- مسطرة التحديد الإداري للملك الخاص للدولة

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 44

‫ماستر‪ :‬قانون العقار والتعمير‬

‫مادة‪ :‬المساطر الخاصة للتحفيظ العقاري‬


‫عرض تحت عنوان‪:‬‬

‫مسطرة التحديد اإلداري للملك‬


‫الخاص للدولة‬

‫تحت إشراف الدكتورة‪:‬‬ ‫من إعداد الطلبة‪:‬‬


‫حليمة بن حفو‬ ‫نبيل سريبو‬
‫فاطمة بومالكي‬

‫السنة الجامعية‬
‫‪2019/2018‬‬
‫بسم هللا الرحمان الرحيم‬

‫َّ ُ َ َ ْ َ َ َ ْ َ َ ْ َ ْ َ‬ ‫ََ َ َ‬
‫"‪...‬ربنا آ ِتنا ِمن لدنك رحمة وه ِيئ لنا ِمن أم ِرنا‬
‫َ َ‬
‫رشدا"‬

‫سورة الكهف اآلية ‪10‬‬

‫‪2‬‬
‫كلمة شكر و تقدير‬

‫بعد الحمد هلل و شكره على نعمه التي ال تعد وال تحصى و الصالة و‬
‫السالم على نبينا محمد صلى هللا عليه و سلم و على آله و صحبه ومن‬
‫تبعهم بإحسان إلى يوم الدين‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫نتقدم بأخلص عبارات الشكر و التقدير و االمتنان للدكتورة‬
‫" حليمة بن حفو"‬
‫على مجهوداتها الجبارة و عطائها المنقطع النظير في البحث العلمي‬
‫متمنين لها طول العمر و مزيدا من العطاء‬
‫سائلين المولى القدير أن يكتبه في ميزان حسناتها‬
‫كما نتقدم بالشكر لزمالئنا طلبة ماستر قانون العقار والتعمير‬

‫‪3‬‬
‫الئحة فك الرموز‬

‫ظهير التحفيظ العقاري‬ ‫ظتع‬

‫مرجع سابق‬ ‫مس‬

‫طبعة‬ ‫ط‬

‫سنة‬ ‫س‬

‫صفحة‬ ‫ص‬

‫عدد‬ ‫ع‬

‫جزء‬ ‫ج‬

‫‪4‬‬
‫مقدمة‬
‫يعتبر العقار أفضل وسيلة لإلنتاج‪ ،‬و عليه يتوقف جلب االستثمار سواء في المجاال الفالحاي‬
‫أو الصناعي أو التجاري‪.‬‬

‫فالعقااار يعااد ركي ازة أساسااية فااي حياااة النسااان و للاال لمسااافمته الفعالااة فااي تااوفير السااكن‪ ،‬و‬
‫الحد من البطالة‪ ،‬و أيضا توفير الوعاء الالزم لتشييد المرافق العمومية داخل الدولة‪.1‬‬

‫ولعل المتأمل في األنظمة العقارية بالمغرب يجادفا مختلفاة بااختالو وتعادد مصاادرفا‪ ،‬و فالا‬
‫االخااتالو يسااتدعي بالضاارورة تطبيااق أنظمااة قانونيااة تااتالءم مااع كاال شااكل ماان فااله األشااكال‬
‫العقارية‪ .‬حيث أن النظام العقاري بالمغرب مر بمراحل تاريخية متعاددة فناتع عنهاا فاي النهاياة‬
‫تكون و تنوع عناصره األساسية‪ 2‬و من فاله األنظماة العقارياة نجاد أ ارضاي األحبااس‪ ،‬أ ارضاي‬
‫الكيش‪ ،‬األراضي الجماعية‪ ،‬ثم أماالل الدولاة العاماة و الخاصاة‪ .‬و ماا يهمناا فاي فالا الطاار‬
‫فااي أمااالل الدولااة الخاصااة‪ 3‬ويمكاان تعريفهااا علااى أنهااا كاال ملاال ال ياادخل ضاامن الملاال العااام‬
‫للدول ااة و ي اادخل ض اامن ملكي ااة الدول ااة‪ .‬و تق اادر المس اااحة الجمالي ااة للعق ااارات التابع ااة للمل اال‬
‫الخ اااص للدول ااة بحا اوالي ملي ااون و ‪ 700‬أل ااف فكت ااار موزع ااة م ااابين أم ااالل حضا ارية و ش اابه‬
‫حضرية و قروية‪.4‬‬

‫‪ -‬حليمة بنت المحجوب بن حفو‪ ،‬القانون العقاري المغربي وفق آخر المستجدات‪ :‬دراسة نظرية تطبيقية معززة‬ ‫‪1‬‬

‫باجتهادات قضائية‪ ،‬المطبعة و الوراقة الوطنية‪ ،‬ط‪ ،2‬س ‪ ،2019‬ص ‪.9‬‬


‫‪ -‬محمد خيري‪ ،‬العقار و قضايا التحفيظ العقاري في التشريع المغربي‪ ،‬مطبعة المعارو الجديدة‪ ،‬الرباط‪ ،‬ط‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،2018‬ص ‪.34‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬ويصطلح عليها بالملل المخزني‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬حليمة بنت المحجوب بن حفو‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.21‬‬

‫‪5‬‬
‫و يتفاارع الملاال الخاااص للدولااة إلااى ملاال خاااص بااإدارة مديريااة أمااالل الدولااة التابعااة لااو ازرة‬
‫االقتصاد و المالية‪ ،‬ثم ملل غابوي تقوم بتادبيره المندوبياة الساامية للميااه و الغاباات و محارباة‬
‫التصحر التابعة لو ازرة الفالحة و الصيد البحري‪.‬‬

‫و نظا ار لمااا لهاالا النظااام ماان دور مهاام علااى المسااتويين االقتصااادي و االجتماااعي و احتاللااه‬
‫مكانااة متمي ازة داخاال النظااام العقاااري كااان البااد ماان إق ارار إج اراءات و تاادابير تمكاان ماان تثبياات‬
‫وضااعيته الماديااة و القانونيااة وفااي فاالا الطااار نظاام المشاارع الملاال الخاااص للدولااة بمقتضااى‬
‫ظهيار ‪ 3‬يناااير ‪ 11916‬وبموجااب فاالا األخياار أقاار مسااطرة تحديااد ملاال الدولااة الخاااص إداريااا‬
‫تخااول للجهااة مالكااة العقااار أو مدعيااة ملكيتااه ساالول إجاراءات ماان أجاال ضااب موقااع العقااار و‬
‫تحي ااد مس اااحته و ح اادوده قص ااد تثبي اات الوض ااعية المادي ااة و القانوني ااة للعق ااار و حمايت ااه م اان‬
‫االستيالء من االستيالء عليه من طرو الغير‪ ،‬أو قيام أية منازعة بشأنه مستقبال‪.‬‬

‫أهمية الموضوع‪:‬‬

‫تكمن أفمية الموضوع في مايلي‪:‬‬

‫عل ااى المس ااتون الق ااانوني‪ :‬الوق ااوو عن ااد النص ااوص القانوني ااة المنظم ااة للتحدي ااد الداري‬
‫ألمالل الدولة الخاصة خاصة ظهير ‪ 3‬يناير ‪ 1916‬و على ما يعتريه من نقص‪.‬‬

‫علا ااى المسا ااتون االقتصا ااادي‪ :‬تتمثا اال األفميا ااة االقتصا ااادية للملا اال الخا اااص للدولا ااة فا ااي‬
‫مسااافمته فااي المشاااريع التنمويااة التااي يحاااول المغاارب وضااع لبناتهااا األساسااية و للاال لتحقيااق‬
‫تنمية اقتصادية كبيرة‪.‬‬

‫‪ -‬ظهير شريف مؤرخ ب ‪ 26‬صفر ‪ 3(1334‬يناير ‪ )1916‬المتعلق بالتحديد الداري للملل الخاص للدولة‬ ‫‪1‬‬

‫منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 141‬بتاريخ ‪ 10‬يناير ‪ 1916‬ص ‪.28‬‬

‫‪6‬‬
‫علااى المسااتون االجتماااعي‪ :‬يكماان دور الملاال الخاااص للدولااة فااي االسااتراتيجيات و التوجهااات‬
‫التااي تضااعها الدولااة فااي مختلااف القطاعااات‪ ،‬كمحاربااة السااكن غياار الالئااق و كاالا فااي تحقيااق‬
‫توجهات الدولة في مجال السكن بصفة عامة‪.‬‬

‫المنهج المتبع‪:‬‬

‫كل دراسة و كل بحث إال ويقتضي إتباع منهع معين‪ ،‬و على ضاوء د ارساتنا للموضاوع ارتأيناا‬
‫اعتما اااد ما اانهع تحليلا ااي ووصا اافي ما اان خا ااالل تحليا اال النصا ااوص الما ااؤطرة للموضا ااوع ووصا ااف‬
‫المنازعات المثارة بشأنه‪.‬‬

‫إشكالية الموضوع‪:‬‬

‫تتمحور إشكالية موضوع التحديد الداري للملل الخاص للدولة فيما يلي‪ :‬ما مادن فعالياة‬
‫مسطرة التحديد الداري في تصفية ملل الدولة الخاص؟‬

‫و لإلجابة عن الشكالية المطروحة اعتمدنا التقسيم اآلتي‪:‬‬

‫‪ ‬المبحث األول‪ :‬المسطرة اإلدارية للتحديد اإلداري للملك الخاص للدولة‬


‫‪ ‬المبحث الثاني‪ :‬دور القضاء في مسطرة التحديد اإلداري للملك الخاص للدولة‬

‫‪7‬‬
‫المبحث األول‪ :‬المسطرة اإلدارية للتحديد اإلداري للملك الخاص للدولة‬
‫تهادو مساطرة التحدياد الداري للملال الخااص للدولاة إلاى ضاب و تثبيات الوضاعية المادياة و‬
‫القانونية لهله األمالل و كلا تطهيرفا من جميع المنازعات التي يمكن أن تثار بشأنها‪.‬‬

‫و لتحقيااق فااله األفااداو تماار مسااطرة التحديااد الداري للملاال الخاااص للدولااة بمجموعااة ماان‬
‫الجاراءات الداريااة (المطلااب األول) كمااا تخضااع عمليااة التحديااد لعمليااة الشااهار لعااالم كاال‬
‫من له حق على فله األمالل أن يتقدم بتعرضه على عملية التحديد وفق الضواب التاي ناص‬
‫عليها المشرع في ظهير ‪ 3‬يناير ‪ (1916‬المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬اإلجراءات السابقة لعملية التحديد اإلداري للملك الخاص للدولة‬
‫تسااتأنف إج اراءات التحديااد الداري للملاال الخاااص للدولااة التااي تباشاارفا حسااب األح اوال إدارة‬
‫أمااالل الدولااة الخاصااة أو المندوبيااة السااامية للمياااه و الغابااات و محاربااة التصااحر إلا تعلااق‬
‫األماار بالملاال الغااابوي‪ ،‬ببحااث ميااداني و للاال ماان أجاال معرفااة طبيعااة العقااار الماراد تحديااده و‬
‫مساااحته و مشااتمالته‪ ،‬و فااو مااا يطلااق عليااه باألعمااال التحضاايرية لمسااطرة التحديااد الداري‬
‫للملل الخاص للدولة (الفقرة األولى)‪ ،‬و على إثرفا يتم إصدار المرسوم القاضي بتعياين تااريخ‬
‫الشااروع فااي عمليااة التحديااد الداري و الاالي ينااتع مجموعااة ماان اآلثااار التااي تجمااد الوضااعية‬
‫القانونية للعقار موضوع التحديد الداري ( الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬األعمال التحضيرية لمسطرة التحديد اإلداري للملك الخاصة للدولة‬
‫تم ا اار األعم ا ااال التحض ا اايرية لعملي ا ااة التحدي ا ااد الداري للمل ا اال الخ ا اااص للدول ا ااة م ا اان م ا اارحلتين‬
‫أساساايتين‪ :‬المرحلااة األولااى فااي العااداد لعمليااة التحديااد أو مااا يطلااق عليااه بالتحديااد المؤقاات‬
‫ألم ا ااالل الدول ا ااة الخاص ا ااة (أوال)‪ ،‬ث ا اام مرحل ا ااة إع ا ااداد طل ا ااب التحدي ا ااد الداري ألم ا ااالل الدول ا ااة‬
‫الخاصة(ثانيا)‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫أوال‪ :‬التحديد المؤقت ألمالك الدولة الخاصة‬
‫‪1‬‬
‫نظم المشرع إجراءات التحديد الداري للملل الخاص للدولة بمقتضى ظهير ‪ 3‬يناير‪1916‬‬

‫حيث نص في فصاله األول " كال عقاار فياه شابهة ملال للمخازن الشاريف يمكان أن تجارن فياه‬
‫أعمااال التحديااد حسااب الشااروط اآلتيااة ألج اال اسااتبانة حقيقتااه و تعيااين حالتااه الشاارعية ولل اال‬
‫بطلب من إدارة الغابات و المياه أو إدارة األمالل"‪.‬‬

‫تجاادر الشااارة إلااى أنااه ال تسااتأنف مسااطرة التحديااد الداري ألمااالل الدولااة الخاصااة إال بعااد‬
‫استنفال مجموعة من الشكليات في إطار المرحلة الساابقة للمساطرة محال الد ارساة‪ ،‬و يبقاى أفام‬
‫إج اراء سااابق لهااله المسااطرة فااو البحااث الميااداني‪ ،‬و يااتم فاالا البحااث بعااد نش اره فااي الجرياادة‬
‫الرساامية بمبااادرة ماان مديريااة أمااالل الدولااة و بتنساايق ماان الساالطة المحلياة‪ ،‬و تااتم فااله العمليااة‬
‫بوضااع األنصاااب ماان طاارو ممثاال الدارة المعنيااة بالتحديااد و بحضااور المجاااورين قباال ماارور‬
‫اللجنااة الرساامية و التااي تتحقااق بصاافة نهائيااة ماان الحاادود المقترحااة ماان طاارو الدارة‪ .2‬و إن‬
‫كان المشرع في إطار ظهير ‪ 3‬يناير ‪ 1916‬لم يانص صاراحة علاى فالا الجاراء‪ ،‬فإناه يمكان‬
‫اسااتنتاجه ماان مقتضاايات الفاصاال الثالااث منااه و الاالي جاااء فيااه مااا يلااي‪ " :‬يصاادر قارار وزيااري‬
‫فااي تحديااد كاال عقااار يبااين فيااه تاااريخ الشااروع فااي العماال و للاال بمطلااب تقدمااه الحكومااة تاالكر‬
‫فيااه العقااار المقصااود تحديااده مااع األسااماء التااي يعاارو بهااا محاال ومحاال وجااوده مااع حاادوده و‬
‫األمالل المجاورة له والقطع الداخلة في حدوده وما عسى أن يتبعه من الحقوق و المرافق"‬

‫و فو ما ال يمكن توفره دون القيام ببحث تمهيدي مسبق يعرو بالعقار و ما يحي به‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬ظهير شريف صادر في ‪ 3‬يناير ‪ 1916‬في تأسيس خصوصيات لتحديد األمالل المخزنية منشور في‬
‫الجريدة الرسمية عدد ‪ 141‬بتاريخ ‪ 10‬يناير ‪.1916‬‬
‫‪ -‬صابرين زواش‪ ،‬إشكاالت مسطرة التحديد الداري بين أزمة النص و العمل القضائي‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم‬ ‫‪2‬‬

‫الماستر في القانون الخاص‪ ،‬كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية‪ ،‬جامعة محمد األول‪ ،‬وجدة‪ ،‬السنة‬
‫الجامعية ‪، 2017-2016‬ص ‪.13‬‬
‫‪ -‬حنان بن الغازي‪ ،‬المساطر الخاصة للتحفيظ و االستثمار أية رؤن‪ ، ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون‬ ‫‪3‬‬

‫الخاص‪ ،‬كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية‪ ،‬جامعة الحسن األول‪ ،‬وجدة‪ ،‬السنة الجامعية ‪-2014‬‬
‫‪ ،2015‬ص ‪.15‬‬

‫‪9‬‬
‫ومان باين فوائاد فاتاه العملياة تنبياه المجااورين للعقاار موضاوع عملياة التحدياد الداري وبالتااالي‬
‫دفعهم إلى إثارة تعرضااتهم المحتملاة أثنااء عملياة التحدياد الرسامية أو إباداء ماواقفهم علاى فاله‬
‫العمليااة‪ ،‬لاالا يااتم تنبيااه بأفميااة حضااورفم وأن األشااغال ليساات نهائيااة إال بعااد خااروج اللجنااة ممااا‬
‫يتطل ااب حض ااورفم بع ااين المك ااان للتغلا اب عل ااى بع اات الخالف ااات الت ااي ق ااد تنش ااأ أثن اااء فات ااه‬
‫العملية‪.1‬‬

‫و يتعين على المكلف بعملية التحديد أن يغارس األنصااب علاى مساافة تتعادن باين النصاب و‬
‫األخر ‪ 200‬متر تقريبا‪ ،‬و يجب على المكلف بالعملية أن يضع تصميما تمهيديا على أسااس‬
‫أن يلحااق بطلااب التحديااد مااع ماالكرة يبااين فيهااا أسااماء المجاااورين و العالمااات التااي عيناات بهااا‬
‫حدود العقار الخاص بالدولة‪.2‬‬

‫و فااي الختااام يمكاان القااول بااأن التحديااد الداري المؤقاات يااوفر حمايااة قانونيااة مؤقتااة و مرجعيااة‬
‫أساسااية لعمليااة التحديااد الداري الرساامية و نظ ا ار لج اراءات الميدانيااة التااي تقااوم بهااا مديري ااة‬
‫األمااالل الخزنيااة بتنساايق م اع الساالطات المحليااة‪ ،‬و يتضااح أيضااا ماان خااالل مااا ساابق أن كاال‬
‫فله البيانات التي تقوم بها اللجنة المعنية خالل فترة البحث الميداني ما فاي إال إجاراءات مان‬
‫أجا اال التأكيا ااد علا ااى أما ااالل الدولا ااة التا ااي يشا ااملها التحديا ااد الداري و التعا اارو علا ااى العقا ااارات‬
‫المجاورة ليتم بعده تقديم الطلب الستصدار مرسوم الموافقة على إجراء عملياة التحدياد الداري‬
‫بعااد التأكااد ماان أن الرصاايد العقاااري الاالي تاام معاينتااه ياادخل فااي أمااالل الدولااة الخاصااة التااي‬
‫ستخضا ا ااع الحقا ا ااا لمسا ا ااطرة التحديا ا ااد الداري المنصا ا ااوص علا ا ااى مقتضا ا ااياتها فا ا ااي ظهيا ا اار ‪3‬‬
‫يناير‪.3 1916‬‬

‫‪ -1‬جابر بابا‪ ،‬دور التحديد الداري في حماية أمالل الدولة الخاصة‪ ،‬منشورات مجلة المنار للدراسات القانونية‬
‫والدارية‪ ،‬ع ‪ ،4‬مطبعة دار السالم للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الرباط‪ ،‬س ‪ ،2014‬ص ‪.14 -13‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬جابر بابا‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.14‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬جابر بابا‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.17‬‬

‫‪10‬‬
‫ثانيا‪ :‬إعداد طلب التحديد اإلداري ألمالك الدولة الخاصة‬
‫كمااا أساالفنا الاالكر فعمليااة التحديااد الداري ألمااالل الدولااة الخاصااة ال يااتم الشااروع فيهااا إال بعااد‬
‫القيااام بتحديااد مؤقاات يكااون الهاادو منااه تجميااع المعلومااات عاان العقااار الماراد إخضاااعه لعمليااة‬
‫التحديد الداري‪.‬‬

‫بعد توفر جل المعطيات الالزمة‪ ،‬يتم إعداد طلب من طرو الدارة المعنية‪ ،‬يوجه إلى األماناة‬
‫العام ااة للحكوم ااة‪ ،‬فيك ااون بمثاب ااة مش ااروع مرس ااوم‪ .‬حي ااث يبع ااث مش ااروع طل ااب التحدي ااد مرفق ااا‬
‫بالتصميم المؤقت في ثالثة نساخ تلحاق إحادافا بالمرساوم و أخارن باالملف و الثالثاة توجاه إلاى‬
‫السلطة المحلية‪.1‬‬

‫يااتم بعااث المشااروع فااي ماادة ال تتجاااوز األربعااة أشااهر ماان انتهاااء األعمااال التمهيديااة للتحديااد‬
‫الداري المتعلقااة بالملاال الخاااص للدولااة‪ ،‬لااإلدارة المركزيااة التااي تعماال علااى إصاادار مرسااوم‬
‫تحديد تاريخ افتتاح عملية التحديد الدراي التي ال تزيد على شهر‪.2‬‬

‫و فو ما نص عليه الفصل الثالث من ظهيار ‪ 3‬ينااير ‪ 1916‬الالي جااء فياه ماا يلاي" يصادر‬
‫ق ارار وزيااري فااي تحديااد كاال عقااار يبااين فيااه تاااريخ الشااروع فااي العماال وللاال بمطلااب تقدمااه‬
‫الحكومااة تاالكر فيااه العقااار المقصااود تحديااده مااع األسااماء التااي يعاارو بهااا و محاال وجااوده مااع‬
‫حدوده و األمالل المجااورة لاه و القطاع الداخلاة فاي حادوده و ماا عساى أن يتبعاه مان الحقاوق‬
‫و المرافق"‪.‬‬

‫و من يوم صدور المرسوم المحدد للعقار موضاوع التحدياد و نشاره فاي الجريادة الرسامية يرتاب‬
‫مجموعة من اآلثار‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬اآلثار الناتجة عن إصدار مرسوم التحديد اإلداري‬


‫كمااا نااص الفصاال الثالااث ماان ظهياار ‪ 3‬يناااير ‪ 1916‬فااإن أعمااال التحديااد الداري‪ ،‬تباادأ لزومااا‬
‫بصاادور مرسااوم يقضااي بتحديااد تاااريخ افتتاااح عمليااة التحديااد وللاال بناااء علااى طلااب مديريااة‬
‫أمالل الدولة يحدد فيه جميع البيانات‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬حنان بن الغازي‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪. 16‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬جابر بابا‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.17‬‬

‫‪11‬‬
‫و مناال صاادور المرسااوم القاضااي بتحديااد تاااريخ الباادء فااي إج اراءات التحديااد الداري إلااى حااين‬
‫صاادور مرسااوم آخاار يقضااي بالمصااادقة علااى أشااغال التحديااد فااإن الوضااعية القانونيااة للعقااار‬
‫محاال مسااطرة التحديااد الداري تجمااد بحيااث ال يجااوز التصاارو فيهااا (أوال)‪ ،‬و ال يجااوز تقااديم‬
‫مطلب التحفيظ بشأنها ( ثانيا) إال بشروط نص عليها ظهير ‪ 3‬يناير ‪.1916‬‬

‫أوال‪ :‬عدم جواز التصرف في العقار محل مرسوم التحديد‬


‫بااالرجوع إلااى مقتضاايات الفصاال الثالااث ماان ظهياار ‪ 3‬يناااير ‪ 1916‬نجااده ياانص فااي فقرتااه‬
‫الثانيااة علااى أنااه " و ماان يااوم صاادور فاالا القارار إلااى أن يصاادر قارار المصااادقة علااى أعمااال‬
‫التحديااد المشااار إليااه فااي الفصاال الثااامن اآلتااي فإنااه ال يسااو التعاقااد فااي الشاايء ممااا اشااتملت‬
‫عليه حدود العقار المشروع في تحديده‪."...‬‬

‫و انطالقا مما سبق فإن المرسوم المعلن عان افتتااح عملياات التحدياد الداري يجماد الوضاعية‬
‫القانونيااة للعقااار‪ ،‬فالفصاال الثالااث ماان ظهياار ‪ 3‬يناااير ‪ 1916‬جاااء واضااحا و ص اريحا بااإق ارره‬
‫لعادم إمكانياة التعاقاد فااي شايء مماا اشااتملت علياه حادود العقاار الماراد تحدياده‪ ،‬و ال يعقاد بيااع‬
‫فااي انتقااال ملكيااة و ال فااي اسااتغالله إال بشاارط الحصااول علااى شااهادة بعاادم تعاارت الدارة _‬
‫إدارة األمالل المخزنية_‪. 1‬‬

‫و فو ما قضت به محكمة االستئناو بالرباط حيث جاء فاي قارار لهاا " يكاون بااطال كال عقاد‬
‫تفويت الحق لقرار تحديد األراضي التي توجد بشأنها قرائن تدل على أنها من أمالل الدولة‪.‬‬

‫إلا لم يقع سابقا تسليم شهادة عدم تعارت مان طارو الدارة المعنياة بااألمر‪ ،‬و علياه إن إدارة‬
‫أمااالل الدولااة التااي تعرضاات علااى تحفاايظ عقااار مشااترن دون أن يكااون فاالا الش اراء مساابوقا‬
‫بطلااب الشااهادة الماالكورة أو الحصااول عليهااا تعباار بهااله الكيفيااة مناال إطالعهااا علااى البيااع عاان‬

‫‪ -‬عمر الهواوي‪ ،‬مسطرة الضم و التحديد الداري في التحفيظ العقاري‪ ،‬منشورات مجلة المنارة للدراسات‬ ‫‪1‬‬

‫القانونية و الدارية‪ ،‬ع ‪ ،11‬مطبعة دار السالم للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الرباط‪ ،‬س ‪ ،2016‬ص‪.76‬‬

‫‪12‬‬
‫نيتهااا فااي الطع اان فااي صااحة البي ااع الماالكور و ف ااي التمساال بااالبطالن المنص ااوص عليااه ف ااي‬
‫الفصل الثالث من ظهير ‪ 9‬يناير ‪.11916‬‬
‫ثانيا‪ :‬عدم جواز تقديم مطلب تحفيظ بخصوص عقار موضوع التحديد اإلداري‬
‫يساتند فاالا المنااع مان تقااديم مطلااب تحفايظ بخصااوص عقااار موضاوع التحديااد الداري علااى مااا‬
‫نصاات عليااه الفقارة الثانيااة ماان الفصاال الثالااث ماان نفااس الظهياار حيااث جاااء فيهااا " ‪ ...‬ال يقباال‬
‫في خالل فله المدة الملكورة أي مطلب يقصد به تسجيل العقاار إال أن يكاون للال علاى وجاه‬
‫التعرت ألعمال التحديد وفقا لما تضمنه الفصل"‪.‬‬

‫و فكاالا فإنااه ال يقباال أي طلااب إلااى تحفاايظ العقااار محاال التحديااد الداري‪ ،‬و لعاال الحكمااة فااي‬
‫للاال فااو أن مسااطرة التحديااد الداري فااي باالاتها مسااطرة خاصااة لضااب حاادود أمااالل الدولااة‬
‫الخاصااة‪ ،‬و ماان شااأن قبااول طلبااات التحفاايظ بخصااوص العقااارات التااي تجااري بشااأنها مسااطرة‬
‫التحديد الداري أن يؤدي للل إلى تعدد الجراءات الخاصة التي تهم نفس العقار‪.2‬‬

‫و فو ما أكد عليه كللل المحافظ العام في إحدن ملكراته التي جاء فيها‪:3‬‬

‫كمااا ألفاات انتبااافكم إلااى أن الفصاال الثالااث ماان الظهياار الماالكور يمنااع إدراج مطالااب التحفاايظ‬
‫خ ااالل الفتا ارة الم االكورة م ااا ل اام تك اان أدرج اات لتأكي ااد التعرض ااات الا اواردة عل ااى عملي ااة التحدي ااد‬
‫الداري‪.‬‬

‫لااللل‪ ،‬أحااثكم علااى اتخااال كاال التاادابير الالزمااة لتفااادي إدراج مطالااب التحفاايظ داخاال المناااطق‬
‫الخاضعة للتحديد الداري لألمالل الغابوياة أو أماالل الدولاة الخاصاة وللال خاالل فتارة المناع‬
‫المشار إليها أعاله‪ ،‬ما لم تكن قد قدمت كتأكيد للتعرضات على التحديد الداري"‪.‬‬

‫لكن فنا يطرح الشكال في الحالة التي يقدم فيها مطلب التحفيظ قبل صدور مرسوم التحديد‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬قرار صادر عن محكمة االستئناو بالرباط‪ ،‬بتاريخ ‪ 16‬ماي ‪ ،1934‬منشور في مجموعة ق اررات محكمة‬
‫االستئناو بالرباط‪ ،‬الجزء ‪،7‬ص ‪ ،116‬أشارت إليه حنان بن الغازي‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.18‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬جابر بابا‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.28‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬ملكرة رقم ‪ 9810‬صادرة عن المحافظ العام بشأن إيداع مطالب التحفيظ داخل مناطق التحديد الداري‪،‬‬
‫بتاريخ ‪ 26‬دجنبر ‪.2007‬‬

‫‪13‬‬
‫قااد يباادو منطقيااا أن الج اراء المتبااع فااي فااله الحالااة فااو أن تقاادم الدارة المعنيااة علااى إج اراء‬
‫التعاارت‪ ،‬علااى اعتبااار التعاارت فااو اآلليااة القانونيااة التااي ساانها المشاارع لكاال ماان ياادعي حقااا‬
‫على عقار موضوع مسطرة تحفيظ‪ ،‬لكن مالا لو تقدم فله األخيرة على للل‪ ،‬و حرصت علاى‬
‫س االول مس ااطرة التحدي ااد الداري‪ .‬ف ااي ف االه الحال ااة نك ااون أم ااام أما ارين‪ ،‬إم ااا أن يص اادر مرس ااوم‬
‫المصادقة على التحديد الداري قبل تأسيس الرسم العقاري‪ ،‬و فنا يضايع حاق طالاب التحفايظ‬
‫علااى أساااس أن العقااار أصاابح فااي ملاال الغياار وفااق شااكليات قانونيااة‪ ،‬و إمااا أن يؤسااس الرساام‬
‫العقاااري قباال صاادور مرسااوم التحديااد الداري حيااث يصااير الرساام المؤسااس مانعااا قانونيااا فااي‬
‫مواجهة المصادقة القانونية على التحديد الدراي‪.1‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬إشهار عملية التحديد و الشروع فيها‬


‫مم ااا ال ش اال في ااه أن ااه قب اال مباشا ارة اللجن ااة المكلف ااة بالتحدي ااد الداري عملي ااة التحدي ااد ( الفق اارة‬
‫الثانيااة)‪ ،‬فإنااه يااتم إشااهار عمليااة التحديااد عباار وسااائل مختلفااة (الفق ارة األولااى) قصااد إطااالع‬
‫العموم على عملية التحديد حتاى ياتمكن كال مان لاه حاق علاى العقاار الخاضاع لعملياة التحدياد‬
‫للمطالبة بحقه وفق الجراءات المنصوص عليها في ظهير ‪ 03‬يناير ‪. 1916‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬إشهار عملية التحديد‬


‫إضافة إلى عملية نشر المرسوم القاضاي بالتحدياد الداري للعقاار بالجريادة الرسامية (أوال) فقاد‬
‫أل اازم المش اارع الس االطات الداري ااة الس ااافرة عل ااى عملي ااة التحدي ااد الداري باتخ ااال ت اادابير أخ اارن‬
‫لشهار فله العملية عن طريق‪ :‬تعليق فلا العالن مادة شاهر قبال افتتااح أشاغال التحدياد فاي‬
‫مجموعااة ماان المصااالح الداريااة التااابع لهااا العقااار موضااوع التحديااد‪ ،‬كقيااادة موقااع العقااار‪ ،‬و‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬حنان بن الغازي‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.22،23‬‬

‫‪14‬‬
‫المحكمااة موقااع العقااار‪ ،‬المحافظااة العقاريااة لموقااع العقااار‪ ،‬و مصاالحة المياااه و الغابااات لموقااع‬
‫العقار‪ ،‬أو دائرة أمالل الدولة التابع لها العقار‪(1‬ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬إشهار عملية التحديد عن طريق النشر بالجريدة الرسمية‬
‫ياانص الفصاال ال اربااع‪ 2‬ماان ظهياار ‪ 3‬يناااير ‪ 1916‬كمااا وقااع تغيياره بموجااب الفصاال الفريااد ماان‬
‫ظهير ‪ 17‬غشت ‪ 1949‬في فقرته الثانية على ما يلي‪:‬‬

‫" و لهاالا ينشاار القارار الااوزيري و ملخااص طلااب الدارة العليااا فااي الجرياادة الرساامية بشااهر قباال‬
‫العمليات"‪.‬‬

‫و الغاية من فلا الجراء أي إشهار عملية التحديد عن طريق النشر في الجريدة الرسامية فاي‬
‫إعالم العموم بوجود مسطرة التحديد الداري جارية على عقاار مان العقاارات حتاى يتسانى لكال‬
‫من له حق على للل العقار المطالبة بحقه‪.‬‬

‫و عملية التحديد فله يتم إشهارفا قبل الشروع فاي التحدياد بشاهر علاى األقال‪ ،‬و للال بواساطة‬
‫النشر الجريدة الرسمية بالضافة إلى الجرائد الوطنية‪.3‬‬

‫و فااو مااا يستشااف ماان خااالل مقتضاايات الفصاال ال اربااع ماان الظهياار الماالكور‪ ،‬حيااث نجااد أن‬
‫المش اارع ج اااء بقاع اادة عام ااة أال وف ااي النش اار ف ااي ش ااتى الج ارئ ااد ف ااي الفقا ارة األول ااى‪ ،‬ث اام ج اااء‬
‫بالتخصيص في الفقرة الثانية و نص على النشر في الجريدة الرسمية‪.‬‬

‫و تجدر الشارة على أن النشر فاي الجريادة الرسامية يعطاي الجاراءات فعالياة كبارن ألناه يعاد‬
‫إجراء قانونيا مهما‪ ،‬و وسيلة للشهر لكن مع للل تبقى نتائع النشار فاي الجريادة الرسامية غيار‬
‫كافية و للل لعدة اعتبارات منها صعوبة الطالع عليها‪ ،‬و كلا كون المخاطبين بماا ورد فيهاا‬

‫‪ -‬أحمد العطاري‪ ،‬المساطر الخاصة للتحفيظ العقاري دراسة في ضوء االجتهاد الفقهي و القضائي و الممارسة‬ ‫‪1‬‬

‫العملية‪ ،‬ج ‪، 1‬منشورات مجلة القضاء المدني سلسلة ‪(10‬دراسات و أبحاث) ‪ ،‬مطبعة المعارو الجديدة‪ ،‬س‬
‫‪ ،2015‬ص ‪. 118‬‬
‫‪ -2‬كما تم تغييره و تتميمه بظهير ‪ 17‬غشت ‪ 1949‬المغير للظهير الشريف الصادر في ‪ 3‬يناير ‪ 1916‬بسن‬
‫ضاب خاص بتحديد أمالل الدولة الشريفة المنشور في الجريدة الرسمية عدد ‪ 1926‬الصادرة في ‪ 23‬شتنبر‬
‫‪. 1949‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬حليمة بنت المحجوب بن حفو‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.291‬‬

‫‪15‬‬
‫غالبا ما يجهلون القراءة و يقطنون فاي منااطق نائياة‪ ،‬و حتاى نكاون أكثار واقعياة فناال مان ال‬
‫يعلم حتى بوجود فلا النوع من الجرائد( الجريدة الرسمية)‪.‬‬

‫و لتفااادن االنتقااادات الموجهااة للنشاار فااي الجرياادة الرساامية عماال المشاارع علااى تعزيااز عمليااة‬
‫الشهار بوسائل أخرن من بينها التعليق لدن الجهات الدارية و القضائية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬إشهار عملية التحديد عن طريق التعليق لدى الجهات اإلدارية و القضائية‬
‫اشترط المشرع إلى جانب النشر في الجريدة الرسمية إجراء آخر لشهار عملية التحديد للملال‬
‫الخاص للدولة أال وفي ضارورة تعلياق مرساوم افتتااح عملياة التحدياد الداري و ملخاص طلاب‬
‫التحديد لداري لدن الجهات الدارية و القضائية‪.‬‬

‫و بااالرجوع إلااى الفصاال ال اربااع كمااا تاام تغيي اره نجااد المشاارع حاادد الجهااات التااي يااتم فيهااا تعليااق‬
‫مرسوم افتتاح عملية التحديد الداري فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬المصاالح الداريااة الموجااود فاي دائرتهااا الملاال الماراد تحدياده كمحاااكم القضاااة و محاااكم‬
‫الق اواد و مكتااب المحافظااة علااى األمااالل العقاريااة‪ ،‬و مكتااب الناحيااة‪ ،‬و مكتااب الاادائرة‬
‫الدارية و مكتب دائرة الميااه و الغاباات فيماا يخاص العقاارات الداخلاة فاي أماالل إدارة‬
‫الغابات أو مكتب المراقبة على أمالل مخزننا السعيد في ما يخص العقارات األخرن‪.‬‬

‫‪ -‬دائارة المراقبااة المدنيااة و ملحقاتهااا أو دائ ارة األمااور األفليااة المجاااورة للاادائرة الكااائن بهااا‬
‫الملل المتحدث عنه‪.‬‬

‫‪ -‬إدارة األمور الشريفة و قسم إدارة المياه و الغابات و إدارة أمالل مخزننا الساعيد بربااط‬
‫الفتح‪.‬‬

‫و لكاان ماداماات المناصااب التااي يتحاادث عنهااا الاانص الماالكور لاام تعااد موجاودة‪ ،‬و فااي انتظااار‬
‫تحيااين الاانص القااانوني الماانظم‪ ،‬فااإن عمليااة التعليااق تااتم لاادن كاال ماان المحكمااة االبتدائيااة و‬
‫السلطة المحلية‪ ،‬و المحافظة العقارياة‪ ،‬مديرياة أماالل الدولاة‪ ،‬أو مصالحة الميااه و الغاباات و‬
‫بااالموازاة يااتم التعليااق بمقارات الدارات المركزيااة ألمااالل الدولااة الخاصااة‪ ،‬أو المندوبيااة السااامية‬

‫‪16‬‬
‫للمياه و الغابات‪ ،‬و مديرياة المحافظاة العقارياة‪ ،‬وو ازرة الفالحاة و يحادد األجال المنعقاد لجاراء‬
‫عملية التحديد باليوم و الساعة‪ ،‬و للل ليتمكن العموم من الطالع عليها‪.1‬‬

‫لكاان رغاام كاال فااله الوسااائل الشااهارية المهمااة تبقااى الوساايلة األكثاار نجاعااة لشااهار عملي اة‬
‫التحديااد الداري و إعااالم العمااوم بهااا فااي المناااداة فااي األس اواق عاان طريااق مؤسسااة الب اراح و‬
‫التااي تعااد بحااق أفضاال وساايلة لعااالم الغياار‪ ،‬و الساايما فااي القاارن و األرياااو حيااث يكثاار عاادد‬
‫األميااين‪ ،‬خاصااة و أنااه يتجااه إلااى مخاطبااة الناااس فااي األس اواق و التجمعااات العامااة‪ ،‬و للاال‬
‫تحت إشراو قائد المنطقة المعنية بتطبيق مرسوم التحديد الداري‪.2‬‬

‫و مااا تجاادر الشااارة إليااه أن عاادم احت ارام الج اراءات الشااهارية لعمليااة التحديااد الداري للملاال‬
‫الخااص للدولااة قااد ينااتع عناه بطااالن مسااطرة التحديااد الداري بحياث يمكاان التقاادم بطلااب إلغاااء‬
‫التحديد الداري إلا كانت فله العملية مشوبة بعيب ما أو إخالل بإحدن مراحلها أو إجراءاتهاا‬
‫و أحاادث للاال ضااررا‪ .‬و فااي فاالا الصاادد جاااء فااي حكاام صااادر عاان المحكمااة الداريااة بالاادار‬
‫البيضاء‪ 3‬ما يلي‪:‬‬

‫و حيث أنه لما كاان مان الثابات مان أوراق الملاف أن عملياة التحدياد الداري المتعارت عليهاا‬
‫ق ااد م اارت ف ااي سا ارية تام ااة ‪ ...‬و ف ااو م ااا يعن ااي أن الدارة الوص ااية آن االال ل اام تس االل المس ااطرة‬
‫القانونية المعمول بهاا فاي فالا الشاأن‪ ،‬مان قبيال إشاهار تااريخ افتتااح أعماال التحدياد و إعالناه‬
‫إلى العموم بجميع طرق الشهار المشاار إليهاا فاي الفصال ال ارباع مان الظهيار الساالف الالكر‪،‬‬
‫و فااي كلهااا إج اراءات شااكلية جوفريااة تااوخى منهااا المشاارع إحاطااة المعننااين المباش ارين‪ ،‬ماان‬
‫المااالكين أو أفااالي القبائاال المجاااورين‪ ،‬بأعمااال التحديااد حمايااة لحقااوقهم التااي قااد تتضاارر ماان‬
‫فله العملية‪ .‬و من تمة فهي تكتساي طابعاا جوفرياا يترتاب عان إغفالهاا بطاالن أعماال التحدياد‬
‫الداري المص اااحبة له ااا و المالحق ااة عليه ااا عم ااال بالقاع اادة القائل ااة م اال بن ااي عل ااى باط اال فه ااو‬
‫باطل"‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬حنان بن الغازي‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.28‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬حنان بن الغازي‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.29 – 28‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬حكم صادر عن المحكمة الدارية بالدار البيضاء‪ ،‬عدد ‪ ،274‬ملف ‪ ،209/2001‬بتاريخ ‪ 22‬ماي ‪2002‬‬
‫‪ ،‬منشور بمجلة القصر‪ ،‬العدد الرابع‪ ،‬سنة ‪ ،2003‬ص ‪.162‬‬

‫‪17‬‬
‫كمااا جاااء فااي حكاام للمحكمااة االبتدائيااة بأكااادير‪ 1‬مااا يلااي‪ " :‬و حيااث إن عاادم إثبااات الوضااعية‬
‫القانونيااة للماادعى فيااه بعااد التعرضااات المقدمااة ضااده و مناال ‪ 20‬مااارس ‪ 1928‬و عاادم إشااهار‬
‫عملي ااات التحدي ااد الداري ااة بالجري اادة الرس اامية يجع اال األج اال الق ااانوني لقب ااول التعرضا اات ض ااد‬
‫عملي ااات التحدي ااد الداري ألم ااالل المخزني ااة الزال س اااريا و أن العق ااارات المطل ااوب تحفيظه ااا‬
‫بمقتض ااى المطال ااب أع اااله ال ازل اات ل اام تطه اار و أن الحج ااة الم اادلى به ااا م اان ط اارو الم اادعين‬
‫مستجمعة لكافة شروط الملل كما نص عليها الفقهاء وفق ما أشير إليه سابقا مما يثبات تملال‬
‫الماادعين للماادعى فيااه و ممااا يسااتلزم معااه إلغاااء إجاراءات التحديااد الداري المنجازة بتاااريخ ‪20‬‬
‫مارس ‪."1928‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الشروع في عملية التحديد و تلقي التعرضات‬


‫يااتم الشااروع فااي عمليااة التحديااد ماان طاارو لجنااة حاادد أعضااائها ظهياار ‪ 3‬يناااير ‪ 1916‬حيااث‬
‫تنتقل إلى عين المكان لمباشرة عملية التحديد الداري (أوال)‪ ،‬فله العملية التي قاد تكاون محال‬
‫تعرضااات ماان طاارو ماان لهاام حقااوق علااى العقااار محاال التحديااد‪ ،‬فااله التعرضااات التااي حاادد‬
‫إجراءاتها الظهير السالف اللكر(ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬مباشرة اللجنة لعملية التحديد اإلداري‬
‫نااص الفصاال الخااامس ماان ظهياار ‪ 3‬يناااير ‪ 1916‬علااى أنااه‪ :‬تشاارع اللجنااة فااي مباشارة أعمااال‬
‫التحدياد فااي اليااوم و الوقاات و المحاال المعينااة فاي العالمااات و حينئاال يجااب أن تتخاال الوسااائل‬
‫التااي يمكاان بهااا إعااالم عمااوم الناااس بوصااول اللجنااة حتااى يمكنهااا أن تضااع الحاادود بمحضاار‬
‫أولي الحقوق‪...‬‬

‫كما نص الفصل الثاني من نفس الظهيار علاى تشاكيلة اللجناة المكلفاة بالتحدياد الداري للملال‬
‫الخاص للدولة‪ ،‬و التي تتكون مما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬موظف نائب عن إدارة المراقبة؛‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬حكم صادر عن المحكمة االبتدائية بأكادير‪ ،‬عدد ‪ ،1993/87‬ملف عدد ‪ ،1992/58‬بتاريخ‬
‫‪.1993/12/14‬‬

‫‪18‬‬
‫‪ -‬موظف إدارة المياه و الغابات في ما يخص الغابات؛‬

‫‪ -‬مراقب لدارة األمالل؛‬

‫‪ -‬قائد القبيلة؛‬

‫‪ -‬أشياخ القبيلة؛‬

‫‪ -‬عدليين إن اقتضى الحال؛‬

‫و المالحظ أن التركيباة الحالياة للجناة المناوط بهاا أعماال التحدياد الداري مختلفاة عماا فاو‬
‫منصوص عليه في ظهير ‪ 3‬يناير ‪ 1916‬و للل راجع إلى أن المغرب و بمجارد حصاول‬
‫المغاارب علااى االسااتقالل لاام يبقااى منصااب الموظااف النائااب عاان إدارة المراقبااة موجااودا كمااا‬
‫ع ااوت م اادير دائا ارة األم ااالل المخزني ااة أو م اان ين ااوب عن ااه م ااا ك ااان يس اامى بم ارق ااب إدارة‬
‫األمااالل‪ ،‬و تاام تعااويت قائااد القبيلااة بالساالطة المحليااة‪ ،‬فااله األخي ارة يمكاان أن يكااون لهااا‬
‫ممثال خاصا بها كل من له الصفة من خالل التراتبية المعمول بها في فلا الطار‪.1‬‬
‫و بالتالي فالتشكيلة الحالية للجنة المكلفة بالتحديد هي كالتالي‪:‬‬
‫‪ -‬السلطة المحلية؛‬
‫‪ -‬مديرية أمالك الدولة؛‬
‫‪ -‬مصلحة الهندسة العقارية؛‬
‫‪ -‬شيوخ القبيلة و عدليين عند االقتضاء؛‬
‫و يمك اان إض ااافة أي ش ااخص آخ اار ت اارن الس االطة المحلي ااة حض ااوره ض ااروريا تك ااون ل ااه ص اافة‬
‫استشارية‪ .2‬إال أن ما يعاب على فاله اللجناة اغفاال المحاافظ العقااري الالي مان شاأن حضاوره‬
‫كطرو رئيسي في مسطرة التحديد تجاوز مجموعة من الصعوبات نظ ار لتجربتاه المتراكماة فاي‬
‫فلا المجال‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬جابر بابا‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬محمد نبيل حرزان‪ ،‬منازعات الملل الخاص للدولة‪،‬مطبعة المعارو الجديدة‪ ،‬الرباط‪ ،‬طبعة ‪ ،2017‬ص ‪.46‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬عبد العالي لعديري‪ ،‬تعزيز البعد الحمائي ألمالل الدولة الخاصة‪ ،‬دراسة للمساطر القانونية و القضائية‪ ،‬مقال‬
‫منشور بمجلة أمالل الدولة‪ ،‬مطبعة المعارو الجديدة‪ ،‬الرباط‪ ،‬ص ‪.86‬‬

‫‪19‬‬
‫وبعا ااد انتقا ااال اللجنا ااة الما االكورة فا ااي السا اااعة و التا اااريخ المعلا اان عنهما ااا و المكا ااان المبا ااين فا ااي‬
‫العالنااات المشااار إليهمااا سااابق إلااى عااين المكااان لمعاينااة العقااار و الط اواو حولااه‪ ،‬ووضااع‬
‫األنصاب و عالمات الحدود طبقا للقواعد الجاري بهاا العمال‪ ،‬و تختاتم عملياة التحدياد بتحريار‬
‫محضر من طرو أعضاء اللجنة المكلفة بالتحديد يتضمن البيانات التالية‪:‬‬

‫‪ -‬أسماء وصفات أعضاء اللجنة المكلفة بالتحديد‬

‫‪ -‬التاريخ الكامل اللي تمت فيه العملية‬

‫‪ -‬الحقوق العينية المترتبة على العقار لفائدة المجاورين‬

‫‪ -‬التعرضات التي تم قبولها من طرو اللجنة بعين المكان‬

‫كمااا يااتم إرفاااق محضاار التحديااد بالئحااة تحتااوي فااي األخاارن علااى بيانااات جااد دقيقااة تشاامل‬
‫وصااف العق ااار و موق ااع األنص اااب المغروس ااة و الح اادود الموض ااوعة و اتجافاته ااا و المس اااحة‬
‫الفاصاالة بااين كاال واحاادة منهااا بدقااة و عنايااة لتسااهيل العثااور عليهااا و التعاارو علااى حاادودفا‬
‫بسااهولة كاملااة كلمااا تطلااب الوضااع للاال‪ ،‬و تسااجل فااي المحضاار جميااع الوقااائع أو الح اوادث‬
‫التي تمت بعين المكان حتى ال يتراجع أي من األطاراو المعنياة عان االتفاقاات المبرماة بيانهم‬
‫و التي تم التوصل إليها أمام اللجنة‪ ،‬بالضافة إلى إنجاز مخط التحديد في أربع نساخ علاى‬
‫األقاال يااتم توقيعهااا ماان طاارو أعضاااء اللجنااة‪ ،‬ترساال بعااد للاال نسااخة ماان المحضاار و مخطا‬
‫التحديااد إلااى كاال ماان القي ااادة و المحافظااة العقاريااة التااي يوج ااد بهااا العقااار مقاباال توص اايالت‬
‫باليااداع بعااد للاال تااتم مباش ارة عمليااة الشااهار الثانيااة لتمكااين ماان يهمااه األماار ماان االطااالع‬
‫عليها و تقديم تعرضهم بعد فتح آجال ثانية لتقديم التعرضات‪.1‬‬
‫ثانيا‪ :‬مسطرة التعرض على عملية التحديد اإلداري للملك الخاص للدولة‬
‫باانطالق أشاغال التحدياد مان طارو اللجناة الدارياة للتحدياد‪ ،‬يجاوز لكال مان يادعي حقاا بشااأن‬
‫العقااار موضااوع عمليااة التحديااد أن يتقاادم بتعرضااه تحاات طائل اة عاادم قبااول تعرضااه فم ان فااي‬

‫‪ -‬حميد أيت علي أوالحاج‪ ،‬المساطر الخاصة للتحفيظ العقاري‪ -‬التحديد الداري للملل الغابوي و أراضي‬ ‫‪1‬‬

‫الجموع‪-‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص‪ ،‬كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية‪ ،‬جامعة‬
‫ابن زفر‪ ،‬السنة الجامعية‪ ،2016/2015 ،‬ص ‪.41‬‬

‫‪20‬‬
‫الجهااات التااي خااول لهااا المشاارع تلقااي التعرضااات طبقااا لظهياار ‪ 3‬يناااير ‪ 1916‬؟ و مااا فااي‬
‫آجال فلا التعرت؟ و ما في شروطه؟‬
‫‪ -1‬الجهات المؤهلة لتلقي التعرضات على عملية التحديد اإلداري‬
‫انطالق ااا م اان الفص اال الخ ااامس م اان ظهي اار ‪ 3‬ين اااير ‪ 1916‬فإن ااه يمك اان تق ااديم التع اارت عل ااى‬
‫مسااطرة التحديااد الداري أمااام اللجنااة المكلفااة بااإجراء العمليااة التااي تدرجااه فااي المحضاار قيااد‬
‫النجاااز‪ ،‬فاالا األخياار ينشاار وفااق مقتضاايات الفصاال ال اربااع ماان الظهياار محاال الد ارسااة‪ ،‬كمااا‬
‫يمكن أن تقدم فله التعرضات أماام السالطة المحلياة خاالل الثالثاة أشاهر الموالياة لنشار عملياة‬
‫التحديااد بالجرياادة الرساامية‪ ،‬و يشااترط فااي فاالا التعاارت أن يكااون معلااال و ماادعما بااالحجع‪ ،‬و‬
‫حالااة كااون التعرضااات شاافوية‪ ،‬فإنهااا تضاامن بمحضاار يلحااق بالمحضاار المااودع لاادن الساالطة‬
‫المحلي ااة الخ اااص بعملي ااة التحدي ااد الداري المنجا ازة س االفا‪ ،‬و بع ااد انته اااء أج اال ال ااثالث أش ااهر‬
‫الملكور‪ ،‬يقفل باب التعرضات‪.1‬‬

‫و عالوة على للل فمن لم يتمكن من تقديم تعرضه أمام اللجناة المكلفاة بأشاغال التحدياد بعاين‬
‫المكااان‪ ،‬فااإن المشاارع فااتح لااه إمكانيااة لبااداء تعرضااه كتابااة أمااام الساالطة المحليااة باعتبارفااا‬
‫الجهة الثانية التي منح لها المشرع الصالحية القانونية لتلقي التعرضات المنصبة على أعماال‬
‫التحديااد الداري‪ ،‬أو شاافويا بعااد تحرياار محضاار بهاالا التعاارت و باااقي التعرضااات إن وجاادت‪،‬‬
‫و للاال داخاال أجاال ثالثااة أشااهر ابتااداء ماان تاااريخ نشاار العااالن عاان إيااداع محضاار التحديااد‬
‫بالجرياادة الرساامية‪ ،‬و بمجاارد انصارام فاالا األجاال يقفاال معااه باااب التعاارت‪ ،‬و للاال بحسااب مااا‬
‫جاااء فااي المقطااع األخياار ماان الفق ارة الثالثااة ماان الفصاال الخااامس ماان ظهياار ‪ 3‬يناااير ‪1916‬‬
‫اللي يانص علاى أناه " ‪ ...‬بعاد مضاي ثالثاة أشاهر مان ياوم التنبياه فاي الجريادة الرسامية علاى‬
‫وض ااع تقري اار فإن ااه ال يقب اال تع اارت و ال غيا اره م اان ك اال دع ااون و م اان يومئ اال يص ااير التحدي ااد‬
‫نهائيا"‪.2‬‬
‫ثانيا‪ :‬تقديم مطلب تحفيظ تأكيدي لدى المحافظة العقارية‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬جابر بابا‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.54‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬محمد ايلار‪ ،‬خصوصيات التعرت على المساطر الخاصة‪ :‬مسطرة تحفيظ األراضي المضمومة و التحديد‬
‫الداري نمولجا‪ ،‬سلسلة أعمال جامعية‪ ،‬منشورات مجلة القضاء المدني‪ ،‬مطبعة المعارو‬
‫الجديدة‪،‬الرباط‪،‬طبعة‪ ،2018‬ص‪.79‬‬

‫‪21‬‬
‫من بين خصوصيات التعرت على مسطرة التحدياد الداري للملال الخااص للدولاة أن المشارع‬
‫ألاازم المتعاارت بالضااافة إلااى تقااديم تعرضااه إلااى الجهااات المعنيااة باتخااال إج اراء آخاار و فااو‬
‫تقديم مطلب تحفيظ تأكيدي لدن المحافظة العقارياة و فاو ماا ناص علياه الفصال الساادس مان‬
‫ظهير ‪ 3‬يناير ‪ 1916‬اللي جاء فيه " إن التعرت الواقع بمقتضى الفصال الخاامس ال يعتبار‬
‫إال بشرط أن يقدم صااحبه مطلاب تقيياد العقاار فاي الثالثاة األشاهر الموالياة لألجال المضاروب‬
‫للتعرت و فلا المطلب يبحث فيه أينما كان محل العقار لكن فيما يمس بأعماال تحدياده فقا‬
‫و إلا امتنااع فااإن تعرضااه يلغااى لكاان يبقااى لااه مااا عسااى أن تعتاارو لااه بااه الدارة ماان الحقااوق‬
‫كأن يقع للال عقاب تعاديل لتقريار اللجناة مثبات لتغييار التحدياد األول و إن طلاب تقيياد العقاار‬
‫يكون على اسم المتعرت و على نفقته"‪.‬‬

‫ماان خااالل الق اراءة المتأنيااة للفصاال السااادس أعاااله يتضااح جليااا بااأن المتعاارت ال يكفيااه فق ا‬
‫تقااديم تعرضااه أمااام الجهااات المختصااة لتلقااي التعاارت علااى التحديااد الداري للقااول بأنااه قااد‬
‫ضمن الحق اللي يدعيه‪ ،‬بل يلقى علاى عاتقاه التازام آخار و فاو ضارورة تقاديم مطلاب تحفايظ‬
‫تأكياادي لتحفاايظ الحااق الماادعى بااه تحاات طائاال سااقوط حقااه فااي التعاارت اللهاام إلا اعترفاات لااه‬
‫الدارة بحقاه الالي يدعياه علاى العقاار الالي تساري بشاأنه مساطرة التحدياد‪ ،‬و فالا اساتثناء مان‬
‫القاعاادة التااي تقااول بااأن عاادم تقااديم المتعاارت لمطلااب التأكياادي للتعاارت داخاال األجاال يترتااب‬
‫عنه سقوط حقه و إلغاء تعرضه‪.1‬‬

‫كما يطرح مطلب التحفايظ التأكيادي إشاكاال أخار يتعلاق بالرساوم التاي تاؤدن عناه حياث يعارو‬
‫موقااف المحافظااات العقاريااة تناقضااا‪ ،‬بااين ماان تتقاضااى الرسااوم باعتبااار أن األماار يهاام طلااب‬
‫التقييد لمطلب التحفيظ و بين من تتقاضى الرسوم باعتباره تعرضا فق ‪.2‬‬

‫و في فالا الصادد صادرت مالكرة للمحاافظ العاام‪ 3‬و التاي جااء فيهاا " و تأكيادا للطاابع العاادي‬
‫للمطالااب الماالكورة‪ ،‬نصاات الفق ارة األخي ارة ماان الفصاال السااادس ماان كاال ماان ظهياار ‪ 3‬يناااير‬

‫‪ -1‬محمد ايلار‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.83‬‬


‫‪2‬‬
‫‪ -‬حنان بن الغازي‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.36‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬ملكرة المحافظ العام بتاريخ ‪ 24‬نونبر ‪ 2009‬في شأن أداء الرسوم المستحقة على طلبات إيداع مطالب‬
‫التحفيظ التأكيدية للتعرضات ضد مساطر التحديد الداري‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫‪ 1916‬الم اانظم للتحدي ااد المل اال الخ اااص للدول ااة و ظهي اار ‪ 18‬فب اري اار ‪ 1924‬الم اانظم لتحدي ااد‬
‫األراضي الجماعية على أن " مطلب التحفيظ يودع في اسم و على نفقة المتعرت"‪.‬‬

‫و عليااه‪ ،‬فااإن طلبااات إيااداع تلاال المطالااب تظاال خاضااعة للقواعااد العامااة ألداء الرسااوم المتعلقااة‬
‫بإيااداع مطالااب التحفاايظ المنصااوص عليهااا فااي الفق ارة "أ" ماان الباااب األول ماان المرسااوم رقاام‬
‫‪ 2.97.358‬الما ااؤرخ فا ااي ‪ 1997/06/30‬بتحديا ااد تعريفا ااة رسا ااوم المحافظا ااة علا ااى األما ااالل‬
‫العقارية‪.‬‬

‫لكن و خالفا لكل ما سبق و حسب رأينا الشخصي فإنه كان من األجدر فارت مبادأ المجانياة‬
‫علااى مطلااب التحفاايظ التأكياادي‪ ،‬خاصااة و أن المتعاارت يقاادم المطلااب إجباريااا ال اختيااا ار منااه‬
‫بغت النظر عن اعتباره تعرضا أو مطلب تحفيظ‪.‬‬

‫فاالا و يبقااى للقضاااء دور كبياار فااي فاات الن ازعااات المتعلقااة بااالتعرت عل اى عمليااات التحديااد‬
‫الداري للملل الخاص للدولة‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬دور القضاء في مسطرة التحديد اإلداري للملك الخاص للدولة‬
‫األصل أن مسطرة التحديد الداري مسطرة إدارية كما في حالة لم تقدم تعرضاات علاى العقاار‬
‫المشمول بمساطرة التحدياد أو فاي حالاة قادمت لكنهاا لام تحتارم األجال و الشاكليات المنصاوص‬
‫عليهااا بظهياار ‪ 3‬يناااير ‪ 1916‬ممااا ينتهااي بإصاادار مرسااوم المصااادقة علااى أعمااال التحديااد‪.‬‬
‫ويظل االستثناء فو االنتقاال إلاى المساطرة القضاائية فاي حالاة تخللات مساطرة التحدياد الداري‬
‫تعرضااات قاادمت وفااق الشااكليات و الشااروط التااي سااطرفا المشاارع‪ ،‬ويبقااى أماار الباات فااي فااله‬
‫التعرضااات ماان اختصاااص المحكمااة االبتدائيااة التااابع لهااا موقااع العقااار المعنااي‪ .‬غياار أن فاالا‬
‫األمر ال يقتصر على فله األخيرة للل أن النزاع قد يعرت على أنظار القضاء الداري للبت‬
‫فااي ماادن شاارعية مسااطرة التحديااد الداري ألمااالل الدولااة الخاصااة الشاايء الاالي قااد ينااتع عنااه‬
‫تنااازع فااي االختصاااص بااين المحاااكم العاديااة و المحاااكم الداريااة (المطلااب األول) وفااي جميااع‬
‫الحاااالت يقتضااي األماار إصاادار مرسااوم المصااادقة علااى عمليااة التحديااد الداري باعتباااره أفاام‬
‫أثر يترتب عن عملية التحديد الداري (المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬التحديد اإلداري للملك الخاص للدولة بين اختصاص المحاكم العادية‬
‫المحاكم اإلدارية‬
‫يرجااع أماار الباات فااي التعرضااات المقدمااة ضااد مسااطرة التحديااد الداري للملاال الخاااص‬
‫للدولااة للمحكمااة االبتدائيااة الموجااود باادائرتها العقااا موضااوع التحديااد الداري ( الفقارة األولااى) و‬
‫قد ينعقد كاللل للمحكماة الدارياة فاي نطااق مراقبتهاا لمشاروعية أعماال التحدياد الداري (الفقارة‬
‫الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬اختصاص المحكمة االبتدائية‬


‫تتقيااد المحكمااة االبتدائيااة وفااي تباات فااي التعرضااات المقدمااة ضااد مسااطرة التحديااد الداري‬
‫بمجموعااة ماان القواعااد العامااة التااي تحكاام الباات فااي التعاارت س اواء فااي إطااار قضااايا التحفاايظ‬
‫العقاري أو بظهير ‪ 3‬يناير‪.1 1916‬‬

‫‪ -‬ظهير شريف مؤرخ ب ‪ 26‬صفر ‪ 3(1334‬يناير ‪ )1916‬المتعلق بالتحديد الداري للملل الخاص للدولة‬ ‫‪1‬‬

‫منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 141‬بتاريخ ‪ 10‬يناير ‪ ،1916‬ص ‪.28‬‬

‫‪24‬‬
‫وعلااى خااالو م ااا اسااتقر علي ااه األماار بخ ااوص التعاارت ف ااي قضااايا التحف اايظ العقاااري ‪ 1‬ف ااان‬
‫مسااطرة التحديااد الداري تتميااز باابعت الخصوصاايات فكاال ماان ياادعي حقااا علااى العقااار محاال‬
‫التحديد الداري بإمكانه أن يتعرت عليه داخل األجل‪ ،‬و يبقاى تعرضاه دون أثار ماا لام يتبعاه‬
‫بتقديم مطلب التحفيظ تأكيدا على تعرضه‪ .‬و يكون فلا المطلب قابال لتلقي التعرضات ضده‬

‫بالتالي نتساءل حول كيف يتم البات فاي فاله التعرضاات المزدوجاة التاي تارد علاى مساطرة‬
‫التحديد الداري للملل الخاص للدولة وعلى مطلب التحفيظ التأكيدي اللي يارد عليهاا؟ ثام فال‬
‫‪2‬‬
‫بإمكان المحكمة أن تبت في تعرت ضد آخر؟‬

‫بدايااة البااد ماان الشااارة إلااى أن إحالااة مطلااب التحفاايظ التأكياادي علااى المحكمااة المختصااة‬
‫للبت فيه طبقا لمقتضيات ظ‪.‬ت‪.‬ع مخالفا للقانون طبقاا لماا قضاى باه المجلاس األعلاى ساابقا‬
‫في قرار صادر عنه‪ 3‬حيث جاء فيه‪ " :‬أن إحالة مطلب التحفايظ علاى المحكماة للبات فياه فاي‬
‫إطااار مقتضاايات ظهياار التحفاايظ العقاااري ال فااي إطااار ظهياار ‪ 3‬يناااير ‪ 1916‬يعتباار مخالفااا‬
‫للقانون و يعرت القرار المطعون فيه للنقت"‬

‫و من المبادئ التي استقر عليها االجتهاد القضائي فو اقتصار المحكماة بالبات فيماا باين‬
‫المتعاارت و طالااب التحفاايظ دون أن تتجاااوز للاال للنظاار فيمااا بااين المتعرضااين‪.‬و كاال تعاارت‬
‫علااى مطلااي التحفاايظ يشااكل دعااون مسااتقلة ماان طاارو صاااحبه عاان باااقي التعرضااات األخاارن‬
‫‪4‬‬
‫المسجلة على نفس المطلب تجاه طالب التحفيظ‬

‫والا كااان مااا ساالف يتعلااق بإحاادن المبااادئ المسااتقر عليهااا فااي الباات فااي التعرضااات فااي‬
‫إطااار مسااطرة التحفاايظ العاديااة فكيااف يااتم الباات فااي التعرضااات المقدمااة ضااد مطلااب التحفاايظ‬
‫التأكيدي؟‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬حيث يعتبر المتعرت مدعيا يقع عليه عبء الثبات و طالب التحفيظ مدعى عليه ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬جابر بابا‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.75‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬قرار صادر عن المجلس األعلى سابقا بتاريخ ‪ ،06/05/10‬عدد ‪ 1565‬في الملف المدني عدد ‪،05/566‬‬
‫منشور بمجلة الشعاع عدد ‪ ،33‬ص ‪.219‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬قرار صادر عن المجلس األعلى سابقا بتاريخ ‪ ،1998/01/14‬عدد ‪ 6124‬في الملف المدني عدد‬
‫‪ ،98/01/405‬منشور بمجلة الشعاع عدد ‪ ،23‬ص ‪.141‬‬

‫‪25‬‬
‫وفااي فاالا الطااار صاادرت دوريااة عاان المحااافظ العااام حااول ماادن إمكانيااة قبااول التعرضااات‬
‫ضد مطالب التحفيظ التأكيدياة المودعاة فاي إطاار مساطرة التحدياد الداري ‪ 1‬التاي اعتبارت أن‬
‫التعرت يقبل إلا ما تم توجيهه ضد طالب التحفيظ وليس فاي مواجهاة طالاب التحدياد الداري‬
‫ولاايس فنااال مااا يمنااع ماان للاال طالمااا أن ظهياار التحديااد الداري لاام يتطاارق لجاراءات خاصااة‬
‫تطبااق بشااأن المطالااب التأكيديااة التااي تظاال خاضااعة حسااب الفصاال ‪ 9‬ماان الظهياار الماالكور‬
‫للمقتضيات القانونية و التنظيمية الجاري بها العمل بنظام التحفيظ العقاري‪.2‬‬

‫وقد حدد المحافظ العاام المنهجياة التاي يتعاين تطبيقهاا عناد البات فاي التعرضاات المنصابة‬
‫علااى مطالااب التحفاايظ التأكيديااة بحيااث يتعااين علااى المحكمااة الباات أوال فااي تعرضااات طااالبي‬
‫التحفيظ في مواجهة الجهة طالبة التحديد الداري‪ ،‬وعلى ضاوء ماا ستقضاي باه المحكماة مان‬
‫صااحة أو عاادم صااحة المطلااب التأكياادي يحاادد مصااير باااقي التعرضااات المنصاابة عليااه فااي‬
‫مواجه ااة طال ااب التحف اايظ‪ .‬وفك االا فا اي حال ااة الحك اام بع اادم ص ااحة تع اارت طال ااب التحف اايظ ض ااد‬
‫مسااطرة التحديااد الداري ينتهااي نظاار المحكمااة عنااد فاالا الحااد وال تلتفاات إلااى باااقي التعرضااات‬
‫كونها موجهة ضد طالب التحفيظ دون غيره‪ 3‬وفي حالة الحكام بصاحة تعارت طالاب التحفايظ‬
‫التأكياادي ضااد التحديااد الداري فنااا تنظاار المحكمااة بعااد للاال فااي التعرضااات الموجهااة ضااده‬
‫‪4‬‬
‫بوصفه طالب تحفيظ طبقا لمقتضيات ظ‪.‬ت‪ .‬ع‬

‫وتظاال وضااعية المتعاارت علااى مسااطرة التحديااد الداري دون فائاادة وغياار منتجااة ألثرفااا‬
‫القااانوني إال إلا دعاام تعرضااه بمطلااب تحفاايظ تأكياادي ‪ 5‬لتحفاايظ الجاازء الاالي ياادعي اسااتحقاقه‬
‫ويبقى عليه عبء إثبات ما يدعياه فاي مواجهاة الجهاة طالباة التحدياد الداري‪ 6‬التاي تكاون فاي‬
‫مركااز الماادعى عليااه تاام منحهااا وضااعية طالااب التحفاايظ ممااا يشااكل خروجااا عاان المباادأ العااام‬
‫المعمول به في إطار قضايا التحفيظ العقاري‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬الدورية الصادرة عن المحافظ العام عدد ‪ 381‬المؤرخة في ‪ 08‬دجنبر ‪.2010‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬محمد ايلار‪ ،‬م س ‪ ،‬ص ‪.104‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬صابرين زاوش‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.53‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬جابر بابا‪ ،‬م س ‪،‬ص ‪.77‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬للل أن تقديم مطلب التحفيظ التأكيدي ما فو إال شرط لقبول تعرضه على التحديد‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ -‬إدارة أمالل الدولة الخاصة‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫ويطاارح تساااؤل حااول ماادن إمكانيااة قبااول التعرضااات المقدمااة ماان طاارو طالبااة التحديااد ضااد‬
‫مطلب التحفيظ التأكيدي ؟‬

‫يمكن القاول باأن للال سايخلق أوضااعا متناقضاة و غيار مقبولاة السايما علاى مساتون عابء‬
‫الثبات‪ .‬فإلا كانت الجهة طالبة التحديد الداري تأخل مركز المدعى علياه و المتعارت الالي‬
‫أيااد تعرضااه بمطلااب التحفاايظ التأكياادي فااي مركااز الماادعي فمااا فااو المركااز الاالي سااتكون فيااه‬
‫جهة طالبة التحديد إن تعرضت على مطلاب التحفايظ التأكيادي ففاي فاله الحالاة ساتأخل مركاز‬
‫‪1‬‬
‫المدعي و المدعى عليه و تصبح حاملة لصفتين فهل فله الوضعية مقبولة‬

‫فعنااد إحالااة المحااافظ لمطلااب التحفاايظ التأكياادي المؤيااد للتعاارت ال اوارد علااى مسااطرة التحديااد‬
‫الداري لملاال الدولااة الخاااص يتعااين علااى المحكمااة المختصااة أال تقااوم بمناقشااة حجااع طالبااة‬
‫التحديااد إال بعااد إدالء المتعاارت (طالااب التحفاايظ) حجااع و مسااتندات مؤياادة لتملكااه للعقااار‬
‫المتع اارت عل ااى تحدي ااده وال تنتق اال المحكم ااة إل ااى مناقش ااة حج ااع طالب ااة التحدي ااد إال إلا أدل ااى‬
‫المتعرت بحججه وفي فله الحالة تقاوم بتارجيح الحجاع وتقضاي لمان كانات حججاه أقاون مان‬
‫الطرو اآلخر‪.‬‬

‫فهاال ماان حااق المتعاارت اللجااوء إلااى القضاااء الداري فااي حالااة كاناات حججااه تثباات‬
‫أحقيتاه فاي العقاار المشامول بمسااطرة التحدياد لكان حكام لصاالح الجهااة طالباة التحدياد؟ فالا مااا‬
‫سنتطرق إليه في الفقرة الموالية ‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬اختصاص المحكمة اإلدارية‬


‫قااد تتخاال أثناااء عمليااة التحديااد الداري ق ا اررات إداريااة قااد تااؤدي ج اراء تنفياالفا إلااى إلحاااق‬
‫ضر ار بأصاحاب الحقاوق علاى العقاار موضاوع التحدياد الداري خاصاة وأن المشارع لام يرتاب‬
‫أي ااة جا ازاءات ع اان ع اادم احتا ارام ش ااكلية الش ااهار ‪2‬حت ااى يتس اانى لك اال م اان يهم ااه األم اار تق ااديم‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬صابرين زاوش‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.59‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬الفصل الثالث من ظهير ‪ 3‬يناير ‪.1916‬‬

‫‪27‬‬
‫تعرضه على مسطرة التحدياد ‪ .‬لهالا خولات لهام إمكانياة اللجاوء إلاى القضااء الداري باالطعن‬
‫‪1‬‬
‫بإلغاء التحديد الداري في حالة ما إلا كانت فله المسطرة مشوبة بعيب في إحدن مراحلها‬

‫وقد جاء في الفقرة األولى من المادة الثانية من القانون ‪ 241-90‬مايلي‪ ":‬تختص المحااكم‬
‫الداريااة مااع م ارعاااة أحكااام المااادتين ‪9‬و ‪ 11‬ماان فاالا القااانون بالباات ابتاادائيا فااي طلبااات إلغاااء‬
‫ق اررات السلطات الدارية بسبب تجاوز السلطة"‪.‬‬

‫وفااي نفااس السااياق جاااءت المااادة ‪ 9‬ماان نفااس القااانون بمااا يلااي‪ ":‬اسااتثناء ماان أحكااام المااادة‬
‫السابقة يظل المجلس األعلى مختصا بالبت ابتدائيا و نهائيا في طلبات اللغااء بسابب تجااوز‬
‫السلطة المتعلقة ب‪:‬‬

‫‪ -‬المقررات التنظيمية و الفردية الصادرة عن الوزير األول‪.‬‬

‫‪ -‬ق اررات السلطات الدارية التي يتعدن نطاق تنفيلفا دائرة االختصاص المحلاي لمحكماة‬
‫إدارية‪".‬‬

‫من خاالل الماادتين أعااله تتضاح صاالحية القضااء الداري فاي مراقباة مشاروعية القا اررات‬
‫الداري ااة المتخ االة م اان ط اارو الدارة طالب ااة التحدي ااد الداري ف ااي حال ااة م ااا إلا كان اات مش ااوبة‬
‫بالشااط فااي اسااتعمال الساالطة التااي تمكاان ماان الطعاان فااي إلغاااء التحديااد الداري لعاادم احتارام‬
‫الش ااكليات المتطلب ااة ف ااي لل اال‪ .‬وف ااي ف االا االط ااار نا اورد حكم ااا ص اااد ار ع اان المحكم ااة الداري ااة‬
‫بالدار البيضاء‪ 3‬جاء فيه مايلي‪" :‬إلا كان القانون يفرت أحيانا على الدارة التزام شكل معاين‬
‫أو إجا اراءات معين ااة ولل اال ليق اادم لألفا اراد نوع ااا م اان الض اامانات لكفال ااة حس اان إص اادار الدارة‬
‫لق ارراتها بعد فحص ودراسة و مراعاة الظروو و المالبسات ‪ .‬وحياث أناه لماا كاان مان الثابات‬
‫من أوراق الملف أن عملياة التحدياد المتعارت عليهاا قاد مارت فاي سارية تاماة‪ ..‬وفاو ماا يعناي‬
‫أن الدارة لم تسلل المسطرة القانونية المعمول بها في فلا الشأن‪ ..‬وحيث أنه ترتيباا علاى ماا‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬محمد ايلار‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.114‬‬
‫‪ -‬القانون ‪ 41-90‬المحدث للمحاكم الدارية ‪ ،‬بتاريخ ‪ 3‬نونبر ‪ ،1993‬الجريدة الرسمية عدد ‪ ،4227‬ص‬ ‫‪2‬‬

‫‪.396‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬حكم صادر عن المحكمة الدارية بالدار البيضاء رقم ‪ ،247‬ملف عدد ‪2001/209‬ن صادر بتاريخ‬
‫‪ ،2002/05/22‬أشارت إليه صابرين زاوش‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.64‬‬

‫‪28‬‬
‫ساابق يكااون ق ارار المصااادقة علااى التحديااد الداري معيبااا شااكال لوقوعااه باااطال ممااا يسااتدعي‬
‫التصريح بإلغائه‪"..‬‬

‫يتبااين ماان حيثيااات الحكاام أن عمليااة التحديااد فاارت فيهااا المشاارع ضاارورة احت ارام شااكليات‬
‫معينااة فااي حالااة لاام تحتاارم الساايما عمليااة الشااهار فااان مصاايره ساايكون عااديم األثاار وللاال عاان‬
‫طريااق الطعاان بإلغائااه ماان طاارو لوي المصاالحة ‪1‬وفااو مااا يسااتفاد ماان فاالا الحكاام حيااث أن‬
‫المحكمااة اسااتنتجت ماان أوراق الملااف الماادلى بهااا أن عمليااة التحديااد الداري المتعاارت عليهااا‬
‫مرت في سرية تامة (لم ياتم إشاهارفا) مماا يجعال القارار المصاادق علياه بموجباه علاى التحدياد‬
‫معيبا شكال‪.‬‬

‫وجاااء فااي حكاام آخاار‪":2‬وحياات أن وعاااء التحفاايظ يقااع داخاال التحديااد الداري للملاال الغااابوي‬
‫اللي أصبح نهائيا له صفة نهائية وال يقبل الطعن إال بالطرق الدارية المحددة قانوناا‪ .‬األمار‬
‫اللي يجعل تعرت المياه و الغابات مؤسس في الحدود التي تدخل في التحديد"‪.‬‬

‫ومفااد الحكاام فاو قابليااة قارار التحديااد الداري للطعاان باالطرق الداريااة رغام اكتسااابه الصاافة‬
‫النهائية إلا وجد مبرر للطعن‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬آثار عملية التحديد اإلداري للملك الخاص للدولة‬


‫بعااد اسااتنفاد عمليااة التحديااد الداري كافااة إجراءاتهااا و مراحلهااا بشااكل سااليم و وفااق الض اواب‬
‫المنظمة لها‪ ،‬و بعد أن تتم تصفية التعرضات المنصابة علاى العقاار موضاوع التحدياد الداري‬
‫يتم العمل على استصدار مرسوم يقضي بالمصادقة على عملية التحدياد الداري كارخر إجاراء‬
‫بهله المسطرة (الفقارة األولاى) الشايء الالي يساتوقفنا أماام البحاث عان طبيعتاه القانونياة (الفقارة‬
‫الثانية)‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬صابرين زاوش‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.64‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬حكم صادر عن المحكمة االبتدائية بتطوان‪ ،‬في الملف عدد ‪ ،10/13/65‬بتاريخ ‪ ،2015/04/29‬أشار‬
‫إليه محمد ايلار‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.116‬‬

‫‪29‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬صدور مرسوم المصادقة على أعمال التحديد اإلداري‬
‫تأتي مرحلة إصدار مرسوم المصادقة على أعمال التحديد الداري بعاد انصارام األجال المحادد‬
‫لتقااديم مطالااب التحفاايظ التأكيديااة المحاادد فااي ‪ 3‬أشااهر المواليااة النتهاااء أجاال التعاارت علااى‬
‫التحديا ااد الداري‪ .‬وبا ااالرجوع إلا ااى الفصا االين السا ااابع‪ 1‬و الثا ااامن‪ 2‬ما اان ظهيا اار ‪ 3‬ينا اااير ‪1916‬‬
‫نستشااف أن العقااارات المحفظااة الداخلااة فااي ماادار التحديااد الداري تكااون مسااتثناة ماان مرسااوم‬
‫المصادقة على التحديد الداري‪ ،‬وتستثنى كللل العقاارات التاي قادمت بشاأنها مطالاب التحفايظ‬
‫‪3‬‬
‫التأكيدية في حالة ما ألا تم الحكم بصحتها من طرو القضاء المختص‪.‬‬

‫والجاادير بالاالكر أنااه إلا كاناات مطالااب التحفاايظ التأكيديااة ال ازلاات معلقااة لاام يفصاال فيهااا بعااد‬
‫م اان ط اارو القض اااء ف ااان الجا اراءات الممه اادة لص اادار مرس ااوم المص ااادقة تتوق ااف إل ااى ح ااين‬
‫الفصاال فيهااا إم ااا لصااالح المتعاارت ال االي قاادم المطل ااب التأكياادي وامااا لفائ اادة الجهااة طالب ااة‬
‫التحديااد الداري إلا كااان التعاارت شااامال للعقااار بأكملااه‪ ،‬أمااا إلا كااان جزئيااا فااي فااله الحالااة‬
‫‪4‬‬
‫تستكمل عملية التحديد الداري في الجزء اللي لم يشمله التعرت‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬ينص الفصل ‪:‬‬
‫يوجه تقرير اللجنة مع نسخة طالب التقييد المودوعة إلى الحكومة العليا لتوافق عليها وللل بعد انقضاء األجل‬
‫المضروب لمن أراد تقييد العقار‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ -‬ينص الفصل‪:‬‬
‫إن المصادقة على فلا التحديد تكون بقرار وزيري ينشر في الجريدة الرسمية ويعين فيه تعيينا ال رجوع فيه مساحة‬
‫العقار المحدود وحالته الشرعية وال يستثنى منه إال المساحات السابق تقييدفا التي ال مدخل لها في فلا التحديد و‬
‫المساحات التي يوافق على تقييدفا عقب المطالب المضافة للتقرير المعروت للمصادقة‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬صابرين زاوش‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.66‬‬
‫‪ -‬على أنه في حالة ما إلا قضت المحكمة بصحة التعرت الكلي على العقار موضوع التحديد الداري لفائدة‬ ‫‪4‬‬

‫المتعرت فال مجال للحديث عن إمكانية إصدار مرسوم المصادقة على عملية التحديد و يظل التحديد الداري‬
‫بدون موضوع طالما أن العقار استحق بأكمله لفائدة المتعرت‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫ويظاال إصاادار مرسااوم المصااادقة علااى أعمااال التحديااد الداري للملاال الخاااص للدولااة رفااين‬
‫باااالطالع علااى شااهادة يساالمها المحااافظ علااى األمااالل العقاريااة ‪ 1‬و فااي نفااس السااياق أصاادر‬
‫المحا ااافظ العا ااام دوريا ااة‪ 2‬فا ااي شا ااأن مسا ااطرة التحديا ااد الداري و التا ااي علقا اات صا اادور مرسا ااوم‬
‫المصااادقة علااى عمليااات التحديااد الداري علااى فااله الشااهادة التااي تعتباار أفاام الوثااائق المشااكلة‬
‫لملف‪ 3‬المصادقة على التحديد الداري‪.‬‬

‫وعليه بعاد اساتكمال مساطرة التحدياد الداري لكافاة مراحلهاا يكتساب العقاار قاوة و تطهيا ار و‬
‫بناااء علااى فاالا نتساااءل ماان أياان تسااتمد فااده القااوة فاال بمجاارد فاوات أجاال التعرضااات (تلقائيااا)‬
‫ودون تسااجيل أيااه تعرضااات ؟ أم أنهااا رفينااة بصاادور مرسااوم المصااادقة علااى أعمااال التحديااد‬
‫الداري؟‬

‫فنال تضاربا في اآلراء بخصوص فله المسألة فهنال من يرن باأن العقاار يكتساب القاوة‬
‫التطهيرية بمجرد فوات أجال التعرضاات ودون تساجيل أي تعارت‪ ،‬والابعت اآلخار يارن بأنهاا‬
‫رفينااة بصاادور مرسااوم المصااادقة كااإجراء ضااروري ال شااكلي ‪ .‬وفااي فاالا الصاادد نااورد ق ا ار ار‬
‫صاد ار عن المجلس األعلى سابقا ‪ 4‬جاء فيه ما يلي‪... ":‬وفاي ماا يخاص السابب الثااني فاناه‬
‫طبقااا لمقتضاايات الفقارة األخيارة ماان الفصاال الخااامس ماان ظهياار تأساايس تنظيمااات خصوصااية‬
‫لتحدي ااد أم ااالل الدول ااة‪ ،‬فان ااه بع ااد المص ااادقة النهائي ااة عل ااى التحدي ااد الداري فان ااه ال يقب اال أي‬
‫تعرت وال غيره من كل دعون تتعلق بالعقار اللي تم تحديده‪ ،‬لاللل فاالقرار المطعاون فياه لماا‬
‫اعتمد عملية التحديد الداري المصادق عليه فهو لم يخرق القانون‪"...‬‬

‫‪ -‬الفصل الثاني من ظهير ‪ 24‬ماي ‪ 1922‬المتعلق بتقييد العقارات المخزنية التي جرن تحديدفا و المعدل‬ ‫‪1‬‬

‫لظهير ‪ 3‬يناير ‪ 1916‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 479‬بتاريخ ‪ 04‬يوليو ‪ ،1922‬ص ‪.796‬‬
‫‪ -‬دورية المحافظ العام عدد ‪ 380‬بتاريخ ‪ 12‬ماي ‪ 2010‬في شأن مسطرة التحديد الداري ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ -‬اللي يتضمن فصال عن‪:‬‬
‫‪ -‬مشروع المرسوم‪.‬‬
‫‪ -‬الوثائق المثبتة النجاز عمليات النشر و التعليق‪.‬‬
‫‪ -‬محضر التحديد مرفقا بتصميم العقار‪.‬‬
‫‪ -‬محاضر التقرير المتضمنة للتعرضات المقدمة للسلطة المحلية‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬قرار صادر عن المجلس األعلى سابقا‪ ،‬عدد ‪ ،1569‬بالملف المدني عدد ‪ ،98/1/149‬بتاريخ‬
‫‪،2000/04/04‬أشارت اليه صابرين زاوش‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.70‬‬

‫‪31‬‬
‫وحسااب رأين ااا أن فاالا االتج اااه فااو الا اراجح وللاال اس ااتنادا أوال إلااى الفقا ارة األخي ارة م اان الفص اال‬
‫الخ ااامس م اان الظهي اار الم االكور أع اااله ال االي ربا ا نهائي ااة التحدي ااد الداري ب اااحترام الش ااكليات‬
‫المنصااوص عليهااا باانفس الفصاال‪ ،‬ثاام ثانيااا بالفص اال الثااامن ماان نفااس الظهياار الاالي يقض ااي‬
‫بالمصا ااادقة علا ااى أعما ااال التحديا ااد كمرحلا ااة ما اان م ارحا اال عمليا ااة التحديا ااد الداري التا ااي يتعا ااين‬
‫احترامها وسلوكها‪ .‬فلو كان األمر على خالو للل لما خصص لها المشرع فصال كامال‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬طبيعة مرسوم المصادقة على أعمال التحديد اإلداري للملك الخاص للدولة‬
‫مباش ارة بع ااد انته اااء عمليااات التحدي ااد الداري للمل اال الخ اااص للدولااة و بع ااد المص ااادقة عليه ااا‬
‫بمرسوم تصفى الوضعية القانونية للعقار المشمول بعملياة التحدياد الداري بشاكل نهاائي وللال‬
‫بصراحة ظهير ‪ 3‬يناير ‪ 1916‬و على فلا األساس يطارح إشاكال بخصاوص القاوة التطهيرياة‬
‫لهلا المرسوم و بعبارة أخرن فل يكتسب أثر تطهيري بعد نشره بالجريادة الرسامية؟ وفال يتمتاع‬
‫بنفس حجية الرسم العقاري في إطار ظ‪.‬ت‪.‬ع ‪1‬؟‬

‫إن تحدي ااد م اادن الق ااوة التطهيري ااة لمرس ااوم المص ااادقة عل ااى عملي ااة التحدي ااد الداري ف ااو مح اال‬
‫خالو بين العديد مان المهتماين و افارز العدياد مان اآلراء‪.‬حياث أن فناال مان ساون باين القاوة‬
‫التطهيرية الناتجة عن المصادقة على عملية التحديد الداري وبين القوة التطهيرياة التاي يتمتاع‬
‫بها الرسم العقاري ويعتبر بأن فلا المرسوم له قوة و أثر تطهيري معادل لقرار التحفيظ‪. 2‬‬

‫كما أن فاله القاوة التطهيرياة لمرساوم المصاادقة تتعلاق فقا باالحقوق الساابقة عان المصاادقة و‬
‫غير المصرح بها فاي شاكل تعرضاات داخال األجال دون تلال الناشائة بعاد المصاادقة ‪،‬و لاللل‬
‫فتخوو المشرع من قيام حقوق الغير على العقار المحدد بعاد المصاادقة علياه طبقاا لظهيار ‪3‬‬

‫‪ -‬الظهير الشريف الصادر في ‪ 9‬رمضان ‪ 12(1331‬أغسطس ‪ )1913‬المتعلق بالتحفيظ العقاري كما تم‬ ‫‪1‬‬

‫تغييره و تتميمه بمقتضى القانون رقم ‪ 14-07‬الصادر بتنفيله الظهير الشريف رقم ‪ 1.11.177‬المؤرخ في ‪25‬‬
‫لي الحجة ‪ 22(1432‬نوفمبر ‪ )2011‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ ،5998‬بتاريخ ‪ 24‬نوفمبر ‪ ،2011‬ص‬
‫‪.5575‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬صابرين زاوش‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.73‬‬

‫‪32‬‬
‫ينااير ‪ 1916‬فاو الالي دفعااه إلاى سان مساطرة لتحفاايظ العقاارات المحاددة بمقتضاى ظهياار ‪22‬‬
‫ماي ‪.11922‬‬

‫وفااي ظاال غياااب نااص قااانوني فااي إطااار الظهياار السااالف لك اره يعطااي الصاافة التطهيريااة لهاالا‬
‫المرسااوم علااى غ ارار مااا ف ااو عليااه األماار بالنساابة للرس اام العقاااري بمقتضااى الفصاال ‪ 62‬م اان‬
‫ظ‪.‬ت‪.‬ع فو دليال علاى عادم تمتعاه باالقوة التطهيرياة‪ ،‬بالضاافة إلاى اقتصاار آثاار االحتجااج‬
‫بهلا المرسوم تجاه الدارة طالبة التحدياد فقا علاى عكاس الرسام العقااري الالي يحاتع باه علاى‬
‫الكافة‪.‬‬

‫والا ميزنا بين قرار المصادقة على التحديد الداري و بين قرار التحفيظ مان حياث نفاس األثار‬
‫التطهيااري نجااد بااأن الفصاال الثااامن ماان ظهياار ‪ 1916‬نااص علااى أن مرسااوم المصااادقة علااى‬
‫التحديد تعاين فياه مسااحة العقاار المحادود و حالتاه الشارعية تعييناا ال رجاوع فياه ‪ .‬إال أن قارار‬
‫التحفيظ رغم ترتيبه لنفس فلا األثر يعد نقطاة االنطاالق للحقاوق العينياة و الاتحمالت العقارياة‬
‫المترتبااة علااى العقااار وقاات تحفيظااه ماان غياار إمكانيااة مواجهتااه بااالحقوق غياار المقياادة بالرساام‬
‫العقاااري‪.‬و بااالرغم ماان كااون مرسااوم المصااادقة بهاالا المعنااى يطهاار العقااار المشاامول بعمليااة‬
‫التحديااد ماان كافااة الحقااوق التااي لاام تثاار إثناااء مسااطرة التحديااد إال أنااه يمكاان أن تثااار حقااوق و‬
‫تحمالت عليه حتى بعد صدوره مما يستوجب ضرورة تحفيظ فله العقارات ‪.‬‬

‫وبن اااء عل ااى االعتب ااارات التالي ااة يمك اان الق ااول ب ااأن الق ااوة التطهيري ااة لمرس ااوم المص ااادقة عل ااى‬
‫عمليات التحديد الداري لملل الدولة الخاص تظل نسبية وال تضافي قاوة الرسام العقااري فلاو‬
‫كان األمر على خالو للل لما كانت الحاج ملحة لضرورة تحفيظ العقارات المحددة إداريا‪.‬‬

‫وقد كانت غاية المشرع من تحفيظ فله العقارات إخضاعها لنظاام الرساوم العقارياة باالنظر لماا‬
‫تااوفره ماان دقااة فااي التموقااع و ضااب نهااائي للوعاااء العقاااري مساااحة وحاادودا فضااال عمااا تااوفره‬
‫‪2‬‬
‫الرسوم العقارية من ثقة و القدرة على استمالة المستثمرين و المنعشين العقاريين‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬محمد ايلار‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.126‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬صابرين زاوش‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.79‬‬

‫‪33‬‬
‫خاتمة‬
‫ختامااا ماان خااالل د ارسااتنا للموضااوع اتضااحت لنااا جليااا أفميااة مسااطرة التحديااد الداري للملاال‬
‫الخاااص للدولااة فااي تصاافية الوضااعية الماديااة و القانونيااة لهاالا الرصاايد العقاااري‪ ،‬إال أنااه رغاام‬
‫تعدد الجراءات التي تمر منها فله المسطرة و ما ترتبه من آثار إال أن فاله األماالل تعتريهاا‬
‫عاادة مشاااكل تقااف عائقااا دون قيامهااا بالاادور المناوط بهااا‪ .‬و فاالا إن دل علااى شاايء فإنمااا ياادل‬
‫علا ااى عا اادم نجاعا ااة النص ا اوص القانونيا ااة الما ااؤطرة لها االا النا ااوع ما اان األنظما ااة العقاري ا اة و عا اادم‬
‫مالءمتهااا مااع الواقااع الحااالي للاابالد بالتااالي كااان ل ازمااا إعااادة النظاار فااي فااله النصااوص ماان‬
‫خالل‪:‬‬

‫‪ ‬تحين الظهائر المنظمة للملل الخاص للدولة و تعويضها بقوانين جديدة‪.‬‬

‫‪ ‬إعادة النظر في تركيباة اللجناة المكلفاة بالتحدياد الداري للملال الخااص للدولاة بإضاافة‬
‫أعضاء لو كفاءة و تكوين في المجال القانوني‪.‬‬

‫‪ ‬تحديد ما إلا كان المناع مان التصارو فاي العقاارات المشامولة بمرساوم التحدياد الداري‬
‫باطال ككل أو باطال تجاه الدارة فق ‪.‬‬

‫‪ ‬التنصيص على آجال قانونية معقولة لصدار م ارسايم المصاادقة علاى مساطرة التحدياد‬
‫الداري للملل الخاص للدولة‪.‬‬

‫‪ ‬التنصيص على جازاء بطاالن مساطرة التحدياد الداري للملال الخااص للدولاة عناد عادم‬
‫احترامها لإلجراءات المنصوص عليها بظهير ‪ 3‬يناير ‪.1916‬‬

‫‪34‬‬
‫الملحق‬

‫‪35‬‬
36
37
38
39
40
‫الئحة المراجع‬
‫الكتب‪:‬‬

‫ةةر المسةةتجدام‬ ‫‪ ‬حليمةةة بنةةم المحجةةوف بةةن حفةةو ا القةةانون العقةةارآ الملربةةي وفة‬
‫دراسةةة نيريةةة تطبيقيةةة معةةههد باجتهةةادام قضةةاةيةا المطبعةةة و الوراقةةة الوطنيةةة‬
‫مراكش طبعة ثانية ‪.2019‬‬
‫‪ ‬محمةةد يةةرآ ا العقةةار و قضةةايا التحفةةيي العقةةارآ فةةي التشةةرية الملربةةيا مطبعةةة‬
‫المعارف الجديدد الرباط طبعة ‪.2018‬‬
‫‪ ‬محمةةةد نبيةةةن حةةةرهان مناهعةةةام الملةةةك ال ةةةاع للدولة مطبعةةةة المعةةةارف الجديةةةدد‬
‫الرباط طبعة ‪.2017‬‬
‫الرسائل‪:‬‬
‫‪ ‬صةةةابرين هاوش ااشةةةكاالم مسةةةطرد التحديةةةد امدارآ بةةةين أهمةةةة الةةةنع و العمةةةن‬
‫القضاةيا رسالة لنين دبلوم الماستر في قانون العقود و العقار كلية العلةوم القانونيةة‬
‫و االقتصةةةةةةادية و االجتماعيةةةةةةة جامعةةةةةةة محمةةةةةةد ا ون وجةةةةةةدد السةةةةةةنة الجامعيةةةةةةة‬
‫‪.2017/2016‬‬
‫رسةةالة لنيةن‬ ‫‪ - ‬حنةان بةةن اللةةاهآ المسةةاطر ال اصةةة للتحفةةيي و االسةةتثمار أيةةة ر‬
‫دبلوم الماستر في القانون ال اع كلية العلوم القانونيةة و االقتصةادية و االجتماعيةة‬
‫جامعة الحسن ا ون وجدد السنة الجامعية ‪.2015 -2014‬‬
‫‪ ‬حميد أيم علي أوالحاج المساطر ال اصة للتحفيي العقةارآ‪ -‬التحديةد امدارآ للملةك‬
‫اللةةابوآ و أراضةةي الجمةةو ‪-‬رسةةالة لنيةةن دبلةةوم الماسةةتر فةةي القةةانون ال ةةاع كليةةة‬
‫العلةةوم القانونيةةة و االقتصةةادية و االجتماعيةةة جامعةةة ابةةن ههةةر السةةنة الجامعيةةة‬
‫‪.2016/2015‬‬

‫المقاالت ‪:‬‬
‫‪ ‬عبد العالي لعديرآ تعهيه البعةد الحمةاةي مةالك الدولةة ال اصةة دراسةة للمسةاطر‬
‫القانونيةة و القضةاةية مقةان منشةةور بمجلةة أمةالك الدولةةة مطبعةة المعةارف الجديةةدد‬
‫الرباط‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫مجالت‪:‬‬
‫‪ ‬جابر بابا دور التحديةد امدارآ فةي حمايةة أمةالك الدولةة ال اصةة منشةورام مجلةة‬
‫المنةةةار للدراسةةةام القانونيةةةة وامداريةةةة ‪ 4‬مطبعةةةة دار السةةةالم للطباعةةةة والنشةةةر‬
‫والتوهية الرباط س ‪.2014‬‬
‫‪ ‬محمةةةةد اي"ار ا صوصةةةةيام التعةةةةرر علةةةة‪ :‬المسةةةةاطر ال اصةةةةة‪ :‬مسةةةةطرد تحفةةةةيي‬
‫ا راضي المضمومة و التحديد امدارآ نمو"جاا سلسةلة أعمةان جامعيةة منشةورام‬
‫مجلة القضاء المدني دار النشر المعرفة‪.‬‬
‫‪ ‬عمةةر الهةةواوآ مسةةطرد الضةةم و التحديةةد امدارآ فةةي التحفةةيي العقةةارآ منشةةورام‬
‫مجلةةة المنةةارد للدراسةةام القانونيةةة و امداريةةة ‪ 11‬مطبعةةة دار السةةالم للطباعةةة‬
‫والنشر والتوهية الرباط س ‪.2016‬‬
‫‪ ‬أحمد العطارآ المساطر ال اصة للتحفيي العقارآ دراسة في ضوء االجتهاد الفقهةي‬
‫و القضةةةاةي و الممارسةةةة العمليةةةة ج ‪ 1‬منشةةةورام مجلةةةة القضةةةاء المةةةدني سلسةةةلة‬
‫‪(10‬دراسام و أبحاث) مطبعة المعارف الجديدد س ‪2015‬‬

‫الدوريات و المذكرات‪:‬‬
‫‪ ‬دوريةةةة المحةةةافي العةةةام عةةةدد ‪ 381‬بتةةةاري ‪ 8‬دجنبةةةر ‪ 2010‬الصةةةادرد فةةةي شةةة ن‬
‫التعرضام المقدمة ضد مساطر التحديد امدارآ‪.‬‬
‫‪ ‬دورية المحافي العام عدد ‪ 380‬بتاري ‪ 12‬ماآ ‪ 2010‬الصادرد في شة ن مسةطرد‬
‫التحديد امدارآ ‪.‬‬
‫‪ ‬مةة"كرد رقةةم ‪ 9810‬صةةادرد عةةن المحةةافي العةةام بش ة ن ايةةدا مطالةةف التحفةةيي دا ةةن‬
‫مناط التحديد امدارآ بتاري ‪ 26‬دجنبر ‪.2007‬‬
‫‪ ‬م"كرد المحافي العام بتاري ‪ 24‬نونبر ‪ 2009‬في شة ن أداء الرسةوم المسةتحقة علة‪:‬‬
‫طلبام ايدا مطالف التحفيي الت كيدية للتعرضام ضد مساطر التحديد امدارآ‪.‬‬

‫النصوص القانونية‪:‬‬
‫‪ ‬يهير شريف م رخ ف ‪ 26‬صفر ‪ 3(1334‬يناير ‪ )1916‬المتعل بالتحديةد امدارآ‬
‫للملك ال اع للدولةة منشةور بالجريةدد الرسةمية عةدد ‪ 141‬بتةاري ‪ 10‬ينةاير ‪1916‬‬
‫ع ‪.28‬‬

‫‪42‬‬
‫‪ ‬يهيةةر ‪ 24‬مةةاآ ‪ 1922‬المتعلةة بتقييةةد العقةةارام الم هنيةةة التةةي جةةر تحديةةدها و‬
‫المعدن ليهير ‪ 3‬يناير ‪ 1916‬منشور بالجريدد الرسمية عدد ‪ 479‬بتةاري ‪ 04‬يوليةو‬
‫‪ 1922‬ع ‪.796‬‬

‫‪ ‬القةةةانون ‪ 41-90‬المحةةةدث للمحةةةاكم امداريةةةة بتةةةاري ‪ 3‬نةةةونبر ‪ 1993‬الجريةةةدد‬


‫الرسمية عدد ‪ 4227‬ع ‪.396‬‬

‫‪ ‬اليهيةةةر الشةةةريف الصةةةادر فةةةي ‪ 9‬رمضةةةان ‪ 12(1331‬أغسةةةطس ‪ )1913‬المتعلةةة‬


‫بةةالتحفيي العقةةارآ كمةةا تةةم تلييةةر و تتميمةةا بمقتضةة‪ :‬القةةانون رقةةم ‪ 14-07‬الصةةادر‬
‫بتنفيةة" اليهيةةر الشةةريف رقةةم ‪ 1.11.177‬الم ة رخ فةةي ‪" 25‬آ الحجةةة ‪22(1432‬‬
‫نةةةةوفمبر ‪ )2011‬منشةةةةور بالجريةةةةدد الرسةةةةمية عةةةةدد ‪ 5998‬بتةةةةاري ‪ 24‬نةةةةوفمبر‬
‫‪ 2011‬ع ‪.5575‬‬

‫‪43‬‬
‫الفهرس‬

‫مقدمة ‪5 .....................................................................................................‬‬
‫المبحث ا ون‪ :‬المسطرد امدارية للتحديد امدارآ للملك ال اع للدولة ‪8 .......................‬‬
‫المطلف ا ون‪ :‬امجراءام السابقة لعملية التحديد امدارآ للملك ال اع للدولة ‪8 .........‬‬
‫الفقرد ا ول‪ ::‬ا عمان التحضيرية لمسطرد التحديد امدارآ للملك ال اصة للدولة ‪8 ..‬‬
‫الفقرد الثانية‪ :‬اآلثار الناتجة عن اصدار مرسوم التحديد امدارآ ‪11 .....................‬‬
‫المطلف الثاني‪ :‬اشهار عملية التحديد و الشرو فيها ‪14 ........................................‬‬
‫الفقرد ا ول‪ ::‬اشهار عملية التحديد ‪14 ........................................................‬‬
‫الفقرد الثانية‪ :‬الشرو في عملية التحديد و تلقي التعرضام ‪18 ...........................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬دور القضاء في مسطرد التحديد امدارآ للملك ال اع للدولة ‪24 .............‬‬
‫المطلف ا ون‪ :‬التحديد امدارآ للملك ال اع للدولة بين ا تصاع المحاكم العادية‬
‫المحاكم امدارية ‪24 ...................................................................................‬‬
‫الفقرد ا ول‪ ::‬ا تصاع المحكمة االبتداةية ‪24 ..............................................‬‬
‫الفقرد الثانية‪ :‬ا تصاع المحكمة امدارية‪27 ................................................‬‬
‫المطلف الثاني‪ :‬ثار عملية التحديد امدارآ للملك ال اع للدولة ‪29 .........................‬‬
‫الفقرد ا ول‪ ::‬صدور مرسوم المصادقة عل‪ :‬أعمان التحديد امدارآ ‪30 ................‬‬
‫الفقرد الثانية‪ :‬طبيعة مرسوم المصادقة عل‪ :‬أعمان التحديد امدارآ للملك ال اع‬
‫للدولة ‪32 ...........................................................................................‬‬
‫اتمة ‪34 ...................................................................................................‬‬
‫الملح ‪35 ..................................................................................................‬‬

‫‪44‬‬

You might also like