Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 23

‫ﻻ‬

‫اإليمان‬ ‫ِ‬
‫َر َسائل تَثبيت َ‬

‫طــريـ ــق اإليـمـ ــان‬

‫تأليف الشيخ‬
‫عبـ ــد الـمـجـي ـ ـ ـ ــد ب ـ ـ ــن عـ ـ ـ ـزيـ ـ ـ ــز ال ـ ـزن ـ ـ ــدانـ ـ ـ ـ ــي‬
‫ح ـف ـظ ـ ــه الـلـ ـ ـ ـ ــه تع ـ ـ ــال ـ ـ ــى‬

‫(‪)1‬‬
‫ﻻ‬

‫(‪)2‬‬
‫اإليمان‬
‫طريق َ‬
‫﴿الَّ ِذي أَ ْعطَى ُك َّل َش ْي ٍء َخلْ َقهُ ثُ َّم َه َدى﴾‬
‫إذا تأملت في خلقك فستجد أن كل جزء فيـك دـد خلقـه خالقـك ل ممـو معلجمـو لجعـل ذلـك‬
‫الخلق متناسباً مع أداء تلك ال ممو لالجظيفو التي خلق من أجلها‪.‬‬
‫تأمــل إلــى عينيــك إلــى أذنيــك لإلــى معــدتك كيــف جــاءو مطابقــو لجظيفتهــا لكيــف هــداها داء‬
‫مهمتها فهذه ترى لتلك تسمع لالثالثو تهضم الطعام‪ ،‬لدد خلقت جميعاً من طعام لاحد‪.‬‬

‫لتأمــل إلــى شــجرا الرمــان أل ‪،‬رو البــر‪ ،‬لشــجرا النخــل كيــف دــدر اخ لمــل لاحــدا خلقـاً خا ـاً‬
‫لثم ــرا خا ــو‪ ،‬له ــدى ك ــل لاح ــدا لخ ــناعو ثمرته ــا الخا ــو لأخ ــذ ــجرتها الم ــددا ف ــي الج ــذلر‬
‫ـاو ِمـ ْـن‬ ‫لا غخــان لالثمــار‪ ،‬لالمــل مــن مــادا لاحــدا دــاى تعــالى‪َ ﴿ :‬لفِــي ا ْ َْر ِ دِطَـ تـع ُمتَ َجــا ِلَر ت‬
‫او َل َجنَّـ ت‬
‫ض َها َعلَـى بَـ ْعـ ٍ فِـي ا ْ ُ ُك ِـل إِ َّن‬ ‫ِ ٍ ٍِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫اب لَ‪،‬روت لنَ ِخ ِ‬
‫ٍ‬
‫ِّل بَـ ْع َ‬ ‫أَ ْعنَ َ ْ َ ت‬
‫يل ْنـ َجا تن َلغَْيـ ُر ْنـ َجان يُ ْس َقى ب َماء َلاحد َلنـُ َفض ُ‬
‫او لَِق ْجٍم يَـ ْع ِقلُج َن ﴾ (سجرا الرعد‪ :‬آيو ‪.)4‬‬ ‫ك ََلي ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫في َذل َ َ‬
‫لتأمل اختالف حيـاا ا سـماو لالطيـجر لالنمـل لالجـراثيم لسـائر أنـجاو ال يجانـاو كيـف خلقهـا‬
‫اخ من مادا لاحدا لددر لها ال ياا في أماكن مختلفو لبطرق متفالتو للمنه هـدى كـل حيـجان إلـى مـا‬
‫يناســبه ليناســا حياتــه لأرشــد كــل جــزء فيــه داء لظيفتــه فهــدى ا جن ــو أن ت مــل الطيــر لخياشــيم‬
‫السمك أن تستخلص الهجاء لألسماو من الماء لهمذا‪ ...‬داى تعالى‪ ﴿ :‬لاللَّه خلَق ُك َّل دابٍَّو ِمـن م ٍ‬
‫ـاء‬ ‫َْ‬ ‫َ ُ َ َ َ‬
‫فَ ِم ْنـ ُه ْم َم ْن يَ ْم ِشي َعلَى بَطْنِ ِه َلِم ْنـ ُه ْم َم ْن يَ ْم ِشي َعلَى ِر ْجلَْي ِن َلِمـ ْنـ ُه ْم َم ْـن يَ ْم ِشـي َعلَـى أ َْربَـ ٍع يَ ْخلُـ ُق اللَّـهُ َمـا‬
‫شاءُ إِ َّن اللَّهَ َعلَى ُك ِّل َش ْي ٍء دَ ِد تير ﴾ (سجرا النجر‪ :‬آيو ‪.)44‬‬ ‫يَ َ‬
‫لالقمــر لالمجاكــا لالنجــجم لجــدو كــل لاحــد منهــا دــد خلــق بأدــدار‬ ‫فــاذا تأملــت إلــى الشــم‬
‫خا و لهدي إلى الممان المناسا لرسم له طريق سيره الم مم المطابق دداره لألضـاعه‪ ،‬فاتزنـت‬
‫سـ َم ُه َما‬ ‫ِ‬
‫لِ َللَــت ْن َ‪،‬الَتَــا إ ْن أ َْم َ‬‫ُ‬
‫ِ‬
‫او لا ْ َر َ أَ ْن تَــز َ ِ‬
‫السـ َـم َال َ ْ‬ ‫أجـرام الســماء‪ ،‬دــاى تعــالى‪ ﴿ :‬إِ َّن اللَّــهَ يُ ْم ِسـ ُ‬
‫ـك َّ‬
‫ِ‬ ‫ِمن أ ٍ ِ ِ ِ‬
‫جرا ﴾ (سجرا فاطر‪ :‬آيو ‪.)41‬‬ ‫يما غَ ُف ً‬ ‫َحد م ْن بَـ ْعده إِنَّهُ َكا َن َحل ً‬
‫ْ َ‬
‫أل القمر عن مجراه لفسد النظام لاختل‪.‬‬ ‫فلج ‪،‬اى كجكا أل نجم أل الشم‬
‫لمــن تأمــل فــي هــذا الججــجد لتفمــر علــم أن الخــالق الــذي أبــدو خلــق كــل شــيء‪ ،‬دــد هــدى كــل‬
‫مخلجق إلى ما ددر له داى تعالى‪:‬‬
‫)لالَّ ِذي دَ َّد َر فَـ َه َدى ﴾ (ا على‪:‬آيو‪.).3-1‬‬
‫س َّجى(‪َ 2‬‬
‫َّ ِ‬
‫ك ا ْ َ ْعلَى(‪)1‬الذي َخلَ َق فَ َ‬
‫اس َم َربِّ َ‬
‫﴿سبِّ ْح ْ‬
‫َ‬

‫(‪)3‬‬
‫ـل َشـ ـ ْـي ٍء َخ ْل َقـ ــهُ ثُـ ـ َّـم‬
‫ـاى َرباـنَـ ــا الَّـ ـ ِـذي أَ ْعطَـ ــى ُكـ ـ َّ‬
‫لدـ ــاى سـ ــب انه علـ ــى لسـ ــان نبيـ ــه مجسـ ــى‪ ﴿ :‬دَـ ـ َ‬
‫َه َدى ﴾ (سجرا طه‪ :‬آيو ‪.)45‬‬
‫طريق اإليمان‬
‫لإذا تفمرنا في شأن اإلنسان لجدنا أن خالقه دد من ه ددرا على العلـم لالمعرفـو لالتمييـز بـين‬
‫ال ــق لالباط ــل لالض ــار لالن ــافع فخل ــق ل ــه ا دلاو الت ــي ي ــتممن به ــا م ــن ت خ ــيل العل ــم لاكتس ــابه‬
‫لتم ــيص ال ــق مــن الباطــل فــان اهــتم بب ــى ال ــق لحــرا علــى اتباعــه فــا‪ ،‬لانتفــع لإن تجاهــل أمــر‬
‫ـاي نَـ ْبتَلِيـ ِـه فَ َج َعلْنَــاهُ‬
‫شـ ٍ‬‫نســا َن ِمـ ْـن نُطْ َفـ ٍـو أ َْم َ‬ ‫ال ــق لخالفــه خســر خسـراناً مبينـاً دــاى تعــالى‪﴿ :‬إِنَّــا َخلَ ْقنَــا ِْ‬
‫اإل َ‬
‫ين َس َال ِسـ ًـال َلأَ ْغـ َـال ًِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫الس ـبِيل إِ َّمــا َشــاكِرا َلإِ َّمــا َك ُفـ ً ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـجرا(‪)3‬إنَّــا أَ ْعتَ ـ ْدنَا ل ْل َمــاف ِر َ‬ ‫ً‬ ‫ـيرا(‪)2‬إنَّــا َه ـ َديْـنَاهُ َّ َ‬ ‫َســم ًيعا بَخـ ً‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫جرا ﴾ (ســجرا اإلنســان‪ :‬آيــو ‪ )4 -2‬لدــاى‬ ‫اج َهــا َكــافُ ً‬ ‫َل َســع ًيرا(‪)4‬إِ َّن ا ْ َبْـ َـر َار يَ ْشـ َـربُج َن مـ ْـن َك ـأْ ٍ َكــا َن م َز ُ‬
‫ـار َلا ْ َفْتِـ َد َا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫خـ َ‬ ‫السـ ْـم َع َلا ْ َبْ َ‬
‫ـل لَ ُمـ ْـم َّ‬ ‫تعــالى‪َ ﴿ :‬لاللــهُ أَ ْخـ َـر َج ُم ْم مـ ْـن بُطُــجن أ َُّم َهــات ُم ْم َِ تَـ ْعلَ ُمــج َن َشـ ْـيتًا َل َج َعـ َ‬
‫لَ َعلَّ ُم ْم تَ ْش ُم ُرل َن ﴾ ( جرا الن ل‪ :‬آيو ‪.)87‬‬
‫لبعــد أن دــدر اخ لننســان أن يمــجن عــادالً ممي ـزاً عالم ـاً مختــاراً لمن ــه أدلاو العلــم لالتمييــز‬
‫أمــره ربــه أن يســلك ســبيل العلــم لأن ينتفــع بــأدلاو العلــم لديــه‪ .‬لأن ِ يتبــع أمـراً ِ علــم لــه بــه‪ .‬لأنــه‬
‫ســيمجن مس ـ لًِ عــن اِن ـراف الــذي يســير فيــه بعــد أن خلــق لــه ربــه لســائل العلــم لالمعرفــو لتمييــز‬
‫ال ق من الباطل‪.‬‬

‫اد ُكـ ال أ ُْللَتِـ َ‬


‫ـك َكــا َن َع ْنــهُ‬ ‫خـ َـر َلالْ ُفـ َ َ‬ ‫ـك بِـ ِـه ِع ْلـ تـم إِ َّن َّ‬
‫السـ ْـم َع َلالْبَ َ‬ ‫ـف َمــا لَـ ْـي َ لَـ َ‬
‫دــاى تعــالى‪َ ﴿ :‬لَِ تَـ ْقـ ُ‬
‫جِ ﴾‪(،‬سجرا اإلسراء‪ :‬آيو ‪.)33‬‬ ‫َم ْستُ ً‬
‫نسـا ُن َعلَـى نَـ ْف ِس ِـه‬ ‫فال عذر إلنسان بعد ذلك إن هج سلك طريق الضالى‪ ،‬داى تعالى‪ ﴿ :‬بَ ْل ِْ‬
‫اإل َ‬
‫خيرات(‪)14‬للَج أَلْ َقى مع ِ‬
‫اذ َيرهُ ﴾‪( ،‬سجرا القيامو‪ :‬آيو ‪.)14 -14‬‬ ‫ِ‬
‫ََ‬ ‫َْ‬ ‫بَ َ‬
‫فَا ْعلَ ْم أَنَّهُ َِ إِلَهَ إَِِّ اللَّهُ‬
‫لإذا كان خالقك هج الذي من ك هـذا البخـر لأنـت دطعـو ـميرا مـن الل ـم لالـدم لا خـال‬
‫في بطن أمك‪ ،‬فزلدو بآلو إدراو النجر‪ ،‬لأنت في الظلماو في بطن أمك لجعلك دادراً بهـذا الجهـا‪،‬‬
‫علــى رةيــو القريــا لالبعيــد لتمييــز ا شــياء مــن حجلــك فتممنــت مــن الســعي البخــير فــي هــذه ا ر‬
‫لشاهدو ما يأتي إليك لرادبت ما يخدر منك من كل ما يقع ت ت رةيتك‪.‬‬
‫لإذا كـان خالقـك هـج الـذي من ــك السـمع لأل ـجاو لأنـت فـي عــالم السـمجن فـي بطـن أمــك‬
‫فــزلدو بــآِو الســمع الدديقــو الم ممــو التــي عرفــت بهــا الخطــاب المججــه إليــك‪ ،‬لعرفــك غيــرو مــا‬

‫(‪)4‬‬
‫يريــد لســمعت بهــا مــا جهلــت‪ ،‬لجمعــت بهــا علــجم غيــرو إلــى معلجماتــك لبهــذه اَللــو الســمعيو تممــن‬
‫اإلنسان أن يتخاطا مع أخيه اإلنسان من إنشاء هذه العالداو التي يرضاها مع غيـره كمـا تممـن مـن‬
‫جاو المختلفو التي تقع في نطاق سمعه‪.‬‬ ‫سماو ا‬
‫لإذا كان خالقك‪ -‬سب انه‪ -‬هج الـذي من ـك دـجا العقـل لالفهـم لالـجعي لالتمييـز بـين ال ـق‬
‫لالباطــل لالضــار لالنــافع‪ ،‬فتميــزو بهــذا الف ـ اد الــجاعي عــن ا نعــام التــي تشــترو معــك فــي الســمع‬
‫لالبخر لركا هذا الف اد فيك فتممنت من معرفـو مـا ينفعـك فسـخرو بـه الجبـاى لالب ـار‪ ،‬لطجعـت‬
‫لحسنت به عيشك فـي هـذا‬
‫به النباو لال يجاو‪ ،‬لغخت به في أعماق الماء لطرو به في الفضاء‪ّ .‬‬
‫الدنيا فسعيت لما ينفعك‪ ،‬لنمّخت به عيش خخجمك‪ ،‬فججهـت إلـيهم مـا يضـرهم‪ .‬لبميـر هـذا الفـ اد‬
‫العاد ــل تم ــجن ف ــي ع ــالم المج ــانين‪ ،‬فضـ ـالً ع ــن أن تخ ــنع اَلِو أل تخت ــرو المخترع ــاو أل تبن ــي‬
‫المساكن أل تزرو ا ر ‪.‬‬
‫لإذا تأملت أيها اإلنسان إلى نتيجو حياتك بدلن سـمع لبخـر لفـ اد عادـل فسـترى أنـك تعجـز‬
‫أن تنقـل نفسـك مـن ممانـك إلـى ممـان آخـر يناسـبك‪ ،‬لسـتعجز أن تجـد طعامـك لشـرابك كمـا تعجـز‬
‫أن ت فظ نفسك من أي خطر يتججه ن جو من حيجان أل إنسان‬
‫لعندئذ يمجن المجو أحا إليك من هذه ال ياا العمياء الخماء غير العادلو‪.‬‬
‫لإذا كــان ا م ــر أيه ــا اإلنس ــان ك ــذلك‪ ،‬أِ ت ــرى أن ألى لاج ــا علي ــك ه ــج أن تس ــتخدم ه ــذه‬
‫ا دلاو التي خلقها لك خالقك لتتعلم ما جهلت‪ -‬في معرفو خالقـك لرسـجله‪ ،‬لالتعـرف علـى مشـيتو‬
‫من خلقك لألجدو‪ ،‬للج منع اخ عنك السمع لالبخر لالف اد ما تممن أحد من النا الـذين تعلقـت‬
‫بهم أل أطعتهم أل ا لثان أل الطاغجو بمل جره أن يها لك سمعاً أل بخراً‪.‬‬
‫ـارُك ْم َل َخـتَ َم َعلَـى دُـلُـجبِ ُم ْم َم ْـن إِلَـهت غَْيـ ُـر اللَّ ِـه‬
‫خَ‬ ‫َخ َذ اللَّـهُ َس ْـم َع ُم ْم َلأَبْ َ‬
‫داى تعالى‪ ﴿ :‬دُ ْل أ ََرأَيْـتُ ْم إِ ْن أ َ‬
‫خ ِدفُج َن ﴾ (سجرا ا نعام‪ :‬آيو ‪.)43‬‬ ‫ف ْاَلي ِ‬
‫او ثُ َّم ُه ْم يَ ْ‬ ‫خ ِّر ُ َ‬ ‫يَأْتِي ُم ْم بِ ِه انظُْر َك ْي َ‬
‫ف نُ َ‬
‫لهمذا يرى العادل أن عليه ألًِ أن يستخدم أدلاو العلم التي من ها له خالقـه فـي العلـم بـأمر‬
‫خالقه لالعلم بمرضاته‪ ،‬لالعلم بما جاء به رسجى ربه إليه داى تعالى‪﴿ :‬فَاذْ ُك ُرلا اللَّهَ َك َما َعلَّ َم ُم ْم َمـا لَ ْـم‬
‫تَ ُمجنـُـجا تَـ ْعلَ ُمــج َن ﴾ (ســجرا البقــرا‪ :‬آيــو ‪ ،)232‬فنمــجن بــذلك مــع المطيعــين الشــاكرين الــذين دــالجا‪:‬‬
‫يم ﴾ (سجرا البقرا‪ :‬آيو ‪.)32‬‬ ‫ِ‬ ‫ك أَنْ َ ِ‬‫ْم لَنَا إَِِّ َما َعلَّ ْمتَـنَا إِنَّ َ‬ ‫﴿ سب انَ َ ِ‬
‫يم الْ َ م ُ‬
‫ت ال َْعل ُ‬ ‫ك َِ عل َ‬ ‫ُْ َ‬
‫كمــا يــرى العادــل أن ألى لاجــا عليــه هــج أن يمتثــل مــر ربــه القائــل‪﴿ :‬فَــا ْعلَ ْم أَنَّــهُ َِ إِلَــهَ إَِِّ‬
‫اللَّهُ ﴾ (سجرا م مد‪ :‬آيو ‪ )12‬فيأخذ عقيدته بعلم ليقين حتى يمجن مـن أهـل اإليمـان الراسـخ الـذي‬

‫(‪)4‬‬
‫ِ يتزلزى لليمجن من أهل العقجى الذين أبخـرلا بـالعلم حقـائق اإليمـان بـاخ لرسـجله‪ ،‬ليرفـع نفسـه مـن‬
‫درجــو العُمــي الــذين ِ يعلمــجن أن ربه ــم هــج ال ــق لان رســجى ربهــم ح ــق دــد جــاءهم بــال ق‪ .‬د ــاى‬
‫اب ﴾ (سـجرا‬ ‫ُ‬ ‫ك ِم ْن َربِّ َ‬
‫ك الْ َ اق َك َم ْن ُه َج أَ ْع َمى إِنَّ َما يَـتَ َذ َّكر أ ُْللُجا ا ْ َلْبَـ ِ‬ ‫تعالى‪﴿ :‬أَفَ َم ْن يَـ ْعلَ ُم أَنَّ َما أُن ِز َى إِلَْي َ‬
‫الرعد‪ :‬آيو ‪.)12‬‬

‫أ ُْللَتِ َ‬
‫ك َكا ْ َنْـ َع ِام بَ ْل ُه ْم أَ َ‬
‫ض ال‬
‫لاحــذر أيهــا العادــل أن تمــجن مــن المــافلين‪ ،‬مــن الــذين لــم يشــمرلا الــذي خلقهــم لخلــق لهــم‬
‫السمع لا بخار لا فتدا‪ ،‬فلم يستخدمجا هذه ا دلاو لمعرفو ربهـم بـل أعرضـجا عـن رةيـو آيـاو اخ‬
‫فــي مخلجداتــه لعــن ســماو آيــاو اخ فــي كتابــه‪ .‬لعــن التفميــر فيمــا شــاهدلا‪ ،‬لفيمــا ســمعجا مــن آيــاو‬
‫فعطلــجا أســماعهم لعقــجلهم لأبخــارهم عــن أهــم أمــر خلقهــا الخــالق مــن أجلــه‪ .‬فتعلقــجا بميــر خــالقهم‬
‫لعظم ــجا لددس ــجا م ــن ِ يمل ــك لنفس ــه ضـ ـراً لِ نفعـ ـاً فتعلق ــجا با لث ــان م ــن ا حج ــار لا ش ــجار أل‬
‫لالج ــن أل المجاك ــا لالنج ــجم أل الب ــرق لالرع ــد‪،‬‬ ‫المجاك ــا لالنيـ ـران أل ا بق ــار لالثيـ ـران أل اإلنـ ـ‬
‫لالمطــر أل غيرهــا مــن المخلجدــاو‪ ،‬كمــا تعلــق أهــل الــجثن الجديــد بمجمــجو ا لثــان الســابقو لسـ َّـمجها‬
‫الطبيعــو لتــذللجا بــين يــدي المخلــجدين لددســجا نظريــاو المخلــجدين المتبدلــو لنســجا الــذي أنشــأهم‬
‫لن اللَّـ ِـه َمــا لَـ ْـم يـُنَ ـ ِّـز ْى بِـ ِـه ُس ـ ْلطَانًا َلَمــا لَـ ْـي َ لَ ُهـ ْـم بِـ ِـه ِع ْلـ تـم َلَمــا‬
‫لأحيــاهم ل يميــتهم ﴿ ليـ ْعب ـ ُدل َن ِمــن ُد ِ‬
‫ْ‬ ‫ََ ُ‬
‫ِ‬
‫ضلاج َن بِـأ َْه َجائِ ِه ْم بِمَْيـ ِر ع ْل ٍـم إِ َّن َربَّ َ‬
‫ـك ُه َـج‬ ‫خي ٍر ﴾ (سجرا ال ج‪ :‬آيو ‪ ﴿ .)81‬لإِ َّن َكثِيرا لَي ِ‬ ‫لِلظَّالِ ِمين ِمن نَ ِ‬
‫ً ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬
‫ِ ِ‬
‫ين ﴾ (سجرا ا نعام‪ :‬آيو ‪12‬ا)‪ .‬ل السبا يرجع إلى أنهم غفلجا عن حقائق اإليمـان للـم‬ ‫أَ ْعلَ ُم بال ُْم ْعتَد َ‬
‫يتعلمجها للم ينتفعجا بالسمع لالبخر لالف اد في تعلم أدلـو اإليمـان التـي ظهـرو لمـل باحـى لعُرفـت‬
‫لمل دار لتزاحمت أمام كل عالم‪.‬‬
‫فلما غفلجا عن ال ق لم يبق إِ الباطل الذي ِ دليـل عليـه لِ برهـان لِ يقـجم إِ علـى الـجهم‬
‫لالظن ﴿ دُ ْل َه ْل ِع ْن َد ُك ْم ِم ْـن ِع ْل ٍـم فَـتُ ْخ ِر ُجـجهُ لَنَـا إِ ْن تَـتَّبِعُـج َن إَِِّ الظَّ َّـن َلإِ ْن أَنْــتُ ْم إَِِّ تَ ْخ ُر ُـج َن ﴾ (سـجرا‬
‫ا نعام‪ :‬آيو ‪ )147‬فعطل المافلجن أدلاو العلم عن معرفو خالقها‪ ،‬لتخبَّطجا في عالم الظنجن بعـد أن‬
‫تجــاهلجا ال ــق الــذي جــاءهم مــن ربهــم فمــانجا بــذلك ممــن يســت ق أن تمــجن خاتمــو نشــأته فــي هــذه‬
‫ـجب َِ يَـ ْف َق ُهـج َن‬ ‫اإلنـ ِ لَ ُه ْـم دُـلُ ت‬ ‫ْج ِّـن َل ِْ‬‫الدنيا هـي الـدخجى فـي نـار جهنم﴿للََقـ ْد ذَرأْنَـا لِج َهـنَّم َكثِيـرا ِمـن ال ِ‬
‫َ َ َ ً ْ‬ ‫َ‬
‫ـك ُهـ ْـم‬ ‫َضـ ال أ ُْللَتِـ َ‬
‫ـل ُهـ ْـم أ َ‬ ‫ِ‬
‫ـك َكا ْ َنْـ َعــام بَـ ْ‬‫خـ ُـرل َن بِ َهــا َللَ ُهـ ْـم آ َذا تن َِ يَ ْسـ َـمعُج َن بِ َهــا أ ُْللَتِـ َ‬
‫بِ َهــا للَ ُهــم أَ ْعــين َِ يـ ْب ِ‬
‫َ ْ ُت ُ‬
‫ـل َمــا ُكنَّــا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫﴿لدَالُجا لَـ ْـج ُكنَّــا نَ ْسـ َـم ُع أ َْل نَـ ْعقـ ُ‬
‫الْمَــافلُج َن ﴾ (ســجرا ا عـراف‪ :‬آيــو ‪.)182‬ليــجم القيامــو ينــدمجن َ‬
‫الس ِعي ِر ﴾ (الملك‪ :‬آيو ‪.)11 -15‬‬ ‫اب َّ‬ ‫الس ِعي ِر(‪)15‬فَا ْعتَـرفُجا بِ َذنْبِ ِه ْم فَس ْ ًقا ِ َ ْ َ ِ‬ ‫اب َّ‬ ‫فِي أَ ْ َ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬

‫(‪)3‬‬
‫َش ِه َد اللَّهُ أَنَّهُ َِ إِلَهَ إَِِّ ُه َج َلال َْم َالئِ َموُ َلأ ُْللُجا ال ِْعل ِْم‬
‫نســا َن َمــا لَـ ْـم يَـ ْعلَـ ْـم ﴾ (ســجرا العلــق‪ :‬آيــو ‪ )4‬لمن ــه‬ ‫لممــا ســبق يتبــين لنــا أن الــذي ﴿ َعلَّـ َـم ِْ‬
‫اإل َ‬
‫أدلاو العلـم لالمعرفــو دـد جعــل الطريــق لنيمـان بــه لبرســجله يـأتي عــن طريــق العلـم لباســتخدام أدلاتــه‬
‫لاِنتفــاو بهــا فخلــق فينــا أدلاو تج ــلنا إلــى اإليمــان بــه عــن طريــق مجثــجق هــج طريــق العلــم‪ ،‬دــاى‬
‫تعــالى‪﴿ :‬فَــا ْعلَ ْم أَنـَّـهُ َِ إِلَــهَ إَِِّ اللَّــهُ ﴾ (ســجرا م مــد‪ :‬آيــو ‪)12‬لدــاى تعــالى‪﴿ :‬أَفَ َمـ ْـن يَـ ْعلَـ ُـم أَنَّ َمــا أُن ـ ِز َى‬
‫ـاب ﴾ (ســجرا الرعــد‪ :‬آيــو ‪ )12‬لدــاى‬ ‫ُ‬ ‫ـك ِمـ ْـن َربِّـ َ‬
‫ـك الْ َ ـ اق َك َمـ ْـن ُهـ َـج أَ ْع َمــى إِنَّ َمــا يَـتَ ـ َذ َّكر أ ُْللُــجا ا ْ َلْبَـ ِ‬ ‫إِلَْيـ َ‬
‫ـاب َلالْ ِ ْم َم ـوَ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫تعــالى‪َ ﴿ :‬كمــا أَرس ـلْنا فِــي ُمم رسـ ً ِ‬
‫ـجِ م ـ ْن ُم ْم يَـ ْتـلُــج َعلَـ ْـي ُم ْم آيَاتنَــا َليـُ ـ َزِّكي ُم ْم َليـُ َعلِّ ُم ُمـ ْـم الْمتَـ َ‬ ‫ْ َُ‬ ‫َ َْ َ‬
‫َليـُ َعلِّ ُم ُمـ ْـم َمــا لَـ ْـم تَ ُمجنـُـجا تَـ ْعلَ ُمــج َن ﴾ (ســجرا البقــرا‪ :‬آيــو ‪ ).141‬كمــا حــذر ســب انه لتعــالى مــن اتبــاو‬
‫اد ُك ال أ ُْللَتِ َ‬ ‫ْم إِ َّن َّ‬ ‫ف ما لَي لَ َ ِ ِ ِ‬
‫ـك َكـا َن َع ْنـهُ‬ ‫خ َر َلالْ ُف َ َ‬
‫الس ْم َع َلالْبَ َ‬ ‫ك به عل ت‬ ‫الجهل فقاى سب انه‪َ ﴿ :‬لَِ تَـ ْق ُ َ ْ َ‬
‫جِ ﴾ (اإلسراء‪ :‬أيو ‪)33‬‬ ‫َم ْستُ ً‬
‫لبــيّن ســب انه أن الجهــل يســجق إلــى الج ــجد لالمفــر فــاذا تبعــه العنــاد كــان ســبباً للطبــع علــى‬
‫القلا فـال يفقـه مـن ال ـق الـذي ج ـده ليجهلـه شـيتاً‪ .‬دـاى تعـالى‪َ ﴿ :‬كـ َذلِ َ‬
‫ك يَطْبَ ُـع اللَّـهُ َعلَـى دُـلُ ِ‬
‫ـجب‬
‫ين َِ يَـ ْعلَ ُمج َن ﴾ (سجرا الرلم‪ :‬أيو ‪.)42‬‬ ‫َّ ِ‬
‫الذ َ‬
‫لباســتخدامنا دلاو العلــم لــدينا لتججيههــا لمعرفــو ربنــا لرســجى ربنــا نــدخل فــي ســلك الــذين‬
‫شــهدلا خ بالجحدانيــو لد ـرنهم المــجلى فــي شــهادتهم بشــهادته ســب انه لتعــالى فقــاى الجاحــد الــذي ِ‬
‫شريك له‪َ ﴿ :‬ش ِه َد اللَّهُ أَنَّهُ َِ إِلَهَ إَِِّ ُه َج َلال َْم َالئِ َموُ َلأ ُْللُـجا ال ِْع ْل ِـم دَائِ ًمـا بِال ِْق ْسـ ِ ﴾ (سـجرا آى عمـران‪:‬‬
‫آيو ‪.)17‬‬
‫او لَِق ْجٍم يَـتَـ َف َّم ُرل َن‬
‫خل ْاَلي ِ‬ ‫َك َذلِ َ‬
‫ك نُـ َف ِّ ُ َ‬
‫التفا ـيل التـي تجضـح معـالم‬ ‫بعد أن عرفنـا أن العلـم هـج الطريـق إلـى اإليمـان‪ ،‬فهيـا لنـرى بعـ‬
‫الطريق‪.‬‬
‫لسنرى أن اإلنسان إذا أراد أن يعرف حقيقو أل يتعلم أمراً مجهجًِ لديه فانه يسـلك لاحـدا مـن‬
‫الطرق الثالث اَلتيو‪:‬‬
‫التّأمل َل الت َف ّمر‬
‫فهج يشـاهد ا مـر يرادبـه ليتفمـر فيـه أل يجـرب ليشـاهد ليتفمـر ليسـتنب ال قيقـو التـي كانـت‬
‫مجهجلــو عنــده مــن دبــل‪ ،‬فهــج يــرى أن النــار إذا ســلطت علــى الــثلج‪ ،‬فانهــا تخــهره‪ ،‬لدــد يجــرب ذلــك‬
‫فيسـتنب ال قيقــو التـي كانــت مجهجلـو عنــده‪ ،‬لالتــي لـم يرهــا‪ ،‬فـيعلم أن ال ـرارا تخـهر الــثلج ليطمــتن‬

‫(‪)8‬‬
‫إلى ال قيقو التي عرفها باستنتاي عقله مما يشاهده‪.‬‬
‫لدد يرى الريح تها من جهـو معينـو ثـم يـرى أن السـ ا دـد جـاءو مـن تلـك الجهـو فيسـتنتج‬
‫عقله بأن الرياح هي التي تسجق الس ا فيطمتن إلى ال قيقو التي استنتجها عقله مما شاهده‪.‬‬
‫لدد يرى سيارا من بعيد تت رو في الطريـق المعبـد فيراهـا تن نـي عنـد اِن نـاء لتبطـيء حيـى‬
‫يجا أن تبطيء لتسرو حيى يليق بهـا أن تسـرو ليشـاهد نجرهـا يضـيء لهـا الطريـق فيتفمـر ليسـتنتج‬
‫أن للسيارا نجراً يضيء لها الطريق‪ ،‬ليدرو بعقله أن أجهز السيارا ال و للعلم للتسييرها لأنها تعمـل‬
‫أثنـ ــاء السـ ــير كمـ ــا يـ ــرى‪ ،‬لأنهـ ــا ليسـ ــت معطلـ ــو ل إِ مـ ــا سـ ــارو لإن كـ ــان المشـ ــاهد لـ ــم يـ ــر اَلِو‬
‫لالم ركاو لان جها‪ ،‬الضجء في السيارا سـليم غيـر معطـل بـل هـج ـالح للعمـل‪ ،‬لإن كـان المشـاهد‬
‫لم َير أجهزا إنتاي الضجء في السيارا‪.‬‬
‫لأن السائق عادل مفمر نه يسجدها بعقل لفهم‪.‬‬
‫مدرب على ديادا السيارا نه يسجدها باتقان لإحمام‪.‬‬
‫لأن السائق َّ‬
‫لإذا رأينا أغخان ا شجار تت رو لشتى ا جسام تسق إلى ا ر ‪.‬‬
‫لإذا لم يججد ما يمسـمها فـان عقجلنـا تسـتنتج أن الريـاح هـي التـي حركـت أغخـان الشـجر لأن‬
‫الجاذبيــو ا رضــيو هــي التــي جــذبت ا جســام التــي تسـق علــى ا ر لإن كنــا لــم نشــاهد الهــجاء لِ‬
‫الجاذبيــو‪ .‬لبهــذا الطريــق يمتســا المهندســجن لا طبــاء لالخبــراء لالطــالب فــي علــجمهم المشــاهدا‬
‫لالنــا جميعـاً كثي ـراً مــن العلــجم لالمعــارف اليجميــو عــن طريــق المشــاهدا لالتفمــر أل التجربــو لالتفمــر‬
‫الــذي ي ـ دي إلــى معرفــو ال قيقــو لدــد ســميت هــذه الطريقــو بالطريقــو العلميــو لســمي القــانجن الــذي‬
‫ي ممها بقانجن المعرفو العلميو لالذي يممن ياغته كما يلي‪:‬‬
‫المشاهدا للظاهرا أل للتجربو‪ +‬التفمر فيما يقع ت ت المشاهدا= ال قيقو العلميو‪.‬‬
‫ـرو فيهـا عقجلنـا تممنـا مـن معرفـو ال قـائق معرفـو علميـو‬
‫لهمذا إذا شاهدنا آثار ال قـائق‪ ،‬لفم ْ‬
‫ي و لبهذا الطريق نفسه نعرف ال ق سب انه‪.‬‬
‫فاذا شاهدنا آثاره في كل أرجاء المجن لتفمرنا فيها عندئذ سنعرف ال ق سب انه لتطمـتن إلـى‬
‫ـاو ِ ُللِـ ــي‬
‫ف اللَّْي ـ ِـل لالنـَّه ــا ِر ََلي ـ ٍ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫او لا ْ َر ِ لا ْخ ــتِ َال ِ‬ ‫ِ‬
‫السـ ـ َـم َال َ ْ َ‬ ‫تل ــك المعرف ــو دلجبن ــا ﴿ إِ َّن فِ ــي َخ ْل ـ ِـق َّ‬
‫الس ــمال ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين يَـ ـ ْذ ُك ُرل َن اللَّــهَ دِيَ ًام ــا َلدُـعُ ـ ً‬ ‫َّ ِ‬ ‫ا ْ َلْبَ ـ ِ‬
‫او‬ ‫ـجدا َل َعلَ ــى ُجنُــجب ِه ْم َليَـتَـ َف َّم ـ ُـرل َن ف ــي َخ ْل ـ ِـق َّ َ َ‬ ‫ـاب(‪)125‬ال ــذ َ‬
‫اب النَّا ِر ﴾ (آى عمران‪ :‬آيو ‪)121 -125‬‬ ‫اط ًال سب انَ َ ِ‬ ‫ت ه َذا ب ِ‬
‫ك فَقنَا َع َذ َ‬ ‫ُْ َ‬ ‫َلا ْ َْر ِ َربـَّنَا َما َخلَ ْق َ َ َ‬
‫فان آثار الخلق تشهد أنها من نع الخالق‪.‬‬

‫(‪)7‬‬
‫فان آثار ال ممو تشهد أنها من نع ال ميم‪.‬‬
‫فان آثار الخبرا تشهد أنها من نع الخبير‪.‬‬
‫فان آثار العلم تشهد أنها من نع العليم‪.‬‬
‫فان آثار الر‪،‬ق تشهد أنها من نع الخالق الرا‪،‬ق‪.‬‬
‫فان آثار ال ياا لالمجو تشهد أنها من نع الم يي المميت‪.‬‬
‫فان آثار التخجير البديع تشهد أنها من نع المخجر المبدو‪.‬‬
‫فان آثار الرحمو تشهد أنها من نع الرحيم‪.‬‬
‫فان آثار ال فظ تشهد أنها من نع ال فيظ‪.‬‬
‫فان آثار السيطرا تشهد أنها من نع المسيطر المهيمن‪.‬‬
‫فان آثار الهدايو تشهد أنها من نع الهادي‪.‬‬
‫فان آثار القجا تشهد أنها من نع القجي‪.‬‬
‫فان آثار القدرا تشهد أنها من نع القادر‪.‬‬
‫فان آثار الضر لالنفع تشهد أنها من نع الضار النافع‪.‬‬
‫فان آثار المنى تشهد أنها من نع المني الجاجد‪.‬‬
‫فان آثار الدلام لالبقاء تشهد أنها من نع الدائم البادي‪.‬‬
‫فان آثار الجحدانيو تشهد أنها من نع الجاحد ا حد‪.‬‬
‫فــاذا تأملنــا فــي الججــجد مــن حجلنــا ِ نــرى شــيتاً مــن المخلجدــاو لــه الخــفاو الســابقو بــل نجــده‬
‫يشهد بجادع حاله أنه من نع من له تلك الخفاو فنعرف لنعلم أنه ِ إله إِ اخ‪.‬‬
‫الطريقو ندر بيناو رسالو م مد لى اخ عليه لآله لسلم لنتفمر فيها فنجـد أن كـل‬ ‫لبنف‬
‫بينــو مــن البينــاو تقــدم شــهادا داطعــو بــأن م مــداً رســجى اخ‪ .‬لإذا درســنا البشــاراو التــي جــاءو فــي‬
‫كت ــا ال ــدياناو الس ــابقو لالت ــي ِ يـ ـزاى بعض ــها مجج ــجداً إل ــى اَلن ف ــي المت ــا المقدس ــو المش ــهجرا‬
‫لجدناها تشهد بأن م مداً رسجى اخ لى اخ عليه لسلم‪.‬‬
‫علـى‬ ‫لإذا تأملنا إلى فخاحو القرآن المريم لجدته الدائمو التي أعجزو‪ ،‬لتعجز الجـن لاإلنـ‬
‫أن يأتجا بسجرا من مثلـه مثـل هـذا القـرآن لجـدناها تشـهد لِ تـزاى تشـهد لمـل عادـل بـأن هـذا القـرآن‬

‫(‪)2‬‬
‫مــن عنــد اخ لأن م مــداً رســجى اخ‪ .‬لإذا درســنا أخبــار الميــا التــي أخبرنــا عنهــا رســجى اخ ــلى اخ‬
‫عليه لآله لسلم في ‪،‬منه لالتي ظهرو بعد ذلـك مخـددو لخبـره لِ تـزاى تظهـر إلـى يجمنـا هـذا سـنجد‬
‫في ذلك شهادا اددو باديو بأن م مداً رسجى اخ لى اخ عليه لسلم‪.‬‬
‫لإذا درسنا الخـجارق غيـر العاديـو التـي أيـد اخ بهـا نبيـه فسـنجد المـجن لمـا فيـه مـن مخلجدـاو‬
‫لآيــاو لدرســنا مــا كشــفته العلــجم ال ديثــو بعــد دــرلن طجيلــو لبعــد تــجفر ا دلاو الدديقــو لالدراســاو‬
‫الطجيلــو المتسلســلو فــاذا بتلــك اإلكتشــافاو تــأتي مخــددو لمــا جــاء فــي كتــاب اخ علــى لســان النبــي‬
‫ا مي شهد لنا ذلك بأن هذا القرآن دد أنزله اخ بعلمه‬
‫لإذا درســنا الخــجارق غيــر العاديــو التــي أيــد اخ رســجله بهــا لســجلت فــي حينهــا فــي كتــاب اخ‬
‫لســمعها المســلمجن فخــددجها نهــم شــاهدلها‪ ،‬لســمعها المــافرلن فخــددجها لكــذبجها لت جلــجا مــن‬
‫المفر إلى اإلسالم م كدين لما أخبر القـرآن عـن تلـك الخـجارق لالبينـاو التـي ِ يقـدر عليهـا إِ اخ‪،‬‬
‫مثل انشقاق القمر لنزلى المالئمو للقتاى مع المسلمين‪ ،‬لدتاى الرياح مـع المسـلمين ضـد المـافرين‪،‬‬
‫لنزلى المطر‪ ،‬لالنعا ‪ ،‬لتثبيت الم منين‪ ،‬لإذا درسنا كيفيو حفـظ كتـاب اخ إلـى اليـجم لاحـداً فـي كـل‬
‫أجـزاء ا ر علمنــا بخــدق لدــجو الخــجارق الم يــدا المبينــو لخــدق رســالو م مــد اخ ــلى اخ عليــه‬
‫لســلم نهــا ســجلت فــي كتــاب اخ فــي حينــه علــى مســمع لمـرأى مــن المســلمين لالمــافرين فمــا أنمــر‬
‫ذلـك لاحـد مـن ال اضـرين لدـد حفــظ القـرآن الـذي سـجل هـذه الخــجارق سـليماً مـن كـل ت ريـف إلــى‬
‫يجمنا هذا‪.‬‬
‫ل إذا درسنا ذلـك شـهد ذلـك كلـه بـأن م مـداً رسـجى اخ ـلى اخ عليـه لآلـه لسـلم‪ ،‬أيـده ربـه‬
‫بما ِ يقدر عليه أحد إِ اله‪..‬‬
‫لإذا درســنا ســيرا أ ـ اب رســجى اخ ــلى اخ عليــه لســلم لتعلــق الشــعجب التــي فت جهــا بهــم‬
‫مــا تفعــل الشــعجب المفتجحــو المهزلمــو مــع‬ ‫لتخليــدهم لــذكراهم لانخــهارهم فــي دعــجتهم علــى عمـ‬
‫غزاتها‪ -‬إذا درسنا ذلك كله علمنا أن أتباو م مد الذين اختبرله لعايشجه دد آمنجا بـه حقـاً ل ـددجه‬
‫يقينـاً فمانـت حيــاتهم شـاهدا علــى إيمـانهم بــه لتخـديقهم لـه بعــد أن حـاربجه‪ ،‬لأخرجــجه لدـاتلجه‪ ،‬فــاذا‬
‫ســمعنا ه ـ ِء الم ـ منين الخــاددين يت ــدثجن عــن أســباب إيمــانهم بم مــد‪ -‬عليــه لعلــى آلــه الخــالا‬
‫لالسالم‪ -‬لجدناهم يت دثجن عن آياو بيناو ِ تمجن إِ على يد رسجى م يد من عنـد اخ‪ ،‬للجـدنا‬
‫أن تلك البيناو دد نقلـت إلينـا علـى أيـدي علمـاء الخـ ابو لالتـابعين َم ّمـن شـهد النـا لهـم بالخـدق‬
‫لالعلم لالضب الدديق‪ ،‬فتشهد تلك البيناو بأن م مداً رسجى اخ لى اخ عليه لسلم‪.‬‬
‫أسـعد حيـاا عرفهـا البشـر لالتـي‬ ‫لإذا درسنا الشريعو اإلسالميو لكيـف حققـت علـى لجـه ا ر‬

‫(‪)15‬‬
‫يش ــهد المختخ ــجن لالدارس ــجن للق ــجانين لالشـ ـرائع م ــن المس ــلمين لغي ــرهم ب ــأن الشـ ـريعو اإلس ــالميو‬
‫ال و لمل ‪،‬مان لممان‪ ،‬دد حممت درلناً عديدا‪ ،‬فما لجد فيها‬
‫نقص‪ ،‬أل تقخير‪ ،‬لِ تزاى ال و لت قيق السعادا الماملو للنا إلى يجمنـا هـذا لالـى مـا شـاء‬
‫اخ‪.‬‬
‫لإذا درسنا ما يقجله المختخجن لالدارسجن للقجانين البشريو من أنـه ِ يممـن لقـانجن بشـري أن‬
‫يبقى ال اً لل ياا البشريو كثر من درن من الزمان إذا عرفنا ذلك لدرسـناه‪ ،‬شـهد لنـا ذلـك كلـه أن‬
‫هــذه الش ـريعو اإلســالميو الخــال و لمــل ‪،‬مــان لممــان تشــهد لمــل دار لهــا أنهــا مــن ــنع العلــيم‬
‫اإلنســانيو لبقجاعــد الفطــرا البشـريو الثابتــو التــي لــم تتميــر‪ ،‬لالتــي ِ تـزاى مجهجلــو عنــد‬ ‫ب قــائق الــنف‬
‫اب القجانين البشريو‪ .‬للجدنا ذلك يشهد أن م مداً رسجى اخ‪ -‬لى اخ عليه لآله لسلم‪.‬‬ ‫أ‬
‫لإذا درسنا سيرا رسجى اخ في ألثق مخادرها‪ ،‬لجدنا تلك السيرا ِ يممن أن تمـجن إِ سـيرا‬
‫لرسجى من عند اخ فنجدها تأتي مخددو لشاهدا بأن م مداً رسجى اخ‪.‬‬
‫ألجه الدراسو‪ -‬حسا علمي‪ -‬لالتي تنتهي بخاحبها إذا أخذها بدراسو لتفمر إلـى‬ ‫هذه بع‬
‫إيمــان دــجي ِ يتزعــزو‪ ..‬فيجــد نفســه يــردد لبمــل إيمــان ليقــين‪ :‬أشــهد أن ِ إلــه إِ اخ لاشــهد أن‬
‫بايمــان لراثـي أعمــى إيمــان يثمــر‬ ‫لاو لــي‬
‫م مــداً رســجى اخ ــلى اخ عليــه لآلــه لســلم‪ ،‬لمنــه إيمــان ٍ‬
‫ا عماى الخال و لِ ت ثر فيها الشبهاو‪.‬‬
‫الس َماو َل الت َف ّمر‬
‫َّ‬
‫لهذه الطريقو لمسا العلـم لالمعرفـو هـي الطريقـو المالبـو التـي ينتقـل بهـا العلـم مـن إنسـان إلـى‬
‫آخر‪ ،‬فالمدر لالم اضر ينقل معلجماته إلى طالبه لمستمعيه عن طريق سـماعهم لـه‪ ،‬لالخبيـر الفنـي‬
‫المخــتص ينقــل معلجماتــه إلــى النــا عــن طريــق ســماعهم لــه لالطبيــا ينقــل معلجماتــه إلــى مرضــاه عــن‬
‫طريـق سـماعهم لـه لالمهنـد لالمستشـار ينقـل معلجماتــه إلـى غيـره عـن طريـق اسـتماعهم لـه لالخــديق‬
‫ينقــل معلجماتــه اليجميــو إلــى ــديقه عــن طريــق اســتماعه لــه لهمــذا ــاحا كــل علــم ينقــل علمــه فــي‬
‫المالــا إلــى غيــره عــن طريــق ســماعه لــه لمــن العســير علــى ه ـ ِء المدرســين لالم اض ـرين لالخبــراء‬
‫لالفنيين لا طباء لالمهندسين لالمستشارين لالمختخـين أن يُطلعـجا غيـرهم مشـاهدا علـى مـا شـاهدلا‬
‫أل يســمعجهم مــا ســمعجا للمــنهم ينقلــجن لمــن يريــد العلــم مــا شــاهدلا لســمعجا لعلمــجا‪ ،‬لهمــذا ينتفــع‬
‫المستمعجن بعلجم العلماء ليمتسبجن علجماً جديدا نافعو‪ ،‬تجسع آفادهم عـن طريـق اسـتماعهم للعلمـاء‬
‫لالمختخ ــين لالخب ــراء لغي ــرهم‪ .‬لإذا ك ــان الن ــا يقبل ــجن عل ــى أخ ــذ العل ــم م ــن العلم ــاء ع ــن طري ــق‬
‫ذلك إِ ن العلماء علمجا ما لـم يعلمـجا‪ ،‬ل نهـم فـي م ـل ثقـو عنـد النـا‬ ‫اِستماو لمالمهم فلي‬

‫(‪)11‬‬
‫تدفعهم لتخديق كالمهم‪.‬‬
‫لأغلا ال قائق التي ي من بها النا في شتى ميـادين العلـجم دـد تلقجهـا بالتخـديق ممـن يثقـجن‬
‫هــذا الطريــق المعتمــد عنــد كــل العقــالء يــأتي اإليمــان بــاخ أيضـاً ليــزداد‬ ‫بعلمهــم ل ــددهم لعلــى نفـ‬
‫لضجحاً ل بياناً لرسجخاً‪ .‬فقد ا طفى اخ سب انه رسجًِ‪ -،‬كمـا ا ـطفى مـن دبلـه رسـالً‪:-‬أطلعـه علـى‬
‫كثير من آياته‪ ،‬كما دـاى تعـالى مخبـراً عـن رةيـو م مـد‪ -‬عليـه السـالم‪ -‬لجبريـل عليـه السـالم لَليـاو‬
‫)للََقـ ْد َرآهُ نَـ ْزلَـوً‬ ‫ارلنَـهُ َعلَـى َمـا يَـ َـرى(‪َ 12‬‬ ‫اد َمـا َرأَى(‪)11‬أَفَـتُ َم ُ‬ ‫ب الْ ُفـ َ ُ‬‫﴿مـا َكـ َذ َ‬
‫ربه المبرى فقاى سب انه‪َ :‬‬
‫َ‬
‫)مـا َ‪،‬ا َ‬ ‫)ع ْن َد َها َجنَّوُ ال َْمأ َْلى(‪)14‬إِ ْذ يَـمْ َ‬ ‫)ع ْن َد ِس ْدراِ الْم ْنتـهى(‪ِ 14‬‬
‫أُ ْخرى(‪ِ 13‬‬
‫شـى(‪َ 13‬‬ ‫السـ ْد َراَ َمـا يَـمْ َ‬
‫شـى ِّ‬ ‫َ ُ ََ‬ ‫َ‬
‫ـاو َربِّـ ِـه الْ ُم ْب ـ َـرى ﴾ (ســجرا الــنجم‪ :‬آيــو ‪ )17-11‬لأرســل اخ‬ ‫الْبخــر لمــا طَمَــى(‪)18‬لََق ـ ْد رأَى ِمــن آيـ ِ‬
‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ ََ‬
‫رسجله إلينا ليعلمنا ما جهلنا من أمـر خالقنـا لديننـا لماضـينا لمسـتقبلنا لحممـو خلقنـا ممـا ِ سـبيل لنـا‬
‫ـجِ ِم ـ ْن ُم ْم يَـ ْتـلُــج َعلَـ ْـي ُم ْم آيَاتِنَــا َليـُ ـ َزِّكي ُم ْم‬
‫أن نتعلمــه مــن أنفســنا دــاى تعــالى‪َ ﴿ :‬ك َمــا أ َْر َس ـلْنَا فِــي ُم ْم َر ُسـ ً‬
‫ـاب َلالْ ِ ْم َم ـوَ َليـُ َعلِّ ُم ُمـ ْـم َمــا لَـ ْـم تَ ُمجنُــجا تَـ ْعلَ ُمــج َن ﴾ (ســجرا البقــرا‪ :‬آيــو ‪ )141‬للمــن‬ ‫ِ‬
‫َليـُ َعلِّ ُم ُمـ ْـم الْمتَـ َ‬
‫الم من ِ يخدق إِ رسجى ال ق الـذي اطمـأن إلـى ـدده‪ ،‬لجـاء با دلـو علـى رسـالته لنبجتـه فعندئـذ‬
‫َحـا َ‬ ‫يخدق ما جاء به نه أحق من يخدق نه ينقل العلم عن رب السمالاو لا ر الذي﴿ دَـ ْد أ َ‬
‫السـمال ِ‬ ‫ـا َِ يـعـزب َع ْنـهُ ِمثْـ َق ُ ٍ ِ‬ ‫بِ ُم ِّل َشي ٍء ِعلْما ﴾ (سجرا الطـالق‪ :‬آيـو ‪ِ َ )12‬‬
‫او‬ ‫ـاى ذَ َّرا فـي َّ َ َ‬ ‫﴿عـال ِم الْمَْي ِ َ ْ ُ ُ‬ ‫ْ ً‬
‫اب ُمبِـي ٍن ﴾ (سـجرا سـبأ‪ :‬آيـو ‪)3‬لطريـق تخـديق‬ ‫ك َلَِ أَ ْكبَـر إَِِّ فِي كِتَ ٍ‬ ‫ِ‬
‫َلَِ فِي ا ْ َْر ِ َلَِ أَ ْ مَ ُر م ْن ذَلِ َ‬
‫ُ‬
‫الرس ــل ال ــذين أثبت ــجا لن ــا ــدق رس ــالتهم لجاةلن ــا بالبين ــاو كم ــا دـ ـاى تع ــالى‪﴿ :‬لََقـ ـ ْد أ َْر َسـ ـلْنَا ُر ُسـ ـلَنَا‬
‫او ﴾ (سجرا ال ديد‪ :‬آيو ‪.)24‬‬ ‫بِالْبـيِّـنَ ِ‬
‫َ‬
‫هــذا الطريــق هــج الطريــق الثــاني لنيمــان بــاخ لهــج ي ــى علــى الطريــق ا لى‪ ،‬ليجضــح مــا خفــي‬
‫ليممل معرفو النا بربهم‪ ،‬لهج نفـ الطريـق الـذي اعتمـده العقـالء لطلـا العلـم مـن كـل عـالم يجثَـق‬
‫بعلمـه لإيماننـا بخـدق رسـالو م مـد ـلى اخ عليـه لعلـى آلـه لسـلم يـأتي مـرا ثانيـو علـى هـذا الطريــق‬
‫طريــق الســماو مــن جهــاو مجثجدــو لأط ـراف متعــددا يســت يل أن يجتمــع علــى المــذب فــاذا ســمعنا‬
‫المس ــلم الخ ــيني لالهن ــدي لالباكس ــتاني لاإليران ــي لالعراد ــي لالترك ــي لالس ــجري لاللبن ــاني لا ردن ــي‬
‫لالفلســطيني لمــن فــي الجزيــرا العربيــو لالمخــري لالســجداني لالليبــي لالتجنســي لالجزائــري لالممربــي‬
‫لالمجريت ــاني لالنيجي ــري لالس ــنمالي لالم ــالي لالتش ــادي لالخ ــجمالي لال بش ــي لالتنزان ــي لا ريت ــري ل‬
‫ا ندنجسي ل الماللي لغيرهم ي ـدثك عـن تـاريخ بـالده لتـاريخ دخـجى اإلسـالم إلـى أرضـه لعـن دـادا‬
‫الفــتح اإلســالمي لــبالده عندئــذ ســتجد تــاريخ هــذه البلــدان يخــدق بعضــه بعضـاً ليشــهد بعضــه لــبع ‪،‬‬
‫ليســت يل أن يتجاطــأ أهــل هــذه البلــدان المختلفــو لا جنــا المتعــددا لاللمــاو المتباينــو لا فمــار‬
‫المتباعدا على كذب أل باطل يرليه النا جميعاً‪.‬‬

‫(‪)12‬‬
‫فاذا سألنا المسلمين في هذه ا دطار كيـف كـان إيمـان الفـات ين لدعـاا اإلسـالم الـذين ل ـلجا‬
‫إليمم دعاا إلى الدين‪ ،‬فعندئذ يجيبك الرالي للتاريخ بـأن البشـريو لـم تعـرف فات ـاً م منـاً بدينـه يرجـج‬
‫مــا عنــد اخ لي ــذر اَلخــرا مثــل ه ـ ِء المســلمين ممــا جعــل هــذه الشــعجب المفتجحــو تقتنــع بخــدق‬
‫إيمانهم لإخالا نجاياهم لربهم ل ـدق إيمـانهم برسـجى اخ ـلى اخ عليـه لسـلم فـدخلت معهـم فـي‬
‫ديــن اخ لحافظــت علــى الخــالا لالزكــاا لالخــجم لال ــج لتخلقــت معهــم بــأخالق اإلســالم‪ ،‬لحممــت‬
‫بشـريعو اإلســالم كــل ذلــك بعــد أن شــهدو معهــم أن ِ الــه إِ اخ لأن م مــداً رســجى اخ‪ .‬للقــد كــان‬
‫هـذا بعـد عــدالا لحـرلب لدتــل لتشـريد ف جلــت العـدالا إلــى أخـجا لالبمضــاء إلـى م بــو‪ ،‬لالقتـاى إلــى‬
‫ســلم لانتخــار مــن الجميــع لــدين اخ ضــد أعدائــه‪ .‬للــج كــانجا آبــاءهم أل أبنــاءهم‪ .‬لســتجد هــذه دخــو‬
‫اب م مد ‪ -‬رسجى اخ‪ -‬الفات ين‪.‬‬ ‫لاحدا يرليها لك المسلمجن عن حقيقو أ‬
‫ف ــاذا تفم ــر العق ــل فيم ــا س ــمع عل ــم أن ــدق الش ــعجب المسـ ـلمو ف ــي دينه ــا لحر ــها عل ــى‬
‫التمســك بــه يشــهد بخــدق إيمــان الفــات ين برســجى ربهــم‪ ،‬لحر ــهم علــى اتباعــه لبــذلهم مــجالهم‬
‫اء لِ شمجراً‪.‬‬
‫لأنفسهم في سبيل نشر دينه‪ ِ ،‬يريدلن من النا جز ً‬
‫لإذا ســألنا أهــل المشــرق لأهــل الممــرب لأهــل الشــماى لأهــل الجنــجب أجــابجا جميع ـاً أججبــو‬
‫مجحدا‪ .‬لشهد الخلف على شـهادا السـلف شـهادا لاحـدا فـاذا بنـا أمـام بينـاو نيـرا لأدلـو لافـرا تبـين‬
‫لنا ا سا الذي شهدو على أساسه ا جيـاى المتعادبـو فـي المشـرق لالممـرب بخـدق رسـالو م مـد‬
‫ـاو بـيِّـنَ ٍ‬
‫ـاو َلَمـا يَ ْم ُف ُـر‬ ‫لى اخ عليه لسلم لأنه رسجى اخ‪ .‬ل دق اخ القائل‪ ﴿ :‬للََقـ ْد أَنزلْنَـا إِلَْي َ ٍ‬
‫ـك آيَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اس ـ ُقج َن ﴾ (ســجرا البقــرا‪ :‬آيــو ‪ )22‬للقــد جمــع المســلمجن هــذه البينــاو فــي كتــا خا ــو‬ ‫بِهــا إَِِّ الْ َف ِ‬
‫َ‬
‫تــدر فــي شــتى أن ــاء الــبالد اإلســالميو ت ــت عنــالين مختلفــو مث ــل‪ :‬دِئــل النبــجا أل المعجـ ـزاو‬
‫الم مديــو أل مــا شــابه ذلــك لالعلــم بهــذه الــدِئل دــد نقــل إلين ـا عــن الــذين اعتــرف أهــل المشــرق‬
‫لالممــرب لهــم بخــدق اإليمــان‪ ،‬فشــاركجهم فــي ذلــك اإليمــان‪ .‬لهــم الــذين كــانجا حاضـرين مشــاهدين‬
‫لتلك البيناو المعجزا‪ .‬لالنادلجن لهذه البيناو هـم المشـهجد لهـم بـالعلم لالتقـجى لالضـب لالت قيـق‬
‫من أبناء المشرق لالممرب فـي مختلـف ا ‪،‬مـان‪ ..‬لهمـذا يتأكـد اإليمـان ليتأ ـل بعـد سـماو البينـاو‬
‫لالمعجزا التي تنادلتها أجياى المسلمين من ألثـق المخـادر لأ ـددها فيـزداد العادـل إيمانـاً ليقينـاً بـأن‬
‫م مداً رسجى اخ لى اخ عليه لسلم‪.‬‬
‫اهد‬
‫شَ‬ ‫التعامل الم َ‬
‫َ‬
‫لهذا هج الطريق الثالى لِ يتمتع بالسير فيه لمشاهدا آياته لدِئله إِ من دق عزمـه لسـار‬
‫ـا علــى الدراســو لالب ــى لالت قيــق لالنــا ي منــجن إيمان ـاً ِ يتزعــزو بــالجادع‬
‫فــي طريــق اإليمــان لأكـ ّ‬

‫(‪)13‬‬
‫المشاهد أمامهم‪ ،‬لهج أعلى درجاو التخديق لديهم‪.‬‬

‫لاإليمان باخ عن هذا الطريق دد جعله اخ جائزا لمن آمن به لأطاعه لاسـتجاب لـه‪ .‬ففـتح بابـاً‬
‫للتعامل معه مباشرا لرةيو آياو اخ ممشجفو عن حجـاب ا سـباب لالسـنن العاديـو لذلـك فيمـا يعرفـه‬
‫الم منجن باجابو اخ للـدعاء‪ .‬للقـد عرفـت هـذا بنفسـي عشـراو المـراو لعرفـه اَلِف لالماليـين مـن‬
‫الم ـ منين لشــاهدله كمــا عُــرف لاض ـ اً جلي ـاً فــي الشــعجب اإلســالميو فــي ظــاهرا اِستســقاء عنــدما‬
‫إجابــو ربــه لدعائــه فــي‬ ‫يخــاب المســلمجن بالجفــاف لكــل إنســان مــن البشــر يســتطيع أن يــرى ليلــتم‬
‫أعجــز ا طبــاء أل فــي فــتح مخــري مــن مــأ‪،‬ق دــد أغلــق علــى ــاحبه أل ر‪،‬ق بعــد فقــر‬ ‫كشــف مــر‬
‫شديد‪ ،‬ل أيو رحمو ينعم بها اخ على عبده‪ ،‬لمن ذلك ِ يمجن إِ لمن ت قق فيه شرطان‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلستجابو له لاتباو دينه‪.‬‬
‫‪ -2‬اإليمان به سب انه‪.‬‬
‫ُجيا د ْعجاَ ال َّـد ِ‬
‫اعي إِذَا َد َعـانِي فَـلْيَ ْسـتَ ِجيبُجا‬ ‫ك ِعب ِ‬
‫ادي َعنِّي فَِانِّي دَ ِر ِ‬
‫يا أ ُ َ َ‬ ‫ت‬ ‫داى تعالى‪َ ﴿ :‬لإِذَا َسأَلَ َ َ‬
‫لِي َللْيُـ ْ ِمنُجا بِي لَ َعلَّ ُه ْم يَـ ْر ُش ُدل َن ﴾ (سجرا البقرا‪ :‬أيو ‪.)173‬‬
‫لدد يُرى هذا الجادع المشاهد الممشجف في إجابو اخ لمضطر لجأ إلى اخ بخدق لإخـالا‬
‫كما داى‪:‬‬
‫ـاء ا ْ َْر ِ أَئِلَـهت َم َـع اللَّ ِـه دَلِــي ًال‬
‫ـجء َليَ ْج َعلُ ُم ْـم ُخلَ َفـ َ‬
‫س َ‬ ‫ـا ال ُْمضـطََّر إِذَا َد َعــاهُ َليَ ْم ِش ُ‬
‫ـف ال ا‬ ‫ِ‬
‫﴿أ ََّم ْـن يُجي ُ‬
‫َما تَ َذ َّك ُرل َن ﴾ (سجرا النمل‪ :‬آيو ‪)32‬‬
‫لمــن بلــه هــذه الدرجــو لل ــل إلــى هــذا الطريــق‪ ،‬فقــد لجــد نفســه مــن عبــاد اخ المـ منين الــذين‬
‫تمتعجا باستجابو رب العالمين لدعائهم‪ ،‬فاحرا أيها العادل أن تمجن من ه ِء لاحرا أيها المسـلم‬
‫أن تخــل إلــى هــذه الدرجــو بت قيــق شــرلطها فــاذا بلــه المســلمجن هــذه الدرجــو فســي قق اخ لهــم كــل‬
‫أمنيو‪.‬‬
‫فاذا تفمر العادل في هذه الظاهرا ظاهرا اإلجابو من اخ لعباده المـ منين عـرف أن الـذي شـفى‬
‫المرضى بـدلن سـبا معلـجم‪ -‬بعـد الـدعاء‪ -‬هـج السـميع المجيـا الشـهيد ال ـي البـادي الـدائم الـذي‬
‫أجاب الم منين في غابر الزمان ليجيبهم اليجم‪ ،‬لفي يجم الدين‪ ،‬لالذي يسمع الم من المنادي له فـي‬
‫الخــين لالمنــادي لــه فــي الممــرب‪ ،‬لالــذي يســمع الــدعاء الخافــت الــذي ِ يســمعه مــن فــي الممــان‬
‫المجالر‪ ،‬ليعلم كل لمو يدعى بها‪.‬‬
‫إذا تفمــر العادــل فــي ذلــك علــم أنــه يتعامــل فــي الجادــع المشــاهد مــع ربــه الســميع المجيــا‪.‬‬

‫(‪)14‬‬
‫ليــزداد إيمان ـاً بــأن م مــداً رســجى اخ ــلى اخ عليــه لســلم إذا ســرنا فــي هــذا الطريــق طريــق الجادــع‬
‫المشاهد الذي لدع بالفعل في تاريخ المسلمين ليقع بالفعل‪ -‬في حيـاا المسـلمين الخـاددين‪ .‬أمـا مـا‬
‫لدــع فــي التــاريخ لســجلته ا مــم المختلفــو لرلاه الثقــاو لســجل بعضــه القــرآن الم ـريم فــذلك النخــر‬
‫اإللهــي‪ ،‬لالتأييــد الربــاني الــذي جعلــه اخ لعبــاده الم ـ منين المتبعــين لرســجله م مــد عليــه لعلــى آلــه‬
‫الخالا لالسالم فنخرهم اخ على عـدلهم لحقـق لهـم أسـعد حيـاا عرفهـا اإلنسـان(‪ )1‬فخـلح فيهـا أمـر‬
‫النــا جميعـاً فمــانجا خيــر أمــو أخرجــت للنــا ‪ ،‬لنخــر اخ عبــاده فــي ا ر لحقــق لهــم لعــده الــذي‬
‫َّهم فِــي ا ْ َْر ِ َك َمــا‬ ‫ِ‬ ‫أخبــر بــه فــي كتابــه ﴿ ل َعـ َد اللَّــهُ الَّـ ِـذين آمنُــجا ِمـ ْن ُمم ل َع ِملُــجا َّ ِ ِ‬
‫الخــال َ او لَيَ ْســتَ ْخل َفنـ ُ‬ ‫َْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫َّه ْم ِمـ ْـن بَـ ْعـ ِد َخـ ْـجفِ ِه ْم أ َْمنًــا‬ ‫ين ِمـ ْـن دَـ ْـبلِ ِه ْم َللَيُ َم ِّمــنَ َّن لَ ُهـ ْـم ِديـنَـ ُه ْم الَّـ ِـذي ْارتَ َ‬
‫ضــى لَ ُهـ ْـم َللَيُبَـ ِّـدلَنـ ُ‬
‫اســتَ ْخلَ َ َّ ِ‬
‫ف الــذ َ‬ ‫ْ‬
‫اس ُقج َن ﴾ (سجرا النجر‪ :‬آيو ‪)44‬‬ ‫ك هم الْ َف ِ‬ ‫يـ ْعب ُدلنَنِي َِ ي ْش ِرُكج َن بِي َش ْيتًا لمن َك َفر بـ ْع َد َذلِ َ ِ‬
‫ك فَأ ُْللَت َ ُ ْ‬ ‫ََ ْ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َُ‬
‫لليعــرف ذلــك فــي ســعادا أتبــاو م مــد ــلى اخ عليــه لآلــه لســلم الخــاددين فــي أي حــاى مــن‬
‫ا حــجاى عاشــجا فــي الشــدا لالرخــاء لالخــجف لا مــن لالقــجا لالضــعف لمــا يشــهد النــا لهــم بــه مــن‬
‫حسن خلق‪ ،‬لاستقامو سيرا‪.‬‬
‫لهذا القرآن المريم آياو بيناو شاهدا بين أيدينا تدى كل مـن تفمـر فيهـا أن هـذا القـرآن مـن‬
‫عند اخ لأن م مداً رسجى اخ لى اخ عليه لآله لسلم لمن در هـذا المتـاب لتأمـل علجمـه لتفقـه‬
‫فــي آياتــه رأى اَليــاو البينــاو تدلــه علــى أن هــذا القــرآن مــن عنــد اخ لأن م مــداً رســجى اخ دــاى‬
‫جب أَدْـ َفالُ َها ﴾(‪()2‬سجرا م مد‪ :‬آيو ‪)24‬‬ ‫تعالى‪ ﴿ :‬أَفَ َال يَـتَ َدبَّـرل َن الْ ُق ْرآ َن أ َْم َعلَى دُـلُ ٍ‬
‫ُ‬
‫خ َيراٍ أَنَا َلَم ْن اتَّـبَـ َعنِي ﴾ (سجرا يجسف‪ :‬آيو ‪.)157‬‬
‫﴿ دُل َه ِذهِ سبِيلِي أَ ْدعُج إِلَى اللَّ ِه َعلَى ب ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬

‫(‪ )1‬دد يظن ظان أن السعادا تمجن لتت قق بالماى الزائد‪ ،‬لكثرا التيسيراو الماديو لهذا ِ شك من ا سـباب الثانجيـو التـي‬
‫تجعــل ال يــاا ســعيدا أمــا ا ســباب الرئيســيو فهــي اإليمــان لالرضــى بقــدر اخ لاإلطمتنــان عــل المســتقبل لال يــاا فــي ظــل‬
‫ا خــالق اإلســالميو الرفيعــو مــع اَلخــرين لليســت المتــع الدنيجيــو إِ ســبباً ثانجيـاً للســعادا ن الــدلى التــي حققــت المثيــر مــن‬
‫هــذه المتــع تعــيش ف ــي ضــيق لتعاســو ليفــر كثي ــر مــن أبنائهــا إل ــى اإلنت ــار للــتخلص مــن ض ــيق حيــاتهم لشــقائهم‪ ،‬لكــذلك‬
‫المن رفجن من المسلمين في هذا الزمان‪.‬‬
‫ـجراٍ ِم ْـن‬
‫س َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )2‬لهذا القرآن يدعج الممذبين إلى تجربو عمليو فيقجى تعالى‪ ﴿ :‬لإِ ْن ُكنتم فِي ري ٍ ِ‬
‫ا م َّما نَـ َّزلْنَا َعلَى َع ْبـدنَا فَـأْتُجا ب ُ‬ ‫َ ُ ْ َْ‬
‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِمثْلِـ ِـه لا ْدعــجا ُشــه َد ِ‬
‫ـار الَّتِــي َلدُ ُ‬
‫جد َهــا النَّــا ُ‬ ‫ين(‪)23‬فَ ـِا ْن لَـ ْـم تَـ ْف َعلُــجا َللَـ ْـن تَـ ْف َعلُــجا فَــاتَّـ ُقجا النَّـ َ‬
‫اء ُك ْم مـ ْـن ُدلن اللَّــه إِ ْن ُكنــتُ ْم َ ــادد َ‬
‫َ َ‬ ‫َ ُ‬
‫لالْ ِ جاراُ أ ُِعد ْ ِ ِ‬
‫ين﴾(البقرا‪ :‬آيو ‪ ،)24-23‬لمن خخائص القرآن التي يدركها النا بسهجلو‪ :‬جدته الدائمـو فهـج ِ‬ ‫َّو ل ْل َماف ِر َ‬ ‫َ ََ‬
‫يبل مهما كررته ا لسن‪ ...‬فهل يستطيع النا أن يأتجا بمالم ِ يبل مهما كـرر الجـجاب لاضـح جلـي لهـج عجـز النـا عـن‬
‫مثل هذا‪ ...‬لللقرآن خخائص لمزايا كثيـرا يعجـز النـا عـن اإلتيـان بمثلهـا لدـديماً عجـز كـار دـريش لهـم أحـرا النـا عـل‬
‫تمذيا رسجى اخ لى اخ عليه لسلم فلـم يجـدلا إِ اإليمـان بعـد أن ل ـفجا القـرآن بالسـ ر لهـذه التجربـو ِ تـزاى دائمـو‬
‫بين أيدينا تدلنا لتعرفنا على أن هذا القرآن من عند اخ سب انه لتعالى‪.‬‬

‫(‪)14‬‬
‫لبعد فذلك هج طريـق اإليمـان طريـق العلـم لالـجعي‪ ..‬مـن سـار فيـه فقـد سـار علـى بخـيرا لآمـن‬
‫على بخيرا‪ ،‬لانتفع بسمعه لبخـره لعقلـه لعـرف طريقـه الـذي يج ـله بربـه الـذي بـدأ خلقـه لإليـه مآبـه‬
‫خـ َـر فَلِنَـ ْف ِسـ ِـه َلَمـ ْـن َع ِمـ َـي فَـ َعلَْيـ َهــا َلَمــا أَنَــا َعلَـ ْـي ُم ْم‬ ‫لعليــه حســابه ﴿ دَـ ْد جــاء ُكم ب ِ ِ‬
‫خــائ ُر مـ ْـن َربِّ ُمـ ْـم فَ َمـ ْـن أَبْ َ‬
‫َ َ ََْ‬
‫يظ ﴾ (سجرا ا نعام‪ :‬آيو ‪.)154‬‬ ‫بِ ِف ٍ‬
‫َ‬
‫ت َللِنُبَـيِّـنَهُ لَِق ْـجٍم يَـ ْعلَ ُمـج َن ﴾ (سـجرا ا نعـام‪ :‬آيـو ‪)154‬‬ ‫او َللِيَـ ُقجلُجا َد َر ْس َ‬ ‫ف ْاَلي ِ‬
‫خ ِّر ُ َ‬ ‫﴿ َلَك َذلِ َ‬
‫ك نُ َ‬
‫يســتقيم فــي حياتــه علــى طريــق مســتقيم أللــه فــي خلقــه لنشــأته كــان طبقـاً مــر اخ لهــج يقضــي حياتــه‬
‫الجسطى في هذه الدنيا أيضاً طبقاً مر اخ للفق هداه سب انه‪.‬‬
‫خطجا عمليه‪:‬‬
‫فمن كان يريـد لنفسـه إيمـان البخـيرا لالعلـم الـذي يثمـر العمـل الخـالح لِ تهـدده الشـمجو أل‬
‫يري ــد ذل ــك لِده لإخجان ــه لأ ــددائه أل أدارب ــه فعلي ــه أن يس ــأى ع ــن المت ــا الت ــي جمع ــت حق ــائق‬
‫اإليمــان لأدلــو الشــهادتين ليب ــى عــن عــالم أل طالــا علــم يشــرح لــه تلــك ال قــائق ليعــر عليــه‬
‫طـالب العلـم لالعلمــاء‬ ‫حملـو اإليمــان إن أراد إيمانـاً كمـا يجـال‬ ‫البينـاو لعليـه بعـد ذلـك أن يجـال‬
‫إن أراد علم ـاً‪ .‬ليجــال أهــل الخبــرا إن أراد خبــرا لعليــه أن يخــبر نفســه معهــم حتــى يمتلــيء دلبــه‬
‫ين يَـ ْدعُج َن َربـَّ ُهـ ْـم‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫ـك َمـ َـع الــذ َ‬‫سـ َ‬
‫ب قــائق اإليمــان لينيــر لجدانــه بنــجر اإليمــان دــاى تعــالى‪َ ﴿ :‬لا ْ ـب ْر نَـ ْف َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بِالْمَ َدااِ َلال َْع ِش ِّي يُ ِريـ ُدل َن َل ْج َهـهُ َلَِ تَـ ْعـ ُد َع ْيـنَ َ‬
‫ـاو َعـ ْنـ ُه ْم تُ ِريـ ُد ِ‪،‬ينَـوَ الْ َ يَـاا الـ ادنْـيَا َلَِ تُطـ ْع َم ْـن أَ ْغ َفلْنَـا دَـلْبَـهُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـاء فَـلْيَ ْم ُف ْـر‬ ‫ـل الْ َ ـ اق م ْـن َربِّ ُم ْـم فَ َم ْـن َش َ‬
‫ـاء فَـ ْليُ ـ ْ م ْن َلَم ْـن َش َ‬ ‫َع ْن ذ ْك ِرنَا َلاتَّـبَ َع َه َجاهُ َلَكا َن أ َْم ُرهُ فُـ ُرطًا(‪َ 27‬‬
‫)لدُ ْ‬
‫ـاء َكالْم ْهـ ِـل يَ ْشـ ِجي الْج ُجـ َ ِ‬ ‫إِنَّــا أَ ْعتـ ْدنَا لِلظَّــالِ ِمين نَــارا أَحــا َ بِ ِهــم ســر ِاددُـها لإِ ْن يســت ِميثجا يـمَــاثُجا بِمـ ٍ‬
‫ـجه بـ ْت َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ َُ َ َ َ َْ ُ ُ‬ ‫َ ً َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫و مرتَـ َف ًق ــا(‪ )22‬إِ َّن الَّـ ـ ِذين آمنُــجا ل َع ِملُــجا َّ ِ ِ‬
‫س ـ َـن‬‫َح َ‬ ‫َج ـ َـر َم ـ ْـن أ ْ‬ ‫الخ ــال َ او إِنَّــا َِ نُض ـ ُ‬
‫ـيع أ ْ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ـاء ْ ُ ْ‬ ‫اب َل َس ـ َ‬ ‫َّ‬
‫الش ـ َـر ُ‬
‫َع َم ًال ﴾ (سجرا المهف‪ :‬آيو ‪ )35 -27‬لإذا كنت من الذين أخذلا إيمـانهم تقليـداً لابـاء لا جـداد‬
‫الخطـجا أنــت لأهلـك لتت خـن ب قـائق اإليمـان لتمــجن مـن الـذين آمنـجا عـن علــم‬ ‫فبـادر باتخـاذ نفـ‬
‫فمانجا من أللي ا لباب أما إن بقيت علـى مـا أنـت عليـه مـن التقليـد فقـد آثـرو الطريـق التـي نـدد بهـا‬
‫ِ‬ ‫َنز َى اللَّـهُ دَـالُجا بَ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ـل نَـتَّب ُـع َمـا أَلْ َف ْيـنَـا َعلَْيـه آبَ َ‬
‫اءنَـا أ ََللَ ْـج َكـا َن‬ ‫ْ‬ ‫يل لَ ُه ْم اتَّبِعُجا َما أ َ‬
‫القرآن فقاى تعالى‪َ ﴿ :‬لإذَا د َ‬
‫آبَــا ُة ُه ْم َِ يَـ ْع ِقلُــج َن َشـ ْـيتًا َلَِ يَـ ْهتَـ ُدل َن ﴾ (ســجرا البقــرا‪ :‬آيــو ‪ .)185‬لتمــجن أيضـاً دــد عرضــت نفســك‬
‫لفتك مر اإلل اد المنتشر في هذا الزمان ل شبهاته الني أ ابت كثيراً من المسلمين فارتد الا‬
‫كــافرين للقــد أخبــر رســجى اخ عــن هــذا ا مــر فقــاى‪" :‬ســتمجن فــتن ِ ينجــج منهــا إِ مــن عــرف‬
‫دينه "‪.‬‬

‫(‪)13‬‬
‫اع ِ‬
‫او‬ ‫اإليمان يزيد بالطّ َ‬
‫فــاذا اســتقر اإليمــان فــي نفســك فســتجد النشــا لعمــل الخــال او دــد دب فيــك لإذا أدبلــت‬
‫علــى عمــل الخــال او لأخلخــت نيتــك لربــك لجــدو أن إيمانــك يــزداد‪ ،‬فــاذا لجــدو أم ـراً يعجــزو‬
‫فاستعن بالم منين الخـاددين تتملـا بـاذن اخ علـى مشـملتك لاحـذر أن تمـجن عجنـاً للفاسـدين لالتـزم‬
‫ان َلاتَّـ ُقــجا اللَّــهَ إِ َّن اللَّــهَ َشـ ِدي ُد‬
‫اإلثْـ ِـم لالْعـ ْدل ِ‬
‫ـالنُجا َعلَــى ِْ َ ُ َ‬
‫ِ‬
‫ـالنُجا َعلَــى الْبـ ِّـر َلالتَّـ ْقـ َـجى َلَِ تَـ َعـ َ‬
‫بــأمر ربــك ﴿ َلتَـ َعـ َ‬
‫اب ﴾ (سجرا المائدا‪ :‬آيو ‪.)2‬‬ ‫ال ِْع َق ِ‬

‫ت ال َمافرين‬
‫َعنَ ُ‬
‫إن الم ــافر الجاح ــد ال ــذي ك ــره اله ــدى‪ ،‬ل‪،‬ي ــن ل ــه الش ــيطان أن مخ ــل ته ف ــي مقالم ــو اإليم ــان‬
‫مخــال ه أن تضــيع إذا انتخــر اإليمــان أل يخشــى علــى شــهجاته المن رفــو‬ ‫لم اربتــه لخــاف علــى بعـ‬
‫حيــاا الفضــيلو فــي ظــل اإليمــان‪ ،‬هــذا المــافر ِ تمفيــه اَليــاو لالب ـراهين الســابقو‪ ،‬رغــم أنــه يمتفــي‬
‫بجاحدا منها أل بنخف لاحـدا لالدتنـاو بـأمر دنيـجي‪ -‬فينـدفع فـي معاندتـه لممابرتـه إلثـارا الشـبهاو‪،‬‬
‫لابتمار‬
‫فنــجن الممالطــو لخــد النــا عــن ديــن اخ فت ـراه يتعنــت علــى مــن يــدعجه إلــى اإليمــان ليشــتر‬
‫الشرل الخرداء‪ ،‬لمما شاو عن ه ِء المتعنتين دجلهم كما داى ا للجن‪:‬‬
‫أرنَا اخ َج ْه َرا‬
‫ماذا يريد ه ِء المتعنتجن ‪.‬‬
‫إنهم يريدلن أن يرلا اخ بأعينهم التي في رةلسهم اَلن بار‪،‬اً أمـامهم لهـل تقـدر العيـجن الضـيقو‬
‫العــاجزا الم ــدلدا المــدى أن تــرى اخ جهــرا هيــا لنــرى اَلخــر لنب ــى دــدرا العــين التــي يشــتر‬
‫المــافرلن فــي اإليمــان أن ت ــي بربهــا إدراك ـاً هــل تقــدر العــين أن تــرى الهــجاء الــذي يالمســها ليمتــد‬
‫أمامها متاو الميلجمتراو ‪.‬‬
‫التــي تجــذب إليهــا كــل ا جســام لهــل تقــدر أن تــرى الجــجاب‬ ‫هــل تــرى العــين جاذبيــو ا ر‬
‫ِ‪.ِ ...‬‬
‫هل ترى العين أمجاي اإلذاعو التي تبثها اَلن م طاو اإلذاعو‬
‫في العالم لم طاو الالسلمي لالرائي (التلفزيجن) لهل تقدر أن ترى ذلك ‪.‬‬
‫الججاب ِ‪...ِ ...‬‬

‫(‪)18‬‬
‫هل ترى العـين الـرلح التـي تسـمن فـي ا جسـام ال يـو فتججـد الفـرق بـين ال ـي لالميـت لهـل‬
‫ترى العين العقل الذي يفرق بين المجنجن لالعادل لهل تقدر أن ترى ذلك ‪.‬‬
‫الججاب ِ‪...ِ ...‬‬
‫دطعو ال ديد ‪.‬‬ ‫لهل تستطيع العين أن ترى القجى التي يجذب بها الممناطي‬
‫الججاب ِ‪...ِ ...‬‬
‫لهل تقدر العين أن تت مل ضجءاً دريباً يججه إليها من كشاف أل مخباح دجي ‪.‬‬
‫الججاب‪ ...‬إنها ِ تستطيع احتماى شدا النجر‪.‬‬
‫إذن‪ :‬هــذه العــين تعجــز أن تــرى كثي ـراً مــن ا شــياء القريبــو منهــا لِ تت مــل شــدا النــجر القريــا‬
‫منها‪.‬‬
‫لإذن فهــل تســتطيع العــين الم ــدلدا أن تــدرو ا شــياء البعيــدا أل تت مــل النــجر القــجي البعيــد‬
‫عنها هيا لنرى ‪.‬‬
‫هل تستطيع العين أن ترى من بالممان المجالر ‪.‬‬
‫الججاب ِ‪...ِ ...‬‬
‫بأجـمعها ‪.‬‬ ‫هل تستطيع العين أن ترى داراو ا ر‬
‫الججاب ِ‪...ِ ...‬‬
‫هل تستطيع العين أن ترى جميع نججم السماء ‪.‬‬
‫الججاب ِ‪ ...ِ ...‬فهـي ِ تـرى إِ القليـل‪ .‬لإذا ظهـر ضـجء القمـر لـم تَـر إِ أدـل القليـل دـاى‬
‫استًا َل ُه َج َح ِس تير ﴾ (سجرا الملك‪ :‬آيو ‪.)4‬‬
‫ك الْبخر َخ ِ‬ ‫خر َك َّرتَـ ْي ِن يَن َقلِ ْ ِ‬ ‫ِ‬
‫ا إلَْي َ َ َ ُ‬ ‫تعالى‪ ﴿ :‬ثُ َّم ْارج ْع الْبَ َ َ‬
‫في رابعو النهار ‪.‬‬ ‫لهل تستطيع العين أن تت مل مشاهدا درا الشم‬
‫الججاب ِ‪...ِ ...‬‬
‫إذن هــذه العــين عــاجزا م ــدلدا ِ تســتطيع أن تــرى مــا بعــد عنهــا لِ مــا اشــتد نــجره عليهــا لِ‬
‫تقدر على ذلك كما تعجز أن ترى كثيراً من ا شياء اللطيفو القريبو منها‪...‬‬
‫فهل تستطيع هذه ا عين الضعيفو الم دلدا أن ترى اخ ‪.‬‬
‫هيا لنرى‪:‬‬

‫(‪)17‬‬
‫المسافو بيننا لبين الشم ‪ 23‬مليجناً مـن ا ميـاى تقريبـاً‪ ،‬ليقطعهـا الضـجء فـي ‪ 7‬ددـائق تقريبـاً‬
‫ن الضجء يقطع في الثانيو (ددو الساعو) (‪ )355555‬كيلجمتر لأدرب نجم‪ -‬غيـر المجاكـا‪ -‬إلينـا‬
‫ِ يخلنا منه الضجء إِ بعد أن يسافر منه في مدا أربع سنجاو لخمسو أشهر تقريباً‪.‬‬
‫النجـجم يسـتمرق سـفر الضـجء منهـا إلينـا متـو سـنو لبعضـها ألـف سـنو لبعضـها مليـجن سـنو‬ ‫لبع‬
‫لبعضها ستو باليين السنين‪ ،‬لهج في الثانيو الجاحـدا يقطـع (‪ )3 .....‬كيلـجمتر فـأين تقـع هـذه النجـجم‬
‫ِ‬ ‫ْسـم بِمجادِـ ِع الناج ِ‬
‫ـجم(‪ِ َ 84‬‬ ‫ِ‬
‫ـيم ﴾‬ ‫)لإنَّـهُ لََق َ‬
‫س تـم لَ ْـج تَـ ْعلَ ُمـج َن َعظ ت‬ ‫ُ‬ ‫إذن إدرأ معي دجى اخ عز لجل‪ ﴿ :‬فَ َال أُد ُ َ َ‬
‫(سجرا الجادعو‪ :‬آيو ‪ .)83 -84‬للقد علمنا فرأينا أنها مجادع عظيمو حقاً‪.‬‬
‫السـماء الـ ادنْـيَا بِم َ ِ‬
‫يح‬
‫خـاب َ‬ ‫َ‬ ‫لهذه النججم ِ تزاى في ‪،‬ينو السماء ا للى داى تعـالى‪َ ﴿ :‬للََقـ ْد َ‪،‬يـَّنَّـا َّ َ َ‬
‫لشــي ِ‬‫لجعلْنَاهــا رج ِ‬
‫اطي ِن ﴾ (ســجر الملــك‪ :‬آيــو ‪)4‬لبعــد هــذه الزينــو تــأتي الســماء ا للــى لســممها‬ ‫جمــا ل َّ َ‬
‫َ ََ َ ُُ ً‬
‫لالفراَ بينها لبين السماء الثانيو‪ ،‬ثم تأتي السماء الثالثو لالرابعو‪ ،‬لالخامسو‪ ،‬لالسادسو‪ ،‬لالسابعو ثـم‬
‫يأتي كرسي الـرحمن الـذي أحـا بهـذه السـمالاو السـبع فمانـت السـمالاو السـبع بالنسـبو للمرسـي‬
‫كسـبعو دراهــم فــي تـر ‪ -‬كمــا جــاء فــي ال ـديى‪ -‬ثــم يــأتي العــري العظـيم الــذي ِ يســالي المرســي‬
‫راء‪ ،‬كما جاء في ال ديى الشريف‪.‬‬ ‫لالسمالاو السبع بالنسبو له إِ ك لقو دد رميت في‬
‫فماذا يريد المافرلن ‪.‬‬
‫إنهــم يشــترطجن إليمــانهم أن يــرلا اخ الــذي اســتجى علــى العــري بعــين ِ تســتطيع أن تــرى مــن‬
‫بالممان المجالر لِ تستطيع أن ترى‬
‫نججم السماء لِ تقدر أن تدرو الهجاء الذي ي ي بها من كل ممان‪.‬‬
‫ليريد المافرلن أن ي تملجا نجر اخ بأبخار ِ تستطيع أن تت مل درا الشم ‪.‬‬
‫السمال ِ‬
‫او َلا ْ َْر ِ ﴾ (سجرا النجر‪ :‬آيو ‪)34‬للقد دص علينا م اللـو مجسـى عليـه‬ ‫جر َّ َ َ‬ ‫ل﴿ اللَّهُ نُ ُ‬
‫الخــالا لالســالم الــذي ألــح عليــه دجمــه فقــالجا لــه‪ ﴿ :‬أَ ِرنَــا اللَّــهَ َج ْهـ َـرًا ﴾ (ســجرا النســاء‪ :‬آيــو ‪)143‬‬
‫لعنـدما سـأى ربــه لمـا كلمـه أن يممنــه مـن رةيتـه‪ ،‬فــأخبره المـجلى سـب انه لتعــالى بأنـه ِ يقـدر علــى أن‬
‫جسـى لِ ِمي َقاتِنَـا َلَكلَّ َمـهُ َرباـهُ دَ َ‬
‫ـاى‬ ‫ـاء ُم َ‬ ‫يراه للضعه أمام تجربو عمليو لتمجن آيو للسائلين فقـاى‪َ ﴿ :‬للَ َّمـا َج َ‬
‫ف تَـ َرانِي فَـلَ َّمـا تَ َجلَّـى‬ ‫ِ ِ‬ ‫ب أَ ِرنِي أَنظُْر إِلَْي َ‬
‫س ْج َ‬ ‫ْجبَ ِل فَِا ْن ْ‬
‫استَـ َق َّر َم َمانَهُ فَ َ‬ ‫اى لَ ْن تَـ َراني َللَم ْن انظُْر إِلَى ال َ‬ ‫ك دَ َ‬ ‫َر ِّ‬
‫ـت إِلَْي ـ ـ َ‬ ‫جس ـ ــى َ ـ ـ ِـع ًقا فَـلَ َّم ـ ــا أَفَـ ــا َق دَـ ـ َ‬ ‫ِ‬
‫ـك َلأَنَـ ــا أ ََّل ُى‬ ‫ك تُـ ْب ـ ـ ُ‬‫ـاى ُس ـ ـ ْـب َ انَ َ‬ ‫ْجبَ ـ ـ ِـل َج َعلَ ـ ــهُ َد ىك ـ ــا َل َخ ـ ـ َّـر ُم َ‬
‫َرباـ ــهُ لل َ‬
‫ين ﴾ (سجرا ا عراف‪ :‬آيو ‪.)143‬‬ ‫ِِ‬
‫ال ُْم ْ من َ‬
‫لهمذا نرى جبالً ِ ي تمل آثار تجلي اخ عليه‪ ،‬فميف يطلا المـافرلن أن يـرلا اخ ببخـر ِ‬

‫(‪)12‬‬
‫عند النظر إليها مباشرا‪.‬‬ ‫ي تمل نجر المخباح أل الشم‬
‫إنها الجهالو لالعنـاد‪ ..‬لالتمبـر فـي أنفسـهم علـى ال ـق ل إِ فهـم دـد علمـجا أن بخـرهم عـاجز‬
‫ضعيف‪،‬ل أنهم ِ يشترطجن إليمانهم لتخديقهم بمثير من ا مجر المشاهدا لها بأبخارهم‪.‬‬
‫فالمدرســجن لالم اضــرلن يت ــدثجن إلــى طالبهــم كــل يــجم بمتــاو ال قــائق التــي لــم يشــاهدها‬
‫الطــالب فيخــددجن‪ ...‬لكــذلك ا طبــاء لالمهندســجن لالخبــراء يخــددهم المــافرلن بمــا دــالجا دلن أن‬
‫يشــترطجا المشــاهدا لربمــا بلمــت المعلجمــاو التــي يخــدق بهــا المــافرلن ِ يــرى ال ـرارا‪ -‬ل جزئياتهــا‬
‫لير تخهر الثلج للمنه ِ يشك أن ال رارا تخهر الثلج نه رأى أثر ال رارا‪.‬‬
‫لإن أمجاي اإلذاعو هي التي أحدثت الخجو الذي يسمعه في جها‪ ،‬استقباى اإلذاعو (الراديـج)‬
‫لهج ما شاهد الهجاء لِ أمجاي اإلذاعو للمنه أدرو أثر كل منهما فـآمن ل ـدق بجججدهـا لكـان يمفيـه‬
‫الطريق الذي سلمه لمعرفو شتى ال قائق‪:‬‬ ‫إليمانه بربه أن يسلك نف‬
‫ا‪ -‬أن يتعلم من المختخين الثقاو في هذا ا مـر لهـم الرسـل‪ -‬علـيهم ـلجاو اخ لسـالمه‪-‬‬
‫الذين ختم اخ رسالتهم بآخرهم م مد‪ -‬لى اخ عليه لآله لسـلم‪ -‬بعـد أن يتأكـد مـن ثبـاو رسـالته‬
‫لبراهين نبجته‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يرى آثار الخالق في مخلجداته التي تمأل ا ر لالسماء فال يممن أن تمـجن ال ممـو‬
‫الظـاهرا فــي المــجن كلــه مــن غيـر حمــيم لِ العلــم مــن غيــر علـيم لِ الخبــرا مــن غيــر خبيــر لِ الخــجر‬
‫البديعــو مــن غيــر مخــجر بــديع لهمــذا‪ ....‬لمنــه العنــاد لالجهــل لالمبــر ﴿ َل َج َ ـ ُدلا بِ َهــا َل ْ‬
‫اس ـتَـ ْيـ َقنَْتـ َها‬
‫س ُه ْم ظُل ًْما َلعُلُ ىجا ﴾ (سجرا النمل‪ :‬آيو ‪.)14‬‬ ‫أَنْـ ُف ُ‬
‫)ِ يـُ ْ ِمنُــج َن بِـ ِـه‬
‫ين(‪َ 255‬‬ ‫ِ‬ ‫لأمثــاى ه ـ ِء يقــجى اخ عــنهم‪َ ﴿ :‬ك ـ َذلِ َ‬
‫ك َس ـلَ ْمنَاهُ فِــي دُـلُـ ِ‬
‫ـجب ال ُْم ْج ـ ِرم َ‬
‫يم ﴾ (سجرا الشعراء‪ :‬اَليتان ‪.)251 -255‬‬ ‫ِ‬
‫اب ا ْ َل َ‬
‫َحتَّى يَـ َرْلا ال َْع َذ َ‬
‫شرل‬
‫احاو َل ُ‬
‫ادتر َ‬
‫لهنــاو طائفــو مــن المتعنتــين المــافرين‪ ،‬لــم يب ثــجا فــي البينــاو التــي لض ـ ها اخ لعبــاده فــي‬
‫مخلجداته لأرسل بها رسـله‪ ،‬فيسـلمجا الطريـق المسـتقيم بـل تمبـرلا علـى الـذي خلقهـم مـن مـاء مهـين‪،‬‬
‫لحسبجا أنهم دد بلمـجا فـي أنفسـهم درجـو تممـنهم مـن اِدتـراح علـى اخ لنـجو البينـاو‪ -‬لا دلـو التـي‬
‫تمجن مقبجلو عندهم‪ .‬فأخذلا يقترحجن المقترحاو‪ ،‬ليشترطجن اِشتراطاو إليمـانهم للـج أجـابهم اخ‬
‫إليهــا ِ‪،‬دادلا عنت ـاً‪ ،‬لفســد نظــام ا ر لالســماء ن هــذا سيشــتر علــى اخ أن يجعــل الليــل نهــاراً‬
‫لآخــر يشــتر أن يجعــل النســاء رجــاًِ لثالــى يشــتر أن يقتــل اخ لــه خخــمه‪ ،‬ليزلجــه فالنــو لفالنــو‪،‬‬

‫(‪)25‬‬
‫لهــذا يقتــرح علــى اخ أن يجعــل أمامــه ا ر ســماء لهــذا ســيقترح أن يجعلــه ربــه فــي درجــو ا نبيــاء‬
‫او َلا ْ َْر ُ َلَمـ ْـن فِــي ِه َّن ﴾ (ســجرا‬
‫السـ َـم َال ُ‬
‫و َّ‬‫س ـ َد ْ‬ ‫ل ــدق اخ القائــل‪َ ﴿ :‬للَـ ْـج اتَّـبَـ َـع الْ َ ـ اق أ َْهـ َـج َ‬
‫اء ُه ْم لََف َ‬
‫الم منجن‪ :‬آيو ‪ )81‬للمن اخ سب انه ِ يستزله الجاهلجن‪ ،‬فقد أدام للنـا الـدِئل لألضـح البينـاو‬
‫لأدام البراهين‪ ،‬لخلـق للنـا أسـماعاً لأبخـاراً لأفتـدا ينتفـع بهـا الم منـجن‪ ،‬ليـأبى الجـاهلجن المـافرلن‬
‫ين يُ َ ــا اجج َن فِــي اللَّـ ِـه ِمـ ْـن بَـ ْعـ ِـد َمــا‬ ‫َّ ِ‬
‫إِ العنــت لأي حجــو تبقــى لهــم عنــد ربهــم‪ ،‬دــاى تعــالى‪َ ﴿ :‬لالــذ َ‬
‫اب َش ِدي تد ﴾ (الشجرى‪ :‬آيو ‪.)13‬‬ ‫ا َللَ ُه ْم َع َذ ت‬
‫ضت‬‫ضوت ِع ْن َد َربِّ ِه ْم َل َعلَْي ِه ْم غَ َ‬ ‫است ِجيا لَه ح َّجتـهم د ِ‬
‫اح َ‬ ‫ُْ َ ُ ُ ُ ُ ْ َ‬
‫جر المقترحين‪ ،‬لالمشترطين كما يرليها لنا القرآن المريم‪.‬‬ ‫لهذه بع‬

‫جس ــى لَـ ْـن نُـ ـ ْ ِم َن لَـ َ‬


‫ـك َحتَّــى نَ ـ َـرى اللَّــهَ َج ْه ـ َـرًا‬ ‫فه ـ ِء اليه ــجد يقجلــجن لمجس ــى ﴿ َلإِ ْذ دُـ ْلــتُ ْم يَــا ُم َ‬
‫اع َقوُ َلأَنْـتُ ْم تَنظُُرل َن(‪)44‬ثُ َّـم بَـ َعثْـنَـا ُك ْم ِم ْـن بَـ ْعـ ِد َم ْـجتِ ُم ْم لَ َعلَّ ُم ْـم تَ ْشـ ُم ُرل َن ﴾ (سـجرا البقـرا‪:‬‬
‫الخ ِ‬
‫َخ َذتْ ُم ْم َّ‬
‫فَأ َ‬
‫آيو ‪.)43-44‬‬
‫ـك َحتَّــى‬ ‫له ـ ِء كفــار دــريش يقجلــجن لرســجى اخ ــلى اخ عليــه لســلم‪َ ﴿ :‬لدَــالُجا لَـ ْـن نـُ ـ ْ ِم َن لَـ َ‬
‫ـار ِخ َاللَ َه ــا‬
‫َنه ـ َ‬
‫ـا فَـتُـ َف ِّج ـ َـر ا ْ َ‬ ‫ـك َجنَّـ ـوت ِم ـ ْـن نَ ِخي ـ ٍـل َل ِعنَ ـ ٍ‬ ‫جع ــا(‪)25‬أ َْل تَ ُم ــج َن لَ ـ َ‬ ‫ِ‬
‫تَـ ْف ُج ـ َـر لَنَ ــا م ـ ْـن ا ْ َْر ِ يَـ ْنبُ ً‬
‫ـيال(‪)22‬أ َْل يَ ُمــج َن‬ ‫سـ ًفا أ َْل تَـأْتِ َي بِاللَّـ ِـه َلال َْم َالئِ َمـ ِـو دَبِـ ً‬ ‫ِ‬
‫ـت َعلَْيـنَــا ك َ‬ ‫اء َك َمــا َ‪َ ،‬ع ْمـ َ‬
‫السـ َـم َ‬‫تَـ ْف ِجيـ ًـرا(‪)21‬أ َْل تُ ْسـ ِـق َ َّ‬
‫ـل ُس ْـب َ ا َن‬ ‫ِ‬
‫ـك َحتَّـى تُـنَـ ِّـز َى َعلَْيـنَـا كتَابًـا نَـ ْق َـرُةه دُ ْ‬ ‫الس َـم ِاء َللَ ْـن نُـ ْ ِم َن لِ ُردِيِّ َ‬
‫ف أ َْل تَـ ْردَى فِي َّ‬ ‫ت ِمن ُ‪ْ ،‬خر ٍ‬
‫ك بَـ ْي ت ْ ُ‬ ‫لَ َ‬
‫جِ ﴾ (سجرا اإلسراء‪ :‬آيو ‪.)23 -25‬‬ ‫ش ًرا َر ُس ً‬ ‫نت إَِِّ بَ َ‬
‫َربِّي َه ْل ُك ُ‬
‫ـت طَائَِفـوت ِم ْـن‬ ‫له ِء يهجد المدينو ينخح بعضهم بعضاً با خذ بشر من هذه الشرل ﴿ َلدَالَ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ْمتَـ ِ ِ ِ َّ ِ‬ ‫أ َْه ِـل ال ِ‬
‫)لَِ‬ ‫َّهــا ِر َلا ْك ُفـ ُـرلا آخـ َـرهُ لَ َعلَّ ُهـ ْـم يَـ ْرجعُــج َن(‪َ 82‬‬ ‫آمنُـجا َل ْجــهَ النـ َ‬ ‫ين َ‬ ‫ـاب آمنُــجا بالــذي أُنْـ ِز َى َعلَــى الــذ َ‬
‫ـل َمــا أُلتِيــتُ ْم أ َْل يُ َ ــا اججُك ْم ِع ْنـ َد‬ ‫تُـ ْ ِمنــجا إَِِّ لِمــن تَبِــع ِديــن ُمم دُــل إِ َّن الْهـ َدى هـ َدى اللَّـ ِـه أَ ْن ي ـ ْ تَى أ ِ‬
‫َحـ تد مثْـ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َْ َ َ ْ ْ‬ ‫ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫ض َل بِيَ ِد اللَّ ِه يـُ ْ تِ ِيه َم ْن يَ َ‬
‫يم ﴾ (آى عمران‪ :‬آيو ‪.)83 -82 5‬‬ ‫شاءُ َلاللَّهُ َلاس تع َعل ت‬ ‫َربِّ ُم ْم دُ ْل إِ َّن الْ َف ْ‬
‫مـن‬ ‫لهمذا دفع ال سد لالبمي اليهجد إلى ج جد البيناو التي أجراها اخ على يد رسـجى لـي‬
‫اليهجد لهذه فردو ممتدا في شعاب الزمان لالممان تقف مجدفاً لاحداً من رسل اخ‪:‬‬
‫ـل دَـ ْريَـ ٍـو أَ َكــابَِر ُم ْج ِرِم َيهــا لِيَ ْم ُمـ ُـرلا فِ َيهــا َلَمــا يَ ْم ُمـ ُـرل َن إَِِّ بِأَن ُف ِس ـ ِه ْم َلَم ـا‬
‫ك َج َعلْنَــا فِــي ُكـ ِّ‬ ‫﴿ َلَك ـ َذلِ َ‬
‫ـل اللَّـ ِـه اللَّـهُ أَ ْعلَـ ُـم َح ْيـ ُ‬
‫ـى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يَ ْشـعُرل َن(‪ِ َ 123‬‬
‫ـل َمــا أُلت َـي ُر ُسـ ُ‬ ‫ـاءتْـ ُه ْم آيَـوت دَــالُجا لَـ ْـن نُـ ْ م َن َحتَّــى نُـ ْ تَى مثْ َ‬ ‫)لإ َذا َجـ َ‬ ‫ُ‬
‫اب َشـدي تد بِ َمـا َكـانُجا يَ ْم ُم ُـرل َن (‪ )124‬فَ َم ْـن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يَ ْج َعل ِر َسالَتَهُ َسيُخ َّ‬
‫ار ع ْنـ َد اللَّـه َل َعـ َذ ت‬ ‫َج َرُمـجا َـمَ ت‬ ‫ين أ ْ‬
‫يا الذ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫خ َّـع ُد فـي‬‫ضـيِّـ ًقا َح َر ًجـا َكأَنَّ َمـا يَ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يُ ِر ْد اللَّهُ أَ ْن يَهديَهُ يَ ْش َر ْح َ ْد َرهُ ل ِْن ْس َالِم َلَم ْن يُ ِر ْد أَ ْن يُضلَّهُ يَ ْج َع ْل َ ْد َرهُ َ‬
‫ين َِ يـُ ْ ِمنُــج َن ﴾ (س ــجرا ا نع ــام‪ :‬آي ــو ‪)124 -123‬‬ ‫َّ ِ‬
‫ـل الل ــهُ ال ـ ِّـر ْج َ َعلَــى ال ــذ َ‬
‫ك يَ ْج َع ـ َّ‬
‫ُ‬ ‫الس ـ َـم ِاء َكـ ـ َذلِ َ‬
‫َّ‬
‫فهـ ـ ِء د ــادا اإلج ــرام ف ــي ك ــل ‪،‬م ــان لمم ــان يبتم ــرلن الش ــبهاو لخ ــداو الن ــا ع ــن ه ــدي ربه ــم‪،‬‬

‫(‪)21‬‬
‫ليشــترطجن اِشــتراطاو التــي تــدى علــى تمبــرهم علــى ال ــق فــاذا بهــم يطــالبجن أن يمــجن لمــل مــنهم‬
‫ـل ِر َسـ ــالَتَهُ ﴾ (سـ ــجرا ا نعـ ــام‪:‬‬ ‫معاملـ ــو لممانـ ــو كمعاملـ ــو اخ لنبيـ ــه لرسـ ــجله ﴿ اللَّـ ــهُ أَ ْعلَـ ـ ُـم َح ْيـ ـ ُ‬
‫ـى يَ ْج َعـ ـ ُ‬
‫آيو‪ )123‬لله ِء المتمبرين المذلو لالخمار أما من علم اخ فيه الهـدى‪ ،‬لحـا ال ـق فـان اخ يفـتح‬
‫دره ليجسعه لمعرفو اإلسالم لتعلمه لمـن علـم اخ أنـه ِ يـ من لِ يهتـدي يفـتح أمامـه بـاب الضـالى‬
‫ـجاه ْم ﴾ (سـجرا م مـد‪ :‬آيـو‬ ‫َّ ِ‬
‫ـاه ْم تَـ ْق ُ‬
‫اد ُه ْـم ُهـ ًدى َلآتَ ُ‬‫ين ْاهتَ َد ْلا َ‪َ ،‬‬
‫كما بين اخ ذلك في دجله تعالى﴿ َلالذ َ‬
‫ين ﴾ (سجرا الخـف‪ :‬آيـو‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫‪ )18‬لداى تعالى﴿ فَـلَ َّما َ‪،‬اغُجا أ ََ‪،‬ا َ َّ‬
‫َ اللهُ دُـلُجبَـ ُه ْم َلاللهُ َِ يَـ ْهدي الْ َق ْج َم الْ َفاسق َ‬
‫‪ )4‬فتــرى عالمــو الضــاى نفــجره مــن مجــال اإلســالم‪ ،‬لضــيقه الشــديد بالمجعظــو لالتــذكير بــدين اخ‬
‫لتزايد الضيق في دره حتى يبله درجو ال ري الشديد فأشبه حاله في ضـيق ـدره باإلسـالم كضـيق‬
‫أللتك الـذين يخـعدلن فـي السـماء بطـائراتهم فيـزداد علـيهم الضـيق كلمـا ا‪،‬دادلا ارتفاعـاً ل ـعجداً فـي‬
‫السماء فال يجدلن لهم من حيلو إِ أن يستخدمجا اَلِو التي تخفـف عـنهم شـدا ذلـك الضـيق فمـا‬
‫أ ــدق آيــاو اخ فــي المثــل لالممثــل بــه‪ .‬فمــن شــاء الهــدى فليشــرح ــدره لنســالم‪ ،‬لليب ــى عــن‬
‫دِئ ــل اإليم ــان‪ ،‬للي ــذر ش ــبهاو المج ــرمين المتمبـ ـرين‪ ،‬لعلي ــه أن يس ــأى ع ــن الس ــائرين ف ــي طري ــق‬
‫اإليمــان ليخ ـ بهم فــي ســفرهم حتــى يخــلجا جميع ـاً إلــى نهايــو الطريــق القــجيم فــاذا بهــم أمــام ﴿ َجنَّـ ٍـو‬
‫و لِل ِ‬ ‫ِ‬
‫ين ﴾ (سجرا آى عمران‪ :‬آيو ‪.)133‬‬ ‫او َلا ْ َْر ُ أُع َّد ْ ُ‬
‫ْمتَّق َ‬ ‫الس َم َال ُ‬
‫ض َها َّ‬
‫َع ْر ُ‬
‫فيا من تريدلن السفر إلى الجنو هذا طريق اإليمان فاسلمجه‪.‬‬
‫لعلــيمم بمخــاحبو أهــل اإليمــان ليمجنــجا عجن ـاً لمــم علــى ســفركم لاحــذرلا الســير فــي الطريــق‬
‫المج ـ ــلو إلـ ــى النـ ــار لاحـ ــذرلا مخـ ــاحبو الـ ــذين سـ ــلمجا بأنفسـ ــهم طريـ ــق النـ ــار فتمجنـ ــجا مـ ــن النـ ــا‬
‫ـاليْـلَتِي لَْيتَنِـي‬ ‫و َم َع َّ ِ ِ‬
‫الر ُسـجى َسـب ًيال(‪)28‬يَ َ‬ ‫جى يَالَْيتَنِي اتَّ َخ ْذ ُ‬ ‫النادمين‪َ ﴿ .‬ليَـ ْج َم يَـ َع ا الظَّالِ ُم َعلَى يَ َديْ ِه يَـ ُق ُ‬
‫الشـ ـ ْـيطَا ُن لِ ِْننس ـ ـ ِ‬
‫ـاءنِي َلَكـ ــا َن َّ‬ ‫ِ‬ ‫ـيال(‪)27‬لََقـ ـ ـ ْد أ َ َِّ‬ ‫لَـ ـ ْـم أَتَّ ِخ ـ ـ ْذ فَُالنًـ ــا َخلِـ ـ ً‬
‫ـان‬ ‫َ‬ ‫َض ـ ـلني َعـ ـ ْـن الـ ـ ِّـذ ْك ِر بَـ ْعـ ـ ـ َد إ ْذ َجـ ـ َ‬
‫لِ ﴾ (سجرا الفردان‪ :‬آيو ‪.)22 -28‬‬ ‫َخ ُذ ً‬

‫هـذا طريــق اإليمــان‪ ...‬طريـق العلــم لالعرفــان‪ ...‬طريـق الردــي فــي الـدرجاو العاليــو ﴿ يَـ ْرفَـ ْـع اللَّــهُ‬
‫او ﴾ (سجرا المجادلو‪ :‬آيو ‪.)11‬‬ ‫الَّ ِذين آمنُجا ِم ْن ُمم لالَّ ِذين أُلتُجا ال ِْعلْم َدرج ٍ‬
‫َ ََ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ َ‬
‫لال مد خ رب العالمين‪.‬‬

‫(‪)22‬‬
‫الفهر‬
‫اإليمان ‪3 ......................................................................................‬‬
‫طريق َ‬
‫طريق اإليمان ‪4 ...................................................................................‬‬

‫أ ُْللَتِ َ‬
‫ك َكا ْ َنْـ َع ِام بَ ْل ُه ْم أ َ‬
‫َض ال ‪3 .....................................................................‬‬
‫َش ِه َد اللَّهُ أَنَّهُ َِ إِلَهَ إَِِّ ُه َج َلال َْم َالئِ َموُ َلأ ُْللُجا ال ِْعل ِْم ‪8 .................................................‬‬
‫او لَِق ْجٍم يَـتَـ َف َّم ُرل َن ‪8 .............................................................‬‬ ‫خل ْاَلي ِ‬
‫ك نُـ َف ِّ ُ َ‬ ‫َك َذلِ َ‬
‫التّأمل َل الت َف ّمر ‪8 ................................................................................‬‬
‫الس َماو َل الت َف ّمر ‪11 .............................................................................‬‬
‫َّ‬
‫اهد ‪13 .............................................................................‬‬
‫شَ‬ ‫التعامل الم َ‬
‫َ‬
‫ّاع ِ‬
‫او ‪18 ........................................................................‬‬ ‫اإليمان يزيد بالط َ‬
‫ت ال َمافرين‪18 ................................................................................‬‬
‫َعنَ ُ‬
‫أرنَا اخ َج ْه َرا ‪18 .................................................................................‬‬
‫شرل ‪25 ............................................................................‬‬
‫احاو َل ُ‬
‫ادتر َ‬
‫الفهر ‪23 .........................................................................................‬‬

‫(‪)23‬‬

You might also like