Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 3

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫الرسالة الوضعية العضدية‬


‫تأليف‪ :‬القاضي عضد الدين عبد الرحمن بن أحمد اإليجي‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫َهِذِه َفاِئَد ٌة َتْش َتِم ُل َع َلى‪ُ :‬م َقِّد َم ٍة‪َ ،‬و َتْقِس يٍم ‪َ ،‬و َخ اِتَم ٍة‪.‬‬
‫المقِّدمة‪:‬‬

‫اللفظ‪ -1 :‬قد يوضع لشخص بعينه‪ -2،‬وقد يوضع ل‪:‬ه باعتب‪:‬ار أمر ع‪:‬ام‪،‬‬
‫وذلك بأن ُيَتعقل أمٌر مشترك بين مشَّخ صات‪ ،‬ثم يقال‪ :‬هذا اللف‪::‬ظ موض‪::‬وع‬
‫لكل واحد من هذه المشخصات بخصوصه‪ ،‬بحيث ال ُيف‪::‬اد وال يفهم من‪::‬ه إال‬
‫واحٌد بخصوصه‪ ،‬دون القدر المشترك‪ ،‬فَتَع ُّقُل ذل‪::‬ك األمر آل ‪ٌ:‬ة للوض‪::‬ع‪ ،‬ال‬
‫أنه الموضوع له؛ فالوضع‪ :‬كلي‪ ،‬والموض وع ل ه‪ :‬مشخص‪ ،‬وذل‪::‬ك‪ :‬مث‪::‬ل‬
‫اسم اإلشارة؛ فإن "هذا" مثال موضوعة‪ ،‬ومسماه‪ :‬المشاُر إلي‪::‬ه المشخُص ‪،‬‬
‫بحيث ال يقبل الشركة‪.‬‬
‫تنبيه‪ :‬ما هو من هذا القبي‪::‬ل ال يفي‪::‬د الَّتَش ُّخ َص إال بقرين‪::‬ة معِّين‪ٍ:‬ة؛ الس‪::‬تواء‬
‫نسبة الوضع إلى المسميات‪.‬‬
‫التقسيم‪:‬‬

‫اللف ظ مدلول ه‪ :‬إما كلي أو مشخص‪ .‬واألول‪ -1 :‬إما ذات‪ ،‬وه‪::‬و اس‪::‬م‬
‫الجنس‪ -2،‬أو حدث‪ ،‬وهو المصدر‪ -3،‬أو نسبة بينهما‪ ،‬وذلك‪ :‬إما أن تعتبر‬
‫من ط‪::‬رف ال‪::‬ذات‪ ،‬وه‪::‬و المشتق‪ ،‬أو من ط‪::‬رف الح‪::‬دث‪ ،‬وه‪::‬و الفع‪::‬ل‪.‬‬
‫والثاني‪ :‬فالوض ع‪ :‬إما مشَّخ ٌص أيض‪:‬ا‪ ،‬أو كلي‪ ،‬واألول‪ :‬الَع َلُم ‪ ،‬والث اني‪:‬‬
‫مدلوُلُه‪ -1:‬إما أن يكون معنى في غيره يتعلق بانض‪::‬مام ذل‪::‬ك الغ‪::‬ير إلي‪::‬ه‪،‬‬
‫وهو الح‪:::‬رف‪ ،‬كـ"ِم ن"‪ -2،‬أْو ‪ :‬ال؛ فالقرين ُة‪ :‬إن ك‪:::‬انت في الخط‪:::‬اب‬
‫فالضمير‪ ،‬وإن كانت في غيره‪ :‬فإما حسية‪ ،‬وهو اس‪::‬م اإلش‪::‬ارة‪ ،‬أو عقلي‪:‬ة‪،‬‬
‫وهو الموصول‪.‬‬
‫الخاتمة‪ :‬تشتمل على تنبيهات‪:‬‬

‫األول‪ :‬الثالث ‪ُ:‬ة مشتركٌة في أَّن مدلوالتها ليس‪::‬ت مع‪::‬اني في غيره‪::‬ا‪ ،‬وِإْن‬
‫كانت تتحصل بالغير؛ فهي أسماء‪ ،‬ال حروف‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬اإلشارة العقلية ال تفي‪::‬د التشُّخ َص ‪ ،‬ف‪::‬إن تقيي‪::‬د الكلي ب‪::‬الكلي ال يفي‪::‬د‬
‫الجزئية‪ ،‬بخالف قرينة الخطاب والحس؛ فلذلك كانا جزئيين‪ ،‬وهذا كليا‪.‬‬
‫الثالث‪َ :‬ع ِلمت من هذا‪ :‬الفرق بين الَع َلِم والمضمر‪ ،‬وفس اد تقس‪::‬يم الج‪::‬زئي‬
‫إليهما‪ ،‬دون اسم اإلشارة؛ َظًّن ا أن ذل‪::‬ك موض‪::‬وٌع ألمر ع‪::‬ام يتعين بقرين‪::‬ة‬
‫اإلشارة الحسية‪ ،‬ومدلول الضمير بالوضع‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬تبين لك من هذا‪ :‬أن معنى ق‪::‬ول النح‪::‬اة‪ :‬إن الح‪::‬رف‪ :‬ما ي‪::‬دل على‬
‫معنى في غيره‪ :‬أنه ال يستقل بالمفهومية ‪ ،‬بخالف االسم والفعل‪.‬‬
‫الخامس‪ :‬قد عرفت مما سبق من الفرق بين الفعل والمشتق‪ :‬أن "ض‪::‬اربا"‬
‫ال َيِرُد على حِّد الفع‪::‬ل؛ فإن‪::‬ه‪ :‬ما دل على ح‪::‬دث ونس‪::‬بة إلى موض‪::‬وع ما‪،‬‬
‫وزماِنَها‪.‬‬
‫السادس‪ :‬وُيعَلم منه الفرُق بين اسم الجنس‪ ،‬وَع َلم الجنس؛ ف‪::‬إن َع َلم الجنس‬
‫كـ"أس‪:::‬امة" ُو ِض َع بج‪:::‬وهره للجنس المعَّين‪ ،‬وإن اس‪:::‬م الجنس كـ"ذئب"‪،‬‬
‫و"أسد" ُو ِض َع لغير معَّين‪ ،‬ثم جاء التعيين من الالم‪.‬‬
‫السابع‪ :‬الموصوُل عكُس الحرف‪ ،‬فإن الحرف يدل على مع‪::‬نى في غ‪::‬يره‪،‬‬
‫وتحُّص ُله بما هو معنٌّي فيه‪ ،‬والموصول أمر مبهم عن‪:‬د الس‪:‬امع يتعين عن‪:‬ده‬
‫بمعنى فيه‪.‬‬
‫الثامن‪ :‬الفعل والحرف يشتركان في أنهما يدالن على معنى باعتب‪::‬ار كون‪::‬ه‬
‫ثابتا للغير‪ ،‬ومن هذه الجهة ال يثبت له الغير؛ فامتنع الخبر عنهما‪.‬‬
‫التاسع‪ :‬الفعل مدلوله كلٌّي ‪ ،‬ق‪:‬د يتحق‪:‬ق في ذوات متع‪:‬ددة؛ فج‪:‬از نس‪:‬بته إلى‬
‫خاص منه‪::‬ا؛ فيخ‪::‬بر ب‪::‬ه‪ ،‬دون الح‪::‬رف؛ إذ تحُّص ل مدلول‪::‬ه إنم‪::‬ا ه‪::‬و بم‪::‬ا‬
‫يتحصل له؛ فال يتعقل لغيره‪.‬‬
‫العاشر‪ :‬في ضمير الغائب‪ ،‬وفي كليته نظر؛ فتأمل‪.‬‬
‫الحادي عشر‪":‬ذو" و "فوق" مفهومهما كلٌّي ؛ ألنهم‪:‬ا بمع‪:‬نى‪" :‬ص‪::‬احب"‪،‬‬
‫و"ُع ُلٍّو "‪ ،‬وإن كانا ال يستعمالن إال في جزئيين‪.‬‬
‫الث اني عش ر‪ :‬ال ُيِر يُب َك َتَع اُو ُر األلف‪::‬اِظ بعِض َها مك‪::‬اَن بعٍض؛ إذ المعتبُر‬
‫الوضُع‪.‬‬

You might also like