Professional Documents
Culture Documents
رسائل إيجابية في تطوير الذات مكتبة-maktbah.net
رسائل إيجابية في تطوير الذات مكتبة-maktbah.net
ﯾﺻﻔﮭﺎ اﻟﺑﻌض ﺑـ)ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺣﯾﺎة ﻟدﯾك( ﺑــ)رؤﯾﺗك ﻟﻠﺣﯾﺎة( ..ﺑل ﻣن ﺣﻘك أن
ﺗﺳﺄل ﻣن ﺗﺻﺎﺣب ﻋن رؤﯾﺗﮫ ﻟﻠﺣﯾﺎة وﻣن إﺟﺎﺑﺗﮫ وﺗﻌﻠﯾﻘﮫ ﺗﺳﺗطﯾﻊ أن
ﺗﺣﻛم ﻓﻲ أي طرﯾق ﺗﻣﺿﻲ ﻣﻌﮫ ﻛﻣﺎ ﻗﺎل ذﻟك ﻣﺎﻛﺳوﯾل.
)واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟذي ﯾﻧطوي ﻋﻠﻰ ﺻور ﻗﺑﯾﺣﺔ ،ﻻﺑد أن ﯾظﮭر أﺛر ھذه
اﻟﺻور ﻓﻲ أﻓﻛﺎره وأﻋﻣﺎﻟﮫ وﻣﺳﺎﻋﯾﮫ(.
ﺣﯾث اﻟﮭدوء اﻟداﺧﻠﻲ أول ﺧطوة ﻟﻠﺗﻔﻛﯾر اﻟﺻﺣﯾﺢ واﻟﻌﯾش ﺑﺳﻌﺎدة و ھو
ﺑﺎب ﯾﻔﺗﺢ ﻟﻠﺗﺄﻣل اﻟﺗﻌﻣق واﻟوﻋﻲ ﺗﺧﯾل أن ﻋﻘﻠك ﯾﺗﺣرك ﺑﺄﻓﻛﺎر و أﺻوات
وﻣﺷﺎﻋر ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣﺗزاﻣﻧﺔ ﻓﻲ وﻗت واﺣد ﺳﺗﺷﻌر اﻻﻧﻔﺟﺎر و أرﺗﺑﺎك
اﻟﻘرارات ،ﻟﻛن اﻟﮭدوء ﻣن ﯾﻔك اﻻﺷﺗﺑﺎك وﯾﻌﯾد إﻟﯾك اﻟﻠﺣظﺔ .
ﺟرب ﺗﻣرﯾن اﻟﻔرق ﺑﯾن ذﻛر ﷲ ﺑﺳرﻋﺔ و...ﺑﯾن اﻟذﻛر ﺑﮭدوء ،اﻟﮭدوء
ﺳﻼم اﻟﻧﻔس ،وﻟﺣظﺔ ﺻﻔﺎء ﻣﻊ ﷲ ..ﺛم ﻣﻊ اﻟذات ..ﺛم ﻣﻊ اﻟﻧﺎس .
ﻣﺎذا ﺗﻘول ﻟﻧﻔﺳك ؟ ﺑﻣﺎذا ﺗﺣدﺛﮭﺎ أﺳﻣﻊ ﺻوت رﻏﺑﺎﺗك ..ﻏراﺋزك ..
دواﻓﻌك ..ﻣﯾوﻟك ..أﻣﻧﯾﺎﺗك ﺛم ﻋد ّل و ﺻﺣ ّ ﺢ وﺻو ّ ب ﻓﺎﻟﻛﺛﯾر ﻣن
ﻗﻧﺎﻋﺎﺗك اﻟﺧﺎطﺋﺔ ﺗﻛوﻧت ﺑﺳﺑب ﻋدم اﻟوﻋﻲ ﺑﺻوﺗك اﻟداﺧﻠﻲ ﻻ ﺗﻘﺑل ﻣﺎ
ﯾﻘدﻣﮫ ﻟك ذﻟك اﻟﺻوت دون وﻋﻲ.
ﻟو ﺟرﺑت ھذا اﻟﺗﻣرﯾن ﺳﯾﺷﻛل ﻟك ﻓﺎرﻗﺎ ً ﻛﺑﯾرا ً ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗك ﺑﺈذن ﷲ .
ﻛﯾف أﻋﯾش اﻟﻠﺣظﺔ ؟ ) ( ٨
ﺑﺳﻼﻣﺔ اﻟﺻدر
إﻧﮫ أﺣﺿر ﺛﻼﺛﺔ ﻧﻣﺎذج ﻟﻼﻣﺗﺣﺎن ،ﯾﻧﺎﺳب ﻛل ﻧﻣوذج ﻣﻧﮭﺎ ﻣﺳﺗوى ﻣﻌﯾﻧﺎ ً
ﻟﻠطﻠﺑﺔ .اﻟﻧﻣوذج اﻷول ﻟﻠطﻼب اﻟﻣﺗﻣﯾزﯾن اﻟذﯾن ﯾظﻧون ﻓﻲ أﻧﻔﺳﮭم أﻧﮭم
أﺻﺣﺎب ﻣﺳﺗوى رﻓﯾﻊ ،وھو ﻋﺑﺎرة ﻋن أﺳﺋﻠﺔ ﺻﻌﺑﺔ.
ﻋدد ﻣﺣدود ﻣﻧﮭم اﺧﺗﺎر اﻟﻧﻣﺎذج اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺗوي ﻋﻠﻰ اﻷﺳﺋﻠﺔ اﻟﺻﻌﺑﺔ.وﻋدد
أﻛﺑر ﻣﻧﮭم ﺑﻘﻠﯾل ﺗﻧﺎول اﻟورﻗﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟطﺎﻟب اﻟﻌﺎدي.وﺑﻘﯾﺔ اﻟطﻼب
ﺗﺳﺎﺑﻘوا ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟورﯾﻘﺎت اﻟﻣﺻﻣﻣﺔ ﻟﻠطﻼب اﻟﺿﻌﺎف.
أﻣﺎ اﻟطﻼب اﻟﻌﺎدﯾﯾن ﻓﻘد رأوھﺎ ﺑﺎﻟﻔﻌل أﺳﺋﻠﺔ ﻋﺎدﯾﺔ ﻗﺎدرﯾن ﻋﻠﻰ ﺣل ّ
أﻏﻠﺑﮭﺎ ،وﺗﻣﻧ ّوا ﻣن داﺧﻠﮭم ﻟو أﻧﮭم طﻠﺑوا اﻷﺳﺋﻠﺔ اﻷﺻﻌب؛ ﻓرﺑﻣﺎ ﻧﺟﺣوا
ﻓﻲ ﺣﻠﮭﺎ ھﻲ اﻷﺧرى.
واﺷﺗدت دھﺷﺗﮭم وھم ﯾرون ﻣﻌﻠ ّﻣﮭم ﯾﻧظر إﻟﻰ اﺳم اﻟطﺎﻟب ﻋﻠﻰ اﻟورﻗﺔ
وﻓﺋﺔ اﻷﺳﺋﻠﺔ ھل ھﻲ ﻟﻠﻣﺳﺗوى اﻷول أو اﻟﺛﺎﻧﻲ أو اﻟﺛﺎﻟث ،ﺛم ﯾﻛﺗب
اﻟدرﺟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗﺣﻘﮭﺎ وﻟم ﯾﻔﮭم اﻟطﻠﺑﺔ ﻣﺎ ﯾﻔﻌل اﻟﻣﻌﻠم ،وﺑﻘوا ﺻﺎﻣﺗﯾن
ﻣﺗﻌﺟﺑﯾن،وﻟم ﯾط ُ ل ﻋﺟﺑﮭم؛ ﻓﺳرﻋﺎن ﻣﺎ اﻧﺗﮭﻰ اﻷﺳﺗﺎذ ﻣن ﻋﻣﻠﮫ ،ﺛم
اﻟﺗﻔت إﻟﯾﮭم ﻟﯾﺧﺑرھم ﺑﻌدد ﻣن اﻟﻣﻔﺎﺟﺂت ﻏﯾر اﻟﻣﺗوﻗﻊ.
ﺗﻣﺛ ّل ﻓﻲ أن ﻧﻣﺎذج ھذا اﻻﺧﺗﺑﺎر ﻛﻠﮭﺎ ﻣﺗﺷﺎﺑﮭﺔ ،وﻻ ﯾوﺟد اﺧﺗﻼف ﻓﻲ
اﻷﺳﺋﻠﺔ.
أﻣﺎ ﺛﺎﻧﻲ اﻷﺳرار
ﻓﻛﺎن ﻓﻲ ﻣﻧﺢ ﻣ َن اﺧﺗﺎروا اﻷوراق اﻟﺗﻲ اﻋﺗﻘدوا أﻧﮭﺎ ﺗﺣﺗوي ﻋﻠﻰ أﺳﺋﻠﺔ
أﺻﻌب ﻣن ﻏﯾرھﺎ درﺟﺔ اﻻﻣﺗﯾﺎز ،وأﻋطﻰ ﻣن ﺗﻧﺎول ﻣﺎ ظﻧوا أﻧﮭﺎ أﺳﺋﻠﺔ
ﻋﺎدﯾﺔ اﻟدرﺟﺔ اﻟﻣﺗوﺳطﺔ ،أﻣﺎ ﻣن ﺣﺻل ﻋﻠﻰ اﻷﺳﺋﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﻓﻛروا ﻓﻲ
ﻛوﻧﮭﺎ ﺳﮭﻠﺔ وﺑﺳﯾطﺔ ﻓﻘد ﺣﺻل ﻋﻠﻰ درﺟﺔ ﺿﻌﯾف.وﺑﻌد أن ﻓ َﻐ َ ر أﻏﻠب
اﻟطﻼب أﻓواھﮭم دھﺷﺔ واﻋﺗراﺿﺎ ً ،وﻋﻠﻰ وﺟﮫ اﻟﺧﺻوص أﺻﺣﺎب
اﻷﺳﺋﻠﺔ اﻟﻌﺎدﯾﺔ واﻟﺳﮭﻠﺔ ،راﺣوا ﯾﺗﺄﻣﻠون ﻛﻼم اﻷﺳﺗﺎذ وﺗﺑﯾ ّن ﻟﮭم ﻣﻘﺻده.
وأﻛ ّد ھذا اﻟﻣدرس ھذا اﻟﻣﻘﺻد ،ﻋﻧدﻣﺎ أﻋﻠن ﻟﮭم ﺑﺄﻧﮫ ﻟم ﯾظﻠم أﺣدا ً ﻣﻧﮭم؛
وﻟﻛﻧﮫ أﻋطﺎھم ﻣﺎ اﺧﺗﺎروا ھم ﻷﻧﻔﺳﮭم.
ﻓﻣن ﻛﺎن واﺛﻘﺎ ً ﻓﻲ ﻧﻔﺳﮫ وﻓﻲ اﺳﺗذﻛﺎره طﻠب اﻷﺳﺋﻠﺔ اﻟﺻﻌﺑﺔ؛ ﻓﺎﺳﺗﺣق
اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﻧﮭﺎﺋﯾﺔ.وﻣن ﻛﺎن ﯾﺷك ّ ﻓﻲ إﻣﻛﺎﻧﯾﺎﺗﮫ وﯾﻌرف أﻧﮫ ﻟم ﯾذاﻛر
طوﯾﻼ ً؛ ﻓﻘد اﺧﺗﺎر ﻟﻧﻔﺳﮫ اﻷﺳﺋﻠﺔ اﻟﻌﺎدﯾﺔ؛ ﻓﺣﺻل ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻣﺗوﺳطﺔ.
وھﻛذا ھﻲ اﺧﺗﺑﺎرات اﻟﺣﯾﺎةﻓﻛﻣﺎ ﺗﻌﻠ ّم ھؤﻻء اﻟطﻠﺑﺔ درﺳﺎ ً ﺻﻌﺑﺎ ً،ﻣن ھذا
اﻻﺧﺗﺑﺎر اﻟﻌﺟﯾب ،ﻋﻠﯾك أﻧت أﯾﺿﺎ ً أن ﺗﻌﻠم أن اﻟﺣﯾﺎة ﺗ ُﻌطﯾك ﻋﻠﻰ ﻗدر ﻣﺎ
ﺗﺳﺗﻌد ﻟﮭﺎ ،وﺗرى ﻓﻲ ﻧﻔﺳك ﻗدرات ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺟﺎح.
ﻓﺈذا أردت أن ﺗﺣﺻل ﻋﻠﻰ أﻋﻠﻰ اﻟدرﺟﺎت ﻓﻲ ﺳﺑﺎق اﻟﺣﯾﺎة ؛ ﻓﻌﻠﯾك أن
ﺗﻛون ﻣﺳﺗﻌدا ً ﻟطﻠب أﺻﻌب اﻻﺧﺗﺑﺎرات دون ﺧوف أو اھﺗزاز ﻟﻠﺛﻘﺔ.
و ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺻﺑﺢ ھذه اﻟﺑﺻﯾرة ﻣرﺋﯾﺔ ﻟدﯾك ﺳﺗﺗﻔﮭم ﺑﻛل ﺑﺳﺎطﺔ ﺑﺄﻧك
اﻟﻣﺳﺋول ﻋن ﺣﯾﺎﺗك و ﻣﻌﺎﻧﺎﺗك و أﻻﻣك ..ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ﻛل ﻣﺎ ﺣدث و
ﯾﺣدث ﻟك ..ﻓﺄﻧت ﻣن أﺧﺗﺎر ھذا اﻟطرﯾق ...ھذه اﻟﺑذور اﻟﺗﻲ ﺑذرت و اﻵن
ﺗﺣﺻد ﻣﺎ زرﻋت ..ﻓﺄﻧت اﻟﻣﺳﺋول و ﻻ أﺣد ﺳواك..
ﻋﻧدھﺎ ﺳﺗﺄﺧذ اﻟﺣﯾﺎة ﻣﺟرى ﺟدﯾد ﯾﺟرك إﻟﻰ ﺑﻌد آﺧر ﺗﺟد ﻓﯾﮫ اﻟﺗﺣوﯾل و
اﻟﺗﺑدﯾل ..و ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻌﻠم ﺑﺄﻧﮫ ﺑﯾدك اﻟﻣﺳﺋوﻟﯾﺔ ﺳﺗرﺗﻘﻲ ﻋﻧدك اﻟﺣرﯾﺔ ،و ﻟن
ﺗﻛون ﺑﻌدھﺎ ﺣﯾﺎﺗك ﻋﺷواﺋﯾﺔ ،و ﻟن ﺗﺟرك اﻟﺣﯾﺎة ﺑﺷﻛل ﻻ ﺷﻌوري و
وإﻧﻣﺎ ﺳﺗﻛون واﻋﯾﺎ و ﻣﺗﯾﻘظﺎ ﻟﻛل أﻓﻌﺎﻟك و أﻋﻣﺎﻟك .طﺎﻟﻣﺎ ﻋﻠﻣت ﺑﺎن
ﺣرﯾﺔ اﻻﺧﺗﯾﺎر ﺣرﯾﺗك ..و اﻟﻣﺳﺋوﻟﯾﺔ ﺑﺄﻛﻣﻠﮭﺎ ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘك..
• •°إﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻟﻧﺟوم ••°•°
ھﻲ اﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ وﺿﻌت ﻟﻣن ﯾرﯾد أن ﯾﺗﻘدم ﻓﻰ ﺣﯾﺎﺗﮫ و ﻟﻣن ﯾرﯾد أن
ﯾﻛون ﻣﻣن ﯾ ُﺑﻛﻰ ﻋﻠﯾﮭم ،ﻟﻣن ﯾرﯾد أن ﯾﺗرك أﺛرا ً ﺧﺎﻟدا ً وذﻛرى طﯾﺑﺔ ﺑﻌد
وﻓﺎﺗﮫ اﺳﺗﻧﺎدا ً ﻟﻣﻘوﻟﺔ ﻣﺻطﻔﻰ ﺻﺎدق اﻟراﻓﻌﻲ
::..إن ﻟم ﺗزد ﺷﯾﺋﺎ ً ﻋﻠﻰ اﻟدﻧﯾﺎ ،ﻛﻧت أﻧت زاﺋدا ً ﻋﻠﻰ اﻟدﻧﯾﺎ ..::
اﻟﻧﺟﻣﺔ اﻷوﻟﻰ
اﻟطﻣوح ﻣﻊ اﻵﻣﺎل اﻟﻣﺷرﻗﺔ
" إن ﻟﻲ ﻧﻔﺳﺎ ً ﺗواﻗﺔ ،ﺗﻣﻧت اﻹﻣﺎرة ﻓﻧﺎﻟﺗﮭﺎ ،وﺗﻣﻧت اﻟﺧﻼﻓﺔ ﻓﻧﺎﻟﺗﮭﺎ ،
وأﻧﺎ اﻵن أﺗوق ﻟﻠﺟﻧﺔ وأرﺟو أن أﻧﺎﻟﮭﺎ "
وﻟن ﯾﺷﺗﻌل طﻣوﺣك وإرادﺗك ﺣﺗﻰ ﺗﺣرق ﺳﻔن اﻟﯾﺄس واﻻﻧﮭزم واﻟﺗراﺟﻊ
اﻟﺗﻲ ﺑداﺧﻠك ﺣﺗﻰ ﺗﻛون طﺎرق ﺑن زﯾﺎد أﺣد اﻟﻣﺣﺎرﺑﯾن اﻟﻌظﺎم ﺣﯾﻧﻣﺎ أﺑﺣر
ﻣﻊ ﺟﻧوده ﺑﺎﻟﺳﻔن إﻟﻰ أرض اﻟﻌدو ﺛم ﻓرغ اﻟﺳﻔن ﻣن اﻟرﺟﺎل واﻟﻌﺗﺎد
وأﻣر ﺑﺈﺣراق اﻟﺳﻔن اﻟﺗﻲ ﺣﻣﻠﺗﮭم ،ووﺟﮫ ﺧطﺎﺑﮫ اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ إﻟﻰ رﺟﺎﻟﮫ
ﻗﺑل اﻟﻣﻌرﻛﺔ ﻗﺎﺋﻼ ً :
" أﻧﺗم ﺗﺷﺎھدون اﻟﺳﻔن ﺗﺣﺗرق واﻟدﺧﺎن ﯾرﺗﻔﻊ ﻣﻧﮭﺎ ،ﻓﺎﻟﺑﺣر ﻣن وراﺋﻛم
واﻟﻌدو ﻣن أﻣﺎﻣﻛم ﻟذﻟك ﻻ ﺧﯾﺎر ﻟﻛم ﺳوى اﻟﻧﺻر أو اﻟﺷﮭﺎدة "
وھو أن ﺗرى ﻧﻔﺳك ﺑﻌد ﻓﺗرة طوﯾﻠﺔ ،وﺗﻔﺗﺢ ﺧﯾﺎﻟك اﻟواﺳﻊ ﻟﺗﺣﻠم
وﺗﺗﺻور وﺗرى ﻧﻔﺳك وأﻧت ﺗ ُﺳﻌد اﻵﺧرﯾن ﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺛل اﻷﺳﺑﺎﻧﻲ
" إذا ﻟم ﺗﺑن ِ ﻗﻼﻋك ﻓﻲ اﻟﮭواء ﻓﻠن ﺗﺑﻧﯾﮭﺎ ﻓﻲ ﻣﻛﺎن آﺧر "
وﺣﺗﻰ ﺗﺑدأ ﺑوﺿﻊ أﺳﺎس ﻟﻠﺗﺧﯾل ،ﻋﻠﯾك أن ﺗﻣﺳك ﺑورﻗﺔ وﻗﻠم وﺗﻠﺟﺄ إﻟﻰ
ﻣﻛﺎن ھﺎدئ وﺗﻔﻛر ﻓﻲ ھذا اﻟﺳؤال اﻟﻌﻣﯾق:
أطﻠق اﻟﻌﻧﺎن ﻟﺧﯾﺎﻟك وﻻ ﺗﺗﺳرع ﻓﻲ اﻹﺟﺎﺑﺔ ،أﻋد اﻟﺳؤاﻟﯾن ﻣرات ﻛﺛﯾرة ،
ﺗﻌﻣق ﻓﻲ اﻟﺧﯾﺎل واﺗ ّﺑﻊ اﻟﺧطوات اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ :
ﻛل ﻣﺎﻋﻠﯾك أن ﺗﺻﺑر ﺻﺑرا ً ﺗﺗﻔﺟر ﻣﻌﮫ ﯾﻧﺎﺑﯾﻊ اﻟﻌزم واﻟﺛﺑﺎت ،وﻟﯾس ﺻﺑر
اﻟﯾﺎﺋس اﻟذي ﻟم ﯾﺟد ﺑ ُدا ً ﻣن اﻟﺻﺑر واﻧظر إﻟﻰ ﻧور اﻟدﯾن ﻣﺣﻣود زﻧﻛﻲ
ﺣﯾﻧﻣﺎ ﻛﺎن ﻓﻲ ﺣﻠب وﻗت ﺗﺳﻠط اﻟﺻﻠﯾﺑﯾﯾن وﺳﯾطرﺗﮭم ،ﻓﻘﺎم ﺑﻌﻣل ﻣﻧﺑر
ﻋظﯾم وﺑﺎﻟﻎ ﻓﻲ ﺗﺣﺳﯾﻧﮫ وإﺗﻘﺎﻧﮫ وﻗﺎل:
وﻟم أﺟد اﻹﻧﺳﺎن إﻻ اﺑن ﺳﻌﯾﮫ *** ﻓﻣن ﻛﺎن أﺳﻌﻰ ﻛﺎن ﺑﺎﻟﻣﺟد أﺟدرا
وﺑﺎﻟﮭﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﺗرﻗﻰ إﻟﻰ اﻟﻌ ُﻠﻰ *** ﻓﻣن ﻛﺎن أﻋﻠﻰ ھﻣﺔ ﻛﺎن أظﮭرا
اﻟﻧﺟﻣﺔ اﻟراﺑﻌﺔ
ﺗطوﯾر اﻟذات
إن أﺻﺣﺎب اﻹﻧﺟﺎز اﻟﻣﻠﻣوس داﺋﻣﺎ ً ﻓﻲ ﺗطور ﻣﻠﺣوظ ،ﻓﻲ اﻻھﺗﻣﺎﻣﺎت ،
ﻓﻲ اﻟﺳﻠوﻛﯾﺎت ....ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﺗﻘدﻣﺎت ،ﻓﮭم ﯾ ُﻐذون ﻧﻘﺻﮭم ﺑﺎﻟﺗﻌﻠﯾم
اﻟﻣﺳﺗﻣر ،ﯾﻘول إﺑراھﯾم اﻟﺣرﺑﻲ ﻋن اﻹﻣﺎم أﺣﻣد :
" ﻟﻘد ﺻﺣﺑﺗﮫ ﻋﺷرﯾن ﺳﻧﺔ ،ﺻﯾﻔﺎ ً وﺷﺗﺎء ً ،ﺣرا ً وﺑردا ً ،ﻟﯾﻼ ً وﻧﮭﺎرا ً ،
ﻓﻣﺎ ﻟﻘﯾﺗﮫ ﻓﻲ ﯾوم إﻻ وھو زاﺋد ﻋﻠﯾﮫ ﺑﺎﻷﻣس "
ﻓﻣن أراد اﻟﺳﻣو واﻟرﻓﻌﺔ ﻓﻠﯾﺗﻘدم ﻟﯾﺗرك أﺛرا ً ﺑﺎﻟﻐﺎ ً ﯾ ُﺳﻌد اﻵﺧرﯾن ﺑﮫ .
ﺻﻧﺎع اﻟﺣﯾﺎة ﻟﮭم ﺑﺻﻣﺔ واﺿﺣﺔ ﻣﻧطﻠﻘﺔ ﻣن اﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻟﻧﺟوم ﺷﻌﺎرھم
" اﻟﻔﺷل " ..ﻟﻔظﺔ ﻻ وﺟود ﻟﮭﺎ ﻓﻲ ﻗﺎﻣوس ﺣﯾﺎﺗﻲ ،ﻷﻧﻲ ﻻ أﻋﺗرف ﺑﮭﺎ
،واﺳﺗﺑدﻟﺗﮭﺎ ﺑﺟﻣﻠﺔ " أﻧﺎ ﻟم أوﻓق " ﻻ ﺗﺳﺗﻌﺟﻠوا وﺗﺣﻛﻣوا ﻋﻠﻲ ﻣن ﯾﻘول
ھذا ﺑﺄﻧﮫ ﻣﺣظوظ ،وأن ﺣﯾﺎﺗﮫ ﻣﻠﯾﺋﺔ ﺑﺎﻟﻣﺳر ّ ات ،وأﻧﮫ ﺣﺎز ﻛل ﻣﺎ ﯾﺗﻣﻧﺎه !
ﻻ ﺗﻘﯾ ّﻣوا ﺷﺧﺻﺎ ً ﻣﺎ أﻧﮫ إﻧﺳﺎن ٌ " ﻓﺎﺷل " أو " ﻧﺎﺟﺢ " ..ﻷﻧﮭﺎ ﻣﻘﺎﯾﯾس
ﻻ وﺟود ﻟﮭﺎ ﻋﻧد ﻣن ﯾﺣﻘق اﻹﯾﻣﺎن ﺑﺄﺣد أرﻛﺎﻧﮫ وھو اﻹﯾﻣﺎن ﺑﺎﻟﻘدر ﺧﯾره
وﺷره .
اﻟﻔﺷل " ﻣظﮭر ﺧﺎرﺟﻲ ﻟﻠﻌﻣل ،ﯾدرﻛﮫ اﻟﺟﻣﯾﻊ ﺑﻣﺎ ﯾظﮭر ﻟﮭم ﻣن ﻧﺗﺎج
اﻟﺳﻌﻲ ،ﻓﺈن ﻛﺎﻧت اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ ھﻲ ﻣﺎ ﺗﻌﺎرف ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻟﺟﻣﯾﻊ أﻧﮭﺎ ردﯾﺋﺔ ﻓﮭو
ﻓﻲ ﻋرﻓﮭم " ﻓﺷل" وﻣﺎ ﺗﻌﺎرﻓوا أﻧﮫ ﺟﯾد وﺣﺳن ،ﻓﮭو إذا ً " ﻧﺟﺎح " .
ﻓﻘد ﯾﻛون ﻣن ﻧﺣﻛم ﻋﻠﯾﮫ ﺑﺄﻧﮫ " ﻧﺎﺟﺢ " ،ھو ﻓﻲ ﺣﻘﯾﻘﺔ اﻷﻣر أﺑﻌد ﻣﺎ
ﯾﻛون ﻋن اﻟﻧﺟﺎح .وﻣن ﻧرﺛﻲ اﻟﯾوم ﻟﻔﺷﻠﮫ ،ﻗد ﯾﻛون ﻓﻲ ﻗﻣﺔ اﻟﻧﺟﺎح وھو
أو ﻧﺣن ﻻ ﻧدرك ھذا .وﻷﺿرب ﻟﻛم ﻣﺛﻼ ً ﻣن ﻋﺻرﻧﺎ اﻟﺣﺎﺿر ،ﯾﺗﻘدم
طﺎﻟﺑﺎن ﻻﻣﺗﺣﺎن اﻟﻘﺑول ﻟﻣﻌﮭد اﻟﻌﻠوم اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ !ﯾﻧﺟﺢ اﻷول ﻓﻲ اﻣﺗﺣﺎن
اﻟﻘﺑول وﺑﺗﻔوق ،وﯾﻌود ﻷھﻠﮫ ﯾ ُﺑﺷرھم ﺑﮭذا " اﻟﻧﺟﺎح " ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻟم ﯾﺣﻘق
اﻟﺛﺎﻧﻲ درﺟﺔ اﻟﻘﺑول ،ﻓﯾرﺟﻊ ﻷھﻠﮫ ﻟﯾﻠﻘﻰ اﻟﻠوم واﻟﺗﻘرﯾﻊ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺻﯾره ﻓﻲ
اﻻﺳﺗﻌداد ﻟﻺﻣﺗﺣﺎن ﺑﻣزﯾد ﻣن اﻟدراﺳﺔ واﻟﻣذاﻛرة ،رﻏم أﻧﮫ ﺑذل أﻗﺻﻰ ﻣﺎ
ﺑوﺳﻌﮫ! ..
وﻷﻧﮫ ﻓﻲ ﻧظر ﻣن ﺣوﻟﮫ ،وﻧظره ھو أﯾﺿﺎ ً " ﻓﺎﺷل " ﻓﻘد إﺻﯾب ﺑﺎﻹﺣﺑﺎط
واﻧزوى ﻓﻲ ﺑﯾﺗﮫ ﯾﺗﺟرع ﻛؤوس اﻟﻧدم .
اﻷول ﯾﺻﺑﺢ رﺋﯾس ﺑﻧك رﺑوي ﻋظﯾم ذو ﺷﺄن ..ﺑﻣرﺗب ﻛﺑﯾر ،ﻣﻛﻧﮫ ﻣن
اﺧﺗﯾﺎر زوﺟﺔ ﺟﻣﯾﻠﺔ ﻣن أﺳرة ﻋﺻرﯾﺔ ،وﻋﺎش ﺣﯾﺎة ﻣرﻓﮭﺔ ..
وأﻣﺎ اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﻣﺎ وﺟد أﻣﺎﻣﮫ ﺳوى أن ﯾﺗﻌﻠم ﻣﮭﻧﺔ ﺑﺳﯾطﺔ ﻋﻧد أﺣد اﻟﺻﻧﺎع
ﻓﺎﻛﺗﺳب ﻣﻧﮫ ﺧﺑرة وﻣﮭﺎرة أھﻠﺗﮫ ﻟﯾﻔﺗﺢ ورﺷﺔ ﻣﻧﻔﺻﻠﺔ ﺑﻌد ﺳﻧوات ﺣﻘق
ﻣﻧﮭﺎ دﺧﻼ ً ﻣﻧﺎﺳﺑﺎ ً ﻟﯾﺑﻧﻲ أﺳرة ﻧﺎﺟﺣﺔ وﻋﺎش ﺣﯾﺎﺗﮫ ﺑرﺿﻰ ﻗﻧﺎﻋﺔ وﻣﻊ
ﻣرور اﻟﺳﻧوات أﺻﺑﺢ ﻣﺎﻟﻛﺎ ً ﻷﻛﺑر اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ واﻟﻣﻘﺎوﻻت اﻹﻧﺷﺎﺋﯾﺔ
ﻓﻲ رأﯾﻛم ..ﻣن ھو " اﻟﻔﺎﺷل " و ﻣن ھو " اﻟﻧﺎﺟﺢ " !؟
ﻟو ﻛﻧت ﻣﻛﺎن اﻷول ،ﻟﺗﻣﻧﯾت ﻟو أﻧﻲ ﻟم أﻧﺟﺢ ﻓﻲ اﻣﺗﺣﺎن اﻟﻘﺑول ..و ﻟو
ﻛﻧت ﻣﻛﺎن اﻟﺛﺎﻧﻲ " اﻟﻔﺎﺷل " ﻟﺣﻣدت رﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﻋدم! ﺗوﻓﯾﻘﻲ ﻓﻲ
اﻹﻣﺗﺣﺎن " .. ،ﻓﺷﻠﻲ " .
ﻗد ﯾﺣدث أن ﺗﺳﯾر ﻋﻠﻰ طرﯾق ﺷﺎﺋك ﺣﺎﻓﻲ اﻟﻘدﻣﯾن ،وﺑدون اﻧﺗﺑﺎه ﺗدﺧل
ﺷوﻛﺔ ﻓﻲ ﺑﺎطن ﻗدﻣك ،ﻗل اﻟﺣﻣد ..ﻓﻣﺎ أﺻﺎﺑك ﻣن أﻟم ٍ ﻓﯾﮫ ﺧﯾر ﻟك ،
ﻓﻘد ﻛﻔـ ّر ﷲ ﺑﮭﺎ ﺧطﺎﯾﺎك ،وأﺛﺎﺑك ﻋﻠﻰ أﻟم اﻟﺷوﻛﺔ..
ﻓرﺑﻣﺎ ﺧﺳرت ﺻﻔﻘﺔ ﺗﺟﻠب ﻟك ! ﻣﺎﻻ ً ،وﻟﻛن رﺑﻣﺎ ﻛﺳﺑت ﻣﻘﺎﺑﻠﮭﺎ ﻓرﺿﺎ ً
ﻟﻠﺻﻼة ﺻﻠﯾﺗﮫ ﻓﻲ ﻣﺳﺟدك وﺧﺷﻌت ﻟﮫ ﺟوارﺣك وﺑﻛت ﻟﮫ ﻋﯾﻧﺎك ،
ﻓﻛﺳﺑت ﻣﻐﻔرة ورﺣﻣﺔ ﻣن ﷲ ﺗﺿﻔﻲ ﻋﻠﯾك ﺳﻌﺎدة ﻟم ﯾذﻗﮭﺎ أﺣد ٌ ﻣن ﻗﺑﻠك
ﻣن ذوي اﻟص! ﻓﻘﺎت اﻟﻼھﺛﯾن ﺧﻠف ﺟﻣﻊ اﻟﻣﺎل ! ..
ﻻ ﺗﻘل " أﻧﺎ ﻓﺎﺷل " ..ﺑل ﻗل " ..أﻧﺎ ﻣﺗوﻛل " ..وﺧذ ﺑﺎﻷﺳﺑﺎب ..وﻗل
اﻟﺣﻣد ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻗد ّر ﻟﻲ ﻣﺳﺑ ّب اﻷﺳﺑﺎب..
ﻻ ﺗﻘل " أﻧﺎ ﻻأﻣﻠك ﺷﯾﺋﺎ ً " ..ﺑل ﻗل " ..ﷲ رﺑﻲ ادﺧر ﻟﻲ ﻣن اﻟﺧﯾر ﻣﺎ ﻻ
أﻋﻠﻣﮫ " ..واﻟﺣﻣد ﯾرزق ﻣن ﯾﺷﺎء ﺑﻐﯾر ﺣﺳﺎب ﻻ ﺗﻘل " أﻧﺎ ﻻﺷﯾﺊ "
ﺑل ..أﻧت ﺷﯾﺊ ..ﻛﻣﺎ أﻧﺎ ﺷﯾﺊ ..واﻵﺧر ﺷﯾﺊ..
وﻻ ﺗﻘل ﺑﻌد اﻟﯾوم " أﻧﺎ ﻓﺎﺷل " ..ﺑل ﻗل :
" أﻧﺎ ﻧﺎﺟﺢ " ﺑﺈﯾﻣﺎﻧﻲ ..
إذا أﺻﺑﺣت ﻓﻼ ﺗﻧﺗظر اﻟﻣﺳﺎء ،اﻟﯾوم ﻓﺣﺳب ﺳﺗﻌﯾش ،ﻓﻼ أﻣس اﻟذي
ذھب ﺑﺧﯾره وﺷره ،وﻻ اﻟﻐد اﻟذي ﻟم ﯾﺎت إﻟﻰ اﻻن .اﻟﯾوم اﻟذي أظﻠﺗك
ﺷﻣﺳﮫ ،وأدرﻛك ﻧﮭﺎره ھو ﯾوﻣك ﻓﺣﺳب ،ﻋﻣرك ﯾوم واﺣد ،ﻓﺎﺟﻌل ﻓﻲ
ﺧﻠدك اﻟﻌﯾش ﻟﮭذا اﻟﯾوم وﻛﺄﻧك وﻟدت ﻓﯾﮫ وﺗﻣوت ﻓﯾﮫ ﺣﯾﻧﮭﺎ ﻻ ﺗﺗﻌﺛر
ﺣﯾﺎﺗك ﺑﯾن ھﺎﺟس اﻟﻣﺎﺿﻲ وھﻣﮫ وﻏﻣﮫ ،وﺑﯾن ﺗوﻗﻊ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل وﺷﺑﺣﮫ
اﻟﻣﺧﯾف وزﺣﻔﮫ اﻟﻣرﻋب .
ﻟﻠﯾوم ﻓﻘط اﺻرف ﺗرﻛﯾزك واھﺗﻣﺎﻣك وإﺑداﻋك وﻛدك وﺟدك ،ﻓﻠﮭذا اﻟﯾوم
ﻻﺑد أن ﺗﻘدم ﺻﻼة ﺧﺎﺷﻌﺔ وﺗﻼوة ﺑﺗدﺑر واطﻼﻋﺎ ﺑﺗﺄﻣل ،وذﻛرا ﺑﺣﺿور ،
واﺗزاﻧﺎ ﻓﻲ اﻷﻣور ،وﺣﺳﻧﺎ ﻓﻲ ﺧﻠق ،ورﺿﺎ ﺑﺎﻟﻣﻘﺳوم ،واھﺗﻣﺎﻣﺎ
ﺑﺎﻟﻣظﮭر ،واﻋﺗﻧﺎء ﺑﺎﻟﺟﺳم ،وﻧﻔﻌﺎ ﻟﻼﺧرﯾن.
ﻟﻠﯾوم ھذا اﻟذي أﻧت ﻓﯾﮫ ﻓﺗﻘﺳم ﺳﺎﻋﺎﺗﮫ وﺗﺟﻌل ﻣن دﻗﺎﺋﻘﮫ ﺳﻧوات ،وﻣن
ﺛواﻧﯾﮫ ﺷﮭور ،ﺗزرع ﻓﯾﮫ اﻟﺧﯾر ،ﺗﺳدي ﻓﯾﮫ اﻟﺟﻣﯾل ،ﺗﺳﺗﻐﻔر ﻓﯾﮫ ﻣن
اﻟذﻧب ،ﺗذﻛر ﻓﯾﮫ اﻟرب ،ﺗﺗﮭﯾﺎ ﻟﻠرﺣﯾل ،ﺗﻌﯾش ھذا اﻟﯾوم ﻓرﺣﺎ وﺳرورا
وأﻣﻧﺎ وﺳﻛﯾﻧﺔ ،ﺗرﺿﻰ ﻓﯾﮫ ﺑرزﻗك ،ﺑزوﺟﺗك ،ﺑﺄطﻔﺎﻟك ﺑوظﯾﻔﺗك ،ﺑﺑﯾﺗك
ﺑﻌﻠﻣك ،ﺑﻣﺳﺗواك } ﻓﺧذ ﻣﺎ اﺗﯾﺗك وﻛن ﻣن اﻟﺷﺎﻛرﯾن { ﺗﻌﯾش ھذا اﻟﯾوم
ﺑﻼ ﺣزن وﻻ اﻧزﻋﺎج ،وﻻ ﺳﺧط وﻻ ﺣﻘد ،وﻻ ﺣﺳد.
إن ﻋﻠﯾك أن ﺗﻛﺗب ﻋﻠﻰ ﻟوح ﻗﻠﺑك ﻋﺑﺎرة واﺣدة ﺗﺟﻌﻠﮭﺎ أﯾﺿﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻛﺗﺑك
ﺗﻘول اﻟﻌﺑﺎرة ) :ﯾوﻣك ﯾوﻣك( .إذا أﻛﻠت ﺧﺑزا ﺣﺎرا ﺷﮭﯾﺎ ھذا اﻟﯾوم ﻓﮭل
ﯾﺿرك ﺧﺑز اﻷﻣس اﻟﺟﺎف اﻟرديء ،أو ﺧﺑز ﻏد اﻟﻐﺎﺋب اﻟﻣﻧﺗظر.
إذا ﺷرﺑت ﻣﺎء ﻋذﺑﺎ زﻻﻻ ھذا اﻟﯾوم ،ﻓﻠﻣﺎذا ﺗﺣزن ﻣن ﻣﺎء أﻣس اﻟﻣﻠﺢ
اﻷﺟﺎج ،أو ﺗﮭﺗم ﻟﻣﺎء ﻏدا اﻻﺳن اﻟﺣﺎر.
ﻟﻠﯾوم ﻓﻘط ﺳﺄﻋﯾش ﻓﺄﻏرس ﻓﻲ ﻗﻠﺑﻲ اﻟﻔﺿﯾﻠﺔ
وأﺟﺗث ﻣﻧﮫ ﺷﺟرة اﻟﺷر ﺑﻐﺻوﻧﮭﺎ اﻟﺷﺎﺋﻛﺔ
ﻣن ﻛﺑر وﻋﺟب ورﯾﺎء وﺣﺳد وﺣﻘد وﻏل وﺳوء ظن
ﻟﻠﯾوم ﻓﻘط ﺳوف أﻋﯾش ﻓﺄﻧﻔﻊ اﻻﺧرﯾن
وأﺳدي اﻟﺟﻣﯾل إﻟﻰ اﻟﻐﯾر ،أﻋود ﻣرﯾﺿﺎ
أﺷﯾﻊ ﺟﻧﺎزة ،أدل ﺣﯾران
أطﻌم ﺟﺎﺋﻌﺎ أﻓرج ﻋن ﻣﻛروب
أﻗف ﻣﻊ ﻣظﻠوم ،أﺷﻔﻊ ﻟﺿﻌﯾف
أواﺳﻲ ﻣﻧﻛوﺑﺎ ،اﻛرم ﻋﺎﻟﻣﺎ
أرﺣم ﺻﻐﯾرا ،أﺟل ﻛﺑﯾرا.
ﻻ ﺗﺣزن إذا ﺟﺎءك ﺳﮭم ﻗﺎﺗل ﻣن أﻗرب اﻟﻧﺎس إﻟﻰ ﻗﻠﺑك ..
ﻓﺳوف ﺗﺟد ﻣن ﯾﻧزع اﻟﺳﮭم وﯾﻌﯾد ﻟك اﻟﺣﯾﺎة و اﻻﺑﺗﺳﺎﻣﮫ !
ﺣﻠﻣﻲ ھو اﻟﺟﻧﺔ
وﻣرﻛﺑﺗﻲ ھﻲ ﻧﻔﺳﻲ
اﻟﺟواب:
...
....
ﻷن اﻟﺿﻔدع ﻗررت أن ﺗﻘﻔز ........و ﻟﯾس ﻣﻌﻧﻰ ذﻟك أﻧﮭﺎ ﻗﻔزت..
ﻟﻛل ﻣﻧﺎ ھدف ﯾود ﺗﺣﻘﯾﻘﮫ ....و ﯾﺳﻌﻰ ﻟﻠوﺻول إﻟﯾﮫ ....
وﻟﻛن ﻣﺎھﻲ اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺑﻌﮭﺎ ﻟذﻟك؟؟؟
ﻟﻠﻧﺟﺎح ﻣﻌﺎدﻟﺔ....
راﺑﻌﺎ :اﻹﺻرار
ﻣﮭﻣﺎ اﺷﺗد اﻟظﻼم ﻓﺷﻣﻌﺔ واﺣده ﻛﻔﯾﻠﺔ ﺑﺄن ﺗﺑدد ﻛل ھذا اﻟظﻼم...
وﻣﮭﻣﺎ طﺎل اﻟﻠﯾل ﻓدﻗﯾﻘﺔ واﺣدة ﻣن ﻓﺟر ﻛﻔﯾﻠﺔ ﺑﺄن ﺗﻧﺳﯾك ﻛل ھذا اﻟﻠﯾل...
وﻣﮭﻣﺎ طﺎل اﻟﺣر واﻟﺟﻔﺎء ﻓرﺷﻔﺔ ﻣن ﻣﺎء ﺑﺋر ﻋذب ﻛﻔﯾﻠﺔ ﺑﺄن ﺗﻧﺳﯾك
ﻻ ﯾوﺟد رﺟل ﻓﺎﺷل وﻟﻛن ﯾوﺟد رﺟل ﺑدأ ﻣن اﻟﻘﺎع وﺑﻘﻰ ﻓﯾﮫ.
ﻛن ﻋﻠﻰ ﺣذر ﻣن اﻟﻛرﯾم إذا أھﻧﺗﮫ وﻣن اﻟﻠﺋﯾم إذا أﻛرﻣﺗﮫ
وﻣن اﻟﻌﺎﻗل إذا أﺣرﺟﺗﮫ وﻣن اﻷﺣﻣق إذا رﺣﻣﺗﮫ.
ﺗﻛﻠم وأﻧت ﻏﺎﺿب ..ﻓﺳﺗﻘول اﻋظم ﺣدﯾث ﺗﻧدم ﻋﻠﯾﮫ طوال ﺣﯾﺎﺗك.
ﻣن وﺛق ﺑﺎ أﻏﻧﺎه وﻣن ﺗوﻛل ﻋﻠﯾﮫ ﻛﻔﺎه وﻣن ﺧﺎﻓﮫ ﻗﻠت ﻣﺧﺎﻓﺗﮫ
وﻣن ﻋرﻓﮫ ﺗﻣت ﻣﻌرﻓﺗﮫ.
ﻛن ﻋﻠﻰ ﺣذر ﻣن اﻟﻛرﯾم إذا أھﻧﺗﮫ وﻣن اﻟﻠﺋﯾم إذا أﻛرﻣﺗﮫ
وﻣن اﻟﻌﺎﻗل إذا أﺣرﺟﺗﮫ وﻣن اﻷﺣﻣق إذا رﺣﻣﺗﮫ.
ﺛق ﺑﻧﻔﺳك ..وﻻ ﺗﺳﺗﺳﻠم ..
ﻗل ﻟﮭم :ﻻ ،ھو ﻟﯾس أﻓﺿل ﻣﻧﻲ ،ﻟﻛﻧﻛم ﻻ ﺗﻌرﻓوﻧﻲ ..
ﻟﻲ أھداف وﺳﺄﺻل إﻟﯾﮭﺎ ﺑﺈذن ﷲ ،وﻻ ﺗﮭﻣﻧﻲ ردود أﻓﻌﺎﻟﻛم ﺗﺟﺎه
ﻣﺧططﺎﺗﻲ وأﺣﻼﻣﻲ ..ﻟن أﻛون ﻛﻣﺎ ﺗرﯾدون أﻧﺗم ،ﺳﺄﻛون ﻛﻣﺎ أرﯾد أﻧﺎ ..
ﺳواك ..
وإﯾﺎك ،أن ﯾﻌزﻋزع ﺗﻠك اﻟﺛﻘﺔ أﺣد ﻛﺎﺋﻧﺎ ﻣن ﻛﺎن ..وﺳﺗرى أﻧك ﻣﺗﻣﯾز
ﻋﻧﮭم ،ﯾﻘﺗدون ﺑك ،وﯾﺳﯾرون ﺧﻠﻔك ،وﺗﺻﺑﺢ ﻓﻲ ﻧظرھم ،
ﻣﺛﺎﻻ ﻟﻺﻋﺟﺎب واﻟﺗﻘدﯾر.
وذﻟك ﺑﺄن ﺗﻌطﻲ ﻧﻔﺳك ﻟﺣظﺔ ﻟﺗﻌﺑر ﻓﯾﮭﺎ ﻋن اﻣﺗﻧﺎﻧك ﻟﮭذا اﻟﯾوم..
ﻣﻊ ﺗﺻرﻓﺎﺗك..واﺧﺗﯾﺎراﺗك
وھﻲ ﺑﺄن ﺗﺗﯾﺢ ﻟﻧﻔﺳك دﻗﺎﺋق ﺗﺳﺟل ﻓﯾﮭﺎ ﻛل ﻣﺎ ﺗود اﻟﻘﯾﺎم ﺑﮫ..
اھدأ واﺳـــﺗرح
ﺗﻌﻠﻣﮭﺎ..اﻋﺗد ﻋﻠﯾﮭﺎ..
ﺳر اﻟﺟﺎذﺑﯾﺔ اﻟﻣﺷرﻗﺔ ..اﻟﺻﺣﺔ اﻟﻣﺗدﻓﻘﺔ..
"إن اﻷوﻗﺎت اﻟﻌﺻﺑﯾﺔ ﻻ ﺗﺳﺗﻣر إﻟﻰ اﻷﺑد ﻟﻛن اﻷﻗوﯾﺎء ﯾﺳﺗﻣرون" .
وﻋﻠﯾك أن ﺗﻧﺳﻰ أﺧطﺎء اﻟﻣﺎﺿﻲ وﺗﺗﺣرر ﻣﻧﮭﺎ ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن أﻧﮭﺎ ﯾﻣﻛن أن
ﺗﺻﻧﻊ ﻟك اﻟﻧﺟﺎح وﺗﻌﻠﻣك وﺗﻘوﯾك ﻣن أﺟل اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﻓﺑﺎﻟﻧﮭﺎﯾﺔ ھﻲ ﺟزء
ﻣن اﻟﺣﯾﺎة ﻛﺎﻟﺗﻧﻔس واﻟﻣﺷﻲ واﻟﺗﺣدث.
وﻟﻛﻲ ﺗﺳﺗطﯾﻊ اﻟﺗﺣرر ﻣﻧﮭﺎ ﺑﺷﻛل ﻛﺎﻣل ﯾﺗﺣﺗم ﻋﻠﯾك أن ﺗﺛق ﺑﻧﻔﺳك .ﻓﯾﺟب
أن ﺗﻛون ﻋﻠﻰ ﯾﻘﯾن أن )اﻟﻛون( ﺳﯾﺄﺗﻲ ﻟك ﺑﻔرص راﺋﻌﺔ.
ﻣن اﻟﻣﻣﻛن أنﯾﻛون ذﻟك ﻋﻣﻼ ً ﻣﺧﯾﻔﺎ ً وﺷﺎﻗﺎ ً ﻷﻧﺔ ﯾﺗﺣﺗم ﻋﻠﯾك اﻹﯾﻣﺎن
دون وﺟود أي دﻟﯾل ﺑﺄﻧك ﺗﺳﺗطﯾﻊ ﺟﻌل ذﻟك ﺣﻘﯾﻘﺔ وإذا ﻓﻛرت ﺑﺎﻟﻣوﺿوع
ﺳﺗﺟد أن اﻟﺗﺣرر ﯾﻌﻧﻲ اﻟﺛﻘﺔ ﺑﻧﻔﺳك وﺑﺄن )اﻟﻛون( ﺳﯾﮭﯾﺊ ﻟك ﻛل اﻟﻔرص
ﻟﺗﺣﻘﯾق أﺣﻼﻣك .
ھﻧﺎك ﻣﻘوﻟﺔ ﻗدﯾﻣﺔ ﺗﻘول:
ﻧﺣن ﻧﺣﻘق اﻟﺷﺊ اﻟذي ﻧﻔﻛر ﻓﯾﮫ ﻛﺛﯾرا ً .وﯾﺟب أن ﻧؤﻣن أوﻻ ً ﺑﻣﺎ ﻧرﯾد
ﺗﺣﻘﯾﻘﮫ وﻻ ﻧﻧﺗظر أن ﯾطرق اﻟﺣظ ﺑﺎﺑﻧﺎ وﻛﻣﺎ ﻧﻌرف ﺟﻣﯾﻌﺎ ﻻ ﯾوﺟد ﺷﺊ
ﻣﺛل ذﻟك.
وﻣﺎ ﺗرﻛﻧﺎه ﺧﻠﻔﻧﺎ ﯾﻌد ﺷﯾﺋﺎ ً ﺻﻐﯾرا ً ﻟﻠﻐﺎﯾﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻣﺎ ﯾﻛﻣن داﺧﻠﻧﺎ.
ﻣﻠﯾﺋﮫ وﺛﺎﺑﺗﮫ..
وﺛق داﺋﻣﺎ ﺑﺄﻧﮫ ﺳﯾﻛون ھﻧﺎك وﻗت ﻛﺎﻓﻲ ﻟﻸﺷﯾﺎء اﻷﺧرى .....
ﺣدد أوﻟوﯾﺎﺗك..
ﻓﺎﻟﺑﻘﯾﮫ ﻣﺟرد ،،،رﻣل..
إن اﻟﺗﻔﺎؤل وﻗود اﻟروح،وھﻲ ﺣﺎﻟﺔ إﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﺗﺟﻌل ﺻﺎﺣﺑﮭﺎ ﯾرى اﻟﻔرص
اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ﺑدل ان ﯾرى اﻟﻔرص اﻟﺿﺎﺋﻌﺔ ،وﯾﻧظراﻟﻰ ﻣﺎﯾﻣﺗﻠﻛﮫ ،ﺑدل أن ﯾﻧظر
اﻟﻰ ﻣﺎﺧﺳره.
ﻓﺎﻟﻣﺗﻔﺎؤل ﯾرى وﺳط اﻟظﻠﻣﺔ ،ﻧﻘطﺔ ﻧور،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾرى اﻟﻣﺗﺷﺎﺋم ﻧﻘطﺔ ﻣن
اﻟظﻼم ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن إﺣﺎطﺔ اﻟﻧور ﺑﮭﺎ.
ﯾﻘول أﺣدھم ":اﻟﻣﺗﻔﺎؤل إﻧﺳﺎن ﯾرى ﺿوءا ً ﻏﯾر ﻣوﺟود،ﻓﯾﺑﺣث ﻋﻧﮫ ﺣﺗﻰ
ﯾﺟده،أﻣﺎ اﻟﻣﺗﺷﺎﺋم ﻓﯾرى اﻟﺿوء وﻻﯾﺻدق أﻧﮫ رآه".
اﻟﻣﺗﻔﺎﺋل ﺣﯾﻧﻣﺎ ﯾﻔﻘد ﺑﻌض ﻣﺎﯾﻣﻠك ﯾﻘول:اﻟﺣﻣد ، ،أﻣﺎ اﻟﻣﺗﺷﺎﺋم ﻓﮭو ﻣن
ﻏﯾر أن ﯾﻔﻘد ﺷﯾﺋﺎ ً ﯾﺧﺎف ﻣن ﻓﻘداﻧﮫ..
إن اﻟﺗﻔﺎؤل أﻗل ﻣﺎﯾﻌطﯾﮫ ھو ﺳﻛﯾﻧﺔ اﻟﻧﻔس اﻟﺗﻲ ﻟﯾس أﻗل ﻗﯾﻣﺔ ﻣن
اﻟﻧﺟﺎح،ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻟﺗﺷﺎؤم ﯾﺳﻠب ﻣن ﺻﺎﺣﺑﮫ اﻟراﺣﺔ،واﻟطﻣﺄﻧﯾﻧﺔ
ﺣﺗﻰ وإن ﻛﺎن ﻣن اﻟﻧﺎﺟﺣﯾن.
ﻓﻣن أراد اﻟﺧﯾر ،ﻓﻼﺑد ﻣن أن ﯾﺳﻠك اﻟطرﯾق اﻟﯾﮫ،وھو ﯾﻣر ﻋﺑر اﻟﺗﻔﺎؤل..
إن اﻻﻧﺳﺎن ﯾﻧﺳﺞ أﻓﻛﺎره،ﻓﺈذا ﻛﺎن ﻣﺗﻔﺎﺋﻼ ً أﺻﺑﺢ ﻧﺎﺟﺣﺎ ً وإذا ﻛﺎن ﻣﺗﺷﺎﺋﻣﺎ ً
ﻓﺳوف ﯾﻔﺷل،وﺣﯾﻧﺋذ ﻓﻼ ﯾﺟوز ﻟﮫ أن ﯾﻠوم إﻻ ﻧﻔﺳﮫ.
ﯾﺣﻛﻰ أﻧﮫ ﺣدﺛت ﻣﺟﺎﻋﺔ ﺑﻘرﯾﺔ....ﻓطﻠب اﻟواﻟﻲ ﻣن أھل اﻟﻘرﯾﺔ طﻠﺑ ًﺎ
ﻏرﯾﺑ ًﺎ ﻓﻲ ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻣﻧﮫ ﻟﻣواﺟﮭﺔ ﺧطر اﻟﻘﺣط واﻟﺟوع...وأﺧﺑرھم ﺑﺄﻧﮫ
ﺳﯾﺿﻊ ﻗِدر ً ا ﻛﺑﯾر ً ا ﻓﻲ وﺳط اﻟﻘرﯾﺔ وأن ﻋﻠﻰ ﻛل رﺟل واﻣرأة أن ﯾﺿﻊ ﻓﻲ
اﻟﻘِدر ﻛوﺑ ًﺎ ﻣن اﻟﻠﺑن ﺑﺷرط أن ﯾﺿﻊ ﻛل واﺣد اﻟﻛوب ﻟوﺣده ﻣن ﻏﯾر أن
ﯾﺷﺎھده أﺣد.
ھرع اﻟﻧﺎس ﻟﺗﻠﺑﯾﺔ طﻠب اﻟواﻟﻲ ..ﻛل ﻣﻧﮭم ﺗﺧﻔﻰ ﺑﺎﻟﻠﯾل وﺳﻛب ﻣﺎ ﻓﻲ
اﻟﻛوب اﻟذي ﯾﺧﺻﮫ .وﻓﻲ اﻟﺻﺑﺎح ﻓﺗﺢ اﻟواﻟﻲ اﻟﻘدر ....
وﻣﺎذا ﺷﺎھد؟
ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺣرم ﻓﻘراء اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻣن ﻣﺎﻟك ظﻧﺎ ً ﻣﻧك أن ﻏﯾرك ﺳﯾﺗﻛﻔل ﺑﮭم.
وﺷﺟﻊ ﻧﻔﺳك ﻋﻠﻰ ذﻛر اﻛﺑر ﻗدر ﻣﻣﻛن ﻣن اﻟﺗداﻋﯾﺎت ﻓﻘد ﺗﺑﯾن ان ﺗﺷﺟﯾﻊ
اﻟﺗﻔﻛﯾر ﻋﻠﻰ اﺻدار اﺳﺗﺟﺎﺑﺎت ﻣﺗﻧوﻋﺔ وﻣﺗﻌددة ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺑﮫ ﻟﻔظﻲ واﺣد ﻣن
ﺷﺄﻧﮫ ان ﯾﺳﺎﻋد اﻟﺷﺧص ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻣﯾﺔ ﻗدراﺗﮫ ﻋﻠﻰ اﻻﺻﺎﻟﺔ اي ﻋﻠﻰ
اﻟوﺻول ﺑﻣﺳﺗوى ﺗﻔﻛﯾره اﻟﻰ ﻣﺳﺗوى ﺟﯾد وﻣﺗﻔرد ﻋن اﻻﺧرﯾن.
اﻣﺎ اﻟﻧظﺎم وﺗﻌﻠم اﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻣﻠﻲ ﻟﻠﻔﻛرة ﻓﻘد ﺗﺑدو ﻟﮭم ﻏﯾر ﻣﻼﺋﻣﺔ
ﻟﻛن اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ان ﻋدم اﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻣﻠﻲ ﻟﻠﻔﻛرة ﻗد ﯾؤدي اﻟﻰ رﻛود وﺧﻣول ﻓﻲ
اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻌﻘﻠﻲ.
ﻓﺈذا ﻛﻧت ﺗرﯾد اﻟﻧﺟﺎح ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗك ،ﻓﻼ ﺗﺿﯾﻊ أﯾﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن وﻗﺗك...
وﯾﺟب أن ﺗﺳﺗﻔﯾد ﺑﺄﻗﺻﻰ درﺟﺔ ﻣن ﻛل ﯾوم ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗك ،وﻋﻠﯾك أن ﺗﻧﺟز
ﻛل ﻣﮭﺎﻣك وأﻋﻣﺎﻟك ﻓﻲ أوﻗﺎﺗﮭﺎ اﻟﻣﺣددة وﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻟﺻﺣﯾﺢ.
ﻟذا رﺗ ّب أﻣورك ﺣﺳب أوﻟوﯾﺎﺗﮭﺎ ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻛﺗب ﺟدول أﻋﻣﺎﻟك ،ورﻛ ّز ﻹﻧﺟﺎز
أھم اﻟﻣﮭﺎم ﻟدﯾك ﻷن ّ اﻟﺗﺳوﯾف أﻛﺑر ﻋﺎﻣل ﻣن ﻋواﻣل اﻟﻔﺷل
ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ.
ﻗﺎل اﻟﺷﺎﻋر:
إذا ﻛﻧت ذا رأي ﻓﻛن ذا ﻋزﯾﻣﺔ ﻓﺈن ّ ﻓﺳﺎد اﻟرأي أن ﺗﺗرد ّدا
؟ ﺣد ّد ﻣﺎ ﺗرﯾد
)ﻛن واﺿﺣﺎ ً ودﻗﯾﻘﺎ ً(
؟ ﺗﺣرك ﻟﻠﺗﻧﻔﯾذ
)ﻷن اﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﮭدف ﻟﯾﺳت ﻛﺎﻓﯾﺔ(
ﻓﺈن ﻛﻧت ﻓﻘﯾرا ً ﻓﻐﯾرك ﻣﺣﺑوس ﻓﻲ دﯾن ،و إن ﻛﻧت ﻻ ﺗﻣﻠك وﺳﯾﻠﺔ ﻧﻘل
ﻓﺳواك ﻣﺑﺗور اﻟﻘدﻣﯾن ،وإن ﻛﻧت ﺗﺷﻛو ﻣن آﻻم ﻓﻐﯾرك ﯾرﻗدون ﻋﻠﻰ
اﻻﺳرة اﻟﺑﯾﺿﺎء وﻣن ﺳﻧوات ،وإن ﻓﻘدت وﻟدا ً ﻓﻐﯾرك
ﻓﻘد ﻋددا ً ﻣن اﻷوﻻد و ﻓﻲ ﺣﺎدث واﺣد ..
ﻻ ﺗﺣزن ..
إن أذﻧﺑت ﻓﺗب ،و إن أﺳﺄت ﻓﺎﺳﺗﻐﻔر ،وإن أﺧطﺄت ﻓﺄﺻﻠﺢ ،ﻓﺎﻟرﺣﻣﺔ
واﺳﻌﺔ واﻟﺑﺎب ﻣﻔﺗوح ،و اﻟﻐﻔران ﺟم ،و اﻟﺗوﺑﺔ ﻣﻘﺑوﻟﺔ ..
ﻻ ﺗﺣزن ..
ﻷن اﻟﻘﺿﺎء ﻣﻔروغ ﻣﻧﮫ ،واﻟﻣﻘدور واﻗﻊ ،و اﻷﻗﻼم ﺟﻔت ،و اﻟﺻﺣف
طوﯾت ،و ﻛل أﻣر ﻣﺳﺗﻘر ،ﻓﺣزﻧك ﻻ ﯾﻘدم ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ ﺷﯾﺋﺎ ً و ﻻ ﯾؤﺧر
و ﻻ ﯾزﯾد ﻓﯾﮫ ﺷﯾﺋﺎ ً وﻻ ﯾﻧﻘص ..
ﻻ ﺗﺣزن ..
و أﻧت ﺗﻣﻠك اﻟدﻋﺎء ،و ﺗﺟﯾد اﻻﻧطراح ﻋﻠﻰ ﻋﺗﺑﺎت اﻟرﺑوﺑﯾﺔ ،و ﺗﺣﺳن
اﻟﻣﺳﻛﻧﺔ ﻋﻠﻰ أﺑواب ﻣﻠك اﻟﻣﻠوك ،و ﻣﻌك اﻟﺛﻠث اﻷﺧﯾر ﻣن اﻟﻠﯾل ،وﻟدﯾك
ﺳﺎﻋﺔ ﺗﻣرﯾﻎ اﻟﺟﺑﯾن ﻓﻲ اﻟﺳﺟود ..
ﻻ ﺗﺣزن..
ﻻ ﺗﺣزن ..
أﻣﺎ ﺗرى اﻟﺳﺣﺎب اﻷﺳود ﻛﯾف ﯾﻧﻘﺷﻊ ،و اﻟﻠﯾل اﻟﺑﮭﯾم ﻛﯾف ﯾﻧﺟﻠﻲ
واﻟرﯾﺢ اﻟﺻرﺻر ﻛﯾف ﺗﺳﻛن ،واﻟﻌﺎﺻﻔﺔ ﻛﯾف ﺗﮭدأ ؟! إذا ﻓﺷدﺗك اﻟﻰ
رﺧﺎء ،و ﻋﯾﺷك اﻟﻰ ھﻧﺎء ،وﻣﺳﺗﻘﺑﻠك اﻟﻰ ﻧﻌﻣﺎء ..
ﻻ ﺗﺣزن..
ﻟﮭﯾب اﻟﺷﻣس ﯾطﻔﺋﮫ وارف اﻟظل ،و ظﻣﺄ اﻟﮭﺎﺟرة ﯾﺑرده اﻟﻣﺎء اﻟﻧﻣﯾر
وﻋﺿﺔ اﻟﺟوع ﯾﺳﻛﻧﮭﺎ اﻟﺧﺑز اﻟداﻓﻲء ،و ﻣﻌﺎﻧﺎة اﻟﺳﮭر ﯾﻌﻘﺑﮭﺎ ﻧوم
ﻟذﯾذ ،و آﻻم اﻟﻣرض ﯾزﯾﻠﮭﺎ ﻟذﯾذ اﻟﻌﺎﻓﯾﺔ ،ﻓﻣﺎ ﻋﻠﯾك إﻻ اﻟﺻﺑر
ﻗﻠﯾﻼ واﻻﻧﺗظﺎر ﻟﺣظﺔ ..
ﻻ ﺗﺣزن..
ﻛﻠﻣﺎت ﻟﻣن ﺗﻣﻠك اﻟﺣزن ﻗﻠﺑﮫ ..وﻛﺗم اﻟﮭم ّ ﻧﻔﺳﮫ ...وﺿﯾ ّق ﺻدره..
ﻓﺗﻛدرت ﺑﮫ اﻷﺣوال ..وأظﻠﻣت أﻣﺎﻣﮫ اﻵﻣﺎل ..ﻓﺿﺎﻗت ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺣﯾﺎة
ﻋﻠﻰ ﺳﻌﺗﮭﺎ ..وﺿﺎﻗت ﺑﮫ ﻧﻔﺳﮫ وأﯾﺎﻣﮫ وﺳﺎﻋﺗﮫ وأﻧﻔﺎﺳﮫ !
وإن ﯾﻛن ﺳﺑب ﺣزﻧك ذﻧب اﻗﺗرﻓﺗﮫ أو ﺧطﯾﺋﺔ ﻓﺗﺄﻣل ﺧطﺎب ﻣوﻻك
اﻟذي ھو أرﺣم ﺑك ﻣن ﻧﻔﺳك :
وإن ﯾﻛن ﺳﺑب ﺣزﻧك اﻧﻌدام أو ﻗﻠﺔ اﻟوﻟد ،ﻓﻠﺳت أول ﻣن ﯾﻌدم اﻟوﻟد..
ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ } :ﻣﻠك اﻟﺳﻣﺎوات واﻷرض ﯾﺧﻠق ﻣﺎ ﯾﺷﺎء ﯾﮭب ﻟﻣن ﯾﺷﺎء
إﻧﺎﺛﺎ وﯾﮭب ﻟﻣن ﯾﺷﺎء اﻟذﻛور ،أو ﯾزوﺟﮭم ذﻛراﻧﺎ وإﻧﺎﺛﺎ وﯾﺟﻌل ﻣن ﯾﺷﺎء
ﻋﻘﯾﻣﺎ {.
ﻣﻊ ﻛل ﺑزوغ ﻓﺟر ﺟدﯾد ،اﺟﺗﮭد واﻏﺗﻧم ﻓﻣﺎ زال ﻟدﯾك ﻓرﺻﺔ ﻟﻠﺗﻐﯾر.
) ﻣﺎزﻟت ﺗﻣﻠك وﻗﺗﺎ ً ﻟﻠﺗﻐﯾﯾر (
أﻋﻠﻰ درﺟﺎت اﻟﻧﻔس ھﻲ أﻧك ﻣﺳﻠم ﺗﻌﺗﻧق دﯾﻧﺎ ً ﻓطرﯾﺎ ً ﯾﺣﺗرم اﻟﻔطرة
اﻟﺑﺷرﯾﺔ و ﻧوازﻋﮭﺎ اﻟطﯾﺑﺔ ،وﯾﺣﺗرم اﻟﻌﻘل اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ واﺣﻛﺎﻣﮫ اﻟﻣﻧطﻘﯾﺔ.
) اﻓﮭم إﯾﻣﺎﻧك (
اﻻﻛﺗﻔﺎء اﻟذاﺗﻲ ،وﺣﺳن اﺳﺗﻐﻼل ﻣﺎﻓﻲ اﻟﯾد ،وﻧﺑذ اﻻﺗﻛﺎل ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﻰ
ھﻲ ﻧواة اﻟﻌظﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ وﺳر اﻻﻧﺗﺻﺎر ﻋﻠﻰ اﻟظروف اﻟﻣﻌﻧﺗﺔ.
) ﻛﻲ ﺗﺑﻘﻰ ﻧﺟﻣﺎ ً (
و أن ﻛل ﺷﺊ اﺻﺑﺢ ﻣوﺟﻌﺎ..
اﺑﺗﺳم ﻟﮭم..
ﻟﻘد ﺑدأ ھﻧري ﻓورد ﺗﺟﺎرﺑﮫ اﻷوﻟﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﯾﺎرات ﻓﻲ ﺟراج ﺻدﯾق ﻟﮫ ﻓﻲ
ﻣﻧزل رﻗم ٥٨ﻓﻲ ﺷﺎرع ﺑﺎﺟﻠﻲ ﻓﻲ وﻻﯾﺔ دﯾﺗروﯾت.
وﺑدأ واﻟت دﯾزﻧﻲ ﻓﻲ إﻧﺷﺎء رﺳوﻣﮫ اﻟﻛﺎرﯾﻛﺎﺗﻲ وﺑﻣﺟرد وﺻوﻟﮫ إﻟﻰ ﻟوس
أﻧﺟﻠوس ﻓﻲ ﻋﺎم .١٩٢٣ﻟﻘد ﻛﺎن ﯾﻘﯾم ﻓﻲ ﺑﯾت ﻋﻣﮫ وﻗﺎم ﺑﺗﺻوﯾر أﻓﻼم
اﻟﻛرﺗون ﻓﻲ ﺟراج اﻟﻣﻧزل .
وﻣن ﺑﯾن أﺷﮭر اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺗﻲ ﺑدأت ﻋﻣﻠﮭﺎ ﻓﻲ ﺟراج ﺷرﻛﺔ ﻗﺎم ﺑﺈﻧﺷﺎﺋﮭﺎ
رﺟﻼن اﺳﺗﺄﺟرا ﺟراﺟﺎ ً ﻓﻲ ﻋﺎم ١٩٣٨ﻓﻲ ﻣﻧزل رﻗم ٢٣٧ﻓﻲ أدﯾﺳون
أﻓﻧﯾو ﻓﻲ ﺑﺎﻟو أﻟﺗو .وﻋﻧدﻣﺎ ﺑدءا اﻟﺷرﻛﺔ ،ﻟم ﯾﻛن ﻟدﯾﮭﻣﺎ أي ﻓﻛرة ﻋﻣﺎ
ﺳﺗﻘوم اﻟﺷرﻛﺔ ﺑﺗﺻﻧﯾﻌﮫ ؛ ﻓﮭﻣﺎ ﻓﻘد ﻓﻛرا ﻓﻲ أﻧﮫ ﺳﯾﻛون ﻣن اﻟﻣﻣﺗﻊ أن
ﯾﻘوﻣﺎ ﺑﺈﻧﺷﺎء ﺷرﻛﺔ .
وﺑﻌد ذﻟك ،ﺑدءا ﻓﻲ ﺑﯾﻊ أﺟﮭزة اﻟﻣذﺑذﺑﺎت اﻟﺻوﺗﯾﺔ وﻛﺎن ذﻟك إﯾذاﻧﺎ ً
ﺑوﻻدة ﺷرﻛﺔ ” ھﯾوﻟت ﺑﺎﻛﺎرد ” اﻟﺷﮭﯾرة .وأﺻﺑﺢ ھذا
اﻟﺟراج ﯾ ُﻌرف ﺑﺎﺳم ” ﻣﺳﻘط رأٍس وادي اﻟﺳﯾﻠﯾﻛون”.
وﻗﻊ ﺣﺻﺎن أﺣد اﻟﻣزارﻋﯾن ﻓﻲ ﺑﺋر ﻣﯾﺎه ﻋﻣﯾﻘﺔ وﻟﻛﻧﮭﺎ ﺟﺎﻓﺔ ،وأﺟﮭش
اﻟﺣﯾوان ﺑﺎﻟﺑﻛﺎء اﻟﺷدﯾد ﻣن اﻷﻟم ﻣن أﺛر اﻟﺳﻘوط واﺳﺗﻣر ھﻛذا ﻟﻌدة
ﺳﺎﻋﺎت ﻛﺎن اﻟﻣزارع ﺧﻼﻟﮭﺎ ﯾﺑﺣث اﻟﻣوﻗف وﯾﻔﻛر ﻛﯾف ﺳﯾﺳﺗﻌﯾد
اﻟﺣﺻﺎن؟
وھﻛذا ،ﻧﺎدى اﻟﻣزارع ﺟﯾراﻧﮫ وطﻠب ﻣﻧﮭم ﻣﺳﺎﻋدﺗﮫ ﻓﻲ ردم اﻟﺑﺋر ﻛﻲ
ﯾﺣل ﻣﺷﻛﻠﺗﯾن ﻓﻲ آن واﺣد؛ اﻟﺗﺧﻠص ﻣن اﻟﺑﺋر اﻟﺟﺎف ودﻓن اﻟﺣﺻﺎن.
وﺑﻌد ﻗﻠﯾل ﻣن اﻟوﻗت اﻧدھش اﻟﺟﻣﯾﻊ ﻻﻧﻘطﺎع ﺻوت اﻟﺣﺻﺎن ﻓﺟﺄة ،وﺑﻌد
ﻋدد ﻗﻠﯾل ﻣن اﻟﺟوارﯾف ،ﻧظر اﻟﻣزارع إﻟﻰ داﺧل اﻟﺑﺋر وﻗد ﺻﻌق ﻟﻣﺎ رآه،
ﻓﻘد وﺟد اﻟﺣﺻﺎن ﻣﺷﻐوﻻ ً ﺑﮭز ظﮭره ﻛﻠﻣﺎ ﺳﻘطت ﻋﻠﯾﮫ اﻷﺗرﺑﺔ ﻓﯾرﻣﯾﮭﺎ
ﺑدوره ﻋﻠﻰ اﻷرض وﯾرﺗﻔﻊ ھو ﺑﻣﻘدار ﺧطوة واﺣدة ﻷﻋﻠﻰ!
وﺑﺎﻟﻣﺛـــــــــــــل..
ﯾﻠﺧص ﻟﻧﺎ اﻟﺣﺻﺎن اﻟﻘواﻋد اﻟﺧﻣﺳﺔ ﻟﻠﺳﻌﺎدة ﺑﻌﺑﺎرات ﻣﺣددة ﻛﺎﻵﺗﻲ :
وﻣن ﺗﻛن اﻟﻌﻠﯾﺎء ھﻣﮫ ﻧﻔﺳﮫ ﻓﻛل اﻟذي ﯾﻠﻘﺎه ﻓﯾﮭﺎ ﻣﺟﺑب.
اﻹﻧﺳﺎن دون أﻣل ﻛﻧﺑﺎت دون ﻣﺎء ..ودون اﺑﺗﺳﺎﻣﺔ ﻛوردة دون
راﺋﺣﺔ ..إﻧﮫ دون ﺣب ﻛﻐﺎﺑﺔ اﺣﺗرق ﺷﺟرھﺎ ..اﻹﻧﺳﺎن دون إﯾﻣﺎن
وﺣش ﻓﻲ ﻗطﯾﻊ ﻻ ﯾرﺣم.
اذا أﺧطﺎ ﻋﻠﯾك ﺷﺧص ﻓﮭو ﻣﺧطﻲ واذا اﺧطﺄ ﻋﻠﯾك ﺷﺧص ﻣرﺗﯾن
ﻓﺄﻧت اﻟﻣﺧطﺊ.
إذا ﺗوﻗﻌﻧﺎ اﻟﻔﺷل ﺳوف ﻧﻔﺷل ،وإذا ﺗوﻗﻌﻧﺎ اﻟﻧﺟﺎح ﺳوف ﻧﻧﺟﺢ..
إذا ﺗوﻗﻌﻧﺎ ﻓﻲ ﻛل ﻗﻠوﺑﻧﺎ ﺑﻌض اﻻﺷﯾﺎء أواﻻﺣوال ،ﺗﻧطﻠق ﻗوة ﺟﺎذﺑﯾﺔ ﻣن
اﻟﻌﻘل ،وھﻲ ﺑﻣوﺟب ﻗﺎﻧون اﻟﺟذب ﺗﻣﯾل اﻟﻰ اﺣداث وﺣﺻول ھذه
اﻟﺗوﻗﻌﺎت واﻻھداف ﻓﻲ دﻧﯾﺎ اﻟواﻗﻊ.
ﻟﻘد وﺿﻊ اﻟﺧﺎﻟق ﻧﺎﻣوس وﻗﺎﻧون ﺳﯾر اﻟطﺑﯾﻌﺔ واﻟﻛون ،اﻧﮫ دوران
ﻣﺗﻧﺎوب وذﺑذﺑﺎت دروﯾﺔ ﻣﻧﺗظﻣﺔ وﻣﺗﻔﻘﺔ وھﻧﺎﻟك ﺣﻛﻣﺔ اﻟﮭﯾﺔ وﻗﺻد ﻓﻲ
ﻛل ﺗﻐﯾر طﺑﯾﻌﻲ ﻋﻧد ﺣدوﺛﮫ ،واﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﻧﮭﺎﺋﯾﺔ ﺗﻛون دوﻣﺎ ً ﺧﯾرة.
وأن اﻟﻌﻘل اﻟﺑﺎطن ﯾﻌرف وﯾوﺟﮫ ﺧطﺎﻧﺎ ،رﺑﻣﺎ ﺑطرق ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وﻏﯾر ﻣﺄﻟوﻓﺔ
أو ﻣﻌروﻓﺔ اﻟﻰ اﻟﻐﺎﯾﺔ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ وﺣﺎﻟﻣﺎ ﺗزرع اﻟﻔﻛرة أو اﻟرﻏﺑﺔ اﻟواﺿﺣﺔ
ﻓﻲ ﻣﺳﺗوى اﻟﻌﻘل اﻟﺑﺎطن ،ﻓﺎﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺣﺗﻣﯾﺔ أﻧﻧﺎ ﻧﺻﺑﺢ ﻧﻌﻣل ﻛﺄﻧﻧﺎ ﺗﺣت
ﺗﺄﺛﯾر وﺗوﺟﯾﮫ ﻗوة ﻋﺎﻗﻠﺔ ﺧﻔﯾﻔﺔ ،ﺗوﺟﮭﻧﺎ ﻹﻧﺟﺎز ﻣﺎﻧرﯾد ﻣن اﻟرﻏﺑﺎت
واﻟطﻣوﺣﺎت واﻻھداف.
ﻗﺻﺔ ﻣﺧﺗرع اﻟـ )ھوت ﻣﯾل(
ﻣﺧﺗرع أﻛﺑر وأﺿﺧم ﺑرﯾد إﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم وھو ﺑرﯾد اﻟـ )ھوت ﻣﯾل(
اﻟﻣﺧﺗرع اﻟﮭﻧدي اﻟذي اﺧﺗرع ﻟﻧﺎ اﻟـ )ھوت ﻣﯾل(…
ﻋﻧدھﺎ ﻓﻛر ﺻﺎﺑر ﺑﺎﺑﺗﻛﺎر ﺑرﻧﺎﻣﺞ ﯾوﻓر ﻟﻛل إﻧﺳﺎن ﺑرﯾده اﻟﺧﺎص؛ وھﻛذا
ﻋﻣل ﺳرا ً ﻋﻠﻰ اﺧﺗراع اﻟﺑرﯾد اﻟﺳﺎﺧن وإﺧراﺟﮫ ﻟﻠﺟﻣﺎھﯾر ﻋﺎم ١٩٩٦
وﺑﺳرﻋﮫ اﻧﺗﺷر اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ ﺑﯾن ﻣﺳﺗﺧدﻣﻲ )اﻹﻧﺗرﻧت( ﻷﻧﮫ وﻓ ﱠر ﻟﮭم أرﺑﻊ
وﺣﯾن ﺗﺟﺎوز ﻋدد اﻟﻣﺷﺗرﻛﯾن ﻓﻲ أول ﻋﺎم اﻟﻌﺷرة ﻣﻼﯾﯾن ﺑدأ ﯾ ُﺛﯾر ﻏﯾرة
)ﺑﯾل ﺟﯾﺗس( رﺋﯾس ﺷرﻛﺔ )ﻣﺎﯾﻛروﺳوﻓت( وأﻏﻧﻰ رﺟل ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ،وھﻛذا
ﻗررت )ﻣﺎﯾﻛروﺳوﻓت( ﺷراء اﻟﺑرﯾد اﻟﺳﺎﺧن وﺿﻣﮫ إﻟﻰ ﺑﯾﺋﺔ )اﻟوﯾﻧدوز(
اﻟﺗﺷﻐﯾﻠﯾﺔ.
أﻣﺎ ﺻﺎﺑر ﻓﻠم ﯾﺗوﻗف ﻋن ﻋﻣﻠﮫ ﻛﻣﺑرﻣﺞ ،ﺑل وﻣن آﺧر اﺑﺗﻛﺎراﺗﮫ ﺑرﻧﺎﻣﺞ
ﯾ ُدﻋﻰ )آرزو( ﯾوﻓر ﺑﯾﺋﺔ آﻣﻧﺔ ﻟﻠﻣﺗﺳوﻗﯾن ﻋﺑر )اﻹﻧﺗرﻧت( وﻗد أﺻﺑﺢ ﻣن
اﻟﺛراء واﻟﺷﮭرة ﺑﺣﯾث اﺳﺗﺿﺎﻓﮫ رﺋﯾس أﻣرﯾﻛﺎ اﻟﺳﺎﺑق )ﺑﯾل ﻛﻠﯾﻧﺗون(
واﻟرﺋﯾس )ﺷﯾراك( ورﺋﯾس اﻟوزراء اﻟﮭﻧدي )ﺑﯾﮭﺎري ﻓﺎﺟﺑﺎﻧﻲ(.
وﻣﺎ ﯾزﯾد ﻣن اﻻﻋﺟﺎب ﺑﺷﺧﺻﯾﺔ ﺻﺎﺑر إﻧﮫ ﻣﺎ أن اﺳﺗﻠم ﺛروﺗﮫ ﺣﺗﻰ ﺑﻧﻰ
اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣﻌﺎھد اﻟدﯾﻧﯾﺔ واﻟﺗﻌﻠﯾﻣﯾﺔ اﻻﺳﻼﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺑﻼده وﺳﺎﻋد ﻛﺛﯾرا ﻣن
اﻟطﻼب اﻟﻣﺣروﻣﯾن ﻋﻠﻰ إﻛﻣﺎل ﺗﻌﻠﯾﻣﮭم ) ﺣﺗﻰ إﻧﮫ ﯾﻘﺎل أن ﺛروﺗﮫ
اﻧﺧﻔﺿت ﺑﺳرﻋﮫ إﻟﻰ ١٠٠ﻣﻠﯾون دوﻻر ﻓﻘط (.
وﻟﯾس ھﻧﺎك ﺷﺊ أﻛﺛر ﺿررا ﻋﻠﻰ ﻋﻣل اﻟﻣرء ﻣن اﻟﯾﺄس ،ﻓﺎﻟﻌﺎﻣل اﻟذي
ﯾﺷﺗﻐل ٨ﺳﺎﻋﺎت ﺑﺎﻟﯾوم ﺑﻧﺷﺎط وﺣرارة ﯾﺗوﻗف ﻋن اﻟﻌﻣل ﻓورا ﻋﻧدﻣﺎ
ﯾﺳﻣﺢ ﻟﻠﯾﺄس ﺑﺎﻟدﺧول ﻓﻲ ذھﻧﮫ وﻛل ﻋﺎﻣل ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة ،ﻻ ﯾﻧﺗﺞ إﻻ إذا ﻛﺎن
ﻣﺗﻔﺎﺋﻼ ﻓﺈذا دﺧل إﻟﻰ ﻧﻔﺳﮫ اﻟﯾﺄس ﻟﺣظﺔ واﺣدة ﻋطل ﻛل ﻧﺷﺎطﮫ وﻗدراﺗﮫ .
واﻹﻧﺳﺎن ﺳرﯾﻊ اﻟﯾﺄس ﺟدا ﻓﻣﺟرد ﻓﺷل ﺑﺳﯾط ﯾﻛﻔﻲ ﻟك ﯾﺛﻧﯾﮫ ﻋن ﻋزﻣﮫ
وﯾدﺧل اﻟﯾﺄس ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﮫ .ﯾﻘول ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ) :وإذا ﻣﺳﮫ اﻟﺷر ﻛﺎن ﯾؤﺳﺎ( ،
وھﻧﺎك طرﯾﻘﺔ واﺣدة ﻟﻠﺗﺧﻠص ﻣن اﻟﯾﺄس ھو اﻷﯾﻣﺎن ﺑﺎ واﻟﺗوﻛل ﻋﻠﯾﮫ ،
ھل ﺟرﺑت ﻛﯾف ﯾﻣﻧﺣك اﻹﯾﻣﺎن ﺑﺎ اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ ﺗﺧطﻲ اﻟﻣﺷﺎﻛل وﺗﺣدي
اﻷزﻣﺎت ؟
إن اﻟﻣؤﻣﻧﯾن ھم داﺋﻣﺎ ﯾرﺟﻌون إﻟﻰ رﺣﻣﺔ ﷲ
وﻻ ﯾﻣﻛن ﻷﯾﺔ ﻣﺷﻛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم أن ﺗﺛﻧﯾﮭم ﻋن ھذا اﻟرﺟﺎء
ﯾﻘول ﺗﻌﺎﻟﻰ ) :إن اﻟذﯾن آﻣﻧوا ،واﻟذﯾن ھﺎﺟروا وﺟﺎھدوا
ﻓﻲ ﺳﺑﯾل ﷲ أوﻻﺋك ﯾرﺟون رﺣﻣﺔ ﷲ ،وﷲ ﻏﻔور رﺣﯾم( .
ﺗﻌﻠﻤﺖ....
اﻧﮫ ﻟﻮ ﻛﻨﺎ ﻣﺘﻮﻛﻠﯿﻦ ﻋﻠﻰ ﷲ ﺣﻖ اﻟﺘﻮﻛﻞ ﻟﻤﺎ ﻗﻠﻘﻨﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ
وﻟﻮ ﻛﻨﺎ واﺛﻘﯿﻦ ﻣﻦ رﺣﻤﺘﮫ ﺗﻤﺎم اﻟﺜﻘﮫ ﻟﻤﺎ ﯾﺌﺴﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﻔﺮج
وﻟﻮ ﻛﻨﺎ ﻣﻮﻗﻨﯿﻦ ﺑﺤﻜﻤﺘﮫ ﻟﻤﺎ ﻋﺘﺒﻨﺎ ﻋﻠﯿﮫ ﺑﻘﻀﺎؤه وﻗﺪره
وﻟﻮ ﻛﻨﺎ ﻣﻄﻤﺌﻨﯿﻦ اﻟﻰ ﻋﺪاﻟﺘﮫ ﻟﻤﺎ ﺷﻜﻜﻨﺎ ﻓﻲ ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﻈﺎﻟﻤﯿﻦ
وان ﺟﻨﻮدا ﯾﺤﻔﻈﻮﻧﻨﺎ وﯾﺪاﻓﻌﻮن ﻋﻨﺎ ﻣﻨﮭﻢ....
ﺗﻌﻠﻤﺖ....
ان اﺟﻤﻞ اﺑﺘﺴﺎﻣﮫ..ھﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺗﺴﻢ ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺘﻲ ﻓﻲ ﻋﺰ ّ اﻟﻤﻲ
وان اﺛﻤﻦ اﻟﺪﻣﻮع واﺻﺪﻗﮭﺎ..ھﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺰل ﺑﺼﻤﺖ...دون ان ﯾﺮاھﺎ اﺣﺪ
ﺗﻌﻠﻤﺖ....
ﺗﻌﻠﻤﺖ....
ﺗﻌﻠﻤﺖ....
ﺗﻌﻠﻤﺖ....
ﺗﻌﻠﻤﺖ....
ﺗﻌﻠﻤﺖ....
ﺗﻌﻠﻤﺖ....
ﺗﻌﻠﻤﺖ....
واﻵن ..
أﺻدر اﻷواﻣر ﻟﻌﻘﻠك ﺑطرد ﻛل ﻓﻛرة اﻧﮭزاﻣﯾﺔ
وﻛل اﻟﺗوﻗﻌﺎت واﻟﻣﺧﺎوف اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ..
ﺣرر ﻋﻘﻠك ﻣﻧﮭﺎ ﺗﻣﺎﻣﺎ ..
اھدأ ﻻ ﺗﺗﻌﺟل
ﻻ ﺗﻔزع ..وﻻ ﺗﺟزع
ﻻ ﺗﺧﺎف ﻋﻠﻰ اﻟرزق
واﻗﺑل داﺋﻣﺎ ﺑﻘﺿﺎء ﷲ
وﺗﺳﻠﺢ ﺑﺎﻟرﺿﺎ واﻟﺗﺳﺎﻣﺢ واﻟﺻﺑر
ﻛﻠﻣﺎت ﻧﯾرة ﺗدﻓﻊ ﺑﮭﺎ اﻟﮭﻣوم ..
إﻧﺳﻰ اﻟﻣﺎﺿﻲ ﻣﮭﻣﺎ ﻛﺎن أﻣره ،اﻧﺳﺎه ﺑﺄﺣزاﻧﮫ وأﺗراﺣﮫ ،ﻓﺗذﻛره ﻻ ﯾﻔﯾد
ﻓﻲ ﻋﻼج اﻷوﺟﺎع ﺷﯾﺋﺎ ً وإﻧﻣﺎ ﯾﻧﻛد ﻋﻠﯾك ﯾوﻣك ،وﯾزﯾدك ھﻣوﻣﺎ ً ﻋﻠﻰ
ھﻣوﻣك ..
ﻣن ﺻﻔﺎت ذﻛرﯾﺎﺗك اﻟﮭﻣوم واﻷﺣزان ..ﺛم ﺗﺟﺎھل ﻣﺎ ﯾﺧﺑﺋﮫ اﻟﻐد ..
اھﺗف ﺑﮭذه اﻟﻛﻠﻣﺎت ﻋﻧد أول ﺻدﻣﺔ ..ﺗﻧﻘﻠب ﻓﻲ ﺣﻘك اﻟﺑﻠﯾﺔ ﻣزﯾﺔ ..
ﻻ ﺗﺣزن ..ﻓﺎﻟﺑﻼء ﺟزء ﻻ ﯾﺗﺟزء ﻣن اﻟﺣﯾﺎة ..ﻻ ﯾﺧﻠو ﻣﻧﮫ ﻏﻧﻲ وﻻ ﻓﻘﯾر
وﻻ ﻣﻠك وﻻ ﻣﻣﻠوك ..وﻻ ﻧﺑﻲ ﻣرﺳل ..وﻻ ﻋظﯾم ﻣﺑﺟل ..ﻓﺎﻟﻧﺎس
ﺗﺄﻣل ﻗوﻟﮫ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم } :ﻣن ﯾرد ﷲ ﺑﮫ ﺧﯾرا ً ﯾﺻب ﻣﻧﮫ { ]
رواه اﻟﺑﺧﺎري [
راﺑﻌﺎ ً :ﻻ ﺗﻘﻠق
ﻓﻔﻲ اﻟﺣدﯾث } :ﻣن ﺟﻌل اﻟﮭﻣوم ھﻣﺎ ً واﺣدا ً ھـم ﱠ اﻟﻣﻌﺎد ،ﻛﻔﺎه ﷲ ﺳﺎﺋر
ھﻣوﻣﮫ وﻣن ﺗﺷﻌﺑت ﺑﮫ اﻟﮭﻣوم ﻣن أﺣوال اﻟدﻧﯾﺎ ﻟم ﯾﺑﺎل ﷲ ﻓﻲ أي
أودﯾﺗﮭﺎ ھﻠك { ]ﺻﺣﯾﺢ اﻟﺟﺎﻣﻊ [
اﻟﮭﻣوم ..ﻷﻧﮭﺎ ﻛﻠﮭﺎ إﻟﻰ زوال ..وﻣﺎ اﻟﺣﯾﺎة اﻟدﻧﯾﺎ إﻻ ﻣﺗﺎع اﻟﻐرور
ﻓﻛﻠﮭﺎ أوراد ﺷرﻋﯾﺔ ﯾ ُﻐﻔر ﺑﮭﺎ اﻟذﻧب وﯾ َﻧﻔرج ﺑﮭﺎ اﻟﻛرب ..
}وإذا ﺳﺄﻟك ﻋﺑﺎدي ﻋﻧﻲ ﻓﺈﻧﻲ ﻗرﯾب أﺟﯾب دﻋوة اﻟداع إذا دﻋﺎن{.
أﺟﻣل اﻷﻗوال
وردة واﺣدة ﻹﻧﺳﺎن ﻋﻠﻰ ﻗﯾد اﻟﺣﯾﺎة أﻓﺿل ﻣن ﺑﺎﻗﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺑره.
ﻧﺣن ﻧﻣﯾل إﻟﻰ ﺗﺻدﯾق أوﻟﺋك اﻟذﯾن ﻻ ﻧﻌرﻓﮭم ﻷﻧﮭم ﻟم ﯾﺧدﻋوﻧﺎ ﻣن ﻗﺑل.
ﻻﺗﺗﻛﻠم وأﻧت ﻏﺎﺿب ﻓﺳﺗﻘول أﻋظم ﺣدﯾث ﺗﻧدم ﻋﻠﯾﮫ طوال ﺣﯾﺎﺗك .
ﺟﺪد ﺣﯿﺎﺗﻚ
إذا ﻛﺎن اﻟﺻﺑر ﯾﺳﺎوي اﻟﺑﻼدة ﻋﻧد ﺑﻌض اﻟﻧﺎس ،ﻓﻼ ﺧﻠط ﺑﯾن ﺗﺑﻠد
اﻟﻣرﺿﻰ وﺗﺳﻠﯾم اﻷﻗوﯾﺎء ..
ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣرء إذا ﻏﻠﺑت ﻋﻠﯾﮫ أﻋراض ﻗﺎھرة ﺳﻠﺑﺗﮫ طﻣﺄﻧﯾﻧﺗﮫ أن
ﯾﺗﻣﺳك ﺑﺎﻟﻌﻧﺎﯾﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ،وأن ﻻ ﯾﺳﺗﺳﻠم ﻟﺗﯾﺎر اﻟﻛﺂﺑﺔ ﻷﻧﮫ ﺑداﯾﺔ اﻧﮭﯾﺎر
ﺷﺎﻣل ﯾطﺑﻊ ﻛل اﻷﻋﻣﺎل ﺑﺎﻟﻌﺟز .
اﻻھﺗداء إﻟﻰ اﻟﺣق ﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﺟﮭد ودأب ،وﻛذﻟك إﻟﻰ اﺳﺗﻠﮭﺎم طوﯾل ﻣن
ﻋﻧﺎﯾﺔ ﷲ ،ﺗذﻛر " إذا ﺣزﺑﮫ أﻣر ﻓزع إﻟﻰ اﻟﺻﻼة " ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم
ﻗﺎل – ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم " : -ﯾﺎ اﺑن آدم ﺗﻔرغ ﻟﻌﺑﺎدﺗﻲ :
أﻣﻸ ﺻدرك ﻏﻧﻰ ..وأﺳد ﻓﻘرك ..وإﻻ ﺗﻔﻌل ﻣﻸت ﺻدرك ﺷﻐﻼ ً ..
وﻟم أﺳد ﻓﻘرك " رواه اﻟﺗرﻣذي .
ﻣن أﻋظم أﺳﺑﺎب اﻟرزق اﻻﺳﺗﻐﻔﺎر ..ﺷﻛﻲ رﺟل إﻟﻰ اﻟﺣﺳن اﻟﺑﺻري
ﺷدة اﻟﺟدب وﻧﻘص اﻟﻣﺎء ﻓﻘﺎل ﻟﮫ :اﺳﺗﻐﻔرا . .وﺷﻛﻲ آﺧر اﻟﻔﻘر
ﻓﻘﺎل ﻟﮫ :اﺳﺗﻐﻔرا .. .وﻗﺎل ﺛﺎﻟث :ﯾﺎ أﺑﺎ ﺳﻌﯾد أدﻋوا ﷲ أن ﯾرزﻗﻧﻲ
اﻟوﻟد ﻓﺈﻧﻲ ﻋﻘﯾم ..ﻓﻘﺎل ﻟﮫ :اﺳﺗﻐﻔر ﷲ . .وﺷﻛﻲ راﺑﻊ ﺟﻔﺎف ﺑﺳﺗﺎﻧﮫ
ﻓﻘﺎل ﻟﮫ :اﺳﺗﻐﻔر ﷲ. .
ﻓﻘﺎل أﺣد اﻟﺟﺎﻟﺳﯾن :أﺗﺎك رﺟﺎﻻ ً ﯾﺷﻛون أﻧواﻋﺎ ً ﻓﺄﻣرﺗﮭم ﺟﻣﯾﻌﺎ ً
ﺑﺎﻻﺳﺗﻐﻔﺎر ..
ﻓﻘﺎل اﻟﺣﺳن رﺣﻣﮫ ﷲ إن ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﯾﻘول:
) ﻓﻘﻠت اﺳﺗﻐﻔروا رﺑﻛم إﻧﮫ ﻛﺎن ﻏﻔﺎرا ً * ﯾرﺳل اﻟﺳﻣﺎء ﻋﻠﯾﻛم ﻣدرارا ً
* وﯾﻣددﻛم ﺑﺄﻣوال وﺑﻧﯾن وﯾﺟﻌل ﻟﻛم ﺟﻧﺎت وﯾﺟﻌل ﻟﻛم أﻧﮭﺎرا ً (
ﺳورة ﻧوح ١٢ -١٠ :
وھﺎ ھو ﻛﻼم ﻧﺑﻲ ﷲ ھود ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺳﻼم ﺣﯾث ﻗﺎل ) :وﯾﺎ ﻗوم اﺳﺗﻐﻔروا
رﺑﻛم ﺛم ﺗوﺑوا إﻟﯾﮫ ﯾرﺳل اﻟﺳﻣﺎء ﻋﻠﯾﻛم ﻣدرارا ً وﯾزدﻛم ﻗوة إﻟﻰ ﻗوﺗﻛم
وﻻ ﺗﺗوﻟوا ﻣﺟرﻣﯾن ( ﺳورة ھود ٥٢ :
ﯾظن اﻟﻛﺛﯾر أن اﻟرزق ھو اﻟﻣﺎل ﻓﻘط ..ﻟﻛن اﻟرزق أوﺳﻊ وأﻛﺑر ﻣن
ھذا ﺑﻛﺛﯾر ..أﻟﯾس اﻟﻌﻘل اﻟذي ﻣﯾزﻧﺎ ﷲ ﺑﮫ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻣﺧﻠوﻗﺎت
رزﻗﺎ ً ﻋظﯾﻣﺎ ً ..وﻛذا ﻧﻌﻣﺔ اﻟﻠﺳﺎن واﻟﻌﯾن ..وأﯾﺿﺎ ً ﻧﻌﻣﺔ اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ واﻟﻘﻠم
..وﻗﺑل ﻛل ھذا ﻧﻌﻣﺔ اﻹﺳﻼم ..وأﯾن ﻧﻌﻣﺔ اﻟﺻﺣﺔ واﻟﻌﺎﻓﯾﺔ ..وھل
ﻧﺳﯾت ﻧﻌﻣﺔ زوﺟﺗك اﻟﺻﺎﻟﺣﺔ اﻟﺗﻲ ﻣن ّ ﷲ ﺑﮭﺎ ﻋﻠﯾك ..
) إﯾﺎك واﻟﺣرام (
وﺗﺄﺧر اﻟرزق ﻗد ﯾﺣزن اﻟﺑﻌض ..ﺑل ﯾدﻓﻌﮭم إﻟﻰ طﻠﺑﮫ ﻣن اﻟﺣرام ..
وﯾ ُروى ﻓﻲ ذﻟك :أن ﻋﻠﻰ ّ ﺑن أﺑﻰ طﺎﻟب دﺧل ﻣﺳﺟدا ً ﺑﺎﻟﻛوﻓﺔ ﻟﯾﺻﻠﻰ
رﻛﻌﺗﻲ اﻟﺿﺣﻰ ..ﻓوﺟد ﻏﻼﻣﺎ ً ﻋﻧد اﻟﺑﺎب ..ﻓﻘﺎل ﻟﮫ :ﯾﺎ ﻏﻼم أﻣﺳك
ﺑﻐﻠﺗﻲ ﺣﺗﻰ أﺻﻠﻰ ..وﻣﺎ أن ﺧرج ﺣﺗﻰ وﺟد اﻟﻐﻼم ﻗد أﺧذ ﺧطﺎم اﻟﺑﻐﻠﺔ
اﻟذي ﻓﻲ رأﺳﮭﺎ وﺗرﻛﮭﺎ ..ﻓﺄرﺳل رﺟﻼ ً ﻓﻰ أﺳره ﻗﺎﺋﻼ ً ﻟﮫ " :اذھب
إﻟﻰ اﻟﺳوق ﻟﻌﻠﮫ ﯾﺑﯾﻊ اﻟﺧطﺎم " ..وھﻧﺎك وﺟد اﻟﻐﻼم ﻗد ﺑﺎع اﻟﺧطﺎم
..ﻓﺷراه ﺑدرھم ..وﻋﺎد ﯾﺧﺑر ﻋﻠﯾﺎ ً ﺑﻣﺎ ﺣدث ..ﻓﻘﺎل " :ﯾﺎ ﺳﺑﺣﺎن
ﷲ !! ﻧوﯾت أن أﻋطﯾﮫ درھﻣﺎ ً ﺣﻼﻻ ً ﻓﺄﺑﻰ إﻻ أن ﯾﻛون ﺣراﻣﺎ ً ..
إن ﻣن اﻟﺷﻌر ﻟﺣﻛﻣﺔ ..
وﻟﻘد ذﻛــــرﺗك واﻟﺧطـــوب ﻛواﻟﺢ ــــــــــــ ﺳود ووﺟﮫ اﻟدھر أﻏﺑر ﻗﺎﺗم
ﻓﮭﺗﻔت ﻓﻲ اﻷﺳﺣﺎر ﺑﺎﺳﻣك ﺻﺎرﺧﺎ ـــــــــــــ ﻓﺈذا ﻣﺣﯾﺎ ﻛـــل ﻓﺟـــر ﺑﺎﺳم
أﻣﺎ ﺗرى اﻟﺑﺣر ﺗﻌﻠو ﻓوﻗﮫ ﺟﯾف . . . . .وﺗﺳﺗﻘر ﺑﺄﻗﺻﻰ ﻗﺎﻋﮫ اﻟــــــــدرر
اﻟﺟد واﻟﻘوة واﻟﺻراﻣﺔ ﺷﻲء واﻟﺗﻌﻧت واﻟﺗﻧطﻊ واﻟﺗزﻣت ﺷﻲء آﺧر .
إن اﻟﺟد واﻟﻘوة واﻟﺻراﻣﺔ ﻻ ﺗﻧﺎﻓﻲ اﻟﯾﺳر وﻟﻛﻧﮭﺎ ﺗﻧﺎﻓﻲ اﻟﺗﻣﯾﻊ !
وﻻ ﺗﻧﺎﻓﻲ ﺳﻌﺔ اﻷﻓق وﻟﻛﻧﮭﺎ ﺗﻧﺎﻓﻲ اﻻﺳﺗﮭﺗﺎر ! وﻻ ﺗﻧﺎﻓﻲ ﻣراﻋﺎة
اﻟواﻗﻊ وﻟﻛﻧﮭﺎ ﺗﻧﺎﻓﻲ أن ﯾﻛون "اﻟواﻗﻊ" ھو اﻟﺣﻛم ﻓﻲ ﺷرﯾﻌﺔ ﷲ !
ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ ) :ﯾﺎ ﯾﺣﯾﻲ ﺧذ اﻟﻛﺗﺎب ﺑﻘوة ( ﺳورة ﻣرﯾم ١٢ :أي ﺑﺟد ّ
وﺣرص واﺟﺗﮭﺎد .. ..وأﻧت ﺻﺑﻲ ﯾﺣﻛم ..ﻷﻧك ﺗرﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺟد ّ
واﻟرﺟوﻟﺔ ﻻ ﻋﻠﻰ اﻟﺗرف ،وﻻ ﻋﻠﻰ اﻟﺷﮭوات ،وﻻ ﻋﻠﻰ ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻧﻔس،
وﻣطﺎوﻋﺔ اﻟرﻏﺑﺎت ،وﻻ ﻋﻠﻰ ﺗوﻓﯾر اﻟﻣطﺎﻟب .
ﻧﻣﺎذج ﻟﻠﺟﺎد ّﯾن
ﻣﺎ ﻋدا ھؤﻻء اﻟذﯾن ﻛﺎﻧوا ﯾﺗﺳﻠﻘون ﺑﺳرﻋﺔ إﻟﻰ أﻋﻠﻰ ﻓﺄﻋﻠﻰ
اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ھﻲ:
اﻟﻔﺎﺋز ﻛﺎن أﺻم ﻻ ﯾﺳﻣﻊ
اﻟدرس اﻟﻣﺳﺗﻔﺎد
أوﻻ ً :
ﺳوف ﺗﻛون ﻗﺎدرا ً ﻋﻠﻰ ﻋﻣل اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﻣور اﻟﻌظﯾﻣﺔ
،وﻟﻛن ﻓﻘط إن أﺻﺑﺣت ﻓﻲ ﯾد أﺣد اﻟﻌظﻣﺎء..
ﺛﺎﻧﯾﺎ ً:
ﺳوف ﺗﺗﻌرض ﻟﺑري ﻣؤﻟم ﺑﯾن ﻓﺗرة وأﺧرى
وﻟﻛن ھذا ﺿروري ﻟﺟﻌﻠك ﻗﻠﻣﺎ ً أﻓﺿل..
ﺛﺎﻟﺛﺎ ً:
ﻟدﯾك اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ ﺗﺻﺣﯾﺢ أي أﺧطﺎء ﻗد ﺗرﺗﻛﺑﮭﺎ..
راﺑﻌﺎ ً:
وداﺋﻣﺎ ﺳﯾﻛون اﻟﺟزء اﻷھم ﻓﯾﻛـ ھو ﻣﺎ ﻓﻲ داﺧﻠك…!!
ﺧﺎﻣﺳﺎ ً :
وﻣﮭﻣﺎ ﻛﺎﻧت ظروﻓك ﻓﯾﺟب ﻋﻠﯾﻛـ أن ﺗﺳﺗﻣر ﺑﺎﻟﻛﺗﺎﺑﺔ.
وﻋﻠﯾك أن ﺗﺗرك داﺋﻣﺎ ﺧطﺎ ً واﺿﺣﺎ
وراءﻛـ ﻣﮭﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻗﺳﺎوة اﻟﻣوﻗف..
أوﻻ ً :
ﺳﺗﻛون ﻗﺎدرا ً ﻋﻠﻰ ﺻﻧﻊ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻷﻣور اﻟﻌظﯾﻣﺔ
وﻟﻛن ﻓﻘط إذا ﻣﺎ ﺗرﻛت ﻧﻔﺳك ﺑﯾن ﯾدي ﷲ
ودع ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺑﺷر ﯾﻘﺻدوك ﻟﻛﺛرة اﻟﻣواھب اﻟﺗﻲ اﻣﺗﻠﻛـﺗﮭﺎ أﻧت..
ﺛﺎﻧﯾﺎ ً:
ﺳوف ﺗﺗﻌرض ﻟﺑري ﻣؤﻟم ﺑﯾن ﻓﺗرة وأﺧرى ،ﺑواﺳطﺔ اﻟﺗﺣدﯾﺎت
اﻟﺗﻲ ﺳﺗواﺟﮭﮭﺎ ،وﻟﻛﻧك ﺳﺗﺣﺗﺎج ھذا اﻟﺑري ﻛﻲ ﺗﺻﺑﺢ إﻧﺳﺎﻧﺎ أﻗوى..
ﺛﺎﻟﺛﺎ ً:
ﺳﺗﻛون ﻗﺎدرا ً ﻋﻠﻰ ﺗﺻﺣﯾﺢ اﻷﺧطﺎء واﻟﻧﻣو ﻋﺑرھﺎ..
راﺑﻌﺎ ً:
واﻟﺟزء اﻷھم ﻣﻧك ﺳﯾﻛون داﺋﻣﺎ ً ھو داﺧﻠك
ھو روﺣك اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎ ﻋز وﺟل . .
ﺧﺎﻣﺳﺎ ً :
اﻟطرﯾق اﻟﺗﻲ ﺳﺗﺧﺗﺎر .اﻟﻣﮭم أن ﺗﺑدع ﻓﯾﮭﺎ وﺗﺗرك أﺛرا وراءك .
ﺑل اﺗرك ﺑﺻﻣﺔ ﻟﻠﺑﺷرﯾﺔ ﺗﺟﻌﻠك ﺗﻠﻘﻰ ﷲ ﻋز وﺟل وھو ﻋﻧك راض ..
ﻣﺎ ھﻲ اﻟﻘﺎﻋدة ؟
اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ:
ﺗﻘوم ﺑﺗوﺑﯾﺦ أﺑﻧﺗك ﻹﺳﻘﺎطﮭﺎ ﻓﻧﺟﺎن اﻟﻘﮭوة ﻋﻠﻰ ﻗﻣﯾﺻك
ﺛم ﺗﻧﻔﺟر اﻟﺻﻐﯾرة ﺑﻛﺎء وﺗﻠﺗﻔت ﻋﻠﻰ زوﺟﺗك وﺗﻧﺗﻘدھﺎ ﻟوﺿﻊ
اﻟﻔﻧﺟﺎن ﻗرب ﺣﺎﻓﺔ اﻟطﺎوﻟﺔ ﯾﺗﺑﻊ ذﻟك ﻣﺟﺎدﻟﺔ ﺣﺎدة ﺛم ﺗﻧدﻓﻊ أﻧت إﻟﻰ اﻟﺳﻠم
ﺻﺎﻋدا ً ﻟﺗﻐﯾﯾر ﻣﻼﺑﺳك وﺑﻌدھﺎ ﺗﻧزل ﻓﺗﺟد أن أﺑﻧﺗك ﻗد ﺗﺄﺧرت ﻋن ﻣوﻋد
ﺣﺎﻓﻠﺔ اﻟﻣدرﺳﺔ ﺑﺳﺑب ﺑﻛﺎﺋﮭﺎ وﺗﺄﺧرھﺎ ﻓﻲ ﺗﻧﺎول اﻹﻓطﺎر وزوﺟﺗك ﯾﺟب أن
ﺗذھب ﻓورا ً ﻟﻌﻣﻠﮭﺎ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﺿطر إﻟﻰ ﺗوﺻﯾل أﺑﻧﺗك إﻟﻰ اﻟﻣدرﺳﺔ
وﺗﻧطﻠق ﺑﺳرﻋﺔ ﺑﺳﯾﺎرﺗك ﻣﺗﺟﺎوزا ً اﻟﺣد اﻷﻗﺻﻰ ﻟﻠﺳرﻋﺔ ﺑك ٣٠أو ٤٠
ﻣﯾل ﻓﻲ اﻟﺳﺎﻋﺔ وﺑﻌد ١٥دﻗﯾﻘﺔ ﻣن اﻟﺗﺄﺧﯾر وﻏراﻣﺔ ﺳرﻋﺔ ﻗدرھﺎ ٦٠
دوﻻر ﺗﺻل إﻟﻰ ﻣدرﺳﺔ أﺑﻧﺗك ﺛم ﺗﻧزل ھﻲ ﻣن اﻟﺳﯾﺎرة دون أن ﺗﺳﻣﻊ
ﻣﻧﮭﺎ ﻋﺑﺎرة “ﻣﻊ اﻟﺳﻼﻣﺔ”.
ﯾوم ﺑداﯾﺗﮫ ﺗﻌﯾﺳﺔ وﺗواﻟت اﻷﺣداث ﺑﻧﻔس اﻟطرﯾﻘﺔ ﺛم ﺗﻌود إﻟﻰ اﻟﻣﻧزل
وﺗﺟد زوﺟﺗك وأﺑﻧﺗك ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻧﻘﺑﺎض ﺷدﯾد ﻣﻧك.
ﻟﻣﺎذا ؟ … .ﻷﻧك ﻟم ﺗﺣﺳن رده ﻓﻌﻠك ﻣﻊ ﻣﺎ ﺣدث ﻓﻲ اﻟﺻﺑﺎح!
ﻛﯾف ﯾﺟب أن ﺗﻛون رده ﻓﻌﻠك ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺣﺑﺳك ﻋن اﻟﺣرﻛﺔ اﺧﺗﻧﺎق ﻣروري؟
ھل ﺗﻔﻘد أﻋﺻﺎﺑك؟ ھل ﺗﺿرب ﺑﻌﻧف ﻣﻘود اﻟﺳﯾﺎرة ؟ ھل ﺗﺷﺗم؟ ھل ارﺗﻔﻊ
ﺿﻐط اﻟدم ﻋﻧدك؟ ھل ﺗﻔﻛر أن ﺗﺻدم اﻟذي أﻣﺎﻣك؟
اﻷزﻣﺔ ﻟﮭﺎ ﺣل .وﺟﮫ وﻗﺗك وطﺎﻗﺗك اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺑددھﺎ اﻟﻘﻠق
ﻟﻠﺳﻌﻲ واﻟﺑﺣث ﻋن ﻓرﺻﺔ ﻋﻣل أﺧرى.
اﺗرك اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﺣﺗﻰ ﯾﺄﺗﻲ ،وﻻ ﺗﮭﺗم ﺑﺎﻟﻐد ﻷﻧك إذا أﺻﻠﺣت ﯾوﻣك
ﺻﻠﺢ ﻏدك .
ﻣﺎ ﻣﺿﻰ ﻓﺎت،وﻣﺎ ذھب ﻣﺎت،ﻓﻼ ﺗﻔﻛر ﻓﯾﻣﺎ ﻣﺿﻰ،ﻓﻘد ذھب واﻧﻘﺿﻰ.
ﻛن واﺳﻊ اﻷﻓق و اﻟﺗﻣس اﻷﻋذار ﻟﻣن أﺳﺎء إﻟﯾك ﻟﺗﻌش ﻓﻲ ﺳﻛﯾﻧﺔ
وھدوء ،وإﯾﺎك و ﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻻﻧﺗﻘﺎم.
اﺟرت ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﯾل اﻻﻣرﯾﻛﯾﺔ دراﺳﺔ ﺣول ﻋدد اﻟطﻼب اﻟذﯾن ﻟدﯾﮭم اھداف
واﺿﺣﺔ ﻗد ﻛﺗﺑوھﺎ ،ورﺳﻣوا ﺧططﺎ ﻷﻧﺟﺎﺣﮭﺎ ،وﺟدت اﻟدراﺳﺔ ان %٣
ﻣن طﻼب اﻟﺳﻧﺔ اﻻﺧﯾرة ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ ﻗد ﻓﻌﻠوا ذﻟك ،وﺑﻌد ﻋﺷرﯾن ﺳﻧﺔ
ﺗوﺑﻌت اﻟدراﺳﺔ ﺑﺎﻻﺗﺻﺎل ﺑﺄوﻟﺋك اﻟطﻼب اﻟـ %٣ﻟﻠﻧظر ﻓﻲ وظﻌﮭم اﻟﻣﺎﻟﻲ
واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،ﻓوﺟد ان ھؤﻻء اﻟـ %٣اﻟذﯾن ﻛﺗﺑوا اھداﻓﮭم ﯾﺣﺻﻠون ﻣﺎﻟﯾﺎ
ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻌﺎدل اﻟـ %٩٧اﻵﺧرﯾن .
ﷲ ﺳﺑﺣﺎﻧﮫ وﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻧدﻣﺎ ﺧﻠﻘﻧﺎ ﺑﯾن ﻟﻧﺎ أن أﺟل ﻛل واﺣد ﻣﻧﺎ ﻣﺣدد ،واﻧﮫ
ﻟن ﯾﺧﻠد ﻓﻲ ھذه اﻟدﻧﯾﺎ اﺣد ،واﻧﮫ ﻟن ﯾرﺟﻊ اﻟﻰ اﻟدﻧﯾﺎ ﺑﻌد اﻟﻣوت اﺣد .
ھب اﻟدﻧﯾﺎ ﺗﺳﺎق اﻟﯾك ﻋﻔوا .....أﻟﯾس ﻣﺻﯾر ذﻟك اﻟﻰ إﻧﺗﻘﺎل
وﻣﺎ دﻧﯾﺎك إﻻ ﻣﺛل ﻓﻲء .....أظﻠك ﺛم آذن ﺑﺎﻟزوال
إذا ﻧﺎوﻟك أﺣدھم ﻛوب ﻟﯾﻣون ...ﻓﺄﺿف إﻟﯾﮫ ﺣﻔﻧﺔ ﻣن ﺳﻛر ..
وﻛﺎن اﻵﺧر ﯾﻧﺗظر ھذه اﻟﺳﺎﻋﺔ ﻛﻣﺎ ﯾﻧﺗظرھﺎ اﻷول ،ﻷﻧﮭﺎ ﺗﺟﻌل ﺣﯾﺎﺗﮫ
ﻣﻔﻌﻣﺔ ﺑﺎﻟﺣﯾوﯾﺔ وھو ﯾﺳﺗﻣﻊ ﻟوﺻف ﺻﺎﺣﺑﮫ ﻟﻠﺣﯾﺎة ﻓﻲ اﻟﺧﺎرج :ﻓﻔﻲ
اﻟﺣدﯾﻘﺔ ﻛﺎن ھﻧﺎك ﺑﺣﯾرة ﻛﺑﯾرة ﯾﺳﺑﺢ ﻓﯾﮭﺎ اﻟﺑط .واﻷوﻻد ﺻﻧﻌوا
زوارق ﻣن ﻣواد ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وأﺧذوا ﯾﻠﻌﺑون ﻓﯾﮭﺎ داﺧل اﻟﻣﺎء..
ﺛم ﯾﻐﻣض ﻋﯾﻧﯾﮫ وﯾﺑدأ ﻓﻲ ﺗﺻور ذﻟك اﻟﻣﻧظر اﻟﺑدﯾﻊ ﻟﻠﺣﯾﺎة ﺧﺎرج
اﻟﻣﺳﺗﺷﻔﻰ وﻓﻲ أﺣد اﻷﯾﺎم وﺻف ﻟﮫ ﻋرﺿﺎ ً ﻋﺳﻛرﯾﺎ ً ..ورﻏم أﻧﮫ ﻟم ﯾﺳﻣﻊ
ﻋزف اﻟﻔرﻗﺔ اﻟﻣوﺳﯾﻘﯾﺔ إﻻ أﻧﮫ ﻛﺎن ﯾراھﺎ ﺑﻌﯾﻧﻲ ﻋﻘﻠﮫ ﻣن ﺧﻼل وﺻف
ﺻﺎﺣﺑﮫ ﻟﮭﺎ.
وﻣرت اﻷﯾﺎم واﻷﺳﺎﺑﯾﻊ وﻛل ﻣﻧﮭﻣﺎ ﺳﻌﯾد ﺑﺻﺎﺣﺑﮫ ..وﻟﻛن ﻓﻲ أﺣد
اﻷﯾﺎم ﺟﺎءت اﻟﻣﻣرﺿﺔ ﺻﺑﺎﺣﺎ ً ﻟﺧدﻣﺗﮭﻣﺎ ﻛﻌﺎدﺗﮭﺎ ،ﻓوﺟدت اﻟﻣرﯾض اﻟذي
ﺑﺟﺎﻧب اﻟﻧﺎﻓذة ﻗد ﻗﺿﻰ ﻧﺣﺑﮫ ﺧﻼل اﻟﻠﯾل وﻟم ﯾﻌﻠم اﻵﺧر ﺑوﻓﺎﺗﮫ إﻻ ﻣن
ﺧﻼل ﺣدﯾث اﻟﻣﻣرﺿﺔ ﻋﺑر اﻟﮭﺎﺗف وھﻲ ﺗطﻠب اﻟﻣﺳﺎﻋدة ﻹﺧراﺟﮫ ﻣن
اﻟﻐرﻓﺔ ..ﻓﺣزن ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺑﮫ أﺷد اﻟﺣزن وﻋﻧدﻣﺎ وﺟد اﻟﻔرﺻﺔ ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ
طﻠب ﻣن اﻟﻣﻣرﺿﺔ أن ﺗﻧﻘل ﺳرﯾره إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﻧﺎﻓذة .وﻟﻣﺎ ﻟم ﯾﻛن ھﻧﺎك
ﻣﺎﻧﻊ ﻓﻘد أﺟﺎﺑت طﻠﺑﮫ..
وﻟﻣﺎ ﺣﺎﻧت ﺳﺎﻋﺔ ﺑﻌد اﻟﻌﺻر وﺗذﻛر اﻟﺣدﯾث اﻟﺷﯾق اﻟذي ﻛﺎن ﯾﺗﺣﻔﮫ ﺑﮫ
ﺻﺎﺣﺑﮫ اﻧﺗﺣب ﻟﻔﻘده وﻟﻛﻧﮫ ﻗرر أن ﯾﺣﺎول اﻟﺟﻠوس ﻟﯾﻌوض ﻣﺎ ﻓﺎﺗﮫ ﻓﻲ
ھذه اﻟﺳﺎﻋﺔ..
وﺗﺣﺎﻣل ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﮫ وھو ﯾﺗﺄﻟم ،ورﻓﻊ رأﺳﮫ روﯾدا ً روﯾدا ً ﻣﺳﺗﻌﯾﻧﺎ ً
ﺑذراﻋﯾﮫ ،ﺛم اﺗﻛﺄ ﻋﻠﻰ أﺣد ﻣرﻓﻘﯾﮫ وأدار وﺟﮭﮫ ﺑﺑطء ﺷدﯾد ﺗﺟﺎه
اﻟﻧﺎﻓذة ﻟﯾﻧظر اﻟﻰ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺧﺎرﺟﻲ وھﻧﺎ ﻛﺎﻧت اﻟﻣﻔﺎﺟﺄة ﻟم ﯾر أﻣﺎﻣﮫ
إﻻ ﺟدارا ً أﺻم ﻣن ﺟدران اﻟﻣﺳﺗﺷﻔﻰ ،ﻓﻘد ﻛﺎﻧت اﻟﻧﺎﻓذة ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺣﺔ
داﺧﻠﯾﺔ..
وﻟﻛن اﻟﻣﺗوﻓﻰ ﻛﺎن أﻋﻣﻰ ،وﻟم ﯾﻛن ﯾرى ﺣﺗﻰ ھذا اﻟﺟدار اﻷﺻم..
وﻟﻌﻠﮫ أراد أن ﯾﺟﻌل ﺣﯾﺎﺗك ﺳﻌﯾدة ﺣﺗﻰ ﻻ ﺗ ُﺻﺎب ﺑﺎﻟﯾﺄس ﻓﺗﺗﻣﻧﻰ اﻟﻣوت.
ﻛﯾف ﻧﺷﻌر ﺑﻘﻠﯾل ﻣن اﻟﺗﺄﻣل أن اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻟﺗﻲ ﺗؤرﻗﻧﺎ ﻟﯾل ﻧﮭﺎر ﻣﺎھﻲ إﻻ
ﻧﻌم ﺗﺳﺗﺣق اﻟﺷﻛر واﻟﻌرﻓﺎن؟
وﻧﺣن ھﻧﺎ ﻟﺳﻧﺎ ﺑﺻدد اﻟﺣدﯾث ﻋن ﻣﻔﮭوم اﻹﺑﺗﻼء ،ﻓﻛﻠﻧﺎ ﻧﻌرف أن اﻹﺑﺗﻼء
ﻧﻌﻣﺔ ﻓﻲ ﺣد ذاﺗﮭﺎ ﻻ ﺗﺄﺗﻲ إﻻ ﻷﺻﺣﺎب اﻟﻘﻠوب اﻟﻣؤﻣﻧﺔ ﻓﺗﺣط ﺑﮭﺎ ﻋﻧﮭم
ﺧطﺎﯾﺎ أو ﺗرﻓﻌﮭم ﺑﮭﺎ درﺟﺎت ﻓﻲ اﻟﺟﻧﺔ ،وﻟﻛﻧﻧﺎ ﺑﺻدد اﻟﺣدﯾث ﻋن
اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻟﺗﻲ ﻧواﺟﮭﮭﺎ واﻟﮭﻣوم اﻟﺗﻲ ﻧﺗﺿرع إﻟﻰ ﷲ ﻟﯾزﯾﺣﮭﺎ ﻋﻧﺎ،
ﻓﻧﺣﺎول أن ﻧرى ﻧﻌم ﷲ ﺑﻣﻧظور ﺟدﯾد.
ﻟو ﻋﺎﻧﯾت ﻣن ﺿﯾق اﻟﺣﺎل وﻗﻠﺔ اﻟﻣﺎل ،ﻓﻠﺗﺣﻣد ﷲ أﻧك ﻟﺳت ﻣﻣﻛن
ﯾﺗﺳوﻟون ﻗوت ﯾوﻣﮭم ﻟﻌدم وﺟود ﻋﻣل ﯾدر ﻋﻠﯾﮭم دﺧل ﺛﺎﺑت.
ﻟو ﺷﻛوت ﯾوﻣﺎ ﻣن ﻋدم إﺗﺳﺎع ﻣﺳﻛﻧك ﻟﺟﻣﯾﻊ أﻏراﺿك وأﻏراض أﺳرﺗك
ﻓﺗذﻛر أﻧك ﻟﺳت ﻣﻣن ﯾﻔﺗرﺷون اﻷرﺻﻔﺔ ﻟﯾﻧﺎﻣوا ﻋﻠﯾﮭﺎ.
ﻟو وﺟدت ﯾوﻣﺎ راﺗﺑك اﻟﺷﮭري ﻣﺧﺻوﻣﺎ ﻣﻧﮫ ﻋدة ﺟﻧﯾﮭﺎت ﻓﻼ ﺗﺣﺳﺑﮫ
ظﻠﻣﺎ –وإن ﻛﺎن-ﻟﻌل ﷲ ﯾرﯾد أن ﯾطﮭر ﻣﺎﻟك وﯾﺟﻌﻠﮫ ﺣﻼﻻ ﺧﺎﻟﺻﺎ
ﻓﺄﻧت ﻻ ﺗﻌﻣل طوال ﺳﺎﻋﺎت اﻟﻌﻣل اﻟرﺳﻣﯾﺔ.
روى ﻋن ﻋروة ﺑن اﻟزﺑﯾر أﻧﮫ وﻓد ﻋﻠﻰ اﻟوﻟﯾد ﺑدﻣﺷق ،ﻓﻠﻣﺎ رﺟﻊ
أﺻﺎﺑﺗﮫ ﻓﻲ رﺟﻠﮫ اﻷﻛﻠﺔ ،ﻓﺄرادوا ﻗطﻌﮭﺎ ﻓﻌرﺿوا ﻋﻠﯾﮫ أن ﯾﺷرب ﺷﯾﺋﺎ ً
ﯾﻐﯾب ﻋﻘﻠﮫ ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾﺣس ﺑﺎﻷﻟم وﯾﺗﻣﻛﻧوا ﻣن ﻗطﻌﮭﺎ ،ﻓﻘﺎل :ﻣﺎ ظﻧﻧت
أن أﺣدا ً ﯾؤﻣن ﺑﺎ ﯾﺷرب ﺷﯾﺋﺎ ً ﯾﻐﯾب ﻋﻘﻠﮫ ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾﻌرف رﺑﮫ ﻋز وﺟل،
وﻟﻛن ھﻠﻣوا ﻓﺎﻗطﻌوھﺎ ﻓﻘطﻌوھﺎ ﻣن رﻛﺑﺗﮫ وھو ﺻﺎﻣت ﻻ ﯾﺗﻛﻠم،
وﻻ ﯾﻌرفأﻧﮫ أن ﱠ ،وروي أﻧﮭم ﻗطﻌوھﺎ وھو ﻓﻲ اﻟﺻﻼة ﻓﻠم ﯾﺷﻌر
ﻟﺷﻐﻠﮫ ﺑﺎﻟﺻﻼة.
ھﻛذا ھﻲ ﺣﯾﺎﺗﻧﺎ ﺗﺗﻧوع ﻓﯾﮭﺎ اﺣواﻟﻧﺎ ﻓﺗﻘﺳو وﺗﺷﺗد ﺣﯾﻧﺎ ً ﻓﺗرھق ارواﺣﻧﺎ
وﺗﺛﻘل ﻛواھﻠﻧﺎ ،وﺗﻧﺑﺳط ﻟﻧﺎ ﺣﯾﻧﺎ ُ ﻓﺗزھر اﯾﺎﻣﻧﺎ وﺗزھو ﻟﺣظﺎﺗﻧﺎ .
وﻣﻊ رﺗﺎﺑﺔ اﻟﺣﯾﺎة ﯾرى ﻣن ﯾرى أﻧﮫ ﯾﻛﺎد ﯾﺧﺗﻧق وان اﻷرض ﻗد ﺿﺎﻗت
ﻋﻠﯾﮫ ﺑﻣﺎ رﺣﺑت،ﻋﻠﯾل اﻟﻔؤاد ،ﺿﺎﺋق اﻷﻧﻔﺎس ،ﻛﺋﯾب اﻟﻧظرة ﯾرى اﻟدﻧﯾﺎ
ﻣﻐﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﺳواد !
ﻓﯾﺗﺳﺎﺋل ﻟﻣﺎ أﻧﺎ ﺗﻌﯾس ﻟﻣﺎ اﻟﺣزن ھو طﺎﺑﻌﻲ ؟ ! وﻟﻣﺎ اﻟﺷﻘﺎء ﺻدﯾﻘﻲ ؟ !
) ﺣزن ،ﺷﻘﺎء ،ﺗﻌﺎﺳﺔ ،ﺿﯾق ،ھم ،ﻏم ،ﻗﻠق ،اﺿطراب ،ﺗوﺗر ،
إﻛﺗﺋﺎب ،ﺧوف ،إﺣﺑﺎط (
ﻓﺎﻟﺧﺎﺷﻊ ﻓﻲ ﺻﻼﺗﮫ ﯾﺗزود ﺑﺷﺣﻧﺎت إﯾﻣﺎﻧﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ﯾﻛون ﻟﮭﺎ أﺛرا ً ﻋظﯾﻣﺎ ً
ﻋﻠﻰ أﺣﺎﺳﯾﺳﮫ وﻣﺷﺎﻋره وﺗﺻرﻓﺎﺗﮫ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ ﻧواﺣﻲ اﻟﺣﯾﺎة ﻓﺗﻘوده ﻧﺣو
ﻣﻌﺎﻧﻘﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎء وﺗﺳﻣو ﺑروﺣﮫ ﻟﻠﻘﻣم ﻓﺗﮭﻔو ﺑﻌدھﺎ ﻟﺗﻠك اﻟﻠﺣظﺎت اﻟﻣﻘدﺳﮫ
ﻓﺗﺟد اﻟﻠذة اﻟﻌظﯾﻣﺔ واﻟراﺣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻻﺗﻘدر ﺑﺛﻣن ..
::دواء اﻟﻘﻠوب وﻧور اﻟدروب " ﻗراءة اﻟﻘرآن ﺑﺗدﺑر " ::
ﻓﯾﮫ إﻧﻔراج اﻟﻛروب و راﺣﺔ اﻟﺑﺎل واﻟﻘﻠوب وﺑﮫ اﻧﺷراح اﻟﺻدر واﻟﺳرور
وھﻧﺎء اﻟﻌﯾش وﺳﻛﯾﻧﺔ اﻟﻧﻔس وطﻣﺄﻧﯾﻧﺔ اﻟﻘﻠب وﺑﮫ ﻣﺗﻌﺔ اﻟﺣﯾﺎة
وﺑﮫ اﻟﺧﯾر ﻛﻠﮫ ﻋﺎﺟﻠﮫ وآﺟﻠﮫ .
وﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ:
}اﺳ ْ ﺗ َﻐ ْ ﻔِر ُوا ر َ ﺑ ﱠﻛ ُم ْ ﺛ ُم ﱠ ﺗ ُوﺑ ُوا إ ِﻟ َ ﯾ ْ ﮫِ ﯾ ُﻣ َﺗ ﱢﻌ ْ ﻛ ُم ْ ﻣ َﺗ َﺎﻋﺎ ًﺣ َ ﺳ َﻧﺎ ً{
ھل ﺳﺄﻟت ﻧﻔﺳك :ﻣﺎ ھو اﻟﻣﯾزان اﻟذي ﯾﺟب أن ﺗزن ﺑﮫ ﻣﺧﺗﻠف أﻧﺷطﺗك
ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة،ھل ھو ﻣﻘدار ﻣﺎ ﺗﺳﺗﮭﻠك ،أم ﻣﻘدار ﻣﺎﺗزﯾد ﻓﻲ ﻋﻣﻠك وإﻧﺗﺎﺟك؟
ﻟﻧﺄﺧذ اﻟطﻌﺎم اﻟذي ﺗﺄﻛﻠﮫ ﻣﺛﺎﻻ ً ،ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻧﺟد أن اﻟذي ﯾﻧﻔﻊ اﻹﻧﺳﺎن ﻣﻧﮫ
وﯾﻌطﯾﮫ اﻟﻘوة واﻟطﺎﻗﺔ ﻟﯾس ھو ﻣﺎ ﯾﺄﻛل اﻟﺷﺧص ،ﺑل ھو ﻣﺎﯾﮭﺿم ﻣﻧﮫ.
أﻣﺎ )آﻟﯾﺔ اﻟﻌﻣل( ﻓﮭﻲ ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ أﻣور ﺛﻼﺛﺔ أﯾﺿﺎ ً:
ﻣﺛل ﻓﻘدان اﻹرادة أو ﻓﻘدان اﻟرؤﯾﺔ ،أو ﻓﻘدان ھدف ﻣﺣدد ..ورﺑﻣﺎ ﺗﻛون
اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟطرﯾق اﻟﺧطﺄ اﻟذي ﯾﺳﻠﻛﮫ اﻟﻔرد ،ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن وﺟود اﻟروح،
وﺗﺣدﯾد اﻟﮭدف ،ﻓﮭو ﻛﻣن ﯾرﯾد اﻟوﺻول اﻟﻰ ﻣﻛﺔ وﻟﻛﻧﮫ ﯾﺳﻠك طرﯾق
ﺑﻐداد.
وﻣﻊ وﺟود أي ﺧﻠل ،ﻓﺈن ﻋﻠﯾﻧﺎ أن ﻧدرس اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﻟﻧﺗﻌرف ﻋﻠﻰ ﻣﻛﻣن
اﻟﺧﻠل ،ﻓﻣن ﯾﻔﺗﻘد اﻹرادة ،وﻻﯾﺗﺧذ اﻟﻘرار اﻟﻣﻧﺎﺳب ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟﻣﻧﺎﺳب،
ﻟن ﯾﻧﻔﻊ ﻣﻌﮫ ﺗوﻓر اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻠﻧﺟﺎح ،وإن ﻛﺎن ﻣﻌظم اﻟذﯾن ﯾﻌﺎﻧون
ﻣن اﻟﺧﻠل ﻓﻲ اﻟروح ﯾﻌﻠﻘون أﺳﺑﺎب إﺧﻔﺎﻗﮭم ﻋﻠﻰ ﻣﺷﺟب ﻓﻘدان اﻟوﺳﺎﺋل،
ﻓﻛم ﻣن وﺳﺎﺋل ﺗراﻛﻣت ﻓﻲ اﻹدارات واﻟﻣﻛﺎﺗب ،ﻟﻛﻧﮭﺎ ﺑﻣرور اﻟزﻣن
أﺻﺑﺣت ﻋﻘﺑﺔ أﻣﺎم اﻹﻧﺟﺎزات ،وﻟﯾس وﺳﯾﻠﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾﻘﮭﺎ.
وﻣﺎ أﻛﺛر اﻟﻔرص اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗذھب ﻣﻊ اﻟرﯾﺢ ،ﻻ ﻷن اﻟﻧﺎس ﻏﯾر
راﻏﺑﯾن ﻓﻲ اﻗﺗﻧﺎﺻﮭﺎ ،ﺑل ﻷﻧﮭم ﻟم ﯾﺧططوا ﻟﻼﺳﺗﻔﺎدة ﻣﻧﮭﺎ ،ﻓﺎﻟﺗﺧطﯾط
اﻟﻣﺳﺑق ﺟزء ﻣن اﻵﻟﯾﺔ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻟﻠﻧﺟﺎح.
ﺳﺎدﺳﺎ ً :ﻗم ﺑﻘﯾﺎس ﻣدى ﺗﻘدﻣك ﻋﻠﻰ ﺿوء اﻟﺧطﺔ اﻟﺗﻲ وﺿﻌﺗﮭﺎ.
ﺳﺎﺑﻌﺎ ً :ﻻﺗﺣﺎول ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺧطﺔ دﻓﻌﺔ واﺣدة ،ﺑل اﺟﻌﻠﮭﺎ ﺧطوات ﻣﺗﺗﺎﺑﻌﺔ.
ﺛﺎﻣﻧﺎ ً :إﻋط ﻛل ﺟزء ﻣن اﻟﺧطﺔ ﺣﻘﮫ ﻣن اﻟﻧﺷﺎط واﻟﻌﻣل ،ﺑﺷﻛل ﻣﺗﺳﺎو ﻣﻊ
ﺑﻘﯾﺔ اﻷﺟزاء ،واﻟﻣطﻠوب ﻗﺑل ﻛل ذﻟك وﻣﻌﮫ وﺑﻌده طﻠب اﻟﺗوﻓﯾق ﻣن
اﻟﺑﺎري ﻋز وﺟل إذ ﺑدون ذﻟك ﻻﻣﺟﺎل ﻟﻠﻧﺟﺎح.
ﻛﻣﺎ أن ﻋدم اﻟﺗﺄﺟﯾل أﯾﺿﺎ ً ﺿروري ،وﺑﻣﺛل ھذه اﻟﺧطﺔ ﯾﻛون ﻟدﯾك
)ﻣﯾزان( ﺗﺳﺗطﯾﻊ ان ﺗوزن ﺑﮫ اﻷﺷﯾﺎءو وﺗﻘدر ﻣﺧﺗﻠف اﻷﻣور.
ﻋش ﻓﻲ ﺣدود اﻟﻠﺣظﺔ اﻟراھﻧﺔ
وﻟﻛﻲ ﯾﻌﯾش اﻹﻧﺳﺎن ﻓﻲ ﺣدود اﻟﻠﺣظﺔ اﻟراھﻧﺔ ﻓﺈن ﻋﻠﯾﮫ أن ﯾﻧﻘطﻊ ﻓورا
ﻋن اﻟﺗﻔﻛﯾر ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺿﻲ واﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﯾﺟب أن ﯾﻔﻛر ﻓﻲ اﻟﻠﺣظﺔ اﻟﺗﻲ ﺑﯾن
ﯾدﯾﮫ وﯾﻐﻠق ﺟﻣﯾﻊ اﻷﺑواب ﺑوﺟﮫ ﻣﺎ ﻓﺎﺗﮫ وﻣﺎ ﺳﯾﺄﺗﯾﮫ ،ﻷن ﻛﻼ ﻣن
اﻟﻣﺎﺿﻲ واﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﻟﯾس إﻻ ﻋدﻣﺎ ﻣﺣﺿﺎ.
وﻟﻛن ﻣﺗﻰ ؟
ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ...وھذا اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﻣﺗﻰ ﯾﺄﺗﻲ ؟ أﻧﮫ ﻻﯾﺄﺗﻲ أﺑدا ...ﻷﻧﮫ ﻟﯾس
إﻻ طرﯾﻘﺔ ﻟﻠﺗﮭرب ﻣن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺎت ،أﻧﮭم ﯾؤﺟﻠون ﻣوﻋد اﻟﻌﻣل ﺑﮭذه
اﻟﺗﺑرﯾرات ﯾوﻣﺎ ﺑﻌد ﯾوم ،وﻛل ﯾوم ﺟدﯾد ﻟﯾس ﺻﺎﻟﺣﺎ ﻟﻠﻌﻣل ﻋﻧدھم ...
ﺑل اﻟﺻﺎﻟﺢ ھو اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل .اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل اﻟﺻﺎﻟﺢ ﻻ ﯾﺄﺗﻲ أﺑدا .
ﻋﺷﺎن ﺗﻛون ﻧﺎﺟﺢ ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗك ﻻزم ﺗﻛون )ﻓﺎﻋل( وﻟﯾس )ﻣﻔﻌوﻻ ﺑﮫ(..
ﻛده ﺑﻛل ﺑﺳﺎطﺔ ﻓﯾﮫ ﻧﺎس ﺑﺗﻌﺗﺑر ﻧﻔﺳﮭﺎ داﯾﻣﺎ )ﻣﻔﻌول ﺑﮫ( طول اﻟوﻗت..
وﻧﺎس ﺗﺎﻧﯾﺔ ﺑﺗﻌﺗﺑر ﻧﻔﺳﮭﺎ )ﻓﺎﻋل( ﻣﮭﻣﺎ ﺣﺻل.
واﻟﻧوع اﻟﺗﺎﻧﻲ ده ھم اﻟﻠﻲ ﺑﯾﻛوﻧوا ﻧﺎﺟﺣﯾن ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﮭم..
ﻋﺎﯾزﯾن ﺗوﺿﯾﺢ أﻛﺗر؟
أﻣﺛﻠﺔ ﻣن ﻣﻘوﻻﺗﮫ
أﻧﺎ ﻟو ﻛﻧت ﻓﻲ ﺑﻠد ﺗﺎﻧﯾﺔ ﻛﺎن زﻣﺎﻧﻲ ﻧﺟﺣت
اﻟﻣدﯾر ﺑﺗﺎﻋﻲ ھو ﺳﺑب ﺗﻌﺑﻲ
أﻧﺎ رﺳﺑت ﻓﻲ اﻻﻣﺗﺣﺎن ﻋﺷﺎن اﻟﻣدرس ﻣﺎ ﺑﯾﻌرﻓش ﯾﺷرح
وﻏﺎﻟﺑﺎ اﻟﺷﺧص ده ﺑﯾﻛون ﻓﺎﺷل ..ﻷﻧﮫ ﻣﺟرد ﻣﻔﻌول ﺑﮫ
اﻟﺷﺧص اﻟﻔﺎﻋل
ھو اﻟﺷﺧص اﻟذي ﯾﺣﺿر ﻣظﻠﺔ ﻟﯾذھب ﻟﻌﻣﻠﮫ ﻟو اﻟدﻧﯾﺎ ﻣطرت
ھو اﻟﺷﺧص اﻟذي ﻻ ﺗﺗﺣﻛم ﻓﯾﮫ اﻟظروف ،ﺑل ھو اﻟذي ﯾﺗﺣﻛم ﺑﮭﺎ ..وأن
أي ﻋﻘﺑﺔ ﻓﻲ طرﯾﻘﮫ ھﻲ ﻣﺟرد ﺗﺣد ٍ آﺧر ﻟﮫ ﯾﺟب أن ﯾواﺟﮭﮫ ﻟﯾﺻل ﻟﮭدﻓﮫ
أﻣﺛﻠﺔ ﻣن ﻣﻘوﻻﺗﮫ
أﻧﺎ ھﺎﻧﺟﺢ رﻏم ﻛل اﻟظروف
ﺳﺄﺻﻠﺢ ﻋﻼﻗﺗﻲ ﺑﺎﻟﻣدﯾر اﻟﺟدﯾد أو أﺟد وظﯾﻔﺔ أﻓﺿل
اﻟﻣدرس ﻻ ﯾﺷرح ﺟﯾدا ..ھذا ﯾﻌﻧﻲ أن أھﺗم ﺑﺎﻟﻣذاﻛرة أﻛﺛر ﻷﻓﮭم
اﻟدرس.
وداﯾﻣﺎ اﻟﺷﺧص اﻟﻔﺎﻋل ده ﺑﯾﻛون ﻧﺎﺟﺢ ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﮫ
وﺑﯾﺻل ﻟﻛل اﻟﻠﻲ ھو ﻋﺎﯾزه
وإﻧت اﻟﻠﻲ ﻻزم ﺗواﺟﮫ ﻣﺷﺎﻛﻠك وﺗﺣﻠﮭﺎ ..ﻷن ﻣﺎﺣدش ھﯾﺣﻠﮭﺎ ﻟﯾك ﻏﯾرك
إﻧت ﻷﻧﮭﺎ –ﺑﺑﺳﺎطﺔ– ﺣﯾﺎﺗك إﻧت ﻣش ﺣﯾﺎة ﺣد ﺗﺎﻧﻲ.
ﺗﺑدأ ﻓﻲ اﻟﺑﺣث ﻋن اﻷﺳﺑﺎب وراء ھذا اﻟﻔﺷل ،و ﯾﺻل ﺑك ھذا اﻟﺷﻌور
ﺑﺎﻟﻔﺷل إﻟﻰ إﻟﻘﺎء اﻟﻠوم ﻋﻠﻰ اﻵﺧرﯾن و ﻋﻠﻰ اﻟظروف اﻟﻣﺣﯾطﺔ ،ﻓﺗﺻﺑﺢ
ﻏﺎﺿﺑﺎ ﯾﺎﺋﺳﺎ ﻣن ﺣﯾﺎﺗك ،اﻟﻔﺷل ﻣﺣﯾط ﺑك ﻣن ﻛل ﺟﺎﻧب ،ﻓﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﻔﺷل
ﻓﺷل ﻓﻔﺷل ﺛم ﻓﺷل ﻟﻸﺑد …
ﻗدﯾﻣﺎ و ﻓﻲ أﺣد ﻗرى اﻟﮭﻧد اﻟﺻﻐﯾرة ،ﻛﺎن ھﻧﺎك ﻣزارع ﻏﺑر ﻣﺣظوظ
ﻻﻗﺗراﺿﮫ ﻣﺑﻠﻐﺎ ﻛﺑﯾرا ﻣن اﻟﻣﺎل ﻣن أﺣد ﻣﻘرﺿﻲ اﻟﻣﺎل ﻓﻲ اﻟﻘرﯾﺔ.
ﻣﻘرض اﻟﻣﺎل ھذا -و ھو ﻋﺟوز و ﻗﺑﯾﺢ -أﻋﺟب ﺑﺑﻧت اﻟﻣزارع اﻟﻔﺎﺗﻧﺔ،
ﻟذا ﻗدم ﻋرﺿﺎ ﺑﻣﻘﺎﯾﺿﺔ .
ﻗﺎل :ﺑﺄﻧﮫ ﺳﯾﻌﻔﻲ اﻟﻣزارع ﻣن اﻟﻘرض إذا زوﺟﮫ اﺑﻧﺗﮫ .ارﺗﺎع اﻟﻣزارع و
اﺑﻧﺗﮫ ﻣن ھذا اﻟﻌرض .ﻋﻧدﺋذ اﻗﺗرح ﻣﻘرض اﻟﻣﺎل اﻟﻣﺎﻛر ﺑﺄن ﯾدع اﻟﻣزارع
و اﺑﻧﺗﮫ ﻟﻠﻘدر أن ﯾﻘرر ھذا اﻷﻣر .أﺧﺑرھم ﺑﺄﻧﮫ ﺳﯾﺿﻊ ﺣﺻﺎﺗﯾن واﺣدة
ﺳوداء و اﻷﺧرى ﺑﯾﺿﺎء ﻓﻲ ﻛﯾس اﻟﻧﻘود ،و ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺗﺎة اﻟﺗﻘﺎط أﺣد
اﻟﺣﺻﺎﺗﯾن .
ﺗﺄﻣل ﻟﺣظﺔ ﻓﻲ ھذه اﻟﺣﻛﺎﯾﺔ ،إﻧﮭﺎ ﺗﺳرد ﺣﺗﻰ ﻧﻘدر اﻟﻔرق ﺑﯾن اﻟﺗﻔﻛﯾر
اﻟﺳطﺣﻲ و اﻟﺗﻔﻛﯾر اﻟﻣﻧطﻘﻲ.
إن ورطﺔ ھذه اﻟﻔﺗﺎة ﻻ ﯾﻣﻛن اﻹﻓﻼت ﻣﻧﮭﺎ إذا اﺳﺗﺧدﻣﻧﺎ اﻟﺗﻔﻛﯾر اﻟﻣﻧطﻘﻲ
اﻻﻋﺗﯾﺎدي .ﻓﻛر ﺑﺎﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﻲ ﺳﺗﺣدث إذا اﺧﺗﺎرت اﻟﻔﺗﺎة إﺟﺎﺑﺔ اﻷﺳﺋﻠﺔ
اﻟﻣﻧطﻘﯾﺔ ﻓﻲ اﻷﻋﻠﻰ .
أدﺧﻠت اﻟﻔﺗﺎة ﯾدھﺎ ﻓﻲ ﻛﯾس اﻟﻧﻘود و ﺳﺣﺑت ﻣﻧﮫ ﺣﺻﺎة و ﺑدون أن ﺗﻔﺗﺢ
ﯾدھﺎ و ﺗﻧظر إﻟﻰ ﻟون اﻟﺣﺻﺎة ﺗﻌﺛرت و أﺳﻘطت اﻟﺣﺻﺎة ﻣن ﯾدھﺎ ﻓﻲ
اﻟﻣﻣر اﻟﻣﻣﻠوء ﺑﺎﻟﺣﺻﻰ ،و ﺑذﻟك ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﺟزم ﺑﻠون اﻟﺣﺻﺎة اﻟﺗﻲ
اﻟﺗﻘطﺗﮭﺎ اﻟﻔﺗﺎة .
و ﺑﻣﺎ أن ﻣﻘرض اﻟﻣﺎل ﻟن ﯾﺟرؤ ﻋﻠﻰ ﻓﺿﺢ ﻋدﻣﺄﻣﺎﻧﺗﮫ ‘ ﻓﺈن اﻟﻔﺗﺎة ﻗد
ﻏﯾرت ﺑﻣﺎ ظﮭر أﻧﮫ ﻣوﻗف ﻣﺳﺗﺣﯾل اﻟﺗﺻرف ﺑﮫ إﻟﻰ ﻣوﻗف ﻧﺎﻓﻊ ﻷﺑﻌد
اﻟﺣدود.
ﻋش ﯾوﻣك
أﻣس أﻧﺗﮭﻰ وﻏدا ﻻ ﻧﻣﻠك ﺿﻣﺎﻧﺎ ً ﻟﻣﺟﯾﺋﮭ ﻓﻘط اﻟﯾوم
ھو ﻣﺎ ﻧﻣﻠﻛﮭ وﻧﻣﻠك اﻷﺳﻣﺗﺎع ﺑﮭ .
ﻋش ﯾوﻣك وأﺳﺗﻔد ﻣن ﺗﺟﺎرب اﻟﻣﺎﺿﻰ
ﻣن ﻏﯾر أن ﺗﻌﯾش ﻣﺷﺎﻛﻠﮭ وھﻣوﻣﮭ
ﺛق ﺑﺧﺎﻟﻘك اﻟذى ﯾﻌطﻰ ﻟﻠطﺎﺋر رزﻗﮭ ﯾوﻣﺎ ﺑﯾوم .
ھل ﺳﻣﻌت ﻋن طﺎﺋر ﯾﻣﻠك ﺣﻘﻼ ً أو ﺣدﯾﻘﺔ ؟
إﻧﮭ اﻟﯾﻘﯾن ﺑﺎ واﻟﺗوﻛل ﻋﻠﯾﮭ واﻟﺛﻘﺔ ﺑﻣﺎ ﻋﻧده .اﻷﻓﺿل ﻗﺎدم
ﺷرﯾطﺔ أن ﺗﺣﺳن اﻟظن ﺑﺧﺎﻟﻘك وﻻ ﺗﺿﯾﻊ ﯾوﻣك.
ﻻ ﺗﺄﻛل ﻧﻔﺳك
إن ﻋﻘﺑﺎت اﻟﺣﯾﺎة ﻻ ﯾﺟب أن ﻧﻘﺎﺑﻠﮭﺎ ﺑﺿﯾق وﻗﻠق ﺑل ﻧﺄﺧذھﺎ
ﻋﻠﻰ إﻧﮭﺎ دروس ﻧﺗﻌﻠم ﻣﻧﮭﺎ ﻓﻛل ﺗﺟرﺑﺔ ﻏﯾر ﻣوﻓﻘﺔ ھﻰ درس وأى
ﺧﺳﺎرة ﯾﺟب أن ﻧﺄﺧذھﺎ ﻋﻠﻰ إﻧﮭﺎ ﻣﺻل ﯾﻘﯾﻧﺎ ﺿد أزﻣﺎت اﻟﺣﯾﺎة
أﻧظر داﺧﻠك
إن اﻟﺧطﺄ اﻷﻛﺑر ﺑﺄن ﺗﻧظم اﻟﺣﯾﺎة ﻣن ﺣوﻟك وﺗﺗرك اﻟﻔوﺿﻰ ﻗﻰ ﻗﻠﺑك
اﻧظر داﺧﻠك وأروا ﺑﻣﺎء اﻟﺣﺎﺳﺔ واﻟﯾﻘﯾن ﺑذور اﻟﺧﯾر واﻟﺟﻣﺎل واﻟﺗﻘدم.
اﻟﻣﺷﺎﻛل اﻟﺻﻐﯾرة
ﺳﻌﺎدة ﻣﻌظم اﻟﻧﺎس ﻻ ﺗﮭدﻣﮭﺎ اﻟﻛوارث اﻟﻛﺑرى أو اﻷﺧطﺎء اﻟﻘﺎﺗﻠﺔ
ﺑل اﻟﺗﻛرار اﻟﺑطﺊ ﻟﻸﺷﯾﺎء اﻟﺻﻐﯾرة اﻟﻣدﻣرة.
اﻟرﻛن اﻟﺿﻌﯾف
ﻻ ﯾﺧدﻋﻧك اﻟﺗﻔﺎف اﻟﻧﺎس ﺣوﻟك أو ھﺗﺎﻓﮭم ﻟك ﻓﺗظن أﻧك ﻗد ﻣﻠﻛت
ﻧﺎﺻﯾﺗﮭم وأﻧﮭم ﻗد أﺳﻠﻣوا ﻟك أﻣر ﺣﯾﺎﺗﮭم ﻓﻣﺎ أﺳﮭل أن ﯾﺗرﻛوك
وﺣدك ﻓﻰ ﻣﻧﺗﺻف اﻟطرﯾق إذا ﻣﺎ أﻗﺑﻠت ﻣﺣﻧﺔ.
ﻗﺻﻘص ﺣﻠﻣك
ﯾﺟب أن ﯾﻛون ﺣﻠﻣﻧﺎ ﻛﺑﯾرا ً ﻟﻛﻧﻧﺎ ﯾﺟب أن ﯾﺟب ﻧﺗﻌﻠم ﻛﯾف
ﻧﺟزﺋﮭ وﻧﺣوﻟﮭ إﻟﻰ أھداف ﺻﻐﯾرة وﻣرﺣﻠﯾﺔ.
ﺟﻧﺔ ﻗﻠﺑك
ﻣن ﯾﻣﺗﻠك ﺑداﺧﻠﮭ رؤﯾﺔ ﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ ﻣﺗﻔﺎﺋﻠﺔ ﻓﻘد اﻣﺗﻠك اﻟداﻓﻊ اﻟﻧﻔﺳﻰ
اﻟذى ﯾﻌﺻﻣﮭ ﻣن اﻵﻧﮭﯾﺎر واﻟﺗﻣزق أﻣﺎم اﻟﻣﺷﻛﻼﺗواﻟﻛوارث.
ﻻ ﺗﺧدﻋﻧك اﻟﻣظﺎھر
رب ﺿﺎﺣك واﻷم ﯾﻌﺗﺻر ﻛﺑده وآﺧر ھﺎدىء اﻟﺟﻧﺎن واﻟﺳﻌﺎدة
واﻟﺣﺑور ﺗﺣﻣﻠﮭ ﻋﻠﻰ ﺟﻧﺎﺣﯾﮭﺎ وﺗطﯾر ﺑﮭ ﻓﻰ ﻋواﻟﻣﮭﺎ.
اﻟﺣﯾﺎة ﻓﻰ ﺳﺑﯾل ﷲ
اﻟﺣﯾﺎة ﻓﻰ ﺳﺑﯾل ﷲ ﻛﺎﻟﻣوت ﻓﻰ ﺳﺑﯾل ﷲ ﺟﮭﺎد ﻣﺑرور ،وأن اﻟﻔﺷل ﻓﻰ
ﻛﺳب اﻟدﻧﯾل ﯾﺳﺗﺗﺑﻊ اﻟﻔﺷل ﻓﻰ ﻧﺻرة اﻟدﯾن ،إن ﻟم ﺗزد ﺷﯾﺋﺎ ﻓﻰ اﻟدﻧﯾﺎ ﻛﻧﺎ
ﻧﺣن زاﺋدﯾن ﻋﻠﯾﮭﺎ .إن ﻣن ﻏﺎﯾﺔ اﻟﺣﯾﺎة اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻌﺎدة اﻟﺗﻰ أرادھﺎ
ﷲ ﺑطرق ﻣﺷروﻋﺔ ﻓﻣن ﯾطﻠﺑﮭﺎ ﺑوﺳﺎﺋﻠﮭﺎ اﻟﺷرﯾﻔﺔ ﻓﺈﻧﻣﺎ ﯾﺣﻘق إرادة ﷲ.
اﻟﺧوف ﻣن اﻟﺣرﯾﺔ
ﻓﻠﻠﻧﺟﺎح ﻣﺗطﻠﺑﺎت ودواﻓﻊ وﺗﻛﺎﻟﯾف وﻟﻠﺣرﯾﺔ ﺿرﯾﺑﺔ وﻟﯾس ﻛل اﻟﺑﺷر
ﻗﺎدرﯾن ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻣل ﺗﻠك اﻟﺿراﺋب واﻟﺗﻛﺎﻟﯾف .إن ﺑﯾﻧﻧﺎ ﻣﺑدﻋﯾن وﻋﺑﺎﻗرة
ﻟﻛن ﻗﻠوﺑﮭم راﺿﯾﺔ ﺑﻘﻠوب اﻟرق واﻹﺳﺗﻌﺑﺎد ﻟذا ﻻ ﯾﺳﻣﻊ ﺑﮭم أﺣد
وﯾﻣوﺗون ﻓﻰ ﺻﻣت.
ﻻ ﺗﺳﺗﺻﻐر ﻧﻔﺳك
ﻟﻣﺎذا ﻻ ﻧﺿﻊ ﻷﻧﻔﺳﻧﺎ أھداف ﻓﻰ اﻟﺣﯾﺎة ﺛم ﻧﻌﻠن ﻟذواﺗﻧﺎ وأﻧﻔﺳﻧﺎ
وﻟﻠﻌﺎﻟم أﻧﻧﺎ ﻗﺎدﻣون ﻟﻧﺣﻘق أھداﻓﻧﺎ وﻧﻐﯾر وﺟﮭ ھذھﺎﻷرض.
ﻋﻧدﻣﺎ ﺗطﻣﺢ ﻓﻰ ﺷﻰء وﺗﺳﻌﻰ ﺟﺎدا ﻓﻰ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﯾﮭ ،ﻓﺈن اﻟﻌﺎﻟم
ﺑﺄﺳره ﯾﻛون ﻓﻰ ﺻﻔك.
ﺣﺎﺻر ﻗﻠﻘك
اﻧﺷﻐل داﺋﻣﺎ واھرب ﻣن ﻓﺦ اﻟﻔراغ .ﻻ ﺗﺣزن ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﺎت إذا رﺗﺑت ﺣﯾﺎﺗك
ﺑﺣﯾث ﺗﻌطﻰ ﻟﻛل ﺟﺎﻧب ﻣن ﺟواﻧﺑﮭﺎ ﺣﻘﮭﺎ ﻣﻧﺎﻷھﺗﻣﺎم واﻟرﻋﺎﯾﺔ واﻟدأب
واﻟﻌﻣل ﻓﺛق ﯾﻘﯾﻧﺎ أن اﻟﻘﻠق ﻟن ﯾطرق ﺑﺎب ﻗﻠﺑك أﺑدا ً .
ﻟﻌﺑﺔ اﻟﻣﺎل
ﻧﻌم ھﻧﺎك أﻏﻧﯾﺎء ﺳﻌداء وﻟﻛن ﻟو ﻓﺗﺷت ﻟدﯾﮭم ﻟوﺟدت اﻟﻣﺎل ﻋﻧﺻرا ً
ﺿﺋﯾﻼ ﻓﻰ ﻣﻧظوﻣﺔ اﻟﺳﻌﺎدة وأن اﻟﻣﺣرك اﻷول واﻟﻣﺣرك اﻷھم ھو اﻟﻘﻧﺎﻋﺔ
واﻟرﺿﺎ وطﻣﺄﻧﯾﻧﺔ اﻟﻧﻔس وھﻧﺎﺋﮭﺎ.
اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ
اﻟﻘﺑور ﻣﻠﯾﺋﺔ ﺑﺄﺷﺧﺎﺻﺧﯾل ﻟﮭم اﻟﻐرور واﻟﻛﺑر أن اﻟﺣﯾﺎة ﻟن ﺗﻣﺿﻰ ﺑدوﻧﮭم
وھﺎ ھﻰ اﻟﺣﯾﺎة ﺗﺳﯾر ﺑروﺗﯾﻧﮭﺎ اﻟﻌﮭود وھم ﺗﺎرﯾﺦ ﺳﺎﺑق .إن اﻟدﻧﯾﺎ ﻣزرﻋﺔ
اﻟﺧﯾر وإن اﻹﺳﺗﻐﻼل اﻟﻌظﯾم ﻟﻠﺣﯾﺎة ھوأن ﻧﻘﺿﯾﮭﺎ ﻓﻰ ﻋﻣل ﺷﺊ ﻣﺎ ﯾﺑﻘﻰ
ﻣﻌﻧﺎ ﺑﻌد اﻟﺣﯾﺎة.
ﺗﺂﻟف ﻣﻊ اﻟﻧﻘد
اﻟﻘﻠوب اﻟﻌظﯾﻣﺔ ﯾﺎ ﺻدﯾﻘﻰ ﺗﻘﺑﺎ اﻟﻧﻘد ﺑﮭدوء ﻧﻔس وﺑﺳﺎطﺔ ،ﻓﺗﻧظر ﻓﯾﮭ
ﺑروﯾﺔ وﺗدﺑر ﻓﺈن ﻛﺎن إﯾﺟﺎﺑﯾﺎ ﺣﻘﯾﻘﯾﺎ ً ﺷﻛر ﺻﺎﺣﺑﮭ وأﺟزل ﻟﮭ اﻟﺛﻧﺎء وإن
ﻛﺎن ﻧﻘداﺟﺎﺋرا ظﺎﻟﻣﺎ أﻓﺣم اﻟﻧﺎﻗد ﺑﮭدوﺋﮭوﺻﺑره وﺣﻠﻣﮭ.
ﻋﺻﻔور اﻟﺣﯾﺎة
إن اﻟﺳﻌﺎدة ﻛﻌﺻﻔور ﺟﻣﯾل ﻣﺎ ﯾﻠﺑث أن ﯾﺣط ﻋﻠﻰ ﻛﺗف ﻣن ﻧﺎداه ﻟﯾﻐرد
ﻟﮭ أﻧﺷودة اﻟﺑﮭﺟﺔ واﻟﻣرح وﺷرطﮭ اﻟوﺣﯾد أن ﺗﻛون راﻏﺑﺎ ﺣﻘﺎ ﻓﻰ ﺳﻣﺎع
أﻧﺷودﺗﮭ اﻟﺟﻣﯾﻠﺔ وأن ﺗﻔﺗﺢ ذراﻋﯾك ﻣﺗﻔﺎﺋﻼ ﻣﺑﺗﺳﻣﺎ راﺿﯾﺎ ﺑﻣﺎ ﻛﺗﺑﮭ ﷲ
ﻋﻠﯾك ﻏﯾر ﻣﺗذﻣر وﻻ ﺷﺎﻛﻰ وﻻﺣظ إن ﻋﺻﻔور اﻟﺳﻌﺎدة ﯾطﯾر ﻓزﻋﺎ إذا ﻣﺎ
ﻻﺣظ ﺳﺣب اﻟﺗﺷﺎؤم واﻟﺧوف واﻟﻘﻠق ﺗﻠوح ﻓﻰ اﻷﻓق.
ﻣﺎﺗﺧﺷﺎه أﻓﻌﻠﮭ
إذا ھﺑت أﻣرا ﻓﻘﻊ ﻓﯾﮭ ﻓﺈن ﺷدة ﺗوﻗﯾﮭ أﻋظم ﻣﻣﺎ ﺗﺧﺎف ﻣﻧﮭ ،ﻻ ﺗﺳﺗﻠم
ﻟﺧوﻓك وھﺎﺟم ﺗرددك ورھﺑﺗك .اﺳﺗﺷر أﺻﺣﺎب اﻟﺧﺑرةواﻟﻣﻌرﻓﺔ إذا ﻣﺎ
ﻋراك ﺣﺎدث أﺧذ ﻣن روﺣك ﻣﺄﺧذا وﻛن ﻣﻊ ﷲ وﻻ ﺗﺑﺎﻟﻰ.
اﻟطرﯾق اﻟﻣؤﻟم
اﻟﺣق وﺣﻣﻠﺗﮭ ھم ﻣن ﯾﻧﻌﻣون ﻋﻠﻰ طول اﻟطرﯾق ﺑرﻏم آﻻﻣﮭم وأﺣزاﻧﮭم
وﻣﺻﺎﺋﺑﮭم ﻓﺈن اﻟﯾﻘﯾن اﻟﺣﻰ اﻟذى ﯾﮭﺑﮭم ﷲ إﯾﺎه ﯾﻌﻣل ﻓﻰ زرع ﺑرد
اﻟطﻣﺄﻧﯾﻧﺔ ودفء اﻟﺳﻌﺎدة ﺑداﺧﻠﮭم.
ﻛن ﺟﺑﻼ ً
ﻛن ﺟﺑﻼ ً ﯾﺎ ﺻدﯾﻘﻰ وﻻ ﺗرھﺑﻧك ﺿرﺑﺎت اﻟﺻواﻋق اﻟﻌﺎﺗﯾﺔ ﻓﻘد ﺛﺑت
ﻓﻰ ﺗﺎرﯾﺦ اﻷﺑطﺎل أن اﻟﻧﺻر ﻓﻰ اﻟﺣﯾﺎة ﯾﺣﺻل ﻋﻠﯾﮭ ﻣن ﯾﺗﺣﻣل اﻟﺿرﺑﺎت
ﻻ ﻣن ﯾﺿرﺑﮭﺎ.
اﺣﺗﻔظ ﺑﮭدوﺋك
ﯾﺟب أن ﺗﺣﺗﻔظ ﺑﺛﺑﺎﺗﻧﺎ وھدوﺋﻧﺎ إذا ﻣﺎ ﺗﻌﻛر ﻣﺎء اﻟﺣﯾﺎة وﺗﺷوﺷت اﻟرؤﯾﺔ
ﻟﻔﺗرة أﻣﺎم أﻋﯾﻧﻧﺎ ﺳواء ﻛﺎن ھذا اﻟﺗﻔﻛﯾر ﺑﻔﻌل ﻋدو أو ﺑﺳﺑب ﺗﺻﺎرﯾف
اﻟﻘدر ودواﺋر اﻷﯾﺎم .اﻟﺛﺑﺎت وﻗت اﻟﺷدة ﯾﺣﺗﺎج ﻟﯾﻘﯾن ﺣﻰ وﺗﻣرس ﻣﺳﺗﻣر
وھدوء أﻋﺻﺎب ﻣﺳﺗﻣد ﻣن روح ﻣﺗزﻧﺔ.
ﻟﯾﻛن ﻟك ھدف.
دع ﺣﺑك ﯾﻌﻠن ﻋن ﻧﻔﺳﮭ
ﻧﻌم ﯾﺣﺗﺎج اﻟﺣب إﻟﻰ إﻋﺗراف وﺑوح وﺗﺄﻛﯾد ،ﺗﺣﺗﺎج اﻷﺣﺎﺳﯾس اﻟراﻛدة
ﻓﻰ ﻋﻣق اﻟﻔؤاد أن ﺗﺳﯾل ﻛﻠﻣﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﻠﺳﺎن ﻟﺗﺳﺗﻣﻊ ﺑﮭﺎ أذن وﻗﻠب
اﻟﻣﺣﺑوب.
ﻛن ﻣﺧﺗﻠﻔﺎ
أن اﻟذﻛﺎء اﻟﺗﻘﻠﯾدى واﻟرﺗﯾن اﻟذى ﺗﻣرﺳﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻠﮭ ﻗد ﻻ ﯾﻧﻔﻌﻧﺎ ﻓﻰ ﺣل
ﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣﻌﺿﻼت وأﻧﻧﺎ ﯾﺟب أن ﻧﺗﻣﺗﻊ ﺑﺈﺑداع وﻣروﻧﺔ ﻓﻰ طرح اﻷﻓﻛﺎر
اﻟﺑدﯾﻠﺔ.
ﺑﺋر اﻟرﻏﺑﺎت
إن ﺗﺄﺟﯾل اﻟﺳﻌﺎدة ﻻ ﯾﻔﯾد وأن اﻟﺗﺳوﯾف ﻗد ﯾرﺗدى ﺛوب اﻟطﻣوح ﻟﯾﺧدﻋﻧﺎ
ﻓﯾﺧﯾل ﻟﻠﻣرء أﻧﮭ ﯾﻣﺿﻰ ﻣن أﺟل ﻏﺎﯾﺔ ﺛﻣﯾﻧﺔ وﯾﺿﺣﻰ ﻣن أﺟﻠﮭﺎ وھو ﻓﻰ
ﺣﻘﯾﻘﺔ اﻷﻣر ﯾﺿﯾﻊ ﻋﻣره وﯾﻘﺗل ﺳﻧﯾن ﺣﯾﺎﺗﮭ .ﻧﺣن ﻻ ﻧﻣﻠك اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﻟﻛﻧﻧﺎ
ﺗﻣﻠك اﻟﺣﺎﺿر وﻗطﺎر اﻟﺳﻌﺎدة ﻗد ﯾﺗﻌود أﻻ ﯾﺗوﻗف ﻓﻰ ﻣﺣطﺗﻧﺎ إذا ﻣﺎ وﺟد
ﻣﻧﺎ ﺟﻔﺎء وﻋدم اﺣﺗﻔﺎء ﺑﻣﻘدﻣﮭ.
ﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﺣﯾﺎة
دورك أن ﺗﺣﯾﺎ إﯾﺟﺎﺑﯾﺎ طﺎﻟﺑﺎ ً ﻟﻠﺗﻐﯾﯾر راﻓﺿﺎ ً أن ﺗﻧﺟرف ﻓﻰ ﺷﻼﻻت اﻷﺧطﺎء
وﻣزاﻟق اﻟﻌﯾوب وﺣﺎذر أن ﺗﻘﺿﻰ ﺣﯾﺎﺗك ﺣزﻧﺎ ً وأﺳﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﺣﯾﺎة اﻟﺗﻰ
ﻛﺎﻧت ﺑﺧﯾر أﯾﺎم أﺟدادﻧﺎ.
أﺣﯾﺎﻧﺎ ﯾﻛون اﻟﺷﺧص ﺑﺎرﻋﺎ ﻓﻲ إﻟﻘﺎء اﻟﻠوم إﻟﻰ ﺣد أﻧﮫ ھو ذاﺗﮫ ﻻ ﯾﻛون
واﻋﯾﺎ ﺑذﻟك" .إذا ﻛﺎن ﻓﻘط ﻣﻌﻲ اﻟﻣﺎل اﻟﻛﺎﻓﻲ ﻟذﻟك" " ،إذا ﻛﻧت أﻛﺛر
ﺷﺑﺎﺑﺎ"" ،إذا ﻛﻧت أﻓﺿل ﺻﺣﺔ"" ،إذا ﻛﺎن ﻟدي اﻟوﻗت اﻟﻛﺎﻓﻲ"" ،إذا ﻛﻧت
ﺣﺎﺻﻼ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻠﯾم ﻣﻧﺎﺳب"" ،إذا ﻛﺎﻧت ﻣﺳﺎﻧدا ﻣن ﻗﺑل آﺧرﯾن".
ھل ﺟﺎءﺗك أﻓﻛﺎرا ﻣﺛﯾﻠﺔ؟ ھذه اﻷﻓﻛﺎر ﻏﯾر ﻣﻧﺗﺟﺔ ،وﻻ ﺗﺄﺧذﻧﺎ إﻟﻰ أي
ﻣﻛﺎن ،ﻛل ﻣﺎ ﺗﻔﻌﻠﮫ ھو أﻧﮭﺎ ﺗﺑﻘﯾﻧﺎ ﺛﺎﺑﺗﯾن ﻓﻲ ﻣﻛﺎﻧﻧﺎ أو ﺣﺗﻰ ﻓﻲ ﺗراﺟﻊ،
واﻟﺷﻔﺎء ﻣن ﺗﻠك اﻷﻓﻛﺎر ﻻ ﯾﻛون إﻻ ﺑﺈﻟﻘﺎء اﻟﺿوء ﻋﻠﻰ ھذه اﻷﻓﻛﺎر اﻟﻐﯾر
ﻣﻧطﻘﯾﺔ ﺑوﺿﻊ ﺑﻌض اﻷﺳﺋﻠﺔ اﻟﺗﺣﻘﻘﯾﺔ.
ھﻧﺎك ﺷﺊ آﺧر ﺳﯾﺳﺎﻋدﻧﻲ ﻋﻠﻰ إدارة ﺣﯾﺎﺗﻲ وھو ﺗﻐﯾﯾر اﻷﻓﻛﺎر ﻋن
اﻹﺣﺗﻣﺎﻻت اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ إﻟﻰ أﻓﻛﺎر ﻋن اﻹﺣﺗﻣﺎﻻت اﻹﯾﺟﺎﺑﯾﺔ .ﻟﻣﺎذا ﻧﻘول "ﻗد
أﻓﺷل" ﺣﯾن ﻧﺳﺗطﯾﻊ أن ﻧﻘول "ﻗد أﻧﺟﺢ"؟ أﻟﯾس ﻟﻛﻼھﻣﺎ ﻧﻔس اﻟﻣﻌﻧﻰ؟
إن ﻛﻼھﻣﺎ ﻧﺗﺎﺋﺟﮭﻣﺎ ﻣﺣﺗﻣﻠﺔ وﻟﻛن ﻧﻘطﺔ اﻟﺗرﻛﯾز ھﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺗﻠف ﻓﺎﻷول
ﯾرﻛز ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺷل واﻟﺛﺎﻧﻲ ﯾرﻛز ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺟﺎح ،وإذا ﻛﻧت ﺗرﯾد اﻟﻧﺟﺎح ﻓﯾﺟب
أن ﯾﻛون ﻣﺣل ﺗرﻛﯾزك.
اﻟطﺑﯾب اﻟﻧﻔﺳﻲ ﺗوﻣﺎس زاز ﯾﻠﺧص ﻣﺣور ھذا اﻟﻣﻘﺎل ﻓﻲ ﺟﻣﻠﺔ ﺻﻐﯾرة
إن ﻛون اﻟﻣرء ﻏﺎﺋب ﻋن اﻟﻠﺣظﺔ و ﻣﺗﺻل ﻓﻲ اﻟزﻣن ﺑﺗﻔﻛﯾره ﺑﮫ ﻓﮭذا ﯾﻘﻠل
ﻣن ﺟودة ﺣﯾﺎﺗﮫ ﻛﺛﯾرا ًﻻن ﺟودﺗﮭﺎ ﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﻣدى وﻋﯾﮫ ﺑﺎﻟﻠﺣظﺔ اﻟﺣﺎﺿرة
و ﻣﺎ ﺗﺣوﯾﮫ ﻣن ﺧﯾﺎرات .
ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ﻟو أﻧن طﺎﻟﺑﺎ ﺟﺎﻣﻌﯾﺎ ﻗﺻر ﻓﻲ ااﻟﻔﺻل اﻟدراﺳﻲ اﻻول
) ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺿﻲ ( و ھو اﻻن ﻋﻠﻰ ﻣﺷﺎرف اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث ) اﻟﺣﺎﺿر (
ﻟو أرد ﺗﻛرار اﻟﺗﺟرﺑﺔ اﻻوﻟﻰ ﻓﻣﺎ ﻋﻠﯾﮫ إﻻ اﻟﺗﻔﻛﯾر اﻟﻣﺗواﺻل ﻓﯾﻣﺎ ﺣدث
ھذا اﻻﻣر ﺳوف ﯾﺳﺎھم ﻓﻲ ﻏﯾﺎﺑﮫ ﻋن اﻟﻠﺣظﺔ و ﻣﺎ ﻓﯾﮫ ﻣن ﺧﯾﺎرات ﺗﻌدل
ﻣﺳﺎره و ﻗس ھذا اﻟﻣﺛﺎل ﻋﻠﻰ أي ﺗﺟرﺑﺔ ﺳﯾﺋﺔ ﺣدﺛت ﻟك ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺿﻲ .
ﻓﺗﺟﺎوزه ﻟن ﯾﻛون ﺑﺗﻔﻛﯾر ﺑﮭﺎ و اﺳﺗﺣﺿﺎرھﺎ ﻣرة ً ﺑﻌد ﻣرة ﺑل ﺑﺗﻌﻠم ﻣﻧﮭﺎ
و ﺗﺳﺧر ھذا اﻟدرس ﻟﻠﺣظﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ھﻲ اﻟﺣﯾﺎة و ﻟن ﺗﻛون ﻏﯾر ذﻟك
ھل ھذا ﯾﻌﻧﻲ إن ﻻ ﻧﻔﻛر ﻣطﻠﻘﺎ ً ؟
دﻋﻧﻲ أوﺿﺢ ﺑﺎﻟﺑداﯾﺔ ﻧﻘطﺔ ﻣﮭﻣﺔ ،ﷲ ﻋز وﺟل ﺣﯾﻧﻣﺎ ﺧﻠق اﻹﻧﺳﺎن ﺧﻠق
ﻟﮫ ﻋدة أﻋﺿﺎء و ﻛل ﻋﺿو ﻟﮫ وظﯾﻔﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻓﺎﻟﯾد وظﯾﻔﺗﮭﺎ اﻹﻣﺳﺎك و
ﻟﻣس و اﻟﻘدم اﻟﺣرﻛﺔ و ﺗﺳﺗﺧدم ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟرﯾﺎﺿﺎت و اﻟﻌﻘل وظﯾﻔﺗﮫ
اﻟﺗﻔﻛﯾر ،ﺗﺻور ﻟو ﻛﺎﻧت ﯾدك ﺗﺗﺣرك دون أذﻧك او ﻗدﻣك ھل ﺳﯾﻛون ھذا
اﻣر ﻏرﯾب ﺑﻧﺳﺑﮫ ﻟك ؟ ﺑﻛل ﺗﺄﻛﯾد ﻣﺎ ﺑﺎﻟك أذن ﺑﻌﻘﻠك اﻟذي ﺳﯾطر ﻋﻠﯾك
ﻓﺟﻌﻠك ﻗﺎﺑﻊ ﻓﻲ ﺿوﺿﺎء اﻻﻓﻛﺎر ﻣﻌظم اﻟوﻗت دون ﺗوﻗف !
ھﻧﺎ ﯾﻛون اﻟﻌﻘل ھو اﻟﻣﺗﺣﻛم ﺑك و ﻟﯾس اﻟﻌﻛس و ﺣﺗﻰ ﺗﺄﺧذ زﻣﺎم
اﻟﺳﯾطرة ﻣرة اﺧرى ﯾﻛون ﺑﻌﯾش اﻟﻠﺣظﺔ و ﺣﺳم ﻣﻠﻔﺎت اﻟﻣﺎﺿﻲ اﻟﺗﻲ
ﺗﺣﺗوي ﻋﻠﻰ ﻣﺷﺎﻋر ﺳﻠﺑﯾﺔ.
اﻟﺗﻔﻛﯾر أداة راﺋﻌﮫ ﺑﮭﺎ ﺗﻔرق ﺑﯾن اﻻﻣور و ﺗﺧﺗﺎر اﻻﻓﺿل ﻟك و ﻟﻛن
ﻟﻠﺗﻔﻛﯾر ﺟﺎﻧب إﯾﺟﺎﺑﻲ و ﺟﺎﻧب ﺳﻠﺑﻲ و ﻣﻌظﻣﻧﺎ ﯾﻣﻛث ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻧب اﻟﺳﻠﺑﻲ
ﻓﻣﺎ اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻣرﺟوه ﻣن اﻟﺗﻔﻛﯾر ﺑﻣوﻗف ﺳﻠﺑﻲ ﺣدث ﻟك ﻣن ﺳﻧوات و
ﺗﺻﻧﻊ اﻻﻟم ﻟذاﺗك ﻛﻠﻣﺎ ﺗذﻛرت ﻣﺎ ﺣدث !
اﻟطﺎﻗﺔ ﺣﯾث اﻟﺗرﻛﯾز ،وأي ﺷﻲء ﺗرﻛز ﻋﻠﯾﮫ ﯾﺣدث ﺗﺑﺎدل ﻓﻲ اﻟطﺎﻗﺔ
ﺑﯾﻧﻛﻣﺎ اﻷﻋﻠﻰ ﯾﻌطﻲ اﻷﻗل ،ﻟو رﻛزت ﻋﻠﻰ ﺷﻲء إﯾﺟﺎﺑﻲ أو ﻓﻛرت ﻓﯾﮫ
ﺗﺄﺧذ ﻣﻧﮫ طﺎﻗﺔ إﯾﺟﺎﺑﯾﺔ وﺗﻧﺗﻌش ،ﻟو رﻛزت ﻋﻠﻰ ﺷﻲء ﺳﻠﺑﻲ وﻓﻛرت ﻓﯾﮫ
ﺗﺄﺧذ ﻣﻧﮫ طﺎﻗﺔ ﺳﻠﺑﯾﺔ وﺗﻧﺗﻛس .
واﻟطﺎﻗﺔ اﻹﯾﺟﺎﺑﯾﺔ أﻋﻠﻰ واﻟﻲ ﺳﺗﺔ آﻻف ﻣرة ﻣن اﻟطﺎﻗﺔ اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻓﻠو
اﻧﺗﺑﮭت ﻟﻣرﯾض وﺗﻌﺎطﻔت ﻣﻌﮫ ﺑﻣﺷﺎﻋر أﻟم ،ﺗﺷﺣﻧﺎ ﺑﻌﺿﻛﻣﺎ ﺑﺎﻟطﺎﻗﺔ
اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻓﺗزﯾده ﻣرﺿﺎ وﺗﺗﺄﺛر ﻣﻧﮫ ﺑﺎﻟﻣرض .وﻟو اﻧﺗﺑﮭت ﻟﻣرﯾض وأﻧت
ﻣﻣﻠوء ﺑﺎﻟﯾﻘﯾن واﻟراﺣﺔ واﻟﺗﻔﺎؤل ﺗﻔﯾده وﺗﺷﺣﻧﮫ ﺑطﺎﻗﺔ إﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﺗﺧﻔف ﻋﻧﮫ
اﻟﻣرض وﺗﺳرع ﻣن ﺗﺷﺎﻓﯾﮫ .
ﺟرب ﻣرة وأﻧت ﺗﺳﯾر ﻓﻲ اﻟﺷﺎرع
اﻧظر إﻟﻰ اﻟﺳﺣﺎب أﻣﻌن اﻟﻧظر واﺑﺗﺳم وظل ھﻛذا ﻓﺗرة ﺑﺳﯾطﺔ
ﺳﺗﻔﺎﺟﺄ أﻧك أﺧذت ﺷﺣﻧﺔ إﯾﺟﺎﺑﯾﺔ راﺋﻌﺔ .
ﺟرب ﻣرة اﻧظر إﻟﻰ ﻣﻛﺎن ﺗﺟﻣﻊ ﻗﻣﺎﻣﺔ أو ﺷﻲء ﺳﻠﺑﻲ ،أﻣﻌن اﻟﻧظر
وﺗﺿﺎﯾق ،ﺳﺗﻔﺎﺟﺄ ﺑﺄﻧك أﺧذت ﺷﺣﻧﮫ ﺳﻠﺑﯾﺔ ﻛﺑﯾرة .
ﺟرب اﻵن :أﻏﻠق ﻋﯾﻧﯾك ،ﺗﺧﯾل ﺷﯾﺋﺎ ﺟﻣﯾﻼ راﺋﻌﺎ ﻣرﯾﺣﺎ ،ﻋش ﻓﻲ
اﻟﺧﯾﺎل وﻛﺄﻧك ﻓﻲ اﻟﻣﻛﺎن أو ﻓﻲ ھذه اﻟﻠﺣظﺔ )ﻟﺣظﺔ ﺗﻔوق ،ﻣوﻗف إﯾﺟﺎﺑﻲ
ﺳﻌﯾد ﻣن اﻟﻣﺎﺿﻲ أو ﺗوﻗﻊ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل إﯾﺟﺎﺑﻲ( ﺳﺗﺄﺧذ ﻣﻧﮫ ﺷﺣﻧﺔ
إﯾﺟﺎﺑﯾﺔ راﺋﻌﺔ ﺗﺷﺣن ﺑﮭﺎ طﺎﻗﺗك.
ﺟرب اﻵن :أﻏﻠق ﻋﯾﻧﯾك ،ﺗﺧﯾل ﺷﯾﺋﺎ ﺣزﯾﻧﺎ ﺧﺎﻧﻘﺎ ﻣﺣﺑطﺎ ،ﻋش ﻓﻲ
اﻟﺧﯾﺎل وﻛﺄﻧك ﻓﻲ اﻟﻣﻛﺎن أو ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻠﺣظﺔ )ﻟﺣظﺔ ﺣزن ،ﻣوﻗف ﺳﻠﺑﻲ
ﺣزﯾن ﻣن اﻟﻣﺎﺿﻲ أو ﺗوﻗﻊ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﺳﻠﺑﻲ( ﺳﺗﺄﺧذ ﻣﻧﮫ ﺷﺣﻧﺔ ﺳﻠﺑﯾﺔ
ﻛﺑﯾرة ﺗﺷﺣن ﺑﮭﺎ طﺎﻗﺗك ﺑﺻورة ﺳﻠﺑﯾﺔ .
اﻟﻣﺷﺎﻋر ھﻲ ﺗرﻣوﻣﺗر اﻟطﺎﻗﺔ وﺗرﻣوﻣﺗر اﻷﻓﻛﺎر ،،إن ﻛﺎﻧت ﻣﺷﺎﻋر
إﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﻓﺄﻧت طﺎﻗﺗك إﯾﺟﺎﺑﯾﺔ وأﻓﻛﺎرك إﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﻓﻲ ھذه اﻟﻠﺣظﺔ ،وإن ﻛﺎﻧت
ﻣﺷﺎﻋر ﺳﻠﺑﯾﺔ ﻓﺄﻧت طﺎﻗﺗك ﺳﻠﺑﯾﺔ وأﻓﻛﺎرك ﺳﻠﺑﯾﺔ ﻓﻲ ھذه اﻟﻠﺣظﺔ
ﻏﯾر ﻣﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﺳك ﯾﺗﻐﯾر ﻣﺎ ﺣوﻟك .
ﻻ ﺗﻧس أﯾﺿﺎ اﻟﻘﺎﻋدة اﻟذھﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟطﺎﻗﺔ :
ﻣﺎ ﺗرﻛز ﻋﻠﯾﮫ ﯾزداد وﯾﻛﺛر ..
ﻓﯾﺎ ﺗرى ﻋﻠﻰ ﻣﺎذا ﺗرﻛز ﻟﻛﻲ ﯾزداد ؟؟
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أﻧك ﺳﺗﺄﺧذ ﺷﺣﻧﺔ ﻣﻧﮫ..
ﻛم ھﻲ راﺋﻌﺔ ﻧﻌم ﷲ ﻋﻠﯾﻧﺎ وﻟﻛن ﻟﻣن ﯾﺗدﺑر وﯾﺗﺄﻣل.
ﻛم ﺗﺳﺎوي ﺣﯾﺎة اﻻﻧﺳﺎن
إذا ﺧﻠت ﻣن اﻟﺗﺄﻣل ...؟
ذﻟك أن اﻟﺗﺎﻣل ،ھو اﻟﺣﺎﺟز اﻟذي ﯾﻌزل ﻋن ﺣﯾﺎﺗﻧﺎ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﺷرﻛﺎء اﻟذﯾن
ﯾﻧﺎزﻋوﻧﻧﺎ إﯾﺎھﺎ ،وﯾﺣﺎوﻟون اﻻﺳﺗﯾﻼء ﻋﻠﯾﮭﺎ! ﻓﻔﻲ ﻣطﻠﻊ ﻛل ﯾوم ،ﯾﺗرﺻد
ﺣﯾﺎﺗﻲ وﺣﯾﺎﺗك "أواﺧذ" ﻛﺛﯾرة ،ﺗرﯾد أن ﺗﺳﻠﺑك اﺛﻣن ﻣﻣﺗﻠﻛﺎﺗك ،ﻋﻘﻠك..
ووﺟداﻧك اﺳﺗﻘﻼﻟك ..ﻧﻔﺳك اﻟﺗﻲ ﺑﯾن ﺟﻧﺑﯾك..
ﺗﺗﻣﺛل ھﺎﺗﯾك اﻷواﺧذ ،ﻓﻲ اﻟﻛﺗب اﻟﺗﻲ ﻧﻘرؤھﺎ ..ﻓﻲ اﻟﺻﺣف اﻟﺗﻲ ﻧطﺎﻟﻌﮭﺎ..
ﻓﻲ اﻷﺷﯾﺎء اﻟﺗﻲ ﺣوﻟﻧﺎ ..اﻟﺗﺄﻣل ھو اﻟﻣرﻓﺄ اﻟﻌظﯾم اﻟذي ﻧﻠﺗﻘﻲ ﻓﯾﮫ ﺑذواﺗﻧﺎ.
ﯾﺎ ﺗرى ھل ﻣﺎ ﻧﺣﯾﺎه ﻓﻲ ھذه اﻟدﻧﯾﺎ ھو اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ أم أﻧﮫ اﻟﺣﻠم واﻟﺧﯾﺎل اﻟذي
ﯾﺳرق أﯾﺎم ﻋﻣرﻧﺎ دون أن ﻧﺷﻌر ﻟﻧواﺟﮫ ﻋﻠﻰ ﺣﯾن ﻏر ّ ة اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﻣﻔزﻋﺔ
اﻟﺗﻲ ﺳوف ﻧﺳﺗﯾﻘظ ﻋﻠﯾﮭﺎ ﯾوم اﻟﻔزع اﻷﻛﺑر ﺣﯾن اﻟﺑﻌث واﻟﻧﺷور؟!
ﻣن اﻟﻣﺳﺗﺣﯾﻼت اﺳﺗﯾﻌﺎب أﻣﺎﻧﻲ طول اﻷﻣل ﺧﻼل ﻣﺎ ﻗﺳﻣﮫ ﷲ ﻟﻧﺎ ﻣن
ﻗﺻر اﻟﻌﻣر ،ﻓﺎﺟﻣﺢ زﻣﺎم ﻧﻔﺳك ﻋن ﻣواﺻﻠﺔ اﻟﺳﯾر وراء اﻷوھﺎم،
واﺣرصﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻧﻔﻌك ﻣن ﻋﻣل ٍ ﺻﺎﻟﺢ ٍ ﺗﻧﺟو ﺑﮫ ﯾوم اﻟﻘﯾﺎﻣﺔ ﻣن ھول
ﯾوم اﻟﻣﺣﺷر ،واﺳﺗﻌن ﺑﺎ وﻻ ﺗﻌﺟز ،ﻓﺈﻧﻣﺎ اﻷﻣر ﺻﺑر ﺳﺎﻋﺔٍ ﯾﻌﻘﺑﮭﺎ
ﻧﻌﯾم ﻻ ﯾﺣزن اﻟﻣرء ﺑﻌده أﺑدا ً.