Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 3

‫ومُرج حطبٍقً حُه اىىص فيسفً‬

‫جمٍع اىشعب‬
‫اىىص‪:‬‬
‫‪ "...‬أوا مُجُد ما دمج أفنش‪ ،‬فقذ ٌحصو أوىً مخى اوقطعج عه اىخفنٍش حماما اوقطعج عه اىُجُد بخاحا‪ .‬ال‬
‫أسيم بشًء ماىم ٌنُن باىضشَسة صحٍحا‪(...).‬‬
‫َىنه أي شًء أوا إرن؟ أوا "شًء مفنش" َما اىشًء اىمفنش؟ إوً شًء ٌشل ٌَفٍم‪ٌَ ،‬خصُس‪ٌَ ،‬ثبج‪،‬‬
‫ٌَىفً‪ٌَ ،‬شٌذ‪ٌَ ،‬خخٍو‪ٌَ ،‬حس أٌضا‪ .‬حقا إوً ىٍس باألمش اىٍسٍش أن حنُن ٌزي ميٍا مه خصائص‬
‫طبٍعخً‪َ .‬ىنه ىم ال حنُن مه خصائصٍا؟ أىسج أوا رىل اىشخص وفسً اىزي ٌشل اَن فً مو شًء‬
‫حقشٌبا؟ ٌَُ مع رىل ٌفٍم بعض األشٍاء ٌَخصُسٌا ٌَؤمذ أوٍا َحذٌا صحٍحت‪ٌَ ،‬ىنش سائش ما عذاٌا‪،‬‬
‫ٌَشٌذ أن ٌعشف غٍشٌا‪ٌَ ،‬أبى أن ٌخذع ٌَخصُس أشٍاء مثٍشة عيى اىشغم مىً أحٍاوا‪ٌَ ،‬حس مىٍا اىنثٍش‬
‫أٌضا بُاسطت أعضاء اىجسم؟ فٍو ٌىاك مه رىل ميً شًء ال ٌعاده فً صحخً اىٍقٍه بأوً مُجُد؟ حخى‬
‫ىُ مىج وائما دائما َمان مه مىحىً اىُجُد ٌبزه مو ما فً َسعً مه مٍاسة إلضالىً؟ ٌَو ٌىاىل أٌضا‬
‫صفت مه ٌزي اىصفاث ٌمنه حمٍٍزٌا عىً أَ ٌمنه اىقُه بأوٍا مىفصيت عىً؟‬
‫بذًٌٍ مو اىبذاٌت أوىً أوا اىزي أشل َأوا اىزي أفٍم َأوا اىزي أسغب‪َ ،‬ال حاجت إىى شًء ىزٌادة‬
‫اإلٌضاح‪.‬‬
‫مه اىمحقق مزىل أن ىذي اىقذسة عيى اىخخٍو ال حىفل أن حنُن جزءا مه فنشي(‪)...‬مه ٌىا بذأث أعشف‬
‫أي شًء أوا بقذس مه اىُضُح َاىخمٍز ٌزٌذ عما مىج أعشف مه قبو"‪...‬‬
‫ـــ ديكارت‪ ،‬التأمالت‪ ،‬التأمل الثاوي ترجمة عثمان أمیه‪ ،‬مكتبة األوكلومصرية‪ ،‬الطبعة الثاویة ‪ ،4791‬ص‪1 :‬‬
‫تحلٌل نص‬
‫المفاهٌم المركزٌة فً النص‪:‬‬
‫‪ -‬األنا‪ :‬حمٌمة االنسان الثابتة والحاملة لجمٌع الحاالت الفكرٌة‪.‬‬
‫‪-‬التفكٌر‪ :‬هو مجموع اآللٌات والعملٌات العملٌة كالشن والتخٌل والفهم واإلثبات والنفً‪...‬‬
‫‪-‬الوجود‪ :‬هو مبحث فلسفً ٌعنى بالدراسة والبحث األنطولوجً فً أصل األشٌاء وعللها‪.‬‬
‫‪-‬الشن‪ :‬هو تعلٌك الحكم ووضع كل اشٌاء موضع تساؤل وبحث لإلثبات صحتها او زٌفها‪.‬‬
‫‪-‬البداهة‪ :‬ما ال ٌمكن ان ٌوضع موضع شكل ألنه ٌكون واضحا بذاته ومتمٌزا ٌفرض نفسه على العمل وال ٌحتاج لدلٌل‬
‫او برهان‪.‬‬
‫ٌبدو ان صاحب النص حاول ان ٌؤسس اطروحته على ارضٌه مفاهٌمٌه مترابطة ومتراصة ومنسجمة‪ ،‬فوجود‬
‫األنا ووعً الشخص لذاته وإدراكه لها حسب صاحب النص ال ٌمكن ان ٌتحمك إال عن طرٌك التفكٌر بوصفه جوهرا‬
‫ثابتا‪ ،‬وهذه الحمٌمة البدٌهٌة تم التوصل الٌها من خالل تجربه الشن المنهجً‪.‬‬
‫عناصر األطروحة‪:‬‬
‫انطلك صاحب النص فً مستهل نصه بالتأكٌد على أن التفكٌر هو شرط وجود األنا واستمرارها‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫انتمل صاحب النص إلى رصد تجلٌات التفكٌر (الشن‪ ،‬التصور‪ ،‬الفهم‪ )،‬باعتبارها عملٌات عملٌة تنسب إلى األنا‬ ‫‪-2‬‬
‫المفكرة‪.‬‬
‫ٌنتهً صاحب النص إلى فكرة بدٌهٌة مفادها أن الفكر هو حمٌمة األنا وجوهرها الثابت‪.‬‬ ‫‪-3‬‬

‫أطروحة النص‪:‬‬
‫ٌرى دٌكارت أن العمل هو المحدد األساسً لهوٌة الشخص‪ ،‬فمن خالل تجربة الشن والتً بموجبها توصل دٌكارت إلى‬
‫الكوجٌطو‪ ،‬أدرن دٌكارت أن التفكٌر وما ٌلٌه من عملٌات عملٌة (الشن‪ .‬الفهم‪ ،‬التصور‪ )...‬هو الشًء الثابت الذي ٌجعل‬
‫الشخص ٌعً ذاته وٌثبت وجوده‪.‬‬
‫الحجج المتضمنة فً النص‪:‬‬

‫للدفاع عن أطروحته‪ ،‬وظف صاحب النص جملة من األلٌات الحجاجٌة المنطمٌة والبالغٌة وهو ما ٌتماشى وروح طبٌعة‬
‫النص السجالٌة‪ ،‬والتً ٌمكننا تحدٌد أهمٌا فٌما ٌلً‪:‬‬
‫‪ -‬أسلوب التأكٌد‪ :‬حٌث استهل صاحب نصه بإلامة عاللة شرطٌة بٌن التفكٌر ووجود الذات‪ ،‬مؤكدا على أن وجود األنا‬
‫متولف على التفكٌر‪.‬‬
‫‪ -‬حجة التعرٌف‪ :‬عرف صاحب النص األنا باعتبارها الجزء الواعً والعالل والمفكر الذي ٌموم بمجموعة من العملٌات‬
‫العملٌة كالشن والفهم والتخٌل‪...‬‬
‫ـ أسلوب االستفهام‪ :‬ساق صاحب النص مجموعة من األسئلة االستنكارٌة التً ٌهدف من خاللها إثبات دعواه‪.‬‬
‫ـ حجة االستدالل المنطمً (االستنباط)‪ :‬حٌث أنهى صاحب النص سلمه الحجاجً باستنتاج مفاده أن التفكٌر هو الشًء‬
‫الثابت الذي ٌجعل الشخص ٌعً ذاته وٌدرن أنه هو هو فً كل الحاالت‪.‬‬
‫استنتاج جزئً‪:‬‬
‫من هنا ٌبدوا أن هوٌة الشخص ثابتة وتستمد ثباتها وأساسٌا من التفكٌر باعتباره جوهر األنا المفكر‪.‬‬

‫‪ -‬مطلب المنالشة‬

‫‪1 -‬المنالشة الداخلٌة‪.‬‬


‫إن ما ٌمز الخطاب الفلسفً هو البعد اإلشكالً والبعد الحجاجً االستداللً‪ ،‬الذي بموجبه ٌكون دور الفٌلسوف ورهان‬
‫الفلسفة على حد سواء هو البحث الفكري المستمر والدعوة إلى االختالف ولٌس المول بالحمٌمة الثابتة والجواب‬
‫الوثولً المطلك‪ ،‬من هنا فإن أطروحة النص تحمل لٌمتها العلمٌة والنظرٌة والفلسفٌة فً تارٌخ الفلسفة لكونها ولفت‬
‫‪:‬على ثالثة أبعاد أساسٌة على األلل‬
‫أولها أن ما جاء به دٌكارت هو عصارة أو خالصة روحٌة لجملة التحوالت العلمٌة الفلكٌة (الثورة الكوبرنٌكٌة)‬
‫والفٌزٌائٌة (جالٌلٌو) والدٌنٌة (مارتن لوثر وجون كالفان)‪ ،‬والفنٌة واألدبٌة (الحركة اإلنسٌة)‪ ،‬التً اتفمت كلها فً رد‬
‫‪.‬االعتبار لإلنسان وجعله محور الكون‬
‫ثانٌا تصور دٌكارت هذا والذي ٌموم على التفكٌر كجوهر‪ ،‬معناه االنتمال من مرحلة الهٌمنة الدٌنٌة والسلطة السماوٌة‬
‫(الكنٌسة) التً جعلت االنسان منفعال أو مفعوال به ولٌس فاعال‪ ،‬بحٌث لم تكن له الجرأة على التفكٌر وال الحرٌة فً‬
‫التعبٌر واتخاذ المرارات‪ ،‬فً حٌن أن دٌكارت بتصوره هذا أعلى من شأن اإلنسان باعتباره عالال ومفكرا لادرا على‬
‫الوصول إلى الحمٌمة والٌمٌن عن طرٌك منبع عملً ٌوجه العمل‪ ،‬وٌجعله حرا وفاعال‪ .‬ثالثا تصور دٌكارت هذا جعلنا‬
‫نتحدث عما ٌمكن تسمٌته بدممرطة المعرفة‪ ،‬أي أن كل إنسان وكل شخص له المدرة على أن ٌحمك المعرفة بالموضوع‬
‫‪".‬عن طرٌك العمل والشن والتفكٌر والفهم‪ ،‬انسجاما ولولة دٌكارت "إن العمل هو أعدل لسمة بٌن الناس‬
‫غٌر أنها محدودة فً نفس الولت لكونها غفلت وهمشت وتناست دور الجسد ( اإلدراكات الحسٌة ) كمكون أساسً فً‬
‫معرفة اإلنسان لذاته وهذا ما ستعٌد فٌه النظر الفلسفة المعاصرة ‪ ،‬كما أن تصور دٌكارت الذي ألامه على العمل جعل‬
‫العمل منطوٌا على ذاته ومتعلما ومعزول عن العالم الخارجً وعن الغٌر (الدغمانٌة والوثوفٌة)‪ ،‬وهو ما ٌجعل العمل‬
‫جوهرا ال مادٌا أنطولوجٌا لٌست له فعالٌة لكونه مفارق للوالع ‪ ،‬وعالوة على ذلن فدٌكارت بهذا المولف لخص األنسان‬
‫وحدد جوهره وهوٌته فً الفكر والوعً وغفل بعدا آخر ٌتحكم فً اإلنسان هو الالوعً ‪ /‬الالشعور‪،L’inconscient‬‬
‫بحٌث أن األنسان ٌعٌش مجموعة من الحاالت وٌموم بمجموعة من السلوكات التً تنفلت من لبضة الوعً كالحلم مثال‬
‫أو زلة اللسان ‪ ،‬وهذه أفعال مردها إلى الالشعور وهذا ما ستنتبه إلٌه مدرسة التحلٌل النفسً مع فروٌد وبالتالً سٌعاد‬
‫اإلشكال لكن فً صورة جدٌدة إلى أي حد ٌمكن أن نمبل بتصور دٌكارت كجواب نهائً؟ وبما أن هنان بعدا آخر ٌتحكم‬
‫فً األنسان هو الالشعور‪ .‬أال ٌمكننا أن نتحدث عن هوٌة متغٌرة وغٌر ثابتة؟‬
‫‪ .2‬المنالشة الخارجٌة‪.‬‬
‫مولف جون لون (المذهب التجرٌبً)‪.‬‬

‫ٌبدوا أن الفٌلسوف اإلنجلٌزي جون لون من خالل كتابه " ممالة فً الفهم البشري "‪ ،‬بدأ من حٌث أنتهى‬
‫دٌكارت لٌس من أجل إعادة إنتاج أطروحته بل من أجل تطوٌرها والتجدٌد فٌها‪ ،‬فجون لون تبنً مولف‬
‫دٌكارت عندما عرف الشخص بأنه ٌمتلن المدرة على التفكٌر والتعمل وٌستطٌع التعرف على ذاته فً مختلف األزمنة‬
‫واألمكنة غٌر أن هذه العملٌة ال ٌمكن أن نستمٌم إال بوجود الشعور وهذا هو الجدٌد الذي أتى به لون إذ ال ٌمكننا فصل‬
‫الفكر عن الشعور أو الوعً‪ ،‬فالشخص ٌعً جٌدا أن أفعاله وأفكاره تعود إلٌه وحده وهذا الوعً مالزم للفكر‪ ،‬إذ‬
‫ٌستحٌل على المرء أن ٌدرن شٌئا دون أن ٌعرف أنه ٌدركه‪ ،‬وحٌن ٌبصر أو ٌسمع صوتا فإنه ٌعرف ذلن وٌدركه وٌعٌه‬
‫وبالتالً فإن هذا الوعً أو هذا الشعور الممترن بالفكر هو ما ٌجعل الشخص هو نفسه دائما رغم التغٌر والتحول الذي‬
‫ٌصٌب شخصٌته وهذا الوعً ال ٌرتبط بالحاضر بل ٌمتد إلى الماضً عن طرٌك الذاكرة‪ ،‬وتبعا لذلن فإن الهوٌة‬
‫الشخصٌة تمتد بمدر امتداد الذاكرة فً الماضً‪.‬‬

‫ـ مطلب التركٌب ـ‬

‫وتركٌبا لما سلف ذكره ٌمكن المول إن مماربتنا لمضٌة الشخص والهوٌة أبانت بالملموس على أن أنها لضٌة إشكالٌة‬
‫ومعمدة ٌصعب الحسم فٌا واالنتصار إلى جواب واحد كإمكانٌة نهائٌة ‪ ،‬فإذا كانت هوٌة الشخص ثابتة تستمد أساسها‬
‫من الفكر مع دٌكارت ‪ ،‬فإنها مع جون لون ترتبط بالشعور أو الوعً الممترن بالفكر الذي ٌجعل الشخص ٌعً أفعاله‬
‫وأفكاره وتجاربه فً الماضً والحاضر ‪ ،‬لكن فً ممابل ذلن نجد مؤسس مدرسة التحلٌل النفسً سٌغموند فروٌد ٌرى‬
‫أن هوٌة الشخص غٌر ثابتة بل متغٌرة تتحكم فٌا طبٌعة الصراع المائم ٌن مكونات الجهاز النفسً ( الهو‪ .‬األنا‪ ،‬األنا‬
‫األعلى)‪.‬‬

You might also like