Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 7

‫وزاة التعليم العالي وبحث العالمي‬ ‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫قسم فلسفة‬
‫الموضوع ‪ :‬المنهج البنيوي‬

‫من إعداد الطلبة ؛‬

‫‪#‬قدوري نهال ‪.‬‬


‫‪ #‬مخطاري ابتسام‬

‫المقدمة‬
‫المنهج البنيوي نهج من المناهج النقدية الحديثة التي ظهرت في القرن العشرين ‪ ،‬واصبح منهجًا قريبًا من مناهج‬
‫االدب ‪ ،‬وقد نشأ هذا المنهج في المدارس النقدية الغربية ‪ ،‬ثم انتقل الى المدراس النقدية الشرقية ‪ ،‬ومنها النقد‬
‫العربي الذي أدخل هذا المنهج ورّح ب به ‪.‬وهذا البحث يهدف الى التعريف بالمنهج البنيوي ونشأته وميزاته‬
‫ويسّل ط الضوء على إيجابياته وسلبياته وأهدافه ‪ ،‬ويركز على التحليل البنيوي على مستويات اللغة ليكشف عن‬
‫مكامن االبداع والجمال في النص االدبي‪.‬وقد اقتضت طبيعة البحث ومادته أن ينقسم على تمهيد وثالثة مباحث؛‬
‫فتناول التمهيد نشوءالمذهب البنيوي؛ وتناول المبحث االول داللةمصطلح البنيوية ‪ ،‬و ميزات هذا المنهج‬
‫وسلبياته ‪ ،‬ومفهوم البنية التكوينيةوكيفية معالجته النصوص األدبية ‪.‬وتناول المبحث الثاني البنيوية التكوينية‬
‫ومفهومها ‪ ،‬فيما تناول المبحث الثالث التحليل البنيوي ؛ إذ كان تطبيقًا لقواعد هذا المنهج ‪ ،‬وكانت المادة‬
‫المختارة ( قصيدة أبي فراس الحمداني الرائية) لتحليلها بشكل كامل‪ ،‬وتلت المباحث خاتمة بأهم النتائج التي‬
‫وصل إليها البحث وفي الختام أقول ‪ :‬هذا جهد المقل ‪ ،‬فإن وفقت فمن هللا سبحانه ‪ ،‬وإن اخفقت فمن هللا ‪.‬‬
‫‪////////////////////////////////////‬‬
‫ينظر ‪ :‬البنيوية بين فرنسة وروسية (ش‪.‬م) ‪ ،‬غريمون ريغون ‪10 :‬‬
‫(‪ )4‬ينظر ‪ :‬البنيوية بين فرنسة وروسية (ش‪.‬م) ‪ ،‬غريمون ريغون ‪10 :‬‬

‫‪///////////////////////////////////////‬‬
‫نشأة البنيوية ‪:‬‬
‫ظهرت البنيوية اللسانية في منتصف العقد الثاني من القرن العشرين مع رائدها فردیناند دي سوسير‪ ،‬من خالل‬
‫كتابه ) محاضرات في اللسانيات العامة ) ‪ ،‬الذي ُن شر في باريس عام ‪1916‬م‪ ،‬وكأن الهدف من الدرس اللساني‬
‫التعامل مع النص االدبي من الداخل‪ ،‬وتجاوز الخارج المرجعي وعده نسقًا لغويًا في سكونه وثباته ‪ ،‬وقد حقق‬
‫هذا المنهج نجاحه في الساحتين اللسانية واالدبية حينما انكب عليه الدراسون بلهفة كبيرة ؛للتسّلح به واستعماله‬
‫منهجًا وتصورًا في التعامل مع الظواهر األدبيةوالنصية واللغوية ‪.‬وقد أصبح المنهج البنيوي أقرب المناهج إلى‬
‫األدب ؛ألنه يجمع بين االبداع وخاصيته االولى وهي اللغة في بوتقة ثقافية واحدة ‪.‬وعندما ظهرت البنيوية‬
‫اللغوية عند (سوسیر) دفع (بارت) و (تودروف) الى الكشف عن عناصر النظام في االدب (‪ ،)2‬اما في نظرية‬
‫علم اللغة فإن سوسير يرى موضوع علم اللغة الصحيح والوحيد هي اللغة ذاتها من اجل ذاتها‪ ،‬وقد وجدت‬
‫البنيوية في فرنسا بيئة صالحة للنمو والتكاثر ‪،‬واصبحت البنيوية الفرنسية هي الشكل المعبر عن الطموح‬
‫البنيوي (‪) 4‬؛ إذ برزت حاجة ماسة منذ أواسط الخمسينات إلى تيار فكري جديد يستطيع تجاوز ما في الوجودية‬
‫من إفراط ومغاالة في الحرية الفردية ‪ ،‬كما عجزت الوجودية عن التغلب على الخبرة السياسية وااليدولوجية‬
‫التي خلفتها القطيعة مع الشيوعية السوفيتية وقد بدأت البنيوية كأنها تتيح ألتباعها قرارًا فكريًا جديرًا باالحترام‬
‫من مواجهة قصور الماركسية والوجودية على السواء‪ ،‬وهذا االمر يعّبر أيضًا عن أزمة وجود اليسار الفرنسي‬
‫بعد انفصالهعن الشيوعية السوفيتية ؛ بسبب الدكتاتورية التي انتهجها(شتالني ) والتي شوهت الحركة الماركسية‬
‫(‪. ) 6‬أما ظهور البنيوية في أمريكا ‪ ،‬فقد تأخر بعض الوقت بسبب استمرار شعبية وجودية ( سارتير) وتشديدها‬
‫على حرية اإلنسان وأهمية الذات وهي افكار تتفق مع المنظومة الثقافية االمريكية بالدرجة االولى ‪ ،‬ومن ثم‬
‫كانت هذه االفكار ذات تأثير شديد على المثقف االمريكي؛ ورّبما يعود ذلك الى اختالف المزاجين الثقافيين‬
‫الفرنسي واالمريكي؛ إذ إن المسعى المصرفي األمريكي ينطلق من تقاليد مختلفة ؛ فاألمريكيون يقللون من‬
‫أهمية التأريخ وينظرون إلى المستقبل‪ ،‬والفرنسيون إلى غيره ويحفظون الماضي(‪.)4‬وثمة من يرى أن الفضل‬
‫األكبر في ظهور البنيوية الفرنسية في نيويورك يعود الى رومان يوكاسبون) الذي نزح بعد االحتالل النازي‬
‫لباريس إلى اسكندنافيا ‪ ،‬ثم الواليات المتحدة ‪ ،‬وكان علم اللغة االمريكي عبر بأفضل االطوار‪ ،‬وهو الطور‬
‫السلوكي ؛ فقدم يوكاسبون محاضراته الشهيرة (الصوت والمعنى لمثقفي الواليات المتحدة ‪ ،‬وشكلت البنيوية‬
‫جاذبيةفكرية غذت العقل االوربي(‪.)6‬أما في الوطن العربي ؛ فقد وصلت أطروحات البنيوية في‬
‫أواخرالتسعينات وبداية السبعينات ؛ ذلك ظهرت رغبة التحديث عند النقاد العرب؛ وذلك بإعالن حالة التمرد‬
‫والمقاطعة للمناهج السياقية المتداولة التي أصبحت في نظرهم عاجزة عن اإليفاء بـ( متطلبات دراسة النص )(‬
‫‪.) 2‬وقد رغب بعض النقاد العرب بإصباغ النقد العربي الحديث بصبغة تقوم على طبيعة العلم الحديث الذي‬
‫يتمتع بالموضوعية (‪ )4‬ومنهم عبد السالم المسدي ؛ إذ وصف التمثيل البنيوي بأنه قضّية‪ ،‬بقوله (( التبس أمرها‬
‫بيننا‪ ،‬واصطبغت في مناخنا العربي بما لم تصبغ به غيرنا ‪ : ،‬تلك هي قضية البنيوية ))(‪.)6‬وخالصة لما تقدم‬
‫فإن فكرة النظام والنسق الذي يتحكم بعناصر واجزاء ذلك النص مجتمعة ‪ ،‬والذي يمكن أن يظهر من خالل‬
‫شبكة العالقات العميقة بين المستويات النحوية واالسالمية واإليقاعية ‪ ،‬فهي مستمدة فكرة العالقات اللغوية التي‬
‫تعد أساسًا من أسس نظرية (دي سويسر)‪.‬من التي اوضحها حين قال بأن اللغة ليست مفردات محددة المعاني ‪،‬‬
‫ولكنها مجموعة عالقات ؛ بمعنى أن الكلمة ال يتحدد معناها اال بعالقاتها بعدد من الكلمات ؛ وأن العالقة بين‬
‫صوت الكلمة ال يتحدد معناها إال بعالقتها بعدد الكلمات ؛ وأن العالقة بين صوت الكلمة ومفهومها كما يرى‬
‫سويسر عالقة تعسفية ؛ بمعنى أن ال عالقة لمفهوم الكلمة بصوتها ؛ بدلیل اختالف صوت هذا الشيء بين لغة‬
‫واخرى ‪ ،‬فبناء اللغة أو نظامها ال يتمثل إال في بين الكلمات‪ ،‬وهي تمثل نظامًا متزامنًا ‪ ،‬حيث أن هذه العالقات‬
‫من العالقات مترابطة (‪.)8‬‬
‫الداللة اللغوية لكلمة (بنية)‬
‫تشتق كلمة (بنية) من الفعل الثالثي (بنى) ؛ وتعني البناء أو الطريقة ‪ ،‬وتدّل أيضًا على معنى التشييد والعمارة‬
‫والكيفية التي يكون البناء عليها ‪ ،‬اوالكيفية التي شيد عليها (‪.)2‬‬
‫الداللة االصطالحية لكلمة (بنية)‬
‫يقدم جان بياجيه تعريفًا للبنية بقوله ‪ :‬هي نسق من التحويالت تحتوي على قوانينه الخاصة‪ ،‬علمًا بأن شأن هذا‬
‫النسق أن يظل قائمًا ويزداد ثراًءبفضل الدور الذي تقوم به هذه التحوالت أنفسها ‪ ، ،‬من دون أن تخرج عن ذلك‬
‫النسق أو نستعين بعناصر خارجية ؛ وبإيجاز إن البنية تتألف حدود ثالث خصائص هي ‪ :‬الكلية ‪ ،‬والتحوالت ‪،‬‬
‫والضبط الذاتي (‪.)4‬‬
‫خصائص البنية ‪:‬‬
‫الكلية أو الشمول (الجملة)‬ ‫أ‪-‬‬
‫ُيراد بهذا المصطلح (( أن البنية ال تتألف من عناصر خارجية تراكميةمستقلةمن عن (الكل) ‪ ،‬بل هي تتكون من‬
‫عناصر داخلية خاضعة للقوانين الممّيزة للنسق من حيث هو (نسق) ‪ ،‬وال تريد تركيب قوانين هذا النسق‬
‫إلى(ارتباطات تراكمية‪ ،‬بل تضفي على الكل من حيث هو خواص المجموعةباعتبارها سمات متمايزة عن‬
‫خصائص العناصر وهذا يعني أن البنية تشكل من عناصر لغوية متعددة ‪ ،‬غير أنها تتماسك في ما بينها وتنسجم‬
‫على الرغم من اختالفاتها جملة واحدة او (كًال واحدًا)‪ ،‬وليس المهم في النسق العنصر أو الكل ‪ ،‬بل العالقات‬
‫القائمةهذه بين العناصر‪.‬‬
‫التحوالت ‪:‬‬ ‫ب‪-‬‬
‫إن خاصة هذه التحوالت توضح القانون الداخلي للمتغيرات داخل البنيةالتي ال يمكن أن تظل في حالة ثبات ؛‬
‫ألنها دائمة التحول ‪ ،‬وتأكيدًا لذلك ترى البنيوية أن كل نص يحتوي ضمنيًا على نشاط داخلي يجعل كل‬
‫عنصرفيه عنصرًا بانيًا لغيره ومبنيًا في الوقت ذاته ؛ ولهذا أخذت البنيوية هذه السمة بعين االعتبار لتحاصر‬
‫تحول البنية وما قد يعتريها من بعض التغير وترى ايضًا أن هذه السمة تعّبر عن حقيقة هامة في البنيوية ‪ ،‬وهي‬
‫أن البنية ال يمكن أن تظل في حالة يكون مطلق ‪ ،‬بل هي دائمًا تقبل من التغيرات ما ينسجم مع الحاجات المحددة‬
‫من قبل عالقات النسق أوتعارضاته ؛ فاألفكار التي يحتويها النص االدبي تصبح مثال التحول سببًا لبزوغ افكار‬
‫جديدة (‪.)4‬‬
‫ج _ التنظيم الذاتي او ( الضبط الذاتي)‪:‬‬
‫‪///////////////////////////////‬‬
‫‪/‬مشكلة البنية‬
‫‪ /‬مشكلة البنية‬
‫ينظر ‪ :‬نظرية األدب المعاصرة وقراءة الشعر ‪ ،‬ديفيد بشبندر ‪.61‬‬
‫ُيراد بهذه الميزة أن البنية تكتفي بذاتها ؛ أي انها تستطيع أن تضبط نفسها ‪ ،‬وهذا الضبط الذاتي يؤدي الى‬
‫الحفاظ عليها والى نوع من االنغالق إن البنية وفق هذا الكالم ال تستثمر وظيفتها من عالقتها بالواقع الخارجي‪،‬‬
‫بل من انتظامها الداخلي الذي يعمل على شد العناصر بعضها إلى بعض بشكل يؤدي إلى أن يكون فيه النظام أو‬
‫النسق ككل ثابتًا منغلقًا على نفسه ‪ ،‬على الرغم من خضوعهما الى مبدأ التحويالت ‪ ،‬غير أن هذا المبدأ ال‪.‬يسمح‬
‫بتالشي أو عدم تالقي البنيات داخل النظام ‪ ،‬بل تظل مترابطةومتناسقة في ما بينها ؛ ألن قانون (الكل) القائم‬
‫على نهج مرسوم وفقًا لعمليات منتظمة ؛ لجمع هذه البنيات ‪.‬وهذايعني أن البنيوية تسعى الى توحيد جميع العلوم‬
‫في نظام واحد‪ ،‬وأن تفسر علميًا كل الظواهر االنسانية‪ ،‬ومن ثم فهي بحث شمولي استوعب واستقطب اهتمام‬
‫المجاالت المعرفية عامة ‪ ،‬وبذلك فهو يسعى إلى اكتشاف بنية االشياء ‪ ،‬ويتخذ من البنية أسمه ومرتكزه ‪ ،‬وال بد‬
‫أن يحمل جوهرها وخصائصها وذاتها‬
‫أهداف البنيوية ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬اكتشاف قواعد التراكيب وآلية تشكيل المعنى في النص ؛ ألن البنيوية ُت عد النواة لالتجاهات التي جاءت‬
‫بعدها كالتفكيكية السيمولوجيا والتلقي‪.‬‬
‫‪/////////////////////‬‬
‫ينظر ‪ :‬مشكلة البنية ‪ ،‬ابراهيم زكريا ‪30 :‬‬
‫ينظر ‪ :‬مشكلة البنية ‪ ،‬ابراهيم زكريا ‪30 :‬‬
‫ان البنيوية تختلف عن غيرها ؛ذلك أنها تعيد بناء الشيء من خالل عمليتين اساسيتين هما‪:‬‬
‫آ‪ -‬االقتطاع ‪ :‬وهو اقتطاع االجزاء الدالة على الشيء للكشف عن كيفيةقيامها بوظائفها ومدى تأثيرها في الكل ‪.‬‬
‫ب التركيب ‪ :‬وهو تركيب هذه االجزاء بعد اكتشاف قوانين حركتها ‪.‬‬
‫مستويات البنيوية ‪:‬‬
‫المستوى الصوتي‪ :‬وُت درس فيه الحروف وميزاتها وتكويناتهاالموسيقية من بنر وتنغيم وإيقاع ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫المستوى الصرفي ‪ :‬وُت درس فيه الوحدات الصرفية ووظيفتها في التكوين اللغوي والداللي ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫‪ 3‬المستوى المعجمي‪ :‬وُيدرس الكلمات حسيًاوتجريديًا ‪ ،‬وأسلوبيًا‪.‬‬
‫المستوى النحوي‪ :‬وُت درس فيه الخصائص الداللية الجمالية ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫المستوى الداللي‪ :‬وُيدرس فيه تحليل المعاني الُمباشرة وغيرالمباشرة ‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫المستوى الرمزي ‪ :‬وُيدرس فيه المعنى الثاني ألغة داخل اللغة‬ ‫‪-5‬‬
‫‪ – 7‬المستوى القولي‪ :‬وهو دراسة تحليل تراكيب الجمل لمعرفةخصائصها األساسية والثانوية ‪.‬‬
‫‪/////////////////////////‬‬
‫ينظر ‪ :‬النقد االدبي الحديث أصوله واتجاهاته ‪ ،‬احمد كمال زكي ‪ ،192-191:‬في‬
‫الحديث ‪ ،‬د‪ .‬طالب رهيف السلطاني ‪.68-67 :‬النقد االدبي‪.‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫البنيوية التكوينية او التوليدية‬
‫هي فرع من فروع البنيوية نشأ استجابة لسعي بعض المفكرين والنقادالماركسيين للتوفيق بين طروحات البنيوية‬
‫في صيغتها الشكالنية وأسس الفكر الماركسي أو الجدلّي كما ُيسمى في تركيزه على التفسير المادي الواقعي‬
‫للفكر والثقافة وقد أسهم عدد من المفكرين في صياغة هذا االتجاه ‪ ،‬منهم المجري جور لوكاش والفرنسي بيبر‬
‫بورديو‪ ،‬غير أن المفكر الكثر اسهامًا من غيره في تلك الصياغة هو الفرنسي الروماني الصل ) لوسيان‬
‫غولدمان) ‪ ،‬وكانت طروحات (غولدمان) نابعة من طروحات المفكر والناقد المجري (جورج لوكاش) الذي‬
‫طّو ر النظرية الماركسية النقدية باتجاهات سمحت لتيار كالبنيوية التكوينية بالظهور على النحو الذي ظهرت‬
‫به ‪ ،‬في الوقت الذي أفاد فيه من دراسات السويسري جان بياجيه لقد سعى غولدمان إلى تأسيس علم حقيقي‬
‫لواقع االنسان ‪ ،‬فخرج بين النظريات والفلسفات‪ ،‬كالماركسية وطروحات فلسفة (كانت) و (هيفل) و(بياجيه) و‬
‫(لوكاش) وكان سعيه من ذلك إيجاد دليل علمي لبنيويةشتراوس وفلسفة التوسير لدراسة المجتمع إن الثبوتية‬
‫التكوينية التي تزعمها الناقد والمفكر (غولدمان ) جاءت كرد فعل على الغالف النص عند البنوين ‪ ،‬إذ ربط هذا‬
‫الناقد النص بحركة التأريخ االجتماعي الذي ظهر فيه تلمسًا خطى مرجعه االساس ( جورج لوكاش) الى جانب‬
‫اهتمامه بدراسة بنية النص االدبي دراسة تكشف الدرجةالتي يجّسد بها النص بنية الفكر العالم) عن طبقة او‬
‫مجموعةاجتماعية ينتمي إليها الكاتب‪.‬‬
‫‪ 2-‬البنية الداّلة ‪ :‬تقوم البنية الدالة بتحقيق هدفين ؛ األول يتعلق بفهم االعمال األدبية من حيث طبيعتها والكشف‬
‫عن داللتها ‪ ،‬وهذا الهدف يبدواكثر ارتباطًا بعملية الفهم ‪ ،‬اما الثاني فيتعلق بالحكم على القيم الفلسفية‪.‬‬
‫‪//////////////////////‬‬
‫ينظر ‪ :‬المنهجية في علم االجتماع االدبي ‪ ،‬غلودمان لوسیان ‪.15 :‬‬
‫ينظر ‪ :‬المنهجية في علم االجتماع االدبي ‪ ،‬غلودمان لوسيان ‪.15 :‬‬
‫واالدبية في إطار التصور البنيوي التكويني‪ ،‬أي يحتوي على بينة دالةتقابلها بنية فكرية خارجية هي بنية احدى‬
‫رؤى العالم ‪ ،‬غير أن هذه البنية الدالة ال يمكن إدراكها إال بتجاوز المظهر الخارجي للعمل الروائي‪.‬‬
‫فمفهوم البنية الدالة ال يفترض فقط وحدة األجزاء ضمن كلية النص والعالقة الداخلة بين العناصر ‪ ،‬بل يفترض‬
‫في الوقت نفسه االنتقال من رؤية سكونية إلى رؤية دينامية ‪ ،‬أي مرصدة النشأة الوظيفية ‪ ،‬وقد أكد غولدمان‬
‫على االنسجام بين البنيات أي اقامة عالقة انعكاس ميكانيكي بين الوعي الجمعي والعمل األدبي ‪.‬‬
‫‪ – 3‬الوعي القائم والوعي الممكن ‪ :‬الوعي من المفاهيم التي يصعب تحديدها ‪ ،‬وقد عّر فه غولدمان بأنه مظهر‬
‫معني لكل سلوك بشري يستتبع العمل ‪ ،‬وأن كلمة مظهر تفرض وجود ذات عارفة وموضوعًا للمعرفة ‪ ،‬وهذه‬
‫الذات العارفة ليست ألفراد أو جماعة ‪ ،‬بل هي بنية متغيرة ينضوي تحتهافرد او جماعة او عدد معين من‬
‫الجماعات‪ ،‬وكل واقعة اجتماعية هي واقعة وعي من بعض جوانبها ‪ ،‬وكل وعي قبل كل شيء تمثيل لقطاع‬
‫معين من الواقع على وجه التقريب ‪ ،‬وهكذا فإن كل واقعة اجتماعية تستتبع وقائع وعي ؛ ولذلك فإن العنصر‬
‫البنيوي األساسي لوقائع الوعي تلك هو درجة تالؤمها او درجة الالتالؤم مع الواقع ‪.‬ويميز غولدمان بين نمطين‬
‫من الوعي ‪ ،‬هما ‪ :‬الوعي الواقع ‪ ،‬والوعي الممكن ‪ ،‬فالوعي الواقعي ‪ :‬هو وعي ال يتوافر صاحبه على‬
‫إمكانيةالتأمل فيه‪ ،‬فيفكر بالسلوك أكثر مما يفكر بالذهن ‪ .‬أما الوعى الممكن فال يصله الفرد الفكرية لجماعة من‬
‫أجل أن يبني بواسطتها مستوى متبلور لمصالح الجماعة واهدافها ‪.‬‬
‫‪ - 4-‬رؤية العالم ‪ :‬إن رؤية العالم من أهم العناصر التي تبنى عليها البنيويةالتكوينية كما صاغها (غولدمان )‬
‫وهذا المفهوم استعمله كثير من المفكرين السابقين امثال (ديلثي) ‪ ،‬و (ياسبرز) و (لوكاش) ويذهب غولدمان إلى‬
‫أن رؤية العام في العمل األدبي هي ليست من إبداع األفراد ؛ إذ يرى أن األدب والفلسفة هما اللذان يعبران عن‬
‫رؤية العالم ‪.‬‬
‫ومن هنا يمكن القول إن رؤية العالم تتجاوز ما هو واقعي إلى ما هو مستقبلي‪ ،‬وما دامت األعمال الروائية‬
‫الكبرى تتميز بشمولية الرؤية ؛ فإنهاوحدها التي تملك رؤية العالم ‪ ،‬فتعبر تعبيرًا كليًا وشموليًا عن قيم‬
‫وطموحات ومشاعر الجماعة التي تؤمن بها ‪.‬‬
‫إيجابيات المنهج البنيوي وسلبياته ‪:‬‬
‫إن المنهج البنيوي كبقية المناهج األخرى واضعه انسان ومطبقه انسان‪ ،‬وال بد أن تكون له إيجابيات وسلبيات‪،‬‬
‫ويمكن أن تتلخص االيجابيات في المتطلبات الصارمة التي يفرضها على قارئ األدب‪ ،‬فالقارئ ال يكون مجرد‬
‫و للمتعة أو التسلية أو أن يكون غير ملم بقواعد اللغة وفنون القول ‪ ،‬لكن هذا المطلب في الوقت نفسه يحد من‬
‫انتشار األدب ؛ بسبب صعوبة العثورعلى عدد كبير من القراء ليتحّلى بهذا المستوى الممتاز الذي يخلق نوعًا‬
‫من االرستقراطية األدبية ومن إيجابيات الروح النقدية العالية التي يتطلبها من القارئ ‪ ،‬بحيث يشارك مشاركة‬
‫إيجابية وفّع الة في تصور امكانيات النص وتوقع الحلول المتعددة للقضايا المعروضة للقارئ (‪ ،)4‬ومن‬
‫اإليجابيات االخرى ما ذكرها أبوديب حسين أستاذ بالمنهج ‪ ،‬ودعا إلى اصطناع المنهج البنيوي في‬
‫دراسةالظاهرة األدبية‪.‬‬
‫أما سلبيات المنهج البنيوي فهي ‪:‬‬
‫‪ 1-‬ان البنيوية كما يفهم من لفظها تعتمد على بنية النص وبيان العالقات التي تربط بين كيانه اللفظي والمادي‪،‬‬
‫لتصل إلى حكم أدبي ‪ ،‬فهي وإن كانت‬
‫ال تهمل الدراسة العالئقية لأللفاظ‪ ،‬فهي تهمل الوحدة الموضوعية ودوافع االبداع وأثر المبدع ‪ ،‬ومن هنا فإنها‬
‫تقع في خطر ميكانيكية التحليل‬
‫‪ -2‬التحليل البنيوي يقف عاجزًا أمام التفريق بين االعمال األدبية الجيدةوالرديئة القديمةوالجديدة ؛ والسيء أنه‬
‫تحليل وصفي صوري ال يهتم بالقيمة ‪ ،‬وهذا يؤدي بدوره إلى تشويه األعمال األدبية وإلغاء خصوصيتها‬
‫‪ - 3‬اعتمدت البنيوية لغة األرقام والمعادالت الرياضية ؛ األمر الذي جعل مادة النقد جاّفة يعزف عنها القراء‬
‫‪ -4-‬إن كثرة المصطلحات وغموضها في البنيوية يجعل منهما صعبًا إال من قبل المتخصصين ‪ ،‬بل حتى‬
‫المتخصصين قلما يفهم بعضهم بعضًا في هذا المجال ‪.‬‬
‫‪ -5‬إن البنيوية تخضع لشروط محّد دة ‪ ،‬وترفض أي شيء خارج عنها ؛ولذلك فهي منغلقة على نفسها ‪ ،‬وليست‬
‫منفتحة كالدراسات الحديثة ‪.‬‬
‫إن البنيوية مدرسة ال مذهبية وال فكرية ‪ ،‬وتقوم على االقتطاع والتركيب‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫‪ #‬مبادىءالمنهج البنيوي‪:‬‬

‫يهتم التحليل البنيوي بالكشف عن القوانين الكلية ‪ ،‬إما باالستنباط أواالستدالل من خالل تحليل األثر من أجل‬
‫إعطاء صفة اإلطالق على تحليله وقد حدد روالن بارت) مجموعة من االجراءات التي يتبعها المحلل البنيوي‬
‫في ممارسته لتحليل الظاهرة ‪ ،‬وهو كما يأتي‬
‫يبدأ المحلل البنيوي بتفكيك الظاهرة او الموضوع الكتشاف عناصره التكوينية‪ ،‬أي بناه الذرية ‪ ،‬ومن‬ ‫‪-1‬‬
‫ثم يقوم بدراسة العالقات التي تربط عناصر الظاهرة بعضها ببعض ‪.‬‬
‫إعادة تركيب عناصر الظاهرة من خالل الكشف التي فككناها وتأملنا عالقتها ووظائفها عن عالقات‬ ‫‪-2‬‬
‫العناصرإن هدف هذا النشاط اإلمساك بالبنية أو العّلة الصورية للظاهرة ‪،‬العلةوهي التي ترتبط‬
‫بالظاهرة في العقل حينما يقوم العقل بتجريد أنموذج عقلّي للموضوع يمثل صورة الموضوع ‪ ،‬فيصبح‬
‫تصور األنموذج العقلي هو تصور للبنية نفسها ؛ أي أن البنية هي التصور العقلي لعالقات عناصر‬
‫الموضوع ووظائفه وهناك مبادئ جوهرية يتوجب على المحلل البنيوي أن ينطلق منها ‪،‬وهي ‪:‬‬
‫ضرورة التركيز على الجوهر الداخلي للنص االدبي والتعامل معه من أية افتراضات سابقة من أي‬ ‫‪-1‬‬
‫نوع من مثل عالقته بالواقع دون االجتماعي أو التأريخي‪...‬الخ‪.‬‬
‫‪ - 2‬يقف التحليل البنيوي عند حدود اكتشاف هذه البنية في النص األدبي ‪ ،‬فهو جوهرها ‪ ،‬وحين‪ ،‬التعرف عليها‬
‫يهتم بالعالقات القائمةأكثر من تحليل داللتها أو معناها ‪ ،‬عن طريق االستعانة بلغة النص ‪.‬‬
‫‪ 3-‬يتم التركيز الكتشاف بنية النص على إظهار التشابه والتناظروالتعارض والتضاد والتوازي والتجاور والتقابل‬
‫بين المستويات النحوية وااليقاعية واألسلوبية ‪ ،‬إذ يتم التحليل الصوتي من خالل إظهار الوقف والبنر والمقطع‬
‫الصوتي والوزن والقافية ‪ ،‬أما تحليل التركيب فيتم بدراسة أركانه كالمبتدأ والخبر ‪.‬‬
‫البحث عن داللة النص عبر الوصف المتوزع في النص ‪ ،‬وتكون داللته في الصوت والجملة ‪،‬‬ ‫‪-3‬‬
‫كالرمز والصورة والموسيقى ‪ ،‬وذلك في نسيج العالقات اللغوية‪.‬‬
‫‪ -5‬االعتماد على مبدأ الثنائيات ؛ ألنها تسّهل السيطرة على الموضوع الخاضع للتحليل البنيوي‪ ،‬وهي تبدأ بالدال‬
‫والمدلول ‪ ،‬والتعاتب والتزامن ‪ ،‬واللغة والكالم ‪.‬‬
‫‪ 6-‬ومن ثم عمل جداول أو مصفوفات باالعتماد على التصنيف أو الفرز ‪.‬‬
‫وهذا يعني أن التحليل البنيوي محاولة للتسلل إلى داخل النص من منطلقات المنهج البنيوي ولكن قد ال تتوافق‬
‫هذه المحاولة مع صواب القارئ؛ إذ التحليل البنيوي محاولة لقراءة بنيويته رّبما تقترب في البنى الكامنة للنص‬
‫الذي مخفي في طياته دالالت متعددة تنقل القارئ من الخصوص إلى األفق العام ‪.‬‬
‫الخاتمة‬
‫توصلت هذه الدراسة إلى مجموعة من النقاط ‪ ،‬يمكن أيجازها باآلتي‪:‬‬
‫إن البنيوية تتطلب معانيه متعَّمقة في النص‪ ،‬وهذه المعاينة نابعةمن رؤية شمولية للنص تتجاوز شرط‬ ‫‪-1‬‬
‫الزمان والمكان ‪ ،‬والفرد واللغة‪ ،‬وتجّسد عالقة جدلية بين الجزئي والكلي والعام و الخاص‪.‬‬
‫إن للبنيوية قدرة على إضاءة العالم‪ ،‬الثقافة واألدب واإلنسان ‪،‬إضاءة جديدة تمنح الفكر النقدي صالبة‬ ‫‪-2‬‬
‫أشد ‪ ،‬وقدرة أكبر على معاينه النصوص وفهم دالالت مكوناتها‪..‬‬
‫البنيوية لغة األرقام والمحاوالت الرياضية ؛ ألنها تنظر إلى النص من الداخل؛ فهي منغلقة على نفسها‬ ‫‪-3‬‬
‫‪ ،‬وتقوم على سجن النص ‪ ،‬وموت المؤلف‪ ،‬مع إهمال حركة التاريخ ‪.‬‬
‫إن تطبيق المنهج البنيوي في تحليل النصوص الدبية يكشف عن قيمة هذا المنهج ؛ ألنه يتناول جزئيات‬ ‫‪-4‬‬
‫النص ويعيد تجميعها من جدید لتكشف عن مكامن اإلبداع في النصوص‪.‬‬
‫‪ #‬قائمة المصادر والمراجع‪:‬‬
‫ينظر ‪ :‬النقد االدبي الحديث أصوله واتجاهاته ‪ ،‬احمد كمال زكي ‪ ،192-191:‬في‬
‫الحديث ‪ ،‬د‪ .‬طالب رهيف السلطاني ‪.68-67 :‬النقد االدبي‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬نظرية األدب المعاصرة وقراءة الشعر ‪ ،‬ديفيد بشبندر ‪.61‬‬
‫‪ :‬مشكلة البنية ‪ ،‬ابراهيم زكريا ‪30 :‬‬
‫مشكلة البنية ‪ ،‬ابراهيم زكريا ‪30 :‬‬
‫‪ :‬البنيوية بين فرنسة وروسية (ش‪.‬م) ‪ ،‬غريمون ريغون ‪10 :‬‬
‫() ‪ :‬البنيوية بين فرنسة وروسية (ش‪.‬م) ‪ ،‬غريمون ريغون ‪10 :‬‬

You might also like