Professional Documents
Culture Documents
Suspension Des Procédures de La Vente Immobilière Suite À La Crise COVID 19 Saloua Dallalou
Suspension Des Procédures de La Vente Immobilière Suite À La Crise COVID 19 Saloua Dallalou
1
إتخذت الحكومة التونسية تبعا لجائحة (كوفيد )21وما ترتّب عنها من حجر صحي شامل ,عدّة
في إجراءات إستثنائية ت ّم اإلعالن عنها بمقتضى المرسوم عدد 1010 – 7المؤرخ
( 1010/7/28مرسوم ) 07-1010ومن ضمن تلك المقتضيات المتخذة ,تعليق اآلجال
واإلجراءات وقد بدأ سريان العمل بالمرسوم المذكور في 1010/7/27بأثر رجعي يشمل الفترة
التي بدايتها .1010/3/11
ولقد نص المرسوم في الفصل األول منه على أنّه » :تُعلّق اإلجراءات واآلجال المنصوص عليها
بالنصوص القانونية الجاري بها العمل وخاصة تلك المتعلقة برفع الدعاوى وتقييدها ونشرها
وإ ستدعاء الخصوم واإلدخال والتداخل والطعون مهما كانت طبيعتها والتبليغ والتنابيه والمطالب
واإلعالمات ومذكرات الطعن والدفاع والتصاريح والترسيم واإلشهارات والتحيين والتنفيذ
والتقادم والسقوط كما تعلّق اآلجال واإلجراءات المتعلقة باإللتزامات المعلقة على شرط أو أجل.
وتعلق آجال وإجراءات التسوية والتتبع والتنفيذ المتعلقة بالشيكات ويترتب عن التعليق توقف
سريان جميع الفوائض وغرامات التأخير والخطايا « .
في حين نص الفصل 1من المرسوم المذكور أعاله على أنّه » :يسري التعليق المشار إليه
بالفصل األول من هذا المرسوم بداية من 22مارس 1010ويُستأنف إحتساب اآلجال المذكورة
بعد شهر من تاريخ نشر أمر حكومي في الغرض« .
وبتاريخ 21ماي ,1010صدر االمر الحكومي عدد 322لسنة 1010المتعلّق برفع تعليق
اآلجال واإلجراءات المنصوص عليها بالفصل 1من مرسوم ( 07-1010أمر .)322
وقد نص األمر الحكومي في فصله األول على أنّه » :ينطلق إحتساب أجل الشهر المنصوص
عليه بالفصل 1من مرسوم رئيس الحكومة عدد 7لسنة 1010المؤرخ في 28افريل 1010
...إبتداء من تاريخ نشر هذا األمر الحكومي بالرائد الرسمي للجمهورية التونسية« .
إن تعليق القواعد القانونية المتعلّقة باإلجراءات واآلجال أمر اقتضته جائحة كبرى شملت
وحيث ّ
أقر أحكاما ظرفية واستثنائية.
المشرع التونسي هو المشرع الوحيد الذي ّ
ّ كل بلدان العالم ولم يكن
و من ضمن اإلجراءات واآلجال الواقع تعليقها ثم رفعها والتي شملها مرسوم 07-1010و األمر
,322إجراءات البيع العقاري.
فكيف يمكن تطبيق نظام تعليق األجال و اإلجراءات و رفعها في ميدان البيوعات العقارية ؟
يمكن تحليل هذا النظام وفق زمنين في عالقة بإيداع كراس الشروط بالمحكمة إذ تختلف آثار
تعليق اآلجال و اإلجراءات و رفعها على األعمال السابقة إليداع كراس الشروط بالمحكمة ( قسم
)2و على تلك الالحقة إليداع كراس الشروط بالمحكمة ( قسم .)1
2
اثار تعليق اآلجال و اإلجراءات ورفعها على األعمال السابقة إليداع كراس .I
الشروط بالمحكمة
إ ّن األعمال اإلجرائية السابقة إليداع كراس الشروط قد وقع تفصيلها ضمن الفصول 722من م م
م ت و 711و 713و 717و 711و 712من م م م ت.
و حيث يمكن حوصلتها في ما يلي:
)2تكليف خبير لتقدير الثمن اإلفتتاحي بموجب إذن على عريضة : 1ويجب أن
يتضمن تحديد القيمة الحقيقية للعقار موضوع التبتيت وتراعى في تحديد
تلك القيمة على وجه الخصوص المعطيات المتعلقة بموقع العقار ومساحته
ومحتواه وتوابعه ووجه إستغالله ومداخيله االعتيادية عند االقتضاء والثمن
الذي بيعت به عقارات مماثلة بالجهة خالل السنة السابقة إلجراء اإلختبار.
2
سم اإلنذار
)1تحرير إنذار يقوم مقام عقلة عقارية و ترسيمه :ويجب أن ير ّ
في ظرف تسعون يوما من تاريخه وإال يلغى العمل به.
و هنا يطرح السؤال حول مدى تأثير تعليق اإلجراءات واآلجال ثم رفعها على صحة اإلجراءات
السابقة إليداع كراس الشروط وآجالها و كيفية تطبيق ذلك على أرض الواقع ؟
تستوجب اإلجابة عن هذا السؤال البحث في تأثير تعليق األجال واإلجراءات على تحديد الثمن
اإلفتتاحي للعقار الواقع تقديره من الخبير المنتدب بمقتضى اإلذن على العريضة ( )2و على
صحة اإلنذار الذي يقوم مقام العقلة العقارية وصحة ترسيمه (:)1
.1تاثير تعليق اآلجال واإلجراءات ثم رفعها على تحديد الثمن اإلفتتاحي للعقار
ّ
مسجال او غير إ ّن أ ّول اإلجراءات التي يتخذها المحامي القائم بالتتبع لبيع العقار سواء كان عقار
مس ّجل هي تكليف خبير لتقديم قيمة العقار بموجب إذن على عريضة ثم يتولى بعد ذلك تحرير
إنذار يقوم مقام العقلة العقارية وترسيمه بإدارة الملكية العقارية ويكون كل ذلك في آجال
مضبوطة ت ّم التنصيص عليها بالفصل 722من م م م ت المذكور أعاله.
غير أ ّن تعليق اآلجال في هاته الفترة -أي بعد تقدير الثمن اإلفتتاحي الذي هو ركن من أركان
صحة عملية البيع في جميع أطوارها -سيكون له تأثير مباشر على القيمة الحقيقية للعقار الذي
1الفصل 722م م م ت
2الفصل 713م م م ت
3
قد يتأثر ثمنه بالمدّة كما قد يتأثر ثمنه بأزمة الكوفيد 21في حدّ ذاتها كجائحة أثرت على إقتصاد
العديد من دول العالم كما أثرت على سعر العقارات بصفة عامة .
وبالرجوع إلى مرسوم 07-1010و األمر 322فإنّه يحتسب أجل السنة المنصوص عليه بأحكام
الفصل 722م م م ت بداية من تاريخ تحرير اإلختبار الذي ت ّم بمقتضاه معاينة العقار وتحديد
ثمنه اإلفتتاحي ثم يعلّق األجل بتاريخ 1010/3/22طبقا للمرسوم 07-1010ليتواصل إحتساب
أجل السنة بعد شهر من تاريخ صدور أمر , 322أي يبتدئ مواصلة إحتساب أجل السنة لصحة
اإلختبار بداية من . 1010/2/15
إ ّن اإلشكال الحقيقي في هذا المجال يخص الثمن ذلك أن أجل السنة وإن كنّا نستطيع إحتسابه على
أرض الواقع بالتعليق ورفع التعليق طبق للمرسوم واألمر الحكومي المذكورين أعاله فهل أ ّن ثمن
العقار المذكور ,و الذي تجاوزت فترة معاينته وتقدير ثمنه باإلعتماد على الثمن الذي بيعت به
عقارات مماثلة بالجهة خالل السنة السابقة طبق الفصل 722م م م م ت ,يبقى صحيحا ؟ خاصة
أن فترة التعليق ستضاف الى السنة بما يعني أن تقدير ثمن العقار يكون قد تجاوز في تقديره السنة
وهو معطى قد يغيّر في القيمة الحقيقة للعقار يوم البتة وبالتالي فإن إجراءات التعليق وإن مكنّتنا
من إعتماد اإلختبار بتطبيق فترة التعليق ,إالّ أنّها قد ت ّ
مس من مصداقية و صحة الثمن اإلفتتاحي
للعقار المراد تبتيته من الناحية الواقعية.
4
شهر من صدور األمر 322أي بداية من 1010/2/21و يجب أن ال تتجاوز المدة المحتسبة قبل
التعليق يضاف لها المدّة المحتسبة بعد التعليق التسعون يوما ليكون الترسيم صحيحا.
آثار تعليق اآلجال و اإلجراءات ورفعها على األعمال الالحقة إليداع كراس .II
الشروط بالمحكمة
إن تاريخ ايداع كراس الشروط تتبعه عدّة إجراءات وشكليات تتعلّق أساسا:
-بـإدراج إعالن البتة في الرائد الرسمي .
– تعليق اإلعالن بواسطة عدل منفذ.
-تعيين البتة واإلستدعاء للجلسة.
وبالتالي تستوجب دراسة آثار تعليق اآلجال و اإلجراءات ورفعها على األعمال الالحقة إليداع
كراس الشروط بالمحكمة التطرق إلنعكاساتها على كل من األعمال سالفة الذكر أي على إدراج
إعالن البتة في الرائد الرسمي ( )2وعلى تعيين البتة واالستدعاء لها (.)1
3
الفصل 712م م م ت
5
.1أثر تعليق اإلجراءات و رفعها على إدراج اعالن البتة في الرائد الرسمي
إن إدراج البت ّة بالرائد الرسمي للجمهورية التونسية والذي إقتضته أحكام الفصل 727من م م م
ت يجب أن يحترم الشروط اآلتي ذكرها وإال يكون باطال :
-2أن يكون في ظرف األربعين يوما على األكثر وعشرون يوما على األقل قبل تاريخ
البتة.
-1ويجب أن يحتوي على المعطيات التالية :
-المبلغ االفتتاحي
-تاريخ البتة
ساعتها -
والمحكمة التي تجري أمامها -
-3وفي نفس األجل وبواسطة أحد العدول المنفذين تعليق االعالن المذكور بمكتبه
وبمكتب العدل المنفذ وبمدخل العقار المجراة عليه العقلة وبمدخل المحكمة التي تقع
لديها البتة ويحرر العدل المنفذ محضرا في ذلك التعليق يسلّم نسخة منه الى كاتب
المحكمة عند إجراء البتة.4
-7إيداع شهادة في اتمام جميع اجراءات اإلشهار قبل وقوع البتة.5
وتبعا للمرسوم 07-1010فإن تعليق االجال واإلجراءات بعد ايداع كراس الشروط ثم رفعها بعد
شهر من صدور االمر 322بالنسبة إلدراج إعالن البتة في الرائد الرسمي يثير إشكاال حول
الرسمي إلرتباطه بموعد الجلسة المعيّن بكراس
بالرائد ّ
طريقة إحتساب أجل إدراج اإلعالن ّ
الشروط المودع بكتابة المحكمة قبل تعليق اآلجال ورفعها وبالتالي تكون هناك إستحالة عملية
إلحتساب أجل االربعين يوما على األكثر وعشرون يوما على األقل قبل تاريخ البتة المنصوص
عليها بالفصل 727م م م ت بإعتبار أنّه وفي تاريخ رفع تعليق اآلجال و اإلجراءات الموافق لـ
كراس ال ّ
شروط 1010/02/21يكون قد إنقضى خمسة وتسعون يوما على األق ّل من تاريخ إيداع ّ
الذي من المفروض أن يكون ت ّم قبل 1010/03/22تاريخ تعليق اإلجراءات.
وهنا يحال األمر الى السلطة التقديرية للقاضي الذي عليه أن يختار القرار األمثل لحسن تطبيق
القانون (سواء مرسوم 07-1010و االمر 322أو مجلة المرافعات المدنية والتجارية) وذلك بأن
يعيّن مثال موعدا جديدا للبتّة ويأذن باالشهارات مع اعطاء متّسع من الوقت لنشر االشهار طبق
4
الفصل 721م م م ت
5
الفصل 712م م م ت
6
األجل المنصوص عليه بالفصل 727من م م م ت وهو أربعين يوما على األكثر وعشرون يوما
على األقل قبل تاريخ البتة وفي نفس األجل تعليق اإلعالن وفق الفصل 721م م م ت و إيداع
شهادة في إتمام جميع إجراءات اإلشهار قبل وقوع البتة وفق الفصل 712من م م م ت.
وتعدّ كل هذه اإلجراءات وجوبية لصحة البيع بإعتبار أن رفع تعليق اإلجراءات الصادر بموجب
األمر 322يلزمنا بالعودة الى تطبيق مجلة المرافعات المدنية والتجارية ،خاصة ان الفصل 727
من م م م ت لم يجيز تجاوز ذلك األجل المحدّد باألقصى واألدنى إالّ في حال كان اإلشهار لثاني
مرة أي بعد أن أ ُ ّخرت المحكمة الجلسة لجلسة ثانية وهنا ال يدخل ذلك اإلخالل باألجل األدنى.
و في هذا الصدد فإن محكمة التعقيب في قرارها التعقيبي المدني عدد 22177المؤرخ في 12
قرت ّ
أن » أجل اإلعالم بتاريخ البتة بالرائد الرسمي وإن حدّده الفصل سبتمبر 2178كانت قد أ ّ
المشرع يقصد من هذا التحديد إذا تم اشهار
ّ 727من م م م ت مرافعات بأجل أقصى وأدنى فإ ّن
وأخرت
ّ أعمال البتة ألول مرة أما وقد وقع إحترام األجل وتعيين تاريخ الجلسة في أول إشهار
المحكمة موعد هاته الجلسة لجلسة ثانية فال يدخل ذلك اإلخالل باألجل األدني« .
7
- 1كما عليه أن يوجه محضر إستدعاء للمبتت ضده ينص به على نفس تاريخ البتة
المضمن بكراس الشروط وباإلشهارات والتعليقات وأن يواصل العمل باآلجال
المضبوطة بمجلة المرافعات المدينة والتجارية وهو أمر فيه استحالة واقعية كذلك
(.ألن تاريخ البتة المضمن بكراس الشروط بعد رفع التعليق بموجب مرسوم 722قد
فات موعده).
وهنا كذلك سيرجع األمر للسلطة التقديرية للقاضي الذي عليه أن يتدّخل وأن يؤ ّخر جلسة التبتيت
المعينة بكراس الشروط الى موعد يراه مناسبا وهو من يقرر اإلجراءات الواجب إتخاذها لتكون
عملية التبتيت صحيحة إال أنه سيجد نفسه مضطرا إلى التغيير النسبي في تطبيق النص
اإلجرائي للفصل 711من م م م ت بسبب اإلستحالة العملية للتطبيق الحرفي للفصل المذكور
خاصة الفقرة االولى منه التي تلزمنا بأجل أدنى وأقصى لتعيين موعد البتة احتسابا من تاريخ
إيداع كراس الشروط.
أما بالنسبة للفقرة الثانية والتي تقتضي أن يكون اإلستدعاء قبل عشرون يوما من تاريخ البتة فإن
ذلك ممكن تطبيقه( .وهو الحل الذي إتخذته بعض المحاكم).
كل هذه اإلشكاالت كان ممكنا تجاوزها لو أن مرسوم 07-1010كان أكثر تفصيال أو أحال
صالحية البت في ذلك الى المجلس األعلى للقضاء مثال بإعتباره مرجع نظر القضاة وذلك حتى
موحدا خاصة بالنسبة لضبط اآلجال واإلجراءات في مادة البيوعات العقارية يكون اإلجراء ّ
علّقت فيها اآلجال بعد إيداع كراس الشروط .
بالنسبة للقضايا التي ُ
إن تعليق اآلجال واإلجراءات في مادة البيوعات العقارية ثم إعادة العمل بها بعد رفع التعليق
وإن كان ممكننا إذا كان التعليق سابقا إليداع كراس الشروط (بالنسبة لتقدير الثمن ،تحرير
اإلنذار ،وترسيمه وإيداع كراس الشروط) بحيث يمكن التعليق ثم المواصلة بعد رفع التعليق
بموجب األمر الحكومي كما بيناه أعاله ،فإنه من المستحيل التطبيق إذا كان بعد إيداع كراس
يمس بالتالي
ّ الشروط و قد يخ ّل بجميع القواعد القانونية الآلمرة المنظمة لعملية البيع العقاري و
8
بصحة عملية التبتيت في حدّ ذاتها كما انه سيفتح الباب امام قضاة البيوعات العقارية للتأويالت
في غياب نص دقيق في المرسوم ّ 07-1010
ينظم ذلك وإتخاذ قرارات أو أذون قد تكون غير
موحدّة لمواصلة عملية التبتيت وهو أمر وان كان ممكننا بالنسبة للقضاء العادي (مدني تجاري
)...وال يمس من السير العادي للقضايا ولمصالح الخصوم وصحة اإلجراءات ،فإنه في مادة
البيوعات العقارية تشوبه عدة تعقيدات لكثرة اإلجراءات وتشابكها وإرتباطها بآجال مضبوطة
يصعب ف ّكها او تبسيطها وبالتالي يكون تطبيق مرسوم 07-1010واألمر على أرض الواقع بعد
إيداع كراس الشروط بالمحكمة تواجهه إستحالة عملية تجعل من تدخل القاضي مسألة وجوبية.
تونس في 2525/50/22
9