Professional Documents
Culture Documents
تحليل نص الإشهار التلفزي ج3
تحليل نص الإشهار التلفزي ج3
"إن عملية التواصل ال تتحقق في مجال اإلشهار إال عبر صياغتها بأسلوب تشخيصي ووصفي
وسردي" .يؤكد الكاتب أن إقناع المشاهد بقيمة المنتوج وأهميته ودفعه الستهالكه ،رهينٌ بربط
المنتوج بالواقع االجتماعي المعيش ،مع وصف مزاياه وصفا مباشرا ،وذكر خصائصه و جوانبه
النفعية.
-2الحقول الداللية:
-3المنهجية المتبعة:
توسل الكاتب بتصميم منهجي محكم،مبني وفق خطوات مقدمة وعرض ثم خاتمة أساسه القياس
االستنباطي ،حيث استهل نصه بحكم عام أو فكرة عامة أو مقدمة استداللية مفادها أن اإلشهار التلفزي
في المغرب يحتل مرتبة الصدارة مقارنة بباقي الوسائط اإلشهارية ،وأن هدفه إقناع المشاهد بقيمة
المنتوج .وانتقل إلى المقارنة بين اإلشهار المرجعي واإلشهار الجمالي من حيث استراتيجيتهما في التأثير
في المشاهد وتقديم خصائص المنتوج ،ثم انتهى إلى حكم خاص أو استنتاج وهو أن اإلشهار التلفزي
يسعى إلى التأثير في المشاهد ولكن بطرقتين مختلفتين.
إن وظيفة المنهج االستنباطي هو بناء النص وفق تصميم منهجي محكم وعرض أفكار الكاتب بشكل
منظم مما يسهم في تحقيق اإلفهام لدى المتلقي وإقناعه بصحة أطروحة الكاتب.
-4األساليب الحجاجية:
وتتجلى وظيفة األساليب الحجاجية في شرح وتوضيح أطروحة الكاتب بُغية إقناع المتلقي بصحتها وهي
أن اإلشهار التلفزي في المغرب يحتل مرتبة الصدارة .وأن اإلشهار المرجعي والجمالي يختلفان في تقديم
خصائص المنتوج ويتفاعل معهما المشاهد بطريقتين مختلفتين.
وظف الكاتب لغة تقريرية مباشرة علمية موضوعية وصفية واضحة مفهومة ،خالية من التعقيد
والغموض واإلبهام ،و ُندرة التلميح واإليحاء والمجاز .كما جاءت مُشبعة باألساليب الحجاجية ،مع هيمنة
األسلوب الخبري مثل (يحتل اإلشهار التلفزي بالمغرب -هذا باإلضافة إلى توظيف أدق الوسائل -ويمكن
تصنيف اإلشهار التلفزي إلى صنفين أساسيين .)..ثم إن وظيفة اللغة التقريرية المباشرة هي نقل أفكار
الكاتب بوضوح لتحقيق اإلفهام لدى المتلقي وإقناعه بصحة أطروحة الكاتب.
النص قيد التحليل والدراسة عبارة عن مقالة حجاجية ،يعالج فيها الكاتب "جعفر عقيل" قضية اإلشهار
التلفزي بالمغرب مبرزا مكانته واالستراتيجيات والتقنيات التي يوظفها للتأثير في المشاهد وإقناعه لدفعه
لشراء المنتوج ،مميزا بين نوعين من اإلشهار التلفزي (اإلشهار المرجعي واإلشهار الجمالي) الستمالة
المشاهد ولكن بطريقتين مختلفتين.
وقد عبر الكاتب عن هذه األفكار متوسال بتصميم منهجي محكم أساسه القياس االستنباطي حيث انطلق
من العام إلى الخاص ،ومستعينا بجملة من األساليب الحجاجية كاإلخبار والتفسير والتأكيد والتعليل ...ثم
الوصف ،فضال عن اللغة التقريرية المباشرة وذلك بغية تحقيق اإلفهام لدى المتلقي وإقناعه بصحة
أطروحة الكاتب .ناهيك عن روابط لغوية ومعنوية أسهمت في الربط بين جمل النص وفقراته وأفكاره
تحقيقا النسجام النص وجعله قابال للفهم والتأويل.
ومن وجهة نظري ،فإن اإلشهار ليس فعال اقتصاديا أو جملة تسويقية فقط ،وإنما ظاهرة حضارية
إيديولوجية تنشر األفكار والقيم من جهة ،وهو مرآة عاكسة لثقافة المجتمع ومبادئه من جهة أخرى.
فاإلشهار يساهم في نشر ثقافة األنماط أي الثقافة الغربية على حساب الهوية الثقافية ،ويُشيع ثقافة
االستهالك واإلنفاق ويربط السعادة بها ،كما يُعمم ثقافة السعادة المادية التي تقاس بحجم المشتريات
واألناقة واللباس والمتعة ..باإلضافة إلى نشره لقيم وأخالقيات مُنافية للشرعية اإلسالمية ولقيم المجتمع
العربي إذ نجده يساهم في تغيير العادات في السلوك والملبس وحتى عادات الطعام ولكن سريعا ما قد
يؤثر على سلوكيات أساسية كسلطة األسرة ونمط عيش المجتمعات العربية ....
كما أن اإلشهار يعكس المستوى المعرفي والثقافي والقيمي للمجتمع ،فالوصالت اإلشهارية في مجتمعاتنا
العربية كشفت عن االنحالل األخالقي واالنسالخ الثقافي(التقليد األعمى للثقافة الغربية) وثقافة
االستعراض .ثم إن توظيف اللغة العامية والكلمات المبتذلة السوقية في الوصالت اإلشهارية وتراجع
اللغة العربية يعكس تقهقرا معرفيا.