Professional Documents
Culture Documents
اتجاه المساواة
اتجاه المساواة
مقياس :االتجاهات السياسية والفكرية للحركة الوطنية الجزائرية إلى غاية 1954
لق222د أدى ص222دور الق222انون 04ف222براير و 06ف222براير 1919إلى انقس222ام حرك222ة الش222بان
الجزائريين إلى تي22ارين متن22ازعين ح22ول قض22ية التجنس واألح22وال الشخص22ية ،حيث التي22ار
األول تزعم22ه ابن الته22امي ال22ذي رحب ب22التجنس والمواطن22ة الفرنس22ية دون االحتف22اظ
باألحوال الشخصية وحق العقيدة الدينية .
أما التيار الخص2م فق2ط تزعم2ه األم2ير خال2د وال2ذي دعي إلى ح2ق المواطن2ة والتجنس لكن
باالحتفاظ باألحوال الشخصية والتمسك بالدين اإلسالمي ولإلش2ارة فق2ط أن موق2ف األم2ير
خالد في التمسك واالحتفاظ ب22األحوال الشخص22ية لم يكن ب22األمر الجدي22د علي22ه فق22د ق22ام س22نة
1917بخطوة جريئة حيث شارك مع إخوانه التونسيين في مؤتمر رابطة حقوق اإلنسان
بباريس وطال أن يكون للجزائريين والتونسيين تمثيل في البرلمان الفرنسي ومجلس الشيوخ
بدون التخلي الجزائريين عن هويتهم العربية اإلسالمية
إن موقف األمير خالد في االحتفاظ باألحوال الشخص2ية والتمس2ك بالهوي2ة الوطني2ة أكس2به
سمعة كبيرة في اواسط الجماهير المس2لمة ال2تي ك2انت تت2ابع باهتم2ام النق2اش ال2دائر ح2ول
موضوع التجنس ‘وكانت االنتخابات البلدية لعام 1919مناسبة الحتدام النقاش بعد أن تقدم
لها األمير بقائمة أشخاص غير مجنسين ،منافس قائمة ابن التهامي المؤلفة من المتجنسين ،
وقد ركز االمير في حملته االنتخابية على اإلسالم والكفاح البطولي لجده األمير عب22د الق22ادر
متهم2ا خص2مه بن الته2امي ومن مع2ه ب2الردة وك2ان جمه2ور الجزائ2ريين في ذل2ك الف2ترة
يرهف22ون الس22مع له22ذه المواض22يع ال22تي تخ22اطب ذاك22رتهم الجماعي22ة وتح22يي فيهم أم22ال
عريضة ،ومما جاء على لسان األمير أثن22اء حملت22ه اإلنتخابي22ة <<وغ22ذا كنتم ترغب22ون في
جنة اإلسالم فرشحونا ألننا مؤم22نين ،....إن المس22لم الح22ق الينبغي أن يتنخب فرنس22ي >>.
كما كان دائم القول ايض22ا <<:ال تنس2وا أن أب22ائكم س2اروا على نهج ج2دي عب22د الق22ادر >>
ومن خالل أقواله حرك االمير العاطفة الوطنية في قلوب الجزائريين المسلمين .
وقد كانت حملة اإلنتخابية لألمير كما قال عم2ار أوزق2ان << بمثاب2ة إس2تفتاء ش2عبيا الريب
في22ه >>.فق22د حققت قائم22ة األم22ير إنتص22ارا كب22يرا حيث حص22لت على ع22دد من االص22وات
تترواح مابين 824و 940صوت لك22ل منتخب من أعض22اء القائم22ة مقاب22ل م22ابين 107و
392صوت ألعضاء القائمة المنافسة .
ونتيجة هذه االنتخابات سارع خصومه ومعهم الكولون بالرد عليه واصفين إي22اه" ب22الوطني
المعادي لفرنسا " ليقدم مجلس العمالة على انتخاب األمير ب2دعوى أن2ه من موالي2د دمش2ق
بسوريا ،فضال عن مساهمته في إيقاظ التعصب اإلسالمي بدعايته المناهضة لفرنس22ا ،وق22د
عبر المستشارون المسلمون عن تضامنهم مع األمير فاستقالوا جماعيا وذلك ألول مرة في
تاريخ الجزائريين .
كما حقق األمير نجاح وفوز عظيم في االنتخاب22ات ال22تي ج22رت في النص22ف األول من ع22ام
( 1920أفريل وجوان) بحيث نال 7000صوت للحصول على مقعد في المجلس المالي
الجزائري ،ينما حصل منافس22ه زروق محي ال22دين ال22ذي ك22ان م22دعوم من ط22رف اإلدارة
االس2222تعمارية فق2222ط على 2500ص2222وت وبه2222ذا تعت2222بر هزيمت2222ه هزيم2222ة لإلدارة
االستعمارية ،كما استطاع األمير أن يهزم ال22دكتور ت22امزالي في انتخاب22ات مج22الس العام22ة
بحيث تحصل األمير على 2500صوت مقابل 256لخصمه وبذلك تمكن من أن يحص22ل
على مقعد في المجالس العامة :
و في انتخاب22ات بداي22ة 09ين22اير 1921تق22دم األم22ير خال22د على رأس الئح22ة " فرنس22ا و
اإلس22الم" و أقحم فيه22ا مرش22حين ج22دد من أعي22ان مدين22ة الجزائ22ر على غ22رار ال22برجوازي
( الصناعي) شقيقن ،باإلض22افة الى الفرنس2ي فكت22ور باروكان22د ()Victor Borrucand
الذي كان مع الئحة الدميرال في انتخابات .1919
كان برنامجه السياسي و اإلجتماعي ه22و نفس2ه ال22ذي تق22دم ب22ه في انتخاب22ات 1919و ال22ذي
ينص على الجنسية الفرنسية لكن في اإلطار اإلسالمي ،التمثيل الجزائ22ري – المس22لمين في
البرلمان الفرنسي ،ربط العماالت الثالث بفرنسا ،إلغاء البلديات المختلطة ،انشاء جمعي22ة
عربية ،التعليم اإلجباري بالفرنسية و العربي22ة و للم22رة الثاني22ة ف22ازت الالئح22ة بالكام22ل بع22د
انسحاب الدكتور إبن التهامي :
في يناير ( جانفي ) 1922أسس األمير خالد جمعية "األخوة الجزائرية " التي كان ه22دفها
إيجاد الوسائل التي تمكن الجزائريين من الدفاع عن حقوقهم و من تحسين ح22التهم المادي22ة و
السياسية و الثقافية .
و يوضح الكاتب سليمان بن الشيخ في كتابه الجزائر تحمل السالح أو زمن اليقين أن العم22ل
السياسي لألمير كان يرتك2ز على الش2رعية Logalismeالمطلبي2ة ح2تى ي2دخل عمل2ه في
اإلط22ار الق22انوني للس22لطة اإلس22تعمارية و ح22تى يح22رص على المطالب22ة بإلغ22اء الق22وانين
اإلستثنائية و التمييز العنصري إذن من خالل هذا فإن ما ق2ام ب2ه األم2ير ه2و إعط2اء ص2بغة
قانونية لنشاطه السياسي و مطالبه.
و بالعودة الى جمعي2ة األخ2وة الجزائري2ة ف2إن أه2دافها و بإختص2ار ك2انت تتمث2ل و ذل2ك في
حسب ما جاء على لسان األمير في " :أن األخوة الجزائرية تتقدم بطلب إلغاء جميع القوانين
اإلستثنائية التي الزال يرزح تحتها األه22الي المس22لمون ،في أق22رب وقت ممكن و الرج22وع
الى القانون العام ،إن هدف جمعيتنا بالتدقيق هو الحصول على :
التمثيل البرلم22اني لأله22الي الجزائ22ريين المس2لمين ،وتط22ابق المس2اواة ال22تي ينص -
عليها القانون المذكور تطبيقها حقيقيا.
أن22ا نط22الب بسياس22ة المش22اركة ال22تي هي سياس22ة فرنس22ا ،و المش22اركة في تس22يير -
الشؤون العامة ،ومباشرة تس22يير ش22ؤوننا الخاص22ة ال22تي ال تنفص22ل في الحقيق22ة عن ش22ؤون
فرنسا .
لقد كان األمير خالد وطنيا حميما و مسلما خالصا ،و لكن كان في نفس ال22وقت حس22ن الظن
بفرنس22ي فرنس22ا – رج22ال الدول22ة الفرنس22ية – فق22د ظن أن الحكوم22ة الفرنس22ية لم تع22ط
الجزائريين حق22وقهم ألنه22ا لم تطل22ع على حقيق22ة رغب22اتهم بس22بب المس22توطنين و إدع22اتهم
المضلة ،فه2و يري2د أن يتج2ه إلى ال2وطن الفرنس2ي نفس2ه لين2ور ال2رأي الع2ام في2ه ،و ذل2ك
بالعرائض و الخطب و الصحافة و مجالس النيابية إلى آخره .
في شهر أفريل 1922كانت زيارة الرئيس الفرنسي أليكساندر ميليران للجزائر و هو حدث
كبير ،فأراد األمير خالد أن يقابل22ه إال أن الس22لطات االس22تعمارية ب22الجزائر منعت22ه ،فاس22تغل
األمير خالد زيارة الرئيس الفرنس22ي رفق22ة الوف22د ال22ذي ك22ان يص22احبه لض22ريح الش22يخ عب22د
الرحمان الثعالبي بالعاصمة و ألقى أمامه خطابا قص2يرا ومفاجئ2ا ع2بر في2ه عن آالم الش2عب
الجزائري بصفته نائبا ممثل للشعب الجزائري المسلم (األه2الي) و طلب من2ه منح المس2لمين
الجزائريين حق انتخاب ممثلين عنهم في البرلمان الفرنسي.
لم تنظ22ر اإلدارة االس22تعمارية المدعوم22ة بص22حافة الكول22ون في الجزائ22ر إلى المكاس22ب
السياسية لألمير خالد بعين الرضا ،فقامت بكي2ل االتهام2ات ل2ه بالتعص2ب ال2ديني واالنتم2اء
للشيوعية والجامعة اإلسالمية والقومية العربية .
فألقت الشرطة عليه القبض سنة 1923م وتم نفيه هو وعائلته إلى اإلسكندرية ،ومن هناك
دبر األنجليز ضده مؤامرة وأرغموا السلطات المصرية على تس22ليمه إلى القنص22ل الفرنس22ي
الذي رحله إلى دمشق حيث أمضى بقية حياته حتى توفي عام .1936
خالص22ة :يتجلى فض22ل األم22ير خال22د أن ح22اول ج22ذب الجم22اهير الديمقراطي22ة الواس22عة إلى
الكفاح المناهض لالستعمار وأدرك عدم جدوى تص22فية النظ22ام االس22تعماري ب22القوة في ذل22ك
الوقت ،و فهم فهما جيدا ضرورة انتزاع الحقوق السياسية للجزائريين كأداة هامة في الكف22اح
المناهض اإلستعمار ووسيلة لتربية الوعي المدني والوطني للشعب الجزائري المس22لم ،حيث
ط22رح مب22دأ المش22اركة( ) Associationبين الش22عبين الفرنس22ي واإلس22المي مح22ل
اإلندماج( )Assimilation
وفي هذا المقام يذكر أب22و قاس22م س22عد هللا أن الك22اتب "أو غس22طين بيرن22ار" ك22ان مندهش22ا من
الجزائريين حيث كانوا يطالبون باإلصالحات والمساواة مع الفرنسيين بينما كان الوط22نيون
في البلدان األخرى ينادون باالستقالل ألوطانهم ومما جاء في قول بيرن22ار – " إن22ه لم22دهش
حق أن الجزائريين ال يطالبون باالستقالل كما يفعل المص22ريون ،أو بميث22اق دس22توري كم22ا
يفعل التونسيون " و قد وضح أبو قاسم سعد هللا :أن "بيرنار" لو كان واقعي2ا لوج2د أن ه2ذا
الوض22ع لم يكن عالم22ة رض22ى ب22الحكم الفرنس22ي من الج22انب الجزائ22ري ،لق22د ك22ان وض22عا
ضروريا ،فكل من مصر وتونس كانت محمية وق2د أبقت الس2لطة االس2تعمارية عل2ك الكي2ان
القومي لكل منهما أما الجزائر فقد أعلنت مقاطعة فرنسية
استغل النواب المنتخبون الفراغ السياسي الذي تركه نفي "األمير خال22د" في ص22فوف حرك22ة
الشباب الجزائري ،فتبن2وا برن2امج الحرك2ة واتح2دوا في فيدرالي2ة واح2دة فهي ليس2ت حزب2ا
ب222222222222222222222222222المعنى التنظيمي المع222222222222222222222222222روف ب222222222222222222222222222ل تكثال
للمنتخبين الجزائريين من مستشارين بلديين ومستشاري المقاطعات ،هؤالء الذين رأوا ض22ر
ورة تنسيق عملهم في مواجهة الجمعيات المكونة من األوربيين والتي تعمل على استصدار
القوانين لصالح المستوطنين ،و ردا على ذلك عق2د الم2ؤتمر التأسيس2ي األول للمنتخ2بين في
، 1927 /21/09حيث إجتمع ( )150مائة وخمسون نائبا ح22اولوا توحي22د أه22دافهم للعم22ل
على محارب22ة التفرق22ة العنص22رية وال22دعوة إلى تحقي22ق إص22الحات اجتماعي22ة واقتص22ادية
وسياسية في إطار الشرعية الفرنسية نذكر مجموعة المطالب اإلصالحية ال22تي ط22البت به22ا
الفيدرالية:
و ه22ذه المط22الب ليس22ت بجدي22دة إذا راجعن22ا تل22ك ال22تي ن22ادى ﺑﻬا األم22ير خال22د ال22ذي أرفقه22ا
بجملة من األفكار و تنم عن فكر تحرري ،و هذا ما تجنبته كتلة المنتخبين.
لكنهم سرعان ما اختلفوا مرة أخرى في األسس اإليديولوجية بين التج22نيس أو التع22ايش م22ع
المحافظ22ة على الشخص22ية اإلس22الميةفالحركة ترأس22ها في البداي22ة "ال22دكتور ابن الته22امي "
كجزائري تجنس بالجنسية الفرنسية ومّث ل الجن22اح األك22ثر إلحاح22ا على االن22دماج عن طري22ق
التجنس الجماعي بغض النظر عن قضية الدين مما يساعد – حسب تص22ورهم -على توحي22د
الجزائر كمقاطعة فرنسية مع فرنسا أي تحقيق االن22دماج الت22ام للجزائ22ر في فرنس2ا ،لكن ه22ذا
التيار لم يجد صدى ،ودخل المجنس22ون مأزق22ا خط22يرا ،س22اهم في تجمي22د الفيدرالي22ة وإفش22ال
طموح222222ات "ال222222دكتور ابن الته222222امي " وإبع222222اده عن رئاس222222ة الفيدرالي222222ة خالل
إجتماع 25/12/1927م .
رغم اعت22دال ه22ذه المط22الب وع22دم تعبيره22ا عن الواق22ع الجزائ22ري إال أن المنتخ22بين لم
يستطيعوا أن يحصلوا على أي إصالح هام خاصة وأن كل القوانين التي ك22انت ﺗﻬم األه22الي
تقابل بثورة من قبل المستوطنين الذين يعملون على تعطيل كل اإلجراءات.
هن22ا س22طع نجم الص22يدلي "فرح22ات عب22اس" في أوس22اط الفيدرالي22ة بفض22ل مقاالت22ه باس22م
مس222تعار ":كم222ال س222راج" في مجل222ة "التق222دم" ( )Progrèsالنص222ف ش222هرية –من
25/05/1923إلى 01/10/1931في ( )158ع2222222222222222222222222222222222222222222222222222ددا،
وال22تي جمعه22ا فيم22ا بع22د في كت22اب أطل22ق علي22ه " ALGERIEN " "LE JEUNE
الش222222222222222222222222222222222222222222222222222222اب الجزائ222222222222222222222222222222222222222222222222222222ري"
وقد كان فرحات عباس وأنصاره يطالبون بالمساواة بين المسلمين و الفرنسيين في جميع الم
يادين ،كما كان يطالب بالجنسية الفرنسية للجزائريين.
كذلك فقد اعتمد فرحات عباس على فكرة اإلصالحات المرحلية للوصول باﻟﻤﺠتمع الجزائ22ر
ي إلى المساواة الكاملة بين أفراده من مسلمين و أوروبيين.
من خالل فكرة الكتاب العامة نالحظ أن هناك غيابا كليا لفكرة الوطنية ،و كذا األمة الجزائر
ية ،بل إنه يؤمن بفكرة الجزائر الفرنسية التي تحافظ على مقوماﺗﻬا اإلسالمية ،فال مانع بالن
سبة له أن يكون المسلم الجزائري من الناحية القومية فرنسيا يؤمن بالتضامن القومي و هو
يعنى بذلك تضامن الفرنسيين و الجزائريين.
ه22ذه األفك22ار بعي22دة ك22ل البع22د عن الواق22ع من منطل22ق الظ22روف ال22تي ك22ان يعيش22ها
الشعب الجزائري في ذلك الوقت ،حيث كانت تكبله مجموعة من القوانين االستثنائية التي غ
البا ما سنت بفعل تحريض المعمرين األوروبيين الذين كانت لهم الكلمة األولى واألخيرة.
لم تجد هذه األفكار أي تأييد سواء من األوربيين الذين يهمهم كثيرا بقاء األحوال على ما هي
عليه ،أو الجزائريين الذين كانوا يريدون االستقالل .و في محاولة من المنتخبين لتوحيد كلمت
هم أمام فرنسا كونوا "اتحادية فدرالية المنتخبين الجزائريين "سنة ، 1931لكن فرنسا لم تأب
ه بمطالبهم ،زيادة على معارضة المستوطنين ألي إجراء من الممكن أن يمس امتيازاﺗﻬم .فا
القتراح بتمثي22ل الجزائ22ريين في البرلم22ان الفرنس22ي لم يص22ل ح22تى إلى مي22دان الدراس22ة
و هذا ما أدى إلى فقدان المنتخبين العتبارهم ،ألﻧﻬم رغم اعتدالهم ،ووطنيتهم الفرنسية ،لم ي
حصلوا على أي شيء،وظهر التباين واضحا بين إرادة الجماهير والنخبة في هذه الفترة ،و ل
ع2222ل المق2222ال الت2222اريخي ال2222ذي نش2222ره فرح2222ات عب2222اس في ص2222حيفة الوف2222اق ي2222وم
، 24/02/1936تحت عن2222222222222222222222وان " :فرنس2222222222222222222222ا هي أن2222222222222222222222ا
" أكبر مبرر لبقاء النخبة بعيدة عن الواقع وتفكير الجزائريين ومما جاء في المقال ......." :
لو اكتشفت األمة الجزائري22ة لكنت قومي22ا ووطني22ا .....س22ألت الت22اريخ ،و المق22ابر واألحي22اء
واألموات فلم يحدثني أحد عن هذه األمة ،لكن ما وجدته هي اإلمبراطورية اإلس2المية ال22تي
شرفت اإلسالم وجنسنا ،لكن هذه االمبراطورية انتهت ،أما اآلن ففرنس2ا هي أن22ا ،ومص22الح
فرنسا هي مصالحنا منذ اللحظة التي تصبح فيه مصالحنا هي مصالح فرنسا"
وقد تباينت اآلراء والمواقف حول قضية التجنيس إذ أن فئة النخب22ة والن22واب أي22دت القض22ية
وتحمس بعض المتجنس22ين إلى ه22ذا المش22روع وذل22ك بالدعاي22ة وتش22جيع األه22الي على قب22ول
الجنسية الفرنسية (حتى وصل عددهم سنة 1938ح22والي 190متجنس وس22عت ه22ذه الفئ22ة
ألن تنال الدرجة األولى للمواطنة الفرنسية وأن يعاملوا كفرنسيين حقيقيين وليس كمواط22نين
من الدرج22ة الثاني22ة وفي س22بيل ذل22ك أس22س مجموع22ة من الطلب22ة المتجنس22ين جمعي22ة الطلب22ة
المسلمين الجزائريين بفرنسا في باريس والتي ك22ان له22ا ف22رع في الجزائ22ر .وك22ان من أب22رز
دع22اة التج22نيس وال22داعيين ل22ه الزن22اتي من خالل جريدت22ه "ص22وت األه22الي" la voix
indigèneال22تي أسس22ها له22ذا الغ22رض وجع22ل عن22وان افتتاحي22ة الع22دد األول من جريدت22ه
الصادر بتاريخ 13جوان " 1929الجزائر ستصبح فرنسية".
خالصة :إن فرحات عباس كان يقول بفك22رة" فرنس22ا هي أن22ا " «La France c’est
»moiه22222222222222222222222222222222222222222222222222222222ذا م22222222222222222222222222222222222222222222222222222222ا
جعل من عمله السياسي غير ذي فائدة خالل فترة مطالبه االدماجية ،لذلك عمل فيم2ا بع2د عل
ى تط222وير مفاهيم222ه ح222ول الوطني222ة واالس222تقالل خالل ف222ترة الح222رب العالمي222ة الثاني222ة
وبعدها ،على أن المالحظة المستخلصة من مطالب المنتخبين أﻧﻬم كانوا مرتبطين بفرنس22ا م
ن حيث الثقاف22222ة ،وه22222ذا أهم ش22222يء أث22222ر في توجه22222اﺗﻬم على عكس م22222ا ن22222ادت
به جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وحزب نجم شمال إفريقيا اللذان كانا قد بنيا مطالبهما
على فكرة الوطنية والحفاظ على الشخصية الجزائرية.
يختلف المؤرخين حول تصنيف الحزب الش2يوعي الجزائ2ري فمنهم من ال يدرج2ه في
تيارات الحركة الوطنية ومن ذلك محفوظ قداش ومن الم22ؤرخين من ي22درجهم ض22من التي22ار
االندماجي مثل المؤرخ الجزائري العربي الزبيري يندرج الحزب الشيوعي :الذي يدعو ه22و
األخ22ر إلى ض22رورة إص22الح العالق22ة بين الجزائ22ريين والفرنس22يين دون تمي22يز في الجنس
وال22دين ،فه22و يلتقي م22ع االن22دماجيين في نقط22ة واح22دة وهي ض22رورة تب22ني الترك22ة الثقافي22ة
االستيطانية الفرنسية واعتمادها كمنطق أساسي لبن22اء الدول22ة الجزائري22ة الجدي22دة ،وكمرج22ع
أساسي لبناء هوية ثقافية جزائرية جديدة ،فهو ب22ذلك ي22دعو إلى المواطن22ة المزدوج22ة ويعت22بر
الجزائر قطعة من فرنسا من خالل ما كتبه ودّو ن22ه وص22رح ب22ه ودع22ا إلي22ه'' ،إن الش22يوعيين
يفضلون الحل الديمقراطي الذي يحترم كل السكان الجزائريين دون تمييز في الجنس والدين
ويأخذ بعين االعتبار مصالح فرنسا''
إن المواقف السياسية للح2زب الش2يوعي ك2انت في بداي2ة أم2را مفروض2ا علي2ه نظ2را
الرتباطه بالحزب الشيوعي الفرنسي و صلته بالنموذج الروسي القاض22ي بتط22بيق توص22يات
– األممية الثالث22ة -لكن المتتب22ع لمس22يرة الح22زب فيم22ا بع22د -على ال22رغم من بعض األه22داف
الكبيرة ال22تي حققه22ا كالتعبئ22ة العمالي22ة -نج22ده فش22ل في تبني22ه للمس22ألة الوطني22ة و في نظرت22ه
لمجتمع األمة الجزائرية فهو يرى بأن وجود االستعمار أمر ط22بيعي لظ22روف تاريخي22ة ،ألن
المجتمع الجزائري ليس لديه وجهة،وال يؤمن بفكرة األمة الجزائرية ألنها ال زالت في طور
التكوين ،وفي هذا الصدد يق22ول ''محم22د ح22ربي''«:لم يس22تطع الح22زب الش22يوعي تط22وير م22ا
يحوي22ه نظري22ا من اس22تعدادات وإمكاني22ات وذل22ك ألن22ه لم ي22درج اس22تقالل البالد ض22من
برنامجه»...
موقف الحزب الشيوعي الجزائري من المسألة الجزائرية والتيارات الوطني22ة أثن22اء الح22رب
العالمية الثانية:
بعد تشكيل حركة "أحباب البيان والحرية"-التي ضمت مجموعة من الشخص22يات من
مختلف االتجاهات السياس22ية ،-رفض الـ"ح .ش22يو.ج" االنض22مام إلى ه22ذه الحرك22ة ،واعت22بر
مرسوم 07مارس " 1944خط22وة ك22برى إلى األم2ام" م22ع إدخ2ال بعض التع22ديالت علي22ه،
وإتباعه بإصالحات اقتصادية واجتماعية لتحس22ين األوض22اع المزري22ة للجزائ22ريين ،في حين
أّن هذا القرار عارضه التيار الوطني بمختلف اتجاهاته
يالحظ مما سبق أّن الـ"ح .شيو.ج" ينفي فكرة االستقالل ،وهو مع المواطنة الفرنسية
واإلدماج .غير أّن هذه الدعاية ،لم تجد ص2دى إيجابي2ا في أوس2اط الجزائ2ريين ال2ذين ك2انوا
منجذبين نحو حركة "أحباب البيان والحرية" ،وذلك باعتراف الشيوعيين أنفس22هم ،إذ ص22رح
األمين الع22ام للح22زب "عم22ار أوزق22ان" ق22ائال " :يجب علين22ا أن نع22ترف بأنن22ا لم ننجح في
جلب الشرائح العريضة من المسلمين ،وال في إيجاد تكتيك محدد اتجاه مختلف الحكات ش22به
الوطنية" .
هذه الدعاية الشيوعية المعادية للتيار الوطني ،لم تجد لها ص22دى في أوس2اط المس2لمين
الجزائريين ،ال22ذين تبل22ور ل22ديهم ال22وعي الوط22ني والق22ومي ،وأص22بحوا يؤمن22ون فعال بفك22رة
االستقالل عبر كامل التراب الوطني ،ولعله السبب األقوى الذي منع غالبي22ة الجزائ22ريين من
االنضمام إليه.