Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 44

See discussions, stats, and author profiles for this publication at: https://www.researchgate.

net/publication/341980517

Study ‫ = اﻟﺘﻤﻮﻳﻞ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﻤﺎﻫﻴﺔ واﻟﺨﺼﺎﺋﺺ اﻟﻤﻌﻴﺎرﻳﺔ دراﺳﺔ ﺗﺤﻠﻴﻠﻴﺔ‬its Finance, Islamic
,Analytical an characteristics, and nature

Article · March 2019

CITATIONS
READS
0
7,814

3 authors:

‫ راﺋﺪ ﻧﺼﺮي أﺑﻮ ﻣﺆﻧﺲ‬.‫ د‬.‫أ‬


‫ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻌﺰ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ ﺣﺮﻳﺰ‬
Jordan of University
University of Jordan
49 PUBLICATIONS 1 CITATION
16 PUBLICATIONS 0 CITATIONS

SEE PROFILE SEE PROFILE

Majdi Ali Ghaith


University of Jordan
33 PUBLICATIONS 7 CITATIONS

SEE PROFILE

All content following this page was uploaded by Majdi Ali Ghaith on 06 June 2020.

The user has requested enhancement of the downloaded file.


‫مجلة جامعة فلظطين أللبحاث والدزاطات ‪ -‬املجلد التاطع ‪ -‬العدد أالول مازض ‪1029‬‬

‫الحمىيل إالطالمي امالهية والخصائص املعيازية‬


‫دزاطة ثدليلية‬

‫الباخثىن‬
‫زائد هصسي حميل أبى مإوع عبد‬
‫املعص عبد العصيص خسيص مجدي‬
‫علي غيث‬

‫مجلة جامعة فلظطين أللبحاث والدزاطات ‪ -‬املجلد التاطع ‪ -‬العدد أالول مازض ‪1029‬‬

‫‪322‬‬
1029 ‫ العدد أالول مازض‬- ‫ املجلد التاطع‬- ‫مجلة جامعة فلظطين أللبحاث والدزاطات‬

‫الممخص‬
‫أسهـ ف مدـ عضكجها ف‬
،‫يش ؿ ال مكيؿ اإلسبلم ظاهرة اق صادية معاصرة م عددة األبعاد‬
‫ال عظير المعاصر مدـ ا ضاح حقيقة ال مكيؿ كحدكده الفاصلة له مف مقاربا ه مف مثؿ االس ثمار‬
‫ كمملت‬.‫كاإلق ارض ف العظرية ال أرسمالية‬
‫ كالغرض‬،‫ طالب ال مكيؿ‬: ‫الد ارسة ملى رصد أعكاع ال مكيؿ اس عادا إلى مدة مكامؿ معها‬
،‫ مدة ال مكيؿ‬،‫ ضماف الديف العا ج مف ال مكيؿ‬،‫كربحية ال مكيؿ‬ ،‫كمصدر ال مكيؿ‬ ،‫كالهدؼ معه‬
‫ كاس طامت الد‬. ‫ كمدل مكافق ه لل شرية اإلسبلم‬، ‫كمصادر ال مكيؿ الربح‬
،‫ قياـ ال مكيؿ اإلسبلم بإشباع رغبات أط ارؼ العبلقة ال مكيلية‬:‫ارسة أف حدد الخصالص المعيارية لل مكيؿ اإلسبلم م مثلة ب‬
‫ فال مكيؿ اإلسبلم معظكمة قكـ ملى القدرة‬،‫ كي سـ ال مكيؿ بقابلية الضبط كال حديد‬،‫كال مكيؿ اإلسبلم قالـ ملى األصكؿ المالية كمدمكـ بها‬
‫ملى‬
،‫ ال مكيؿ اإلسبلم ألح اـ الشريعة‬، ‫ كيسعى إلى حقيؽ أهداؼ كمبادئ االق صاد اإلسبلم‬،‫كهك مكيؿ عمكيا ذا أهداؼ اج مامية‬
‫ كام ثاؿ‬،‫ كصكال إلى حديد ال مؾل‬،‫ك االل ازـ بالقيـ كاألخبلؽ اإلسبلمية‬
‫ ك كصلت الد‬.‫طبيعة ال مكيؿ اإلسبلم ب كعه كساطة مالية اس ثمارية‬
‫ارسة إلى بياف ماهية ال مكيؿ اإلسبلم بالعظر إلى طبيعة الكساطة المصرفية كطبيعة‬
‫طبيقها ف المصرفية اإلسبلمية‬
.‫ المصرفية اإلسالمية‬،‫ الخصائص‬،‫ التمويؿ اإلسالمي‬: ‫الكممات المفتاحية‬
Abstract
Islamic finance is a contemporary, multidimensional economic
phenomenon, what contributed in its immaturity in modern theorization is the
vagueness of the true nature of finance and the unclarity of boundaries that
distinguish it from similar disciplines such as investment and lending in the
capitalist theory.
This study examined the types of financing based on a number of factors
including: the applicant for finance, the purpose and goal of the financing, the
source of funds, the profitability of the financing, the guarantee of the debt
resulting from the financing, the duration of the financing, the sources of profit
based financing and it compliance with the Islamic Sharia law.
The study was able to determine the standard characteristics of Islamic
finance represented in: Islamic finance fulfills the desires of the parties to the
financing relationship; Islamic finance is based on financial assets and is supported
by it. Islamic finance is a system based on the ability to own, which is
developmental finance with social objectives. It seeks to achieve the objectives
and principles of the Islamic economy, to comply with Islamic Sharia law, and to
adhere to Islamic values and ethics, and to determine the nature of Islamic finance
as an investment financial intermediary.
The study concluded by revealing the essence of Islamic finance in view of
the nature of banking mediation and the nature of its application in the Islamic
banking.
Keywords: Islamic Finance, Characteristics, Islamic Banking.

323
‫مجلة جامعة فلظطين أللبحاث والدزاطات ‪ -‬املجلد التاطع ‪ -‬العدد أالول مازض ‪1029‬‬

‫مقدمة‬
‫الحمد ﵀‪ ،‬حمدا يليؽ بجبلله‪ ،‬كالصبلة كالسبلـ ملى هادم األمـ سيدعا محمد بف مبدا﵀‪،‬‬

‫كمع جا ه‪ ،‬كرسـ معهجية كاضحة المعالـ لهعدسة مالية‬ ‫كبعد؛ػ فإف بعاء أدكات ال مكيؿ اإلسبلم‬
‫إسبلمية لف ي حقؽ طالما اف ال مكيؿ اإلسبلم مفهكما كمعايير ضابطة ليس محؿ كافؽ بيف‬
‫المخ صيف به ملميا‪ ،‬كالعامليف فيه ميداعيا‪ ،‬مما يجعله مالقا ف طكير المصرفية اإلسبلمية‪.‬‬
‫مشكمة الد ارسة‪:‬‬
‫فف الكقت الذم يش ؿ فيه ال مكيؿ اإلسبلم العمكد الفقرم للمصرفية اإلسبلمية‪ ،‬ك طبيقا‬
‫أساسيا لبلق صاد اإلسبلم ؛ إال أف ماهية ال مكيؿ اإلسبلم ‪ ،‬كخصالصه لـ ضح أبعاده‪ ،‬ف‬
‫ظؿ عازع المصرفية اإلسبلمية أ ثر مف مدرسة كا جاه ملم ك طبيق ‪ ،‬مما أع ج اضط اربا‪ ،‬كغمكضـا اس لزــ‬
‫القياـ بهذا البحث سبيبل ل حديد ماهية ال مكيؿ اإلسبلم ‪ ،‬كال عرؼ ملى خصالصه‪ ،‬سيما ف إطار المصــرفية اإلســبلمية‪،‬‬
‫كذلؾ مف خبلؿ اإلجابة ملى سؤاؿ الد ارسة‬
‫األساس ‪:‬‬
‫ما حقيقة التمويؿ اإلسالمي؟‬
‫كي فرع معه األسللة األ ية ‪:‬‬
‫هؿ يخ لؼ المقصكد بال مكيؿ اإلسبلم بالعظر إلى العكامؿ المؤثرة فيه ؟ ما الخصالص المعيارية‬
‫الضابطة لل مكيؿ اإلسبلم كالمميزة له مف غيره مف أعماط ‪2 . 1 .‬‬
‫ال مكيؿ ف العظريات االق صادية األخرل ؟‬
‫‪ 3 .‬ما العبلقة بيف ال مكيؿ كالكساطة ف المصرفية اإلسبلمية ؟‬
‫أىداؼ الد ارسة‬
‫هدؼ هذه الد ارسة إلى حقيؽ مجمكمة م عكمة مف األهداؼ‪ ،‬يم ف بياعها ملى العحك‬
‫األ ‪:‬‬
‫‪ 1 .‬حديد حقيقة ال مكيؿ اإلسبلم ‪.‬‬
‫‪ 2 .‬بياف العكامؿ ال بعى مليها أعكاع كصيغ ال مكيؿ‪.‬‬
‫‪ 3 .‬حديد الخصالص المعيارية المميزة لل مكيؿ اإلسبلم ‪.‬‬
‫‪ 4.‬مرض مفاهيـ الكساطة المالية ف ال مكيؿ اإلسبلم ‪.‬‬

‫‪324‬‬
‫مجلة جامعة فلظطين أللبحاث والدزاطات ‪ -‬املجلد التاطع ‪ -‬العدد أالول مازض ‪1029‬‬

‫أىمية الد ارسة‬


‫يم ف للد ارسة إب ارز أهمية هذا البحث بما يحققه مف فكالد معرفية رجة إلى افة‬
‫القطامات الم عاملة مة ال مكيؿ اإلسبلم ‪ ،‬كذلؾ مف خبلؿ األ ‪:‬‬
‫‪ 1.‬حديد حقيقة ال مكيؿ اإلسبلم ك مييزه مف اإلق ارض بفالدة مما يسامد العامليف ف المصرفية اإلسبلمية ملى‬
‫طكير مع جات مكيلية إسبلمية م از بالمصداقية الشرمية‬
‫مبلكة ملى ال فاءة ال طبيقية‪ 2. .‬بعاء‬
‫القعامات ال ارسخة حكؿ ميز ال مكيؿ اإلسبلم كاخ بلفه معد األف ارد كالمج معات‬
‫اس عادا لما يم از به مف خصالص معيارية‪.‬‬
‫فامبل ف‬ ‫‪ 3 .‬ال أسيس لمعظكمة اق صادية إسبلمية‪ ،‬يش ؿ فيها ال مكيؿ اإلسبلم محك ار‬
‫اإلع اج كال عمية الشاملة‪.‬‬
‫منيجية البحث‬
‫قامت الد ارسة ملى مجمكمة م عكمة مف المعاهج العلمية المعاسبة لمثؿ هذا العكع مف‬
‫الد ارسات العظرية ال أصيلية‪ ،‬كال أطيرية‪ ،‬ف ظؿ مدـ كجكد معلكمات مية كمالية ي ـ قياسها ك حليلها؛ كلذا اف ا باع‬
‫المعهج االس ق ارل لما ضمعه الف ر المصرف اإلسبلم مف ع ارء بشأف‬
‫ماهية ال مكيؿ اإلسبلم كخصالصه‪ ،‬كالمعهج الكصف لما قرره المف ركف المصرفيكف ف ال مكيؿ اإلسبلم ‪،‬‬
‫كصكال إل باع المعهج ال حليل الس خبلص اال جاهات ف ماهية ال مكيؿ‬
‫كخصالصه المعيارية المميزة لهعف ما يشابهه مف أمماؿ مالية‪.‬‬

‫‪325‬‬
‫مجلة جامعة فلظطين أللبحاث والدزاطات ‪ -‬املجلد التاطع ‪ -‬العدد أالول مازض ‪1029‬‬

‫المحور األوؿ ‪ :‬التمويؿ ماىيتو وأنواعو‬


‫يطلؽ ال مكيؿ‪ ،‬كيس عمؿ ف مخ لؼ المجاالت بصكرة غدا معها مف أ ثر المصطلحات داكال ف الحياة‬
‫اليكمية‪ ،‬ك ذا العلمية‪ ،‬دكف أف يدرؾ ثير مف مس خدم هذا المصطلح حدكده‬
‫كعفاقه‪.‬‬
‫كقد ر ت الضبابية حكؿ حقيقة ال مكيؿ كأبعاده‪ ،‬حديات أماـ طكر صعامة ال مكيؿ‬
‫كالمصرفية بش ؿ ماـ‪ ،‬كاإلسبلمية بش ؿ خاص؛ ذلؾ أف المصرفية اإلسـبلمية لمـا اعطلقت ف العصؼ الثـاع مـف القـرف‬
‫العشريف‪ ،‬حرص معظركها ملى مييزها مف المصرفية الربكية‪ ،‬حيث ألقى شابه الهيا ؿ ال عظيمية بيف المعظكم‬
‫يف أمباء ثقيلة ملى المصرفية اإلسبلمية‪ ،‬ك حديا‬
‫صعبا ف محاكلة اب ارز اخ بلفها كاس قبللي ها مف الربكية‪ .‬اخ ار ركاد‬
‫المصرفية اإلسبلمية اطبلؽ مصطلح " ال مكيؿ اإلسبلم " ملى العظاـ‬
‫لها مف عظاـ اإلق ارض الم بة ف المصرفية‬ ‫األساس لعمليات المصرفية اإلسبلمية‪ ،‬ميي از‬
‫الربكية‪.‬‬
‫كف مقدمة الخطكات البلزمة ل حقيؽ خصكصية المصرفية اإلسبلمية ك ميزها مف‬
‫الربكية‪ ،‬حديد ماهية ال مكيؿ اإلسبلم ‪ ،‬كخصالصه المعيارية‪ ،‬مرك ار باألعماط ال مكيلية‬
‫الم احة‪ ،‬كاع ها نء بال أسيس لكظيفة ال مكيؿ ف سياؽ المصرفية اإلسبلمية مف حيث حديد طبيعة‬
‫الكساطة المالية ال يقكـ بها بيف كحدات الفالض ككحدات العجز المال ‪.‬‬
‫أوال‪ ˝:‬مفيوـ التمويؿ لغة واصطال ˝حا‬
‫التمويؿ لغة‪ :‬مكله‪ ،‬قدـ له ما يح اج إليه مف ماؿ‪ .‬يقاؿ‪َّ ،‬مكؿ فبلف‪َّ ،‬‬
‫كمكؿ العمؿ‪.‬‬
‫ك مكؿ‪ ،‬عما له ماؿ‪ .‬جاء ف القامكس المحيط‪ "،‬ك يمل ىت ىما يؿ ك ًمل ىت ك ىَّمكل ىت ك اس ىٍمل ىت‪ ،‬ثر‬
‫مالي ىؾ‪ ...‬كيٍمل ػيه س بالضـ(‪ ،‬أمطي ه الماؿ"‪ ،‬أم أ ٌف ال ٌمكؿ‪ ،‬هك سب الماؿ‪ ،‬ك ال مكيؿ‪ ،‬هك‬
‫إعفاقه سمادة(‪ ،‬فأمكله أك ٌأمكله مكيبلن أم ٌأزكده بالماؿ‪ .‬كال مكؿ‪ ،‬ا خاذ الماؿ‪ ،‬يقاؿ‪ ،‬مكؿ فبلف‬
‫( ‪.)1‬‬
‫ماال إذا ا خذ قعية‪ .‬كماؿ الرجؿ يمكؿ إذا صار ذا ماؿ‬
‫كمف جهة أخرل‪ ،‬يطلؽ الماؿ ف اللغة ‪ :‬ملى ؿ ما مل ه اإلعساف مف األشياء‪ ،‬كحازه‬
‫بالفعؿ مف ؿ ش ء سكاء أ اف ميعان أـ معفعة‪ .‬أما ما يمل ه اإلعساف‪ ،‬كلـ يدخؿ ف حياز ه‪ ،‬فبل‬

‫س( ‪1‬‬
‫الفيركز عبادم‪ ،‬القامكس المحيط‪ ،‬المطبعة الحسيعية‪ ،‬القاهرة‪1344 ،‬هػ‪ ،25 4/ ،‬س مادة‪ ،‬الماؿ(‪ ،‬لساف العرب‪،‬‬
‫‪ ،4300/6‬المكسكمة االق صادية‪145. ،‬‬

‫‪326‬‬
‫مجلة جامعة فلظطين أللبحاث والدزاطات ‪ -‬املجلد التاطع ‪ -‬العدد أالول مازض ‪1029‬‬

‫يعد ماالن ف اللغة الطير ف الهكاء‪ ،‬كالسمؾ ف الماء‪ ،‬كاألشجار ف الغابات‪ .‬ك أرس الماؿ‪:‬‬
‫س (‪3‬‬
‫أصله س(‪،1‬كال فرؽ بيف لفظ الماؿ ك أرس الماؿ س(‪ 2‬فهما بمععى كاحد ‪.‬‬
‫كيعد ال مكيؿ ‪Financing‬الكظيفة األ ثر أهمية ف قطاع المؤسسات المالية؛ فمعذ أف‬
‫حكؿ االق صاد مف المقايضة إلى ال بادؿ مف خبلؿ السكؽ‪ ،‬ازيدت أهمية الماؿ كمملية كفيره‬
‫إطار ما غدا يعرؼ بال مكيؿ ح ى صار ال مكيؿ غاية بعد أف اف كسيلة‪ .‬فال مكيؿ يكفر‬
‫المكارد المالية ال م ف األف ارد‪ ،‬أك المؤسسات مف االس هبلؾ بأ ثر مما ف‬
‫ف ارت معيعة مف الكقت‪ ،‬خاصة كاف اإلف قار ف المشركمات إلى ال ماثؿ بيف‬ ‫يع جكف ف‬
‫المدفكمات كاإلي اردات ثي انر ما ي كف حادان خبلؿ إقامة مشركع ما‪ ،‬السيما معدما ال كف هعاؾ‬
‫اردات م أ ية مف هذا المشركع لف رة طكيلة مف الكقت‪ ،‬اإلعفاؽ إلقامة مصعة يس غرؽ شهك ار‪ ،‬سعكات‪ ،‬قبؿ أف يع‬
‫ج‪ ،‬ك ذلؾ ف قطاع الم ارفؽ الخدمية؛ فإف إعشاء محطة لل هرباء قد إي بضــة ســعيف‪ ،‬كي ضــمف إعفاقــان يصؿ إلى‬
‫مبالغ طاللة قبؿ أف قكـ المحطة ب زكيد الشب ة كربما يس غرؽ‬
‫بال هرباء‪ ،‬كقد يقكـ الم ازرع بالعمؿ بعفسه ف المزرمة كيدفة األجكر ألكللؾ الذيف يكظفهـ‬
‫للعمؿ فيها‪ ،‬كذلؾ ألشهر مديدة قبؿ أف يحصؿ ملى مالد‪ ،‬مما سبؽ ي ضح أعه البد مف أف ي كف هعاؾ مكيؿ ألم‬
‫مشركع بطريقة‪ ،‬أك بأخرل‪ ،‬ف حاؿ لـ كفر المكارد المطلكبة أك‬
‫بعضها‪.‬‬
‫كيلحظ المس عرض لعش ارت ال عريفات ال يذ رها الباحثكف ل عريؼ ال مكيؿ ممكما‪ ،‬ك ذا اإلسبلم غياب‬
‫الكحدة المكضكمية؛ بحيث عاكؿ ؿ باحث معص انر أك أ ثر حاكؿ مف خبللها إب ارز رؤي ه لل مكيؿ‪ .‬كليس مس غربا‬
‫أف يطبة ؿ باحث عريفه لل مكيؿ بطابة خاص يعبر معه‬
‫السياؽ الذم ي عاكؿ فيه يمعرؼ ال مكيؿ‪ ،‬فمف اف مه ما ملى سبيؿ المثاؿ بال عمية‪ ،‬مالج ف‬
‫عريفه دكر ال مكيؿ ف ذلؾ‪ ،‬ف حيف يه ـ الباحث ف المصرفية باس حقاؽ العالد كالجدارة‬

‫س(‪ 1‬ابف فارس‪ :‬معجـ مقاييس اللغة ‪ ،934‬الفيركز عبادم‪ :‬القامكس المحيط ‪ 954.‬س(‪ 2‬كردت لفظة‬
‫الماؿ ف القرعف بمععاها اللغكم كهك ؿ ما مل ه مف ش ء قكله عالى‪" :‬اعما امكال ـ كأكالد ـ ف عة" سكرة‬
‫ال غابف‪ :‬عية ‪ ،15‬ك ذلؾ لفظة أرس الماؿ كردت بمععاها اللغكم كهك أصؿ الماؿ‪ ،‬كردت مرة كاحدة ف عهاية ايات الربا‬
‫أ يدا ملى معة ؿ زيادة ملى الماؿ المق رض‪ ،‬قاؿ عالى‪" :‬كاف ب ـ فل ـ رؤكس أمكال ـ ال ظلمكف كال ظلمكف" سكرة‬
‫البقرة‪ :‬عية ‪279.‬‬
‫س( ‪ 3‬يقكؿ ال اساع ‪ :‬سكأما الشر ة باألمكاؿ فلها شركط معها‪ :‬أف ي كف أرس الماؿ مف األثماف المطلقة( ال اساع ‪ :‬بدالة‬
‫الصعالة ‪ 509/7.‬قكؿ ابف قدامة‪ :‬سكالكضيعة ف المضاربة ملى الماؿ خاصة ليس ملى العامؿ معها ش ء‪ ،‬ألف‬
‫الكضيعة مبارة مف عقصاف أرس ماؿ( ابف قدامة‪ :‬المغعى ‪24/5 .‬‬

‫‪327‬‬
‫مجلة جامعة فلظطين أللبحاث والدزاطات ‪ -‬املجلد التاطع ‪ -‬العدد أالول مازض ‪1029‬‬

‫اإلل ماعية‪ ،‬كبدكره يحرص معرؼ ال مكيؿ ف المصرفية اإلسبلمية ال أ يد ملى أف ذلؾ ي ـ مف‬
‫خبلؿ صيغ ال مكيؿ المشركمة ف اإلسبلـ‪ .‬كمليه؛ فإف الد‬
‫ارسة رل مدـ جدكل عداد عريفات ال مكيؿ كال عقيب مليها ما هك الحاؿ‬
‫معد ثير مف الباحثيف؛ كاعما المعهج األدؽ اس خ ارج المقكمات األساسية ال ال يقكـ ال مكيؿ‬
‫كالم مثلة بػ‪:‬سطالب ال مكيؿ‪،‬الثقة‪ ،‬العامؿ اإلع اج ‪ ،‬أرس الماؿ‪ ،‬األجؿ‪ ،‬العمكذج‬ ‫بدكعها ‪-‬‬
‫(‪)1‬‬
‫المعظـ للعبلقة ال عاقدية‪،‬الخصالص المعيارية ( ‪ ،-‬كبضمعها مقر ارت ال شرية اإلسبلم ال حيؿ ال مكيؿ مف مملية ال‬
‫يقرها الشرع إلى مملية يبار ها كيحث مليها بام بارها معهج إمماور‬
‫لؤلرض‪.‬‬
‫كف المحصلة‪ ،‬فالتمويؿ ‪ :‬توفير الماؿ نقديا كاف أـ سمعيا أـ منافع لطالبو شخصا كاف أـ مؤسسة أـ دولة‪ ،‬مف القادر عمى توفيره‬
‫مالكا لو أـ وسيطا بشروط تكفؿ لممانح استعادة قدمو مف ماؿ أو عوضو مع تحقيؽ ربحية لو‪ ،‬كؿ ذلؾ في إطار الت ازـ‬
‫جميع األط ارؼ ما‬
‫بأحكاـ الشريعة وقيميا بما يحقؽ أىداؼ االقتصاد اإلسالمي‪.‬‬
‫كب حليؿ هذا المفهكـ‪ ،‬يلحظ الم أمؿ أف غاية ال مكيؿ المباشرة الحصكؿ ملى مكارد مالية‬
‫بأش الها الم عكمة بما يعسجـ مة رغبات كاح ياجات الم مكؿ‪ ،‬كليس بالضركرة أف ي كف طالب‬
‫ال مكيؿ فقي ار؛ بؿ ألم ارغب ف ال مكيؿ أف يطلبه‪ ،‬كلذا اف ال عبير مف ذلؾ بالطلب‪ ،‬بما يميزه‬
‫مف الهبة‪ ،‬كالصدقة‪ ،‬كالز اة‪ ..‬كاف اعت حمؿ ه أيضا مضاميف مش ر ة مة ال مكيؿ‪ .‬كيم ف أف‬
‫ي كف طالب ال مكيؿ شخصا طبيعيا أك مععكيا كصكال إلى أملى مس كل‬
‫عظيم ف المج مة‪ ،‬كهك الدكلة‪ ،‬كمقابؿ طالب ال مكيؿ ي كف ماعحه‪ ،‬كهك الجهة القادرة ملى كفيره ام مادا ملى‬
‫مم ل ا ها‪ ،‬إف اعت م لؾ‪ ،‬أك مف خبلؿ اإلذف لها بالم اجرة ملى مل ية‬
‫األخريف‪ ،‬كهـ الكسطاء كمف أشهر عظيما هـ ‪ :‬المصارؼ‪ ،‬كشر ات ال مكيؿ‪ .‬بيد أف علية‬
‫العمؿ كقكامده‪ ،‬عد أحد أهـ محاكر مييز ال مكيؿ مف ما يقاربه مف ممليات‪ ،‬كالمميزة بيف أعكامه كأعماطه‪ ،‬فه‬
‫ال فاصيؿ ال يه ـ بها جمية أط ارؼ العبلقة‬
‫ال مكيلية لما ر ب مليهـ مف ال ازمات مقابؿ ما سيحصلكف مليه مف حقكؽ‪.‬‬

‫س( ‪1‬‬
‫ظهر حقيقة المقكمات مف خبلؿ أعكاع ال مكيؿ االبعد الثاع مف المحكر األكؿ‪.‬‬

‫‪328‬‬
‫مجلة جامعة فلظطين أللبحاث والدزاطات ‪ -‬املجلد التاطع ‪ -‬العدد أالول مازض ‪1029‬‬

‫كلما اعت هذه الد ارسة م خصصة بال مكيؿ اإلسبلم ‪ ،‬اف مف األهمية ال أ يد ملى أحد‬
‫المعايير الفارقة كالم مثلة بال ازـ أح اـ الشريعة كقيمها كصكال إلى حقيؽ أهداؼ االق صاد‬
‫اإلسبلم حقيقا لل فاءة االق صادية‪ ،‬كالعدالة كالمصداقية الشرمية‪.‬‬
‫هذا ما يم ف للد ارسة قديمه مفهكما لل مكيؿ ف محصلة هذا البحث‪ ،‬ك اف قديمه ف‬
‫بداية الد ارسة ل ضح حقيقة ما سيعبع ملى ذلؾ ف الفق ارت ال الية‪.‬‬
‫كف هذا السياؽ‪ ،‬مف الضركرة بم اف ال فريؽ بيف مفهكـ االس ثمار كمفهكـ ال مكيؿ؛‬
‫فالس ثمار يعع طلب ثمرة الماؿ أم طلب الزيادة فيه بما يحقؽ هـذا المقصـد‪ ،‬سـكاء أ اف ذلؾ بـاالس ثمـار الحقيـق أك بـال‬
‫جارة كاالس ثمار المال ‪ .‬كهعا يم ف القكؿ أف الماؿ يعظر إليه مف عاحي يف‪ :‬األكلى مف عاحية كحدات الفــالض فالمــاؿ‬
‫الذم يخرج معها يع بر اس ثما ار‪ .‬كاألخرل مف‬
‫س‪1(.‬‬
‫عاحية كحدات العجز ال حصلت ملى الماؿ فيع بر مكيبلن كف مقــابؿ ال‬
‫مكيؿ اإلسبلم القالـ ملى عظاـ المشار ة ف الربح كالخسارة بصيغه‬
‫الم عددة‪ ،‬يكجد اإلق ارض الربكم القالـ ملى دفة فالدة ‪ :‬مبالغ مف الماؿ لكحدات العجز أكأخذ‬
‫المبالغ مف كحدات الفالض مقابؿ فالدة‪ ،‬كهذه الفالدة عع المبلغ الذم يدفة‪ ،‬أك يقدر حسابا‪،‬‬
‫مقابؿ اس خداـ أرس الماؿ مة ضماف رد األصؿ لصاحبه ف عهاية مدة االس خداـ‪ .‬فالفالدة بذلؾ‬
‫س‪2(.‬‬
‫لفة إق ارض العقكد‪ ،‬أك المبلغ الذم يدفة ل أجير العقكد إلى أجؿ‬
‫ثانيا‪ :‬أنواع التمويؿ وأنماطو‬
‫ال يق صر ال مكيؿ ملى كفير األمكاؿ للمشارية؛ كاعما يأخذ ال مكيؿ أش اال كأعكاما‬
‫م عددة‪ ،‬يح مها مكامؿ مدة‪ ،‬ك مثؿ هذه العكامؿ محــددات جكهرية ف بعــاء مــع جــات ال مكــيؿ كخطكــط مملــه‬
‫األساسية؛ بؿ إعها مثؿ م كعات العملية ال مكيلية كمقكما ها‪ ،‬بحيث م ف المخ صيف به مــف رســ خريطــة أعكــاع‬
‫ال مكيؿ كأعماطه؛ إذ يم ف حديد أعكاع ال مكيؿ مامة‬
‫كاإلسبلم مف خبلؿ العكامؿ األ ية‪:‬‬

‫كاسبلميا‪ ،‬م بة حبلكة‪ ،‬إربد‪ ،‬ط‪13. .،1‬‬ ‫( ‪ )1‬السبهاع ‪ ،‬مبد الجبار‪ ،‬س(‪ ،2012‬الكجيز ف االس ثمار كضعيا‬
‫(‪)2‬يسرم‪ ،‬مبد الرحمف‪.‬الربا والفائدة رد عمى المدافعيف عف فوائد البنؾ‪ .‬اإلس عدرية‪ :‬الدار الجامعية‪ ،‬ط‪،1996 ،1‬‬
‫ص‪.19‬‬

‫‪329‬‬
‫مجلة جامعة فلظطين أللبحاث والدزاطات ‪ -‬املجلد التاطع ‪ -‬العدد أالول مازض ‪1029‬‬

‫العامؿ األوؿ ‪ :‬طبيعة طالب التمويؿ‬


‫يعبر هذا العامؿ مف عكع الهيلة ال ارغبة ف الحصكؿ ملى ال مكيؿ‪ ،‬كطبيع ها القاعكعية‪،‬‬
‫س (‪1‬‬
‫كمليه ي ـ قسيـ اإلل ماف بعا لهذا العامؿ ملى العحك ال ال ‪:‬‬
‫(‪ 1‬ال مكيؿ الشخص ‪ ،‬كهك ال مكيؿ الذم ي كف المس فيد معه فردا طبيعيا‪ 2 ( .‬مكيؿ الشر ات‬
‫كالمؤسسات كهك ال مكيؿ الذم ي كف المس فيد معه شخصية مععكية‬
‫ام بارية‪.‬‬
‫يع مد ملى مبلء ها المالية الحالية‬ ‫كقدرة هذه الهيالت ف الحصكؿ ملى اإلل ماف‬
‫كالمس قبلية‪ ،‬كملى الثقة ال يضعها المصرؼ فيها‪.‬‬
‫كف الكقت الذم عجحت فيه مؤسسات ال مكيؿ اإلسبلم ف لبية حاجات كرغبات‬
‫طالب ال مكيؿ ف قطاع الشر ات؛ إال أف قطاع مكيؿ األف ارد ال ازؿ يح اج قد ار مــف االب ار ف طبيعــة كش‬
‫ؿ المع جات المقدمة خاصة ما يؤكؿ معها ل مكيؿ الخدمات‪ ،‬أك يسهـ ف كفـير السـيكلة العقديـة؛ إذ ي اركح مكـيؿ‬
‫األف ارد ما بيف م اربحات أك كرؽ معظـ‪ ،‬ف الكقت الذم يح فيه صيغ ال مكيؿ اإلسبلمية أفقا كاسعا لبعـاء مـع جـات مكـيؿ‬
‫أف ارد قكـ ملى مقكد ال شارؾ أك‬
‫اإلق ارض الحسف الذم يعكد بالربحية ملى ماعح ال مكيؿ مف أط ارؼ ثالثة ليست ه المق رضة‪.‬‬
‫العامؿ الثاني ‪ :‬اليدؼ والغرض مف التمويؿ ‪:‬‬
‫الهدؼ مف ال مكيؿ أساسا هك سهيؿ المبادالت كاألعشطة الحقيقية‪ .‬فالعشاط الحقيق ‪ ،‬كهك ال بادؿ إما بغرض االس ثمار‪،‬‬
‫أك االس هبلؾ‪ ،‬هك مماد العشاط االق صادم‪ ،‬كالخطكة األكلى عحك عمية الثركة ك حقيؽ الرفاهية ألف ارد المج مة‪ .‬فلك‬
‫اف األف ارد يمل كف الماؿ البلزـ إل ماـ‬
‫هذه األعشطة لما اف هعاؾ مبرر لل مكيؿ‪ .‬كاعما عشأ الحاجة لل مكيؿ إذا كجدت مبادلة عافعة‬
‫ل عها م كقفة بسبب غياب الماؿ البلزـ إل مامها‪ .‬فال مكيؿ ف هذه الحالة يحقؽ قيمة مضافة‬
‫لبلق صاد ألعه يسمح بإ ماـ عشاط حقيق عافة لـ ي ف مف المم ف إ مامه لكال كجكد ال مكيؿ(‪ .)2‬كالدافة إلى ال مكيؿ هك‬
‫دافة مف دكافة الطلب ملى العقكد "ال فضيؿ العقدم" كهك ي كف‬
‫مف الرغبة ف ال مكيؿ ال يشعر بها المعظمكف معد بدء مشركمات جديدة‪ ،‬أك معد ال كسة ف مشركما هـ‪ ،‬م‬
‫كقعيف معدؿ ربح معيف‪ .‬فإعهـ يح اجكف إلى مكيؿ هذا االس ثمار‪ ،‬كيصبح مف‬

‫() ‪ 1‬شامية‪ ،‬أحمد زهير س(‪ ،1994‬العقكد كالمصارؼ‪ ،‬دار زه ارف لعشر‪ ،‬مماف‪239. ،‬‬
‫س( ‪ 2‬سكيلـ‪ ،‬مقاالت ف ال مكيؿ اإلسبلم ‪2. ،‬‬

‫‪330‬‬
‫مجلة جامعة فلظطين أللبحاث والدزاطات ‪ -‬املجلد التاطع ‪ -‬العدد أالول مازض ‪1029‬‬

‫األفضؿ بالعسبة لهـ أف كافر لديهـ ك حت إمر هـ أصكؿ ساللة حاضرة‪ ،‬ل يس عيعكا بها‪ ،‬أك ليعفقكها ف مشركما هـ‬
‫الجديدة‪ ،‬ك كف ذلؾ ف ش ؿ مكارد عقدية معدة لبلس ثمار ف كسة‬
‫المشركع‪ ،‬كمف المعلكـ أف السبب الرليس لئلح فاظ بالعقكد‪ ،‬أك األصكؿ الساللة هك الرغبة ف‬
‫مكاجهة االل ازمات ال علؽ بالدخكؿ العقدية(‪ .)1‬كيعبر هذا‬
‫العامؿ مف الهدؼ الذم يقدـ اإلل ماف مف أجله‪ ،‬حيث يقسـ هذا األخير بعا‬
‫لهذا الغرض إلى األعكاع ال الية‪:‬‬
‫‪ 1.‬التمويؿ االستثماري‪ :‬كي مثؿ ف كفير الماؿ البلزـ ألغ ارض أمماؿ المشركمات‪ ،‬كهك مبارة مف األمكاؿ‬
‫المخصصة لمكاجهة العفقات ال ي ر ب معها خلؽ طاقة إع اجية جديدة ك كسية الطاقة الحالية للمشركع إلق‬
‫عاء ا الت كال جهي ازت كما يليها مف العمليات‬
‫ال ؤدم إلى زيادة ال كيف ال أرسمال للمشــركع‪ .)2 (.‬ك ش ؿ‬
‫صيغ المشار ة‪ ،‬كاالس صعاع‪ ،‬مبلكة ملى مقكد الم ازرمات كالمساقاة قامدة مثلى لبعــاء مــع جــات مكيليــة‬
‫إسبلمية سهـ ف دفة مجلة االس ثمار‪ ،‬ك لبية حاجات‬
‫أط ارؼ العملية االس ثمارية‪.‬‬
‫‪ 2 .‬التمويؿ االستيالكي ‪ :‬كهك كفير األمكاؿ كاالل ماف العقدم بحيث قدـ فيه كحدات‬
‫الفالض سف الغالب المؤسسات ال مكيلية( عقكدان لكحدات العجزسالمس هلؾ(‪ ،‬كالذم ل زـ بردها ف كقت الحؽ م فؽ مليه‪،‬‬
‫فهك مكيؿ يقدـ لؤلف ارد بغرض مكيؿ السلة المعمرة‬
‫ما ي ـ سداد هذا‬ ‫السيا ارت كالثبلجات أك إلدخاؿ حسيعات ملى مسا عهـ‪ ،‬كمادة‬
‫(‪)3‬‬
‫ال مكيؿ ملى دفعات شهرية‪.‬‬
‫مف ال مكيؿ االس ثمارم ف أف مف يقكـ به هك مس هلؾ‬ ‫يخ لؼ ال مكيؿ االس هبل‬
‫لكيس مع جان ما أف هدؼ ال مكيؿ هك االس هبلؾ العهال للسلعة ح ى لك اعت معمرة كليس‬
‫( ‪)4‬‬
‫الس خدامها ف إع اج سلعة أخرل ‪.‬‬

‫س( ‪ 1‬المكسكمة االق صادية د‪.‬حسيف ممر‪122. ،‬‬


‫س( ‪ 2‬قحؼ‪،‬معذر‪ ،‬كغساف محمكدس(‪ ،2000‬االق صاد اإلسبلم ملـ أـ كهـ‪ ،‬دار الف ر المعاصر‪ ،‬طس(‪ ،1‬دمشؽ‪- 166 ،‬‬
‫‪.167‬‬
‫هعدم‪ ،‬معير إب ارهيـ س(‪ ،2006‬إدارة البعكؾ ال جارية مدخؿ ا خاذ الق ار ارت‪215.،‬‬ ‫س( ‪3‬‬
‫س( ‪ 4‬الساما ‪ ،‬مبد الرحيـ‪ ،‬مكيؿ المس هل يف‪1.،‬‬

‫‪331‬‬
‫مجلة جامعة فلظطين أللبحاث والدزاطات ‪ -‬املجلد التاطع ‪ -‬العدد أالول مازض ‪1029‬‬

‫كيح ـ هذه العملية مقد اإلق ارض ف حالة المصرفية سالربكية(‪ ،‬كالعقكد اإلسبلمية ف‬
‫حالة ال مكيؿ اإلسبلم م مثلة بش ؿ جكهرم ف مقكد المدايعات‪ ،‬كف مقدم ها الم اربحة‪.‬‬
‫كاالس هبلؾ ق ارر اق صادم ي خذه المس هلؾ إلشباع حاجا ه مف السلة كالخدمات ال‬
‫يح اجها كيلجأ إلى مكيؿ اس هبل ه ل لؾ السلة كالخدمات ف حالة مدـ كفر‪ ،‬أك فاية مكارده الذا يــة‪ ،‬أك ال كســة ف‬
‫االس هبلؾ كرفة مس كل المعيشـة‪ ،‬أك مكاجهـة الطكـارئ‪ ،‬أك الحكـادث‪ ،‬أك إلعخفـاض اليؼ ال مكــيؿ‪ ،‬أك بســبب ســهكلة‬
‫كمبلءمة الحصكؿ ملى لؾ السلة بأسلكب االل ماف‬
‫ما ف اس خداـ بطاقات اإلل ماف‪ .‬كــف‬
‫الكقت الذم يمثؿ ال مكيؿ االس ثمارم قيمة مضافة إلى االق صاد ال ل ؛ فإف‬
‫االس هبلؾ يعبغ أف يخضة ف ال مكيؿ اإلسبلم إلى سياسة مكيلية صارمة شجة األف ارد‬
‫ملى اإلدخار‪ ،‬ك كجيه ما يحصكلكف مليه مف سقكؼ إل ماعية عحك سلك يات اس هبل ية رشيدة‪،‬‬
‫ال رس إعفاقا بذيريا‪ ،‬أك عمطا مف ال رؼ كالمباهاة ليس أ ثر‪ ،‬كهك ما ي طلب مف إدا ارت معح ال مكيؿ ف‬
‫المصرفية اإلسبلمية بعاء سلـ قيـ معفعية ألعماط االس هبلؾ لبلس رشاد بها معد‬
‫ا خاذ ق ارر معح ال مكيؿ‪.‬‬
‫العامؿ الثالث‪ :‬مصدر التمويؿ‬
‫يعقسـ ال مكيؿ مف حيث مصدره إلى ‪:‬‬
‫‪ 1.‬التمويؿ الذاتي‪:‬؛ كالذم قد ي كف مف الكحدة االق صادية ذا ها شخصا طبيعيا اف‪ ،‬أـ‬
‫مععكيا‪ ،‬كيسمى بال مكيؿ الداخل ‪ .‬كيلحؽ به‬
‫بالعسبة للشخص الطبيع ما اف مف ال مكيؿ مصدره العاللة‪ ،‬كمثؿ ذلؾ األخ‬
‫الذم يمعح أخاه مبلغا مف العقكد ليش رم هدية العرس لعركسه‪ ،‬فإعه يقكـ بعملية مكيلية‪.‬‬
‫كال مكيؿ الذا كسيلة حكيلية سمح ب مكيؿ العشاط بعفسه ام مادا ملى مكارده كحسف خطيطه‪ ،‬كم ارقب ه لهــا‪ ،‬دكــف اللجكء‬
‫إلى أم مصدر عخر‪ ،‬ك ش ؿ ال مكيبلت الممعكحة بكاسطة األقارب كاألصدقاء عسـبة بـيرة مـف ال مكـيؿ الـذا ‪ ،‬سـيما‬
‫كأعها مكيبلت صغيرة‪ ،‬كال يدفة المس هلؾ مادة‬
‫مالدا‪ ،‬أك سعر فالدة مقابؿ هذا العكع مف ال مكيؿ ك كف ف رة السداد فيه غير محددة غالبا‪،‬‬
‫كيقدـ هذه ال مكيؿ دكف الحصكؿ ملى سعدات قبض‪.)1(.‬‬

‫الساما ‪ ،‬مبد الرحيـ‪ ،‬مكيؿ المس هل يف‪2.،‬‬ ‫س‪(1‬‬

‫‪332‬‬
‫مجلة جامعة فلظطين أللبحاث والدزاطات ‪ -‬املجلد التاطع ‪ -‬العدد أالول مازض ‪1029‬‬

‫كهذا العكع مف ال مكيبلت ليست مقصكدة اب داء مف مؤسسات ال مكيؿ ذات الغرض الربح ‪ ،‬كال جمة الفكالض‬
‫المالية مف كحدات الفالض الس ثمارها ف ال مكيبلت الممعكحة للعمبلء؛ إال أف ذلؾ ال يعف أهمية قياـ هذه المؤسسات ب‬
‫قديـ مكيبلت مجاعية العالد "القرض‬
‫الحسف" لبية لم طلبات المسؤكلية المج معية لهذه المؤسسات‪.‬‬
‫‪ 2.‬التمويؿ الخارجي ‪ :‬كهك ما اف مصدر كفير الماؿ كاإلل ماف فيه مف‬
‫خارج الكحدة االق صادية‪ .‬كي كف هذا ال مكيؿ بلجكء المشركع إلى المدخ ارت الم احة ف‬
‫( ‪)1‬‬
‫السكؽ المالية‪ ،‬أك مف طريؽ زيادة أرس الماؿ بطرح أسهـ جديدة ف السكؽ‪.‬‬
‫ك عد جمية صيغ ال مكيؿ اإلسبلم كمع جا ه طبيقات ملى ال مكيبلت مف المصدر الخارج ‪ ،‬فمف المسلـ به أف‬
‫المؤسسات المالية اإلسبلمية إعما جمة رؤكس أمكالها‪ ،‬كأمكاؿ المكدميف معدها بهدؼ اس ثمارها مف خبلؿ مع جات‬
‫مكيلية مكجهة لل ارغبيف بالحصكؿ ملى‬
‫مكيبلت يش ؿ العالد الربح أحد مقكما ها األساسية‪.‬‬
‫العامؿ ال اربع ‪ :‬ربحية التمويؿ‬
‫فبالبعاء ملى العامؿ السابؽ‪،‬ي كف ال مكيؿ مبعيا ملى قديـ مالد لمصدر ال مكيؿ بغض‬
‫العظر مف عكع العالد ربحا اف أـ فالدة‪ ،‬كهذا هك ال مكيؿ اإلس رباح ‪ ،‬كيقابله ‪ :‬ما اف ال مكيؿ‬
‫فيه خاليا مف قديـ مالد لمصدر ال مكيؿ‪ ،‬كهك مكيؿ برم ‪ ،‬يأخـذ ش ؿ القـركض الحسـعة‪ ،‬كالصـدقات‪ ،‬كيم ف أف‬
‫يلحؽ به ال مكيؿ الح كم المكجه ألغ ارض محددة مقابؿ رسكـ خدمة ال مكيؿ العقارم لصغار المكظفيف مثبل؛ ذلؾ أف‬
‫الممكؿ قـد ي كـف ممـف يقصـد الـربح بعملـه ال مكيــل في كــف ال مكــيؿ إس رباحيــا‪ ،‬أك ممــف يقصــد ال بــرع المحض‬
‫كالمسامدة اإلعساعية في كف‬
‫( ‪)2‬‬
‫ال مكيؿ برميان ‪ .‬فال‬
‫مكيؿ يحقؽ كظيفة مهمة ف العشاط االق صادم‪ ،‬ه سهيؿ ك شجية المبادالت‬
‫كاألعشطة الحقيقية ال كلد القيمة المضافة للعشاط االق صادم‪ ،‬كهذا هك مصدر عمية الثركــة حقــيؽ الرفــاه االــق صادم‪.‬‬
‫كف مقابؿ هذه الكظيفة يس حؽ ال مكيؿ مالندا يعبة مف القيمة ك‬

‫س‪(1‬‬
‫الساما ‪ ،‬مبد الرحيـ‪ ،‬مكيؿ المس هل يف‪2.،‬‬
‫س‪(2‬‬
‫قحؼ‪،‬معذر‪ ،‬كغساف محمكدس(‪ ،2000‬االق صاد اإلسبلم ملـ أـ كهـ‪167.،‬‬

‫‪333‬‬
‫مجلة جامعة فلظطين أللبحاث والدزاطات ‪ -‬املجلد التاطع ‪ -‬العدد أالول مازض ‪1029‬‬

‫المضافة ال يحققها‪ .‬كبدكف هذه القيمة المضافة ال يكجد مسكغ أصبل لعالد ال مكيؿ‪ ،‬بؿ يصبح‬
‫( ‪)1‬‬
‫هذا العالد لفة محضة كخسارة ملى العشاط االــق صادم ‪ .‬كالــديكف ال‬
‫هدؼ للربح ف االق صاد اإلسبلم ال عشأ إال مقابؿ عشاط حقيق ‪ ،‬مف‬
‫سلة كمعافة كخدمات‪ .‬كال يصح أف يعشأ الديف بهدؼ الربح دكف مقابؿ حقيق ‪ .‬كالربا ف جكهره‬
‫ديف ف الذمة دكف مقابؿ حقيق ‪ .‬ف حريـ الربا مف جهـة‪ ،‬ك شـرية مقكـد ال مكـيؿ اإلسـبلمية‪ ،‬البيـة ا جؿ كالسلـ‪،‬‬
‫مف جهة أخرل‪ ،‬يحقؽ هدفيف ف عف كاحد ‪ :‬بح جماح المديكعية كمعة عمكهـا دكـف ضـكابط‪ .‬ك كجيـه ال مكـيؿ لي‬
‫كف سببان ف كليد القيمة المضافة ك عزيز عمك الدخؿ‬
‫أسهـ ف‬ ‫االق صادم‪ .‬كهذا ما يسمح ب حقيؽ مالد لل مكيؿ مف خبلؿ القيمة المضافة ال‬
‫إيجادها (‪.)2‬‬
‫العامؿ الخامس ‪ :‬ضماف الديف الناتج عف التمويؿ‬
‫مثؿ الثقة بمدل قدرة أك رغبة الحاصؿ ملى ال مكيؿ بسداده كالكفاء ب افة ال ازما ه أحد‬
‫اهـ مقكمات العملية ال مكيلية‪ ،‬كمعيا ار جكهريا ال خاذ ق ارر المعح‪،‬كيشير هذا العامؿ إلى كفر‬
‫فؿ سداد الديف مف مدمها‪ ،‬حيث يقسـ ال مكيؿ ام مادا ملى هذا العامؿ إلى ما‬ ‫األدكات ال‬
‫)‪(3‬‬
‫يل ‪:‬‬
‫‪ 1.‬تمويؿ غير مضموف ‪:‬كهك ما اعت مخاطرة مدـ السداد فيه مر فعة‪ ،‬كال يمعح‬
‫فيها مميله الذم يثؽ فيه ال ماعا دكف ضماعات س سهيبلت ملى الم شكؼ( ف ذلؾ ملى قكــة كم اعــة‬
‫مر زه المال ‪ ،‬كحسف سمعة العميؿ‪ ،‬كأعه قادر ملى المصـرؼ مكــيؿ اس عمــاال حســعا ف الغــرض‬
‫المطلكب‪ )4(.‬كمعدلذ ي عيف ملى المصرؼ مع مدا المعلكمات كالبياعــات البلزمـة لــل أ د مـف سـبلمة المـر ز‬
‫المال للعميؿ كمقدر ه اس عماؿ ال جمة افة‬
‫الدفة مف مصـدر معركؼ كمقبكؿ للمصـرؼ‪ .‬كمــف أهـ ـ‬
‫أعماط ال مكيؿ اإلسبلم غير المضمكف‪ ،‬كالذم ش ؿ المخاطرة فيه بحد ذا ها ملى‬
‫مسكغا الس حقاؽ العكالد‪ ،‬ال مكيؿ بالمضاربة‪ ،‬حيث يمعح رب الماؿ العامؿ مكيبل عقديا دكف‬
‫قديـ العامؿ أية ضماعات بشأف ارجاع أرسماؿ ال مكيؿ‪ ،‬فهك مف ال مكيؿ ب أرسماؿ مخاطر‬
‫س‪(1‬‬
‫سكيلـ‪ ،‬مقاالت ف ال مكيؿ اإلسبلم ‪2. ،‬‬
‫س‪(2‬‬
‫سكيلـ‪ ،‬مقاالت ف ال مكيؿ اإلسبلم ‪5. ،‬‬
‫س( ‪3‬‬
‫مكض ا﵀‪ ،‬زيعب حسيف س(‪ ،1994‬اق صاديات العقكد كالماؿ‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬االس عدرية‪80. ،‬‬
‫س( ‪4‬‬
‫الهكارم‪ ،‬سيد س(‪ ،1986‬ادارة البعكؾ‪ ،‬م بة ميف الشمس‪،‬القاهرة‪119. ،‬‬

‫‪334‬‬
‫مجلة جامعة فلظطين أللبحاث والدزاطات ‪ -‬املجلد التاطع ‪ -‬العدد أالول مازض ‪1029‬‬

‫‪ 2.‬التمويؿ المضموف ‪ :‬كهك ما اعت فيه مخاطرة مدـ السداد معخفضة أك‬
‫مععدمة‪ ،‬حيث مثؿ الضماعات كسالؿ أميف للمصرؼ ال جارم ضد خطر مميله‪ ،‬لذلؾ يطلب المصرؼ ضماعات‬
‫سميعة أك شخصية( لئلقداـ ملى مملية معح ال مكيؿ‪ ،‬كمليه‬
‫يم ف قسيـ ال مكيؿ المضمكف إلى‪:‬‬
‫أ‪ .‬مكيؿ بضماف ميع ‪ :‬مادة ما يش رط المصرؼ أف يقدـ العميؿ ضماعا‬
‫ميعيا لقبكؿ طلب ال مكيؿ‪ ،‬كمادة ما كف قيمة الضماف أ بر مف قيمة ال مكيؿ(‪.)1‬‬
‫ب‪ .‬ال مكيؿ بضماف شخص ‪:‬ف هذه الحالة‪ ،‬ال يقدـ العميؿ أم ضماف ميع‬
‫لقبكؿ طلب ال مكيؿ‪ ،‬بؿ ي ف المصرؼ فقط بالكمد الذم أخذه العميؿ ملى ما قه بإب ارء ذم ه ف األجؿ المحدد ام‬
‫مادا ملى ثق ه به مس عدا إلى شخصية العميؿسحسف‬
‫سمع ه كم اعة مر زه المال (‪(.)2‬‬
‫كقد يجمة المصرؼ بيف عكميف مف الضماعات‪ ،‬فيطلب مف مميله قديـ ضماف شخص‬
‫كضماعات ميعية(‪ .)3‬كي‬
‫مثؿ هذا العمط ال مكيل ب افة ال مكيبلت العا جة مف عمكذج البيكع كالمدايعات‬
‫الم اربحة كاإلجارة‪...‬‬
‫العامؿ السادس ‪ :‬مدة التمويؿ‬
‫األجؿ‪ ،‬كأخرل م كسطة‬ ‫قسـ االح ياجات ال أرسمالية للمشركمات إلى اح ياجات قصيرة‬
‫(‪. )4‬‬
‫األجؿ كثالثة طكيلة األجؿ (‪.‬‬
‫كيشير هذا العامؿ إلى المدة ال يمعح االل ماف خبللها‪ ،‬كال يجب أف يل زـ بها طالب‬
‫ال مكيؿ‪ ،‬كاال حدث عديؿ ف شركط مقد ال مكيؿ‪ ،‬حيث يعقسـ ال مكيؿ بعا لهذا العامؿ إلى‬
‫األصعاؼ ال الية‪:‬‬
‫‪ 1 .‬التمويؿ قصير األجؿ ‪ :‬كيقصد به لؾ األمكاؿ ال يحصؿ مليها طالب ال مكيؿ مف‬
‫الغير ك يل زـ بردها خبلؿ ف رة ال زيد مادة مف ماـ (‪ ،)1‬المبالغ العقدية ال‬

‫س( ‪1‬‬
‫شيحة‪ ،‬مصطفى‪،‬س(‪ ،1999‬العقكد كالمصارؼ كاالل ماف‪ ،‬الدار الجامعية الجديدة‪ ،‬االس عدرية‪114-117. ،‬‬
‫س‪(2‬‬
‫مكض ا﵀‪ ،‬زيعب حسيف س(‪ ،1994‬اق صاديات العقكد كالماؿ‪99-100 ،‬‬
‫س( ‪3‬‬
‫شيحة‪ ،‬مصطفى رشدم(‪ ،( 1999‬العقكد كالمصارؼ كاالل ماف‪144-117.،‬‬
‫المعجـ الكجيز‪ ،341 ،595 ،‬مكسكمة المصطلحات االق صادية كاإلحصالية‪101. 100- ،‬‬ ‫‪4‬س(‬

‫‪335‬‬
‫مجلة جامعة فلظطين أللبحاث والدزاطات ‪ -‬املجلد التاطع ‪ -‬العدد أالول مازض ‪1029‬‬

‫خصص لدفة أجكر العماؿ‪ ،‬أك ش ارء بعض االح ياجات مثؿ البذكر‪ ،‬أك األسمدة‬
‫كغيرها مف المدخ ارت البلزمة إل ماـ العملية اإلع اجية كال ي ـ سديدها مف إي اردات‬
‫عفس الدكرة اإلع اجية‪ )2(.‬كه إما ال ماف مصرف أم قرض لمدة سعة ك إما ال ماف‬
‫جارم أم بضامة الدالعيف ك أك ارؽ الدفة ك إما أف كف أك ارؽ جارية ( ‪ .)3‬كمف‬
‫صكر ال مكيؿ قصير األجؿ ال س حؽ االه ماـ بها ف إطار عمكذج مكيؿ‬
‫المعافة ال مكيؿ المكسم ‪ :‬كهك مكيؿ قصير األجؿ يهدؼ إلى مكيؿ الف رة ما بيف سديد عفقات‬
‫‪ )4 (.‬مف ذلؾ مكيؿ المدارس‬ ‫اإلع اج كالحصكؿ ملى العكالد الخاصة باألعشطة المكسمية‬
‫الخاصة كالجامعات‪ ،‬حيث ي سـ ال دفؽ العقدم لها بالمكسمية‪.‬‬
‫كيكجد عكماف مف ال مكيؿ المكسم ‪ ،‬فهعاؾ مؤسسات طلب ال مكيؿ ف بداية دكرة‬
‫االس غبلؿ‪ ،‬كهعاؾ مف طلبه ف كسط أك عهاية دكرة االس غبلؿ‪.‬‬
‫‪ 2 .‬التمويؿ متوسط األجؿ ‪ :‬يعشأ مف حصكؿ طالب ال مكيؿ ملى األمكاؿ للقياـ بالعمليات‬
‫طلب اس عماؿ لؤلمكاؿ لف رة زيد مف سعة ك قؿ مف خمس سعكات قبؿ‬ ‫ال‬
‫اس ردادها‪ ،‬ك مكضكمه ف الغالب يخص مكيؿ المش ريات كالمعدات كا الت الخاصة‬
‫عيف ملى كفاء ال مكيؿ(‪.)5‬‬ ‫بالربحية كالمع ظرة مف هذا ال مكيؿ كال‬
‫أرس الماؿ الثابت‪ ،‬ك زيد مد ه‬ ‫يعشأ مف طلب األمكاؿ ‪ :‬كيف‬ ‫‪ 3.‬التمويؿ طويؿ األجؿ‪:‬‬
‫مف خمس سعكات كمف ذلؾ مكيؿ ممليات ال كسة‪.‬‬
‫العامؿ السابع ‪ :‬مصادر التمويؿ الربحي‬
‫يق ـس ال مكيؿ الذم يس هدؼ حقيؽ مالد إلى ‪ :‬أكال ‪ :‬التمويؿ‬
‫التجاري ) ‪ : credit (commercial‬يقصد به اإلل ماف الذم‬
‫يقدـ للم عامليف ال جارييف سكاء اعكا أط ارفا ح كمية أك أف اردا‪ ،‬ل مكيؿ االح ياجات‬

‫هعدم‪ ،‬معير إب ارهيـس(‪ ،1997‬الف ر الحديث ف مجاؿ مصادر ال مكيؿ‪ ،‬سلسلة الف ر الحديث ف مجاؿ اإلدارة‬ ‫‪1‬س(‬
‫الماليةس( ‪ ،2‬معشأة المعارؼ‪ ،‬اإلس عدرية‪ ،5 ،‬المقرف ‪ ،،‬سعيد‪ ،‬االس ثمار قصير األجؿ ف البعكؾ اإلسبلمية‪24.،‬‬
‫جميؿ أحمد كفيؽ‪،‬أساسيات االدارة المالية‪ ،‬دار العهضة العربية بيركت‪340. ،‬‬ ‫س ‪(2‬‬
‫الزغب ‪،‬هيثـ " إدارة كال حليؿ المال "‪ ،‬دار الف ر مماف األردف الطبعة األكلى‪2000 . ،‬‬ ‫س ‪(3‬‬
‫سميعة‪ ،‬مزيزة س(‪ ،2003‬ادارة مخاطر اال ماف ف البعكؾ ال جارية‪ ،‬رسالة ماجس ير‪19.،‬‬ ‫س ‪(4‬‬
‫س( ‪5‬‬
‫كفيؽ‪،‬أساسيات االدارة المالية‪ 341. ،‬المقرف ‪ ،،‬سعيد‪ ،‬االس ثمار قصير األجؿ ف البعكؾ اإلسبلمية‪25. ،‬‬

‫‪336‬‬
‫مجلة جامعة فلظطين أللبحاث والدزاطات ‪ -‬املجلد التاطع ‪ -‬العدد أالول مازض ‪1029‬‬

‫الجارية‪ ،‬لذلؾ غالبا ما ي كف قصير األجؿ‪ ،‬ك كف األداة المعاسبة ل داكله ه‬


‫( ‪)1‬‬
‫ال مبياالت كالســعدات اإلذعيــة ‪ .‬كي مثؿ‬
‫بالحاالت ال كسة فيها سلطة الممكؿ بحيث ي م ة بصفة ال اجر‪ ،‬فهك ذلؾ‬
‫ال مكيؿ الذم يقكـ فيه رب الماؿ با خاذ الق ارر االس ثمارم امبل بحيث يقكـ ب ؿ ما يقكــ بــه ال اجــر مــادة مــف حديــد‬
‫السلعة ال سيم ل ها‪ ،‬كمف ثـ‪ ،‬يقكـ بعمليات مل ها كصياع ها ك خزيعها‬
‫سكيقها كبيعها‪ ،‬أك ايجارها للطرؼ ا خر‪ ،‬سكاء اف ذلؾ بق ارر ذا ‪ ،‬أـ بعــا نء ملى ق ارر مف فيــد مـف ال‬
‫مكيؿ‪ )2(.‬فال اجر الذم يقدـ سلع ه للمس هلؾ كيع ظر ح ى عخر الشهر لدفة ك بعمليـة مكـيؿ للمس هلؾ‪ .‬كمـثؿ ذلؾ‬
‫الشر ة الصاععة ال قدـ سلعها لل اجر ك ع ظر المس قيم ها يقكـ‬
‫مليه ثبلثــة أشــهر لدفــة ثمعهــا؛ فإعهــا قكــ بعمليــة مكيليــة أيضــان‪ )3(.‬كي لخص دكر‬
‫الطرؼ المس فيد مف ال مكيؿ ال جارم بعد الحصكؿ ملى السلعة‪ ،‬أك ش ارء‬
‫الخدمة اس عمالها أك اس هبل ا‪ ،‬أك اس غبللها بالش ؿ الذم يرغب فيه‪ ،‬كبصكرة ي حمؿ بها‬
‫المسؤكلية املة‪ ،‬مة االل ازـ بما ر ب ف ذم ه لمقدـ السلعة ال اش ريت معه (‪.)4‬‬
‫ثانيا ‪ :‬التمويؿ البشري ‪ :‬كهك ما قدمه المكارد البشرية ف العملية اإلع اجية بهدؼ‬
‫الحصكؿ ملى العالد المال معد اريخ االس حقاؽ‪ .‬فإف العامؿ ف أية شر ة صعامية‪ ،‬أك جارية يقدـ خدما ه‬
‫كسامات ممله ثـ يع ظر ح ى عخر الشهر للحصكؿ ملى أجره‪ ،‬فهك يقكـ‬
‫أيضان بعملية مكيلية يمكؿ فيها رب العمؿ بهذا االع ظار‪ )5(.‬ثالثا ‪ :‬التمويؿ المالي‬
‫س‪ : credit (financial‬كي مثؿ بالحاالت ال ي ضاءؿ‬
‫كي خذ ق ارر‬ ‫( ‪)6‬‬
‫‪.‬‬ ‫يفاه سلطة رب الماؿ بحيث ي رؾ الق ارر اإلدارم للطرؼ ا خر‬
‫رب‬ ‫الماؿ أحد الش ليف ال الييف(‪:)7‬‬

‫س( ‪1‬‬
‫الشمرم‪ ،‬عاظـ س(‪ ،1999‬العقكد كالمصارؼ كالعظرية العقدية‪ ،‬دار زه ارف للعشر كال كزية‪ ،‬األردف‪124. ،‬‬
‫قحؼ س(‪ ،2004‬مفهكـ ال مكيؿ ف االق صاد اإلسبلم ‪ 13. ،‬قحؼ س(‬ ‫س‪(2‬‬
‫‪ ،2000‬االق صاد اإلسبلم ملـ أـ كهـ‪166 .167-،‬‬ ‫س‪(3‬‬
‫قحؼ س(‪ ،2004‬مفهكـ ال مكيؿ ف االق صاد اإلسبلم ‪13. ،‬‬ ‫س‪(4‬‬
‫س‪(5‬‬
‫قحؼ س(‪ ،2000‬االق صاد اإلسبلم ملـ أـ كهـ‪166-167.،‬‬
‫س‪(6‬‬
‫قحؼ س(‪ ،2004‬مفهكـ ال مكيؿ ف االق صاد اإلسبلم ‪13. ،‬‬ ‫س‪(7‬‬

‫قحؼ س(‪ ،2004‬مفهكـ ال مكيؿ ف االق صاد اإلسبلم ‪13. ،‬‬

‫‪337‬‬
‫مجلة جامعة فلظطين أللبحاث والدزاطات ‪ -‬املجلد التاطع ‪ -‬العدد أالول مازض ‪1029‬‬

‫األكؿ ‪ :‬اخ يار الطرؼ المدير الذم سكؼ يقدـ إدار ه‪ ،‬كخبر ه‪ ،‬كيقكـ با خاذ الق ار ارت‬
‫االس ثمارية كال جارية ك حديد الشركط العامة لحدكد العبلقة معه‪ ،‬كمعه عكع العشاط االس ثمارم‬
‫كمجاله‪ ،‬كمثاؿ ذلؾ ‪ :‬المضاربة‪.‬‬
‫الثاع ‪ :‬اخ يار األصؿ الثابت الذم ي ـ اس ثماره‪ ،‬مبلكة ملى اخ يار المدير ما ف‬
‫الم ازرمة كالمساقاة‪.‬‬
‫كمف أهـ صكر ال مكيؿ المال اإلل ماف المصرف ‪ ،‬كالم مثؿ ف ال مكيبلت المخ لفة ال‬
‫يقدمها المصرؼ لعمبلله مف المؤسسات ال جارية ك الصعامية‪ .‬كيم ف عريؼ اإلل ماف بأعه الثقــة ال يكليهــا‬
‫المصرؼ لشخص‪ ،‬أك معشأة ما حيف يضة حت صرفه مبلغا لف رة محددة ي فؽ مليها الطرفيـف ك يقكــ طـالب‬
‫ال مكيؿ ف عهاي ها بالكفاء بال ازمه ك المصرف مف العقكد‬
‫ذلؾ لقاء مالد يحصؿ مليه المصرؼ مف طالب ال مكيؿ ي مثؿ ف الفكالد ك العمكالت ف‬
‫ال مكيؿ ال قليدم(‪ ،)1‬كالعكالد ف ال مكيؿ اإلسبلم ‪.‬‬
‫العامؿ الثامف ‪ :‬موافقتو لمتشريع اإلسالمي‬
‫كال مكيؿ بهذا االم بار قسميف ال ثالث لهما؛ فإما أف ي كف مكيبل مل زما بال شرية‬
‫اإلسبلم ف مصدر كفيره كعلية قديمه‪ ،‬كالغرض المس خدـ فيه‪ ،‬كالعالد المس حؽ مليه‪ .‬أك مكيبل غير إسبلم باخ بلؿ‬
‫حلقة مف حلقا ه‪ ،‬دكف أف يق صر ذلؾ ملى مجرد اش ماله ملى‬
‫الربا‪ ،‬كاف اف الربا أهـ المحظك ارت ال ي ضمعها ال مكيؿ غير اإلسبلم ‪.‬‬
‫المحور الثاني ‪ :‬خصائص التمويؿ اإلسالمي المعيارية‪:‬‬
‫إف ملـ االق صاد ال قليدم كضة أمامه مجمكم يف مف األهداؼ االق صادية‪:‬‬
‫المجمكمة األكلى‪ :‬م صلة ب حقيؽ العدالة كال فاءة ف خصيص ك كزية المكارد العادرة‪.‬‬
‫سمى بػ "األهداؼ المكضكمية‪ ".‬المجمكمة‬
‫الثاعية‪ :‬كه ما سمى بالمعيارية‪ ،‬كيجرم ال عبير معها باألهداؼ االج مامية ك‬
‫كاالق صادية المرغكبة لسد الحاجة‪ ،‬كال شغيؿ ال امؿ‪ ،‬كالمعدؿ األمثؿ للعمك‪ ،‬كال كزية العادؿ‬
‫للدخؿ كالثركة‪ ،‬كاالس ق ارر االق صادم‪ ،‬كال كازف البيل ‪ .‬كالمجمكمة‬
‫األكلى سميت كضعية؛ بادماء أف ال فاءة كالعدالة يم ف حقيقهما بدكف أح اـ‬
‫قيمية‪.‬ف حيف أف المجمكمة الثاعية سميت معيارية؛ ألعها عبر إلى حد بير مف رؤية المج مة‬

‫س( ‪1‬‬
‫ميشاكم‪ ،‬ملى‪ ،‬ق ارر ال مكيؿ قصير ا جؿ‪1 . ،‬‬

‫‪338‬‬
‫مجلة جامعة فلظطين أللبحاث والدزاطات ‪ -‬املجلد التاطع ‪ -‬العدد أالول مازض ‪1029‬‬

‫"ما يجب أف ي كف‪ ".‬كصرح شاب ار)‪:‬أف األهداؼ المعيارية ه كليدة رؤية ملماعية ديعية ر ز‬
‫ملى دكر اإليماف با﵀ كمحاسبة البشر ف اليكـ ا خر‪ ،‬كاألخكة اإلعساعية كالقيـ األخبلقية ف‬
‫كزية ك خصيص المكارد‪ ،‬أم أف ال برير لهذه األهداؼ المعيارية ي مف ف الرؤية العالمية الديعية‪ .‬أما األهداؼ‬
‫الكضعية فه مع ج لرؤية ملماعية بدكف أم صكر ليات إعساعية أخبلقية‬
‫)‪.(1‬‬
‫كيبلحظ أف األح اـ القيمية قد غابت كغيبت مف ال حليؿ االق صادم الكضع ؛ بام بار‬
‫أهداؼ ال فاءة كالعدالة يم ف حقيقها بدكف العظر إلى أح اـ قيميـة‪ ،‬بؿ كـاالس خفـاؼ بـدكر األخبلقيــة ف خصــيص‬
‫المكارد‪ ،‬ما أف ال حليؿ االق صادم الكضــع أغفؿ الجكــاعب أف كاألخبلقيــة الكــد كــال عاطؼ ال ارحـ ـ كاإليثــار‬
‫كاألخكة ال يجاهد بها العاس مف أجؿ رفاهة القيـ القيمية‬
‫‪)2(.‬‬
‫ا خريف‪ ،‬فقد ـ جاهلها ماما‪ ،‬كال محؿ لها‬
‫ملما بأف مددا مف الغربييف عظر بإيجابية لدكر األخبلؽ كالقيـ ف االق صاد‪ ،‬فقد أشار‬
‫القديس س كماس األ كيع (‪ ()3‬إلى أف «السعادة اإلعساعية ع مد ملى المبادئ األخبلقية ما ع مــد ملى الرفاهيــة الماديــة‪ ،‬كهعاؾ‬
‫شرطاف ضركرياف ل يحيا الفرد حياة طيبة‪ ،‬كأكؿ هذيف الشرطيف ثرهما أهميــة أف يســلؾ ســلك ان فاضــبلن؛ ألــف‬
‫الفضيلة ه ال يح لئلعساف أف يحيا حياة كأ‬
‫رضية‪ .‬أما الشرط الثاع ‪ :‬كهك أمر ثاعكم كيعد بمعػزلة األداة أك الكسيلة‪ -‬فهك فاية لؾ‬
‫‪)4 (.‬‬
‫الخي ارت المادية ال ي كف اس خدامها ضركريا ل يسلؾ المرء سلك ان فاضبلن » كبما أف المعيارية‬
‫االق صادية ىعد األخبلؽ ر يزة أساسية ف الد ارسات االق صادية ‪-‬بما‬
‫كاغفاؿ‬
‫يجب أف ي كف ال ما هك الف فقط‪ -‬بما يعع مدـ ال ر يز ملى الجكاعب المادية فقط‬
‫رقى بالمس كل الركح لئلعساف؛ فإف العشاط االق صادم‬ ‫الجكاعب األخبلقية كالقيمية ال‬

‫س( ‪1‬‬
‫شاب ار‪ ،‬محمد ممر‪ .‬مستقبؿ عمـ االقتصاد مف منظور إسالمي‪ .‬رجمة المصرم‪ ،‬رفيؽ يكعس‪ .‬مماف‪ ،‬دمشؽ‪ :‬المعهد‬
‫العالم للف ر اإلسبلم ‪ ،‬دار الف ر‪ ،‬ط‪2005 ،2‬ـ‪ .‬ص‪66.‬‬
‫س( ‪2‬‬
‫شاب ار‪ ،‬المرجة السابؽ ص‪64 .‬‬
‫س( ‪3‬‬
‫القديس كماس األ كيع ‪ ،d'Aquin Thomas Saint‬أ بر فبلسفة المسيحييف ف العصكر الكسطى‪ ،‬ماش ف القرف‬
‫الثالث مشػر س‪1274 – 1226‬ـ‪ (.‬أرل أف مف أكؿ كاجبا ه أف يعكد بالمسيحية إلى طابعها األصيؿ‪ ،‬كأف يخفؼ ملى قدر‬
‫المس طاع مف يار الزهد الذم أخذ يبامد بيف العاس كبيف ال مسؾ بالعقيدة لمعافا ه لركح المسعى كالرغبة ف االس م اع‬
‫بخي ارت األرض‪ .‬بديكم‪ ،‬محمد‪ .‬ملـ االج ماع االق صادم‪ ،‬ص‪191.‬‬
‫س( ‪4‬‬
‫برعيرم‪ ،‬ماريا لكي از‪ .‬المدينة الفاضمة عبر التاريخ‪ ،‬رجمة‪ :‬مطيات أبك السعكد‪ ،‬المجلس الكطع للثقافة كالفعكف كا داب‪،‬‬
‫ال كيت‪ :‬سلسلة مالـ المعرفة‪ ،‬العدد س(‪ ،225‬سب مبر‪1997 ،‬ـ‪ ،‬صس‪80(.‬‬

‫‪339‬‬
‫مجلة جامعة فلظطين أللبحاث والدزاطات ‪ -‬املجلد التاطع ‪ -‬العدد أالول مازض ‪1029‬‬

‫اإلسبلم ‪ -‬بما فيه مف معاشط مكيلية إسبلمية‪ -‬كاف اف ماديان فإعه مح كـ كمطبكع بالجاعب‬
‫الديع كالركح ‪ ،‬مما يدمك للقكؿ أف االق صاد اإلسبلم كازف بيف المادة كالركح؛ فاإلسبلـ‬
‫«يدرس اإلعساف كيعامله بام باره مادة كركحا ف عف كاحد‪ ،‬ل ؿ مف العقؿ كالركح مجاله‪،‬‬
‫كالمجاالف م صبلف ال يعفصماف‪ ،‬كسعادة اإلعساف كاف اعت ع يجة فامؿ ال خرج مف كعها‬
‫شعك انر ف مجاؿ الركح‪ ،‬كه خارجة بيقيف مف عطاؽ ال صكر العقل ‪ ،‬كاف اف العقؿ أداة‬
‫ع س االعفعاؿ بها‪ ،‬إذ ال بد للمعاع مف صكرة حسية عبر معها‪»)1(.‬‬
‫كقد أشار مدد مف الباحثيف(‪ )2‬إلى معيارية االق صاد اإلسبلم ؛ فالعظاـ االق صادم‬
‫اإلسبلم يعطلؽ مف قامدة كاضحة مثؿ ف أف الشػريعة اإلسبلمية ه ال حدد القكامد‬
‫كالمبادئ اإلسبلمية حريـ الربا‪ ،‬كاس خداـ عظاـ المشار ة‪ ،‬ك طبيؽ مبدأ الز اة‪ .‬كاف اس خداـ‬
‫األح اـ األخبلقية أمهر أساس ه ف االق صاد المعيارم ل أييد أية سياسة مف السياسات‬
‫االق صادية‪ ،‬كاف المعايير اإلسبلمية ه ال يحددت قكامد العظاـ‪ ،‬ك حدد األسس ال ي ـ إ بامها‬
‫ل يفية حديد األكلكيات‪ ،‬كمف ثـ ا خاذ الق ارر االق صادم‪ .‬كمف أمثلة ذلؾ‪ )3(:‬قامدة درء المفاسد أكلى مف جلب المعافة‪،‬‬
‫كقامدة ال يغعـ بال يغرـ‪ ،‬كقامدة ال ضرر كال ض ارر‪ ،‬كغير ذلؾ مف‬
‫المعاييركالقيـ كالقكامد اإلسبلمية‪.‬‬
‫كالكاقة أف االق صاد اإلسبلم يدرس السلكؾ االق صادم للعاس الذيف يعيشكف كفقا لمعهج‬
‫اإلسبلـ ف الحياة كالذم يشمؿ الجكاعب االق صادية مثلما يسة الجكاعب األخرل‪ :‬ال يخلقية‪،‬‬
‫كالركحية‪ ،‬كاالج مامية‪ ،‬كالسياسية كغيرها‪ .‬كقد أشار مبد الحميد الغ ازل إلى «أف االق صاد‬
‫اإلسبلم يعد االم با ارت القيمية أك األخبلقية م غينار داخلنيا ف علية العظاـ‪ .‬بؿ ع بر القيـ‬
‫اإلسبلمية المحرؾ األساس لفعاليا ه‪ .‬فعحف هعا أماـ اق صاد ديع ‪ ،‬أك ديف اق صادم‪ .‬كليس هذا‬
‫بلمنبا باأللفاظ‪ ،‬كاعما ك يد لحقيقة كف االق صاد اإلسبلم جزنءا مف ؿ‪ ،‬ي اربط كي فامؿ‬

‫س( ‪1‬‬
‫أبك السعكد‪ ،‬محمكد‪ .‬فقو الزكاة المعاصر‪ ،‬ال كيت‪ :‬دار القلـ‪٩٩ُِ ،‬ـ‪ ،‬ص‪198.‬‬
‫س( ‪2‬‬
‫الرماع ‪ ،‬زيد‪ .‬االقتصاد اإلسالمي بيف المعيارية والوضعية‪ ،‬صحيفة الجزيرة‪ ،‬األحد ِ‪ ٢‬مايك‪ ،‬س َََِ ـ(‪ ،‬العدد‬
‫س ََُُ‪(.٢‬‬
‫س( ‪3‬‬
‫لل فصيؿ حكؿ هذه القكامد اعظر‪:‬‬
‫العدكم‪ ،‬مل ‪ .‬القواعد الفقيية‪ ،‬دمشؽ‪ :‬دار القلـ‪،‬ط‪1994 . ،1‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬الرك محمد‪ ،‬نظرية التقعيد الفقيي‪ ،‬الج ازلر‪ :‬دار الصفاء‪ ،‬ط‪2000. ،1‬‬
‫العدكم‪ ،‬مل ‪ :‬جميرة القواعد الفقيية في المعامالت المالية‪ ،‬الرياض‪ ،‬شر ة ال ارجح ‪،‬ط‪2000. ،1‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪340‬‬
‫مجلة جامعة فلظطين أللبحاث والدزاطات ‪ -‬املجلد التاطع ‪ -‬العدد أالول مازض ‪1029‬‬

‫كي امؿ ف عاسؽ ك كازف مة بقية األج ازء الم كعة لئلسبلـ‪ ،‬ديف كعظاـ حياة امؿ‪ .‬يح ـ‬
‫بضكابط اإلسبلـ‪ ،‬كيسير كفقنا ألح امه‪»)1(.‬‬
‫كبعا نء ملى ما سبؽ فإف ال مكيؿ اإلسبلم ي ميز بخصالص معيارية عابعة مف مذهبية‬
‫االق صاد اإلسبلم ‪ ،‬كيم ف بياف هذه الخصالص ملى العحك ا ‪:‬‬
‫كما‬ ‫الخاصية األولى ‪ :‬قياـ التمويؿ اإلسالمي بإشباع الرغبات‬
‫يعد إشباع الرغبة أحد الخصالص المعيارية ال يعبغ كفرها ف األمكاؿ ممكما‪،‬‬
‫فام اف مف األمكاؿ مشبعا لرغبة المس هلؾ؛‬ ‫مقدم ها ‪ :‬ال مكيؿ‪،‬‬ ‫يبعى مليها مف ممليات كف‬
‫فإعه يعظر لها عظ انر يقدر مف خبلله قيمة هذا الماؿ بالعسبة له‪ ،‬كما حققه مف معفعة‪ .‬فالغاية األساس ال يعطلؽ‬
‫معها اإلعساف ف أم سلكؾ ك صرؼ؛ إعما ه المعفعة؛ ذلؾ‬
‫أف " المعافة ه الغرض األظهر مف جمية األمكاؿ "س(‪ 2‬فه البامث ملى ال عامبلت‪ ،‬كهك ما‬
‫يعبر معه بميؿ الطبة‪ ،‬كبذؿ اإلعساف جهده ف الحصكؿ مليها كحياز ها كاالح فاظ بها س‪.(3‬‬
‫كلذا فإف أحد معايير مالية األشياء ‪ :‬كعها مرغكبا فيها أم ما مف شأعه أف رغب إليه العفس‪ .‬ك حقؽ الرغبة ف‬
‫األمكاؿ ب كعها مما يميؿ له الطبة اإلعساع السليـ معد العقبلء لقيم ها‪ ،‬كال مكيؿ اإلسبلم بام باره عظاـ يكفر األمكاؿ لطالبيها؛‬
‫فإف لبية رغبات الم مكليف‬
‫كم ارما ها يعد أساسا ف بعاء مع جات ال مكيؿ اإلسبلم ‪.‬‬
‫كيسهـ ف هذه الخاصية معايير أهمها ‪:‬‬
‫ف مجمكمات كمصفكفات أفقية كممكدية‪،‬‬ ‫األوؿ ‪ :‬تحميؿ رغبات اإلنساف؛ ك صعيفها‬
‫جعؿ مف اإلعساف مر ز االه ماـ‪ ،‬ك عمؿ ملى لبية افة رغبا ه ف افة قطامات الحياة كمجاال ها‪ ،‬مة ال‬
‫أ يد ملى أف ذلؾ ال يق صر ملى الحاجات كالضرك ارت‪ ،‬فمقاصد الشريعة شمؿ ذلؾ المقاصـد ال حسـيعية؛ كلـذا‬
‫فإف كفير مكيؿ إسبلم يسهـ ف رفاهية اإلعساف‬
‫مقصكد شرما‪ ،‬لما يحققهه مف ارمة اإلعساف‪.‬‬

‫س( ‪1‬‬
‫الغ ازل ‪ ،‬مبد الحميد‪ .‬اإلنساف أساس المنيج اإلسالمي في التنمية االقتصادية‪ ،‬جدة‪ :‬المعهد اإلسبلم للبحكث ك‬
‫ال دريب‪ ،‬البعؾ اإلسبلم لل عمية‪1994/4/14 ،‬ـ‪ ،‬ط‪ ،1‬ص‪5.‬‬
‫‪2‬‬
‫ابف مبد السبلـ‪ ،‬قكامد األح اـ‪184. 1/ ،‬‬ ‫س(‬
‫‪3‬‬
‫مابػػديف‪ ،‬رد المح ػػار‪ ،-502 501 4 / ،‬حيػػدر‪ ،‬درر الح ػػاـ شػػرح مجلػػة األح ػػاـ‪ ،117 – 116 1 / ،‬ابػػف العربػػ ‪ ،‬س( اػبف‬
‫أح اـ القرعف‪-498. 497/1 ،‬‬

‫‪341‬‬
‫مجلة جامعة فلظطين أللبحاث والدزاطات ‪ -‬املجلد التاطع ‪ -‬العدد أالول مازض ‪1029‬‬

‫فيعبغ ملى مؤسسات ال مكيؿ اإلسبلم القياـ بدكرها ال جارم كاالق صادم كاالج مام‬
‫كال عمكم ف خدمة اإلعساف الذم هك األساس الذم دكر حكله الحياة‪ ،‬يقكؿ سبحاعه ‪ :‬ىك ىس َّخىر‬
‫لى ي ـ َّما ًف ال َّس ما كا ًت ك ما ً ف ٍاألىر ًض ج ًمي ّْ ٍمعهي إً َّف ًف ىذًل ىؾ ى ىيا وت لَّقٍىكوـ ىي ىفى َّ يرك ىف س( ‪ 13‬سكرة‬
‫ى نعا‬ ‫ٍ‬ ‫ىى ىى‬
‫الجاثية‪ ،‬كيقكؿ سبحاعه ‪:‬ىكلىقى ٍد ى ٍَّرمىعا ىًبع عىدىـ س(‪ 70‬سكرة اإلس ارء‪ ،‬كذلؾ مف خبلؿ قديـ أعكاع‬
‫مف ال مكيؿ اإلسبلم عمؿ ملى لبية رغبات كحاجات اإلعساف ال قرها الشريعة بش ؿ يحقؽ‬
‫ارمة اإلعساف‪ ،‬كيسمك به عحك رسالة اإلسبلـ‪ .‬الثاني ‪:‬‬
‫اإلشباع؛ فاف خاصية اإلشباع كه القدرة ملى لبية ضرك ارت كحاجات كرغبات‬
‫اإلعساف كصكال لشعكره بالرضا كالسعادة‪ ،‬ه معيار ف ال قكـ‪ ،‬كاطبلؽ ال صرؼ‪ ،‬كه ارجعة‬
‫إلى المعافة إذ بها إقامة المصالح‪ ،‬ك قضية الحكالج ال بعفس األمكاؿ س‪ 1(.‬فالماؿ يشمؿ ؿ ش ء‬
‫عافة أم قابؿ إلشباع حاجة اعساعية‪ ،‬ح ى كلك لـ ي ف له ثمف الهكاء كح اررة الشمس‪ ،‬أك لـ يس خدـ ف اإلع اج‬
‫الماؿ االس هبل الطعاـ لؤل ؿ كالمعزؿ‬
‫يس عه صاحبهس‪ 2(.‬كي مثؿ اإلشباع ف ال مكيؿ ب كفير أصكؿ مالية ميعية أك خدمات لطالب‬
‫ال مكيؿ شبة رغبا ه دكف أأف فرض مليه خيا ارت الممكؿ لمجرد أسباب ربحية بقصره ملى مكرديف بأميعهـ بما يشبه‬
‫حاالت اح ارية أك إذماف حصر العبلج بمشفى معيف‪ ،‬كالسفر بعاقؿ‬
‫كحيد‪..‬‬
‫الثالث ‪ :‬توفر القصد واإل اردة في الطبع السميـ؛ فأساس سلكؾ اإلعساف ك صرفا ه ‪:‬‬
‫القصد العابة مف ميؿ الطبة السليـ‪ ،‬ل ف الرغبة ال ر ق إلى الصفة المالية بأدعى درجة معها‪ ،‬كلذا ال يميؿ الطبة السليـــ‬
‫لل عازؿ مف الماؿ مة أدعى رغبة‪ ،.‬كلذا يعبــغ ملى الهيالت اإلش ارفية ملى مؤسســات ال مكــيؿ اإلســبلم كــف مقــدم ها ‪:‬‬
‫الهيالت الشرمية‪ ،‬العمؿ ملى كضة مقاييس لـل حقؽ مف سبلمة الرغبـات ب افـة أبعادهـا جعبـا العـزالؽ ال مكـيؿ اإلسـبلم‬
‫عحك رغبات مديمة‬
‫القيمة‪.‬‬
‫ال اربع ‪ :‬كمفة التمويؿ؛ فإف ال عاسب ما بيف الش ء ك لفة الحصكؿ مليه يعد معيا ار‬
‫أساسيا ف حديد مدل رغبة اإلعساف بهذا الش ء؛ فإذا ما اخ لت ال عاسبية بيف الش ء كال لفة‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫س( ال ف ا ازع ‪ ،‬ال لكيح‪328. 327/1- ،‬‬
‫س( ‪ 2‬حشيش كعخركف‪ :‬مبادئ ملـ االق صاد ‪18 -20 .‬‬

‫‪342‬‬
‫مجلة جامعة فلظطين أللبحاث والدزاطات ‪ -‬املجلد التاطع ‪ -‬العدد أالول مازض ‪1029‬‬

‫اخ لت رغبة اإلعساف كقصده له‪ ،‬كمف ذلؾ ما اف مف األشياء ال ال لفة فيها كال مشقة‪ ،‬لـ‬
‫يجكز المعاكضة مليها‪.‬‬
‫الخاصية الثانية ‪ :‬التمويؿ اإلسالمي قائـ عمى األصوؿ المالية ومدعوـ بيا‬
‫يش ؿ العامؿ اإلع اج محك ار جكهريا ف بعاء العملية ال مكيلية اإلسبلمية ف افة‬
‫قطامات األعشطة االق صادية؛ ذلؾ إف العمكذج المال العاـ ف االق صاد اإلسبلم يس كجب مركر افة ممليات ال مكيؿ‬
‫بش ؿ مف أش اؿ األصكؿ المالية ‪ :‬العيعية‪ ،‬أك الخدمية؛ سبيبل‬
‫إلحداث عمية اق صادية‪ ،‬ك حقيؽ قيمة مضافة‪ ،‬ك داكؿ لعكامؿ اإلع اج‪ .‬كلبلق صاد اإلسبلم‬
‫مقاصد م عّْددة فيما ي علَّؽ بإع اج الماؿ ك سبه ك عمي ه ي كجب ملى‬
‫ام ثالها‪ .‬كمف هذه المقاصد‪:‬‬ ‫ال مكيؿ اإلسبلم‬
‫طرقو الم شروعة ‪ ،‬ي كقؿ‬
‫فيإنتاج الماؿ وكسبو ْ م‬ ‫َ التمويؿ ا إل س اُلمي‬ ‫أوال ‪ :‬يأ سفيـ‬
‫َ َ ُْ‬
‫ْ َ َْ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫ٍّ‬ ‫ُ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُ‬
‫ف‬
‫ِ‬
‫ِفريلا ٌَِ أٔما ِل‬ ‫ل ِةاْلا ِط ِو وحدٔلا ةِ ٓا ِإىل ْالَكم ِلأكئا‬
‫ل ةِي ً‬
‫ك ي ٔ ا أ م ٔ اى ً‬ ‫سبحاعه ‪َ :‬ل ح{ أو‬
‫َ‬
‫ْ َُ َ‬ ‫َ‬ ‫َْ ُ ْ‬
‫ُأ‬
‫حقؽ ذلؾ بشركط كقيكد ف ال مكيؿ اإلسبلم كي‬ ‫ِ إلث ًِ و ًخ تػٍٔين} [البقرة‪.]188 :‬‬ ‫ا ٍّنال ِس ِةا‬
‫الممعكح سكاء مف طالبه أك ما عحهبل بد مف م ارما ها‪:‬‬
‫‪ 1.‬أف ي كف العمؿ ف دالرة الحبلؿ‪ ،‬بعيدا مف الح ارـ‪ ،‬بؿ مف الشبهات ما اس طاع‪ .‬كأف‬
‫الح ارـ ال خير فيه‪.‬‬
‫يح ُّب مف العامؿ﵀‬
‫إذا‬
‫َ‬ ‫‪ 2.‬أف يؤّْديه بإ قاف‪ ،،‬فإف ا﵀ ب اإلحساف ملى ؿ ش ء‪ .‬كأف ا‬
‫ٍّ َ‬
‫َ َ ُ‬ ‫ْ ُ َ‬ ‫ممؿ ممبل أف ي قعه‪ ،‬خُّلقا بأخبلؽ ا﵀‪{ :‬ا‬
‫خي ل ّ} [السجدة‪].‬‬
‫َِّلي خ‬
‫‪:7‬‬
‫أ َ ص ََ‬
‫ش‬
‫ك ٍء‬
‫ا﵀ َّركاد بيك ه‬ ‫‪ 3 .‬أال يلهيه مف كاجبه ع حك ّْر به‪ ،‬كعحك أهله كمج مع ه‪،‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ٌ ّ ُْ‬
‫كصؼ‬ ‫ما‬
‫ٍ‬
‫ٍّ َإ َ َ‬
‫خاء ال‬
‫َص لِة ِ وي ٍّ‬ ‫َْ‬ ‫َ ٌ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫َزكِة‬ ‫لل َِإوكا‬ ‫ِ ُتا َرة ََول بي ٌع َ‬
‫غ ِذنِر َا ِ‬ ‫كمساجده بقكله‪ِ{ :‬ر جال َل حي ِٓي ِٓ ً‬
‫َ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ٍّ‬ ‫َ‬
‫ِم ال‬

‫‪343‬‬
‫مجلة جامعة فلظطين أللبحاث والدزاطات ‪ -‬املجلد التاطع ‪ -‬العدد أالول مازض ‪1029‬‬
‫َ‬
‫ُ ب ِفيِّ اى ُلٔي ُب صا ُر} [العكر‪:37].‬‬ ‫ََ‬
‫َيأف ن تخ‬
‫َ َ‬
‫ًَْ َ‬
‫َواْلة‬ ‫ي ٔ ٌا لي‬
‫‪ 4 .‬أال يع دم فيه ملى ح ّْؽ إعساف أك مخلكؽ عخر‪ .‬فيعبغ أف ي كف المسلـ م كازعا ف‬
‫رماية الحقكؽ لّْها‪ ،‬ح ى ح َّؽ ا﵀ عالى عفسه ال يعبغ أف يطغى ملى الحقكؽ‬
‫سزكارؾ( مليؾ ِّ‬
‫حقا‪"1.‬‬ ‫حقا‪ ،‬كألهلؾ مليؾ ِّ‬
‫حقا‪ ،‬كلي ً‬
‫زكرؾ َّ‬ ‫األخرل‪ ،‬فػ "إف لبدعؾ مليؾ ِّ‬
‫‪ 5.‬حريـ إع اج ما يضر‪ ،‬فال شديد ف حريـ إع اج ؿ ما يضر بالعاس‪ ،‬ف ديعهـ‪ ،‬أك ف‬
‫أعفسهـ‪ ،‬أك ف عسلهـ كذريا هـ‪ ،‬أك ف مقكلهـ كأف ارهـ‪ ،‬أك ف قيمهـ كأخبلقهـ‪ ،‬أك ف‬

‫‪ 1 -‬م فؽ مليه‪ :‬ركاه البخارم س(‪ ،1975‬كمسلـ س(‪ ،1159‬بلهما ف الصكـ‪.،‬‬

‫‪344‬‬
‫مجلة جامعة فلظطين أللبحاث والدزاطات ‪ -‬املجلد التاطع ‪ -‬العدد أالول مازض ‪1029‬‬

‫أم جاعب مف جكاعب حيا هـ‪ ،‬ضابط أساس يعبغ قياس أثره معد معح ال مكيؿ‬
‫اإلسبلم ‪.‬‬
‫س(‪1‬‬
‫ثاعيا ‪ :‬أف يسهـ ال مكيؿ اإلسبلم ف حقيؽ مبدأ ال فاية كاإل فاء‪:‬‬
‫األكؿ ‪ :‬حقيؽ ال فاية ال ا َّمة للفرد ف حيا ه المعيشية‪2.‬‬
‫الثاع ‪ :‬حقيؽ اال فاء الذا لؤلمة‪ ،‬بحيث س طية االس غعاء مف غيرها مف األمـ‪،‬‬
‫كخصكصا ف ف ارت األزمات كالص ارمات‪.‬‬
‫كهما ي حققاف بػ ‪:‬‬
‫‪ 1 -‬حسف اس غبلؿ المكارد االق صادية الم احة كاإلم اعات المادية لؤلمة‪ ،‬بحيث ال هدر‬
‫شيال معه‪ ،‬كالمحافظة مليها بام بارها أماعة يجب أف يرمى‪ ،‬كععمة يجب أف يش ر ا﵀‬
‫عالى باس خدامها أحسف اس خداـ‪ ،‬كأمثله‪.‬‬
‫‪ 2 -‬عكية اإلع اج كفؽ حاجات األمة‪:.‬‬
‫ف األمة ا فاء ذا يا ‪ -‬أف ي َ ّـ ال عسيؽ‬ ‫‪ 3 -‬لزكـ ال عسيؽ بيف فركع اإلع اج‪ :‬كذلؾ ل‬
‫بيف جكاعب اإلع اج المخ لفة‪.‬‬
‫فال مكيؿ اإلسبلم م عاغـ مة اإلع اج كر عه الذم س عد مؤسسات اإلع اج مليه‪ ،‬كالعجلة‬
‫سير بعرب ه ممليات اإلع اج كمؤسسا ه ف افة مجاالت الحياة‪ .‬كمبلقة ال بلزمية بيف‬ ‫ال‬
‫ال مكيؿ كاإلع اج جعبا الحداث ضخـ ف الثركة العقدية بخلؽ إل ماف معفصؿ مف ال طكر‬
‫الحقيق ف بعية األعشطة اإلق صادية ما الحاؿ معد اإلق ارض الربكم‪.‬‬
‫الخاصية الثالثة ‪ :‬أف يتسـ التمويؿ بقابمية الضبط والتحديد‬
‫مف سما المالف ال شرية اإلسبلم ‪ :‬أف ي كف قاببل للضبط كال حديد‪ ،‬كالقياس بأحد أدكات‬
‫القياس؛ ألف الغاية مف الماؿ سهيؿ المعامبلت‪ ،‬كذلؾ ال ي حقؽ إال ب كف الماؿ قاببل للقياس‪ .‬كبالعظر إلى اش قــاؽ ال مكــيؿ‬
‫مف الماؿ؛ فإف معايير عف الجهالة كالغرر كاثبات القــدرة ملى الكفـاء بــال ازمــات ال عاقــد كالكضــكح ف ال يفيــة‪ ،‬ك‬
‫حديد األجؿ‪...‬إلى غير ذلؾ‪ ،‬عد م طلبات‬
‫جكهرية لسبلمة ال مكيؿ اإلسبلم ‪.‬‬
‫الخاصية ال اربعة ‪ :‬التمويؿ اإلسالمي منظومة تقوـ عمى القدرة عمى التممؾ‬

‫س( ‪ 1‬القرضاكم‪ ،‬مقاصد الشريعة المتعمقة بالماؿ‪ ،‬بحث مقدـ للدكرة الثامعة مشرة للمجلس – دبلف‪ 2008 ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ 2 -‬اعظر‪ :‬المجمكع للعككم س( ‪ ،191/6‬كالركضة س‪311/2 (.‬‬

‫‪345‬‬
‫مجلة جامعة فلظطين أللبحاث والدزاطات ‪ -‬املجلد التاطع ‪ -‬العدد أالول مازض ‪1029‬‬

‫المل ية مبارة مف ا صاؿ شرم بيف الشخص كبيف ش ء ي كف مطلقان ل صرفه فيه‬
‫كحاج انز مف صرؼ غيره فيه‪ .‬كهك قدرة يثب ها الشرع اب دا نء ملى ال صرؼ‪.‬‬
‫فاألمياف ملى عكميف ‪ :‬عكع ال يقبؿ ال مكؿ‪ ،‬فبل يع بره الشارع ماال‪ ،‬كاف مكله العاس‪،‬‬
‫كيبطؿ به البية كسالر مقكد المعاكضات كال صرفات المالية إف جعؿ مكضا فيها‪ ،‬الخمر كالمخد ارت‪ .‬كعكع يقبؿ ال مكؿ‪،‬‬
‫كي كف ماال شرما ب مكؿ العاس له‪ ،‬ك ععقد به المعاكضات كجمية‬
‫ال صرفات المالية‪.‬‬
‫كخاصية قابلية ملؾ الماؿ مبارة مف أف يملؾ اإلعساف حؽ االس فادة مف الش ء‪ ،‬كي كف‬
‫للشخص الحؽ فى أف يباشر االع فاع بعفسه أك يم ٌ ف غيره مف االع فاع بعكض أك بغير مكض‪ ،‬فة أف ي صرؼ ف‬
‫ذلؾ الماؿ صرؼ المبلؾ فى أمبل هـ ملى الكجه الذل قيدت به أح اـ لفمع‬
‫العقد الذل اس حقت بمق ضاه الماؿ‪ .‬كقد كف‬
‫مل ية الماؿ مل ية اع فاع ال غير‪ ،‬كيقصد بها ‪ :‬اإلذف للشخص ف أف يباشر‬
‫االع فاع هك بعفسه فقط اإلذف ف معافة المدارس‪ ،‬كالمجالس‪ ،‬كالجكامة كالمساجد‪ ،‬كاألسكاؽ‪ ،‬ذلؾ‪ .‬فلمف أذف له ذلؾ أف‬
‫يملؾ غيره كعحك‬
‫يع فة بعفسه فقط‪ ،‬كيم عة ف حقه أف يؤاجر أك ٌ‬
‫بطريؽ مف طرؽ المعاكضات‪.‬‬
‫كال مكيؿ اإلسبلم ام داد لقابلية ملؾ ما يقبؿ المعاكضات مف األمياف كالمعافة؛ ذلؾ إف‬
‫ال ملؾ بأعكامه الم عددة مثؿ المخاطرة اإليجابية ال عمؿ ملى طكير العكامؿ اإلع اجية‪ ،‬قيـ اق صادية لها‪ ،‬مما يع‬
‫ج عمك يجعؿ مف له حؽ ال ملؾ بش ؿ مف األش اؿ مس حقا كاضافة‬
‫للعكالد أك المشار ة فيها ملى قامدة الغعـ بالغرـ‪.‬‬
‫الخاصية الخامسة ‪ :‬أف يكوف التمويؿ تنمويا ذا أىداؼ اجتماعية‪.‬‬
‫ال مكيؿ اإلسبلم هك المحكر الرليس لمعظكمة المصرفية اإلسبلمية‪ ،‬كالمصارؼ‬
‫اإلسبلمية ه أجهزة مالية س هدؼ ال عمية ك عمؿ ف إطار الشريعة اإلسبلمية ك ل زـ ب ؿ القيـ‬
‫األخبلقية ال جاءت بها الش ارلة السماكية ك سعى إلى صحيح كظيفة أرس الماؿ ف المج مة‪،‬‬
‫عمكية اج مامية مالية‪ ،‬حيث أعها قكـ بما قكـ به البعكؾ – ال قليدية ‪ -‬مف كظالؼ ف ال عمكية‪ ،‬ما أعها ضـة‬
‫عفسها ف خدمة المج مة‪ ،‬ك س هدؼ حقيؽ ال عمية أجهزة أمكالها بأرشد السبؿ بما يحقؽ العفة للمج مة أكالن كقبؿ‬
‫ؿ ش ء‪ ،‬كاج مامية يسير المعامبلت فيه‪ ،‬ك قكـ ب كظيؼ‬
‫مف حيث إعها قصد ف مملها كممارس ها دريب األف ارد مل رشيد اإلعفاؽ ك دريبهـ مل‬

‫‪346‬‬
‫مجلة جامعة فلظطين أللبحاث والدزاطات ‪ -‬املجلد التاطع ‪ -‬العدد أالول مازض ‪1029‬‬

‫االدخار كمعاكع هـ ف عمية أمكالهـ بما يعكد مليهـ كملى المج مة بالعفة كالمصلحة‪ ،‬فضبل‬
‫كاعفاقها ف‬ ‫مف اإلسهاـ ف حقيؽ ال افؿ بيف أف ارد المج مة بالدمكة إلى أداء الز اة كجمعها‬
‫مصارفها الشرمية(‪.)1‬‬
‫كبالمحصلة فإف مف خصالص المصارؼ اإلسبلمية كعها مؤسسات مالية ل جمية األمكاؿ ك كظيفها ف‬
‫إطار الشريعة اإلسبلمية كمقاصدها‪ ،‬كرغـ شابه ؿ مف المصارؼ اإلسبلمية كالمصارؼ ال قليدية ف الطبيعة المصرفية‬
‫س عبلة المدخ ارت ك كظيفها ف اس ثما ارت‬
‫ك مكيبلت ( إال إف المصارؼ اإلسبلمية ه جزء مف العظاـ االق صادم اإلسبلم ‪ ،‬كمف ثـ؛‬
‫فإعاه طبيؽ كاقع ك فعيؿ لقكامده كمبادله‪ ،‬ك س لزـ هذه الميزة للمصارؼ اإلسبلمية ار فاع دكرها االج مام مف خبلؿ‬
‫المكازعة بيف مصالحها الخاصة كالمصلحة االج مامية؛ فيعبغ أف‬
‫‪)2(.‬‬
‫ارم المصالح االج مامية كلك أدل ذلؾ إلى ال ضحية ببعض مصالحها الخاصة كمعد اس ق ارء‬
‫ف ر المؤسسيف للمصارؼ اإلسبلمية يبلحظ أف "ليس غاية المصرؼ‬
‫إلابسم اس بداؿ الحبلؿ بالح ارـ ف معامبلت البعكؾ فحسب‪ ،‬مة أف هذا مطلب أساس كهدؼ مح رـ‪ ،‬كل ف‬
‫المؤسسيف طلعكا إلى مصر وؼ ييععى بمقاصد الشريعة اإلسبلمية ف الماؿ ممكمان‬
‫فيأخذ ملى ما قه كظيفة إممار األرض‪ ،‬ك حقيؽ ال كزية األمثؿ للثركة ح ى ال كف يٍدكلىةن بيف‬
‫األغعياء‪ ،‬كي بعى أغ ارضان ذات طابة اج مام ماـ‪ ")3(.‬كلذلؾ فإف للمصرؼ اإلسبلم ف ف ر‬
‫المؤسسيف كظالؼ اج مامية مس مدة مف كعه جزءان مف عظاـ مج مة إسبلم ‪.‬‬
‫كقد ام بر الد كر شاب ار كيدممه أسف الزرقا أف خلؽ اإلل ماف كالعقكد المش قة ف‬
‫المصارؼ اإلسبلمية مف حؽ المج مة س(‪ ،4‬كالباحث يرل إف كسة المصارؼ اإلسبلمية ف‬
‫مكيؿ خدمات المعافة خاصـة مـا اف معهـا ي علؽ بمصـالح ضـركرية كحاجيـة الصـحة كـال عليـ؛ ك قديــ هـذه ال‬
‫مكيبلت ب لؼ مكيلية معخفضة‪ ،‬يعبغ أف ي كف أحد أهـ أسس كأر اف العظاـ اإلسبلم حقيقا ألهــداؼ المصــرفية‬
‫اإلسبلمية المعلعة ف رسالة المصارؼ المصرف‬
‫اإلسبلمية‪.‬‬

‫س(‪1‬العجار‪ ،‬أحمد س(‪ ،1976‬معهج الصحكة اإلسبلمية بعكؾ ببل فكالد‪ ،‬جدة‪ 21 ،‬كما بعدها‪.‬‬
‫س( ‪2‬‬
‫العمارم‪ ،‬المصارؼ اإلسبلمية كدكرها ف عزيز القطاع المصرف ‪2.،‬‬
‫س(‪3‬‬
‫القرل‪ ،‬محمد مل ‪ .‬البنؾ اإلسالمي بيف فكر المؤسسيف والواقع المعاصر‪ .‬جدة‪ :‬معظمة المؤ مر اإلسبلم ‪ ،‬مع دل الف ر‬
‫اإلسبلم ‪ ،‬د‪.‬ط‪1426 ،‬ق‪ .‬ص‪3.‬‬
‫‪4‬‬
‫س( شاب ار‪ ،‬محمد ممر‪ ،‬العظاـ العقدم كالمصرف ف االق صاد اإلسبلم ‪14 -16 . ،‬‬

‫‪347‬‬
‫مجلة جامعة فلظطين أللبحاث والدزاطات ‪ -‬املجلد التاطع ‪ -‬العدد أالول مازض ‪1029‬‬

‫الخاصية السادسة‪ :‬أف يكوف التمويؿ محققا ألىداؼ ومبادئ االقتصاد اإلسالمي‪.‬‬
‫لخص ح مة العمؿ المصرف اإلسبلم ب حقيقه أهداؼ العظاـ االق صادم اإلسبلم‬
‫ف العدالة كال فاءة؛ ‪-‬بم ارماة االح ياجات الفعلية للعمبلء مب عدان مف الربا‪ ،‬األمر الذم يح اج‬
‫كفير مدد ا وؼ مف المع جات ال مكيلية المالية اإلسبلمية‪ ،‬ك صميـ المع جات المالية المعاسبة‬
‫لها‪-‬؛ فالعدالة كال فاءة مف أهـ الخصالص المعيارية لل مكيؿ اإلسبلم ‪ ،‬كهما أساس العمؿ المصرف اإلسبلم كمبلزماف‬
‫له‪ ،‬كال بد للمصارؼ اإلسبلمية معد مملها حت المعظكمة‬
‫القيمية اإلسبلمية أف ارم م طلبات العدالة كال فاءة كال يم ف بياعها فيما يل ‪ :‬أكال ‪ :‬حقيؽ أهداؼ اإلسبلـ‬
‫مف العدالة كالمساكاة؛ فإقامة العدالة كالمساكاة مف مس لزمات‬
‫ال مكيؿ اإلسبلم فالح مة مف ك ارء إلغاء الربا ه إقامة العدؿ‪ ،‬فليس مم عا إقامة العدؿ دكف‬
‫قكض أر اف العدالة ف المج مة المسلـ‪ ،‬كبياف ذلؾ مف خبلؿ‪:‬‬ ‫إلغاء الفالدة ال‬
‫‪ 1.‬يهدؼ ال مكيؿ اإلسبلم إلى رفة الظلـ كاالس غبلؿ؛ برفة الظلـ العاشئ مف العظاـ‬
‫المصرف ال قليدم القالـ ملى عظاـ الفالدة الــذم يــؤدم إلى اس غبلؿ األــف ارد الفــق ارء‪ ،‬كـاس غبلؿ الحاجـة‬
‫كالعكز‪ ،‬كاس غبلؿ الشر ات طالبة ال مكيؿ خاصـة المشـركمات الصــغيرة كــاس غبلؿ المؤسســات أم بمععى‬
‫اس غبلؿ كحدات العجز طالبة ال مكيؿ سكاء‬
‫أ اف القرض لبلس هبلؾ أـ لئلع اج‪ .‬كال مكيؿ اإلسبلم يرفة الظلـ ف كزية أرس‬
‫الماؿ؛ ألف ال مكيؿ المصرف ال قليدم يذهب إلى المحظكظيف كأصحاب المبلءة ال إلى البارميف المس حقيف لل‬
‫مكيؿ‪ ،‬كمف ثـ الفشؿ ف مكيؿ أصحاب المشركمات الصغيرة‬
‫كالعاجحة كال يم ىخا ًطرة‪ ،‬فالعدالة ف ال مكيؿ اإلسبلم حقؽ مف خبلؿ عظاـ المشار ة ف‬
‫حمؿ الربح كالخسارة( ‪.)1‬‬
‫‪ 2 .‬ال مكيؿ اإلسبلم ي ميز بالعدالة ف كزية الدخؿ كالثركة مقارعة بعظاـ اإلق ارض بفالدة‬
‫ف العظاـ المصرف ال قليدم‪ ،‬كالذم يؤدم مهمة سلبية ف كزية الدخؿ كالثركة؛ لقيامه‬
‫أرس الماؿ ب أرس الماؿ ال‬ ‫قامدة المبلءة المالية ال اإلع اجية‪ ،‬كيشجة ال قاء‬ ‫ملى‬

‫س( ‪1‬‬
‫شاب ار‪ ،‬اإلسبلـ كال حدم االق صادم‪ ،‬فرجيعيا‪ ،‬الكاليات الم حدة األمري ية‪ ،‬المعهد العالم للف ر اإلسبلم ‪ ،‬ط‪،1996 ،1‬‬
‫ص‪.107،105‬‬

‫‪348‬‬
‫مجلة جامعة فلظطين أللبحاث والدزاطات ‪ -‬املجلد التاطع ‪ -‬العدد أالول مازض ‪1029‬‬

‫بالعمؿ‪ ،‬كما داـ العالد مضمكعا بصرؼ العظر مف ع الج االس ثمار؛ فإف ذلؾ سيؤدم‬
‫ح ما إلى ر يز الثركة كالدخؿ لدل ال اربح‪-‬البعؾ أك الم ارب ‪ -‬باس م ارر(‪.)1‬‬
‫إضافة لما سبؽ فإف ال مكيؿ ال قليدم الربكم يقكـ بمهمة سلبية أيضا ف كزية الدخؿ‬
‫بيف ال سالى كالسلبييف مف جهة كبيف أكللؾ الذيف يعملكف كيكاجهكف المخاطر كم امب العشاط االع اج مف جهة أخرل‪،‬‬
‫األمر الذم بدكره يعمؿ ملى عمك طبقة مف العاس سب الدخؿ مف‬
‫أجير العقكد دكف أم مشقة(‪.)2‬‬
‫كاذا ما اع قلعا إلى المصرفية اإلسبلمية جلى أمامعا حقيقة بأف ال مكيؿ اإلسبلم يقكـ‬
‫بدكر إيجاب ف مدالة كزية الدخؿ كالثركة؛ ألعه ال يع مد ملى قامدة المبلءة المالية كاعما‬
‫يع مد ملى الجدكل االق صادية كالثقة ف جدية طالب ال مكيؿ كخبر ه؛ الم ماده ملى مبدأ الربح‬
‫كالخسارة سقامدة الخ ارج بالضماف(‪ (.)3‬ثاعيا‪ :‬ال‬
‫مكيؿ اإلسبلم يحقؽ ال فاءة االق صادية‪ )4(:‬يقكـ ال مكيؿ اإلسبلم ملى‬
‫حقيؽ أقصى فاءة مم عة للمكارد المالية الم احة لديه ف ظؿ اس خدامه لمبدأ المشار ة‪ ،‬مقارعة‬
‫بالعظاـ المصرف الربكم القالـ ملى مبدأ الفالدة‪ .‬حيث ضح فاءة ال مكيؿ اإلسبلم ف‬
‫االس ثمار‪ ،‬كال فاءة ف خصيص المكارد المالية‪ ،‬كال فاءة ف حقيؽ االس ق ارر االق صادم‪،‬‬
‫كال فاءة ف ال عمية البشرية‪.‬‬
‫‪ 1.‬فاءة ال مكيؿ المصرف اإلسبلم ف االس ثمار‪ :‬إف مبدأ المشار ة ال عمؿ به المصرفية اإلسبلمية عع‬
‫أعها مؤسسة ليست كسيطة بيف المدخريف فريؽ مس قؿ كبيف‬
‫المس ثمريف فريؽ عخر ‪ -‬ما هك الحاؿ ف المصارؼ ال جارية؛ بؿ ه كسيط‬
‫اس ثمارم أم كسيط بيف أصحاب المدخ ارت سكحدات الفالض( كطالب ال مكيؿ سكحدات العجز( ملى أساس مبدأ‬
‫المشار ة‪ ،‬كالعالد الذم ع ظره كحدات الفالض ي حدد بعان‬

‫س( ‪1‬‬
‫جماؿ‪ ،‬أحمد‪ ،‬محاض ارت ف الثقافة اإلسبلمية‪ ،‬بيركت‪ ،‬دار ال اب العرب ‪ ،‬ط‪ ،1983 ،6‬ص‪39‬‬
‫س( ‪2‬‬
‫يسرم‪ ،‬مبد الرحمف‪ ،‬قضايا اق صادية معاصرة ف العقكد كالبعكؾ كال مكيؿ‪ ،‬االس عدرية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬ط‪،2000 ،1‬‬
‫ص‪.297‬‬
‫س( ‪4‬‬ ‫س( ‪3‬‬
‫يسرم‪ ،‬قضايا اق صادية معاصرة ف العقكد كالبعكؾ كال مك ـيؿ‪ ،‬ص‪ 297.‬ال‬
‫فاءة االق صادية مصطلح اق صادم كضع يعع ‪ :‬خصيص المكارد االق صادية بطريؽ س ـمح ب حق ـيؽ معاف ـة صافية ف الســكؽ‪.‬ف األ ـدبيات‬
‫اإلسبلمية يماثله ف العديد مف المعاع أحدها‪ :‬هك السع ألفضؿ الع الج المم عة‪ ،‬كثاعيهما كجكب‬
‫مدـ بديد أك إساءة اس خداـ المكارد المخ لفة‪ .‬شاب ار‪ .‬مستقبؿ عمـ االقتصاد مف منظور إسالمي‪ ،‬دمشؽ‪ ،‬دار الف ر‪ ،‬ط‪،2‬‬
‫ص ‪.1122005،‬‬

‫‪349‬‬
‫مجلة جامعة فلظطين أللبحاث والدزاطات ‪ -‬املجلد التاطع ‪ -‬العدد أالول مازض ‪1029‬‬

‫لعجاح المشركع االس ثمارم‪ ،‬كمف ثـ فهك دخؿ ير بط ار باطا مباش انر بالعشاط اإلع اج ‪ .‬كهعاؾ اح ماالت‬
‫حيط بهذا العالد؛ فقد ي كف مر فعان‪ ،‬كقد ي كف معخفضا‪ .‬كالمعطق أف‬
‫ؿ شخص يريد اس ثمار مدخ ار ه سكؼ يحد حاف انز أ بر لما كقة ربحان أ بر‪،‬‬
‫فاالس ثما ارت القالمة ملى المشار ة عطكم ملى مخاطرة أملى األمر الذم ال يرغب ؿ‬
‫ف حمله‪ ،‬فبعض األشخاص يفضؿ أف ي كف هعاؾ صيغ ذات مخاطرة أقؿ كه ف عطاؽ الصيغ‬
‫ال مكيلية‪ .‬كمف ثـ فإف ما هك مهـ كافر فرص اس ثمارية ذات كاحد مكجكدة‬
‫مخاطر كاس حقاقات م عكمة إلشباع ال فضيبلت المخ لفة للمدخريف‪ 2. )1(.‬ال فاءة ف‬
‫خصيص المكارد‪ :‬إف ال مكيؿ اإلسبلم أ ثر قدرة ملى خصيص المكارد‬
‫المالية عحك االس خدامات الفعلية‪ ،‬ف حيف أف المصارؼ الربكية المع مدة ملى الفالدة‬
‫حيز الخ يار ممبللها كفقان لقامدة المبلءة المالية؛ ضماعان الس رداد قركضها إضافة للفالدة الم ر بة‪ ،‬كال عبأ‬
‫بطبيعــة المشارية المقدمـة‪ ،‬كـال بمسـار القـركض‪ ،‬كـال بالمشـركع الذم يحقؽ العكالــد األملى مـف بيــف المشـارية‬
‫المقدمة لبلق ارض‪ .‬بؿ همها الكحيد هك اس رداد الماؿ‪ .‬مما يؤدم إلى كزية االل ماف ل بار الشــر ات‬
‫كالعمبلء ملى حساب صغار ال جار كالعمبلء خاصة مف األف ارد كصـغار المكظفيـف‪ .‬ف حيـف أف‬
‫ال مكيؿ لإالسبم يشارؾ فيما ي حقؽ مف ربح‪ ،‬كمف ثـ فإعه مف أجؿ عظيـ الربح ال بد له أف‬
‫يعط فضيبلن مف ممليات ال مكيؿ للمشركمات ال عط مالدان أملى فال ليها –‬
‫مة االه ماـ أيضا بالعميؿ كأماع ه‪ -.‬كمليه فإف علية المشار ة ف الربح كالخسارة‬
‫الم بعة ف المصارؼ اإلسبلمية خ لؼ مف مبدأ الفالدة ف القدرة ملى كزية المكارد‬
‫المالية بعان لمعدالت العكالد الم كقعة‪ ،‬ك ع مد هذه الع يجة ملى الممارسات ال فؤة‬
‫لعمليات المشار ة؛ ف لما ار بطت هذه العمليات بالمعدالت الم كقعة لؤلرباح ملى أسس‬
‫(‪)2‬‬
‫سليمة لما أصبحت أ ثر فاءة‪ ،‬ك لما اق ربت مف االس خداـ األمثؿ لها‪.‬‬
‫‪ 3 .‬ال فاءة ف حقيؽ ال عمية البشرية‪ :‬إف ال مكيؿ اإلسبلم كام مادان ملى مبدأ المشار ة‪ ،‬أ ثر فاءة ف حقيؽ ال‬
‫عمية البشرية؛ ألف الجمية سكحدات الفالض ككحدات العجز(‬

‫س( ‪1‬‬
‫شاب ار‪ .‬مستقبؿ عمـ االقتصاد مف منظور إسالمي‪ .‬مرجة سابؽ‪ ،‬ص‪ ،374‬كاعظر‪:‬‬
‫‪ -‬غيث‪ ،‬مجدم‪ ،‬ح مة العمؿ المصرف اإلسبلم ‪ ،‬مجلة إسبلمية المعرفة‪ ،‬المعهد العالم للف ر اإلسبلم ‪،‬‬
‫العدد‪ ،62‬السعة السادسة مشرة‪ ،2010 ،‬ص‪101.‬‬
‫س( ‪2‬‬
‫يسرم‪ .‬قضايا اقتصادية معاصرة في النقود والبنوؾ والتمويؿ‪ .‬مرجة سابؽ‪ .‬ص‪217 .‬‬

‫‪350‬‬
‫مجلة جامعة فلظطين أللبحاث والدزاطات ‪ -‬املجلد التاطع ‪ -‬العدد أالول مازض ‪1029‬‬

‫رؾ‪ ،‬كيف ر‪ ،‬كيقدـ‪ ،‬كيق رح‪ .‬أك بعبارة أدؽ ي حمؿ المسؤكلية كيخاطر‪ .‬ف مقابؿ الربكم القالـ ملى مبدأ‬
‫الفالدة الذم يخلؽ فلة مف العاس عيش دكف مشقة أك يش المصرؼ‬
‫( ‪)1‬‬
‫بذؿ جهد مما يدمكهـ إلى ال ارحة كالر كف‪.‬‬
‫الخاصية السابعة‪ :‬االلت ازـ بالقيـ واألخالؽ اإلسالمية‪.‬‬
‫ير بط ال مكيؿ ف االق صاد اإلسبلم باألخبلؽ كالمثؿ اإلعساعية؛ ح ى ال يعدفعك ارء‬
‫أطمامهـ كجشة عفكسهـ‪ ،‬فإذا اف االق صاد الغرب مفصكال مف األخبلؽ‪ ،‬ما هك مفصكؿ مف‬
‫الديف كاإليماف‪ ،‬فإف االق صاد اإلسبلم مربكط ربطا يمح ى ما باإليماف كاألخبلؽ‪ .‬فاالعفصاؿ مف‬
‫األخبلؽ يعع ‪ :‬االعطبلؽ ما ريد الشهكات‪ ،‬أك ما يمل المصالح الذا ية كالمادية كا عية لئلعساف‪ ،‬دكف أدعى ف ير فيما‬
‫قد يصيب غيره مف أض ارر أك عفات‪ .‬كف هذا االعطبلؽ‬
‫البألخبلق خطر ملى المجمكع ف العهاية‪ .‬فالقيـ‬
‫األخبلقية ال يعكد أثرها ملى الفرد عفسه بالعجاح كالفكز ف ا خرة فحسب‪ ،‬بؿ يعكد أثرها ملى المج مة كاالق صاد بصكرة‬
‫كاضحة‪ ،‬كمف هعا أكلى اإلسبلـ الععاية القصكل باألخبلؽ ذلؾ‪ :‬الصدؽ‪ ،‬كالعصيحة‪ ،‬ك حريـ الغش؛ فالصدؽ مف أمظـ‬
‫الصفات ال ي صؼ بها كمف أسمى الفضالؿ األخبلقية‪ ،‬كمف أهـ األسس ف بعاء المج مة كاألمة؛ الر باطها‬
‫كمف الفرد‪،‬‬
‫ب ؿ شأف مف شلكف الحياة‪ ،‬كل علقها ب ؿ مص لحة مف مصالح العاس‪ .‬كلذلؾ أمر ا﵀ عالى‬
‫[ال كبة‪ ،119] :‬كاألحاديث‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫َ َ ُ ٍّ ُ ٍ َ ُٔك ُ َ ٍّ َ‬ ‫َ َّ َ‬
‫ٌ صا‬ ‫ؤ‬ ‫بالصدؽ بقكله‪﴿ :‬يا أ ح ٓا ا ِ َ آ َ ٌ ِٔا ا ت ٔلا‬
‫ِدِق ي‬ ‫َّلي‬
‫﴾‬ ‫ا َع ا ل‬ ‫َلَ‬
‫ا‬

‫ل‬
‫العبكية ذلؾ دؿ ملى كجكب الصدؽ ك قديـ العصح كالبياف ف المعامبلت‪ ،‬كملى حريـ ال ذب كالغش كالخياعةس(‪ ،2‬ما دؿ ملى‬
‫أف الصدؽ كالعصح مف أسباب البر ة ف المعاملة‪ ،‬كأف‬
‫ال ذب كالغش مف أسباب محقها‪.‬‬

‫س( ‪1‬‬
‫غيث‪ ،‬مجدم‪ ،‬ح مة العمؿ المصرف اإلسبلم ‪ ،‬مجلة إسبلمية المعرفة‪ ،‬المعهد العالم للف ر اإلسبلم ‪ ،‬العدد‪،62‬‬
‫السعة السادسة مشرة‪ ،2010 ،‬ص‪107.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫و‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫‪2‬‬
‫س( كمف ذلؾ ‪ :‬قاؿ صلى ا﵀ مليه كسلـ «اٍل يم ٍسليـ أى يخك اٍل يم ٍ سلـ‪ .‬كال ىي ح ؿ ل يم ٍ سل ـ ى ػباعى ػمف أى خيػ ه ىٍبي ن ػعا فػيه ىٍميػ هب إال ىَّبيى ػعهي ػله» ركاه‬
‫ماجه ف سععه مػف مقبػة بػف مػامر‪ [،‬ػاب ال جػا ارت‪ ،‬بػاب‪ :‬مػف بػاع ميبػا فليبيعػه]‪ ،‬رقػـس (‪ ،755/2 ،2246‬الحػا ـ ابف‬
‫درؾ فػػػ الصػػػحيحيف‪ ،‬ػػػاب البيػػػكع‪ ،8/2 ،‬رقػػػـ الحػػػديث س(‪ 2088‬كقػػػاؿ حػػػديث صػػػحيح ملػػػى شػػػرط العيسػػػابكرم‪ ،‬المسػػػ‬
‫الشيخيف كلـ يخرجاه‪.‬‬
‫ق اػػؿ صػػلى ا﵀ مليػػه كسػػلـ‪ « :‬الػػّْدي يف الَّع ًصػػي ىحةي‪ ،‬قٍيلىعػػا ‪ :‬لً ىمػػػ ٍف ؟ قىػػا ىؿ ‪ً :‬لَّػػ ًه‪ ،‬ىكلً ً ىابًػػ ًه‪ ،‬ىكلًىر يسػػكلً ًه‪ ،‬ىكًألىلً َّمػػ ًة اٍل يم ٍسػػلً ًمي ىف‪ ،‬ىك ىمػػػا َّم ً ًٍهـ ‪».‬‬
‫مسلـ‪ ،‬صحيح مسلـ‪ ،‬اب اإليماف‪ ،‬باب ىباب ىبىيا ًف أى َّف الّْدي ىف الَّع ًصي ىحةي‪ ،‬رقـ الحديث س‪85 (.‬‬

‫‪351‬‬
‫مجلة جامعة فلظطين أللبحاث والدزاطات ‪ -‬املجلد التاطع ‪ -‬العدد أالول مازض ‪1029‬‬

‫كاالل ازـ بهذه القيـ كاألخبلؽ اإلسبلمية يعد م كعا جكهريا ف يفية قديـ الخدمة ال مكيلية‬
‫للعمبلء؛ بأف يعصح كال يغش‪ ،‬كأف يبيف ما ف الخدمة مف خصالص كمي ازت كاف اف ي ر ب‬
‫ملى بياعها مدـ اس م ارر العميؿ ف ا ماؿ طلب ال مكيؿ‪ .‬كخير مثاؿ ملى ذلؾ ف الكاقة المصرف ‪ :‬ما ي ر‬
‫ب ملى اخبار العميؿ كعصحه بأف األجرة غير سعكيا ف اإلجارة المع هية‬
‫بال مليؾ مف مدـ اس م ارر ف اس ماؿ اج ارءات العقد‪ .‬كالم أ ّْمؿ‬
‫ف أح اـ إلسبلـ الم علقة بالماؿ‪ ،‬يجد بكضكح‪ :‬أف اإلسبلـ يفرض األخبلؽ‬
‫كال يمثؿ ف ّْؿ جاعب مف جكاعب الماؿ‪ :‬ف إع اجه إذا أيع ج‪ ،‬كف اس هبل ه إذا اس يهلؾ‪ ،‬كف‬
‫كزيعه إذا يّْكزع‪ ،‬كف داكله إذا ي دككؿ‪ ،‬كال يقبؿ بحاؿ أف سير أ َّم عاحية مف هذه العكاح‬
‫بمعزؿ مف األخبلؽ‪ .‬فعليه أف يلزـ هذه ال يمثؿ قبؿ ذلؾ ف ا سابه إذا ا سبه‪ ،‬فبل ي سبه‬
‫بطريؽ الظلـ أك الغش‪ ،‬أك ما س َّماه القرعف {ا ْال ِط ِو ْ} َ‪ ،‬كهك يشمؿ َّؿ ط ريؽ غير مشركع‬
‫َْ ُ َ َ‬ ‫ٍّ‬ ‫َ‬
‫ْ َ َْ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ‬ ‫َ َُ‬ ‫َ َّ َ‬
‫ال ساب ال ماؿ أك عمي ه‪ ،‬ما قاؿ عالى‪{ :‬يا أ ح ٓا ا َِّلي َ آ ٌ ِٔاَ ل حأ كٔيا أ مٔاى ل ً ةي ِ ل‬
‫ٍّ َ‬ ‫ْ‬

‫ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ً َ‬ ‫ْ َ ُ‬
‫ِ ةا َْال ِط ِو َِإل أ ن ح ٔل ن ِ ُتا َرة خ َْ ح َرا ٍض ٌِِ ل‬
‫ًْ} [العساء‪:29].‬‬
‫الخاصية الثامنة ‪ :‬إمتثاؿ التمويؿ اإلسالمي ألحكاـ الشريعة‪.‬‬
‫إف اج عاب أم ممؿ مخالؼ ألح اـ الشريعة اإلسبلمية‪ ")1(.‬بؿ كجعؿ اج عاب الربا هك‬
‫أحد أهـ الخصالص المعيارية ال يميز ملى أساسها بيف ال مكيؿ اإلسبلم كاإلق ارض الربكم‪ ،‬عادا لذلؾ اف عريؼ‬
‫المصرفية اإلسبلمية بأعها ‪ :‬عظاـ مصرف يجرل فيه المعامبلت كاس‬
‫كاألعشطة بمكجب مبادئ الشريعة اإلسبلمية كالذم ييجيز ال مكيؿ ملى أساس األصكؿ كيحرـ‬
‫المعامبلت ملى أساس الربا(‪.)2‬‬
‫كاف اف اطبلؽ االل ازـ بالشريعة اإلسبلمية دكف قصر ذلؾ ملى الربا هك المعهج األدؽ‬
‫ف عريؼ ال مكيؿ ممكما‪ ،‬كالمصرؼ اإلسبلم خاصة؛ إذ ليس الربا المحظكر الكحيد‪ ،‬مبلكة‬
‫أف المطلكب مف المصرؼ ال ازـ الكاجبات ما هك اج عــاب المحرمــات‪ ،‬كــل ي مؿ عريؼ اإلســبلم‬
‫ال بد مف إضافة إلى شرط حريـ الفالدة الربكية‪ ،‬االل ازـ ف عكاح عشاطه ملى لفة بقكامد الشريعة اإلســبلمية‪،‬‬
‫ال ازما ي مثؿ بعدـ االس ثمار أك مكيؿ أم أعشطة المصرؼ كاالل ازـ بمقاصــد الشــريعة ف اب غــاء مصــلحة المج مــة‬
‫اإلسبلم ‪ ،‬كمف ثـ العمؿ كمعامبل ه المخ مخالفة للشريعة‪،‬‬

‫س( ‪1‬‬
‫الجماؿ‪ ،‬غريب‪ ،‬المصارؼ كبيكت ال مكيؿ اإلسبلمية‪ ،‬دار الشركؽ‪ ،‬طس(‪ ،1‬جدة‪ ،‬ص‪42.‬‬
‫س( ‪2‬‬
‫البعؾ اإلسبلم لل عمية‪ ،‬مصطلحات البعؾ اإلسبلم لل عمية‪ ،‬مصطلح رقـ ‪99. :‬‬

‫‪352‬‬
‫مجلة جامعة فلظطين أللبحاث والدزاطات ‪ -‬املجلد التاطع ‪ -‬العدد أالول مازض ‪1029‬‬

‫ملى كجيه ما لديه مف مكارد مالية إلى أفضؿ االس خدامات المم عة‪ ،‬مبلكة ملى االل ازـ بالقيـ األخبلقية كالقكامد الشرمية ال‬
‫س لزـ قديـ العصيحة للعمبلء كال شاكر معهـ ل حقيؽ مصالحهـ‬
‫الفردية ف إطار المصلحة االج مامية‪.‬‬
‫الخاصية التاسعة ‪ :‬التمويؿ اإلسالمي وساطة مالية استثمارية‬
‫المصرؼ الربكم يقكـ عطاؽ ممله األساس ملى مفهكـ الم اجرة ملى مل ية األخريف؛‬
‫كمف ثـ إق ارضها لكحدات العجز‬ ‫–كحدات الفالض أك المكدميف‪-‬‬ ‫ب جمية أمكاؿ المس ثمريف‬
‫بفالدة ثاب ة‪ ،‬كهذا يعع ف المحصلة أف المصرؼ الربكم ك يؿ مف المكدميف ف إق ارض‬
‫أمكالهـ بفالدة ثاب ة كي قاسـ بعدها الفالدة بيعه كبيعهـ مف دكف مخاطرة‪.‬‬
‫ف حيف إف المصرؼ اإلسبلم يقكـ ملى قامدة االس ثمار ف مل ية األخريف كمعهـ؛‬
‫إذ يجمة أمكاؿ المس ثمريف ال ليؤجرها أك يقرضها للغير‪ ،‬كاعما يقدمها لكحدات العجز مكيؿ‬
‫قالـ ملى مبدأ المشار ة ف الربح كالخسارة سكساطة اس ثمارية( س‪ 1(.‬كالمحكر ال ال يعاقش مسألة‬
‫الكساطة ف البعكؾ اإلسبلمية‪.‬‬
‫المحور الثالث ‪ :‬المصارؼ اإلسالمية مؤسسات وساطة مالية‬
‫عد المصارؼ اإلسبلمية أحد أهـ طبيقات المصرفية اإلسبلمية‪ ،‬كأ ثرها عمكا‪ ،‬كرغـ‬
‫قصر جربة المصارؼ اإلسبلمية مقارعة بمثيبل ها ال قليدية فقد خطت خطكات هامة‪ ،‬كف‬
‫مسا ارت م عددة مما أفرز عكما ف ال جربة اعع س جليا ملى الباحثيف ف المصارؼ اإلسبلمية‪ .‬كش ؿ معيار علية‬
‫ممؿ المصارؼ اإلسبلمية أهـ محاكر الخبلؼ ف عريؼ المصارؼ‬
‫معهج‪ ،‬كيم ف مبلحظة ا جاهيف‬ ‫اإلسبلمية لما يع س مف بايف ف ا ثار الم ر بة ملى ؿ‬
‫رليسيف ف ذلؾ ‪:‬‬
‫االتجاه األوؿ ‪ :‬المتخصصوف بالفقو اإلسالمي كالذيف فسركا الكساطة المصرفية بام بار‬
‫المصرؼ اجر يمارس ال جارة ب افة أبعادها‪ ،‬يقكؿ أحد أبرز معظرم المصرفية اإلسبلمية مـف الشــرمييف الــد كــر‬
‫مبد الس ار أبك غدة ‪ " :‬إف ممؿ البعكؾ األساسػ هك الكساطة المالية " ل عه يكضح حقيقة هذه الكساطة بقكلــه ‪ " :‬األــدكات‬
‫صيغ الم اجرة س ال قدمها المصارؼ اإلسبلمية‬

‫‪1‬‬
‫سػػيد‪ .‬تنظػػيـ وتطػػوير البنػػوؾ اإلسػػالمية (النظريػػات‪ ،‬واليياكػػؿ‪ ،‬والسػػموكيات‪ ،‬والممارسػػات‪ ).‬القػػاهرة‪ :‬م بػػة مػػيف س( هػػكارم‪،‬‬
‫شمس‪ ،‬ط‪1996 ،1‬ـ‪ .‬ص‪65.‬‬

‫‪353‬‬
‫مجلة جامعة فلظطين أللبحاث والدزاطات ‪ -‬املجلد التاطع ‪ -‬العدد أالول مازض ‪1029‬‬

‫ها ال اجر الكسيط أك الممكؿ ( "س‪ 1(.‬كف هذا السياؽ يأ عريؼ المصارؼ بأعها ‪ :‬مالية مصرفية قبؿ‬
‫األمكاؿ ملى أساس قامد الخ ارج بالضماف كالغرـ بالغعـ بصف "مؤسسات‬
‫لبل جار بها كاس ثمارها كفؽ مقاصد الشريعة كأح امها ال فصيلية(‪ . )2‬كقريب معه ‪ :‬المصرؼ‬
‫اإلسبلم أعشطة دكر ملى قامدة الغعـ بالغرـ كال سب كالخسارة‪ ،‬كاألخذ بالعطاء مة اق ساـ يجكد به ا﵀ عــالى بيــف‬
‫األط ارؼ كبعسب م فؽ مليها‪ ")3(.‬كــف عريؼ عخر المصـرؼ م اف أك هيلــة ام باريــة يقكــ فيهــا أشــخاص‬
‫يؤسسكف ممبل جاريا ف اس ثمار األمكاؿ الربح الـذم األمكـاؿ‪ ،‬كخـدميا بـأجر ب سـهيؿ المبـادالت ال جاريـة ك قـريب الم‬
‫بايعيف بضماع ه ك فال ه اإلسبلم كص ارفة‬
‫)‪(4‬‬
‫‪.‬‬
‫كحقيقة ال جارة قكـ ملى قليب الماؿ بالبية كالش ارء لغرض الربح‪ ،‬أك محاكلة ال سب‬
‫كمف ثـ قصد ا ّْال جار ًمعػىد ا ساب الملؾ‪ .‬أما االس ثمار فهك‪ :‬اإلضافة الجديدة إلى األصكؿ‬
‫اإلع اجية المكجكدة بقصد زيادة اإلع اج الذم يساهـ ف سد الحاجات لؤلف ارد كالمج مة بش ؿ‬
‫مباشر‪ .‬كام بر أ باع هذا اال جاه كجكد خلط بيف بل المفهكميف كعسب هما إلى المصارؼ‬
‫اإلسبلمية‪ ،‬كأف دكر المصارؼ اإلسبلمية ف ال جارة ك عمي ها أ بر ب ثير مف دكرها ف الس ثمار‪ ،‬كما اس‬
‫حكاذ الم اربحة ملى معظـ أمماؿ كأعشطة المصارؼ اإلسبلمية إال أ بر دليؿ‬
‫ملى ذلؾ‪ )5(.‬كمف‬
‫ثـ؛ فإف الكساطة ال مارسها المصارؼ اإلسبلمية ف كظيؼ كاس خداـ أمكاؿ‬
‫المكدميف ال صؼ بحيادية الكسيط ال قليدم‪ ،‬إذ مارس المهعة المصرفية بأدكات جارية ثمارية‪ ،‬فه طرؼ فامؿ ف‬
‫مبلقا ها المالية كاالس ثمارية‪ ،‬مما يق ض ح مان ال ملؾ كالبية سال جارة( ػ مف رضا بعض أ باع هذا اال جاه‬
‫ػ ا فاؽ الفقهاء ملى ذلؾ‪ ،‬كمليه فإف كاس كالش ارء‬

‫غدة‪ ،‬مبد الس ار س(‪ ،2006‬المصرفية اإلسبلمية خصالصها كعليا ها ك طكيرها‪ ،‬المؤ مر األكؿ للمصارؼ أبك‬ ‫س‪(1‬‬
‫س(‪2‬‬
‫كالمؤسسات المالية اإلسبلمية‪ ،‬دمشؽ‪ ،‬سكريا‪ 3.،‬البعل ‪ ،‬مبد‬
‫اإلسبلمية‬
‫ٌ‬ ‫الحميد محمكدس(‪ ،2001‬قييـ جربة المؤسسات المالية اإلسبلمية‪ ،‬المؤ مر األكؿ للمؤسسات المالية‬
‫كالمصارؼ اإلسبلمية‪ ،‬ص ‪41.‬‬
‫س( ‪3‬‬
‫المصرم‪ ،‬مبد السمية‪ ،‬المصرؼ االسبلم ملميا كممليا‪ ،‬ص ‪ ،9‬شرفه س(‪ ،2007‬ال كظيؼ الحديث لعقد القرض ف‬
‫الخدمات البع ية‪.57 ،‬‬
‫س( ‪4‬‬
‫الزم رم‪ ،‬الخدمات المصرفية كمكقؼ الشريعة اإلسبلمية معها‪24. ،‬‬
‫س( ‪5‬‬
‫البعل ‪ ،‬مبد الحميد محمكد‪،‬االس ثمار كال جارة كح مهما ال ليف "‪ ،‬اللجعة االس شارية العليا‪ ،‬الديكاف األميرم‪ ،‬ال كيت‪،‬‬
‫مكقة اللجعة‪. www.sharea.gov.kw ،‬‬

‫‪354‬‬
‫مجلة جامعة فلظطين أللبحاث والدزاطات ‪ -‬املجلد التاطع ‪ -‬العدد أالول مازض ‪1029‬‬

‫المصارؼ اإلسبلمية دخؿ طرفان مباش انر ف المعامبلت الشرمية بحسب عكمها كطبيع ها‪ ،‬كما‬
‫طلبه ذلؾ مف ملؾ أصكؿ ثاب ة كمعقكلة‪ ،‬كذلؾ س طية أف ؤدم دكرها ف بعاء قامدة ي‬
‫إع اجية ك حقؽ مصالح الم عامليف معها ملى أساس الربح كالخسارة أك الغرـ بالغعـ‪ ،‬مة ضركرة االل ازـ ف ممارســة‬
‫الكساطة المصرفية بالش ارلط الفعية البح ة‪ ،‬مثؿ م ارماة طبيعة مصدر ال مكيؿ كحجمه ك عكمه‪ ،‬كبذلؾ حقؽ فــاءة‬
‫مثيؿ كظيفة الكساطة‪ ،‬كال جاكب بفاملية مة‬
‫(‪)1‬‬
‫حاجـات االــق صـاد‪ ،‬ك قلــيؿ المخـاطر بقــدر اإلم اف ‪ .‬االتجــاه‬
‫الثاني ‪ :‬المتخصصوف باالقتصاد والمصرفية اإلسالمية‪ ،‬كالذيف فسركا الكساطة‬
‫كفؽ عمكذج الكساطة المالية ال ال جارية‪ ،‬كالقالمة ملى طبيعة الكساطة ف مجاؿ االق صاد‬
‫كالم مثلة بػ "ممؿ ي ضمف ال قريب بيف طرفيف بقصد الربح‪ ".‬كفالد ها ككظيف ها االق صادية ‪ :‬خفيض لفة ال بــادؿ‬
‫أك ال عامؿ بيف الكحدات االق صادية‪ ،‬كما ي ر ب ملى ذلؾ مف شجية‬
‫(‪)2‬‬
‫العمؿ كاإلع اج كال جارة ‪ .‬كف‬
‫هذا السياؽ اعت عريفات المصرؼ اإلسبلم ملى عحك ‪ :‬المصرؼ مؤسسة مالية‬
‫(‪)3‬‬
‫مهم ها األساسية القياـ بدكر الكساطة المالية بيف الذيف يم ل كف عقكدان فيض مف حاج هـ‪ ،‬كبيف الذيف يح اجكف ل لؾ العقكد‪.‬‬
‫كالبعؾ اإلسبلم ‪ :‬هك مؤسسة مالية مصرفية قكـ ملى الكساطة‬
‫المالية كال عمؿ بالفالدة‪ )4(.‬أك هك ‪" :‬معشأة مالية عمؿ ف إطار إسبلم ‪ ،‬ك س هدؼ حقيؽ‬
‫الربح بإدارة الماؿ الحبلؿ‪ ،‬كبأسلكب فعاؿ ف ظؿ إدارة اق صادية سليمة‪ ")5(.‬مؤسسة مالية‬

‫س( ‪1‬‬
‫البعل ‪ ،‬مبد الحميد محمكد‪" ،‬األخبلؽ المهعية ف المؤسسات المالية اإلسبلمية"‪ ،‬اللجعة االس شارية العليا‪ ،‬الديكاف‬
‫األميرم‪ ،‬ال كيت‪ ،‬مكقة اللجعة‪ ،www.sharea.gov.kw ،‬ص ‪ 17‬كما بعدها‪.‬‬
‫س( ‪2‬‬
‫سكيلـ‪ ،‬سام ‪ ،‬الكساطة المالية ف االق صاد اإلسبلم ‪91.،‬‬
‫س( ‪3‬‬
‫المقصكد بأمماؿ البعكؾ أساسا قبكؿ الكدالة كاق ارض األمكاؿ‪ .‬إال أف هذا ال عريؼ يعطبؽ ذلؾ ملى عشاط بعض‬
‫المؤسسات المالية األخرل مثؿ جمعيات البعاء س‪ Societies (Building‬كبيكت ال مكيؿ س‪ ( houses finance‬بالرغـ مف‬
‫أف هذه المؤسسات ال ع بر جزءا مف الجهاز المصرف بمفهكمه ال قليدم الذم ي ضمف البعكؾ ال جارية س(‪،commercial‬‬
‫كبيكت الخصـ س‪ houses (Discount‬كبيكت القبكؿ س‪ houses (accepting‬كملى أرسها جميعا البعؾ المر زم س ‪the‬‬
‫‪ ،Bank (central‬فإف أساس ال فرقة الحقة بيف لفظة صيرفة كلفظة الجهاز المصرف هك أف الجهاز المصرف هك ذلؾ‬
‫كادار ها بال كسة أك باالع ماش‪ .‬مكسكمة المصطلحات االق صادية‬ ‫الجهاز الذم ي ـ بكاسط ه خلؽ العقكد فى الدكلة‬
‫كاإلحصالية ص‪69.‬‬
‫س( ‪4‬‬
‫القرم‪ ،‬محمد مل ‪ ،‬مقدمة ف العقكد كالبعكؾ‪ ،‬م بة دار جدة للعشر‪ ،‬جدة‪1417 ،‬هػ ص ‪219.‬‬
‫س( ‪5‬‬
‫شحا ه‪ ،‬شكق اسماميؿ س(‪ ،1977‬البعكؾ اإلسبلمية‪ ،‬دار الشركؽ‪ ،‬جدة‪5. ،‬‬

‫‪355‬‬
‫مجلة جامعة فلظطين أللبحاث والدزاطات ‪ -‬املجلد التاطع ‪ -‬العدد أالول مازض ‪1029‬‬

‫مصرفية قكـ باألمماؿ المصرفية مف حشد المدخ ارت ك كظيؼ لؤلمكاؿ ك قديـ مخ لؼ الخدمات‬
‫المصرفية كفؽ أح اـ الشريعة اإلسبلمية (‪ .)1‬كف‬
‫المحصلة‪ ،‬يظهر جليا كافؽ الباحثيف ملى كف المصارؼ اإلسبلمية كسيطا‪ ،‬ل ف‬
‫دكف ا فاؽ حكؿ ماهية هذه الكساطة‪ ،‬علية مملها؛ بؿ إف قد ار مف االخ بلؼ يبدك ف ثعايا رؤية‬
‫ؿ فريؽ معهـ‪ ،‬كهك ما يم ف مبلحظ ه ملى العحك ال ال ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬المصرؼ اإلسالمي وسيط تاجر‬
‫يرل المفسركف لكساطة المصارؼ اإلسبلمية بأعها كساطة جارية ‪:‬‬
‫(‪ 1‬أف معهج ال مكيؿ اإلسبلم قالـ ملى المعهج السلع الذم هك مر زه األساس ف مقابلة ال مكيؿ الربكم الذم‬
‫يقكـ أساسا ملى ال مكيؿ الشخص الذم هك قديـ العقكد‬
‫بزيادة‪ .‬إف‬
‫ال مكيؿ اإلسبلم ي ميز كيخ لؼ مف ال مكيؿ الربكم مف حيث إعه يرفض أم معهج مكيل ي مثؿ ف قديـ‬
‫العقكد ملى أساس شخص مع مد ملى مبلءة المس فيد فقط ( ‪2‬‬
‫دكف العظر إلى اس عماالت العقكد أك األمكاؿ المقدمة إلى المس فيد‪ 3( .‬إف المضمكف‬
‫االق صادم ل حريـ الربا ػ ربا الديكف كالبيكع ػ إعما هك ربط العملية ال مكيلية ار باطا مضكيا الزما بإع اج‬
‫السلة كالخدمات أك‪/‬ك داكلها‪ .‬ك بل اإلع اج‬
‫‪2‬‬
‫كال داكؿ عشاط اق صادم عافة كمفيد‪ ،‬بؿ هك بطبيع ه عشاط عمكم فعاؿ ( )‪.‬‬
‫(‪ 4‬يجب إلغاء ال دخؿ غير المشركع كالسمسرة ف ال بادؿ ال س هدؼ االس غبلؿ‪،‬‬
‫كالكساطة المالية حمؿ هذا المععى‪ 5( .‬س‬
‫كجب قكامد المعافسة ف العشاط ال سكيق مدـ السمسرة ال ؤدم إلى رفة األسعار‪ ،‬ك كصيؿ السلة‬
‫كالمع جات مف قبؿ المع جيف كالكسطاء الشرفاء إلى المس هل يف ف األسكاؽ‪ ،‬كبمكاصفا ها المطلكبة‪،‬‬
‫كبأسعارها المقبكلة‪ ،‬فاإلسبلـ ػ بحسب‬
‫أريهـ ػ يعمؿ ملى قليؿ مدد الكسطاء كخفض الهكامش ال سكيقية كقصرها ملى ما‬

‫س( ‪1‬‬
‫مبدا﵀‪ ،‬خالد أميف‪ ،‬كسعيفاف‪ ،‬حسيف س(‪ ،2008‬العمليات المصرفية اإلسبلمية الطرؽ المحاسبية الحديثة‪ ،‬دار كالؿ‪،‬‬
‫طس( ‪ 1‬مماف‪31. ،‬‬
‫س( ‪2‬‬
‫قحؼ‪ ،‬معذر‪ ،‬كبر ات‪ ،‬مماد س(‪ ،2005‬ال كرؽ المصرف ف ال طبيؽ المعاصر‪20. ،‬‬

‫‪356‬‬
‫مجلة جامعة فلظطين أللبحاث والدزاطات ‪ -‬املجلد التاطع ‪ -‬العدد أالول مازض ‪1029‬‬

‫يقابؿ خدمة إع اجية حقيقية مععا لزيادة األسعار كاح ار السلة كعقص مي ها ف‬
‫األسكاؽ(‪.)1‬‬
‫ثانيا ‪ :‬المصرؼ اإلسالمي وسيط مالي‬
‫يرل المفسركف لكساطة المصارؼ اإلسبلمية بالمالية ال ال جارية ‪:‬‬
‫(‪ 1‬أف هعاؾ حاجة ف أم اق صاد ل حكيؿ األمكاؿ مف المدخريف إلى المس ثمريف ألعه ف‬
‫أغلب األحياف ال ي م ة المدخركف بالقدرة ملى اس غبلؿ الفرص االس ثمارية المربحة‪ .‬ـ هذه العملية إما مف‬
‫طريؽ ال مكيؿ المباشر مف خبلؿ أسكاؽ األسهـ أك مف خبلؿ ك‬
‫أف ثلث‬ ‫كساطة مالية ف هذه األسكاؽ‪ ،‬ك ضح أهمية الكساطة المالية مف حقيقة‬
‫س (‪2‬‬
‫االس ثما ارت الجديدة مر مف خبلؿ هذه العملية ف معظـ البلداف ‪.‬‬
‫(‪ 2‬ع يجة لكفك ارت الحجـ ال بير‪ ،‬كلل خصص‪ ،‬كالخبرة ال م ة بها مؤسسات الكساطة‬
‫المالية؛ فإعها أقدر مف المدخريف األف ارد ملى قييـ المخاطر المر بطة بالطرؼ ا خر‪ .‬كبهذه الطريقة خفض‬
‫الكساطة المالية مف اليؼ المعلكمات‪ ،‬ك قلؿ مف الخطر األخبلق ك االع قاء الخاطئ‪ ،‬كبال ال خفض‬
‫اليؼ ال مكيؿ(‪.)3‬‬
‫( ‪ 3‬قكـ الكسالط المالية بال كفيؽ بيف رغبات كحاجات المكدميف كالمس ثمريف‪ ،‬مف حيث عجاؿ ال مكيؿ أك الحجـ‬
‫أك درجة السيكلة‪ )4(.‬إف الكساطة المالية زيؿ بعض اععداـ‬
‫المكاءمة بيف ف ارت اس حقاؽ األمكاؿ البلزمة بيف الجاعبيف كمقدارها‪ .‬ذلؾ أعه غالبا مـا كـف كحـدات الفـالض‬
‫مبارة مف مالبلت صغيرة دخر مقادير بيرة عسبيان مف العقكد الساللة‪ .‬كيعمؿ الكسطاء المـاليكف ملى ا ازلــة‬
‫مدـ المكاءمة هذه بجمة المدخ ارت الصغيرة‬
‫ل عاسب اح ياجات المس ثمريف‪ .‬كمف عاحية مامة فإف مس خدم األمكاؿ يح اجكف إلى‬
‫أمكاؿ ف المدل الطكيؿ عسبيان كهك ما ال يس طية كفيره أصحاب األمكاؿ بصفة فردية‪ .‬كهذا يحدث عكمان مف مدـ‬
‫المكاءمة بيف أفضليات االس حقاؽ كالسيكلة بالعسبة للمدخريف‬

‫س( ‪1‬‬
‫ال سكاع ‪ ،‬خالد محمكد‪ ،‬السكؽ ف االق صاد اإلسبلم ‪ ،‬ص‪ 30.‬أبك حمد‪ ،‬رضا‪ ،‬الخطكط ال برل ف االق صاد‬
‫اإلسبلم ‪ ،‬دار مجدالكم‪ ،‬مماف ‪ ،2006‬ص‪102.‬‬
‫‪2‬‬
‫كعخػػركف‪ ،‬ال حػػديات ال ػػ كاجػػه العمػػؿ المصػػرف اإلسػػبلم ‪،‬البعؾ اإلسػػبلم لل عميػػة‪ ،‬المعهػػد اإلسػػبلم إقبػػاؿ‪ ،‬مػعكر‪،‬‬ ‫س(‬
‫للبحكث كال دريب‪ ،‬كرقة رقـ س( ‪ 2‬جدة‪13. ،‬‬
‫س( ‪3‬‬
‫خاف‪ ،‬طارؽ ا﵀‪ ،‬كحبيب أحمد س(‪ ،2003‬إدارة المخاطر‪.99،‬‬
‫س( ‪4‬‬
‫خاف‪ ،‬طارؽ ا﵀‪ ،‬كحبيب أحمد س(‪ ،2003‬إدارة المخاطر‪.99،‬‬

‫‪357‬‬
‫مجلة جامعة فلظطين أللبحاث والدزاطات ‪ -‬املجلد التاطع ‪ -‬العدد أالول مازض ‪1029‬‬

‫األف ارد كمس خدم األمكاؿ‪ .‬كيقكـ الكسطاء بمعالجة هذا ال عاقض مف طريؽ جمية‬
‫األمكاؿ الصغيرة كقيامها بالمكالمة المطلكبة‪ 4( .‬ع بر الكسالط‬
‫المالية أ فأ ب ثير مف المدخريف األف ارد ف قييـ فرص االس ثمار البديلة‪ )1(.‬فإف أفضليات المجازفة‬
‫بايف بالعسبة لصغار أصحاب األمكاؿ ك بار مس خدم األمكاؿ‪ .‬كمف ثـ؛ يقكـ الكسطاء بمعالجة ال عاقض‬
‫مف طريؽ جمية األمكاؿ‬
‫الصغيرة‪ .‬كف الغالب يميؿ صغار المدخريف إلى فادم المجازفة كيفضلكف االس ثما ارت األ ثر ضماعان بيعما‬
‫يس ثمر مس خدمك األمكاؿ ف مشركمات ذات مخاطر‪ .‬كلذا ال يم ف كفير األمكاؿ مباشرة‪ .‬كمرة‬
‫أخرل يصبح دكر الكسطاء مهمان جدان لقدر هـ ملى ال قليؿ مف هذه المجازفة مف خبلؿ عكية المحفظة‬
‫االس ثماريةس‪.)2‬‬
‫(‪ 5‬إف صغار المدخريف ال يس طيعكف ب فاءة جمة المعلكمات حكؿ الفرص االس ثمارية‪ .‬كالكسطاء‬
‫الماليكف ف كضة أفضؿ لجمة مثؿ هذه األمكاؿ كهك أمر مهـ لعجاح‬
‫س (‪3‬‬
‫االس ثمار ‪.‬‬
‫( ‪ 6‬كع يجة العخفاض اليؼ المعامبلت كا ازلة ال ازكج غير المبللـ ال امف ف كحدات‬
‫الفالض ككحدات العجز مف االق صاد؛ فإف الكساطة المالية عمؿ ملى عزيز مملية‬
‫االدخار كاالس ثمارس‪ 7( 4(.‬كفر‬
‫مؤسسات الكساطة المالية المعلكمات ال افية لعمبللها؛ ذلؾ أف المدخريف كالمس ثمريف كحدات مخ لفة مادة‬
‫فإعها ح اج إلى قدر بير مف المعلكمات بعضها مف‬
‫بعض‪ .‬كهذه المعلكمات ال كف بدكف مقابؿ‪ .‬كلذا فإف مملية حكيؿ أمكاؿ مف إلى المس ثمريف‬
‫ضمف اليؼ معامبلت‪ .‬مبلكة ملى أف مدـ ا ساؽ المدخريف‬
‫س (‪5‬‬
‫المعلكمات يؤدم إلى مش بلت االخ يار الضار كالمخاطر األدبية ‪.‬‬
‫(‪ 8‬يس فيد الكسطاء الماليكف مف كفك ارت الحجـ مما يؤدم بال ال إلى خفض لفة‬
‫المعامبلت العاجمة مف عقؿ األمكاؿ مف كحدات الفالض إلى كحدات العجز‪.‬‬

‫س( ‪1‬‬
‫خاف‪ ،‬طارؽ ا﵀‪ ،‬كحبيب أحمد س(‪ ،2003‬إدارة المخاطر‪.100،‬‬
‫س( ‪2‬‬
‫إقباؿ‪ ،‬ال حديات ال كاجه العمؿ المصرف اإلسبلم ‪.14-13،‬‬
‫‪3‬‬
‫إقباؿ‪ ،‬ال حديات ال كاجه العمؿ المصرف اإلسبلم ‪. .14-13،‬‬ ‫س(‬
‫‪4‬‬
‫إقباؿ‪ ،‬معكر‪ ،‬كعخركف‪ ،‬ال حديات ال كاجه العمؿ المصرف اإلسبلم ‪. .13،‬‬ ‫س(‬
‫‪5‬‬
‫إقباؿ‪ ،‬معكر‪ ،‬كعخركف‪ ،‬ال حديات ال كاجه العمؿ المصرف اإلسبلم ‪. 13 ،‬‬ ‫س(‬

‫‪358‬‬
‫مجلة جامعة فلظطين أللبحاث والدزاطات ‪ -‬املجلد التاطع ‪ -‬العدد أالول مازض ‪1029‬‬

‫(‪ 9‬إف الكسطاء ي م عكف بكضة أفضؿ لمعالجة المش بلت العاجمة مف مدـ ا ساؽ‬
‫س(‪1‬‬
‫المعلكمات‪.‬‬
‫(‪ 10‬ال فاءة ف معالجة ممليات الدفة لعظاـ ال سكيات ذات أهمية بالغة ل خفيض‬
‫اليؼ هذه العمليات‪ .‬كقد أصبحت هذه العملية أ ثر دقة بالعسبة لل فاءة ال عافسية ف‬
‫(‪)2‬‬
‫االق صاد كذلؾ بسبب العظـ اإلل ركعية‪.‬‬
‫(‪ 11‬المكدمكف كالم عاملكف ا خركف ف صعامة الخدمات المالية ثيركف كلديهـ‬
‫مبلقات قصيرة األجؿ مة المصارؼ كمة مؤسسات مالية أخرل‪ .‬كاف اعكا ف اردل أك‬
‫عامؿ دكمان ف‬ ‫مجمكمات‪ ،‬فليس بمقدكرهـ ال ح ـ ف أعشطة المؤسسات المالية كال‬
‫مقكد مالية م عددة الجكاعب كطكيلة األجؿ‪.‬‬
‫( ‪ 12‬قكـ المؤسسات المالية بدكر ال ماع مهـ‪ .‬فالعقكد المالية معد بيعها للعمبلء كف‬
‫ذات طبيعة خاصة‪ .‬كقد يجرم غيير هذه العقكد الحقنا عظنار للحاجات الحقيقية أك كركد خطر أخبلق مف‬
‫جاعب المؤسسات‪ .‬كالمكدمكف ال يس طيعكف ف ~ ؿ األكقات ال ح ـ‬
‫(‪)3‬‬
‫الجيد ف عفيذ العقكد لمصلح هـ‪.‬‬
‫النتائج والتوصيات‬
‫كصلت هذه الد ارسة إلى مجمكمة مف الع الج كال كصيات يم ف اب ارزها ملى العحك األ ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬النتائج‬
‫‪ 1.‬ال مكيؿ اإلسبلم مبارة مف كفير الماؿ عقديا اف أـ سلعيا أـ معافة لطالبه شخصا‬
‫اف أـ مؤسسة أـ دكلة‪ ،‬مف القادر ملى كفيره مال ا له أـ كسيطا بشركط فؿ للماعح عادة ما قدمه مف‬
‫ماؿ أك مكضه مة حقيؽ ربحية له‪ ،‬ؿ ذلؾ ف إطار ال ازـ اس‬
‫جمية األط ارؼ بأح اـ الشريعة كقيمها بما يحقؽ أهداؼ االق صاد اإلسبلم ‪ 2. .‬إف المعظكمة الحا مة‬
‫لعمليات ال مكيؿ اإلسبلم عطلؽ مف خاصية كف المصرفية‬
‫اإلسبلمية قكـ بكظيفة كساطة مالية اس ثمارية اجر ف مل يات األخريف كمعهـ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫س( إقباؿ‪ ،‬ال حديات ال كاجه العمؿ المصرف اإلسبلم ‪. 13،‬‬
‫س( ‪2‬‬
‫خاف‪ ،‬طارؽ ا﵀‪ ،‬كحبيب أحمد س( ‪ ،2003‬إدارة المخاطر‪.100 ،‬‬
‫خاف‪ ،‬طارؽ ا﵀‪ ،‬كحبيب أحمد س( ‪ ،2003‬إدارة المخاطر‪.‬‬

‫‪359‬‬
‫مجلة جامعة فلظطين أللبحاث والدزاطات ‪ -‬املجلد التاطع ‪ -‬العدد أالول مازض ‪1029‬‬

‫‪ 3.‬لل مكيؿ اإلسبلم أعكاع م عددة بحسب طبيعة العكامؿ المؤثرة ف بعاء مع جا ه‪ ،‬ك مثؿ هذه العكامؿ بػ‪ :‬طالب‬
‫ال مكيؿ‪ ،‬كالغرض كالهدؼ معه‪ ،‬كمصدر ال مكيؿ‪ ،‬كربحية‬
‫مدة ال مكيؿ‪ ،‬كمصادر ال مكيؿ الربح ‪،‬‬ ‫ال مكيؿ‪ ،‬ضماف الديف العا ج مف ال مكيؿ‪،‬‬
‫كمدل مكافق ه لل شرية اإلسبلم ‪.‬‬
‫‪ 4.‬يم از ال مكيؿ اإلسبلم مف غيره بمجمكمة مف الخصالص المعيارية الضابطة له م مثلة ب‪:‬قياـ ال مكيؿ‬
‫اإلسبلم بإشباع رغبات أط ارؼ العبلقة ال مكيلية‪ ،‬كال مكيؿ‬
‫اإلسبلم قالـ ملى األصكؿ المالية كمدمكـ بها‪ ،‬كي سـ ال مكيؿ بقابلية الضبط‬
‫كال حديد‪ ،‬فال مكيؿ اإلسبلم معظكمة قكـ ملى القدرة ملى ال ملؾ‪ ،‬كهك مكيؿ عمكيا‬
‫ذا أهداؼ اج مامية‪ ،‬كيسعى إلى حقيؽ أهداؼ كمبادئ االق صاد اإلسبلم ‪ ،‬كام ثاؿ‬
‫ال مكيؿ اإلسبلم ألح اـ الشريعة‪ ،‬ك االل ازـ بالقيـ كاألخبلؽ اإلسبلمية‪ ،‬كصكال إلى‬
‫حديد طبيعة ال مكيؿ اإلسبلم ب كعه كساطة مالية اس ثمارية‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬التوصيات‬
‫كص الد ارسة الباحثيف‪:‬‬
‫‪ 1.‬خصيص طبيعة الكساطة المالية ف ال مكيؿ اإلسبلم بد ارسات شمكلية شؼ مف‬
‫ماهي ها كأبعادها‪ 2. .‬القياـ‬
‫بد ارسات ميداعية‪ ،‬طبيقية‪ ،‬ي ـ فيها قياس ا جاهات الم عامليف مة ال مكيؿ اإلسبلم ‪ ،‬ك حليؿ ع الجها رياضيا‬
‫كاحصاءيا الس خ ارج دااللت اق صادية قابلة للقياس‬
‫كاالخ بار‪.‬‬

‫البعؾ‬
‫المصادر والم ارجع‪:‬‬
‫كاجه العمؿ المصرف اإلسبلم ‪،‬‬ ‫‪ 1.‬إقباؿ‪ ،‬معكر‪ ،‬كعخركف‪ ،‬ال حديات ال‬
‫اإلسبلم لل عمية‪ ،‬المعهد اإلسبلم للبحكث كال دريب‪ ،‬كرقة رقـ س(‪ 2‬جدةس‪1998(.‬‬
‫‪ 2.‬برعيرم‪ ،‬ماريا لكي از‪ .‬المدينة الفاضمة عبر التاريخ‪ ،‬رجمة‪ :‬مطيات أبك السعكد‪،‬‬
‫المجلس الكطع للثقافة كالفعكف كا داب‪ ،‬ال كيت‪ :‬سلسلة مالـ المعرفة‪ ،‬العدد س(‪،225‬‬
‫سب مبر‪1997 ،‬ـ‪.‬‬
‫تقييـ تجربة المؤسسات المالية اإلسالمية‪ ،‬المؤ مر األكؿ‬ ‫‪ 3 .‬البعل ‪ ،‬مبد الحميد‪،‬‬
‫اإلسبلمية كالمصارؼ اإلسبلميةس‪2001(.‬‬
‫ٌ‬ ‫للمؤسسات المالية‬

‫‪360‬‬
‫مجلة جامعة فلظطين أللبحاث والدزاطات ‪ -‬املجلد التاطع ‪ -‬العدد أالول مازض ‪1029‬‬

‫‪ 4 .‬البعل ‪ ،‬مبد الحميد محمكد‪" ،‬األخالؽ المينية في المؤسسات المالية اإلسالمية"‪،‬‬


‫اللجعة االس شارية العليا‪ ،‬الديكاف األميرم‪ ،‬ال كيت‪ ،‬مكقة اللجعة‪،‬‬
‫‪www.sharea.gov.kw .5.‬‬
‫البعل ‪ ،‬مبد الحميد محمكد‪،‬االس ثمار كال جارة كح مهما ال ليف "‪ ،‬اللجعة االس شارية‬
‫العليا‪ ،‬الديكاف األميرم‪ ،‬ال كيت‪ ،‬مكقة اللجعة‪. www.sharea.gov.kw ،‬‬
‫‪ 6 .‬البعؾ اإلسبلم لل عمية‪ ،‬مصطلحات البعؾ اإلسبلم لل عمية‪ ،‬مصطلح رقـ ‪99. :‬‬
‫التمويح شرح التوضيح‪ ،‬ط‪،1‬سضبط‬ ‫‪ 7 .‬ال ف ا ازع ‪ ،‬سعد الديف مسعكد بف ممر‪،‬س‪791‬هػ‪(.‬‬
‫محمد مدعاف(‪ ،‬دار األرقـ سس‪1998((.‬‬
‫‪ 8 .‬الجماؿ‪ ،‬غريب‪ ،‬المصارؼ وبيوت التمويؿ اإلسالمية‪ ،‬دار الشركؽ‪ ،‬طس(‪ ،1‬جدة‪.‬‬
‫محاض ارت في الثقافة اإلسالمية‪ ،‬بيركت‪ ،‬دار ال اب العرب ‪،‬‬ ‫‪ 9.‬جماؿ‪ ،‬أحمد محمد‪،‬‬
‫ط‪.1983 ،6‬‬
‫‪10.‬جميؿ أحمد كفيؽ‪،‬أساسيات االدارة المالية‪ ،‬دار العهضة العربية بيركت‪.‬‬
‫‪11.‬حيدر‪ ،‬مل ‪ ،‬س‪1352‬هػ‪ (.‬درر الحكاـ شرح مجمة األحكاـ العدلية‪ ،‬دار الجيؿ‪ ،‬بيركت‪.‬‬
‫الخطوط الكبر في االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬دار مجدالكم‪ ،‬مماف‬ ‫‪12.‬أبك حمد‪ ،‬رضا‪،‬‬
‫‪.2006‬‬
‫‪13.‬الرماع ‪ ،‬زيد‪ .‬االقتصاد اإلسالمي بيف المعيارية والوضعية‪ ،‬صحيفة الجزيرة‪ ،‬األحد ِ‪٢‬‬
‫مايك‪ ،‬س َََِ ـ(‪ ،‬العدد سََُُ‪(.٢‬‬
‫‪14.‬الرك محمد‪ ،‬نظرية التقعيد الفقيي‪ ،‬الج ازلر‪ :‬دار الصفاء‪ ،‬ط‪2000. ،1‬‬
‫‪15.‬الزغب ‪ ،‬هيثـ محمد‪ ،‬إدارة والتحميؿ المالي‪ ،‬دار الف ر‪ ،‬مماف األردف‪ ،‬الطبعة األكلى‪،‬‬
‫‪.2000‬‬
‫‪16.‬الزم رم‪ ،‬مبلء الديف‪ ،‬الخدمات المصرفية وموقؼ الشريعة اإلسالمية منيا‪ ،‬دار ال لـ‬
‫الطيب‪ ،‬ط‪ ،1‬دمشؽس‪2002(.‬‬
‫‪17.‬الساما ‪ ،‬مبد الرحيـ‪ ،‬تمويؿ المستيمكيف‪ ،‬مر ز أبحاث االق صاد اإلسبلم ‪.‬‬
‫واسالميا‪ ،‬م بة حبلكة‪ ،‬إربد‪،‬‬ ‫االستثمار وضعيا‬ ‫الوجيز في‬ ‫‪18.‬السبهاع ‪ ،‬مبد الجبار‪،‬‬
‫س‪1‬ط‪.(2012‬‬
‫‪19.‬أبك السعكد‪ ،‬محمكد‪ .‬فقو الزكاة المعاصر‪ ،‬ال كيت‪ :‬دار القلـ‪٩٩ُِ ،‬ـ‪.‬‬

‫‪361‬‬
‫مجلة جامعة فلظطين أللبحاث والدزاطات ‪ -‬املجلد التاطع ‪ -‬العدد أالول مازض ‪1029‬‬

‫‪20.‬سميعة‪ ،‬مزيزة‪ ،‬ادارة مخاطر االتماف في البنوؾ التجارية‪ ،‬رسالة ماجس ير س‪2003(.‬‬
‫مقاالت ف ال مكيؿ‬ ‫المنتجاتالماليةاإلسالمية بيناإلبداعوالتقميد‪،‬‬ ‫‪21.‬سكيلـ‪ ،‬سام ‪،‬‬
‫ََِ‪،١‬‬ ‫اإلسبلم ‪،‬‬
‫‪http://www.aleqtisadiah.com/news.php?do=show&id= 44288‬‬
‫‪22 .‬شاب ار‪ ،‬محمد‪ ،‬اإلسالـ والتحدي االقتصادي‪ ،‬فرجيعيا‪ ،‬الكاليات الم حدة األمري ية‪،‬‬
‫المعهد العالم للف ر اإلسبلم ‪ ،‬ط‪،1996 ،1‬‬
‫‪23.‬شاب ار‪ ،‬محمد‪ .‬مستقبؿ عمـ االقتصاد مف منظور إسالمي‪ .‬رجمة المصرم‪ ،‬رفيؽ‬
‫يكعس‪ .‬مماف‪ ،‬دمشؽ‪ :‬المعهد العالم للف ر اإلسبلم ‪ ،‬دار الف ر‪ ،‬ط‪2005 ،2‬ـ‪.‬‬
‫‪24.‬شامية‪ ،‬أحمد زهير‪ ،‬النقود والمصارؼ‪ ،‬دار زه ارف للعشر‪ ،‬ممافس‪1994(.‬‬
‫‪25.‬شحا ه‪ ،‬شكق اسماميؿ‪ ،‬البنوؾ اإلسالمية‪ ،‬دار الشركؽ‪ ،‬جدةس‪1977(.‬‬
‫‪ 26 .‬شرفه‪ ،‬سامية س(‪ ،2007‬التوظيؼ الحديث لعقد القرض في الخدمات البنكية د ارسة‬
‫مقارعة بيف الفقه اإلسبلم كالقاعكف الج ازلرم‪ ،‬جامعة لخضر‪ ،‬الج ازلر‪.‬‬
‫لانقود والمصارؼ والنظرية النقدية‪ ،‬دار زه ارف‪ ،‬للعشر كال كزية‪،‬‬ ‫‪27.‬الشمرم‪ ،‬عاظـ‪،‬‬
‫األردفس‪1999 (.‬‬
‫الجامعية الجديدة‪،‬‬ ‫لناقود والمصارؼ واالئتماف‪ ،‬الدار‬ ‫‪28.‬شيحة‪ ،‬مصطفى‪،‬‬
‫االس عدريةس‪1999(.‬‬
‫‪29.‬ابف مابديف‪ ،‬محمد أميف‪،‬س‪1252‬هػ‪ (.‬حاشية ابف مابديف‪ ،‬دار ال ب العلمية‪ ،‬بيركت‪.‬‬
‫‪30.‬مبدا﵀‪ ،‬خالد أميف‪ ،‬كسعيفاف‪ ،‬حسيف‪ ،‬العمميات المصرفية اإلسالمية الطرؽ المحاسبية‬
‫الحديثة‪ ،‬دار كالؿ‪ ،‬طس(‪ 1‬ممافس‪2008(.‬‬
‫العمارم‪ ،‬حسف‪ ،‬المصارؼ اإلسالمية ودورىا في تعزيز القطاع المصرفي‪ ،‬كرقة‬ ‫‪31.‬‬
‫ممؿ مقدمة مؤ مر مس جدات العمؿ المصرف ‪ ،‬سكرياس‪2005(.‬‬
‫اقتصاديات النقود والماؿ‪ ،‬الدار الجامعية‪،‬‬ ‫‪32 .‬مكض ا﵀‪ ،‬زيعب حسيف‪،‬‬
‫االس عدريةس‪1994(.‬‬
‫‪33.‬ميشاكم‪ ،‬ملى‪ ،‬ق ارر ال مكيؿ قصير ا جؿ‪ ،‬بحث ماجس ير‪ ،‬جامعة محمد خيضر‬
‫المصرفية اإلسالمية خصائصيا وآلياتيا وتطويرىا‪ ،‬المؤ مر‬ ‫‪34.‬أبك غدة‪ ،‬مبد الس ار‪،‬‬
‫األكؿ للمصارؼ كالمؤسسات المالية اإلسبلمية‪ ،‬دمشؽ‪ ،‬سكرياس‪2006(.‬‬

‫‪362‬‬
‫مجلة جامعة فلظطين أللبحاث والدزاطات ‪ -‬املجلد التاطع ‪ -‬العدد أالول مازض ‪1029‬‬

‫‪35.‬الغ ازل ‪ ،‬مبد الحميد‪ .‬اإلنساف أساس المنيج اإلسالمي في التنمية االقتصادية‪ ،‬جدة‪:‬‬
‫المعهد اإلسبلم للبحكث ك ال دريب‪ ،‬البعؾ اإلسبلم لل عمية‪ ،‬ط‪1994،1‬ـ‪36. .‬غيث‪ ،‬مجدم‪" ،‬حكمة‬
‫العمؿ المصرفي اإلسالمي"‪ ،‬مجلة إسبلمية المعرفة‪ ،‬المعهد‬
‫العالم للف ر اإلسبلم ‪ ،‬العدد‪ ،62‬السعة السادسة مشرة‪2010. ،‬‬
‫‪37.‬الفيركز عبادم‪ ،‬القامكس المحيط‪ ،‬المطبعة الحسيعية‪ ،‬القاهرة‪1344 ،‬ق‪.‬‬
‫البعؾ اإلسبلم لل عمية‪،‬‬ ‫مفيوـ التمويؿ في االقتصاد اإلسالمي‪،‬‬ ‫قحؼ‪ ،‬معذر‪،‬‬ ‫‪.38‬‬
‫المعهد اإلسبلم للبحكث كال دريب‪ ،‬بحث رقـ ‪ ،13 :‬ط س(‪3‬س‪2004(.‬‬
‫قحؼ‪ ،‬معذر‪ ،‬كبر ات‪ ،‬مماد‪ ،‬ال كرؽ المصرف ف ال طبيؽ المعاصر‪ ،‬بحث مقدـ‬ ‫‪39 .‬‬
‫المستقبؿ‪،‬جامعة اإلما ارت‬ ‫الاوقع وآفاؽ‬ ‫معالـ‬ ‫لمؤ مر المؤسسات المالية اإلسبلمية‪:‬‬
‫العربية الم حدة‪ ،‬العيف‪ 10 - 8 ،‬مايك سأيار( ‪2005..‬‬
‫‪40.‬قحؼ‪ ،‬معذر‪ ،‬كغساف محمكد‪ ،‬االق صاد اإلسبلم ملـ أـ كهـ‪ ،‬دار الف ر المعاصر‪،‬‬
‫طس(‪ ،1‬دمشؽس‪2000(.‬‬
‫– دار ال ب العلمية‪،‬‬
‫‪41 .‬ابف قدامة‪ ،‬مكفؽ الديف مبد ا﵀ بف أحمد‪،‬س‪620‬هػ(‪ ،‬المغع‬
‫الطبعة األكلى ‪1994‬ـ‪.‬‬
‫المؤسسيف والواقع المعاصر‪ .‬جدة‪:‬‬ ‫البنؾ اإلسالمي بيف فكر‬ ‫‪42.‬القرل‪ ،‬محمد مل ‪.‬‬
‫معظمة المؤ مر اإلسبلم ‪ ،‬مع دل الف ر اإلسبلم ‪ ،‬د‪.‬ط‪1426 ،‬ق‪.‬‬
‫‪43.‬القرم‪ ،‬محمد مل ‪ ،‬مقدمة في النقود والبنوؾ‪ ،‬م بة دار جدة للعشر‪ ،‬جدة‪1417 ،‬هػ‪.‬‬
‫بحث مقدـ للدكرة الثامعة مشرة‬ ‫مقاصد الشريعة المتعمقة بالماؿ‪،‬‬ ‫‪44 .‬القرضاكم‪ ،‬يكسؼ‪،‬‬
‫للمجلس – دبلف‪ 2008 ،‬ـ‪.‬‬
‫‪45.‬ال اساع ‪ ،‬مبلء الديف‪،‬س‪578‬هػ‪ (.‬بدائع الصنائع‪ ،‬دار ال ب العلمية‪ ،‬بيركت‪.‬‬
‫المصرؼ االسالمي عمميا وعمميا‪ ،‬م بة كهبة‪ ،‬القاهرة‪،‬‬ ‫‪46.‬المصرم‪ ،‬مبد السمية‪،‬‬
‫ط ‪.11988،‬‬
‫‪47.‬مجمة اللغة العربية‪ ،‬المعجـ الكجيز‪1989 ،‬ـ ‪48.‬المقرف‬
‫‪ ،‬سعيد‪ ،‬االستثمار قصير األجؿ في البنوؾ اإلسالمية‪ ،‬رسالة ماجس ير‪ ،‬جامعة‬
‫الملؾ مبد العزيزس‪2005(.‬‬

‫‪363‬‬
‫مجلة جامعة فلظطين أللبحاث والدزاطات ‪ -‬املجلد التاطع ‪ -‬العدد أالول مازض ‪1029‬‬

‫‪49.‬ابف معظكر‪ ،‬جماؿ الديف الفضؿ محمد‪،‬س‪711‬هػ‪ (.‬لساف العرب‪ ،‬س عليؽ مل شيرم(‪،‬‬
‫دار إحياء ال ارث العرب ‪ ،‬كمؤسسة ال اريخ العرب ‪ ،‬بيركت‪ ،‬ط‪ ،2‬س‪1992(.‬‬
‫‪50.‬العجار‪ ،‬أحمد‪ ،‬منيج الصحوة اإلسالمية بنوؾ بال فوائد‪ ،‬جدةس‪1976(.‬‬
‫‪51.‬العدكم‪ ،‬مل ‪ .‬القواعد الفقيية‪ ،‬دمشؽ‪ :‬دار القلـ‪،‬ط‪1994. ،1‬‬
‫‪52.‬العدكم‪ ،‬مل ‪ :‬جميرة القواعد الفقيية في المعامالت المالية‪ ،‬الرياض‪ ،‬شر ة‬
‫ال ارجح ‪،‬ط‪2000. ،1‬‬
‫‪53.‬هعدم‪ ،‬معير إب ارهيـ‪ ،‬إدارة البعكؾ ال جارية مدخؿ ا خاذ الق ار ارتس‪54. 2006(.‬‬
‫هعدم‪ ،‬معير‪ ،‬الف ر الحديث ف مجاؿ مصادر ال مكيؿ‪ ،‬سلسلة الف ر الحديث ف مجاؿ‬
‫اإلدارة الماليةس(‪ ،2‬معشأة المعارؼ‪ ،‬اإلس عدرية‪ ،‬س‪1997(.‬‬
‫‪55.‬الهكارم‪ ،‬سيد‪ ،‬ادارة البعكؾ‪ ،‬م بة ميف الشمس‪ ،‬القاهرة س‪1986(.‬‬
‫‪56.‬هكارم‪ ،‬سيد‪ .‬تنظيـ وتطوير البنوؾ اإلسالمية (النظريات‪ ،‬واليياكؿ‪ ،‬والسموكيات‪،‬‬
‫والممارسات‪ ).‬القاهرة‪ :‬م بة ميف شمس‪ ،‬ط‪1996 ،1‬ـ‪.‬‬
‫موسوعة المصطمحات االقتصادية واإلحصائية‪ ،‬مكسكمة‬ ‫مبد العزيز‪،‬‬ ‫‪57.‬هي ؿ‪،‬‬
‫المصطلحات االق صادية كاإلحصالية‪ ،‬القاهرة ‪ :‬دار العهضة العربية للعشر كال كزية‪،‬‬
‫‪1986‬‬
‫‪58.‬يسرم‪ ،‬مبد الرحمف‪ ،‬قضايا اقتصادية معاصرة في النقود والبنوؾ والتمويؿ‪،‬‬
‫االس عدرية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬ط‪2000. ،1‬‬

‫‪363‬‬

‫‪View publication stats‬‬

You might also like