Professional Documents
Culture Documents
Wa0028.
Wa0028.
Wa0028.
إن استقرار مقتضيات مدونة الشغل يوضح أن المسؤولية الجنائية للمشغل يقتسمها نوعان من األشخاص أشخاص طبيعيون
وأشخاص معنويين
ا المسؤولية الجنائية للمشغل كشخص طبيعي
إن المشغل الشخص الطبيعي يتحمل المسؤولية الجنائية على األفعال المجرمة التي يرتكبها شخصيا كما أنه يمكن أنيس أن يسأل أن
أفعال الغير التابعين له وهذه هي الخصوصية التي يتميز بها القانون الجنائي للشغل حيث يكفي لتحقيق ذلك أن تكون التصرفات
المجرمة مرتبطة بوظائفه وأن يكون ما تم ضبطه مخالفا للقانون وناجم عن فعله الشخصي وتتغير حدود المسؤولية الجنائية لرئيس
المقاولة حسب نوع الجريمة المرتكبة وحسب حجم المقاولة مسؤولية رئيس المقاولة عن فعله ال يتصور تحققها دون التدخل الشخصي
وهذا التدخل يكون تدخل محمود فقد يكون تدخال يستجيب لالختالف وتنوع مهام اإلدارة داخل المقاول في تمتع هذا التدخل المحدود
لرئيس المقاولة في مجموع الجرائم التي ال يمكن تصور تحققها دون تدخل هذا األخير غير أن هذه الجرائم ربط وجودها المادي من
القرارات الصادرة عنهم مباشرة 1
ب مسؤولية المشغل عن أفعال التابعين له
األصل في المسؤولية الجنائية أنها ذات طابع شخصية أي أن الشخص يسأل إال على الجرائم التي ارتكبها كفاعل أصلي أو مساهم أو
مشارك إال أنه قد ترد حاالت تؤدي إلى قيام مسؤولية الشخص الجنائية يعني فعال غير على الرغم من أنه لم يرتكب الفعل المادي
المكون للجريمة وتطبق هذه المسؤولية على األشخاص الذين يتولون إدارة وتسيير المشاريع االقتصادية إما بوصفهم مشغلين أو
مدراء أو مسيرين حيث يتحملون المسؤولية الجنائية عن الجرائم التي يرتكبها أحد التابعين لهم في المقاولة التي يتولون إدارتها ومن
بين أهم الحاالت التي تقوم فيها المسؤولية الجنائية لرئيس المقاولة هي حالة عدم االحتياط أو عدم االحتراز بمعنى أن ذلك المسير
للمقاومة يجب أن أن يأخذ نوع من الحيطة والحذر حتى ال تقوم في حقه المسؤولية الجنائية التي يرتكبها غير
ج المسؤولية الجنائية للمشغل كشخص معنوي
أوال األشخاص االعتبارية الخاضعة للمسؤولية الجنائية
ينص الفصل 127من القانون الجنائي أنه ال يمكن أن يحكم على األشخاص المعنوية إال بالعقوبات المالية
فالمالحظ أن هذا الفصل يقر بالمسؤولية الجنائية لألشخاص االعتبارية بصفة عامة مما يفيد أنه يسري على األشخاص االعتبارية
العامة والخاصة في حين أن مدونة الشغل عرفت المشغل في 6باعتباره كل شخص طبيعي أو اعتباري خاصا أو عاما
كما أن مدونة الشغل في المادة األولى تحدد مجال التطبيق نصت على أنه يسري أحكام هذا القانون على المقاوالت والمؤسسات
التابعة للدولة والجماعات المحلية إذا كانت تكتسي طابعا صناعيا أو تجاريا أو فالحيا وبالتالي يمكن القول أن المعيار المعتمد في
مساءلة المشغل كشخص اعتباري جنائيا هو خضوعه لمقتضيات قانون الشغل في عالقته مع اجرائه وخرقه لمقتضيات هذا القانون
سواء تعلق األمر بأشخاص القانون العام باستثناء الدولة أو أشخاص القانون الخاص دات هدف مربح كالشركات التجارية أوال
تستهدف الربح الجمعيات النقابات سواء دات جنسية مغربية أو أجنبية
ودا كانت مساءلة األشخاص االعتبارية القائمة والمتمتعة بالشخصية االعتبارية جنائيا عن جرائم الشغل فإن األمر يختلف متال بالنسبة
لألشخاص االعتبارية في طور التأسيس التي ال زالت لم تتمتع باألهلية لتحمل االلتزامات في هذا الصدد نجد الفصل 27من قانون
17.95المتعلق بشركات المساهمة ينص على أنه يسأل األشخاص الذين قاموا باسم شركة في طور التأسيس وقبل اكتسابها
الشخصية المعنوية على وجه التضامن بصفة مطلقة األعمال التي تمت بإسمها والمسؤولية الواردة في الفصل غير محددة فقد تكون
مدنية أو جنائية وبالتالي ما دام التجمع ال يتمتع بالشخصية االعتبارية بعد فإنه ال يتحمل المسؤولية الجنائية عن األفعال التي قام بها
مؤسسيه التي تشكل خرقا لمقتضيات مدونة الشغل كقاعدة إال أنه إذا ما كتب للتجمع في إكمال إجراءات تأسيسه وتمتعه بالشخصية
االعتبارية وإستمرت الجريمة المرتكبة من طرف مؤسسيه وتبنيها هدا الشخص اإلعتباري فإنه في هده الحالة يسأل جنائيا عن تلك
األفعال
1
1
وبالنسبة لألشخاص االعتباري في طور التصفية
في هذا الصدد نزيد أن الفصل 362من القانون 1795المنظم للشركات المساهمة ينص على أنه تعتبر الشركة في طورت في
بمجرد حلها أي سبب من األسباب وتلحق تسميتها ببيان شركة مساهمة في طور حيث تظل الشخصية المعنوية للشركة قائمة
ألغراض عدت فيها إلى حين اختتام إجراءاتها
وبالتالي أن الشخصية االعتبارية ال تنتهي للشركة بمجرد دخولها لمرحلة التصفية بل تستمر من أجل عرض التصفية وبالتالي يمكن
القول بأن أي خرق لمقتضيات قانون الشغل الجنائي من طرف المص في و لحساب الشخص اإلعتباري من أجل لغرض التصفية
يثير المسؤولية الجنائية لهذا األخير
نطاق المسؤولية من حيث الجرائم المرتكبة
إن مدونة الشغل سنصل على أن جميع الجرائم التي تشكل خرقا لمقتضياتها تنطبق على المشغل سواء كان شخصا دائنا أو إعتباريا
كما سبق توضيح ذلك أي أن المسؤولية الجنائية للمشغل كشخص اعتباري أصبحت كقاعدة عامة في قانون الشغل الجنائي متى
توفرت شروط هذه المساءلة أي أن تكون جريمة الشغل مرتكبة من طرف شخص ذاتي يمثل الشخص االعتباري وأن ترتكب هذه
الجرائم باسم ولحساب الشخص االعتباري
الفقرة الثانية المسؤولية الجنائية لألجير
إن األجير باعتباره غالبا ما يكون الطرف الضعيف في عقد الشرفة هو بحاجة إلى حماية قانونية اتجاه مشغله فإنه رغم ذلك يبقى
كغيره من أفراد المجتمع مطالبا بتحمل مسؤولية أفعاله سواء داخل المؤسسة أو خارجها وخاصة إذا تعلق األمر بسلوك منحرف يدخل
تحت طائلة القانون الجزائي ويالحظ أن المسؤولية الجنائية لألجير جاءت مخالفة للقاعدة التقليدي و العامة في القانون الجنائي التي
تعتبر أن الشخص ال يمكن مساءلته إال عن األفعال اإلجرامية التي يرتكبها شخصيا ففي إطار مدونة الشغل المغربية لم تجعل
المسؤولية جنائية قائمة على أساس الخطأ الشخصي إنما الشرط تلقيا مسؤولية األجير شرط التفويض من المشغل وهذا ما تطرقت إليه
المادة سبعة من مدونة الشغل المغربية التي نصت على أن يعد األجراء المشار إليهم في الفقرتين األولى والثانية من المادة الثانية في
حكم مديري ورؤساء مؤسسة تقع عليهم مسؤولية تطبيق أحكام الكتاب الثاني من هذا القانون إذا كانوا هم الذين يحددون نيابة عن
رئيس المقاولة التي تعاقدوا معها عن تطبيق جميع أحكام هذا القانون فيما يتعلق جراء الذين جعلوا تحت إمرتهم إذا كان يرجع إليهم
وحدهم أمر تشغيلهم وتحديد شروط شغلهم وفصلهم كما أن المادة 548من مدونة الشغل المغربية نصت هي األخرى على شرط
التفويض من المشغل حتى يكون األجير مسؤوال جنائيا عن أفعاله ونكون إذن أمام مفوض والمفوض إليه أي المشغل والتابع(األجير)
والتفويض في هذه الحالة ال يتعلق بمديري المؤسسة ورؤساء المصالح واألعوان المشرفين فقط بل كل تابع تم وتفويضه لهذه
المسؤولية حيث يجب أن يتوفر في األجير التابع على االختصاص والسلطة الكافية لحمل األجراء الموضوعين تحت إشرافه على
الطاعة الضرورية التي يفرضها احترام التعليمات القانونية تنظيميه وبذلك يتوفر على سلطة مسلمة بها في إعطاء األوامر
والتوجيهات وهي سلطة مستمدة من المشغل ومن هنا يتعين عند النزاع بشأن التابع الذي يتحمل المسؤولية الجنائية أن يتأكد من أنه
يتمتع باالختصاص والسلطة فال يكون التابع مسؤوال إال إذا كان التفويض من المشغل واضحا وثابتا وال يعني ذلك قياما مسؤولية
بالحجج الكتابية فقط بل ينبغي أن يكون عن طريق جميع وسائل اإلثبات التي ال تحتمل اللبس والغموض مع تحديد المهام التي تناط
إلى األجيرالتابع ففي إطار المسؤولية فالتفويض ليس قيمة في مواجهة العقاب إال إذا كانت السلطات المخولة محددة ومستقلة ومستمرة
وفعلية