣﮭﻧﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ وﻣﻧظﻣﺔ ﯾﺧوﻟﮭﺎ ﻗﺎﻧوﻧﮭﺎ ﺗﺣرﯾر اﻟﻌﻘود
وذﻟك ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ اﻟﺑطﻼن" .
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﻛون اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻣﻘررة ﻓﻲ ﻛل ھذه اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻠﺑﯾوﻋﺎت اﻟواردة ﻋﻠﻰ
اﻟﻌﻘﺎر أﻧﮫ ﯾﻠزم أن ﯾﻔرغ اﻟﺑﯾﻊ ﻓﻲ ﻣﺣرر ﻛﺗﺎﺑﻲ ،واﻟﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﻣﺷﺗرطﺔ ﻓﻲ ﺑﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎر ﺗﻌد رﻛﻧﺎ
ﺷﻛﻠﯾﺎ ﻓﯾﮫ ،وﻣن ﺗم ﻓﮭﻲ ﺗدﺧل ﻛﺟزء ﻣﺣدد ﻟﻣﺎھﯾﺔ اﻟﺗﺻرف ،وﺗﻧدﻣﺞ ﻓﯾﮫ ،وﻻ ﯾﻘوم اﻟﻌﻘد
ﺑدون ﻛﺗﺎﺑﺔ ،أي أن اﻷﻣر ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺷﻛﻠﯾﺔ اﻧﻌﻘﺎد ،وﻋﻠﯾﮫ ﻓﺈﻧﮫ ﻓﻲ ﻏﯾﺎب اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﻣﻛن
إﺛﺑﺎت اﻟﺗﺻرف ﺑﺄﯾﺔ وﺳﯾﻠﺔ أﺧرى ﻷﻧﻧﺎ أﻣﺎم ﻋﻘد ﻣﻧﻌدم ﻗﺎﻧوﻧﺎ ،واﻟﻘﺎﻋدة أن اﻟﻣﻌدوم ﺷرﻋﺎ
ﻛﺎﻟﻣﻌدوم ﺣﺳﺎ.
اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ھﻲ أﻧﮫ ﯾﺟب أن ﯾﺗم ﺗﺣرﯾر اﻟﻌﻘد ﻣن طرف ﻣﮭﻧﻲ ﻣﻧﺗﻣﻲ إﻟﻰ أﺣد اﻟﻣﮭن
اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ :ﻣﻧﺔ اﻟﺗوﺛﯾق اﻟﻌﺻري ،ﻣﮭﻧﺔ اﻟﻌدول ،ﻣﮭﻧﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﺎة ﺑﺷرط أن ﯾﻛون اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ
ﻣﺣرر اﻟﻌﻘد ﻣﻘﺑوﻻ ﻟﻠﺗراﻓﻊ أﻣﺎم ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ،و زاد اﻟﻣﺷرع ﺑﺄن أﻋطﻰ اﻟﺻﻔﺔ ﻟﺗﺣرﯾر
اﻟﺑﯾوع اﻟواردة ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎر ﻟﻠﻣﮭﻧﯾن اﻟذﯾن ﯾﻧﺗﻣون إﻟﻰ ﻣﮭﻧﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻣﻧظﻣﺔ وﯾﺧول ﻟﮭﺎ
ﻗﺎﻧوﻧﮭﺎ ﺗﺣرﯾر اﻟﻌﻘود ،ﻏﯾر أن اﻟﻣﺷرع ﻋﻠق اﻟﻣﻛﻧﺔ اﻟﻣﺧوﻟﺔ ﻟﮭذه اﻟﻔﺋﺔ اﻷﺧﯾرة ﻋﻠﻰ ﺻدور
ﻻﺋﺣﺔ ﻣن طرف وزﯾر اﻟﻌدل ﺳﻧوﯾﺎ ﻟﯾﺣدد ﻓﯾﮭﺎ أﺳﻣﺎء اﻟﻣﮭﻧﯾﯾن اﻟﻣﻘﺑوﻟﯾن ﻟﺗﺣرﯾر ھذه
اﻟﻌﻘود ،و ھﻲ اﻟﻼﺋﺣﺔ اﻟﺗﻲ ﻟم ﺗﺻدر ﺑﻌد .
وﻗد أوﺟد اﻟﻣﺷرع ﻣؤﯾدا ﻹﻋﻣﺎل اﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت أﻋﻼه وذﻟك ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ ﻣؤﯾد اﻟﺑطﻼن
ﻟﻛل ﻋﻘد ﻟم ﺗﺣﺗرم ﻓﯾﮫ ھذه اﻟﺿواﺑط.
وﻣﻊ ﺗﻘرﯾر ھذه اﻟﻘﺎﻋدة ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺟب اﻻﻧﺗﺑﺎه إﻟﻰ ﻣﺳﺄﻟﺔ ﺟوھرﯾﺔ أﺛﻧﺎء ﻧظر دﻋوى إﺗﻣﺎم
إﺟراءات اﻟﺑﯾﻊ وھﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺄﺳﯾس اﻟدﻋوى ﻋﻠﻰ ﻣﺣررات ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻓﻲ ﺗﺄرﯾﺧﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺎرﯾﺦ
ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗراﺟﻊ اﻟﻣﺷﺗري ﻋن ﻋﻘد اﻟﺗﺧﺻﯾص ،أن ﯾرﺟﻊ ﻟﻠﻣﺷﺗري اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟﻣدﻓوع ﻛﺎﻣﻼ داﺧل أﺟل ﻻ ﯾﺗﻌدى ﺳﺑﻌﺔ أﯾﺎم
اﺑﺗداء ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ھذا اﻟﺣق.
وﺗﺣدد ﺻﻼﺣﯾﺔ ﻋﻘد اﻟﺗﺧﺻﯾص ﻓﻲ ﻣدة ﻻ ﺗﺗﺟﺎوز ﺳﺗﺔ ) (6أﺷﮭر ﻏﯾر ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﺟدﯾد ﺗؤدي ﻟزوﻣﺎ إﻟﻰ إﺑرام ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ اﻻﺑﺗداﺋﻲ أو
اﻟﺗراﺟﻊ ﻋن ﻋﻘد اﻟﺗﺧﺻﯾص واﺳﺗرﺟﺎع اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﻣﺳﺑﻘﺔ.
ﯾودع اﻟﺑﺎﺋﻊ اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣؤداة ﻣن طرف اﻟﻣﺷﺗرﯾن ﻋﻧد إﺑرام ﻋﻘود اﻟﺗﺧﺻﯾص ،وذﻟك ﻓﻲ اﻟﺣدود اﻟﻣﻘررة ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 6-618أدﻧﺎه
ﻓﻲ ﺣﺳﺎب ﺑﻧﻛﻲ ﺧﺎص ﻓﻲ اﺳم اﻟﺑﺎﺋﻊ .وﺗﻛون ھذه اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣودﻋﺔ ﻏﯾر ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﺻرف أو اﻟﺣﺟز إﻟﻰ ﺣﯾن اﻧﻘﺿﺎء أﺟل ﺣق اﻟﺗراﺟﻊ اﻟﻣﺗﻌﻠق
ﺑﻛل ﻋﻘد .وﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑل ﯾﺗﺳﻠم اﻟﻣﺷﺗري وﺻﻼ ﺑﺎﻹﯾداع".
139
دﺧول ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﺣﯾز اﻟﺗﻧﻔﯾذ ،ﻓﮭذه اﻟﺑﯾوع ﻻ ﺗﺧﺿﻊ ﻣطﻠﻘﺎ ﻟﻠﻘواﻋد اﻟﻣﻘررة ﻓﻲ
اﻟﻣﺎدة 4ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ،ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﻘﺎﻧون ﻻ ﯾﺳري ﺑﺄﺛر رﺟﻌﻲ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ
ﻓﺎﻟﻣرﺟﻌﯾﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ اﻟﻣؤطرة ﻟﮭذه اﻟوﺿﻌﯾﺔ ھﻲ اﻟﻔﺻل 489ﻣن ق .ل.ع ﺑﺎﻋﺗﺑﺎره
اﻟﻧص اﻟﻣﻧظم ﻟﻠﺑﯾوع اﻟواردة ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎر.106
"إذا ﻛﺎن اﻟﻣﺑﯾﻊ ﻋﻘﺎرا أو ﺣﻘوﻗﺎ ﻋﻘﺎرﯾﺔ أو أﺷﯾﺎء أﺧرى ﯾﻣﻛن رھﻧﮭﺎ ھﻧﺎ رﺳﻣﯾﺎ ،وﺟب أن ﯾﺟري اﻟﺑﯾﻊ ﻛﺗﺎﺑﺔ ﻓﻲ ﻣﺣرر ﺛﺎﺑت اﻟﺗﺎرﯾﺦ
،و ﻻ ﯾﻛون ﻟﮫ أﺛر ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ اﻟﻐﯾر إﻻ إذا ﺳﺟل ﻓﻲ اﻟﺷﻛل اﻟﻣﺣدد ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻘﺎﻧون "
و ﯾﺳﺗﻔﺎد ﻣن ھذا اﻟﻧص أﻧﮫ ﻣﺗﻰ ﻛﺎن اﻟﻣﺑﯾﻊ ﻋﻘﺎرا أو ﺣﻘوﻗﺎ ﻋﯾﻧﯾﺔ ﻋﻘﺎرﯾﺔ أو أﺷﯾﺎء أﺧرى ﯾﻣﻛن رھﻧﮭﺎ رھﻧﺎ رﺳﻣﯾﺎ ﻓﺈن اﻟﺑﯾﻊ ﯾﻌرف
ﺑﻌض اﻟﺧﺻوﺻﯾﺎت ،ﻓﺎﻧﻌﻘﺎده ﻣرﺗﺑط ﺑﺷﻛﻠﯾﺔ اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ و ﺑﺷﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗﺳﺟﯾل ،وھﻣﺎ اﻷﻣران اﻟﻠذان طرﺣﺎ أﻛﺛر ﻣن إﺷﻛﺎل ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﺗطﺑﯾق .
و ﻣﻊ وﺿوح دﻻﻟﺔ ھذا اﻟﻧص ﺑﺧﺻوص اﺷﺗراط اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻟﻘﯾﺎم اﻟﻌﻘد ﻓﺈن اﻹﺷﻛﺎل طرح ـ ﻗﺑل دﺧول ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﺣﯾز اﻟﺗطﺑﯾق ـ
ﺑﺷﺄن ﻧطﺎق إﻋﻣﺎل ھذا اﻟﻧص ،ذﻟك أﻧﮫ ﻣن اﻟﻣﻌﻠوم أن اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﻘﺎري اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﯾﻌرف ﺗﻌددﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ﺑﯾن ﻋﻘﺎرات ﻣﺣﻔظﺔ و
أﺧرى ﻓﻲ طور اﻟﺗﺣﻔﯾظ و ﺛﺎﻟﺛﺔ ﻏﯾر ﻣﺣﻔظﺔ ،اﻟﺷﻲء اﻟذي ﯾطرح ﺗﺳﺎؤﻻ ﺣول اﻟﻘﺎﻧون اﻟواﺟب اﻟﺗطﺑﯾق ﺑﺷﺄن اﻟﺑﯾوﻋﺎت اﻟﻣﻧﺻﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎرات
اﻟﻐﯾر ﻣﺣﻔظﺔ و اﻟﺗﻲ ﻓﻲ طور اﻟﺗﺣﻔﯾظ ھل ھو ﻗﺎﻧون اﻻﻟﺗزاﻣﺎت و اﻟﻌﻘود أم ﻗواﻋد اﻟﻔﻘﮫ اﻟﻣﺎﻟﻛﻲ ،وھو اﻷﻣر اﻟذي أﻓرز ﺗوﺟﮭﯾن ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى
ﻗﺿﺎء اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ .
ﻟﻘد ذھب اﻻﺗﺟﺎه اﻷول إﻟﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن ﻗﺎﻧون اﻻﻟﺗزاﻣﺎت واﻟﻌﻘود ﻻ ﯾؤطر و ﻻ ﯾﺣﺗوي ھذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺑﯾوﻋﺎت ،و اﻟﺗﻲ ﺗﺑﻘﻰ ﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻘواﻋد
اﻟﻔﻘﮫ اﻟﻣﺎﻟﻛﻲ ،وأﻧﮫ ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ ﻗواﻋد اﻟﻔﻘﮫ اﻟﻣذﻛور ﻧﺟده ﻻ ﯾﻘر اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻛﺷﻛﻠﯾﺔ ﻻﻧﻌﻘﺎد اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ،ﻓﺎﻟﻌﻘد ﯾﻘوم ﺑﺗراﺿﻲ ﻋﺎﻗدﯾﮫ ،و ﻣن
ﺗم ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻣﻛن إﺛﺑﺎت ﻗﯾﺎم اﻟﻌﻘد ﺑﺟﻣﯾﻊ اﻟوﺳﺎﺋل .ﻓﺎﻷﻣر إذن ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺗﺻرف رﺿﺎﺋﻲ ،وھﻛذا ﻧﻘرأ ﺿﻣن أﺣد ﺗﻌﻠﯾﻼت اﻟﻐرﻓﺔ اﻟﺷرﻋﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﺟﻠس
08ـــ08ـ ــــ : 1986 اﻷﻋﻠﻰ وﺗﺣدﯾدا ﻓﻲ ﻗرارھﺎ ﻋدد 1173ﺑﺗﺎرﯾــــﺦ
" ﻋﻘد ﺑﯾﻊ ﻋﻘﺎر ﻏﯾر ﻣﺣﻔظ ﯾﺗوﻓر ﻋﻠﻰ اﻟﺷروط اﻟﻼزﻣﺔ ﻷرﻛﺎن ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ ﻣن إﯾﺟﺎب و ﻗﺑول و ﺛﻣن و ﻣﺛﻣن و ان اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻹرادة
ﺣﺎﺻل ﺑﺎﻟﺗراﺿﻲ ﺣﺳﺑﻣﺎ ﻧص ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺷﯾﺦ ﺧﻠﯾل ﺑﻘوﻟﮫ ﯾﻧﻌﻘد اﻟﺑﯾﻊ ﺑﻣﺎ ﯾدل ﻋﻠﻰ اﻟرﺿﺎ و إن ﺑﻣﻌﺎطﺎة ،و ﻓﺳر اﻟﺧرﺷﻲ ﺑﺄن ﻣﺎ ﯾدل ﻋﻠﻰ اﻟرﺿﺎ و
ھو اﻟﻣﻌﺎطﺎة و ھو أن ﯾﻌطﯾﮫ اﻟﺛﻣن ﻓﯾﻌطﯾﮫ اﻟﻣﺛﻣن ﻣن ﻏﯾر إﯾﺟﺎب و اﺳﺗﯾﺟﺎب ،و أن ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ ﻟﯾس ﺑﻌﻘد ﺷﻛﻠﻲ ﺑل رﺿﺎﺋﻲ ،ﻓﺈن ﺗم اﻻﺗﻔﺎق
ﻋﻠﻰ اﻟﺛﻣن و اﻟﻣﺛﻣن ﻓﻘد ﺗم اﻟﺑﯾﻊ ﻣﺟرد ﺗطﺎﺑق اﻹﯾﺟﺎب و اﻟﻘﺑول ﯾﻛﻔﻲ و أن اﻟﻌﻘد اﻟﻣذﻛور اﺷﺗﻣل ﻋﻠﻰ ﻛل أرﻛﺎن اﻟﻌﻘد " .
و ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗرار آﺧر ﺻﺎدر ﻋن ﻧﻔس اﻟﺟﮭﺔ ﺑﺗﺎرﯾﺦ 29ــــ 09ــــ 1993ﻣﻧﺷور ﻓﻲ ﻣﺟﻠﺔ اﻹﺷﻌﺎع ﻋدد 11ـــ ص 124ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" إن ﻗواﻋد اﻟﻔﻘﮫ ﺻرﯾﺣﺔ ﻓﻲ أن اﻷﺻل ﻓﻲ اﻻﻟﺗزاﻣﺎت أن ﺗﺛﺑت ﺑﻌدﻟﯾن أو ﻣن ﯾﻘوم ﻣﻘﺎﻣﮭﻣﺎ ﻣن ﺷﮭﺎدة اﺛﻧﻲ ﻋﺷر ﺷﺎھدا ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء ﺑﻌض
اﻟدﻋﺎوي ﻛﺎﻟدﻋﺎوى اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺛﺑت ﺑﺷﮭﺎدة اﻟﻌدل اﻟواﺣد ﻣﻊ اﻟﯾﻣﯾن أو ﻣﺎ ﯾﻘوم ﻣﻘﺎﻣﮫ ﻣن ﺷﮭﺎدة ﺳﺗﺔ ﺷﮭود ،و اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ إﻧﻣﺎ اﻋﺗﻣدت
ﺷﮭﺎدة أرﺑﻌﺔ ﺷﮭود و ھﻲ ﻻ ﺗﻘوم ﻣﻘﺎم اﻟﻌدل اﻟواﺣد و ﻻ ﺗﻛﻔﻲ ﻓﻲ إﺛﺑﺎت اﻟﺑﯾﻊ و اﻟﺗوﺻل ﺑﺎﻟﺛﻣن ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻘواﻋد اﻟﻔﻘﮭﯾﺔ و اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣذﻛورة ،
ﻣﻣﺎ ﯾﺗﺑﯾن ﻣﻌﮫ أن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻛﺎﻧت ﻋﻠﻰ ﺻواب ﻓﻲ ادﻋﺎء اﻟﺑﯾﻊ و دﻓﻊ اﻟﺛﻣن ﺑﻣﺎ ﯾﺟب ﻗﺎﻧوﻧﺎ و أن ﺷﮭﺎدة اﻟﺷﮭود اﻷرﺑﻌﺔ اﻟﻣﻌﺗﻣدة ﻣن طرف اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ
اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﻏﯾر ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻓﻲ إﺛﺑﺎﺗﮫ ،ﻣﻣﺎ ﯾﻛون ﻣﻌﮫ ﻣﺎ أﺛﯾر ﻣن وﺳﺎﺋل ﻏﯾر ﻣرﺗﻛز ﻋﻠﻰ أﺳﺎس " .
أﻣﺎ اﻻﺗﺟﺎه اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﯾذھب أﻧﺻﺎره إﻟﻰ أن اﻟﻔﺻل 489ﻣن ق .ل .ع ﻗد أﻗر ﺷﻛﻠﯾﺔ ﻻزﻣﺔ ﻟﻘﯾﺎم اﻟﺑﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎري ،إذ ﯾﻠزم أن ﯾرد ﻓﻲ ﻣﺣرر
ﺛﺎﺑت اﻟﺗﺎرﯾﺦ ،وﻓﻲ ھذا اﻟﺳﯾﺎق ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗرار ﻟﻠﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 14دﺟﻧﺑر 1978ﻣﻧﺷور ﺑﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﺎة ﻋدد 17ﺻﻔﺣﺔ 115اﻟﺗﻌﻠﯾل
اﻟﺗﺎﻟﻲ :
"ﺣﯾث ﻧص اﻟﻔﺻل 489ﻣن ق .ل .ع ﻋﻠﻰ أن ﺑﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎر ﯾﺟب أن ﯾﻛون ﻛﺗﺎﺑﺔ ﻓﻲ ﻣﺣرر ﺛﺎﺑت اﻟﺗﺎرﯾﺦ ،و أن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺣﯾﻧﻣﺎ ﻟم ﺗطﺑق
ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﺻل اﻟﻣذﻛور ﻓﺈن ﺣﻛﻣﮭﺎ ﯾﻛون ﻧﺎﻗص اﻟﺗﻌﻠﯾل و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻣﻌرﺿﺎ ﻟﻠﻧﻘض "
إذن ﻓﻣن اﻟﺟوھري ﺟدا اﻟﺣدﯾث ﻋن ﺷرط اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﯾوع اﻟﻧﺎﺟزة ،ﻷن ﻧﻔس اﻟﺷرط ﻣطﻠوب ﻓﻲ اﻟﻌﻘود اﻟﻣﻌﻠﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺷرط أو اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺄﺟل
،و ﻛذا اﻟﻌﻘود اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ،و أﯾﺿﺎ اﻟوﻋود ﺑﺎﻟﺑﯾﻊ .
و ﻣن ﺟﮭﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ ﻓﺈذا ﻣﺎ طﺑﻘﻧﺎ ﻗﺎﻧون اﻻﻟﺗزاﻣﺎت واﻟﻌﻘود ﻋﻠﻰ اﻟﻧزاع ،ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﻛﻔﻲ ﻟﻠﻘول ﺑﺎﻧﻌﻘﺎد اﻟﺑﯾﻊ أن ﯾﻔرغ ﻓﻲ ﻣﺣرر ﻛﺗﺎﺑﻲ ،ﺑل ﯾﻠزم أن
ﯾﻛون ﺛﺎﺑت اﻟﺗﺎرﯾﺦ ،و ھﻧﺎ ﻧؤﻛد أن اﻟﻌﻘد ﯾﻛون ﺛﺎﺑت اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﻣﺗﻰ أﻓرغ ﻓﻲ ﺷﻛل ﻣﺣرر رﺳﻣﻲ ،ﻓﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻣﺣررات اﻟرﺳﻣﯾﺔ ھﻲ ﺣﺟﺔ ﻗﺎطﻌﺔ ﻻ
ﯾطﻌن ﻓﯾﮭﺎ إﻻ ﺑﺎﻟزور و ذﻟك طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻔﺻل 419ﻣن .ل.ع اﻟذي ﯾﻧص ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
"اﻟورﻗﺔ اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﺣﺟﺔ ﻗﺎطﻌﺔ ﺣﺗﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﻐﯾر ﻓﻲ اﻟوﻗﺎﺋﻌﺎ و اﻻﺗﻔﺎﻗﺎت اﻟﺗﻲ ﺷﮭد اﻟﻣوظف اﻟﻌﻣوﻣﻲ اﻟذي ﺣررھﺎ ﺑﺣﺻوﻟﮭﺎ ﻓﻲ ﻣﺣﺿره ،و ذﻟك
إﻟﻰ أن ﯾطﻌن ﻓﯾﮭﺎ ﺑﺎﻟزور ".
و ﺗطﺑﻘﺎ ﻟذﻟك ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗرار ﻟﻠﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 28ـ 07ـ 1982ﺗﺣت ﻋدد 527ﻣﻧﺷور ﺑﻣﺟﻠﺔ ﻗﺿﺎء اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ
ﻋدد 31ص 52ﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
140
وﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟذﻟك ﺟﺎء ﻓﻲ ﺣﻛم ﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﻣراﻛش ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
"ﺣﯾث إن طﻠب اﻟﻣدﻋﯾﯾن ﯾرﻣﻲ إﻟﻰ اﻟﺣﻛم ﻋﻠﻰ اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮭم ﺑﺈﺗﻣﺎم اﻟﺑﯾﻊ وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ
اﻟرﻓض اﻋﺗﺑﺎر اﻟﺣﻛم ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻋﻘد ﺑﯾﻊ ﻣﻊ أﻣر اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ﺑﺗﺿﻣﯾﻧﮫ
ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري وﻧﻘل ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻣدﻋﻰ ﻓﯾﮫ إﻟﯾﮭم وإﺑﻘﺎء اﻟﺻﺎﺋر ﻋﻠﻰ ﻣن ﯾﺟب.
وأرﻓﻘوا ﻣﻘﺎﻟﮭم ﺑﺎﻟوﺛﺎﺋق اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ :ﺻورة وﺻل وﻣﺣﺿر إﺧﺑﺎري وأواﻣر ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ
ﺑﺻورة ﺷﯾك وﺻل إﯾداع ورﺳﺎﻟﺔ ﻣﺣﺎﻣﻲ وﺻل.
" ﯾﻌﺗﺑر اﻟرﺳم اﻟﻌدﻟﻲ ﻣن اﻷوراق اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﺣﺳب ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﺻل 418ﻣن ق.ل.ع و أن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻟﻣﺎ اﻋﺗﺑرت اﻟﺑﯾﻊ اﻟواﻗﻊ
ﺑﻣﻘﺗﺿﺎه ﺻﺣﯾﺣﺎ ﺗﻛون ﻗد طﺑﻘت اﻟﻔﺻل 489ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣذﻛور ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﺳﻠﯾﻣﺎ "
أﻣﺎ إذا أﻓرغ اﻟﺑﯾﻊ ﻓﻲ ﻣﺣرر ﻋرﻓﻲ ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻛون ﺛﺎﺑت اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﺑﯾن طرﻓﻲ اﻻﻟﺗزام،ﻓﻲ ﺣﯾن أﻧﮫ ﻻ ﯾﺣﺗﺞ ﻋﻠﻰ
اﻷﻏﯾﺎر ﺑﺎﻟﺗﺎرخ اﻟوارد ﺑﮫ إﻻ إذا اﻗﺗرن ﺑﺄﺣد اﻟﺷﻛﻠﯾﺎت اﻟﻣﻘررة ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 425ﻣن ق .ل.ع و اﻟذي ﻧص ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
" اﻷوراق اﻟﻌرﻓﯾﺔ دﻟﯾل ﻋﻠﻰ ﺗﺎرﯾﺧﮭﺎ ﺑﯾن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ﺗﺎرﯾﺧﮭﺎ و ورﺛﺗﮭم و ﺧﻠﻔﮭم اﻟﺧﺎص ﺣﯾﻧﻣﺎ ﯾﻌﻣل ﻛل ﻣﻧﮭم ﺑﺎﺳم ﻣدﯾﻧﮫ .
3ـ ﻣن ﯾوم اﻟوﻓﺎة أو ﯾوم اﻟﻌﺟز اﻟﺛﺎﺑت إذا ﻛﺎن اﻟذي وﻗﻊ ﻋﻠﻰ اﻟورﻗﺔ ﺑﺻﻔﺗﮫ ﻣﺗﻌﺎﻗدا أو ﺷﺎھدا ﻗد ﺗوﻓﻲ أو أﺻﺑﺢ ﻋﺎﺟزا ﻋن اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ
ﻋﺟزا ﺑدﻧﯾﺎ.
4ـ ﻣن ﯾوم اﻟﺗﺄﺷﯾر أو اﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ ﻋﻠﻰ اﻟورﻗﺔ ﻣن طرف ﻣوظف ﻣﺄذون ﻟﮫ ﺑذﻟك أو ﻣن طرف ﻗﺎض ﺳواء ﻛﺎن ذﻟك ﻓﻲ اﻟﻣﻐرب أو اﻟﺧﺎرج.
5ـ إذا ﻛﺎن اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﻧﺎﺗﺟﺎ ﻋن أدﻟﺔ أﺧرى ﻟﮭﺎ ﻧﻔس اﻟﻘوة ".
و ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﻔرﺿﯾﺎت ﻧﻛون ﻓﻘط أﻣﺎم وﺻل ﻣﺳﻠم ﻣن اﻟﺑﺎﺋﻊ ،و ﯾرﻓض ھذا اﻷﺧﯾر إﺗﻣﺎم إﺟراءات اﻟﺑﯾﻊ ،ﻓﯾرﻓﻊ اﻟﻣﺷﺗري دﻋوى
ﺗرﻣﻲ إﻟﻰ إﺗﻣﺎم اﻟﺑﯾﻊ ،اﻟﺷﻲء اﻟذي ﯾطرح ﻣﻌﮫ اﻟﺗﺳﺎؤل ﺣول اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠوﺻل ﻓﻲ إﺛﺑﺎت ﻗﯾﺎم اﻟﺑﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎري ؟
ﻟﻘد اﻋﺗﺑر اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﯾﻌﺗد ﺑﺎﻟوﺻل ﻓﻲ إﺛﺑﺎت ﻗﯾﺎم ﻋﻘد ﺑﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎر ﻣﺗﻰ ﺗوﻓرت ﻓﯾﮫ ﺑﻌض اﻟﺷروط اﻟﺗﻲ ﻣن ﺷﺄﻧﮭﺎ ﻧﻔﻲ اﻟﺟﮭﺎﻟﺔ
ﻋن اﻟﻣﺑﯾﻊ و اﻟﺛﻣن و اﻷطراف ،و ھﻛذا ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗرار ﻟﻠﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 13ـ 04ـ 2010ﺗﺣت ﻋدد 1659ﻓﻲ اﻟﻣﻠف اﻟﻣدﻧﻲ
ﻋدد 5/2008 /1/ 3120ﻣﻧﺷور ﺑﺎﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ﻟﻠدراﺳﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻋدد 4أﻛﺗوﺑر 2010ص 290ﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
" ﻟﻛن ﺣﯾث إن اﻟوﺻل اﻟﻣدﻟﻰ ﺑﮫ واﻟﺻﺎدر ﻋن اﻟطﺎﻋﻧﺔ ﺑﺗﺎرﯾﺦ 16ـ 10ـ 2001ﯾﺗﺿﻣن ﺗوﺻﻠﮭﺎ ﺑﻣﺑﻠﻎ
594000درھم ﻣن اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﻧﻘض ﺑﺷﺄن اﻟﻘطﻌﺔ رﻗم 97واﻋﺗﻣدﺗﮫ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ،ﯾطﺎﺑق اﻟﻔﺻل 489ﻣن ق.ل.ع " .
وﻗد ذھب اﻟﻣﺟﻠس أﺑﻌد ﻣن ھذا ﻓﺎﻋﺗﺑر أن اﻟﺑﯾﻊ اﻟوارد ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎر ﯾﻛون ﻗﺎﺋﻣﺎ ﻣﺗﻰ ﻛﺎﻧت ﻋﻧﺎﺻره ﻣن ﺛﻣن و
ﻣﺛﻣن وأطراف ﺛﺎﺑﺗﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣراﺳﻼت اﻟﻣﺗﺑﺎدﻟﺔ ﺑﯾن اﻟطرﻓﯾن ،وﻓﻲ ھذا اﻟﺳﯾﺎق ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗرار ﻟﻠﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﺻﺎدر
ﺑﺗﺎرﯾﺦ 07ـ 09ـ 2010ﺗﺣت ﻋدد 3590ﻓﻲ اﻟﻣﻠف اﻟﻣدﻧﻲ ﻋدد 7/2009 /1/ 2633ﻣﻧﺷور ﺑﺎﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ
ﻟﻠدراﺳﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻋدد 5ﻟﺳﻧﺔ 2011ص 306ﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
" ...أﻣﺎ ﺑﺧﺻوص اﻟوﺳﯾﻠﺔ اﻟﻣﻧﺻﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺻل 489ﻣن ﻗﺎﻧون اﻻﻟﺗزاﻣﺎت واﻟﻌﻘود ﻓﺈن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻟﻣﺎ ﺛﺑت
ﻟﮭﺎ أن اﻟﺗﻌﺎﻗد ﺗم ﺑﯾن اﻟطرﻓﯾن ﻋن طرﯾق اﻟﻣراﺳﻠﺔ ،و أن اﻟﻣراﺳﻼت اﻟﻣﺗﺑﺎدﻟﺔ ﺑﯾن اﻟطرﻓﯾن ﺗﺿﻣﻧت إﯾﺟﺎب اﻟﻣﻛﺗب
اﻟطﺎﻋن و ﻗﺑول اﻟﻣطﻠوب ﻓﻲ اﻟﻧﻘض ،ﻛﻣﺎ ﺗم ﺗﻌﯾﯾن اﻟﻣﺑﯾﻊ ﺑﺷﻛل ﯾرﻓﻊ ﻋﻧﮫ اﻟﺟﮭﺎﻟﺔ و ﺗم اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﺗﺣدﯾد اﻟﺛﻣن
اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ و اﻟﺗﺳﺑﯾق اﻟذي ﯾﺗﻌﯾن أداؤه و ﻣؤﺟل اﻟﺛﻣن و ﻛﯾﻔﯾﺔ أداﺋﮫ ﻋﻠﻰ ﺷﻛل أﻗﺳﺎط ﺗم ﺗﺣدﯾدھﺎ و ﯾﺗم اﻗﺗطﺎﻋﮭﺎ ﻣن
راﺗب اﻟﻣطﻠوب و اﻋﺗﺑرت ﻟذﻟك أن ھﻧﺎك ﻋﻘد ﺑﯾﻊ ﺑﺎﻟﻣراﺳﻠﺔ ﺗﺎم اﻷرﻛﺎن و ﻛون ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣراﺳﻼت اﻟﻣﺗﺑﺎدﻟﺔ ﺑﯾن اﻟطرﻓﯾن
ﺗﺗﺿﻣن ﺗﺎرﯾﺧﺎ ﺛﺎﺑﺗﺎ و أن ﺷرط اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟذي ﯾﺗطﻠﺑﮫ اﻟﻔﺻل 489اﻟﻣذﻛور ﻣﺗوﻓرا ﻓﺈﻧﮭﺎ ﻗد ﺑﻧت ﻗرارھﺎ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻗﺎﻧوﻧﻲ
و ﻟم ﺗﺣرف ﻣﺿﻣون اﻟوﺛﺎﺋق اﻟﻣدﻟﻰ ﺑﮭﺎ و اﻟوﺳﯾﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻏﯾر أﺳﺎس " .
141
وﺣﯾث إن اﻟﻣدﻋﯾﯾن أدﻟوا ﺑوﺻل ورﺳﺎﻟﺔ ﻣن ﻣﺣﺎﻣﻲ اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮭﺎ ،واﻟﺣﺎل أن ھذه
اﻟوﺛﺎﺋق ﻻ ﺗﻛﻔﻲ ﻹﺛﺑﺎت ﻗﯾﺎم اﻟﺑﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎري ﻓﺎﻟﺑﯾﻊ وﻗﻊ ﺑﺗﺎرﯾﺦ ،1992وﻣن ﺗم ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺧﺿﻊ
ﺑﺷﺄن اﻧﻌﻘﺎده وأﺣﻛﺎﻣﮫ ﻟﻠﻔﺻل 489ﻣن ق ل ع ،وﻣن اﻟﻣﻌﻠوم أن اﻟﻣﺷرع ﺗﺷدد وھو ﯾﺿﻊ
اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟواردة ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎر ،ﻓﻘد ﻧص اﻟﻔﺻل 489ﻣن ق.ل.ع ﻋﻠﻰ
ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
"إذا ﻛﺎن اﻟﻣﺑﯾﻊ ﻋﻘﺎرا أو ﺣﻘوﻗﺎ ﻋﻘﺎرﯾﺔ أو أﺷﯾﺎء أﺧرى ﯾﻣﻛن رھﻧﮭﺎ ھﻧﺎ رﺳﻣﯾﺎ ،وﺟب
أن ﯾﺟري اﻟﺑﯾﻊ ﻛﺗﺎﺑﺔ ﻓﻲ ﻣﺣرر ﺛﺎﺑت اﻟﺗﺎرﯾﺦ ،وﻻ ﯾﻛون ﻟﮫ أﺛر ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ اﻟﻐﯾر إﻻ إذا
ﺳﺟل ﻓﻲ اﻟﺷﻛل اﻟﻣﺣدد ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻘﺎﻧون ".
وﺣﯾث ﯾﺳﺗﻔﺎد ﻣن ھذا اﻟﻧص أﻧﮫ ﻣﺗﻰ ﻛﺎن اﻟﻣﺑﯾﻊ ﻋﻘﺎرا أو ﺣﻘوﻗﺎ ﻋﯾﻧﯾﺔ ﻋﻘﺎرﯾﺔ أو
أﺷﯾﺎء أﺧرى ﯾﻣﻛن رھﻧﮭﺎ رھﻧﺎ رﺳﻣﯾﺎ ﻓﺈن اﻟﺑﯾﻊ ﯾﻌرف ﺑﻌض اﻟﺧﺻوﺻﯾﺎت ،ﻓﺎﻧﻌﻘﺎده
ﻣرﺗﺑط ﺑﺷﻛﻠﯾﺔ اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ وﺑﺷﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗﺳﺟﯾل ،وھﻣﺎ اﻷﻣران اﻟﻠذان ﺗﺧﻠﻔﺎ ﻓﻲ اﻟﻧﺎزﻟﺔ.
ﻓﻣن ﺟﮭﺔ أوﻟﻰ ﻓﺈذا ﻛﺎن ﻣﻔﮭوم اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ واﺿﺣﺎ ﻣن ﺣﯾث اﻟدﻻﻟﺔ إذ ﯾﻌﻧﻲ وﺟوب
إﻓراغ اﻟﻌﻘد ﻓﻲ ﻣﺣرر ﻛﺗﺎﺑﻲ ﺛﺎﺑت اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﻟﯾﻧﺗﺞ أﺛره ،وﻓﻲ ﻏﯾﺎب اﻟﻣﺣرر اﻟﻛﺗﺎﺑﻲ ﻓﺈن
اﻟﻌﻘد ﻻ ﺗﻘوم ﻟﮫ ﻗﺎﺋﻣﺔ ،ﻓﻧﺣن أﻣﺎم ﻋﻘد ﻣن اﻟﻌﻘود اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ اﺳﺗﻠزم اﻟﻣﺷرع ﻟﻘﯾﺎﻣﮭﺎ
ﺷﻛﻠﯾﺔ ﻣﺣددة وھﻲ اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ،وﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﺻور ﻗﯾﺎم اﻟﻌﻘد ﺧﺎرج ھذه اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ اﻟﺟوھرﯾﺔ ،ذﻟك
أن اﻟﻣﺷرع اﻋﺗﺑر أن اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ رﻛن ﯾدﺧل ﺿﻣن ﻣﺎھﯾﺔ اﻟﻌﻘد ،وﻣن ﺗم ﻓﺈﻧﮫ ﻋﻧد ﺗﺧﻠﻔﮭﺎ ﯾﻧﻌدم
اﻟﻌﻘد ﻛﻠﯾﺔ ،وﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﺻور إﺛﺑﺎﺗﮫ ﺑوﺳﯾﻠﺔ أﺧرى ﻏﯾر اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ،ﻷن اﻹﺛﺑﺎت آﻧذاك ﺳﯾﻧﺻب
ﻋﻠﻰ اﻟﻌدم.
وﺣﯾث ﯾﻛون ﻣﺿﻣون ﻣﺎ ذﻛر أن اﻟﻔﺻل 489ﻣن ق .ل .ع ﻗد أﻗر ﺷﻛﻠﯾﺔ ﻻزﻣﺔ ﻟﻘﯾﺎم
اﻟﺑﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎري ،إذ ﯾﻠزم أن ﯾرد ﻓﻲ ﻣﺣرر ﺛﺎﺑت اﻟﺗﺎرﯾﺦ ،وﻓﻲ ھذا اﻟﺳﯾﺎق ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗرار
ﻟﻠﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 14دﺟﻧﺑر 1978ﻣﻧﺷور ﺑﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﺎة ﻋدد 17ﺻﻔﺣﺔ
115اﻟﺗﻌﻠﯾل اﻟﺗﺎﻟﻲ:
"ﺣﯾث ﻧص اﻟﻔﺻل 489ﻣن ق .ل .ع ﻋﻠﻰ أن ﺑﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎر ﯾﺟب أن ﯾﻛون ﻛﺗﺎﺑﺔ ﻓﻲ
ﻣﺣرر ﺛﺎﺑت اﻟﺗﺎرﯾﺦ ،وأن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺣﯾﻧﻣﺎ ﻟم ﺗطﺑق ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﺻل اﻟﻣذﻛور ﻓﺈن ﺣﻛﻣﮭﺎ
ﯾﻛون ﻧﺎﻗص اﻟﺗﻌﻠﯾل وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻣﻌرﺿﺎ ﻟﻠﻧﻘض ".
و ﺣﯾث إن اﻟﺑﯾﻊ اﻟﻣدﻋﻰ ﻓﯾﮫ ﻟم ﯾﺳﺗوف ھذه اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ ،و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻟم ﯾﻔرغ ﻓﻲ اﻟﺷﻛل
107
اﻟﻣﺣدد ﻗﺎﻧوﻧﺎ ،اﻟﺷﻲء اﻟذي ﯾﺟﻌل اﻟطﻠب ﻋدﯾم اﻷﺳﺎس ،و ﯾﻠزم ﻟذﻟك اﻟﺣﻛم ﺑرﻓﺿﮫ".
وﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﺳﯾﺎق ﺟﺎء ﻓﻲ ﺣﻛم ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﺑﻣراﻛش ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
"ﺣﯾث إن ﻣﺟﻣل اﻟدﻓوع اﻟﻣﺛﺎرة ﻣن طرف اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ أن اﻟﺷﮭﺎدة اﻟﻣدﻟﻰ ﺑﮭﺎ
ﻣن طرف اﻟﻣدﻋﻲ ﻻ ﺗﺗﺿﻣن أﯾﺔ اﻟﺗزاﻣﺎت ﻓﻲ ﺟﺎﻧﺑﮭﺎ ،و أﻧﮫ ﻓﻲ ﻏﯾﺎب ﻋﻘد ﻣﻛﺗوب ﺑﯾن
اﻟطرﻓﯾن طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻔﺻل 230ﻣن ق ل ع ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﻣﻛن إﻟزاﻣﮭﺎ ﺑﺷﺊ ،ﻛﻣﺎ أﻧﮫ ﻻ ﺗرﺑط
اﻟﻣدﻋﻲ أﯾﺔ ﻋﻼﻗﺔ ﻣﻌﮭﺎ ﺑل ﺣﺻل ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎر ﻋن طرﯾق ﺗﻧﺎزل ﻟﮫ ﻣن اﻟﻐﯾر ،و ھﻲ دﻓوع
107ـ ﺣﻛم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﺑﻣراﻛش ﺑﺗﺎرﯾﺦ 15/01/2015ﻓﻲ اﻟﻣﻠف رﻗم 842/1401/2013ـ
ﻏﯾر ﻣﻧﺷور.
142
ﺗﺑﻘﻰ ﻋدﯾﻣﺔ اﻷﺳﺎس ذﻟك أن ﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﺑﯾن طرﻓﻲ اﻟدﻋوى ھﻲ وﻋد ﺑﺎﻟﺑﯾﻊ
ﻣوﺿوﻋﮫ اﻟﻣدﻋﻰ ﻓﯾﮫ ،ذﻟك أن اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻋﺑرت ﺑﺷﻛل ﺑﺎت ﻋن إرادﺗﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻗد
ﻣن ﺧﻼل اﻟﻘرار اﻟﻌﺎﻣﻠﻲ و اﻟذي ﯾواﻓق ﻓﯾﮫ ﻋﺎﻣل ﻣراﻛش ﻟﻠﺳﯾد ﻣﺻطﻔﻰ اﻟﻣﺳﻛون ﻋﻠﻰ
اﻟﺗﻧﺎزل ﻋن اﻟﻣدﻋﻰ ﻓﯾﮫ ﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮭﺎ ،و أﻧﮭﺎ ﺗﺳﻠﻣت ﻣﻧﮫ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺛﻣن ،إذن
ﻓﺻورة اﻟﻧزاع ھﻲ أن اﻟﻌﻘﺎر اﻟﻣدﻋﻰ ﻓﯾﮫ ھو ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻗطﻌﺔ أرﺿﯾﺔ ﻣن ﺗﺟزﺋﺔ ھﯾﺋﺗﮭﺎ
اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﻣﻧطﻘﺔ ﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﯾﺳﺗﻔﯾد ﻣﻧﮭﺎ اﻟﺻﻧﺎع ،و أن ﺗﻠك اﻟﻘطﻌﺔ ﺧﺻﺻﺗﮭﺎ اﻟدوﻟﺔ ﻟﻠﺳﯾد
.....ﻟﯾﻘﯾم ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻣﺻﻧﻌﺎ ﻟﻠزﺟﺎج ،و أن ھذا اﻷﺧﯾر ﺗﻧﺎزل ﻋﻧﮭﺎ ﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻣدﻋﯾﺔ ،و اﻟدﻟﯾل
ﻋﻠﻰ ذﻟك أن اﻟﺳﯾد اﻟﻣﺻطﻔﻰ اﻟﻣﺳﻛون ﺗﻘدم ﺑطﻠب ﻓﻲ اﻟﻣوﺿوع ﻟﻌﺎﻣل ﻣراﻛش اﻟذي واﻓق
ﻋﻠﻰ اﻟطﻠب ،ﺣﯾث ﺗم إﺣﻼل اﻟﻣدﻋﯾﺔ ﻣﺣل اﻟﺳﯾد .....ﺣﺳب اﻟﻘرار اﻹداري ﻋدد 5487
ﺑﺗﺎرﯾﺦ ،09/05/1985ﺣﯾث ﺣررت اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻣدﻋﯾﺔ أﻣرا ﺑدﻓﻊ ﻣﺑﻠﻎ اﻟﺷراء
ﺑﺎﻟﺧزﯾﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻧﺣن أﻣﺎم ﻋﻘد ﺗﺎم ﺑﺎﻗﺗران اﻹﯾﺟﺎب ﺑﻘﺑول ﻣطﺎﺑق ﺑﯾن اﻟطرﻓﯾن ﻧﺗﺞ ﻋن
ﺷروﻋﮫ ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد وإﯾداع اﻟﻣدﻋﻲ ﻟﺛﻣن اﻟﺑﯾﻊ ﺑﯾن ﯾدي اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮭﺎ وﻛوﻧﮫ اﻧﺻب
ﺑدوره ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺎوﻟﮭﺎ اﻹﯾﺟﺎب وﻣن ﻏﯾر ﺗﺳﺟﯾل أي ﺗﺣﻔظ ﺑﺷﺄﻧﮭﺎ ،ﯾﻛون
طرﻓﺎ اﻟﻧزاع ﻗد ﺗواﻋدا ﻋﻠﻰ اﻟﺑﯾﻊ واﻟﺷراء وﯾﻛون ھذا اﻷﺧﯾر ﻗﺎﺋﻣﺎ وﺗﺎﻣﺎ ﺑﻌد أن ﺗوﻓرت
ﻛﺎﻓﺔ ﺷروطﮫ وﻓﻘﺎ ﻷﺣﻛﺎم اﻟﻔﺻل 488ﻣن ق.ل.ع.
وﺣﯾث اﻧﮫ ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﺈن اﻟﺗﻌﺎﻗد اﺣﺗرم ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﺻل 489ﻣن ق.ل.ع ـ
اﻟذي ﻛﺎن ﻣطﺑﻘﺎ وﻗت اﻟﺗﻌﺎﻗد و ﻟﯾس اﻟﻣﺎدة اﻟراﺑﻌﺔ ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر
أن اﻟﻘﺎﻧون ﯾﺣﻛم اﻟوﻗﺎﺋﻊ ﺑﺷﻛل ﻓوري و ﻟﯾس ﻟﮫ أﺛر رﺟﻌﻲ ـ و اﻟذي ﯾﻧص ﻋﻠﻰ ﻛون
اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﺗﻌﺗﺑر رﻛن اﻧﻌﻘﺎد ﻓﻲ اﻟﺑﯾﻊ وﺑﺎﻧﺗﻔﺎﺋﮭﺎ ﯾﺻﺑﺢ ھذا اﻷﺧﯾر ﻣﻌدوﻣﺎ وﻓق ﻣﺎ اﺳﺗﻘر ﻋﻠﯾﮫ
اﻟﻔﻘﮫ واﻟﻘﺿﺎء ،ﻓﺈن ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ ﯾﻌﺗﺑر ﻣﺑدﺋﯾﺎ ﻣن ﻋﻘود اﻟﺗراﺿﻲ ﯾﻛﻔﻲ ﻟﺗﻣﺎﻣﮫ ﻣﺟرد ﺗﺑﺎدل
اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن إرادﺗﯾن ﻣﺗطﺎﺑﻘﺗﯾن وأﻧﮫ إذا ﻛﺎن اﻟﻣﺷرع ﻗد ﺗدﺧل ﻓﻲ ﺣﺎﻻت ﻣﺣددة واﺷﺗرط
ﻣن اﺟل اﻧﻌﻘﺎد ﺑﯾوع ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺿرورة اﺳﺗﯾﻔﺎء ﺷﻛل ﻣﻌﯾن ﻛﺎﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﺑﺣﯾث ﻻ ﯾﻧﻌﻘد ھذا اﻟﻌﻘد
إﻻ ﺑﺗﺣﻘق ھذا اﻟﺷﻛل وﻣﻧﮭﺎ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺑﯾوع اﻟﻣﻧﺻﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎرات أو اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ
أو اﻷﺷﯾﺎء اﻷﺧرى اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن رھﻧﮭﺎ رھﻧﺎ رﺳﻣﯾﺎ وﻓﻘﺎ ﻷﺣﻛﺎم اﻟﻔﺻل 489أﻋﻼه ،إﻻ أن
اﻟﺛﺎﺑت ﻣن وﺛﺎﺋق اﻟﻣﻠف ﺧﺎﺻﺔ ﺷﮭﺎدة اﻟﺑﯾﻊ اﻟﻣدﻟﻰ ﺑﮭﺎ ﻣن طرف اﻟﻣدﻋﻲ واﻟﻣوﻗﻌﺔ ﺑﻛﯾﻔﯾﺔ
ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻣن اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺑﺷﻛل ﯾﺟﻌﻠﮭﺎ ﻓﻲ ﺣﻛم اﻟﻣﻌﺗرف ﺑﮭﺎ ﻣن طرﻓﮭﺎ وﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﻧﻔس ﻗوة
اﻟدﻟﯾل اﻟﺗﻲ ﻟﻠورﻗﺔ اﻟرﺳﻣﯾﺔ وﻓﻘﺎ ﻷﺣﻛﺎم اﻟﻔﺻل 424ﻣن ق.ل.ع ﯾﺷﻛل ﻓﻲ ﺣد ذاﺗﮫ اﻟﺗزاﻣﺎ
ﺑﺎﻟﺑﯾﻊ ﻣن ﺟﺎﻧب اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮭﺎ طﺎﻟﻣﺎ أﻧﮫ ﯾﺗﺿﻣن اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ ﻋﻧﺎﺻر ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ وأن
طرﻓﯾﮫ ﻋﺎرﻓﺎن ﺑﻣﺎ اﻟﺗزﻣﺎ ﺑﮫ و ﻗد ﺗﺿﻣن اﻟﺛﻣن اﻟذي أﻗرت اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮭﺎ ـ اﻟﺑﺎﺋﻌﺔ ـ ﺑﺗﺳﻠﻣﮫ
ﻛﺎﻣﻼ ﻣن اﻟﻣدﻋﻲ ،و ﻋﻠﯾﮫ ﯾﺧول ﻟﻠﻣﺷﺗري اﻟﺣق ﻓﻲ إﺟﺑﺎر اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻋﻠﻰ إﺗﻣﺎم إﺟراءات
108
اﻟﺑﯾﻊ واﻧﺟﺎز ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ".
ـ ﺣﻛم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﺑﻣراﻛش ﺑﺗﺎرﯾﺦ 03/07/2014ﻓﻲ اﻟﻣﻠف رﻗم 714/1401/2010ـ ﻏﯾر ﻣﻧﺷور 108
.
143
اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :ﺷرط ﻗﺎﺑﻠﯾﺔ اﻻﻟﺗزام ﻟﻠﺗﻧﻔﯾذ وﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻟﻠﻣﺑﯾﻊ
ﺳﻧﻌﺎﻟﺞ ھذه اﻟﻔﻘرة ﻣن ﺧﻼل ﻧﻘطﺗﯾن ،ﻧﺗﻧﺎول ﻓﻲ اﻷوﻟﻰ ﺷرط أن ﯾﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺎﻟﺗزام
ﻣﻌﯾن وﻧﺎﻓذ وﻣﻣﻛن اﻟﺗﻧﻔﯾذ ،وﻓﻲ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﺷرط ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻟﻠﻣﺑﯾﻊ.
أوﻻ :أن ﯾﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺎﻟﺗزام ﻣﻌﯾن وﻧﺎﻓذ وﻣﻣﻛن اﻟﺗﻧﻔﯾذ:
إن أول ﻣﺳﺄﻟﺔ ﺗﺛﺎر ھﻧﺎ ھﻲ وﺟوب أن ﯾﻛون ﻣﺣل اﻻﻟﺗزام ﻣﺣددا ،أو ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻠﺗﻌﯾﯾن ،ﻓﺈن
اﺧﺗل ھذا اﻟﺷرط ﻓﻘد اﻻﻟﺗزام رﻛﻧﺎ ﺟوھرﯾﺎ ﻣﻌﺗﺑرا ﻟﺻﺣﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗد ،وھو ﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ ﺑطﻼن
اﻻﻟﺗزام ،وﻓﻲ ھذا اﻹطﺎر ﻗﺿت اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﺑﻣراﻛش ﺑﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" ﺣﯾث إن طﻠب اﻟﻣدﻋﻲ ﻓﻲ ﺷﻘﮫ اﻹﺿﺎﻓﻲ ﯾرﻣﻲ إﻟﻰ ﻣﻌﺎﯾﻧﺔ أن اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﺗﺣت
أﺑواب اﻟﻣرﻛب اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺧﺎص وأن اﻟﻣﺣﻼت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ واﻟﻣﻘﺎھﻲ ﺗزاول ﻧﺷﺎطﮭﺎ ﺑﺷﻛل
اﻋﺗﯾﺎدي وﻣﺳﺗﻣر واﻟﺣﻛم ﺗﺑﻌﺎ ﻟذﻟك ﻋﻠﻰ اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺑﺗﻧﻔﯾذ اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻟﺗﻔوﯾت ﻣوﺿوع
اﻟﺗﻌﺎﻗد ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ ﻏراﻣﺔ ﺗﮭدﯾدﯾﺔ ﻗدرھﺎ 5000,00درھم ﻋن ﻛل ﯾوم ﺗﺄﺧﯾر ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻔﯾذ
ﻣﻊ ﺗﺣﻣﯾل اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻟﺻﺎﺋر.
وأرﻓق اﻟطﻠب ﺑﺎﻟوﺛﺎﺋق اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ﺻورة ﻣن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﻣﺑرﻣﺔ ﺑﯾﻧﮫ واﻟﻣﺟﻠس اﻟﺟﻣﺎﻋﻲ
وﻧﺳﺧﺔ ﻣن اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻣﻌﺎوﺿﺔ وﺻورة ﻛﺗﺎب رﺋﯾس اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺟﻣﺎﻋﻲ وﺻورة ﻋﻘد
ﺗوﺛﯾﻘﻲ وﺻورة ﺷﮭﺎدة ﻋﻘﺎرﯾﺔ وﺑﺻورة ﻣن اﻟﺣﻛم اﻟﺻﺎدر ﻋن ھذه اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻠف
ﻋدد 177/1401/13ﺑﺗﺎرﯾﺦ .15/07/2014
وﺣﯾث إﻧﮫ ﻣن اﻟﻣﻌﻠوم ﻗﺎﻧوﻧﺎ أن اﻟﺑت ﻓﻲ أي ﻧزاع ﯾوﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻓﻲ ﺳﯾﺎق أول
ﺗﻛﯾﯾف اﻟطﻠب ووﺿﻌﮫ ﻓﻲ إطﺎره اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ وﻟو ﻟم ﯾطﻠب اﻷطراف ذﻟك ،ﻓﺎﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻣﻠزﻣﺔ
ﺑﺷﻛل ﺗﻠﻘﺎﺋﻲ ﺑﺗطﺑﯾق اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ اﻟﻧوازل اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،وھذا اﻹﻟزام ﯾﺟد ﺳﻧده اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ
ﺿﻣن اﻟﻔﺻل 3ﻣن ق .م .م اﻟذي ﯾﺟري ﺻﺣﯾﺣﮫ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ أن ﯾﺑت ﻓﻲ ﺣدود طﻠﺑﺎت اﻷطراف وﻻ ﯾﺳوغ ﻟﮫ أن ﯾﻐﯾر ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ
ﻣوﺿوع أو ﺳﺑب ھذه اﻟطﻠﺑﺎت وﯾﺑت داﺋﻣﺎ طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻘواﻧﯾن اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺎزﻟﺔ وﻟو ﻟم ﯾطﻠب
اﻷطراف ذﻟك ﺑﺻﻔﺔ ﺻرﯾﺣﺔ " .
وﺣﯾث إن اﻟﺛﺎﺑت ﻣن ﻣﺟﻣوع ﻣﺎ ﺳطر أﻋﻼه وﺟود اﻟﺗزام ﻗﺎﺋم ﻓﻲ ذﻣﺔ اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮭﺎ
ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرھﺎ ﺧﻠﻔﺎ ﺧﺎﺻﺎ ﻟﻛل ﻣن اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺟﻣﺎﻋﻲ ﻟﻣراﻛش واﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺟﮭوﯾﺔ ﻟﻠﺗﺟﮭﯾز
واﻟﺑﻧﺎء ﺑﺑﯾﻊ ﻣﺗﺟر ﺟدﯾد ﺑﺎﻟﻣرﻛب اﻟذي ﺳﺗﻘوم اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺑﺑﻧﺎﺋﮫ ،وﻋﻠﯾﮫ ﻓﺈن
اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺗﻧﻔﯾذ اﻻﻟﺗزام اﻟﻣذﻛور ھو ﻓﻲ ﺣﻘﯾﻘﺗﮫ طﻠب ﯾرﻣﻲ إﻟﻰ اﻟﺣﻛم ﻋﻠﻰ اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮭﺎ
ﺑﺈﺗﻣﺎم اﻟﺑﯾﻊ ،وﻋﻠﯾﮫ ﯾﺗﻌﯾن ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ اﻟدﻋوى ﻓﻲ إطﺎر اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻌﻘد اﻟﺑﯾﻊ ،وﻣن
اﻟﻣﻌﻠوم أن إﺗﻣﺎم اﻟﺑﯾﻊ ﯾوﺟب أن ﻧﻛون أﻣﺎم اﻟﺗزام ﺻﺣﯾﺢ ،واﻟﺣﺎل أن اﻻﻟﺗزام اﻟذي ﯾؤﺳس
ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻣدﻋﻲ ﻣﺧﺗل ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻷﻧﮫ ﻟم ﯾﺗم ﺗﺣدﯾد اﻟﻣﺑﯾﻊ ﺗﺣدﯾدا ﻧﺎﻓﯾﺎ ﻟﻠﺟﮭﺎﻟﺔ.
و ﺣﯾث إﻧﮫ و ﻛﻣﺎ ﻓﺻل أﻋﻼه ﻓﺈن اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻟﺑﯾﻊ ﯾﺟد ﺳﻧده ﻓﻲ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻹطﺎر اﻟﻣﺑرﻣﺔ
ﺑﯾن اﻟﻣدﻋﻲ و اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺟﻣﺎﻋﻲ ﻟﻣراﻛش و اﻟﻣﺻﺣﺣﺔ اﻹﻣﺿﺎء ﺑﺗﺎرﯾﺦ 22ﻣﺎرس
،2005و اﻟﺗﻲ ﺟﺎء ﺣرﻓﯾﺎ ﻓﻲ ﻣﺎدﺗﮭﺎ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ ":ﺑﻌد اﻧﺗﮭﺎء اﻷﺷﻐﺎل ﺑﺎﻟﻣرﻛب
144
اﻟﺗﺟﺎري ﺑﺷﺎرع ﻣﺣﻣد اﻟﺧﺎﻣس و ﺗﺳﻠﯾم ﺷﮭﺎدة اﻟﻣطﺎﺑﻘﺔ ﯾﺗم ﺑﯾﻊ ﻣﺗﺟر ﺟدﯾد ﺑﮭذا اﻟﻣرﻛب
اﻟﺗﺟﺎري إﻟﻰ اﻟطرف اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻣﺎ ﻗدره 15000,00درھم ﻟﻠﻣﺗر اﻟﻣرﺑﻊ ﯾؤدﯾﮫ
إﻟﻰ اﻟﻣؤﺳﺳﺳﺔ اﻟﺟﮭوﯾﺔ ﻟﻠﺗﺟﮭﯾز و اﻟﺑﻧﺎء ﻗﺑل ﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣﻔﺎﺗﯾﺢ و إﻓراغ اﻟدﻛﺎن اﻟﻣﺧﺻص ﻟﮫ
ﺑﺳوق زﻧﻘﺔ اﺑن ﺗوﻣرت ﺑدون ﻗﯾد أو ﺷرط وذﻟك ﻓﻲ أﺟل أﻗﺻﺎه ﺳﺗﺔ أﺷﮭر ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ
إﺧﺑﺎره ﺑواﺳطﺔ رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺿﻣوﻧﺔ ﻣﻊ إﺷﻌﺎر ﺑﺎﻟﺗوﺻل "،و ﻋﻠﯾﮫ ﻧﻛون أﻣﺎم ﺑﯾﻊ ﻟﻣﺎل
ﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻲ ھو ﻗﯾد اﻟﺑﻧﺎء ،ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑل ﺛﻣن 15000,00درھم ﻟﻠﻣﺗر اﻟﻣرﺑﻊ ،ﻏﯾر أﻧﮫ
ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻹطﺎر ھذه ﻧﺟدھﺎ ﻗد ﺣددت أرﻛﺎن اﻟﻌﻘد و ﺗم اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ اﻟﺷروط
اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﮫ إﻻ أﻧﮫ ﻟم ﯾﺗم ﺗﻌﯾﯾن ﻣوﺿوع اﻟﺗﻌﺎﻗد ﺑدﻗﺔ ﻧﺎﻓﯾﺔ ﻟﻠﺟﮭﺎﻟﺔ و ﻟﯾس ﺿﻣن
ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻌﻘد اﻟﻣذﻛور ﻣﺎ ﯾوﻓر ﻋﻧﺎﺻر ﻣن ﺷﺄﻧﮭﺎ أن ﺗﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ ھذا اﻟﺗﻌﯾﯾن ،و اﻟﺣﺎل
أن ﻣﺎ ذﻛر ھو ﺷرط ﻻزم ﻓﻲ اﻟﻌﻘد ﺳواء وﻓق اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻟﻌﻘد اﻟﺑﯾﻊ أو وﻓق اﻷﺣﻛﺎم
اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻼﻟﺗزام ،و ھﻛذا ﻓﺈﻧﮫ و ﺑﺈﻟﻘﺎء ﻧظرة ﻋﻠﻰ اﻹطﺎر اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ﻟﻣﺣل اﻟﻌﻘد ﻧﺟد أﻧﮫ
ﯾﻠزم أن ﯾﻛون ﻣﻌﯾﻧﺎ أو ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻠﺗﻌﯾﯾن ،ﻓﻘد ﻧص اﻟﻔﺻل 486ﻣن ق ل ع:
ﯾﺳوغ أن ﯾرد اﻟﺑﯾﻊ ﻋﻠﻰ ﺷﻲء ﻏﯾر ﻣﺣدد إﻻ ﺑﻧوﻋﮫ .وﻟﻛن اﻟﺑﯾﻊ ﻻ ﯾﺻﺢ ﻓﻲ ھذه
اﻟﺣﺎﻟﺔ ،إﻻ إذا ورد ﻋﻠﻰ أﺷﯾﺎء ﻣﺛﻠﯾﺔ ﻣﺣددة ﺗﺣدﯾدا ﻛﺎﻓﯾﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﻰ اﻟﻌدد واﻟﻛﻣﯾﺔ واﻟوزن
أو اﻟﻣﻘﯾﺎس واﻟﺻﻧف ،ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﯾﺟﻲء ﻣﻌﮫ رﺿﻰ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ﻋﻠﻰ ﺑﯾﻧﺔ وﺗﺑﺻر".
145
اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻼﻟﺗزام وﻋﻠﻰ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺷروط اﻷﺧرى اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺗﺑرھﺎ اﻟطرﻓﺎن أﺳﺎﺳﯾﺔ،
وﻣن ﺗم ﻓﺈﻧﮫ ﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻻﯾﺟوز ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗدﺧل ﻹﺗﻣﺎم اﻟﻌﻘد اﻟذي ﯾﻔﺗﻘد ﻷﺣد أرﻛﺎﻧﮫ .
و ﺣﯾث إﻧﮫ اﻋﺗﺑﺎرا ﻟﻣﺟﻣوع اﻟﺗﻌﻠﯾل اﻟﻣﺳطر أﻋﻼه ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﺣدﯾث ﻋن ﻗﯾﺎم
.109
اﻻﻟﺗزام ﻣن ﺟﺎﻧب اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮭﺎ إﻻ إذا ﺗم ﺗﺣدﯾد اﻟﻣدﻋﻰ ﻓﯾﮫ ﺑﺎﻟﺗراﺿﻲ ﺑﯾن اﻟطرﻓﯾن"
و ﻣن ﺟﮭﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺟب أن ﯾﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺎﻟﺗزام ﻧﺎﻓذ ،وﻋﻠﯾﮫ ﻓﻣﺗﻰ ﻛﺎن اﻻﻟﺗزام
ﻣﻌﻠﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﺷرط واﻗف أو ﻣرﺗﺑطﺎ ﺑﺄﺟل ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﺟوز إﺟﺑﺎر اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻋﻠﻰ إﺗﻣﺎم إﺟراءات
اﻟﺑﯾﻊ ﻗﺑل ﺣﻠول اﻷﺟل أو ﺗﺣﻘق اﻟﺷرط ،و ﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺑل ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺟب أﻻ ﯾﻛون اﻻﻟﺗزام ﻗد ﻓﻘد ﻗوﺗﮫ
اﻟﻣﻠزﻣﺔ ﺑﺎﻟﻔﺳﺦ ،وھﻧﺎ ﯾﺟب اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن ﻓرﺿﯾﺗﯾن ،أوﻟﮭﻣﺎ ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﯾﺿﻣن ﻓﯾﮭﺎ اﻟطرﻓﺎن
اﻟﻌﻘد ﺷرطﺎ ﻓﺎﺳﺧﺎ ،وﻻ ﺗﺗﺣﻘق اﻟواﻗﻌﺔ اﻟﺗﻲ ﻋﻠق ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻻﻟﺗزام ،ﻓﻔﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻓﺈﻧﮫ ﻻ
ﯾﻣﻛن ﺟﺑر اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺗزاﻣﮫ ،ﻷن اﻟﻌﻘد ﯾﻔﺳﺦ ﺑﻣﺟرد ﺗﺧﻠف اﻟﺷرط ﻓﻲ اﻷﺟل اﻟﻣﺗﻔق
ﻋﻠﯾﮫ ﻣن ﻏﯾر ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻠﺣﻛم ﺑﮫ ،ﻓﺎﻟﻌﻘد ﯾﺻﯾر ﻣﻔﺳوﺧﺎ إﻋﻣﺎﻻ ﻟﻠﻘوة اﻟﻌﻘدﯾﺔ ،و ھذا ﻻ ﯾﻣﻧﻊ
اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻣن أن ﺗﺗدﺧل ﻟﺗﻌﺎﯾن اﻟﻔﺳﺦ وﺗﻛﺷف ﻋﻧﮫ طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻔﺻل 260ﻣن ق.ل.ع اﻟذي
ﯾﻧص ﻋﻠﻰ أﻧﮫ:
" إذا ﺗﻔق اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدان ﻋﻠﻰ أن اﻟﻌﻘد ﯾﻔﺳﺦ ﻋﻧد ﻋدم وﻓﺎء أﺣدھﻣﺎ ﺑﺎﻟﺗزاﻣﮫ ،وﻗﻊ اﻟﻔﺳﺦ
ﺑﻘوة اﻟﻘﺎﻧون ﺑﻣﺟرد ﻋدم اﻟوﻓﺎء".
واﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ – وھو أﻋﻠﻰ ھﯾﺋﺔ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﻣﻠﻛﺔ ،وﻓﻲ إطﺎر ﺗوﺣﯾده ﻟﻼﺟﺗﮭﺎد
اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻗد ذھب إﻟﻰ ﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻟﻣﻌﺎﯾﻧﺔ اﻟﻔﺳﺦ اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ،ﻓﻘد ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗراره
اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 1-11-1989ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" ﻟﻛن ﺣﯾث أﻧﮫ ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻔﺻل 260ﻣن ق.ل.ع ﻓﺈن ﺗﺣﻘق اﻟﺷرط اﻟﻔﺎﺳﺦ ﺑﻌدم وﻓﺎء
أﺣد اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ﺑﺎﻟﺗزاﻣﮫ ﯾﺟﻌل اﻟﻌﻘد ﻣﻔﺳوﺧﺎ ﺑﻘوة اﻟﻘﺎﻧون ،واﻟﻣﻛﺗري ﻟﻸﺻل اﻟﺗﺟﺎري
اﻟذي ﯾﻘر ﺑﺗﺣﻘق اﻟﺷرط اﻟﻔﺎﺳﺦ ﯾﻛون دﻓﻌﮫ ﺑﻌدم اﺧﺗﺻﺎص ﻗﺎﺿﻲ اﻟﻣﺳﺗﻌﺟﻼت ﺑﺎﻷﻣر
ﺑطرده ﻟﻣﺳﺎس ذﻟك ﺑﺎﻟﺟوھر ﻏﯾر ﻣرﺗﻛز ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻣﺎ دام اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻟم ﯾواﺟﮫ ﺑﻧزاع ﺟدي
ﺣول ﺗﺣﻘق اﻟﺷرط ،وﻟم ﯾﻘض ﺑﮫ وإﻧﻣﺎ ﻋﺎﯾن ﺗﺣﻘﻘﮫ ،ﻣﻣﺎ أﺻﺑﺢ ﻣﻌﮫ اﻟﻣﻛﺗري ﻣﺣﺗﻼ
ﻟﻠﻣﺣل ﺑدون ﻣوﺟب وﺑذﻟك ﻓﺎﻟﻘﺿﺎء ﺑطرده ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﻔﺻل 149ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة
اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻛﻣﺎ ﺑﯾﻧﮫ اﻷﻣر اﻻﺑﺗداﺋﻲ اﻟﻣؤﯾد وﻟﯾس ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﺻل 692ﻣن اﻟﻘﺎﻧون
اﻟﻣدﻧﻲ ،وﻟﻼﻋﺗﺑﺎرات اﻟﻣذﻛورة ﯾﻌﺗﺑر ﻣﻌﻠﻼ ﺑﻣﺎ ﻓﯾﮫ اﻟﻛﻔﺎﯾﺔ وﻏﯾر ﻣﻠﻣوس ﺑﺎﻟﺟوھر وﻟم
ﯾﺧرق أي ﻣﻘﺗﺿﻰ ﻗﺎﻧوﻧﻲ .110"...
وﺛﺎﻧﯾﮭﻣﺎ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﺿﻣن ﻓﯾﮭﺎ اﻟطرﻓﺎن اﻟﻌﻘد ﺷرطﺎ ﻓﺎﺳﺧﺎ ،ﻟﻛن اﻟﻣﺷﺗري ﯾﺧل
ﺑﺎﻟﺗزاﻣﮫ ،ﻓﮭﻧﺎ ﯾﺟوز ﻟﻠﺑﺎﺋﻊ أن ﯾﺗﺣﻠل وذﻟك طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻋدة اﻟﻣﻘررة ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 255ﻣن
ق.ل.ع وﺗﺣدﯾدا ﻓﻲ ﻓﻘرﺗﮫ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" ﯾﺻﺑﺢ اﻟﻣدﯾن ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣطل ﺑﻣﺟرد ﺣﻠول اﻷﺟل اﻟﻣﻘرر ﻓﻲ اﻟﺳﻧد اﻟﻣﻧﺷﺊ ﻟﻼﻟﺗزام".
1042/1401/2012ـ ﻏﯾر 109ـ ﺣﻛم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﺑﻣراﻛش ﺑﺗﺎرﯾﺦ 05/02/2015ﻓﻲ اﻟﻣﻠف رﻗم
ﻣﻧﺷور.
110ـ ﻗرار اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ـــ ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﺣﺎﻟﯾﺎ ــــ رﻗم 2220ﺑﺗﺎرﯾﺦ ،1-11-1989اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ اﻟﻣﻠف اﻟﻣدﻧﻲ ﻋدد
،9489ﻗﺿﺎء اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ،ع ،45ﻧوﻧﺑر 1991ص.57
146
ﻓﻣطل اﻟﻣدﯾن واﻟذي ھو اﻟﻣﺷﺗري ﻓﻲ أداء اﻟﺛﻣن ﯾﺟﻌﻠﮫ ﻣﺧﻼ ﺑﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺗزاﻣﮫ ،وﻣن
اﻟﻣﻌﻠوم أن إﺧﻼل أﺣد طرﻓﻲ اﻟﻌﻘد ﺑﺎﻟﺗزاﻣﮫ ﻓﻲ اﻟﻌﻘود اﻟﺗﺑﺎدﻟﯾﺔ ﯾﺑرر ﻟﻠطرف اﻵﺧر
اﻻﻟﺗﺟﺎء إﻟﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻟﻠﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﻔﺳﺦ اﻟﻌﻘد واﻟﺗﺣﻠل ﻣن ﻛل ﻗوة ﻣﻠزﻣﺔ ﻟﮫ .وذﻟك طﺑﻘﺎ
ﻟﻠﻔﺻل 259ﻣن ق.ل.ع ،.وﻗد ﺳﺑق ﻟﻠﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ أن أﻋﻣل ھذه اﻟﻘﺎﻋدة ﻓﻲ اﻟﻌدﯾد ﻣن
ﻗراراﺗﮫ ،واﻟﺗﻲ ﻧذﻛر ﻣﻧﮭﺎ ﻗراره ﺑﺗﺎرﯾﺦ ،2008 /10/9واﻟذي ﺟﺎء ﻓﯾﮫ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" ﺣﯾث ﯾﻌﯾب اﻟطﺎﻋن ﻋﻠﻰ اﻟﻘرار ﻓﻲ وﺳﯾﻠﺗﻲ اﻟﻧﻘض ﻣﺟﺗﻣﻌﺗﯾن :ﺧرق اﻟﻘﺎﻧون وﻗواﻋد
اﻟﻔﻘﮫ وﻧﻘﺻﺎن اﻟﺗﻌﻠﯾل اﻟﻣﻧزل ﻣﻧزﻟﺔ اﻧﻌداﻣﮫ ،ذﻟك اﻧﮫ آﺛﺎر ﻓﻲ ﻣﻘﺎل اﺳﺗﺋﻧﺎﻓﮫ أن اﻟﻣطﻠوﺑﺔ
ﻓﻲ اﻟﻧﻘض أﺧﻠت ﺑﺎﻟﺗزاﻣﮭﺎ ﺑﻌدم أداء ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺛﻣن ﺧﻼل اﻷﺟل اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﮫ ﻛﻣﺎ وﺟﮫ إﻟﯾﮭﺎ
إﻧذارا ﻣن اﺟل اﻷداء ﺑﻠﻐت ﺑﮫ ﺑﺗﺎرﯾﺦ 4/4/2001وﻟم ﺗﺣرك ﺳﺎﻛﻧﺎ وأﺻﺑﺣت ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ
ﻣطــل ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﺑذﻟك ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﺻﻠﯾن 230و 577ﻣن ق ل ع وان ﻋرض أداء ﺑﺎﻗﻲ
اﻟﺛﻣن ﺧﺎرج اﻷﺟل اﻟﻣﺣدد ﯾﻛون ﺧﺎرﻗﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧون وﻧﺎﻗص اﻟﺗﻌﻠﯾل ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌﻠﮫ ﻋرﺿﺔ ﻟﻠﻧﻘض.
ﺣﻘﺎ ،ﺣﯾث ﺛﺑت ﺻﺣﺔ ﻣﺎ ﻧﻌﺎه اﻟطﺎﻋن ذﻟك اﻧﮫ ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻔﺻل 255ﻣن ق ل ع ﻓﺎن
اﻟﻣدﯾن ﯾﺻﺑﺢ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣطل إذا وﺟﮫ إﻟﯾﮫ إﻧذارا ﻣن اﺟل اﻟوﻓﺎء ﺑﻣﺎ ﺑذﻣﺗﮫ وﻟم ﯾﻘم ﺑﺄداﺋﮫ
داﺧل اﻷﺟل اﻟﻣﺣدد ﻟﮫ ﺑﺎﻹﻧذار وﯾﺻﺑﺢ اﻟداﺋن ﺣرا ﻓﻲ ان ﯾﺗﺧذ ﻣﺎ ﯾراه ﻣﻧﺎﺳﺑﺎ إزاء اﻟﻣدﯾن،
وﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف ﻟم ﺗرد ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﻣﺳك ﺑﮫ اﻟطﺎﻋن ﻻ إﯾﺟﺎﺑﺎ وﻻ ﺳﻠﺑﺎ ﺑﺧﺻوص ﻋدم أداء
ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺛﻣن ﻓﻲ اﻷﺟل اﻟﻣﺣدد ﻓﻲ اﻹﻧذار وﻣﻧﺎﻗﺷﺔ اﻟﺗزاﻣﺎت اﻟطرﻓﯾن ﻋﻠﻰ ﺿوء اﻟﻌﻘد
اﻟﻣﺑرم ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ ﺑﺗﺎرﯾﺦ ،15/10/1998ﻓﻛﺎن ﻗرارھﺎ ﻧﺎﻗص اﻟﺗﻌﻠﯾل وﻣﻌرﺿﺎ ﻟﻠﻧﻘض " .111
وﻣﺣﺎﻛم اﻟﻣوﺿوع ﺗﺗﺑﻧﻰ ﻧﻔس اﻟﺗوﺟﮫ ،وھﻛذا ﻓﻘد ﺟﺎء ﻓﻲ ﺣﻛم ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ
ﺑﻣراﻛش ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" و ﺣﯾث إﻧﮫ ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟوﻋد ﺑﺎﻟﺑﯾﻊ اﻟراﺑط ﺑﯾن طرﻓﻲ اﻟدﻋوى ﯾﺗﺑﯾن أن أطراف
اﻻﻟﺗزام ﻗد ﻋﻠﻘوا ﻗﯾﺎم اﻻﻟﺗزام أﻋﻼه ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺷروط اﻟواﻗﻔﺔ و ھذه اﻟﺷروط ھﻲ ﻣن
ﺟﮭﺔ اﻟواﻋد ﺑﺎﻟﺑﯾﻊ اﻹدﻻء ﺑﺎﻹﺑراء اﻟﺿرﯾﺑﻲ و ﺷواھد رﻓﻊ اﻟﯾد ﻋن اﻟﺗﺣﻣﻼت اﻟواﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ
اﻟﻌﻘﺎر و ﺗوﻗﯾﻊ اﻟﻌﻘد اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ داﺧل أﺟل أﻗﺻﺎه ،31/07/2013وﻗد رﺗب اﻷطراف ﻓﻲ
اﻟوﻋد ﺑﺎﻟﺑﯾﻊ ذاﺗﮫ ﺟزاء ﻋﻠﻰ اﻹﺧﻼل ﺑﮭذه اﻟﺷروط وﻋدم ﺗﺣﻘﯾﻘﮭﺎ داﺧل اﻻﺟل اﻟﻣﺣدد،
ﺑﺣﯾث ﺗم اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر اﻟﻌﻘد ﻣﻠﻐﻰ وﻋدﯾم اﻷﺛر ﺑﻘوة اﻟﻘﺎﻧون ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺗﻌﯾن
اﻟرﻛون إﻟﻰ اﻟﺟزاء اﻟذي أﻗره أطراف اﻟوﻋد ﺑﺎﻟﺑﯾﻊ وھو اﻟﻔﺳﺦ اﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ﻟﻠﻌﻘد ﺑﻧﺎء
ﻋﻠﻰ اﻟﻘوة اﻟﻌﻘدﯾﺔ ﻧﻔﺳﮭﺎ وذﻟك طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻔﺻل 260ﻣن ق ل ع اﻟذي ﯾﻧص ﻋﻠﻰ أﻧﮫ إذا
اﺗﻔق اﻟطرﻓﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺳﺦ ﻓﻲ أﺟل ﻣﻌﯾن أو ﻋﻧد ﻋدم ﺗﺣﻘق واﻗﻌﺔ ﻣﻌﺎﯾﻧﺔ ﻓﺈن اﻟﻔﺳﺦ
ﯾﻘﻊ ﺑﻣﺟرد ذﻟك ،ﻣن ﻏﯾر ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻣراﺟﻌﺔ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻟﻠﺗﺻرﯾﺢ ﺑﮫ ﻷن اﻷﻣر ﯾﺗﻌﻠق
111ـ ﻗرار اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ـ ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﺣﺎﻟﯾﺎ ـ ﻋدد 3030اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 2008 /10/9 :ﻣﻠف ﻣدﻧﻲ ﻋدد:
176/1/5/2007ـ ﻏﯾر ﻣﻧﺷور.
وﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﺳﯾﺎق ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗرار ﺻﺎدر ﻋﻧﮫ ﺗﺣت ﻋدد 129اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ اﻟﻣﻠف اﻟﻣدﻧﻲ ﻋدد ،73942ﻣﻧﺷور
ﺑﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻗرارات اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ،اﻟﻣﺎدة اﻟﻣدﻧﯾﺔ ،اﻟﺟزء اﻷول 1982 – 1966 ،ﺻﻔﺣﺔ 486ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" ﺣﻘﺎ ﺣﯿﺚ إﻧﮫ ﻣﻦ ﺣﻖ اﻟﺪاﺋﻦ أن ﯾﺠﺒﺮ اﻟﻤﺪﯾﻦ اﻟﺬي ﯾﻮﺟﺪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻄﻞ ﺑﻤﺠﺮد ﺣﻠﻮل أﺟﻞ اﻷداء ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻟﺘﺰاﻣﮫ
وإﻣﺎ أن ﯾﻄﻠﺐ ﻓﺴﺦ اﻟﻌﻘﺪ اﻟﻤﺒﺮم ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ ﻋﻤﻼ ﺑﺎﻟﻔﺼﻞ 259ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت واﻟﻌﻘﻮد اﻟﺬي ﻻ ﯾﻤﻨﻊ اﻟﺪاﺋﻦ وﻟﻮ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ
إﻣﻜﺎﻧﯿﺔ إﺟﺒﺎر اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻟﺘﺰاﻣﮫ ﻣﻦ اﻹﻋﺮاض ﻋﻦ ﺳﻠﻮك ھﺬا اﻟﻄﺮﯾﻖ وﻣﻦ اﻻﻟﺘﺠﺎء إﻟﻰ اﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﻔﺴﺦ اﻟﻌﻘﺪ اﻟﺮاﺑﻂ
ﺑﯿﻦ اﻟﺪاﺋﻦ واﻟﻤﺪﯾﻦ " .
147
ﻓﻲ ﺣﻘﯾﻘﺗﮫ ﺑﺎﻧﻔﺳﺎخ ،ﻓﺎﻟﻔﺳﺦ ﻻ ﯾﻧﺷﺋﮫ اﻟﺣﻛم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﺑل اﺗﻔﺎق اﻟطرﻓﯾن واﻟﻣﺣﻛﻣﺔ
ﺗﻛﺗﻔﻲ ﺑﻣﻌﺎﯾﻧﺗﮫ ﻓﻘط .
وﺣﯾث إﻧﮫ ﺑﻌدم ﺗﺣﻘق اﻟﺷروط اﻟﻣذﻛورة أﻋﻼه داﺧل اﻷﺟل اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﮫ ﯾﻧﻔﺳﺦ اﻟﻌﻘد
وﺗزول ﻛل ﺣﺟﯾﺔ ﻟﮫ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﺷرط اﻟﻔﺎﺳﺦ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮫ ﻋﻘدﯾﺎ إﻋﻣﺎﻻ ﻟﻠﻔﺻل 260
ﻣن ق.ل.ع اﻟذي ﯾﻧص ﺣرﻓﯾﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﮫ:
" إذا اﺗﻔق اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدان ﻋﻠﻰ أن اﻟﻌﻘد ﯾﻔﺳﺦ ﻋﻧد ﻋدم وﻓﺎء أﺣدھﻣﺎ ﺑﺎﻟﺗزاﻣﮫ ،وﻗﻊ اﻟﻔﺳﺦ
ﺑﻘوة اﻟﻘﺎﻧون ﺑﻣﺟرد ﻋدم اﻟوﻓﺎء
و ﺣﯾث إﻧﮫ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ذﻛر ﻧﻛون أﻣﺎم ﻋﻘد ﻣﻔﺳوخ ﻻ ﯾﻧﺗﺞ أي أﺛر ،اﻟﺷﺊ اﻟذي ﻻ
ﯾﻣﻛن ﻣﻌﮫ ﺗرﺗﯾب أﯾﺔ أﺛﺎر ﻋﻠﯾﮫ ،و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻛون ﻣﺂل اﻟطﻠب اﻟﺣﺎﻟﻲ ھو اﻟرﻓض " .112
وﻣن ﺟﮭﺔ ﺛﺎﻟﺛﺔ ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻠزم أن ﯾﻛون ﻣن اﻟﻣﻣﻛن ﺟﺑر اﻟﻣدﯾن ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻔﯾذ اﻻﻟﺗزام،
واﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗﺗﺣدد ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوﯾﯾن ،أوﻟﮭﻣﺎ ﻓﻲ اﻻﻟﺗزام ذاﺗﮫ ،وﻛﻣﺛﺎل ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻧﻘدم ﺣﺎﻟﺔ
اﻟﻣدﻋﻲ اﻟذي ﯾطﺎﻟب اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ ﺑﺈﺗﻣﺎم إﺟراءات اﻟﺑﯾﻊ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ وﻋد ﺑﺎﻟﺗﻔﺿﯾل ،ﻓﮭﻧﺎ
ﻧﻛون أﻣﺎم اﻟﺗزام ﻏﯾر ﻗﺎﺑل ﻟﻺﺟﺑﺎر ﻋن طرﯾق اﻟﻘﺿﺎء ،ﻓﻣن اﻟﻣﻌﻠوم أﻧﮫ ﻻ ﯾﺟوز ذﻟك إﻻ
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻼﻟﺗزام اﻟﻣﻣﻛن ،واﻟﺳﻧد اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ﻓﻲ ذﻟك ھو ﻣﺎ ﺗﺿﻣﻧﺗﮫ اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ ﻣن اﻟﻔﺻل
259ﻣن ق.ل.ع اﻟﺗﻲ ﺟﺎء ﻓﯾﮭﺎ:
"إذا ﻛﺎن اﻟﻣدﯾن ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣطل ﻛﺎن ﻟﻠداﺋن اﻟﺣق ﻓﻲ إﺟﺑﺎره ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻔﯾذ اﻻﻟﺗزام ﻣﺎ دام
ﺗﻧﻔﯾذه ﻣﻣﻛﻧﺎ ،ﻓﺈن ﻟم ﯾﻛن ﻣﻣﻛﻧﺎ ﺟﺎز ﻟﻠداﺋن أن ﯾطﻠب ﻓﺳﺦ اﻟﻌﻘد ،وﻟﮫ اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﺗﻌوﯾض
ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺗﯾن".
وﻋﻠﯾﮫ ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻠزم أن ﯾﻛون اﻻﻟﺗزام ﻣﻣﻛن اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻓﻲ ذاﺗﮫ ،ﻓﺎﻷﻣر إذن ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺷرط
إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺗﺻرف ﻓﻲ اﻟﻣﺑﯾﻊ ،وذﻟك ﺗطﺑﻘﺎ ﻟﻘﺎﻋدة ﻋﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻻﻟﺗزاﻣﺎت ﻣﺿﻣﻧﮭﺎ ﻋدم ﺟواز
اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻓﻲ اﻷﺷﯾﺎء اﻟﺗﻲ ﯾﺣرم اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻓﯾﮭﺎ ،ﻓﻘد ﻧص اﻟﻔﺻل 57ﻣن ق .ل.ع:
" اﻷﺷﯾﺎء واﻷﻓﻌﺎل واﻟﺣﻘوق اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ اﻟداﺧﻠﺔ ﻓﻲ داﺋرة اﻟﺗﻌﺎﻣل ﺗﺻﻠﺢ وﺣدھﺎ ﻷن
ﺗﻛون ﻣﺣﻼ ﻟﻼﻟﺗزام ،وﯾدﺧل ﻓﻲ داﺋرة اﻟﺗﻌﺎﻣل ﺟﻣﯾﻊ اﻷﺷﯾﺎء اﻟﺗﻲ ﯾﺣرم اﻟﻘﺎﻧون ﺻراﺣﺔ
اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻓﯾﮭﺎ"
وﻟﺗوﺿﯾﺢ ھذه اﻟﺻورة ﻧﻘدم ﺑﻌض اﻷﻣﺛﻠﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻣﻧﻊ ﻓﯾﮭﺎ اﻟﻣﺷرع اﻟﺗﺻرف
ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺎر ،ﻣن ذﻟك ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻔﺻل 72ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻧظم ﻟﻠﺗﺟزﺋﺎت اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ واﻟﻣﺟﻣوﻋﺎت
اﻟﺳﻛﻧﯾﺔ وﺗﻘﺳﯾم اﻟﻌﻘﺎرات ﺑﺗﺎرﯾﺦ 15ﯾوﻟﯾوز 1992واﻟذي ﯾﻣﻧﻊ ﺑﯾﻊ وﻗﺳﻣﺔ اﻟﻌﻘﺎرات دون
اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ رﺧﺻﺔ اﻟﺗﻘﺳﯾم وذﻟك ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ اﻟﺑطﻼن ،ﻓﻘد ﻧص اﻟﻔﺻل اﻟﻣذﻛورﻋﻠﻰ ﻣﺎ
ﯾﻠﻲ:
"ﺗﻛون ﺑﺎطﻠﺔ ﺑطﻼﻧﺎ ﻣطﻠﻘﺎ ﻋﻘود اﻟﺑﯾﻊ واﻹﯾﺟﺎر واﻟﻘﺳﻣﺔ اﻟﻣﺑرﻣﺔ ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻸﺣﻛﺎم
اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ ھذا اﻟﻘﺎﻧون.
و ﺗﻘﺎم دﻋوى اﻟﺑطﻼن ﻣن ﻛل ذي ﻣﺻﻠﺣﺔ أو ﻣن اﻹدارة " .
ـ ﺣﻛم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﺑﻣراﻛش ﺑﺗﺎرﯾﺦ 12/2014/ﻓﻲ اﻟﻣﻠف رﻗم 137/1401/2014ـ ﻏﯾر ﻣﻧﺷور. 112
148
وﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟﮭذا اﻟﻣﻘﺗﺿﻰ ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗرار ﻟﻠﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﺑﺗﺎرﯾﺦ ،2001- 9- 13ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
ﻟﻛن ﺣﯾث إن اﻟﻌﻘد اﻟراﺑط ﺑﯾن اﻟطرﻓﯾن ﻧص ﺻراﺣﺔ ﻋﻠﻰ أن اﻟﻣﺷﺗرﯾﺔ ﺣﺎزت اﻟﻌﻘﺎر
اﻟﻣﺑﯾﻊ و ﻗﺑﻠﺗﮫ ﺑﺎﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ھو ﻋﻠﯾﮭﺎ و ﺗﺣﻣﻠت ﺑﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺻﺎرﯾف و رﺳم اﻟﺗﺳﺟﯾل و ﻏﯾرھﺎ
واﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﯾؤدي ﻟﮭﺎ ھذا اﻟﻌﻘد ﻟﯾﻛﺳب ﻗوﺗﮫ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و ھو ﻣﺎ ﯾﻔﯾد أن اﻟﺑﺎﺋﻌﺔ ﻟم ﺗﻠﺗزم
ﺑﺎﻟﺗﺟزﺋﺔ وﻻ ﺗﺣﻣﻠت ﻣﺻﺎرﯾﻔﮭﺎ و إﻧﻣﺎ ﺑﺎﻋت اﻟﻘطﻌﺔ اﻟﻸرﺿﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺗﮭﺎ و أﻧﮫ ﻣﺎ دام أن
اﻷﻣر ﻛذﻟك ﻓﺈن ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺎطل طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻔﺻل 72ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 25ـ 90اﻟﻣذﻛور أﻋﻼه،
و ھذا اﻟﺑطﻼن ﻣن اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌل اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﻣﺻﺎدﻗﺔ اﻟﺑﺎﺋﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺗوﻗﯾﻌﮭﺎ أﻣرا
ﻣﺧﺎﻟﻔﺎ ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﻌﺎم" . 113
ﻛﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗرار آﺧر ﺻﺎدر ﻋن ﻧﻔس اﻟﺟﮭﺔ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" إن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺑﻣﺎ ﻟﮭﺎ ﻣن ﺳﻠطﺔ ﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻘﯾﯾم اﻟوﺛﺎﺋق ﻋﻠﻠت ﻗرارھﺎ ...ﺑﺄن اﻟﺑﺎﺋﻊ
أﻗدم ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺳﯾم اﻟﻌﻘﺎر إﻟﻰ ﺛﻼﺗﺔ أﻗﺳﺎم ،وأن ظﮭﯾر اﻟﺗﺟزﺋﺎت اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ھو ﻣن اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم
...وأن إﺣداث ھذه اﻟﺗﺟزﺋﺎت اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ﻣﺗوﻗف ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺻول ﻏﻠﻰ إذن إداري ﺳﺎﺑق ﯾﺗم
ﺗﺳﻠﯾﻣﮫ ﻣن اﻟﺟﮭﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ )اﻟﻔﺻﻼن 1و 2ﻣن اﻟظﮭﯾر اﻟﻣذﻛور( وﯾطﺑق ﻧﻔس
اﻟﺣﻛم ﺑﺷﺄن اﻟﻣﺟﻣوﻋﺎت اﻟﺳﻛﻧﯾﺔ )اﻟﻔﺻل 56ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون(.
وﻻ ﯾﺟوز إﺑرام اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺑﯾﻊ إﻻ ﺑﻌد أن ﺗﻘوم اﻟﺟﮭﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺈﺟراء
اﻟﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣؤﻗت ،وﺗﻛون ﺑﺎطﻠﺔ ﺑطﻼﻧﺎ ﻣطﻠﻘﺎ ﻋﻘود اﻟﺑﯾﻊ اﻟﻣﻧﺟزة ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻸﺣﻛﺎم اﻟواردة ﺑﮭذا
اﻟظﮭﯾر )اﻟﻔﺻل 72ﻣﻧﮫ( .وأن اﻟﻌﻘد اﻟراﺑط ﺑﯾن اﻟطرﻓﯾن ﻏﯾر ﻣرﻓق ﺑﺎﻹذن اﻹداري
اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ ھذا اﻟظﮭﯾر ﺑﺻرﯾﺢ اﻟﻔﺻل أﻋﻼه ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌﻠﮫ ﺑﺎطﻼ ﺑطﻼﻧﺎ ﻣطﻠﻘﺎ.
وأﻧﮫ ﺑﮭذه اﻟﺗﻌﻠﯾﻼت ﯾﻛون اﻟﻘرار اﻟﻣطﻌون ﻓﯾﮫ ﻗد طﺑق ظﮭﯾر 90ـ 25ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﺳﻠﯾﻣﺎ"
.114
وﻣﺛﺎﻟﮫ أﯾﺿﺎ ﺣﺎﻟﺔ وﺟود ﺷرط ﻣﺎﻧﻊ ﻣن اﻟﺗﺻرف ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺎر ﺑﺄﺣد أوﺟﮫ اﻟﺗﺻرف،
وﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟذﻟك ﺟﺎء ﻓﻲ ﺣﻛم ﺻﺎدر ﻋن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﺑﻣراﻛش:
" وﺣﯾث إﻧﮫ ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ذﻛر أﻋﻼه ﻓﺈن اﻟﺑﯾن ﻣن اﻟﺷﮭﺎدة اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻣدﻋﻰ
ﻓﯾﮫ أن اﻟﻌﻘﺎر ﻣﺛﻘل ﺑرھن رﺳﻣﻲ ﻟﻔﺎﺋدة اﻟﺑﻧك اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻟﻠﺗﺟﺎرة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ،وﻗد ﻧص ﻋﻠﻰ
ﺷروط ﻣﻘررة ﻟﻔﺎﺋدة اﻟراھن وﻣﻧﮭﺎ اﻟﻣﻧﻊ ﻣن اﻟﺗﻔوﯾت ،وھو اﻟﺷرط اﻟذي ﯾﺗﻌﺎرض ﻣﻊ
اﻟطﻠب اﻟﺣﺎﻟﻲ،
إذ ﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﻘﯾﯾد اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﻣﻊ وﺟود ﺷرط اﻟﻣﻧﻊ ﻣن اﻟﺗﻔوﯾت.
و ﺣﯾث إﻧﮫ اﻋﺗﺑﺎر ﻟﻣﺎ ذﻛر ﯾﻛون طﻠب إﺗﻣﺎم اﻟﺑﯾﻊ ﻗﺑل اﻟﺗﺷطﯾب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﻊ ﻣن اﻟﺗﻔوﯾت
ﻣن ﻣﻧدرﺟﺎت اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻷواﻧﮫ و ﯾﻠزم ﻟذﻟك اﻟﺣﻛم ﺑﻌدم ﻗﺑول اﻟدﻋوى " .115
ـ ﻗرار ﻟﻠﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﺗﺣت ﻋدد 3090ﺑﺗﺎرﯾﺦ 13ـ 9ـ 2001ﻓﻲ اﻟﻣﻠف ﻋدد 1854/3/2/2000ـ ﻏﯾر ﻣﻧﺷور . 113
ـ ﻗرار اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻋدد 2062ﺑﺗﺎرﯾﺦ 12ـ 6ـ 2002ﻓﻲ اﻟﻣﻠف ﻋدد 1/1/2000/ 2463ـ ﻏﯾر ﻣﻧﺷور. 114
ـ ﻻﺣظ ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ أﻧﮫ ﻓﻘد ﺣدث ﻋﻣﻠﯾﺎ أن ﺷﺧﺻﺎ اﺷﺗرى ﻋﻘﺎرا ﻣﺣﻔظﺎ وﻗﺎم ﺑﺗﻘﯾﯾد ﺷراﺋﮫ ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،ﻏﯾر أن 115
اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ واﻟرھون ﻗﺎم ﺑﺎﻟﺗﺷطﯾب ﻋﻠﻰ ﺷراﺋﮫ ﻣن ﻣﻧدرﺟﺎت اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﺑﻌﻠﺔ أن اﻟﻌﻘﺎر ﻣوﺿوع اﻟدﻋوى ﻗﯾد
ﻓﻲ اﻟﺑداﯾﺔ ﻓﻲ اﺳم ﺟﻣﻌﯾﺔ ....ﻣﻊ ﺗﺣﻣﻼت و ھﻲ ﻣﻧﻊ اﻟﺗﻔوﯾت و اﻟﺷرط اﻟﻔﺎﺳﺦ إﻟﻰ ﺣﯾن اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻹﺑراء ﻣن اﻟﺟﮭﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ،
و أن ھذه اﻟﻘﯾود ھﻲ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ ﻋﻘد ﺗﻔوﯾت اﻷﻣﻼك اﻟﻣﺧزﻧﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﻣذﻛورة ،و أن ﺗﻘﯾﯾد ﻋﻘد اﻟﺷراء ﺗم ﺧرﻗﺎ ﻟﻠﻣﻧﻊ
اﻟﻣذﻛور ،و ھو ﻣﺎ ﯾﻌطﻲ ﻟﻠﻣﺣﺎﻓظ اﻟﻌﻘﺎري ﺻﻼﺣﯾﺔ ﺗدارك ھذا اﻟﺧطﺄ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺻل 29ﻣن اﻟﻘرار اﻟوزﯾري اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ
، 03/06/1915ﻓطﻌن اﻟﻣﻌﻧﻲ ﺑﺎﻷﻣر و ﻋﺎب ﻓﻲ ﻗرار اﻟﻣﺣﺎﻓظ و ﻋﺎب ﻋﻠﯾﮫ أن اﻟﻔﺻل 29ﻣن اﻟﻘرار اﻟوزﯾري اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ
149
ﺛﺎﻧﯾﺎ :أن ﯾﻛون اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻣﺎﻟﻛﺎ ﻟﺣق اﻟﺗﺻرف ﻓﻲ اﻟﻣﺑﯾﻊ
ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻧﺗﺞ اﻟﺗﺻرف أﺛره إﻻ إذا ﻛﺎن ﻟﻠﺑﺎﺋﻊ ﺣق اﻟﺗﺻرف ﻓﻲ اﻟﻣﺑﯾﻊ ،و ﯾﻛون ﻟﮫ
ھذا اﻟﺣق ﻣﺗﻰ ﻛﺎن ﻣﺎﻟﻛﺎ ﻟﻠﻣﺑﯾﻊ ،أو وﻛﯾﻼ ﻋﻧﮫ ،أو ﻧﺎﺋﺑﺎ ﺷرﻋﯾﺎ ﻋﻧﮫ ،ﻋﻠﻣﺎ أن ﻧطﺎق
اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﻣﺳﻣوح ﺑﮭﺎ ﻟﻠﻧﺎﺋب اﻟﺷرﻋﻲ ﯾﺧﺗﻠف ﺑﺣﺳب ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ااﻟﻧﺎﺋب اﻟﺷرﻋﻲ وﻟﯾﺎ أم
ﻣﻘدﻣﺎ أم وﺻﯾﺎ ،ذﻟك أن اﻟوﻟﻲ ﯾﻣﻠك ﻣﻛﻧﺔ اﻟﺗﺻرف ﻓﻲ ﻋﻘﺎر اﻟﻘﺎﺻر ﺑدون ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ إذن
ﻣﺳﺑق ﻣن ﻗﺎﺿﻲ ﺷؤون اﻟﻘﺎﺻرﯾن ،و ذﻟك ﻣﮭﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻌﻘﺎر ،وذﻟك ﻷن ﺗﺻرﻓﺎت
اﻟوﻟﻲ ﻣﺣﻣوﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺳداد و اﻟﺻﻼح ،أﻣﺎ اﻟوﺻﻲ و اﻟﻣﻘدم ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﻣﻛﻧﮭﻣﺎ ﺟراء اﻟﺑﯾﻊ
ﺑدون إذن إﻻ ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻛون ﻓﯾﮭﺎ ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻌﻘﺎر ﺗﻘل ﻋن 10000درھم ،أﻣﺎ إن زادت
ﻋﻠﻰ ھذا اﻟﻧﺻﺎب ﻓﺈن اﻟﺑﯾﻊ ﻻ ﯾﺗم إﻻ ﺑﻌد اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ إذن ﻣن ﻗﺎﺿﻲ ﺷؤون اﻟﻘﺎﺻرﯾن،
ﺑل أﻛﺛر ﻣن ذﻟك ﻓﺈن اﻟﺑﯾﻊ ﻻ ﯾﺗم ﻋن طرﯾق اﻟﺗﻌﺎﻗد اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻣﻊ اﻟﻣﺷﺗري و إﻧﻣﺎ ﯾﺗم اﻟﺑﯾﻊ
ﻋن طرﯾق اﻟﻣزاد اﻟﻌﻠﻧﻲ ﺗﺣت رﻗﺎﺑﺔ ﻗﺎﺿﻲ اﻟﻘﺎﺻرﯾن .
وﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﺎ ذﻛر ﻓﺎﻟﻣﺷرع ﻟم ﯾﺟﻌل ﺑﯾﻊ ﻣﻠك اﻟﻐﯾر ﺑﺎطﻼ ،وإﻧﻣﺎ رﺗب ﺟزاء ﻋدم
اﻟﻧﻔﺎذ ﺑﺧﺻوﺻﮫ ،وھﻛذا ﻓﺈن اﻟﺑﯾﻊ اﻟﻣﺑرم ﻣن طرف ﻏﯾر ﻣﺎﻟك ﯾﻛون ﺻﺣﯾﺣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺗﯾن،
03/06/1915ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﮫ ﺑﺎﻟﻧﺎزﻟﺔ ،ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﺗﺻﺣﯾﺣﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺗوﻻھﺎ اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻔﺻل اﻟﻣذﻛور ﻻ ﺗﺗﻌﻠق إﻻ
ﺑﺎﻹﺻﻼﺣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻘﻊ ﻓﻲ اﻟﺷق اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻷﺧطﺎء و اﻹﻏﻔﺎﻻت ،و أن اﻟﻣﺣﺎﻓظ اﺳﺗﻌﻣل ﻟﻔظ اﻟﺗﺷطﯾب ﺑدل إﺻﻼح اﻟﺧطﺄ اﻟﻣﺎدي ،و
أن ﺗوﺟﮭﮫ اﻟﺣﺎﻟﻲ ﻣن ﺷﺄﻧﮫ اﻟﻣﺳﺎس ﺑﺎﺳﺗﻘرار اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت ،ﻓرﻓﺿت اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟطﻌن ﻣﻌﺗﺑرة أﻧﮫ ﻻ ﯾﺟوز إﺟراء اﻟﺗﻘﯾﯾد ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري
ﻣﻊ وﺟود اﻟﺷرط اﻟﻣﺎﻧﻊ ﻣن اﻟﺗﺻرف ،و ﻋﻠﻠت ﺣﻛﻣﮭﺎ ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
" ﺣﯾث إن ﻣوﺿوع اﻟطﻌن ﯾرﻣﻲ إﻟﻰ اﻟﺣﻛم ﺑﺈﻟﻐﺎء ﻗرار اﻟﻣﺣﺎﻓظ اﻟﻣذﻛور وأﻣر اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﺑﺈرﺟﺎع اﻟﺣﺎﻟﺔ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻋﻠﯾﮫ ﺑﺎﻟرﺳم
اﻟﻌﻘﺎري وﺷﻣول اﻟﺣﻛم ﺑﺎﻟﻧﻔﺎذ اﻟﻣﻌﺟل وﺟﻌل اﻟﺻﺎﺋر طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧون وﺟﻌل اﻟﺻﺎﺋر طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧون.
وأرﻓﻘﺎ ﻣﻘﺎﻟﮭﻣﺎ ﺑﻌﻘد ﺑﯾﻊ وﺷﮭﺎدة ﻋﻘﺎرﯾﺔ وأﺻل اﻟﻘرار اﻟﻣطﻌون ﻓﯾﮫ.
و ﺣﯾث إن اﻟﺛﺎﺑت ﻣن وﺛﺎﺋق اﻟﻣﻠف أن اﻟﻣدﻋﯾﯾن اﻟطﺎﻋﻧﯾن ﻛﺎﻧﺎ ﻗد اﺷﺗرﯾﺎ اﻟﻌﻘﺎر ﻣوﺿوع اﻟطﻌن ﻣن اﻟﻣﺳﺗﻔﯾد ﻣﻧﮫ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻣن ﺟﻣﻌﯾﺔ
اﻷﻋﻣﺎل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻣوظﻔﻲ اﻟﻣﻛﺗب اﻟﺟﮭوي ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻔﻼﺣﻲ اﻟﺣوز ،و أﻧﮫ ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﺷﮭﺎدة اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻣدﻋﻰ ﻓﯾﮫ ﻧﺟد
أن ﺗﻣﻠك اﻟﻣﻘﯾدة ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﻋﻠق ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺗﺣﻣﻼت و ھﻲ ﻣﻧﻊ اﻟﺗﻔوﯾت ﺛم اﻟﺷرط اﻟﻔﺎﺳﺦ إﻟﻰ ﺣﯾن اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻹﺑراء
ﻣن اﻟﺟﮭﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ و اﻟﺗﻲ ھﻲ ﻓﻲ اﻟﻧﺎزﻟﺔ إدارة اﻷﻣﻼك اﻟﻣﺧزﻧﯾﺔ ،و أﻧﮫ ﺑﻌد ذﻟك ﻗﺎم اﻟﻣدﻋﯾﺎن ﺑﺷراء اﻟﻌﻘﺎر ﻣن أﺣد اﻟﻣﺳﺗﻔﯾدﯾن ﻣن
اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﻣذﻛورة و اﻟﺣﺎل أن ﺗﻣﻠك ھذا اﻷﺧﯾر ﻣﻧﻊ ﻋﻠﯾﮫ ﻓﯾﮫ اﻟﺗﻔوﯾت إﻟﻰ ﺣﯾن اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻹﺑراء ،و ھذا اﻟﺷرط ﯾﺟد ﺷرﻋﯾﺗﮫ ﻓﻲ
اﻟﻌﻘد اﻟذي ﺑﻣﻘﺗﺿﺎه اﺷﺗرت ﺟﻣﻌﯾﺔ اﻷﻋﻣﺎل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻣوظﻔﻲ اﻟﻣﻛﺗب اﻟﺟﮭوي ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻔﻼﺣﻲ اﻟﺣوز اﻟﻌﻘﺎر اﻷم ﻣن اﻟﺑﺎﺋﻌﺔ ﻟﮭﺎ
إدارة اﻷﻣﻼك اﻟﻣﺧزﻧﯾﺔ ،ﻓﻘد ﻧص اﻟﻔﺻل 13ﻣن دﻓﺗر اﻟﻛﻠف و اﻟﺷروط اﻟذي اﻟﺗزﻣت ﺑﮫ اﻟﻣﺷﺗرﯾﺔ اﻟﻣذﻛورة ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" ﯾﻣﻧﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷﺗرﯾﺔ ﻗﺑل ﺣﺻوﻟﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻹﺑراء ﻗﺑل اﻹﺑراء ﺑﯾﻊ أو رھن أو إﻛراء ﻛل أو ﺟزء ﻣن اﻟﻘطﻌﺔ اﻷرﺿﯾﺔ دون إذن ﺻرﯾﺢ
وﻣﻛﺗوب ﻣن ﻣدﯾرﯾﺔ اﻷﻣﻼك اﻟﻣﺧزﻧﯾﺔ.
ﺑﻌد ﺣﺻوﻟﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻹﺑراء ـ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﺷﺗرﯾﺔ أن ﺗﺗﺻرف ﺗﺻرﻓﺎ ﻣطﻠﻘﺎ ﻓﻲ اﻟﻘطﻌﺔ اﻷرﺿﯾﺔ اﻟﻣﺑﯾﻌﺔ ....
و ﺣﯾث إﻧﮫ أﻣﺎم اﻟﺷرط أﻋﻼه و اﻟﻣﻘﯾد ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﻣﻛن ﻗﺑول أي ﺗﻘﯾﯾد ﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻣن اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت أﻋﻼه ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﻗﺑل
اﻟﺗﺷطﯾب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﻊ اﻟﻣذﻛور ،و ﻋﻠﯾﮫ ﻓﺈﻧﮫ ﻣﺎ دام اﻟﻣﺣﺎﻓظ اﻟﻌﻘﺎري ﻗد ﻗﺎم ﺑﺗﻘﯾﯾده ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺣق ﻟﮫ ﺗدارك ھذا اﻟﺧطﺄ ﺑﺎﻟﺗﺷطﯾب ﻋﻠﯾﮫ ﺑﻧﺎء
ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻌطﯾﮭﺎ ﻟﮫ اﻟﻔﺻل 29ﻣن اﻟﻘرار اﻟوزﯾري اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 03/06/1915ﻣن و ﻟﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك ﻣن ﺧرق و أن ھذا
اﻟﺗﻘﯾﯾد ﺗم ﺧرﻗﺎ ﻟﻠﻣﻧﻊ اﻟﻣذﻛور ،ذﻟك أن وﻋﺎء اﻟﻔﺻل أﻋﻼه ﯾﻌطﻲ اﻟﺣق ﻟﻠﻣﺣﺎﻓظ ﻓﻲ ﺗدارك اﻹﻏﻔﺎﻻت و اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت و اﻷﻏﻼط اﻟﻣﺗﺳرﺑﺔ
إﻟﻰ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻘﯾﯾد ،ﻋﻠﻣﺎ أن وﻋﺎء ھذا اﻟﻔﺻل ﯾﺷﻣل ﻧﺎزﻟﺔ اﻟﺣﺎل ﻷﻧﮫ و ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻣﺎ دﻓﻊ ﺑذﻟك اﻟطﺎﻋﻧﺎن ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﺷﻣل ﻓﻘط ﺣﺎﻻت
اﻹﻏﻔﺎﻻت ﻛﻣﺎ أﺷرﻧﺎ إﻟﻰ ذﻟك ،و ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻣﺎ ﻗﺎم ﺑﮫ اﻟﻣﺣﺎﻓظ اﻟﻌﻘﺎري ﯾدﺧل ﻓﻲ ﻧطﺎق اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺣق ﻟﻠﻣﺣﺎﻓظ ﺗدارﻛﮭﺎ ،ﻓﺎﻟﻔﺻل
29ﻣن اﻟﻘرار اﻟوزﯾري اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ﯾوﻧﯾﮫ 1915ﯾﻧص ﺣرﻓﯾﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
" إذا وﻗﻌت إﻏﻔﺎﻻت أو أﻏﻼط أو ﻣﺧﺎﻟﻔﺎت ﻓﻲ اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري أو ﻓﻲ اﻟﺗﻘﯾﯾدات اﻟﻼﺣﻘﺔ أو ﻓﻲ اﻟﺗﻘﯾﯾدات اﻟﻼﺣﻘﺔ اﻟﻣﺿﻣﻧﺔ ﺑﮫ ﻓﻠﻸطراف
اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺗﺻﺣﯾﺣﮭﺎ.
وﻓﺿﻼ ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﺈن اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﯾﻣﻛﻧﮫ داﺋﻣﺎ أن ﯾﺻﺣﺢ ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت واﻹﻏﻔﺎﻻت واﻷﻏﻼط اﻟﺗﻲ ﯾﺷﺎھدھﺎ ﻓﻲ ﻓﻲ اﻟرﺳوم أو ﺗﺗرﺗب
ﻋن اﻟوﺛﺎﺋق ....
وﺣﯾث إﻧﮫ ﻟﻣﺎ ﻛﺎن اﻷﻣر ﻛذﻟك ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﺣﺎﻓظ اﻟﻌﻘﺎري إﺻﻼح اﻟﺗﻘﯾﯾد اﻟﻣذﻛور ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري طﺎﻟﻣﺎ أن اﻟﻔﺻل أﻋﻼه ﯾﻌطﯾﮫ
اﻟﺣق ﻓﻲ ذﻟك ،وﻋﻠﯾﮫ واﻋﺗﺑﺎرا ﻟﻣﺎ ذﻛر ﯾﻛون ﻗرار اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﻣوﺿوع اﻟطﻌن ﻣﺑﻧﯾﺎ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس وﯾﺗﻌﯾن اﻟﺣﻛم ﺑرﻓض اﻟطﻌن اﻟﻣﻘدم
ﺑﺧﺻوﺻﮫ".
ـ ﺣﻛم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﺑﻣراﻛش ﺑﺗﺎرﯾﺦ 31/01/2013ﻓﻲ اﻟﻣﻠف رﻗم 619/1401/2012ـ ﻏﯾر ﻣﻧﺷور.
150
أوﻟﮭﻣﺎ إذا اﻛﺗﺳب اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺷﺊ اﻟﺑﯾﻊ ،وﺛﺎﻧﯾﮭﻣﺎ إذا أﻗر اﻟﻣﺎﻟك ھذا اﻟﺗﺻرف ،واﻟﺳﻧد
اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ﻓﻲ ذﻟك ھو اﻟﻔﺻل 485ﻣن ق.ل.ع .وﻣن ﺗم ﻓﻠﯾس ﻟﻠﺑﺎﺋﻊ أن ﯾدﻓﻊ ﺑﺑطﻼن
اﻟﺗﺻرف ﺑﻌﻠﺔ أﻧﮫ ﻏﯾر ﻣﺎﻟك ﻟﻠﻣﺑﯾﻊ وذﻟك ﺣﺳب ﻣﺎ أﻛده اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ ﻗراره اﻟﺻﺎدر
ﺑﺗﺎرﯾﺦ .1986116- 6- 15
وإﻟﻰ ﺟﺎﻧب ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻓوﺿﻌﯾﺔ اﻟﺗﻣﻠك ﻗد ﺗﺗﻐﯾر ﺑﻌد اﻟﺗﻌﺎﻗد ،ﺑﺣﯾث ﯾﺻﺑﺢ اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻏﯾر
ﻣﺎﻟك ﺑﻌدﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﻌﻘﺎر ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻛﯾﺗﮫ وﻗت اﻟﺗﻌﺎﻗد ،وھﻧﺎ ﯾﺟب اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن ﺛﻼث ﻓرﺿﯾﺎت:
اﻟﻔرﺿﯾﺔ اﻷوﻟﻰ :ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺣﺎﻟﺔ إﻗدام اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻋﻠﻰ ﺑﯾﻊ ﻋﻘﺎره ﻣرة ﺛﺎﻧﯾﺔ ﻟﻣﺷﺗري ﺟدﯾد
وھﻧﺎ ﻧﻣﯾز ﺑﯾن ﺣﺎﻟﺗﯾن ،أوﻟﮭﺎ ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﯾﻛون ﻓﯾﮭﺎ اﻟﻣﺑﯾﻊ ﻋﻘﺎرا ﻏﯾر ﻣﺣﻔظ ،إذ ﻓﻲ ھذه
اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﻛون اﻟﺑﯾﻊ اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻏﯾر ﻧﺎﻓذ ﻓﻲ ﺣق اﻟﻣﺷﺗري اﻷول ،ﻷن ھذا اﻷﺧﯾر أﺻﺑﺢ ھو
اﻟﻣﺎﻟك ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﻌﺑرة ﻓﻲ اﻧﺗﻘﺎل ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻌﻘﺎر اﻟﻐﯾر ﻣﺣﻔظ ھﻲ ﺑﺎﻟﺑﯾﻊ ،وﻟﻛن ﺑﺷرط
أن ﯾﻛون اﻟﺑﯾﻊ ﺛﺎﺑت اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﺣﯾث ﯾﺗم اﻟﺗرﺟﯾﺢ ﺑﯾن اﻷﺷرﯾﺔ ﺣﺳب ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺷراء ،و ﻣن ﺗم
ﻓﺈن اﻟﺷرط اﻟﺟوھري ﻻﻋﺗﺑﺎر اﻟﻣﺷﺗري اﻷول ھو اﻟﻣﺎﻟك أن ﯾﻛون اﻟﺑﯾﻊ ﺛﺎﺑت اﻟﺗﺎرﯾﺦ ،ﻓﺈذا
ﺗﺿﻣن اﻟﺑﯾﻊ اﻷول ﺗﺎرﯾﺧﺎ أﺳﺑق ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺑﯾﻊ اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻛﺎن اﻟﺑﯾﻊ اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻏﯾر ﻧﺎﻓذ ﻓﻲ ﺣﻘﮫ
ﻷن اﻟﺑﺎﺋﻊ ﺑﺎع ﻣﺎ ﻻ ﯾﻣﻠك ،ﻓﺎﻟﻌﺑرة ﻋﻧد ﺗزاﺣم اﻟﺑﯾوﻋﺎت اﻟﻧﺻﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺎر ﻏﯾر ﻣﺣﻔظ ھﻲ
ﺑﺎﻷﺳﺑق ﺗﺎرﯾﺧﺎ ﻷن اﻷﺳﺑق ﺷراء ھو اﻷﺳﺑق ﺗﻣﻠﻛﺎ.
أﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﻣﺑﯾﻊ ﻋﻘﺎرا ﻣﺣﻔظﺎ ﻓﺈن اﻟﻣﺷﺗري ﻻ ﯾﻣﻛﻧﮫ اﻻﺣﺗﺟﺎج ﺑﻌﻘد ﺑﯾﻊ ﺳﺎﺑق ﻟم ﯾﺗم
إﺷﮭﺎره أو اﺗﺧﺎذ اﻹﺟراءات اﻟﻛﻔﯾﻠﺔ ﺑﺣﻔظ رﺗﺑﺔ اﻟﺣق ﻋن طرﯾق ﺗﻘﯾﯾده اﺣﺗﯾﺎطﯾﺎ ،إذ ﻓﻲ ھذه
اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﺣﻛم ﺑﺈﺗﻣﺎم إﺟراءات اﻟﺑﯾﻊ ﻟﻣﺎ ﻟوﺟود ﻣﺎﻧﻊ ﻗﺎﻧوﻧﻲ وھو ﺗﻘﯾﯾد اﻟﻐﯾر ﺑﺎﻟرﺳم
اﻟﻌﻘﺎري 117،وھو ﻣﺎ اﻧﺗﮭت إﻟﯾﮫ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﺑﻣراﻛش ﻓﻲ ﺣﻛم ﻟﮫ ﻋﻠﻠت وﻓق ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" وﺣﯾث إن ﺗﻘﯾﯾد اﻟﺑﯾﻊ اﻟﻣدﻟﻰ ﺑﮫ ﻣن طرف اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺗﮫ اﻟراھﻧﺔ ﺑﺎﻟرﺳم
اﻟﻌﻘﺎري اﻷم و ﻣﺎ اﺳﺗﺧرج ﻣﻧﮫ ﻣن رﺳوم ﻋﻘﺎرﯾﺔ ﻏﯾر ﻣﻣﻛن ،ذﻟك أن اﻟﺑﯾن ﻣن ﻣﺟﻣوع
اﻟﺷواھد اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟرﺳوم اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ﻋدد /4161م وﻋدد56081/04
و 56082/04و 56083/04و 56084/04أن اﻟﻌﻘﺎرات ﻣوﺿوع ھذا اﻟرﺳوم
ﻣﻣﻠوﻛﺔ ﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣﺎﻟﻛﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﺷﯾﺎع ،و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن ﺻﺣﺔ اﻟﺑﯾﻊ ﺗﻘﺗﺿﻲ أن ﯾﺑﯾﻊ
اﻟﻣﺎﻟك ﺣﺻﺔ ﺷﺎﺋﻌﺔ ﻻ أن ﯾﺑﯾﻊ ﺣﺻﺔ ﻣﻔرزة ،ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أﻧﮫ ﯾﻣﻠك ﻓﻲ ﻛل اﻟﻌﻘﺎر و ﻓﻲ
ﻛل ذرة ﻓﯾﮫ و ﻓﻲ ﻛل ﺟزﯾﺋﺔ ﻣﻧﮫ ،و ھذه اﻟﺣﺻﺔ ﻏﯾر ﻣﺣددة طﺎﻟﻣﺎ أﻧﮫ ﻟم ﯾﺧﺗص ﺑﮭﺎ ﻋن
طرﯾق اﻟﻘﺳﻣﺔ أو ﺑﺄﺣد ﻣوﺟﺑﺎت إﻧﮭﺎء اﻟﺷﯾﺎع ،و اﻟﺳﻧد اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ﻓﻲ ذﻟك ھو ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت
اﻟﻔﺻل 973ﻣن ق ل ع اﻟذي ﯾﺟري ﺳﯾﺎﻗﮫ اﻟﺣرﻓﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
116ـ ﻗرار اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ ﻗراره اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 15ـ 6ـ 1986ﺗﺣت ﻋدد 726ﻓﻲ اﻟﻣﻠف اﻟﻣدﻧﻲ ﻋدد 1091/86ـ
ﻏﯾر ﻣﻧﺷور.
117ـ ﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺣﺎل ﯾﺳﺗﺛﻧﻰ ﻣن ﺣﻛم ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﺳﺗﺛﻧﻰ ﻣن اﻟﺣﻛم أﻋﻼه اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻛون ﻓﯾﮭﺎ اﻟﻣﺷﺗري اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺳﯾﺊ اﻟﻧﯾﺔ و ذﻟك طﺑﻘﺎ
ﻟﻠﻘﺎﻋدة اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﻘرة اﻷﺧﯾرة ﻣن اﻟﻔﺻل 66ﻣن ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري واﻟﺗﻲ ﺟﺎء ﻓﯾﮭﺎ :
" ﻻ ﯾﻣﻛن ﺑﺄي ﺣﺎل اﻟﺗﻣﺳك ﺑﺈﺑطﺎل ھذا اﻟﺗﺳﺟﯾل ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ اﻟﻐﯾر ذي اﻟﻧﯾﺔ اﻟﺣﺳﻧﺔ".
ﻛﻣﺎ أن اﻟﻔﺻل 67ﻣن ذات اﻟﻘﺎﻧون ﻗد ﻧص ﺣرﻓﯾﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" إن اﻷﻓﻌﺎل اﻹرادﯾﺔ واﻻﺗﻔﺎﻗﺎت اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ،اﻟراﻣﯾﺔ إﻟﻰ ﺗﺄﺳﯾس ﺣق ﻋﯾﻧﻲ أو ﻧﻘﻠﮫ إﻟﻰ اﻟﻐﯾر أو اﻻﻋﺗراف ﺑﮫ أو ﺗﻐﯾﯾره أو إﺳﻘﺎطﮫ ﻻ
ﺗﻧﺗﺞ أي أﺛر وﻟو ﺑﯾن اﻷطراف إﻻ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺗﺳﺟﯾل ،دون اﻹﺿرار ﺑﺣﻘوق اﻷطراف ﺑﻌﺿﮭم ﻋﻠﻰ ﺑﻌض وﻛذا ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﯾﺔ إﻗﺎﻣﺔ
دﻋﺎوى ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﮭم ﺑﺳﺑب ﻋدم ﺗﻧﻔﯾذ اﺗﻔﺎﻗﺎﺗﮭم " .
151
" ﻟﻛل ﻣﺎﻟك ﻋﻠﻰ اﻟﺷﯾﺎع ﺣﺻﺔ ﺷﺎﺋﻌﺔ ﻓﻲ ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺷﻲء اﻟﻣﺷﺎع وﻓﻲ ﻏﻠﺗﮫ ،وﻟﮫ أن ﯾﺑﯾﻊ
ھذه اﻟﺣﺻﺔ ،وأن ﯾﺗﻧﺎزل ﻋﻧﮭﺎ ،وأن ﯾرھﻧﮭﺎ ،وأن ﯾﺣل ﻏﯾره ﻣﺣﻠﮫ ﻓﻲ اﻻﻧﺗﻔﺎع ﺑﮭﺎ ،وأن
ﯾﺗﺻرف ﻓﯾﮭﺎ ﺑﺄي وﺟﮫ آﺧر ﺳواء أﻛﺎن ﺗﺻرﻓﮫ ھذا ﺑﻣﻘﺎﺑل أم ﺗﺑرﻋﺎ وذﻟك ﻛﻠﮫ ﻣﺎ ﻟم ﯾﻛن
اﻟﺣق ﻣﺗﻌﻠﻘﺎ ﺑﺷﺧﺻﮫ ﻓﻘط " .
و ﺣﯾث إﻧﮫ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ذﻛر ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﻘﯾﯾد ھذا اﻟﺑﯾﻊ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺗﮫ اﻟراھﻧﺔ ﺑﺎﻟرﺳم
اﻟﻌﻘﺎري ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أﻧﮫ ﺑﯾﻊ ﻟﻣﺎل ﻣﺷﺎع اﻧﺻب ﻋﻠﻰ ﺣﺻﺔ ﻣﻔرزة ،و ھو أﻣر ﻻ ﯾﻣﻛن
ﻣﻌﮫ ﺗﻘﯾﯾد اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،ﻋﻠﻣﺎ أﻧﮫ ﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ أن ﺗﺑﺎدر ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ إﻟﻰ ﺗﺣوﯾل
اﻟﺣﺻﺔ اﻟﻣﻔرزة إﻟﻰ ﺣﺻﺔ ﺷﺎﺋﻌﺔ و ﻧﻘل ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻷﺳﮭم اﻟﻣوازﯾﺔ ﻟﻠﻣدﻋﻲ ﻟﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك ﻣن
ﺗﺟن ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ راﺳﺦ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ و ﺗﺣدﯾدا ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث و ھو ﻗﺎﻋدة
إﻟزام اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺑﺎﻟﺑت ﻓﻲ ﺣدود طﻠﺑﺎت اﻷطراف ،ﻓﺎﻟﻣدﻋﻲ ﯾطﺎﻟب ﺑﺗﻘﯾﯾد ﺣﺻﺗﮫ اﻟﻣﻔرزة و
إﻓراز رﺳم ﻋﻘﺎري ﻓرﻋﻲ ﺧﺎص ﺑﮭﺎ ،اﻟﺷﺊ اﻟذي ﯾﻠزم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺑﺎﻟﺗﻘﯾد ﺑطﻠﺑﮫ ،و ﻻ ﯾﻣﻛن
ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ أن ﺗﺣور اﻟطﻠب اﻟﻣذﻛور ﻟﻌدم ﺗوﻓر ﻣوﺟﺑﺎت و ﺷروط اﻟﺗﺣوﯾر ،ﺑل أﻛﺛر ﻣن
ذﻟك ﻓﺈن ﻣن ﺷﺄن ﺗﺣوﯾر اﻟطﻠب أن ﯾﺣول اﻟدﻋوى ﻣن إطﺎرھﺎ اﻟﺣﺎﻟﻲ اﻟراﻣﻲ ﻟﺗﻘﯾﯾد اﻟﺑﯾﻊ
إﻟﻰ ﻧطﺎق دﻋوى راﻣﯾﺔ إﻟﻰ إﺗﻣﺎم اﻟﺑﯾﻊ ،و ھو اﻷﻣر اﻟذي ﻣن ﺷﺄﻧﮫ أن ﯾؤدي إﻟﻰ ﺳﻘوط
اﻟطﻠب ﺑﺎﻟﺗﻘﺎدم وﻓق ﻣﺎ ﻓﺻل أﻋﻼه ،و ﻋﻠﯾﮫ ﯾﺑﻘﻰ اﻷﻧﺳب ﻗﺎﻧوﻧﺎ ھو اﺣﺗرام إرادة اﻟﻣدﻋﻲ
و ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ اﻟدﻋوى ﻓﻲ ﺳﯾﺎﻗﮭﺎ اﻷﺻﻠﻲ اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗﻘﯾﯾد ﺣﺻﺔ ﻣﻔرزة ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري أﻋﻼه ،
و ھو أﻣر ﻏﯾر ﻣﺑرر ﻗﺎﻧوﻧﺎ .
و ﺣﯾث إﻧﮫ ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ذﻛر ﻓﺈﻧﮫ و طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻔﺻل 74ﻣن ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري
ﻓﺈﻧﮫ ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻘﯾﯾد ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻠزم اﻟﺗﺄﻛد ﻣن أن اﻟﺗﻘﯾﯾد ﻣوﺿوع اﻟطﻠب ﻻ ﯾﺗﻌﺎرض ﻣﻊ
اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻣﺿﻣﻧﺔ ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري و ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت ھذا اﻟﻘﺎﻧون و أن اﻟوﺛﺎﺋق اﻟﻣدﻟﻰ ﺑﮭﺎ ﺗﺟﯾز
ھذا اﻟﺗﻘﯾﯾد ،و ﯾﺗﻔرع ﻋن ذﻟك ﻣﺑدأ ھﺎم ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﻘﯾﯾدات و ھو ﻣﺑدأ ﺗراﺗﺑﯾﺔ اﻟﺗﻘﯾﯾدات و
ھو ﻣﺑدأ ﻣﺿﻣﻧﮫ أﻧﮫ ﯾﺟب أن ﺗﺛﺑت اﻟﺻﻠﺔ ﺑﯾن ﻣﺎ ھو ﻣﺿﻣن ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري و اﻟﺣق
اﻟﻣطﻠوب ﺗﻘﯾﯾده ،و ﻗد أوﺿﺢ اﻟﻣﺷرع ھذه اﻟﻘﺎﻋدة ﺿﻣن ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﺻل 28ﻣن اﻟﻘرار
اﻟوزﯾري اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 03ﯾوﻧﯾو 1915اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗﻔﺎﺻﯾل ﺗطﺑﯾق ﻧظﺎم اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري
و اﻟذي ﻧص ﻓﯾﮫ ﺣرﻓﯾﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
" ﯾﺷﺗرط ﻓﻲ ﻛل ﺣق ﯾراد ﺗﺳﺟﯾﻠﮫ أن ﯾﻛون ﻣﻛﺗﺳﺑﺎ ﻣﺑﺎﺷرة ﻣن اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻘﯾد ﺑﺎﺳﻣﮫ
ﺳﺎﺑﻘﺎ ﺑﺎﻟﻛﻧﺎش اﻟﻌﻘﺎري و ﯾﺗرﺗب ﻋن ھذا أﻧﮫ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﺣق ﻋﯾﻧﻲ ﻋﻘﺎري أو
ﺗﻛﻠﯾف ﻋﻘﺎري ﻣوﺿوع ﻋدة اﻧﺗﻘﺎﻻت أو اﺗﻔﺎﻗﺎت ﻣﺗﺗﺎﺑﻌﺔ ﻓﻼ ﯾﻣﻛن ﺗﺳﺟﯾل آﺧر اﻧﺗﻘﺎل أو
اﺗﻔﺎق ﻗﺑل ﺗﺳﺟﯾل اﻻﻧﺗﻘﺎﻻت أو اﻻﺗﻘﺎﻗﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ" .
و ﺣﯾث إﻧﮫ ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ ﻣﺟﻣوع اﻟﺻﻛوك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ﻣوﺿوع اﻟدﻋوى و ھﻲ اﻟرﺳوم
اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ﻋدد /4161م و ﻋدد 56081/04و 56082/04و 56083/04و
56084/04ﯾﺗﺑﯾن أن ھذه اﻟرﺳوم ﻟم ﺗﻌد ﺟﺎرﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻠك اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮭم اﻟذﯾن ﻓوﺗوا
ﺣﺻﺻﮭم ﻷﺷﺧﺎص آﺧرﯾن ﻗﯾدوا ﺷراﺋﮭم ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،و ﻟم ﯾﻌد ﻣن اﻟﺑﺎﺋﻌﯾن وورﺛﺗﮭم
ﺳوى إﯾزة اﻟﻣﻘﯾدة ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري اﻷم و ھﻧﯾﺔ ﺑﻧت ﻋﺑد ﷲ ﺑن أﺣﻣد اﻟﻣﻘﯾدة ﺑﺎﻟرﺳم
اﻟﻌﻘﺎري ﻋدد ، 56083/04و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻧﻛون أﻣﺎم أﺷﺧﺎص أﻏﯾﺎر ،و اﻟﻘﺎﻋدة ھﻧﺎ إن
اﻟﻣﺷﺗري ﻻ ﯾﻣﻛﻧﮫ اﻻﺣﺗﺟﺎج ﺿد اﻟﻐﯾر ﺑﻌﻘد ﺑﯾﻊ ﺳﺎﺑق ﻟم ﯾﺗم إﺷﮭﺎره أو إﺗﺧﺎذ اﻹﺟراءات
اﻟﻛﻔﯾﻠﺔ ﺑﺣﻔظ رﺗﺑﺔ اﻟﺣق ﻋن طرﯾق ﺗﻘﯾﯾده اﺣﺗﯾﺎطﯾﺎ ،ﻓﺎﻟﺗﻘﯾﯾد اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ ھو آﻟﯾﺔ ﻟﺿﻣﺎن
152
رﺗﺑﺔ اﻟﺣق ،و ھو ﺗﻘﯾﯾد ﻣؤﻗت ﯾرد ﻋﻠﻰ اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﻟﮭذه اﻟﻐﺎﯾﺔ ،وﻣن ﺗم ﻓﮭو ﯾﺣﻔظ رﺗﺑﺔ
اﻟﺣق ،و ﯾؤدي وظﯾﻔﺔ إﻋﻼم اﻟﻐﯾر ﻣﺗﻰ ﻛﺎن ﻣﻘﯾدا ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،وﯾﺳﺗﺛﻧﻰ ﻣن اﻟﺣﻛم
أﻋﻼه اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻛون ﻓﯾﮭﺎ اﻟﻣﺷﺗري اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺳﯾﺊ اﻟﻧﯾﺔ و ذﻟك طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻋدة اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ
اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﻘرة اﻷﺧﯾرة ﻣن اﻟﻔﺻل 66ﻣن ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري واﻟﺗﻲ ﺟﺎء
ﻓﯾﮭﺎ :
" ﻻ ﯾﻣﻛن ﺑﺄي ﺣﺎل اﻟﺗﻣﺳك ﺑﺈﺑطﺎل ھذا اﻟﺗﺳﺟﯾل ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ اﻟﻐﯾر ذي اﻟﻧﯾﺔ اﻟﺣﺳﻧﺔ".
ﻛﻣﺎ أن اﻟﻔﺻل 67ﻣن ذات اﻟﻘﺎﻧون ﻗد ﻧص ﺣرﻓﯾﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" إن اﻷﻓﻌﺎل اﻹرادﯾﺔ واﻻﺗﻔﺎﻗﺎت اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ،اﻟراﻣﯾﺔ إﻟﻰ ﺗﺄﺳﯾس ﺣق ﻋﯾﻧﻲ أو ﻧﻘﻠﮫ إﻟﻰ
اﻟﻐﯾر أو اﻻﻋﺗراف ﺑﮫ أو ﺗﻐﯾﯾره أو إﺳﻘﺎطﮫ ﻻ ﺗﻧﺗﺞ أي أﺛر وﻟو ﺑﯾن اﻷطراف إﻻ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ
اﻟﺗﺳﺟﯾل ،دون اﻹﺿرار ﺑﺣﻘوق اﻷطراف ﺑﻌﺿﮭم ﻋﻠﻰ ﺑﻌض وﻛذا ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﯾﺔ إﻗﺎﻣﺔ دﻋﺎوى
ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﮭم ﺑﺳﺑب ﻋدم ﺗﻧﻔﯾذ اﺗﻔﺎﻗﺎﺗﮭم " .
وﺣﯾث إن اﻟﺧﻼﺻﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻔﯾدھﺎ ھذه اﻟﻧﺻوص وھﻲ أﻧﮫ ﻻ ﯾﻣﻛن ﺑﺄي ﺣﺎل ﻣن اﻷﺣوال
إﺑطﺎل اﻟﺷراء اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣﺗﻰ ﻛﺎن اﻟﻣﺷﺗري اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ ،ﻷﻧﮫ ﯾﻛون ﻗد رﻛن إﻟﻰ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ
اﻟظﺎھرة ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري .وﻣن اﻟﻣﻌﻠوم أﻧﮫ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل إﺷﮭﺎر اﻟﺣﻘوق ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﻓﺈﻧﮫ
ﯾﻌﻣل ﺑﻧظرﯾﺔ اﻟظﺎھر ،وﻣﺿﻣن ھذه اﻟﻧظرﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ھو ﻋدم اﻻﻋﺗداد
ﺑﻣﺎ ﻟم ﯾﻘﯾد ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري وﺑطﻼن اﻟرﺳوم اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺣﻘوق اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺳﺟﯾل ،
ﻓﺎﻟﺗﻘﯾﯾد ﯾﺣﻣﻲ اﻟطرف اﻟﻣﻘﯾد وﯾﻌطﯾﮫ ﺣﺻﺎﻧﺔ ﻻ ﯾﻛون ﻣن اﻟﺟﺎﺋز اﻟﻣﺳﺎس ﺑﮭﺎ ﻣن طرف
اﻷﻏﯾﺎر ﻏﯾر اﻟﻣﻘﯾدﯾن ﺑﺻﻔﺔ ﻧظﺎﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،وﻻ ﯾﻣﻛﻧﮭم اﻻﺣﺗﺟﺎج ﺑﻛون اﻟﺣﻘوق
اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ ﻟﮭم أﺳﺑق ﻣن ﺣﯾث ﺗﺎرﯾﺦ ﻧﺷﺄﺗﮭﺎ ،إذ اﻟﻣﻌول ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ إﻧﺷﺎﺋﮭﺎ ھو ﺗﻘﯾﯾدھﺎ ﺑﺎﻟرﺳم
اﻟﻌﻘﺎري ،ﻷن اﻟﺗﻘﯾﯾد ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺗﺻرﻓﺎت اﻟواردة ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺎر ﻣﺣﻔظ ﯾﻛون ﻟﮫ أﺛر إﻧﺷﺎﺋﻲ
ﻟﻠﺗﺻرف ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾدﺧل ﻛﺟزء ﺟوھري ﻻزم ﻓﻲ ﺗﻛوﯾن اﻟﺗﺻرف وﺗﻣﺎﻣﮫ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ
اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،وھذه اﻟﻘﺎﻋدة ﺗﺣﻣﻲ اﻟﻐﯾر اﻟﻣﺗﺻرف إﻟﯾﮫ ﺑﺣﺳن ﻧﯾﺔ ،ﻋﻠﻣﺎ أن ﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ ھﻲ
اﻷﺻل طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻔﺻل 477ﻣن ق.ل.ع .
و ﺣﯾث إﻧﮫ اﻋﺗﺑﺎرا ﻟﻣﺟﻣوع اﻟﺗﻌﻠﯾل اﻟﻣﺳطر أﻋﻼه ﻓﺈن اﻟطﻠب ﯾﻛون ﻋدﯾم اﻷﺳﺎس،
وﯾﻠزم ﻟذﻟك اﻟﺣﻛم ﺑرﻓﺿﮫ " .118
اﻟﻔرﺿﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :ﺧروج اﻟﻌﻘﺎر اﻟﻣﺑﯾﻊ ﻣن ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺑﺎﺋﻊ ﺟﺑرا
ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺣﺎﻻت ﻗد ﯾﻘوم داﺋﻧوا اﻟﺑﺎﺋﻊ ﺑﺎﻟﺣﺟز ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎر اﻟﻣﺑﯾﻊ ،وھﻧﺎ ﻓدﻋوى
اﻟﻣﺷﺗري اﻟراﻣﯾﺔ إﻟﻰ إﺗﻣﺎم اﻟﺑﯾﻊ ﻧﻘل اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﻟن ﺗﻛون ﻣﻘﺑوﻟﺔ ،ﻟﺗﻌﻠق ﺣق اﻟداﺋﻧﯾن ﺑﺎﻟﻌﻘﺎر
اﻟﻣﺑﯾﻊ ،وھذا ﻻ ﯾﻣﻧﻊ اﻟﻣﺷﺗري ﻣن ﺗطﮭﯾر اﻟﻌﻘﺎر ﻣن اﻟﺣﺟوز اﻟواﻗﻌﺔ ﻋﻠﯾﮫ وذﻟك ﺗﻧﻔﯾذا
ﻻﻟﺗزاﻣﮫ ﺑﻧﻘل اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ،وھو ﻣﺎ أﻛده اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ ﻗراره اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 09ـ01
ـ 2001و اﻟذي ﺟﺎء ﻓﯾﮫ:
ـ ﺣﻛم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﺑﻣراﻛش ﺑﺗﺎرﯾﺦ 29/01/2015ﻓﻲ اﻟﻣﻠف رﻗم 426/1401/2014ـ ﻏﯾر ﻣﻧﺷور . 118
153
" ﯾﻠﺗزم اﻟﺑﺎﺋﻊ ﺑﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣﺑﯾﻊ ﻟﻠﻣﺷﺗري ﻗﺎﻧوﻧﺎ واﻟدﻋوى اﻟﮭﺎدﻓﺔ إﻟﻰ رﻓﻊ اﻟﺣﺟز اﻟﺗﺣﻔظﻲ
ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎر اﻟﻣﺑﯾﻊ ھو اﻟﺗزام ﻻ ﯾﺗﺄﺗﻰ ﺗﻧﻔﯾذه ﻣن طرف اﻟﺑﺎﺋﻊ وﺣده وﻏﻧﻣﺎ ﻣن ورﺛﺗﮫ ﻓﻲ
ﺣدود أﻣوال اﻟﺗرﻛﺔ ".119
اﻟﻔرﺿﯾﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ :ﺣﺎﻟﺔ ﺑﯾﻊ اﻟوارث اﻟظﺎھر وظﮭور اﻟورﺛﺔ ﺑﻌد ذﻟك
إذا ﺑﺎع اﻟوارث اﻟظﺎھر اﻟﻌﻘﺎر ﺛم ظﮭر ﺑﻌد ذﻟك اﻟوارث اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻓﺈن اﻟﺑﯾﻊ اﻟواﻗﻊ ﯾﺑﻘﻰ
ﻏﯾر ﻧﺎﻓذ ﻓﻲ ﺣق ھذا اﻷﺧﯾر ،وﺗطﺑق ﺑﺷﺄﻧﮫ أﺣﻛﺎم ﺑﯾﻊ ﻣﻠك اﻟﻐﯾر ﻣﺎ ﻟم ﯾﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﻌﻘﺎر
ﻣﺣﻔظ وﯾﻛون اﻟﻣﺷﺗري ﻗد ﺳﺟل ﺷراءه ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،ﺣﯾث ﯾﻣﻧﻊ واﻟﺣﺎﻟﺔ ھذه اﻻﺣﺗﺟﺎج
ﻋﻠﯾﮫ ﻷﻧﮫ ﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ.
واﻟﻘﺎﻋدة أﻋﻼه طﺑﻘﺗﮭﺎ ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض اﻟﻣﺻرﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗرارھﺎ اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ
29ـ 03ـ 1979واﻟﻣﻧﺷور ﺿﻣن أﺣﻛﺎم ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض اﻟﺳﻧﺔ 30ص ،970ﺣﯾث
ﻗررت ﻓﯾﮫ:
" ّ ﻟﻣﺎ ﻛﺎن ﺑﯾﻊ اﻟوارث اﻟظﺎھر ھو ﺑﯾﻊ ﻟﻣﻠك اﻟﻐﯾر وﻛﺎﻧت ﻋﺑﺎرة اﻟﻧص واﺿﺣﺔ ﻓﻲ
ﻋدم ﺳرﯾﺎن ﺑﯾﻊ ﻣﻠك اﻟﻐﯾر ﻓﻲ ﺣق اﻟﻣﺎﻟك ،ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﺟوز اﻟﺧروج ﻋﻠﻰ ﺻرﯾﺢ اﻟﻧص
ﺑدﻋوى اﺳﺗﻘرار اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت ".120
119ـ ﻗرار اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ ﻗراره اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 09ـ 01ـ 2001ﺗﺣت ﻋدد 103ﻓﻲ اﻟﻣﻠف اﻟﻣدﻧﻲ ﻋدد،2075/1/1/2001
ﻣﻧﺷور ﺑﻣﺟﻠﺔ ﻗﺿﺎء اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻋدد 59ـ 60ص .33
ـ ﻗرار ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض اﻟﻣﺻرﯾﺔ ﺑﺗﺎرﯾﺦ 29ـ 03ـ 1979و اﻟﻣﻧﺷور ﺿﻣن أﺣﻛﺎم ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض اﻟﺳﻧﺔ ، 30ص .970 120
154
ﯾﻠﺟﺄ إﻟﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻣن ﺟدﯾد ﻟﻠﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر اﻟﺣﻛم اﻟﺻﺎدر ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻋﻘد ﺑﯾﻊ ،وﻓﻲ ھذه
اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾرﺗب اﻟﺣﻛم آﺛﺎر ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ ،وھﻧﺎ ﻧﺷﯾر إﻟﻰ أﻧﮫ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣﯾﺎن ﻗد ﻻ ﯾﻧﺗظر
اﻟﻣدﻋﻲ اﻣﺗﻧﺎع اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻋن ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺣﻛم اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺈﺗﻣﺎم إﺟراءات اﻟﺑﯾﻊ ،وﯾطﻠب ﻣن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ
ﻣﺑﺎﺷرة اﻟﺣﻛم ﺑﺈﺗﻣﺎم إﺟراءات اﻟﺑﯾﻊ وذﻟك ﺑﺎﻟﺗوﻗﯾﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻣﺗﻧﺎع
اﻟﺑﺎﺋﻊ اﻋﺗﺑﺎر اﻟﺣﻛم ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻋﻘد ﺑﯾﻊ ﻧﺎﻗل ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺔ ،ﻓﮭل ﯾﻘﺑل ھذا اﻟطﻠب ؟
ﻟﻘد أﻓرز اﻟﺗﻌﺎﻣل اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻣﻊ ھذه اﻟطﻠﺑﺎت ﻧوﻋﺎ ﻣن اﻟﺗﺿﺎرب ،ﻓﻘد اﻋﺗﺑر اﻟﺑﻌض أن
ھذا اﻟطﻠب ﯾﻛون ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻵواﻧﮫ ﻣﺗﻰ ﻗدم ﻓﻲ آن واﺣد رﻓﻘﺔ اﻟطﻠب اﻷﺻﻠﻲ اﻟراﻣﻲ ﻹﺗﻣﺎم
اﻟﺑﯾﻊ ،إذ ﯾﻠزم أوﻻ أن ﯾﻣﺗﻧﻊ اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻋن اﻟﺗﻧﻔﯾذ ،ﻓﻲ ﺣﯾن ذھب ﺟﺎﻧب ﻵﺧر ﻣن اﻟﻘﺿﺎء إﻟﻰ
اﻟﻘول ﺑﻌدم وﺟود ﻣﺎﻧﻊ ﯾﺣول دون اﻟﺣﻛم ﺑﺄﻧﮫ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻣﺗﻧﺎع اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻋن اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻓﺈن اﻟﺣﻛم
ﺳﯾﻌﺗﺑر ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻋﻘد ﺑﯾﻊ ،وﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ذﻟك أن أﺻﺣﺎب ھذا اﻟرأي ﯾرﻓﺿون اﻟﺣﻛم ﻋﻠﻰ
اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ ﺑﻐراﻣﺔ ﺗﮭدﯾدﯾﺔ ﻻﻧﻌدام اﻟﻔﺎﺋدة ﻣﻧﮭﺎ طﺎﻟﻣﺎ أن اﻟﺣﻛم ﻗد رﺗب اﻟﺟزاء ﻋﻧد ﻋدم
اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﺑﺣﯾث ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺣﻛم ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻋﻘد ﺑﯾﻊ ،وﺑﯾن ھذا اﻟرأي وذاك ذھب ﺑﻌض اﻟﻌﻣل
اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ إﻟﻰ أﻧﮫ ﯾﻠزم اﻟﺗﻣﯾﯾز ﻣﺎ ﺑﯾن ﺣﺎﻟﺗﯾن أوﻟﮭﻣﺎ اﻟﮭﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻛون ﻓﯾﮭﺎ اﻻﻟﺗزام ﻧﺎﺟزا وﻟم
ﯾﺑق ﻟﻧﻔﺎذه ﺳوى اﻟﺗوﻗﯾﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘد اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ ﺣﯾث ﯾﺣﻛم ﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر اﻟﺣﻛم ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ
ﻋﻘد ﺑﯾﻊ ،وﺛﺎﻧﯾﮭﻣﺎ ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﯾﻛون ﻓﯾﮭﺎ ﻧﻔﺎذ اﻟﺑﯾﻊ ﻣﻌﻠﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾق ﺑﻌض اﻟﺷروط ﻛرﻓﻊ اﻟﯾد
ﻋن اﻟرھن أو اﻟﺣﺟز ،أو اﺳﺗﺧراج ﺻﻛوك ﻋﻘﺎرﯾﺔ ﻓرﻋﯾﺔ ...ﻓﮭﻧﺎ ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﺣﻛم ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر
اﻟﺣﻛم ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻋﻘد ﺑﯾﻊ إﻟﻰ أن ﯾﺗم اﺳﺗﻛﻣﺎل ﺗﻠك اﻹﺟراءات أوﻻ.
وﻗد ﺣﺳم اﻟﻣﺷرع ھذا اﻟﻧﻘﺎش ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص ﻣﺳطرة ﺑﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎر ﻗﯾد اﻹﻧﺟﺎز إذ ورد
اﻟﺗﻧﺻﯾص ﺻراﺣﺔ ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر اﻟﺣﻛم اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺈﺗﻣﺎم إﺟراءات اﻟﺑﯾﻊ ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻋﻘد ﺑﯾﻊ ﻧﮭﺎﺋﻲ،
ﻓﻘد ﻧص اﻟﻔﺻل 618ـ 19ﻣن ق .ل .ع ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
"إذا رﻓض أﺣد اﻟطرﻓﯾن إﺗﻣﺎم اﻟﺑﯾﻊ داﺧل ﺛﻼﺛﯾن ﯾوﻣﺎ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺗوﺻﻠﮫ ﺑﺎﻹﺷﻌﺎر
اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 618ـ 18أﻋﻼه ﻓﯾﻣﻛن ﻟﻠطرف اﻟﻣﺗﺿرر اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ
اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻟطﻠب إﺗﻣﺎم اﻟﺑﯾﻊ أو ﻓﺳﺦ اﻟﻌﻘد اﻻﺑﺗداﺋﻲ.
ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺣﻛم اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ اﻟﺻﺎدر ﺑﺈﺗﻣﺎم اﻟﺑﯾﻊ ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻋﻘد ﺑﯾﻊ ﻧﮭﺎﺋﻲ " .
وﻋﻣوﻣﺎ ﻓﻣﺗﻰ ﻛﻧﺎ أﻣﺎم ﺣﻛم ﻗﺿﻰ ﺑﺈﺗﻣﺎم إﺟراءات ﺑﯾﻊ ﻋﻘﺎر ﻏﯾر ﻣﺣﻔظ ﻓﺈن اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ
ﺗﻧﺗﻘل ﻟﻠﻣﺷﺗري ﺑﻣﺟرد ﺻدور ﺣﻛم ﻧﮭﺎﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﻣوﺿوع ،أﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﻣﺑﯾﻊ ﻋﻘﺎرا ﻣﺣﻔظﺎ
ﻓﺈن اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﻻ ﺗﻧﺗﻘل إﻻ ﻋن طرﯾق ﺗﻘﯾﯾد اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري و ذﻟك طﺑﻘﺎ ﻟﻣﺑدأ اﻷﺛر
اﻹﻧﺷﺎﺋﻲ اﻟذي ﺗﺑﻧﺎه اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 65ﻣن ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري اﻟذي ﯾﻧص ﻋﻠﻰ أن
ﻛل ﺣق ﻋﯾﻧﻲ ﻣﺗﻌﻠق ﺑﻌﻘﺎر ﻣﺣﻔظ ﯾﺟب ﺗﻘﯾﯾده وﻻ ﯾﻧﺗﺞ أي أﺛر إﻻ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﺳﺟﯾﻠﮫ
ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،ﻓﻌﻘد اﻟﺑﯾﻊ أو اﻟﺣﻛم اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺈﺗﻣﺎم إﺟراءات اﻟﺑﯾﻊ ﯾﻧﺗﺞ ﺟﻣﯾﻊ
آﺛﺎره ﻣﺎ ﻋدا ﻧﻘل اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﻟﻠﻣﺷﺗري ،ﻓﺎﻟﺗﻘﯾﯾد إذن ﻟﯾس ﺷرطﺎ ﻟﺻﺣﺔ اﻟﻌﻘد ،و إﻧﻣﺎ ھو ﺷرط
ﺟوھري ﻟﻛﻲ ﯾﻧﺗﺞ اﻟﻌﻘد آﺛﺎره ﺑﯾن اﻷطراف أﻧﻔﺳﮭم و ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ اﻟﻐﯾر ،وﻓﻲ ھذا اﻟﺻدد
ﻧص اﻟﻔﺻل 67ﻣن ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
" إن اﻷﻓﻌﺎل اﻹرادﯾﺔ واﻹﺗﻔﺎﻗﺎت اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ اﻟراﻣﯾﺔ إﻟﻰ ﺗﺄﺳﯾس ﺣق ﻋﯾﻧﻲ أو ﻧﻘﻠﮫ إﻟﻰ
اﻟﻐﯾر ....ﻻ ﺗﻧﺗﺞ أي أﺛر وﻟو ﺑﯾن اﻷطراف إﻻ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺗﺳﺟﯾل "...
155
وﻣن ھذا اﻟﻣﻧطﻠق ﯾﻛون اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻣﻠزﻣﺎ ﺑﺎﺗﺧﺎذ ﻛﺎﻓﺔ اﻹﺟراءات اﻟﺿرورﯾﺔ ﻟﻛﻲ ﯾﻘﯾد
اﻟﻣﺷﺗري ﺷراءه ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري وذﻟك ﺗﻧﻔﯾذا ﻻﻟﺗزاﻣﮫ ﺑﻧﻘل اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ،وﻓﻲ ھذا اﻹطﺎر ﺟﺎء
ﻓﻲ ﻗرار ﻟﻠﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﺑﺗﺎرﯾﺦ 31ـ 05ـ 1997ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
"إن اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻟﻛل ﺣق ﻋﯾﻧﻲ ﻣﺣﻔظ ﯾﻠﺗزم ﺑﻧﻘل اﻟﺣق اﻟﻣﺑﯾﻊ ﻟﻠﻣﺷﺗري ﻛﻣﺎ ﯾﻠﺗزم ﺑﺿﻣﺎن
ھذا اﻟﻧﻘل ﻟﯾﺗﺄﺗﻰ ﻟﻠﻣﺷﺗري اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺑﯾﻊ و ذﻟك ﺑﺎﺗﺧﺎذ
اﻹﺟراءات اﻟﺿرورﯾﺔ ﻟذﻟك وﺧﺎﺻﺔ إﺷﮭﺎره ﻟﻌﻘد اﻟﺑﯾﻊ و ﺗﻘﯾﯾده ﻓﻲ اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،وﻛل
اﻣﺗﻧﺎع ﻣن ﺟﺎﻧب اﻟﺑﺎﺋﻊ ﺑﻌدم ﺗﻧﻔﯾذه ﻟﮭذا اﻻﻟﺗزام ﯾﺷﻛل إﺧﻼﻻ ﺑﺎﻟﺗزاﻣﮫ ﺑﺿﻣﺎن ﻧﻘل اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ
و ﯾوﺟب إﻟزاﻣﮫ ﻗﺿﺎء ﺑﻣﺎ اﻟﺗزم ﺑﮫ ". 121
وﺟﺎء ﻓﻲ ﻗرار آﺧر ﻟﻠﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﺻدر ﺗﺣت ﻋدد 265ﺑﺗﺎرﯾﺦ 12-06-1968
ﻣﻧﺷور ﺑﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻗرارات اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ -اﻟﻣﺎدة اﻟﻣدﻧﯾﺔ 1966/1982-ـ ص ،133ﻣﺎ
ﯾﻠﻲ:
" اﻣﺗﻧﺎع اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻣن اﺗﺧﺎذ اﻹﺟراءات اﻟﺿرورﯾﺔ ﻟﺗﻘﯾﯾد اﻟﺑﯾﻊ ﻓﻲ اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﯾﻛون
إﺧﻼﻻ ﺑﺎﻻﻟﺗزام ﺑﺿﻣﺎن ﻧﻘل اﻟﺣق اﻟﻣﺑﯾﻊ و ﯾوﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﺎﻛم أن ﺗﺟﺑر اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﺎم
ﺑﻣﺎ اﻟﺗزم ﺑﮫ " .122
وﻣن اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﺗﺗطﻠب ﺗدﺧﻼ ﺷﺧﺻﯾﺎ ﻟﻠﺑﺎﺋﻊ ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﯾﻛون ﻓﯾﮭﺎ اﻟﺗﺳﺟﯾل ﻣﺗوﻗﻔﺎ
ﻋﻠﻰ ﻋﻣل إﯾﺟﺎﺑﻲ ﻣن ﺟﺎﻧب اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻛﺗطﮭﯾر اﻟﻌﻘﺎر ﻣن اﻟرھن أو اﻟﺣﺟز اﻟواﻗﻊ ﻋﻠﯾﮫ،
أو إﺣداث ﺻﻛوك ﻋﻘﺎرﯾﺔ ﻓرﻋﯾﺔ ،ﻓﻔﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻻت ﯾﻛون ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺎﺋﻊ أن ﯾﻘوم ﺑﻣﺎ
ذﻛر ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ إﺟﺑﺎره ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻗﺿﺎء ،وﻓﻲ ھذا اﻟﺳﯾﺎق ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗرار ﻟﻠﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ
ﺻدر ﺗﺣت ﻋدد 811ﺑﺗﺎرﯾﺦ 22ـ 02ـ 2001ﻓﻲ اﻟﻣﻠف ﻋدد 898/3/2/99ـ ﻣﻧﺷور
ﺑﻣﺟﻠﺔ ﻗﺿﺎء اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ـ ﻋدد 59/60ـ ص ،82ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
"إن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻟﻣﺎ ﺻرﺣت ﺑﺄن اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻣﻠزم ﺑﺿﻣﺎن ﻧﻘل اﻟﻣﺑﯾﻊ ﻟﻠﻣﺷﺗري ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ
اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺑﯾﻊ ،و ذﻟك ﺑﺗﻘﯾﯾد ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ ﻓﻲ اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،و أن
اﻣﺗﻧﺎﻋﮫ ﻋن رﻓﻊ اﻟرھن ﯾﻌﺗﺑر إﺧﻼﻻ ﻣﻧﮫ ﺑﺎﻻﻟﺗزام ﺑﺿﻣﺎن ﻧﻘل اﻟﻣﺑﯾﻊ ،ﻛﺎن ﻗرارھﺎ ﻣﻌﻠﻼ
وﻣﺎ ﺑﺎﻟوﺳﯾﻠﺔ ﻏﯾر ذي أﺳﺎس " .123
وﻗد ذھب اﻟﻘﺿﺎء إﻟﻰ أن اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﺗﻘﯾﯾد ﻻ ﯾطﺎﻟﮫ اﻟﺗﻘﺎدم ،وﻋﻠﺔ ذﻟك أن اﻟﻣﺷرع ﻟم
ﯾوﺟب إﺟراءه داﺧل آﺟﺎل ﻣﻌﯾﻧﺔ ،ﻛل ﻣﺎ ھﻧﺎﻟك أﻧﮫ ﻋﻧد اﻟﺗراﺧﻲ ﻓﯾﮫ ﻓﺈن اﻟﻣﺷﺗري ﯾﻠزﻣﮫ
أداء ذﻋﺎﺋر اﻟﺗﺄﺧﯾر وذﻟك طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻔﺻل 65ﻣﻛرر ﻣن ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري واﻟذي ﺟﺎء
ﻓﯾﮫ:
" ﯾﺣدد ب 18ﺷﮭرا اﻷﺟل اﻟﻣﺿروب ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﺈﺟراءات اﻹﺷﮭﺎر اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﮭﺎ ﻓﻲ
اﻟﻔﺻل 65أﻋﻼه.
121ـ ﻗرار ﻟﻠﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻋدد 1779ﺑﺗﺎرﯾﺦ 31ـ 05ـ 1997ﻓﻲ اﻟﻣﻠف ﻋدد 2144/1993ـ ﻏﯾر ﻣﻧﺷور.
122ـ ﻗرار اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻋدد 265ﺑﺗﺎرﯾﺦ 12ـ 06ـ 1968ـ ﻣﻧﺷور ﺑﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻗرارات اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ـ اﻟﻣﺎدة اﻟﻣدﻧﯾﺔ ـ 1966/1982ـ ص
.133
123ـ ﻗرار اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻋدد 811ﺑﺗﺎرﯾﺦ 22ـ 02ـ 2001ﻓﻲ اﻟﻣﻠف ﻋدد 898/3/2/99ـ ﻣﻧﺷور ﺑﻣﺟﻠﺔ ﻗﺿﺎء اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ـ ﻋدد
59/60ـ ص .82
156
و إذا ﻟم ﯾﺗم طﻠب أو إﻧﺟﺎز اﻟﺗﻘﯾﯾد ﻓﻲ اﻟﺳﺟﻼت اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ داﺧل اﻷﺟل اﻟﻣﻘرر أﻋﻼه،
ﺗﻌرض اﻟطﺎﻟب ﻟﻐراﻣﺔ ﺗﺳﺎوي اﻟرﺳم اﻟﻧﺳﺑﻲ اﻟﻣﺳﺗﺣق " .
وﻗد ﺗواﺗرت ﻗرارات اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﺑﻧﯾﺔ ﻟﮭذا اﻟﺗوﺟﮫ ،وھﻛذا ﻗﺿﻰ اﻟﻣﺟﻠس
اﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ ﻗراره اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 1996- 5- 28ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
"إذا ﻛﺎﻧت اﻟدﻋوى ﺗﮭدف إﻟﻰ إﻟزام اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺑﺎﺋﻊ ﺑﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺗزاﻣﮫ وذﻟك ﺑﺎﻹدﻻء
ﺑﺷﮭﺎدة اﻟﻣﻠك اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ ﺣﺗﻰ ﯾﺗﻣﻛن اﻟﻣدﻋﻲ ﻣن ﺗﺳﺟﯾل ﺷراﺋﮫ ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﻟﺗﺗم ﻟﮫ ﻣﻠﻛﯾﺔ
اﻟﺷﺊ اﻟﻣﺑﯾﻊ اﻟذي ھو ﺣق ﻋﯾﻧﻲ ﻓﺈن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﻲ رﻓﺿت اﻟدﻓﻊ ﺑﺎﻟﺗﻘﺎدم اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮫ
ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻻﻟﺗزاﻣﺎت واﻟﻌﻘود ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن اﻟطﻠب ﻣرﺗﺑط ﺑﺎﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﺗﺳﺟﯾل ﻓﻲ اﻟرﺳم
اﻟﻌﻘﺎري وأن ﺿﻣﺎن اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﻻ ﯾﺗم إﻻ ﻋن طرﯾق اﻟﺗﺳﺟﯾل ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﺗﻛون ﻗد
ﻋﻠﻠت ﻗﺿﺎءھﺎ ﺗﻌﻠﯾﻼ ﺳﻠﯾﻣﺎ وﻟم ﺗﺧرق اﻟﻔﺻل اﻟﻣﺳﺗدل ﺑﮫ ".124
ﻛﻣﺎ ﻗرر اﻟﻣﺟﻠس ﻧﻔﺳﮫ ﻓﻲ ﻗرار آﺧر ﻧﻔس اﻟﻣﺑدأ ،ﻓﻘد ﺟﺎء ﻓﻲ أﺣد ﻗراراﺗﮫ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
"ﺣﺳب اﻟﻔﺻل 489ﻣن ق.ل .ع ﻓﺈن اﻟﺷﻛل اﻟذي ﯾﺗطﻠﺑﮫ اﻟﻣﺷرع ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻌﻘﺎرات
اﻟﻣﺣﻔظﺔ ھو وﺟوب ﺗﻘدﯾم اﻟﻌﻘد اﻟﻣﺣرر ﻓﻲ ﻋﻘد ﺛﺎﺑت اﻟﺗﺎرﯾﺦ إﻟﻰ اﻟﺳﯾد اﻟﻣﺣﺎﻓظ اﻟﻌﻘﺎري
ﻟﺗﺳﺟﯾﻠﮫ ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﺣﺗﻰ ﯾﺻﺑﺢ ﻧﺎﻓذا ﻓﻲ ﺣق اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن و ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻐﯾر و ﻻ ﯾﺗﺄﺛر
ھذا اﻹﺟراء ﺑﺎﻟﺗﻘﺎدم اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 387ﻣن ق.ل.ع ﻷﻧﮫ ﻣﺟرد إﺟراء
ﺷﻛﻠﻲ ﻏﯾر ﻣﻘﯾد ﺑﺄﺟل " .
وﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺑل ﻓﺈن دﻋوى إﺗﻣﺎم إﺟراءات اﻟﺑﯾﻊ ﯾطﺎﻟﮭﺎ اﻟﺗﻘﺎدم ﺷﺄﻧﮭﺎ ﻓﻲ ذﻟك ﺷﺄن ﺟﻣﯾﻊ
اﻟدﻋﺎوى وذﻟك طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻋدة اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 387ﻣن ق.ل.ع واﻟﺗﻲ
ﺑﻣﻘﺗﺿﺎھﺎ ﺗﺗﻘﺎدم ﺟﻣﯾﻊ اﻟدﻋﺎوى اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﻋن اﻻﻟﺗزام ﺑﻣرور ﺑﺧﻣﺳﺔ ﻋﺷر ﺳﻧﺔ ،وﻓﻲ ھذا
اﻹطﺎر ﻗﺿﻰ اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ ﻗراره اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 1998- 11-03ﻣﺎﯾﻠﻲ:
" إن دﻋوى إﺗﻣﺎم إﺟراءات اﻟﺑﯾﻊ اﻟﻣﻘﺎﻣﺔ ﺿد ورﺛﺔ اﻟﺑﺎﺋﻊ اﻟذي ﻟم ﯾﺳﺟل ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ
ﻋﻠﻰ اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﮫ ﺗﺧﺿﻊ ﻓﻌﻼ ﻟﻠﺗﻘﺎدم اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 387ﻣن
ق .ل .ع أي ﺑﻣرور 15ﺳﻧﺔ " .125
وﻓﻲ ﻧﻔس اﻻﺗﺟﺎه ﻗﺿﻰ اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﺑﺄﻧﮫ ﯾﺟب اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن دﻋوى إﺗﻣﺎم اﻟﺑﯾﻊ
وﯾطﺎﻟﮭﺎ اﻟﺗﻘﺎدم وﺑﯾن اﻟدﻋوى اﻟراﻣﯾﺔ إﻟﻰ ﺗﺳﺟﯾل اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري وھﻲ اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾطﺎﻟﮭﺎ
اﻟﺗﻘﺎدم ،وﻣﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗراره اﻟﺗﻌﻠﯾل اﻟﺗﺎﻟﻲ:
" دﻋوى إﺗﻣﺎم اﻟﺑﯾﻊ ھﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻘﺎدم ﺑﻣﺿﻲ 15ﻋﺎﻣﺎ أﻣﺎ دﻋوى اﻟﺗﺷطﯾب ﻋﻠﻰ إراﺛﺔ
اﻟﺑﺎﺋﻊ وﺗﺳﺟﯾل ﺷراء اﻟﻣﺷﺗرﯾﯾن ﻓﻲ اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﻟﻠﻌﻘﺎر اﻟﻣﺑﯾﻊ اﻟﺗﻲ ﺗم ﺗﺻﺣﯾﺣﮭﺎ ﻣﻧذ
إﻧﺷﺎﺋﮫ ﻓﺈﻧﮭﺎ ﻻ ﺗﺗﻘﺎدم وﻻ ﺗطﺎﻟﮭﺎ أﺣﻛﺎم اﻟﻔﺻل 387ﻣن ق.ل.ع وأن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻗﺿت
ﺑﺎﻟﺗﺷطﯾب ﻋﻠﻰ إراﺛﺔ اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻣن اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري وﺗﺳﺟﯾل ﺷراء اﻟﻣطﻠوﺑﯾن ﻟﻣﺎ ﺛﺑت ﻟﮭﺎ
ﺻﺣﺗﮫ ﺗﻛون ﻗد طﺑﻘت اﻟﻘﺎﻧون وﻟم ﺗﺧرق اﻟﻔﺻل 387اﻟﻣﺳﺗدل ﺑﮫ ".
ـ ﻗرار اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﺑﺗﺎرﯾﺦ 28ـ 5ـ 1996ﻓﻲ اﻟﻣﻠف ﻋدد 70/91ـ ﻏﯾر ﻣﻧﺷور. 124
ـ ﻗرار اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﺑﺗﺎرﯾﺦ 11ـ 03ـ 1998ﺗﺣت ﻋدد 1263ﻓﻲ اﻟﻣﻠف اﻟﻣدﻧﻲ ﻋدد 2539/1994ـ ﻏﯾر ﻣﻧﺷور. 125
157
ﺑﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎر ﻓﻲ طور اﻹﻧﺟﺎز
اﻟدﻛﺗور ﯾوﻧس اﻟزھري
ﻣﻘدﻣﺔ:
ﻣﻊ ﺗطور اﻷوﺿﺎع اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،وﺗزاﯾد اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﺗﻣﻠك ﺳﻛن ﻻﺋق ،ﻣن ﺧﻼل أداء
اﻟﺛﻣن ﻋﻠﻰ ﺷﻛل أﻗﺳﺎط ،وﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﻣﻧﻌﺷﯾن اﻟﻌﻘﺎرﯾﯾن ﻋﻠﻰ إﻗﺎﻣﺔ ﻣﺷﺎرﯾﻊ ﺧﺎﺻﺔ ﺑدون
ﻗروض ﻣطﻠﻘﺎ أو ﺑﻐﻼف ﻣﺣدد اﻟﺣﺟم ﻣن اﻟﻘروض ،ﻓﻘد رﺧص اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ ﺑﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎر وھو
ﻓﻲ طور اﻟﺑﻧﺎء ،ﺣﯾث ﺻدر اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 00-44126ﻛﻣﺎ وﻗﻊ ﺗﻌدﯾﻠﮫ وﺗﺗﻣﯾﻣﮫ ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ
اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ،107.12127وھﻲ ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ھدﻓﮭﺎ ﺳد اﻟﻔراغ اﻟذي ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣﻧﮫ اﻟﻧظﺎم
اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻓﻲ ھذا اﻟﺑﺎب ،وﺗﺧﻠﯾق ﻣﺟﺎل اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ وﺗطﮭﯾرھﺎ ،ﻣﻊ ﺧﻠق
دﯾﻧﺎﻣﯾﻛﯾﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺗﺳﺗﻧد ﻋﻠﻰ ﺧﻔض اﻟﻧﻔﻘﺎت واﻟﺗﻛﺎﻟﯾف وإﻧﻌﺎش اﻟﺳوق اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ،و ﻓﻲ ھذا
اﻟﺳﯾﺎق ﻓﺈن اﻟﻣﺷرع ﺣدد ﺑﺷﻛل ﻋﺎم اﻹطﺎر اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ﻟﺑﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎر ﻗﯾد اﻹﻧﺟﺎز ،و أوﺟب
ﺧﺿوع ﻛل اﻟﺑﯾوع اﻟﻣﺑرﻣﺔ ﻓﻲ ھذا اﻟﻣﺟﺎل ﻟﮫ ،ﯾﺳﺗوي ﻓﻲ ذﻟك أن ﯾﻛون اﻟﺑﺎﺋﻊ ﺷﺧﺻﺎ ﻣن
أﺷﺧﺎص اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم أو اﻟﺧﺎص .128
وﺗﻔﺎدﯾﺎ ﻟﻛل ﺗﺿﺎرب ﺣول ﻣﺎھﯾﺔ ﺑﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎر ﻓﻲ طور اﻹﻧﺟﺎز ﻓﻘد ﺗدﺧل اﻟﻣﺷرع
اﻟﻣﻐرﺑﻲ ووﺿﻊ ﺗﻌرﯾﻔﺎ ﻟﮭذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺑﯾوع ،ﺑﺣﯾث ﻋرﻓﮫ اﻟﻔﺻل 1-618ﻣن ق.ل.ع ﺑﻣﺎ
ﯾﻠﻲ:
" ﯾﻌﺗﺑر ﺑﯾﻌﺎ ﻟﻌﻘﺎر ﻓﻲ طور اﻹﻧﺟﺎز ﻛل اﺗﻔﺎق ﯾﻠﺗزم ﺑﻣﻘﺗﺿﺎه اﻟﺑﺎﺋﻊ ﺑﺈﻧﺟﺎز ﻋﻘﺎر داﺧل
أﺟل ﻣﺣدد وﻧﻘل ﻣﻠﻛﯾﺗﮫ إﻟﻰ اﻟﻣﺷﺗري ﻣﻘﺎﺑل ﺛﻣن ﯾؤدﯾﮫ ھذا اﻷﺧﯾر ﺗﺑﻌﺎ ﻟﺗﻘدم اﻷﺷﻐﺎل.129
ﯾﺣﺗﻔظ اﻟﺑﺎﺋﻊ ﺑﺣﻘوﻗﮫ وﺻﻼﺣﯾﺎﺗﮫ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎره ﺻﺎﺣب اﻟﻣﺷروع إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ اﻧﺗﮭﺎء اﻷﺷﻐﺎل.".
126ـ ﺗَﻣﱠﻣت ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔرع اﻟراﺑﻊ أﻋﻼه ،اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻟث )ﻓﻲ ﺑﻌض أﻧواع ﺧﺎﺻﺔ ﻣن اﻟﺑﯾوع( ﻣن اﻟﻘﺳم اﻷول ﻣن اﻟﻛﺗﺎب
اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻟظﮭﯾر 9رﻣﺿﺎن 12) 1331أﻏﺳطس (1913ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻗﺎﻧون ﻟﻼﻟﺗزاﻣﺎت واﻟﻌﻘود؛ وذﻟك ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻣﺎدة اﻷوﻟﻰ ﻣن
اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 44.00اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﻧﻔﯾذه ظﮭﯾر ﺷرﯾف رﻗم 1.02.309ﺑﺗﺎرﯾﺦ 25ﻣن رﺟب 3) 1423أﻛﺗوﺑر ،(2002
اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻋدد 5054ﺑﺗﺎرﯾﺦ 2رﻣﺿﺎن 7 ) 1423ﻧوﻧﺑر ، (2002ص .3183
127ـ اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 107.12ﺑﺗﻐﯾﯾر وﺗﺗﻣﯾم اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 44.00ﺑﺷﺄن ﺑﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎرات ﻓﻲ طور اﻹﻧﺟﺎز ،اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﻧﻔﯾذه
اﻟظﮭﯾر اﻟﺷرﯾف رﻗم 1.16.05ﺑﺗﺎرﯾﺦ 23ﻣن رﺑﯾﻊ اﻵﺧر 3) 1437ﻓﺑراﯾر ،(2016اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻋدد 6440
ﺑﺗﺎرﯾﺦ 9ﺟﻣﺎدى اﻷوﻟﻰ 18) 1437ﻓﺑراﯾر (2016ص .932
128ـ ﯾﻧص اﻟﻔﺻل 618/2ﻣن ق ل ع ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" ﯾﺟب أن ﯾﺗم ﺑﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎر ﻓﻲ طور اﻹﻧﺟﺎز ﺳواء ﻛﺎن ﻣﻌدا ﻟﻠﺳﻛﻧﻰ أو ﻟﻼﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻣﮭﻧﻲ أو اﻟﺗﺟﺎري أو اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ أو
اﻟﺣرﻓﻲ ﻣن طرف اﻷﺷﺧﺎص اﻟﺧﺎﺿﻌﯾن ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم أو اﻟﺧﺎص طﺑﻘﺎ ﻷﺣﻛﺎم ھذا اﻟﻔرع ،وذﻟك ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ اﻟﺑطﻼن ".
-129ﺗم ﺗﻐﯾﯾر وﺗﺗﻣﯾم اﻟﻣﺎدة 1-618أﻋﻼه ،ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻣﺎدة اﻟﻔرﯾدة ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 107.12ﺑﺗﻐﯾﯾر وﺗﺗﻣﯾم اﻟﻘﺎﻧون رﻗم
44.00ﺑﺷﺄن ﺑﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎرات ﻓﻲ طور اﻹﻧﺟﺎز ،اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﻧﻔﯾذه اﻟظﮭﯾر اﻟﺷرﯾف رﻗم 1.16.05ﺑﺗﺎرﯾﺦ 23ﻣن رﺑﯾﻊ اﻵﺧر
3) 1437ﻓﺑراﯾر ،(2016اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻋدد 6440ﺑﺗﺎرﯾﺦ 9ﺟﻣﺎدى اﻷوﻟﻰ 18) 1437ﻓﺑراﯾر (2016ص
.932
158
ﻓﻣن ﺧﻼل ھذا اﻟﺗﻌرﯾف ﻧﻘف ﻋﻧد ﺣﻘﯾﻘﺔ ھﺎﻣﺔ وھﻲ أن ھذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺑﯾوع ﯾرد ﻋﻠﻰ
ﻣﺎل ﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻲ وﻏﯾر ﺣﺎﺿر ﻣﻊ اﻟﺗزام اﻟﺑﺎﺋﻊ ﺑﺎﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﺑﻧﺎء وﻧﻘل اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﻟﻠﻣﺷﺗري داﺧل أﺟل
ﻣﺣدد ،130وﻣن ﺛﻣﺔ ﻓﺈن اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺳﺗﺛﺎر ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ھﻲ ھل ﻣن ﺷﺄن اﻟﺗﻧظﯾم
اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ﻟﻠﻌﻘﺎر ﻓﻲ طور اﻹﻧﺟﺎز أن ﯾوﻓر اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻠﻣﺷﺗري ،ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أﻧﮫ ﯾﻘوم
ﺑﺷراء اﻟﻌﻘﺎر اﺳﺗﻧﺎدا ﻓﻘط إﻟﻰ ﺗﺻﻣﯾم ھﻧدﺳﻲ ودﻓﺗر ﻟﻠﺗﺣﻣﻼت ﻣن إﻧﺟﺎز اﻟﺑﺎﺋﻊ.
وﻟﻣﻘﺎرﺑﺔ ھذا اﻟﻣوﺿوع ﻓﻘد ﻗﺳﻣﻧﺎه إﻟﻰ ﻣﺑﺣﺛﯾن ،ﺑﺣﯾث ﺳﻧﻌﺎﻟﺞ ﻓﻲ اﻷول أرﻛﺎن ﺑﯾﻊ
اﻟﻌﻘﺎر ﻓﻲ طور اﻹﻧﺟﺎز ،وﻓﻲ اﻟﺛﺎﻧﻲ آﺛﺎر ﺑﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎر ﻓﻲ طور اﻹﻧﺟﺎز وﻣؤﯾداﺗﮫ.
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول :أرﻛﺎن ﺑﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎر ﻓﻲ طور اﻹﻧﺟﺎز
إن أھم ﺧﺎﺻﯾﺔ ﯾﺗﻣﯾز ﺑﮭﺎ ﺑﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎر ﻗﯾد اﻹﻧﺟﺎز ھﻲ أﻧﮫ ﺗﺗﺻرف ﯾرد ﻋﻠﻰ ﻣﺎل ﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻲ
وﻏﯾر ﺣﺎل ،ﻓﻣوﺿوع اﻟﺗﻌﺎﻗد ھو اﻟﺑﻧﺎءات اﻟﺗﻲ ﺳﯾﺗم إﻧﺟﺎزھﺎ ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ ﻻﺣق ،وﻣن ھذا
اﻟﻣﻧطﻠق ﻓﺈن اﻟﻣﺷرع ﻗد ﻣﯾز ﺑﯾن ﻣرﺣﻠﺗﯾن ﻓﻲ ﺗﻛوﯾن ﻋﻘد ﺑﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎر ﻓﻲ طور اﻹﻧﺟﺎز،
أوﻟﮭﻣﺎ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻌﻘد اﻻﺑﺗداﺋﻲ ،وﺛﺎﻧﯾﮭﻣﺎ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻌﻘد اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ.
ورﻏم اﻟﺧﺻوﺻﯾﺔ أﻋﻼه ،ﻓﺈن ﻗﯾﺎم ھذا اﻟﻌﻘد ﯾﺧﺿﻊ ﻟﻠﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻼﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻣﺣددة
ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن ق.ل.ع ،ﺑﺣﯾث ﯾﻠزم أن ﯾﻛون طرﻓﺎ اﻻﻟﺗزام ﻣﺗﻣﺗﻌﯾن ﺑﺎﻷھﻠﯾﺔ،
وﯾﺷﺗرط ﻛذﻟك أن ﯾﺗطﺎﺑق اﻹﯾﺟﺎب اﻟﺻﺎدر ﻣن أﺣدھﻣﺎ ﻣﻊ ﻗﺑول اﻟطرف اﻵﺧر ،ﻋﻠﻰ ﻧﺣو
ﯾﺗم ﻓﯾﮫ اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻼﻟﺗزام ،وأن ﯾﺳﺗﻧد اﻟﺗﻌﺎﻗد إﻟﻰ ﺳﺑب ﻣﺷروع .ﻓﮭذه
اﻷرﻛﺎن اﻟﺛﻼﺛﺔ إﻧﻣﺎ ﺗﺟد أﺳﺎس ﻣﺷروﻋﯾﺗﮭﺎ ﻓﻲ إطﺎر اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺗﻌﺎﻗد ،وإﻟﻰ ﺟﺎﻧﺑﮭﺎ
ﺗوﺟد ﺛﻼﺛﺔ أرﻛﺎن ﺧﺎﺻﺔ ،ﻟﮭﺎ أﺣﻛﺎم ﻣﺗﻣﯾزة ﻓﻲ ﻋﻘد ﺑﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎر ﻗﯾد اﻹﻧﺟﺎز وھﻲ ﻣﺣل اﻟﺑﯾﻊ
واﻟﺛﻣن ورﻛن ﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﻌﻘد.
وﻋﻠﯾﮫ ،ﻓﺈﻧﻧﺎ إذ ﻧﺣﯾل ﺑﺷﺄن اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘد إﻟﻰ اﻟﻣراﺟﻊ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻓﺈﻧﻧﺎ ﺳﻧﻌﻣل ﻣن
ﺧﻼل ھذا اﻟﻣﺑﺣث ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﺧﺻوﺻﯾﺎت اﻧﻌﻘﺎد ﺑﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎر ﻗﯾد اﻹﻧﺟﺎز ،وذﻟك ﻣن ﺧﻼل
ﻣطﻠﺑﯾن ،ﺳﻧﺗﻧﺎول ﻓﻲ اﻷول اﻟﻣﺑﯾﻊ واﻟﺛﻣن ﻓﻲ ﺑﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎر ﻗﯾد اﻹﻧﺟﺎز ،وﻓﻲ اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻓﻲ
اﻟﺑﯾﻊ ﻣوﺿوع اﻟدراﺳﺔ ،ﻋﻠﻰ أن ﻧرﺟﺄ اﻟﺣدﯾث ﻋن اﻟﺛﻣن إﻟﻰ ﺣﯾن ﺗﻧﺎول آﺛﺎر اﻟﺑﯾﻊ.
130ـ أوﺿﺣت اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﺑﻣراﻛش ھذه اﻟﻌﻧﺎﺻر ﺣﯾث ﺟﺎء ﻓﻲ ﺣﻛم ﻟﮭﺎ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" ﺣﯾث إﻧﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﻧﺎزﻟﺔ أﻣﺎم ﻋﻘد ﺑﯾﻊ ﻋﻘﺎر ﻓﻲ طور اﻻﻧﺟﺎز وذﻟك ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻣﺎ دﻓﻊ ﺑﮫ اﻟطرف اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ ﻣن أن اﻟﻌﻘد
اﻟراﺑط ﺑﯾن طرﻓﻲ اﻟدﻋوى ﺗﺣﻛﻣﮫ اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘد وﺧﺎﺻﺔ اﻟﻔﺻل 230ﻣن ق ل ع ،إذ اﻧﮫ ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻌﻘد اﻟﻣﺑرم
ﺑﯾن طرﻓﻲ اﻟدﻋوى اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ ﯾﺗﺑﯾن أﻧﮫ ﺗم ﺗﺣدﯾد اﺟل ﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد وﺗﺣرﯾر اﻟﻌﻘد اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ ﺑﺗﺎرﯾﺦ ،31-08-2008 :واﻧﮫ ﺧﻼل
ھذه اﻟﻣدة ﺳﺗﻘوم اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻟﺑﺎﺋﻌﺔ ﺑﺗﻧﻔﯾذ أﺷﻐﺎل اﻟﺑﻧﺎء واﻻﻧﺗﮭﺎء ﻣن اﻷﺷﻐﺎل ،وﻣﺎ ذﻟك ﺳوى اﻧﺟﺎز اﻟﻌﻘﺎر ﺑﺎﻟﻣﻔﮭوم اﻟﻣﺣدد
ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون 00-44اﻟﻣﻧظم ﻟﺑﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎر ﻗﯾد اﻻﻧﺟﺎز . "...
ـ ﺣﻛم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﺑﻣراﻛش ﻋدد 692/10:ﺑﺗﺎرﯾﺦ 03-03-2011 :ﻣﻧﺷور ﺑﺎﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ﻟﻠدراﺳﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ
واﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻌدد ،6اﻟﻣطﺑﻌﺔ واﻟوراﻗﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﺑﻣراﻛش ،2011ص 375 :وﻣﺎ ﯾﻠﯾﮭﺎ
159
ﻣﺟﺎل ﺑﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎر ﻗﯾد اﻹﻧﺟﺎز ،ﺣﯾث أﺟﺎز أن ﯾرد اﻟﺑﯾﻊ اﻟﻣذﻛور ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺎر ﻏﯾر ﻣﺣﻔظ ،وھﻛذا
ﻓﻘد ﻧص اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ اﻟﻔﻘرﺗﯾن اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ واﻟراﺑﻌﺔ ﻣن اﻟﻔﺻل 4-618ﻣن ق.ل.ع ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" إذا ﻛﺎن اﻟﻌﻘﺎر ﻣﺣﻔظﺎ ،ﺗودع ﻧﺳﺦ ﻣن ھذا اﻟدﻓﺗر وﻣن اﻟﺗﺻﺎﻣﯾم اﻟﻣﻌﻣﺎرﯾﺔ اﻟﺣﺎﻣﻠﺔ
ﻟﻌﺑﺎرة "ﻏﯾر ﻗﺎﺑل ﻟﻠﺗﻐﯾﯾر" وﺗﺻﺎﻣﯾم اﻹﺳﻣﻧت اﻟﻣﺳﻠﺢ وﻣن ﻧظﺎم اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ ،ﻋﻧد
اﻻﻗﺗﺿﺎء ،ﺑﺎﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ.
إذا ﻛﺎن اﻟﻌﻘﺎر ﻏﯾر ﻣﺣﻔظ ،ﺗودع وﺗﺳﺟل ھذه اﻟﻧﺳﺦ ﺑﺳﺟل ﺧﺎص ﻟدى ﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﺿﺑط
ﺑﺎﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾوﺟد ﺑداﺋرﺗﮭﺎ اﻟﻌﻘﺎر.
ﯾﺣدد ﺑﻘرار ﻟوزﯾر اﻟﻌدل ﻧﻣوذج اﻟﺳﺟل اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﮫ ﻓﻲ اﻟﻔﻘرة أﻋﻼه ".
ﻓﻣن ﺧﻼل ھذا اﻟﻧص ﯾﺗﺑﯾن ﻟﻧﺎ أن اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ أﻋطﻰ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ورود اﻟﺑﯾﻊ ﻓﻲ طور
اﻹﻧﺟﺎز ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺎر ﻣﺣﻔظ .وﺑذﻟك ﯾﻛون وﻓر ﺣﻣﺎﯾﺔ ھﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﺷﺗرﯾن ﻟﮭذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻌﻘﺎرات.
ﻷﻧﮫ وﻛﻣﺎ ھو ﻣﻌﻠوم ﻓﺈن اﻟﻌﻘﺎر اﻟﻣﺣﻔظ ﯾﻛون إﻟﻰ ﺣد ﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﺄﻣن ﺿد ﻛﺛرة اﻟﻧزاﻋﺎت وﻛﺛرة
اﻟدﻋﺎوي اﻻﺳﺗﺣﻘﺎﻗﯾﺔ ،وﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺑل ﻓﺎﻟﻣﺷرع أﻋطﻰ ﻛذﻟك ﻣﻛﻧﺔ أن ﯾرد ﺑﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎر ﻗﯾد اﻻﻧﺟﺎز
ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺎر ﻏﯾر ﻣﺣﻔظ ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾﺑﻘﻰ ھذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻌﻘﺎرات ﺧﺎرج اﻟدورة اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ،وﻣﻊ أن
اﻟﻐﺎﯾﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ أﻋﻼه ھﻲ ﻏﺎﯾﺔ ﻧﺑﯾﻠﺔ ،ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﺗﺳﻠﯾم ﺑﺻواﺑﯾﺔ ﻣوﻗف اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ،
ﻷن اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺎر ﻏﯾر اﻟﻣﺣﻔظ ﯾﺑﻘﻰ ﻣﺣﻔوﻓﺎ ﺑﺎﻟﻣﺧﺎطر ﻣن ﻋدة وﺟوه.
وﺑﯾن اﻟﻧوﻋﯾن أﻋﻼه ،وﺑﺎﻋﺗﻣﺎد ﻧﻔس ﻣﻌﯾﺎر اﻟﺗﻘﺳﯾم اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن زاوﯾﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﺗﺣﻔﯾظ،
ﻧﺟد ﺻﻧﻔﺎ ﺛﺎﻟﺛﺎ ﻣن اﻟﻌﻘﺎرات وھو اﻟﻌﻘﺎر ﻓﻲ طور اﻟﺗﺣﻔﯾظ ،ﺻﺣﯾﺢ أن اﻟﻣﺷرع ﻟم ﯾﺷر ﻓﻲ
اﻟﻔﺻل 4-618ﻣن ق.ل.ع اﻟﻣذﻛور أﻋﻼه ﻟﮭذا اﻟﺻﻧف ﻣن اﻟﻌﻘﺎرات ،إﻻ أن ﻋدم اﻹﺷﺎرة
إﻟﯾﮭﺎ ﻻ ﯾﻔﯾد أن اﻟﻣﺷرع أراد اﺳﺗﺑﻌﺎدھﺎ ﻣن ﻧطﺎق اﻟﻌﻘد ﻣوﺿوع اﻟدراﺳﺔ .ﺑل إن ھذه
اﻟﻌﻘﺎرات ﯾﻣﻛن أن ﺗﻛون ﻣﺣﻼ ﻟﮭذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻌﻘود ،ﻷﻧﮭﺎ ﺗﺄﺗﻲ ﻓﻲ ﻣﻧزﻟﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﻧزﻟﺗﯾن ،ﺑﯾﻊ
اﻟﻌﻘﺎر اﻟﻣﺣﻔظ ﻣن ﺟﮭﺔ ،واﻟﻌﻘﺎر ﻏﯾر اﻟﻣﺣﻔظ ﻣن ﺟﮭﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ.
وﻋﻼوة ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ذﻛر ،ﻓﺎﻟﻣﺷرع وﺳﻊ ﻣن داﺋرة اﻷﻏراض اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺳﺗﻌﻣل ﻓﯾﮭﺎ
اﻟﻌﻘﺎر ﻗﯾد اﻹﻧﺟﺎز ،ﻓﻧطﺎق اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 00-44ﻛﻣﺎ وﻗﻊ ﺗﻐﯾﯾره و ﺗﺗﻣﯾﻣﮫ ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون رﻗم 12-
107ﯾﺷﻣل ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎرات اﻟﻣﻌدة ﻟﻠﺳﻛﻧﻰ أو اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻣﮭﻧﻲ أو اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ أو اﻟﺣرﻓﻲ ،وﻣن
ﺗم ﻓﺈن ھذا اﻟﻘﺎﻧون ﻻ ﯾﮭدف ﻓﻘط إﻟﻰ ﺣل أزﻣﺔ اﻟﺳﻛﻧﻰ ،ﺑل إن اﻟﺳﯾﺎق اﻟذي ﺟﺎء ﻓﯾﮫ إﻧﻣﺎ ﯾرﻣﻲ
إﻟﻰ اﻟﻣﺳﺎھﻣﺔ ﻓﻲ ﺧﻠق دﯾﻧﺎﻣﯾﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،واﻧﻌﺎش اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ،ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣوازﻧﺔ ﺑﯾن
ﻣﺻﺎﻟﺢ طرﻓﯾﮫ اﻟﺑﺎﺋﻊ واﻟﻣﺷﺗري ،ﻓﻣﺻﻠﺣﺔ اﻷول ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺳﯾوﻟﺔ ﻧﻘدﯾﺔ ﺧﺎرج
ﻣﺳطرة اﻟﻘرض ،أﻣﺎ ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ أداء ﺛﻣن اﻟﺷراء ﻋﻠﻰ أﻗﺳﺎط.
وﻣن ﺟﮭﺔ ﺛﺎﻟﺛﺔ ،ﻓﺎﻟﺧﺎﺻﯾﺔ اﻟﻣﻣﯾزة ﻟﺑﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎر ﻓﻲ طور اﻹﻧﺟﺎز ھﻲ أﻧﮫ ﯾرد ﻋﻠﻰ ﺷﻲء
ﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻲ ،وھو اﻟﺑﻧﺎء اﻟذي ﺳﯾﺗم ﺗﺷﯾﯾده ﻣن طرف اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد ،ﻓﺎﻷﻣر ھﻧﺎ ﻻ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻣﺎل
ﺣﺎﺿر وﻗﺎﺋم ،واﻟﻘﺎﻧون ﻧﻔﺳﮫ ھو اﻟذي أﺟﺎز ھذا اﻟﺗﺻرف .وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻧﻛون أﻣﺎم ﻣﺣل ﻣن
160
اﻟﺟﺎﺋز اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻓﯾﮫ ﻷﻧﮫ ﻣﻣﻛن اﻟوﺟود ﻣﺳﺗﻘﺑﻼ ،وﻣﻊ ذﻟك ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺟب اﻻﻧﺗﺑﺎه إﻟﻰ ﻣﻌطﻰ ﻗﺎﻧوﻧﻲ
ھﺎم ،وھو أﻧﮫ ﻻ ﯾﻣﻛن إﺑرام اﻟﻌﻘد اﻻﺑﺗداﺋﻲ ﺑﺧﺻوص اﻟﻌﻘﺎرات اﻟﻣذﻛورة إﻻ ﺑﻌد اﻟﺣﺻول
ﻋﻠﻰ رﺧﺻﺔ اﻟﺑﻧﺎء ،131واﻟﮭدف ﻣن ذﻟك ھو ﺗوﻓﯾر ﺟو ﻣن اﻟﺛﻘﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾﻛون
ھﻧﺎك ھﺎﻣش ﻛﺑﯾر ﻓﻲ اﻻﺣﺗﯾﺎل واﻟﻧﺻب ﻣن طرف اﻟﻣﻧﻌﺷﯾن اﻟﻌﻘﺎرﯾﯾن ،ﻷﻧﮫ ﺳﯾﻛون
اﻷطراف أﻣﺎم اﻧطﻼﻗﺔ اﻟﻣﺷروع ،132ﻓﻣن ﻏﯾر اﻟﻣﻘﺑول أن ﯾﺗم اﻟﺑﯾﻊ ﻓﻘط اﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ رﺧﺻﺔ
اﻟﺑﻧﺎء واﻟﺗﺻﻣﯾم اﻟﮭﻧدﺳﻲ ،ﻓﮭذه اﻟوﺛﺎﺋق ﺗﺑﻘﻰ ﺣﺑرا ﻋﻠﻰ ورق ،وﺑدون إﻧﮭﺎء اﻷﺳﺎﺳﺎت ﻻ ﺗﻘدم
اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻛﺎﻓﯾﺔ ﻹﻧﺟﺎز اﻟﻣﺷروع .133
وﻓﻲ ھذا اﻹطﺎر ،وﻧﺣن ﻧﺗﻛﻠم ﻋن ھﺎﻣش اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺟب ﺗوﻓﯾرھﺎ ﻟﻣﺷﺗري اﻟﻌﻘﺎر
ﻗﯾد اﻹﻧﺟﺎز ،ﻓﺈن اﻟﻣﺷرع أﻟزم اﻟﺑﺎﺋﻊ ﺑوﺿﻊ دﻓﺗر اﻟﺗﺣﻣﻼت ،134ووظﯾﻔﺔ ھذا اﻟدﻓﺗر ھﻲ ﺑﯾﺎن
ﻣواﺻﻔﺎت اﻟﺑﻧﺎء ،135ﻷﻧﮫ ھو اﻟذي ﺳﯾﻌﺗﻣد ﻓﯾﻣﺎ ﻟﻣراﻗﺑﺔ ﺷرط اﻟﻣطﺎﺑﻘﺔ ﺑﯾن اﻟﺷروط اﻟﻣوﻋود
ﺑﮭﺎ وﺑﯾن اﻟﺑﻧﺎء اﻟﻣﻧﺟز ﻋﻠﻰ أرض اﻟواﻗﻊ ﺑﻌد إﺗﻣﺎم أﺷﻐﺎل اﻹﻧﺟﺎز .وﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺿﻊ اﻟﺑﺎﺋﻊ ھذا
اﻟدﻓﺗر ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻛون ﻗد وﻓﻰ ﺑﺄﺣد أھم اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻋﻠﯾﮫ وھﻲ اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم ،وھو
ﻣﺎ ﻣن ﺷﺄﻧﮫ أن ﯾﺿﻣن رﺿﻰ ﻛﺎﻣﻼ وﺳﻠﯾﻣﺎ ﺑﻛﺎﻓﺔ ﺗﻔﺻﯾﻼت اﻟﻌﻘد.136
131ﻻﺣظ أن اﻟﻔﺻل 5-618ﻣن ق.ل.ع ﻗﺑل اﻟﺗﻌدﯾل ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون رﻗم 107.12ﻛﺎن ﯾﺷﺗرط أﻻ ﺑﺗم إﺑرام اﻟﺑﯾﻊ اﻻﺑﺗداﺋﻲ ﻋﻠﻰ
ﺑﻌد اﻻﻧﺗﮭﺎء ﻣن أﺷﻐﺎل اﻷﺳﺎﺳﺎت ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟطﺎﺑق اﻷول ،ﻓﻘد ﻛﺎن ﯾﻧص ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" ﻻ ﯾﻣﻛن إﺑرام اﻟﻌﻘد اﻻﺑﺗداﺋﻲ ﻟﺑﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎر ﻗﯾد اﻹﻧﺟﺎز إﻻ ﺑﻌد اﻻﻧﺗﮭﺎء ﻣن أﺷﻐﺎل اﻷﺳﺎﺳﺎت ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟطﺎﺑق
اﻷرﺿﻲ ".
وﺗﻔرﯾﻌﺎ ﻋﻠﻰ ھذا اﻟﻣﻘﺗﺿﻰ ،وﺣرﺻﺎ ﻣن اﻟﻣﺷرع ﻋﻠﻰ ﺿﺑط اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﺟﺎرﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺎر ﻗﯾد اﻹﻧﺟﺎز وﻣﻧﻌﮭﺎ ﻗﺑل
اﻻﻧﺗﮭﺎء ﻣن أﺷﻐﺎل اﻷﺳﺎﺳﺎت ﻓﻘد رﺗب ﺟزاء اﻟﺑطﻼن ﻋﻠﻰ أداء أﻗﺳﺎط ﻣن اﻟﺛﻣن ﻗﺑل اﻟﺗوﻗﯾﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘد اﻻﺑﺗداﺋﻲ ،ﻓﻘد ﻛﺎن
اﻟﻔﺻل 8-618ﻣن ق.ل.ع ﻗﺑل اﻟﺗﻌدﯾل اﻟﻣذﻛور ﯾﻧص ﻋﻠﻰ أﻧﮫ:
"ﯾﻌد ﺑﺎطﻼ ﻛل طﻠب أو ﻗﺑول ﻷي أداء ﻛﯾﻔﻣﺎ ﻛﺎن ﻗﺑل اﻟﺗوﻗﯾﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ اﻻﺑﺗداﺋﻲ ".
132ﻣﺣﻣد ﺑوﻧﺑﺎت :ﺑﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎر ﺑﯾن ﺣرﯾﺔ اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻣﺣرر إﻟﻰ ﺗﻘﯾﯾد ھذا اﻻﺧﺗﯾﺎر – ﻣﻘﺎل ﻣﻧﺷور ﺑﺄﺷﻐﺎل اﻟﻧدوة اﻟﺗﻲ ﻧظﻣﮭﺎ
ﻣرﻛز اﻟدراﺳﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ﺑﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ﺑﻣراﻛش ﯾوﻣﻲ 11و 12ﻓﺑراﯾر – 2005ع.23
133ﻻﺣظ أﻧﮫ ﺣرﺻﺎ ﻣن اﻟﻣﺷرع ﻋﻠﻰ اﻟوﺻول إﻟﻰ ﺿﺑط اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﺟﺎرﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺎر ﻗﯾد اﻹﻧﺟﺎز وﻣﻧﻌﮭﺎ ﻗﺑل اﻻﻧﺗﮭﺎء
ﻣن أﺷﻐﺎل اﻷﺳﺎﺳﺎت ﻓﻘد رﺗب ﺟزاء اﻟﺑطﻼن ﻋﻠﻰ أداء أﻗﺳﺎط ﻣن اﻟﺛﻣن ﻗﺑل اﻟﺗوﻗﯾﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘد اﻻﺑﺗداﺋﻲ ،ﻓﻘد ﻧص اﻟﻔﺻل 8-
618ﻣن ق.ل.ع ﻋﻠﻰ أﻧﮫ:
"ﯾﻌد ﺑﺎطﻼ ﻛل طﻠب أو ﻗﺑول ﻷي أداء ﻛﯾﻔﻣﺎ ﻛﺎن ﻗﺑل اﻟﺗوﻗﯾﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ اﻻﺑﺗداﺋﻲ".
134ﯾﻧص اﻟﻔﺻل 4-618ﻣن ق.ل.ع ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ " :ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺎﺋﻊ أن ﯾﺿﻊ دﻓﺗر ﺗﺣﻣﻼت اﻟﻌﻘﺎر ﻣطﺎﺑﻘﺎ ﻟﻠﺗﺻﻣﯾم
اﻟﻣﻌﻣﺎري اﻟﻣرﺧص ﺑﮫ ﯾﺗﺿﻣن ﻣﻛوﻧﺎت اﻟﻣﺷروع وﻣﺎ أﻋد ﻟﮫ وﻧوع اﻟﺧدﻣﺎت واﻟﺗﺟﮭﯾزات اﻟﺗﻲ ﯾﺗوﺟب إﻧﺟﺎزھﺎ وأﺟل
اﻹﻧﺟﺎز واﻟﺗﺳﻠﯾم.
ﯾوﻗﻊ اﻟﺑﺎﺋﻊ واﻟﻣﺷﺗري ﻋﻠﻰ دﻓﺗر اﻟﺗﺣﻣﻼت ﻣﻊ ﺗﺻﺣﯾﺢ إﻣﺿﺎﺋﮭﻣﺎ ﺑﻌد إطﻼع اﻟﻣﮭﻧدس اﻟﻣﻌﻣﺎري ﻋﻠﯾﮫ وﺗﺳﻠم ﻧﺳﺧﺔ
ﻟﻠﻣﺷﺗري ﻣﺷﮭود ﺑﻣطﺎﺑﻘﺗﮭﺎ ﻟﻸﺻل.
ﯾرﻓق دﻓﺗر اﻟﺗﺣﻣﻼت ،ﻋﻧد اﻻﻗﺗﺿﺎء ،ﺑﺑطﺎﻗﺔ ﺗﻘﻧﯾﺔ ﻣوﺟزة ﻣوﻗﻌﺔ ﻣن ﻗﺑل اﻟﺑﺎﺋﻊ ﺗﺗﺿﻣن وﺻﻔﺎ ﻟﻣﻛوﻧﺎت ﻣﺣل
ﻧﻣوذﺟﻲ ﻣﻧﺟز ﻣن طرﻓﮫ ".
135ـ ﻋرف اﻷﺳﺗﺎذ ﺟﯾﻼﻟﻲ ﺑوﺣﺑص دﻓﺗر اﻟﺗﺣﻣﻼت ﺑﺄﻧﮫ " :وﺛﯾﻘﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ذات طﺑﯾﻌﺔ ﻣزدوﺟﺔ ﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ وﻧظﺎﻣﯾﺔ ﺗرﺗب
آﺛﺎرا ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻸطراف ﺳواء ﻛﺎﻧوا أﺷﺧﺎص اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص أو أﺷﺧﺎص اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم " .
ــ ﺟﯾﻼﻟﻲ ﺑوﺟﺑص :اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺑﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎرات ﻓﻲ طور اﻹﻧﺟﺎز – ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺑﺣوث – ع – 7ص
. 50
136ـ ﻣﺣﻣد اﻟﻌروﺻﻲ :اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم ﺿﻣن اﻟﺑﯾوﻋﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎرات ﻓﻲ طور اﻹﻧﺟﺎز – اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ﻟﻘﺎﻧون اﻷﻋﻣﺎل واﻟﻣﻘﺎوﻻت –ع – 13
أﻛﺗوﺑر . 2007
161
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻓﻲ ﺑﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎر ﻗﯾد اﻹﻧﺟﺎز:
ﻟﻘد ﻣﯾز اﻟﻣﺷرع وھو ﯾﻧظم ﺗوﺛﯾق اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟواردة ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎر ﻗﯾد اﻹﻧﺟﺎز ﺑﯾن ﻓﺋﺗﯾن
ﻣن اﻟﺗﻌﺎﻗدات:
اﻟﻔﺋﺔ اﻷوﻟﻰ:
ھﻲ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﯾﺟوز إﻓراﻏﮭﺎ ﻓﻲ ﻣﺣرر رﺳﻣﻲ أو ﻋرﻓﻲ ﺛﺎﺑت اﻟﺗﺎرﯾﺦ ،وﯾﺗﻌﻠق اﻷﻣر ھﻧﺎ
ﺑﻌﻘد اﻟﺗﺧﺻﯾص ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻌﻘد اﻟﺗﺧﺻﯾص ﯾﻛون ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻋﻠﻰ إﺑرام اﻟﻌﻘد اﻻﺑﺗداﺋﻲ وﯾﻣﻠك
اﻟﻣﺷﺗري ﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﺗراﺟﻊ ﻋﻧﮫ داﺧل أﺟل ﻣﺣدد ،وﯾﻠزم إﺑرام اﻟﻌﻘد اﻻﺑﺗداﺋﻲ اﻟﺧﺎص ﺑﮫ
داﺧل أﺟل ﺳﺗﺔ أﺷﮭر ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ إﻓراﻏﮫ ﻣن ﻗوﺗﮫ اﻹﻟزاﻣﯾﺔ ،وﯾﺧﺿﻊ ﻋﻘد اﻟﺗﺧﺻﯾص
ﻟﻠﺿواﺑط اﻟﻣﺣددة ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 618/3ﻣﻛرر ﻣرﺗﯾن واﻟﻔﺻل 618/3ﻣﻛرر ﺛﻼث ﻣرات
ﻣن ق ل ع وھﻲ:
أوﻻ :ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺑﺎﺋﻊ واﻟﻣﺷﺗري ﻗﺑل ﺗﺣرﯾر اﻟﻌﻘد اﻻﺑﺗداﺋﻲ إﺑرام ﻋﻘد ﺗﺧﺻﯾص ﻣن أﺟل
اﻗﺗﻧﺎء ﻋﻘﺎر ﻓﻲ طور اﻹﻧﺟﺎز ﯾﺣرر إﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﺣرر رﺳﻣﻲ أو ﻣﺣرر ﻋرﻓﻲ ﺛﺎﺑت اﻟﺗﺎرﯾﺦ
وﻓﻘﺎ ﻟﻠﺷﻛل اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﮫ ﻣن اﻷطراف.137
ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﻻ ﯾﺟوز إﺑرام ﻋﻘد ﺗﺧﺻﯾص اﻟﻌﻘﺎر ﻓﻲ طور اﻹﻧﺟﺎز ،ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ اﻟﺑطﻼن ،إﻻ
ﺑﻌد اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ رﺧﺻﺔ اﻟﺑﻧﺎء.
ﺛﺎﻟﺛﺎ :ﯾﺗﺿﻣن ﻋﻘد اﻟﺗﺧﺻﯾص اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﺑﻧود 1و 2و 3و 4و 5و 6و7
اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 618.3ﻣﻛرر ﻣن ق ل ع.
راﺑﻌﺎ :ﺗﺣدد ﺻﻼﺣﯾﺔ ﻋﻘد اﻟﺗﺧﺻﯾص ﻓﻲ ﻣدة ﻻ ﺗﺗﺟﺎوز ﺳﺗﺔ ) (6أﺷﮭر ﻏﯾر ﻗﺎﺑﻠﺔ
ﻟﻠﺗﺟدﯾد ﺗؤدي ﻟزوﻣﺎ إﻟﻰ إﺑرام ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ اﻻﺑﺗداﺋﻲ أو اﻟﺗراﺟﻊ ﻋن ﻋﻘد اﻟﺗﺧﺻﯾص
واﺳﺗرﺟﺎع اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﻣﺳﺑﻘﺔ.
اﻟﻔﺋﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ:
137ـ ﺣدد اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 425ﻣن ق ل ع ﺣﺎﻻت ﺛﺑوت اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﻓﻲ اﻟوﺛﯾﻘﺔ اﻟﻌرﻓﯾﺔ ،ﻓﻘد ﻧص ﺣرﻓﯾﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
"اﻟﻣﺣررات اﻟﻌرﻓﯾﺔ دﻟﯾل ﻋﻠﻰ ﺗﺎرﯾﺧﮭﺎ ﺑﯾن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن وورﺛﺗﮭم وﺧﻠﻔﮭم اﻟﺧﺎص ﺣﯾﻧﻣﺎ ﯾﻌﻣل ﻛل ﻣﻧﮭم ﺑﺎﺳم ﻣدﯾﻧﮫ.
162
وھﻲ اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﺗﻲ ﯾﺟب إﻓراﻏﮭﺎ ﻓﻲ ﻣﺣرر رﺳﻣﻲ أو ﻣﺣرر ﺛﺎﺑت اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﻣﺣرر ﻣن
طرف ﻣﮭﻧﻲ ﻟﮫ ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﺻﻼﺣﯾﺔ ذﻟك ،وﯾﺗﻌﻠق اﻷﻣر ھﻧﺎ ﺑﻌﻘد اﻟﺑﯾﻊ اﻻﺑﺗداﺋﻲ أو اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ ﻟﻠﻌﻘﺎر
ﻗﯾد اﻹﻧﺟﺎز ،ﺣﯾث اﺷﺗرط اﻟﻣﺷرع اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻟﺻﺣﺗﮫ أن ﯾﺟري اﻟﺑﯾﻊ ﻛﺗﺎﺑﺔ ﻓﻲ ﻣﺣرر رﺳﻣﻲ أو
ﻣﺣرر ﺛﺎﺑت اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﻣﺣرر ﻣن طرف ﻣﮭﻧﻲ ﻟﮫ ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﺻﻼﺣﯾﺔ ذﻟك .138واﻟﻛﺗﺎﺑﺔ
اﻟﻣﺷﺗرطﺔ ﻓﻲ ﺑﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎر ﺗﻌد رﻛﻧﺎ ﺷﻛﻠﯾﺎ ﻓﯾﮫ ،وﻣن ﺗم ﻓﮭﻲ ﺗدﺧل ﻛﺟزء ﻣﺣدد ﻟﻣﺎھﯾﺔ
اﻟﺗﺻرف ،وﺗﻧدﻣﺞ ﻓﯾﮫ ،وﻻ ﯾﻘوم اﻟﻌﻘد ﺑدون ﻛﺗﺎﺑﺔ ،ﻓﻲ ﻏﯾﺎب اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﻣﻛن إﺛﺑﺎت
اﻟﺗﺻرف ﺑﺄﯾﺔ وﺳﯾﻠﺔ أﺧرى ﻷﻧﻧﺎ أﻣﺎم ﻋﻘد ﻣﻧﻌدم.
ﻟﻘد أوﺟب اﻟﻣﺷرع أن ﯾﻔرغ ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ ﻗﯾد اﻹﻧﺟﺎز ،ﺳواء اﻻﺑﺗداﺋﻲ أو اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ ،ﻓﻲ
ﻣﺣرر ﻛﺗﺎﺑﻲ ﻣﺣرر ﻣن طرف اﻟﻣﮭﻧﯾﯾن اﻟﻣذﻛورﯾن أﻋﻼه ،ﻓﻘد ﻧص اﻟﻔﺻل 3-618ﻣن
ق.ل.ع ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" ﯾﺟب أن ﯾرد ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ اﻻﺑﺗداﺋﻲ ﻟﻠﻌﻘﺎر ﻓﻲ طور اﻹﻧﺟﺎز إﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﺣرر رﺳﻣﻲ أو ﻓﻲ
ﻣﺣرر ﺛﺎﺑت اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﯾﺗم ﺗوﺛﯾﻘﮫ ﻣن طرف ﻣﮭﻧﻲ ﯾﻧﺗﻣﻲ إﻟﻰ ﻣﮭﻧﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻣﻧظﻣﺔ وﯾﺧول ﻟﮭﺎ
ﻗﺎﻧوﻧﮭﺎ ﺗﺣرﯾر اﻟﻌﻘود ،وذﻟك ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ اﻟﺑطﻼن.139
ﯾﺣدد وزﯾر اﻟﻌدل ﺳﻧوﯾﺎ ﻻﺋﺣﺔ ﺑﺄﺳﻣﺎء اﻟﻣﮭﻧﯾﯾن اﻟﻣﻘﺑوﻟﯾن ﻟﺗﺣرﯾر ھذه اﻟﻌﻘود.
طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﻣﻧظم 140
ﯾﻘﯾد ﺑﺎﻟﻼﺋﺣﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣون اﻟﻣﻘﺑوﻟون ﻟﻠﺗراﻓﻊ أﻣﺎم ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض
ﻟﻣﮭﻧﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﺎة."141
واﻟﻧص أﻋﻼه ﯾﻔﺗرض ﻣﻧﺎ إﺑداء اﻟﻣﻼﺣظﺎت اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
إن اﻟﻣﺷرع ﻟم ﯾﻌط اﺧﺗﺻﺎص ﺗﺣرﯾر اﻟﻌﻘود ﻟﻠﻣوﺛﻘﯾن واﻟﻌدول وﺣدھم ،ﺑل أﺳﻧد ﻣﮭﻣﺔ
ﺗوﺛﯾق ھذه اﻟﺑﯾوع ﻟﻠﻣﺣﺎﻣﯾن اﻟﻣﻘﺑوﻟﯾن ﻟﻠﺗراﻓﻊ أﻣﺎم اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ،ﻛﻣﺎ ﺣﺎول اﻟﻣﺷرع
ﺗوﺳﯾﻊ ﻧطﺎق ھذا اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻣن ﺧﻼل إﺳﻧﺎده ﻟﺑﺎﻗﻲ اﻟﻣﮭﻧﯾﯾن اﻟﻣﻘﺑوﻟﯾن ﻟﺗﺣرﯾر اﻟﻌﻘود ،ﻏﯾر
138ـ ﻻﺣظ أن ﻧﻔس اﻷﻣر أﻗره اﻟﻣﺷرع ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺗﺻرﻓﺎت اﻟواردة ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎر ﻋﻣوﻣﺎ ،ﻓﻘد ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 4ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" ﯾﺟب أن ﺗﺣرر-ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ اﻟﺑطﻼن -ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻧﻘل اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ أو ﺑﺈﻧﺷﺎء اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ اﻷﺧرى أو ﻧﻘﻠﮭﺎ أو
ﺗﻌدﯾﻠﮭﺎ أو إﺳﻘﺎطﮭﺎ ﺑﻣوﺟب ﻣﺣرر رﺳﻣﻲ ،أو ﺑﻣﺣرر ﺛﺎﺑت اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﯾﺗم ﺗﺣرﯾره ﻣن طرف ﻣﺣﺎم ﻣﻘﺑول ﻟﻠﺗراﻓﻊ أﻣﺎم ﻣﺣﻛﻣﺔ
اﻟﻧﻘض ﻣﺎ ﻟن ﯾﻧص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص ﻋﻠﻰ ﺧﻼف ذﻟك.
ﯾﺟب أن ﯾﺗم ﺗوﻗﯾﻊ اﻟﻌﻘد اﻟﻣﺣرر ﻣن طرف اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ واﻟﺗﺄﺷﯾر ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ ﺻﻔﺣﺎﺗﮫ ﻣن اﻷطراف وﻣن اﻟﺟﮭﺔ اﻟﺗﻲ ﺣررﺗﮫ.
ﺗﺻﺣﺢ إﻣﺿﺎءات اﻷطراف ﻣن ﻟدن اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ وﯾﺗم اﻟﺗﻌرﯾف ﺑﺈﻣﺿﺎء اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ اﻟﻣﺣرر ﻟﻠﻌﻘد ﻣن ﻟدن
رﺋﯾس ﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﺿﺑط ﺑﺎﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﺎرس ﺑداﺋرﺗﮭﺎ".
- 139اﻧظر اﻟﻣﺎدة اﻷوﻟﻰ اﻟﻣرﺳوم رﻗم 2.03.853اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ 18ﻣن رﺑﯾﻊ اﻵﺧر 7) 1425ﯾوﻧﯾو ،(2004اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻋدد 5222
ﺑﺗﺎرﯾﺦ 28رﺑﯾﻊ اﻵﺧر 17) 1425ﯾوﻧﯾو ،(2004ص 2640؛ واﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ أﻧﮫ » :ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻷﺣﻛﺎم اﻟﻔﺻﻠﯾن 3-618و 16-618أﻋﻼه،
ﯾؤھل ﻟﺗﺣرﯾر ﻋﻘود اﻟﺑﯾﻊ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ واﻟﻧﮭﺎﺋﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺑﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎر ﻓﻲ طور اﻹﻧﺟﺎز اﻟﻣوﺛﻘون ،واﻟﻌدول واﻟﻣﺣﺎﻣون اﻟﻣﻘﺑوﻟون ﻟﻠﺗراﻓﻊ أﻣﺎم ﻣﺣﻛﻣﺔ
اﻟﻧﻘض.« ...
- 140ﺣﻠت ﻋﺑﺎرة "ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض" ﻣﺣل ﻋﺑﺎرة "اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ" ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻧﺻوص اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ واﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ اﻟﺟﺎري ﺑﮭﺎ اﻟﻌﻣل ،وﻣن ﺟﻣﻠﺗﮭﺎ ﻗﺎﻧون
اﻻﻟﺗزاﻣﺎت واﻟﻌﻘود وذﻟك ﺑﻣوﺟب اﻟظﮭﯾر اﻟﺷرﯾف رﻗم 1.11.170اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ 27ﻣن ذي اﻟﻘﻌدة 25) 1432أﻛﺗوﺑر ،(2011ﺑﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻘﺎﻧون رﻗم
58.11.11اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ،اﻟﻣﻐﯾر ﺑﻣوﺟﺑﮫ اﻟظﮭﯾر اﻟﺷرﯾف رﻗم 1.57.223اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ 2رﺑﯾﻊ اﻷول 27) 1377ﺳﺑﺗﻣﺑر (1957
ﺑﺷﺄن اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ،اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻋدد 5989ﻣﻛرر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 28ذو اﻟﻘﻌدة 26) 1432أﻛﺗوﺑر ،(2011ص .5228
- 141ﻧُﺳﺧت أﺣﻛﺎم اﻟظﮭﯾر اﻟﺷرﯾف رﻗم 162-93-1اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ 22ﻣن رﺑﯾﻊ اﻷول 10) 1414ﺳﺑﺗﻣﺑر (1993اﻟﻣﻌﺗﺑر ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻗﺎﻧون ﯾﺗﻌﻠق
ﺑﺗﻧظﯾم ﻣﮭﻧﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﺎة ،ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 28.08اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗﻌدﯾل اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻧظم ﻟﻣﮭﻧﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﺎة ،اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﻧﻔﯾذه ظﮭﯾر ﺷرﯾف رﻗم 1.08.101
ﺑﺗﺎرﯾﺦ 20ﻣن ﺷوال 20) 1429أﻛﺗوﺑر ،(2008اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻋدد 5680ﺑﺗﺎرﯾﺦ 7ذو اﻟﻘﻌدة 6) 1429ﻧوﻓﻣﺑر ،(2008ص .4044
ﻗﺎرن ﻣﻊ ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻣﺎدة 33ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 28.08اﻟﻣذﻛور.
163
أن اﺧﺗﺻﺎص ھذه اﻟﻔﺋﺔ اﻷﺧﯾرة ﻋﻠق ﺗﺷرﯾﻌﯾﺎ ﻋﻠﻰ ﺻدور ﻧص ﺗﻧظﯾﻣﻲ ،إﻻ أﻧﮫ ﻟم ﯾﺻدر
ﺑﻌد ھذا اﻟﻧص.
وأﻣﺎم اﻟﻔراغ اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻧص اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ اﻟﻣﺣدد ﻟﻠﻣﮭﻧﯾﯾن اﻟﻣؤھﻠﯾن ﻟﺗﺣرﯾر
ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ ﻗﯾد اﻹﻧﺟﺎز ،ﻓﻘد ذھب اﻟدﻛﺗور ﻋﻠﻲ اﻟرام إﻟﻰ أن اﻟﻣﺷرع ﺑذﻟك ﻗد ﻓﺗﺢ اﻟﻣﺟﺎل
ﻟﺗﺣرﯾر ھذه اﻟﻌﻘود ﻋن طرﯾق ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺳﻣوح ﻟﮭم ﺑﺗﺣرﯾر اﻟﻌﻘود اﻟﻌرﻓﯾﺔ ،وﯾﺑﻘﻰ اﻟﻣﺟﺎل
ﻣﻔﺗوﺣﺎ إﻟﻰ ﺣﯾن ﺻدور ھذه اﻟﻼﺋﺣﺔ.
وﻣﻊ اﺣﺗراﻣﻧﺎ ﻟوﺟﮭﺔ اﻟﻧظر أﻋﻼه ،ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻧﻌﺗﻘد أن اﻟﻌﻛس ھو اﻟﺻﺣﯾﺢ ،ذﻟك أﻧﮫ ﻻ ﯾﻣﻛن
إطﻼق اﻟﺣﺑل ﻋﻠﻰ اﻟﻐﺎﻟب وﻓﺳﺢ اﻟﻣﺟﺎل أﻣﺎم ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﮭﻧﯾﯾن ﻟﺗﺣرﯾر ھذه اﻟﻌﻘود ،ﻟﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك
ﻣن ﻣﻧﺎﻗﺿﺗﮫ ﻟﻔﻠﺳﻔﺔ اﻟﻣﺷرع وﻟﻠﻐﺎﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾرﻣﻲ إﻟﯾﮭﺎ ،ﻓﺎﻷﺻل أن ﺗﺣرﯾر اﻟﻌﻘود ھو
اﺧﺗﺻﺎص ﻣﺳﻧد ﻟﻔﺋﺔ اﻟﻣوﺛﻘﯾن واﻟﻌدول واﻟﻣﺷرع ﺧرج ﺑﺻﻔﺔ اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻋن ھذا اﻟﺗوﺟﮫ،
ﻓﺄﻋطﻰ ﻟﺑﻌض اﻟﻣﮭﻧﯾﯾن ،وﻻﻋﺗﺑﺎرات ﺧﺎﺻﺔ ،ﺻﻼﺣﯾﺔ ﺗﺣرﯾر ھذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻌﻘود ،ﻓﻧﺣن
أﻣﺎم اﺳﺗﺛﻧﺎء واﻻﺳﺗﺛﻧﺎء ﻟﮫ ﺿواﺑطﮫ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺣﯾث إﻧﮫ ﻻ ﯾﺗوﺳﻊ ﻓﯾﮫ وﻻ ﯾﻘﺎس ﻋﻠﯾﮫ ،وﯾﻌﻣل
ﺑﮫ ﻓﻲ ﺣدود ﺿﯾق .وﻣن ﺗم ﻓﺈن اﻷﺻل ھو ﻋدم ﺟواز ﺗﺣرﯾر ھذه اﻟﻌﻘود إﻻ ﻣن طرف ﻣن
ﺳﯾﺗم ﺗﺣدﯾده ﻓﻲ اﻟﻼﺋﺣﺔ ،واﻟﺗﺣدﯾد اﻟﻣذﻛور ھو اﻟذي ﺳﯾﻌطﯾﮫ ﺻﻼﺣﯾﺔ ﺗﺣرﯾر اﻟﻌﻘد.
اﻟﻣﻼﺣظﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺛﺎر ﻓﻲ ھذا اﻟﺻدد ھﻲ أﻧﮫ إذا ﻛﺎن ﻣن اﻷﻛﯾد أن اﻟورﻗﺔ اﻟﺗﻲ
ﯾﺣررھﺎ اﻟﻣوﺛق أو اﻟﻌدل ﺗﺑﻘﻰ ﻟﮭﺎ اﻟﺣﺟﯾﺔ اﻟرﺳﻣﯾﺔ ،ﻓﺈﻧﮫ ﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺑل ﯾﺛﺎر اﻟﺗﺳﺎؤل ﺣول طﺑﯾﻌﺔ
اﻟﻣﺣرر اﻟذي ﯾﺣرره اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ أو اﻟﻣﮭﻧﻲ اﻟﻣرﺧص ﻟﮫ ﻓﻲ ذﻟك ،ھل ھو ﻣﺣرر رﺳﻣﻲ أو
ﻋرﻓﻲ؟ وھذا اﻟﺗﺻﻧﯾف ذو أھﻣﯾﺔ ﻛﺑرى ﻷﻧﮫ ﯾﺣدد ﺣﺟﯾﺔ اﻟورﻗﺔ واﻟطﻌون اﻟﻣﺧوﻟﺔ ﻟﻸطراف
إزاءھﺎ.
ﺟواﺑﺎ ﻋن ھذه اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ ،ذھب اﻷﺳﺗﺎذ ﻣﺣﻣد ﺑﻠﮭﺎﺷﻣﻲ اﻟﺗﺳوﻟﻲ إﻟﻰ أن اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺣررة
ﻣن اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ اﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺑﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎر ﻓﻲ طور اﻹﻧﺟﺎز ﯾدﺧل ﻓﻲ
ﺧﺎﻧﺔ اﻟﻣﺣررات اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻟﮭﺎ اﻟﻘوة اﻟﺛﺑوﺗﯾﺔ ﻣﺛﻠﮭﺎ ﻣﺛل أي ﻣﺣرر ﺻﺎدر ﻋن ﻣوﺛق أم
ﻋدل ،وﯾﻧطﺑق ﻋﻠﯾﮫ ﻣﺎ ورد اﻟﻧص ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 419ﻣن ق.ل.ع.142
وﻻ ﻧﻣﯾل إﻟﻰ ﺗﺑﻧﻲ رأي اﻷﺳﺗﺎذ اﻟﺟﻠﯾل أﻋﻼه ،ﻓﺎﻟﻌﻘود اﻟﻣﺣررة ﻣن طرف اﻟﻣﮭﻧﯾﯾن ﻏﯾر
اﻟﻣوﺛﻘﯾن واﻟﻌدول ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 00-44ﻓﻲ ﺻﯾﻐﺗﮫ اﻟﻣﻐﯾرة واﻟﻣﺗﻣﻣﺔ ﺗﺑﻘﻰ ﻋرﻓﯾﺔ،
وﻻ ﯾﻣﻛن إﺿﻔﺎء طﺎﺑﻊ اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻋﻠﯾﮭﺎ .ﻷن ھذا اﻟوﺻف وھذه اﻟﺣﺟﯾﺔ إﻧﻣﺎ ﯾﻣﻧﺣﮭﺎ اﻟﻘﺎﻧون
دون ﻏﯾره .واﻟﻘﺎﻧون ﻗد أﺿﻔﻰ اﻟﺻﺑﻐﺔ اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻓﻘط ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺣررة ﻣن طرف
اﻟﻣﮭﻧﯾﯾن اﻟذﯾن ﻟﮭم ﺻﻼﺣﯾﺔ واﺧﺗﺻﺎص اﻟﺗوﺛﯾق دون ﻏﯾرھم .زد ﻋﻠﻰ ذﻟك أن ﻧﯾﺔ اﻟﻣﺷرع
ﻧﻔﺳﮫ ﻟم ﺗﺗﺟﮫ إﻟﻰ إﺿﻔﺎء طﺎﺑﻊ اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ ھذه اﻟﻔﺋﺔ ﻣن اﻟﻌﻘود ،وﻣؤﯾدﻧﺎ ﻓﻲ ذﻟك أن
اﻟﻔﺻل 3-618ﻣن ق.ل.ع ﻗد ﻣﯾز ﺑﯾن اﻟﻣﺣرر اﻟرﺳﻣﻲ واﻟﻣﺣرر اﻟﻣﻧﺟز ﻣن ﻣﮭﻧﻲ آﺧر،
ﺑﺣﯾث وﺻف اﻟوﺛﯾﻘﺔ اﻟﻣﻧﺟزة ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻷﺧﯾرة ﺑﺎﻟﻣﺣرر اﻟﺛﺎﺑت اﻟﺗﺎرﯾﺦ ،ﻓﻘد ﻧص ﺣرﻓﯾﺎ
ﻓﻲ اﻟﻔﺻل أﻋﻼه ﻋﻠﻰ أﻧﮫ:
142ﻣﺣﻣد ﺑﻠﮭﺎﺷﻣﻲ اﻟﺗﺳوﻟﻲ :اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ وﺗﺣرﯾر اﻟﻌﻘود – اﻟﻣطﺑﻌﺔ واﻟوراﻗﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ – ﻣراﻛش – ط – 1-2006ص 66
وﻣﺎ ﯾﻠﯾﮭﺎ.
164
" ﯾﺟب أن ﯾﺣرر ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ اﻻﺑﺗداﺋﻲ ﻟﻠﻌﻘﺎر ﻓﻲ طور اﻹﻧﺟﺎز إﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﺣرر رﺳﻣﻲ أو
ﺑﻣوﺟب ﻋﻘد ﺛﺎﺑت اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﯾﺗم ﺗﺣرﯾره ﻣن طرف ﻣﮭﻧﻲ ﯾﻧﺗﻣﻲ إﻟﻰ ﻣﮭﻧﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻣﻧظﻣﺔ ﯾﺧول
ﻟﮭﺎ ﻗﺎﻧوﻧﮭﺎ ﺗﺣرﯾر اﻟﻌﻘود "...
وﻣﻣﺎ ﯾؤﻛد اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﻌرﻓﻲ ﻟﮭذا اﻟﻣﺣرر وﯾﻧﻔﻲ ﻋﻧﮫ طﺎﺑﻊ اﻟرﺳﻣﯾﺔ ،ھو أن اﻟوﺛﯾﻘﺔ
اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﺗﻛون ﺣﺟﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﺗﻲ ﺷﮭد اﻟﻣوظف ﺑﺣﺻوﻟﮭﺎ أﻣﺎﻣﮫ ،وھذه اﻟﺣﺟﯾﺔ ﺗﻣﺗد إﻟﻰ
ﺟﻣﯾﻊ ﻣﺎ أﺗﺑﺗﮫ ﻣﺣرر اﻟوﺛﯾﻘﺔ ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك ﺗﺎرﯾﺧﮭﺎ ،ﻓﻲ ﺣﯾن أن اﻟﻣﮭﻧﯾﯾن اﻟﻣذﻛورﯾن ﯾﻠزﻣﮭم
ﺗﺻﺣﯾﺢ اﻹﻣﺿﺎء ﻓﻲ اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺣررة ﻣن طرﻓﮭم ﻟدى رﺋﯾس ﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﺿﺑط ﺑﺎﻟﻣﺣﻛﻣﺔ
اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﺎرس ﺑﮭﺎ ﻣﺣرر اﻟﻌﻘد ﻣﮭﺎﻣﮫ وذﻟك طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻔﻘرة اﻟﺳﺎدﺳﺔ ﻣن اﻟﻔﺻل - 3
618ﻣن ق.ل.ع.
اﻟﻣﻼﺣظﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺛﯾرھﺎ ﻗراءة اﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻋﻘد ﺑﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎر ﻗﯾد
اﻹﻧﺟﺎز ھﻲ أن اﻟﻔﺻل 3-618ﻣن ق.ل.ع ﻗد أوﺟب ﺗﺣرﯾر اﻟﻌﻘد اﻟﻣذﻛور ﻓﻲ ﻣﺣرر
رﺳﻣﻲ أو ﺑﻣوﺟب ﻋﻘد ﺛﺎﺑت اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﯾﺗم ﺗﺣرﯾره ﻣن طرف ﻣﮭﻧﻲ ﯾﻧﺗﻣﻲ إﻟﻰ ﻣﮭﻧﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ
ﻣﻧظﻣﺔ وﯾﺧول ﻟﮭﺎ ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﺗﺣرﯾر اﻟﻌﻘود وذﻟك ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ اﻟﺑطﻼن.
وھو ﻣﺎ ﯾﺟرﻧﺎ إﻟﻰ طرح إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺗﺗﻌﻠق ﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺑطﻼن اﻟﻣﻘرر ﻓﻲ اﻟﻧص أﻋﻼه،
وھل ھو ﺑطﻼن ﻣن اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم أم ﻻ؟ وھل ﺻﻔﺔ ﻣﺣرر اﻟﻌﻘد ﺗﻠﻌب دورا ﻓﻲ ﺗﻛوﯾن ھذا
اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻌﻘود؟ أو ﺑﺻﯾﻐﺔ أﺧرى ﻣﺎ ھﻲ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﻌﻘد اﻟﻌرﻓﻲ اﻟﻣﻌﺗرف ﺑﮫ ﻣن
طرف أطراﻓﮫ؟ ھل ﯾﻔﺗﻘد إﻟﻰ ﻛل ﺣﺟﯾﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ وﺟزاءه ھو اﻟﺑطﻼن؟
ﻧﻘول إن اﻟﺟواب ﺑﺎﻹﯾﺟﺎب ،واﻟﺟزاء ھو اﻟﺑطﻼن ،143ﻟﺻراﺣﺔ اﻟﺟزاء اﻟﻣﻘرر ﺗﺷرﯾﻌﺎ،
ﻓﻧﺣن أﻣﺎم ﺑطﻼن ﻣوﺿوﻋﻲ ،واﻟﺑطﻼن ﯾﻌدم اﻟﻌﻘد ﻟﺗﻌﻠﻘﮫ ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ،وﻻ ﺗﻠﺣﻘﮫ اﻹﺟﺎزة
واﻟﺗﺻدﯾق ،ﻋﻠﻣﺎ أن اﻟﻣﺷرع أﻗر ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 306ﻣن ق ل ع ﻋﻠﻰ أن اﻻﻟﺗزام ﯾﻛون ﺑﺎطﻼ
إذا ﻗرر اﻟﻘﺎﻧون ﻓﻲ ﺣﺎﻻت ﺧﺎﺻﺔ اﻟﺑطﻼن ،144وھو ﻣﺎ ﯾﻧطﺑق ﺣرﻓﯾﺎ ﻋﻠﻰ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ.
وھذا اﻟﺗوﺟﮫ ھو اﻟذي ﺳﺎر ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻌﻣل اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ،ﻓﻘد ﻗﺿت اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﺑﻣراﻛش
ﺑﺑطﻼن اﻟﻌﻘد اﻻﺑﺗداﺋﻲ اﻟذي ﻟم ﯾﻔرغ ﻓﻲ ھذه اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ ﻣﻌﻠﻠﺔ ﺣﻛﻣﮭﺎ ﻛﺎﻟﺗﺎﻟﻲ:
"اﻟﻌﻘد ﻣوﺿوع اﻟﻧﺎزﻟﺔ ﯾﺧﺿﻊ ﻟﻧظﺎم اﻟﻌﻘﺎرات ﻗﯾد اﻹﻧﺟﺎز ﻛﻣﺎ ھو ﻣﻔﺻل أﻋﻼه ،وﻣن
ھذا اﻟﻣﻧطﻠق ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻠزم ﺗﺣرﯾر اﻟﻌﻘد ﻣن طرف ﻣﮭﻧﻲ ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ اﻟﺑطﻼن ،وذﻟك ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ
ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﺻل 3-618ﻣن ق ل ع.
وﺣﯾث إن طرﻓﻲ اﻟﻌﻘد ﻟم ﯾﺣررا اﻟﻌﻘد ﺑواﺳطﺔ ﻣﮭﻧﻲ ﺑل أﻧﺟزاه ﺑطرﯾﻘﺔ ﻋرﻓﯾﺔ ﺣﯾث
ذﯾل ﺑﺗوﻗﯾﻌﮭﻣﺎ ،وﻣن ﺗم ﻟم ﯾﻔرغ وﻓق اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺣدد ﻟﮫ ،وھو ﻣﺎ ﯾﺟﻌﻠﮫ ﺑﺎطﻼ طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻔﺻل
اﻟﻣذﻛور أﻋﻼه وھذا اﻟﺑطﻼن ﻣﻘرر ﺑﻧص ﻗﺎﻧوﻧﻲ ،وﻋﻠﯾﮫ ﻓﺈن ھذه اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺗﻛﺗﻔﻲ ﺑﻣﻌﺎﯾﻧﺔ
143ـ ﻟﻠﻣزﯾد أﻧظر :ﻣﺣﻣد أﺑو رزق ،ﺣﻛم إﺑرام اﻟﻌﻘود ﺑﺎﻟوﺳﺎﺋل اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ،ﻣداﺧﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻧدوة اﻟﺟﮭوﯾﺔ ﻟﻠﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ
اﻟﻣﻧﻌﻘدة ﺑﺳطﺎت ﻣﺎ ﺑﯾن 26-27اﺑرﯾل ،2007ﻣطﺑﻌﺔ اﻷﻣﻧﯾﺔ ،2007 ،ص 450 :وﻣﺎ ﺑﻌدھﺎ.
144ـ ﯾﻧص اﻟﻔﺻل 306ﻣن ق ل ع ﻋﻠﻰ أن:
"اﻻﻟﺗزام اﻟﺑﺎطل ﺑﻘوة اﻟﻘﺎﻧون ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻧﺗﺞ أي أﺛر ،إﻻ اﺳﺗرداد ﻣﺎ دﻓﻊ ﺑﻐﯾر ﺣق ﺗﻧﻔﯾذا ﻟﮫ.
وﯾﻛون اﻻﻟﺗزام ﺑﺎطﻼ ﺑﻘوة اﻟﻘﺎﻧون:
- 1إذا ﻛﺎن ﯾﻧﻘﺻﮫ أﺣد اﻷرﻛﺎن اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻘﯾﺎﻣﮫ؛
- 2إذا ﻗرر اﻟﻘﺎﻧون ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑطﻼﻧﮫ".
165
اﻟﺑطﻼن ﻛﺟزاء ﺗﺷرﯾﻌﻲ ﻣﻘرر ﺑﻘوة اﻟﻧص اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻧﻔﺳﮫ وﻻ ﺳﻠطﺔ ﻟﮭﺎ ﻓﻲ ھذا اﻟﻣﺟﺎل طﺎﻟﻣﺎ
أﻧﻧﺎ أﻣﺎم ﻧص أﻣر ﻣن اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم".145
اﻟﻣﻼﺣظﺔ اﻟراﺑﻌﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻠزم ﺗوﺿﯾﺣﮭﺎ ھﻧﺎ ھﻲ أن اﻟﻣﺷرع اﺷﺗرط ﺗﺿﻣﯾن ﻋﻘد ﺑﯾﻊ
اﻟﻌﻘﺎر ﻗﯾد اﻹﻧﺟﺎز ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻹﻟزاﻣﯾﺔ وذﻟك ﺑﮭدف ﻧﻔﻲ اﻟﺟﮭﺎﻟﺔ ﻋن ﺷروط
اﻟﻌﻘد ،ﻓﻘد ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﻔﺻل 3-618ﻣﻛرر 146ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" ﯾﺟب أن ﯾﺗﺿﻣن ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ اﻻﺑﺗداﺋﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺻوص اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
.1ھوﯾﺔ اﻷطراف اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة؛
.2ﻣﺣل اﻟﻣﺧﺎﺑرة اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﮫ ﻣﻊ وﺟوب اﻹﺧﺑﺎر ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻐﯾﯾره؛
.3رﻗم اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري اﻷﺻﻠﻲ ﻟﻠﻌﻘﺎر اﻟﻣﺣﻔظ ﻣوﺿوع اﻟﺑﻧﺎء أو ﻣراﺟﻊ ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻌﻘﺎر
ﻏﯾر اﻟﻣﺣﻔظ ﻣﻊ ﺗﺣدﯾد اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ واﻟﺗﺣﻣﻼت واﻻرﺗﻔﺎﻗﺎت 147اﻟواردة ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎر148؛
.4ﺗﺎرﯾﺦ ورﻗم رﺧﺻﺔ اﻟﺑﻧﺎء؛
.5ﻣوﻗﻊ اﻟﻌﻘﺎر ﻣﺣل اﻟﺑﯾﻊ ووﺻﻔﮫ وﻣﺳﺎﺣﺗﮫ اﻟﺗﻘرﯾﺑﯾﺔ؛
.6ﺛﻣن اﻟﺑﯾﻊ اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ ﻟﻠﻣﺗر اﻟﻣرﺑﻊ وﻛﯾﻔﯾﺔ اﻷداء أو ﺛﻣن اﻟﺑﯾﻊ اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺑﯾﻊ
اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻗﺗﻧﺎء ﻋﻘﺎر ﻓﻲ إطﺎر اﻟﺳﻛن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻛﻣﺎ ھو ﻣﺣدد ﺑﺎﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟﺎري ﺑﮫ اﻟﻌﻣل؛
.7أﺟل اﻟﺗﺳﻠﯾم؛
.8ﻣراﺟﻊ ﺿﻣﺎﻧﺔ اﺳﺗرﺟﺎع اﻷﻗﺳﺎط اﻟﻣؤداة ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻟﻠﻌﻘد أو
ﺿﻣﺎﻧﺔ إﻧﮭﺎء اﻷﺷﻐﺎل أو اﻟﺗﺄﻣﯾن.
ﯾودع اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻟدى ﻣﺣرر اﻟﻌﻘد ،ﻗﺻد اﻻطﻼع ،ﻧﺳﺧﺎ ﻣطﺎﺑﻘﺔ ﻟﻸﺻل ﻣن اﻟﺗﺻﺎﻣﯾم
اﻟﻣﻌﻣﺎرﯾﺔ اﻟﺣﺎﻣﻠﺔ ﻟﻌﺑﺎرة "ﻏﯾر ﻗﺎﺑل ﻟﻠﺗﻐﯾﯾر" وﺗﺻﺎﻣﯾم اﻹﺳﻣﻧت اﻟﻣﺳﻠﺢ وﻧﺳﺧﺔ ﻣن دﻓﺗر
اﻟﺗﺣﻣﻼت وﻧﺳﺧﺔ ﻣن اﻟﺿﻣﺎﻧﺔ اﻟﺑﻧﻛﯾﺔ أو أي ﺿﻣﺎﻧﺔ أﺧرى ﻣﻣﺎﺛﻠﺔ أو اﻟﺗﺄﻣﯾن.
وﺗﻘوم اﻟﺿﻣﺎﻧﺔ اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ أﻋﻼه ﺑﻘوة اﻟﻘﺎﻧون ،وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ﻛل
ﻣﻘﺗﺿﻰ ﻣﺧﺎﻟف ،ﻣﻘﺎم أي ﺣﺟز ﺗﺣﻔظﻲ ﯾﺟرﯾﮫ اﻟﻣﺷﺗري ﻓﻲ ﻧطﺎق ﺗطﺑﯾق أﺣﻛﺎم ھذا اﻟﻘﺎﻧون
إذا ﻛﺎﻧت اﻟﺿﻣﺎﻧﺔ اﻟﻣذﻛورة ﻣن ﺷﺄﻧﮭﺎ أن ﺗﻐطﻲ اﻟﺣﻘوق ﻣوﺿوع ھذا اﻟﺣﺟز اﻟﺗﺣﻔظﻲ ".
وﻣﻣﺎ ذﻛر ﯾﺗﺑﯾن أن اﻟﻣﺷرع ﺣدد ﻧظﺎﻣﺎ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺎ ﯾﺣد ﻣن ﺣرﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ﻓﻲ ﺑﻧﺎء اﻟﻌﻘد
ﺷﻛﻼ ،ﺣﯾث ﺗم ﺗﻌﯾﯾن اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻹﻟزاﻣﯾﺔ اﻟواﺟب أن ﯾﺗﺿﻣﻧﮭﺎ اﻟﻌﻘد )اﻟﻔﺻل 3-618ق ل ع
145ـ ﺣﻛم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﺑﻣراﻛش ﻋدد 692/10:ﺑﺗﺎرﯾﺦ 03-03-2011 :ﻣﻧﺷور ﺑﺎﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ﻟﻠدراﺳﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ
واﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ال ﻋدد ،6اﻟﻣطﺑﻌﺔ واﻟوراﻗﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﺑﻣراﻛش ،2011ص 375 :وﻣﺎ ﯾﻠﯾﮭﺎ.
- 146ﺗم ﺗﺗﻣﯾم اﻟﻔرع اﻟراﺑﻊ ﻣن اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻟث ﺑﺎﻟﻣﺎدة 3-618ﻣﻛرر واﻟﻣﺎدة 3-618ﻣﻛرر ﻣرﺗﯾن واﻟﻣﺎدة 3-618ﻣﻛرر
ﺛﻼث ﻣرات ،ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻣﺎدة اﻟﻔرﯾدة ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 107.12اﻟﺳﺎﻟف اﻟذﻛر.
- 147أﻧظر اﻟﻣواد ﻣن 70إﻟﻰ 78ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ.
- 148ﯾﻧص اﻟﻔﺻل 62ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 14.07اﻟﻣﻐﯾر واﻟﻣﺗﻣم ﺑﻣﻘﺗﺿﺎه اﻟظﮭﯾر اﻟﺷرﯾف اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ 9رﻣﺿﺎن 1331
) 12أﻏﺳطس (1913اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ" :إن اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﻧﮭﺎﺋﻲ وﻻ ﯾﻘﺑل اﻟطﻌن ،وﯾﻌﺗﺑر ﻧﻘطﺔ
اﻻﻧطﻼق اﻟوﺣﯾدة ﻟﻠﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ واﻟﺗﺣﻣﻼت اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎر وﻗت ﺗﺣﻔﯾظﮫ دون ﻣﺎ ﻋداھﺎ ﻣن اﻟﺣﻘوق ﻏﯾر
اﻟﻣﻘﯾدة".
166
،149وھذه اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت ﻓﻲ ﻋﻣوﻣﮭﺎ ﯾﻣﻛن ﺗﻘﺳﯾﻣﮭﺎ إﻟﻰ ﻓﺋﺗﯾن ،اﻟﻔﺋﺔ اﻷوﻟﻰ ھﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﺑﯾﺎﻧﺎت
ﺗﺿﻣن ﻓﻲ ﻛل ﻋﻘد ،وﻣوﺿوﻋﮭﺎ ھوﯾﺔ اﻷطراف ،ﻣﺣل اﻟﻣﺧﺎﺑرة اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﮫ ،ورﻗم اﻟرﺳم
اﻟﻌﻘﺎري ﻟﻠﻌﻘﺎر اﻟﻣﺣﻔظ ﻣوﺿوع اﻟﺑﻧﺎء وﻣراﺟﻊ ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻌﻘﺎر ﻏﯾر اﻟﻣﺣﻔظ ،ﻣﻊ ﺗﺣدﯾد
اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ واﻟﺗﺣﻣﻼت اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻟواردة ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎر ،وﻟذﻟك ﻓوظﯾﻔﺔ ھذه اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت ھو
اﻟﺗﻌرﯾف ﺑﻌﻧﺎﺻر اﻟﻌﻘد ﻣن ﺣﯾث أطراﻓﮫ وﻣﺣﻠﮫ .
أﻣﺎ اﻟﻔﺋﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت ﻓﮭﻲ ﻣرﺗﺑطﺔ ﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻌﻘﺎر ﻗﯾد اﻹﻧﺟﺎز ،وﻣن ﺗم ﻓﮭدﻓﮭﺎ ھو
ﺣﻣﺎﯾﺔ رﺿﺎ أطراف اﻟﻌﻘد .وھذه اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت ﺗﺑﺎﻋﺎ ھﻲ ﻛﺎﻟﺗﺎﻟﻲ:
-ﺗﺎرﯾﺦ ورﻗم رﺧﺻﺔ اﻟﺑﻧﺎء.
-ﺛﻣن اﻟﺑﯾﻊ اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ وﻛﯾﻔﯾﺔ اﻷداء.
-أﺟل اﻟﺗﺳﻠﯾم.
-ﻣراﺟﻊ اﻟﺿﻣﺎﻧﺔ اﻟﺑﻧﻛﯾﺔ أو أﯾﺔ ﺿﻣﺎﻧﺔ أﺧرى أو اﻟﺗﺄﻣﯾن ﻋﻧد اﻻﻗﺗﺿﺎء.
ﻏﯾر أن اﻟﺳؤال اﻟذي ﯾطرح ﻓﻲ ھذا اﻹطﺎر ھو ﻣﺎ ھو اﻟﺟزاء اﻟﻣﺗرﺗب ﻋﻠﻰ إﻏﻔﺎل
اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أﺣد اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت أﻋﻼه؟
إن اﻟﻣﺷرع ﻟم ﯾﺿﻊ ﺟواﺑﺎ ﻋن ذﻟك ،وﻋﻠﯾﮫ ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻠزم اﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ
ﻟﻠوﻗوف ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻛم اﻟواﺟب اﻟﺗطﺑﯾق ،وﻣن ﺗم ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺟب وﺿﻊ ﺗﻔﺻﯾل ﻣن ﺣﯾث اﻷﺣﻛﺎم ﻛﻣﺎ
ﯾﻠﻲ:
-1إﻏﻔﺎل اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﺟوھرﯾﺔ ﯾرﺗب ﺑطﻼن اﻟﻌﻘد :ذﻟك أن اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﺟوھرﯾﺔ اﻟﻣﻌﺗﺑرة
أرﻛﺎﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد ﯾﺗرﺗب ﻋن إﻏﻔﺎﻟﮭﺎ اﻧﻌدام اﻟﻌﻘد ،وﻣﺛﺎل ذﻟك ﻋدم ذﻛر ھوﯾﺔ اﻷطراف
أو ﻣﺣل اﻟﻌﻘد ،أو ﻋدم ذﻛر اﻟﺛﻣن ﻣﻊ اﻟﺗﺣﻔظ ﺑﺷﺄن اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾذﻛر ﻓﯾﮭﺎ اﻟﺛﻣن
وﻟﻛن اﻟﺑﺎﺋﻊ ﯾﻛون ﻗد أﺟرى ﻋدة ﺑﯾوع ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺎرات ﻣﺟﺎورة ،ﺣﯾث ﯾﻔﺗرض واﻟﺣﺎﻟﺔ
ھذه أن اﻟطرﻓﯾن ﻗد ارﺗﺿﯾﺎ ﺛﻣن اﻟﻣﺛل أو ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺣدﯾد ﺛﻣن ﻣرﺟﻌﻲ ﻟﻠﺑﯾﻊ ﻛﻣﺎ ھو
ﺷﺄن ﻋﻘود اﻟﺑﯾﻊ اﻟواردة ﻋﻠﻰ ﺳﻛن اﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﺣﯾث ھﻧﺎك ﺗﻌرﯾﻔﺔ ﻣرﺟﻌﯾﺔ.
إﻏﻔﺎل ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت ﻻ ﯾرﺗب ﺑطﻼن اﻟﻌﻘد ،وإﻧﻣﺎ ﯾﻌﻣل ﺑﺎﻷﺣﻛﺎم اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ،إذا ﻟم ﯾذﻛر ﻓﻲ
اﻟﻌﻘد ﻣﺣل ﻟﻠﻣﺧﺎﺑرة اﻋﺗﺑر ﻣوطن اﻟطرف ﻣﺣﻼ ﻟﻠﻣﺧﺎﺑرة ﻣﻌﮫ ،وإذا ﻟم ﯾذﻛر ﻓﻲ اﻟﻌﻘد ﻛﯾﻔﯾﺔ
أداء ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺛﻣن وآﺟﺎل ذﻟك اﻓﺗرض وﺟوب اﻷداء ﻋﻧد ﺗﺣرﯾر اﻟﻌﻘد اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ ،وإذا ﻟم ﯾذﻛر
أﺟل اﻟﺗﺳﻠﯾم ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﺷﺗري أن ﯾﻧذر اﻟﺑﺎﺋﻊ وﯾﺣدد ﻟﮫ أﺟﻼ ﻣﻌﻘوﻻ ﻹﻧﺟﺎز اﻷﺷﻐﺎل ،وإذا
ﻟم ﺗذﻛر اﻟﺿﻣﺎﻧﺔ اﻟﺑﻧﻛﯾﺔ ،ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻔﺗرض أن اﻟﻣﺷﺗري ﻟم ﯾطﺎﻟب ﺑﮭﺎ .وﻣﻊ ذﻟك ﻓﺈن ھذا اﻷﺧﯾر
ﯾﻣﻛﻧﮫ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﮭﺎ ﻓﻲ ﻛل ﺣﯾن ،وﯾﺟﺑر اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻗﺿﺎء.
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ :آﺛﺎر ﺑﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎر ﻗﯾد اﻹﻧﺟﺎز
- 149ﻣﺣﻣد اﻟﺧﺿراوي ،ﺷرط اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻓﻲ ﺑﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎر ﻓﻲ طور اﻻﻧﺟﺎز ﺑﯾن ﻏﺎﯾﺎت اﻟﺗﺷرﯾﻊ وإﻛراھﺎت اﻟواﻗﻊ ،ﻣداﺧﻠﺔ ﻓﻲ
ﻧدوة :ﺗوﺛﯾق اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻧظﻣﮭﺎ ﻣرﻛز اﻟدراﺳﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ﺑﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ﺑﻣراﻛش ﻣﺎ ﺑﯾن 11و
12ﻓﺑراﯾر 2005ﺳﻠﺳﻠﺔ اﻟﻧدوات واﻷﯾﺎم اﻟدراﺳﯾﺔ اﻟﻌدد 23:ص.161 :
-ﻣﺻطﻔﻲ ﺣﺗﯾﺗﻲ ،ﺑﻌض اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻣﺷﺗري اﻟﻌﻘﺎر ﻓﻲ طور اﻻﻧﺟﺎز ﻋﻠﻰ ﺿوء اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 00-44واﻟﻘواﻋد
اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻣداﺧﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻧدوة اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﺑﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ﺑوﺟدة ،دار اﻟﻧﺷر اﻟﺟﺳور ،ط ،1ص.143:
167
ﺑﯾﻊ ﻋﻘﺎر ﻗﯾد اﻹﻧﺟﺎز ھو ﺑﯾﻊ ﻣوﺿوﻋﮫ ﻣﺣل ﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻲ ،وھو اﻷﻣر اﻟذي راﻋﺎه اﻟﻣﺷرع
وھو ﯾﻧظم ﻣﺟﻣل اﻟﻘواﻋد اﻟﻧﺎظﻣﺔ ﻟﻠﺗﻌﺎﻗد ﻓﻲ ھذا اﻟﻣﺟﺎل ،وﻣن ﺗم ﻧظم ﻋﻘد اﻟﺗﺧﺻﯾص
واﻟﻌﻘد اﻻﺑﺗداﺋﻲ ،وھﻣﺎ ﻋﻘدان ﯾﻧظﻣﺎن اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﺑﯾن اﻟﺑﺎﺋﻊ واﻟﻣﺷﺗري ﺧﻼل اﻟﻣدة
اﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﻣﺎ ﺑﯾن ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ رﺧﺻﺔ اﻟﺑﻧﺎء وﺗﺎرﯾﺦ اﻻﻧﺗﮭﺎء ﻣن أﺷﻐﺎل اﻟﺑﻧﺎء
واﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ رﺧﺻﺔ اﻟﺳﻛن واﺳﺗﺧراج اﻟرﺳوم اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻟﻔرﻋﯾﺔ ،ﺛم ﻧظم اﻟﻣﺷرع
اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻷﺧرى اﻟﻣﺗﻣﻣﺔ ﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗد وھﻲ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺑرم ﻓﯾﮭﺎ اﻟطرﻓﺎن اﻟﻌﻘد اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ.
وﻋﻠﯾﮫ ،ﻓﻛل ﻣرﺣﻠﺔ ﻣن ھذه اﻟﻣراﺣل ﺗﺟﺳد ﻣرﺣﻠﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ وﻗﺎﺋﻣﺔ ﻣن ﺣﯾث آﺛﺎرھﺎ
واﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻓﻲ ﺣق ﻛل طرف ﺧﻼﻟﮭﺎ.
وﻣن ھذا اﻟﻣﻧطﻠق ﻓﺈن اﻟﺗزاﻣﺎت طرﻓﻲ اﻟﻌﻘد ﺳﺗﺧﺗﻠف ﺗﺑﻌﺎ ﻟﻛل ﻣرﺣﻠﺔ ،وﻟذﻟك ﻓﺈﻧﻧﺎ
ﺳﻧﻘﺳم ھذا اﻟﻣﺑﺣث إﻟﻰ ﻣطﻠﺑﯾن ،ﻧﻌﺎﻟﺞ ﻓﻲ اﻷول آﺛﺎر ﻋﻘد اﻟﺗﺧﺻﯾص واﻟﻌﻘد اﻻﺑﺗداﺋﻲ ﻟﺑﯾﻊ
اﻟﻌﻘﺎر ﻗﯾد اﻹﻧﺟﺎز ،وﻓﻲ اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ آﺛﺎر اﻟﻌﻘد اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ ﻟﺑﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎر ﻗﯾد اﻹﻧﺟﺎز.
اﻟﻣطﻠب اﻷول :آﺛﺎر ﻋﻘد اﻟﺗﺧﺻﯾص واﻟﻌﻘد اﻻﺑﺗداﺋﻲ ﻟﺑﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎر ﻗﯾد اﻹﻧﺟﺎز
أﻣﺎم ﻣﺟﻣوع اﻹﺷﻛﺎﻻت اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ طرﺣﮭﺎ ﺗﻧﺻﯾص اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون 00ــ 44
ﻓﻲ ﺻﯾﻐﺗﮫ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌدﯾل ﻋﻠﻰ وﺟوب ﺗﺣرﯾر اﻟﻌﻘد اﻻﺑﺗداﺋﻲ ﻟﺑﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎر ﻗﯾد اﻹﻧﺟﺎز
ﻓﻲ ﻣﺣرر رﺳﻣﻲ أو ﻋﻘد ﺛﺎﺑت اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﻣﺣرر ﻣن طرف ﻣﺣﺎم ﻣﻘﺑول ﻟﻠﺗراﻓﻊ أﻣﺎم ﻣﺣﻛﻣﺔ
اﻟﻧﻘض ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ اﻟﺑطﻼن ،إذ أن ﻛﺛﯾرا ﻣن اﻟﻣﺷﺗرﯾﯾن اﺿطروا ﻻﻧﺗظﺎر ﺳﻧوات ﻣن أﺟل
إﺗﻣﺎم أﺷﻐﺎل اﻟﺑﻧﺎء وﺑﻌد اﻻﻧﺗﮭﺎء ﻣﻧﮭﺎ ﻟم ﯾﺗﻣﻛﻧوا ﻣن ﺗﻣﻠك ﻣوﺿوع اﻟﺑﯾﻊ ،وأﺑطﻠت اﻟﻌﻘود
اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ اﻟﻣﻧﺟزة ﻟﻔﺎﺋدﺗﮭم ﺑﻌﻠﺔ ﻋدم اﻧﺿﺑﺎطﮭﺎ ﻟﻠﺷﻛﻠﯾﺔ اﻟﻣﺣددة ﻗﺎﻧوﻧﺎ ،وھو ﻧﻔس اﻹﺷﻛﺎل
اﻟذي ﻋﺎﻧﻰ ﻣﻧﮫ اﻟﻣﻧﻌﺷون اﻟﻌﻘﺎرﯾون ﺑﻌد ﻣطﺎﻟﺑﺗﮭم ﻟﻠﻣﺷﺗرﯾن ﺑﺄداء ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺛﻣن ،اﻟﺷﻲء اﻟذي
ﺟﻌل اﻟﻣﺷرع ﯾﺗدﺧل ﻣن أﺟل ﺗﻧظﯾم ﻋﻘد اﻟﺗﺧﺻﯾص ﺑﺄﺣﻛﺎم ﺟدﯾدة ــ اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ ـ ،وﯾﺑﻘﻰ
ﻋﻘد اﻟﺗﺧﺻﯾص ﻣﻧﺗﺟﺎ ﻵﺛﺎره ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻠزم أن ﯾﺑرم اﻟﻌﻘد اﻻﺑﺗداﺋﻲ داﺧل اﻟﺳﺗﺔ أﺷﮭر اﻟﻣواﻟﯾﺔ
وھذا ﻻ ﯾﻣﻧﻊ ﻣن أن اﻟﻌﻘد اﻻﺑﺗداﺋﻲ ﯾﺑرم ﺑدون أن ﯾﺳﺑﻘﮫ ﻋﻘد ﺗﺧﺻﯾص -اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ.-
اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ :آﺛﺎر ﻋﻘد اﻟﺗﺧﺻﯾص ﻟﺑﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎر ﻗﯾد اﻹﻧﺟﺎز
ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺑﺎﺋﻊ واﻟﻣﺷﺗري ﻗﺑل ﺗﺣرﯾر اﻟﻌﻘد اﻻﺑﺗداﺋﻲ إﺑرام ﻋﻘد ﺗﺧﺻﯾص ﻣن أﺟل اﻗﺗﻧﺎء
ﻋﻘﺎر ﻓﻲ طور اﻹﻧﺟﺎز ﯾﺣرر إﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﺣرر رﺳﻣﻲ أو ﻣﺣرر ﻋرﻓﻲ ﺛﺎﺑت اﻟﺗﺎرﯾﺦ وﻓﻘﺎ
ﻟﻠﺷﻛل اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﮫ ﻣن اﻷطراف ،وﯾﺧﺿﻊ ھذا اﻟﻌﻘد ﻟﻠﺿواﺑط اﻟﻣﺣددة ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 618/3
ﻣﻛرر ﻣرﺗﯾن واﻟﻔﺻل 618/3ﻣﻛرر ﺛﻼث ﻣرات ﻣن ق ل ع وھﻲ ﻛﺎﻟﺗﺎﻟﻲ:
ﻻ ﯾﺟوز إﺑرام ﻋﻘد ﺗﺧﺻﯾص اﻟﻌﻘﺎر ﻓﻲ طور اﻹﻧﺟﺎز ،ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ اﻟﺑطﻼن ،إﻻ ﺑﻌد
اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ رﺧﺻﺔ اﻟﺑﻧﺎء.
ﯾﺗﺿﻣن ﻋﻘد اﻟﺗﺧﺻﯾص اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﺑﻧود 1و 2و 3و 4و 5و 6و7
اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 618.3ﻣﻛرر ﻣن ق ل ع.
ﯾﺣق ﻟﻠﻣﺷﺗري اﻟﺗراﺟﻊ ﻋن ﻋﻘد اﻟﺗﺧﺻﯾص داﺧل أﺟل ﻻ ﯾﺗﻌدى ﺷﮭرا اﺑﺗداء ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ
إﺑرام ﻋﻘد اﻟﺗﺧﺻﯾص ،وھذه ﺿﻣﺎﻧﺔ ھﺎﻣﺔ ﺗﺄﺗﻲ ﻓﻲ ﺳﯾﺎق اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﻘررة ﻟﻠﻣﺳﺗﮭﻠك.
ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗراﺟﻊ اﻟﻣﺷﺗري ﻋن ﻋﻘد اﻟﺗﺧﺻﯾص ،أن ﯾرﺟﻊ ﻟﻠﻣﺷﺗري
اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟﻣدﻓوع ﻛﺎﻣﻼ داﺧل أﺟل ﻻ ﯾﺗﻌدى ﺳﺑﻌﺔ أﯾﺎم اﺑﺗداء ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ھذا اﻟﺣق.
168
ﺗﺣدد ﺻﻼﺣﯾﺔ ﻋﻘد اﻟﺗﺧﺻﯾص ﻓﻲ ﻣدة ﻻ ﺗﺗﺟﺎوز ﺳﺗﺔ ) (6أﺷﮭر ﻏﯾر ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﺟدﯾد
ﺗؤدي ﻟزوﻣﺎ إﻟﻰ إﺑرام ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ اﻻﺑﺗداﺋﻲ أو اﻟﺗراﺟﻊ ﻋن ﻋﻘد اﻟﺗﺧﺻﯾص واﺳﺗرﺟﺎع اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ
اﻟﻣﺳﺑﻘﺔ.
اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻻ ﯾﺗﻣﻠك ﻣﺑﻠﻎ اﻟﺗﺳﺑﯾق وﻻ ﯾﺣق ﻟﮫ اﻟﺗﺻرف ﻓﯾﮫ داﺧل اﻷﺟل اﻟﻣﻣﻧوح ﻟﻠﻣﺷﺗري
ﻟﻠﺗراﺟﻊ ،ﺑﺣﯾث ﯾﻠزﻣﮫ أن ﯾودع اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣؤداة ﻣن طرف اﻟﻣﺷﺗرﯾن ﻋﻧد إﺑرام ﻋﻘود
اﻟﺗﺧﺻﯾص ،ﻓﻲ ﺣﺳﺎب ﺑﻧﻛﻲ ﺧﺎص ﻓﻲ اﺳم اﻟﺑﺎﺋﻊ ،وﺗﻛون ھذه اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣودﻋﺔ ﻏﯾر
ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﺻرف أو اﻟﺣﺟز إﻟﻰ ﺣﯾن اﻧﻘﺿﺎء أﺟل ﺣق اﻟﺗراﺟﻊ اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻛل ﻋﻘد ،وﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑل
ﯾﺗﺳﻠم اﻟﻣﺷﺗري وﺻﻼ ﺑﺎﻹﯾداع.
إذن ﻓﻔﻲ ﻋﻘد اﻟﺗﺧﺻﯾص ﻧﻛون أﻣﺎم ﺛﻼث ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﻘررة ﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻣﺷﺗري:
ﻣﺑﻠﻎ اﻟﺗﺳﺑﯾق ﯾوﺿﻊ ﻓﻲ ﺣﺳﺎب ﺧﺎص ﺑﺎﺳم اﻟﺑﺎﺋﻊ وﻻ ﯾﻣﻠك ھذا اﻷﺧﯾر ﺻﻼﺣﯾﺔ
اﻟﺗﺻرف ﻓﯾﮫ ،أي أﻧﮫ ﻻ ﯾﻣﻛﻧﮫ ﺳﺣﺑﮫ وﻻ إﺻدار ﺷﯾﻛﺎت ﻟﻣﺳﺗﻔﯾدﯾن ﻣن ھذا اﻟﻣﺑﻠﻎ.
ﻣﺑﻠﻎ اﻟﺗﺳﺑﯾق ﻻ ﯾﺟوز ﺣﺟزه ،وﻓﻲ ھذا اﺳﺗﺛﻧﺎء ﻣن اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺣﺟز
اﻟﺗﻲ ﺗﺟﻌل ﻣن أﻣوال اﻟﻣدﯾن ﺿﻣﺎن ﻋﺎم ﻟداﺋﻧﯾﮫ 150ﯾﺣق ﻟﮭم اﻟﺣﺟز ﻋﻠﻰ أي
ﻣﻧﮭﺎ ،وذﻟك ﻟوﺟود ﻧص ﯾﻣﻧﻊ ﻣن اﻟﺣﺟز ،151وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﻌطل اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻌﺎﻣﺔ
150ـ ﯾﻧص اﻟﻔﺻل 1241ﻣن ق ل ع ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ" :أﻣوال اﻟﻣدﯾن ﺿﻣﺎن ﻋﺎم ﻟداﺋﻧﯾﮫ ،وﯾوزع ﺛﻣﻧﮭﺎ ﻋﻠﯾﮭم ﺑﻧﺳﺑﺔ دﯾن ﻛل
واﺣد ﻣﻧﮭم ﻣﺎ ﻟم ﺗوﺟد ﺑﯾﻧﮭم أﺳﺑﺎب ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻸوﻟوﯾﺔ".
وﻧﺷﯾر ھﻧﺎ إﻟﻰ أﻧﮫ اﺳﺗﺛﻧﺎء ﻣن أﺣﻛﺎم اﻟﻔﺻل 1241ﻣن ﻗﺎﻧون اﻻﻟﺗزاﻣﺎت واﻟﻌﻘود اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ 9رﻣﺿﺎن 12) 1331
أﻏﺳطس (1913وﻣﺎ ﻟم ﯾﻧص ﻋﻠﻰ ﺧﻼف ذﻟك ﻓﻲ ﻧظﺎم ﺗﺳﯾﯾر ﺻﻧدوق اﻟﺗوظﯾف اﻟﺟﻣﺎﻋﻲ ﻟﻠﺗﺳﻧﯾد ،ﻻ ﺗﻐطﻲ أﺻول ﻗﺳم
ﻣﺣدد إﻻ اﻟدﯾون اﻟﺗﻲ ﻋﻠﯾﮫ واﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﮫ ﻛﻣﺎ ﻻ ﺗﺳﺗﻔﯾد إﻻ ﻣن دﯾون اﻟﻘﺳم اﻟﻣﻌﻧﻲ ،وذﻟك ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻣﺎدة 64ﻣن
اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 33.06اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗﺳﻧﯾد اﻟدﯾون ،ﺳﺎﻟف اﻟذﻛر.
151ـ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 488ﻣن ق ل ع ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" ﯾﻣﻛن ﻟﻛل داﺋن ذاﺗﻲ أو اﻋﺗﺑﺎري ﯾﺗوﻓر ﻋﻠﻰ دﯾن ﺛﺎﺑت إﺟراء ﺣﺟز ﺑﯾن ﯾدي اﻟﻐﯾر ﺑﺈذن ﻣن اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺑﺎﻟﻎ وﻣﺳﺗﻧدات
ﻟﻣدﯾﻧﮫ واﻟﺗﻌرض ﻋﻠﻰ ﺗﺳﻠﯾﻣﮭﺎ ﻟﮫ.
ﻏﯾر أﻧﮫ ﻻ ﯾﻘﺑل اﻟﺗﺣوﯾل واﻟﺣﺟز ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
- 1اﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺻرح اﻟﻘﺎﻧون ﺑﺄﻧﮭﺎ ﻏﯾر ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺣﺟز؛
- 2اﻟﻧﻔﻘﺎت؛
- 3اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺑق أو ﺗرد ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرھﺎ ﻣﺻﺎرﯾف ﻣﻛﺗب أو ﺟوﻟﺔ أو ﺗﺟﮭﯾز أو ﺗﻧﻘل أو ﻧﻘل؛
- 4اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرھﺎ ردا ﻟﺗﺳﺑﯾﻘﺎت أو أداء ﻟﻣﺻﺎرﯾف أﻧﻔﻘﮭﺎ ﻋﺎﻣل ﻣﺳﺗﺧدم ﺑﺻﻔﺔ ﻣﺳﺗﻣرة أو ﻣؤﻗﺗﺔ ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ
ﻋﻣﻠﮫ؛
- 5اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرھﺎ ردا ﻟﺗﺳﺑﯾﻘﺎت أو أداء ﻟﻣﺻﺎرﯾف ﺳﯾﻧﻔﻘﮭﺎ اﻟﻣوظﻔون أو اﻷﻋوان اﻟﻣﺳﺎﻋدون ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ
ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻋﺎﻣﺔ أو ﻣﺻﺎرﯾف أﻧﻔﻘوھﺎ ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻋﻣﻠﮭم؛
- 6ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت واﻟﻣﻧﺢ وﺟﻣﯾﻊ ﻣﺎ ﯾﺿﺎف أو ﯾﻠﺣق ﺑﺎﻷﺟور واﻟرواﺗب ﻛﺗﻌوﯾﺿﺎت ﻋﺎﺋﻠﯾﺔ؛
- 7رأس ﻣﺎل اﻟوﻓﺎة اﻟﻣؤﺳس ﺑﺎﻟﻣرﺳوم رﻗم 2.98.500اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ 14ﻣن ﺷوال ) 1419ﻓﺎﺗﺢ ﻓﺑراﯾر (1999
ﯾﺣدث ﺑﻣوﺟﺑﮫ ﻧظﺎم رﺻﯾد ﻟﻠوﻓﺎة ﻟﻔﺎﺋدة ذوي ﺣﻘوق اﻟﻣوظﻔﯾن اﻟﻣدﻧﯾﯾن واﻟﻌﺳﻛرﯾﯾن واﻷﻋوان اﻟﺗﺎﺑﻌﯾن ﻟﻠدوﻟﺔ واﻟﺟﻣﺎﻋﺎت
اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ 151؛
- 8اﻟﻣﻌﺎﺷﺎت اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون رﻗم 011.71ﺑﺗﺎرﯾﺦ 12ذي اﻟﻘﻌدة 30) 1391دﺟﻧﺑر(1971
ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء ﻣﺎ أﺷﯾر إﻟﯾﮫ ﻓﻲ اﻟﺷروط اﻟﻣﻘررة ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 39ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣذﻛور.
- 9اﻟﻣﻌﺎﺷﺎت اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون رﻗم 013.71ﺑﺗﺎرﯾﺦ 12ذي اﻟﻘﻌدة 30) 1391دﺟﻧﺑر (1971
ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء ﻣﺎ أﺷﯾر إﻟﯾﮫ ﻓﻲ اﻟﺷروط اﻟﻣﻘررة ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 42ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣذﻛور.
- 10ﻣﻌﺎﺷﺎت اﻟﺗﻘﺎﻋد أو اﻟﻌﺟز اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻣن اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص وﻟو ﻛﺎن اﻟﻣﺳﺗﻔﯾد ﻣﻧﮭﺎ ﻟم ﯾﺷﺎرك ﻓﻲ إﻧﺷﺎﺋﮭﺎ ﺑﻣﺑﺎﻟﻎ
ﺳﺑق دﻓﻌﮭﺎ .وﻣﻊ ذﻟك ﯾﺟوز ﺣﺟز وﺗﺣوﯾل ھذه اﻟﻣﻌﺎﺷﺎت ﺑﻧﻔس اﻟﺷروط واﻟﺣدود اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻷﺟور .وﯾﺟوز أن ﯾﺻل اﻟﺣد
169
اﻟﻘﺎﺋﻠﺔ ﺑﺟواز اﻟﺣﺟز ﻋﻠﻰ أي ﻣﺎل ﻟﻠﻣدﯾن ﻋن اﻻﺷﺗﻐﺎل ﻟوﺟود ﻧص ﺧﺎص،
وﻋﻠﺔ اﻟﻣﻧﻊ ھﻲ ﺗرك ﻓرﺻﺔ ﻟﻠﻣﺷﺗري ﻟﻠﺗﻔﻛﯾر ﻓﻲ ﺟدﯾﺔ اﻟﺑﯾﻊ وأھﻣﯾﺗﮫ وﻣﻛﻧﺔ
اﻟﺗراﺟﻊ ﻋﻧﮫ ﺑﻣﺎ ﯾوﺟﺑﮫ ذﻟك ﻣن اﺳﺗرﺟﺎﻋﮫ ﻟﻠﺛﻣن داﺧل أﺟل ﻣﻌﻘول وھو
ﺳﺑﻌﺔ أﯾﺎم.
اﻟﻘﺎﺑل ﻟﻠﺣﺟز واﻟﺗﺣوﯾل ﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺻﺣﯾﺔ أو ﺑﯾوت إﯾواء اﻟﻌﺟزة ﻻﺳﺗﯾﻔﺎء ﻣﻘﺎﺑل اﻟﻌﻼج أو إﻗﺎﻣﺔ ﺑﮭﺎ إﻟﻰ 50ﻓﻲ
اﻟﻣﺎﺋﺔ إن ﻛﺎن ﺻﺎﺣﺑﮭﺎ ﻣﺗزوﺟﺎ وإﻟﻰ 90ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺋﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت اﻷﺧرى.
ﻻ ﯾﻘﺑل ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ اﻟﺗﺣوﯾل واﻟﺣﺟز ﺟﻣﯾﻊ اﻷﺷﯾﺎء اﻟﺗﻲ ﯾﺻرح اﻟﻘﺎﻧون ﺑﻌدم ﻗﺎﺑﻠﯾﺗﮭﺎ ﻟذﻟك.
170
وﻧﻌﺗﻘد أن اﻟﻣﺷرع ﻛﺎن ﻓﻲ ﻏﻧﻰ ﻋﻠﻰ إﺿﺎﻓﺔ اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن اﻟﻔﺻل أﻋﻼه ،ﻷن ﻣﻛﻧﺔ
اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﺗﻣدﯾد اﻷﺟل ھﻲ ﺧﯾﺎر اﺗﻔﺎﻗﻲ ﯾؤطره اﻟﻣﺑدأ اﻟﺗﻌﺎﻗدي اﻟﻌﺎم اﻟذي ﯾﻘﺿﻲ ﺑﺗﻘدﯾس
ﻣﺑدأ ﺳﻠطﺎن اﻹرادة ،ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﯾﺟﻌل ﻣن اﻟﻌﻘد ﺷرﯾﻌﺔ ﻋﺎﻗدﯾﮫ ،وﻣن ﺗم ﻓﺈن ﻣﺎ ﺟﺎءت ﺑﮫ
اﻟﻔﻘرة اﻟﻣذﻛورة ﻣﺎ ھﻲ إﻻ ﺗﻛرار ﻟﻣﺿﻣن اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘد.
واﻋﺗﺑﺎرا ﻟﻠطﺎﺑﻊ اﻟﺗﺑﺎدﻟﻲ ﻟﻌﻘد ﺑﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎر ﻗﯾد اﻹﻧﺟﺎز ،ﻓﺎﻟﻣﺷﺗري ﺑدوره ﻣﻠزم ﺑﺎﻟﺗزاﻣﯾن
ﻧﺎﺷﺋﯾن ﻋﻠﻰ ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ اﻻﺑﺗداﺋﻲ:
اﻻﻟﺗزام اﻷول ھو اﻻﻟﺗزام ﺑدﻓﻊ أﻗﺳﺎط اﻟﺛﻣن ﺗﺑﻌﺎ ﻟﺗﻘدم اﻷﺷﻐﺎل ،وﺧﺎﺻﯾﺔ اﻟﺛﻣن ﻓﻲ ﺑﯾﻊ
اﻟﻌﻘﺎر ﻗﯾد اﻹﻧﺟﺎز ھو أﻧﮫ ﯾؤدى ﻋﻠﻰ ﺷﻛل أﻗﺳﺎط ﺗﺑﻌﺎ ﻟﺗﻘدم أﺷﻐﺎل اﻟﺑﻧﺎء ،وذﻟك وﻓق
اﻟﺗراﺗﺑﯾﺔ اﻟﻣﺣددة ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 6ـ 618ﻣن ق ل ع اﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" ﯾؤدي اﻟﻣﺷﺗري ،ﻛﺣد أﻗﺻﻰ ،ﻗﺳطﺎ ﻣن اﻟﺛﻣن اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ ﺗﺑﻌﺎ ﻟﺗﻘدم اﻷﺷﻐﺎل ﺣﺳب
اﻟﻣراﺣل اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
% 5ﻋﻧد إﺑرام ﻋﻘد اﻟﺗﺧﺻﯾص؛
% 5ﻋﻧد إﺑرام اﻟﻌﻘد اﻻﺑﺗداﺋﻲ أو 10%ﻋن ﻋدم وﺟود ﻋﻘد اﻟﺗﺧﺻﯾص؛
10%ﻋﻧد ﺑداﯾﺔ اﻷﺷﻐﺎل؛
60%ﻣﻘﺳﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺛﻼث ﻣراﺣل وﺗؤدى ﺣﺳب اﺗﻔﺎق اﻷطراف ﻋﻧد اﻻﻧﺗﮭﺎء ﻣن أﺷﻐﺎل
إﻧﺟﺎز ﻛل ﻣرﺣﻠﺔ:
ﻣرﺣﻠﺔ اﻷﺷﻐﺎل اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻷﺳﺎﺳﺎت ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟطﺎﺑق اﻷرﺿﻲ؛
ﻣرﺣﻠﺔ اﻷﺷﻐﺎل اﻟﻛﺑرى ﻟﻣﺟﻣوع اﻟﻌﻘﺎر؛
ﻣرﺣﻠﺔ اﻷﺷﻐﺎل اﻟﻧﮭﺎﺋﯾﺔ واﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ رﺧﺻﺔ اﻟﺳﻛن أو ﺷﮭﺎدة اﻟﻣطﺎﺑﻘﺔ؛
% 20ﻋﻧد إﺑرام ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ وﺗﺳﻠم اﻟﻣﻔﺎﺗﯾﺢ.
ﺗﻌﻔﻰ اﻹﺑراءات اﻟﻣؤداة ﻋﻧد ﻋﻘد اﻟﺗﺧﺻﯾص وﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ اﻻﺑﺗداﺋﻲ ﻣن رﺳوم اﻟﺗﺳﺟﯾل".
واﻟﺳؤال اﻟذي ﯾطرح ھﻧﺎ ھو ھل ھذه اﻟﺗراﺗﺑﯾﺔ ﻣن اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم؟ وھو ﻣﺎ ﯾﺗﻔرع ﻋﻧﮫ
ﺗﺳﺎؤل ﻣرﺗﺑط ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻣدى ﺟواز اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ھذه اﻟﺟدوﻟﺔ اﻟزﻣﻧﯾﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻣﺻﯾر
اﻻﺗﻔﺎﻗﺎت اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ،وأﻛﺛر ﻣن ذﻟك ﺟواز ﺗﻌدﯾل ھذه اﻟﺟدوﻟﺔ اﻟزﻣﻧﯾﺔ ﺑﺎﺗﻔﺎق اﻷطراف؟
ﻧﻌﺗﻘد أﻧﮫ ﯾﺟب ﻗراءة ھذه اﻟﻧﺻوص ﻓﻲ إطﺎر ﺳﯾﺎﻗﮭﺎ اﻟﻌﺎم واﻟراﻣﻲ إﻟﻰ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺷﺗري
ﻛﻣﺳﺗﮭﻠك ،وﻣن ﺗم ﻓﻛل ﺗﻔﺳﯾر ﯾﺟب أن ﯾراﻋﻲ ھذا اﻟﺳﯾﺎق اﻟﺣﻣﺎﺋﻲ ،وﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ذﻟك ﯾﻣﻛن
ﻗﺑول ﻛل اﺗﻔﺎق ﻣﺧﺎﻟف ﯾﺿﻣن اﻣﺗﯾﺎزات أو ﺣﻘوﻗﺎ ﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻣﺷﺗري ،وﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑل ﻻ ﯾﻣﻛن
ﻗﺑول ﻛل ﺗﺟﺎوز ﻟﮭذه اﻟﺿواﺑط ﻟﻔﺎﺋدة ﺻﺎﺣب اﻟﻣﺷروع ،ﻓﺈذا ﺗم اﻻﺗﻔﺎق ﻣﺛﻼ ﻋﻠﻰ أن ﯾؤدي
اﻟﻣﺷﺗري ﻛﺎﻣل اﻟﺛﻣن ﻋﻧد ﺗﺣرﯾر اﻟﻌﻘد اﻻﺑﺗداﺋﻲ أو ﻗﺑل اﻻﻧﺗﮭﺎء ﻣن إﻧﺟﺎز اﻟﻌﻘﺎر ﻓﺈن ھذا
اﻻﺗﻔﺎق ﻻ ﯾﻠزﻣﮫ ،وﯾﻣﻛن إﻋﺎدة ﺟدوﻟﺔ اﻷﻗﺳﺎط ﻋﻠﻰ ﺿوء اﻟﺗﺣدﯾد اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ أﻋﻼه.
ﻏﯾر أﻧﮫ ﻣﺗﻰ ﻛﺎن اﻻﺗﻔﺎق ﻓﻲ ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺷﺗري ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻣﻛن ﻗﺑوﻟﮫ ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻟﮫ ،وﻋﻠﯾﮫ ﻓﻌﻧد
ﻣﻧﺢ آﺟﺎل أطول ﻷداء اﻟﺛﻣن أو اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﺗﺄﺟﯾل أداء ﺟﻣﯾﻊ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺛﻣن إﻟﻰ ﺣﯾن اﻟﺗوﻗﯾﻊ
ﻋﻠﻰ ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ ،ﻓﺈن ﻣﺛل ھذا اﻻﺗﻔﺎق ﯾﻘﻊ ﺻﺣﯾﺣﺎ.
171
وإذا ﻟم ﯾﺗم اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﺟدوﻟﺔ اﻷداءات ﺑﺎﻟﻣرة ،ﻓﺈن أداء اﻟﺛﻣن ﺳﯾﺗراﺧﻰ إﻟﻰ ﺣﯾن
ﺗﺣرﯾر ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ ،ﺑل إﻧﮫ ﯾﻌﻣل ﺑﺎﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻣﻛﻣﻠﺔ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 6-
618ﻣن ق.ل.ع ،ﺣﯾث ﯾﺗم اﻷداء ﺑطرﯾﻘﺔ ﺗراﺗﺑﯾﺔ ﻣﻊ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﻘدم اﻷﺷﻐﺎل ،إذ ﯾؤدي ﻗﺳط
ﻋﻧد ﺗوﻗﯾﻊ اﻟﻌﻘد اﻻﺑﺗداﺋﻲ ،وﯾؤدي اﻟﻘﺳط اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻋﻧد اﻧﺗﮭﺎء اﻷﺷﻐﺎل اﻟﻛﺑرى ﻟﻣﺟﻣوع اﻟﻌﻘﺎر،
وﯾؤدي اﻟﻘﺳط اﻟﺛﺎﻟث واﻷﺧﯾر ﻋﻧد اﻻﻧﺗﮭﺎء ﻣن اﻷﺷﻐﺎل اﻟﻧﮭﺎﺋﯾﺔ.
وﻋﻣوﻣﺎ ﻓﺈن ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﺻل 6-618ﻣن ق.ل.ع اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﮫ ﺣرﻓﯾﺎ أﻋﻼه ﺗﺟﻌﻠﻧﺎ ﻧﻘف
ﻋﻧد ﺛﻼث ﻣﻼﺣظﺎت أﺳﺎﺳﯾﺔ:
إن اﻟﻣﺷرع وھو ﯾﺳطر ﺿواﺑط ﺟدوﻟﺔ أداء اﻷﻗﺳﺎط ﻓﻲ ﺑﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎر ﻗﯾد اﻹﻧﺟﺎز ﻟم ﯾﺑﯾن
ﻓﯾﮫ ﻛل ﻗﺳط ،ﻋﻠﻣﺎ أن اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﮭﺎ إﻧﻣﺎ ﯾﻌﻣل ﺑﮭﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم وﺟود اﺗﻔﺎق ﺑﯾن
اﻷطراف ﻋﻠﻰ طرﯾﻘﺔ ﺟدوﻟﺔ اﻷداءات .وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻧﻌﺗﻘد أن اﻟﻣﺷرع اﻓﺗرض اﻟﺟدوﻟﺔ ﻋﻠﻰ
أﺳﺎس ﻧﻔس اﻟﻧﺳﺑﺔ ﻓﻲ ﻛل ﻗﺳط ،وﻣن ﺗم ﻓﺈﻧﮫ ﯾؤدي ﺛﻠث اﻟﺛﻣن ﻓﻲ ﻛل ﻣرﺣﻠﺔ.
ﻟﻘد ﺗﻧﺑﮫ اﻟﻣﺷرع إﻟﻰ أن اﻟﻣﺷﺗري ﻗد ﯾﺗراﺧﻰ ﻓﻲ أداء اﻷﻗﺳﺎط اﻟﺣﺎﻟﺔ ،وھو ﻣﺎ ﻣن ﺷﺄﻧﮫ
أن ﯾﻠﺣق ﺿررا ﺑﺻﺎﺣب اﻟﻣﺷروع ،وﯾؤﺧر ﻣدة اﻹﻧﺟﺎز ،وﻟذﻟك أﻋطﻰ ﻟﻠﺑﺎﺋﻊ اﻟﻣﺗﺿرر
ﺣق اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ﻟﺟﺑر اﻟﺿرر اﻟﻧﺎﺗﺞ ﻋن اﻟﺗﻣﺎطل ،وﺧﻼﻓﺎ ﻟﻠﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﺈن
اﻟﻣﺷرع ﺳﻠب ﻋن اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺳﻠطﺔ ﺗﻘدﯾر اﻟﺗﻌوﯾض ،ﻛﻣﺎ أﻧﮫ ﻟم ﯾﻌط ﻟﻸطراف ﺳﻠطﺔ ﺗﺣدﯾده
ﻣن ﺧﻼل ﻣﻛﻧﺔ اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ اﻟﺷرط اﻟﺟزاﺋﻲ أو اﻟﺗﻌوﯾض اﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ،ﺑل ﺗدﺧل وﺣدد ﺑﺷﻛل
ﻗﺎﻧوﻧﻲ طرﯾﻘﺔ اﺣﺗﺳﺎب اﻟﺗﻌوﯾض اﻟذي ﯾﺳﺗﺣق اﺑﺗداء ﻣن اﻟﮭر اﻟﻣواﻟﻲ ﻟﻠﺗوﺻل ﺑﺎﻹﺷﻌﺎر
ﺑﺎﻷداء وﺑﻘﺎﺋﮫ ﺑدون ﺟدوى ،و اﻟﺳﻧد اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ﻓﻲ ذﻟك ھو اﻟﻔﺻل 12-618ﻣن ق ل ع
اﻟذي ﻧص ﺣرﻓﯾﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
" ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﺄﺧر ﻋن أداء اﻟدﻓﻌﺎت ﺣﺳب اﻟﻣراﺣل اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 6-
618أﻋﻼه ،ﯾﺗﺣﻣل اﻟﻣﺷﺗري ﺗﻌوﯾﺿﺎ ﻻ ﯾﺗﻌدى 1%ﻋن ﻛل ﺷﮭر ﻣن اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟواﺟب دﻓﻌﮫ،
ﻋﻠﻰ أﻻ ﯾﺗﺟﺎوز ھذا اﻟﺗﻌوﯾض 10%ﻓﻲ اﻟﺳﻧﺔ.
ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺄﺧر اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻋن إﻧﺟﺎز اﻟﻌﻘﺎر ﻓﻲ اﻷﺟل اﻟﻣﺣدد ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺗﺣﻣل ﺗﻌوﯾﺿﺎ ﺑﻧﺳﺑﺔ 1%
ﻋن ﻛل ﺷﮭر ﻣن اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟﻣؤدى ﻋﻠﻰ أﻻ ﯾﺗﺟﺎوز ھذا اﻟﺗﻌوﯾض 10%ﻓﻲ اﻟﺳﻧﺔ.
ﻏﯾر أن ھذا اﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻟﺗﺄﺧﯾر ﻻ ﯾطﺑق إﻻ ﺑﻌد ﻣرور ﺷﮭر ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺗوﺻل
اﻟطرف اﻟﻣﺧل ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎﺗﮫ ﺑﺈﺷﻌﺎر ﯾوﺟﮭﮫ إﻟﯾﮫ اﻟطرف اﻵﺧر ﺑﺈﺣدى اﻟطرق اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ
ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 37وﻣﺎ ﯾﻠﯾﮫ ﻣن اﻟظﮭﯾر اﻟﺷرﯾف ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻗﺎﻧون رﻗم 447-74-1اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ
11ﻣن رﻣﺿﺎن 28) 1394ﺳﺑﺗﻣﺑر (1974ﺑﺎﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﻧص ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة
اﻟﻣدﻧﯾﺔ".
وﻋﻠﯾﮫ ﻓﺎﻟﺳؤال اﻟﺟوھري اﻟذي ﯾطرح ھﻧﺎ ھو ﻣﺎ ھﻲ ﺣدود إرادة اﻷطراف ﻓﻲ اﻻﺗﻔﺎق
ﻋﻠﻰ ﻣﺑﻠﻎ آﺧر ﻟﻠﺗﻌوﯾض ﺧﺎرج اﻟﻧﺳﺑﺔ اﻟﻣﺣددة ﺗﺷرﯾﻌﯾﺎ؟ ﻧﻌﺗﻘد أﻧﮫ ﻻ ﯾﺣق ﻟﮭم ذﻟك ﻷن
اﻟﻣﺷرع ﻋﻧدﻣﺎ وﺿﻊ اﻟﺗﺣدﯾد اﻟﻣذﻛور ﻓﺈﻧﮫ ،ﻓﺎﻷﻣر أراد أن ﯾﺗدﺧل ﻓﻲ اﻟﻌﻘد ﺑﺎﻋﺗﺑﺎره ﻓﻲ
ﺑﻌض اﻟﺣﺎﻻت ﻣﺟﺎﻻ ﻣﺣروﺳﺎ ،ﻓﺎﻟﮭدف ﻣن اﻟﺗﺣدﯾد اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ اﻟﻣذﻛور ھو اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ
اﻟﺗوازن اﻟﻌﻘدي.
اﻟﻣﻼﺣظﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﺗرﺗﺑط ﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻌﻘﺎر ﻗﯾد اﻹﻧﺟﺎز ،ﻓﻣن اﻟﻣﻌﻠوم أن اﻟزﻣن ﯾﻠﻌب دورا
ﻓﻲ إﺗﻣﺎم ھذا اﻟﻌﻘد ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻣن اﻟﻣﺣﺗﻣل أن ﺗﺗﻐﯾر اﻷوﺿﺎع اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗﻘﻠﺑﺎت
172
اﻷﺳﻌﺎر ،وﻣن ﺗم ﻓﺈن اﻟﺳؤال اﻟذي ﯾطرح ھو ﻣدى ﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﻣراﺟﻌﺔ اﻟﺛﻣن وذﻟك
ﻓﻲ ﻏﯾﺎب اﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ ذﻟك؟
ﺟواﺑﺎ ﻋن ذﻟك ،ذھب اﻟﺑﻌض إﻟﻰ أﻧﮫ ﯾﺗﻌﯾن أن ﯾﻛون ﻟﻠﻘﺿﺎء دور إﯾﺟﺎﺑﻲ اﻧﺳﺟﺎﻣﺎ ﻣﻊ
اﻟﺗوﺟﮭﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ إﻋطﺎء اﻟﻘﺎﺿﻲ دورا ﻓﻌﺎﻻ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد .وھو رأي ﻻ
ﻧراه ﺻواﺑﺎ وﻻ ﻧﻧﺗﺻر إﻟﯾﮫ ﻛﻠﯾﺔ ،ﻷن اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻟم ﯾﺗﺿﻣن أي ﻧص ﯾﻌطﻲ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ
اﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺔ أﻋﻼه ،وﻣن ﺗم ﻓﺈﻧﮫ ﻻﺣق ﻟﮫ ﻓﻲ اﻟﺗدﺧل ﻟﺗﻌدﯾل أﺣد أرﻛﺎن اﻟﻌﻘد ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺣﺻول
ظروف طﺎرﺋﺔ ،وذﻟك اﺣﺗراﻣﺎ ﻟﻺرادة اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ.
أﻣﺎ اﻻﻟﺗزام اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟذي ﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق اﻟﻣﺷﺗري ﻓﮭو ﻓﻲ ﺣﻘﯾﻘﺗﮫ ﻧﺎﺗﺞ ﻋن إﻋﻣﺎﻟﮫ ﻟﻠﻣﻛﻧﺔ
اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ اﻟﻣﺧوﻟﺔ ﻟﮫ ﻓﻲ اﻟﺗﻧﺎزل ﻋن ﻋﻘﺎره اﻟذي ھو ﻗﯾد اﻹﻧﺟﺎز ﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻐﯾر .إذ أﻧﮫ وﻛﻣﺎ
ھو ﻣﻌﻠوم ﻓﺎﻟﻣﺷﺗري ﯾﻣﻠك ﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﺗﺧﻠﻲ ﻋن ﺣﻘوﻗﮫ ﻓﻲ اﻟﻣﺑﯾﻊ اﻟﻣذﻛور ،ﻓﺎﻷﻣر ھﻧﺎ ﯾﺗﻌﻠق
ﺑﺣواﻟﺔ اﻟﻌﻘد ،واﻟﺳﻧد اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ﻓﻲ ذﻟك ھو ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﺻل 13-618ﻣن ق.ل.ع.152
وﻣﺎ ﯾﻼﺣظ ﺑﺧﺻوص ھذا اﻟﻧص أﻧﮫ أﺗﻰ ﻓﻲ ﺳﯾﺎق اﻟﺣﻛم اﻟﻌﺎم اﻟذي ﯾﻌطﻲ ﺣق ﺣواﻟﺔ
اﻟﻌﻘد ،ﺑﺷرط إﺷﻌﺎر اﻟﻣﺣﺎل ﻋﻠﯾﮫ ﺑﺎﻟﺣواﻟﺔ ،ﻏﯾر أن اﻟﻣﺷرع ﺣدد ﺷﻛﻠﯾﺔ اﻹﻋﻼم وھﻲ أن ﯾﺗم
ﺑرﺳﺎﻟﺔ ﻣﺿﻣوﻧﺔ ﻣﻊ اﻹﺷﻌﺎر ﺑﺎﻟﺗوﺻل وﻧﻌﺗﻘد أن ھذه اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ ﻟﯾﺳت اﻟوﺣﯾدة اﻟﺗﻲ ﯾﺗم ﺑﮭﺎ
اﻹﻋﻼم ،ﺑل إن اﻟﻣﺷرع ھدف إﻟﻰ ﺗﻧﺑﯾﮫ اﻟﻣﺷﺗري إﻟﻰ ﺿرورة إﺛﺑﺎت اﻹﻋﻼم ،وﻣن ﺗم ﻓﺈن
اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻛﻠم ﻋﻧﮭﺎ اﻟﻔﺻل أﻋﻼه ﻟﯾﺳت ﻣن اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ،وﯾﻣﻛن اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺈﺟراءات اﻹﻋﻼم
ﻋن طرﯾق ﻣﻔوض ﻗﺿﺎﺋﻲ أو ﻋن طرﯾق اﻟﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣﺑﺎﺷر ﺑﺷرط ﺗﺄﺷﯾر اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻋﻠﻰ ﻧﺳﺧﺔ
اﻹﻋﻼم.
وﺗﻔﺎدﯾﺎ ﻟذﻟك ﻓﺈﻧﮫ إذا ﺣﺻل اﻟﺗﻧﺎزل ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو أﻋﻼه ،ﺣل اﻟﻣﺗﺧﻠﻰ ﻟﮫ ﻣﺣل اﻟﻣﺷﺗري ﻓﻲ
اﻟﻌﻘد ،وﺧﻠﻔﮫ ﻓﻲ ﻣرﻛزه ﻓﻲ ﺷراء اﻟﻌﻘﺎر ﻗﯾد اﻹﻧﺟﺎز.
وﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣﯾﺎن ﻗد ﯾرﺗﺄي اﻟطرف اﻟﻣﺷﺗري أو اﻟطرف اﻟﺑﺎﺋﻊ اﻟﺗﺣﻠل ﻣن اﻻﻟﺗزاﻣﺎت
اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن اﻟﻌﻘد اﻻﺑﺗداﺋﻲ ،ﻏﯾر أن ﻣﻣﺎرﺳﺗﮫ ﻟﮭذه اﻟﻣﻛﻧﺔ ﯾﻔﺗﺗﺢ ﺑﺎب ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﮫ اﻟﻣدﻧﯾﺔ،
ﺑﺣﯾث ﯾﻠزﻣﮫ أداء اﻟﺗﻌوﯾض اﻟﻣﺣدد ﻗﺎﻧوﻧﺎ وذﻟك وﻓق اﻟﺗﻔﺻﯾل اﻟوارد ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 14ـ 618
ﻣن ق ل ع ،153أي وﻓق اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
152ـ ﯾﻧص اﻟﻔﺻل اﻟﻔﺻل 13-618ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" ﯾﺟوز ﻟﻠﻣﺷﺗري اﻟﺗﺧﻠﻲ ﻋن ﺣﻘوﻗﮫ اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋن ﺑﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎر ﻓﻲ طور اﻹﻧﺟﺎز ﻟﺷﺧص آﺧر.
ﯾﺟب أن ﯾﺗم ھذا اﻟﺗﺧﻠﻲ وﻓق اﻟﺷﻛل واﻟﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﻣﻘررﯾن ﻟﻌﻘد اﻟﺗﺧﺻﯾص أو ﻟﻌﻘد اﻟﺑﯾﻊ اﻻﺑﺗداﺋﻲ واﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺻول 3-618
و 3-618ﻣﻛرر و 3-618ﻣﻛرر ﻣرﺗﯾن أﻋﻼه.
ﻻ ﯾﺳري ھذا اﻟﺗﺧﻠﻲ ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ اﻟﺑﺎﺋﻊ إﻻ إذا ﺑﻠﻎ ﺑﮫ ﺑﺈﺣدى اﻟطرق اﻟﻣﻌﺗﻣدة ﻗﺎﻧوﻧﺎ.
ﺗﻧﺗﻘل ﺑﻘوة اﻟﻘﺎﻧون ،ﺣﻘوق واﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﺑﺎﺋﻊ إﻟﻰ اﻟﻣﺷﺗري اﻟﺟدﯾد".
153ـ ﯾﻧص اﻟﻔﺻل 14ـ 618ﻣن ق ل ع ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ " :ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻓﺳﺦ ﻋﻘد اﻟﺗﺧﺻﯾص أو اﻟﻌﻘد اﻻﺑﺗداﺋﻲ ﻣن ﻟدن
أﺣد اﻟطرﻓﯾن ،ﯾﺳﺗﺣق اﻟﻣﺗﺿرر ﻣن اﻟﻔﺳﺦ ،ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﺻل 19-618أدﻧﺎه ،ﺗﻌوﯾﺿﺎ ﻣﺣددا ﻓﻲ:
15% 1ﻣن اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﻣؤداة إﻟﻰ ﺣﯾن اﻻﻧﺗﮭﺎء ﻣن اﻷﺷﻐﺎل اﻟﻛﺑرى ﻟﻣﺟﻣوع اﻟﻌﻘﺎر؛
20% 2ﻣن اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﻣؤداة إﻟﻰ ﺣﯾن اﻻﻧﺗﮭﺎء ﻣن اﻷﺷﻐﺎل اﻟﻧﮭﺎﺋﯾﺔ واﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ رﺧﺻﺔ اﻟﺳﻛن أو ﺷﮭﺎدة
اﻟﻣطﺎﺑﻘﺔ.
ﻏﯾر أﻧﮫ ﯾﺣق ﻟﻠﻣﺷﺗري ﻓﺳﺦ اﻟﻌﻘد دون ﺗﺣﻣل أي ﺗﻌوﯾض إذا ﺗﺟﺎوز اﻟﺑﺎﺋﻊ اﻷﺟل اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﮫ ﻟﺗﺳﻠﯾم اﻟﻌﻘﺎر ﻣﻊ
ﻣراﻋﺎة ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﺻل 7-618أﻋﻼه .وﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ،ﯾﺳﺗﺣق اﻟﻣﺷﺗري ﺗﻌوﯾﺿﺎ ﻣﺣددا ﻓﻲ 20%ﻣن اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﻣؤداة.
ﯾﻌﻔﻰ اﻟﻣﺷﺗري ﻣن أداء اﻟﺗﻌوﯾض إذا ﺗم اﻟﻔﺳﺦ ﻗﺑل اﻧﺗﮭﺎء أﺟل اﻟﺛﻼﺛﯾن ﯾوﻣﺎ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ إﺑرام ﻋﻘد اﻟﺗﺧﺻﯾص".
173
*ﺣﺎﻟﺔ وﻗوع اﻟﻔﺳﺦ ﻗﺑل اﻻﻧﺗﮭﺎء ﻣن اﻷﺷﻐﺎل اﻟﻛﺑرى ﻟﻣﺟﻣوع اﻟﻌﻘﺎر :ﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ
ﯾﺣدد اﻟﺗﻌوﯾض ﻋﻠﻰ أﺳﺎس 15%ﻣن اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﻣؤداة.
*ﺣﺎﻟﺔ وﻗوع اﻟﻔﺳﺦ ﻗﺑل اﻻﻧﺗﮭﺎء ﻣن اﻷﺷﻐﺎل اﻟﻛﺑرى ﻟﻣﺟﻣوع اﻟﻌﻘﺎر وﻗﺑل اﻻﻧﺗﮭﺎء ﻣن
اﻷﺷﻐﺎل اﻟﻧﮭﺎﺋﯾﺔ واﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ رﺧﺻﺔ اﻟﺳﻛن أو ﺷﮭﺎدة اﻟﻣطﺎﺑﻘﺔ ـ :ﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﻛون
اﻟﺗﻌوﯾض ھو 20ﺑﺎﻟﻣﺎﺋﺔ ﻣن اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﻣؤداة إﻟﻰ ﺣﯾن اﻻﻧﺗﮭﺎء ﻣن اﻷﺷﻐﺎل اﻟﻧﮭﺎﺋﯾﺔ واﻟﺣﺻول
ﻋﻠﻰ رﺧﺻﺔ اﻟﺳﻛن أو ﺷﮭﺎدة اﻟﻣطﺎﺑﻘﺔ.
*ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺄﺧر اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻓﻲ اﻹﻧﺟﺎز وﻋدم ﻣراﻋﺎﺗﮫ ﻷﺟل اﻹﻧﺟﺎز :ھﻧﺎ ﯾﺣق ﻟﻠﻣﺷﺗري ﻓﺳﺦ
اﻟﻌﻘد دون ﺗﺣﻣل أي ﺗﻌوﯾض إذا ﺗﺟﺎوز اﻟﺑﺎﺋﻊ اﻷﺟل اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﮫ ﻟﺗﺳﻠﯾم اﻟﻌﻘﺎر ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة
ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﺻل 7-618أﻋﻼه ،وﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺑل ﯾﺳﺗﺣق اﻟﻣﺷﺗري ﺗﻌوﯾﺿﺎ ﻣﺣددا ﻓﻲ 20%ﻣن
اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﻣؤداة.
وﻧﺷﯾر ﻓﻲ آﺧر ﻣﻌﺎﻟﺟﺗﻧﺎ ﻟﮭذه اﻟﻧﻘطﺔ إﻟﻰ أن اﻟﻣﺷرع أﻋطﻰ ﻟﻠﻣﺷﺗري ﻣﻛﻧﺔ إﺟراء ﺗﻘﯾﯾد
اﺣﺗﯾﺎطﻲ ﻋﻠﻰ اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري اﻷم ﻟﻠﻌﻘﺎر اﻟذي ﺳﯾﺟري ﻓوﻗﮫ اﻟﺑﻧﺎء ،وذﻟك ﻟﻛﻲ ﯾﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ
رﺗﺑﺔ ﺣﻘﮫ ،وذﻟك ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻔﺻل 10-618ﻣن ق ل ع اﻟذي ﯾﺟري ﺳﯾﺎﻗﮫ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
"ﯾﺟوز ﻟﻠﻣﺷﺗري ،إذا ﻛﺎن اﻟﻌﻘﺎر ﻣﺣﻔظﺎ ،أن ﯾطﻠب إﺟراء ﺗﻘﯾﯾد اﺣﺗﯾﺎطﻲ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻋﻘد
اﻟﺑﯾﻊ اﻻﺑﺗداﺋﻲ إذا ﺗﺟﺎوزت اﻟﺗﺳﺑﯾﻘﺎت 50%ﻣن ﺛﻣن اﻟﺑﯾﻊ .وﯾﺑﻘﻰ اﻟﺗﻘﯾﯾد اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ ﺳﺎرﯾﺎ
إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ ﺗﻘﯾﯾد ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ وذﻟك ﻟﻠﺣﻔﺎظ اﻟﻣؤﻗت ﻋﻠﻰ ﺣﻘوق اﻟﻣﺷﺗري .وﻛل ﺷرط
ﻣﺧﺎﻟف ﯾﻌﺗﺑر ﺑﺎطﻼ.
ﯾﺑﻘﻰ اﻟﺗﻘﯾﯾد اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ ﺳﺎري اﻟﻣﻔﻌول إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ ﺗﻘﯾﯾد ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري
اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻟﻣﺑﯾﻊ.
ﺑﻣﺟرد إﺟراء اﻟﺗﻘﯾﯾد اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ ،ﯾﻣﻧﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ﺗﺳﻠﯾم ﻧظﯾر
اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري إﻟﻰ اﻟﺑﺎﺋﻊ.
ﯾﺗم ﺗﻌﯾﯾن رﺗﺑﺔ اﻟﻌﻘد اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ ﺑﺄﺛر رﺟﻌﻲ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺗﻘﯾﯾد اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ ﻟﻠﻌﻘد
اﻻﺑﺗداﺋﻲ.
ﯾﻘوم اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ أﺛﻧﺎء ﺗﻘﺳﯾم اﻟﻣﻠك ﻣوﺿوع اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري اﻷﺻﻠﻲ،
ﺑﻧﻘل ﻛل ﺗﻘﯾﯾد اﺣﺗﯾﺎطﻲ ﻣﺿﻣن ﺑﮭذا اﻟرﺳم إﻟﻰ اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري اﻟﻔرﻋﻲ اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﮫ".
وﻣن ﺧﻼل ھذا اﻟﻧص اﻟﻣﻌﺗﺑر ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ اﻹطﺎر اﻟﻣرﺟﻌﻲ اﻟﺧﺎص اﻟﻣﻧظم ﻟﻠﺗﻘﯾﯾد اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ
اﻟوارد ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺎر ﻗﯾد اﻹﻧﺟﺎز ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ ﺗﺳطﯾر اﻟﻣﻼﺣظﺎت اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
إن اﻟﻌﻘد اﻻﺑﺗداﺋﻲ ﯾﻌﺗﺑر ﺳﻧدا ﯾﺑرر ﺗوﻗﯾﻊ ﺗﻘﯾﯾد اﺣﺗﯾﺎطﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎر ﻣوﺿوع اﻟﺑﯾﻊ
ﺑﺷرط أن ﯾﻛون اﻟﻣﺷﺗري ﻗد أدى ﻧﺻف ﺛﻣن اﻟﺷراء.154
154ـ ﻻﺣظ أن اﻟﻣﺷرع ﻟم ﯾﻌد ﯾﺟﻌل ﻣن اﻟﺗﻘﯾﯾد اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺑﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎر ﻗﯾد اﻹﻧﺟﺎز أﻣرا ﻣﺗوﻗﻔﺎ ﻋﻠﻰ إرادة اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻛﻣﺎ
ﻛﺎن ﻣﻧﺻوﺻﺎ ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ﻗﺑل اﻟﺗﻐﯾر واﻟﺗﺗﻣﯾم ،ﺣﯾث ﻛﺎن اﻟﻔﺻل 10-618ﻣن ق ل ع ﯾﻧص ﻋﻠﻰ أﻧﮫ:
" ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﺷﺗري ﺑﻣواﻓﻘﺔ اﻟﺑﺎﺋﻊ إذا ﻛﺎن اﻟﻌﻘﺎر ﻣﺣﻔظﺎ أن ﯾطﻠب ﻣن اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ إﺟراء ﺗﻘﯾد اﺣﺗﯾﺎطﻲ ﺑﻧﺎء
ﻋﻠﻰ ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ اﻻﺑﺗداﺋﻲ وذﻟك ﻟﻠﺣﻔﺎظ اﻟﻣؤﻗت ﻋﻠﻰ ﺣﻘوﻗﮫ".
174
أﻣد اﻟﺗﻘﯾﯾد اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ ﯾﻣﺗد إﻟﻰ ﺣﯾن إﺟراء اﻟﺗﻘﯾﯾد اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ.
ﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﻘﺎول أن ﯾﺗﺳﻠم ﻧظﯾر اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﺑﻌد إﺟراء اﻟﺗﻘﯾﯾد اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ.
ﻋﻧد اﺳﺗﺧراج اﻟرﺳوم اﻟﻔرﻋﯾﺔ ﯾﻧﻘل اﻟﺗﻘﯾﯾد اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ إﻟﻰ اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري اﻟﻔرﻋﻲ.
وﻋﻠﯾﮫ ﻓﺈن اﻟﺗوﻗﯾﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ ﯾﻔﺗرض ﻣن ﺟﺎﻧب اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
اﻻﻧﺗﮭﺎء ﻣن أﺷﻐﺎل اﻟﺑﻧﺎء :وﻋﻠﯾﮫ ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﻣﻛن ﻋﻣﻠﯾﺎ أن ﻧﺗﺻور إﺑرام اﻟﻌﻘد اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ ﻗﺑل
اﻻﻧﺗﮭﺎء ﻣن أﺷﻐﺎل اﻟﺑﻧﺎء واﻟﺗزﯾﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻟﻣﺿﻣن ﺑدﻓﺗر اﻟﺗﺣﻣﻼت ،ﻷن ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ إﻧﻣﺎ
اﻧﺻب ﻋﻠﻰ ﻣﺎل ﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻲ ﺳﯾﺗم إﻧﺟﺎزه ،وﻣن ﺗم ﻓﻘﺑل إﺗﻣﺎم اﻟﺑﻧﺎء ﻧﻛون أﻣﺎم ﻋدم ﺗﺣﻘق ﻟﻣﺣل
اﻻﻟﺗزام.
وﻟﻠﻘول ﺑﺄن اﻷﺷﻐﺎل اﻧﺗﮭت ﯾﺟب أن ﯾدﻟﻲ اﻟﺑﺎﺋﻊ رﺧﺻﺔ اﻟﺳﻛﻧﻰ أو ﺷﮭﺎدة اﻟﻣطﺎﺑﻘﺔ،
وﺷﮭﺎدة اﻟﻣطﺎﺑﻘﺔ اﻟﻣذﻛورة ھﻧﺎ ھﻲ اﻟﺷﮭﺎدة اﻟﺗﻲ ﯾﺣﺻل ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﺗﻌﻣﯾر اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ
ﻟﻠﻣﺟﻠس اﻟﺟﻣﺎﻋﻲ ،وھﻲ ﺑﮭذا اﻟﻣﻌﻧﻰ ﻣرادﻓﺔ ﻓﻲ دﻻﻟﺗﮭﺎ وﺣﺟﯾﺗﮭﺎ ﻟرﺧﺻﺔ اﻟﺳﻛﻧﻰ ،ﻷﻧﮭﺎ
ﺗﺗﺿﻣن ﺷﮭﺎدة إدارﯾﺔ ﺑﺎﺣﺗرام اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻟﻠﺗﺻﺎﻣﯾم اﻟﮭﻧدﺳﯾﺔ ﻛﻣﺎ رﺧص ﺑﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺑداﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﺣو
ﯾﻧﺳﺟم وﺿواﺑط اﻟﺗﮭﯾﺋﺔ اﻟﻌﻣراﻧﯾﺔ.
واﻟﺳﻧد ﻓﻲ ذﻟك ھو ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﺻل 15-618155ﻣن ق ل ع اﻟذي ﯾﺟري ﺳﯾﺎﻗﮫ
اﻟﺣرﻓﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
"ﻻ ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻌﻘﺎر ﻣﺣل اﻟﺑﯾﻊ ﻣﻧﺟزا ،وﻟو ﺗم اﻻﻧﺗﮭﺎء ﻣن ﺑﻧﺎﺋﮫ ،إﻻ ﺑﻌد اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ
رﺧﺻﺔ اﻟﺳﻛﻧﻰ أو ﺷﮭﺎدة اﻟﻣطﺎﺑﻘﺔ".
اﻹدﻻء ﺑﺷﮭﺎدة ﻣطﺎﺑﻘﺔ اﻟﻌﻘﺎر ﻟدﻓﺗر اﻟﺗﺣﻣﻼت :وﺧﺎﺻﯾﺔ ھذه اﻟﺷﮭﺎدة أﻧﮭﺎ ﺗﻣﻧﺢ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ
طﻠب اﻟﻣﺷﺗري .ذﻟك أﻧﮫ ﺑﻌد اﻻﻧﺗﮭﺎء ﻣن ﻋﻣﻠﯾﺔ أﺷﻐﺎل اﻟﺑﻧﺎء ﻓﺈن اﻟﻣﺷﺗري ﻗد ﯾﻛﺗﻔﻲ ﺑﻣﻌﺎﯾﻧﺔ
اﻟﺑﻧﺎء ،وﯾﻌﺗﺑر أﻧﮫ ﻣطﺎﺑق ﻟﻣﺎ ورد ﻓﻲ دﻓﺗر اﻟﺗﺣﻣﻼت ،وﻗد ﯾرﺗﺄي أن اﻟﻣطﺎﺑﻘﺔ ﯾﻠزم إﺛﺑﺎﺗﮭﺎ
ﻋن طرﯾق ﺷﮭﺎدة ﻣن أﺣد ذوي اﻻﺧﺗﺻﺎص .ﻓﻔﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﺣق ﻟﮫ اﻟﺗﻣﺳك ﺑذﻟك ،وﻻ
ﯾﻣﻛن إﺑرام اﻟﻌﻘد اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ إﻻ ﺑﻌد ﺣﺻول اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻋﻠﯾﮭﺎ وإدﻻﺋﮫ ﺑﮭﺎ.
- 155ﺗم ﺗﻐﯾﯾر وﺗﺗﻣﯾم اﻟﻔﺻل 15-618أﻋﻼه ،ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻣﺎدة اﻟﻔرﯾدة ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ،107.12اﻟﺳﺎﻟف اﻟذﻛر.
175
ﻓﺷﮭﺎدة ﻣطﺎﺑﻘﺔ اﻟﻌﻘﺎر ﻟدﻓﺗر اﻟﺗﺣﻣﻼت ﻓﻲ ﺣﻘﯾﻘﺗﮭﺎ ھﻲ وﺟﮫ ﻣن أوﺟﮫ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺧوﻟﺔ
ﻟﻠﻣﺷﺗري ،ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أﻧﮫ ﻟم ﯾﻌﺎﯾن ﻣﺣل اﻟﻌﻘد اﻟذي ﻟم ﯾﻛن ﻣوﺟودا أﺛﻧﺎء اﻟﺗﻌﺎﻗد ،وﻟﻛﻧﮫ
ﯾﺷﺗري ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أن اﻟﺑﺎﺋﻊ ﺳﯾﻘوم ﺑﺈﻧﺟﺎز اﻟﻣﺑﯾﻊ وﻓق ﻣواﺻﻔﺎت ﻣﻌﯾﻧﺔ ،وﻟذﻟك ﻓﻣن ﺣﻘﮫ أن
ﯾﺗﺄﻛد ﻣن ﺗوﻓرھﺎ ﻋﻧد إﺑرام اﻟﻌﻘد اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ.
اﺳﺗﺧراج اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري اﻟﻔرﻋﻲ اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻟﺑﯾﻊ ،وھذا اﻻﻟﺗزام اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ
اﻟﻔﺻل 18-618ﻣن ق.ل.ع ،156إﻧﻣﺎ ﯾﮭدف إﻟﻰ ﺗﮭﯾﺊ اﻹﺟراءات اﻟﻼﺣﻘﺔ ﻹﺑرام اﻟﻌﻘد
اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ ،ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾﻣﻛن إﺑرام ھذا اﻷﺧﯾر إﻻ إذا أﻓرز اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻟﻌﻘﺎر اﻟﺑﯾﻊ.
ﻓﻛﻣﺎ ھو ﻣﻌﻠوم ﻓﺈن ﻧﻘل اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺎر اﻟﻣﺣﻔظ ﺗﻛون ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﻘﯾﯾد ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري،
وﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻘﯾﯾد ﻻ ﺗﺗم إﻻ إذا ﻛﺎن ﻟﻠﻣﺑﯾﻊ رﺳم ﻋﻘﺎري ﻓرﻋﻲ ،وﻻ ﯾﻘﯾد اﻟﺑﯾﻊ ﻓﻲ اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري
اﻷﺻﻠﻲ.
أﻣﺎ ﻣن ﺟﺎﻧب اﻟﻣﺷﺗري ﻓﯾﺟب ﻋﻠﯾﮫ أن ﯾؤدي ﻟﻠﺑﺎﺋﻊ اﻟﺟزء اﻟﺑﺎﻗﻲ ﻣن اﻟﺛﻣن ،وذﻟك طﺑﻘﺎ
ﻟﻠﻔﺻل 16-618ﻣن ق.ل.ع اﻟذي ﯾﻧص ﻋﻠﻰ أﻧﮫ:
" وﯾﺗوﻗف ﺗﺣرﯾر ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ ﻋﻠﻰ اﻹدﻻء ﺑرﺧﺻﺔ اﻟﺳﻛن أو ﺷﮭﺎدة اﻟﻣطﺎﺑﻘﺔ
واﺳﺗﺧراج اﻟرﺳوم اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻟﻔرﻋﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻌﻘﺎرات اﻟﻣﺣﻔظﺔ ،وﺑﻌد أداء اﻟﻣﺷﺗري ﻣﺎ ﺗﺑﻘﻰ
ﻣن ﺛﻣن اﻟﺑﯾﻊ ﻛﻣﺎ ھو ﻣﺣدد ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ اﻻﺑﺗداﺋﻲ".
ﻓﺈذا ﺗﻣت ھذه اﻟﺷروط أﻋﻼه ،ووﻓﻰ ﻛل ﻣن اﻟﺑﺎﺋﻊ واﻟﻣﺷﺗري ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎﺗﮭﻣﺎ اﻟﻣذﻛورة،
ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺗم ﺗﺣرﯾر ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ ﻋﻠﻰ ﻧﻔس اﻟﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺣرر ﺑﮭﺎ اﻟﻌﻘد اﻻﺑﺗداﺋﻲ وذﻟك ﯾﻛﻔﻲ
ﻟﻧﻘل ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻣﺑﯾﻊ ﻣﺗﻰ اﻧﺻب ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺎر ﻏﯾر ﻣﺣﻔظ ،ﻓﻲ ﺣﯾن أﻧﮫ ﻣﺗﻰ ﻛﺎن ﻣوﺿوع اﻟﺗﻌﺎﻗد
ﻋﻘﺎرا ﻣﺣﻔظﺎ ﻓﺈن اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﻻ ﺗﻧﺗﻘل ﺑﻣﺟرد اﻟﺗوﻗﯾﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ ،ﺑل ﯾﻠزم أن ﯾﻘﯾد
اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري إﻋﻣﺎﻻ ﻟﻸﺛر اﻹﻧﺷﺎﺋﻲ ﻟﻠﻘﯾد ﻓﻲ اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،وإﻟﻰ ھذا اﻟﺣﻛم أﺷﺎر
اﻟﻔﺻل 20-618ﻣن ق.ل.ع اﻟذي ﻧص ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" ﺗﻧﺗﻘل ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻣﺑﯾﻊ إﻟﻰ اﻟﻣﺷﺗري ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ إﺑرام اﻟﻌﻘد اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ أو ﺻدور اﻟﺣﻛم اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ
ﻓﻲ اﻟدﻋوى إذا ﻛﺎن اﻟﻌﻘﺎر ﻏﯾر ﻣﺣﻔظ أو ﻓﻲ طور اﻟﺗﺣﻔﯾظ أﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﻌﻘﺎر ﻣﺣﻔظﺎ ،ﻓﺈن
اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﺗﻧﺗﻘل ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﻘﯾﯾد اﻟﻌﻘد أو اﻟﺣﻛم اﻟﻣذﻛورﯾن ﻓﻲ اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري".
وﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺑل ﻓﺈﻧﮫ إذا ﻛﺎن اﻟﻣﺑﯾﻊ ﻋﻘﺎرا ﻓﻲ طور اﻟﺗﺣﻔﯾظ ،ﻓﺈن اﻟﻣﺷﺗري ﻟﺣﻔظ ﺣﻘﮫ ﯾﻠزﻣﮫ أن
ﯾودع ﻋﻘد اﻟﺷراء ﺑﺎﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻔﺻل 84ﻣن ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري ،وذﻟك
ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾواﺟﮫ ﺑﻘﺎﻋدة اﻟﺗطﮭﯾر ﺑﻌد ﺗﺄﺳﯾس اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري.157
ﻓﺈذا ﺗم إﺟراء اﻟﺑﯾﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻟﻣذﻛور ﻓﺈن اﻟﺑﺎﺋﻊ ﯾﺗﺣﻣل ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎت ﻻ ﺗﺧرج ﻓﻲ ﻣﺟﻣﻠﮭﺎ
ﻋن اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻌﻘد اﻟﺑﯾﻊ ،ﻛوﺟوب ﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣﺑﯾﻊ ،واﻻﻟﺗزام ﺑﺿﻣﺎن اﻟﻘرض
156ـ ﯾﻧص اﻟﻔﺻل 18ـ 618ﻣن ق ل ع ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ " :ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺎﺋﻊ ﺑﻣﺟرد ﺣﺻوﻟﮫ ﻋﻠﻰ رﺧﺻﺔ اﻟﺳﻛن أو ﺷﮭﺎدة اﻟﻣطﺎﺑﻘﺔ اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﮭﻣﺎ ﻓﻲ
اﻟﻔﺻل 6-618أﻋﻼه ،وﻋﻠﻰ أﺑﻌد ﺗﻘدﯾر داﺧل ﺳﺗﯾن ) (60ﯾوﻣﺎ اﻟﻣواﻟﯾﺔ ﻟﺗﺎرﯾﺧﮭﻣﺎ أن ﯾﺧﺑر اﻟﻣﺷﺗري ﺑذﻟك ﻓﻲ ﻣﺣل ﻣﺧﺎﺑرﺗﮫ اﻟﻣﺻرح ﺑﮫ ﻓﻲ ﻋﻘد
اﻟﺑﯾﻊ اﻻﺑﺗداﺋﻲ أو ﻋﻧد اﻻﻗﺗﺿﺎء ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﺗﺧﺻﯾص ﺑﺈﺣدى طرق اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﻣﻌﺗﻣدة ﻗﺎﻧوﻧﺎ ،وأن ﯾﻘوم ﺑﺎﻹﺟراءات اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺗﺣﯾﯾن اﻟﻣﻠك ﻣوﺿوع اﻟرﺳم
اﻟﻌﻘﺎري ﻣن أﺟل اﺳﺗﺧراج رﺳوم ﻋﻘﺎرﯾﺔ ﻓرﻋﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ إذا ﻛﺎن اﻟﻌﻘﺎر ﻣﺣﻔظﺎ.
ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺎﺋﻊ أن ﯾﺧﺑر اﻟﻣﺷﺗري ﺑواﺳطﺔ ﻧﻔس طرق اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ أﻋﻼه ﺑﺗﺎرﯾﺦ اﺳﺗﺧراج اﻟرﺳوم اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻟﻔرﻋﯾﺔ
داﺧل أﺟل ﻻ ﯾﺗﺟﺎوز ﺛﻼﺛﯾن ) (30ﯾوﻣﺎ اﻟﻣواﻟﯾﺔ ﻟﮭذا اﻟﺗﺎرﯾﺦ".
176
واﻻﺳﺗﺣﻘﺎق واﻟﺿﻣﺎن اﻟﻌﺷري ،ﻛﻣﺎ ﯾﻠﺗزم ﺑﺈﻗﺎﻣﺔ ﻧظﺎم اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 8ﻣن
ﻗﺎﻧون 00-18اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻧظﺎم اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ ﻟﻠﻌﻘﺎرات اﻟﻣﺑﻧﯾﺔ.
وﻓﻲ اﻟﺧﺗﺎم ﻧﺷﯾر إﻟﻰ أن أﺣد طرﻓﻲ اﻻﻟﺗزام ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ ﻗﯾد اﻹﻧﺟﺎز ﻗد ﻻ ﯾﻔﻲ
ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎﺗﮫ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ،وھو ﻣﺎ ﯾﻌطﻲ ﻟﻠطرف اﻵﺧر ﻣﻛﻧﺔ اﻟﺗﺣﻠل ﻣن اﻟﻘوة اﻟﻣﻠزﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘد ،و
وﺟﮫ اﻟﺟدة ھﻧﺎ ﯾﻛﻣن ﻓﻲ أن اﻟﻣﺷرع ﻗرر ﻓﺳﺦ اﻟﻌﻘد ﺑﻘوة اﻟﻘﺎﻧون إذا رﻓض أﺣد طرﻓﯾﮫ ﺗﻧﻔﯾذه
ﺑﻌد اﻧﺻرام أﺟل ﺳﺗﯾن ﯾوﻣﺎ ﻣن ﺗوﺻﻠﮫ ﺑﺎﻹﻧذار ﺑﺈﺗﻣﺎم اﻟﺑﯾﻊ ،و ﻣن ﻓﻼ ﯾﺣﺗﺎج اﻟﻣﻌﻧﻲ
ﺑﺎﻷﻣر إﻟﻰ ﺣﻛم ﻣﻘرر ﻟذﻟك ،و إذا ﻟﺟﺄ إﻟﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻓﻲ ھذا اﻹطﺎر ﻓﺈن ﺣﻛﻣﮫ ﯾﻛون ﻛﺎﺷﻔﺎ
ﻟﻠﻔﺳﺦ ﻻ ﻣﻘررا ﻟﮫ ،و ھذا ﻻ ﯾﻣﻧﻊ اﻟطرف اﻟﻣﺗﺿرر ﻣن اﻟﻔﺳﺦ ﻣن اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض
ﻋن اﻟﺿرر اﻟﻼﺣق ﺑﮫ ﻓﻲ ﺣدود 20%ﻣن ﺛﻣن اﻟﺑﯾﻊ .
وﺳﻧدﻧﺎ ﻓﻲ ذﻟك ھو ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﺻل 19ـ 618ﻣن ق ل ع اﻟذي ﯾﺟري ﺳﯾﺎﻗﮫ
اﻟﺣرﻓﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" إذا رﻓض أﺣد اﻟطرﻓﯾن إﺗﻣﺎم اﻟﺑﯾﻊ داﺧل أﺟل ﺳﺗﯾن ) (60ﯾوﻣﺎ اﺑﺗداء ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ
ﺗوﺻﻠﮫ ﺑﺎﻹﺷﻌﺎر ،ﯾﺣق ﻟﻠطرف اﻟﻣﺗﺿرر إﻣﺎ:
ﻓﺳﺦ اﻟﻌﻘد ﺑﻘوة اﻟﻘﺎﻧون ،ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻷﺣﻛﺎم اﻟﻔﺻل 260ﻣن ﻗﺎﻧون اﻻﻟﺗزاﻣﺎت
واﻟﻌﻘود ﻣﻊ ﺣﻘﮫ ﻓﻲ اﻟﺗﻌوﯾض اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 14-618؛ ....
اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﺗﺣﻛﯾم أو إﻟﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻣن أﺟل إﺗﻣﺎم اﻟﺑﯾﻊ ﻣﻊ ﺣﻘﮫ ﻓﻲ اﻟﺗﻌوﯾض
اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل .12-618
ﯾﻘوم اﻟﺣﻛم اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ اﻟﺻﺎدر ﺑﺈﺗﻣﺎم اﻟﺑﯾﻊ ﻣﻘﺎم ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ ﻗﺎﺑل ﻟﻠﺗﻘﯾﯾد ﻓﻲ اﻟﺳﺟل
اﻟﻌﻘﺎري إذا ﻛﺎن اﻟﻌﻘﺎر ﻣﺣﻔظﺎ ،أو إﯾداﻋﮫ ﺑﻣطﻠب اﻟﺗﺣﻔﯾظ إذا ﻛﺎن اﻟﻌﻘﺎر ﻓﻲ طور اﻟﺗﺣﻔﯾظ".
ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﻟﮫ ﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺑل أن ﯾطﻠب إﺗﻣﺎم إﺟراءات اﻟﺑﯾﻊ ،ووﺟﮫ اﻟﺟدة ﻓﻲ ھذه اﻟدﻋوى ﻓﻲ
ظل اﻟﻘﺎﻧون ﻣوﺿوع اﻟدراﺳﺔ ھو اﻋﺗﺑﺎر اﻟﻣﺷرع ﻟﻠﺣﻛم اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ اﻟﺻﺎدر ﺑﺈﺗﻣﺎم اﻟﺑﯾﻊ ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ
ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ ،وﺑذﻟك ﻓﺎﻟﻣﺷرع ﺗﻔﺎدى اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺎت اﻟﻧﺎﺟﻣﺔ ﻋن اﻣﺗﻧﺎع اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻋن اﻻﻣﺗﺛﺎل
ﻟﻠﺣﻛم اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑذﻟك.
واﻷﺳﺎس اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﮭذا اﻟﺗوﺟﮫ ھو ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﺻل 19ـ 618ﻣن ق ل ع اﻟذي ﯾﻧص
ﻋﻠﻰ أﻧﮫ:
" إذا رﻓض أﺣد اﻟطرﻓﯾن إﺗﻣﺎم اﻟﺑﯾﻊ داﺧل أﺟل ﺳﺗﯾن ) (60ﯾوﻣﺎ اﺑﺗداء ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ
ﺗوﺻﻠﮫ ﺑﺎﻹﺷﻌﺎر ،ﯾﺣق ﻟﻠطرف اﻟﻣﺗﺿرر إﻣﺎ:
....
اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﺗﺣﻛﯾم أو إﻟﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻣن أﺟل إﺗﻣﺎم اﻟﺑﯾﻊ ﻣﻊ ﺣﻘﮫ ﻓﻲ اﻟﺗﻌوﯾض
اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل .12-618
ﯾﻘوم اﻟﺣﻛم اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ اﻟﺻﺎدر ﺑﺈﺗﻣﺎم اﻟﺑﯾﻊ ﻣﻘﺎم ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ ﻗﺎﺑل ﻟﻠﺗﻘﯾﯾد ﻓﻲ اﻟﺳﺟل
اﻟﻌﻘﺎري إذا ﻛﺎن اﻟﻌﻘﺎر ﻣﺣﻔظﺎ ،أو إﯾداﻋﮫ ﺑﻣطﻠب اﻟﺗﺣﻔﯾظ إذا ﻛﺎن اﻟﻌﻘﺎر ﻓﻲ طور اﻟﺗﺣﻔﯾظ".
177
أﺣﻛﺎم اﻟﺣﯾﺎزة واﻻﺳﺗﺣﻘﺎق
اﻷﺳﺗﺎذ ﻣﺑﺎرك ﺑوطﻠﺣﺔ
ﻣﻘدﻣﺔ
إن ارﺗﺑﺎط اﻹﻧﺳﺎن ﺑﺎﻷرض وإﻋﻣﺎرھﺎ ﻧﺷﺄ ﯾوم وﺟد اﻹﻧﺳﺎن ﻓوق ھذا اﻟﻛون ،وﻛﺛر
ﻧزاع ﺣوﻟﮭﺎ ﻣﻧذ اﻟﻘدﯾم ،وأﺻﺑﺣت اﻟﺧﺻوﻣﺎت واﻟﻧزاﻋﺎت ﺣول ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻷراﺿﻲ
واﺳﺗﻐﻼﻟﮭﺎ ،ﺗﻛﺗﺳﻲ طﺎﺑﻌﺎ ﯾﺧﺗﻠف ﻣن ﻋﺻر ﻵﺧر.
وﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﻣﻧذ ﻋﮭد اﻟرﺳول ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم واﻟﺧﻠﻔﺎء اﻟراﺷدﯾن
رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭم إﻟﻰ اﻵن ،ﻛﺎﻧت اﻷرض ﺑﺟﻣﯾﻊ أﻧواﻋﮭﺎ ﻣﺣط اﻻھﺗﻣﺎم ﻣن ﻋﺎﻣﺔ اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن
وﺧﺎﺻﺗﮭم ،وھذا اﻻھﺗﻣﺎم ﺑﺎﻷرض وﻗﯾﻣﺗﮭﺎ ،أﻧﺗﺞ أﺣﻛﺎﻣﺎ ﺗﺧﺗﻠف ﺑﺎﺧﺗﻼف اﻟﻣذاھب اﻟﻔﻘﮭﯾﺔ
وﺑﺎﻟﺑﯾﺋﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟزﻣن اﻟذي ﺻدرت ﻓﯾﮫ اﻟﻔﺗوى ﻣوﺿوع اﻟﺣﻛم.
واﻟﺣﯾﺎزة اﻟﺗﻲ ﺗرﺗب أﺛرا ﻗﺎﻧوﻧﯾﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻘوق ،ﻻﺑد ﻓﯾﮭﺎ ﻣن ﺗوﻓر ﺷروط وﻣوﺟﺑﺎت
ﺷرﻋﯾﺔ اﻋﺗﻧﻰ ﻓﻘﮭﺎء اﻟﻣذھب ﺑﺑﺣﺛﮭﺎ ،وﺣﻠﻠوا أﺣﻛﺎﻣﮭﺎ ﺑﺣﺳب ﻛل ﻧﺎزﻟﺔ ﺑﻌﯾﻧﮭﺎ ،ﺣﺗﻰ أﺛروا
ھذا اﻟﺑﺎب وأﺻﺑﺢ ﻻ ﯾﻧﻘﺻﮫ إﻻ اﻟﻌﻧﺎﯾﺔ ﺑﮫ.
وأھﻣﯾﺔ اﻟﺣﯾﺎزة ﺗﻛﻣن ﻓﻲ أن اﻟﺷﺎرع اﻋﺗﻧﻰ ﺑﮭﺎ وﻗدر ﻗﯾﻣﺗﮭﺎ ﻓﻲ ﺣﯾﺎة اﻹﻧﺳﺎن ،إذ ﺗﻌد
ﻣن اﻟﻘراﺋن اﻟواﻗﻌﯾﺔ ﻹﺛﺑﺎت اﻟﺗﻣﻠك ،ووﺳﯾﻠﺔ ﻣن وﺳﺎﺋل إﺛﺑﺎت اﻟﺷﻲء ﻟﺣﺎﺋزه ،وﻣرﺟﺣﺔ
ﻟﻠﺣﻘوق ﻋﻧد اﻟﺗﻧﺎزع ﻓﻲ ﺳﺎﺣﺔ اﻟﻘﺿﺎء ،وﻗد ﻗﻧن اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﺑﻌض أﺣﻛﺎﻣﮭﺎ ﻓﻲ
ﻗواﻧﯾن ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ دون ﺟﻣﻌﮭﺎ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ ﻣدوﻧﺔ واﺣدة ﯾﺳﮭل اﻟرﺟوع إﻟﯾﮭﺎ واﻟﻌﻣل ﺑﺄﺣﻛﺎﻣﮭﺎ.
وﺗﺗداﺧل اﻟﺣﯾﺎزة ﻟﻸرض ﻣﻊ اﺳﺗﺣﻘﺎق اﻟﻌﻘﺎر ،ﻓﻘد ﯾدﻋﻲ اﻟﻣدﻋﻲ ﺣﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺎر
وﯾﺗﻣﺳك اﻟﺧﺻم ﺑﺎﻟﺣﯾﺎزة ،ﻣﻣﺎ ﯾطرح إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ ﺑﺣث اﻟﺣﻠول اﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﺑﯾن اﻟﺣﯾﺎزة
واﻻﺳﺗﺣﻘﺎق ﻋﻠﻣﺎ أن اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ أﻓرز ﻟﻛل ﻣن دﻋﺎوى اﻟﺣﯾﺎزة واﻻﺳﺗﺣﻘﺎق أﺣﻛﺎﻣﺎ
ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻣﻔﺻﻠﺔ ﻓﻲ ﻛل ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ وﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ،ﻓﺿﻼ ﻋﻠﻰ
ﺛرات ﻓﻘﮭﻲ وﻗﺿﺎﺋﻲ راﻛﻣﮫ اﻟﻌﻣل اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﻋرﺿت ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﺎﻛم.
178
وﻟﻺﺣﺎطﺔ ﺑﺑﻌض ﺟواﻧب ھذا اﻟﻣوﺿوع ﻓﺈﻧﻧﺎ ﺳوف ﻧﺗﺣدث ﻋن أﺣﻛﺎم اﻟﺣﯾﺎزة
)اﻟﻣﺑﺣث اﻷول( ﺛم ﻋن أﺣﻛﺎم اﻻﺳﺗﺣﻘﺎق )اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ(.
179
ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ ﻋﻘد ﯾﻌطﯾﮫ ﺣق اﻻﺳﺗﻐﻼل ﻓﻘط ،دون أن ﯾﻛون ﻟﮭذا اﻟﺣﺎﺋز ﻧﯾﺔ اﻟﺗﻣﻠك ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ
ذﻟك اﻟﻌﻘد ،وﻟذﻟك ﺗﺑﻘﻰ ﺣﯾﺎزﺗﮫ ﻟﻠﻌﻘﺎر اﻟذي ھو ﺗﺣت ﯾده ،ﺣﯾﺎزة ﺗﺻرﻓﯾﺔ ،أي ﺗﻣﻛﻧﮫ
وﺗﻌطﯾﮫ ﺣق اﻟﺗﺻرف اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻓﻲ ذﻟك اﻟﻌﻘﺎر ﻓﻘط.
ﻓﺎﻟﺣﯾﺎزة اﻟﺗﺻرﻓﯾﺔ إذا ﻛﺎﻧت ﺗﺗوﻓر ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻧﺻر اﻟﻣﺎدي ﻟﻠﺣﯾﺎزة ،اﻟذي ھو وﺿﻊ اﻟﯾد،
ﻓﺈﻧﮭﺎ ﻻ ﺗﺗوﻓر ﻓﯾﮭﺎ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺷروط اﻷﺧرى اﻟﻣﻛﺳﺑﺔ ﻟﻠﺣق ،وﻟذﻟك ﻓﻛﻠﻣﺎ اﺧﺗل ﺷرط ﻣن
ﺷروط اﻟﺣﯾﺎزة اﻻﺳﺗﺣﻘﺎﻗﯾﺔ ﻓﺗﺗﺣول إﻟﻰ ﺣﯾﺎزة ﻣﺟردة )ﺗﺻرﻓﯾﺔ( ،ﻻ ﯾﺛﺑت اﻟﻣﻠك ﺑﮭﺎ
ﻟﻠﺣﺎﺋز ،وﻟﻛن ﯾﺛﺑت ﻟﮫ ﺣق اﻟﺗﺻرف ﻓﻲ اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ دون ﻣﺎ ﺣق ﻓﻲ اﻟﺗﺻرف ﻓﻲ اﻟرﻗﺑﺔ ،ﻋﻠﻣﺎ
أن اﻟﻔرق واﺿﺢ ﺑﯾن ﺣﺎﺋز ﯾﻣﻠك اﻟرﻗﺑﺔ واﻟﺗﺻرف ﻓﯾﮭﺎ ،وﺑﯾن ﺣﺎﺋز ﻻ ﯾﻣﻠك إﻻ ﺣق
اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ ﻓﻘط.
وھذه اﻟﺣﯾﺎزة ﻟﮭﺎ ﺧﺻﺎﺋص ﺗﻣﺗﺎز ﺑﮭﺎ ﻓﮭﻲ ﻻ ﺗﻛون إﻻ ﻣطﺎﺑﻘﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون ﺑﺧﻼف اﻟﺣﯾﺎزة
اﻻﺳﺗﺣﻘﺎﻗﯾﺔ ،ﻓﻘد ﺗﻛون ﺑﯾد اﻟﺳﺎرق واﻟﻣﻐﺗﺻب ،ﻷن ﻛﻼ ﻣﻧﮭﻣﺎ ﯾدﻋﻲ ﺣق ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺷﻲء ،أﻣﺎ
اﻟﺣﺎﺋز اﻟﻌرﺿﻲ ﻓﮭو ﯾﺣوز اﻟﺷﻲء اﻟذي ﺑﯾده ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ ﺳﻧد ﻛﻌﻘد اﻟﻛراء ،أو ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ
ﺗرﺧﯾص ﻣن اﻟﻘﺎﻧون ،ﻛﺎﻟﺣﺎﺋز ﻷرض ﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﻣﺛﻼ ،وھﻛذا ﻓﺎﻟﻣﻛﺗري ﺣﺎﺋز ﻋرﺿﻲ،
ﺣﯾﺎزﺗﮫ ﻣﻘﺗﺻرة ﻓﻲ اﻟﺷﻲء اﻟذي ﺑﯾده ﻟﻣدة ﻣﺣددة ،وﻣن ﺗم ﻓﺈﻧﮫ ﻣﻠزم ﺑرد اﻟﺷﻲء ﻓﻲ اﻷﺟل
اﻟﻣﺣدد ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻌﻘد أو ﺑﻧص اﻟﻘﺎﻧون أو ﺑﺣﻛم اﻟﻘﺿﺎء.
ﻛﻣﺎ ﯾﻌﺗﺑر ﻣن اﻟﻣﻣﯾزات اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﺣﯾﺎزة اﻟﺗﺻرﻓﯾﺔ )اﻟﻌرﺿﯾﺔ( ﺗﺧﻠف اﻟﻌﻧﺻر
اﻟﻣﻌﻧوي ﻟﻠﺣﯾﺎزة اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ )اﻻﺳﺗﺣﻘﺎﻗﯾﺔ( ﺑﺳﺑب ﻣﺎ ﯾﺗﺿﻣﻧﮫ ﻋﻘد ھذه اﻟﺣﯾﺎزة ﻣن اﻋﺗراف
ﻟﻠﺣﺎﺋز ﺑﺣق اﻟﻣﺎﻟك اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻟﻠﻌﻘﺎر ،وھذا اﻟﻌﻘد ھو ﻣﺎ ﯾﻣﻧﻊ اﻟﺣﺎﺋز – ﺗﺻرﻓﯾﺎ – ﻣن أن
ﯾظﮭر ﺑﺳﺑب وﺿﻊ ﯾده ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻲء ﺑﻣظﮭر اﻟﻣﺎﻟك أو ﺻﺎﺣب اﻟﺣق اﻟﻌﯾﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻲء،
وھذا اﻟﻌﻘد أﯾﺿﺎ ھو اﻟذي ﯾﻛون اﻟﺣﺎﺟز اﻟﻣﺎﻧﻊ ﻣن ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻌﻘﺎر ﺑطول ﻣدة ﺣﯾﺎزﺗﮫ
وﺗﻘﺎدﻣﮭﺎ ،ﺑﺳﺑب اﻋﺗراف اﻟﺣﺎﺋز ﻧﻔﺳﮫ ﺑﺣق ﻏﯾره ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎر اﻟذي ﯾﺣوزه ﻓﻲ اﻟﻌﻘد اﻟذي
ﯾرﺑط ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ.
اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :اﻟﺣﯾﺎزة اﻻﺳﺗﺣﻘﺎﻗﯾﺔ
اﻟﺣﯾﺎزة اﻻﺳﺗﺣﻘﺎﻗﯾﺔ ھﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌﻠق ﺑوﺿﻊ اﻟﯾد وادﻋﺎء ﺻﺎﺣﺑﮭﺎ ﻣﻠﻛﺗﯾﮫ ﻟﻌﯾن اﻟﻌﻘﺎر
ورﻗﺑﺗﮫ ،وﺑذﻟك ﺗﺧﺗﻠف ﻋن اﻟﺣﯾﺎزة اﻟﺗﺻرﻓﯾﺔ ) اﻟﻌرﺿﯾﺔ ( اﺧﺗﻼﻓﺎ ﺑﯾﻧﺎ ،ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن
اﻟﺣﯾﺎزة اﻟﻌرﺿﯾﺔ ﻣﺟردة ﻣن ھذا اﻻدﻋﺎء اﻟﻣرﺗﺑط ﺑﻧﯾﺔ اﻟﺗﻣﻠك ﻟﺗﻌﻠﻘﮭﺎ ﺑﺣﺎﺋز ﯾرﻣﻲ ﻣن
وراﺋﮭﺎ إﻟﻰ اﺳﺗﻐﻼل ﻣﺎ ﺑﯾده واﻟﺗﻣﺗﻊ ﺑﻣﻧﻔﻌﺗﮫ وﺛﻣﺎره ،وﯾطﻠق ﻋﻠﯾﮭﺎ أﯾﺿﺎ اﻟﺣﯾﺎزة اﻟﻣﺟردة
أي اﻟﻣﺟردة ﻋن ادﻋﺎء اﻟﺣﺎﺋز اﺻل اﻟﻣﻠك ﻟﻧﻔﺳﮫ ،ﻟﻛون اﻟﺳﺑب اﻟذي اﻛﺗﺳب ﺑﮫ اﻟﺣق ﻋﻠﻰ
اﻟﻌﻘﺎر ﻻ ﯾرﺟﻊ ﻟﻠﺗﻣﻠك ،وﻟﻛن ﯾﮭدف ﻓﻘط إﻟﻰ اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ ،وھذا اﻟﺳﺑب إﻣﺎ أن ﯾﻛون ھو اﻟﻌﻘد
اﻟذي أﻧﺷﺄھﺎ ﻛﻌﻘد اﻟﻛراء و اﻟﻌﺎرﯾﺔ أو اﻟﻘﺎﻧون اﻟذي أﺑﺎح ﺣق اﻟﺗﺻرف ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺎر اﻟذي ﺑﯾده
ﻛﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﯾﺎزة أوﻟﯾﺎء اﻟﺳﻔﮭﺎء ،أو ﺣﻛم اﻟﻘﺿﺎء ،ﻛﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﯾﺎزة اﻟﺣﺎرس اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ إذ أن
ھؤﻻء ﻻ ﯾﺗﺻرﻓون إﻻ ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ ﻋﻘد اﻟﻌﺎرﯾﺔ أو اﻟﻛراء ،أو ﺑﺳﺑب ﺗﻠك اﻟوﻻﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ
ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻔﯾﮫ ،أو ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ ذﻟك اﻟﺣﻛم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺣﺎرس.
وﯾﻧﺗﺞ ﻋن اﻟﺣﯾﺎزة اﻻﺳﺗﺣﻘﺎﻗﯾﺔ ،إذا ﺗوﻓرت ﺷروطﮭﺎ اﻟﻣﻌﺗﺑرة ﺷرﻋﺎ ،أن ﯾﻛﺗﺳب
ﺻﺎﺣﺑﮭﺎ ﻣﻠﻛﯾﺔ ﻋﯾن اﻟﻌﻘﺎر ورﻗﺑﺗﮫ ،وﻛل ﺛﻣﺎره اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ واﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻻﻟﺗﺻﺎق ﺑﺎﻟﻌﻘﺎر،
وﺑذﻟك ﯾﺳﺗطﯾﻊ أن ﯾﺗﺻرف ﻓﯾﮫ ﺑﻛﺎﻓﺔ أﻧواع اﻟﺗﺻرﻓﺎت واﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن ﻣﻧﺎﻓﻌﮫ ﻛﻠﮭﺎ ،وﯾﺗﻣﺗﻊ
180
ﺑﺛﻣﺎره ﺟﻣﯾﻌﮭﺎ ،ﻛﻣﺎ ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﮫ أن ﯾﺗﺻرف ﻓﻲ رﻗﺑﺗﮫ ﺑﺳﺎﺋر أﻧواع اﻟﺗﺻرﻓﺎت ،ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك
ﺗﻔوﯾت ﻟﻠﻌﻘﺎر ﺑﺎﻟﺑﯾﻊ واﻟﮭﺑﺔ أو ﺑﺄي ﻧوع ﻣن أﻧواع اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘﻊ ﻋﺎدة ﻋﻠﻰ
ﻣﺛل اﻟﻌﻘﺎر ﻣﺣل اﻟﺣﯾﺎزة.
وﻟﻘد ﻗﺳم اﻟﻔﻘﮭﺎء اﻟﺣﯾﺎزة اﻻﺳﺗﺣﻘﺎﻗﯾﺔ ﺑﺣﺳب اﻟﻌﻘﺎر اﻟذي ﺗﻧﺻب ﻋﻠﯾﮫ إﻟﻰ:
* ﺣﯾﺎزة ﺗﺛﺑت اﻟﺗﻣﻠك :أي ﺗﺟﻌﻠﮫ ﻣﺳﺗﺣﻘﺎ ﻟﻣن ھو ﺑﯾده ،ﻣﺻدﻗﺔ ﻻدﻋﺎﺋﮫ إﯾﺎه ،وھذه
ﯾﻛﺗﻔﻰ ﻓﯾﮭﺎ ﺑﻣدة اﻟﺳﻧﺔ أو اﻟﻌﺷرة أﺷﮭر ،ﻣﻊ اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن اﻟﻔﺻل 63ﻣن اﻟظﮭﯾر
اﻟﺷرﯾف اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري ﯾﻧص ﻋﻠﻰ أن اﻟﺗﻘﺎدم ﻻ ﯾﻛﺳب أي ﺣق ﻋﯾﻧﻲ ﻋﻠﻰ
اﻟﻌﻘﺎر اﻟﻣﺣﻔظ ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ اﻟﻣﺎﻟك اﻟﻣﻘﯾد اﺳﻣﮫ ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،وﻻ ﯾزﯾل أي ﺣق ﻣن
اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ اﻟﻣﻘﯾدة ﺑرﺳم اﻟﻣﻠك.
*ﺣﯾﺎزة ﻗﺎطﻌﺔ ﻟﻠﻧزاع :وھﻲ اﻟﺣﯾﺎزة اﻟﻣﺑطﻠﺔ ﻟﺣق اﻟﻘﺎﺋم ،واﻟﻘﺎﺋم ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻔﻘﮭﯾﺔ ھو
اﻟﻣدﻋﻲ ،وھذه ﻻﺑد ﻓﯾﮭﺎ ﻣن ﻋﺷر ﺳﻧﯾن ﻓﺄﻛﺛر ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻸﺟﻧﺑﻲ ،واﻟﻘرﯾب اﻟذي ﺑﯾﻧﮫ وﺑﯾن
اﻟﺣﺎﺋز ﺗﺷﺎﺣن ،أو ﻣﺎ ﻓوق اﻷرﺑﻌﯾن ﻋﺎﻣﺎ إذا ﻟم ﯾﻛن ﺑﯾن اﻷﻗرﺑﯾن ﺗﺷﺎﺣن ،ﻋﻠﻣﺎ أﻧﮫ ﻻﺣﯾﺎزة
ﺑﯾن اﻷب واﺑﻧﮫ وﻟو طﺎﻟت اﻟﻣدة.
ﻓﺎﻟﺣﯾﺎزة اﻻﺳﺗﺣﻘﺎﻗﯾﺔ ھﻲ اﻟﻣﺳﺗﺟﻣﻌﺔ ﻟﺷروط وﺿﻊ اﻟﯾد ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎر وﺣﯾﺎزﺗﮫ ﺑﻘﺻد
اﻟﺗﺻرف ﻓﻲ ﻋﯾﻧﮫ ورﻗﺑﺗﮫ ﺑﺟﻣﯾﻊ أﻧواع اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﻣﺑﺎﺣﺔ ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﻣن ﺑﯾﻊ ،وﻛراء وﻋﺎرﯾﺔ،
وھﺑﺔ ،وﻏﯾر ذﻟك ،ﻣﻊ طول اﻟﺗﺻرف اﻟﻌﻠﻧﻲ اﻟذي ﯾظﮭر ﻧﯾﺔ اﻟﺣﺎﺋز ﺑﻛوﻧﮫ ﯾﺑﺎﺷر ﺳﻠطﺗﮫ
اﻟﻔﻌﻠﯾﺔ وﺳﯾطرﺗﮫ اﻟواﻗﻌﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﯾﺋﮫ ،وﻧﺳﺑﺗﮫ ﻟﻧﻔﺳﮫ ،واﻟﻧﺎس ﯾﻧﺳﺑوﻧﮫ إﻟﯾﮫ ﻛذﻟك دون ﻣﻧﺎزع
ﯾﻧﺎزﻋﮫ أو ﻣﻌﺎرض ﯾﻌﺎرﺿﮫ ،وھذا ﻣﺎ ﯾﻛﺳب اﻟﺣﺎﺋز ﺣق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﺻل اﻟﻌﻘﺎر
اﻟﻣﺣوز ،وﺑﺎﻟﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗﻣﻠﻛﮫ ﻟﮫ ﻟﯾﺗﺻرف ﻓﯾﮫ ﺑﺟﻣﯾﻊ أﻧواع اﻟﺗﺻرﻓﺎت ،ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك اﻟﺗﺻرﻓﺎت
اﻟﺗﻲ ﺗؤدي إﻟﻰ ﺗﻔوﯾﺗﮫ ﺑﺎﻟﺑﯾﻊ او ﻏﯾره.
أﻣﺎ اﻟﺣﯾﺎزة اﻟﺗﺻرﻓﯾﺔ أو اﻟﻣﺟردة ،ﻓﻼ ﯾﺗﺄﺗﻰ ﺑﮭﺎ ﻛﺳب ﻋﯾن اﻟﻌﻘﺎر وأﺻﻠﮫ ﺑل إن أﺛرھﺎ
ﻣﻘﺻور ﻋﻠﻰ ﺣق اﻟﺗﺻرف ﻓﻲ ﺛﻣﺎره ،أي ﺟﻧﻲ اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ ﻣﻧﮫ ،وﯾﻌﺑر ﻋﻧﮭﺎ ﺑﺎﻟﺣﯾﺎزة اﻟﻣﺟردة
ﻟﺗﺟردھﺎ ﻋن ادﻋﺎء اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﻷﺻل اﻟﻌﻘﺎر ،رﻏم ﺗوﻓر ﻣﺑﺎﺷرة اﻟﺳﯾطرة اﻟواﻗﻌﯾﺔ واﻟﺳﻠطﺔ
اﻟﻔﻌﻠﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻲء ،وھﻛذا ﻓﻛﻠﻣﺎ اﺧﺗﻠت ﺷروط اﻟﺣﯾﺎزة اﻟﻣﻛﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﻠك واﺳﺗﺣﻘﺎق ﻋﯾﻧﮫ،
ﺗﺻﺑﺢ ﺣﯾﺎزة ﺗﺻرﻓﯾﺔ ﻣﺟردة ،ﻻ ﯾﺛﺑت ﺑﮭﺎ ﻟﻠﺣﺎﺋز إﻻ ﺣق اﻟﺗﺻرف ﻓﻲ اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ دون ﻣﺎ
ﺣق ﻓﻲ اﻟﺗﺻرف ﻓﻲ ﻋﯾن اﻟﻣﻠك ورﻗﺑﺗﮫ ،وﻻ ﯾﺣق ﺑﺳﺑﺑﮭﺎ ﺗﻔوﯾﺗﮫ ﻟﻐﯾره ﺑﺑﯾﻊ وﻣﺛﻠﮫ.
181
اﻟﻌﻧﺻر اﻟﻣﻌﻧوي :وھو ﻧﯾﺔ ﺗﻣﻠك رﻗﺑﺔ اﻟﻌﻘﺎر وﻋﯾﻧﮫ ،وإظﮭﺎر ھذه اﻟﻧﯾﺔ
ﺑﺎﻷﻓﻌﺎل اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗؤﻛد ھذه اﻟﻧﯾﺔ ،اﻟﺷﻲء ﻏﯾر اﻟﻣطﻠوب ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎزة
اﻟﺗﺻرﻓﯾﺔ أو ﻣﺎ ﯾدﻋوﻧﮭﺎ ﺑﺎﻟﺣﯾﺎزة اﻟﻣﺟردة.
واﻟﺣﯾﺎزة اﻟﻣﻧﺗﺟﺔ ﻛﺎﻟﺑﯾﻧﺔ ﻟﺻﺎﺣﺑﮭﺎ ،ﺗﺻدق دﻋواه وﺗؤﯾدھﺎ ﻋﻧد ﺗوﻓر ﺷروطﮭﺎ ،وﻟذﻟك
ذﻛر ﺑﻌض اﻟﻣؤﻟﻔﯾن ﻗواﻋدھﺎ ﻓﻲ ﺑﺎب اﻟﺑﯾﻧﺎت واﻟﺷﮭﺎدات ،ﻛﻣﺎ ذﻛر أﺣﻛﺎﻣﮭﺎ اﻵﺧرون ﺑﯾن
وﺳﺎﺋل اﻹﺛﺑﺎت وﺧﺎﺻﺔ ﻋﻧد اﻟﻛﻼم ﻋﻠﻰ أﺛر اﻟﺗﻘﺎدم ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺣﻘوق اﻟﻣدﻋﻰ ﺑﮭﺎ ،وھﻛذا
ذﻛرھﺎ اﻟﺷﯾﺦ ﺧﻠﯾل ﺻﺎﺣب اﻟﻣﺧﺗﺻر – وھو ﻣن أﺷﮭر ﻣن أﻟف وﺟﻣﻊ اﻟﻘواﻋد اﻟﻔﻘﮭﯾﺔ ﻓﻲ
اﻟﻣذھب اﻟﻣﺎﻟﻛﻲ– آﺧر ﺑﺎب اﻟﺷﮭﺎدات ،وﻣﺛﻠﮫ اﻟزﻗﺎق ﻓﻲ ﻻﻣﯾﺗﮫ ،واﻟﻔﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺎﺗﮫ ،واﺑن
اﺑﻲ زﯾد اﻟﻘﯾرواﻧﻲ ﻓﻲ رﺳﺎﻟﺗﮫ ،أﻣﺎ اﺑن ﻋﺎﺻم ﻓﻲ ﺗﺣﻔﺗﮫ ،ﻓﻠﻘد ﺧﺻص ﻟﻠﺣﯾﺎزة ﻓﺻﻼ
ﻣﺳﺗﻘﻼ ﺑذاﺗﮫ ﺳﻣﺎه" :ﻓﺻل ﻓﻲ ﺣﻛم اﻟﺣوز" ﻗﺑل "ﻓﺻل اﻻﺳﺗﺣﻘﺎق" .
أﻣﺎ ﻗﺎﻧون اﻻﻟﺗزاﻣﺎت واﻟﻌﻘود ،ﻓﻘد أﺷﺎر إﻟﻰ ﺑﻌض ﻣﺎ ﯾﺗرﺗب ﻣن ﻣﺳؤوﻟﯾﺎت ﻋن
ﺣﯾﺎزة اﻟﻌﻘﺎرات ،وﺟﻌل ﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ وﺳوءھﺎ ﺿﺎﺑطﺎ ﻣﻣﯾزا ﻟﺗطﺑﯾق ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷﺣﻛﺎم
اﻟذي ﺗﺧﺗﻠف ﺑﺣﺳب ﺣﺳن ﻧﯾﺔ اﻟﺣﺎﺋز أو ﺳوﺋﮭﺎ ،ﻋﻠﻣﺎ أن ذات اﻟﻘﺎﻧون ﺣدد ﻓﻲ اﻟﻔﺻل
101ﻣﻔﮭوم اﻟﺣﺎﺋز ﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ واﻋﺗﺑره ھو ﻣن ﯾﺣوز اﻟﺷﻲء ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ ﺣﺟﺔ ﯾﺟﮭل ﻋﯾوﺑﮭﺎ
وھﻛذا ﻋﺎﻟﺞ اﻟﻣﺷرع اﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﺣﺎﺋز ﺑرد ﺛﻣﺎر اﻟﻌﻘﺎر ووﻋﺎء اﻟرد ﻓﻲ اﻟﻔﺻول 101
و 102و 105ﻣن اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻟث ﻣن ﻗﺎﻧون اﻻﻟﺗزاﻣﺎت واﻟﻌﻘود اﻟذي ﻋﻧواﻧﮫ" ،اﻻﻟﺗزاﻣﺎت
اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﻋن اﻟﺟراﺋم وﺷﺑﮭﮭﺎ" ،ﻛﻣﺎ أﻗر ﻓﻲ اﻟﻔرع اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺣق اﻟﺣﺑس إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﻣﺑﺎﺷرة ﺣق
اﻟﺣﺑس ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺣﺎﺋز ﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ وذﻟك ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻔﺻل 192ﻣن ق.ل.ع .
وﻻ ﺑد ﻟﻛل ﺗﺻرف ﻟﻛﻲ ﯾﻧﺗﺞ أﺛره اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻣن ﺗوﻓر ﺷروط وﺟوده ،وﻋﻧﺎﺻر ﺗﻛوﯾﻧﮫ،
واﻟﺣﯾﺎزة اﻻﺳﺗﺣﻘﺎﻗﯾﺔ ﻣن ﺗﻠك اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻠزم أن ﺗﺗوﻓر ﻓﯾﮭﺎ اﻟﺷروط اﻟﺗﻲ ﺗﺛﺑت
وﺟودھﺎ ،واﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺑﻧﻲ ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺗﻛوﯾﻧﮭﺎ ،ﻟﻛﻲ ﺗﺻﺑﺢ دﻟﯾﻼ ﻗﺎطﻌﺎ ﻓﻲ ذاﺗﮫ ﻣن ﻏﯾر
ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﻣﺎ ﯾﻌﺿده ﻣن اﻟﺳﻧدات واﻟﺑﯾﻧﺎت اﻷﺧرى.
ﺷروط اﻟﺣﯾﺎزة :ﺗﻛﺎد اﻷﺑﺣﺎث واﻟدواوﯾن اﻟﻔﻘﮭﯾﺔ ﺗﺟﻣﻊ ﻋﻠﻰ أن ﻟﻠﺣﯾﺎزة اﻟﻣﻌﺗﺑرة
ﻣﻧﺗﺟﺔ ،ﺳﺗﺔ ﺷروط وﺗﻌﺗﺑر ﻓﻲ ﻣﺟﻣﻠﮭﺎ ﻣﺛﺑﺗﺔ ﻟﺣق ﺗﻣﻠك اﻟﻌﻘﺎر واﻛﺗﺳﺎﺑﮫ وﻗﺎطﻌﺔ ﻟﻠﻧزاع
ﺑﺷﺄﻧﮫ ،وھﻲ:
وﺿﻊ اﻟﯾد ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎر وﺣﯾﺎزﺗﮫ؛
اﻟﺗﺻرف ﻓﯾﮫ ﺗﺻرف اﻟﻣﺎﻟك ﻓﻲ ﻣﻠﻛﮫ؛
ﻋدم اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎزة؛
ﻧﺳﺑﺔ اﻟﻣﻠك ﻟﻠﺣﺎﺋز ﻣن ﻧﻔﺳﮫ واﻟﻐﯾر؛
طول ﻣدة اﻟﺣﯾﺎزة ﻟذﻟك اﻟﻌﻘﺎر؛
اﻟﻌﻠم ﺑﻌدم وﺟود ﻧﺎﻗل ﺷرﻋﻲ وھو ﺷرط ﺻﺣﺔ ﻓﻲ إﺛﺑﺎت اﻟﻣﻠك ﻟﻠﻣﯾت وﺷرط ﻛﻣﺎل
ﻟﻠﺣﻲ.
وﺗﻌﺗﺑر اﻟﺷروط اﻟﻣذﻛورة ﻛﺎﻓﯾﺔ ،وﺣﺟﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﺣﺔ ادﻋﺎء اﻟﻣﻠك ﺑﺳﺑب اﻟﺣﯾﺎزة ،ﻛﻣﺎ
ﺳﺑق اﻟﻘول ،وﻟو ﻟم ﯾﻛن ھﻧﺎك ﻣﺎ ﯾﻌﺿدھﺎ ﻣن اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻷﺧرى.
182
وﯾﺟدر اﻟﺗﻧﺑﯾﮫ ھﻧﺎ إﻟﻰ أن ﺑﻌض اﻟﻔﻘﮭﺎء ،ﻓرق ﺑﯾن اﻟﺣوز واﻟﻣﻠﻛﯾﺔ واﻟﺣﯾﺎزة ﻓﻲ
ﻣدﻟوﻟﮭﺎ ،ﺗﺑﻌﺎ ﻟﺗﻐﯾﯾر أﻟﻔﺎظﮭﺎ ،وﻗﺎل· :اﻟﺣوز ھو وﺿﻊ اﻟﯾد ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻲء ،ﺳواء ﻛﺎن ﺑطرﯾﻘﺔ
ﺷرﻋﯾﺔ أم ﻻ ،ﻛﺎن اﻏﺗﺻﺑﮫ أو ﺳرﻗﮫ ،ﻛﻣﺎ ﯾطﻠق اﻟﺣوز ﻋﻠﻰ ﻛون اﻟﺷﻲء ﺑﯾد اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ.
أﻣﺎ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﻓﮭﻲ اﺛﺑﺎت اﻟﻣﻠك ﺑﺷروطﮫ اﻟﻣذﻛورة ﻓﯾﻣﺎ ﻗﺑل ،وﯾﻛﻔﻲ ﻓﻲ ﺣوزه ﻋﺷرة أﺷﮭر،
إذا ﺟﮭل أﺻﻠﮫ وﻟم ﯾﻌرف ﻟﻣن ﻛﺎن اﻟﻣﻠك ﻗﺑل أن ﯾﺣوزه اﻟﻣدﻋﻲ ﻣﻠﻛﯾﺗﮫ ،وإذا ﻋﻠم أﺻﻠﮫ
ﻟﻐﯾر اﻟﺣﺎﺋز ﻓﻼ ﺗﻛﻔﻲ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ وﺣدھﺎ ،أﻣﺎ اﻟﺣﯾﺎزة ﻓﮭﻲ وﺿﻊ اﻟﯾد ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻲء ،ﻣﻊ ادﻋﺎء
ﺗﻣﻠﻛﮫ واﻟﺗﺻرف ﻓﯾﮫ ﺧﻼل اﻟﻣدة اﻟﻣﻌﺗﺑرة ﺷرﻋﺎ ،ﺑﻣﺣﺿر اﻟﻣدﻋﻲ وﺳﻛوﺗﮫ ﻣن ﻏﯾر ﻋذر،
وﻣﺣﻠﮭﺎ ﻣﺎ ﺟﮭل أﺻل ﻣدﺧل اﻟﺣﺎﺋز ،أوﻋﻠم وﻛﺎن ﯾﻧﻘل اﻟﻣﻠك ﻋن اﻷول.
183
وإﻣﺎ أن ﯾﻛون ﻗﺎﻧوﻧﯾﺎ ،وھو ﻛل ﺗﺻرف ﯾﻛﺗﺳﻲ ﺻﻔﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﯾﺳﺗﻔﺎد ﻣﻧﮫ اﻟﺗﻌرض
ﻟﺣﯾﺎزة اﻟﺣﺎﺋز؛ ﻛﺄن ﯾﻘﯾم ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻘﺎر اﻟﻣرﺗﻔق ﺑﮫ ﺑﺣق ﻣرور دﻋوى ﻣﻧﻊ اﻟﺗﻌرض ﻋﻠﻰ
ﻣﺎﻟك اﻟﻌﻘﺎر اﻟﻣرﺗﻔق ﻟﻣﻧﻌﮫ ﻣن ﻣﻣﺎرﺳﺗﮫ ﺣق اﻻرﺗﻔﺎق.
وﺗوﺟﮫ دﻋوى ﻣﻧﻊ اﻟﺗﻌرض ﺿد ﻣرﺗﻛب اﻟﺗﻌرض ﺣﺗﻰ ﻟو ﻛﺎن ﻣن ﻗﺎم ﺑﺎﻟﺗﻌرض إﻧﻣﺎ
ﻗﺎم ﺑﮫ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ أﻣر ﺗﻠﻘﺎه ﻣن اﻟﻐﯾر أو ﺑوﺻﻔﮫ ﻧﺎﺋﺑﺎ ﻋن اﻟﻐﯾر ﻋﻠﻰ أن ﯾﻛون ﻟﻠﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ
ﺣق إدﺧﺎل ھذا اﻟﻐﯾر ﻛﺿﺎﻣن ﻓﻲ اﻟدﻋوى.
-2دﻋوى وﻗف اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺟدﯾدة
ھﻲ دﻋوى ﺣﯾﺎزﯾﺔ ﺗﮭدف إﻟﻰ وﻗف أﻋﻣﺎل ﺷرع اﻟﻘﯾﺎم ﺑﮭﺎ ،وﺑﻣوﺟﺑﮭﺎ ﯾﺳوغ ﻟﻛل ﻣن
ﺣﺎز ﻋﻘﺎرا أو ﺣﻘﺎ ﻋﯾﻧﯾﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺎر ووﻗﻊ ﻟﮫ اﻟﺗﻌرض ﻣن ﺟراء أﻋﻣﺎل ﺗﮭدد ﺣﯾﺎزﺗﮫ أن
ﯾرﻓﻊ اﻷﻣر إﻟﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻟﻠﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑوﻗف ھذه اﻷﻋﻣﺎل.
-3دﻋوى اﺳﺗرداد اﻟﺣﯾﺎزة
ﯾرﻓﻊ ھذه اﻟدﻋوى ﻛل ﻣن ﻛﺎن ﻗﺻده ھو اﺳﺗرﺟﺎع اﻟﺣﯾﺎزة اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺑﯾده وﺳﻠﺑت
ﻣﻧﮫ ﺑﺎﻟﻘوة واﻟﻌﻧف ،ﻓﺈذا ﻟم ﺗﻛن ھﻧﺎك ﻗوة وﻻ إﻛراه ﻓﻼ ﻣﺣل ﻟدﻋوى اﻟﺣﯾﺎزة ،ﻷن أﺳﺎﺳﮭﺎ
ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺣق اﻟﻌﻣوﻣﻲ وردع ﻛل ﻣن ﯾﺣﺎول أﺧذ ﺣﻘﮫ ﺑﻧﻔﺳﮫ أوﻋن طرﯾق اﻟﻌﻧف ،وھذا ﻣﺎ
ﻧﺻت ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن اﻟﻔﺻل 166ﻣن اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺟﺎء ﻓﯾﮭﺎ أﻧﮫ:
"ﯾﺟوز رﻓﻊ دﻋوى اﺳﺗرداد اﻟﺣﯾﺎزة اﻟﻣﻧﺗزﻋﺔ أو ﺑﺎﻹﻛراه إذا ﻛﺎﻧت ﻟﻠﻣدﻋﻲ وﻗت
اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻌﻧف واﻹﻛراه ﺣﯾﺎزة ﻣﺎدﯾﺔ وﺣﺎﻟﺔ وھﺎدﺋﺔ وﻋﻠﻧﯾﺔ" ،ﻛﻣﺎ ﯾﺗﺿﺢ ﻣن ﺧﻼل ھذا
اﻟﻧص أﻧﮫ ﻻﺑد ﻣن ﺗواﻓر ﺷروطﺎ ﻟرﻓﻊ اﻟدﻋوى اﻟﺣﯾﺎزﯾﺔ".
اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :أﺣﻛﺎم دﻋﺎوي اﻟﺣﯾﺎزة
ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣذﻛورة ﻓﻲ اﻟﻔﺻول ﻣن 166إﻟﻰ 170ﻣن ﻗﺎﻧون
اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻟﻣﺑﯾﻧﺔ ﻷھم أﺣﻛﺎم دﻋﺎوي اﻟﺣﯾﺎزة ،ﯾﻼﺣظ أن ھﺎﺗﮫ اﻷﺣﻛﺎم ﺗﻘﺗﺿﻲ ﺗﻘﯾﯾد
ھذه اﻟدﻋﺎوي اﻟﺣﯾﺎزﯾﺔ ﻣن ﺣﯾث اﻟﻧطﺎق اﻟزﻣﻧﻲ ﻟﺗﻛون ﻣﻘﺑوﻟﺔ ،ﺑﺣﯾث ﯾﺷﺗرط ﻓﯾﮭﺎ أن ﺗرﻓﻊ
ﺧﻼل اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﻔﻌل اﻟذي ﯾﺧل ﺑﺎﻟﺣﯾﺎزة ،واﻷﺟل اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮫ ھﻧﺎ ھو أﺟل ﺳﻘوط
ﻓﻼ ﺗﺳري ﻋﻠﯾﮫ أﺣﻛﺎم اﻟوﻗف اﻟﺗﻘﺎدم أو ﻗطﻌﮫ ،ﻛﻣﺎ أﺟﺎز اﻟﻣﺷرع رﻓﻌﮭﺎ إﻣﺎ ﺑطﻠب أﺻﻠﻲ
ﻣﺳﺗﻘل أو ﺑواﺳطﺔ طﻠب ﻣﻘﺎﺑل ﻟدﻋوى أﺧرى.
ﻋﻠﻰ أن دﻋﺎوى اﻟﺣﯾﺎزة ﻻ ﯾرﻓﻌﮭﺎ إﻻ اﻟﺷﺧص اﻟذي ﻛﺎﻧت ﻟﮫ ﺣﯾﺎزة ﻋﻘﺎر ،أو ﺣق
ﻋﯾﻧﻲ ﻋﻘﺎري ﻣﻧذ ﺳﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ،وﺳواء ﻛﺎﻧت ھذه اﻟﺣﯾﺎزة ﺑﯾد راﻓﻌﮭﺎ ﺷﺧﺻﯾﺎ أو ﻛﺎﻧت
ﻟﮫ ﺑواﺳطﺔ اﻟﻐﯾر ،وھﻛذا اﺷﺗرطت اﻟﻧﺻوص اﻟﻣذﻛورة ﻟﺻﺣﺔ اﻟدﻋوى اﻟﺣﯾﺎزﯾﺔ ﺗوﻓر
ﺷروط ﻣﺣددة ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎزة ھﻲ:
أن ﺗﻛون اﻟﺣﯾﺎزة ﻋﻠﻧﯾﺔ:واﻟﻣﻘﺻود ﻣن اﻟﻌﻠﻧﯾﺔ ھو اﻟظﮭور ﺑﻣظﮭر ﺻﺎﺣب اﻟﺣق -
وﻣﺑﺎﺷرة اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎر ﺑﺻﻔﺔ ﻋﻠﻧﯾﺔ ظﺎھرة ﺣﺗﻰ ﺗﻛون اﻟﺣﯾﺎزة ﻣﻌروﻓﺔ
وﻣﻌﻠوﻣﺔ.
184
أﻣﺎ إذا ﺣﺻﻠت ﻓﻲ اﻟﺧﻔﺎء ﻓﺗﻌﺗﺑر ﻣﻌﯾﺑﺔ وﻻ ﺗﻛون ﺻﺎﻟﺣﺔ ﻟﻠﺗﻣﻠك ﺑﺎﻟﺗﻘﺎدم ،وﺗﻛون
اﻟﺣﯾﺎزة ﻣﺷوﺑﺔ ﺑﻌﯾب اﻟﺧﻔﺎء إذا ﻛﺎﻧت اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﻲ ﯾﺑﺎﺷرھﺎ اﻟﺣﺎﺋز ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻲء ﻟﯾس ﻣن
ﺷﺄﻧﮭﺎ أن ﺗظﮭر اﻟﺣﯾﺎزة ﻟﻠﻧﺎس وﻋﻠﻰ اﻷﺧص ﻣن ﻟﮭم ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻠم ﺑﮭﺎ.
واﻟﺧﻔﺎء ﻋﯾب ﯾرد ﺑﮫ ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب ﻋﻠﻰ ﺣﯾﺎزة اﻟﻣﻧﻘوﻻت ،ﻷن اﻟﻣﻧﻘوﻻت ﯾﻣﻛن إﺧﻔﺎؤھﺎ
ﻓﻲ ﺳﮭوﻟﺔ وﯾﺳر ،إﻻ أﻧﮫ ﻣن اﻟﻣﺗﺻور ﻧظرﯾﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﻗل أن ﯾﻌﺗري ھذا اﻟﻌﯾب ﺣﯾﺎزة
اﻟﻌﻘﺎرات أﯾﺿﺎ ،وإن ﻛﺎن ھذا اﻷﻣر ﺑﺎﻟﻎ اﻟﻧذرة ﻓﻲ اﻟﻌﻣل إن ﻗدر ﻟﮫ أن ﯾﻛون ﻷن طﺑﯾﻌﺔ
اﻟﻌﻘﺎرات ﺗﺣول دون إﺧﻔﺎء وﺿﻊ اﻟﯾد ﻋﻠﯾﮭﺎ ،واﻟﻣﺛﺎل اﻟﺗﻘﻠﯾدي ﻟﻠﺣﯾﺎزة اﻟﺧﻔﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺎرات
ھو أن ﯾﺣﻔر اﻟﺟﺎر ﻛﮭﻔﺎ ﺗﺣت ﻣﻧزل ﺟﺎره وﯾﺳﺗﻌﻣﻠﮫ دون أن ﺗدل ﻋﻠﯾﮫ ﻋﻼﻣﺔ ﺧﺎرﺟﯾﺔ ،أو
أن ﯾﺗﻌﻣد اﻟﺟﺎر اﻟﻣرور ﻓﻲ اﻷرض اﻟﻣﺟﺎورة ﻓﻲ أوﻗﺎت ﻻ ﯾراه ﻓﯾﮭﺎ ﻣﺎﻟﻛﮭﺎ.
أي أن ﺗﻛون اﻟﺣﯾﺎزة ﻗد ﺗﻣت ﺑدون ﻋﻧف وﻻ إﻛراه ،أي أن ﺗﻛون اﻟﺣﯾﺎزة ھﺎدﺋﺔ: -
دون ﻣﻧﺎزﻋﺔ وﻻ ﻣﻌﺎرﺿﺔ ﺑﺷﻲء ﯾﺧل ﺑﺻﺣﺔ اﻟﮭدوء .ﻓﺈذا ﺣﺎز ﺷﺧص ﻋﻘﺎرا أو ﻣﻧﻘوﻻ
ﺑطرﯾق اﻹﻛراه ﻻ ﯾﻛون ﻟﺣﯾﺎزﺗﮫ أﺛر ،وﻻ ﯾﻣﻛﻧﮫ ﻣﺛﻼ اﻻﺳﺗﻧﺎد ﻟﮭذه اﻟﺣﯾﺎزة ﻓﻲ ﺳﺑﯾل اﻟﺗﻣﻠك
ﺑﺎﻟﺗﻘﺎدم ﻋﻠﻰ أن اﻟﻌﻧف أو اﻹﻛراه ﻻ ﯾﻌﯾب اﻟﺣﯾﺎزة إﻟﻰ ﻣﺎ ﻻ ﻧﮭﺎﯾﺔ .ﻓﺈذا ﻣﺎ زال ھذا اﻟﻌﯾب
واﺳﺗﻣر اﻟﺣﺎﺋز ﺑﻌد ذﻟك ﻓﻲ ﺣﯾﺎزﺗﮫ ﺑﺻورة ھﺎدﺋﺔ أﺻﺑﺣت ﺣﯾﺎزﺗﮫ ﺻﺣﯾﺣﺔ وأﻧﺗﺟت
آﺛﺎرھﺎ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻣن ﺣﯾث إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺣﻣﺎﯾﺗﮭﺎ ﺑدﻋوى ﻣﻧﻊ اﻟﺗﻌرض ،أو ﻣن اﻻﻋﺗداء ﺑﮭﺎ ﻓﻲ
ﺣﻘل اﻟﺗﻘﺎدم اﻟﻣﻛﺳب .ﺛم إن ﻋﯾب ﻋدم اﻟﮭدوء ﻋﯾب ﻧﺳﺑﻲ ﻻ ﯾﺣﺗﺞ ﺑﮫ إﻻ اﻟﻣﻌﺗدى ﻋﻠﯾﮫ
اﻟذي ﻛﺎن ﻋرﺿﺔ ﻷﻋﻣﺎل اﻟﻌﻧف .وﻋﻠﯾﮫ ﺗﻘﺑل دﻋوى ﻣﻧﻊ اﻟﺗﻌرض ﻣﺎ داﻣت اﻟﺣﯾﺎزة ھﺎدﺋﺔ
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ ﺣﺗﻰ وﻟو ﻟم ﺗﻛن ﻛذﻟك ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻐﯾر.
-أن ﺗﻛون اﻟﺣﯾﺎزة ﻣﺗﺻﻠﺔ:أي أن ﯾﻘوم اﻟﺣﺎﺋز ﺑﺄﻋﻣﺎل ﻣﺗﻛررة ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻲء ﺑﻣﺎ ﯾطﺎﺑق
ﻧوع اﻟﺣق اﻟذي ﯾﻣﺎرﺳﮫ ﻋﻠﯾﮫ ،وﺑﺻورة ﻣﻧﺗظﻣﺔ دون أن ﺗﺗوﺳط أﻋﻣﺎﻟﮫ ﻣدد ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺗﻧﻘطﻊ
ﺧﻼﻟﮭﺎ اﻟﺣﯾﺎزة اﻧﻘطﺎﻋﺎ ﻏﯾر ﻋﺎدي ،ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﯾﺟب أن ﻻ ﯾؤاﺧذ اﺳﺗﻣرار اﻟﺣﯾﺎزة ﻋﻠﻰ
ﻣﻌﻧﻰ أن ﯾﻛون اﻟﺣﺎﺋز داﺋم اﻻﺗﺻﺎل ﺑﺎﻟﺷﻲء ﻓﯾﻛﻔﻲ ﻻﻋﺗﺑﺎر اﻟﺣﯾﺎزة ﻣﺳﺗﻣرة أن ﯾﺑﺎﺷر
اﻟﺷﺧص ﺳﻠطﺗﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻲء ﻋﻠﻰ اﻟوﺟﮫ اﻟذي ﯾﺗﻔق ﻣﻊ طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻐرض اﻟﻣﻌد ﻟﮫ ،ﻓﺈذا وﺿﻊ
ﺷﺧص ﻣﺛﻼ ﯾده ﻋﻠﻰ أرض ﻻ ﺗزرع إﻻ ﻣرة واﺣدة ﻛل ﻋﺎم ﻛﻔﺎه أن ﯾزرﻋﮭﺎ ﻓﻲ ﻣوﺳم
اﻟزراﻋﺔ ،وإن ﺗرﻛﮭﺎ ﻓﻲ ﻏﯾر ذﻟك ﻣن اﻷوﻗﺎت ،أي ﻓﻲ اﻷوﻗﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻛون ﻓﯾﮭﺎ ﻏﯾر
ﻣزروﻋﺔ.
-أن ﺗﻛون اﻟﺣﯾﺎزة ﻏﯾر ﻣﺟردة ﻣن اﻟﻣوﺟب اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ:إذ ﻻ ﻋﺑرة ﺑﺣﯾﺎزة دون ﺳﺑب،
ﻓﺈذا ﻛﺎﻧت ﻻ ﺗﺳﺗﻧد ﻟﻣوﺟب ﺷرﻋﻲ ﻓﻼ ﺗﺳﺗﺣق أن ﺗﻛون ﻣﺣﻣﯾﺔ ﺑدﻋﺎوي اﻟﺣﯾﺎزة.
أن ﺗﻛون اﻟﺣﯾﺎزة ﺧﺎﻟﯾﺔ ﻣن اﻻﻟﺗﺑﺎس:أي ﻣﺟردة ﻋن ﻛل اﻟﺗﺑﺎس ﯾﺷوﺑﮭﺎ أو ﯾؤﺛر -
ﻋﻠﻰ وﺟودھﺎ أوﻋﻠﻧﯾﺗﮭﺎ أو ﻋﻠﻰ ھدوﺋﮭﺎ ،وﺗﻛون اﻟﺣﯾﺎزة ﻣﺷوﺑﺔ ﺑﻌﯾب اﻟﻠﺑس أو اﻟﻐﻣوض
إذا ﺣﺎطت ﺑﮭﺎ ظروف ﺗﺛﯾر اﻟﺷك ﻓﻲ أن اﻟﺣﺎﺋز ﯾﺑﺎﺷر ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻲء ﻟﺣﺳﺎب ﻧﻔﺳﮫ ،ﺑﺣﯾث أن
اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﮭﺎ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺣﺗﻣل ﻣﻌﻧﯾﯾن ،ﻓﯾﺻﺢ أن ﺗﺣﻣل ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﯾرﯾد اﻻﺳﺗﺋﺛﺎر
ﺑﺎﻟﺣق ﻟﻧﻔﺳﮫ ،ﻛﻣﺎ ﯾﺻﺢ أن ﺗﺣﻣل ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﯾﺟوز ﻟﺣﺳﺎب ﻏﯾره.
ان ﺗﻛون اﻟﺣﯾﺎزة ﺣﺎﻟﺔ:وذﻟك ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻘﺑول دﻋوى اﺳﺗرداد اﻟﻌﻘﺎر ،أي أن ﯾﻛون -
اﻟﻌﻘﺎر أو اﻟﺣق ﻣوﺟودا ﻓﻲ ﯾد اﻟﺣﺎﺋز وﻗت وﻗوع أﻋﻣﺎل اﻟﻌﻧف اﻟﺗﻲ أدت إﻟﻰ ﻓﻘدان اﻟﺣﯾﺎزة
ﺣﺳب ﻣﺎ ﻧص ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻔﺻل 166ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ.
185
ﻓﺈذا ﻟم ﺗﺗﺣﻘق ھذه اﻟﺷروط ﻻ ﯾﻣﻛن رﻓﻊ ھذه اﻟدﻋوى إﻻ أﻧﮫ ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟظن ﺑﺄن
اﻟﻣﺗﺿرر ﯾﺣرم ﻣن اﻻﻟﺗﺟﺎء إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء ﻟﻠدﻓﺎع ﻋن ﺣﻘﮫ ،أو اﺳﺗرﺟﺎﻋﮫ ﻓﻲ ﺳﺎﺋر اﻷﺣوال
ﺑل إﻧﮫ ﻣن ﺣﻘﮫ أن ﯾﻘدم دﻋواه ﻓﻲ إطﺎر آﺧر إذا ﻛﺎن ﻟﮭﺎ وﺟﮫ ﺷرﻋﻲ ﯾﻣﻛﻧﮫ ﻣن اﻻﺳﺗﻔﺎدة
أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء.
وﻟﻘد أﺗﻰ ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء ﻓﻲ اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن اﻟﻔﺻل 166ﯾﻌطﻲ
إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ رﻓﻊ دﻋوى اﺳﺗرداد اﻟﺣﯾﺎزة اﻟﺗﻲ وﻗﻊ اﻧﺗزاﻋﮭﺎ ﺑواﺳطﺔ اﻟﻌﻧف واﻹﻛراه ،ﻟﻛﻧﮫ ﻗﯾدھﺎ
ﺑﻘﯾود وھﻲ :أن ﯾﻛون اﻟﻣدﻋﻲ وﻗت ﺗﻌرﺿﮫ ﻻﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻌﻧف ﻣن اﻟﻐﯾر ﺣﺎﺋزا ﻟﻠﻌﻘﺎر ﺣﯾﺎزة
ﻣﺎدﯾﺔ ﻓﻌﻠﯾﺔ ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟذي اﺳﺗﻌﻣل ﻏﯾره ﻣﻌﮫ اﻟﻌﻧف أو اﻹﻛراه .وأن ﯾﺗم ﺗوﻓرھﺎ ﻋﻠﻰ
اﻟﮭدوء وﻋدم اﻟﻧﺎزع أو اﻟﻌﺎرض ﻣﻊ اﻟﻌﻠﻧﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺛل ﺗﻠك اﻟﺣﯾﺎزة.
وﻗد ﯾﺣدث أﺣﯾﺎﻧﺎ أن ﯾدﻋﻲ ﻛل ﻣن اﻟﻣدﻋﻲ واﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ ﺑﺄﻧﮫ اﻟﺣﺎﺋز ﻓﻌﻼ ،وﯾؤﯾد ﻛل
ﻣﻧﮭﻣﺎ ادﻋﺎءه ﺑﺄدﻟﺔ ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺳﺑﺑﮭﺎ ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟظروف اﻟﺗرﺟﯾﺢ ﺑﯾﻧﮭﺎ ﻟﯾﻌرف
ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻟﻣن ھﻲ اﻟﺣﯾﺎزة ،ﻓﺣﻛم ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ھو اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 170ﻣن ﻗﺎﻧون
اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻟذي ﺟﺎء ﻓﯾﮫ:
" إذا ادﻋﻰ ﻛل ﻣن اﻟﻣدﻋﻲ واﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ أﻧﮫ ﺣﺎﺋز ،وﺗﻘدم ﻛل ﻣﻧﮭﻣﺎ ﺑﺄدﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻠك
اﻟﺣﯾﺎزة ﻓﻠﻠﻘﺎﺿﻲ أن ﯾﺑﻘﻲ اﻟﺣﯾﺎزة ﻟﮭﻣﺎ ﻣﻌﺎ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت أو ﯾﺄﻣر ﺑﺣراﺳﺔ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﺗﻧﺎزع ﻓﯾﮫ أو أن ﯾﺳﻧد ﺣراﺳﺗﮫ ﻷﺣد اﻟطرﻓﯾن ﻣﻊ اﻟﺗزاﻣﮫ ﺑﺗﻘدﯾم ﺣﺳﺎب ﻋن ﺛﻣﺎره إذا
اﻗﺗﺿﻰ اﻟﺣﺎل ذﻟك".
وﻋﻠﯾﮫ ﻓﺈن اﻟﻔﺻل 170ﻣن ق م م أﻋطﻰ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﺛﻼﺛﺔ ﺧﯾﺎرات:
-1إﻣﺎ أن ﯾﺄﻣر اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺈﺑﻘﺎء اﻟﺣﯾﺎزة ﻟﻠطرﻓﯾن اﻟﻣﺗﺧﺎﺻﻣﯾن ﻣﻌﺎ ،وﻓﻲ ﻧﻔس
اﻟوﻗت ،وﺑذﻟك ﯾﻛون ھذا اﻷﺛر ﺗﺄﻛﯾدا ﻟﺣﺎﻟﺔ ﺳﺎﺑﻘﺔ اﺳﺗوﺟﺑت إﺑﻘﺎء ظروف
ﻻﺣظﮭﺎ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ أو أﺛﯾرت أﻣﺎﻣﮫ ورأى أن ﻓﺎﺋدة اﻟطرﻓﯾن ﻓﻲ ذﻟك.
-2وإﻣﺎ أن ﯾﺄﻣر اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺈﺟراء ﺣراﺳﺔ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﻧﺎزع ﻓﯾﮫ ،وﺳﯾﻛون اﻷﺛر ھو
إﻋطﺎء اﻟﺣﯾﺎزة ﻟﻐﯾرھﻣﺎ وھو اﻟﺟﮭﺔ اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﺣراﺳﺔ وﻣﻧﻌﮭﻣﺎ ﻣن اﻟﺗﺻرف ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺎر
ﺑﺄﻧﻔﺳﮭﻣﺎ ﺑﺳﺑب اﻟﻧزاع اﻟﻣﺛﺎر ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ واﻟذي ﯾرى ﻣﻌﮫ اﻟﻘﺎﺿﻲ أن اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ﺗﻘﺗﺿﻲ
ﺣرﻣﺎﻧﮭﻣﺎ ﻣن اﻟﻌﯾن اﻟﻣﺗﻧﺎزع ﻋﻠﯾﮭﺎ إﻟﻰ ﺣﯾن اﻟﻔﺻل ﻓﻲ اﻟﺧﺻوﻣﺔ.
-3وإﻣﺎ أن ﯾﺳﻧد اﻟﺣراﺳﺔ ﻷﺣدھﻣﺎ ﻣﻊ إﻟزاﻣﮫ ﺑﺗﻘدﯾم اﻟﺣﺳﺎب ﻋن اﻟﺛﻣﺎر إذا اﻗﺗﺿﻰ
اﻟﺣﺎل ذﻟك ،وﺗﻛون ﻧﺗﯾﺟﺔ وأﺛر اﻟدﻋوى ﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ھو ﺣرﻣﺎن أﺣدھﻣﺎ وﻟو ﻣؤﻗﺗﺎ ﻣن
ﺣق ﻣﺑﺎﺷرة اﻟﺗﺻرف ،وﯾﻧﺗﮭﻲ ﺑﺎﻧﺗﮭﺎء اﻟﻧزاع ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ ،ﻧظرا ﻟﻣﺎ ﺗﺄﻛد ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﻣن أن
اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ﺗﻘﺗﺿﻲ اﻟﻧزاع ﺗﺣﺗم ﺗﻧﺻﯾب أﺣدھﻣﺎ ﺣﺎرﺳﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﻧﺎزع ﻋﻠﯾﮫ.
وﺑﺧﺻوص اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺎﻟﻧظر ﻓﻲ دﻋﺎوي اﻟﺣﯾﺎزة ﻓﺎﻟﻔﺻل 27ﻣن ﻗﺎﻧون
اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﯾﺷﯾر ﻓﻲ ﻓﻘرﺗﮫ اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ إﻟﻰ أﻧﮫ:
" ﺗﻘﺎم اﻟدﻋﺎوي ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﺻل اﻟﺳﺎﺑق أﻣﺎم اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ :ﻓﻲ اﻟدﻋﺎوي
اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑدﻋوى اﻻﺳﺗﺣﻘﺎق أو اﻟﺣﯾﺎزة ﺗرﻓﻊ أﻣﺎم ﻣﺣﻛﻣﺔ ﻣوﻗﻊ اﻟﻌﻘﺎر اﻟﻣﺗﻧﺎزع
ﻋﻠﯾﮫ".
186
وھذا اﻟﻔﺻل ﻻ ﺧﻼف ﻓﻲ أﻧﮫ واﺿﺢ ﻓﻲ اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣﻠﻲ ،وﯾﺟب ﺑﻧﺎء ﻋﻠﯾﮫ أن
ﯾﻌرض اﻟﻧزاع ﻋﻠﻰ ﻣﺣﻛﻣﺔ ﻣﻛﺎن اﻟﻌﻘﺎر.
ﻛﻣﺎ أن اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠق ﺑﺎﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻧوﻋﻲ ﻓﻲ اﻟﻔﺻول ﻣن 18إﻟﻰ 23ﻟم ﺗﻘﻊ
ﻓﯾﮫ اﻹﺷﺎرة ﻓﯾﮫ إﻟﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﮭذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟدﻋﺎوي.
إن دﻋﺎوي اﻟﺣﯾﺎزة ﺗﺧﺿﻊ ﺟﻣﯾﻌﮭﺎ ﻟﺑﻌض اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺟﻠﻰ ﻓﻲ اﻟﻘواﻋد
اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
– 1ﻻ ﺗﻣﺎرس دﻋﺎوي اﻟﺣﯾﺎزة إﻻ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻌﻘﺎرات أو اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﯾﺟوز اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻓﯾﮭﺎ.
_2إن دﻋﺎوي اﻟﺣﯾﺎزة ﯾﺟب أن ﺗﻣﺎرس ﺧﻼل ﻣدة ﺳﻧﺔ ﻣن ارﺗﻛﺎب اﻟﻌﻣل اﻟذي ﯾﺷﻛل
ﺗﻌرﺿﺎ ﻟﻠﺣﯾﺎزة ،ﺣﯾث ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 167ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﮫ:
"ﻻ ﺗﻘﺑل دﻋﺎوي اﻟﺣﯾﺎزة ﺳواء ﻗدﻣت ﺑطﻠب أﺻﻠﻲ أو ﺑطﻠب ﻣﻘﺎﺑل إﻻ إذا أﺛﯾرت ﺧﻼل
اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﻔﻌل اﻟذي ﯾﺧل ﺑﺎﻟﺣﯾﺎزة".
_3ﻻ ﯾﺟوز اﻟﺟﻣﻊ ﺑﯾن دﻋوى اﻟﺣﯾﺎزة ودﻋوى اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ،ﻓﺎﻟﻣﺎﻟك اﻟذي اﻋﺗدي ﻋﻠﻰ
ﺣﯾﺎزﺗﮫ ﯾﺳﺗطﯾﻊ ﺣﻣﺎﯾﺔ ھذه اﻟﺣﯾﺎزة ﻋن طرﯾق دﻋوى اﻟﺣﯾﺎزة ،ﺣﯾث ﯾﻧﺻب اﻟﻧزاع ﻋﻠﻰ
واﻗﻌﺗﻲ اﻟﺣﯾﺎزة واﻟﺗﻌرض ﻟﯾس إﻻ ،ﻋﻠﻰ أن ﯾﺗﻘدم ذو اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ﻋﻧد اﻻﻗﺗﺿﺎء ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد
ﺑدﻋوى اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﻟﻠﻧظر ﻓﻲ ﺟوھر ﺣق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ أو ﺟوھر اﻟﺣق اﻟﻌﯾﻧﻲ اﻟﻌﻘﺎري.
وﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻋدة ﻋدم ﺟواز اﻟﺟﻣﻊ ﺑﯾن دﻋوى اﻟﺣﯾﺎزة ودﻋوى اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن
اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ أھﻣﮭﺎ.
-1إذا أﻗﯾﻣت دﻋوى اﻟﺣﯾﺎزة وأﻧﻛر اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ واﻗﻌﺔ اﻟﺣﯾﺎزة أو واﻗﻌﺔ اﻟﺗﻌرض
وﻗرر اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻻﺳﺗﻣﺎع إﻟﻰ اﻟﺑﯾﻧﺔ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ،ﻓﺷﮭﺎدة اﻟﺷﮭود ﯾﺟب أن ﺗﻛون ﻣﺣﺻورة
ﺑﮭﺎﺗﯾن اﻟواﻗﻌﺗﯾن وﻻ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺗﻧﺎول ﺟوھر اﻟﺣق ،ﻷن ﻣﺛل ھذا اﻟﻣوﺿوع ﻣن ﻣﺗﻌﻠﻘﺎت
دﻋوى اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ وﯾﺧرج ﻋن ﻧطﺎق دﻋوى اﻟﺣﯾﺎزة ،وﻋﻠﻰ ھذا ﻗررت اﻟﻣﺎدة 168ﻣن
اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ أﻧﮫ:
" إذا وﻗﻊ إﻧﻛﺎر اﻟﺣﯾﺎزة واﻟﺗﻌرض ﻟﮭﺎ ﻓﺈن اﻟﺑﺣث اﻟذي ﯾؤﻣر ﺑﮫ ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺗﻌﻠق
ﺑﻣوﺿوع اﻟﺣق اﻟذي ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻛون إﻻ ﻣﺣل دﻋوى ﻣﻠﻛﯾﺔ ﺗﺳﺗﮭدف اﻻﻋﺗراف ﺑﺣق
ﻋﻘﺎري".
-2ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧظر ﻓﻲ اﻟدﻋوى اﻟﺣﯾﺎزﯾﺔ أن ﺗﻧظر ﻓﻲ دﻋوى اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ؛ ﻷن
دﻋوى اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ إﻧﻣﺎ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺟوھر اﻟﺣق ،وﺟوھر اﻟﺣق ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻛون إﻻ ﻣﺣل دﻋوى
ﻣﻠﻛﯾﺔ ﺗﺳﺗﮭدف اﻻﻋﺗراف ﺑﺣق ﻋﯾﻧﻲ ﻋﻘﺎري ﺣﺳب ﻣﺎ أﺷﺎرت إﻟﯾﮫ اﻟﻣﺎدة 168ﻣن ق م م.
-3ﻣن ﻗدم دﻋوى اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﻻ ﺗﻘﺑل ﻣﻧﮫ ﺑﻌد ذﻟك دﻋوى اﻟﺣﯾﺎزة إﻻ إذا وﻗﻊ إﺧﻼل
ﺑﺣﯾﺎزﺗﮫ ﺑﻌد ﺗﻘدﯾم دﻋوى اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ.
أﻣﺎ دﻋوى اﻟﺣﯾﺎزة اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻧد إﻟﻰ أﻋﻣﺎل وﻗﻌت ﺑﻌد رﻓﻊ دﻋوى اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﻓﺗﺑﻘﻰ
ﻣﺳﻣوﻋﺔ ،وإﻟﻰ ھذا أﺷﺎر اﻟﻔﺻل 169ﻣن اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ.
188
أوﻻ :ﺗﺑﺣث ﻋن إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺟﻣﻊ ﺑﯾن اﻟﺣﺟﺞ اﻟﺻﺣﯾﺣﺔ ،ﻗﺎل ﺧﻠﯾل "وإن أﻣﻛن اﻟﺟﻣﻊ ﺑﯾن
ﺑﯾﻧﺗﯾن ﺟﻣﻊ" ،ﻋﻠﻰ أن اﻟﺣﺟﺔ ﻧﺎﻗﺻﺔ ﻏﯾر ﻋﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ اﻟدﻋوى.
ﺛﺎﻧﯾﺎ :إذا ﺗﻌذر اﻟﺟﻣﻊ ﺑﯾن اﻟﺣﺟﺗﯾن ﻓﺈﻧﮭﺎ ﺗﺑﺣث ﻋن ﺳﺑب ﻣرﺟﺢ ﻹﺣداھﻣﺎ ﻋﻠﻰ
اﻷﺧرى ،وأﺳﺑﺎب اﻟﺗرﺟﯾﺢ ﻋدﯾدة وأھﻣﮭﺎ ھﻲ:
ﺗرﺟﺢ اﻟﺑﯾﻧﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺿﻣن ﺳﺑب اﻟﻣﻠك ﻋﻠﻰ ﻏﯾرھﺎ.
ﺗﻘدم ﺑﯾﻧﺔ ﺛﺑوت اﻟﻣﻠك ﻋﻠﻰ ﺑﯾﻧﺔ ﺛﺑوت اﻟﺣوز.
ﯾﻘدم اﻹﺛﺑﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻔﻲ.
ﯾﻘدم اﻟﻧﻘل ﻋﻠﻰ اﻷﺻل.
ﺗﻘدم ﺑﯾﻧﺔ اﻟﺗﺟرﯾﺢ ﻋﻠﻰ ﺑﯾﻧﺔ اﻟﺗﻌدﯾل.
ﺗﻘدم ﺷﮭﺎدة اﻟﻌدﻟﯾن ﻋﻠﻰ ﻏﯾرھﺎ.
ﻗدم اﻟﺗﺎرﯾﺦ أﺣد اﻟﻣرﺟﺣﺎت ﺑﯾن اﻟﺑﯾﻧﺎت واﻟﻌﺑرة ﺑزﻣن اﻟﺗﺣﻣل ﻻ اﻷداء.
ﯾﻘدم اﻻﺻل ﻋﻠﻰ اﻟﻔرع.
ﺗﻘدم ﺷﮭﺎدة اﻟﺑت ﻋﻠﻰ ﺷﮭﺎدة اﻟﺳﻣﺎع.
ﺗﻘدم ﺑﯾﻧﺔ زﯾﺎدة اﻟﻌداﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌدد )اﻟﻣﺳﺗﻔﺳرة ﺗﻘدم ﻋﻠﻰ ﻏﯾر ﻣﺳﺗﻔﺳرة(.
ﺗﻘدم اﻟﺑﯾﻧﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺛﺑت اﻟﺻﺣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻲ ﺗﺛﺑت اﻟﻔﺳﺎد.
ﺗﻘدم اﻟﺑﯾﻧﺔ اﻟﻣﻌرﻓﺔ )اﻟﺷﮭﺎدة اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ( ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌرﯾف وھﻲ )اﻻﺳﺗرﻋﺎﺋﯾﺔ(.
ﺗﻘدم اﻟﺑﯾﻧﺔ اﻟﻣؤرﺧﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺑﯾﻧﺔ ﻏﯾر اﻟﻣؤرﺧﺔ.
ﺗﻘدم ﺑﯾﻧﺔ اﻟﺗﻔﺻﯾل ﻋﻠﻰ ﺑﯾﻧﺔ اﻹﺟﻣﺎل.
وﻗد اﺷﺎرت اﻟﻣﺎدة 3ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ إﻟﻰ ﺑﻌض أﺳﺑﺎب اﻟﺗرﺟﯾﻊ وھﻲ وردت
ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ﻻ اﻟﺣﺻر ﻛﻣﺎ ﯾﺗﺿﺢ ﻣن ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻟﻣذﻛورة ،وھﻛذا
ﻓﻘد ﺟﺎء ﻓﯾﮭﺎ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ اﻟﺣﯾﺎزة اﻟﻣﺳﺗوﻓﯾﺔ ﻟﻠﺷروط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻛﺗﺳﺎب اﻟﺣﺎﺋز ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻌﻘﺎر ﻏﯾر
اﻟﻣﺣﻔظ أو أي ﺣق ﻋﯾﻧﻲ آﺧر ﯾرد ﻋﻠﯾﮫ إﻟﻰ أن ﯾﺛﺑت اﻟﻌﻛس
ﻻ ﺗﻔﯾد ﻋﻘود اﻟﺗﻔوﯾت ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻌﻘﺎرات ﻏﯾر اﻟﻣﺣﻔظﺔ إﻻ إذا اﺳﺗﻧدت ﻋﻠﻰ أﺻل اﻟﺗﻣﻠك
وﺣﺎز اﻟﻣﻔوت ﻟﮫ اﻟﻌﻘﺎر ﺣﯾﺎزة ﻣﺗوﻓرة ﻋﻠﻰ اﻟﺷروط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ.
إذا ﺗﻌﺎرﺿت اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻣدﻟﻰ ﺑﮭﺎ ﻹﺛﺑﺎت ﻣﻠﻛﯾﺔ ﻋﻘﺎر أو ﺣق ﻋﯾﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺎر ،وﻛﺎن
اﻟﺟﻣﻊ ﺑﯾﻧﮭﺎ ﻏﯾر ﻣﻣﻛن ،ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻌﻣل ﺑﻘواﻋد اﻟﺗرﺟﯾﺢ ﺑﯾن اﻷدﻟﺔ وﻣن ﺑﯾﻧﮭﺎ.
-ذﻛر ﺳﺑب اﻟﻣﻠك ﻣﻘدم ﻋﻠﻰ ﻋدم ﺑﯾﺎﻧﮫ؛
-ﺗﻘدﯾم ﺑﯾﻧﺔ اﻟﻣﻠك ﻋﻠﻰ ﺑﯾﻧﺔ اﻟﺣوز؛
-زﯾﺎدة اﻟﻌداﻟﺔ واﻟﻌﺑرة ﻟﯾﺳت ﺑﺎﻟﻌدد؛
-ﺗﻘدﯾم ﺑﯾﻧﺔ اﻟﻧﻘل ﻋﻠﻰ ﺑﯾﻧﺔ اﻻﺳﺗﺻﺣﺎب؛
189
-ﺗﻘدﯾم ﺑﯾﻧﺔ اﻹﺛﺑﺎت ﻋﻠﻰ ﺑﯾﻧﺔ اﻟﻧﻔﻲ؛
-ﺗﻘدﯾم ﺑﯾﻧﺔ اﻷﺻﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺧﻼﻓﮭﺎ أو ﺿدھﺎ؛
-ﺗﻘدﯾم ﺗﻌدد اﻟﺷﮭﺎدة ﻋﻠﻰ ﺷﮭﺎدة اﻟواﺣد؛
-ﺗﻘدم اﻟﺑﯾﻧﺔ اﻟﻣؤرﺧﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺑﯾﻧﺔ ﻏﯾر اﻟﻣؤرﺧﺔ؛
-ﺗﻘدﯾم اﻟﺑﯾﻧﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺑﯾﻧﺔ اﻟﻼﺣﻘﺔ ﺗﺎرﯾﺧﺎ؛
-ﺗﻘدﯾم ﺑﯾﻧﺔ اﻟﺗﻔﺻﯾل ﻋﻠﻰ ﺑﯾﻧﺔ اﻻﺣﺗﻣﺎل.
ﺛﺎﻟﺛﺎ :إذا ﻟم ﺗﺟد اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺳﺑﺑﺎ ﻣرﺣﺟﺎ وﺑﻘﻲ اﻟﺗﻌﺎرض ﻛﺎﻧت ﻷﺣدھﻣﺎ اﻟﺣﯾﺎزة وھﻲ
ﻣرﺣﺞ ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺣﻛم ﻟﻠﺣﺎﺋز ،ﻟﻘول ﺧﻠﯾل " :وإن ﯾﻌدم اﻟﺗرﺟﯾﺢ ﻓﺎﺣﻛم ﻟﺣﺎﺋز" ،ﻓﺗﺣﻛم ﺑﺳﻘوط
اﻟﺑﯾﻧﺗﯾن وھو ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺗﮭﺎﺗر اﻟﺣﺟﺞ.
ﺧﺎﺗﻣﺔ
إن اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺗﻲ أﻗرھﺎ اﻟﻣﺷرع ﻟﻠﺣﯾﺎزة واﻷﺣﻛﺎم اﻟﺗﻲ ﻓرض ﻻﺳﺗﺣﻘﺎق ﻋﻘﺎر أو ﺣﻘوق
ﻋﻘﺎرﯾﺔ ،ﻻ ﺗؤﺗﻲ ﺛﻣﺎرھﺎ ،ﻣﺎ ﻟم ﯾﺗﺣﻠﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻌﻘﺎري ﺑﻣﺎ ﯾﻠزم ﻣن إﻟﻣﺎم ﺑﺎﻟﻘواﻋد
اﻟﺷرﻋﯾﺔ واﻟﻔﻘﮭﯾﺔ اﻟﺗﻲ أﻧﺗﺞ اﻟﻔﻘﮫ اﻟﻣﺎﻟﻛﻲ ﻋﻠﻰ ﻣر اﻟﻌﺻور وﻓﺗﺎوﯾﮫ ﺑﺎﻟﻧوازل ،واﻟﻧﺻوص
اﻟﻣدوﻧﺔ ﻓﻲ ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﻗﻠﺔ اﻟﻘﻠﯾل وھﻲ ﺗﻘﻧﯾن اﻟراﺟﺢ واﻟﻣﺷﮭور وﻣﺎ ﺟرى ﺑﮫ
اﻟﻌﻣل ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻟس اﻟﻘﺿﺎء واﻟﻔﺗﯾﺎ ،ﻓﮭﻲ ﻓرع ﻋن أﺻل ﻻ ﻏﻧﻰ ﻋﻧﮫ ،ﻛﻣﺎ ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ
اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻻﻧﺧراط ﻓﻲ اﻟﺗوﺟﮭﺎت اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ واﻻﺟﺗﮭﺎدات اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ راﻛﻣت ﻣﺣﻛﻣﺔ
اﻟﻧﻘض ،واﻟﺗﻲ ﺗﺳﻌﻰ إﻟﻰ ﻣﻧﺢ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺣرﻛﯾﺔ ﻓﻲ ﺗوﺟﯾﮫ اﻟﺧﺻوم واﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓﻲ اﻟدﻋﺎوى
وﻓﮭم ﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﻧزاع ﺑروﯾﺔ وﺗوﺧﻲ اﻟﺗطﺑﯾق.
اﻟﮭﺑﺔ واﻟﺻدﻗﺔ
اﻷﺳﺗﺎذ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن اﻟﻣﺗﻘﻲ
190
ﻣﻘدﻣﺔ:
إن ﻛل ﻣﺎ ﯾﻘرب إﻟﻰ رواﺑط اﻟود واﻟوﺋﺎم وﺷد اﻟﻌواطف ﻣطﻠوب ﻓﻲ اﻟﺷراﺋﻊ اﻟﺳﻣﺎوﯾﺔ،
ﻓﻣﺎ ﻛﺎن ﻻزﻣﺎ وﺿرورﯾﺎ ﻟﺣﯾﺎة اﻟﻔرد واﻟﺣﺎﺟﯾﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﯾﺔ ﻛﺎن ﺟﺑرا ﻋﻠﻰ ﻛل ﻓرد ﻣن
اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،ﻛزﻛﺎة اﻷﻣوال اﻟﺗﻲ ﻓرﺿﮭﺎ ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ واﻋﺗﻣدھﺎ رﻛﻧﺎ ﻓﻲ ﻟﺑﺎس اﻟﻧواﻣس
اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ.
أﻣﺎ ﻣﺎ زاد ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻣن إﻧﻔﺎق اﻟﻣﺎل وﺻرﻓﮫ ﻓﮭو ﻣن ﺑﺎب اﻟﻣﻧدوب ﻋﻠﻰ ﻗدر
اﻟﻣﺳﺗطﺎع واﻟوﺳطﯾﺔ ﻟﺟﻠب اﻟﻣﺣﺑﺔ واﻷﻟﻔﺔ ،ﻓﮭو اﻟﺗزام اﻟﺷﺧص ﻧﻔﺳﮫ ﺑﺷﻲء ﻣن ﻏﯾر ﺗﻌﻠﯾﻘﮫ
ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﺑل دﻧﯾوي ،واﻻﻟﺗزام ﺑﮭذا اﻟﺷﻲء ﯾﻌد ﺗﺑرﻋﺎ.
ﻓﺎﻟﺗﺑرﻋﺎت إذن ھﻲ ﺗﻣﻠﯾك ﺷﻲء ﺑﻐﯾر ﻋوض ﻟﺟﮭﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺳواء ﻛﺎﻧت ﺷﺧﺻﺎ ذاﺗﯾﺎ أم
ﻣﻌﻧوﯾﺎ .ﻓﺈذا ﻛﺎن ﻣﺣل ھذا اﻟﺷﻲء رﻗﺑﺔ أو ﻋﯾﻧﺎ وﺻف اﻟﻌﻘد ﺻدﻗﺔ أو ھﺑﺔ أو ﻧﺣو ذﻟك،
أﻣﺎ إذا ﻛﺎن ھذا اﻟﺷﻲء ﻣﻧﻔﻌﺔ وﺻف اﻟﻌﻘد ﺣﺑﺳﺎ أو ﻋﻣرة أو ﻧﺣو ذﻟك ﻣن ﺣﯾث اﻟﻣﺑدأ.
ﻓﺎﻷﻣر ﯾﻘﺗﺿﻲ اﻟﺑﺳط ﺣول ﻣﻔﮭوم اﻟﺻدﻗﺔ أو اﻟﮭﺑﺔ وأرﻛﺎﻧﮭﻣﺎ وﺷروط ﺻﺣﺗﮭﻣﺎ ﻗﺎﻧوﻧﺎ
وﻓﻘﮭﺎ وﻗﺿﺎء.
ﻓﺎﻟﻌطﯾﺔ اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ ﻟﻠﺻدﻗﺔ واﻟﮭﺑﺔ وﻏﯾرھﻣﺎ ﻋرﻓﮭﺎ اﺑن ﻋرﻓﺔ ﺑﻘوﻟﮫ:
" ﺗﻣﻠﯾك ﻣﺗﻣول ﺑﻐﯾر ﻋوض إﻧﺷﺎء" .ﻓﺄﺧرج ﺑﻘوﻟﮫ "ﻣﺗﻣول" ﺗﻣﻠﯾك ﻏﯾر اﻟﻘﺎﺑل ﻟﻠﺗﻣﻠك
واﻟﺗداول ﻣن زواج وطﻼق وﻧﺣوه .وﺑﻘوﻟﮫ "ﺑﻐﯾر ﻋوض" اﺧرج اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺎﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﻌﺎم ﻣن
اﻟﺑﯾﻊ اﻟﺧﺎص واﻟﻣﻌﺎوﺿﺎت واﻟﻘﺳﻣﺔ ،وﺑﻘوﻟﮫ اﻧﺷﺎء اﺧرج ﻛل ﺷﻲء ﻣﺳﺗﺣق ﺗﻘرﯾرا وﺣﻛﻣﺎ
ﻛﺎﺳﺗﺣﻘﺎق وارث ﻣﺎ ﺧﻠﻔﮫ ﻣورﺛﮫ.
ﻓﺎﻟﻌطﯾﺔ ﻟﻠﺻدﻗﺔ واﻟﮭﺑﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ اذن ﻟﻠرﻗﺑﺔ واﻟﻣﻧﻔﻌﺔ أو ﺗﻣﻠﯾك ﻟﮭﻣﺎ ﻣﻌﺎ .أﻣﺎ إذا ﺗﻌﻠق
اﻷﻣر ﺑﺗﻣﻠﯾك ﻓﻘط ﻟﻠﻣﻧﻔﻌﺔ دون اﻟذات أو اﻟرﻗﺑﺔ ﻓﺻﺎرت اﻟﻌطﯾﺔ ﺣﺑﺳﺎ أو ﻋﺎرﯾﺔ أو ﻋﻣرى
أو ﻏﯾر ذﻟك ﺣﺳب ﻗﺻد اﻷطراف.
واﻟﻣﻧﻔﻌﺔ ﺗﺧﺗﻠف ﻋن اﻻﻧﺗﻔﺎع ،ﻓﺎﻟﻣﻧﻔﻌﺔ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗداول ﻣن اﻟﻣﻌطﻰ ﻟﮫ ﻟﻐﯾره ،أﻣﺎ اﻻﻧﺗﻔﺎع
ﻓﻼ ﯾد ﻟﻠﺷﻲء ﻋﻠﯾﮫ ﻣن ﻟدن اﻟﻣﻧﺗﻔﻊ ﻛرﺧﺻﺔ اﻟﻧﻘل أو اﻟﻛراء ﻣﻊ اﻻﻋﺗﺑﺎر اﻟﺷﺧﺻﻲ،
وأﺣﻛﺎم اﻟﮭﺑﺔ واﻟﺻدﻗﺔ ﺳواء إﻻ ﻓﻲ وﺟﮭﯾن:
أﺣدھﻣﺎ أن اﻟﮭﺑﺔ ﺗﻌﺗﺻر واﻟﺻدﻗﺔ ﻻ اﻋﺗﺻﺎر ﻓﯾﮭﺎ ،وﺛﺎﻧﯾﮭﻣﺎ أن اﻟﮭﺑﺔ ﯾﺟوز ﻟﻠواھب
ﺗﻣﻠﻛﮭﺎ ﺑﺧﻼف اﻟﺻدﻗﺔ ،ﻓﯾﻛره ﺗﻣﻠﻛﮭﺎ ﺑﻐﯾر ﻣﯾراث.
وﯾزداد ﻋﻠﻰ ذﻟك وﺟﮫ ﺛﺎﻟث وھو أن اﻟواھب ﯾﺻدق ﻓﻲ ﻗﺻد اﻟﺛواب وإن ﻟم ﯾﺷﺗرطﮫ،
ﺑﺧﻼف اﻟﻣﺗﺻدق ﻓﻼ ﯾﺻدق ﻗﻲ ﻗﺻد اﻟﺛواب إﻻ أن ﯾﺷﺗرطﮫ ،ﻓﯾﺧرج اﻷﻣر إﻟﻰ
اﻟﻣﻌﺎوﺿﺔ.
191
ﻓﻛل ﺷرط ﻣن ﺷﺄﻧﮫ أن ﯾﻣﻧﻊ أو ﯾﺣد ﻣن ﻣﺑﺎﺷرة اﻟﺣﻘوق او اﻟرﺧص اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ ﻟﻛل إﻧﺳﺎن
ﻛﺣق اﻹﻧﺳﺎن ﻓﻲ أن ﯾﺗزوج وﺣﻘﮫ ﻓﻲ أن ﯾﺑﺎﺷر ﺣﻘوﻗﮫ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﯾﻛون ﺑﺎطﻼ وﯾؤدي إﻟﻰ
ﺑطﻼن اﻻﻟﺗزام اﻟذي ﯾﻌﻠق ﻋﻠﯾﮫ ،وﻻ ﯾطﺑق ھذا اﻟﺣﻛم ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻧﻊ ﻓﯾﮭﺎ أﺣد
اﻟطرﻓﯾن ﻧﻔﺳﮫ ﻣن ﻣﺑﺎﺷرة ﺣرﻓﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺧﻼل وﻗت وﻣﻛﺎن ﻣﺣددﯾن )اﻟﻔﺻل 109ﻣن
ﻗﺎﻧون اﻻﻟﺗزاﻣﺎت واﻟﻌﻘود(.
ﻓﺎﻹﯾﺟﺎب ﺑﺎﻟﺻدﻗﺔ أو اﻟﮭﺑﺔ ﻣن اﻟﻣﺗﺑرع ﺑﻐﯾر ﺷرط ﺣﺎد ﻣن اﻟﺣﻘوق اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ واﻟﻣدﻧﯾﺔ
اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠﻣﺗﺑرع ﻋﻠﯾﮫ أﺳﺎس إﻧﺷﺎء ھذه اﻟﻌطﯾﺔ.
وﻻ ﯾﺛﺑت ھذا اﻹﯾﺟﺎب إﻻ ﺑﺈﺷﮭﺎد رﺳﻣﻲ أو ﻋرﻓﻲ ﺛﺎﺑت اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﻣن ﻟدن اﻟﻣﺗﺑرع،
وﯾﻌﺗﺑر اﻹﺷﮭﺎد ﻓﻲ ھذا اﻟﻣﻘﺎم ﺷرط ﺻﺣﺔ ﺗﺑﻌﺎ ﻟﻠﻘﺎﻋدة " أن اﻹﺷﮭﺎد ﺷرط ﺻﺣﺔ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ
اﻟﺗﺑرﻋﺎت وﻓﻲ ﻛل ﻣﺎ ﻛﺎن ﺑﻐﯾر ﻋوض ﻛﺎﻟﺗوﻛﯾل واﻟﻛﻔﺎﻟﺔ واﻟﺿﻣﺎن" )اﻟﺗدرﯾب ﻋﻠﻰ ﺗﺣرﯾر
اﻟوﺛﺎﺋق اﻟﻌدﻟﯾﺔ ﻷﺑﻲ اﻟﺷﺗﺎ اﻟﺻﻧﮭﺎﺟﻲ اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺻﺣﯾﻔﺔ 538واﻟﺟزء اﻷول ﻣن ﻧﻔس
اﻟﻣؤﻟف ﺻﺣﯾﻔﺔ .(199
وﯾﺷﺗرط ﻓﻲ ھذا اﻟﻣﺗﺑرع أن ﯾﻛون ﻛﺎﻣل اﻷھﻠﯾﺔ ﻻ ﻋدﯾﻣﮭﺎ أو ﻧﺎﻗﺻﮭﺎ ﻷن اﻷﻣر ﯾﺗﻌﻠق
ﺑﺎﻓﺗﻘﺎر ذﻣﺗﮫ واﻏﺗﻧﺎء اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻣﻌﮫ ،وھذا اﻟﻣﻘﺗﺿﻰ ﻣﻘرر ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﺑﺎﻟﻣواد 224وﻣﺎ ﯾﻠﯾﮫ ﻣن
ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة.
ﻓﺎﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺟرﯾﮭﺎ ﻋدﯾم اﻷھﻠﯾﺔ أو ﻧﺎﻗﺻﮭﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺗﺑرﻋﺎت ﺗﻛون ﻋدﯾﻣﺔ اﻷﺛر
وﺑﺎطﻠﺔ ﺑطﻼﻧﺎ ﻣطﻠﻘﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﻣﺗﺑرع ﻋدﯾم اﻷھﻠﯾﺔ ﺳواء ﻛﺎن ﻣﺗﺑرﻋﺎ أو ﻣﺗﺑرﻋﺎ ﻋﻠﯾﮫ.
وﺗﻛون ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻧﺎﻗص اﻷھﻠﯾﺔ ﻧﺎﻓذة إذا ﻛﺎﻧت ﻧﺎﻓﻌﺔ ﻟﮫ ﻧﻔﻌﺎ ﻣﺣﺿﺎ وﺑﺎطﻠﺔ إذا ﻛﺎﻧت ﻣﺿرة
ﺑﮫ أﯾﺎ ﻛﺎن ﺣد اﻟﺿرر.
ﻛﻣﺎ ﯾﺷﺗرط ﻓﻲ اﻟﻣﺗﺑرع أﻻ ﯾﻛون ﻣرﯾﺿﺎ ﻣرض اﻟﻣوت وھو رﻛن أﯾﺿﺎ ﻓﻲ وﺻف
اﻟﻌﻘد ﺑﺄﻧﮫ ﺻدﻗﺔ ،ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻟﻣﺗﺑرع ﻣرﯾﺿﺎ ﻣرض اﻟﻣوت ﻛﯾف ﻋﻘد اﻟﺗﺑرع ﺑﺄﻧﮫ وﺻﯾﺔ
وطﺑق ﻋﻠﯾﮫ ھذا اﻟوﺻف اﻷﺧﯾر ﺑﺣﯾث إذا ﻛﺎﻧت اﻟوﺻﯾﺔ ﻟوارث ﺑطﻠت إﻻ ﺑﺈﺟﺎزة اﻟورﺛﺔ
ﻛﻠﯾﺎ وإذا ﻛﺎﻧت ﻟﻐﯾر وارث ﺻﺣت اﻟوﺻﯾﺔ ﻓﻲ ﺣدود اﻟﺛﻠث.
وﻟﻠﺗذﻛﯾر ﻓﺈن اﻹﺑطﺎل ﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻧﺳﺑﻲ ﻻ ﻣطﻠق ،ودﻟﯾل ذﻟك أن اﻟﺗﺑرع إذا ﻛﺎن ﻓﻲ
ﻣرض اﻟﻣوت ﻓﮭو ﻗﺎﺑل ﻟﻺﺟﺎزة ﻣن اﻟورﺛﺔ إذا ﻛﺎﻧت اﻟﻌطﯾﺔ ﻷﺣدھم ،ﻓﻣﺗﻰ ﻛﺎن اﻟﺗﺻرف
ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻺﺟﺎزة ﻓوﺻف اﻟﺟزاء اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ھو اﻹﺑطﺎل ﻻ اﻟﺑطﻼن ﺑﺣﻛم أن اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﺑﺎطﻠﺔ
ﻣطﻠﻘﺎ ﻏﯾر ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻺﺟﺎزة أو اﻟﺗﺻدﯾق وﻓق اﻟﻔﺻل 310ﻣن ﻗﺎﻧون اﻻﻟﺗزاﻣﺎت واﻟﻌﻘود.
ﻓﻣﺎدام اﻷﻣر ﻛذﻟك ﻓﺈن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻻ ﺣق ﻟﮭﺎ ﻓﻲ إﺛﺎرة ذﻟك ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ وإﻧﻣﺎ اﻷﻣر ﻣﺧول
ﻟﺻﺎﺣب اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ﻓﻲ ھذا اﻟﺷﺄن ﻹﺛﺎرة ذﻟك ،وﺻﺎﺣب اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ﻓﻲ ھذا اﻟﻣﻘﺎم ﻻ ﯾﺧرج
ﻋن اﻟداﺋﻧﯾن ﻟﻠﻣﺗﺑرع أو ورﺛﺗﮫ .وإذا أﺛﺎر ﺑﻌض اﻟورﺛﺔ ھذا اﻹﺧﻼل ﻓﻲ اﻟﺗﺑرع ﻓﯾﻧﺑﻐﻲ
اﻻﻗﺗﺻﺎر ﻋﻠﻰ ﺗرﺗﯾب ﺟزاء اﻹﺑطﺎل ﻓﻲ ﺣدود ﻣﻧﺎﺑﮫ دﯾﻧﺎ أو إرﺛﺎ ،ﻻ إﺑطﺎل اﻟﻌﻘد ﺑرﻣﺗﮫ ﺑﻌد
ﺳﻛوت ﺑﺎﻗﻲ اﻷطراف اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﻋن اﻟﺗﻣﺳك واﻟدﻓﻊ ﺑذﻟك.
أﻣﺎ ﻣن ﺟﮭﺔ اﻟﻣﺗﺑرع ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻼ ﺑد ﻣن ﻗﺑوﻟﮫ اﻟﻌطﯾﺔ ﻷﻧﮫ رﻛن ﻣن أرﻛﺎن ﻋﻘد اﻟﺻدﻗﺔ أو
اﻟﮭﺑﺔ وھذا اﻟﻘﺑول ﯾﺣﺻل ﻣن اﻟﻣﺗﺑرع ﻋﻠﯾﮫ إﻣﺎ ﺻراﺣﺔ أو ﺿﻣﻧﺎ ،وﻣن ﺻور اﻟﻘﺑول
اﻟﺿﻣﻧﻲ ﺣوز اﻟﺷﻲء اﻟﻣﺗﺑرع ﺑﮫ أو اﻻﻧﺗﻔﺎع ﺑﮫ.
192
وھذا اﻟﻘﺑول ﻛرﻛن ﻻ ﯾﻔﺗرض إﻻ ﻓﻲ اﻟﺷﺧص اﻟذاﺗﻲ ،أﻣﺎ اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوي ﻓﺎﻹﺷﮭﺎد
ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺑرع دﻟﯾل ﻗﺑول اﻟﻣﺗﺑرع ﻋﻠﯾﮫ أو ﻣﻔﺗرض ﻓﻲ ﺣﻛم اﻟﻘﺎﺑل ﻟذﻟك.
-2ﺷروط اﻟﻌطﯾﺔ ﺑﺎﻟﺻدﻗﺔ واﻟﮭﺑﺔ:
ﺳﺑﻘت اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن اﻟﺗﺑرﻋﺎت واﻟﺿﻣﺎن واﻟﻛﻔﺎﻟﺔ وﺷﮭﺎدة اﻟﻧﻘل ﯾﺷﺗرط ﻓﯾﮭﺎ اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ
ﻛدﻟﯾل ﻹﺛﺑﺎﺗﮭﺎ ﺳواء ﻛﺎﻧت اﻟوﺛﯾﻘﺔ ﻋرﻓﯾﺔ أم رﺳﻣﯾﺔ ،ﻋﻠﻣﺎ أن اﻟﻔﻘﮫ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﺣﺻر اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ
ﻓﻲ اﻟدﻟﯾل اﻟرﺳﻣﻲ وﺣده ،ﻟﻘول اﻟﻣﺗﺣف " وﯾﻛﺗﻔﻰ ﺑﺣﺻﺔ اﻹﺷﮭﺎد إن أﻋوز اﻟﺣوز ﻟﻌذر
ﺑﺎد" إﻻ أن اﻟﻌﻣل اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣﻐرﺑﻲ اﺳﺗﻘر ﻣﻧد زﻣن طوﯾل ﺗﻌﺎﻣﻼ ﻣﻊ ﻗﺎﻧون اﻻﻟﺗزاﻣﺎت
واﻟﻌﻘود واﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻟﻠذان ﯾﻌدان ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﺗﺻرﻓﺎت ﻋﻠﻰ أن اﻟوﺛﯾﻘﺔ اﻟﻌرﻓﯾﺔ
ھﻲ ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ إﺷﮭﺎد ﻋﻠﻰ ﻣﺿﻣﻧﮭﺎ.
ﻛﻣﺎ ﯾﺷﺗرط ﻓﻲ ذﻟك ﻓﻲ اﻟﻌطﯾﺔ اﻟﻣذﻛورة ﺣوز اﻟﺷﻲء اﻟﻣﺗﺑرع ﺑﮫ ،وأن ﯾﺗم إﺛﺑﺎت ذﻟك
إﻣﺎ ﺑﺎﻟوﺛﯾﻘﺔ ﻣوﺿوع اﻟﺗﺑرع اﻟﻌدﻟﯾﺔ أو اﻟﺻﺎدرة ﻋن ﻣوﺛق ،أو ﺑوﺛﯾﻘﺔ ﻻﺣﻘﺔ ﺑﻧﻔس اﻟﺷﻛل
اﻟرﺳﻣﻲ ،أو ﺑﻠﻔﯾف ﻋدﻟﻲ ﻣن اﺛﻧﻲ ﻋﺷر ﺷﺎھدا ﻣﺎدام اﻷﻣر ﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗﺑرع اﻟذي ﯾﺗطﻠب
اﻟﻔﻘﮫ ﻓﯾﮫ ﻋدﻟﯾن اﺛﻧﯾن ﻟﺻﺣﺗﮫ ،ﻛﻣﺎ ﯾﺻﺢ إﺛﺑﺎت ھذا اﻟﺣوز ﺑدﻟﯾل آﺧر دال ﻋﻠﻰ اﻟﺣوز ﻣن
ﻋﻘد ﻛراء أو ﻣﻐﺎرﺳﺔ أو ﻣﺳﺎﻗﺎة أو ﺟﻌل ،ﻟﻘول اﻟﻣﺗﺣف ":واﻟﺣوز ﺷرط ﺻﺣﺔ اﻟﺗﺣﺑﯾس
ﻗﺑل ﺣدوث ﻣوت أو ﺗﻔﻠﯾس" "وﻋن ﻣﻌﺎﯾﻧﺔ ﺣوز ﯾﻛﻔﻲ ﻋﻘد ﻛراء أو ﻧﺣوه ﻓﻲ اﻟوﻗف".
أﻣﺎ اﻟوﺛﯾﻘﺔ اﻟﻌرﻓﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺻدﻗﺔ أو اﻟﮭﺑﺔ ﻓﻼ ﯾﻛﻔﻲ أو ﯾﺗﺻور ﺑﮭﺎ اﻹﺷﮭﺎد ﻋﻠﻰ
اﻟﺣوز ﻣﺎ ﻟم ﺗﺗﺿﻣن ﺷﮭﺎدة ﺷﮭود ﺣﺎﺿرﯾن وﻣوﻗﻌﯾن ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺷﺎھدﯾن ﺑﺎﻟﺣوز ﻟﻠﻣﺗﺑرع ﺑﮫ
ﻋﻘب اﻟﺗﺑرع ﻣﺑﺎﺷرة.
ﻛﻣﺎ أﻧﮫ ﻻ ﯾﻛﺗﻔﻲ ﻹﺛﺑﺎت اﻟﺣوز ﻓﻲ اﻟﻌطﯾﺔ إﻗرار اﻟﻣﺗﺻدق أو اﻟواھب ﺑﺄن اﻟﺣوز
ﺣﺻل ﺑﺷﺄن اﻟﻣﺗﺑرع ﺑﮫ ﻷن اﻹﻗرار ﻧﺳﺑﻲ ﻻ ﯾﺳري إﻻ ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺑﮫ ﺧﻼف اﻟﺷﮭﺎدة اﻟﺗﻲ
ﺗﻛون ﻣﺗﻌدﯾﺔ ﺗﺳري ﻋﻠﻰ اﻟﺷﺎھد وﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷﮭود ﻋﻠﯾﮭﻣﺎ ،وﺑﻣﺎ أن اﻟﻣﻧﺎزع ﻓﻲ ﺻﺣﺔ اﻟﺗﺑرع
ﻟﻌدم اﻟﺣوز ﻻ ﯾﻛون أو ﯾﺗﺻور إﻻ ﻣن اﻟداﺋن أو اﻟورﺛﺔ ﻓﺈن اﻹﻗرار ﻣن اﻟﻣﺗﺑرع أو
اﻟﻣﺗﺑرع ﺑﮫ ﺗﮭﻣﺔ ﺗﺟﺎه ھؤﻻء اﻷﻏﯾﺎر وﻻ ﯾﺳري ﻋﻠﯾﮭم.
وﻟﻠﺗذﻛﯾر ،ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﺷﺗرط ﻓﻲ وﺛﯾﻘﺔ اﻟﻌطﯾﺔ ﻓﻲ ھذا اﻟﺷﺄن أن ﯾذﻛر ﻓﯾﮭﺎ ﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻘدر
اﻟﻣﺗﺻدق ﺑﮫ ﻷﻧﮭﺎ ﻣن اﻟﻌﻘود اﻟﺗﻲ ﯾﺟوز ﻓﯾﮭﺎ اﻟﻐرر ،ﻛﻣﺎ أﻧﮫ ﻻ ﯾﺷﺗرط ﻓﯾﮭﺎ ذﻛر ﺻرف
اﻟﻐﻠﺔ ﻟﻠﻣﺗﺻدق ﻋﻠﯾﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻘول اﻟﻣﻌﺗﻣد ﺑﺧﻼف اﻟﺣﺑس ﻓﻼ ﺑد ﻓﯾﮫ ﻣن ﺻرف اﻟﻐﻠﺔ
ﻟﻠﻣﺣﺑس ﻋﻠﯾﮫ ،واﻟﻔرق ﺑﯾﻧﮫ وﺑﯾن اﻟﺻدﻗﺔ أن اﻟﻣﺗﺻدق ﺗﺻدق ﺑﺎﻟرﻗﺑﺔ واﻟﻣﻧﻔﻌﺔ ،واﻟﻣﺣﺑس
إﻧﻣﺎ ﺗﺑرع ﺑﺎﻟﻣﻧﻔﻌﺔ ،وإﻟﻰ ذﻟك أﺷﺎر اﻟﺷﯾﺦ ﺧﻠﯾل " وان ﻣﺟﮭوﻻ " .إﻻ أﻧﮫ ﻻﺑد ﻣن ﺗﻧﺑﯾﮭﺎت
ﻣراﻋﺎة ﻣﺎﯾﻠﻲ:
أوﻻ :أن اﻟﺻدﻗﺔ أو اﻟﮭﺑﺔ ﻣن اﻟوﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺣﺟوره ﻻ ﺗﺑطل إن ظل اﻟﺷﻲء ﻣوﺿوﻋﮭﺎ
ﻓﻲ ﺣوزة اﻟﻣﺗﺑرع ﺣﺗﻰ ﺣﺻل ﻟﻠﻣﺗﺑرع أﺣد اﻟﻣواﻧﻊ اﻟﺛﻼﺛﺔ وھﻲ ﻣوت اﻟﻣﺗﺻدق أو اﻟواھب
أو ﻣرﺿﮫ اﻟﻣﺗﺻل ﺑﻣوﺗﮫ أو ﺗﻔﻠﯾﺳﮫ ،ﻷﻧﮫ ھو اﻟذي ﯾﺣوز ﻟﻣﺣﺟوره وﻣﺟرد إﺷﮭﺎده
ﺑﺎﻟﺻدﻗﺔ أو اﻟﮭﺑﺔ ﯾﻌﺗﺑر ﺣوزا ﺗﺎﻣﺎ ﻟﮫ ،ﻓﺗﺑﻘﻰ اﻟﺻدﻗﺔ ﺻﺣﯾﺣﺔ ﻧﺎﻓدة رﻏم ﺣﺻول اﻟﻣﺎﻧﻊ
ﻟﻠﻣﺗﺻدق
أو اﻟواھب ﺣﯾث ﻟم ﯾﺗرﺷد ﻣﺣﺟوره.
193
ﺛﺎﻧﯾﺎ :إذا ﺑﻠﻎ اﻟوﻟد اﻟﻣﺗﺻدق ﻋﻠﯾﮫ أو اﻟﻣوھوب ﻟﮫ ﻓﺎﻷﻣر ﯾﺧﺗﻠف ﺣﺳب اﻟﺣﺎﻻت
اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
-أن ﯾﻛون رﺷﯾدا ﻓﯾﺣوز ﻟﻧﻔﺳﮫ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻗد ﺗﺻدق ﺑﮫ ﻋﻠﯾﮫ ﺣﺎﺟره .ﻓﺈن ﻟم ﯾﺣز ﻟﻧﻔﺳﮫ
ﺣﺗﻰ ﺣﺻل أﺣد اﻟﻣواﻧﻊ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻟﻠﻣﺗﺻدق أو اﻟواھب ﺑطﻠت اﻟﺻدﻗﺔ.
-إذا ﺑﻠﻎ اﻟﻣﺗﺻدق ﻋﻠﯾﮫ أو اﻟﻣوھوب ﻟﮫ ﺳﻔﯾﮭﺎ ﺑﻘﻲ ﻣﺣﺟورا ﻟوﻟﯾﮫ واﺳﺗﻣر اﻟوﻟﻲ
ﺣﺎﺋزا ﻟﮫ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻗد ﺗﺻدق ﺑﮫ ﻋﻠﯾﮫ.
-إذا ﺑﻠﻎ اﻟﻣﺗﺻدق ﻋﻠﯾﮫ أو اﻟﻣوھوب ﻟﮫ وﺟﮭل ﺣﺎﻟﮫ ﺑﺄن ﻟم ﯾﻌرف ھل ﺑﻠﻎ رﺷﯾدا او
ﺑﻠﻎ ﺳﻔﯾﮭﺎ واﻟﺣﺎل أن اﻟﻣﺗﺻدق أو اﻟواھب ﻗد ﺣﺻل ﻟﮫ اﻟﻣﺎﻧﻊ وﻻ زال اﻟﺷﻲء
اﻟﻣﺗﺻدق ﺑﮫ ﺗﺣت ﯾده ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺣﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻔﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻘول اﻟﻣﻌﺗﻣد ﻷن اﻟرﺷد ﻋﻧد
اﻟﻔﻘﮭﺎء ﻻ ﯾﺛﺑت إﻻ ﺑﺑﯾﻧﺔ.
ﺛﺎﻟﺛﺎ :ﺣوز اﻟوﻟﻲ ﻟﻣﺣﺟوره ﻣﺎ ﺗﺻدق ﺑﮫ ﻋﻠﯾﮫ ﯾﻛون ﻣﻌﺗﺑرا ﻓﯾﻣﺎ ﻋدا ﻣﺎﯾﻠﻲ:
-إذا ﻛﺎن اﻟﺷﻲء اﻟﻣﺗﺻدق ﺑﮫ ﯾﻌرف ﺑﻌﯾﻧﮫ وھو ﻣﺎ ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻣﺛﻠﯾﺎت ،ﻓﺈن ﺗﺻدق
اﻟوﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺣﺟوره ﺑﻣﺛﻠﻲ ﻓﺈﻧﮫ وﺟب إﺧراج ھذا اﻟﺷﻲء ﻋﻧد ﺷﺧص أﻣﯾن ﻟدﯾﮫ
ﻟﯾﺣوزه ﻟﻠﻣﺣﺟور ﺑﻣﻌﺎﯾﻧﺔ ،أو ﯾﺑﯾﻌﮫ وﯾﺷﺗري ﺑﺛﻣﻧﮫ ﺷﯾﺋﺎ ﻣﻌﯾﻧﺎ ﻓﯾﺑﻘﻰ ﻓﻲ ﺣوزه
ﻟﻣﺣﺟوره.
-إذا ﻛﺎن اﻟﺷﻲء اﻟﻣﺗﺻدق ﺑﮫ أو اﻟﻣوھوب دار ﻟﺳﻛﻧﻰ اﻟﻣﺗﺻدق أو اﻟواھب ﻓﯾﺷﺗرط
ﻓﻲ ﺻﺣﺔ اﻟﺗﺑرع إﺧﻼؤھﺎ ﻣن ﺟﻣﯾﻊ أﻣﺗﻌﺔ اﻟﻣﺗﺑرع اﻟﻣذﻛور وﻣﻌﺎﯾﻧﺔ اﻟﺷﺎھدﯾن
ﻟﻠﺣوز ﻛﺎﻷﺟﻧﺑﻲ وﻻ ﯾﻌود إﻟﯾﮭﺎ وﻟو ﺑﻛراء ﻋﺎم ﻛﺎﻣل ،وﻣﺗﻰ ﻋﺎد ﻟﮭﺎ ﻗﺑل اﻟﻌﺎم
اﻟﻛﺎﻣل ﺑطﻠت اﻟﻌطﯾﺔ ،وإن ﻋﺎد ﺑﻌد اﻟﻌﺎم ﻓﺗﺑطل اﻟﻌطﯾﺔ .ﻛﻣﺎ ﻻ ﺗﺑطل إن ﺳﻛن
اﻟﺛﻠث واﻛﺗرى اﻟﺑﺎﻗﻲ .وإذا ﺳﻛن ﻧﺻﻔﮭﺎ واﻛﺗرى اﻟﺑﺎﻗﻲ ﺑطﻠت اﻟﻌطﯾﺔ ﻣﺎ ﺳﻛﻧﮫ ﻓﻘط
وﺻﺢ اﻟﺑﺎﻗﻲ ،وإن ﺳﻛن أﻛﺛر ﻣن اﻟﻧﺻف ﺑطل اﻟﺟﻣﯾﻊ .وإﻟﻰ ذﻟك أﺷﺎر ﺻﺎﺣب
اﻟﺗﺣﻔﺔ:
راﺑﻌﺎ :إذا ﺗﺻدق اﻷب أو وھب ﻋﻠﻰ أوﻻده وﻓﯾﮭم ﺻﻐﺎرا وﻛﺑﺎرا ﻓﻼ ﯾﺣوز اﻟوﻟﻲ ﻣﻊ
اﻟرﺷﯾد ﻟﻣﺣﺟوره ﺑل ﯾﺣوز اﻟﺻدﻗﺔ أو اﻟﮭﺑﺔ إﻣﺎ اﻟرﺷﯾد وﺣده ﺳواء وﻛﻠﮫ اﻟوﻟﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺣوز
أم ﻟم ﯾوﻛﻠﮫ ﻋﻠﯾﮫ واﻣﺎ اﻟرﺷﯾد ﻣﻊ اﻟﻐﯾر ﺑوﻛﺎﻟﺔ ﻣن اﻟوﻟﻲ ،وإﻣﺎ اﻟﻣﺣﺟور ﻣﻊ اﻟرﺷﯾد ان ﻛﺎن
اﻟﻣﺣﺟور ﻏﯾر ﻣﻘﯾم ﻣﻊ ﺣﺎﺟزه.
ﺑﻘﯾت اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺟﮭل ﻓﯾﮭﺎ ھل اﻟدار ﻣوﺿوع اﻟﺻدﻗﺔ أو اﻟﮭﺑﺔ ﻣﻌدة
ﻟﺳﻛن اﻟﻣﺗﺻدق أو اﻟواھب أو ﻏﯾر ذﻟك ،ﻓﺎﻷﻣر ﻣﺧﺗﻠف ﻓﯾﮫ ،ﻓﺎﻟﺑﻌض ذھب ﻋﻠﻰ أن ﺗﺣﻣل
194
اﻟدار ﺑﺄﻧﮭﺎ دار ﺳﻛﻧﺎه ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻟﺟﻣﮭور ذھب إﻟﻰ أن ﻣن ادﻋﻰ ﺑﺄن اﻟﺻدﻗﺔ ﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑدار ﺳﻛﻧﻰ
اﻟﻣﺗﺑرع إﺛﺑﺎت ذﻟك) .ﺷرح اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺳﯾدي ﻋﺑد اﻟﺳﻼم اﻟﮭواري ﻟوﺛﺎﺋق اﻟﻔﻘﯾﮫ ﻣﺣﻣد ﺑﻧﺎﻧﻲ
اﻟﻣﻌروﻓﺔ ﺑﺎﻟوﺛﺎﺋق اﻟﻔرﻋوﻧﯾﺔ ﺻﺣﯾﻔﺔ 282طﺑﻌﺔ .(1949
وإذا ﺗﻌذر اﻟﺣوز ﻣن اﻟرﺷﯾد ﻷﺟل اﻟﺧوف أو اﻟﺳﻔر أو ﻋذر ﻣﻌﺗﺑر ﻗﺑل ﺣﺻول اﻟﻣﺎﻧﻊ
ﻓﺈن اﻟﻌطﯾﺔ اﻟﻣﺑرﻣﺔ ﻟﮫ ﺗظل ﺻﺣﯾﺣﺔ رﻏم ﺣﺻول اﻟﻣواﻧﻊ اﻟﻣذﻛورة ،وإﻟﻰ ذﻟك أﺷﺎر
ﺻﺎﺣب اﻟﺗﺣﻔﺔ ﺑﻘوﻟﮫ " :وﯾﻛﺗﻔﻰ ﺑﺻﺣﺔ اﻹﺷﮭﺎد * ان أﻋوز اﻟﺣوز ﻟﻌذر ﺑﺎد"
ﻛﻣﺎ ﯾﺳﺗﻐﻧﻰ ﻋن اﺷﺗراط اﻟﺣوز ﻓﻲ اﻟﺗﺑرع إذا ﻛﺎن اﻟﻣﺗﺑرع ﻋﻠﯾﮫ ﻗد ﺟد ﻓﻲ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ
ﺑذﻟك ﺗﺟﺎه اﻟﻣﺗﺑرع ﻗﺑل ﺣﺻول اﻟﻣﺎﻧﻊ ﻛﺎﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ أو ﺗﺳوﯾﺔ ﺑﻌض اﻟﻣﺳﺎطر
اﻹدارﯾﺔ أو اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻟﺑﺳط اﻟﯾد ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻲء اﻟﻣﺗﺑرع ﺑﮫ.
وإذا ﻛﺎن اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻓﻲ ھذا اﻟﻣﺟﺎل ﻗد اﺗﺧد ﻋدة ﻣواﻗف ﺣول اﻟﺣوز ﻓﺗﺎرة
ﺻﺎدق ﻋﻠﻰ اﻟﺻدﻗﺔ أو اﻟﮭﺑﺔ إذا اﻗﺗرﻧت ﺑﺎﻟﺗﺳﺟﯾل ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﻣﺗﻰ ﻛﺎن اﻟﻌﻘﺎر ﻣﺣﻔظﺎ
إذا ﺣﺻل ھذا اﻟﺗﺳﺟﯾل ﻗﺑل ﺣﺻول أﺣد اﻟﻣواﻧﻊ اﻟﺛﻼﺛﺔ وﺗﺎرة أﺧرى أﯾد ﻣوﻗف اﻟﻔﻘﮫ
اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﻣﺎﻟﻛﻲ ﻣن ﺿرورة اﻟﺣﯾﺎزة اﻟﻣﺎدﯾﺔ اﻟﻔﻌﻠﯾﺔ وﻟو ﻣﻊ اﻟﺗﺳﺟﯾل ﺑﺎﻟﺻك اﻟﻌﻘﺎري.
وﻗد ﺣﺳﻣت ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻟﻣﻌﻣول ﺑﮭﺎ ﻣﻧذ ﯾوﻧﯾو 2012ھذا اﻟﺟدل
اﻟﻔﻘﮭﻲ واﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﺑﺎﻟﻣﯾل ﻧﺣو اﻻﺟﺗﮭﺎد اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻘﺎﺋل ﺑﺄن اﻟﺗﻘﯾﯾد ﺑﺎﻟﺳﺟﻼت اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ﯾﻐﻧﻲ
ﻋن اﻟﺣﯾﺎزة اﻟﻔﻌﻠﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠك ﻣوﺿوع اﻟﺻدﻗﺔ أو اﻟﮭﺑﺔ وﻋن إﺧﻼﺋﮫ ﻣن طرف اﻟﻣﺗﺻدق أو
اﻟواھب إذا ﻛﺎن اﻟﻌﻘﺎر ﻣﺣﻔظﺎ أو ﻓﻲ طور اﻟﺗﺣﻔﯾظ )اﻟﻣواد 274و 291ﻣن اﻟﻘﺎﻧون
اﻟﻣذﻛور(.
إﻻ أﻧﮫ ﻣن اﻟﻣﺳﺗﺟدات اﻟﺗﻲ أﺗت ﺑﮭﺎ ھذه اﻟﻣدوﻧﺔ ھﻲ أﻧﮫ ﻻ ﯾﻌﺗد ﺑوﻓﺎة اﻟﻣﺗﺻدق
أو اﻟواھب إﻻ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﺳﺟﯾل إراﺛﺗﮫ ﺑﺎﻟﺻك اﻟﻌﻘﺎري وﻓق اﻟﻣﺎدة 279ﻣن ﻧﻔس
اﻟﻘﺎﻧون ،اﻟﺷﻲء اﻟذي ﯾزﻛﻲ اﻟﻘول ﺑﺄن اﻟﺣوز ﻟﻠﻣﺗﺻدق ﺑﮫ أو اﻟﻣوھوب ﺑﻌد اﻟوﻓﺎة وﻗﺑل
ﺗﺳﺟﯾل إراﺛﺔ اﻟﻣﺗﺻدق أو اﻟواھب ﻣﺣﻣول ﻋﻠﻰ اﻟﺻﺣﺔ واﻟﺟواز ﻷن اﻟﻌﺑﺎرة ﺑﺎﻟﻔﻘرة ﻣن
اﻟﻔﺻل اﻷﺧﯾر ﺟﺎءت ﻛﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ":ﻻ ﯾﻌﺗد ﺑﺎﻟوﻓﺎة إﻻ ﺑﺗﺎرﯾﺦ ﺗﻘﯾﯾد إراﺛﺔ اﻟواھب إذا ﺗﻌﻠق اﻷﻣر
ﺑﻌﻘﺎر ﻣﺣﻔظ" ﻓﺎﻟﻧﻔﻲ ﻣﻊ اﻻﺳﺗﺛﻧﺎء ﯾﺣﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺧﺻﯾص.
ﻛﻣﺎ أﻧﮫ ﻣن اﻟﻌﻘود اﻟﺗﻲ ﺗﺻﺑﻎ ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻧﺣﻠﺔ " وھﻲ ﻣﺎﯾﻌطﯾﮫ ﺷﺧص ﻵﺧر ﺑﻘﺻد
اﻟزواج دون ﻣﻘﺎﺑل ﺳواء ﻛﺎن اﻟﻣﻌطﻲ ھو واﻟد أﺣد اﻟزوﺟﯾن أوﻏﯾره " أو اﻟﺗﺻﯾﯾر" وھو
ﻣﺎ ﯾﻌطﯾﮫ اﻟزوج ﻟزوﺟﺗﮫ ﻣن داره ﻟﻠﺳﻛﻧﻰ أو ﻧﺣوھﺎ ﻣﻘﺎﺑل دﯾن ﻟﮭﺎ ﻋﻠﯾﮫ " ،ﻓﺈن ھذه اﻟﻌﻘود
ﻻﯾﺷﺗرط ﻓﯾﮭﺎ اﻟﺣوز ﻟﺻﺣﺗﮭﺎ ﺣﺳﺑﻣﺎ اﺳﺗﻘر ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻔﻘﮫ واﻟﻘﺿﺎء.
وﻟﻠﺗذﻛﯾر ﻓﺈﻧﮫ إذا ﺗﺻدق اﻟزوج ﺑدار ﺳﻛﻧﺎه ﻋﻠﻰ زوﺟﺗﮫ ﻓﻼ ﺑد ﻣن إﺧﻼﺋﮭﺎ ﻣن ﺟﻣﯾﻊ
اﻣﺗﻌﺗﮫ وارﺗﺣﺎﻟﮫ ﻣﻧﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷﮭور اﻟﻣﻌﻣول ﺑﮫ وﻧﻘل زوﺟﺗﮫ ﻣﻌﮫ وإﻻﺑطﻠت ھذه اﻟﻌطﯾﺔ.
ﺑﺧﻼف اﻟزوﺟﺔ إذا ﻛﺎﻧت ھﻲ اﻟﻣﺗﺻدﻗﺔ ﻟزوﺟﮭﺎ ﻟدار ﺳﻛﻧﺎھﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻛن ﻣﻌﮭﺎ زوﺟﮭﺎ ﻓﺈﻧﮫ
ﻻ ﯾﺷﺗرط إﺧﻼؤھﺎ ﻣن أﻣﺗﻌﺗﮭﺎ ﻷن اﻟﺳﻛﻧﻰ واﺟﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟزوج ﻻ ﻋﻠﻰ اﻟزوﺟﺔ.
ﻛﻣﺎ أن ھذا اﻟﺷرط وھو اﻟﺣوز ﻻ ﻣﻘﺎم ﻟﮫ ﻛﺷرط ﺻﺣﺔ ﻓﻲ وﺛﯾﻘﺔ اﻟﺗﺑرع إﻻ إذا
ﺣﺻﻠت اﻟﻣواﻧﻊ اﻟﺛﻼﺛﺔ ﻟﻠﻣﺗﺑرع ،أﻣﺎ ﻗﺑل ذﻟك ﻓﻼ ﺣق ﻟﻠﻣﺗﺑرع ﻓﻲ إﺛﺎرة ھذا اﻟﺷرط ﻹﺑطﺎل
195
اﻟﺗﺑرع أو داﺋﻧﮫ وإﻧﻣﺎ ھو ﻣﻠزم ﺑﺗﻧﻔﯾذ ﻋﻘد اﻟﺗﺑرع رﺿﺎء وﺟﺑرا ﻟﻘول اﻟﺷﯾﺦ ﺧﻠﯾل " وﺣﯾز
وان ﺑل اذن وأﺟﺑر ﻋﻠﯾﮫ"
-3اﺧﺗﻼف اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ﺣول اﻟﻌﻘد واﻟﺣوز:
إن ﻣدار ھذه اﻟدراﺳﺔ ﻻ ﺗﺛﺎر إﻻ ﻋﻧد اﻟﺗﻧﺎزع ﺑﯾن اﻟورﺛﺔ أو اﻟداﺋﻧﯾن ﻣن ﺟﮭﺔ
واﻟﻣﺗﺻدق ﻋﻠﯾﮫ أو اﻟﻣوھوب ﻟﮫ ﻓﺎﻷﻣر ﯾﻘﺗﺿﻲ ﻓرﺿﯾﺎت أھﻣﮭﺎ:
أوﻻ :إذا ﺗﻧﺎزع اﻟطرﻓﺎن ﺣول وﺟود اﻟﺗﻌﺎﻗد ﻟﻠﺗﺑرع ﻣن ﻋدﻣﮫ ﻓﺎﻟﻘول ﻗول ﻣن ﯾدﻋﻲ
اﻧﻛﺎر اﻟﻌﻘد وﻋﻠﻰ ﻣن ﯾدﻋﻲ وﺟود ھذا اﻟﻌﻘد إﺛﺑﺎت ذﻟك ،واﻟﺷﻛﻠﯾﺔ اﻟﻣﺗطﻠﺑﺔ ﻓﻲ ھذا اﻟﺷﺄن
ھﻲ اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻟﻠﻌﻘد ﺳواء ﻛﺎﻧت وﺛﯾﻘﺔ رﺳﻣﯾﺔ أو وﺛﯾﻘﺔ ﻋرﻓﯾﺔ ،وﻻ ﻣﺣل ﻟﺷﮭﺎدة اﻟﺷﮭود أو
ﻏﯾر اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻓﻲ ھذا اﻟﺷﺄن ﻷن اﻹﺷﮭﺎد ﺷرط ﺻﺣﺔ ﻟﻠﺗﺑرع.
ﺛﺎﻧﯾﺎ :إذا ﺗﻧﺎزع اﻟطرﻓﺎن ﺣول اﻟﺣوز ﻣن ﻋدﻣﮫ:
ﻓﺈذا ادﻋﻰ اﻟورﺛﺔ أو اﻟداﺋﻧون ﺑﻌد ﺣﺻول اﻟﻣﺎﻧﻊ ﻟﻠﻣﺗﺻدق أو اﻟواھب ﻓﺎﻷﻣر ﻻ ﯾﺧﻠو
ﻣن اﻟﻔرﺿﯾﺎت اﻵﺗﯾﺔ:
-إذا ظل اﻟﺧﻼف ﺑﺎﻟﻘول ﻓﻘط ﺑﺣﯾث ادﻋﻰ اﻟورﺛﺔ أو اﻟداﺋﻧون ﻋدم اﻟﺣوز ﺑﯾﻧﻣﺎ ادﻋﻰ
اﻟﻣﺗﺻدق ﻋﻠﯾﮫ أو اﻟﻣوھوب ﻟﮫ اﻟﺣوز دون إﺛﺑﺎت ﻣن أي ﻣﻧﮭﻣﺎ ﻣﻊ ﺧﻠو اﻟوﺛﯾﻘﺔ
ﻟﻠﺻدﻗﺔ
أو اﻟﮭﺑﺔ ﻣن ﻣﻌﺎﯾﻧﺔ اﻟﺣوز ،ﻓﺎﻟﻘول ﻗول اﻟورﺛﺔ أو اﻟداﺋﻧﯾن وھو ﻋدم ﺣﺻول اﻟﺣوز،
ﻷن اﻷﺻل ﺷﮭد ﻟﮭم ﺑﺄن اﻟﻌﻘﺎر ﻛﺎن ﺑﯾد اﻟﻣﺗﺑرع ﻓﺎﺳﺗﻣر اﻟﺣﺎل ﻋﻠﻰ ھذا اﻟﻣﻧوال.
-إذا ادﻋﻰ اﻟورﺛﺔ أو اﻟداﺋﻧون ﻋدم ﺣﺻول اﻟﺣوز ﻣﻊ إﺛﺑﺎت ذﻟك ﺑﻠﻔﯾف ﻋدﻟﻲ
وادﻋﻰ اﻟﻣﺗﺑرع ﻋﻠﯾﮫ ﺧﻼف ذﻟك ﺑﺎﻋﺗﻣﺎد اﻟوﺛﯾﻘﺔ اﻟﻌدﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌطﯾﺔ اﻟﺷﺎھدة ﻋﻠﻰ
ﻣﻌﺎﯾﻧﺔ اﻟﺣوز ﻣن ﻟدن ﺷﺎھدﯾﮭﺎ اﻟﻌدﻟﯾن أو اﻟﻣوﺛق ﻓﺎﻟﻘول ﻗول ﺻﺎﺣب اﻟوﺛﯾﻘﺔ
اﻟﻌدﻟﯾﺔ أو اﻟﺗوﺛﯾﻘﯾﺔ ﻷن اﻟﺑﯾﻧﺔ اﻟﻌدﻟﯾﺔ ﻣﻘدﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻠﻔﯾف.
-إذا ادﻋﻰ اﻟورﺛﺔ أو اﻟداﺋﻧون ﻋدم ﺣﺻول اﻟﺣوز ﻣﻊ اﻋﺗﻣﺎد ﺑﯾﻧﺔ ﻋدﻟﯾﺔ ﻣن ﻋدﻟﯾن،
وﻧﺎﻗض ذﻟك اﻟﻣﺗﺑرع ﺑدﻟﯾل ﻋدﻟﻲ ﻟﻌدﻟﯾن أو ﻣوﺛق ﻓﺎﻟﻘول ﻗول اﻟﻣﺗﺑرع ﻋﻠﯾﮫ ﻷن
ﺣﺟﺗﮫ ﻣﺛﺑﺗﺔ ﻟﺣﻛم ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺣﺟﺔ اﻟﻣدﻋﯾن ﻧﺎﻓﯾﺔ ﻟﮭذا اﻟﺣﻛم.
-4اﻻﻋﺗﺻﺎر ﻓﻲ اﻟﮭﺑﺔ:
ﻧظﻣت ھذه اﻟﻔﻘرة اﻟﻣواد ﻣن 283إﻟﻰ 289ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ﯾرﺟﻰ
اﻟرﺟوع إﻟﯾﮭﺎ ،ﻣﻊ اﻹﺷﺎرة ﻟﺑﻌض اﻟﻣﺳﺗﺟدات ﻓﻲ ھذا اﻟﻘﺎﻧون ،وﻣن ﺿﻣﻧﮭﺎ ﺟواز اﺷﺗراط
اﻟواھب ﺑﻌﻘد اﻟﮭﺑﺔ ﺣﻘﮫ ﻓﻲ اﻟرﺟوع ﻋن اﻟﮭﺑﺔ ،وھو أﻣر ﯾﻧﺎﻓﻲ اﻟﻘﺻد ﻣن اﻟﮭﺑﺔ واﻟذي ھو
ﺗﻣﻠﯾك اﻟرﻗﺑﺔ ﻟﻠﻣوھوب ﻟﮫ واﻟﺗﺻرف ﻓﯾﮭﺎ ﺑﺷﺗﻰ اﻟﺻور ﻣﻧد إﺑرام ﻋﻘد اﻟﮭﺑﺔ.
ﻛﻣﺎ أﻧﮫ ﻻ ﻣﺟﺎل ﻟﻠﺣدﯾث ﻋن اﻻﻋﺗﺻﺎر ﻓﻲ اﻟﺻدﻗﺔ ﻷن اﻟﺣق ﻣوﺿوع ھذه اﻷﺧﯾرة
ﻛﺎن ﻟوﺟﮫ ﷲ وﻣﺎ ﻛﺎن دام واﺗﺻل وﻣﺎ ﻛﺎن ﻟﻐﯾره اﻧﻔﺻم واﻧﻘطﻊ.
196
اﻟرھن اﻟرﺳﻣﻲ
اﻟدﻛﺗور ﯾوﻧس اﻟزھري
ﻣﻘدﻣﺔ
اﻟﻘﺎﻋدة ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت أن أﻣوال اﻟﻣدﯾن ﺿﻣﺎن ﻋﺎم ﻟداﺋﻧﯾﮫ ،158وھو ﻣﺎ ﯾوﻓر
اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻟﻠداﺋن واﻟﻣدﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﺳواء ،ﻷﻧﮫ إذ ﯾوﻓر ﻟﻠداﺋن اﻟطﻣﺄﻧﯾﻧﺔ واﻟﺿﻣﺎن ،ﯾوﻓر ﻟﻠﻣدﯾن
اﻟﺛﻘﺔ ،وﯾﻣﻛﻧﮫ ﻣن اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ھو ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ إﻟﯾﮫ ﻣن ﻣﺎل وأﺟل ،وھو ﺑذﻟك ﯾﺷﺟﻊ
اﻻﺋﺗﻣﺎن وﯾدﻋﻣﮫ ،وﯾﺳﺎھم ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق إﻧﻣﺎء اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﻣد ﻓﻲ ﺗﻣوﯾﻠﮭﺎ
ﻋﻠﻰ اﻟﻘروض اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺻل ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻣن اﻟﻐﯾر. 159
وﺗﻘوم ﻓﻛرة اﻟﺿﻣﺎن اﻟﻌﺎم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻗﺎﻋدﺗﯾن ،أوﻟﮭﻣﺎ ،أن ﺟﻣﯾﻊ أﻣوال اﻟﻣدﯾن ﺿﺎﻣﻧﺔ
ﻟﻠوﻓﺎء ﺑدﯾوﻧﮫ ،ﺣﯾث ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟداﺋن أن ﯾﻧﻔذ ﻋﻠﻰ أي ﻣﺎل ﻣن أﻣوال اﻟﻣدﯾن ﻣﺎ ﻟم ﯾﻛن ﺛﻣﺔ
-158ﯾﻧص اﻟﻔﺻل 1241ﻣن ق.ل.ع ﻋﻠﻰ أن" :أﻣوال اﻟﻣدﯾن ﺿﻣﺎن ﻋﺎم ﻟداﺋﻧﯾﮫ ،وﯾوزع ﺛﻣﻧﮭﺎ ﻋﻠﯾﮭم ﺑﻧﺳﺑﺔ دﯾن ﻛل واﺣد ﻣﻧﮭم ،ﻣﺎ
ﻟم ﺗوﺟد ﺑﯾﻧﮭم أﺳﺑﺎب ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻸوﻟوﯾﺔ".
-159ﺣﺳﯾن ﻋﺑد اﻟﻠطﯾف ﺣﻣدان :اﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ -اﻟدار اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ -اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ -1998 -ص .17
197
ﺳﺑب ﯾﻣﻧﻌﮫ ﻣن اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻋﻠﯾﮫ ، 160وﺛﺎﻧﯾﮭﻣﺎ أن ﺟﻣﯾﻊ اﻟداﺋﻧﯾن ﻣﺗﺳﺎوون ﻓﻲ ھذا اﻟﺿﻣﺎن إﻻ
ﻣن ﺗﻣﺗﻊ ﻣﻧﮭم ﺑﺿﻣﺎن ﺧﺎص ،و ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻌﻧد ﺗزاﺣم اﻟداﺋﻧﯾن ﺗﻘﺳم ﺣﺻﯾﻠﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﺑﯾن اﻟداﺋﻧﯾن
اﻟﻌﺎدﯾﯾن ﻗﺳﻣﺔ ﻏرﻣﺎء ،ﻣﻊ اﻟﻌﻠم أن ھذه اﻟﻘﺎﻋدة ﻻ ﺗطﺑق ﻓﻲ ﺣق اﻟداﺋﻧﯾن اﻟﻣﻣﺗﺎزﯾن ،إذ أن
ھؤﻻء ﯾﺗﻘدﻣون ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ اﻟداﺋﻧﯾن اﻟﻌﺎدﯾﯾن ﻋﻧد اﻟﺗزاﺣم طﺑﻘﺎ اﻟﻔﺻل 1241ﻣن ق.ل.ع
.
وﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ اﻷﺧذ ﺑﻣﺑدأ اﻟﺿﻣﺎن اﻟﻌﺎم أن اﻟﻣدﯾن ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﺗﺻرف ﻓﻲ أي ﻣﺎل ﻣن
أﻣواﻟﮫ ،ﻓﺈن ﻓﻌل ذﻟك ﺧرج ھذا اﻟﻣﺎل ﻣن ﺳﻠطﺎن اﻟداﺋﻧﯾن ،وﻟم ﯾﻛن ﻟﮭم اﻟﺣق ﻓﻲ ﺗﺗﺑﻌﮫ ﻓﻲ
ﯾد ﻣن اﻧﺗﻘل إﻟﯾﮫ اﻟﻣﺎل ،واﻟﺳﺑب ﻓﻲ ذﻟك أن اﻟﺿﻣﺎن اﻟﻌﺎم ﻻ ﯾرﺑط ﺣق اﻟداﺋن ﺑﻣﺎل ﻣﻌﯾن
ﻣن أﻣوال ﻣدﯾﻧﮫ ،وﻻ ﯾزود اﻟداﺋن ﺑﺄﯾﺔ ﺳﻠطﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﯾﺳﺗطﯾﻊ ﺑواﺳطﺗﮭﺎ ﻣﻧﻊ اﻟﻣدﯾن ﻣن
اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ داﺋن ﺟدﯾد ،وھو ﻣﺎ ﯾﺟﻌل اﻟداﺋن ﻣﮭدد ﺑﺧطر ﻣزاﺣﻣﺔ داﺋﻧﯾن آﺧرﯾن ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ،
وﺧطر إﻋﺳﺎر اﻟﻣدﯾن ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗﺻرﻓﺎﺗﮫ ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ.
وﻗد وﺿﻌت اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺗﺣت ﺗﺻرف اﻟداﺋن ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟوﺳﺎﺋل
ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺿﻣﺎن اﻟﻌﺎم ﻟﺣﻘﮫ ،ﻏﯾر أن ھذه اﻟوﺳﺎﺋل وإن ﻛﺎﻧت ﺗؤﻣن اﻟداﺋن ﻣن ﺧطر ﻋدم
اﻟﺗﺻرف ﻓﻲ ﻣﺎل اﻟﻣدﯾن ،ﻓﺈﻧﮭﺎ ﻻ ﺗؤﻣﻧﮫ ﻣن ﻣزاﺣﻣﺔ ﺑﺎﻗﻲ اﻟداﺋﻧﯾن ،وﻟذﻟك ﯾﺧﺗﺎر ﺑﻌض
اﻟداﺋﻧﯾن ﺿﻣﺎﻧﺎ أﻗوى ﯾؤﻣﻧﮭم ﻣن ﺧطر اﻟﻣزاﺣﻣﺔ واﻟﺗﻔوﯾت ﻣن ﺧﻼل إﻟزام اﻟﻣدﯾن ﺑﺗﻘدﯾم
ﺿﻣﺎن ﻋﻘﺎري ،وھو ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﺑﺎﻟرھن.
واﻟرھن ﻧوﻋﺎن :رھن ﺣﯾﺎزي ورھن رﺳﻣﻲ ،واﻷول ﻧظﻣﮫ اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ اﻟﻣواد ﻣن
145إﻟﻰ 164ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ،وﻗد ﻋرﻓﺗﮫ اﻟﻣﺎدة 145ﻣن ذات اﻟﻘﺎﻧون ﻛﻣﺎ
ﯾﻠﻲ" :اﻟرھن اﻟﺣﯾﺎزي ﺣق ﻋﯾﻧﻲ ﯾﺗﻘرر ﻋﻠﻰ ﻣﻠك ﯾﻌطﯾﮫ اﻟﻣدﯾن أو ﻛﻔﯾﻠﮫ اﻟﻌﯾﻧﻲ إﻟﻰ اﻟداﺋن
اﻟﻣرﺗﮭن ﻟﺿﻣﺎن اﻟوﻓﺎء ﺑدﯾن وﯾﺧول اﻟداﺋن اﻟﻣرﺗﮭن ﺣق ﺣﯾﺎزة اﻟﻣرھون وﺣق ﺣﺑﺳﮫ إﻟﻰ
أن ﯾﺳﺗوﻓﻲ دﯾﻧﮫ" ،وﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ ذﻛر ﺗﻛون ﻣﯾزﺗﮫ اﻟﺟوھرﯾﺔ ھﻲ ﺣﯾﺎزة اﻟداﺋن اﻟﻣرﺗﮭن
رھﻧﺎ ﺣﯾﺎزﯾﺎ ﻟﻣوﺿوع اﻟرھن.
أﻣﺎ اﻟرھن اﻟرﺳﻣﻲ ﻓﻘد ﻧظﻣﺗﮫ ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣواد ﻣن 165إﻟﻰ 221
ﻣﻧﮭﺎ ،و ﻗد ﻋرﻓﺗﮫ ﻓﻲ ﻣﺎدﺗﮭﺎ 165ﺑﻣﺎ ﯾﻠﻲ " :اﻟرھن اﻟرﺳﻣﻲ ﺣق ﻋﯾﻧﻲ ﺗﺑﻌﻲ ﯾﺗﻘرر ﻋﻠﻰ
ﻣﻠك ﻣﺣﻔظ أو ﻓﻲ طور اﻟﺗﺣﻔﯾظ وﯾﺧﺻص ﻟﺿﻣﺎن أداء دﯾن ،161و ﯾﻧﻘﺳم ﻣن ﺣﯾث
ﻧﺷﺄﺗﮫ إﻟﻰ ﻗﺳﻣﯾن رھن رﺳﻣﻲ اﺗﻔﺎﻗﻲ و رھن ﺟﺑري ،و اﻷول ﯾﻧﻘﺳم ﺑدوره إﻟﻰ ﻧوﻋﯾن
رھن رﺳﻣﻲ و رھن رﺳﻣﻲ ﻣؤﺟل .
-160ﻣﺣﯾﻲ اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل ﻋﻠم اﻟدﯾن :اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ اﻷﺻﻠﯾﺔ واﻟﺗﺑﻌﯾﺔ -دار اﻟﻧﮭﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ -م.غ.م -ط -1994 – 4ص .5
ـ اﻟﻣﺎدة 165ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ . 161
198
وﻟﺑﯾﺎن ﻣﺟﻣوع اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟرھن اﻟرﺳﻣﻲ ،وﻣﺎ ﯾﺛﯾره ﻣن إﺷﻛﺎﻻت ﻓﺈﻧﻧﺎ ﺳﻧﻘﺳم
اﻟﻣوﺿوع إﻟﻰ ﻣﺑﺣﺛﯾن ،ﻧﺗﻧﺎول ﻓﻲ اﻷول إﻧﺷﺎء اﻟرھن اﻟرﺳﻣﻲ وآﺛﺎره ،وﻓﻲ اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻟﻣﺳطرة ﺗﺣﻘﯾق اﻟرھن اﻟرﺳﻣﻲ.
199
اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ 165ﺗﻌطل ﻋن اﻹﻋﻣﺎل ﻓﻲ ﻗﯾﺎم ﻋﻘود اﻟرھن و ذﻟك ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻧﺎء اﻟذي أﻗرﺗﮫ
اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن اﻟﻣﺎدة 174ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺟﺎء ﻓﯾﮭﺎ :
"ﻻ ﺗﺳري أﺣﻛﺎم اﻟﻣﺎدة 4أﻋﻼه ﻋﻠﻰ إﻧﺷﺎء أو ﻧﻘل أو ﺗﻌدﯾل أو إﺳﻘﺎط اﻟرھن اﻻﺗﻔﺎﻗﻲ
اﻟﻣﻘرر ﻟﺿﻣﺎن أداء دﯾن ﻻ ﺗﺗﺟﺎوز ﻗﯾﻣﺗﮫ اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻟﻣﺣدد ﺑﻧص ﺗﻧظﯾﻣﻲ".
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺎﻟﻣﮭم ھﻧﺎ ھو ﺗﺿﻣﯾن ﻋﻘد اﻟرھن اﻟرﺳﻣﻲ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻣﺳﺗوﺟﺑﺔ ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻣﺎدة
175ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
-ھوﯾﺔ أطراف اﻟﻌﻘد ،و ھﻧﺎ ﯾﺟب ﻓﻲ اﻟراھن ﻣﺎﻟﻛﺎ ﻟﻠﻣﻠك اﻟﻣرھون وأھﻼ
ﻟﻠﺗﺻرف ﻓﯾﮫ ، 166و ﻋﻧد اﻧﻌدام أھﻠﯾﺔ اﻟراھن ،ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻸب أو اﻷم أو اﻟوﺻﻲ أو
اﻟﻣﻘدم رھن أﻣوال اﻟﻘﺎﺻر أو اﻟﻣﺣﺟور ﻋﻠﯾﮭﺎ رھﻧﺎ رﺳﻣﯾﺎ إﻻ ﺑﺈذن ﻣن اﻟﻘﺎﺿﻲ 167،وﻓﻲ
اﺷﺗراط إذن ﻗﺎﺿﻲ اﻟﻣﺣﺎﺟﯾر ﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺧروج ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ
ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة و اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺧﺿﻊ ﺗﺻرﻓﺎت اﻷب و اﻷم ﻓﻲ أﻣوال اﻟﻘﺎﺻر ﻟﻠرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺑﻠﯾﺔ
ﻟﻘﺎﺿﻲ ﺷؤون اﻟﻘﺎﺻرﯾن 168 ،وﯾطﺑق ﻣﻊ ﻣﻼﺣظﺔ أﻧﮫ إذا ﻛﺎن اﻷب أو اﻷم ﺳﯾﻘوﻣﺎن ﺑرھن
ﻋﻘﺎر اﻟﻘﺎﺻر ﻟﺿﻣﺎن دﯾن ﻟﮭﻣﺎ ﻓﺈن ﻣﺻﻠﺣﺗﮭﻣﺎ ھﻧﺎ ﺗﺗﻌﺎرض و ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻘﺎﺻر ،و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ
ﻓﺎﻟﺟﮭﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ھﻧﺎ ﻟﻣﻧﺢ اﻹذن ﺑرھن ﻋﻘﺎر اﻟﻘﺎﺻر ھﻲ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ و ﻟﯾس ﻗﺎﺿﻲ
اﻟﻘﺎﺻرﯾن .169
وﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟﻸﺣﻛﺎم اﻟﻣﺿﻣﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﺻول أﻋﻼه ،ﻓﻘد أﺑطل اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻘد اﻟرھن اﻟذي ﯾﺧﺗل
ﻓﯾﮫ أﺣد اﻷرﻛﺎن ﻛﺈﺑراﻣﮫ ﻣن طرف ﻗﺎﺻر أو ﻣن طرف اﻟوﻟﻲ دون اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻹذن
اﻟﻣﺳﺗوﺟب ﻗﺎﻧوﻧﺎ ،وﻣﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﺗﻌﻠﯾل أﺣد اﻟﻘرارات" :ﺣﯾث إﻧﮫ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص ﺑﺎﻗﻲ ﻣﺎ أﺛﺎره
اﻟﻣﺳﺗﺄﻧف ﻓﺈﻧﮫ ﺑﺎﻟرﺟوع ﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﺻﻠﯾن 11و 12ﻣن ق.ل.ع ﯾﺗﺿﺢ أﻧﮫ ﻻ ﯾﺟوز
ﻣطﻠﻘﺎ ﻟﻠوﻟﻲ اﻟﺷرﻋﻲ أو اﻟوﺻﻲ أو اﻟﻣﻘدم ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺻر أو ﻧﺎﻗص اﻷھﻠﯾﺔ أن ﯾﺟري
ﺗﺑرﻋﺎت ﻣﺣﺿﺔ ﺑﺄﻣوال اﻟﻘﺎﺻر أو ﻧﺎﻗص اﻷھﻠﯾﺔ وﻟو أﺟرﯾت ﻣﻊ اﻹذن اﻟذي ﯾﺗطﻠﺑﮫ
ـ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 4ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ : 165
" ﯾﺟب أن ﺗﺣرر -ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ اﻟﺑطﻼن -ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻧﻘل اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ أو ﺑﺈﻧﺷﺎء اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ اﻷﺧرى أو ﻧﻘﻠﮭﺎ أو
ﺗﻌدﯾﻠﮭﺎ أو إﺳﻘﺎطﮭﺎ ﺑﻣوﺟب ﻣﺣرر رﺳﻣﻲ ،أو ﺑﻣﺣرر ﺛﺎﺑت اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﯾﺗم ﺗﺣرﯾره ﻣن طرف ﻣﺣﺎم ﻣﻘﺑول ﻟﻠﺗراﻓﻊ أﻣﺎم ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﻣﺎ
ﻟن ﯾﻧص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص ﻋﻠﻰ ﺧﻼف ذﻟك.
ﯾﺟب أن ﯾﺗم ﺗوﻗﯾﻊ اﻟﻌﻘد اﻟﻣﺣرر ﻣن طرف اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ واﻟﺗﺄﺷﯾر ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ ﺻﻔﺣﺎﺗﮫ ﻣن اﻷطراف وﻣن اﻟﺟﮭﺔ اﻟﺗﻲ ﺣررﺗﮫ.
ﺗﺻﺣﺢ إﻣﺿﺎءات اﻷطراف ﻣن ﻟدن اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ وﯾﺗم اﻟﺗﻌرﯾف ﺑﺈﻣﺿﺎء اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ اﻟﻣﺣرر ﻟﻠﻌﻘد ﻣن ﻟدن رﺋﯾس
ﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﺿﺑط ﺑﺎﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﺎرس ﺑداﺋرﺗﮭﺎ".
"ﻻ ﯾﺧﺿﻊ اﻟوﻟﻲ ﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻘﺑﻠﯾﺔ ﻓﻲ إدارﺗﮫ ﻷﻣوال اﻟﻣﺣﺟور ،وﻻ ﯾﻔﺗﺢ ﻣﻠف اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﺷرﻋﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﮫ إﻻ إذا ﺗﻌدت ﻗﯾﻣﺔ
أﻣوال اﻟﻣﺣﺟور ﻣﺎﺋﺗﻲ أﻟف درھم ) 200أﻟف درھم( .وﻟﻠﻘﺎﺿﻲ اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺷؤون اﻟﻘﺎﺻرﯾن اﻟﻧزول ﻋن ھذا اﻟﺣد واﻷﻣر ﺑﻔﺗﺢ ﻣﻠف
اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﺷرﻋﯾﺔ إذا ﺛﺑﺗت ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺣﺟور ﻓﻲ ذﻟك .وﯾﻣﻛن اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ ھذه اﻟﻘﯾﻣﺔ ﺑﻣوﺟب ﻧص ﺗﻧظﯾﻣﻲ".
200
اﻟﻘﺎﻧون ،وأﻧﮫ ﻣﺎ دام أن اﻟﻌﻣل اﻟذي ﻗﺎﻣت ﺑﮫ واﻟدة اﻟﻣﺳﺗﺄﻧف ﻋﻠﯾﮫ وھو ﻗﺎﺻر آﻧذاك واﻟذي
ﺑﻣﻘﺗﺿﺎه ﺗﺑرﻋت ﺗﺑرﻋﺎ ﻣﺣﺿﺎ ﺑرھن ﺣﺻﺗﮫ ﻓﻲ ﻋﻘﺎره ﺿﻣﺎﻧﺎ ﻟدﯾن ﻣﻛﻔوﻟﮭﺎ وﺑﺻﻔﺗﮭﺎ
ﻣﺟرد ﻛﻔﯾﻠﺔ ھو ﻋﻣل ﻣن أﻋﻣﺎل اﻟﺗﺑرﻋﺎت اﻟﻣﺣﺿﺔ ،ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻌﺗﺑر إﻋﻣﺎﻻ ﻟﻠﻣﻘﺗﺿﯾﺎت
اﻟﻣذﻛورة ﻋﻣﻼ ﺑﺎطﻼ وﻣﻌدوﻣﺎ ،وﻣن ﺗم ﻓﺈن اﻟﺣﻛم اﻟﻣﺳﺗﺄﻧف اﻟذي ﻗﺿﻰ ﺑﺗﺄﻛﯾد ﺑطﻼن ھذا
اﻟﺗﺻرف وﻣﺎ ﻧﺗﺞ ﻋﻧﮫ ﯾﻌﺗﺑر ﻗد ﺻدر ﻓﻲ ﻣﺣﻠﮫ وﯾﺗﻌﯾن ﺗﺄﯾﯾده" .170
ﻛﻣﺎ أﻧﮫ ﯾﻛون ﻣن اﻟﻣﮭم أن ﯾﺷﺎر إﻟﻰ ھوﯾﺔ اﻷطراف ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن اﻟرھن اﻟرﺳﻣﻲ ﻗد
ﯾرد ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺎر ﻣﻣﻠوك ﻋﻠﻰ اﻟﺷﯾﺎع ،و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺣدد ھل اﻟرھن اﻧﺻب ﻋﻠﻰ ﻛل اﻟﺣﺻص
اﻟﻣﻣﻠوﻛﺔ ﺷﯾﺎﻋﺎ ﻟﻠﻣﻼك أم اﻧﺻب ﻋﻠﻰ ﺣﺻﺔ ﺷرﯾك ﺑﻌﯾﻧﮭﺎ ﻓﻘط ،و ھو أﻣر ﯾرﺗﺑط ﺑﺂﺛﺎر
اﻟرھن ،إذ إذا ﺻدر ﻣن اﻟﻣﻼك اﻟﻣﺷﺎﻋﯾن ظﻠت آﺛﺎره ﺳﺎرﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻛل اﻟﻌﻘﺎر و ﻟو
وﻗﻌت ﻗﺳﻣﺗﮫ ،أﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ رھن ﺣﺻص ﺑﻌض اﻟﺷرﻛﺎء ﻓﻘط ﻓﺈﻧﮫ ﻋﻧد اﻟﻘﺳﻣﺔ ﯾﻧﺗﻘل
اﻟرھن إﻟﻰ ﺣﺻﺔ اﻟﺷرﯾك اﻟراھن دون ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺣﺻص اﻟﺗﻲ ﺧرج ﺑﮭﺎ ﺷرﻛﺎﺋﮫ ،ﺑﺷرط أن
ﯾﻛون اﻟداﺋن اﻟﻣرﺗﮭن ﻗد واﻓق ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺳﻣﺔ أو ﻛﺎن طرﻓﺎ ﻓﻲ اﻟدﻋوى ،171ﻋﻠﻣﺎ أن دﻋﺎوى
اﻟﻘﺳﻣﺔ اﻟﻣرﻓوﻋﺔ ﺑﻌد دﺧول ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﺣﯾز اﻟﺗطﺑﯾق ﻻ ﺗﻘﺑل إﻻ إذ اﺧﺗﺻم ﻓﯾﮭﺎ
اﻟداﺋﻧون اﻟﻣﻘﯾدون ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ، 172و ﻧﻔس اﻟﺣﻛم ﯾطﺑق ﻋﻠﻰ ﻛل ﻗﺳﻣﺔ رﺿﺎﺋﯾﺔ ﻻ ﯾﻌﺗد
ﺑﮭﺎ إﻻ إذ واﻓق ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻟداﺋﻧون أﺻﺣﺎب اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ .173
-ﺗﻌﯾﯾن اﻟﻣﻠك اﻟﻣرھون ﺑﺑﯾﺎن اﺳﻣﮫ وﻣوﻗﻌﮫ وﻣﺳﺎﺣﺗﮫ وﻣﺷﺗﻣﻼﺗﮫ ورﻗم رﺳﻣﮫ اﻟﻌﻘﺎري
أو ﻣطﻠب ﺗﺣﻔﯾظﮫ ،وأھﻣﯾﺔ ھذا اﻟﺑﯾﺎن ﺗﺗﺟﻠﻰ ﻓﻲ اﻟﺗﻌرﯾف ﺑﻣﺣل اﻟرھن ﺗﻌرﯾﻔﺎ ﻧﺎﻓﯾﺎ ﻟﻠﺟﮭﺎﻟﺔ
ﻣن ﺟﮭﺔ ،وﻣن ﺟﮭﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ ﺣﺗﻰ ﯾﻣﻛن ﺗﻘﯾﯾد اﻟرھن ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري أو ﺗﻘﯾﯾده ﺑﺳﺟل اﻹﯾداع
ﻣﺗﻰ اﻧﺻب اﻟرھن اﻟرﺳﻣﻲ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺎر ﻓﻲ طور اﻟﺗﺣﻔﯾظ.
وﻧﺷﯾر إﻟﻰ أن وﻋﺎء اﻟرھن اﻟرﺳﻣﻲ ﯾﻣﺗد إﻟﻰ اﻟﻌﻘﺎر اﻟﻣرھون وﻣﺟﻣوع اﻟﺗﺣﺳﯾﻧﺎت
اﻟﻣﻘﺎﻣﺔ ﻋﻠﯾﮫ ،وذﻟك ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻣﺎدة 167ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺟﺎء
ﻓﯾﮭﺎ:
170ـ ﻗرار ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف ﺑﻣراﻛش ﻋدد 2198ﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 26/06/2000ﻓﻲ اﻟﻣﻠف ﻋدد – 4386/99ﻏﯾر
ﻣﻧﺷور.
-أﻧظر ﻓﻲ ﻧﻔس اﻻﺗﺟﺎه :ﻗرار ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف ﺑﻣراﻛش ﻋدد 1765ﺑﺗﺎرﯾﺦ 26/05/2003ﻓﻲ اﻟﻣﻠف ﻋدد
– 3981/1/2002ﻏﯾر ﻣﻧﺷور .
-ﺣﻛم اﺑﺗداﺋﯾﺔ ﻣراﻛش ﻋدد 2438/95ﺑﺗﺎرﯾﺦ 19/02/1997ﻓﻲ اﻟﻣﻠف ﻋدد – 2438/95ﻏﯾر ﻣﻧﺷور.
" إن اﻟرھن اﻟذي ﯾﺑرﻣﮫ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺷرﻛﺎء ﻓﻲ ﻣﻠك ﻣﺷﺎع ﯾﺣﺗﻔظ ﺑﺄﺛره ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻣﻠك ﻛﯾﻔﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﻘﺳﻣﺔ.
إذا رھن أﺣد اﻟﺷرﻛﺎء ﺣﺻﺗﮫ اﻟﻣﺷﺎﻋﺔ ﻓﺈن ﺣق اﻟداﺋن اﻟﻣرﺗﮭن ﯾﻧﺗﻘل إﻟﻰ اﻟﺟزء اﻟﻣﻔرز اﻟذي آل إﻟﻰ اﻟﺷرﯾك ﺑﻌد اﻟﻘﺳﻣﺔ وإﻟﻰ
اﻟﻣدرك اﻟذي ﺣﺻل ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺷرﯾك ﻟﺗﻌدﯾل ﺣﺻﺗﮫ وذﻟك إذا ﺻﺎدق اﻟداﺋن اﻟﻣرﺗﮭن ﻋﻠﻰ ﻋﻘد اﻟﻘﺳﻣﺔ أو ﻛﺎن طرﻓﺎ ﻓﻲ اﻟدﻋوى اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ
ﺑﮭﺎ".
172ـ ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 320ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
" ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﺷرﻛﺎء أن ﯾدﺧﻠوا ﻓﻲ دﻋوى اﻟﻘﺳﻣﺔ ﺟﻣﯾﻊ أﺻﺣﺎب اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎر".
ـ ـ ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 321ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ : 173
"ﻻ ﺗﻛون اﻟﻘﺳﻣﺔ اﻟرﺿﺎﺋﯾﺔ ﻧﺎﻓذة ﺑﯾن اﻷطراف إﻻ إذا ﺻﺎدق ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺟﻣﯾﻊ أﺻﺣﺎب اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎر".
201
"ﯾﺷﻣل اﻟرھن اﻟرﺳﻣﻲ اﻟﻌﻘﺎر اﻟﻣرھون وﻣﻠﺣﻘﺎﺗﮫ وﻛل ﻣﺎ ﯾﺳﺗﺣدث ﻓﯾﮫ ﻣن إﻧﺷﺎءات
وﺗﺣﺳﯾﻧﺎت ﺑﻌد اﻟﻌﻘد أو ﯾﺿم إﻟﯾﮫ ﺑﺎﻻﻟﺗﺻﺎق".
-ﺑﯾﺎن ﻣﺑﻠﻎ اﻟدﯾن اﻟﻣﺿﻣون ﺑﺎﻟرھن واﻟﻣدة اﻟﻣﺣددة ﻷداﺋﮫ ،ووظﯾﻔﺔ ھذا اﻟﺑﯾﺎن ھﻲ
ﺗﺣدﯾد وﻋﺎء اﻟرھن اﻟرﺳﻣﻲ ،ذﻟك أﻧﮫ ﻣن اﻟﻣﻌﻠوم أﻧﮫ ﻋﻧد ﻋدم اﻟوﻓﺎء ﺑﻣﺑﻠﻎ اﻟدﯾن ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺗم
اﻗﺗﺿﺎء اﻟدﯾن ﻣن اﻟﻌﻘﺎر ﻣوﺿوع اﻟرھن ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻷوﻟوﯾﺔ ،و ھﻲ أوﻟوﯾﺔ ﺗﺷﻣل اﻟدﯾن و
ﻓواﺋد اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺟﺎرﯾﺔ و اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺗﻲ ﻗﺑﻠﮭﺎ . 174
و ﻣﺎدام اﻟرھن اﻟرﺳﻣﻲ ﯾرد ﻓﻘط ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎر اﻟﻣﺣﻔظ أو اﻟذي ﻓﻲ طور اﻟﺗﺣﻔﯾظ ﻓﻠﯾﻧﺗﺞ
اﻟرھن اﻟرﺳﻣﻲ أﺛره ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻠزم ﺗﻘﯾﯾده ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،أو إﯾداﻋﮫ ﺑﺳﺟل اﻹﯾداع ﻣﺗﻰ ﻛﺎن
ﻣوﺿوﻋﮫ ﻋﻘﺎرا ﻓﻲ طور اﻟﺗﺣﻔﯾظ ،و ھو ﻣﺎ ﻋﻧﮫ اﻟﻣﺷرع ﻣن ﺧﻼل ﺗﻧﺻﯾﺻﮫ ﻓﻲ اﻟﻣﻘطﻊ
اﻷﺧﯾر ﻣن اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ ﻣن اﻟﻣﺎدة 174ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﮫ" :ﻻ ﯾﻛون
ﺻﺣﯾﺣﺎ إﻻ إذا ﻗﯾد ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري" ،و ﺑﮭذا اﻟﺷرط ﯾﺗطﺎﺑق اﻟﻧص اﻟﺧﺎص ﻣﻊ اﻟﻘﺎﻋدة
اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﻔﺻﻠﯾن 65و 67ﻣن ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري ،و ﯾﺳﺗﻣر ﻣﻔﻌوﻟﮫ إﻟﻰ
أن ﯾﺗم ﺗﺣﻘﯾﻘﮫ أو رﻓﻌﮫ ،ﻓﻘد ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 169ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
"ﻛل رھن رﺳﻣﻲ ﻣﻘﯾد ﺑﻛﯾﻔﯾﺔ ﻣﻧﺗظﻣﺔ ﻓﻲ اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﯾﺣﺗﻔظ ﺑرﺗﺑﺗﮫ وﺻﻼﺣﯾﺗﮫ
ﺑدون أي إﺟراء ﺟدﯾد إﻟﻰ أن ﯾﻘﯾد اﻹﺑراء ﻣن اﻟدﯾن ﺑﻛﯾﻔﯾﺔ ﻣﻧﺗظﻣﺔ ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻣذﻛور".
و ﻗد أﻗر اﻟﻣﺷرع اﺳﺗﺛﻧﺎء ﻟﮭذه اﻟﻘﺎﻋدة ﺑﻣﻘﺗﺿﺎه ﯾﻣﻛن ﺗﺄﺟﯾل ﺗﻘﯾﯾد اﻟرھن اﻟرﺳﻣﻲ
ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﻟﻣدة ﻻ ﺗﺗﻌدى 90ﯾوﻣﺎ و ذﻟك ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟرھن اﻻﺗﻔﺎﻗﻲ اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻘرض
ﻗﺻﯾر اﻷﺟل ،175و ﻣﯾزة ھذا اﻻﺳﺗﺛﻧﺎء أن اﻟداﺋن اﻟﻣرﺗﮭن ﯾﺣﺗﻔظ ﺑرﺗﺑﺔ ﺣﻘﮫ ﺣﺗﻰ ﻓﻲ
ﻏﯾﺎب ﺗﻘﯾﯾد اﻟرھن اﻟرﺳﻣﻲ ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري و ذﻟك ﺑﺷرط أن ﯾﻛون ﻗد أودع أﺻل اﻟﻌﻘد أو
ﻧﺳﺧﺔ ﻣﻧﮫ ﻣﻊ ﻧظﯾر اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﺑﺎﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ و طﻠب ﻛﺗﺎﺑﺔ ﻣن اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ
اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ أن ﯾﻘﯾد ﺣﻘﮫ ﺗﻘﯾﯾدا اﺣﺗﯾﺎطﯾﺎ وأن ﯾﺣﺗﻔظ ﻟدﯾﮫ ﺑﻧظﯾر اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري وﯾﻣﺗﻧﻊ
ﻣن إﺟراء أي ﺗﻘﯾﯾد آﺧر ﺑرﺿﻰ اﻟﻣﺎﻟك وذﻟك ﻣدة ﺗﺳﻌﯾن ﯾوﻣﺎ ﺗﺳري ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺗﻘﯾﯾد
اﻟﻣﻧﺟز ،إذ ﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﺿﻣن ھذا اﻟﺗﻘﯾﯾد اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري وﻻ ﯾﺷﺎر إﻟﯾﮫ ﻓﻲ
ﻧظﯾره .176
وﻋﻠﯾﮫ ﻓﺈذا ﻗﯾد اﻟرھن ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ـ ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء اﻟرھن اﻟرﺳﻣﻲ اﻟﻣؤﺟل أﻧﺗﺞ آﺛﺎره
اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﺿﻣﺎن اﻟدﯾن ،وﯾﻣﻛن ﺗﺟﻣﯾﻊ ھذه اﻵﺛﺎر ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
- 1ﺗﺑﻌﯾﺔ اﻟرھن اﻟرﺳﻣﻲ ﻟﻼﻟﺗزام اﻷﺻﻠﻲ ﺗﺟﻌﻠﮫ ﯾﺗﺑﻌﮫ ﻓﻲ اﻟﺣﻛم ،إﻋﻣﺎﻻ ﻟﻠﻘﺎﻋدة
اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘﺿﻲ ﺑﺄن اﻟﺗﺎﺑﻊ ﺗﺎﺑﻊ وﻻ ﯾﻔرد ﺑﺎﻟﺣﻛم ،وأن اﻟﺗﺎﺑﻊ ﯾﺄﺧذ ﺣﻛم اﻟﻣﺗﺑوع ،وﻋﻠﯾﮫ
ﻓﺈذا ﻗﺿﻲ ﺑﺑطﻼن اﻻﻟﺗزام اﻷﺻﻠﻲ أو إﺑطﺎﻟﮫ أو ﻓﺳﺧﮫ اﻧﺗﮭﻰ أﺛره ،وﺗﺑﻌﺎ ﻟذﻟك اﻧﻘﺿﻰ
اﻟرھن اﻟرﺳﻣﻲ ،ﻓوﺟود اﻟرھن اﻟرﺳﻣﻲ إذن وﻋدﻣﮫ رھﯾن ﺑﺷﻛل ﺗﺑﻌﻲ ﻟﺻﺣﺔ وﻧﻔﺎذ
174ـ ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 168ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
"إن اﻟداﺋن اﻟذي ﻗﯾد رھﻧﮫ ﻟﺿﻣﺎن أﺻل دﯾن وﻓواﺋد أو اﺳﺗﺣﻘﺎﻗﺎت دورﯾﺔ ﻟﮫ اﻟﺣق أن ﯾﻘﯾدھﺎ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟرﺗﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﻗﯾد ﻓﯾﮭﺎ أﺻل
اﻟدﯾن وذﻟك ﻻﺳﺗﯾﻔﺎء اﻟﻣﺳﺗﺣق ﻣﻧﮭﺎ ﻋن اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺟﺎرﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﻗﺑﻠﮭﺎ ﻓﻘط ،ﺷرط أن ﯾﻛون ھذا اﻟﺣق ﻧﺎﺷﺋﺎ ﻋن ﻋﻘد اﻟرھن وﻣﻘﯾدا ﺑﺎﻟرﺳم
اﻟﻌﻘﺎري وأن ﯾﻛون ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة ﻣﻌﯾﻧﺎ" .
202
اﻟﺗﺻرف اﻷﺻﻠﻲ ،وﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑل ﻓﺈن ﺑطﻼن اﻟرھن أو إﺑطﺎﻟﮫ أو ﻓﺳﺧﮫ أو اﻧﻘﺿﺎﺋﮫ ﺑﺄي
ﺷﻛل ﻣن اﻷﺷﻛﺎل ﻻ ﯾؤﺛر ﻓﻲ ﺻﺣﺔ وﻧﻔﺎذ اﻻﻟﺗزام.
- 2ﻻ ﯾؤدي اﻟرھن اﻟرﺳﻣﻲ إﻟﻰ ﺣرﻣﺎن اﻟﻣدﯾن اﻟراھن ﻣن ﺣق اﺳﺗﻌﻣﺎل و اﺳﺗﻐﻼل
اﻟﻣرھون ،ﺑﺣﯾث ﯾﺑﻘﻰ اﻟﻣﻠك اﻟﻣرھون ﺗﺣت ﯾد اﻟراھن ﯾﺳﺗﻌﻣﻠﮫ وﯾﺳﺗﻐﻠﮫ وﯾﺗﺻرف ﻓﯾﮫ
دون اﻟﻣﺳﺎس ﺑﺣﻘوق اﻟداﺋن اﻟﻣرﺗﮭن ،177ﻛﻣﺎ ﯾﻛون ﻟﮫ ﺣق إدارة اﻟﻣﻠك اﻟﻣرھون
واﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻏﻠﺗﮫ إﻟﻰ أن ﯾﺑﺎع ﻋﻠﯾﮫ ،ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم وﻓﺎء اﻟدﯾن ،178و ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑل ھذه
اﻟﺣﻘوق اﻟﻣﻘررة ﻟﻠﻣدﯾن اﻟراھن ﻓﻔﺈن اﻟﻣﺷرع أﻟزﻣﮫ ﺑﺎﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎل اﻟﻣرھون ،و ﻣن
ﺗم ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺿﻣن اﻟﻣﻠك اﻟﻣرھون وھو ﻣﺳؤول ﻋن ﺳﻼﻣﺗﮫ ﻛﺎﻣﻼ ﺣﺗﻰ وﻓﺎء اﻟدﯾن ،179ﻓﺈذا
ھﻠك اﻟﻣﻠك اﻟﻣرھون أو ﺗﻌﯾب ﺑﺧطﺄ ﻣن اﻟراھن ﻛﺎن ﻟﻠﻣرﺗﮭن أن ﯾطﻠب وﻓﺎء دﯾﻧﮫ ﻓورا أو
ﺗﻘدﯾم ﺿﻣﺎن ﻛﺎف ﻟدﯾﻧﮫ ،180و ﻟﻠﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﯾزة اﻟﺗﻲ ﯾﻘدﻣﮭﺎ اﻟرھن ﻣن أوﻟوﯾﺔ ﻟﻠداﺋن
ﻓﻲ اﺳﺗﯾﻔﺎء اﻟدﯾن ﻓﺈن ﺣق اﻟداﺋن اﻟﻣرﺗﮭن ﯾﻧﺗﻘل ﻋﻧد ھﻼك اﻟﻣﻠك اﻟﻣرھون أو ﺗﻌﯾﯾﺑﮫ أو ﻧزع
ﻣﻠﻛﯾﺗﮫ ﻷﺟل اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ إﻟﻰ اﻟﻣﺎل اﻟذي ﯾﺣل ﻣﺣﻠﮫ ﻛﻣﺑﻠﻎ اﻟﺗﺄﻣﯾن أو اﻟﺗﻌوﯾض أو ﻣﻘﺎﺑل
ﻧزع اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ،وﻟﻠﻣرﺗﮭن أن ﯾﺳﺗوﻓﻲ ﺣﻘﮫ ﻣن ھذه اﻷﻣوال وﻓﻘﺎ ﻟﻣرﺗﺑﺗﮫ.181
- 3اﻟﻣﻧﻊ ﻣن ﺳرﯾﺎن أﺟل اﻟﺗﻘﺎدم ،واﻟﺳﻧد اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ﻓﻲ ذﻟك ھو اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻣﺳطرة ﻓﻲ
اﻟﻔﺻل 377ﻣن ق ل ع اﻟذي ﺟﺎء ﻓﯾﮫ ﺣرﻓﯾﺎ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
"ﻻ ﻣﺣل ﻟﻠﺗﻘﺎدم إذا ﻛﺎن اﻻﻟﺗزام ﻣﺿﻣوﻧﺎ ﺑرھن ﺣﯾﺎزي ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﻘﻭل 182أو ﺑرھن
رﺳﻣﻲ".
وﻗد اﻧﻘﺳم اﻟﻔﻘﮫ ﺑﺷﺄن ﺗﻔﺳﯾر ھذا اﻟﻧص ﺑﯾن ﻣن ﻓﺳره ﺗﻔﺳﯾرا ﺣرﻓﯾﺎ ﻓﻘﺎل ﺑﺄن ھذا اﻟﺣﻛم
ﯾﺳري ﻓﻘط ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﻘول ،وﺑﯾن ﻣن ذھب إﻟﻰ أن اﻟﺗﻘﺎدم ﻻ ﯾﺳري ﻋﻠﻰ اﻟدﯾن اﻟﻣﺿﻣون
ﺳواء ﺑرھن ﺣﯾﺎزي ﻋﻠﻰ ﻣﻧﻘول أو ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺎر ﺑﺣﺟﺔ أن اﻟﻌﻠﺔ واﺣدة ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ ،ﻛﻣﺎ أن
اﻟﻣﺷرع ﺑذﻛره ﻟﻠرھن اﻟرﺳﻣﻲ ﯾﻛون ﻗد أدﺧل ﺑﺻﻔﺔ ﺿﻣﻧﯾﺔ اﻟﻌﻘﺎر.183
وﻧرى أﻧﮫ إذا ﻛﺎن اﻟﺗﻘﺎدم ﻣﺑﻧﯾﺎ ﻋﻠﻰ ﻗرﯾﻧﺔ اﻟوﻓﺎء ،ﻓﺈن ھذه اﻟﻘرﯾﻧﺔ ﺗﻛون ﺳﺎﻗطﺔ ﺣﻛﻣﺎ
طﺎﻟﻣﺎ أن اﻟداﺋن ﺑﯾده رھن ،ﻻ ﻓرق ﻓﻲ ذﻟك ﺑﯾن أن ﯾﻛون اﻟﻣرھون ﻣﻧﻘوﻻ أو ﻋﻘﺎرا ،ﻷﻧﮫ
ﻟو وﻗﻊ اﻷداء ﻟﺷطب ﻋﻠﻰ اﻟرھن ،وﻣن ﺟﮭﺔ أﺧرى ﻓﺈن اﻟﺗﻘﺎدم ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ اﻓﺗراض ﻛون
اﻟداﺋن ﻣﮭﻣﻼ ،واﻟﺣﺎل أن اﻟﻣرﺗﮭن ﻟﯾس ﻛذﻟك ،ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾطﺎﻟب ﺑﺎﻟدﯾن ﻓﻘط ﻻطﻣﺋﻧﺎﻧﮫ إﻟﻰ
اﻟﺿﻣﺎﻧﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ اﻟﻣﻘدﻣﺔ إﻟﯾﮫ ،وھو ﻣﺎ اﺳﺗﻘر ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻘﺿﺎء.184
- 4ﻛل ﻣﺣل اﻟرھن اﻟرﺳﻣﻲ ﯾﺿﻣن ﺟﻣﯾﻊ اﻟدﯾن ،وﻛل ﺟزﯾﺋﺔ ﻣن اﻟدﯾن ﯾﺿﻣﻧﮭﺎ ﻛل
اﻟﻣﺎل اﻟﻣرھون ،و ھو ﻣﺎ ﯾﻌﺑر ﻋﻧﮫ ﻓﻲ أدﺑﯾﺎت اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﺑﻘﺎﻋدة "اﻟﻛل ﺑﺎﻟﻛل و
184ـ -ﻗﺭﺍﺭ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻻﺴﺘﺌﻨﺎﻑ ﺒﻤﺭﺍﻜﺵ ﻋﺩﺩ 2182ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 05/07/2001ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻠﻑ ﻋﺩﺩ – 4877/99ﻏﻴﺭ ﻤﻨﺸﻭﺭ
.
203
اﻟﻛل ﺑﺎﻟﺟزء " ،و ﺗرﺗﯾﺑﺎ ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣدﯾن اﻟراھن أن ﯾطﺎﻟب ﺑﺗﻘﻠﯾص اﻟﺿﻣﺎن
ﻟﻛوﻧﮫ أدى ﺟزءا ﻣن اﻟدﯾن ،و ﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺣﺎل ﻓﺈن ھذا ﻻ ﯾﻣﻧﻊ أطراف اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣن ﺗﺟدﯾد
ﺷروط اﻟﺿﻣﺎن و اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﺗﻘﻠﯾص وﻋﺎء اﻟرھن ﺑﺎﺗﻔﺎق ﻣﺳﺗﻘل ،ﺑل أﻛﺛر ﻣن ذﻟك ﻓﺈﻧﮫ
ﻋﺎدة ﻣﺎ ﯾﺗم اﻻﺗﻔﺎق ﺑﯾن طرﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺳﻠﯾم إﺑراءات ﺟزﺋﯾﺔ ﻻﺳﺗﺧراج رﺳوم ﻋﻘﺎرﯾﺔ
ﻓرﻋﯾﺔ ﺧﺎﻟﯾﺔ ﻣن اﻟﺗﺣﻣل ﺑﺎﻟرھن .
واﻟﺳﻧد ﻓﻲ ﺗﻘرﯾر ھذه اﻟﻘﺎﻋدة ھو ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻣﺎدة 166ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﺟﺎء ﻓﯾﮭﺎ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
"اﻟرھن اﻟرﺳﻣﻲ ﻻ ﯾﺗﺟزأ وﯾﺑﻘﻰ ﺑﺄﻛﻣﻠﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎرات اﻟﻣرھوﻧﺔ ،ﻋﻠﻰ ﻛل واﺣد وﻛل
ﺟزء ﻣﻧﮭﺎ".
- 5ﻋﻧد ﻋدم وﻓﺎء اﻟﻣدﯾن اﻟراھن ﺑﺎﻟدﯾن ﻋﻧد ﺣﻠول اﻷﺟل ﯾﺗم ﺑﯾﻊ اﻟﻣرھون وﻓق
اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣﺑﺳطﺔ اﻟﻣﺣددة ﺗﺷرﯾﻌﺎ ،و ﻛل ﺷرط ﺑﻣﻘﺗﺿﺎه ﯾﺗﻣﻠك اﻟداﺋن اﻟﻣرﺗﮭن اﻟﻣﺎل
اﻟﻣرھون ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم أداء اﻷﻗﺳﺎط اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﻘﻊ ﺑﺎطﻼ ،أﻣﺎ ﻋﻘد اﻟرھن ﻓﯾظل ﺻﺣﯾﺣﺎ ،و
ھو ﻣﺎ ﯾﺻطﻠﺢ ﻋﻠﯾﮫ ﺑﺎﻟﻘﺎﻋدة اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ" :ﺷرط اﻟرھن ﯾَﺑْطُل و ﻻ ﯾُﺑْطِل " ،185و ﻧﻔس اﻟﺣﻛم
اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺑطﻼن ﯾطﺑق ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﻓﻲ ﻓﻘﮫ اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﺑﺎﻟﺷرط اﻟﻣﻣﮭد اﻟذي
ﯾﻌطﻲ ﻟﻠداﺋن ﺻﻼﺣﯾﺔ ﺑﯾﻊ اﻟﻣرھون دون ﺗدﺧل اﻟﻘﺿﺎء . 186
و ﻧﺷﯾر إﻟﻰ أن ھذه اﻟﻘﺎﻋدة ﺗطﺑق ﻓﻘط ﻋﻧد إﺑرام ﻋﻘد اﻟرھن اﻟرﺳﻣﻲ ،و ﻣن ﺗم ﻓﺈذا
ﺣل أﺟل اﻟدﯾن و وﻗﻊ اﻻﺗﻔﺎق ﺑﯾن اﻟطرﻓﯾن ﻋﻠﻰ ﺗﻣﻠك اﻟداﺋن اﻟراھن ﻟﻣﺣل اﻟرھن ﻓﺈن
اﻻﺗﻔﺎق ھﻧﺎ ﯾﻘﻊ ﺻﺣﯾﺣﺎ ﻻﻧﺗﻔﺎء ﻣظﻧﺔ اﺳﺗﻐﻼل اﻟداﺋن ﻟﻠﻣدﯾن ،ﻛﻣﺎ أن ﻧﻔس اﻟﻌﻠﺔ ﺗﺑرر إﻗرار
اﻟﻣدﯾن ﻟﻠرط ﻋﻧد ﺣﻠول أﺟل اﻻﺳﺗﺣﻘﺎق .187
- 6ﯾﺧول اﻟرھن اﻟرﺳﻣﻲ ﻟﻠداﺋن اﻟﻣرﺗﮭن ﻣﯾزة اﻷوﻟوﯾﺔ ﻓﻲ اﻻﺳﺗﯾﻔﺎء ،ﺑﺣﯾث ﯾﻘدم
ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻗﻲ اﻟداﺋﻧﯾن اﻟﻌﺎدﯾﯾن ،أﻣﺎ اﻟداﺋﻧون اﻟﻣرﺗﮭﻧون ﻓﺈن أوﻟوﯾﺗﮭم ﺗﺣدد ﺑﺣﺳب ﺗرﺗﯾب
ﺗﻘﯾﯾدھم ،و ذﻟك طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 197ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ أﻧﮫ :
"ﯾﺳﺗوﻓﻲ اﻟداﺋن اﻟﻣرﺗﮭن دﯾﻧﮫ ﻣن ﺛﻣن اﻟﻣﻠك ﺣﺳب رﺗﺑﺔ ﺗﻘﯾﯾده ﻓﻲ اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري،
وذﻟك ﺑﺎﻷوﻟوﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻗﻲ اﻟداﺋﻧﯾن اﻟﻣرﺗﮭﻧﯾن اﻟﺗﺎﻟﯾن ﻟﮫ ﻓﻲ اﻟﻣرﺗﺑﺔ وﻛذا ﻋﻠﻰ اﻟداﺋﻧﯾن
اﻟﻌﺎدﯾﯾن".
وﯾﺟوز ﻟﻠداﺋن اﻟﻣرﺗﮭن اﻟﺗﻧﺎزل ﻋن رﺗﺑﺗﮫ ﻟﻔﺎﺋدة اﻟداﺋن اﻟﻣرﺗﮭن اﻟﻣواﻟﻲ ﻟﮫ ﻓﻲ اﻟﻣرﺗﺑﺔ،
وﯾﺄﺗﻲ ھذا اﻟﺗﻧﺎزل ﺻﺣﯾﺣﺎ وﻣﻧﺗﺟﺎ ﻵﺛﺎره ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻣﺎدة 198ﻣن ذات اﻟﻘﺎﻧون
اﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
185ـ ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 194ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
" ﻛل ﺷرط ﻣن ﺷﺄﻧﮫ أن ﯾﺳﻣﺢ ﻟﻠداﺋن اﻟﻣرﺗﮭن ﻋﻧد ﻋدم اﻟوﻓﺎء ﻟﮫ ﺑدﯾﻧﮫ أن ﯾﺗﻣﻠك اﻟﻣﻠك اﻟﻣرھون ﯾﻛون ﺑﺎطﻼ ﺳواء ﺗم
اﻟﻧص ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ ﺻﻠب اﻟﻌﻘد أو ﻓﻲ ﻋﻘد ﻻﺣق".
ـ -ﺷﻣس اﻟدﯾن اﻟوﻛﯾل :ﻧظرﯾﺔ اﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ – ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف – اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ – ط – 1959 – 2ص .750 186
ـ ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 195ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ : 187
"ﯾﻛون ﺑﺎطﻼ ﻛل ﺷرط ﯾرﻣﻲ إﻟﻰ ﺑﯾﻊ اﻟﻣﻠك اﻟﻣرھون دون إﺗﺑﺎع اﻹﺟراءات اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﻘررة.
ﻏﯾر أﻧﮫ ﯾﻣﻛن ﺑﻌد ﺣﻠول أﺟل أداء اﻟدﯾن أن ﯾﺗﻔق اﻟﻣدﯾن ﻣﻊ داﺋﻧﯾﮫ ﻋﻠﻰ ﺑﯾﻊ اﻟﻣﻠك اﻟﻣرھون دون إﺗﺑﺎع ھذه اﻹﺟراءات" .
204
"ﯾﻣﻛن ﻟﻠداﺋن اﻟﻣرﺗﮭن اﻟذي ﻟم ﯾﺳﺗوف دﯾﻧﮫ أن ﯾﺗﻧﺎزل ﻋن رﺗﺑﺔ رھﻧﮫ ﺑﻣﻘدار دﯾﻧﮫ
ﻟداﺋن ﻣرﺗﮭن آﺧر ﻋﻠﻰ ﻧﻔس اﻟﻣﻠك اﻟﻣرھون دون اﻟﻣﺳﺎس ﺑﺣق اﻟداﺋﻧﯾن اﻟﻣرﺗﮭﻧﯾن اﻟﻣواﻟﯾن
ﻟﮫ ﻓﻲ اﻟرﺗﺑﺔ".
و ﻧطﺎق اﻷوﻟوﯾﺔ ﯾﻧﺣﺻر ﻓﻲ ﻣﻧﺗوج ﺑﯾﻊ اﻟﻣﺎل اﻟﻣرھون وﺣده ،ﻓﺈن ﻟم ﯾﻛف ﻓﻲ ﺳداد
اﻟدﯾن ،ﺣق ﻟﻠداﺋن أن ﯾرﺟﻊ ﻋﻠﻰ ﻣدﯾﻧﮫ ﻓﻲ ﺑﺎﻗﻲ أﻣواﻟﮫ اﻷﺧرى ،و ﻻ ﯾﻛون ﻟﮫ ﺣق
اﻷوﻟوﯾﺔ ﻓﯾﮭﺎ ،ﺑل ﯾرﺟﻊ ﻛداﺋن ﻋﺎدي .188
- 7ﯾﺧول اﻟرھن اﻟرﺳﻣﻲ ﻟﻠداﺋن اﻟﻣرﺗﮭن ﺣق اﻟﺗﺗﺑﻊ :و ھو ﯾﻌﻧﻲ اﻟﻣﻛﻧﺔ اﻟﻣﺧوﻟﺔ
ﻟﻠداﺋن اﻟﻣرﺗﮭن ﻓﻲ ﺗﺗﺑﻊ اﻟﻌﻘﺎر اﻟﻣرھون ﻓﻲ أي ﯾد اﻧﺗﻘل إﻟﯾﮭﺎ ،و اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻋﻠﯾﮫ ،و اﺳﺗﯾﻔﺎء
ﻣﺑﻠﻎ اﻟدﯾن ﻣن ﻣﻧﺗوج اﻟﺑﯾﻊ ،و ﯾﺟد ھذا اﻟﺣق أﺳﺎﺳﮫ اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ﺿﻣن ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻣﺎدة
199ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﺣرﻓﯾﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﮫ :
" ﻟﻠداﺋن اﻟﻣرﺗﮭن رھﻧﺎ رﺳﻣﯾﺎ ﺣق ﺗﺗﺑﻊ اﻟﻣﻠك اﻟﻣرھون ﻓﻲ ﯾد أي ﺣﺎﺋز ﻟﮫ ﻻﺳﺗﯾﻔﺎء
دﯾﻧﮫ ﻋﻧد ﺣﻠول أﺟل اﻟوﻓﺎء ﺑﮫ".
189
و ﯾﺳﻣﻰ اﻟﺷﺧص اﻟذي اﻧﺗﻘل إﻟﯾﮫ اﻟﻌﻘﺎر اﻟﻣرھون ﻓﻲ ﻟﻐﺔ اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﺑﺎﻟﺣﺎﺋز
،وﯾﺷﺗرط ﻓﯾﮫ ﻻﻋﺗﺑﺎر ﺷﺧص ﻣن اﻟﻐﯾر ﺣﺎﺋزا ﻟﻠﻌﻘﺎر اﻟﻣرھون ﺗواﻓر اﻟﺷروط اﻵﺗﯾﺔ:
أ -اﻧﺗﻘﺎل ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻣرھون أو أي ﺣق ﻋﯾﻧﻲ ﻋﻠﯾﮫ ﻣﻣﺎ ﯾﺟوز ﺑﯾﻌﮫ ﺟﺑرا واﺳﺗﻘﻼﻻ،
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻟﺣق اﻟﻌﯾﻧﻲ اﻟذي اﻧﺗﻘل إﻟﻰ اﻟﻐﯾر ﻻ ﯾﺟوز ﺑﯾﻌﮫ اﺳﺗﻘﻼﻻ ﻛﺣق اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل
واﻟﺳﻛﻧﻰ ﻓﻼ ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻐﯾر ﺣﺎﺋزا.
ب -ﻗﯾﺎم اﻟﻐﯾر ﺑﺗﻘﯾﯾد اﻟﺣق اﻟذي اﻧﺗﻘل إﻟﯾﮫ ﻓﻲ اﻟﺳﺟل اﻟﻌﻘﺎري ،إذ ﻻ ﯾﻣﻛن اﻻﺣﺗﺟﺎج
ﻋﻠﻰ اﻟﻐﯾر ﺑﺎﻟﺣﻘوق ﻏﯾر اﻟﻣﺳﺟﻠﺔ ﻋﻣﻼ ﺑﻣﺑدأ اﻷﺛر اﻹﻧﺷﺎﺋﻲ ﻟﻠﻘﯾد ﻓﻲ اﻟﺳﺟل اﻟﻌﻘﺎري
)اﻟﻔﺻول 65-66-67ﻣن ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري(.
ج-اﻛﺗﺳﺎب اﻟﻐﯾر اﻟﺣق ﻋﻠﻰ اﻟﻣرھون ﺑﻌد ﺗﻘﯾﯾد اﻟرھن وﻗﺑل ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﻣﺣﺎﻓظ اﻟﻌﻘﺎري
ﺑﻣﺣﺿر اﻟﺣﺟز ،ذﻟك أﻧﮫ إذا ﻛﺎن اﻟرھن ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻋﻠﻰ اﻧﺗﻘﺎل اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ وﻏﯾر ﻣﻘﯾد ﻓﻼ أﺛر ﻟﮫ ﻓﻲ
ﻣواﺟﮭﺔ اﻟﺣﺎﺋز ﻣﺎ ﻟم ﯾﻛن ﺳﻲء اﻟﻧﯾﺔ ،وﻛذﻟك إذا اﻛﺗﺳب اﻟﺣق ﺑﻌد ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﺣﺟز إذ ﺗﻛون
ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻔوﯾت واﻟﺣﺎﻟﺔ ھذه ﻏﯾر ﻧﺎﻓدة ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ اﻟﻣرﺗﮭن اﻟﺣﺎﺟز )اﻟﻔﺻل 475ﻣن ق م
م(.
188ـ ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 193ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﮫ :
"إذا ﻟم ﯾف ﺛﻣن اﻟﻣﻠك اﻟﻣرھون ﺑﺄداء اﻟدﯾن ﻛﺎن ﻟﻠداﺋن اﻟﻣرﺗﮭن اﻟرﺟوع ﻓﻲ ﻣﺎ ﺑﻘﻲ ﻣن دﯾﻧﮫ ﻋﻠﻰ أﻣوال اﻟﻣدﯾن ﻛداﺋن ﻋﺎدي".
189ــ ﻋﺮف اﻟﻤﺸﺮع اﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﺣﺎﺋﺰ اﻟﻌﻘﺎر اﻟﻤﺮھﻮن ﻓﻲ اﻟﻤﺎدة 200ﻣﻦ ﻣﺪوﻧﺔ اﻟﺤﻘﻮق اﻟﻌﯿﻨﯿﺔ ﺑﺄﻧﮫ:
"ﯾﻌﺗﺑر ﺣﺎﺋزا ﻟﻠﻣﻠك اﻟﻣرھون ﻛل ﻣن اﻧﺗﻘﻠت إﻟﯾﮫ ﻣﻠﻛﯾﺗﮫ ﺑﺗﻘﯾﯾده ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري دون أن ﯾﻛون ﻣﻠﺗزﻣﺎ ﺷﺧﺻﯾﺎ ﺑﺎﻟدﯾن".
أﻣﺎ اﻟﻤﺸﺮع اﻟﻤﺼﺮي ﻋﺮﻓﮫ ﻓﻲ اﻟﻤﺎدة 1061ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﺪﻧﻲ ﻛﺎﻟﺘﺎﻟﻲ " :ﯾﻌﺘﺒﺮ ﺣﺎﺋﺰا ﻟﻠﻌﻘﺎر اﻟﻤﺮھﻮن ﻛﻞ ﻣﻦ اﻧﺘﻘﻠﺖ
إﻟﯿﮫ ،ﺑﺄي ﺳﺒﺐ ﻣﻦ اﻷﺳﺒﺎب ﻣﻠﻜﯿﺔ ھﺬا اﻟﻌﻘﺎر أو أي ﺣﻖ ﻋﯿﻨﻲ آﺧﺮ ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻠﺮھﻦ ،دون أن ﯾﻜﻮن ﻣﺴﺆوﻻ ﻣﺴﺆوﻟﯿﺔ
ﺷﺨﺼﯿﺔ ﻋﻦ اﻟﺪﯾﻦ اﻟﻤﻀﻤﻮن ﺑﺎﻟﺮھﻦ".
205
د-أن ﯾﻛون اﻟﺣﺎﺋز ﻏﯾر ﻣﻠﺗزم ﺷﺧﺻﯾﺎ ﺑﺎﻟدﯾن ،إذ ﻟو ﻛﺎن ﻣﻠﺗزﻣﺎ ﺑﮫ ﻷﺟﺑر ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻧﻔﯾذ
ﺑﺻﻔﺗﮫ ﻣدﯾﻧﺎ.190
وإذا ﺗﻣﺳك اﻟداﺋن اﻟﻣرﺗﮭن ﺑﺣﻘﮫ ﻓﻲ اﻟﺗﺗﺑﻊ ﻓﺈن اﻟﺣﺎﺋز ﻟﻠﻌﻘﺎر ﯾﻣﺎرس أﺣد اﻟﺧﯾﺎرات
اﻟﺛﻼﺛﺔ اﻟﺗﻲ وﺿﻌﮭﺎ اﻟﻣﺷرع:
-اﻟﺧﯾﺎر اﻷول أن ﯾؤدي اﻟﺣﺎﺋز ﻣﺑﻠﻎ اﻟدﯾن وﺗواﺑﻌﮫ ﺑﺷرط ﺛﺑوت ﺣﻘﮫ ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺔ
اﻟرﺟوع ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺎﺋﻊ اﻟﻣدﯾن اﻟراھن ،وھذا اﻟﺧﯾﺎر ﯾﺟد ﻣرﺟﻌﯾﺗﮫ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﺿﻣن ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت
اﻟﻣﺎدة 201ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" ﻟﻠﺣﺎﺋز أن ﯾﺣل ﻣﺣل اﻟﻣدﯾن ﻓﻲ أداء اﻟدﯾن وﺗواﺑﻌﮫ وﯾﺳﺗﻔﯾد ﻓﻲ ذﻟك ﻣن اﻵﺟﺎل
اﻟﻣﺧوﻟﺔ ﻟﻠﻣدﯾن اﻷﺻﻠﻲ ،ﻛﻣﺎ ﻟﮫ ﻗﺑل ﺣﻠول أﺟل اﻟوﻓﺎء أن ﯾطﮭر اﻟﻣﻠك ﻣن اﻟرھن اﻟﻣﺗرﺗب
ﻋﻠﯾﮫ ﺑﺄداء اﻟدﯾن وﺗواﺑﻌﮫ.
ﯾﺣل اﻟﺣﺎﺋز ﻣﺣل اﻟداﺋن اﻟذي اﺳﺗوﻓﻰ دﯾﻧﮫ ﻓﯾﻣﺎ ﻟﮫ ﻣن ﺣﻘوق ﺗﺟﺎه اﻟﻣدﯾن اﻷﺻﻠﻲ".
-اﻟﺧﯾﺎر اﻟﺛﺎﻧﻲ ھو اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 202ﻣن ذات اﻟﻘﺎﻧون وﺑﻣﻘﺗﺿﺎه ﯾﺣق
ﻟﻠﺣﺎﺋز اﻟذي ﻟم ﯾﻛن ﻣﻠﺗزﻣﺎ ﺷﺧﺻﯾﺎ ﺑﺎﻟدﯾن أن ﯾﺗﻌرض ﻋﻠﻰ ﺑﯾﻊ اﻟﻣﻠك اﻟﻣرھون اﻟذي ﺑﯾده
إذا ﺑﻘﯾت ﻓﻲ ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻣدﯾن اﻷﺻﻠﻲ أﻣﻼك أﺧرى ﻣرھوﻧﺔ ﻣن أﺟل ﻧﻔس اﻟدﯾن ،وﻓﻲ ھذه
اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾؤﺟل ﺑﯾﻊ اﻟﻣﻠك اﻟذي ﺑﯾد اﻟﺣﺎﺋز أﺛﻧﺎء إﺟراءات اﻟﺗﺟرﯾد.
ـــــــ اﻟﺧﯾﺎر اﻟﺛﺎﻟث ھو أن ﯾﺗﺧﻠﻰ اﻟﺣﺎﺋز ﻋن اﻟﻌﻘﺎر اﻟﻣرھون ،وﯾﺷﮭد ﺑﺎﻟﺗﺧﻠﻲ رﺋﯾس
ﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﺿﺑط ﻟدى اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ وﯾﺣرر ﻣﺣﺿرا ﺑذﻟك ﯾﻌرﺿﮫ ﻋﻠﻰ رﺋﯾس اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ
ﻟﻠﻣﺻﺎدﻗﺔ ﻋﻠﯾﮫ ،وﯾوﺟﮫ ﻧﺳﺧﺔ ﻣﻧﮫ إﻟﻰ اﻟداﺋﻧﯾن اﻟﻣﻌﻧﯾﯾن داﺧل أﺟل ﺛﻣﺎﻧﯾﺔ أﯾﺎم ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ
اﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ ،191و ﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﻌﯾن ﻗﯾم ﺗﺑﺎﺷر ﺿده اﻹﺟراءات .192
وﻣن ﺑﯾن أھم اﻹﺷﻛﺎﻻت اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻔرع ﻋن إﻋﻣﺎل ﺣق اﻟﺗﺗﺑﻊ ھﻲ ﻣدى ﺟواز
اﻟﺗﺻرف ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺎر اﻟﻣرھون ،أي ھل ﯾﺣق ﻟﻣﺎﻟك اﻟﻌﻘﺎر اﻟﻣرھـون أن ﯾﺗﺻرف ﻓﯾﮫ ﺑﻧﻘل
ﻣﻠﻛﯾﺗﮫ إﻟﻰ اﻟﻐﯾر؟ ﻛﻣﺎ أﻧﮫ ﻣن ﺟﮭﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺗﺑﯾن ﻣن اﻻطﻼع ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن ﻋﻘود
اﻟﻘرض أن اﻟداﺋن ﻋﺎدة ﻣﺎ ﯾدرج ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻣﻧﺣﮫ ﻟﻘرض ﻣﺿﻣون ﺑرھن رﺳﻣﻲ ﺷرطﺎ ﯾﻣﻧﻊ
ﺑﻣﻘﺗﺿﺎه اﻟﻣدﯾن اﻟراھن ﻣن اﻟﺗﺻرف ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺎر اﻟﻣرھون ﺑﺎﻟﺑﯾﻊ أو اﻟرھن أو إدارﺗﮫ ﻋن
طرﯾق إﻛراﺋﮫ ﻟﻠﻐﯾر ،ﻣﻣﺎ ﯾطرح ﻣﻌﮫ اﻟﺗﺳﺎؤل ﺣول ﻣدى ﺟواز اﻟﺷرط اﻟﻌﻘدي اﻟﻣﺎﻧﻊ
ﻟﻠﺗﺻرف ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺎر اﻟﻣرھون؟
206
ﻓﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺗﺳﺎؤل اﻷول ،ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻧﻌﺗﻘد أن اﻟﻣدﯾن اﻟﻣرﺗﮭن ﯾﺟوز ﻟﮫ اﻟﺗﺻرف ﻓﻲ اﻟﻣﺎل
اﻟﻣرھون ،وأن ھذا اﻟﺗﺻرف ﯾﻘﻊ ﺻﺣﯾﺣﺎ وﻧﺎﻓذا ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،وﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﺗﺻرﯾﺢ
ﺑﺑطﻼﻧﮫ ﻟﻣﺟرد ﺷﺑﮭﺔ ﺻورﯾﺔ اﻟﺗﺻرف ﺑﮭدف ﺣرﻣﺎن اﻟداﺋن ﻣن اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎل
اﻟﻣرھون ،وﻣؤﯾدﻧﺎ ﻓﻲ ذﻟك أرﺑﻌﺔ اﻋﺗﺑﺎرات ﻧﺟﻣﻠﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻧﻘط اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
أ – اﻟﻘﺎﻋدة ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﻌﻘدﯾﺔ أن اﻟﺑطﻼن ﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﻘرﯾره إﻻ ﺑﻧص،193وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ
ﻓﺈﻧﮫ ﻓﻲ ﻏﯾﺎب أي ﻧص ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﯾرﺗب ﺟزاء اﻟﺑطﻼن ﻋﻠﻰ ﺗﻔوﯾت اﻟﻌﻘﺎر اﻟﻣرھون ،ﻓﺈﻧﮫ
ﯾﺟب إﻋﻣﺎل اﻟﻣﺑدأ اﻟﻘﺎﺋل ﺑﺄن اﻷﺻل ﻓﻲ اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﺟواز ،وﻋﻠﯾﮫ ﻓﺈن إﻧﺷﺎء اﻟﻣدﯾن ﻟرھن
رﺳﻣﻲ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺎره اﻟﻣﺣﻔظ ﻻ ﯾﺣول دون ﻗﯾﺎم ﺣﻘﮫ ﻓﻲ إﺟراء اﻟﺗﺻرﻓﺎت ﻋﻠﯾﮫ أو إﻧﺷﺎء أي
ﺣق ﻋﯾﻧﻲ آﺧر ﯾﺧﺿﻊ ﻟﻘواﻋد اﻟﺗﻘﯾﯾد ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ .
ب -وﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟك ،ﻓﺈن ﻣﺎ ﯾذھب إﻟﯾﮫ اﻟﺑﻌض ﻣن أن ﻣﻧﺎط ﺟﻌل ھذه اﻟﺗﺻرﻓﺎت
ﺑﺎطﻠﺔ وﻋدﯾﻣﺔ اﻷﺛر ھو ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟداﺋﻧﯾن اﻟﻣرﺗﮭﻧﯾن ﻣن اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺑرﻣﮭﺎ اﻟﻣدﯾن
اﻟراھن ﺑﻘﺻد اﻹﺿرار ﺑﮭم وﺣرﻣﺎﻧﮭم ﻣن اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻌﻘد اﻟرھن
اﻟرﺳﻣﻲ ﻓﺈﻧﮫ ﺗﺑرﯾر ﻏﯾر ﺳﻠﯾم ،ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن اﻟرھن ﯾﺧول ﺻﺎﺣﺑﮫ ﺣق اﻟﺗﺗﺑﻊ ،ﻓﺗﻔوﯾت
اﻟﻌﻘﺎر ﻻ ﯾﺣرم اﻟداﺋن ﻣن اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻋﻠﯾﮫ ،ذﻟك أن ﺣق اﻟﺗﺗﺑﻊ ھو ﻣﯾزة ﺗظﮭر ﻋﻧد اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻋﻠﻰ
اﻟﻣرھون ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﯾﺟوز ﻣﻌﮫ ﻟﻠداﺋن اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻋﻠﯾﮫ ﺑﯾن ﻣن آﻟت إﻟﯾﮫ ﻣﻠﻛﯾﺗﮫ 194،وﯾﺟد ﻣﺑدأ
ﺗﺗﺑﻊ اﻟداﺋن ﻋﻠﻰ ﻟﻠﻌﻘﺎر اﻟﻣرھون ﺳﻧده اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ﺿﻣن ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻣﺎدة 199ﻣن ﻣدوﻧﺔ
اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
" ﻟﻠداﺋن اﻟﻣرﺗﮭن رھﻧﺎ رﺳﻣﯾﺎ ﺣق ﺗﺗﺑﻊ اﻟﻣﻠك اﻟﻣرھون ﻓﻲ ﯾد أي ﺣﺎﺋز ﻟﮫ ﻻﺳﺗﯾﻔﺎء
دﯾﻧﮫ ﻋﻧد ﺣﻠول أﺟل اﻟوﻓﺎء ﺑﮫ ".
ج-إن اﻟﻣﺷرع ﻧظم ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 185إﻟﻰ 196ﻣن ظﮭﯾر 2ﯾوﻧﯾﮫ 1915ﻣﺳطرة
اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﺑﯾن ﯾدي اﻟﺣﺎﺋز ،وﯾﻘﺻد ﺑﮭذا اﻷﺧﯾر ﻓﻲ ﻟﻐﺔ اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ اﻟﺷﺧص اﻟذي اﻧﺗﻘل
إﻟﯾﮫ اﻟﻌﻘﺎر اﻟﻣرھون ،ﻓﻠو ﻟم ﯾﻛن ﻣن اﻟﺟﺎﺋز ﺗﻔوﯾت اﻟﻣرھون ﻟﻣﺎ ﻧظم اﻟﻣﺷرع اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﺿد
اﻟﺣﺎﺋز.
د-إن ﺣق اﻟراھن ﻓﻲ اﻟﺗﺻرف ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺎر اﻟﻣرھون ﻗد ﻛﻔﻠﺗﮫ اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ،ﻣن ذﻟك
ﻣﺛﻼ اﻟﻣﺎدة 1043ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﻣﺻري اﻟﺗﻲ ﺟﺎء ﻓﯾﮭﺎ " :ﯾﺟوز ﻟﻠراھن أن
ﯾﺗﺻرف ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺎر اﻟﻣرھون ،وأي ﺗﺻرف ﯾﺻدر ﻣﻧﮫ ﻻ ﯾؤﺛر ﻓﻲ ﺣق اﻟداﺋن اﻟﻣرﺗﮭن.195
و ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ذﻛر ﻧﺧﻠص إﻟﻰ أن ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ أﺟﺎزت اﻟﺗﺻرف ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺎر
اﻟﻣرھون ﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻐﯾر ،و وﯾﺳﻣﻰ ھذا اﻟﻐﯾر ﻓﻲ ﻟﻐﺔ اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﺑﺎﻟﺣﺎﺋز ،و ﯾﺷﺗرط
193ـ راﺟﻊ ﺣول ﺗﺄﺻﯾل ھذا اﻟﻣﺑدأ :أﺣﻣد ﺷﻛري اﻟﺳﺑﺎﻋﻲ ـ ﻧظرﯾﺔ ﺑطﻼن اﻟﻌﻘود ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﻣﻐرﺑﻲ وﻓﻲ اﻟﻔﻘﮫ
اﻹﺳﻼﻣﻲ واﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻘﺎرن – ﻣﻧﺷورات ﻋﻛﺎظ اﻟرﺑﺎط – – 1987ط -2ص .17
- 194أﻧظر - :ادرﯾس اﻟﻧوازﻟﻲ – ﻋﻘد اﻟرھن ﺑﯾن اﻟﺷرﯾﻌﺔ واﻟﻘﺎﻧون – ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ – ع 97ﻧوﻧﺑر – دﺟﻧﺑر –
2002ــــ ص .36
195ـ أﻧظر :ﻣﺻطﻔﻰ أﺷﯾﺑﺎن :اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ – رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾل دﺑﻠوم اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ اﻟﻣﻌﻣﻘﺔ – ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق – اﻟدار
اﻟﺑﯾﺿﺎء – -1998-1999ص.54 -
-أﺣﻣد ﻋﺑد اﻟرزاق اﻟﺳﻧﮭوري :اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟدﯾد ،ج – 10اﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ واﻟﻌﯾﻧﯾﺔ -ص
.285
207
ﻓﯾﮫ أﻻ ﯾﻛون ﻣﻠﺗزﻣﺎ ﺑﺻﻔﺔ ﺷﺧﺻﯾﺔ ﺑﺎﻟدﯾن ،196وﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ھذا اﻟﺗﺻرف ﺛﺑوت ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﮫ
اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﻋن اﻟدﯾن اﻟﻣﺿﻣون ﺑﺎﻟرھن ،و ھﻲ ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ھﻲ ﻣﺣدودة ﻓﻲ ﺛﻣن اﻟﻌﻘﺎر
اﻟﻣرھون دون أن ﺗﺗﺟﺎوزه إﻟﻰ أﻣواﻟﮫ اﻷﺧرى ،ﻛﻣﺎ أﻧﮫ ﯾﻣﻛن ﻟﮭذا اﻷﺧﯾر أن ﯾدرأ ﻋﻧﮫ
اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺎره اﻟﻣﺛﻘل ﺑﺎﻟرھن إذا أدى ﻣﺑﻠﻎ اﻟدﯾن ، 197و ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑل ﻻ ﺗﺛﺑت اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ
اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻟﻠﺣﺎﺋز ﻋن اﻟدﯾن إﻻ ﺑوﺟود اﺗﻔﺎق ﺧﺎص ﻋﻠﻰ ذﻟك أو ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺳﺑﺑﮫ ﻓﻲ ﺗﻌﯾﯾب
اﻟﻣرھون أو ھﻼﻛﮫ 198وﻛذا ﻋن اﻟﺛﻣﺎر ﺑﻌد ﺗوﺻﻠﮫ ﺑﺈﻧذار رﺳﻣﻲ .199
وھذه اﻻﻋﺗﺑﺎرات ﻛﻠﮭﺎ ﺑﯾﻧﺗﮭﺎ ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف ﺑﻣراﻛش ،اﻟﺗﻲ ﺟﺎء ﻓﻲ أﺣد ﻗراراﺗﮭﺎ:
" ...إن اﻟﻣﺷرع أﻋطﻰ اﻟﺣق ﻟﻠﻣرﺗﮭن ﻓﻲ ﺗﺗﺑﻊ اﻟﻌﻘﺎر اﻟﻣرھون ﻓﻲ أي ﯾد اﻧﺗﻘل إﻟﯾﮭﺎ
طﺑﻘﺎ .....وﻣن ﺗم ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻛون ﻟﺣق اﻟﺗﺗﺑﻊ أي ﻣﻌﻧﻰ إذا ﻟم ﯾﻛن ﻣن ﺣق اﻟراھن
ﺑﯾﻊ اﻟﺷﻲء اﻟﻣرھون.
وﺣﯾث إن ھذا اﻟﺗﺄوﯾل ﯾزﻛﯾﮫ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم وھو ﻗﺎﻧون اﻹﻟﺗزاﻣﺎت واﻟﻌﻘود اﻟذي ﯾﻌﺗﺑر
ﻧﺻﺎ ﻋﺎﻣﺎ ﯾﻠﺟﺄ إﻟﻰ ﺗطﺑﯾﻘﮫ ﻋﻧد ﻋدم وﺟود اﻟﻧص اﻟﺧﺎص ﻓﻲ اﻟظﮭﯾر اﻟﻣذﻛور ،اﻟذي ﻟم
ﯾﻧظم ﺳوى اﻟرھن اﻟرﺳﻣﻲ اﻟذي ﯾﻌﺗﺑر ﺗﺳﺟﯾﻠﮫ وﺳﯾﻠﺔ ﺗﻘوم ﻣﻘﺎم ﻗﺑض اﻟﻣرھون ﻓﻲ اﻟرھن
اﻟﺣﯾﺎزي ،ﻓﺎﻟﻐﺎﯾﺔ ﻣﻧﮭﻣﺎ واﺣدة وھﻲ ﺣﻔظ اﻟﻣرھون ﺿﻣﺎﻧﺎ ﻟﻠداﺋن وﺗﺄﻣﯾﻧﺎ ﻟﻣﺻﻠﺣﺗﮫ". 200
أﻣﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻹﺷﻛﺎل اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟﻣرﺗﺑط ﺑﻣدى ﺻﺣﺔ اﻟﺷرط اﻟﻌﻘدي اﻟذي ﺑﻣﻘﺗﺿﺎه
ﯾﺣظر اﻟداﺋن اﻟﻣرﺗﮭن ﻋﻠﻰ ﻣدﯾﻧﮫ اﻟراھن ﺑﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎر اﻟﻣرھون أو رھﻧﮫ أو ﻛراﺋﮫ ،ﻓﺈن
اﻟﻌﻣل اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻧﻘﺳم ﺑﺧﺻوص اﻟﺣل اﻟﻣﻘرر ﻟﮭذا اﻹﺷﻛﺎل إﻟﻰ ﺗوﺟﮭﯾن ،201ﺗوﺟﮫ أول
ﯾﻌﺗﺑر أن اﻟﺷرط ﺻﺣﯾﺢ ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﻘواﻋد اﻟﺗﻲ ﺗﻧظم وﺿﻌﯾﺔ اﻟﺣﺎﺋز ﻟﻠﻌﻘﺎر
اﻟﻣرھون ﻟﯾﺳت ﻣن اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ،و ﻣن ﺗم ﻓﺈن اﻷطراف ﯾﺟوز ﻟﮭم اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﺧﺎﻟﻔﮭﺎ
"ﯾﻌﺗﺑر ﺣﺎﺋزا ﻟﻠﻣﻠك اﻟﻣرھون ﻛل ﻣن اﻧﺗﻘﻠت إﻟﯾﮫ ﻣﻠﻛﯾﺗﮫ ﺑﺗﻘﯾﯾده ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري دون أن ﯾﻛون ﻣﻠﺗزﻣﺎ ﺷﺧﺻﯾﺎ ﺑﺎﻟدﯾن ".
197ـ راﺟﻊ ﻓﻲ اﻟﻣوﺿوع :ﻋﺑد اﻟﻌﺎﻟﻲ ﺑوطﺎﻟب :اﻟوﺿﻊ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﺣﺎﺋز اﻟﻌﻘﺎر اﻟﻣرھون رھﻧﺎ رﺳﻣﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣﻐرﺑﻲ –
رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾل دﺑﻠوم اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ اﻟﻣﻌﻣﻘﺔ – ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق – ﻣراﻛش – 2000 – 1999ص . 109
200ـ ﻗرار ﻋدد 1185ﺑﺗﺎرﯾﺦ 23-12-1997ﻓﻲ اﻟﻣﻠف اﻟﻌﻘﺎري ﻋدد 1478/97ﻣﻧﺷور ﺑﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ – ع - 34
ﯾﻧﺎﯾر – 1999ص .202
ـ أﻧظر :ﯾوﻧس اﻟزھري :اﻹﺷﻛﺎﻻت اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻟﻣﺳطرة ﺗﺣﻘﯾق اﻟرھن اﻟرﺳﻣﻲ – ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﻧﺎھﺞ – ع – 7/8ص .37 201
208
،ﺻﺣﯾﺢ أن ﻣن ﺷﺄن ھذا اﻟﺷرط أن ﯾﺣد ﻣن اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺣﻘوق اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻟﻸﻓراد ،إﻻ أن أﻧﮫ
ﺗﺣدﯾد ﻣﻘﯾد ﻣن ﺣﯾث اﻟﻧطﺎق ﺑﺣﯾث ﯾﻣﺗد اﻟﻣﻧﻊ إﻟﻰ ﺣﯾن اﺳﺗﯾﻔﺎء اﻟداﺋن اﻟراھن ﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟدﯾن و
اﻟﻔواﺋد اﻟﻣﺿﻣوﻧﺔ ،و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻛون اﻻﺗﻔﺎق ﺧﺎﺿﻌﺎ ﻷﺣﻛﺎم اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن اﻟﻔﺻل 109
ﻣن ق ل ع اﻟﺗﻲ ﺗﺟﯾز ھذا اﻟﻧوع ﻣن اﻻﺗﻔﺎﻗﺎت ،202و ﺗوﺟﮫ ﺛﺎن ﯾﻘرر ﺑطﻼن اﻟﺷرط
اﻟﻌﻘدي اﻟذي ﯾﺣظر ﺑﻣﻘﺗﺿﺎه اﻟداﺋن ﻋﻠﻰ ﻣدﯾﻧﮫ ﺗﻘوﯾت اﻟﻌﻘﺎر اﻟﻣرھون ،ﻷن ﻣن ﺷﺄن ھذا
اﻟﺗﺻرف أن ﯾﺣد ﻣن اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟﻣﺧوﻟﺔ ﻟﮫ ﻛﻣﺎﻟك إﻋﻣﺎﻻ ﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﺻل 110ﻣن
ق.ل.ع .203
وﯾﺗﻔرع ﻋن اﻹﺷﻛﺎل أﻋﻼه ﺗﺳﺎؤل ﺣول ﻣدى ﺟواز إﺟراء ﻗﺳﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺎل اﻟﻣرھون؟
إن اﻟﺟواب ﻋن ھذه اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ ﺑﺎﻹﯾﺟﺎب ،وﻣؤﯾداﺗﻧﺎ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻓﻲ ذﻟك ﺗﺗﺣدد ﻋﻠﻰ أﺳﺎس
ﻣﻌطﯾﯾن اﺛﻧﯾن:
ــــ اﻻﻋﺗﺑﺎر اﻷول ﻣوﺿوﻋﻲ ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ أن اﻟداﺋن اﻟﻣرﺗﮭن ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﮫ ﺗﺗﺑﻊ اﻟﻌﻘﺎر ﻓﻲ أﯾﺔ
ﯾد اﻧﺗﻘل إﻟﯾﮭﺎ واﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻋﻠﯾﮫ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن ﻗﺳﻣﺗﮫ ﻋﯾﻧﯾﺎ ﻟن ﺗﺣول دون إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻋﻠﻰ ﻛل
اﻷﺟزاء اﻟﻣﻔرزة ،ﻛﻣﺎ أن ﻗﺳﻣﺗﮫ ﻗﺳﻣﺔ ﺗﺻﻔﯾﺔ ﺗوﺟب إﯾداع ﻣﻧﺗوج اﻟﺑﯾﻊ ﻓﻲ ﺣدود ﻣﺑﻠﻎ
اﻟدﯾن واﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻣﺿﻣوﻧﺔ ﺑﺻﻧدوق اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ،وھذا ﻻ ﯾﺿر ﺑﺎﻟداﺋن ﻓﻲ ﺷﻲء .204ﺑل إن
اﻟﺣل ﻣﻘﺑول ﺗﺷرﯾﻌﯾﺎ ﻋﻠﻰ ﺿوء اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن اﻟﻣﺎدة 182ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ
اﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" إذا رھن أﺣد اﻟﺷرﻛﺎء ﺣﺻﺗﮫ اﻟﻣﺷﺎﻋﺔ ﻓﺈن ﺣق اﻟداﺋن اﻟﻣرﺗﮭن ﯾﻧﺗﻘل إﻟﻰ اﻟﺟزء
اﻟﻣﻔرز اﻟذي آل إﻟﻰ اﻟﺷرﯾك ﺑﻌد اﻟﻘﺳﻣﺔ وإﻟﻰ اﻟﻣدرك اﻟذي ﺣﺻل ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺷرﯾك ﻟﺗﻌدﯾل
ﺣﺻﺗﮫ وذﻟك إذا ﺻﺎدق اﻟداﺋن اﻟﻣرﺗﮭن ﻋﻠﻰ ﻋﻘد اﻟﻘﺳﻣﺔ أو ﻛﺎن طرﻓﺎ ﻓﻲ اﻟدﻋوى اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ
ﺑﮭﺎ".
"ﻛل ﺷرط ﻣن ﺷﺄﻧﮫ أن ﯾﻣﻧﻊ أو ﯾﺣد ﻣن ﻣﺑﺎﺷرة اﻟﺣﻘوق واﻟرﺧص اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ ﻟﻛل إﻧﺳﺎن ﻛﺣق اﻹﻧﺳﺎن ﻓﻲ أن ﯾﺗزوج ،وﺣﻘﮫ ﻓﻲ
أن ﯾﺑﺎﺷر ﺣﻘوﻗﮫ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ،ﯾﻛون ﺑﺎطﻼ وﯾؤدي إﻟﻰ ﺑطﻼن اﻻﻟﺗزام اﻟذي ﯾﻌﻠق ﻋﻠﯾﮫ.
وﻻ ﯾطﺑق ھذا اﻟﺣﻛم ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻧﻊ ﻓﯾﮭﺎ أﺣد اﻟطرﻓﯾن ﻧﻔﺳﮫ ﻣن ﻣﺑﺎﺷرة ﺣرﻓﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺧﻼل وﻗت وﻓﻲ ﻣﻧطﻘﺔ
ﻣﺣددﯾن".
203ـ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 110ﻣن ق ل ع ﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
"اﻟﺷرط اﻟذي ﯾﻧﺎﻓﻲ طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻔﻌل اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟذي أﺿﯾف إﻟﯾﮫ ﯾﻛون ﺑﺎطﻼ وﯾﺑطل اﻻﻟﺗزام اﻟذي ﯾﻌﻠق ﻋﻠﯾﮫ.
وﻣﻊ ذﻟك ،ﯾﺟوز ﺗﺻﺣﯾﺢ ھذا اﻻﻟﺗزام إذا ﺗﻧﺎزل ﺻراﺣﺔ ﻋن اﻟﺗﻣﺳك ﺑﺎﻟﺷرط اﻟطرف اﻟذي وﺿﻊ ﻟﺻﺎﻟﺣﮫ".
204ـ ﻋﻧد طرح إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ ﻣدى ﺟواز ﻗﺳﻣﺔ اﻟﻣﺎل اﻟﻣرھون ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻘﺎرن ﻧﺟد أن اﻟﻔﻘﮫ اﻟﻣﺻري ﻗد ﻣﯾز ﺑﯾن ﻣﺎ إذا
ﺣل أﺟل اﻟدﯾن ﻗﺑل ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻘﺳﻣﺔ ،ﺣﯾث ﯾﺛﺑت ﻟﻠداﺋن ﺣق اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻋﻠﯾﮭﺎ ،وﺑﯾن طﻠب اﻟﻘﺳﻣﺔ ﻗﺑل ﺣﻠول اﻷﺟل ،ﺣﯾث ﯾﺣق ﻟﺑﺎﻗﻲ
اﻟﺷرﻛﺎء طﻠب إﺟراء اﻟﻘﺳﻣﺔ ،ﻓﺈذا أﺟرﯾت اﻟﻘﺳﻣﺔ ﻋﯾﻧﺎ اﻧﺗﻘل اﻟرھن إﻟﻰ اﻟﺟزء اﻟﻣﻔرز ،وﻗد اﺧﺗﻠﻔوا ﻓﻲ أﺳﺎس ھذا اﻻﻧﺗﻘﺎل
ﺑﯾن ﻣن أﺳﺳﮫ ﻋﻠﻰ ﻧظرﯾﺔ اﻟﺣﻠول اﻟﻌﯾﻧﻲ ،وﺑﯾن ﻣن ﻗﺎل ﺑﺄﻧﮫ أﺛر طﺑﯾﻌﻲ ﻟﻠﻘﺳﻣﺔ ،أﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ إﺟراء ﻗﺳﻣﺔ ﺗﺻﻔﯾﺔ ﻓﺈن
اﻻﻣﺗﯾﺎز ﯾﻧﺗﻘل ﻟﺛﻣن اﻟﺑﯾﻊ ﻓﻲ ﺣدود ﺣﺻﺔ اﻟﻣدﯾن.
-أﻧظر ﻓﻲ ذﻟك :ﺟﻣﺎل ﺧﻠﯾل اﻟﻧﺷﺎر :ﺗﺻرف اﻟﺷرﯾك ﻓﻲ اﻟﻣﺎل اﻟﺷﺎﺋﻊ وأﺛره ﻋﻠﻰ ﺣﻘوق اﻟﺷرﻛﺎء – دار اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟدﯾدة
ﻟﻠﻧﺷر – اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ – ص 91وﻣﺎ ﯾﻠﯾﮭﺎ .
209
وھذا اﻟﺗوﺟﮫ ﻗﺎل ﺑﮫ اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ـــ ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﺣﺎﻟﯾﺎ ـــ واﻟذي ﻋﻠل أﺣد ﻗراراﺗﮫ
ﺑﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" إن اﻟﻘرار اﻟﻣطﻌون ﻓﯾﮫ ﺣﯾﻧﻣﺎ أﯾد اﻟﺣﻛم اﻻﺑﺗداﺋﻲ ﯾﻛون ﻗد ﺗﺑﻧﻰ ﺣﯾﺛﯾﺎﺗﮫ واﻟﺗﻲ ورد
ﻓﯾﮭﺎ أن اﻟرھن اﻟﻣﻘﯾد ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎر ﻟﻔﺎﺋدة ﻣﻛﺗب اﻟﺗﺳﺟﯾل و اﻟﺗﻧﺑر ﻗد ﻗﯾد ﻟﺿﻣﺎن اﻟﺗزام
اﻟﻣدﻋﯾﺔ ﺑﺎﻟﻘﯾﺎم ﺑﺄﺷﻐﺎل اﻟﺑﻧﺎء ﻟﻠﻣﺷروع اﻟﺳﻛﻧﻲ ﻓوق اﻟﻣدﻋﻰ ﻓﯾﮫ داﺧل أﺟل ﻻ ﯾﻔوق ﺳﺑﻊ
ﺳﻧوات ،وأن ھذا اﻟرھن ﯾﺧول ﻟﻠراھن ﺣق ﺗﺗﺑﻊ ﺗﻧﻔﯾذ ذﻟك اﻻﻟﺗزام ﻣن طرف أي ﺷﺧص
أو ﻏﯾرھﺎ ﻣن اﻟﺣﻘوق اﻟﻧﺎﻗﻠﺔ ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺔ ،وھذا ﺗؤول إﻟﯾﮫ ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻌﻘﺎر ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻘﺳﻣﺔ
اﻟرھن ﻻ ﯾﺣول دون إﺟراء اﻟﻘﺳﻣﺔ ،وﺑذﻟك ﻓﺎﻟﻘرار ﻗد أﺟﺎب اﻟطﺎﻟﺑﺔ ﻋﻣﺎ أﺛﺎرﺗﮫ ﻓﻲ اﻟوﺳﯾﻠﺔ
وﺣﻛم ﺑﻣﺎ طﻠب وﺗﺑﻘﻰ اﻟوﺳﯾﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻏﯾر أﺳﺎس .205"..
ــــ اﻻﻋﺗﺑﺎر اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣﺳطري ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ أن اﻟﻣﺷرع أوﺟب ﻟﻘﺑول دﻋوى اﻟﻘﺳﻣﺔ اﻟﻣﻧﺻﺑﺔ
ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺎر ﻣوﺿوع رھن رﺳﻣﻲ أن ﯾﺧﺗﺻم ﻓﻲ اﻟدﻋوى اﻟداﺋن اﻟﻣرﺗﮭن وإﻻ ﻛﺎﻧت ﻏﯾر
ﻣﻘﺑوﻟﺔ طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 320ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ،وﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟذﻟك ﺟﺎء ﻓﻲ ﺣﻛم ﺻﺎدر ﻋن
اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﺑﻣراﻛش:
" وﺣﯾث إﻧﮫ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص طﻠب اﻟﻘﺳﻣﺔ ﻓﺈن اﻟﻣﺷرع أوﺟب ﻛﺷرط ﻟﻘﺑوﻟﮭﺎ وﺟوب ﺗوﺟﯾﮫ
اﻟدﻋوى ﺿد أﺻﺣﺎب اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ وذﻟك طﺑﻘﺎ ﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻣﺎدة 320ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق
اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﺣرﻓﯾﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﺷرﻛﺎء أن ﯾدﺧﻠوا ﻓﻲ دﻋوى اﻟﻘﺳﻣﺔ ﺟﻣﯾﻊ أﺻﺣﺎب اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ
اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎر "
206
و ﺣﯾث إن اﻟﻣدﻋﻲ ﻟم ﯾﺣﺗرم ھذه اﻟﻘﺎﻋدة ،....و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺟﺎءت دﻋواه ﻏﯾر ﻣﻘﺑوﻟﺔ"
205ـ -ﻗرار اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ــــ ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﺣﺎﻟﯾﺎ ــــ ﻋدد 1070ﺑﺗﺎرﯾﺦ 07/04/2004ﻓﻲ اﻟﻣﻠف ﻋدد
– 2922/1/7/2003ﻏﯾر ﻣﻧﺷور .
ـ ﺣﻛم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﺑﻣراﻛش ﺑﺗﺎرﯾﺦ 31/01/2013 :ﻓﻲ اﻟﻣﻠف رﻗم 776/1401/13ـ ﻏﯾر ﻣﻧﺷور . 206
و ﻋطﻔﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ذﻛر ﻧورد ﺣﻛﻣﺎ ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﺑﻣراﻛش ﻓﻲ ﻧﺎزﻟﺔ طﻠب اﻟﻣدﻋﻲ ﻓﯾﮭﺎ ﻣن ﺧﻼل ﻣﻘﺎل اﻟدﻋوى
اﻻﻓﺗﺗﺎﺣﻲ اﻟﺗﺷطﯾب ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻘﯾﯾد اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ ﻟﻛوﻧﮫ ﺗم ﺑطرﯾﻘﺔ ﺗﻌﺳﻔﯾﺔ ،ﻓردت اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ھذا اﻟطﻠب ﻣؤﻛدة أﺣﻘﯾﺔ طﺎﻟب اﻟﻘﺳﻣﺔ
ﻓﻲ ﺗﻘﯾﯾد دﻋواھﺎ ﺗﻘﯾﯾدا اﺣﺗﯾﺎطﯾﺎ ،و ﻣﻣﺎ ﻋﻠﻠت ﺑﮫ ﺣﻛﻣﮭﺎ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
" و ﺣﯾث إن اﻟﺛﺎﺑت أن اﻟﻣﺷرع أﻋطﻰ ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻔﺻل 85ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري اﻟﺣق ﻟﻛل ﻣن ﯾدﻋﻲ ﺣﻘﺎ ﻋﯾﻧﯾﺎ ﻋﻠﻰ
اﻟﻌﻘﺎر ﻓﻲ أن ﯾوﻗﻊ ﻋﻠﯾﮫ ﺗﻘﯾﯾدا اﺣﺗﯾﺎطﯾﺎ ﻟﺿﻣﺎن رﺗﺑﺔ اﻟﺣق ،ﻏﯾر أﻧﮫ اﺷﺗرط أن ﯾﻛون اﻟﺣق ﻣوﺿوع اﻟﺗﻘﯾﯾد ﺣﻘﺎ ﻋﯾﻧﯾﺎ ﻻ ﺣق ﺷﺧﺻﯾﺎ
ﺑدﻟﯾل أﻧﮫ اﺷﺗرط أن ﯾﻛون ﻣوﺿوﻋﮫ ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻠﺗﻘﯾﯾد اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ ،و ﻣن ﺗم ﻓﺈن ﻋﺑﺎرة ﺣق ﺷﺧﺻﻲ اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 85اﻟﻣذﻛور ﻻ ﯾﻣﻛن
أن ﺗﺣﻣل إﻻ ﻋﻠﻰ اﻟﺣق اﻟﻌﯾﻧﻲ دون اﻟﺣﻘوق اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ،و ﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺣﺎل ﻣﻊ اﻋﺗﺑﺎر اﺳﺗﺛﻧﺎء ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺣﻘوق اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺷﮭر ﻓﻲ
اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،و ﻋﻠﯾﮫ ﻓﺈن اﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻣذﻛورة ﻻ ﯾﻣﻛن ﻗراءﺗﮭﺎ ﺑﻣﻌزل ﻋن اﻟﺗﺣدﯾد اﻟﺣﺻري ﻟﻠﺣﻘوق اﻟواﺟﺑﺔ اﻟﺷﮭر ﻓﻲ اﻟرﺳم
اﻟﻌﻘﺎري ،و ھذه اﻟﺣﻘوق ھﻲ اﻟﻣﺣددة ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 65ﻣن ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري اﻟذي ﯾﺟري ﺳﯾﺎﻗﮫ اﻟﺣرﻓﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
" ﯾﺟب أن ﺗﺷﮭر ﺑواﺳطﺔ اﻟﺗﻘﯾﯾد ﻓﻲ اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،ﺟﻣﯾﻊ اﻟوﻗﺎﺋﻊ و اﻟﺗﺻرﻓﺎت و اﻻﺗﻔﺎﻗﺎت اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﺑﯾن اﻷﺣﯾﺎء ﻣﺟﺎﻧﯾﺔ ﻛﺎﻧت أو
ﺑﻌوض ،و ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺣﺎﺿر و اﻷواﻣر اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺣﺟر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ،و ﺟﻣﯾﻊ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺗﻲ اﻛﺗﺳﺑت ﻗوة اﻟﺷﺊ اﻟﻣﻘﺿﻲ ﺑﮫ ﻣﺗﻰ ﻛﺎن
ﻣوﺿوع ﻣﺎ ذﻛر ﺗﺄﺳﯾس ﺣق ﻋﯾﻧﻲ ﻋﻘﺎري أو ﻧﻘﻠﮫ إﻟﻰ اﻟﻐﯾر أو اﻹﻗرار ﺑﮫ أو ﺗﻐﯾﯾره أو إﺳﻘﺎطﮫ ،و ﻛذا ﺟﻣﯾﻊ ﻋﻘود أﻛرﯾﺔ اﻟﻌﻘﺎرات
ﻟﻣدة ﺛﻼت ﺳﻧوات ."...
و ﺣﯾث إﻧﮫ ﺗﺑﻌﺎ ﻟذﻟك و دام اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ ﺗﻘدم ﺑطﻠب ﻗﺳﻣﺔ اﻟﻌﻘﺎرات اﻟﻣﺷﺎﻋﺔ ﻓﺈﻧﮫ ﯾطﺎﻟب ﺑﺣق ﻋﯾﻧﻲ و ﻟﯾس ﺑﺣق ﺷﺧﺻﻲ ﻛﻣﺎ
و ھو ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق ورد ﺑﺎﻟوﺳﯾﻠﺔ اﻟﻣؤﺳس ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻟطﻠب ،ﺑل أﻛﺛر ﻣن ذﻟك ﻓﺈن اﻟﻣﺷرع ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟدﯾد اﻟﻣﻧظم ﻟﻠﻌﻘﺎر
اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﻗد اﺷﺗرط ﻟﻘﺑول دﻋوى اﻟﻘﺳﻣﺔ وﺟوب ﺗﻘﯾﯾدھﺎ ﺗﻘﯾﯾدا اﺣﺗﯾﺎطﯾﺎ ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ ﻋدم ﻗﺑول اﻟدﻋوى ،و ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟﮭذا اﻟﺷرط ﺟﺎء ﻓﻲ
ﺣﻛم ﺻﺎدر ﻋن ھذه اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻣﻠف ﻋدد 111/1401/2012ﺑﺗﺎرﯾﺦ 26/07/2012ﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
210
.
وﻧﺷﯾر ھﻧﺎ إﻟﻰ أﻧﮫ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻗﺳﻣﺔ اﻟﻌﻘﺎر اﻟﻣرھون ﻗﺳﻣﺔ ﻋﯾﻧﯾﺔ ﻓﺈن اﻟرھن ﯾﻧﺗﻘل إﻟﻰ
اﻟﺣﺻﺔ اﻟﻣﻣﻠوﻛﺔ ﻟﻠﻣدﯾن اﻟراھن ،وﺗطﮭر ﺣﺻص ﺷرﻛﺎﺋﮫ ﻣﻧﮫ ،ﻏﯾر أﻧﮫ ﻻ ﯾﻌﻣل ﺑﮭذا
اﻟﺣﻛم ﻛﯾﻔﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﻘﺳﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘدم ﻓﯾﮭﺎ اﻟرھن ﻣن طرف ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺷرﻛﺎء
ﻓﻲ اﻟﻣﻠك اﻟﻣﺷﺎع طﺑﻘﺎ ﻟﻣﺎ ﺗﻘﺿﻲ اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ ﻣن اﻟﻣﺎدة 182ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ
اﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
" إن اﻟرھن اﻟذي ﯾﺑرﻣﮫ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺷرﻛﺎء ﻓﻲ ﻣﻠك ﻣﺷﺎع ﯾﺣﺗﻔظ ﺑﺄﺛره ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻣﻠك
ﻛﯾﻔﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﻘﺳﻣﺔ" .
" ﺣﯾث إن طﻠب اﻟطرف اﻟﻣدﻋﻲ ﯾرﻣﻲ إﻟﻰ اﻟﺣﻛم ﺑﺈﺟرء ﻗﺳﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣدﻋﻰ ﻓﻲ اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﮫ ﻣﻊ ﺗﻌوﯾض ﻣﺳﺑق ﻗدره 3000
درھم .
و ﺣﯾث إﻧﮫ ﻣن ﺟﮭﺔ أوﻟﻰ ﻓﺈﻧﮫ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص طﻠب اﻟﻘﺳﻣﺔ ﻓﺈن اﻟﻣﺷرع أوﺟب ﻛﺷرط ﻟﻘﺑوﻟﮭﺎ وﺟوب ﺗﻘﯾد اﻟدﻋوى ﺗﻘﯾﯾدا اﺣﺗﯾﺎطﯾﺎ و
ذﻟك طﺑﻘﺎ ﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻣﺎدة 316ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ.ﻏﯾر أﻧﮫ ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﺷواھد اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻣدﻋﻰ ﻓﻲ ﻻ ﻧﺟد أن
راﻓﻌﺔ اﻟدﻋوى ﻗﺎﻣت ﺑﮭذا اﻹﺟراء و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺟﺎءت دﻋواھﺎ ﻏﯾر ﻣﻘﺑوﻟﺔ ﻓﻲ ھذا اﻟﺷق ".
و ﺣﯾث إﻧﮫ ﺑذﻟك ﻻ ﯾﻣﻛن اﻋﺗﺑﺎر ﻟﺟوء اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ ﻟﺗﻘﯾﯾد دﻋوى اﻟﻘﺳﻣﺔ ﺧروﺟﺎ ﻋن ﺿواﺑط اﻟﺗﻘﯾﯾد طﺎﻟﻣﺎ أﻧﮫ ﺑﺎﺷر
دﻋواه وﻓق اﻟﺷﻛﻠﯾﺎت اﻟﻣﺣددة ﻗﺎﻧوﻧﺎ" .
ـ ﺣﻛم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﺑﻣراﻛش 13/11/2014ﻓﻲ اﻟﻣﻠف رﻗم 1065/1401/2013ـ ﻏﯾر ﻣﻧﺷور .
207ﻧظم اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ أﺣﻛﺎم اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﺻول 1117إﻟﻰ 1169ﻣن ق.ل.ع ﻛﻣﺎ ﻧظﻣﺗﮭﺎ اﻟﻣواد ﻣن 662إﻟﻰ 665ﻣن ﻣدوﻧﺔ
اﻟﺗﺟﺎرة .
وﺧﺻوﺻﯾﺔ ھذه اﻟﻣواد اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻛوﻧﮭﺎ ﺗﺗﺿﻣن ﺗﻌرﯾﻔﺎ ﺗﺷرﯾﻌﯾﺎ ﻟﻠﻛﻔﺎﻟﺔ ،ﻓﻘد ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 1117ﻣن ق.ل.ع ﻣﺎ ﯾﻠﻲ
" :اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻋﻘد ﺑﻣﻘﺗﺿﺎه ﯾﻠﺗزم ﺷﺧص ﻟﻠداﺋن ﺑﺄداء اﻟﺗزام اﻟﻣدﯾن إذا ﻟم ﯾؤده ھذا اﻷﺧﯾر ﻧﻔﺳﮫ".
وﻋرﻓﺗﮭﺎ اﻟﻣﺎدة 772ﻣن اﻟﺗﻘﻧﯾن اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﻣﺻري ﺑﻣﺎ ﯾﻠﻲ :اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻋﻘد ﺑﻣﻘﺗﺿﺎه ﯾﻛﻔل ﺷﺧص ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺗزام ﺑﺄن ﯾﺗﻌﮭد ﻟﻠداﺋن ﺑﺄن
ﯾﻔﻲ ﺑﮭذا اﻹﻟﺗزام إذا ﻟم ﯾف ﺑﮫ اﻟﻣدﯾن ﻧﻔﺳﮫ".
ﻛﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 2011ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﻔرﻧﺳﻲ :
une obligation se soumet envers le créancier à satisfaire à cette '"Celui qui se rend caution d
y satisfait pas lui même".'obligation, si le dibiteur n
وﻣن ﻣﺟﻣوع ھذه اﻟﺗﻌﺎرﯾف اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻧﺳﺗﺷف أن اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺗﻔﺗرض وﺟود اﻟﺗزاﻣﯾن :اﻟﺗزام أﺻﻠﻲ ﺑﯾن اﻟداﺋن وﻣدﯾﻧﮫ ،واﻟﺗزام ﺗﺑﻌﻲ
ھو اﻟﺗزام اﻟﻛﻔﯾل ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ اﻟداﺋن ﻷﻧﮫ ﯾدور ﻣن ﺣﯾث ﺻﺣﺗﮫ وﺟودا وﻋدﻣﺎ ﻣﻊ اﻹﻟﺗزام اﻷﺻﻠﻲ ،وھذا اﻟﺣﻛم ﻗرره اﻟﻔﺻل
1120ﻣن ﻗﺎﻧون اﻻﻟﺗزاﻣﺎت واﻟﻌﻘود ،اﻟذي ﻧص ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ " :ﻻ ﯾﺟوز أن ﺗﻘوم اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ إﻻ إذا وردت ﻋﻠﻰ اﻟﺗزام ﺻﺣﯾﺢ ".
وﻧﺷﯾر إﻟﻰ أن اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﺻري ﻗرر ﻧﻔس اﻟﺣﻛم ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 745اﻟﺗﻲ ﺟﺎء ﻓﯾﮭﺎ " :ﻻ ﺗﻛون اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺻﺣﯾﺣﺔ إﻻ إذا ﻛﺎن
اﻹﻟﺗزام اﻟﻣﻛﻔول ﺻﺣﯾﺣﺎ".
ﻓﻣﺿﻣون اﻻﻟﺗزام اﻟﺗﺑﻌﻲ ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ وﺟوب اﻟوﻓﺎء ﺑﻣﺎ اﻟﺗزم ﺑﮫ اﻟﻣدﯾن اﻷﺻﻠﻲ إذا ﻟم ﯾﻘم ھذا اﻷﺧﯾر ﺑﺄداء اﻟدﯾن ،وﻻ ﯾﺷﺗرط
ﻟﺻﺣﺗﮭﺎ ﻋﻠم اﻟﻣدﯾن اﻷﺻﻠﻲ ﺑﮭﺎ.
-ﺗوﻓﯾق ﻓرج اﻟﺻدة :اﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ واﻟﻌﯾﻧﯾﺔ – دراﺳﺔ ﻟﻌﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ واﻟرھن واﻻﺧﺗﺻﺎص واﻻﻣﺗﯾﺎز – ﻣطﺑﻌﺔ ﻣؤﺳﺳﺔ
اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ – اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ – -1984ص .8
ﻏﯾر أﻧﮫ إذا أﻋطﯾت اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ رﻏم ﻣﻌﺎرﺿﺔ اﻟﻣدﯾن ﻓﺈن اﻟﻛﻔﯾل ﯾﻛون ﻣﻠزﻣﺎ ﺑﺗﻧﻔﯾذ اﻻﻟﺗزام اﺗﺟﺎه اﻟداﺋن ،ﻣن ﻏﯾر أن ﯾﻛون اﻟﻣدﯾن
ﻣﻠﺗزﻣﺎ ﺗﺟﺎه اﻟﻛﻔﯾل )اﻟﻔﺻل 1126ﻣن ق.ل.ع.(.
211
"ﯾﺟوز أن ﯾﻛون اﻟراھن ھو اﻟﻣدﯾن ﻧﻔﺳﮫ أو ﻛﻔﯾﻼ ﻋﯾﻧﯾﺎ ﯾﻘدم اﻟرھن ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣدﯾن".
و ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻣﺗﻰ ﺗﻘﺎﻋس اﻟﻣدﯾن اﻷﺻﻠﻲ ﻋن اﻟوﻓﺎء ﺑﻣﺑﻠﻎ اﻟدﯾن ،ﺟﺎز ﻟﻠداﺋن ﺟﺑر اﻟﻛﻔﯾل
ﺑﺻﻔﺗﮫ ﻣدﯾﻧﺎ ﺗﺑﻌﯾﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻔﯾذ اﻻﻟﺗزام اﻟﻣﻛﻔول ،وذﻟك ﺑﺟﻣﯾﻊ اﻟوﺳﺎﺋل ﺑﻣﺎ ﻓﯾﮭﺎ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ
ﺣﺟز ﻋﻘﺎره ﺗﻧﻔﯾذﯾﺎ ،()209208وﻟﻛن ﯾﺷﺗرط ﻹﻋﻣﺎل ھذه اﻟﻣﻛﻧﺔ أن ﺗﻛون اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺻﺣﯾﺣﺔ و
ﺗﺎﻣﺔ اﻷرﻛﺎن واﻟﺷروط ،()211210ﻣﻊ ﻣﻼﺣظﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ و ھو أﻧﮫ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﻓﺈن
ﻧطﺎق اﻟﺿﻣﺎن ﻣﺣدد ﻓﻘط ﻓﻲ اﻟﻌﯾن اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻣن اﻟﻛﻔﯾل ﻛرھن ﻟﺿﻣﺎن اﻟدﯾن ،212و ﺗطﺑﯾﻘﺎ
ﻟذﻟك ﺟﺎء ﻓﻲ أﻣر ﺻﺎدر ﻋن رﺋﯾس اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﺎﻟرﺑﺎط " :ﺣﯾث إﻧﮫ ﺑﻌد اطﻼﻋﻧﺎ
ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘد اﻟﻣذﻛور ﺗﺑﯾن ﻟﻧﺎ ﻣن ﻓﺻﻠﮫ 15أن اﻟﻣطﻠوب ﻓﻲ اﻟﺣﺟز ﻗد ﻋﻘد اﻟرھن ﻋﻠﻰ
ﻋﻘﺎره ﻋطﺎء ﷲ ﻣوﺿوع اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﻋدد ) (-ﻟﻔﺎﺋدة اﻟداﺋن ،وأﻧﮫ ﺑذﻟك ﯾﻛون ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ
ﻛﻔﯾل ﻋﯾﻧﻲ ﻻ ﯾﻠزم ﺑﺎﻟوﻓﺎء ﺑﺎﻟدﯾن إﻻ ﻣن ﺛﻣن اﻟﻌﻘﺎر اﻟﻣرھون وﻟﯾس ﻣن أﻣواﻟﮫ اﻷﺧرى،
ﻓﺎﻟﺿﻣﺎن اﻟﻌﯾﻧﻲ ﺣﺳب اﻟﻌﻘد اﻟﻣذﻛور ﻣﻘﺻور ﻋﻠﻰ اﻟﻌﯾن اﻟﻣذﻛورة وﯾﻌﺗﺑر ﺿﺎﻣﻧﺎ ﺑﺎﻟﻛﻔﺎﻟﺔ
اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻗدﻣﮭﺎ.
208ـ -ﻗرار اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ــــ ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﺣﺎﻟﯾﺎ ـــ ﻋدد 264ﺑﺗﺎرﯾﺦ -09/03/2005ﻓﻲ اﻟﻣﻠف ﻋدد – 516/1/1/2004
ﻏﯾر ﻣﻧﺷور.
)
ـ ﯾﻠزم ﻟﺻﺣﺔ ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺗوﻓر اﻷرﻛﺎن اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘد اﻟﻣﺣددة ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن ﻗﺎﻧون اﻻﻟﺗزاﻣﺎت واﻟﻌﻘود ،وﻛذا اﻟﺷروط 210
212ـ ﯾﺗﻣﺛل اﻟﻔرق اﻟﺟوھري ﺑﯾن اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ و اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻛون اﻟﻛﻔﯾل اﻟﺷﺧﺻﻲ ﯾﻠﺗزم ﺑﺎﻟوﻓﺎء ﺑﺎﻟدﯾن ﺑﺟﻣﯾﻊ أﻣواﻟﮫ
إذ ﺗﻌﺗﺑر ﺿﻣﺎﻧﺎ ﻋﺎﻣﺎ ﻟداﺋﻧﻲ اﻟﻣدﯾن اﻷﺻﻠﻲ ،ﻓﻲ ﺣﯾن أن اﻟﻠﻛﻔﯾل اﻟﻌﯾﻧﻲ اﻟذي ﻻ ﯾﺳﺄل إﻻ ﻓﻲ ﺣدود اﻟﻌﯾن اﻟﻣرھوﻧﺔ ،وﻣﻊ ذﻟك
ﻓﺈن اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﻟﮭﺎ اﻣﺗﯾﺎز إذ ﺗﺧول ﻟﻠداﺋن اﻟﻣﻛﻔول اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن ﻣﯾزﺗﻲ اﻟﺗﺗﺑﻊ واﻷﻓﺿﻠﯾﺔ .
-أﻧظر ﻗرار اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻋدد 115ﺑﺗﺎرﯾﺦ 9/2/2005ﻓﻲ اﻟﻣﻠف ﻋدد – 1237/3/1/2004ﻏﯾر ﻣﻧﺷور .
-أﻧظر ﻓﻲ ذﻟك :ﻋﺑد اﻟواﺣد ﺷﻌﯾر :إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟرھن اﻟﻌﻘﺎري اﻟرﺳﻣﻲ ﻛﺿﻣﺎن ﺑﻧﻛﻲ ﻓﻲ ﺿوء اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﺑﯾن اﻟﻧظرﯾﺔ
واﻟﺗطﺑﯾق – أطروﺣﺔ ﻟﻧﯾل دﻛﺗوراه اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص – ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺣﺳن اﻟﺛﺎﻧﻲ – ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق – اﻟدار اﻟﺑﯾﺿﺎء – -1995
ص .93
-ﻣﺻطﻔﻰ أﺷﯾﺑﺎن ،م.س .ص .11
وﺑﯾﺎﻧﺎ ﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﯾﻘول اﻟﻌﻣﯾد ﻋﺑد اﻟرزاق أﺣﻣد اﻟﺳﻧﮭوري " :ﻻ ﯾﻛون اﻟﻛﻔﯾل اﻟﻌﯾﻧﻲ ﻣﻠﺗزﻣﺎ ﺷﺧﺻﯾﺎ ﺑﺿﻣﺎن اﻟدﯾن،
ﺑل اﻟذي ﯾﺿﻣن اﻟدﯾن ھو اﻟرھن اﻟذي ﻗدﻣﮫ ،أي أن اﻟﺗﺄﻣﯾن ھﻧﺎ ﺗﺄﻣﯾن ﻋﯾﻧﻲ ﻻ ﺗﺄﻣﯾن ﺷﺧﺻﻲ ،وﻣن أﺟل ھذا ﻧﺳﺗﺑﻌد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ
اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﻣن ﻧطﺎق اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ وﻻ ﯾﻛون اﻟﻛﻔﯾل اﻟﻌﯾﻧﻲ ﻣﺳؤوﻻ ﺷﺧﺻﯾﺎ ﻋن اﻟدﯾن اﻟﻣﺿﻣون ﺑل اﻟذي ﯾﺿﻣن اﻟدﯾن ھﻲ اﻟﻌﯾن
اﻟﺗﻲ ﻗدﻣﮭﺎ رھﻧﺎ ،ﺳواء ﻛﺎن اﻟرھن رھﻧﺎ رﺳﻣﯾﺎ أو رھﻧﺎ ﺣﯾﺎزﯾﺎ ،ﻓﺈذا اﻧﺗﻘﻠت ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻌﯾن اﻟﻣرھوﻧﺔ إﻟﻰ ﻏﯾر اﻟﻛﻔﯾل اﻟﻌﯾﻧﻲ،
اﻧﺗﻘﻠت إﻟﻰ ھذا اﻷﺧﯾر ﻣرھوﻧﺔ ﻓﻲ اﻟدﯾن ،وﻻ ﯾﻛون اﻟﻛﻔﯾل اﻟﻌﯾﻧﻲ ﻣﺳؤوﻻ ﺷﺧﺻﯾﺎ ﻋن اﻟدﯾن ،وإذا ﺗﺧﻠﻰ اﻟﻛﻔﯾل اﻟﻌﯾﻧﻲ ﻋن اﻟﻌﯾن
اﻟﻣرھوﻧﺔ ﻟﻠداﺋن أو ﻓﻘد ﺣﯾﺎزﺗﮭﺎ ﻷي ﺳﺑب ،ﻓﺈن ﻛﻔﺎﻟﺗﮫ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﻟﻠدﯾن ﺗﻧﺗﮭﻲ ،ﻷﻧﮫ ﻏﯾر ﻣﻠﺗزم إﻻ اﻟﺗزاﻣﺎ ﻋﯾﻧﯾﺎ وھذا ﺑﺧﻼف اﻟﻛﻔﯾل
اﻟﺷﺧﺻﻲ ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻛون ﻣﻠﺗزﻣﺎ ﺷﺧﺻﯾﺎ ﺑوﻓﺎء اﻟدﯾن إذا ﻟم ﯾوﻓﮫ اﻟﻣدﯾن وﯾﻛون ﻣﺳؤوﻻ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ أﻣواﻟﮫ".
-ﻋﺑد اﻟرزاق أﺣﻣد اﻟﺳﻧﮭوري – اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟدﯾد – ﻣﻧﺷورات اﻟﺣﻠﺑﻲ اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ – ﺑﯾروت -1998ج -10ص
.20
212
وﺣﯾث إن اﻟطﻠب ﯾرﻣﻲ إﻟﻰ اﻟﺣﻛم ﺑﺈﺟراء ﺣﺟز ﺗﺣﻔظﻲ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺎر آﺧر ﻏﯾر اﻟﻌﻘﺎر
اﻟﻣﺷﻣول ﺑﺎﻟﺿﻣﺎن اﻟﻌﯾﻧﻲ ،ﻣﻣﺎ ﻧﺻرح ﻣﻌﮫ ﺑرﻓض اﻟطﻠب" .213
وﺗﺛﯾر ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ اﻟﻛﻔﯾل إﺷﻛﺎﻻت ﻛﺑرى ،أوﻟﮭﺎ ﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﻛﻔﯾل ﻓﻲ إﺛﺎرة
اﻟدﻓﻊ ﺑﺎﻟﺗﺟرﯾد ،وﺛﺎﻧﯾﮭﺎ ﻣﺎ ھو اﻷﺟل اﻟذي ﯾﺟوز ﻓﯾﮫ ﻟﻠداﺋن أن ﯾطﺎﻟب ﻓﯾﮫ اﻟﻛﻔﯾل ﺑﺄداء اﻟدﯾن
)اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ( ،وﺛﺎﻟﺛﮭﺎ أﺛر ﺗﻐﯾﯾر وﺿﻌﯾﺔ اﻟﻣدﯾن اﻷﺻﻠﻲ ﺑوﻓﺎﺗﮫ أو ﺑوﺿﻌﮫ ﺗﺣت
ﻧظﺎم اﻟﺗﺳوﯾﺔ أو اﻟﺗﺻﻔﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﺟل ﻣطﺎﻟﺑﺔ اﻟﻛﻔﯾل ،وراﺑﻌﮭﺎ ﺣول أﺛر ﺳﻘوط اﻟدﯾن
ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ اﻟﻣدﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﺗزام اﻟﻛﻔﯾل )اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ(.
213ـ أﻣر ﻋدد 1417ﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 24/05/2000ﻓﻲ اﻟﻣﻠف اﻟﺗﺟﺎري ﻋدد – 01/1422/2000ﻣﻧﺷور ﺑﻣﺟﻠﺔ اﻹﺷﻌﺎع –
ع – 240دﺟﻧﺑر – 2001ص .196
214ـ إﻟﻰ ﺟﺎﻧب إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟدﻓﻊ ﺑﺎﻟﺗﺟرﯾد ﻓﺈن اﻟﻛﻔﯾل ﻟﮫ أن ﯾﺣد ﻣن ﺻﻼﺑﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻣن ﺧﻼل اﻟدﻓﻊ ﺑﺎﻟﺗﻘﺳﯾم ﻣﺗﻰ وﺟد ﻛﻔﻼء ﻣﺗﻌددون،
وذﻟك ﺑﺷرط أﻻ ﺗﻛون اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺗﺿﺎﻣﻧﯾﺔ ،أو أن ﯾﻛون ﻗد ﻛﻔل ﻛل اﻟدﯾن ،وﺳﻧدﻧﺎ ﻓﻲ ذﻟك ھو ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﺻل 1138ﻣن ق.ل.ع
اﻟذي ﺟﺎء ﻓﯾﮫ :
"إذا ﻛﻔل ﻋدة أﺷﺧﺎص ﺑﻌﻘد واﺣد ﻧﻔس اﻟدﯾن ،ﻟم ﯾﻠﺗزم ﻛل ﻣﻧﮭم إﻻ ﺑﻘدر ﺣﺻﺗﮫ ﻣﻧﮫ ،وﻻ ﯾﻘوم اﻟﺗﺿﺎﻣن ﺑﯾن اﻟﻛﻔﻼء إﻻ إذا اﺷﺗرط
أو إذا ﻛﺎﻧت اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻗد أﺑرﻣت ﻣن ﻛل ﻛﻔﯾل ﻋﻠﻰ اﻧﻔراد ﻣن أﺟل اﻟدﯾن ﻛﻠﮫ ،أو إذا ﻛﺎﻧت ﺗﻌﺗﺑر ﻓﻌﻼ ﺗﺟﺎرﯾﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻛﻔﻼء".
-ﻟﻠﻣزﯾد ﻣن اﻹﯾﺿﺎح ﺣول ھذا اﻟدﻓﻊ راﺟﻊ ﻛﻼ ﻣن :ﻋﺑد اﻟرزاق أﺣﻣد اﻟﺳﻧﮭوري .م.س .ص .95
-ﺳﻣﯾر ﻋﺑد اﻟﺳﯾد ﺗﻧﺎﻏو :م.س .ص .80
215ـ ﺳﻠﯾﻣﺎن ﻣرﻗس :اﻟواﻓﻲ ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ :ﻓﻲ اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺳﻣﺎة ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ وﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ دار اﻟﻛﺗب اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻣﺻر ــــ
– – –
– 1998ط -5ج -7ص .111
-ﺳﻣﯾر ﻋﺑد اﻟﺳﯾد ﺗﻧﺎﻏو :اﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ واﻟﻌﯾﻧﯾﺔ – ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف – اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ .68 – 1986-
213
وﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ دﻓﻊ اﻟﻛﻔﯾل ﺑوﺟوب ﺗﺟرﯾد ﻣدﯾﻧﮫ أوﻻ ﻣن أﻣواﻟﮫ وﻗف إﺟراءات اﻟﺗﻧﻔﯾذ
ﻋﻠﻰ أﻣوال اﻟﻛﻔﯾل ،()218217وذﻟك ﻟﯾس ﺑﻣﻧﻊ اﻻﺳﺗﻣرار ﻓﯾﮭﺎ ﻓﺣﺳب ،ﺑل أﯾﺿﺎ ﺑﺗﻌطﯾل ﻛل
أﺛر ﻟﻣﺎ ﺗم ﻣﻧﮭﺎ ،وﯾﻠزم اﻟداﺋن آﻧذاك ﺑﺎﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻋﻠﻰ أﻣوال ﻣدﯾﻧﮫ أوﻻ ،ﻓﺈذا ﺣﺻل ﻣﻧﮭﺎ ﺣﻘﮫ
ﻛﺎﻣﻼ اﻧﻘﺿﻰ ﺑﺎﻟﺗﺑﻌﯾﺔ اﻟﺗزام اﻟﻛﻔﯾل ،أﻣﺎ إذا ﻟم ﺗف ﺳوى ﺑﺳداد ﺟزء ﻣن اﻟدﯾن ،ﻓﺈﻧﮫ ﺗﺑرأ ذﻣﺔ
اﻟﻛﻔﯾل ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﺣدود ،وﯾﺣق ﻟﻠداﺋن أن ﯾﺑﺎﺷر اﻟﺗﻧﻔﯾذ آﻧذاك ﻋﻠﻰ أﻣوال اﻟﻛﻔﯾل ﻻﺳﺗﯾﻔﺎء ﺑﺎﻗﻲ
اﻟدﯾن.
ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﻣﺗﻰ وﺟد رھن رﺳﻣﻲ ﻣﻘدم ﻣن طرف اﻟﻛﻔﯾل ﻟم ﯾﻛن ﻣن اﻟﺟﺎﺋز ﻣطﻠﻘﺎ أن
ﯾدﻓﻊ ﺑﺎﻟﺗﺟرﯾد ،ﻟوﺟود اﺳﺗﺛﻧﺎء ﺗﺷرﯾﻌﻲ ﯾﻣﻧﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻛﻔﯾل اﻟﻌﯾﻧﻲ اﻟﺗﻣﺳك ﺑﮭذا اﻟدﻓﻊ ،ﻓﻘد ﺟﺎء
ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 196ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" إذا ﻛﺎن اﻟراھن ﻛﻔﯾﻼ ﻋﯾﻧﯾﺎ ﻓﻼ ﯾﺟوز اﺳﺗﯾﻔﺎء اﻟدﯾن ﻣن ﻏﯾر ﺛﻣن اﻟﻣﻠك اﻟﻣرھون
وﻟﯾس ﻟﻠﻛﻔﯾل اﻟﻌﯾﻧﻲ أن ﯾﺗﻣﺳك ﺑﺣق ﺗﺟرﯾد اﻟﻣدﯾن" .
) 219
217ـ إن ﺣق اﻟﺗﺟرﯾد ﻟﯾس ﻗﺎﺻرا ﻋﻠﻰ اﻟﻛﻔﯾل وﺣده ،ﺑل إن ﻛﻔﯾل اﻟﻛﻔﯾل ﻟﮫ أن ﯾطﻠب ﺗﺟرﯾد اﻟﻛﻔﯾل أوﻻ ﻗﺑل اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻋﻠﯾﮫ ،ﻓﻘد ﻧص
اﻟﻔﺻل 1139ﻣن ق.ل.ع ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
"ﻻ ﯾﻠﺗزم ﻛﻔﯾل اﻟﻛﻔﯾل إزاء اﻟداﺋن إﻻ ﻋﻧد إﻋﺳﺎر اﻟﻣدﯾن اﻷﺻﻠﻲ و اﻟﻛﻔﻼء ﺟﻣﯾﻌﺎ ،أو إذا ﻛﺎن اﻟﻛﻔﯾل ﻗد ﺗﺣﻠل ﻣن اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ
ﺗﻣﺳﻛﮫ ﺑدﻓوع ﺷﺧﺻﯾﺔ ﻣﺣﺿﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﮫ ".
219ـ ﻻﺣظ أﻧﮫ طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﺈن ھﻧﺎك ﺗﻣﺔ ﺣﺎﻻت ﻻ ﯾﺟوز ﻓﯾﮭﺎ ﻟﻠﻛﻔﯾل أن ﯾﺣﺗﺞ ﺿد اﻟداﺋن ﺑﮭذا اﻟدﻓﻊ .وھذه اﻟﺣﺎﻻت
ﻧص ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻟﻔﺻل 1137ﻣن ق.ل.ع اﻟذي ﺟﺎء ﻓﯾﮫ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
"ﻟﯾس ﻟﻠﻛﻔﯾل طﻠب ﺗﺟرﯾد اﻟﻣدﯾن اﻷﺻﻠﻲ ﻣن أﻣواﻟﮫ:
أوﻻ :إذا ﻛﺎن ﻗد ﺗﻧﺎزل ﺻراﺣﺔ ﻋن اﻟﺗﻣﺳك ﺑﺎﻟدﻓﻊ ﺑﺎﻟﺗﺟرﯾد ،وﻋﻠﻰ اﻟﺧﺻوص إذا ﻛﺎن ﻗد اﻟﺗزم ﻣﺗﺿﺎﻣﻧﺎ ﻣﻊ اﻟﻣدﯾن اﻷﺻﻠﻲ.
ﺛﺎﻧﯾﺎ :إذا ﺻﻌﺑت إﻟﻰ ﺣد ﻛﺑﯾر ﻣطﺎﻟﺑﺔ اﻟﻣدﯾن اﻷﺻﻠﻲ واﺗﺧﺎذ إﺟراءات اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻋﻠﯾﮫ ،ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗﺣوﯾل ﻣﺣل إﻗﺎﻣﺗﮫ أو ﻣرﻛز ﺻﻧﺎﻋﺗﮫ
ﺑﻌد ﻗﯾﺎم اﻻﻟﺗزام.
ﺛﺎﻟﺛﺎ :إذا ﻛﺎن اﻟﻣدﯾن اﻷﺻﻠﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ إﻋﺳﺎر ﺑﯾن أو إﻓﻼس وﻗﻊ إﺷﮭﺎره .
راﺑﻌﺎ :إذا ﻛﺎﻧت اﻷﻣوال اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ﺗﺟرﯾد اﻟﻣدﯾن ﻣﻧﮭﺎ ﻣﺗﻧﺎزﻋﺎ ﻋﻠﯾﮭﺎ أو ﻣﺛﻘﻠﺔ ﺑرھون رﺳﻣﯾﺔ ﺗﺳﺗﻐرق ﺟزءا ﻛﺑﯾرا ﻣن ﻗﯾﻣﺗﮭﺎ ،أو
ﻛﺎن ﻣن اﻟواﺿﺢ أﻧﮫ ﻟﯾﺳت ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻟﻠوﻓﺎء ﺑﻛل ﺣق اﻟداﺋن وﻟم ﯾﻛن ﻟﻠﻣدﯾن ﻋﻠﯾﮭﺎ إﻻ ﺣق ﻗﺎﺑل ﻟﻠﻔﺳﺦ ".
أﻧظر ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟذﻟك ﻓﻲ ﻗرار اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻋدد 176ﺑﺗﺎرﯾﺦ 24/01/2001ﻓﻲ اﻟﻣﻠف اﻟﺗﺟﺎري ﻋدد -1526/3/2/2000
ﻏﯾر ﻣﻧﺷور .
و ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﺳﯾﺎق ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗرار ﻟﻠﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ـــ ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﺣﺎﻟﯾﺎ ـــ ﻋدد 1461ﺑﺗﺎرﯾﺦ 18/07/2001ﻓﻲ اﻟﻣﻠف ﻋدد
-840/00ﻏﯾر ﻣﻧﺷور ،ﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
" ...إن ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرھﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص دﻓﻊ اﻟﻛﻔﯾل ﺑﺿرورة ﺗﺟرﯾد اﻟﻣدﯾن أوﻻ أﻧﮫ ﻻ ﻣوﺟب ﻟﺗطﺑﯾق ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﺻل
1137ﻣن ق.ل.ع ﻟﺧﻠو ﻋﻘد اﻟﺿﻣﺎن ﻣن اﻟﻧص ﺻراﺣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗزام اﻟﻛﻔﯾﻠﯾن ﺑﺎﻟﺗﺿﺎﻣن ﻣﻊ اﻟﻣدﯾﻧﺔ اﻷﺻﻠﯾﺔ ﻓﻲ اﻷداء ﺗﻛون ﻗد
ﺧرﻗت اﻟﻔﺻل اﻟﻣذﻛور ﻣﺎ دام اﻟﺛﺎﺑت ﻣن اﻟﻌﻘد أن اﻟﻛﻔﯾﻠﯾن ﺿﺎﻣﻧﺎن ﻣﺗﺿﺎﻣﻧﺎن ﻷداء دﯾون اﻟﺷرﻛﺔ ،وﯾﻛون ﻗرارھﺎ اﻟﻣﺳﺗﻧد
ﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﺻل 1136ﻣن ق.ل.ع ﻏﯾر ﻣرﺗﻛز ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻣﻣﺎ ﯾﺗﻌﯾن ﻣﻌﮫ ﻧﻘﺿﮫ".
-أﻧظر ﻓﻲ ﻧﻔس اﻻﺗﺟﺎه ﻗرار اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻋدد 1137ﺑﺗﺎرﯾﺦ 23/5/2001ﻓﻲ اﻟﻣﻠف اﻟﺗﺟﺎري ﻋدد – 61/3/2001
ﻣﻧﺷور ﺑﺳﻠﺳﻠﺔ اﻟﻘﺎﻧون واﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ – ع -1-2003ﻋدد ﻣوﺿوﻋﮫ اﻟﻔواﺋد اﻟﺑﻧﻛﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺳﻌر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ واﻟﺳﻌر اﻻﺗﻔﺎﻗﻲ –
ص .66
وﻓﻲ ﻧﻔس ھذا اﻻﺗﺟﺎه ﺗﺳﯾر ﺑﻌض ﻣﺣﺎﻛم اﻟﻣوﺿوع ،ﻣن ذﻟك ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗرار ﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﺎﻟدار اﻟﺑﯾﺿﺎء :
" ...إﻧﮫ ﺑﺧﺻوص ﻣﺎ ﺗﻣﺳك ﺑﮫ اﻟطﺎﻋن ﻣن ﺿرورة اﻟرﺟوع ﻋﻠﻰ اﻟﻣدﯾﻧﺔ اﻷﺻﻠﯾﺔ أوﻻ ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﺳﺗﻧد ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ،ذﻟك أن
اﻟﺛﺎﺑت ﻣن ﻣﻌطﯾﺎت اﻟﻣﻠف أن اﻟطﺎﻋن ﻣﻧﺢ رھﻧﺎ ﻋﻘﺎرﯾﺎ ﻟﺿﻣﺎن اﻟدﯾن ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈﻧﮫ ﺑﺣﻠول اﻟدﯾن ﯾﺟوز ﻟﻠداﺋن اﻟﻣرﺗﮭن أن ﯾﻘوم
ﺑﺎﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻋﻠﻰ ھذا اﻟﻌﻘﺎر ﺑﻣﺟرد ﻋدم ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣدﯾن ﻻﻟﺗزاﻣﮫ ،وﻻ ﯾﺣق ﻟﻠﻛﻔﯾل أن ﯾدﻓﻊ ﺑﺗﺟرﯾد ھذا اﻷﺧﯾر ﻷﻧﮫ ﺣﯾن اﻟﺗزم ﺑﺎﻟﺗﺿﺎﻣن
ﯾﻛون ﻗد ﺗﻧﺎزل ﻋن اﻟدﻓﻊ ﺑﺎﻟﺗﺟرﯾد واﻟﻘﺳﻣﺔ".
-ﻗرار ﻋدد 3514/2003ﺑﺗﺎرﯾﺦ 24/11/2003ﻓﻲ اﻟﻣﻠف ﻋدد -3487/2003/9ﻏﯾر ﻣﻧﺷور .
أﻧظر ﻓﻲ ﻧﻔس اﻻﺗﺟﺎه ﻗرار ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﺎﻟدار اﻟﺑﯾﺿﺎء ،ﻋدد 3471/2004ﺑﺗﺎرﯾﺦ 11/11/2004ﻓﻲ اﻟﻣﻠف
ﻋدد – 813/2004/10ﻏﯾر ﻣﻧﺷور .
وﻓﻲ اﻟﺳﯾﺎق ﻧﻔﺳﮫ ﻧﻘرأ ﻓﻲ ﺣﻛم ﺻﺎدر ﻋن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺑﺎﻟدار اﻟﺑﯾﺿﺎء:
" ﺣﯾث إن ﻣﺎ اﻋﺗﻣده اﻟطﺎﻋن ﻓﻲ طﻠﺑﮫ ھو أﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﮫ ﺑﺎﻟﺣﺟز ﺑﺎﻋﺗﺑﺎره ﻟﯾس ﻣﻣﺛﻼ ﻟﻠﺷرﻛﺎت وأﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﮫ ﻣﻊ اﻟﺣﺎﺟز وأن إﺟراءات
اﻟﺣﺟز ﻏﯾر ﻣﺑﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻣن اﻟﻘﺎﻧون .
214
ﺛﺎﻧﯾﺎ :أﺟل ﻣطﺎﻟﺑﺔ اﻟﻛﻔﯾل ﺑﺄداء اﻟدﯾن
اﻷﺻل أن اﻟداﺋن ﻻ ﯾﺣق ﻟﮫ ﻣطﺎﻟﺑﺔ اﻟﻛﻔﯾل ﺑﺄداء اﻟدﯾن اﻟﻣﺿﻣون إﻻ ﻋﻧد ﺣﻠول اﻷﺟل
اﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ،وﻣﺑدﺋﯾﺎ ﻓﺈن ھذا اﻷﺟل ھو اﻷﺟل اﻟﻣﻣﻧوح ﻟﻠﻣدﯾن اﻷﺻﯾل ،وﻗد ﯾﻛون
أﺟﻼ آﺧرا أﻗﺻر أو أﺑﻌد ﻣن اﻷﺟل اﻟﻣﺧول ﻟﻠﻣدﯾن ،()221220وﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺗﯾن ﻣﻌﺎ ﻧﺣن أﻣﺎم
ﺗطﺑﯾق ﻣن ﺗطﺑﯾﻘﺎت اﻻﻟﺗزام اﻟﻣوﺻوف اﻟﻣﺿﺎف ﻷﺟل.()223222
ﻓﻔﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻷوﻟﻰ اﻟﺗﻲ ﯾﻛون ﻓﯾﮭﺎ اﻷﺟل اﻟﻣﻣﻧوح ﻟﻠﻛﻔﯾل أﻗﺻر ﻣن اﻷﺟل اﻟذي اﻟﺗزم
ﺑﮫ اﻷﺻﯾل ،ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﻠداﺋن أن ﯾطﺎﻟب اﻟﻛﻔﯾل ﺑﺄداء اﻟدﯾن ﻗﺑل ﺣﻠول اﻷﺟل اﻟﻣﻣﻧوح
ﻟﻠﻣدﯾن اﻷﺻﻠﻲ إﻋﻣﺎﻻ ﻟﻣﺑدأ ﺗﺑﻌﯾﺔ اﻟﺗزام اﻟﻛﻔﯾل ﻟﻼﻟﺗزام اﻟﻣﻛﻔول .وإذا ﺗﻧﺎزل اﻟﻣدﯾن ﻋن
اﻷﺟل ﻓﺈن ﺗﻧﺎزﻟﮫ ﯾﻠزﻣﮫ وﺣده وﻻ ﯾﺣﺗﺞ ﺑﮫ ﺿد اﻟﻛﻔﯾل اﻟذي ﻻ ﯾﻣﻛن ﻣطﺎﻟﺑﺗﮫ إﻻ ﻋﻧد ﺣﻠول
اﻷﺟل ،أﻣﺎ إذا ﻣﻧﺢ اﻟداﺋن أو اﻟﻘﺎﺿﻲ ()225224ﻟﻠﻣدﯾن أﺟﻼ ﻓﺈن اﻟﻛﻔﯾل ﯾﺳﺗﻔﯾد ﻣﻧﮫ.()227226
وأﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻛون ﻓﯾﮭﺎ اﻷﺟل اﻟﻣﻣﻧوح ﻟﻠﻛﻔﯾل أﺑﻌد ﻣن اﻷﺟل اﻟﻣﻣﻧوح
ﻟﻠﻣدﯾن اﻷﺻﯾل ،ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻠداﺋن أن ﯾﻣﺎرس دﻋوى اﻷداء ﺿد اﻟﻛﻔﯾل ﻗﺑل ﺣﻠول اﻷﺟل
وﺣﯾث إﻧﮫ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠوﺳﯾﻠﺔ اﻷوﻟﻰ اﻟﻣﺳﺗﻣدة ﻣن اﻧﻌدام ﻋﻼﻗﺔ اﻟطﺎﻋن ﺑﻣؤﺳﺳﺔ .....ﻓﻘد ﺗﺑﯾن ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ أن اﻟﺳﯾد ﻟطﻔﻲ ﻓﻲ إطﺎر
اﻟﻘروض اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻟﻠﺷرﻛﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻟﻣﺳﯾرة ﻗد ﻧﺻب ﻧﻔﺳﮫ ﻛﻔﯾﻼ ﺑﺎﻟﺗﺿﺎﻣن وذﻟك ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻣؤرﺧﺔ ﻓﻲ
.29/09/1997
وﺣﯾث إن اﻟﻌﻘود اﻟﻣذﻛورة ﻟم ﺗﻛن ﻣوﺿوع أي طﻌن ﺑﺎﻟطرﯾق اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻣن طرف اﻟﻣدﻋﻲ اﻷﻣر اﻟذي ﯾﻛون ﻣﻌﮫ ﻣﺿﻣوﻧﮭﺎ
ﻣوﺛوﻗﺎ ﺑﮫ وﺣﺟﺔ ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ اﻟطﺎﻋن ،ﻣﻣﺎ ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻣﻌﮫ اﻋﺗﺑﺎره ﻛﻔﯾﻼ ﻟﻠدﯾون ﻣوﺿوع ھذه اﻟﻌﻘود .
وﺣﯾث إﻧﮫ ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻛﻔﺎﻟﺔ ﻓﺈن اﻟﻛﻔﯾل ﯾﺿﻣن ﺗﻧﻔﯾذ ﺟﻣﯾﻊ اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺣﻣل ﺑﮭﺎ اﻟﻣدﯾن ﻧﻔﺳﮫ ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ ھذا
اﻟﻌﻘد".
-ﺣﻛم ﻋدد 276ﺑﺗﺎرﯾﺦ 25/10/2000ﻓﻲ اﻟﻣﻠف ﻋدد 745/99ت – ﻣﻧﺷور ﺑﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ – ع -87ﻣﺎرس – أﺑرﯾل
– 2001ص.177
220ـ ﯾﻧص اﻟﻔﺻل 1128ﻣن ق.ل.ع ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
"ﻻ ﯾﺻﺢ أن ﺗﺗﺟﺎوز اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻣﺎ ھو ﻣﺳﺗﺣق ﻋﻠﻰ اﻟﻣدﯾن ،إﻻ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻷﺟل".
)
-( 222ﯾﺟوز ﻟﻠﻛﻔﯾل أن ﯾﺗﻧﺎزل ﻋن اﻷﺟل اﻟﻣﻘرر ﻟﻣﺻﻠﺣﺗﮫ وﯾؤدي اﻟدﯾن ﻧﻘدا رﻏم ﻣﻌﺎرﺿﺔ اﻟﻣدﯾن ،وﺳﻧدﻧﺎ ﻓﻲ ذﻟك ھو اﻟﻘﯾﺎس ﻋﻠﻰ
اﻟﺗزام اﻟﻣدﯾن اﻷﺻﯾل ،إﻋﻣﺎﻻ ﻟﻘﺎﻋدة أن اﻟﺗﺎﺑﻊ ﺗﺎﺑﻊ وﻻ ﯾﻔرد ﺑﺎﻟﺣﻛم ،وﻛذا ﻗﺎﻋدة أن اﻟﺗﺎﺑﻊ ﯾﺄﺧذ ﺣﻛم اﻟﻣﺗﺑوع ،ﻓﻘد ﻧص اﻟﻔﺻل
= 135ﻣن ق.ل.ع :
"ﯾﻔﺗرض ﻓﻲ اﻷﺟل أﻧﮫ ﻣﺷﺗرط ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣدﯾن ،وﯾﺟوز ﻟﻠﻣدﯾن أن ﯾﻧﻔذ اﻹﻟﺗزام وﻟو ﻗﺑل ﺣﻠول أﺟﻠﮫ ،إذا ﻛﺎن ﻣﺣﻠﮫ ﻧﻘودا وﻟم ﺗﻛن
ﻟﻠداﺋن ﻣﺿرة ﻓﻲ اﺳﺗﯾﻔﺎﺋﮫ ﻗﺑل ﺣﻠول اﻷﺟل ،وﯾطﺑق ﻛل ﻣﺎ ﺳﺑق ﻣﺎ ﻟم ﯾﻘض اﻟﻘﺎﻧون أو اﻟﻌﻘد ﺑﺧﻼﻓﮫ".
وھﻛذا ﻓﺈذا واﻓق اﻟداﺋن ﻋﻠﻰ ﺗﺳﻠم اﻟدﯾن ﻓﻼ إﺷﻛﺎل ،وإذا رﻓض ﻛﺎن ﻟﻠﻛﻔﯾل أن ﯾﺗﺣﻠل ﻣن اﻟدﯾن ﻋن طرﯾق ﺳﻠوك ﻣﺳطرة اﻟﻌرض
اﻟﻌﯾﻧﻲ واﻹﯾداع ﻛﻣﺎ ھﻲ ﻣﺣددة ﻓﻲ اﻟﻔﺻول 275إﻟﻰ 287ﻣن ق.ل.ع .واﻟﻔﺻول ﻣن 171إﻟﻰ 178ﻣن ق.م.م.
ﻟﻠﻣزﯾد ﻣن اﻹﯾﺿﺎح راﺟﻊ :
-زھدي ﯾﻛن :ﺷرح ﻗﺎﻧون اﻟﻣوﺟﺑﺎت واﻟﻌﻘود – ج -16ﻓﻲ ﻋﻘود اﻟﺿﻣﺎن واﻟﺻﻠﺢ واﻟﻛﻔﺎﻟﺔ -دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ – ﺑﯾروت – ط1-1970
ص .273
ـ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻻﺗﺟﺎه ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗرار ﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﻔﺎس ﻣﺎ ﯾﻠﻲ ... " :إﻧﮫ ﻣن اﻟﺛﺎﺑت ﻣن اﻟﺣﻛم رﻗم 50/2001 226
اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 21/01/2001أن ﺷرﻛﺔ .....اﻷﺻﻠﯾﺔ ﻗد ﺣﻛم ﺑﺗﺻﻔﯾﺗﮭﺎ وﺑذﻟك ﻻ ﯾﺣق ﻟﻠﺑﻧك اﻟﻣﺳﺗﺄﻧف ﻋﻠﯾﮫ اﻟرﺟوع ﺿد
اﻟﻛﻔﻼء إﻻ ﺑﻌد اﻧﺗﮭﺎء اﻟﻔﺗرة اﻻﻧﺗﻘﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗم ﺧﻼﻟﮭﺎ اﻟﺗﺻرﯾﺢ ﺑﺎﻟدﯾون ،وھو ﻣﺎ ﯾوﻗف ﻣﻔﻌول اﻹﻧذارﯾن اﻟﻣوﺟﮭﯾن ﻟﻠﻛﻔﻼء
اﻟﻣﺳﺗﺄﻧﻔﯾن وﯾﻛون طﻠﺑﮭم إﯾﻘﺎف اﻹﺟراءات ﻓﻲ اﻟﻣﻠﻔﯾن ﻣوﺿوع اﻹﻧذارﯾن اﻟﻌﻘﺎرﯾﯾن اﻟﻣذﻛورﯾن ﻓﻲ ﻣﺣﻠﮫ ،واﻟﺣﻛم اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑرﻓض
طﻠﺑﮭم ﻟم ﯾﻛن ﻋﻠﻰ ﺻواب وﯾﺗﻌﯾن إﻟﻐﺎؤه".
-ﻗرار ﻋدد 1115ﺑﺗﺎرﯾﺦ 17/10/2002ﻓﻲ اﻟﻣﻠف ﻋدد 761/2002ـــ ﻏﯾر ﻣﻧﺷور .
215
اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﮫ وﻟو ﺣل أﺟل ﻣطﺎﻟﺑﺔ اﻷﺻﯾل ،ذﻟك أن اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﯾﺟوز أن ﺗﺑرم ﺑﺷروط أھون ﻣن
ﺷروط اﻻﻟﺗزام اﻷﺻﻠﻲ.(229)228
ﻋﻠﻰ أن ﻣﺟﻣوع ھذه اﻷﺣﻛﺎم ﺗﺻﺑﺢ ﻣﺣل ﻧظر ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻐﯾر ﻓﯾﮭﺎ وﺿﻌﯾﺔ
اﻟﻛﻔﯾل
أو اﻟﻣدﯾن ﺑﺎﻟوﻓﺎة أو اﻹﻋﺳﺎر أو اﻟﺧﺿوع ﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺳﺎطر اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺻﻌوﺑﺎت
اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ،وھﻛذا ﻓﻣن ﺟﮭﺔ أوﻟﻰ ﻛﺎن اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ واﺿﺣﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص ﻋدم ﺗﺄﺛر اﻷﺟل
اﻟﻣﻣﻧوح ﻟﻠﻛﻔﯾل ﺑوﻓﺎة اﻟﻣدﯾن اﻷﺻﻠﻲ ،إذ ﻗرر أﻧﮫ ﯾﺣل ﻓﻘط أﺟل اﻟدﯾن ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺗرﻛﺔ
اﻟﮭﺎﻟك ،ﻓﻘد ﻧص اﻟﻔﺻل 1135ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" ...ﺛﺎﻟﺛﺎ :وﻓﺎة اﻟﻣدﯾن ﺗؤدي إﻟﻰ ﺣﻠول أﺟل اﻟدﯾن ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﻰ ﺗرﻛﺗﮫ وﻟﻛن ﻻ ﯾﺳوغ
ﻟﻠداﺋن ﻣطﺎﻟﺑﺔ اﻟﻛﻔﯾل ﻗﺑل ﺣﻠول اﻷﺟل اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﮫ".()231230
وﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺑل ،ﻓﺈن اﻟﻣﺷرع ﻟم ﯾﺑﯾن ﺣﻛم أﺛر وﻓﺎة اﻟﻛﻔﯾل ﻋﻠﻰ ﺣﻠول اﻟدﯾن ،وﻧﻌﺗﻘد أﻧﮫ ﻓﻲ
233232
ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺗﻧﺗﻘل آﺛﺎر اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻟﺗرﻛﺔ اﻟﻛﻔﯾل دون أن ﺗﺗﻌداھﺎ ﻟﻸﻣوال اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻟﻠورﺛﺔ
)( ،ﻓﺈذا ﻟم ﯾﻛن ﻟﻠﺗرﻛﺔ أﻣوال ﺟﺎز ﻟﻠداﺋن أن ﯾطﺎﻟب ﺑﺿﻣﺎﻧﺎت ﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺔ ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ ﻓﻘدان
234
ﻣزﯾﺔ اﻷﺟل ،وﺳﻧدﻧﺎ ﻓﻲ ذﻟك ھو ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن اﻟﻔﺻل 139ﻣن ق.ل.ع
)235
.
وإﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﺣﻠول أﺟل اﻟدﯾن ﺑوﻓﺎة اﻟﻣدﯾن ،ﻓﺈن أﺟل اﻟدﯾن ﯾﺣل ﺑﻔﺗﺢ ﻣﺳطرة اﻟﺗﺻﻔﯾﺔ
اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ اﻟﻣدﯾن ،ﻓﻘد ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 627ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻟﺗﺟﺎرة ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
237236
"ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻛم اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﻔﺗﺢ اﻟﺗﺻﻔﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺣﻠول آﺟﺎل اﻟدﯾون اﻟﻣؤﺟﻠﺔ"
)(.
- 232أﻧظر :أﺣﻣد دﺣﻣﺎن :اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻻﺳﺗﺧﻼص اﻟدﯾون اﻟﺑﻧﻛﯾﺔ – اﻟﻧدوة اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻟﻠﻌﻣل اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ واﻟﺑﻧﻛﻲ ﻓﻲ ﻣوﺿوع :اﻟﻌﻣل
اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ وﺗطورات اﻟﻘطﺎع اﻟﺑﻧﻛﻲ ﺑﺎﻟﻣﻐرب – ﺑﺗﺎرﯾﺦ 19و 20ﯾوﻧﯾﮫ -1993ﻣطﺑﻌﺔ اﻷﻣﻧﯾﺔ – اﻟرﺑﺎط – -1994ص .273
-راﺟﻊ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﺳﯾﺎق ﻗرار اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻋدد 1405اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 22/12/2004ﻣﻧﺷور ﺑﺎﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ﻟﻘﺎﻧون اﻷﻋﻣﺎل
واﻟﻣﻘﺎوﻻت – ع – 8ﻣﺎي -2005ص .129
)
"إذا ﻛﺎن إﻧﻘﺎص اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟﻣﻌطﺎة ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻌﻘد ﻧﺎﺗﺟﺎ ﻋن ﺳﺑب أﺟﻧﺑﻲ ﻋن إرادة اﻟﻣدﯾن،ﻓﺈن ھذا اﻷﺧﯾر ﻻ ﺗﺳﻘط ﻋﻧﮫ ﻣزﯾﺔ
اﻷﺟل ﺑﻘوة اﻟﻘﺎﻧون وﻟﻛن ﯾﻛون ﻟﻠداﺋن اﻟﺣق ﻓﻲ أن ﯾطﻠب ﺿﻣﺎﻧﺎت ﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺔ ،ﻓﺈذا ﻟم ﺗﻘدم ﺣق ﻟﮫ أن ﯾطﻠب ﺗﻧﻔﯾذ اﻹﻟﺗزام ﻋﻠﻰ اﻟﻔور".
236ـ ﻧﺷﯾر إﻟﻰ أﻧﮫ إذا ﻗﺿﻲ ﺑﺗﻔوﯾت اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻓﻲ إطﺎر ﻣﺳطرة اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﺈن ذﻟك ﯾرﺗب ﺣﻠول اﻟدﯾون اﻟﻣؤﺟﻠﺔ ،ﻓﻘد ﻧﺻت اﻟﻔﻘرة
اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن اﻟﻣﺎدة 615ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻟﺗﺟﺎرة ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ " :ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻛم اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﻣﺧطط اﻟﺗﻔوﯾت اﻟﻛﻠﻲ اﺳﺗﺣﻘﺎق اﻟدﯾون ﻏﯾر
اﻟﺣﺎﻟﺔ".
ھذا ﻣﻊ اﻟﻌﻠم أن اﻟﺣﻛﻣﯾن اﻟﻣذﻛورﯾن ﺗﻘررھﻣﺎ أﯾﺿﺎ اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻓﻘد ﻧﺻت اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ ﻣن اﻟﻔﺻل 139ﻣن ق.ل.ع ﻋﻠﻰ
أﻧﮫ:
"ﯾﻔﻘد اﻟﻣدﯾن ﻣزﯾﺔ اﻷﺟل إذا أﺷﮭر إﻓﻼﺳﮫ ،أو أﺿﻌف ﺑﻔﻌﻠﮫ اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟﺗﻲ ﺳﺑق ﻟﮫ أن أﻋطﺎھﺎ ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻌﻘد ،أو ﻟم
ﯾﻌط اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺗﻲ وﻋد ﺑﮭﺎ"...
)
216
وﻣن ھﻧﺎ ﻧﺗﺳﺎءل ﻣﺎ أﺛر ﺣﻠول أﺟل دﯾن اﻷﺻﯾل ﻋﻠﻰ اﻷﺟل اﻟﻣﻣﻧوح ﻟﻠﻛﻔﯾل ،ﺑﻣﻌﻧﻰ
ھل ﯾﺗرﺗب ﻟزوﻣﺎ وﺗﺑﺎﻋﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﻘوط أﺟل ﻣطﺎﻟﺑﺔ اﻟﻣدﯾن ﺑﺎﻟدﯾن ﺳﻘوط ﻣزﯾﺔ اﻷﺟل اﻟﻣﺧول
ﻟﻠﻛﻔﯾل؟
ﻟﻘد ذھب اﻟرأي اﻟراﺟﺢ ﻓﻘﮭﺎ إﻟﻰ أن ﺳﻘوط أﺟل اﻟﻣدﯾن ﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻻ ﯾﻛون إﻻ
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣدﯾن ،أﻣﺎ اﻟﻛﻔﯾل ﻓﯾﺟوز ﻟﮫ أن ﯾﺗﻣﺳك ﺑﺎﻷﺟل ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻻ ﺗﺟوز ﻣطﺎﻟﺑﺗﮫ ﻗﺑل
اﻧﻘﺿﺎء اﻷﺟل اﻷﺻﻠﻲ وﻻ ﯾؤﺛر ﻓﻲ ﻣرﻛزه ﺗﻐﯾﯾر وﺿﻌﯾﺔ اﻟﻣدﯾن اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺳﻠﺑﺎ ،ذﻟك أن ھذا
اﻷﺟل ﻛﺎن ﻣوﺟودا وﻗت اﻧﻌﻘﺎد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺎﻟﺗزام اﻟﻛﻔﯾل ﯾﺗﺣدد ﺑﮭذا اﻷﺟل ﺣﺗﻰ ﻟو
ﺳﻘط ﺑﻌد ذﻟك أﺟل اﻟﺗزام اﻟﻣدﯾن ،إذ أﻧﮫ ﻻ ﯾﻣﻛن ﺟﻌل ﻣرﻛز اﻟﻛﻔﯾل أﺳوأ ﺑﻌد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ،
.)239238
ﺧﺻوﺻﺎ أﻧﮫ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻌﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺑﺷروط أھون ﻣن ﺷروط اﻟدﯾن اﻟﻣﻛﻔول
وﺑﺧﻼف ذﻟك ،ﯾﻌﺗﺑر ﺟﻣﯾل اﻟﺷرﻗﺎوي أن ﺳﻘوط أﺟل اﻟﺗزام اﻟﻣدﯾن اﻷﺻﻠﻲ ﯾرﺗب
ﺑﺎﻟﺗﺑﻌﯾﺔ ﺳﻘوط اﻷﺟل ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻛﻔﯾل ،ﻷن ﺟوھر اﻟﺗزام اﻟﻛﻔﯾل ﯾﺗﻠﺧص ﻓﻲ ﺿﻣﺎن اﻟوﻓﺎء
240
ﺑﺎﻻﻟﺗزام اﻷﺻﻠﻲ إذا ﻟم ﯾﺗﻣﻛن اﻟﻣدﯾن ﻣن اﻟوﻓﺎء ﺑﮫ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺎﻟﺗزام اﻟﻛﻔﯾل ﯾﺻﺑﺢ ﺣﺎﻻ
.()241
وھذا اﻟرأي اﻷﺧﯾر ،وإن ﻛﺎن ﯾﺑدو ﻏﯾر ﻋﺎدل ﻷﻧﮫ ﯾﺣرم اﻟﻛﻔﯾل ﻣن ﻣزﯾﺔ اﻷﺟل
اﻟﻣﺧول ﻟﮫ اﺗﻔﺎﻗﺎ ،ﻓﺈن ﻣدوﻧﺔ اﻟﺗﺟﺎرة ﺗﺑﻧﺗﮫ ﺻراﺣﺔ ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻔﻘرة اﻷﺧﯾرة ﻣن اﻟﻣﺎدة 662
اﻟﺗﻲ ﺟﺎء ﻓﯾﮭﺎ" :ﯾﺣﺗﺞ ﻋﻠﻰ اﻟﻛﻔﻼء ﺑﺳﻘوط اﻷﺟل".()243242
اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :أﺛر ﺳﻘوط دﯾن اﻟﻣدﯾن اﻷﺻﯾل ﻋﻠﻰ اﻟﺗزام اﻟﻛﻔﯾل
242ـ ﻻﺣظ أن ﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻛﺎن ﻗﺎﺳﯾﺎ ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ اﻟﻛﻔﯾل ،إذ ﺣرﻣﮫ ﻣن اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن اﻵﺟﺎل اﻟﺗﻲ ﯾﺧوﻟﮭﺎ ﻟﮫ ﻣﺧطط
اﻻﺳﺗﻣرارﯾﺔ ،وﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺑل ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﺳﺗﻔﯾد ﻣن وﻗف ﺳرﯾﺎن اﻟﻔواﺋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ وﻓواﺋد اﻟﺗﺄﺧﯾر ،ﻓﻘد ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 662ﻣن
ﻣدوﻧﺔ اﻟﺗﺟﺎرة ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
"ﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻛﻔﻼء ﻣﺗﺿﺎﻣﻧﯾن ﻛﺎﻧوا أم ﻻ ،أن ﯾﺗﻣﺳﻛوا :
-ﺑﻣﻘﺗﺿﯾﺎت ﻣﺧطط اﻻﺳﺗﻣرارﯾﺔ.
-ﺑوﻗف ﺳرﯾﺎن اﻟﻔواﺋد اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ."659
ﻓﺎﻟﻣﺷرع ارﺗﺄى أن ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ وﺣدھﺎ ھﻲ اﻷوﻟﻰ ﺑﺎﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ،وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﻣﻧﺣﮭﺎ آﺟﺎﻻ ﻷداء دﯾوﻧﮭﺎ ﺑﺈﻋﺎدة
ﺟدوﻟﺗﮭﺎ ﻣن ﻏﯾر أن ﯾرھق ﻛﺎھﻠﮭﺎ ﺑﻔواﺋد ﺟدﯾدة.
économisa – - V : Yves Guyon : Droit des affaires , T2, entreprises en difficultés 6ème éd – éditions
Paris -1999-p 274.
وﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺑل ﺷدد اﻟﻣﺷرع ﻣن اﻟﺗزام اﻟﻛﻔﯾل ،وﻧﻌﺗﻘد أن اﺗﺟﺎھﮫ ﻟم ﯾﻛن ﺳﻠﯾﻣﺎ ،ذﻟك أن اﻟﻛﻔﯾل اﻟﻣﻧﻔذ ﻋﻠﯾﮫ ﯾﻣﻠك ﺣق اﻟرﺟوع ﻋﻠﻰ
اﻟﻣدﯾن ،وﻋﻧدﻣﺎ ﺳﯾرﺟﻊ ﻋﻠﯾﮫ ﺳﯾواﺟﮫ ﺑﺎﻷﺟل اﻟﻣﻣﻧوح ﻟﻠﻣدﯾن ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ ﻣﺧطط اﻻﺳﺗﻣرارﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ أﻧﮫ ﻻ ﯾﻣﻛﻧﮫ اﻟرﺟوع ﻋﻠﻰ
اﻷﺻﯾل إﻻ ﻓﻲ ﺣدود ﻣﺑﻠﻎ اﻟدﯾن ،ودون اﻟﻔواﺋد اﻋﺗﺑﺎرا ﻷﻧﮭﺎ ﻣﺗوﻗﻔﺔ ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ اﻟﻣدﯾن اﻷﺻﻠﻲ ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ ﻗﺎﻋدة آﻣرة ﻧﺻت ﻋﻠﯾﮭﺎ
اﻟﻣﺎدة 659ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻟﺗﺟﺎرة .
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺳﺗﺿﯾﻊ ﺣﻘوق اﻟﻛﻔﯾل إذ ﻣن ﺳﯾؤدي ﻟﮫ اﻟﻔواﺋد اﻟﺗﻲ ﺳددھﺎ ،ذﻟك أﻧﮫ إذا رﺟﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻣدﯾن ﺑﺎﻹﺛراء ﺑﻼ ﺳﺑب أﻓرﻏت ﻗﺎﻋدة
وﻗف ﺳرﯾﺎن اﻟﻔواﺋد ﻣن أﺛرھﺎ.
ﻟﻠﻣزﯾد ﻣن اﻹﯾﺿﺎح ﺣول ھذه اﻟﻔﻛرة راﺟﻊ :ﻣﺣﻣد أﺑو اﻟﺣﺳﯾن :وﺿﻌﯾﺔ ﻛﻔﻼء اﻟﻣدﯾن ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻔوﯾت اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﺗﺳوﯾﺔ
اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ – اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ﻟﻘﺎﻧون اﻷﻋﻣﺎل واﻟﻣﻘﺎوﻻت –ع -1ص 85وﻣﺎ ﯾﻠﯾﮭﺎ.
)
217
ﺑﻣﺟرد ﻓﺗﺢ ﻣﺳطرة اﻟﺻﻌوﺑﺎت ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻓﺈن اﻟداﺋﻧﯾن اﻟذﯾن ﯾﻌود دﯾﻧﮭم إﻟﻰ
ﻣﺎ ﻗﺑل ﺻدور ﺣﻛم ﻓﺗﺢ اﻟﻣﺳطرة ،ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء اﻟﻣﺄﺟورﯾن ،ﯾﻠزﻣﮭم أن ﯾﺻرﺣوا ﺑدﯾوﻧﮭم إﻟﻰ
اﻟﺳﻧدﯾك)245244داﺧل اﻵﺟﺎل اﻟﻣﺣددة ﻟذﻟك (،246ﺣﯾث ﯾﻘوم اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻣﻧﺗدب ﺑﺈﺟراءات ﺗﺣﻘﯾق
اﻟدﯾن ﻟﻘﺑوﻟﮫ أو رﻓﺿﮫ ﺿﻣن ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟدﯾون ،ﻓﺈذا ﻗﺑل اﻟدﯾن اﻛﺗﺳب اﻷﻣر ﺣﺟﯾﺔ ﺗﺟﺎه
اﻟﻛﻔﯾل ،()248247وﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﻋدم ﺗﺻرﯾﺢ اﻟداﺋن ﺑﺎﻟدﯾن داﺧل اﻷﺟل ﺳﻘوط اﻟدﯾن ﻣﺎ ﻟم
ﯾﻘض ﺑرﻓﻊ أﺟل اﻟﺳﻘوط ﻣن طرف اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻣﻧﺗدب.()250249
ﻓﺈذا اﻧﻘﺿﻰ اﻟﺗزام اﻟﻣدﯾن اﻷﺻﻠﻲ ﺑﺳﺑب ﻋدم ﺗﺻرﯾﺢ اﻟداﺋن ﺑﮫ داﺧل اﻷﺟل اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ،
ﻓﮭل ﯾﻧﻘﺿﻲ اﻟﺗزام اﻟﻛﻔﯾل ﻋن طرﯾق اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ ﻟﻺﻟﺗزام اﻷﺻﻠﻲ طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻋدة اﻟﻌﺎﻣﺔ
اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 1150ﻣن ق.ل.ع.
ﺟواﺑﺎ ﻋن ھذه اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ ،ذھب ﺑﻌض اﻟﻔﻘﮫ إﻟﻰ اﻟﻘول إن اﻟداﺋن اﻟﻣﮭﻣل ﯾﻔﻘد ﺣﻘﮫ ﻓﻲ
اﻟرﺟوع اﻟﻣﺣﺗﻣل ﺿد اﻟﻛﻔﻼء إن وﺟدوا ،()252251وھذا اﻟرأي ھو اﻟذي ﻛﺎن ﯾﺳﯾر ﻋﻠﯾﮫ
- 251ﻣﺣﻣد ﻛرام :وﺿﻌﯾﺔ اﻟﻛﻔﯾل أﺛﻧﺎء ﻣﺳﺎطر اﻟوﻗﺎﯾﺔ واﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻣن ﺻﻌوﺑﺎت اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ – ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﻧﺗدى – ع -3ﯾوﻧﯾو -2002
ص .137
-ﻣﺣﻣود ﺟﻣﺎل اﻟدﯾن زﻛﻲ :اﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ واﻟﻌﯾﻧﯾﺔ :ﻣطﺎﺑﻊ دار اﻟﺷﻌب – اﻟﻘﺎھرة – ط -1979 -3ص .109
-ﻋﺑد اﻟﺧﺎﻟق ﺣﺳن أﺣﻣد :اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﯾن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ واﻟﻔﻘﮫ اﻹﺳﻼﻣﻲ -دار اﻟﮭدى ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ – اﻟﻘﺎھرة -1986-ص
.278
-ﻋﺑد اﻟراﻓﻊ ﻣوﺳﻰ :ﻧظﺎم اﻹﻓﻼس إﻟﻰ أﯾن – اﻟﺗﺟرﺑﺔ اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ – اﻟدار اﻟﻧﮭﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ – اﻟﻘﺎھرة -1995-ص.317
)
218
ﻗﺿﺎء اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ــ ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﺣﺎﻟﯾﺎ ــ( ،وﻛذا اﻟﺷﺄن ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﻣوﺿوع،
ﻣن ذﻟك ﻗرار ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﺎﻟدار اﻟﺑﯾﺿﺎء ﺑﺗﺎرﯾﺦ 05/03/2002اﻟذي ﺟﺎء
ﺿـﻣن ﺗﻌﻠﯾﻠﮫ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
" ...إﻧﮫ طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻔﻘرة اﻷﺧﯾرة ﻣن اﻟﻣﺎدة 690ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻟﺗﺟﺎرة ﺗﻧﻘﺿﻲ اﻟدﯾون اﻟﺗﻲ ﻟم
ﯾﺻرح ﺑﮭﺎ وﻟم ﺗﻛن ﻣوﺿوع دﻋوى راﻣﯾﺔ إﻟﻰ رﻓﻊ اﻟﺳﻘوط اﻷﻣر اﻟذي ﯾﻛون ﻣﻌﮫ دﯾن
ﺑﻧك اﻟوﻓﺎء ﻗد ﺳﻘط ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ ﺷرﻛﺔ ....ﺑﺳﺑب ﺗﻘدﯾﻣﮫ ﻟدﻋوى رﻓﻊ اﻟﺳﻘوط ﺧﺎرج اﻷﺟل
اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ.
وﺣﯾث إﻧﮫ ﻋﻣﻼ ﺑﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﺻل 1150ﻣن ق.ل.ع ﻓﺈن ﺟﻣﯾﻊ اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺗﻲ ﺗؤدي
إﻟﻰ ﺑطﻼن أو اﻧﻘﺿﺎء اﻻﻟﺗزام اﻷﺻﻠﻲ ﺗؤدي إﻟﻰ اﻧﻘﺿﺎء اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ.
وﺣﯾث إﻧﮫ اﻋﺗﺑﺎرا ﻟذﻟك ﻓﺈن ﻣﺎ ﯾﺗﻣﺳك ﺑﮫ اﻟﺑﻧك اﻟﻣﺳﺗﺄﻧف ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ ﻣواﺻﻠﺔ ﺣﻘوﻗﮫ ﻓﻲ
ﻣواﺟﮭﺔ اﻟﻛﻔﯾل ﺑﻌد أن اﻧﻘﺿﻰ دﯾﻧﮫ ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ اﻷﺻﯾل ،طﻠب ﻻ ﯾرﺗﻛز ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ،ذﻟك
أﻧﮫ ﺑﺎﻧﻘﺿﺎء اﻟدﯾن ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ اﻟﻣدﯾن اﻷًﺻﻠﻲ ،ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻧﻘﺿﻲ أﯾﺿﺎ ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ اﻟﻛﻔﯾل،
وﺗﺑﻌﺎ ﻟذﻟك ﻓﺈن اﻟداﺋن اﻟﻣﮭﻣل اﻟذي ﻓﻘد ﺣق ﻣﻘﺎﺿﺎة اﻷﺻﯾل ﯾﻔﻘد ﺣق اﻟرﺟوع ﻋﻠﻰ اﻟﻛﻔﯾل،
ﻷن اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﺗزام ﺗﺑﻌﻲ ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺳﺗﻣر ﺑﻌد اﻧﻘﺿﺎء اﻻﻟﺗزام اﻷﺻﻠﻲ".()254253
وذھب اﺗﺟﺎه ﺛﺎن إﻟﻰ أن اﻟﻛﻔﻼء ﻻ ﯾﺳﺗﻔﯾدون ﻣن اﻟوﺿﻌﯾﺔ اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن ﺳﻘوط دﯾن
اﻷﺻﯾل ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻋدم ﺗﺻرﯾﺢ اﻟداﺋن ﺑﮫ داﺧل اﻷﺟل ،إﻋﻣﺎﻻ ﻟﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻣﺎدة 662ﻣن ﻣدوﻧﺔ
اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺗﻲ ﺗﺟﻌل اﻟﻛﻔﻼء ﻻ ﯾﺳﺗﻔﯾدون ﻣن ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت ﻣﺧطط اﻻﺳﺗﻣرارﯾﺔ .وﯾﺑدو أن ھذا
اﻻﺗﺟﺎه ﻗد ﺗﺄﺛر ﺑﻔﻠﺳﻔﺔ اﻟﻣﺷرع ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﺳﺎطر اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﮭﺎدﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ
ﻟﻠداﺋﻧﯾن وﺣدھم دون ﻏﯾرھم ،()255ﻛﻣﺎ ﯾﺟد ﻣﺑرراﺗﮫ ﻓﻲ أن ھذا اﻟﺣل ﯾﺗﻧﺎﺳب ﻣﻊ ﺟوھر
اﻟﺗزام اﻟﻛﻔﯾل ﻋﻧد ﺿﻣﺎﻧﮫ ﻟﻠدﯾن.)256
.
253ـ ﻗرار ﻋدد 561/2002ﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 5/3/2002ﻓﻲ اﻟﻣﻠف ﻋدد -83/2001/6ﻣﻧﺷور ﺑﺳﻠﺳﻠﺔ اﻟﻘﺎﻧون واﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ
– ع -1ص 99وﻣﺎ ﯾﻠﯾﮭﺎ.
وﻓﻲ ﻧﻔس اﻻﺗﺟﺎه ،ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗرار ﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﻣراﻛش " :إن اﻟدﯾن اﻟذي ﻗدم ﺑﺷﺄﻧﮫ اﻟﻣﺳﺗﺄﻧﻔﺎن رھﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺎرھﻣﺎ
ﻗد اﻧﻘﺿﻰ ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﻘرة اﻷﺧﯾرة ﻣن اﻟﻔﺻل 690ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﺗﻧﻘﺿﻲ اﻟدﯾون اﻟﺗﻲ ﻟم
ﯾﺻرح ﺑﮭﺎ وﻟم ﺗﻛن ﻣوﺿوع دﻋوى راﻣﯾﺔ إﻟﻰ رﻓﻊ اﻟﺳﻘوط .وﻣﺎ دام أن اﻟدﯾن اﻟﻣﺗرﺗب ﻋﻠﻰ اﻟﻣدﯾﻧﺔ اﻷﺻﻠﯾﺔ ﻗد اﻧﻘﺿﻰ ﺑﺻﻔﺔ
ﻧﮭﺎﺋﯾﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻋدم ﻗﺑول اﻟﺗﺻرﯾﺢ ﺑﮫ ﻟدى اﻟﺳﻧدﯾك ﻟوﻗوﻋﮫ ﺧﺎرج اﻷﺟل اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ،وﻧﺗﯾﺟﺔ ﻋدم ﻗﺑول طﻠب ﺳﻘوط اﻷﺟل اﻟذي ﻗدﻣﮫ
اﻟداﺋن إﻟﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻣﻧﺗدب ،وﻣﺎدام أن اﻟﻔﺻل 1150ﻣن ق.ل.ع ﯾﺿﻊ ﻗﺎﻋدة ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻧﺗﮭﺎء اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺗﺗﻔق ﻣﻊ طﺑﯾﻌﺔ اﻟﺗزام اﻟﻛﻔﯾل
ﻣن أﻧﮫ اﻟﺗزام ﺗﺎﺑﻊ ﻟﻼﻟﺗزام اﻷﺻﻠﻲ وﯾﻧص ﻓﯾﮫ ﻋﻠﻰ أن ﻛل اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺗﻲ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺑطﻼن اﻹﻟﺗزام اﻷﺻﻠﻲ أو اﻧﻘﺿﺎؤه ﯾﺗرﺗب
ﻋﻠﯾﮭﺎ أﯾﺿﺎ اﻧﺗﮭﺎء اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ،وﻣﺎدام اﻷﻣر ﻛذﻟك ﻓﺈن رﺟوع اﻟﻣﺳﺗﺄﻧف وھو داﺋن ﻣﮭﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗﺄﻧﻔﯾن اﻟﻛﻔﯾﻠﯾن ﻟﻠﻣدﻧﯾﺔ اﻷﺻﻠﯾﺔ
ﯾﺷﻛل ﺻﻌوﺑﺔ ﺗﻌﺗرض ﺗﻧﻔﯾذ اﻹﻧذار اﻟﻌﻘﺎري".
-ﻗرار ﻋدد 1179ﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ – 11-11-2003ﻓﻲ اﻟﻣﻠف ﻋدد – 19/2/2002ﻏﯾر ﻣﻧﺷور.
ﻛﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗرار آﺧر ﺻﺎدر ﻋن ﻧﻔس اﻟﺟﮭﺔ " :ﺣﯾث إن ﻋدم اﻟﺗﺻرﯾﺢ ﺑﺎﻟدﯾن ﻓﻲ إﺑﺎﻧﮫ ﯾﺳﻘط ھذا اﻟدﯾن وأن ﺳﻘوط اﻟدﯾن ﯾﺟﻌل
ﺣدا ﻟﻠﻛﻔﺎﻟﺔ ﺗﻣﺷﯾﺎ ﻣﻊ ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﺻل 1150ﻣن ق.ل.ع".
-ﻗرار ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﻣراﻛش ﻋدد 658ﺑﺗﺎرﯾﺦ 29-06-2004ﻓﻲ اﻟﻣﻠف ﻋدد -234/2/2004ﻏﯾر ﻣﻧﺷور.
(
219
وﻗد ﺗﺑﻧﻰ اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ـــ ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﺣﺎﻟﯾﺎ ــــ ھذا اﻟﻣوﻗف ﻣـن ﺧـﻼل ﻗـراره
اﻟﺻـﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ ،08-12-2002واﻟذي ﺟﺎء ﻓﯾﮫ :
" ...إن اﻟطﺎﻋن ﯾﻌﺗﺑر ﻛﻔﯾﻼ ﻟﻠﻣدﯾﻧﺔ اﻷﺻﻠﯾﺔ وﺻﻔﺗﮫ ھﺎﺗﮫ ﺗﺣول دون اﺳﺗﻔﺎدﺗﮫ ﻣن
اﻧﻘﺿﺎء اﻟدﯾن ﺑﺳﺑب ﻋدم ﺗﺻرﯾﺢ اﻟداﺋن ﺑﮫ أﻣﺎم اﻟﺳﻧدﯾك ،اﺳﺗﻧﺎدا ﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻣﺎدة 662
ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻧﺎﺻﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻛﻔﻼء ﻣﺗﺿﺎﻣﻧﯾن ﻛﺎﻧوا أم ﻻ أن ﯾﺗﻣﺳﻛوا
ﺑﻣﻘﺗﺿﯾﺎت ﻣﺧطط اﻟﺗﺳوﯾﺔ ،وھو ﻣﺎ اﻋﺗﻣدﺗﮫ وﻋن ﺻواب ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
ﻣﺻدرة اﻟﻘرار ﺑﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻣﺎدة 662ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻟﺗﺟﺎرة ،وأن اﻟدﯾن اﻟﻣﺣﻛوم ﺑﮫ ﻋﻠﻰ
اﻟﻛﻔﯾل ﻓﻲ ﺣدود ﻛﻔﺎﻟﺗﮫ ﺛﺎﺑت ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌل اﺳﺗدﻻل اﻟطﺎﻟب ﺑﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﺻل 1150ﻣن
ق.ل.ع واﻟﻣﺎدة 690ﺑﺧﺻوص اﻧﻘﺿﺎء دﯾن اﻟﻣدﯾﻧﺔ اﻷﺻﻠﯾﺔ ﻣن ﻋدم اﻧﻘﺿﺎﺋﮫ واﻧﻘﺿﺎء
ﻛﻔﺎﻟﺗﮫ ﺑﺎﻟﺗﺑﻌﯾﺔ ﻓﻲ ﻏﯾر ﻣﺣﻠﮫ" .()258257
257ـ ﻗرار ﻋدد 1545ﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 18/12/2002ﻓﻲ اﻟﻣﻠف ﻋدد – 640/3/1/2002ﻏﯾر ﻣﻧﺷور.
وﻓﻲ ﻣﻌرض ﺗﻌﻠﯾﻘﮫ ﻋﻠﻰ ھذا اﻟﻘرار ،ﯾﻘول ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﻣزور ﻣﻧﺗﺻرا ﻟﮫ " :إن ﻛﻔﯾل اﻟﻣدﯾﻧﺔ اﻷﺻﻠﯾﺔ ﻻ ﯾﺗﺣﻠل ﻣن اﻟﺗزاﻣﮫ
ﻛﻛﻔﯾل وﻻ ﯾﺳﺗﻔﯾد ﻣن إﯾﻘﺎف اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺎت اﻟﻔردﯾﺔ اﺳﺗﻧﺎدا ﻟﻠﻣﺎدة 662ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻧﺎﺻﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻛﻔﻼء ﻣﺗﺿﺎﻣﻧﯾن
ﻛﺎﻧوا أم ﻻ أن ﯾﺗﻣﺳﻛوا ﺑﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﺗﺳوﯾﺔ ،وھو ﻣﺑدأ ﻛرﺳﮫ وﻋن ﺻواب اﻟﻘرار ﻣوﺿوع اﻟﺗﻌﻠﯾق إذ ﺟﻌل اﻟﻛﻔﯾل ﯾﺳﺗﻔﯾد ﻣن
اﻹﺟراء اﻟﻣذﻛور ﯾﺟﻌل ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟداﺋن ﻣﮭددة وﻣﻌرﺿﺔ ﻟﻠﺿﯾﺎع ،وﯾﻣﺛل ﻟذﻟك ﺑﺄﻧﮫ إذا ﻟم ﯾﺳﺗطﻊ داﺋن اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ دﯾﻧﮫ ﻣن
ﻣﺳطرة اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ،وﺳﻣﺢ ﻟﻠﻛﻔﯾل ﻣن اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﺑدوره ﻣن اﻹﺟراء اﻟﻣذﻛور ﻋﻠﻰ ھذه اﻷﺧﯾرة ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺗزاﻣﮭﺎ ﺗﺟﺎه داﺋﻧﮭﺎ،
وھو ﻣﺎ ﯾﺟﻌل ﻣن اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻘﺎﺋﻠﺔ ﺑﺄن اﻟﻔرع ﯾﺗﺑﻊ اﻷﺻل وﺟودا وﻋدﻣﺎ ﻻ أﺳﺎس ﻟﮭﺎ ﻣن اﻟﺻﺣﺔ".
-ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﻣزور :ﺗﻌﻠﯾق ﻋﻠﻰ ﻗرار اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻋدد 1545ﺑﺗﺎرﯾﺦ – 2002 -12 -18ﻣﺟﻠﺔ ق.م.أ – ع -56ص
.320
.
)
220
ﺗﻌﺗﺑر اﻟﺷﮭﺎدة اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺗﻘﯾﯾد اﻟرھن اﻟﺗﻲ ﯾﺳﻠﻣﮭﺎ اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ
ﺳﻧد ﺗﻧﻔﯾذي ،إذ ﺗﺧول ﺻﺎﺣﺑﮭﺎ ﻣﺑﺎﺷرة إﺟراءات ﺣﺟز اﻟﻌﻘﺎر اﻟﻣرھون وﺑﯾﻌﮫ ﻣن دون
ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﻣراﺟﻌﺔ اﻟﻘﺿﺎء ﻻﺳﺗﺻدار ﺣﻛم ﻣﺛﺑت ﻟﻠﻣدﯾوﻧﯾﺔ ،()260259ﻷن ھذه اﻷﺧﯾرة ﺛﺎﺑﺗﺔ
أﺻﻼ ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ ﻋﻘد اﻟرھن ،()262261وﯾﻛﻔﻲ ﻟﺗرﺗب آﺛﺎرھﺎ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ اﻹﺷﺎرة ﻓﯾﮭﺎ إﻟﻰ ﻋﺑﺎرة
ﻣن أﺟل اﻟﺗﻧﻔﯾذ ،ﻣن ﻏﯾر ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﺗذﯾﯾﻠﮭﺎ ﺑﺎﻟﺻﯾﻐﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ وﻓق اﻟﺣﻛم اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮫ
ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 433ﻣن ق.م.م ،ﻷن ھذا اﻟﺷرط ﺧﺎص ﺑﺎﻷﺣﻛﺎم.
واﻟﺳﻧد اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻓﻲ إﻋطﺎء اﻟﺷﮭﺎدة اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗﻘﯾﯾد ﺻﺑﻐﺔ اﻟﺳﻧد اﻟﺗﻧﻔﯾذي ھو ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت
اﻟﻣﺎدة 214ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
ﯾﻣﻛن ﻟﻠداﺋن اﻟﺣﺎﺻل ﻋﻠﻰ ﺷﮭﺎدة ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺗﻘﯾﯾد اﻟرھن ﻟﻔﺎﺋدﺗﮫ ﻣﺳﻠﻣﺔ ﻟﮫ ﻣن طرف
اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ طﺑﻘﺎ ﻟﻠﺷروط اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 58ﻣن اﻟظﮭﯾر
اﻟﺷرﯾف اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ 9رﻣﺿﺎن 12) 1331أﻏﺳطس (1913اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري
أن ﯾطﻠب ﺑﯾﻊ اﻟﻣﻠك اﻟﻣرھون ﺑﺎﻟﻣزاد اﻟﻌﻠﻧﻲ ﻋﻧد ﻋدم اﻟوﻓﺎء ﺑدﯾﻧﮫ ﻓﻲ اﻷﺟل.
ﺗﻛون ﻟﻠﺷﮭﺎدة اﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟﻣذﻛورة ﻗوة ﺳﻧد ﻗﺎﺑل ﻟﻠﺗﻧﻔﯾذ " .263
وﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻔﺻل 58ﻣن ظﮭﯾر 12ﻏﺷت 1913اﻟﻣﺣﺎل ﻋﻠﯾﮫ ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻣﺎدة
214أﻋﻼه ،()265264ﻧﺟد أﻧﮫ ﻣﯾز ﺑﯾن ﻧوﻋﯾن ﻣن اﻟﺷﮭﺎدات ،أوﻟﮭﺎ ﺷﮭﺎدة اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ وھﻲ اﻟﺗﻲ
259ـ ﻣﺻطﻔﻰ ﺟدوع ﻛرﯾم اﻟﺳﻌد :آﺛﺎر اﻟرھن ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠداﺋن اﻟﻣرﺗﮭن واﻟﺣﺎﺋز ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎري اﻟﻣﻐرﺑﻲ – رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾل دﺑﻠوم
اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ – ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟدار اﻟﺑﯾﺿﺎء -1981 -ص .3
وﻓﻲ إﺷﺎرة إﻟﻰ اﻟﻘوة اﻟﺗﻧﻔﯾدﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺷﮭﺎدة اﻟرھﻧﯾﺔ ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗرار ﺻﺎدر ﻋن ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف ﺑﻣراﻛش ﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
" إن اﻟداﺋن اﻟﻣرﺗﮭن ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻣﺗﯾﺎز ﯾﺧوﻟﮫ ﺣق ﻣﺑﺎﺷرة اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎر ﺿد ﻛل ﻣن ﯾوﺟد اﻟﻌﻘﺎر اﻟﻣرھون ﺗﺣت ﺣﯾﺎزﺗﮫ ﻣن ﻏﯾر
اﻟﻠﺟوء ﺣﺗﻰ إﻟﻰ اﻟدﻋوى ،إذ ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﮫ ﻣﻣﺎرﺳﺔ إﺟراءات اﻟﺑﯾﻊ اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻟﻠﻌﻘﺎر اﻟﻣرھون ﺑﻣﺟرد ﺣﺻوﻟﮫ ﻋﻠﻰ ﺷﮭﺎدة ﺑﺗﺳﺟﯾل اﺳﻣﮫ
ﻣن اﻟﻣﺣﺎﻓظ اﻟﻌﻘﺎري طﺑﻘﺎ ﻟﻣﺎ ھو ﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 58ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري" .
-ﻗرار ﻋدد 3827ﺑﺗﺎرﯾﺦ 21-10-1996ﻓﻲ اﻟﻣﻠف ﻋدد -2380/96ﻏﯾر ﻣﻧﺷور .
وھو ﻧﻔس ﻣﺎ ذھﺑت إﻟﯾﮫ ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﺎﻟدار اﻟﺑﯾﺿﺎء ﻓﻲ ﺑﻌض ﻗراراﺗﮭﺎ ،ﻧذﻛر ﻣﻧﮭﺎ :
-ﻗرار ﻋدد 3361/2004ﺑﺗﺎرﯾﺦ 08/11/2004ﻓﻲ اﻟﻣﻠف ﻋدد -1982/2004/14ﻏﯾر ﻣﻧﺷور.
-ﻗرار ﻋدد 1291/2003ﺑﺗﺎرﯾﺦ 17-04-2003ﻓﻲ اﻟﻣﻠف ﻋدد -4457/2002/14ﻏﯾر ﻣﻧﺷور.
261ـ إن اﻟﺗﻼزم ﺑﯾن اﻟﺷﮭﺎدة اﻟﺧﺎﺻﺔ وﻋﻘد اﻟرھن اﻟذي ﺗؤﺳس ﻋﻠﯾﮫ ھو اﻟذي ﺟﻌل اﻟﻘﺿﺎء ﯾﺳﻣﯾﮭﺎ اﻟﺷﮭﺎدة اﻟرھﻧﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ.
أﻧظر ﻣﺛﻼ :ﻗرار اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻋدد 1433ﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ – 17-06-1987ﻣﻧﺷور ﺑﻣﺟﻠﺔ اﻟﻘﺿﺎء واﻟﻘﺎﻧون – ﻋدد-139
ص .31
أﻣﺎ ﻣﺎ ﻛﺎن ﯾﺟري ﺑﮫ اﻟﻌﻣل ﻟدى اﻟﻣﺣﺎﻓظﺎت اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ﻓﮭو اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻟﻔظ ﯾﺟﻣﻊ ﻋﺑﺎرة اﻟﺷﮭﺎدة اﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 58ﻣن
ظﮭﯾر 12ﻏﺷت 1913وﻋﺑﺎرة ﺷﮭﺎدة اﻟﺗﺳﺟﯾل اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 204ﻣن ظﮭﯾر 2ﯾوﻧﯾﮫ 1915اﻟﻣﻠﻐﻰ ﺑﺣﯾث
ﯾطﻠق ﻋﻠﻰ ھذه اﻟﺷﮭﺎدة " :اﻟﺷﮭﺎدة اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗﻘﯾﯾد" ،و ھذه ھﻲ اﻟﺗﺳﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ أﺧذت ﺑﮭﺎ ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﺣﯾث اﺳﺗﻌﻣل
اﻟﻣﺷرع ﻓﯾﮭﺎ ﻋﺑﺎرة " :اﻟﺷﮭﺎدة اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺗﻘﯾﯾد اﻟرھن".
263ـ ﻻﺣظ أن اﻟﻣﺷرع وﻣن ﺧﻼل ھذا اﻟﺗﻌدﯾل ﺗﺟﺎوز ﻣﺎ ﻛﺎن ﯾﻌﺎب ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺻل 204ﻣن ظﮭﯾر 2ﯾوﻧﯾﮫ 1915ﻗﺑل إﻟﻐﺎﺋﮫ،
ﻓﻘد ﻛﺎن ﯾﻧص ھذا اﻟﻔﺻل ﺣرﻓﯾﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" إن اﻟداﺋن اﻟﻣﺣرز ﻋﻠﻰ ﺷﮭﺎدة ﺑﺎﻟﺗﺳﺟﯾل ﻣﺳﻠﻣﺔ ﻣن طرف اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ طﺑﻘﺎ ﻟﻠﺷروط اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ
ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 58ﻣن اﻟظﮭﯾر اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗﺣﻔﯾظ ﯾﻣﻛﻧﮫ وإن ﻟم ﯾﻛن ﺑﯾده ﺳﻧد ﺗﻧﻔﯾذي طﻠب إﺟراء اﻟﺑﯾﻊ ﻋﻧد ﻋدم اﻷداء ﻓﻲ إﺑﺎﻧﮫ وذﻟك ﻋن
طرﯾق اﻟﻧزع اﻹﺟﺑﺎري ﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻌﻘﺎر أو اﻟﻌﻘﺎرات اﻟﺗﻲ ﺳﺟل ﺣﻘﮫ ﻋﻠﯾﮭﺎ".
ﻓﮭذه اﻟﺻﯾﺎﻏﺔ ﻟم ﺗﻛن دﻗﯾﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺑﯾر اﻟﻣﺳﺗﻌﻣل ،إذ ﻧص ﻋﻠﻰ اﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﻣﺧوﻟﺔ ﻟﻠداﺋن ﻟطﻠب ﺑﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎر اﻟﻣرھون ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ
ﺷﮭﺎدة اﻟﺗﺳﺟﯾل ،وھذا ﻗول ﺳﻠﯾم ،ﻟﻛﻧﮫ أردﻓﮫ ﺑﻌﺑﺎرة" :وإن ﻟم ﯾﻛن ﺑﯾده ﺳﻧد ﺗﻧﻔﯾذي" .وھو ﻣﺎ ﯾوﺣﻲ ﻟﻠﺑﺎﺣث ﺑﺄن اﻟﺷﮭﺎدة اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻻ
ﺗﻌﺗﺑر ﺳﻧدا ﺗﻧﻔﯾذﯾﺎ ،وواﻗﻊ اﻷﻣر أن اﻟﻣﺷرع اﺧﺗﻠط ﻋﻠﯾﮫ اﻷﻣر ﻓﻌﺑر ﺑﺎﻟﺳﻧد اﻟﺗﻧﻔﯾذي وھو ﯾﻘﺻد اﻟﻘول ﻣن دون أن ﯾﻛون ﺑﯾد اﻟداﺋن
ﺣﻛم ﻗﺿﺎﺋﻲ.
264ـ ﯾﻧص اﻟﻔﺻل 58ﻣن ظﮭﯾر 12ﻏﺷت : 1913
221
ﺗﺳﻠم ﻟﻠﻣﺎﻟك دون ﻏﯾره ،واﻟﺷﮭﺎدة اﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻠم ﻟﻛل ﻣن طﻠﺑﮭﺎ وﻛذﻟك ﻟﺑﺎﻗﻲ اﻟﻣﺎﻟﻛﯾن
ﻋﻠﻰ اﻟﺷﯾﺎع .()266وھذا ﻣﺎ ﯾدﻓﻌﻧﺎ ﻟﻠﻘول إن اﻟﺷﮭﺎدة اﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺗﺷرﯾﻌﯾﺎ
ﻟﯾﺳت ﻣن ﻧوع واﺣد ،ﺑﺣﯾث ﯾﻠزم اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن ﺗﻠك اﻟﻣﺳﻠﻣﺔ ﻟﻠداﺋن اﻟﻣرﺗﮭن واﻟﺗﻲ ﯾﺷﺎر ﻓﯾﮭﺎ
إﻟﻰ أﻧﮭﺎ ﻣﻧﺣت ﻷﺟل اﻟﺗﻧﻔﯾذ ،وﺑذﻟك ﻓﮭﻲ ذات ﻗوة ﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ .وﺑﯾن اﻟﺷﮭﺎدة اﻟﻣﺳﻠﻣﺔ ﻟﻐﯾره ﻣن
اﻷﺷﺧﺎص ﺑﻣن ﻓﯾﮭم ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻣﺎﻟﻛﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﺷﯾﺎع ،وھﻲ ﺷﮭﺎدة ﻋﺎدﯾﺔ ﺗﺑﯾن وﺻف اﻟﻌﻘﺎر
269
وﻣﺎﻟﻛﮫ واﻟﺗﺣﻣﻼت اﻟﻣﻘﯾدة ﻋﻠﯾﮫ ،()268267وھدﻓﮭﺎ إﻋطﺎء اﻟﺟﻣﮭور ﺑﯾﺎﻧﺎ ﻋن وﺿﻌﯾﺔ اﻟﻌﻘﺎر
.()270
واﻟﺷﮭﺎدة اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗﻘﯾﯾد ﻻ ﺗﻌﺗﺑر ﻗرارا إدارﯾﺎ ﻛﻣﺎ ھو اﻟﺷﺄن ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻸواﻣر ﺑﺗﺣﺻﯾل
اﻟدﯾن اﻟﻌﻣوﻣﻲ ،وﻻ ﻋﻘدا ﺟدﯾدا إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﻋﻘد اﻟرھن أو اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ،ﺑل ھﻲ
أﺛر ﻣﺑﺎﺷر ﻣن اﻵﺛﺎر اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻘد اﻟرھن اﻟﻣﺳﺟل ﺑﺎﻟﺻك اﻟﻌﻘﺎري ،وﻗد ﻣﻧﺣﮭﺎ
اﻟﻣﺷرع ﻗوة اﻟﺳﻧد اﻟﺗﻧﻔﯾذي ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﺣد ﻣن ﻗوﺗﮭﺎ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ إﻻ ﻋن طرﯾق اﻟطﻌن
ﺑﺎﻟﺑطﻼن ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟرھن أو إﺛﺑﺎت اﻧﻘﺿﺎء اﻟدﯾن اﻟﻣﺿﻣون ﺑﺎﻟرھن .()272271وھو ﻣﺎ ﺗواﺛر
ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻌﻣل اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻟﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﺣﺎﻛم ،ﻓﻘد ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗرار ﺻﺎدر ﻋن ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف
اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﻣراﻛش:
"إﻧﮫ ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻔﺻل 204ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﻘﺎري ﻓﺈن اﻟداﺋن اﻟﻣﺣرز ﻋﻠﻰ ﺷﮭﺎدة ﺗﺳﺟﯾل
ﻣﺳﻠﻣﺔ ﻟﮫ ﻣن طرف اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ﯾﻣﻛﻧﮫ أن ﯾطﻠب إﺟراء اﻟﺑﯾﻊ ﻋﻧد ﻋدم
اﻷداء ﻓﻲ إﺑﺎﻧﮫ ﻋن طرﯾق اﻟﻧزع اﻹﺟﺑﺎري ﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻌﻘﺎر اﻟذي ﺳﺟل اﻟداﺋن ﺣﻘﮫ ﻋﻠﯾﮫ،
وﻣﺎدام أن اﻟداﺋن ھﻧﺎ ﺑﯾده ھذه اﻟﺷﮭﺎدة وﻣﺎدام اﻟﻣﺳﺗﺄﻧف ﻟم ﯾﺛﺑت أﻧﮫ أدى اﻟدﯾن ﻓﺈن ﻛل ﻣﺎ
اﻋﺗﻣده ﻟﺗﺑرﯾر اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف ﯾﺑﻘﻰ ﻏﯾر ﻣؤﺛر".()274273
" ﻟﻠﻣﺎﻟك دون ﻏﯾره ،اﻟﺣق ﻓﻲ أﺧذ ﻧظﯾر ﻣن اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري وﻣن اﻟﺗﺻﻣﯾم اﻟﻣﻠﺣق ﺑﮫ .ﯾﺷﮭد اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ
ﺑﺻﺣﺗﮭﻣﺎ ﺑﺈﻣﺿﺎﺋﮫ ووﺿﻊ ﺧﺎﺗم اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ﻋﻠﯾﮭﻣﺎ.
ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺷﯾﺎع ﻻ ﯾﺳﻠم إﻻ ﻧظﯾر واﺣد ﻟﻠﺷرﯾك اﻟﻣﻔوض ﻟﮫ ذﻟك .أﻣﺎ ﺑﺎﻗﻲ أﺻﺣﺎب اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﻓﯾﻣﻛﻧﮭم اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ
ﺷﮭﺎدة ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗﻘﯾﯾد ".
)
267ـ أﻧظر :ﻓﺎطﻣﺔ اﻟﻌﻠﻣﻲ :ﺷﮭﺎدات إﺛﺑﺎت اﻟﺣﻘوق ﺑﺎﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ-رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾل اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ اﻟﻣﻌﻣﻘﺔ – ﻧوﻗﺷت
ﺑﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ﺑﺎﻟدار اﻟﺑﯾﺿﺎء -2000-2001 -ص 8وﻣﺎ ﯾﻠﯾﮭﺎ
269ـ ﻋﺑد اﻟﺣﻔﯾظ أﺑو اﻟﺻﺑر :ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ واﻟرھون -رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾل دﺑﻠوم اﻟﺳﻠك اﻟﻌﺎﻟﻲ-اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ
ﻟﻺدارة اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ -1991-1992 -ص 91
) -(449ﻋﺑد اﻟﺣﻔﯾظ أﺑو اﻟﺻﺑر :ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ واﻟرھون -رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾل دﺑﻠوم اﻟﺳﻠك اﻟﻌﺎﻟﻲ-اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ
ﻟﻺدارة اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ -1991-1992 -ص .91
-( 271ﻣﺣﻣد ﺳﻼم :ﻣﺳطرة ﺗﺣﻘﯾق اﻟرھن اﻟرﺳﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻐرﺑﻲ -ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﻧﺟﺎح اﻟﺟدﯾدة – اﻟدار اﻟﺑﯾﺿﺎء – ط -1-2002ص
.36
)
273ـ ﻗرار ﻋدد 341ﺑﺗﺎرﯾﺦ 08-01-2001ﻓﻲ اﻟﻣﻠف ﻋدد -229/2001ﻏﯾر ﻣﻧﺷور .
وﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﺳﯾﺎق ،ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗرار آﺧر ﻟﻧﻔس اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ :
" إﻧﮫ ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ وﺛﺎﺋق اﻟﻣﻠف ﯾﺗﺿﺢ ﻣﻧﮭﺎ أن اﻟﻣﺳﺗﺄﻧف ﻋﻠﯾﮫ وﺟﮫ إﻧذارا ﺑﺎﻷداء ﻟﻠﻣﺳﺗﺄﻧف ﻣﻌﺗﻣدا ﻓﻲ ذﻟك ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻧد اﻟﺗﻧﻔﯾذي
ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ إﺟراءات ﺗﺣﻘﯾق اﻟرھن اﻟﻌﻘﺎري اﻟرﺳﻣﻲ وھو اﻟﺷﮭﺎدة اﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟﻣﺳﻠﻣﺔ ﻟﮫ ﻣن طرف اﻟﻣﺣﺎﻓظ اﻟﻌﻘﺎري ﻋﻣﻼ ﺑﺎﻟﻣﺎدة 58
ﻣن ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري واﻟﻔﺻل 204ﻣن ظﮭﯾر 19رﺟب .وﻗد ﺑﻠﻎ ھذا اﻹﻧذار ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻔﺻل 440ﻣن ق.م.م ﻣﺗﺿﻣﻧﺎ
ﻛﺎﻓﺔ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﯾﮫ ،وﻣن ﺗم ﯾﻛون طﻠب إﺑطﺎﻟﮫ ﻟﯾس ﻟﮫ ﻣﺎ ﯾﺑرره ﻣﺎدام اﻟﻣﺳﺗﺄﻧف ﻟم ﯾدل ﺑﻣﺎ ﯾﻔﯾد ﺑراءة ذﻣﺗﮫ ،إذ
أن اﻟﺑطﻼن ﯾﺗﺣﻘق ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺛﺑوت ﻣﻧﺎزﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ وﺷﻛﻠﯾﺎﺗﮫ دون اﻟﻣدﯾوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻛون ﻣﺣل دﻋوى ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ
ﺑﺎﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ".
222
وﺗﺑﯾن اﻟﺷﮭﺎدة اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺛﻼﺛﺔ أﻣور وھﻲ:
أ-أطراف اﻟﻌﻘد :وھم ﻋﺎدة اﻟﻣﺎﻟك ﻟﻠﻌﻘﺎر اﻟذي ﻗد ﯾﻛون ﻣدﯾﻧﺎ أﺻﯾﻼ أو ﻛﻔﯾﻼ ﻋﻘﺎرﯾﺎ
وﻗد ﯾﻛون ﺣﺎﺋزا ﻟﻠﻌﻘﺎر ،وﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﯾﮭم ﯾوﺟد اﻟداﺋن اﻟﻣرﺗﮭن اﻟذي ﯾﺑﺎﺷر إﺟراءات اﻟﺗﻧﻔﯾذ
ﺳواء ﻛﺎن ﻣﺳﺗﻔﯾدا ﻣن رھن رﺳﻣﻲ رﺿﺎﺋﻲ أو إﺟﺑﺎري.()276275
278277
ﻣﻊ اﻟﻌﻠم أن اﻟداﺋن اﻟﻣرﺗﮭن ﻗد ﯾﻔوت دﯾﻧﮫ ﻓﻲ إطﺎر ﻣﺳطرة ﺗﺳﻧﯾد اﻟدﯾون اﻟرھﻧﯾﺔ
)( ﻟﻔﺎﺋدة ﺻﻧدوق اﻟﺗوظﯾف اﻟﺟﻣﺎﻋﻲ ﻟﻠﺗﺳﻧﯾد ﻣﺗﻰ ﻛﺎن ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻠﺳﯾوﻟﺔ ،وﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ
ﯾﺣل اﻟﻣﺷﺗري ﻣﺣﻠﮫ ﻓﻲ ﺣق اﻟرھن ،()280279وﻣن ﻣظﺎھر اﻟﺟدة ﻓﻲ ھذا اﻟﻘﺎﻧون أﻧﮫ أﺣدث
ﺗﻐﯾﯾرا ﻓﻲ اﻟﻘواﻋد اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ ﻟﻠﻘﯾد ﻓﻲ اﻟﺳﺟل اﻟﻌﻘﺎري ،إذ ﻟﯾن ﻣن ﺑﻌض اﻟﻘواﻋد وﺧﺎﺻﺔ
ﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻷﺛر اﻹﻧﺷﺎﺋﻲ ﻟﻠﺗﻘﯾﯾد ﺑﺎﻟﺻك اﻟﻌﻘﺎري ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ أﺻﺑﺢ ﻗﺎﻧون اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري
أﻛﺛر ﺗطﺎﺑﻘﺎ واﻧﺳﺟﺎﻣﺎ ﻣﻊ اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﺧﺎص ﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻛﻌﻣﻠﯾﺔ ﺗﺳﻧﯾد اﻟدﯾون اﻟرھﻧﯾﺔ ،و
ﻣﻼءﻣﺔ اﻟوﺟﮫ اﻟﻣدﻧﻲ ﻟﻠﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﻣذﻛورة ﻣﻊ وﺟﮭﮭﺎ اﻟﻣﺎﻟﻲ ،()281ﺑﺣﯾث إن اﻟﻔﺻل 34ﻣن
ﻗﺎﻧون ﺗﺳﻧﯾد اﻟدﯾون اﻟرھﻧﯾﺔ ﻧص ﻋﻠﻰ اﻧﺗﻘﺎل اﻟرھون اﻟﻣدرﺟﺔ ﻓﻲ ﻣﺧﺗﺻر اﻟﻣﺳﺗﻧد ﺑﯾن
اﻷطراف واﺗﺟﺎه اﻷﻏﯾﺎر اﺑﺗداء ﻣن اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻟذي ﺗﺿﻌﮫ ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺗدﺑﯾر واﻹﯾداع ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﺳﺗﻧد اﻟﻣذﻛور ،ﻋﻠﻰ أﻻ ﯾﻛون ذﻟك اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻟﺗﺎرﯾﺦ إﯾداع اﻟﺗﻘﯾﯾد اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ ،وذﻟك
اﺳﺗﺛﻧﺎء ﻣن أﺣﻛﺎم اﻟﻔﺻﻠﯾن 66و 67ﻣن ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري.
ب -ﺗﺣدﯾد اﻟﻌﻘﺎر :وﯾﻛﻔﻲ ﻓﻲ ذﻟك ذﻛر رﻗم اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري أو رﻗم ﻣطﻠب اﻟﺗﺣﻔﯾظ
ﻟﻧﻔﻲ اﻟﺟﮭﺎﻟﺔ ﻋن اﻟﻌﻘﺎر،ﻋﻠﻣﺎ أن اﻟﻣﺷرع وﺳﻊ ﻣن ﺧﻼل ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﻣﺣل اﻟرھن
-ﻗرار ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﻣراﻛش ﻋدد 746ﺑﺗﺎرﯾﺦ 01-07-2003ﻓﻲ اﻟﻣﻠف ﻋدد -419/12/2003ﻏﯾر ﻣﻧﺷور.
-أﻧظر ﻓﻲ ﻧﻔس اﻻﺗﺟﺎه :ﻗرار ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﻣراﻛش ﻋدد 404ﺑﺗﺎرﯾﺦ - 21/05/2002ﻓﻲ اﻟﻣﻠف ﻋدد
-1119/2001ﻏﯾر ﻣﻧﺷور.
-ﻗرار ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﻣراﻛش ﻋدد 792ﺑﺗﺎرﯾﺦ 15/07/2003ﻓﻲ اﻟﻣﻠف ﻋدد – 421/12/2003ﻏﯾر
ﻣﻧﺷور.
-ﻗرار ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﺎﻟدار اﻟﺑﯾﺿﺎء ﻋدد -2804/2003ﻓﻲ اﻟﻣﻠف ﻋدد -899/2003/14ﻏﯾر ﻣﻧﺷور.
-ﺣﻛم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﺄﻛﺎدﯾر ﻋدد 813/2003ﺑﺗﺎرﯾﺦ 22/09/2003ﻓﻲ اﻟﻣﻠف ﻋدد – 412/2003ﻏﯾر ﻣﻧﺷور.
275ــ أﻧظر :أﻣﯾﻧﺔ ﻧﺎﻋﻣﻲ :اﻟرھن اﻟرﺳﻣﻲ اﻹﺟﺑﺎري – رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾل دﺑﻠوم اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ اﻟﻣﻌﻣﻘﺔ -ﻧوﻗﺷت ﺑﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ﺑﺎﻟدار
اﻟﺑﯾﺿﺎء -1999-2000 -ص 185وﻣﺎ ﯾﻠﯾﮭﺎ.
)
ـ ﯾﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺎﻟظﮭﯾر رﻗم 193/99/1اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 25/8/1999واﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 98/10اﻟﻣﻧﺷور ﺑﺎﻟﺟرﯾدة 277
)
ـ -ﻣﺣﻣد ﺑن اﻟﺣﺎج اﻟﺳﻠﯾﻣﻲ ،ﺗﺳﻧﯾد اﻟدﯾون اﻟرھﻧﯾﺔ وﺿﻣﺎن ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟﺳوق – ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري -ﻋدد ﺧﺎص -ﻧوﻓﻣﺑر 279
-1999ص .25
-ﻋز اﻟدﯾن ﺑﻧﺳﺗﻲ :ﻣﻼﺣظﺎت أوﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗﺳﻧﯾد اﻟدﯾون اﻟرھﻧﯾﺔ -ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري -ﻧوﻓﻣﺑر-1999 -ﻋدد
ﺧﺎص -ص .18
-آﻣﻧﺔ ﻣﺑروك ﻣﮭﻼوي :ﺗﺳﻧﯾد اﻟدﯾون اﻟرھﻧﯾﺔ -ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري -ﻧوﻓﻣﺑر -1999ﻋدد ﺧﺎص ــــــ ص 13
281ـ – ﺳﻔﯾﺎن ادرﯾوش :ﺗﺳﻧﯾد اﻟدﯾون اﻟرھﻧﯾﺔ – ﻣﻘﺎرﺑﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ ،أطروﺣﺔ ﻟﻧﯾل اﻟدﻛﺗوراه ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص – ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق –
وﺟدة – -2004ص .398
223
اﻟرﺳﻣﻲ ﻟﯾﺷﻣل اﻟﻌﻘﺎر اﻟﻣﺣﻔظ و اﻟذي ﻓﻲ طور اﻟﺗﺣﻔﯾظ ،(282و ﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻷﺧﯾرة
ﺗﺳﻠم اﻟﺷﮭﺎدة اﻟﻣذﻛورة ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﺣق ﻣودع ﻓﻘط وﻟﯾس ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﺣق ﻣﻘﯾد.(457)284283
ﻏﯾر أﻧﮫ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻓﺈن اﻟﺑﻧوك ﺗﺗﻼﻓﻰ ﻣﻧﺢ ﻗروض ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺎرات ﻓﻲ طور
اﻟﺗﺣﻔﯾظ ،إﻻ ﻓﻲ ﺣﺎﻻت ﻧﺎذرة ﺑﻌد ﺗﺄﻛدھﺎ ﻣن ﻋدم وﺟود ﺗﻌرﺿﺎت وأن ﻣﺳطرة اﻟﺗﺣﻔﯾظ ﻗد
أﺷرﻓت ﻋﻠﻰ ﻧﮭﺎﯾﺗﮭﺎ.()286285
282ـ ﻗﺑل دﺧول ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﺣﯾز اﻟﺗطﺑﯾق ﻛﺎﻧت وﺣدھﺎ اﻟﻌﻘﺎرات اﻟﻣﺣﻔظﺔ ـ ﻣﺑدﺋﯾﺎ ـ ھﻲ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻛون
ﻣﺣﻼ ﻟﻠرھن اﻟرﺳﻣﻲ ،و ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻻﺳﺗﺛﻧﺎء ﯾﻣﻛن أن ﺗﺳﻠم ﻓﯾﮫ ھذه اﻟﺷﮭﺎدة ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻌﻘﺎرات ﻓﻲ طور اﻟﺗﺣﻔﯾظ ھﻲ
اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 11ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﻣﻠﻛﻲ ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻗﺎﻧون رﻗم 67-55اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 17دﺟﻧﺑر
1968و اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻘرض اﻟﻌﻘﺎري واﻟﻘرض اﻟﺳﻛﻧﻲ واﻟﻘرض اﻟﻔﻧدﻗﻲ اﻟذي ﯾﻧص ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
" إن اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺳﻠﻔﺎت اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻣن طرف ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻘرض اﻟﻣﻘﺑوﻟﺔ ،ﺗﺳﻠم إﻟﻰ اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ
اﻟذي ﯾﺳﺟل اﻟرھن وﯾﺳﻠم ﻋﻧﮫ ﺷﮭﺎدة طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻔﺻل 58ﻣن ظﮭﯾر 12ﻏﺷت 1913ﺑﺷﺄن اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري.
وﺗﻛﺗﺳب ھذه اﻟﺷﮭﺎدة ﺻﺑﻐﺔ رﺳم ﻧﺎﻓذ ،وﯾﺿﻊ ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ﻋﺑﺎرة »ﺳﻠﻣت ﻧﺳﺧﺔ ﻣطﺎﺑﻘﺔ
ﻟﻸﺻل ﻷﺟل اﻟﺗﻧﻔﯾذ« وﯾذﯾﻠﮭﺎ ﺑﺈﻣﺿﺎﺋﮫ.
...وﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﺻل 58اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﮫ أﻋﻼه ،ﻓﺈن اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﯾﺳﻠم اﻟﺷﮭﺎدة اﻟﺧﺻوﺻﯾﺔ وﻟو ﻛﺎن اﻷﻣر ﯾﺗﻌﻠق
ﺑﻌﻘﺎر ﻓﻲ طور اﻟﺗﺣﻔﯾظ"
283ـ ﯾﻧص اﻟﻔﺻل 84ﻣن ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري :ﻛﻣﺎ ﻧﺻت اﻟﻔﻘرة اﻟراﺑﻌﺔ ﻣن اﻟﻔﺻل 10ﻣن ﻣرﺳوم 17دﺟﻧﺑر : 1968
"… أﻣﺎ اﻟﻌﻘﺎرات اﻟﻣوﻗوﻓﺔ ﻣﺳطرة ﺗﺣﻔﯾظﮭﺎ ﻋﻣﻼ ﺑﺎﻟﻣﻘطﻊ اﻷول ﻣن اﻟﻔﺻل 3ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﻣذﻛور ﻓﯾودع ﻋﻘد رھﻧﮭﺎ ﻟدى
اﻟﻣﻛﻠف ﺑﻣﻛﺗب اﻟﺗﺳﺟﯾل ﻗﺻد ﺗﻘﯾﯾده ﻓﻲ اﻟرﺳم اﻟﻣذﻛور"
285ـ أﻧظر :ﻣﺣﻣد ﺧﯾري :ﻋﻘﺎر ﻓﻲ طور اﻟﺗﺣﻔﯾظ واﻟﺷﮭﺎدة اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟرھن -ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺣدث اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ – ع – 1998- 15ص . 13
)
"إن اﻟداﺋن اﻟذي ﻗﯾد رھﻧﮫ ﻟﺿﻣﺎن أﺻل دﯾن وﻓواﺋد أو اﺳﺗﺣﻘﺎﻗﺎت دورﯾﺔ ﻟﮫ اﻟﺣق أن ﯾﻘﯾدھﺎ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟرﺗﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﻗﯾد ﻓﯾﮭﺎ أﺻل
اﻟدﯾن وذﻟك ﻻﺳﺗﯾﻔﺎء اﻟﻣﺳﺗﺣق ﻣﻧﮭﺎ ﻋن اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺟﺎرﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﻗﺑﻠﮭﺎ ﻓﻘط ،ﺷرط أن ﯾﻛون ھذا اﻟﺣق ﻧﺎﺷﺋﺎ ﻋن ﻋﻘد اﻟرھن وﻣﻘﯾدا ﺑﺎﻟرﺳم
اﻟﻌﻘﺎري وأن ﯾﻛون ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة ﻣﻌﯾﻧﺎ".
288ـ إذا ﻛﺎن ﻟﻔظ اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺟﺎرﯾﺔ ﻻ ﯾﺛﯾر أي إﺷﻛﺎل ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ،إذ ﯾﻘﺻد ﺑﮭﺎ اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣت ﻓﯾﮭﺎ إﺟراءات اﻟﺣﺟز ،ﻓﺈن ﻋﺑﺎرة
ﺳﻧﺔ واﺣدة ﺗﺛﯾر أﻛﺛر ﻣن ﺗﺳﺎؤل ﺣول اﻟﻣﻘﺻود ﻣﻧﮭﺎ ،ھل ھﻲ اﻟﺳﻧﺔ ﻣﺎ ﻗﺑل اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺟﺎرﯾﺔ ؟ وإن ﻛﺎن اﻷﻣر ﻛذﻟك ﻓﻠﻣﺎذا ﻟم
ﯾﺳﺗﻌﻣل اﻟﻣﺷرع ﻋﺑﺎرة اﻟﺳﻧﺔ ﻣﺎ ﻗﺑل اﻷﺧﯾرة ؟ أم ﯾﻘﺻد ﺑﮭﺎ ﺳﻧﺔ أﺧرى ﻏﯾر ﻣﺎ ذﻛر ؟ .
224
ﻋﺷر ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺋﺔ ﻣن ﻣﺑﻠﻎ اﻟﺳﻠف اﻷﺻﻠﻲ ﻷﺟل اﻟﻔواﺋد واﻟﺻواﺋر ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠدﯾون اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ
ﻟﻠﻣرﺳوم اﻟﻣﻠﻛﻲ اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 17دﺟﻧﺑر .(1968290وﻋن طرﯾق اﻻﺳﺗﺑﻌﺎد ،ﻓﺈن ﺑﺎﻗﻲ
اﻟﻔواﺋد اﻟﻣﺗﺧﻠدة ﻓﻲ ذﻣﺔ اﻟﻣدﯾن اﻟراھن ﻻ ﺗﺳﺗوﻓﻰ ﺑواﺳطﺔ اﻟﺷﮭﺎدة اﻟﺧﺎﺻﺔ ،ﺑل ﯾﻠزم اﻟداﺋن
أن ﯾدﻟﻲ ﺑﺣﻛم ﻗﺿﺎﺋﻲ ﺑﺷﺄﻧﮭﺎ.()292291
ﻓﺎﻟﺷﮭﺎدة اﻟﻣﺗﺿﻣﻧﺔ ﻟﮭذه اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت ،واﻟﻣذﯾﻠﺔ ﺑﻌﺑﺎرة ﻣن أﺟل اﻟﺗﻧﻔﯾذ ،ﺗﻌﺗﺑر ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﺳﻧد
ﺗﻧﻔﯾذي ﺗﺧول ﻟﻠداﺋن ﺻﻼﺣﯾﺔ ﺣﺟز ﻋﻘﺎر اﻟﻣدﯾن أو ﻛﻔﯾﻠﮫ اﻟﻌﯾﻧﻲ ،()294293وذﻟك ﺑﻌد ﺗوﺟﯾﮫ
إﻧذار ﻟﮫ ﺑﺎﻷداء وﺑﻘﺎﺋﮫ ﺑدون ﺟدوى ﺧﻼل آﺟﺎل ﻣﺣددة .وإذا ﻣﺎ ﺿﺎﻋت أو ﻓﻘدت ﻛﺎن
ﻟﻠداﺋن اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺷﮭﺎدة ﺛﺎﻧﯾﺔ طﺑﻘﺎ ﻷﺣﻛﺎم اﻟﻔﺻول 101و 102و 103ﻣن
ﻗﺎﻧون اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري،ﺣﯾث ﯾﻘدم طﻠب إﻟﻰ اﻟﻣﺣﺎﻓظ اﻟﻌﻘﺎري ،و ﯾﺗم ﺑﻌد ذﻟك ﻧﺷر
اﻹﻋﻼن ﺑﺎﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ،و إن ﻟم ﯾﻘدم أي ﺗﻌرض ﺧﻼل أﺟل ﺧﻣﺳﺔ ﻋﺷر ﯾوﻣﺎ اﻟﻣواﻟﯾﺔ
ﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﻧﺷر ﻓﺈن اﻟﻣﺣﺎﻓظ اﻟﻌﻘﺎري ﯾﺳﻠم ﻟﻠداﺋن اﻟﻣرﺗﮭن ﻧﺳﺧﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن ﺷﮭﺎدة اﻟﺗﻘﯾﯾد
اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟرھن ،295و إن اﻋﺗرض ﻣن ﻟﮫ ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻓﺈن اﻟداﺋن اﻟﻣرﺗﮭن ﯾﺻﯾر ﻣﻠزﻣﺎ ﺑﺗﻘدﯾم
طﻠب ﻟرﺋﯾس اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺑﺻﻔﺗﮫ ﻗﺎﺿﯾﺎ ﻟﻠﻣﺳﺗﻌﺟﻼت ﻟﺗﺳﻠم ﻧﺳﺧﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن ﺷﮭﺎدة اﻟﺗﻘﯾد
اﻟﺧﺎﺻﺔ ،ﺑﺣﯾث ﯾطﺑق ﻋﻠﻰ طﻠﺑﮫ ھﻧﺎ ﻧﻔس اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺗﺳﻠﯾم
إن ﻣﺎ دﻓﻌﻧﺎ ﻟطرح ھذا اﻟﺗﺳﺎؤل ھو أن اﻟﻣﺷرع ﻟم ﯾﺳﺗﻌﻣل ﻧﻔس اﻟﺻﯾﻐﺔ ﻓﻲ ﻣدوﻧﺔ اﻟﺗﺟﺎرة ،ﻓﻣرة ﯾﺗﻛﻠم ﻋن ﻓواﺋد اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺟﺎرﯾﺔ
وﺳﻧﺔ واﺣدة ﻛﻣﺎ ھو اﻟﺣﺎل ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ،137وﻣرة ﯾﺗﺣدث ﻋن ﻓواﺋد ﺳﻧﺗﯾن ﻛﻣﺎ ھو اﻟﺷﺄن ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺎدة 367اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑرھن
أدوات وﻣﻌدات اﻟﺗﺟﮭﯾز.
ﻟذﻟك ﻧﻣﯾل إﻟﻰ اﻟﻘول إن إرادة اﻟﻣﺷرع اﺗﺟﮭت إﻟﻰ ﺗﺧوﯾل اﻟداﺋن ﺻﻼﺣﯾﺔ اﺧﺗﯾﺎر اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺗﻲ ﺳﯾﺗم اﺳﺗﺧﻼص ﻓواﺋدھﺎ.
290ـ أﻧظر اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻣن اﻟﻔﺻل 11ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﻣﻠﻛﻲ اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 17دﺟﻧﺑر .1968
291ـ أﻧظر :ﻗرار اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻋدد 111ﺑﺗﺎرﯾﺦ 9/12/2005ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻣﻠف ﻋدد 1325/3/1/2005ـ ﻏﯾر ﻣﻧﺷور .
-ﻗرار ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﺎﻟدار اﻟﺑﯾﺿﺎء ﻋدد 2155/2004ﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 17/06/2004ﻓﻲ اﻟﻣﻠف ﻋدد
– 2285/2003/9ﻏﯾر ﻣﻧﺷور.
-وﻟﻠﻣزﯾد ﻣن اﻟﺗوﺳﻊ ﺣول ﻣوﺿوع اﻟﻔواﺋد اﻟﺑﻧﻛﯾﺔ راﺟﻊ :آﺳﯾﺔ وﻟﻌﻠو :اﻟﻔواﺋد اﻟﺑﻧﻛﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻌﻣل اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ – اﻟﻧدوة اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ
ﻟﻠﻌﻣل اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ واﻟﺑﻧﻛﻲ – م.س .ص 257وﻣﺎ ﯾﻠﯾﮭﺎ.
ـ ﻧﺷﯾر إﻟﻰ أن ﻋﻣل اﻟﻣﺣﺎﻓظﺎت اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ﻛﺎن ﯾﺟري ﻋﻠﻰ ﺗﺳﻠﯾم اﻟﺷﮭﺎدة اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻘرض اﻟﻌﻘﺎري واﻟﻔﻧدﻗﻲ ﺑﻣﺟرد ﺗﻘﯾﯾد 293
اﻟرھن ،ﻓﺗﻘدم ھذا اﻷﺧﯾر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 19-10-1998ﺑﺗظﻠم إﻟﻰ اﻟﻣﺣﺎﻓظ اﻟﻌﺎم طﻠب ﻓﯾﮫ ﻋدم ﺗﺳﻠﯾم ھذه اﻟﺷﮭﺎدة إﻻ ﺑﻌد طﻠﺑﮭﺎ ﺗﺟﻧﺑﺎ
ﻟﺿﯾﺎﻋﮭﺎ رﻏم أھﻣﯾﺗﮭﺎ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرھﺎ ﺳﻧد اﻟﺗﻧﻔﯾذ ،ﻓـوﺟﮫ اﻟﻣﺣـﺎﻓظ اﻟﻌـﺎم ﻣـذﻛرة إﻟـﻰ اﻟﺳﺎدة اﻟﻣﺣﺎﻓظﯾن ﺗﺣت ﻋدد 4660ﺑﺗﺎرﯾﺦ 24
ﻧوﻧﺑر 1999طﻠب ﻣﻧﮭم ﻋدم ﺗﺳﻠﯾم ھذه اﻟﺷﮭﺎدة إﻻ ﻋﻧد طﻠﺑﮭﺎ ﻣن طرف ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻘرض وﺗﺳﻠﯾم ﺷﮭﺎدة ﻋﺎدﯾﺔ ﻋﻧد ﺗﻘﯾﯾد اﻟرھن.
)
295ـ ﯾﻧص اﻟﻔﺻل 101ﻣن ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
" ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺿﯾﺎع أو ﺳرﻗﺔ أو ﺗﻠف ﻧظﯾر اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري أو ﺷﮭﺎدة اﻟﺗﻘﯾﯾد اﻟﺧﺎﺻﺔ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺑﮭﻣﺎ أن ﯾﻘدم ﻟﻠﻣﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك
اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻟوﺛﺎﺋق اﻟﻣﺛﺑﺗﺔ وأن ﯾدﻟﻲ إﻟﯾﮫ ﺑﺗﺻرﯾﺢ ﯾﺗﺿﻣن ھوﯾﺗﮫ وظروف اﻟﺿﯾﺎع أو اﻟﺳرﻗﺔ أو اﻟﺗﻠف وﻛل ﻣﺎ ﻟدﯾﮫ ﻣن ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻋن
اﻟﺣﺎدث.
ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ إذا ﻣﺎ ظﮭر ﻟﮫ ﺻدق اﻟﺗﺻرﯾﺢ أن ﯾﺳﻠم ﻟﻠﻣﻌﻧﻲ ﺑﺎﻷﻣر ﻧظﯾرا ﺟدﯾدا ﻟﻠرﺳم اﻟﻌﻘﺎري أو ﻧﺳﺧﺔ ﻣن
ﺷﮭﺎدة اﻟﺗﻘﯾﯾد اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌد اﻧﺻرام ﺧﻣﺳﺔ ﻋﺷر ﯾوﻣﺎ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﻧﺷر إﻋﻼن ﺑذﻟك ﻓﻲ اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ".
و ﯾﻧص اﻟﻔﺻل 102ﻣن ذات اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ أﻧﮫ :
"ﯾﻧص اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﻋﻠﻰ ﺗﺳﻠﯾم اﻟﻧظﯾر اﻟﺟدﯾد أو ﻧﺳﺧﺔ ﺷﮭﺎدة اﻟﺗﻘﯾﯾد اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻣﻊ ﺑﯾﺎن ﺗﺎرﯾﺦ
وظروف اﻟﺗﺳﻠﯾم.
وﺗﻛون ﻟﻠﻧظﯾر اﻟﺟدﯾد أو ﻟﻧﺳﺧﺔ ﺷﮭﺎدة اﻟﺗﻘﯾﯾد اﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﺑﮭذه اﻟﻛﯾﻔﯾﺔ ﻧﻔس اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻷﺻﻠﮭﻣﺎ وﯾﺳﺗﻌﻣﻼن ﻟﻧﻔس
اﻷﻏراض".
225
و ذﻟك 296
اﻟﻧﺳﺧﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻟﻸﺣﻛﺎم اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 435ﻣن ق.م.م
ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﻹﺣﺎﻟﺔ اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 103ﻣن ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري.()297
296ـ ﯾﻧص اﻟﻔﺻل 435ﻣن ق م م ﻛﻣﺎ ﺗم ﺗﻌدﯾﻠﮫ ﺑﻣوﺟب اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 18.82اﻟﺻﺎدر اﻷﻣر ﺑﺗﻧﻔﯾذه ظﮭﯾر ﺷرﯾف رﻗم
1.82.222ﺑﺗﺎرﯾﺦ 9ﻣﺣرم 5) 1405أﻛﺗوﺑر (1984ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
" ﺗﺳﻠم ﻧﺳﺧﺔ ﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ واﺣدة ،وﯾﺟوز ﻟﻣن ﻓﻘدھﺎ أن ﯾﺣﺻل ﻋﻠﻰ ﻧﺳﺧﺔ ﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ ﻗرار ﯾﺻدره ﻗﺎﺿﻰ
اﻟﻣﺳﺗﻌﺟﻼت ﺑﻌد اﺳﺗدﻋﺎء ﺟﻣﯾﻊ ذوي اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ".
ـ ﯾﻧص اﻟﻔﺻل 103ﻣن ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ : 297
" إذا وﻗﻊ ﺗﻌرض ﻋﻠﻰ ﺗﺳﻠﯾم ﻧظﯾر ﺟدﯾد ﻟﻠرﺳم اﻟﻌﻘﺎري أو ﻧﺳﺧﺔ ﺷﮭﺎدة اﻟﺗﻘﯾﯾد اﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 101ﻣن ھذا اﻟﻘﺎﻧون
أو رأى اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ أﻧﮫ ﻻ داﻋﻲ ﻟﺗﻠﺑﯾﺔ اﻟطﻠب اﻟﻣﻘدم إﻟﯾﮫ ﻓﯾﻣﻛن ﻟﻠطﺎﻟب أن ﯾرﻓﻊ اﻷﻣر إﻟﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺑت
وﻓق اﻹﺟراءات اﻟﻣﻘررة ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ".
-ﻟﻠﻣزﯾد ﻣن اﻟﺗﻔﺻﯾل أﻧظر :ﻋﺑد اﻟواﺣد ﺑن ﻣﺳﻌود ،اﻹﻧذار اﻟﻌﻘﺎري ﺑﯾﺎﻧﺎﺗﮫ وﻣرﻓﻘﺎﺗﮫ ،وﻣوﻗف اﻟﻘﺿﺎء ﻣن اﻟطﻌن ﻓﻲ ﺑطﻼن
اﻹﻧذار – ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻘﺿﺎء واﻟﻘﺎﻧون – ع -148ص .207
298ﻻﺣظ أن اﻟﻣﺷرع اﺳﺗﻌﻣل ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 215ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﻋﺑﺎرة إﻧذار ،و ھﻲ اﻟﺗﺳﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ
ﻓﻲ ﺣﻘل اﻟﻛﺗﺎﺑﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و ﻓﻲ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ،ﺣﯾث ﺟرت اﻟﻌﺎدة ﻓﻘﮭﺎ وﻗﺿﺎء ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻋﺑﺎرة اﻹﻧذار ﺣﺗﻰ ﻗﺑل
ﺻدور اﻟﻣدوﻧﺔ اﻟﻣذﻛورة ،ﻓﻲ ﺣﯾن أن اﻟﻣﺷرع ﻟم ﯾﻛن ﯾﺳﺗﻌﻣل ﻧﻔس اﻟﻌﺑﺎرة ،ﺣﯾث ﻋﺑر ﺑﻠﻔظ " اﻹﻋذار ﻓﻲ اﻟﺻﯾﻐﺔ
اﻟﻌرﺑﯾﺔ )اﻟﻔﺻل 205ﻣن ظﮭﯾر 2ﯾوﻧﯾﮫ 1915و 440ﻣن ق.م.م(، ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ورد ﻓﻲ اﻟﺻﯾﻐﺔ اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﻧﺻوص
اﻟﻣذﻛورة ﻋﺑﺎرة Commandementوھﻲ ﺗﻌﻧﻲ اﻟﺗﻧﺑﯾﮫ اﻟرﺳﻣﻲ ،وﻣﻊ ذﻟك ﻓﺈن اﻟﻌﺑﺎرﺗﯾن ﻣﻌﺎ ﻛﺎﻧت ﻣﮭﺟورﺗﯾن ﻋﻠﻰ
ﻣﺳﺗوى اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ .
-أﻧظر ﺣول اﻟﻛﺗﺎﺑﺎت اﻟﻔﻘﮭﯾﺔ:
-ﻣﺣﻣد ﻓرﻛت ،اﻟرھن اﻟرﺳﻣﻲ واﻹﺟراءات اﻟﻣﺳطرﯾﺔ – اﻟﻧدوة اﻷوﻟﻰ ﻟﻠﻌﻣل اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ واﻟﺑﻧﻛﻲ – اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﺑﺎﻟرﺑﺎط ﺑﺗﺎرﯾﺦ
/03/04ﻧوﻧﺑر - 1987ﻣﻧﺷورات اﻟﻣﻌﮭد اﻟوطﻧﻲ ﻟﻠدرﺳﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ -ص .177
-ﻣﺣﻣد ﺟﻼل :اﻹﻧذار اﻟﻌﻘﺎري واﻟﺗﻌرض ﻋﻠﯾﮫ :ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ – ع – 4ص .51
-ﻧور اﻟدﯾن اﻟﺟزوﻟﻲ :اﻹﻧذار اﻟﻌﻘﺎري وﺗﺿﺎرب اﻻﺧﺗﺻﺎص ﺑﯾن اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ واﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﺷﺄﻧﮫ – ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﻧﺗدى –
ﻋدد – 4أﻛﺗوﺑر – 1999ص .54
وراﺟﻊ ﺣول اﻷﺣﻛﺎم واﻟﻘرارات اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻣﺛﻼ:
-ﻗرار ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﺎﻟدار اﻟﺑﯾﺿﺎء ﻋدد 1122/2004ﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 06/04/2004ﻓﻲ اﻟﻣﻠف ﻋدد
– 1234/2003/14ﻏﯾر ﻣﻧﺷور.
226
ﻓﺎﻹﻧذار اﻟﻌﻘﺎري ھو ﻋﺑﺎرة ﻋن إﺷﻌﺎر ﯾوﺟﮭﮫ اﻟداﺋن اﻟﻣرﺗﮭن أو اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ إﻟﻰ
اﻟﻣدﯾن ﺑواﺳطﺔ ﻋون اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﯾطﻠب ﻓﯾﮫ اﺳﺗرداد اﻟدﯾن اﻟﻣﺿﻣون ﻣن اﻟﻣدﯾن ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ
ﻧزع ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻌﻘﺎر اﻟﻣرھون وﺑﯾﻌﮫ ﻗﺿﺎﺋﯾﺎ ﺑﺎﻟﻣزاد اﻟﻌﻠﻧﻲ ﻟﺗﺳدﯾد اﻟدﯾن وﻓواﺋده واﻟﺿرﯾﺑﺔ
ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ واﻟﻣﺻﺎرﯾف اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ.)299
واﻟﺗﺳﺎؤل اﻟﻣطروح ھو ھل ﯾﻠزم اﻟداﺋن اﻟﻣرﺗﮭن أن ﯾﺳﻠك إﺟراءات ﺗﺣﻘﯾق اﻟرھن ،أم
أن ﻟﮫ اﻟﺧﯾﺎر ﺑﯾن ھذه اﻟوﺳﯾﻠﺔ واﻟﻣﺳطرة اﻟﻌﺎﻣﺔ ،أي اﺳﺗﺻدار ﺣﻛم ﺑﺎﻷداء ،وﺣﺟز ﻋﻘﺎر
اﻟﻣدﯾن اﺳﺗﻧﺎدا ﻟﮫ؟
ﻟﻘد أﺟﺎب اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ -ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض -ﻋن ھذه اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ ،ﻓﻲ ﻗراره اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ
17ﻣﺎي ،2006ﻣؤﻛدا أن اﻟداﺋن اﻟﻣرﺗﮭن ﯾﺣق ﻟﮫ اﻟﺟﻣﻊ ﺑﯾن ﻣﺳطرة ﺗﺣﻘﯾق اﻟرھن
اﻟﻌﻘﺎري ودﻋوى اﻷداء وذﻟك ﻻزدواﺟﯾﺔ ﺻﻔﺗﮫ ،ﻓﻛوﻧﮫ داﺋﻧﺎ ﯾﻣﻧﺣﮫ ﺻﻔﺔ اﺳﺗرﺟﺎع دﯾﻧﮫ ﻓﻲ
إطﺎر اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﻛوﻧﮫ ﻣرﺗﮭﻧﺎ ﯾﻌطﯾﮫ ﺻﻼﺣﯾﺔ ﺳﻠوك ﻣﺳطرة ﺗﺣﻘﯾق اﻟرھن ،ﻛل
ﻣﺎھﻧﺎﻟك أﻧﮫ ﻻ ﯾﺣق ﻟﮫ اﻗﺗﺿﺎء دﯾﻧﮫ ﻣرﺗﯾن ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻠﯾس ھﻧﺎك أي ﻣﻘﺗﺿﻰ ﯾﺣول دون
اﻟداﺋن اﻟﻣرﺗﮭن رھﻧﺎ رﺳﻣﯾﺎ وإﻣﻛﺎﻧﯾﺔ إﻗﺎﻣﺔ دﻋوى اﻷداء ،ﻣﺎدام أن ﻣﺂﻟﮭﺎ ھو اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻋﻠﻰ
اﻟﻣدﯾن ﻓﻲ ﺣدود ﻣﺑﻠﻎ اﻟدﯾن وﻟﯾس اﻗﺗﺿﺎؤه ﻣرﺗﯾن.()300
وﻟﺻﺣﺔ اﻹﻧذار ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ ،ﯾﺟب أن ﯾﺗﺿﻣن ﻟزوﻣﺎ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻣﻧﺻوص
ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 215ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ) 301ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ اﻟﺑطﻼن ،وﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ
-ﻗرار ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﺎﻟدار اﻟﺑﯾﺿﺎء ﻋدد 3095/2002ﺑﺗﺎرﯾﺦ 21-11-2002ﻓﻲ اﻟﻣﻠف ﻋدد
– 1986/2002/7ﻏﯾر ﻣﻧﺷور.
-ﻗرار ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﻣراﻛش ﻋدد 432ﺑﺗﺎرﯾﺦ 27/04/2004ﻓﻲ اﻟﻣﻠف ﻋدد – 557/12/2003ﻏﯾر
ﻣﻧﺷور.
-ﺣﻛم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﺑﻣراﻛش ﻋدد 7635/95ﺑﺗﺎرﯾﺦ 05-07-1995ﻓﻲ اﻟﻣﻠﻔﯾن اﻟﻣﺿﻣوﻣﯾن ﻋدد 9190/94
و – 9191/94ﻏﯾر ﻣﻧﺷور.
-ﺣﻛم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﺄﻛﺎدﯾر ﻋدد 681/2003ﺑﺗﺎرﯾﺦ 30-06-2003ﻓﻲ اﻟﻣﻠف ﻋدد – 46/2003ﻏﯾر ﻣﻧﺷور.
299ـ ﺣﺑﯾﺑﺔ اﻟﺗﺎﯾس :اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺎت اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻓﻲ ﻣوﺿوع اﻹﻧذار اﻟﻌﻘﺎري ،اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ﻟﻘﺎﻧون اﻷﻋﻣﺎل واﻟﻣﻘﺎوﻻت – ﻋدد – 2ﻣﺎي
– 2003ص .33
300ـ ﻗرار اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻋدد 528ﺑﺗﺎرﯾﺦ 17-05-2006ﻓﻲ اﻟﻣﻠف اﻟﺗﺟﺎري ﻋدد – 3/1/2004/ 1313ﻣﻧﺷور ﺑﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﺣﺎﻛم
اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ – ع -106ﯾﻧﺎﯾر – ﻓﺑراﯾر 2007ص . 153
301ـ ﺣﺑﯾﺑﺔ اﻟﺗﺎﯾس :م.س – ص .33
و ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻘﺎرن ﻧﺟد أن اﻟﻣﺷرع اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻓﻘد ﺣدد ھذه اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت ﻓﻲ اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن اﻟﻔﺻل 673ﻣن ق.م.م اﻟذي
ﯾﻧص ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
« Ce commandement comprend : 1° La mention du titre exécutoire …. 2° La copie d’un pouvoir.
spécial de saisir à moins que le commandement ne contienne, sur l’original et la copie, le bon pour
pourra être le commandement pouV. signé du poursuivant , 3° l’avertissement que, faute de payer ,
publie au bureau des hypothèques de la situations des biens et voudra saisie à partir de la publicité,
4° l’indication , pour chacun des immeubles sur lesquels portera la saisie, 5° la copie de la matrice du
rôle de la contribution fonciére pour les biens à saisir , 6° l’indication du tribunal où l’éxpropriation
sera poursuivie, 7° la constitution de l’avoué ( avocat) chez lequel le domicile du créancier
poursuivant est élu de droit… , 8° l’indication que la partie saisie à la faculté de demander la
conversion de la saisie en vente volontaire dans les conditions prévues à l’article 744 du présent
code ».
227
ﯾﺣق ﻟﻠداﺋن أن ﯾﺻﺣﺢ اﻹﺧﻼﻻت اﻟﻣﺳطرﯾﺔ ﺑﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﻣدﯾن إﻧذارا ﺟدﯾدا ﻣن ﻏﯾر أن ﯾواﺟﮫ
ﺑﺳﺑﻘﯾﺔ اﻟﺑت ،و ﻓﻲ ھذا اﻹطﺎر ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗرار ﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﺎﻟدار اﻟﺑﯾﺿﺎء:
"ﺣﯾث إﻧﮫ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻟدﻓﻊ ﺑﺳﺑﻘﯾﺔ اﻟﺑت ﻓﻲ اﻹﻧذار اﻟﻌﻘﺎري ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﺳﺗﻧد ﻋﻠﻰ
أﺳﺎس ،إذ اﻟﺣﻛم اﻟﻣﺳﺗدل ﺑﮫ ﻹﺛﺑﺎت اﻟدﻓﻊ ﻗﺿﻰ ﺑﺑطﻼن اﻹﻧذار اﻟﻌﻘﺎري ﻟﻛون ﻣﺳطرة
ﺗﺑﻠﯾﻐﮫ ﻏﯾر ﺳﻠﯾﻣﺔ ،واﻋﺗﺑﺎرا ﻟﻣﺎ ذﻛر ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺣق ﻟﻠﺑﻧك اﻟﻣﺳﺗﺄﻧف ﺿده ﺗوﺟﯾﮫ إﻧذار ﺛﺎن ﻟورﺛﺔ
اﻟﻛﻔﯾل ﺑﻌد ﺗدارك اﻟﺧﻠل اﻟﺷﻛﻠﻲ اﻟذي ﺷﺎب اﻹﻧذار اﻟﺳﺎﺑق ،دون إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﻣواﺟﮭﺗﮫ ﺑﺳﺑﻘﯾﺔ
اﻟﺑت ﻣﺎدام أن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻟم ﺗﻔﺻل ﻓﻲ ﺻﺣﺔ اﻹﻧذار اﻟﻣذﻛور ﻣن ﺣﯾث اﻟﻣوﺿوع " .()302
واﻟﺧﺎﺻﯾﺔ اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ ﺑﯾن ﻣﺟﻣوع ھذه اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت ھو أﻧﮭﺎ ﺗﮭدف إﻟﻰ ﺗﺣدﯾد اﻟدﯾن اﻟﻣطﺎﻟب
ﺑﮫ ،وأطراﻓﮫ ،وﺳﻧده ،وﻣوﺿوع اﻟﺗﻧﻔﯾذ ،وﻋﻠﯾﮫ ﻓﮭذه اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت ﺗﺗﺣدد وﻓق ﻣﺎ ﺗﻧص ﻋﻠﯾﮫ
اﻟﻣﺎدة 215أﻋﻼه وﻣﺎ ﺟرى ﺑﮫ اﻟﻌﻣل اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻛﺎﻟﺗﺎﻟﻲ:
أوﻻ -أﺳﻣﺎء وھوﯾﺔ ﻛﺎﻓﺔ اﻷطراف وﻋﻧﺎوﯾﻧﮭم:
وھؤﻻء اﻷطراف ھم اﻟداﺋن واﻟﻣدﯾن واﻟﻛﻔﯾل اﻟﻌﯾﻧﻲ أو اﻟﺣﺎﺋز إن وﺟد ،ﻛﻣﺎ ﯾﺟب ذﻛر
ﻋﻧﺎوﯾﻧﮭم ،واﻟﻐﺎﯾﺔ ﻣن ھذا اﻟﺑﯾﺎن ھو ﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻘﺎﺋم ﺑﺎﻹﺟراء واﻟطرف اﻟﻣواﺟﮫ ﺑﮫ ،ﻣﻊ
إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗﺑﻠﯾﻐﮭﻣﺎ ﻛل اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﻼﺣﻘﺔ ﻟﻠﺣﺟز ،ﻛﻣﺎ أﻧﮫ ﺗﺳﮭﯾﻼ ﻟﻺﺟراءات ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺗم ذﻛر اﺳم
ﻧﺎﺋب طﺎﻟب اﻟﺗﻧﻔﯾذ.
ﺛﺎﻧﯾﺎ -إﻋﻼن اﻟﺳﻧد اﻟﺗﻧﻔﯾذي:
ﻧص اﻟﻔﺻل 205ﻣن ظﮭﯾر 2ﯾوﻧﯾﮫ 1915ﻋﻠﻰ أن اﻹﻧذار اﻟﻌﻘﺎري ﯾﺟب أن ﯾﻧص
ﻓﯾﮫ ﻟزوﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﺳم اﻟﻌﻘﺎر أو اﻟﻌﻘﺎرات اﻟﺗﻲ ﺳﯾﺟري ﺑﯾﻌﮭﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم اﻷداء ورﻗم
رﺳﻣﮭﺎ اﻟﻌﻘﺎري وﻣوﻗﻌﮭﺎﻣﺗﻰ ﻛﺎن اﻟﻘﻌﺎر ﻣﺣﻔظﺎ و رﻗم ﻣطﻠب اﻟﺗﺣﻔﯾظ ﻣﺗﻰ ﺗﻌﻠق اﻷﻣر
ﺑﻌﻘﺎر ﻓﻲ طور اﻟﺗﺣﻔﯾظ ،واﻟﮭدف ﻣن ذﻛر ذﻟك ھو ﺗﺣدﯾد ﻣﺣل اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﺗﺣدﯾدا ﻧﺎﻓﯾﺎ ﻟﻠﺟﮭﺎﻟﺔ،
وﻓﻲ اﻋﺗﻘﺎدﻧﺎ ﻓﺈن ھذه اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻟﻠﺗﻌرﯾف ﺑﺎﻟﻌﻘﺎر وﻻ ﺣﺎﺟﺔ ﻟذﻛر ﺣدوده ﻛﻣﺎ ذھﺑت إﻟﻰ
ذﻟك اﻷﺳﺗﺎذة ﻛﻠﺛوم اﻟﻧﺎﺻري )،303ﻷن اﻷﻣر ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻌﻘﺎر ﻣﺣﻔظ أو ﻓﻲ طور اﻟﺗﺣﻔﯾظ وﻗد ﺗم
ﺿﺑط ﺣدوده ﻣﺳﺑﻘﺎ أﺛﻧﺎء ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺣدﯾد .
وﻗد ﺗﻧﺑﮫ اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ وھو ﯾﻧظم ﻣﺣل اﻟﺣﺟز ،إﻟﻰ أﻧﮫ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣﯾﺎن ﻗد ﯾﻛون
اﻟﻣدﯾن ﻗدم ﻋدة ﻋﻘﺎرات ﻟﺿﻣﺎن أداء ﻧﻔس اﻟدﯾن ،ﻓﺗدﺧل ﻣن أﺟل ﺣﻣﺎﯾﺗﮫ ﻟﻛوﻧﮫ طرﻓﺎ ﺿﻌﯾﻔﺎ
ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ،وﻗرر أﻧﮫ ﻻ ﯾﺟوز إﺟراء ﺑﯾﻊ ھذه اﻟﻌﻘﺎرات ﺟﻣﻠﺔ واﺣدة إﻻ ﺑﺈذن ﺧﺎص
228
ﯾﺻدره رﺋﯾس اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺑﺻﻔﺗﮫ ﻗﺎﺿﯾﺎ ﻟﻠﻣﺳﺗﻌﺟﻼت ،)304ﻏﯾر أن اﻟﻣﻼﺣظ ھو أن اﻟﺑﻌض ﯾﺧﻠط
ﺑﯾن اﻟﺑﯾﻊ اﻟذي ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺟري دﻓﻌﺔ واﺣدة إﻻ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ إذن ،وﺑﯾن اﻹﻧذار اﻟﻌﻘﺎري اﻟذي
ﯾﺟوز ﺗﺿﻣﯾﻧﮫ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎرات اﻟﻣرھوﻧﺔ ﺑدون اﺷﺗراط اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻹذن اﻟﻣذﻛور306() .305
راﺑﻌﺎ -ﺗﺣدﯾد ﻣﺑﻠﻎ اﻟدﯾن اﻟﻣطﺎﻟب ﺑﮫ :
ﯾﺟب أن ﯾﺷﺎر ﻓﻲ اﻹﻧذار اﻟﻌﻘﺎري إﻟﻰ ﻣﺑﻠﻎ اﻟدﯾن اﻟذي ﯾﺟري اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻻﻗﺗﺿﺎﺋﮫ ،ذﻟك
أن ﺧطورة اﻟﻧزع اﻟﺟﺑري ﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻌﻘﺎر ﺗﻔرض أﻻ ﯾﺗم ذﻟك إﻻ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ دﯾن ﺛﺎﺑت وﻣﻌﻠوم
وﻣﺣدد اﻟﻣﻘدار وﺣﺎل اﻷداء ،وﻣﻌﻠوم أن ﻣﺟﻣوع اﻟدﯾن ﯾﺗﺿﻣن أﺻل اﻟدﯾن واﻟﻔواﺋد
اﻟﻣﺿﻣوﻧﺔ ﺑﺎﻟرھن طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 168ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ،أي ﻓواﺋد اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺟﺎرﯾﺔ
وﺳﻧو ﻓواﺋد اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺗﻲ ﻗﺑﻠﮭﺎ ،ﻛﻣﺎ ﯾﺷﻣل اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟﻣذﻛور ﻣﺻﺎرﯾف اﻟﺗﻧﻔﯾذ ،وﻣن ﺗم ﻓﺈن
307
اﻹﻧذار اﻟذي ﻟم ﯾﺣدد ﻣﺑﻠﻎ اﻟدﯾن ﯾﻌطﻲ ﻟﻠﻘﺿﺎء ﺻﻼﺣﯾﺔ إﯾﻘﺎﻓﮫ إﻟﻰ ﺣﯾن ﺣﺻر اﻟﻣدﯾوﻧﯾﺔ
) ،ﻷن اﻟﺧطﺄ ﻓﻲ اﻟﻌﻔو ﺧﯾر ﻣن اﻟﺧطﺄ ﻓﻲ اﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻛﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﺗﻌﻠﯾل أﺣد ﻗرارات ﻣﺣﻛﻣﺔ
اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف ﺑﻣراﻛش.)308
طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻔﺻل 215اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﮫ أﻋﻼه ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻠزم إﻧذار اﻟﻣدﯾن ﺑﺄﻧﮫ إذا ﻟم ﯾؤد اﻟدﯾن
ﻓﺳﯾﺷرع ﻓﻲ ﻣﺳطرة اﻟﻧزع اﻹﺟﺑﺎري ﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻌﻘﺎر اﻟﻣرھون ،وﺑﯾﻌﮫ ﺑﺎﻟﻣزاد اﻟﻌﻠﻧﻲ ،وأن
ﯾﻣﻧﺣﮫ أﺟل ﺧﻣﺳﺔ ﻋﺷر ﯾوﻣﺎ ﻟﻠوﻓﺎء ﺑﺎﻟدﯾن أو اﻟﺗﺧﻠﻲ ﻋن اﻟﻌﻘﺎر ،() 309ﻣﻊ اﻟﻌﻠم أن اﻟﻣدﯾن
304ـ ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 217ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
"ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ رھن ﻋدة أﻣﻼك ﻟﺿﻣﺎن أداء دﯾن واﺣد ﻓﺈن ﺑﯾﻊ ﻛل واﺣد ﻣﻧﮭﺎ ﯾﺗم ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ إذن ﻣن رﺋﯾس اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ
اﻟواﻗﻊ ﻓﻲ داﺋرة ﻧﻔوذھﺎ اﻟﻣﻠك.
ﯾﺟب أن ﯾﻘﻊ ﺑﯾﻊ ھذه اﻷﻣﻼك ﻋﻠﻰ اﻟﺗواﻟﻲ وﻓﻲ ﺣدود ﻣﺎ ﯾﻔﻲ ﺑﺄداء اﻟدﯾن ﺑﻛﺎﻣﻠﮫ".
305ـ ﺟﺎء ﻓﻲ ﺣﻛم ﺻﺎدر ﻋن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﺄﻛﺎدﯾر ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" ﺣﯾث إن اﻹﻧذار اﻟﻌﻘﺎري ﺗوﻓر ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ ﺷﻛﻠﯾﺎﺗﮫ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 205ﻣن ظﮭﯾر 2ﯾوﻧﯾو 1915وذﻟك ﺑﺈﺷﺎرﺗﮫ إﻟﻰ
اﺳم اﻟﻌﻘﺎر اﻟﻣﺣﻔظ اﻟذي ﺳوف ﯾﺟري ﺑﯾﻌﮫ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم اﻷداء ورﻗم رﺳﻣﮫ اﻟﻌﻘﺎري وﻣﻛﺎن ﺗواﺟده ،وأن ﺗﺄﺳﯾس اﻟطﻌن ﻋﻠﻰ
ﺧرق ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﺻل 206ﻣن اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣطﺑق ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎرات اﻟﻣﺣﻔظﺔ ﻣﺧﺎﻟف ﻟﻠﺻواب اﻋﺗﺑﺎرا ﻷن اﻟﻔﺻل اﻟﻣذﻛور ﯾطﺑق
أﺛﻧﺎء ﻣﺳطرة ﻧزع اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ وﻟﯾس إﺑﺎن ﺗوﺟﯾﮫ اﻹﻧذار اﻟﻌﻘﺎري ".
-ﺣﻛم ﻋدد 887/2003ﺑﺗﺎرﯾﺦ 06/10/2003ﻓﻲ اﻟﻣﻠف ﻋدد – 519/2003ﻏﯾر ﻣﻧﺷور.
)
307ـ ﻗرار اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻋدد 2773ﻓﻲ اﻟﻣﻠف اﻟﻣدﻧﻲ ﻋدد 3301/86ﺑﺗﺎرﯾﺦ 30ﻧوﻓﻣﺑر 1992 -ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ -ع
67ص 113
ـــ ص 1999 - -(308ﻗرار ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف ﺑﻣراﻛش ﻋدد 4040ﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 14ﻧوﻧﺑر 1998ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﻋدد 34ﯾﻧﺎﯾر
-
. 209
309ـ ﻛﺎن اﻟﻔﺻل 295ﻣن ق م م اﻟﻣﻠﻐﻰ واﻟذي ﻛﺎن ﻣﺣﺎﻻ ﻋﻠﯾﮫ ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻔﺻل 205ﻣن ظﮭﯾر 2ﯾوﻧﯾﮫ 1915ﯾﻧص ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
"ﯾﺑﻠﻎ ﻋون اﻟﺗﻧﻔﯾذ إﻟﻰ اﻟﺧﺻم اﻟﻣﺣﻛوم ﻋﻠﯾﮫ إذ ﻟم ﯾﻛن اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﺗم ﻗﺑل اﻟﺣﻛم اﻟﻣطﻠوب ﺗﻧﻔﯾذه وﯾﻌذره ﺑﺄن ﯾﻔﻲ ﺑﻣﺎ ﻗﺿﻰ ﺑﮫ اﻟﺣﻛم
ﺧﻼل ﻋﺷرﯾن ﯾوﻣﺎ".
وﻗد اﺳﺗﻘر اﻟﻌﻣل اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻓﻲ ظل ھذا اﻟﻧص ﻋﻠﻰ ﻋدم ﻗﺑول أﯾﺔ ﻣﻧﺎزﻋﺔ ﻓﻲ اﻹﻧذار اﻟﻌﻘﺎري ﻗدﻣت ﺧﺎرج ھذا اﻷﺟل.
-أﻧظر ﻧور اﻟدﯾن اﻟﺟزوﻟﻲ م س .ص .43
-ﻋﺑد اﻟواﺣد ﺑن ﻣﺳﻌود ،م.س .ص . 191
229
ﯾﻣﻛﻧﮫ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ أﺟل إﺿﺎﻓﻲ ﻟﻠوﻓﺎء إﻣﺎ ﺑﺄﻣر ﻣن رﺋﯾس اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ إذا طﻠب أﺟﻼ
اﺳﺗرﺣﺎﻣﯾﺎ طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻔﺻل 440ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ ،وإﻣﺎ ﺑﻘوة اﻟواﻗﻊ طﺎﻟﻣﺎ أﻧﮫ ﯾﻣﻠك
ﻣﻛﻧﺔ ﺗﻔﺎدي اﻟﺑﯾﻊ ﻣﺗﻰ أدى ﻣﺑﻠﻎ اﻟدﯾن ﻗﺑل إﺟراء اﻟﺳﻣﺳرة ورﺳو اﻟﻣزاد.
ﻓﺎﻹﻧذار اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻟﮭذه اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت ﻻ ﯾﻧﺗﺞ أﺛره إﻻ ﺑﺈﻋﻼم اﻟﻣدﯾن اﻟراھن أو اﻟﻐﯾر
اﻟﺣﺎﺋز ﺑﮫ)310إذا ﻛﺎﻧت ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻌﻘﺎر اﻟﻣرھون ﻗد اﻧﺗﻘﻠت إﻟﯾﮫ ﺑﻌد اﻟرھن وﻗﺑل ﺗوﺟﯾﮫ
اﻹﻧذار)( ،وﯾﺳﻣﻰ ھذا اﻹﻧذار "ﺑﺎﻹﻧذار ﺑﺎﻟﺗﺧﻠﻲ" ،ﻷﻧﮫ ﯾﮭدف إﻟﻰ إﻋﻼم اﻟﺣﺎﺋز
ﺑﺿرورة ﺗﺣدﯾد ﻣوﻗﻔﮫ ﻣن إﺟراءات ﻧزع اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺟﺎرﯾﺔ).
وﻋﻣوﻣﺎ ،ﻓﺈن ﻛل إﻧذار ﯾﺟب أن ﯾﻛون ﻣرﻓﻘﺎ ﺑطﻠب ﻓﻲ اﻟﻣوﺿوع وﻛذا ﺑﺎﻟوﺛﺎﺋق
اﻟﻣؤﯾدة ﻟﮫ واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﺷﮭﺎدة اﻟﺗﻘﯾﯾد اﻟﺧﺎﺻﺔ ،وﻧﺳﺦ ﻣن اﻟﻛﻣﺑﯾﺎﻻت واﻟﺳﻧدات اﻟﺗﻲ ﻟم ﯾﺗم
ﺗﺳدﯾدھﺎ أو ﻛﺷف اﻟﺣﺳﺎب اﻟﻣﺑﯾن ﻟﻸﻗﺳﺎط اﻟﺑﺎﻗﯾﺔ ،وﻣن ﺗم ﻓﺈﻧﮫ إذا ﺣل أﺟل اﺳﺗﺣﻘﺎق اﻟدﯾن
وﻟم ﯾؤد اﻟﻣدﯾن ﻣﺎ ﻋﻠﯾﮫ ، )311ﻓﺈن اﻟداﺋن اﻟﻣﺣرز ﻋﻠﻰ ﺷﮭﺎدة اﻟﺗﻘﯾﯾد اﻟﺧﺎﺻﺔ ﯾﺗﻘدم ﻣﺑﺎﺷرة إﻟﻰ
ﻗﺳم اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﺑﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﺿﺑط وﯾطﻠب ﻣﻧﮫ ﺗوﺟﯾﮫ إﻧذار ﻋﻘﺎري ﻟﻠﻣدﯾن وﻓق اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻌﺎﻣﺔ
اﻟﻣﻘررة ﻓﻲ اﻟﺑﺎب اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺟﺑري ،ﻣن ﻏﯾر ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﻣراﺟﻌﺔ اﻟﺳﯾد رﺋﯾس اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ
ﻓﻲ إطﺎر اﻷواﻣر اﻟﻣﺑﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ طﻠب ﻻﺳﺗﺻدار أﻣر ﺑﺗوﺟﯾﮫ إﻧذار ﻋﻘﺎري .إذ اﻟﻘول ﺑوﺟوب
ھذا اﻹﺟراء ﯾﺷﻛل إﻓراﻏﺎ ﻟﺷﮭﺎدة اﻟﺗﻘﯾﯾد اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻣن ﻗﯾﻣﺗﮭﺎ وﺣﺟﯾﺗﮭﺎ ﻛﺳﻧد ﺗﻧﻔﯾذي ،ﻷن ﺗﻧﻔﯾذ
اﻟﺳﻧدات اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻛﺎﻟﺣﻛم ﻣﺛﻼ ﻻ ﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ إذن أو أﻣر ﻣن اﻟرﺋﯾس ،ﻻﺳﯾﻣﺎ وأﻧﮫ ﻻ ﯾﺗﺻور
ﺑﺎﻟﻣرة أن ﯾرﻓض اﻟرﺋﯾس ﺗوﺟﯾﮫ اﻹﻧذار اﻟﻣذﻛور.()312
وذھب ﺑﻌض اﻟﻔﻘﮫ)()313ﺧﻼف ذﻟك(ﻣؤﯾدا ﻓﻲ ﻣوﻗﻔﮫ ﺑﺎﻟﻌﻣل اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ)314ﻣﻌﺗﺑرا أن ﺗوﺟﯾﮫ
310ــــ ﻻ ﻧﻘﺻد ﺑﺎﻟﺣﺎﺋز ھﻧﺎ واﺿﻊ اﻟﯾد ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎر ،واﻟذي ﯾﺗﻣﻠك اﻟﻌﻘﺎر اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن اﻟوﺿﻊ اﻟظﺎھر ﻟﻠﺣﯾﺎزة ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرھﺎ ﺷﺎھدا ﻋرﻓﯾﺎ
ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻣﻠك ،ﺑل ﻧﻘﺻد اﻟﺣﺎﺋز ﺑﻣﻔﮭوﻣﮫ اﻟﺧﺎص ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ،وھو اﻟﺷﺧص اﻟذي اﻧﺗﻘﻠت إﻟﯾﮫ ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻌﻘﺎر اﻟﻣرھون
وﻓق ﻣﺎ ﺳﺑق ﺑﯾﺎﻧﮫ .
311ـ ﻗرار ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﻣراﻛش ﻋدد – 385ﺑﺗﺎرﯾﺦ 22/05/2001ﻓﻲ اﻟﻣﻠف ﻋدد – 296/01ﻏﯾر ﻣﻧﺷور.
وﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺑل ،ﻓﺈن ﺗوﺟﯾﮫ اﻹﻧذار ﻟﻠﻣدﯾن ﻗﺑل ﺣﻠول أﺟل اﻻﺳﺗﺣﻘﺎق ﯾﺟﻌﻠﮫ ﺑﺎطﻼ ،وھو اﻟﻣﺑدأ اﻟذي ﺗرﺟﻣﮫ ﻗرار ﻟﻣﺣﻛﻣﺔ
اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف ﺑﻣراﻛش ﺟﺎء ﻓﯾﮫ" :إن اﻷﻣر ﻓﻲ اﻟﻧﺎزﻟﺔ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺟدوﻟﺔ اﻟدﯾن .وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن اﻹﻧذار اﻟﻣوﺟﮫ ﻗﺑل ﺣﻠول اﻟﻘﺳط
اﻷول ﻣن اﻟدﯾن وﻓق ﻣﺎ ھو ﻣﻔﺻل ﺑﺎﻟﻌﻘدة اﻷﺧﯾرة ﯾﻛون ﻏﯾر ﻗﺎﻧوﻧﻲ وﯾﺗﻌﯾن ﻟذﻟك اﻟﺣﻛم ﺑﺈﺑطﺎل ھذا اﻹﻧذار ".
-ﻗرار ﻋدد 525ﺑﺗﺎرﯾﺦ 14/02/1994ﻓﻲ اﻟﻣﻠف ﻋدد – 416/93ﻏﯾر ﻣﻧﺷور.
- 312راﺟﻊ ﻧﻔس اﻟرأي ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎل اﻟﻣﻌﻧون ﺑﺎﻹﻧذار اﻟﻌﻘﺎري ،ﻛﺎﺗﺑﮫ ﻏﯾر ﻣذﻛور – ﻣﻧﺷور ﺑﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ – ﻋدد
- 66ﺳﻧﺔ – 1992ص .93
-أﺣﻣد ﺑﻠﻘﺎﺿﻲ :اﻟﻣﺑﻠﻎ ﻣﮭﺎﻣﮫ وﻣﺳؤوﻟﯾﺗﮫ ،ﻣﺟﻠﺔ ﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﺿﺑط -ﻣﻧﺷورات وزارة اﻟﻌدل – 1981-1982ص .282
-ﻋﺑد اﻟﻌﺎﻟﻲ ﺣﻔﯾظ :ھل ﯾﺷﺗرط ﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻣﺳطرة اﻹﻋذار اﻟﻌﻘﺎري وﺟود أﻣر ﻗﺿﺎﺋﻲ )اﻟﻔﺻل 148ﻣن ق.م.م ؟( –
ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻘﺻر – ع – 15ﺷﺗـﻧﺑر – 2006ص .132
230
اﻹﻧذار اﻟﻌﻘﺎري ﯾﻛون ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ أﻣر ﻣﺑﻧﻲ ﻋﻠﻰ طﻠب ﯾﺻدره رﺋﯾس اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻓﻲ إطﺎر
ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﺻل 148ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ ،وﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﻘدﯾﻣﮫ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻘﺿﺎء
اﻻﺳﺗﻌﺟﺎﻟﻲ ،)315وﺧﺎﺻﯾﺔ ھذا اﻷﻣر أﻧﮫ ﻣﺣﺻن ﺿد ﻛل طﻌن أﯾﺎ ﻛﺎﻧت اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺗﻲ اﻧﺗﮭﻰ إﻟﯾﮭﺎ،
ﺳواء ﺑﻘﺑول ﺗوﺟﯾﮫ اﻹﻧذار أو رﻓﺿﮫ ،وذﻟك ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن ﻧﻔس اﻟﻔﺻل ﻣن
أﻧﮫ ﯾﻛون اﻷﻣر ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟرﻓض ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻼﺳﺗﺋﻧﺎف داﺧل ﺧﻣﺳﺔ ﻋﺷر ﯾوﻣﺎ ﻣن ﯾوم اﻟﻧطق ﺑﮫ ،ﻋدا
إذا ﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺈﺛﺑﺎت ﺣﺎل أو ﺗوﺟﯾﮫ إﻧذار ،وﯾرﻓﻊ ھذا اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف أﻣﺎم ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف.()316
واﻟﺗﺳﺎؤل اﻟﻣطروح ھو :ﻣﺎ ھﻲ طﺑﯾﻌﺔ اﻹﻧذار اﻟﻌﻘﺎري ،ھل ھو إﺟراء ﻣن إﺟراءات
اﻟﺣﺟز اﻟﻌﻘﺎري أم ﻣﻘدﻣﺔ ﻣن ﻣﻘدﻣﺎت اﻟﺗﻧﻔﯾذ(؟
اﻟﺟواب أن اﻹﻧذار ﯾﻌﺗﺑر ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﺣﺟز ﻋﻘﺎري ﺑﺻرﯾﺢ اﻟﻣﺎدة ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ
اﻟﺗﻲ ﺟﺎء ﻓﯾﮭﺎ ،و ﺑذﻟك ﺣﺳم اﻟﻣﺷرع اﻟﻧﻘﺎش اﻟﻛﺑﯾر اﻟذي ﻛﺎن ﻣطروﺣﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﻘﮫ و اﻟﻘﺿﺎء
ﺣول طﺑﯾﻌﺔ اﻹﻧذار اﻟﻌﻘﺎري ،317ﻓﻘد ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 216ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
اﻟﺗﻧﻔﯾذ ،ﻓﻘد ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 401ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣراﻓﻌﺎت اﻟﻣﺻري ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ" :ﯾﺑدأ اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﺑﺈﻋﻼن اﻟﺗﻧﺑﯾﮫ ﺑﻧزع ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻌﻘﺎر إﻟﻰ اﻟﻣدﯾن
ﻟﺷﺧﺻﮫ أو ﻟﻣوطﻧﮫ".
ﻛﻣﺎ ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 404ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ أﻧﮫ" :ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﺗﺳﺟﯾل اﻟﺗﻧﺑﯾﮫ اﻋﺗﺑﺎر اﻟﻌﻘﺎر ﻣﺣﺟوزا".
أﻣﺎ اﻟﻣﺷرع اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻓﻘد ﻧص ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 674ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
«Le Commandement vaut saisie des biens qui ont été désignés à partir de sa publication
» au bureau des hypothéques de la situation des biens
وﻧﻔس اﻹﺷﻛﺎل طرح ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻗﺑل ﺻدور ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ،ﺣﯾث أﻓرزت ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ھذا اﻟﺗﺳﺎؤل اﺗﺟﺎھﯾن ﻋﻠﻰ
ﻣﺳﺗوى اﻟﻔﻘﮫ اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻓﺎﺗﺟﺎه أول ﯾﻌﺗﺑر أﻧﺻﺎره أن اﻹﻧذار اﻟﻌﻘﺎري ھو ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﺗﻧﺑﯾﮫ ﻋﺎدي ﺑﺎﻷداء ،وﻣن ﺗم ﻓﮭو ﻻ ﯾدﺧل ﺿﻣن إﺟراءات
اﻟﺣﺟز اﻟﻌﻘﺎري ،وﻻ ﯾﺗﺣول ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ إﻟﻰ ﺣﺟز ﻋﻘﺎري .ﺑدﻟﯾل أن إﺟراءات ھذا اﻟﺣﺟز ﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺻول ﻣن 469إﻟﻰ 487
ﻣن ق.م.م ،وھﻲ ﻣن اﺧﺗﺻﺎص ﻋون اﻟﺗﻧﻔﯾذ وﻟﯾس ﻣن ﺑﯾﻧﮭﺎ اﻹﻧذار اﻟﻌﻘﺎري ،وﻣﺎ ﯾؤﻛد ذﻟك أﯾﺿﺎ أن اﻟﻔﺻل 205ﻣن ظﮭﯾر 2ﯾوﻧﯾﮫ
1915اﻟﻣﻠﻐﻰ ﻛﺎن ﯾﻧص ﻋﻠﻰ أن إﺟراءات اﻟﺣﺟز اﻟﻌﻘﺎري ﻻ ﺗﺑﺎﺷر إﻻ ﺑﻌد ﺑﻘﺎء اﻹﻧذار اﻟﻌﻘﺎري ﺑدون ﺟدوى(.
-ﻋﺑد اﻹﻟﮫ أﺑو ﻋﺑﺎد ﷲ :ﺗﻌﻠﯾق ﺣول إﯾﻘﺎف إﺟراءات اﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘﺎري ﻣن طرف ﻗﺎﺿﻲ اﻟﻣﺳﺗﻌﺟﻼت ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ –
ع -53ﯾﻧﺎﯾر – ﻓﺑراﯾر – 1987ص .81-82
231
"ﯾﺗﺿﻣن اﻹﻧذار اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﮫ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ اﺳم اﻟﻣﺎﻟك اﻟﻣﻘﯾد واﺳم اﻟﻣﻠك اﻟﻣرھون
وﻣوﻗﻌﮫ وﻣﺳﺎﺣﺗﮫ وﻣﺷﺗﻣﻼﺗﮫ ورﻗم رﺳﻣﮫ اﻟﻌﻘﺎري.
ﯾﺑﻠﻎ اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻧﺳﺧﺔ ﻣن اﻹﻧذار اﻟﻣذﻛور إﻟﻰ اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ
اﻟذي ﯾﻘﯾده ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري.
ﯾﻌﺗﺑر اﻹﻧذار اﻟﻣذﻛور ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﺣﺟز ﻋﻘﺎري وﯾﻧﺗﺞ ﻧﻔس آﺛﺎره".
و ﺑﮭذا اﻟﺗوﺟﮫ ﯾﻛون اﻟﻣﺷرع ﻗد ﺳوى ﻣن ﺣﯾث اﻟطﺑﯾﻌﺔ ﺑﯾن اﻹﻧذار اﻟﻌﻘﺎري اﻟﻣوﺟﮫ
ﻓﻲ إطﺎر ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ و اﻹﻧذار اﻟﻣوﺟﮫ ﻓﻲ إطﺎر ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻣرﺳوم اﻟﻣﻠﻛﻲ
اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 17دﺟﻧﺑر 1968و اﻟذي ﻛﺎن ﯾﻌﺗﺑر ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﺣﺟز ﻋﻘﺎري .318
إذن ﯾﻘﯾد اﻹﻧذار اﻟﻌﻘﺎري ﻓﻲ اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ،و ﯾواﺻل اﻟداﺋن اﻟﻣرﺗﮭن اﻹﺟراءات
اﻟﻣواﻟﯾﺔ ﻟﺑﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎر ﺑﺎﻟﻣزاد اﻟﻌﻠﻧﻲ وﻓق اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣﺣددة ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻟﻠﺣﺟز
اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎر ،أﺧذا ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر أﻧﮫ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻹﺧطﺎر اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ
اﻟﻔﺻل 473ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻓﺈن اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﺗﻧﻔﯾذ ﯾوﺟﮫ إﻟﻰ اﻟﻣﺣﺟوز ﻋﻠﯾﮫ
وﺷرﻛﺎﺋﮫ وإﻟﻰ ﺟﻣﯾﻊ أﺻﺣﺎب اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ اﻟواردة ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻠك إﻧذارا ﻟﻺطﻼع ﻋﻠﻰ دﻓﺗر
واﺗﺟﺎه ﺛﺎن ﯾذھب إﻟﻰ اﻋﺗﺑﺎر اﻹﻧذار اﻟﻌﻘﺎري ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ إﺟراء ﻣن إﺟراءات اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻣﺎدام ﯾﻌﺗﺑر ﺣﺟزا ﻋﻘﺎرﯾﺎ وﻟﯾس ﺗﻧﺑﯾﮭﺎ ،وﻋﻠل
أﻧﺻﺎر ھذا اﻻﺗﺟﺎه ﻣوﻗﻔﮭم ﺑﺄﻧﮫ ﺑﻣﺟرد ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻹﻧذار ﻟﻠﻣﺣﺎﻓظ اﻟﻌﻘﺎري ﯾﻣﻧﻊ ﻋﻠﯾﮫ إﺟراء أي ﺗﺳﺟﯾل ﺟدﯾد ﺑﺷﺄن اﻟﻌﻘﺎر ﺧﻼل ﻣدة ﺟرﯾﺎن
ﻣﺳطرة ﻧزع اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ أﻧﮫ ﯾﺗﺣول إﻟﻰ ﺣﺟز ﺗﻧﻔﯾذي ﻣﺗﻰ ﺑﻘﻲ ﺑدون ﺟدوى ﺑﻌد اﻧﺻرام أﺟل ﻋﺷرﯾن ﯾوﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺑﻠﯾﻐﮫ ،إذن ﻓﺎﻹﻧذار
اﻟﻌﻘﺎري وﻣﺣﺿر اﻟﺣﺟز ﯾﺷﻛﻼن ﻋﻣﻼ واﺣدا ،ﻷن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﯾﺧﻠو ﻣن اﻹﺷﺎرة ﻟﻺﻧذار اﻟﻌﻘﺎري وﯾﻌرف ﻓﻘط ﻣﺣﺿر
(.ـــــــــ
اﻟﺣﺟز.
ــــ ﺣﺑﯾﺑﺔ اﻟﺗﺎﯾس :م.س .ص .35
ـ ) (3وھذا اﻻﺗﺟﺎه ھو اﻟذي ﯾﺳﯾر ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻌﻣل اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ،ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗرار ﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﺎﻟدار اﻟﺑﯾﺿﺎء ":ﺣﯾث إن اﻟطﻠب ﯾرﻣﻲ
إﻟﻰ إﯾﻘﺎف إﺟراءات اﻹﻧذار اﻟﻌﻘﺎري ﻋﻣﻼ ﺑﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﺻل 483اﻟﺗﻲ ﯾﺣﯾل ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻟﻔﺻل 484ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻧظم ﻟﻠﻣﺳطرة
اﻟواﺟﺑﺔ اﻟﺗطﺑﯾق ﺑﺷﺄن وﻗف إﺟراءات اﻟﺣﺟز اﻟﻌﻘﺎري ." ...
-ﻗرار ﻋدد 2938/2004ﺑﺗﺎرﯾﺦ 05-10-2004ﻓﻲ اﻟﻣﻠف ﻋدد -484/2004/4ﻏﯾر ﻣﻧﺷور.
ﻛﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ أﻣر ﺻﺎدر ﻋن رﺋﯾس اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﺣﻣدﯾﺔ ":ﺣﯾث إن اﻟﻔﺻل 484ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﺟﺎء ﻣطﻠﻘﺎ وﯾﺷﻣل
ﺣﺗﻰ اﻟطﻌن ﻓﻲ اﻹﻧذار اﻟﻌﻘﺎري اﻟذي ھو إﺟراء ﻣن إﺟراءات اﻟﺣﺟز اﻟﺗﻧﻔﯾذي اﻟﻌﻘﺎري".
-أﻣر ﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 1989 /18/05ﺗﺣت ﻋدد – 400ذﻛره اﻟطﯾب ﺑرادة ،اﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺟﺑري ﻟﻸﺣﻛﺎم اﻟﻣدﻧﯾﺔ ــــ ص .320
-أﻧظر ﻓﻲ ﻧﻔس اﻻﺗﺟﺎه :
-أﻣر اﺳﺗﻌﺟﺎﻟﻲ ﺻﺎدر ﻋن رﺋﯾس اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﺎﻟدار اﻟﺑﯾﺿﺎء ﻓﻲ اﻟﻣﻠف ﻋدد 138/1/2001ﺑﺗﺎرﯾﺦ 17/1/2002ﻓﻲ اﻟﻣﻠف
ﻋدد -127/2002ﻏﯾر ﻣﻧﺷور .
-أﻣر اﺳﺗﻌﺟﺎﻟﻲ ﻟﻧﻔس اﻟﺟﮭﺔ ﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 14-02-2001ﻓﻲ اﻟﻣﻠف ﻋدد – 98/1/2001ﻏﯾر ﻣﻧﺷور4) .
)( ،
318ـ ﺗﻧص اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن اﻟﻔﺻل 61ﻣرﺳوم 17دﺟﻧﺑر 1968ﻋﻠﻰ أﻧﮫ :
"ﺗﺑﻠﻎ ﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﺿﺑط ھذا اﻹﻧذار اﻟﻣوﺿوع طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻔﺻل 205ﻣن اﻟظﮭﯾر اﻟﺷرﯾف اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ 19رﺟب 2) 1333ﯾوﻧﯾﮫ (1915
ﺑﺗﺣدﯾد اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣطﺑق ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎرات اﻟﻣﺣﻔظﺔ ،وذﻟك ﻗﺻد ﺗﻘﯾﯾده ﻓﻲ اﻟﺳﺟل اﻟﻌﻘﺎري ﺑﻣﻛﺗب اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻟواﻗﻌﺔ
اﻷﻣﻼك ﻓﻲ داﺋرﺗﮭﺎ وﯾﻌﺗﺑر اﻹﻧذار اﻟﻣذﻛور وﺣده ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﺣﺟز ﻋﻘﺎري ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻠﻘواﻋد اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺗﻔوﯾض ﻓﻲ اﻻﺧﺗﺻﺎص ﺑﻣﯾدان اﻟﺣﺟز
اﻟﻌﻘﺎري".
ﻛﻣﺎ ﯾﻧص اﻟﻔﺻل 62ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ " :ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻠﻣدﯾن اﺑﺗداء ﻣن ﯾوم ﺗﻘﯾﯾد اﻹﻧذار أن ﯾﻔوت ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب ﻣؤﺳﺳﺔ
اﻟﻘرض اﻟﻣﻘﺑوﻟﺔ اﻟﻌﻘﺎرات اﻟﻣرھوﻧﺔ و ﻻ أن ﯾﺣﻣﻠﮭﺎ أي ﺣق ﻋﯾﻧﻲ".
232
اﻟﺗﺣﻣﻼت واﻟﺷروط وذﻟك داﺧل أﺟل ﺛﻣﺎﻧﯾﺔ أﯾﺎم ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ إﯾداع ھذا اﻟدﻓﺗر ،319ﺛم ﯾﺟرى
اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺎﻟﻣزاد اﻟﻌﻠﻧﻲ ،و ﯾرﺳو اﻟﻣزاد ﻋﻠﻰ ﻣن ﻗدم أﻋﻠﻰ ﻋرض ،ﻻ ﺗﺳﻠم ﻛﺗﺎﺑﺔ ﺿﺑط
اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻣﺣﺿر إرﺳﺎء اﻟﻣزاﯾدة إﻻ ﺑﻌد أداء اﻟﺛﻣن اﻟﻣﺳﺗﺣق أو إﯾداﻋﮫ ﺑﺻﻧدوق اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ
إﯾداﻋﺎ ﺻﺣﯾﺣﺎ ﻟﻔﺎﺋدة ﻣن ﻟﮫ اﻟﺣق ﻓﯾﮫ ،و ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﺗﻘﯾﯾد ﻣﺣﺿر إرﺳﺎء اﻟﻣزاﯾدة ﺑﺎﻟرﺳم
اﻟﻌﻘﺎري اﻧﺗﻘﺎل اﻟﻣﻠك إﻟﻰ ﻣن رﺳﺎ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻣزاد وﺗطﮭﯾره ﻣن ﺟﻣﯾﻊ اﻻﻣﺗﯾﺎزات واﻟرھون وﻻ
ﯾﺑﻘﻰ ﻟﻠداﺋﻧﯾن ﺣق إﻻ ﻋﻠﻰ اﻟﺛﻣن.320
و ﻓﻲ اﻟﺧﺗﺎم ﻧﺷﯾر إﻟﻰ أﻧﮫ إذا ﺗراﺧﻰ ﻓﻲ ذﻟك أﻣﻛن ﻟﻠﻣﺣﺟوز ﻋﻠﯾﮫ أن ﯾﺗﻘدم ﺑﻣﻘﺎل إﻟﻰ
رﺋﯾس اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑوﺻﻔﮫ ﻗﺎﺿﯾﺎ ﻟﻠﻣﺳﺗﻌﺟﻼت ﻟﻠﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑرﻓﻊ اﻟﯾد ﻋن اﻟﺣﺟز ،وﯾﻛون
اﻷﻣر اﻟﺻﺎدر ﺑرﻓﻊ اﻟﯾد ﻋن اﻟﺣﺟز ﻧﮭﺎﺋﯾﺎ وﻧﺎﻓذا ﻋﻠﻰ اﻟﻔور .321
أﺣﻛﺎم اﻟﺷﻔﻌﺔ
319ـ اﻟﻣﺎدة 219ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ .
320ـ اﻟﻣﺎدة 220ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ .
321ـ اﻟﻣﺎدة 218ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ .
233
اﻷﺳﺗﺎذ اﻣﺑﺎرك ﺑوطﻠﺣﺔ
ﻣﻘدﻣﺔ
إن اﻟﺷﻔﻌﺔ ھﻲ اﺳﺗﺣﻘﺎق ﺷرﯾك أﺧذ ﻣﺑﯾﻊ ﺷرﯾﻛﮫ ﺑﺛﻣﻧﮫ وﻟو ﺟﺑرا ،وھذا اﻟﺣق ﺑطﺑﯾﻌﺗﮫ
اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﻲ ﻷﻧﮫ ﻗﯾد ﻋﻠﻰ ﺣرﯾﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗد ،ﻓﮭو ﻧوع ﻣن ﻧزع اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﻟﻣﻧﻔﻌﺔ ﺧﺻوﺻﯾﺔ ﻟذﻟك
ﯾﺿﻊ داﺋﻣﺎ اﻟﻔﻘﮭﺎء ﺑﺎب اﻟﺷﻔﻌﺔ ﻋﻘب ﺑﺎب اﻟﻐﺻب وﯾذﻛرون وﺟﮫ اﻟﺷﺑﮫ ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ ،ﻓﻔﻲ ﻛل
ﻣﻧﮭﻣﺎ ﺗﻣﻠك ﻣﺎل اﻟﻐﯾر ﺑرﺿﺎﺋﮫ وﻋﻣدوا إﻟﻰ ﺗﺧﻔﯾف وطﺄﺗﮫ ﺑﺎﻟﺗﺷدد ﻓﻲ ﺷروطﮭﺎ واﻟﺗوﺳﻊ
ﻓﻲ ﻣﺳﻘطﺎﺗﮭﺎ ،ﻓﺄﻗرو ﺑﺄن اﻟﺷﻔﯾﻊ ﺑﻣﺟرد ﻋﻠﻣﮫ ﺑﺎﻟﺑﯾﻊ ﯾﺟب ﻋﻠﯾﮫ أن ﯾﻌﻠن ﻓورا ﻓﻲ اﻷﺧذ
ﺑﮭﺎ ،وأن ﯾﺷﮭد ﻋﻠﻰ رﻏﺑﺗﮫ ھذه ،وﺷرﻋت ﻟرﻓﻊ ﺿرر اﻟﺷرﻛﺔ ﺳواء اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ أو اﻟﻣﻔﺗرض
ﻣن ﻗﯾﺎم ﺣﺎﻟﺔ ﺷﯾﺎع وﺗﻌدد اﻟﻣﺎﻟﻛﯾن وﺗﺟﻧب ﺿرر اﻟﻘﺳﻣﺔ ،وھﻲ ﺗﺣول دون ﺗﺷﺗت اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ.
وﺗﺣدﯾد طﺑﯾﻌﺔ ﺣق اﻟﺷﻔﻌﺔ ﻟﻘﻲ ﺧﻼﻓﺎ ﺑﯾن اﻟﻔﻘﮭﺎء واﻟﺑﺎﺣﺛﯾن ،ﻓﯾﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﺣﻘﺎ ﻋﯾﻧﯾﺎ أو
ﺷﺧﺻﯾﺎ أو ﻣﺟرد رﺧﺻﺔ ،وﻗد ﺑﺳط ھذه اﻵراء اﻟﻔﻘﯾﮫ اﻟدﻛﺗور أﺣﻣد ﻋﺑد اﻟرزاق
اﻟﺳﻧﮭوري اﻟذي ﺧﻠص إﻟﻰ أﻧﮭﺎ ﺳﺑب ﻣن أﺳﺑﺎب ﻛﺳب اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ واﻋﺗﺑرھﺎ اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة
292ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﺣق ﺛﺎﺑت ﻟﻛل ﻣن ﯾﻣﻠك ﻋﻠﻰ اﻟﺷﯾﺎع ﻓﻲ أﺧذ اﻟﺣﺻﺔ
اﻟﻣﺑﯾﻌﺔ ﻣن اﻟﻣﺷﺗري ﺑﻌد أداء اﻟﺛﻣن واﻟﻣﺻروﻓﺎت.
ﻓﺎﻟﺷﻔﻌﺔ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎره ﻣﺻدرھﺎ اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ واﻟﻔﻘﮫ اﻟﻣﺎﻟﻛﻲ
اﻟذي ﯾﻌد ﺳﻧدا أﺳﺎﺳﯾﺎ وﻣرﺟﻌﺎ ﺗﺎرﯾﺧﯾﺎ ﻟﮭذا اﻟﺣق.
وأﺣﻛﺎم اﻟﺷﻔﻌﺔ ﻣﺗﻌددة ودﻗﯾﻘﺔ ﺑﯾن أﻗوال وﻓﺗﺎوي اﻟﻔﻘﮭﺎء واﻟﻘﺿﺎة ،وﺗﺷﻛل ﺛراء ﻓﻛرﯾﺎ
وﺣﻘوﻗﯾﺎ ،وﻻ ﯾﻣﻛن اﻹﻟﻣﺎم ﺑﮫ ،إﻻ أﻧﻧﺎ ﺳﻧﺣﺎول ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ أھم اﻟﻧﻘط اﻟﻣطروﺣﺔ ﻟﻠﻧﻘﺎش واﻟﺗﻲ
ﻋرﺿت ﻋﻠﻰ أﻧظﺎر اﻟﻣﺣﺎﻛم وﺗﺛﯾر إﺷﻛﺎﻻ وﺟدﻻ ﻣﺗﺑﺎﯾﻧﺎ ﺑﻐﺎﯾﺔ اﻟوﺻول إﻟﻰ ﻓﮭم ﻣﺷﺗرك
ﻟﮭﺎ ،وﺗﺷﻣل أﺣﻛﺎم وﻣوﺟﺑﺎت اﻟﺷﻔﻌﺔ وھﻲ وإن اﺧﺗﺻرھﺎ اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق
اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ،إﻻ أن اﻟﻔﻘﮫ اﻟﻣﺎﻟﻛﻲ ﯾﺿل ﻣﺻدرا ﻻ ﻏﻧﻰ ﻋﻧﮫ ﻟﻔﮭﻣﮭﺎ.
ﻟذا ﻓﺈﻧﻧﺎ ﺳﻧﺗﻧﺎول اﻟﻣوﺿوع ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول :ﻣوﺟﺑﺎت اﻟﺷﻔﻌﺔ
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﯾﻣﯾن اﻟﺷرﻋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺷﻔﻌﺔ
234
واﻟﻌﻣﻠﻲ ،وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﺛﻼث ﻧﻘط ﻧﺗﻧﺎول ﻓﯾﮭﺎ ﺗﺑﺎﻋﺎ ﺷروط اﻟﺷﻔﯾﻊ ،واﻟﺗﺻرف اﻟﻣوﺟب
ﻟﻠﺷﻔﻌﺔ ،ﺛم أﺟل اﻟﺷﻔﻌﺔ ،وإﺟراءات ﻣﻣﺎرﺳﺗﮭﺎ ،وأﺧﯾرا ﻣﺳﻘطﺎﺗﮭﺎ.
أوﻻ :ﺷروط اﻟﺷﻔﯾﻊ
إن ﺣق ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺷﻔﻌﺔ ﯾﺛﺑت ﻟﻛل ﻣﺎﻟك ﻋﻠﻰ اﻟﺷﯾﺎع ،واﻟﻘﺳﻣﺔ اﻻﺳﺗﻐﻼﻟﯾﺔ ﻻ ﺗزﯾل ﺣﺎﻟﺔ
اﻟﺷﯾﺎع وﯾﺷﺗرط ﻓﻲ اﻟﺷﻔﯾﻊ ﺗﻣﺎم اﻷھﻠﯾﺔ ،وھو ﻣﺎ ﯾطرح ﻣﻌﮫ اﻟﺳؤال ﺣول ﺟواز ﺷﻔﻌﺔ
اﻟﻘﺎﺻر ،وﻗد ﺳﺋل اﻟﻘﺎﺿﻲ أﺑو ﻋﺑد ﷲ ﺑن ﻋﺑد اﻟوھﺎب اﻟﺷرﯾف ﻋن اﻟﻣﺣﺟور إذا أراد أن
ﯾﺄﺧذ ﺑﺎﻟﺷﻔﻌﺔ ﺑﻌد زوال ﺣﺟره ﻓﺄﺟﺎب :اﻟﻣﺣﺟور اﻟذي ﻻ ﻣﺎل ﻟﮫ وﻗت اﻟﺑﯾﻊ ،ﻣذھب اﻟﻠﺧﻣﻲ
أﻧﮫ ﻻ ﺷﻔﻌﺔ ﻟﮫ وإن ﺑﻠﻎ ﻏﻧﯾﺎ ،وﻗﺎل ﻏﯾره :ﯾﻧظر إن ﻛﺎن اﻷﺧذ أﺻﻠﺢ ﻟﮫ ﻗﺿﻲ ﻟﮫ ﺑﮭﺎ وإﻻ
ﻓﻼ ،وﻛﺎن ﻣن ﺗﻘدﻣﻧﺎ ﯾﻌﺗﻣد ﻗول اﻟﻠﺧﻣﻲ.
وﻟﻠﻘﺎﺿﻲ أن ﯾﺟﺑر ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻔﻌﺔ إذا أﺛﺑت اﻟﺳداد واﻟﻧظر ،واﻟﺻﻐﯾر إذا ﻛﺎن ﻋدﯾﻣﺎ ﯾوم
وﺟﺑت ﻟﮫ ،ﺛم ﺑﻠﻎ ﻏﻧﯾﺎ ورادھﺎ ﯾﻣﻛﻧﮫ ﻣﻧﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺟرى ﺑﮫ اﻟﻌﻣل ﺑﻔﺎس ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﺗﺑر
ﯾوم اﻟﻧظر وﻛذﻟك اﻟوارث اﻟﺻﻐﯾر ﯾﺗﻧزل ﻣﻧزﻟﺔ ﻣورﺛﮫ إذا ﻣﺎت ﻷن ﻣن ﻣﺎت ﻋن ﺣق
ﻓﻠورﺛﺗﮫ وإﻟﻰ ذﻟك أﺷﺎر ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل
إن زال ﻣـﺎﻧﻊ ﻟﮫ ظﮭـور ووارث اﻟﻣﺣﺟور واﻟﻣﺣﺟور
ﯾﻧظر إﻟﻰ اﻟﻣﻸ ﻗﺑل واﻟﻌدم إن ﻗـﺎم ﺑﺎﻟﺷﻔﻌﺔ ﻣﻛـن وﻟم
وأﺷﺎر اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟوزاﻧﻲ أن ﻻ ﺷﻔﻌﺔ ﻟﻠﺻﻐﯾر إﻻ إذا ﻛﺎن ﻟﮫ ﻣﺎل ﯾوم وﺟوﺑﮭﺎ وﯾﺿﺎف
إﻟﻰ ذﻟك ﺧﻼل اﻟﺳﻧﺔ ﻟﻣﻣﺎرﺳﺗﮭﺎ.
وﻓﻲ ﻧوازل ﻣﺣﻣد ﺑن اﻟﻣدﻧﻲ ﻛﻧون أﻧﮫ ﻧﻘل اﻟزﯾﺎﺗﻲ ﻓﻲ ﻧوازﻟﮫ ﻋن اﻟﻌﻼﻣﺔ ﺳﯾدي
اﻟﻌرﺑﻲ ﺑﻔﺎس أﻧﮫ ﺟرى اﻟﻌﻣل ﻟﻣﺎ ﻻﺑن رﺷﯾد وﻧظﻣﮫ ﻓﻲ اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت ،ﻗﺎل ﻓﻲ اﻟﻔﺗﺢ اﻟرﺑﺎﻧﻲ
ﺑﻌد ذﻛره اﻟﻌﻣل اﻟﻣذﻛور ﻣﺎ ﻧﺻﮫ :ﻟﻛن رأﯾت ﺑﺧط ﺳﯾدي ﻣﯾﺎرة ﺷﺎرح اﻟﺗﺣﻔﺔ ،ﻓﯾﻣﺎ ﻛﺗﺑﮫ
ﻋﻠﻰ ﻧﺳﺧﺗﮫ ﻣن اﻟﻣﺗن ﻧﺎﻗﻼ ﻋن ﺧط ﺳﯾدي إﺑراھﯾم اﻟﺟﻼﻟﻲ ﻣﺎ ﻧﺻﮫ ﻋن اﻟﺷﯾﺦ اﻟﻠﺧﻣﻲ،
وﻣن ﺷروط اﻟﺷﻔﻌﺔ أن ﯾﻛون اﻟﺷﻔﯾﻊ ﻣﻠﯾﺎ ﯾوم اﻟﺑﯾﻊ ،وﻛذﻟك إذا ﻗدم اﻟﻐﺎﺋب اﻟﺑﻌﯾد ﯾﻛﻠف
ﺑﺈﺛﺑﺎت اﻟﻐﯾﺑﺔ أﻧﮫ ﻣﻠﺊ ﯾوم اﻟﺑﯾﻊ وﻣﺛﻠﮫ اﻟﻣﺣﺟور ﻋﻠﯾﮫ ،ذﻛره اﻟﺟزﯾري ﻣﺟﻣﻼ واﻟﺷﯾﺦ ﺑﻣﺎ
ذﻛره اﻟﻠﺧﻣﻲ ﺟرت اﻟﻔﺗوى اﻟﯾوم إھـ وﻗوﻟﮫ ﯾوم اﻟﺑﯾﻊ ﯾﻌﻧﻲ داﺧل اﻟﺳﻧﺔ وﻧظم ذﻟك ﺳﯾدي
ﻣﯾﺎرة ﺑﻘوﻟﮫ:
ﻛﻘــﺎدم وﻣﮭﻣـل اﻷﯾﺗـﺎم وﺷرط ﻣن ﯾﺷﻔﻊ ﺑﻌد اﻟﻌﺎم
ﻣﻠﻛﮫ ﻓﻲ ﻋﺎم ذا اﻟﺑﯾﻊ رووا ﻛوﻧﮫ ذا ﻣـﺎل ﯾوم اﻟﺑﯾـﻊ
وﻣن اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻔﻘﮭﯾﺔ ﻓﻲ ﺑﺎب اﻟﺷﻔﻌﺔ أﻧﮫ ﯾﺟب أن ﯾﻛون طﺎﻟﺑﮭﺎ ﻣﺎﻟﻛﺎ ﻟﺟزء ﻣﺷﺎع وﻻ
ﻧرى أن ﯾﻛون ﺣﺎﺋزا ﻓﻌﻠﯾﺎ ،وإن ﻛﺎن اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑر ﻓﻲ ﻗرار رﻗم 176أﻧﮫ ﯾﺟب
ﻟﻘﺑول طﻠب اﻟﺷﻔﻌﺔ أن ﯾﻛون طﺎﻟﺑﮭﺎ ﺣﺎﺋزا ﺑﺎﻟﻔﻌل ﻟﻠواﺟب اﻷﺻﻠﻲ وﻗد ﻋﻠق ﻋﻠﯾﮫ اﻷﺳﺗﺎذ
ﻣﺣﻣد اﻟواﻓﻲ اﻟﻌراﻗﻲ ﺑﻘوﻟﮫ "ﻣﺎ دام ﻟم ﯾﺛﺑت أﻧﮫ ﯾﺣوز واﺟﺑﮫ اﻷﺻﻠﻲ اﻟذي ﯾﻔﺳﺢ ﻟﮫ اﻟﻣﺟﺎل
وﯾﻌطﯾﮫ اﻟﺣق ﻓﻲ طﻠب اﻷﺧذ ﺑﺷﻔﻌﺔ ﻣﺎ ﺗﻧﺎوﻟﮫ ذﻟك اﻟﺑﯾﻊ ،ﻓﺈن طﻠب ﺳﺎﺑق ﻷواﻧﮫ .
235
ﻓﺎﻟﻣطﻠوب أن ﯾﻛون اﻟﺷﻔﯾﻊ ﻣﺎﻟﻛﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺷﯾﺎع وﻻ ﺗﺷﯾر دواوﯾن اﻟﻔﻘﮫ اﻟﻣﺎﻟﻛﻲ أن ﯾﻛون
ﺣﺎﺋزا ﻓدﻋوى اﻟﺷﻔﻌﺔ ﺗرﻣﻲ إﻟﻰ دﻓﻊ ﺿرر اﻟﺷرﯾك اﻟﺟدﯾد وھو اﻟﻣﺷﺗري وﻻ داﻋﻲ إﻟﻰ
إﻟزام اﻟﺷﻔﯾﻊ ﺑرﻓﻊ دﻋوى اﻻﺳﺗﺣﻘﺎق واﻟﺗﻣﻛﯾن ،وﻗد ﯾﻔوﺗﮫ أﺟل اﻟﺷﻔﻌﺔ.
وﺗﺑﻌﺎ ﻟذﻟك أﻗر اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ ﻗرار ﺣدﯾث ﺻدر ﻓﻲ 1-12-99أﻧﮫ ﯾﻛﻔﻲ ﻟﻠﺷﻔﯾﻊ
أن ﯾﺛﺑت ﺗﻣﻠﻛﮫ ﻟﻠﺷﻘص اﻟذي ﯾﺷﻔﻊ ﺑﮫ دون اﻋﺗداد ﺑﺣﯾﺎزﺗﮫ اﻟﻔﻌﻠﯾﺔ أو ﻋدﻣﮭﺎ.
وﯾﺟب أن ﺗﻛون ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺷﻔﯾﻊ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻟﻘﯾﺎم ﺳﺑب اﻟﺷﻔﻌﺔ ﻓﺈذا ﻛﺎن ﺳﺑب اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﻻﺣق
ﻋﻠﻰ اﻟﺑﯾﻊ ﻣوﺿوع اﻟﺷﻔﻌﺔ ﻻ ﺗﺟب اﻟﺷﻔﻌﺔ ﻟﻠﻣدﻋﻲ.
وإذا ﻛﺎن اﻟﻌﻘﺎر ﻣﺣﻔظﺎ ﻓﺈن اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﺗﺛﺑت ﻟﻣن ﯾﻛون ﻣﺳﺟﻼ ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري وﻻ ﻋﺑرة
ﺑﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺷراء ،أو ﺣﯾﺎزة اﻟﻣﺑﯾﻊ ،ﻷﻧﮫ ﻟﯾس ﻣﺎﻟﻛﺎ ﺑﻣﻔﮭوم اﻟﻔﺻﻠﯾن 65و 66ﻣن ظﮭﯾر
اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري.
ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﻗﯾﺎم اﻟﺗﺻرف اﻟﻣوﺟب ﻟﻠﺷﻔﻌﺔ
ﻓﻘد ﻧص اﻟﻔﻘﮭﺎء ﻓﻲ اﻟﻣذھب ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﺟب ﻓﯾﮫ اﻟﺷﻔﻌﺔ ،ﻓﻘد ذﻛر اﺑن ﻋﺑد اﻟﺑر ﺑﻘوﻟﮫ
"وإﻧﻣﺎ اﻟﺷﻔﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺗﺎع ﻣن اﻟﻌﻘﺎر ﻛﻠﮫ اﻟدور ،واﻷرﺿﻲ ،واﻟﺣواﻧﯾت واﻟﺑﺳﺎﺗﯾن،
واﻟﺟﻧﺎت ،واﻟﻛروم وﻛل ﻣﺎ ﯾﺻﻠﺢ ﻓﯾﮫ اﻟﻘﺳم ،وﯾﺿرب ﻓﯾﮫ اﻟﺣدود ﻣن اﻟرﺑﺎع واﻟﺣواﺋط
واﻷرض ﻛﻠﮭﺎ ،وﻣﺎ اﺗﺻل ﺑﮭﺎ ﻣﻣﺎ ﯾﺛﺑت أﺻﻼ ﻓﯾﮭﺎ .أﻣﺎ ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﻓﺈﻧﮭﺎ
ﺣﺻرت ﻣﺟﺎﻟﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 298ﻓﻧﺻت ﻋﻠﻰ اﻧﮭﺎ ﺗﻛون اﻟﺷﻔﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺎرات ﺳواء ﻛﺎﻧت
ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﻘﺳﻣﺔ أم ﻏﯾر ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﮭﺎ ،وﺗﻛون ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗداول.
واﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻛون ﻣوﺿوع اﻟﺷﻔﻌﺔ ﺗﺧﺗﻠف ﺗﺑﻌﺎ ﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻌﻘﺎر ،ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻟﻌﻘﺎر
ﻣﺣﻔظﺎ ﻓﺈن اﻟﺷﻔﻌﺔ ﺗﻧﺻب ﻋﻠﻰ ﻋﻘود اﻟﻌوض .ﻓﺈذا أﺣﺟم اﻟﻣﺷﺗري ﻋن ﺗﺳﺟﯾل ﺷراءه
ﺑﺎﻟﺻك اﻟﻌﻘﺎري ﻓﺈن اﻟﺷﻔﯾﻊ ﯾﺟب ﻋﻠﯾﮫ أن ﯾطﺎﻟب اﻟﻣﺷﺗري ﺑﺗﻘﯾﯾد ﺷراﺋﮫ ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري
ﺣﺗﻰ ﯾﺗﻣﻛن ﺑدوره ﻣن ﺗﻘﯾﯾد اﻟﺣﻛم ﺑﺎﺳﺗﺣﻘﺎق اﻟﺷﻔﻌﺔ ،وﯾﺳﺗﻣد ھذا اﻟﺣق ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟذي
ﯾﺧول ﻟﮫ أن ﯾﺣل ﻣﺣل اﻟﻣﺷﺗري ﻓﻲ أﺧذ اﻟﺣﺻﺔ اﻟﻣﺑﯾﻌﺔ.
وإذا ﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﻌﻘﺎر ﻓﻲ طور اﻟﺗﺣﻔﯾظ أو ﻏﯾر ﻣﺣﻔظ ﻓﺗﺧﺿﻊ ﻋﻘود اﻟﺑﯾﻊ
واﻟﻣﻌﺎوﺿﺎت ﻟﻠﺷﻔﻌﺔ وﻻ ﺗﺳﺗﺛﻧﻰ إﻻ اﻟﺗﺻرﻓﺎت ﻏﯾر اﻟﻌوﺿﯾﺔ ﻛﺎﻟوﺻﯾﺔ واﻟﮭﺑﺔ واﻟﺻدﻗﺔ
ﻓﺎﻟﻣﺷﮭور ﻋﻧد ﻣﺎﻟك أن اﻟﺷﻔﻌﺔ إﻧﻣﺎ ﺗﺟب إذا ﻛﺎن اﻧﺗﻘﺎل اﻟﻣﻠك ﺑﻌوض ﻛﺎﻟﺑﯾﻊ واﻟﺻﻠﺢ
واﻟﻣﮭر "...ﻓﮭﻲ ﻻ ﺗﺷﻣل اﻟﺗﺑرﻋﺎت ﻣﺎ ﻟم ﯾطﻌن ﻓﯾﮭﺎ ﺑﺷﺑﮭﺔ اﻟﺑﯾﻊ .وﺗﻛرﯾﺳﺎ ﻟذﻟك ﻧﺻت
ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 303ﻋﻠﻰ اﻧﮫ ﻻ ﺷﻔﻌﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﻓوت ﺗﺑرﻋﺎ ﻣﺎ ﻟم ﯾﻛن اﻟﺗﺑرع
ﺻورﯾﺎ أو ﺗﺣﺎﯾﻼ ،ﻛﻣﺎ ﻻ ﺷﻔﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﺻﺔ اﻟﺷﺎﺋﻌﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘدم ﻓﻲ ﺻداق أو ﺧﻠﻊ.
وﺗﺛﺑت ﻓﻲ ھﺑﺔ اﻟﺛواب واﻹﻗﺎﻟﺔ واﻟﻣﻧﺎﻗﺻﺔ واﻟﺑﯾﻊ ﻣرﺑوطﺎ ﺑﺷرط ﻓﺎﺳﺦ وﺑﯾﻊ اﻟﺧﯾﺎر ﻋﻧد
إﻣﺿﺎءه واﻟوﻋد ﺑﺎﻟﺑﯾﻊ واﻟﻌﻘد اﻻﺑﺗداﺋﻲ ﺳواء اﻗﺗرن ﺑﻌرﺑون أو ﻟم ﯾﻘﺗرن ،واﻟﻌﻘد اﻟﻘﺎﺑل
ﻟﻺﺑطﺎل إذا أﺟﯾز واﻟﺗﺻﯾﯾر واﻟﻣﻐﺎرﺳﺔ.
وﻻ ﺗﺛﺑت اﻟﺷﻔﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد اﻟﺑﺎطل واﻟوﻓﺎء ﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺑل واﻟﻌﻘد اﻟﺻوري ﻣﺎ ﻟم ﯾﻛن اﻟﺷﻔﯾﻊ
ﺳﻲء اﻟﻧﯾﺔ وﻣن ﯾدﻋﻲ ذﻟك ﯾﻘﻊ ﻋﻠﯾﮫ اﻹﺛﺑﺎت
236
أﻣﺎ اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺎﻟﻣزاد اﻟﻌﻠﻧﻲ ﻓﺈن اﻟﻣدوﻧﺔ ﺣﺳﻣت ﻓﻲ ذﻟك وﻟم ﺗﺟز ﻓﯾﮫ اﻟﺷﻔﻌﺔ ﻓﻧﺻت ﻣدوﻧﺔ
اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 302ﻋﻠﻰ اﻧﮫ إذا ﺑﯾﻌت اﻟﺣﺻﺔ اﻟﻣﺷﺎﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﻣزاد اﻟﻌﻠﻧﻲ وﻓق
اﻹﺟراءات اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ﻓﻼ ﯾﺟوز أﺧذھﺎ ﺑﺎﻟﺷﻔﻌﺔ.
ﺛﺎﻟﺛﺎ :أﺟل اﻟﺷﻔﻌﺔ
إن اﻟﺣدﯾث ﻋن ﻣدة اﻟﺷﻔﻌﺔ وﺳﻘوط ﺣق اﻟﺷﻔﯾﻊ ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺗﮭﺎ ﯾرﺗﺑط ﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻷﺟل ﻛﻣﺎ
ﯾﻠﻲ:
*ااﻷﺟل ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺎر اﻟﻣﺣﻔظ :ﻧص اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ آﺟﺎﻻت ﯾﺗﻌﯾن
ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺷﻔﻌﺔ ﻓﯾﮭﺎ ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ ﺳﻘوط اﻟﺣق ﻟﻣﺑﺎﺷرﺗﮭﺎ ،وﻻ ﯾﻘﺑل أﺟل اﻹﯾﻘﺎف أو اﻻﻧﻘطﺎع
وﻻ ﺗطﺑق ﻋﻠﯾﮫ أﺣﻛﺎم اﻟﻔﺻل 381ﻣن ق ل ع.
-أﺟل 30ﯾوﻣﺎ ﻣن اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ إﻟﻰ اﻟﺷﻔﯾﻊ ﺷﺧﺻﯾﺎ وﻟﯾس إﻟﻰ أﻗرﺑﺎﺋﮫ ،وھﻛذا ﻧﺻت
اﻟﻣﺎدة 304ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﺷﺗري ﺑﻌد ﺗﻘﯾﯾد ﺣﻘوﻗﮫ ﻓﻲ اﻟرﺳم
اﻟﻌﻘﺎري أو إﯾداﻋﮭﺎ ﻓﻲ ﻣطﻠب اﻟﺗﺣﻔﯾظ أن ﯾﺑﻠﻎ ﻧﺳﺧﺔ ﻣن ﻋﻘد ﺷراﺋﮫ إﻟﻰ ﻣن ﻟﮫ ﺣق
اﻟﺷﻔﻌﺔ ،وﻻ ﯾﺻﺢ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ إﻻ إذا ﺗوﺻل ﺑﮫ ﺷﺧﺻﯾﺎ ﻣن ﻟﮫ اﻟﺣق ﻓﯾﮭﺎ ،وﯾﺳﻘط ﺣق ھذا
اﻷﺧﯾر إن ﻟم ﯾﻣﺎرﺳﮫ ﺧﻼل أﺟل ﺛﻼﺛﯾن ﯾوﻣﺎ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺗوﺻل.
وﯾﺗﻌﯾن أن ﯾﺗﺿﻣن اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ اﻟﺑطﻼن ﺑﯾﺎﻧﺎ ﻋن ھوﯾﺔ ﻛل ﻣن اﻟﺑﺎﺋﻊ
واﻟﻣﺷﺗري ،ﻣﻊ ﺑﯾﺎن ﻋن اﻟﺣﺻﺔ اﻟﻣﺑﯾﻌﺔ وﺛﻣﻧﮭﺎ واﻟﻣﺻروﻓﺎت ورﻗم اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري أو
ﻣطﻠب اﻟﺗﺣﻔﯾظ
أو ﻣراﺟﻊ ﻋﻘد اﻟﺗﻔوﯾت.
-أﺟل اﻟﺳﻧﺔ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﻘﯾﯾد اﻟﺑﯾﻊ ﻓﻲ اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري إن ﻟم ﯾﻘﻊ ھذا اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ أﻋﻼه ﻓﺈن
ﺣق اﻟﺷﻔﻌﺔ ﯾﺳﻘط ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻷﺣوال ﺑﻣﺿﻲ ﺳﻧﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺗﻘﯾﯾد إذا ﻛﺎن اﻟﻌﻘﺎر
ﻣﺣﻔظﺎ ،أو اﻹﯾداع إذا ﻛﺎن اﻟﻌﻘﺎر ﻓﻲ طور اﻟﺗﺣﻔﯾظ ،واﻟﻌﺑرة ھﻧﺎ ﺑﺎﻟﺗﻘﯾﯾد اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ ،ﻓﺎﻟﺗﻘﯾﯾد
اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ ﻻ ﯾﻠزم اﻟﺷﻔﯾﻊ ﻷﻧﮫ ﻗﯾد اﺣﺗﻣﺎﻟﻲ وﻣﻌﻧﻰ ﺗﻘﯾﯾد ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﻻ ﯾﻧﺳﺣب إﻟﻰ
اﻟﺗﻘﯾﯾد ﺑﺳﺟل اﻹﯾداع .
* اﻷﺟل ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺎر ﻏﯾر اﻟﻣﺣﻔظ:
-أﺟل اﻟﺳﻧﺔ :إن ﻛﺎن اﻟﻌﻘﺎر ﻏﯾر ﻣﺣﻔظ ﻓﺈن أﺟل اﻟﺷﻔﻌﺔ ھو ﺳﻧﺔ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻌﻠم
ﺑﺎﻟﺗﺻرف اﻟﻌوﺿﻲ وذﻟك طﺑﻘﺎ ﻟﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻣﺎدة 304ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ،ﻗﺎل
اﺑن ﻋﺑد اﻟﺑر أن اﻟﺷﻔﻌﺔ اﻟﻣﻘﯾم ﺳﻧﺔ أو ﯾﺗﻠوم ﻟﮫ ﺷﯾﺋﺎ ﻧﺣو ﺷﮭر وﻣﺎ ﻗرب ﻣﻧﮫ وھو اﻟﻣﺷﮭور
ﻣن اﻟﻣذھب ،أﺟل ﺳﻧﺔ ﯾﺗم ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻌﻠم ﺑﺎﻟﺑﯾﻊ ﻻ ﻣن ﯾوم اﻟﻌﻘد ﻟﻘول اﻟﻣﺗﺣف اﺑن ﻋﺎﺻم
اﻟﻐرﻧﺎطﻲ:
ﻟﯾﺳﻘط ﺣﻘﮫ ﻣﻊ اﻟﻣﻘﺎم واﻟﺗرك ﻟﻠﻘﯾﺎم ﻓوق اﻟﻌﺎم
وﯾﺷﺗرط أن ﯾﻛون ﺣﺎﺿرا ﻋﺎﻟﻣﺎ ﺑﺎﻟﺑﯾﻊ وﻻ ﯾﻣﻧﻌﮫ ﻣﺎﻧﻊ وھو ﻣذھب اﻟﻣدوﻧﺔ ﻟﺳﺣﻧون.
وﯾﺄﺧذ اﻟﺷﻔﻌﺔ ﻷن اﻷﺻل ﻋدم اﻟﻌﻠم ﻟﻘول اﻟﺷﯾﺦ ﺧﻠﯾل "وﺻدق أن أﻧﻛر ﻋﻠﻣﮫ" أي
ﻋﻠﻣﮫ ﺑﺎﻟﺑﯾﻊ وﻓﻲ اﻟﺗﺣﻔﺔ "وﻛذا ذو اﻟﻌذر ﻟم ﯾﺟد إﻟﯾﮭﺎ ﻣﻧﻔذا ".
237
ﻗﺎل اﻟﺗﺳوﻟﻲ إذا ﻗﺎم اﻟﺣﺎﺿر ﺑﻌد ﻣﺿﻲ اﻟﺳﻧﺔ وأﻧﻛر ﻋﻠﻣﮫ ﺑﺎﻟﺑﯾﻊ ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺻدق ﺑﯾﻣﯾﻧﮫ،
وﯾﺳﺄل ﻋن ﺳﺑب ﺳﻛوﺗﮫ ذﻟك أﻧﮫ ﯾﺣﺗﻣل أن ﯾﻛون ﺳﻛوﺗﮫ ﻟﻌذر وإذا ﻟم ﯾﺛﺑت ﻋﻠم ﺷﻔﯾﻊ
ﺑﺣﺟﺔ ﻗﺎطﻌﺔ وأﻧﻛر ﻋﻠﻣﮫ ﻓﺎﻟﻘول ﻗوﻟﮫ ﻣﻊ اﻟﯾﻣﯾن ،واﻟﻌﻠﺔ ھﻲ اﻟﻌﻠم ﺑﺎﻟﺑﯾﻊ وﻟﯾس ﻣﺿﻲ
اﻟﻣدة ،وإن طﺎﻟت ھذه اﻷﺧﯾرة ،ﻓﻘد ﻧص اﻟﻔﻘﮭﺎء ﻋﻠﻰ أن اﻟﺷﻔﯾﻊ ﯾﺻدق إذا ادﻋﻰ أن
اﻟﻣﺷﻔوع ﻣﻧﮫ ﯾﺗﺻرف وﻻ ﯾﻌﻠم ﺑﺄن ﺗﺻرﻓﮫ ﻋﻠﻰ وﺟﮫ ﺷراء إﻻ أن ﯾﻛون ﺗﺻرﻓﮫ ﺑﺎﻟﺑﻧﺎء أو
اﻟﮭدم وﻗطﻊ اﻷﺷﺟﺎر وﺗﻘدﯾر اﻟﻘراﺋن ﻣﺳﺄﻟﺔ ﯾﺳﺗﻘل ﺑﮭﺎ ﻗﺿﺎة اﻟﻣوﺿوع.
-أﺟل اﻷرﺑﻊ ﺳﻧوات :وﺿﻊ اﻟﻣﺷرع ﺣدا أﻗﺻﻰ ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺷﻔﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺎر ﻏﯾر
اﻟﻣﺣﻔظ ،ﺑﺣﯾث ﻟم ﯾﺑق ھذا اﻷﺟل ﻣﻔﺗوﺣﺎ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻻ ﻧﮭﺎﯾﺔ ،وﻋﻠﯾﮫ ﻓﺈن طﻠب اﻟﺷﻔﻌﺔ
ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺎر ﻏﯾر اﻟﻣﺣﻔظ ﯾﺗﻘﺎدم ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺣﺎﻻت ﺑﺄرﺑﻊ ﺳﻧوات ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺑﯾﻊ.
واﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻛﺎن ﻗد أﻗر اﺟﺗﮭﺎدا ﻣﺗواﺛرا ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻷﺟل ﻷھﻣﯾﺗﮫ وﻗﯾد اﻟﻣدة
ﺑﺄرﺑﻌﺔ ﺳﻧوات ﻓﻲ ﻗرار ﺑﺗﺎرﯾﺦ 18-3-1986ﺟﺎء ﻓﯾﮫ "وﺣﯾث إن اﻋﺗﻣﺎد ھذا اﻟﻧص )ﻗول
اﻟﺷﯾﺦ ﺧﻠﯾل( واﻟﻘﺿﺎء ﺑﻣﻘﺗﺿﺎه ﺑﻌد ﻣرور ﺧﻣﺳﺔ ﻋﺷر ﻋﺎﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ اﻟﻣطﻠوب
ﺷﻔﻌﺗﮫ ﯾﺷﻛل ﺿررا ﻓﺎدﺣﺎ ﻟﻠطﺎﻋﻧﺔ ذﻟك أﻧﮫ ﯾﺑﻌد ﻛل اﻟﺑﻌد أﻻ ﯾﺟﻌل اﻟﻌﻠم ﻟﻠﺷرﯾك ﻓﻲ ﻋﻘﺎر
ﺑظﮭور ﺷرﯾك ﺟدﯾد أﺻﺑﺢ ﯾﻣﻠك ﻣﻌﮫ طﯾﻠﺔ ھذه اﻟﻣدة وأﻧﮫ ﻣﺎ ﻋﻠم ﺑﮫ إﻻ ﺳﺎﻋﺔ ﻗﯾﺎﻣﮫ ﺑرﻓﻊ
دﻋواه ﻻﺳﯾﻣﺎ ﻓﻲ ھذا اﻟﻌﺻر ،وﺗﺣﻘﯾق اﻟﻌداﻟﺔ وﻋﻣﻼ ﺑﻘول اﻟﻣﺷرع اﻷﻋظم ﻻ ﺿرر وﻻ
ﺿرار ،ﻓﺎﻟذي ﯾﺗﻌﯾن اﻟﻌﻣل ﺑﻣﻘﺗﺿﺎه ﻓﻲ ﻧوازل اﻟﺷﻔﻌﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘﺎم ﺑطﻠب اﻷﺧذ ﺑﮭﺎ ﺑﻌد اﻟﻌﺎم
ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ھذا اﻟﺑﯾﻊ ﺑدﻋوى ﻋدم اﻟﻌﻠم ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺣﺎﺿر وﻣن ﻓﻲ ﺣﻛﻣﮫ ﻓﻲ ﻋﺻرﻧﺎ ھذا ،أن
ﺗﺣدد ﻣدة اﻟﻘﯾﺎم ﻓﻲ أرﺑﻌﺔ أﻋوام ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺑﯾﻊ وھﻲ ﻣدة ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻟﺣﺻول اﻟﻌﻠم ﻟﻠﺷرﯾك
ﺑظﮭور ﺷرﯾك ﺟدﯾد ﻣﻌﮫ وﻻ ﯾﺻدق ﻓﯾﻣﺎ زاد ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻻﺳﺗﺑﻌﺎده وھذا اﻟﻔﻘﮫ أﺧذ ﺑﮫ ﺟﻣﺎﻋﺔ ﻣن
أﻗطﺎب ﻓﻘﮭﺎء اﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ وﻓﻲ طﻠﯾﻌﺗﮭم اﺑن ﻋﺑد اﻟﺣﻛم واﺑن اﻟﻣواز واﻗﺗﺻر ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺑﺎﺟﻲ ﻓﻲ
ﻛﺗﺎﺑﮫ ﻟﺷرح ﻣوطﺄ اﻹﻣﺎم ﻣﺎﻟك واﺑن رﺷد واﻟﻘﺷﺗﺎﻟﻲ ،اﻷﻣر اﻟذي ﯾﺳﺗوﺟب اﻟﻘول ﺑﺗﻘﯾﯾد
ﺧﻠﯾل وﺻدق إن أﻧﻛر ﻋﻠﻣﮫ ﺑﻣﺎ أﺟﻣﻊ ﻋﻠﯾﮫ ھؤﻻء اﻟﻣﺟﺗﮭدون" ﯾﻌﻧﻲ ﯾﺻدق اﻟﻘﺎﺋم ﺑﯾﻣﯾﻧﮫ إذا
ﻗﺎم ﯾطﺎﻟب ﺧﺎرج ﺳﻧﺔ ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ وداﺧل أرﺑﻌﺔ أﻋوام .وھذا اﻻﺟﺗﮭﺎد ھو اﻟذي ﻛرﺳﺗﮫ
اﻟﻣدوﻧﺔ اﻻ اﻧﮭﺎ ﻗﺻرﺗﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎر اﻟﻣﺣﻔظ وﻗﻠﺻت اﻟﻣدة اﻟﻰ ﺳﻧﺔ ﻓﻘط.
راﺑﻌﺎ :إﺟراءات ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺷﻔﻌﺔ
إن اﻟﺷﻔﯾﻊ ﻣﻠزم ﺑﺈﯾداع اﻟﺛﻣن واﻟﻣﺻروﻓﺎت اﻟﻼزﻣﺔ واﻟﻣﻌﻠوﻣﺔ ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﻛرﺳوم اﻟﺗﻘﯾﯾد
ﺑﺎﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ واﻟرﺳوم اﻟﻣؤداة ﻓﻲ إطﺎر ﺗﺳﺟﯾل اﻟﻌﻘد ﻟﻔﺎﺋدة إدارة اﻟﺗﺳﺟﯾل واﻟﺗﻧﺑر،
واﻟﻛل داﺧل اﻷﺟل اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ،وﯾﺗم ذﻟك ﻋﻣﻠﯾﺎ ﺑﻌرض وإﯾداع اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﻣذﻛورة ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﺷﺗري واﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻣﻌﺗﺑر ﻓﻲ ذﻟك ھو اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻟذي ﯾﺗم اﻟﺗﺄﺷﯾر ﻋﻠﯾﮫ ﻣن طرف ﺻﻧدوق
اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ،ﯾﻌﻔﻰ ﻣن اﻟﻌرض اﻟﻌﯾﻧﻲ إذا ﺗﻌذر ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ إﻟﻰ اﻟﻣﺷﺗري ،وﯾﺗم اﻟﻌرض
واﻹﯾداع وﻓق اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺻﻠﯾن 172و 175ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة
اﻟﻣدﻧﯾﺔ .
وھذا اﻟﺷرط أﻋﺎد اﻟﻣﺷرع اﻟﺗﻧﺻﯾص ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 306ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ
ﺑﻘوﻟﮫ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ ﻣن ﯾرﻏب ﻓﻲ اﻷﺧذ ﺑﺎﻟﺷﻔﻌﺔ أن ﯾﻘدم طﻠﺑﺎ إﻟﻰ رﺋﯾس اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ
اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﯾﻌﺑر ﻓﯾﮫ ﻋن رﻏﺑﺗﮫ ﻓﻲ اﻷﺧذ ﺑﺎﻟﺷﻔﻌﺔ ،وﯾطﻠب ﻓﯾﮫ اﻹذن ﻟﮫ ﺑﻌرض اﻟﺛﻣن
واﻟﻣﺻروﻓﺎت اﻟظﺎھرة ﻟﻠﻌﻘد ﻋرﺿﺎ ﺣﻘﯾﻘﯾﺎ ﺛم ﺑﺈﯾداﻋﮭﻣﺎ ﻓﻲ ﺻﻧدوق اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻋﻧد رﻓض
238
اﻟﻣﺷﻔوع ﻣﻧﮫ ﻟﻠﻌرض اﻟﻌﯾﻧﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ،وأن ﯾﻘوم ﺑﻛل ذﻟك داﺧل اﻷﺟل اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ وإﻻ ﺳﻘط
ﺣﻘﮫ ﻓﻲ اﻟﺷﻔﻌﺔ.
وھذا اﻷﺟل ﺳﻣﻲ ﻋﻧد اﻟﻔﻘﮭﺎء أﺟل اﻻﺳﺗﻔزار.
ﺧﺎﻣﺳﺎ :ﻣﺳﻘطﺎت اﻟﺷﻔﻌﺔ
وﻣﺳﻘطﺎت اﻟﺷﻔﻌﺔ ھﻲ اﻟﻣﻘﺎﺳﻣﺔ واﻟﻣﺳﺎوﻣﺔ واﻟﺷراء واﻟﻣﺳﺎﻗﺎة واﻹﯾﺟﺎر وﺑﯾﻊ اﻟﺷﻔﯾﻊ
ﺣﺻﺗﮫ وھدم وﺑﻧﺎء اﻟﻣﺷﺗري أو ﻏرﺳﮫ وﻣن ﻟﮫ اﻟﺷﻔﻌﺔ ﺣﺎص ﻋﺎﻟم ،ﺑﻣﺎ ﻗﺎم ﺑﮫ اﻟﺷﻔﯾﻊ ﻣن
أﻋﻣﺎل وﻣﺿﻰ أﺟل اﻟﺷﻔﻌﺔ واﻟﺗﻧﺎزل ﻋﻧﮭﺎ ﺻراﺣﺔ واﻷﺧذ ﺑﺎﻟﺷﻔﻌﺔ ﻟﻠﻐﯾر وإﻟﻰ ذﻟك أﺷﺎر
اﻟﺷﯾﺦ ﺧﻠﯾل "وﺳﻘطت إذ ﻗﺎﺳم أو اﺷﺗرى أو ﺳﺎوم أو اﺳﺗﺄﺟر أو ﺑﺎع ﺣﺻﺗﮫ أو ﺳﻛت ﺑﮭدم
أو ﺑﻧﺎء " ...وﻗد اﺧﺗﺻرت ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﻓﻲ أﺳﺑﺎب اﻟﺳﻘوط ﺑﻘوﻟﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة
" :311ﯾﺳﻘط ﺣق اﻟﺷﻔﯾﻊ ﻓﻲ اﻷﺧذ ﺑﺎﻟﺷﻔﻌﺔ:
-إذا ﺗﻧﺎزل ﻋﻧﮭﺎ ﺻراﺣﺔ ﺑﺷرط أن ﯾﺣﺻل ھذا اﻟﺗﻧﺎزل ﺑﻌد ﺛﺑوت ﺣﻘﮫ ﻓﯾﮭﺎ؛
-إذا اﺷﺗرى اﻟﺣﺻﺔ اﻟﺗﻲ ﺑﺎﻋﮭﺎ ﺷرﯾﻛﮫ ﻣن ﻣﺷﺗرﯾﮭﺎ أو ﻗﺎﺳﻣﮫ ﻓﯾﮭﺎ؛
-إذا ﺑﺎع ﺣﺻﺗﮫ اﻟﺗﻲ ﯾﺷﻔﻊ ﺑﮭﺎ ،وﻟو ﻛﺎن ﻻ ﯾﻌﻠم أن ﺷرﯾﻛﮫ ﻗد ﺑﺎع ﺣﺻﺗﮫ ﻗﺑﻠﮫ".
239
وﯾﻛون ﻏرﺿﮭﺎ إﻧﺷﺎء اﻟﻌﮭد ﻓﻲ ذاﺗﮫ وﺗﺳﻣﻰ ﻟدى ﻓﻘﮭﺎء اﻟﺷرﯾﻌﺔ »اﻟﯾﻣﯾن اﻟﻣﻧﻌﻘدة"
وﯾﻛﻠف ﺑﮭﺎ اﻟﺷﮭود ﻗﺑل ﺗﺄدﯾﺔ ﺷﮭﺎدﺗﮭم ،إﺷﻌﺎر ﻟﮭم ﺑوﺟوب ﻗول اﻟﺣق ،وھﻲ إﻣﺎ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ أو
ﻏﯾر ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ وﺗﺷﻣل ﻓﻲ اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺣدﯾﺛﺔ اﻟﯾﻣﯾن اﻟﺣﺎﺳﻣﺔ واﻟﻣﺗﻣﻣﺔ واﻻﺳﺗﯾﺛﺎق واﻟﺗﻘوﯾم.
ﻗﺎل اﻟﺷﯾﺦ ﺧﻠﯾل "اﻟﯾﻣﯾن ﺗﺣﻘﯾق ﻣﺎ ﻟم ﯾﺟب ﺑذﻛر اﺳم ﷲ أو ﺻﻔﺗﮫ ﻛﺑﺎ وأﯾم ﷲ وﺣق
ﷲ واﻟﻌزﯾز وﻋظﻣﺗﮫ وﺟﻼﻟﮫ وإرادﺗﮫ وﻛﻔﺎﻟﺗﮫ واﻟﻘرآن واﻟﻣﺻﺣف "...وھﻲ ﺗﻧﻌﻘد ﺑﺄﺳﻣﺎء
ﷲ وﺻﻔﺎﺗﮫ وﻓﻲ ذﻟك ﻗﺎل اﻟزﻗﺎق:
ﻛﺟﻣﻊ اﻟدﻋﺎوي ﻓﻲ ﯾﻣﯾن ﺳوى اﻟﺗﻲ*** ﺗرد وﻣن ﯾﺣﻠف ﺑﻼ ﻣن ﻟﮫ اﻟﻌﻼ
وﻗﺎل اﺑن ﻋﺎﺻم:
وﻣﺎ ﯾﻘل ﺣﯾث ﻛﺎن ﯾﺣﻠف***ﻓﯾﮫ وﺑﺎ ﯾﻛون اﻟﺣﻠف
ﻗﺎل اﺑن ﺟزي ﻓﻲ ﻗواﻧﯾﻧﮫ "ﻓﻲ اﻟﻣﺣﻠوف ﺑﮫ ھو )ﺑﺎ اﻟذي ﻻ إﻟﮫ إﻻ ھو( ﻛﻛل ﺣﻠف ﻓﻲ
ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺣﻘوق ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷﮭور وھﻲ أرﺑﻌﺔ أﻧواع :
-1ﯾﻣﯾن اﻟﻣﻧﻛر ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻲ اﻟدﻋوى.
-2ﯾﻣﯾن اﻟﻣدﻋﻲ ﻋﻠﻰ ﺻﺣﺔ اﻟدﻋوى.
-3ﯾﻣﯾن اﻟﻣدﻋﻲ ﻣﻊ ﺷﺎھده.
-4ﯾﻣﯾن اﻟﻘﺿﺎء ﺑﻌد ﺛﺑوت اﻟﺣق ﻋﻠﻰ اﻟﻐﺎﺋب واﻟﻣﺣﺟور ،أﻣﺎ ﻋﻧد اﺑن ﻋﺎﺻم ﻓﺄﻧواﻋﮭﺎ
ھﻲ :
وھﻲ ﯾﻣﯾن ﺗﮭﻣﺔ أو اﻟﻘﺿﺎ***أو ﻣﻧﻛر أو ﻣﻊ ﺷﺎھد رﺿﺎ
240
أﻣﺎ إذا أﻧﻛرا ﻣﻌﺎ ﻓﻼ ﺷﻔﻌﺔ ،وأﺷﺎر اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺳوﻟﻲ إﻟﻰ أﻣر ھﺎم وھو إن ادﻋﻰ اﻟﺑﯾﻊ
ﻋﻠﯾﮭﻣﺎ ﻓﺄﻗر ﺑﮫ أﺣدھﻣﺎ وأﻧﻛرا اﻵﺧر وﻟم ﯾﺣﻠف ﻓﺗﺟب اﻟﺷﻔﻌﺔ ﺑﻼ ﯾﻣﯾن.
وإذا ﻛﺎن اﻟﺷﻘص ﺑﯾد اﻟﻣﺷﺗري ﻓذﻟك ﻗرﯾﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﻧﺗﻘﺎل اﻟﻣﻠك وﻻ ﯾﺗم إﻻ ﺑﺳﻧد ﻓﺎﻟﻘول
ﻗوﻟﮫ إن أﺷﺑﮫ وإذا ﻗﺎل اﻟﻣﺷﺗري أﻧﮫ اﺷﺗرى ﻣﻘﺳوﻣﺎ ﻓﯾﻛﻠف ﺑﺎﻹﺛﺑﺎت ﻟﻘول اﻟﻣﺗﺣف.
واﻟﻣدﻋﻲ ﻟﻘﺳﻣﺔ اﻟﺛﺑﺎت*** ﯾؤﻣر ﻓﻲ اﻷﺻﺢ ﺑﺎﻹﺛﺑﺎت
ﻏﯾر أن اﻹﻣﺎم اﻟﻠﺧﻣﻲ ﯾرى ﻓﯾﻣﺎ ﻧﻘل ﻋﻧﮫ إﺑراھﯾم ﺑن ھﻼل ﻓﻲ ﻧوازﻟﮫ اﻟﻘول ﻗول ﻣن
ادﻋﻰ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻋﻠﯾﮫ اﻷﻣر )اﻟﺷرﻛﺔ( ﺣﺗﻰ ﯾﺛﺑت ﻏﯾره وھو ﻣﺎ أﺷﺎر اﻟﻣﮭدي اﻟوزاﻧﻲ ﻓﻲ
ﻧوازل )ﻣﺿﯾﻔﺎ أﻧﮭﺎ رواﯾﺔ ﻋن اﺑن اﻟﻘﺎﺳم إذا ﻋﻠم أن اﻷرض ﻛﺎﻧت ﻣﺷﺗرﻛﺔ(.
241
واﻟﯾﻣﯾن ﻣﻊ ﺗﺣﻘﯾق اﻟدﻋوى ﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﮭﺎ" ،وإذا ﻗﺎﻣت ﻟﮫ ﺑﯾﻧﺔ ﻻ ﯾﺣﻠف وھو ﻣﺎ أﺷﺎر ﻟﮫ
ﺻﺎﺣب اﻟﺗﻠﻘﯾن اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻣﺣﻣد ﺑن ﻋﺑد اﻟوھﺎب.
وإذا طﺎل ﺧﺻﺎﻣﮭﻣﺎ ووﻗﻌت اﻟﻐﻠﺔ ﺛم ﺣﻛم ﺑﺎﻟﺷﻔﻌﺔ ﻓﺎﻟﻐﻠﺔ ﻟﻠﻣﺷﺗري ،وإذا اﺧﺗﻠف اﻟﺑﺎﺋﻊ
واﻟﻣﺷﺗري ﻓﻲ اﻟﺛﻣن ﻓﻼ ﺷﻔﻌﺔ ﺣﺗﻰ ﺗﻧﺗﮭﻲ اﻟدﻋوى ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ وﯾﺗﺣدد اﻟﺛﻣن.
242
ﺗﻘوم اﻟﻘراﺋن ﻋﻠﻰ ﻛذب اﻟﻣﺗﺑرع وﺑﮭذا أﻓﺗﻰ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻣﮭدي اﻟوزاﻧﻲ ﻓﺄﺟﺎب "اﻟﺣﻣد ﻻ
ﺷﻔﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺑرﻋﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷﮭور واﻟﻌﻣل اﻟذي ﻧص ﻋﻠﯾﮫ اﻟزﻗﺎق ﻗد ﻧﺳﺦ ﻛﻣﺎ ﻗﺎﻟﮫ اﻟﺷﺎرح،
واﻧظر ﺷرح ﺳﯾدي ﻣﺣﻣد ﺑن اﻟﻘﺎﺳم ﻟﻌﻣﻠﯾﺎت أﺑﻲ زﯾد اﻟﻔﺎﺳﻲ ،وﻗد ﺻرح أﺑو ﻋﻠﻲ ﺑن
رﺣﺎل ﺑﺄن اﻟﻘﺿﺎء ﺑوﺟوب اﻟﯾﻣﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﺻدق ﻋﻠﯾﮫ وﻧﺣوه وﻣﺎ زال اﻟﻌﻣل –ﻣﻧذ أدرﻛﻧﺎ-
ﺑﮭذا ،ﻋﻠﻰ أن ﻣﺳﺗﻧد ﻋﻣل اﻟزﻗﺎق ﻓﺗوى اﺑن اﻟﻣﻛوي وھو إﻧﻣﺎ أﻓﺗﻰ ﺑذﻟك ﻓﻲ ﻧﺎزﻟﺔ اﺣﺗﻘت
ﺑﮭﺎ ﻗراﺋن ﺗﻛذب دﻋوى اﻟﺗﺑرع ﻻ ﻣطﻠق ،وﻧﺣن ﻧﻘول اﻟﯾوم ﺑﻣﺎ أﻓﺗﻰ ﺑﮫ إن وﺟد ﺷرطﮫ
ﺗواﻓر ﻗراﺋن ﻗوﯾﺔ ﺗﻛذب دﻋوى اﻟﺗﺑرع ﻛﻣﺎ ﺻرح ﺑذﻟك ﺷﯾﺧﻧﺎ اﻹﻣﺎم اﺑن ﺳودة.
وﻗﺎل اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺳوﻟﻲ أن ﻗول اﺑن اﻟﻣﻛوي ﺗﻘﯾﯾد ﻟﻠﻣذھب ﻋﻧد ﺷرح ﻗول اﻟﻧﺎظم
اﻟﻐرﻧﺎطﻲ.
ﺑﯾﻌﺎ ﻟﻠﺷﻘص ﺣﯾز ﺑﺎﻟﺗﺑرع وﻣن ﻟﮫ اﻟﺷﻔﻌﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾدﻋﻲ
وﺧﺻﻣﮫ ﺑﯾﻣﯾﻧﮫ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻓﻣﺎ ادﻋـﺎه ﻓﻌﻠﯾﮫ اﻟﺑـﯾﻧﺔ
وﻟﻸﺧذ ﺑﺎﻟﺷﻔﻌﺔ ﻻﺑد ﻣن إﺛﺑﺎت اﻟﺗوﻟﯾﺞ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻌﻘد ،وﻣﻌﻠوم أن اﻟﺗوﻟﯾﺞ ﺛﻼﺛﺔ أﻧواع :
-1اﻟﺗوﻟﯾﺞ اﻟﻣﻌﻠوم
-2اﻟﺗوﻟﯾﺞ ﻣظﻧون
-3اﻟﺗوﻟﯾﺞ اﻟﻣوھوم
وﯾﺛﺑت اﻟﺗوﻟﯾﺞ ﺑﺈﻗرار اﻟﻣﺷﺗري ﻻ اﻟﺑﺎﺋﻊ أو ﺑﯾﻧﺔ أو ﺣﺟﺔ داﻟﺔ ﻋﻠﯾﮫ ﻟﻣﺎ أﺷﺎر ﻟﮫ اﻟزﻗﺎق.
وﺑﯾﻧﮫ إن ﻟم ﺗﻔﺳر ﻗﯾل ﻻ وﯾﺛﺑت ﺗوﺑﯾﺦ ﺑﺈﻗرار ﻣﺷﺗر
وﯾﺛﺑت ﻛذﻟك ﺑﺎﻟﻘراﺋن واﻟﻣﻼﺑﺳﺎت اﻟﻘوﯾﺔ وھﻛذا ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗرار اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ رﻗم
:758
" ﻟﻣﺎ ھو ﻣﻘرر ﻓﻲ أن اﻟﺗوﻟﯾﺞ ﻛﻣﺎ ﯾﺛﺑت ﺑﺎﻹﻗرار واﻟﺑﯾﻧﺔ ﯾﺛﺑت ﺑﻣﺎ ﯾرﺗﻘﻲ إﻟﻰ ﻣﺳﺗواھﻣﺎ
ﻣن اﻟﻘراﺋن اﻟﻘوﯾﺔ اﻟداﻟﺔ ﻋﻠﯾﮫ ﺑوﺿوح".
وﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﺷﻔﯾﻊ إﺛﺑﺎت اﻟﺗوﻟﯾﺞ أو اﻟﺻورﯾﺔ ﺑﺳﺎﺋر وﺳﺎﺋل اﻹﺛﺑﺎت ﻣﺎ دام ﻟم ﯾﻛن طرﻓﺎ
ﻓﻲ اﻟﻌﻘد ،وﯾﺳﺗﻘل ﻗﺿﺎة اﻟﻣوﺿوع ﺑﺗﻘدﯾر ذﻟك ﻟﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﻔﮭم اﻟواﻗﻊ وﯾﺷﺗرط أن ﺗﻛون
اﻷدﻟﺔ اﻟﺗﻲ أﺳس ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻟﺣﻛم ﺳﺎﺋﻐﺔ وﺗؤدي إﻟﻰ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻣﻘﺑوﻟﺔ.
وﺗﺟب اﻟﯾﻣﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷﺗري ﻟرﻓﻊ اﻟﺗﮭﻣﺔ وﺑﮭذا أﻓﺗﻰ أﺑو إﺑراھﯾم ﯾﻠﺢ ﺑدون ﯾﻣﯾن دون
ﻧظر إﻟﻰ ﺣﺎل ،وﻗﺎل ﺟرى اﻟﻌﻣل ﻋﻧدھم ﺑﻣﺛل ھذا وﻣﺛﻠﮫ ﻟﻠﺷﯾﺦ اﻟﺗﺎودي ﻣﻘﯾدا ﺑﮫ ﻗول
اﻟﺗﺣﻔﺔ ﻻﺑن ﻋﺎﺻم.
واﻟﯾﻣﯾن اﻟﺗﻲ ﺗوﺟﮫ ﻟﻠﻣﺷﺗري ﯾﻣﯾن اﻟﺗﮭﻣﺔ ﻻ ﺗرد ﻗﺎل اﻟﻐرﻧﺎطﻲ:
ﯾﻣﯾن ﻣﺗﮭوم وﻟﯾﺳت ﺗﻘﻠب وﺗﮭﻣﺔ إن ﻗوﯾت ﺑﮭﺎ ﺗﺟب
ﻗﺎل اﻟﺗﺳوﻟﻲ ﻓﻲ ﺷرﺣﮫ اﻟﺑﮭﺟﺔ "وظﺎھره أﯾﺿﺎ أﻧﮫ )أي اﻟﻣﺷﺗري( ﯾﺣﻠف وﻟو ﻋﺎﯾﻧت
اﻟﺑﯾﻧﺔ دﻓﻌﮫ وھو اﻟظﺎھر واﻟﻣﻌﺗﻣد ﻋﻠﯾﮫ وﯾﺗﻌﯾن اﻟﻌﻣل ﺑﻣﻘﺗﺿﺎه ﻷﻧﮫ ﻣﻊ اﻟﻣﯾل ﻗد ﯾدﻓﻌﮫ
)اﻟﻣﺷﺗري( إﻟﯾﮫ ﻟﯾرده إﻟﯾﮫ وﯾﻧﻔﻲ ﺑﺎﻟﯾﻣﯾن ﻋﻧﮫ.
243
واﻟﻣﺷﮭور واﻟذي وﻗﻔﻧﺎ ﻋﻠﯾﮫ أن اﻟﻣﺷﺗري ﯾؤدي اﻟﯾﻣﯾن ﻟﻧﻔﻲ ﺗﮭﻣﺔ اﻟﺗواطؤ ﻣﻊ اﻟﺑﺎﺋﻊ
وإن ﻛﺎن ﺑﻌض اﻟﻔﻘﮭﺎء ﻻ ﯾرون وﺟوﺑﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺗوﻟﯾﺞ اﻟﻣوھوم ﻟﻣﺎ ﻧﻘل ﻋن اﻟزﻗﺎق.
ﻧزاع ﺑﺗوﻟﯾﺞ وﻣﯾل ﺗﺣﺻﻼ وإﻻ ﻓﻼ ﻟﻛن ﯾﺣﻠف إن ﺟرى
واﻟﯾﻣﯾن اﻟﺗﻲ ﺗﺄﻣر ﺑﮭﺎ اﻟﻣﺣﺎﻛم ﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻻت ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﯾﻛون اﻟﺣﻛم ﻣﻌﻠﻘﺎ ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻣﻊ
اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ ﺗطﺑﯾق ﻗﺎﻋدة اﻟﻧﻛول ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻛون اﻟﯾﻣﯾن ﺗﺗﻌﻠق ﺑﮭﺎ وﯾﺗﺧذ ﻧﻛول ﺻور
ﻣﺗﻌددة ذﻛرھﺎ اﺑن ﺷﺎس " وإذا ﻗﺎل اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ ﻻ أﺣﻠف أو أﻧﺎ ﻧﺄﻛل أو ﻗﺎل ﻟﻠﻣدﻋﻲ
أﺣﻠف أﻧت وﺗﻣﺎدى ﻋﻠﻰ اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻓﻘد ﺗم ﻧﻛوﻟﮫ وﯾؤدي اﻟﯾﻣﯾن ﻋﻧدﺋذ اﻟﻣدﻋﻲ أﻣﺎ إن ﻧﻛل
ﻓذﻟك ﺗﺻدﯾق ﻟﻠﻧﺎﻛل اﻷول طﺑق اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻔﻘﮭﯾﺔ "اﻟﻧﻛول ﺑﺎﻟﻧﻛول ﺗﺻدﯾق ﻟﻠﻧﺎﻛل اﻷول".
وﻧرى أن اﻟﺣﻛم اﻟﻣﻌﻠق ﻋﻠﻰ اﻟﯾﻣﯾن ﺻﺣﯾﺢ اﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ أﺣﻛﺎم اﻟﻔﻘﮫ اﻟﻣﺎﻟﻛﻲ واﻟﻣﺗون
اﻟﻔﻘﮭﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻛل ﻣرﺟﻌﺎ ﺗﺎرﯾﺧﯾﺎ ﻓﻲ ﻣﺎدة اﻟﺷﻔﻌﺔ ﺳواء ﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺎﻟﻌﻘﺎر ﻏﯾر اﻟﻣﺣﻔظ أو
طور اﻟﺗﺣﻔﯾظ أو اﻟﻌﻘﺎر اﻟﻣﺣﻔظ وﻻ ﯾﻌد ﺧرق ﻟﻠﻘﺎﻧون ،إذا ﻛﺎن ﻣﻌﻠﻘﺎ ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻛﻣﺎ ذھب إﻟﻰ
ذﻟك اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ اﻟﻘرار ﻋدد 205اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ 30-10-1980ﻣﺟﻠﺔ ﻗﺿﺎء
اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻋدد ،28ذﻟك أن اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻧص ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 449ﻣن ﻗﺎﻧون
اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ أﻧﮫ إذا ﻛﺎن اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻣﻌﻠق ﻋﻠﻰ ﺗﺄدﯾﺔ ﯾﻣﯾن أو ﺗﻘدﯾم ﺿﻣﺎن ﻣن ﻗﺑل اﻟداﺋن
ﻓﻼ ﯾﺑدأ ﻗﺑل إﺛﺑﺎت اﻟﻘﯾﺎم ﺑذﻟك ،اﻷﻣر اﻟذي ﯾﻔﯾد أﻧﮫ ﯾﻣﻛن ﺗﻌﻠﯾق ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺣﻛم ﻋﻠﻰ أداء اﻟﯾﻣﯾن
اﻟﻣﺣﻛوم ﺑﮭﺎ.
244
أراﺿﻲ اﻟﺟﻣوع
اﻟدﻛﺗور ﻋﺑد اﻟﻠطﯾف وردان
ﻣﻘدﻣﺔ:
أراﺿﻲ اﻟﺟﻣوع ﻛﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟدﻟﯾل اﻟﺻﺎدر ﻋن ﻣدﯾرﯾﺔ اﻟﺷؤون اﻟﻘروﯾﺔ اﻟﺻﺎدر ﻋن
وزارة اﻟداﺧﻠﯾﺔ ھﻲ ﺗﻠك اﻷراﺿﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺗﻠﻛﮭﺎ ﺑﺻﻔﺔ ﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﻣﺟﻣوﻋﺎت ﻣن اﻟﺳﻛﺎن
اﻟﻣﻧﺗﻣﯾن ﻷﺻل واﺣد أو ﺳﻼﻟﺔ واﺣدة ،وھﻲ ﻟذﻟك ﺗﺧﺗص ﺑﻣﻧﻔﻌﺗﮭﺎ ﺗﻠك اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت ﻣن أﺟل
اﻟرﻋﻲ
أو اﻟﺣرث أو اﻟﻛراء.
ﻓﻣﺎ ھﻲ اﻵﻟﯾﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻧظﻣﮭﺎ اﻟﻣﺷرع ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ھذه اﻷراﺿﻲ وﺗدﺑﯾرھﺎ؟ وﻣﺎھﻲ
اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﺛﺎر ﺑﺷﺄﻧﮭﺎ؟
245
اﻟﻣطﻠب اﻷول :اﻵﻟﯾﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ أراﺿﻲ اﻟﺟﻣوع
ﯾﻌﺗﺑر ظﮭﯾر 27اﺑرﯾل 1919ﺑﺷﺄن ﺗﻧظﯾم اﻟوﺻﺎﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ وﺿﺑط
ﺗدﺑﯾر اﻷﻣﻼك اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ وﺗدﺑﯾرھﺎ اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟﻣﻧظم ﻷراﺿﻲ اﻟﺟﻣوع إﻟﻰ
ﺟﺎﻧب ظﮭﯾر 25ﯾوﻟﯾو 1969اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻷراﺿﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟواﻗﻌﺔ ﻓﻲ دواﺋر اﻟري وﻣن
ﺧﻼل ھذﯾن اﻟﻧﺻﯾن ﯾﻣﻛن ﺗﺣدﯾد آﻟﯾﺎت ﺣﻣﺎﯾﺔ ھذه اﻷراﺿﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﺣدﯾد اﻹداري وﻋدم
ﻗﺎﺑﻠﯾﺔ ھذه اﻷراﺿﻲ ﻟﻼﻛﺗﺳﺎب ﺑﺎﻟﺣﯾﺎزة أو ﺑﺎﻟﺗﻔوﯾت أو ﻟﻠﺣﺟز أو ﻟﻠﻘﺳﻣﺔ اﻟﺑﻧﯾﺔ.
اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ :اﻟﺗﺣدﯾد اﻹداري ﻷراﺿﻲ اﻟﺟﻣوع وﻣﺳطرة ﺗﺣﻔﯾظﮭﺎ
ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﺗﺣدﯾد اﻹداري ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﺗﻘﻧﯾﺔ ﻣوﻗﻌﮫ وﻣﺷﺗﻣﻼﺗﮫ.
واﺳﺗﻧﺎدا ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت ظﮭﯾر 18ﻓﺑراﯾر 1924ﯾﻣﻛن إﺟﻣﺎل ﻣﺳطرة اﻟﺗﺣدﯾد
اﻹداري ﻷراﺿﻲ اﻟﺟﻣوع ﻓﻲ ﻣﺎﯾﻠﻲ:
-1إﻋداد ﻣﻠف اﻟﺗﺣدﯾد اﻹداري:
طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻔﺻﻠﯾن 1و 3ﻣن اﻟظﮭﯾر أﻋﻼه ﻓﺈن ﻣرﺣﻠﺔ إﻋداد ﻣﻠف اﻟﺗﺣدﯾد اﻹداري ﺗﺑﺗدئ
ﺑﺗﻘدﯾم طﻠب إﻟﻰ ﺳﻠطﺔ اﻟوﺻﺎﯾﺔ ﻣن طرف ﻣﻧدوب اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ ،وﺗﻌﻣل ﺳﻠطﺔ
اﻟوﺻﺎﯾﺔ ﻣﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ اﻟﺔ اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟوﺻﯾﺔ وھﻲ وزارة اﻟداﺧﻠﯾﺔ اﻟذي ﯾﺗﻌﯾن
ﻋﻠﯾﮭﺎ اﺳﺗﺷﺎرة ﻣﺟﻠس اﻟوﺻﺎﯾﺔ ﻗﺑل اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرار وﯾﻔﺗﺢ ﻟذﻟك ﻣﻠف ﺑﻣﺻﻠﺣﺔ اﻷراﺿﻲ
اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﺑﻣدﯾرﯾﺔ اﻟﺷؤون اﻟﻘروﯾﺔ ﺑوزارة اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﯾﺷﺗﻣل ﻋﻠﻰ اﻟطﻠب وﺗﻘرﯾر اﻟﺳﻠطﺔ
اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ وﺗﻌﻣﯾم ﻣﺳﺎﺣﺔ اﻷراﺿﻲ اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﻣﻊ ﺑﯾﺎن اﻟﺣﻘوق اﻟواردة ﻋﻠﻰ ھذه اﻷراﺿﻲ
وﯾوﺟﮫ وزﯾر اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﺑﻌد ذﻟك طﻠﺑﺎ اﻟﻰ رﺋﯾس اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻟذي ﯾﺻدر ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣواﻓﻘﺔ
ﻣرﺳوﻣﺎ ﯾﻌﻠن ﻣن ﺧﻼﻟﮫ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺷروع ﻓﻲ أﻋﻣﺎل اﻟﺗﺣدﯾد وﻣﻛﺎن اﻟﻌﻘﺎر اﻟﻣﻌﻧﻲ ﺑﮫ.
248
طﺑﻘﺎ ﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت ظﮭﯾر 27أﺑرﯾل +1919ﺧﺎﺻﺔ اﻟﻔﺻل 2ﻛﻣﺎ ﺗم ﺗﻌدﯾﻠﮫ ﺑﻣﻘﺗﺿﯾﺎت
ظﮭﯾر 6ﻓﺑراﯾر 1963ودﻟﯾل اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ اﻟﺻﺎدر ﻋن وزارة اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺎرس
2008ودورﯾﺔ وزﯾر اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻋدد 51وﺗﺎرﯾﺦ 14/5/2007ﻓﺈن ﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟﻧواب ﺗﺗﻛون
ﻣن أﻓراد ﯾﻧﺗﻣون اﻟﻰ اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ وﯾﺗم ﺗﻌﯾﯾﻧﮭم ﻣن طرف ھذه اﻷﺧﯾرة وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ
اﻟﺧﻼف ﯾﻠﺟﺄ اﻟﻰ اﻻﻧﺗﺧﺎب.
وﺗﺣدد اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت ﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟﻧواب ﻓﻲ ﻣﺎﯾﻠﻲ:
-1ﺗﻘﺳﯾم اﻷﻣﻼك اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﺑﯾن أﻋﺿﺎء اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﺑﺷﺄن اﻻﻧﺗﻔﺎع اﻟﻣؤﻗت.
-2ﺗﻘدﯾم طﻠب ﻣن أﺟل ﺗﻘﺳﯾم ﻋﻘﺎر ﺟﻣﺎﻋﻲ ﻋﻠﻰ أرﺑﺎب اﻟﻌﺎﺋﻼت اﻟﻣﺳﺗﻔﯾدﯾن ﻣن ﺣق
داﺋم ﻓﻲ اﻻﻧﺗﻔﺎع.
-3ﻗﺑض اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﺗﻲ ﻓﻲ ذﻣﺔ اﻟﻐﯾر ﻟﻠﺟﻣﺎﻋﺔ وأﻋﺿﺎء إﺑراء ﻣﻧﮭﺎ.
-4ﺗﻘدﯾم طﻠب اﻟﻰ ﻣﺟﻠس اﻟوﺻﺎﯾﺔ ﻟﺗوزﯾﻊ ﻧﺎﺗﺞ اﻟﺗﻔوﯾت ﻋﻠﻰ أﻋﺿﺎء اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ
ﻓﻲ ﺷﺧص رؤﺳﺎء اﻟﻌﺎﺋﻼت.
-5إﻋداد اﻟﻠواﺋﺢ اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﯾﯨﺔ ﻟدوي اﻟﺣﻘوق.
-6ﺗﻘدﯾم طﻠﺑﺎت اﻟﺗﺣﻔﯾظ ﺑﺈذن ﻣن اﻟوﺻﻲ واﻟﺗﻌرض ﻋﻠﻰ ﻣطﺎﻟب اﻟﺗﺣﻔﯾظ دون إذن ﻣﻧﮫ
ﻣﻊ ﻋدم إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺗﻧﺎزل ﻋن ھذه اﻷﺧﯾرة إﻻ ﺑﺈذن ﻣﻧﮫ.
-7إﺑرام ﻋﻘود اﻟﻛراء ﻟﻸراﺿﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣراﺿﺎة وﺑﻣواﻓﻘﺔ اﻟوﺻﻲ ﻟﻣدة ﻻ ﺗﺗﺟﺎوز
ﺛﻼث ﺳﻧوات ﻣﻊ ﻋدم إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗﺟدﯾدھﺎ دون ﻣواﻓﻘﺔ اﻟوﺻﻲ.
-8اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺣدﯾد اﻹداري ﻟﻸراﺿﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ.
-9إﻗﺎﻣﺔ اﻟدﻋﺎوى اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺑﺎﺳم اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ ﻣﺎﻟم ﺗﻛن ﻋﻘﺎرﯾﺔ ﺣﯾث ﯾﺷﺗرط إذن
اﻟوﺻﻲ.
-10ﻣﻘرراﺗﮭﺎ وﻣﻘررات ﻣﺟﻠس اﻟوﺻﺎﯾﺔ وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ ﻓﻲ ﻗراراﺗﮭﺎ ﻣن طرف
اﻋﺿﺎء اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﯾرﻓﻊ اﻷﻣر اﻟﻰ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ.
ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﺳﻠطﺔ اﻟوﺻﺎﯾﺔ
طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻔﺻل 3ﻣن اﻟظﮭﯾر ﻓﺈن ﺳﻠطﺔ اﻟوﺻﺎﯾﺔ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ وزﯾر اﻟداﺧﻠﯾﺔ وھو اﻟوﺻﻲ
ﺗم ﻣﺟﻠس اﻟوﺻﺎﯾﺔ.
-1وزﯾر اﻟداﺧﻠﯾﺔ:
طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻔﺻل 3ﻣن اﻟظﮭﯾر ﻓﺈن وزﯾر اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻟﮫ اﻟﺣق ﻓﻲ ﺗﻣﺛﯾل اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ
واﻟﻌﻣل ﺑﺎﺳﻣﮭﺎ وﻟﮫ ﻋدة ﺻﻼﺣﯾﺎت ﻣن ﺑﯾﻧﮭﺎ:
-ﺗﻘدﯾم طﻠب ﺗﺣﻔﯾظ أﻣﻼك اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ.
-اﻟدﻋوة اﻟﻰ اﻧﻌﻘﺎد ﻣﺟﻠس اﻟوﺻﺎﯾﺔ.
-اﻹذن ﻟﻠﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ ﺑﺎﻟﺗﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﯾدان اﻟﻌﻘﺎري ﻣﻊ ﻣﻧﻊ اﻹذن ﻟرﻓﻊ اﻟﺗﻌرض
اﻟﻛﻠﻲ أو اﻟﺟزﺋﻲ اﻟذي ﻗدﻣﺗﮫ اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ.
249
-اﻟﻣواﻓﻘﺔ ﻋﻠﻰ إﺑرام ﻋﻘود اﻹﺷﺗراك اﻟﻔﻼﺣﻲ واﻷﻛرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺟﺎوز ﻣدﺗﮭﺎ ﺛﻼث ﺳﻧوات
)ف.(10
-2ﻣﺟﻠس اﻟوﺻﺎﯾﺔ:
ﺗﺗﺣدد ﻣﮭﺎم ﻣﺟﻠس اﻟوﺻﺎﯾﺔ ﻓﻲ اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت إدارﯾﺔ ﺗﺧص اﻹﺷراف ﻋﻠﻰ ﺗدﺑﯾر
اﻷراﺿﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﻣن طرف ﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟﻧواب وأﺧرى ﺗﺣﻛﯾﻣﯾﺔ ﺗﺧص ﻓض اﻟﻧزاﻋﺎت
اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﺑﯾن دوي اﻟﺣﻘوق واﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟطﻌون اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﺿد ﻣﻘررات ﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟﻧواب
واﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت ﺑﯾن اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ واﻟﻐﯾر اﻟذي ﯾدﻋﻲ ﺣق اﻟﺗﺻرف ﻓﻲ ﻋﻘﺎر ﺟﻣﺎﻋﻲ.
اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟواردة ﻋﻠﻰ أﻣﻼك اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ
إن أھم اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟواردة ﻋﻠﻰ أراﺿﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﺗدﺑﯾرھﺎ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ
اﻟﻘﺳﻣﺔ واﻟﻛراء ﺛم اﻟﺗﻔوﯾت.
-1اﻟﻘﺳﻣﺔ أھم أﻋﻣﺎل اﻟﺗدﺑﯾر اﻟواردة ﻋﻠﻰ أراﺿﻲ اﻟﺟﻣوع وﺗﺗم إﻣﺎ ﺑﯾن أﻋﺿﺎء
اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ أو ﺑﯾن ذوي اﻟﺣﻘوق ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص ﻣﺧﻠف ﻣورﺛﮭم وﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺗﯾن
ﻓﮭﻲ ﺗﺧﺗﻠف ﺑﺣﺳب ﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﻌﻘﺎر ﯾوﺟد ﻓﻲ دواﺋر اﻟري أم ﻻ.
-1ﺗﻘﺳﯾم أﻣﻼك اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ داﺧل دواﺋر اﻟري:
طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻔﺻل 2ﻣن ظﮭﯾر 24/7/1969ﻓﺎن أﻣﻼك اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ اﻟﻣوﺟودة ﻓﻲ
دواﺋر اﻟري ﺗﻌد ﻣﻠﻛﯾﺔ ﻣﺷﺎﻋﺔ ﺑﯾن ذوي اﻟﺣﻘوق ﻻ ﻣﻠﻛﯾﺔ ﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﺑﯾن أﻓراد اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ
وﻗﺑﺎﺋﻠﮭﺎ
وﻗد وﺿﻊ اﻟظﮭﯾر ﻣﺳطرة ﺧﺎﺻﺔ ﻹﻋداد ﻟواﺋﺢ ذوي اﻟﺣﻘوق واﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ ﻋﻠﯾﮭﺎ وﺣرﯾﺔ
ﻧﻘل اﻹراث اﻟذي ﯾﺗم ﻟﻔﺎﺋدة أﺣد اﻟورﺛﺔ ﺑﺎﺧﺗﯾﺎره وﺑﺎﺗﻔﺎق ﻣﻊ ﺑﺎﻗﻲ اﻟورﺛﺔ أو ﯾﺗدﺧل ﻣن
ﻣﺟﻠس اﻟوﺻﺎﯾﺔ ﻋﻠﻰ أن ﯾؤدي ﻟﻠﺑﺎﻗﯾن ﻗﯾﻣﺔ ﺣﻘوﻗﮭم طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻔﺻل 8ﻣﻧﮫ وﯾﻣﻧﻊ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺗﺧﻠﻲ
ﻋن ﺣﺻﺗﮫ إﻻ ﻟﻔﺎﺋدة ﻣﺎﻟك ﻋﻠﻰ اﻟﺷﯾﺎع طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻔﺻل .7
وطﺑﻘﺎ ﻟﻠﻔﺻﻠﯾن 12و 13ﻓﺈن اﻟﻌﻘﺎر اﻟﺟﻣﺎﻋﻲ ﯾﺟوز ﺗﺟزﺋﺗﮫ إﻟﻰ ﻗطﻊ أرﺿﯾﺔ ﻣﺳﺎﺣﺗﮭﺎ
ﻋﻠﻰ اﻷﻗل 5ھﻛﺗﺎرات ﯾﺳﺗﻔﯾد ﻣﻧﮭﺎ ﻛل ذي ﺣق وﺗﺻﺑﺢ ﻣﻠﻛﺎ ﻟﮫ وھو ﻣﺎ أدى إﻟﻰ ﺟﻌل
ﻣﮭﻣﺔ ﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟﻧواب ﻣﺣددة ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﻻﺋﺣﺔ ذوي اﻟﺣﻘوق وﻣﺟﻠس اﻟوﺻﺎﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺑت ﻓﻲ
اﻟطﻌون اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺷﺄﻧﮭﺎ.
وﻗد ﻣﻧﻊ ظﮭﯾر 11/8/1995ﺑﺷﺄن اﻟﺣد ﻣن ﺗﻘﺳﯾم اﻷراﺿﻲ اﻟﻔﻼﺣﯾﺔ اﻟواﻗﻌﺔ ﻓﻲ
دواﺋر اﻟري واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻔﻼﺣﻲ ﻓﻲ ﻓﺻﻠﮫ اﻟراﺑﻊ ﻗﺳﻣﺔ ﺗﻠك اﻷراﺿﻲ اﻟﻰ ﻗطﻊ ﺗﻘل ﻋن 5
ھﻛﺗﺎرات.
ب-ﺗﻘﺳﯾم أﻣﻼك اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ اﻟواﻗﻌﺔ ﺧﺎرج دواﺋر اﻟري:
250
طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻔﺻل 2ﻣن ظﮭﯾر 27/4/1919ﻓﺈن أﻣﻼك اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻛون
ﻋﻣل ﻗﺳﻣﺔ اﻧﺗﻔﺎع ﻣن طرف ﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟﻧواب ﺑﺻﻔﺔ ﻣؤﻗﺗﺔ وﺗﺣت إﺷراف ﺳﻠطﺔ اﻟوﺻﺎﯾﺔ
وأﻣﺎم اﻟﻔراغ اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ﻣن ﺣﯾث ﻣﻌﺎﯾﯾر ﺗﺣدﯾد ذوي اﻟﺣﻘوق اﻟﻣﺳﺗﻔﯾدﯾن ﻣن اﻟﻘﺳﻣﺔ ﻓﺈن
ھذه اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻛﺎﻧت ﺗﺗم ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﻷﻋراف اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﺳﺗﺛﻧﻲ اﻟﻣرأة ﻣن ﻓﺋﺔ ذوي اﻟﺣﻘوق
وﻟم ﺗﻛن ﺗﺳﻣﺢ ﻟﮭﺎ ﺑﺎﻛﺗﺳﺎب ھذه اﻟﺻﻔﺔ إﻻ إذا ﻛﺎﻧت أرﻣﻠﺔ ﻷﺣد ذوي اﻟﺣﻘوق وﻟﮭﺎ ﻣﻧﮫ
ذﻛر ﻣﺎدﻓﻊ اﻟوﺻﻲ وھو وزﯾر اﻟداﺧﻠﯾﺔ إﻟﻰ إﻗرار دورﯾﺔ ﺑﺗﺎرﯾﺦ 30ﻣﺎرس 2012ﺗدﻋو
اﻟﻰ اﺳﺗﻔﺎدة اﻟﻧﺳﺎء اﻟﺳﻼﻟﯾﺎت ﻣن ﺣق اﻻﻧﺗﻔﺎع.
-1اﻟﻛراء:
طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻔﺻل 6ﻣن ظﮭﯾر 27/4/1919ﻟﻠﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ إﺑرام ﻋﻘود ﻛراء ﺑﺎﻟﻣراﺿﺎة
إذا ﻟم ﺗﺗﺟﺎوز ﻣدﺗﮭﺎ ﺛﻼث ﺳﻧوات.
وﻟم ﯾﺣدد اﻟﻣﺷرع ﻓرﯾﺿﺔ إﺑرام اﻟﻛراء اﻟﻣذﻛور وﻻ طرﯾﻘﺔ إﺑراﻣﮫ ﺑﻣواﻓﻘﺔ ﺳﻠطﺔ
اﻟوﺻﺎﯾﺔ إذا ﺗﺟﺎوزت ﻣدﺗﮫ 3ﺳﻧوات وﻗد ﺣدد دﻟﯾل ﻛراء اﻷراﺿﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺻﺎدر ﻋن
وزارة اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﺛﻼث طرق :وھﻲ طﻠب اﻟﻌروض واﻟﺳﻣﺳرة اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ واﻟﺗراﺿﻲ.
-2اﻟﺗﻔوﯾت:
طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻔﺻل 4ﻣن اﻟظﮭﯾر اﻟﻣﻌدل ﺑظﮭﯾر 6/2/1963ﯾﺟوز ﺗﻔوﯾت أﻣﻼك اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ
اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ إﻟﻰ اﻟدوﻟﺔ أو اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ أو اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ وذﻟك اﺳﺗﺛﻧﺎءا ﻣن اﻟﻔﺻل
11ﻣن ﻧﻔس اﻟظﮭﯾر وﯾﺗم اﻟﺗﻔوﯾت إﻣﺎ:
-ﺑﺎﻟﻣراﺿﺎة.
-أو اﻟﻣﺑﺎدﻟﺔ اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ.
-أو ﻣﺳطرة ﻧزع اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ.
251
إن أھم ﻣﺎ ﯾﻣﯾز دﻋﺎوى اﻟﺗﻌرض اﻟذي ﺗﻛون اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ طرﻓﺎ ﻓﯾﮭﺎ ھو ﻣﺎﯾﻠﻲ:
ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻌرض ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻔﯾظ اﻻﻣﻼك اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ إطﺎر ﻣﺳطرة اﻟﺗﺣدﯾد اﻹداري
ﻓﺈن اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ ﻻ ﯾﻘﻊ ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻋبء اﻹﺛﺑﺎت رﻏم ﺻﻔﺗﮭﺎ ﻛﻣﺗﺻرﻓﺔ ﻷن اﻟﻘﺎﻧون ﻛﻣﺎ
أﺳﻠﻔﻧﺎ ﯾﻠزم اﻟﻣﺗﻌرض ﺑﺗﻘدﯾم ﻣطﻠب اﻟﺗﺣﻔﯾظ داﺧل أﺟل ﺛﻼﺛﺔ أﺷﮭر ﻣن اﻧﺻرام أﺟل
اﻟﺗﻌرض.
-واﻟﻌﻛس ﻏﯾر ﺻﺣﯾﺢ ﺑﻣﻌﻧﻰ إذا ﻗدﻣت اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ ﻣطﻠب ﺗﺣﻔﯾظ ﻓﻲ إطﺎر ظﮭﯾر
12ﻏﺷت 1913ﻓﺎﻟﻣﺗﻌرض ھو اﻟﻣﻠزم ﺑﺎﻹﺛﺑﺎت طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻔﺻﻠﯾن 34و 37ﻣﻧﮫ.
-ﺗﻠزم اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ ﺑﺎﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ إذن ﺑﺎﻟﺗﻘﺎﺿﻲ ﻣن طرف اﻟوﺻﻲ ﻣﺎدام أن
اﻷﻣر ﯾﺗﻌﻠق ﺑدﻋوى ﻣﻘﺎرﺑﺔ.
-ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻠﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ اﻟﺗﻧﺎزل ﻋن اﻟﺗﻌرض دون ﻣواﻓﻘﺔ اﻟوﺻﻲ.
252