Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 8

‫جامعة العلوم التطبيقية الخاصة‬

‫‪APPLIED SCIENCE PRIVATE UNIVERSITY‬‬ ‫( ج‪.‬ع‪.‬ت)‬


‫عمان – األردن‬
‫(‪)A.S.U‬‬
‫‪AMMAN – JORDAN‬‬

‫مرفقا لكم النصين اللذين اخترناهما في القراءة في كتب الفقه المقارن‪ ،‬راجيا منكم إضافة نصين آخرين‬
‫من كتب المالكية والشافعية مع ذكر اسم الكتاب واسم الؤلف‪.‬‬

‫اقرأ النص اآلتي وأعد ترتيبه على طريقة الفقه المقارن‪:‬‬

‫قال صاحب المغني‪ُ " :‬جْم َلُة ذلك أَّن الَج ْم َع بين الَّص اَل َت ْي ِن في الَّس َفِر ‪ ،‬في َو ْق ِت إْح َد اُهما‪ ،‬جاِئٌز في َقْو ِل‬
‫أْكَث ِر أْه ِل الِع ْلِم ‪ .‬وممن ُر ِو َى عنه ذلك َس ِعيُد بُن زيٍد‪ ،‬وَس ْع ٌد ‪ ،‬وُأسامُة ‪ ،‬وُم َع اُذ بن َج َب ٍل ‪ ،‬وأبو موسى‪ ،‬وابُن‬
‫َع َّباٍس ‪ ،‬وابُن عمَر ‪ .‬وبه قال‪َ :‬ط اُو ٌس ‪ ،‬وُم َج اِه ٌد ‪ ،‬وِع ْك ِر َم ُة ‪ ،‬وماِلٌك‪ ،‬والَّث ْو ِر ُّى ‪ ،‬والَّش اِفِعُّى ‪ ،‬وإسحاُق ‪ ،‬وأبو‬
‫َث ْو ٍر ‪ ،‬وابُن الُم ْن ِذ ِر ‪ .‬وُر ِو َى عن سليمان بن أِخى ُز َر يِق بن َح ِكيٍم (‪ ،)2‬قال (‪َ :)3‬م َّر بنا َن اِئَلُة بُن (‪)4‬‬
‫َر ِبيَع َة ‪ ،‬وأُبو الِّز َن اِد‪ ،‬ومحمُد بن الُم ْن َك دِر (‪ ،)5‬وَص ْف َو اُن بن ُس َلْي ٍم (‪ ،)6‬في (‪ )7‬أْش ياٍخ من أْه ِل الَمِد يَن ِة‪،‬‬
‫فأَت ْي َن اُهم في َم ْن ِز ِلهم‪ ،‬وقد أَخ ُذ وا في الَّر ِحيِل ‪ ،‬فَص َّلوا الُّظ ْه َر والَع ْص َر َج ِميًعا حين َز اَلِت الَّش ْم ُس ‪ ،‬ثم أَت ْي َن ا‬
‫المسجَد ‪ ،‬فإذا ُز َر ْي ُق بن َح ِكيٍم ُيَص ِّلى للَّن اِس الُّظ ْه َر ‪ .‬وقال الحسُن ‪ ،‬وابُن ِس يِر يَن ‪ ،‬وأْص َح اُب الَّر ْأِى ‪ :‬ال‬
‫َي ُجوُز الَج ْم ُع إاَّل في َي ْو ِم َعَر َف َة ِبَعَر َف َة ‪ ،‬وَلْي َلِة ُم ْز َد ِلَفَة بها‪ ،‬وهذا ِر َو اَي ُة ابن الَقاِس ِم عن ماِلٍك واْخ ِتَي اُر ُه‪،‬‬
‫واْح َت ُّج وا بأن الَمَو اِقيَت َت ْث ُبُت بالَّت َو اُتِر ‪ ،‬فال َي ُجوُز َت ْر ُك ها بَخ َب ر َو اِحٍد (‪ .)8‬ولَن ا‪ ،‬ما َر َو ى ناِفٌع عن ابِن‬
‫عمَر ‪ ،‬أَّن ه كان إذا َج َّد به الَّسْيُر َج َمَع بين الَم ْغ ِر ِب والِع َش اِء ‪ ،‬ويقول‪ :‬إَّن رسوَل ِهللا ‪-‬صلى هَّللا عليه وسلم‪-‬‬
‫كان إذا َج َّد به الَّسْيُر َج َمَع بينهما‪ .‬وعن أَن ٍس ‪ ،‬قال‪ :‬كان رسوُل ِهللا ‪-‬صلى هَّللا عليه وسلم‪ -‬إذا اْر َت َح َل قبَل‬
‫أن َت ِز يَغ الَّش ْم ُس أَّخ َر الُّظ ْه َر إلى َو ْق ِت الَع ْص ِر ‪ ،‬ثم َنَز َل فَج َمَع َب ْي َن هما‪ ،‬وإن َز اَغ ِت الَّش ْم ُس َق ْب َل أن َي ْر َت ِحَل ‪،‬‬
‫َص َّلى الُّظ ْه َر ثم َر ِكَب ‪ُ .‬م َّتَفٌق عليهما (‪ .)9‬وِلُمْس ِلٍم عن النبِّي ‪-‬صلى هَّللا عليه وسلم‪ ،-‬إَذ ا َع ِج َل عليه الَّسْيُر‬
‫ُيَؤ ِّخ ُر الُّظ ْه َر إلى َو ْق ِت الَع ْص ِر ‪َ ،‬ف َي ْج َم ُع َب ْي َن هما‪ ،‬وُيَؤ ِّخ ُر الَم ْغ ِر َب حتى َي ْج َمَع بينها وبين الِع َش اء حيَن َي ِغيُب‬
‫الَّش َفُق (‪ .)11‬وَر َو ى الَج ْم َع ُم َع اُذ [بُن َج َب ٍل ] (‪ ،)12‬وابُن َع َّباٍس ‪ ،‬وَس َن ْذ ُك ُر أحاِد يَث هما فيما بعد (‪،)13‬‬
‫وَقْو ُلهم‪ :‬ال َن تُرُك األْخ باَر الُم َت واِتَر َة‪ُ .‬قْل نا‪ :‬ال َن ْت ُر ُك ها‪ ،‬وإَّن ما ُنَخ ِّصُصها‪ ،‬وَت ْخ ِص يُص الُم َت واِتِر بالَخ َب ِر‬
‫الَّصِحيِح جاِئٌز باِإلْج ماِع ‪ ،‬وقد جاَز َت ْخ ِص يُص الِك َت اِب ِبَخ َب ِر الَو اِحِد باِإلْج َم اِع ‪ ،‬فَت ْخ ِص يُص (‪ )14‬الُّس َّن ِة‬
‫بالُّس َّن ِة َأْو َلى‪ ،‬وهذا َظ اِه ٌر ِج ًّد ا‪ .‬فإْن ِقيَل ‪َ :‬م ْع َن ى الَج ْم ِع في األْخ َب اِر أن ُيَص ِّلَى اُألوَلى في آِخر َو ْق ِتها‪،‬‬
‫واُألْخ َر ى في َأَّو ل َو ْق ِتها‪ُ .‬قْلَن ا‪ :‬هذا فاِس ٌد ِلَو ْج َه ْي ِن ‪ :‬أحُد هما‪ ،‬أَّن ه قد َج اَء الَخ َب ُر َص ِر يًح ا في أَّن ه كان‬
‫َي ْج َم ُعهما في َو ْق ِت إْح َد اهما‪ ،‬على ما َس َن ْذ ُك ُر ه‪ ،‬وِلَقْو ِل أَن ٍس ‪ :‬أَّخ َر الُّظ ْه َر إلى َو قِت الَع ْص ِر ‪ ،‬ثم َنَز ل فَج َمَع‬
‫َب ْي َن هما‪ ،‬وُيَؤ ِّخ ُر الَم ْغ ِر َب حتى َي ْج َمَع بينها وبين الِع َش اِء حين َي ِغيَب الَّش َفُق ‪َ .‬ف َي ْب ُط ُل الَّت ْأِو يُل‪ .‬الَّث انى‪ ،‬أن‬
‫الَج ْم َع ُر ْخ َص ٌة ‪ ،‬فلو كان على ما َذ َك ُروه َلكان أَش َّد ِض يًقا‪ ،‬وأْع َظ َم َح َر ًج ا من اِإلْت ياِن بُك ِّل َص الٍة في َو ْق ِتها؛‬
‫ألَّن اِإلْت ياَن بُك ِّل صالٍة في َو ْق ِتها أْو َس ُع من ُم َر اَعاِة َط َر َفِى الَو ْق َت ْي ِن ‪ ،‬بحيُث ال َي ْب َقى من وْق ِت اُألوَلى إال‬
‫َقْد ُر ِفْع ِلها‪ ،‬وَم ن (‪َ )15‬ت َد َّب َر هذا َو َج َد ه كما َو َص ْف َن ا‪ ،‬ولو كان الَج ْم ُع هكذا لَج اَز الَج ْم ُع بين الَع ْص ِر‬
‫ُأل‬
‫والَم ْغ ِر ِب‪ ،‬والِعشاِء والُّصْب ِح ‪ ،‬وال ِخ اَل َف بين ا َّمِة في َت ْح ِر يِم ذلك‪ ،‬والَعَم ُل بالَخ َب ِر على الَو ْج ِه الَّساِبِق‬
‫إلى الَفْه ِم منه أْو َلى من هذا الَّت َك ُّلِف الذي ُيَص اُن كالُم رسوِل ِهللا ‪-‬صلى هَّللا عليه وسلم‪ -‬من َح ْم ِله عليه‪.‬‬
‫إذا َث َب َت هذا فَم ْف ُهوُم قوِل اْلِخَر ِقِّى أَّن الَج ْم َع إَّن ما َي ُجوُز إذا كان َس اِئًر ا في َو ْق ِت اُألوَلى‪َ ،‬ف ُيَؤ ِّخ ُر إلى َو ْق ِت‬
‫جامعة العلوم التطبيقية الخاصة‬
‫‪APPLIED SCIENCE PRIVATE UNIVERSITY‬‬ ‫( ج‪.‬ع‪.‬ت)‬
‫عمان – األردن‬
‫(‪)A.S.U‬‬
‫‪AMMAN – JORDAN‬‬

‫الَّث اِنَي ة‪ ،‬ثم َي ْج َم ُع َب يَن هما‪ ،‬وَر َو اُه األْث َر ُم عنأحمَد ‪ ،‬وُر ِو َى نحُو هذا الَقْو ل عن َس ْع ٍد‪ ،‬وابِن عمَر ‪ ،‬وِع ْك ِر َم َة ‪،‬‬
‫أْخ ًذ ا (‪ )16‬بالَخ َبَر ْي ِن الَّلَذ ْي ِن َذ َك ْر َن اهما‪َ .‬و ُر ِو َى عن أحمَد َج َو اُز َت ْق ِديِم الصالِة الَّث اِنَي ة إلى اُألوَلى‪ ،‬وهذا هو‬
‫الَّصِحيُح‪ ،‬وعليه أْك َث ُر األْص حاِب‪ .‬قال القاضي‪ :‬األَّو ُل هو الَفِض يَلُة واالْس ِتْح باُب ‪ ،‬وإن أَح َّب أن َي ْج َمَع بين‬
‫الصالَت ْي ِن في َو ْق ِت اُألوَلى منهما‪ ،‬جاَز ‪َ ،‬ن اِز اًل كان‪ ،‬أو َس اِئًر ا‪ ،‬أو ُمِقيًما في َب َلٍد إَق اَم ًة ال َت ْم َن ُع الَقْص َر ‪.‬‬
‫وهذا قوُل َع طاٍء ‪ ،‬وُجْم ُهوِر ُعلماِء المِدينة‪ ،‬والَّش اِفِعِّى ‪ ،‬وإسحاَق ‪ ،‬واْب ِن الُم ْن ِذ ِر ؛ لما َر َو ى ُم َع اُذ بُن َج َب ٍل ‪،‬‬
‫هَّللا‬
‫قال‪َ :‬خ َر ْج َن ا مع رسوِل ِهللا ‪-‬صلى عليه وسلم‪ -‬في َغ ْز َو ِة (‪َ )17‬ت ُبوَك ‪ ،‬فكان إذا اْر َت َح َل قبَل َز ْي ِغ‬
‫الَّش ْم ِس أَّخ َر الُّظ ْه َر حتى َي ْج َمَع ها إلى الَع ْص ِر ‪َ ،‬ف ُيَص ِّليهما َج ِم يًع ا‪ ،‬وإذا اْر َت َح َل بعَد (‪َ )18‬ز ْي ِغ الَّش ْم ِس ‪،‬‬
‫َص َّلى الُّظ ْه َر والَع ْص َر َج ِم يًع ا‪ ،‬ثم َس اَر ‪ ،‬وإذا اْر َت َح َل قبَل الَم ْغ ِر ِب‪َ ،‬أَّخ َر الَم ْغ ِر َب حتى ُيَص ِّلَي ها مع الِع َش اِء ‪،‬‬
‫وإذا اْر َت َح َل بعَد الَم ْغ ِر ِب‪َ ،‬ع َّج َل الِع َش اَء ‪ ،‬فَص اَّل َه ا مع الَم ْغ ِر ِب‪َ .‬ر َو اه أبو َد اُو َد ‪ ،‬والِّت ْر ِمِذُّى (‪ ،)19‬وقال‪:‬‬
‫هذا َح ِديٌث َح َس ٌن ‪ .‬وَر َو ى ابُن َع َّباٍس ‪ ،‬عن الَّن ِبِّي ‪-‬صلى هَّللا عليه وسلم‪ -‬في الُظ ْه ِر والَع ْص ِر مثَل ذلك‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬إَّن ه ُم َّتَفٌق عليه (‪ .)20‬وهذا َص ِر يٌح في َمَح ِّل الِّن َز اِع ‪ .‬وَر َو ى ماِلٌك في "الُم َو َّط ِإ" (‪ ،)21‬عن أبي‬
‫الُّز َب ْي ِر ‪ ،‬عن أِبي الُّط َفْي ِل ‪ ،‬أَّن ُم َع اًذ ا أْخ َبَر ُه‪ ،‬أَّن هم َخ َر ُجوا مع رسوِل ِهللا ‪-‬صلى هَّللا عليه وسلم‪ -‬في َغ ْز َو ِة‬
‫َت ُبوَك ‪ ،‬فكان رسوُل ِهللا ‪-‬صلى هَّللا عليه وسلم‪َ -‬ي ْج َم ُع بين الُّظ ْه ِر والَع ْص ِر ‪ ،‬والَم ْغ ِر ِب والِع َش اِء ‪ .‬قال‪ :‬فأَّخ َر‬
‫الَّص اَل َة َي ْو ًما‪ ،‬ثم َخ َر َج‌ فَص َّلى الُّظ ْه َر والَع ْص َر َج ِم يًع ا‪ ،‬ثم َد َخ َل ‪ ،‬ثم َخ َر َج َفَص َّلى الَم ْغ ِر َب والِع َش اَء َج ِم يًع ا‪.‬‬
‫قال ابُن عبِد الَب ِّر ‪ :‬هذا َح ِديٌث َص ِحيٌح‪ ،‬ثاِبُت اِإلْس َن اِد‪ .‬وقال أْه ُل الِّس َي ِر ‪ :‬إَّن َغ ْز َو َة (‪َ )22‬ت ُبوَك كانت في‬
‫رجب (‪ ،)23‬سنَة ِتْس ع‪ ،‬وفى هذا الَح ِديِث أْو َض ُح الَّد اَل ِئِل ‪ ،‬وَأْق َو ى الُح َج ِج ‪ ،‬في الَّر ِّد على َم ن قال‪ :‬ال‬
‫َي ْج َم ُع بين الَّص اَل َت ْي ِن إاَّل إذا َج َّد به الَّسْيُر ؛ ألَّن ه كان َي ْج َم ُع وهو َن اِز ٌل غيُر َس اِئٍر ‪ ،‬ماِك ٌث في ِخَب اِئه‪َ ،‬ي ْخ ُرُج‬
‫َف ُيَص ِّلى الصالَت ْي ِن َج ِم يًع ا‪ ،‬ثم َي ْن َص ِر ُف إلى ِخَب اِئه‪ .‬وَر َو ى هذا الَح ِديَث ُمْس ِلٌم في "َص ِحيِحه" (‪ ،)24‬قال‪:‬‬
‫فكان ُيَص ِّلى الُّظ ْه َر والَع ْص َر َج ِم يًع ا والَم ْغ ِر َب والِع َش اَء َج ِم يًع ا‪ .‬واألْخ ُذ بهذا الَح ِديِث ُم َت َع َّيٌن ؛ ِلُثُبوِته وَك ْو ِنه‬
‫َص ِر يًح ا في الُح ْك ِم ‪ ،‬وال ُم َع اِر َض له‪ ،‬وألَّن الَج ْم َع ُر ْخ َص ٌة ِمن ُر َخ ِص الَّس َفِر ‪ ،‬فلم َي ْخ َت َّص بَح اَلِة الَّسْي ِر (‬
‫‪ ،)25‬كالَقْص ِر والَم ْس ِح ‪ ،‬ولِكَّن األْف َض َل الَّت ْأِخيُر‪ ،‬ألَّن ه أْخ ٌذ باالْح ِتَياِط ‪ ،‬وُخ ُروٌج من ِخ اَل ِف الَقاِئِليَن بالَج ْم ِع ‪،‬‬
‫وَعَم ٌل باألحاِديِث ُك ِّلها "‪.‬‬

‫‪---------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫قال صاحب بدائع الصنائع‪ " :‬وعلى هذا األصل قال أصحابنا‪ :‬إنه ال يجوز الجمع بين فرضين في وقت‬
‫أحدهما إال بعرفة والمزدلفة فيجمع بين الظهر والعصر في وقت الظهر بعرفة‪ ،‬وبين المغرب والعشاء‬
‫في وقت العشاء بمزدلفة‪ ،‬اتفق عليه رواة نسك رسول هللا ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬أنه فعله‪ ،‬وال يجوز‬
‫الجمع بعذر السفر والمطر‪ .‬وقال الشافعي‪ :‬يجمع بين الظهر والعصر في وقت العصر وبين المغرب‬
‫والعشاء في وقت العشاء بعذر السفر والمطر‪( ،‬واحتج) بما روى ابن عباس وابن عمر ‪ -‬رضي هللا‬
‫عنهما ‪ -‬أن النبي ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬كان يجمع بعرفة بين الظهر والعصر‪ ،‬وبمزدلفة بين المغرب‬
‫والعشاء‪ ،‬وألنه يحتاج إلى ذلك في السفر كي ال ينقطع به السير‪ ،‬وفي المطر كي تكثر الجماعة‪ ،‬إذ لو‬
‫رجعوا إلى منازلهم ال يمكنهم الرجوع فيجوز الجمع بهذا كما يجوز الجمع بعرفة بين الظهر والعصر‪،‬‬
‫وبمزدلفة بين المغرب والعشاء‪.‬‬
‫جامعة العلوم التطبيقية الخاصة‬
‫‪APPLIED SCIENCE PRIVATE UNIVERSITY‬‬ ‫( ج‪.‬ع‪.‬ت)‬
‫عمان – األردن‬
‫(‪)A.S.U‬‬
‫‪AMMAN – JORDAN‬‬

‫(ولنا) أن تأخير الصالة عن وقتها من الكبائر فال يباح بعذر السفر والمطر كسائر الكبائر‪ ،‬والدليل على‬
‫أنه من الكبائر ما روي عن ابن عباس ‪ -‬رضي هللا عنهما ‪ -‬أن رسول هللا ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬قال‪:‬‬
‫«من جمع بين صالتين في وقت واحد فقد أتى بابا من الكبائر» ‪ ،‬وعن عمر ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬أنه‬
‫قال‪ :‬الجمع بين الصالتين من الكبائر‪ ،‬وألن هذه الصلوات عرفت مؤقتة بأوقاتها بالدالئل المقطوع بها‬
‫من الكتاب والسنة المتواترة واإلجماع‪ ،‬فال يجوز تغييرها عن أوقاتها بضرب من االستدالل أو بخبر‬
‫الواحد‪ ،‬مع أن االستدالل فاسد؛ ألن السفر والمطر ال أثر لهما في إباحة تفويت الصالة عن وقتها‪ ،‬أال‬
‫ترى أنه ال يجوز الجمع بين الفجر والظهر مع ما ذكرتم من العذر؟ والجمع بعرفة ما كان لتعذر الجمع‬
‫بين الوقوف والصالة؛ ألن الصالة ال تضاد الوقوف بعرفة‪ ،‬بل ثبت غير معقول المعنى بدليل اإلجماع‬
‫والتواتر عن النبي ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬فصلح معارضا للدليل المقطوع به‪ ،‬وكذا الجمع بمزدلفة‬
‫غير معلول بالسير‪ ،‬أال ترى أنه ال يفيد إباحة الجمع بين الفجر والظهر‪ ،‬وما روي من الحديث في خبر‬
‫اآلحاد فال يقبل في معارضة الدليل المقطوع به‪ ،‬مع أنه غريب ورد في حادثة تعم بها البلوى‪ ،‬ومثله‬
‫غير مقبول عندنا ثم هو مؤول وتأويله أنه جمع بينهما فعال ال وقتا‪ ،‬بأن أخر األولى منهما إلى آخر‬
‫الوقت ثم أدى األخرى في أول الوقت وال واسطة بين الوقتين فوقعتا مجتمعتين فعال‪ ،‬كذا فعل ابن عمر‬
‫‪ -‬رضي هللا عنهما ‪ -‬في سفر وقال‪ :‬هكذا كان يفعل بنا رسول هللا ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬دل عليه ما‬
‫روي عن ابن عباس ‪ -‬رضي هللا عنهما ‪ -‬أن «النبي ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬جمع من غير مطر وال‬
‫سفر» وذلك ال يجوز إال فعال‪ ،‬وعن علي ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬أنه جمع بينهما فعال ثم قال‪ :‬هكذا فعل بنا‬
‫رسول هللا ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬وهكذا روي عن أنس بن مالك أنه جمع بينهما فعال ثم قال‪ :‬هكذا‬
‫فعل بنا رسول هللا ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪.-‬‬

‫‪---------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫كتاب المغني ‪ //‬ابن قدامة ‪ -‬موفق الدين عبد هللا بن أحمد بن قدامة المقدسي‬
‫( ‪ ) 1249‬مسألة ; قال ‪ ( :‬وللمسافر أن يتم ويقصر ‪ ،‬كما له أن يصوم ويفطر ) ‪ .‬المشهور‬
‫عن أحمد ‪ ،‬أن المسافر إن شاء صلى ركعتين ‪ ،‬وإن شاء أتم ‪ .‬وروي عنه أنه توقف ‪ ،‬وقال ‪ :‬أنا‬
‫أحب العافية من هذه المسألة ‪ .‬وممن روي عنه اإلتمام في السفر ‪ :‬عثمان ‪ ،‬وسعد بن أبي‬
‫وقاص ‪ ،‬وابن مسعود ‪ ،‬وابن عمر ‪ ،‬وعائشة رضي هللا عنهم وبه قال األوزاعي ‪ ،‬والشافعي ‪،‬‬
‫وهو المشهور عن مالك ‪.‬‬

‫وقال حماد بن أبي سليمان ‪ :‬ليس له اإلتمام في السفر ‪ .‬وهو قول الثوري ‪ ،‬وأبي حنيفة ‪.‬‬
‫وأوجب حماد اإلعادة على من أتم ‪ .‬وقال أصحاب الرأي ‪ :‬إن كان جلس بعد الركعتين قدر‬
‫التشهد ‪ ،‬فصالته صحيحة ‪ ،‬وإال لم تصح ‪ .‬وقال عمر بن عبد العزيز ‪ :‬الصالة في السفر‬
‫ركعتان حتم ‪ ،‬ال يصلح غيرهما ‪.‬‬
‫جامعة العلوم التطبيقية الخاصة‬
‫‪APPLIED SCIENCE PRIVATE UNIVERSITY‬‬ ‫( ج‪.‬ع‪.‬ت)‬
‫عمان – األردن‬
‫(‪)A.S.U‬‬
‫‪AMMAN – JORDAN‬‬

‫وروي عن ابن عباس أنه قال ‪ :‬من صلى في السفر أربعا فهو كمن صلى في الحضر ركعتين ‪.‬‬
‫واحتجوا بأن صالة السفر ركعتان بدليل قول عمر ‪ ،‬وعائشة ‪ ،‬وابن عباس ‪ ،‬على ما ذكرناه ‪.‬‬
‫وروي عن صفوان بن محرز ‪ ،‬أنه سأل ابن عمر عن الصالة في السفر ‪ ،‬فقال ‪ :‬ركعتان ‪ ،‬فمن‬
‫خالف السنة كفر ‪ ،‬وألن الركعتين األخريين يجوز تركهما إلى غير بدل ‪ ،‬فلم تجز زيادتهما على‬
‫الركعتين المفروضتين ‪ ،‬كما لو زادهما على صالة الفجر ‪ .‬ولنا ‪ ،‬قول هللا تعالى ‪ { :‬فليس عليكم‬
‫جناح أن تقصروا من الصالة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا } وهذا يدل على أن القصر رخصة‬
‫مخير بين فعله وتركه ‪ ،‬كسائر الرخص ‪ .‬وقال يعلى بن أمية ‪ { :‬قلت لعمر بن‬
‫الخطاب ‪ { :‬فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصالة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا } ‪ ،‬فقال‬
‫عجبت مما عجبت منه ‪ ،‬فسألت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم فقال ‪ :‬صدقة تصدق هللا بها‬
‫عليكم ‪ ،‬فاقبلوا صدقته } ‪ .‬رواه مسلم ‪.‬‬

‫وهذا يدل على أنه رخصة ‪ ،‬وليس بعزيمة ‪ ،‬وأنها مقصورة ‪ .‬وروى األسود ‪ ،‬عن عائشة ‪ ،‬أنها‬
‫قالت ‪ { :‬خرجت مع رسول هللا صلى هللا عليه وسلم في عمرة رمضان ‪ ،‬فأفطر وصمت ‪،‬‬
‫وقصر وأتممت ‪ ،‬فقلت ‪ :‬يا رسول هللا ‪ ،‬بأبي أنت وأمي ‪ ،‬أفطرت وصمت ‪ ،‬وقصرت وأتممت ‪.‬‬
‫فقال ‪ :‬أحسنت } ‪ .‬رواه أبو داود الطيالسي ‪ ،‬في " مسنده " ‪ .‬وهذا صريح في الحكم ‪ .‬وألنه لو‬
‫ائتم بمقيم صلى أربعا ‪ ،‬وصحت الصالة ‪ ،‬والصالة ال تزيد باالئتمام ‪.‬‬

‫قال ابن عبد البر ‪ :‬وفي إجماع الجمهور من الفقهاء على أن المسافر إذا دخل في صالة‬
‫المقيمين ‪ ،‬فأدرك منها ركعة أن يلزمه أربع ‪ ،‬دليل واضح على أن القصر‬
‫رخصة ‪ [ ،‬ص‪ ] 55 :‬إذ لو كان فرضه ركعتين لم يلزمه أربع بحال ‪.‬‬

‫وروى بإسناده ‪ ،‬عن عطاء ‪ ،‬عن عائشة ‪ :‬أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم { كان يتم في‬
‫السفر ويقصر } ‪ .‬وعن أنس ‪ ،‬قال ‪ :‬كنا ‪ -‬أصحاب رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬نسافر ‪،‬‬
‫فيتم بعضنا ‪ ،‬ويقصر بعضنا ‪ ،‬ويصوم بعضنا ‪ ،‬ويفطر بعضنا ‪ ،‬فال يعيب أحد على أحد ‪ ،‬وألن‬
‫ذلك إجماع الصحابة ‪ ،‬رحمة هللا عليهم ‪ ،‬بدليل أن فيهم من كان يتم الصالة ‪ ،‬ولم ينكر الباقون‬
‫عليه ‪ ،‬بدليل حديث أنس ‪ ،‬وكانت عائشة تتم الصالة ‪ .‬رواه مسلم والبخاري‬

‫وأتمها عثمان ‪ ،‬وابن مسعود ‪ ،‬وسعد ‪ .‬وقال عطاء ‪ :‬كانت عائشة وسعد يوفيان الصالة في‬
‫السفر ‪ ،‬ويصومان ‪ ،‬وروى األثرم بإسناده ‪ ،‬عن سعد ‪ ،‬أنه أقام بعمان شهرين ‪ ،‬فكان يصلي‬
‫ركعتين ‪ ،‬ويصلي أربعا ‪ .‬وعن المسور بن مخرمة ‪ ،‬قال ‪ :‬أقمنا مع سعد ببعض‬
‫قرى الشام أربعين ليلة يقصرها سعد ونتمها ‪ .‬وسأل ابن عباس رجل ‪ ،‬فقال ‪ :‬كنت أتم الصالة‬
‫في السفر ‪ .‬فلم يأمره باإلعادة ‪.‬‬
‫جامعة العلوم التطبيقية الخاصة‬
‫‪APPLIED SCIENCE PRIVATE UNIVERSITY‬‬ ‫( ج‪.‬ع‪.‬ت)‬
‫عمان – األردن‬
‫(‪)A.S.U‬‬
‫‪AMMAN – JORDAN‬‬

‫فأما قول عائشة ‪ :‬فرضت الصالة ركعتين ‪ .‬فإنما أرادت أن ابتداء فرضها كان ركعتين ‪ ،‬ثم‬
‫أتمت بعد الهجرة ‪ ،‬فصارت أربعا ‪ .‬وقد صرحت بذلك حين شرحت ‪ ،‬ولذلك كانت تتم الصالة ‪،‬‬
‫ولو اعتقدت ما أراد هؤالء لم تتم ‪.‬‬

‫وقول ابن عباس مثل قولها ‪ ،‬وال يبعد أن يكون أخذه منها ‪ ،‬فإنه لم يكن في زمن فرض الصالة‬
‫في سن من يعقل األحكام ‪ ،‬ويعرف حقائقها ‪ ،‬ولعله لم يكن موجودا ‪ ،‬أو كان فرضها في السنة‬
‫التي ولد فيها ‪ ،‬فإنها فرضت بمكة ليلة اإلسراء قبل الهجرة بثالث سنين ‪ ،‬وكان ابن عباس حين‬
‫مات النبي صلى هللا عليه وسلم ابن ثالث عشرة سنة ‪ ،‬وفي حديثه ما اتفق على تركه ‪ ،‬وهو قوله‬
‫‪ :‬والخوف ركعة ‪ .‬والظاهر أنه أراد ما أرادت عائشة من ابتداء الفرض ‪ ،‬فلذلك لم يأمر من أتم‬
‫باإلعادة ‪.‬‬

‫وقول عمر ‪ :‬تمام غير قصر ‪ .‬أراد بها تمام في فضلها غير ناقصة الفضيلة ‪ .‬ولم يرد أنها غير‬
‫مقصورة الركعات ; ألنه خالف ما دلت عليه اآلية واإلجماع ‪ ،‬إذ الخالف إنما هو في القصر‬
‫واإلتمام ‪ ،‬وقد ثبت بروايته عن النبي صلى هللا عليه وسلم في حديث يعلى بن أمية أنها‬
‫مقصورة ‪ ،‬ويشبه هذا ما رواه مجاهد ‪ ،‬قال ‪ :‬جاء رجل إلى ابن عباس ‪ ،‬فقال ‪ :‬إني وصاحب‬
‫لي كنا في سفر ‪ ،‬وكان صاحبي يقصر وأنا أتم ‪ .‬فقال له ابن عباس ‪ :‬أنت كنت تقصر وصاحبك‬
‫يتم ; رواه األثرم ‪،‬‬

‫أراد أن فعله أفضل من فعلك ‪ .‬ثم لو ثبت أن أصل الفرض ركعتان لم يمتنع جواز الزيادة‬
‫عليها ‪ ،‬كما لو ائتم بمقيم ‪ ،‬ويخالف زيادة ركعتين على صالة الفجر ‪ ،‬فإنه ال يجوز زيادتهما‬
‫بحال ‪ ) 1250 ( .‬مسألة ; قال ‪ ( :‬والقصر والفطر أعجب إلى أبي عبد هللا ‪ ،‬رحمه هللا ) ‪ .‬أما‬
‫القصر فهو أفضل من اإلتمام في قول جمهور العلماء ‪ ،‬وقد كره جماعة منهم اإلتمام ‪.‬‬
‫قال أحمد ‪ :‬ما يعجبني ‪.‬‬

‫وقال ابن عباس للذي قال له ‪ :‬كنت أتم الصالة وصاحبي يقصر ‪ :‬أنت الذي كنت تقصر‬
‫وصاحبك يتم ‪ .‬وشدد ابن عمر على من أتم الصالة ‪ ،‬روي أن رجال سأله عن صالة السفر ‪،‬‬
‫فقال ‪ :‬ركعتان ‪ ،‬فمن خالف السنة كفر ‪ .‬وقال بشر بن حرب ‪ :‬سألت ابن عمر ‪ :‬كيف صالة‬
‫السفر يا أبا عبد الرحمن ؟ قال إما أنتم تتبعون سنة نبيكم صلى هللا عليه وسلم أخبرتكم ‪ ،‬وإما ال‬
‫تتبعون سنة نبيكم فال أخبركم ؟ قلنا ‪ :‬فخير ما اتبع سنة نبينا يا أبا عبد الرحمن ‪ .‬قال ‪ { :‬كان‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم إذا خرج من المدينة لم يزد على ركعتين حتى يرجع إليها ‪} .‬‬
‫رواه سعيد ‪.‬‬
‫جامعة العلوم التطبيقية الخاصة‬
‫‪APPLIED SCIENCE PRIVATE UNIVERSITY‬‬ ‫( ج‪.‬ع‪.‬ت)‬
‫عمان – األردن‬
‫(‪)A.S.U‬‬
‫‪AMMAN – JORDAN‬‬

‫قال ‪ :‬حدثنا حماد بن زيد ‪ ،‬عن بشر ‪ .‬ولما بلغ ابن مسعود أن عثمان صلى أربعا استرجع ‪،‬‬
‫وقال ‪ { :‬صليت مع رسول هللا صلى هللا عليه وسلم [ ص‪ ] 56 :‬ركعتين ‪ ،‬ومع أبي بكر ركعتين‬
‫‪ ،‬ومع عمر ركعتين ‪ ،‬ثم تفرقت بكم الطرق ‪ ،‬ووددت أن حظي من أربع ركعتان متقبلتان } ‪.‬‬
‫وهذا قول مالك ‪.‬‬

‫وال أعلم فيه مخالفا من األئمة إال الشافعي في أحد قوليه ‪ ،‬قال ‪ :‬اإلتمام أفضل ; ألنه أكثر عمال‬
‫وعددا ‪ ،‬وهو األصل ‪ ،‬فكان أفضل ‪ ،‬كغسل الرجلين ‪ .‬ولنا ‪ { ،‬أن النبي صلى هللا عليه وسلم‬
‫كان يداوم على القصر } ‪ ،‬بدليل ما ذكرنا من األخبار ‪ ،‬وقال ابن عمر ‪ { :‬صحبت رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم في السفر ‪ ،‬فلم يزد على ركعتين حتى قبضه هللا ‪ ،‬وصحبت أبا بكر فلم يزد‬
‫على ركعتين حتى قبضه هللا ‪ ،‬وصحبت عمر فلم يزد على ركعتين حتى قبضه هللا تعالى } ‪.‬‬
‫متفق عليه ‪.‬‬

‫وعن ابن مسعود ‪ ،‬وعمران بن حصين مثل ذلك ‪ .‬وروى سعيد بن المسيب ‪ ،‬عن النبي صلى هللا‬
‫عليه وسلم أنه قال ‪ { :‬خياركم من قصر في السفر وأفطر } رواه األثرم ‪ .‬مع ما ذكرنا من أقوال‬
‫الصحابة فيما مضى ‪ ،‬وألنه إذا قصر أدى الفرض باإلجماع ‪ ،‬وإذ أتم اختلف فيه ‪ ،‬وأما الغسل‬
‫فال نسلم له أنه أفضل من المسح ‪ ،‬والفطر نذكره في بابه ‪.‬‬

‫‪---------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫كتاب المغني ‪ //‬ابن قدامة ‪ -‬موفق الدين عبد هللا بن أحمد بن قدامة المقدسي‬
‫( ‪ ) 1245‬مسألة ; قال ‪ ( :‬ومن لم ينو القصر في وقت دخوله إلى الصالة لم يقصر ) ‪ .‬وجملته‬
‫أن نية القصر شرط في جوازه ‪ ،‬ويعتبر وجودها عند أول الصالة ‪ ،‬كنية الصالة ‪ .‬وهذا‬
‫قول الخرقي واختاره القاضي ‪.‬‬

‫وقال أبو بكر ‪ :‬ال تشترط نيته ; ألن من خير في العبادة قبل الدخول فيها خير بعد الدخول فيها ‪،‬‬
‫كالصوم ‪ ،‬وألن القصر هو األصل ; بدليل خبر عائشة ‪ ،‬وعمر ‪ ،‬وابن عباس ‪ ،‬فال يحتاج إلى‬
‫نية ‪ ،‬كاإلتمام في الحضر ‪ ،‬ووجه األول أن اإلتمام هو األصل ‪ ،‬على ما سنذكره في مسألة "‬
‫وللمسافر أن يقصر وله أن يتم " ‪ ،‬وإطالق النية ينصرف إلى األصل ‪ ،‬وال ينصرف عنه إال‬
‫بتعيين ما يصرفه إليه ‪ ،‬كما لو نوى الصالة مطلقا ‪ ،‬ولم ينو إماما وال مأموما ‪ ،‬فإنه ينصرف‬
‫إلى االنفراد ‪ ،‬إذ هو األصل ‪.‬‬
‫جامعة العلوم التطبيقية الخاصة‬
‫‪APPLIED SCIENCE PRIVATE UNIVERSITY‬‬ ‫( ج‪.‬ع‪.‬ت)‬
‫عمان – األردن‬
‫(‪)A.S.U‬‬
‫‪AMMAN – JORDAN‬‬

‫والتفريع يقع على هذا القول ‪ ،‬فلو شك في أثناء صالته ‪ ،‬هل نوى القصر في ابتدائها أو ال ‪،‬‬
‫لزمه إتمامها احتياطا ; ألن األصل عدمها ‪ ،‬فإن ذكر بعد ذلك أنه كان قد نوى القصر ‪ ،‬لم يجز‬
‫له القصر ; ألنه قد لزمه اإلتمام ‪ ،‬فلم يزل ‪ .‬ولو نوى اإلتمام ‪ ،‬أو ائتم بمقيم ‪ ،‬ففسدت الصالة ‪،‬‬
‫وأراد إعادتها ‪ ،‬لزمه اإلتمام أيضا ; ألنها وجبت عليه تامة بتلبسه بها خلف المقيم ‪ ،‬ونية‬
‫اإلتمام ‪.‬‬
‫وهذا قول الشافعي ‪ .‬وقال الثوري ‪ ،‬وأبو حنيفة ‪ :‬إذا فسدت صالة اإلمام عاد المسافر إلى حاله ‪.‬‬
‫ولنا ‪ ،‬أنها وجبت بالشروع فيها تامة ‪ ،‬فلم يجز له قصرها ‪ ،‬كما لو لم تفسد ‪.‬‬

‫كتاب المغني ‪ //‬ابن قدامة ‪ -‬موفق الدين عبد هللا بن أحمد بن قدامة المقدسي‬
‫( ‪ ) 1244‬فصل ‪ :‬والمالح الذي يسير في سفينه ‪ ،‬وليس له بيت سوى سفينته ‪ ،‬فيها أهله‬
‫وتنوره وحاجته ‪ ،‬ال يباح له الترخص ‪ .‬قال األثرم ‪ :‬سمعت أبا عبد هللا يسأل عن المالح ‪،‬‬
‫أيقصر ‪ ،‬ويفطر في السفينة ؟ قال ‪ :‬أما إذا كانت السفينة بيته فإنه يتم ويصوم ‪ .‬قيل له ‪ :‬وكيف‬
‫تكون بيته ؟ قال ‪ :‬ال يكون له بيت غيرها ‪ ،‬معه فيها أهله وهو فيها مقيم ‪ .‬وهذا قول عطاء ‪.‬‬

‫وقال الشافعي يقصر ويفطر ; لعموم النصوص ‪ ،‬وقول النبي صلى هللا عليه وسلم ‪ { :‬إن هللا‬
‫وضع عن المسافر الصوم وشطر الصالة } ‪ .‬رواه أبو داود ‪ .‬وألن كون أهله معه ال يمنع‬
‫الترخص ‪ ،‬كالجمال ‪ .‬ولنا ‪ ،‬أنه غير ظاعن عن منزله ‪ ،‬فلم يبح له الترخص ‪ ،‬كالمقيم في المدن‬
‫‪ ،‬فأما النصوص فإن المراد بها الظاعن [ ص‪ ] 53 :‬عن منزله ‪ ،‬وليس هذا كذلك ‪ ،‬وأما الجمال‬
‫والمكاري فلهم الترخص وإن سافروا بأهلهم ‪.‬‬

‫قال ‪ :‬أبو داود ‪ :‬سمعت أحمد يقول في المكاري الذي هو دهره في السفر ‪ :‬ال بد من أن يقدم‬
‫فيقيم اليوم ‪ .‬قيل ‪ :‬فيقيم اليوم واليومين والثالثة في تهيئه للسفر ‪ .‬قال ‪ :‬هذا يقصر ‪.‬‬
‫وذكر القاضي ‪ ،‬وأبو الخطاب ‪ ،‬أنه ليس له القصر كالمالح ‪ .‬وهذا غير صحيح ; ألنه مسافر‬
‫مشفوق عليه ‪ ،‬فكان له القصر كغيره ‪ ،‬وال يصح قياسه على المالح ; فإن المالح في منزله سفرا‬
‫وحضرا ‪ ،‬ومعه مصالحه وتنوره وأهله ‪ ،‬وهذا ال يوجد في غيره ‪.‬‬

‫وإن سافر هذا بأهله كان أشق عليه ‪ ،‬وأبلغ في استحقاق الترخص ‪ ،‬وقد ذكرنا نص أحمد في‬
‫الفرق بينهما ‪ ،‬والنصوص متناولة لهذا بعمومها ‪ ،‬وليس هو في معنى المخصوص ‪ ،‬فوجب‬
‫القول بثبوت حكم النص فيه ‪ ،‬وهللا أعلم ‪.‬‬
‫جامعة العلوم التطبيقية الخاصة‬
‫‪APPLIED SCIENCE PRIVATE UNIVERSITY‬‬ ‫( ج‪.‬ع‪.‬ت)‬
‫عمان – األردن‬
‫(‪)A.S.U‬‬
‫‪AMMAN – JORDAN‬‬

‫كتاب المغني ‪ //‬ابن قدامة ‪ -‬موفق الدين عبد هللا بن أحمد بن قدامة المقدسي‬
‫( ‪ ) 1239‬فصل ‪ :‬وال تباح هذه الرخص في سفر المعصية كاإلباق ‪ ،‬وقطع الطريق ‪ ،‬والتجارة‬
‫في الخمر والمحرمات ‪ .‬نص عليه أحمد ‪ .‬وهو مفهوم كالم الخرقي لتخصيصه الواجب‬
‫والمباح ‪ ،‬وهذا قول الشافعي ‪ ،‬وقال الثوري ‪ ،‬واألوزاعي ‪ ،‬وأبو حنيفة ‪ :‬له ذلك ; احتجاجا بما‬
‫ذكرنا من النصوص ‪ ،‬وألنه مسافر ‪ ،‬فأبيح له الترخص كالمطيع ‪.‬‬

‫ولنا ‪ ،‬قول هللا تعالى ‪ { :‬فمن اضطر غير باغ وال عاد فال إثم عليه } أباح األكل لمن لم يكن‬
‫عاديا وال باغيا ‪ ،‬فال يباح لباغ وال عاد ‪ .‬قال ابن عباس ‪ :‬غير باغ على المسلمين ‪ ،‬مفارق‬
‫لجماعتهم ‪ ،‬يخيف السبيل ‪ ،‬وال عاد عليهم ‪.‬‬

‫وألن الترخص شرع لإلعانة على تحصيل المقصد المباح ‪ ،‬توصال إلى المصلحة ‪ ،‬فلو شرع‬
‫هاهنا لشرع إعانة على المحرم ‪ ،‬تحصيال للمفسدة ‪ ،‬والشرع منزه عن هذا ‪ ،‬والنصوص وردت‬
‫في حق الصحابة ‪ ،‬وكانت أسفارهم مباحة ‪ ،‬فال يثبت الحكم في من سفره مخالف لسفرهم ‪،‬‬
‫ويتعين حمله على ذلك جمعا بين النصين ‪ ،‬وقياس المعصية على الطاعة بعيد ‪ ،‬لتضادهما ‪.‬‬

‫( ‪ ) 1240‬فصل ‪ :‬فإن عدم العاصي بسفره الماء ‪ ،‬فعليه أن يتيمم ; ألن الصالة واجبة ال‬
‫تسقط ‪ ،‬والطهارة لها [ ص‪ ] 52 :‬واجبة أيضا ‪ ،‬فيكون ذلك عزيمة ‪ ،‬وهل تلزمه اإلعادة ؟ على‬
‫وجهين ‪ :‬أحدهما ‪ ،‬ال تلزمه ; ألن التيمم عزيمة ‪ ،‬بدليل وجوبه ‪ ،‬والرخص ال تجب ‪ ،‬والثاني ‪:‬‬
‫عليه اإلعادة ; ألنه حكم يتعلق بالسفر ‪ ،‬أشبه بقية الرخص ‪.‬‬

‫واألول أولى ; ألنه أتى بما أمر به من التيمم والصالة ‪ ،‬فلم يلزمه إعادتها ‪ ،‬ويفارق بقية‬
‫الرخص ‪ ،‬فإنه يمنع منها ‪ ،‬وهذا يجب فعله ‪ ،‬وألن حكم بقية الرخص المنع من فعلها ‪ ،‬وال يمكن‬
‫تعدية هذا الحكم إلى التيمم ‪ ،‬وال إلى الصالة ‪ ،‬لوجوب فعلهما ‪ ،‬ووجوب اإلعادة ليس بحكم في‬
‫بقية الرخص ‪ ،‬فكيف يمكن أخذه منها أو تعديته عنها ‪ .‬ويباح له المسح يوما وليلة ; ألن ذلك ال‬
‫يختص السفر ‪ ،‬فأشبه االستجمار ‪ ،‬والتيمم وغيرهما من رخص الحضر ‪.‬‬

‫وقيل ‪ :‬ال يجوز ; ألنه رخصة ‪ ،‬فلم تبح له كرخص السفر ‪ ،‬واألول أولى ‪ ،‬وهذا ينتقض بسائر‬
‫رخص الحضر‬

You might also like