Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 9

‫ماستير ‪ 1‬السداسي الثاني‬

‫مقياس‪ :‬االتجاهات السياسية والفكرية للحركة الوطنية الجزائرية إلى غاية ‪1954‬‬

‫االتجاه االدماجي والمساواة‬

‫‪ /1‬االمير خالد و النضال السياسي ( اإلنتخابات وتأسيس جمعية اإلخوة الجزائرية )‬

‫لق‪222‬د أدى ص‪222‬دور الق‪222‬انون ‪ 04‬ف‪222‬براير و‪ 06‬ف‪222‬براير ‪ 1919‬إلى انقس‪222‬ام حرك‪222‬ة الش‪222‬بان‬
‫الجزائريين إلى تي‪22‬ارين متن‪22‬ازعين ح‪22‬ول قض‪22‬ية التجنس واألح‪22‬وال الشخص‪22‬ية ‪،‬حيث التي‪22‬ار‬
‫األول تزعم‪22‬ه ابن الته‪22‬امي ال‪22‬ذي رحب ب‪22‬التجنس والمواطن‪22‬ة الفرنس‪22‬ية دون االحتف‪22‬اظ‬
‫باألحوال الشخصية وحق العقيدة الدينية ‪.‬‬

‫أما التيار الخص‪2‬م فق‪2‬ط تزعم‪2‬ه األم‪2‬ير خال‪2‬د وال‪2‬ذي دعي إلى ح‪2‬ق المواطن‪2‬ة والتجنس لكن‬
‫باالحتفاظ باألحوال الشخصية والتمسك بالدين اإلسالمي ولإلش‪2‬ارة فق‪2‬ط أن موق‪2‬ف األم‪2‬ير‬
‫خالد في التمسك واالحتفاظ ب‪22‬األحوال الشخص‪22‬ية لم يكن ب‪22‬األمر الجدي‪22‬د علي‪22‬ه فق‪22‬د ق‪22‬ام س‪22‬نة‬
‫‪ 1917‬بخطوة جريئة حيث شارك مع إخوانه التونسيين في مؤتمر رابطة حقوق اإلنسان‬
‫بباريس وطال أن يكون للجزائريين والتونسيين تمثيل في البرلمان الفرنسي ومجلس الشيوخ‬
‫بدون التخلي الجزائريين عن هويتهم العربية اإلسالمية‬

‫إن موقف األمير خالد في االحتفاظ باألحوال الشخص‪2‬ية والتمس‪2‬ك بالهوي‪2‬ة الوطني‪2‬ة أكس‪2‬به‬
‫سمعة كبيرة في اواسط الجماهير المس‪2‬لمة ال‪2‬تي ك‪2‬انت تت‪2‬ابع باهتم‪2‬ام النق‪2‬اش ال‪2‬دائر ح‪2‬ول‬
‫موضوع التجنس ‘وكانت االنتخابات البلدية لعام ‪ 1919‬مناسبة الحتدام النقاش بعد أن تقدم‬
‫لها األمير بقائمة أشخاص غير مجنسين ‪،‬منافس قائمة ابن التهامي المؤلفة من المتجنسين ‪،‬‬

‫وقد ركز االمير في حملته االنتخابية على اإلسالم والكفاح البطولي لجده األمير عب‪22‬د الق‪22‬ادر‬
‫متهم‪2‬ا خص‪2‬مه بن الته‪2‬امي ومن مع‪2‬ه ب‪2‬الردة وك‪2‬ان جمه‪2‬ور الجزائ‪2‬ريين في ذل‪2‬ك الف‪2‬ترة‬
‫يرهف‪22‬ون الس‪22‬مع له‪22‬ذه المواض‪22‬يع ال‪22‬تي تخ‪22‬اطب ذاك‪22‬رتهم الجماعي‪22‬ة وتح‪22‬يي فيهم أم‪22‬ال‬
‫عريضة ‪،‬ومما جاء على لسان األمير أثن‪22‬اء حملت‪22‬ه اإلنتخابي‪22‬ة <<وغ‪22‬ذا كنتم ترغب‪22‬ون في‬
‫جنة اإلسالم فرشحونا ألننا مؤم‪22‬نين ‪،....‬إن المس‪22‬لم الح‪22‬ق الينبغي أن يتنخب فرنس‪22‬ي >>‪.‬‬
‫كما كان دائم القول ايض‪22‬ا ‪<<:‬ال تنس‪2‬وا أن أب‪22‬ائكم س‪2‬اروا على نهج ج‪2‬دي عب‪22‬د الق‪22‬ادر >>‬
‫ومن خالل أقواله حرك االمير العاطفة الوطنية في قلوب الجزائريين المسلمين ‪.‬‬

‫وقد كانت حملة اإلنتخابية لألمير كما قال عم‪2‬ار أوزق‪2‬ان << بمثاب‪2‬ة إس‪2‬تفتاء ش‪2‬عبيا الريب‬
‫في‪22‬ه >>‪.‬فق‪22‬د حققت قائم‪22‬ة األم‪22‬ير إنتص‪22‬ارا كب‪22‬يرا حيث حص‪22‬لت على ع‪22‬دد من االص‪22‬وات‬
‫تترواح مابين ‪ 824‬و‪ 940‬صوت لك‪22‬ل منتخب من أعض‪22‬اء القائم‪22‬ة مقاب‪22‬ل م‪22‬ابين ‪107‬و‬
‫‪ 392‬صوت ألعضاء القائمة المنافسة ‪.‬‬

‫ونتيجة هذه االنتخابات سارع خصومه ومعهم الكولون بالرد عليه واصفين إي‪22‬اه" ب‪22‬الوطني‬
‫المعادي لفرنسا " ليقدم مجلس العمالة على انتخاب األمير ب‪2‬دعوى أن‪2‬ه من موالي‪2‬د دمش‪2‬ق‬
‫بسوريا ‪،‬فضال عن مساهمته في إيقاظ التعصب اإلسالمي بدعايته المناهضة لفرنس‪22‬ا ‪،‬وق‪22‬د‬
‫عبر المستشارون المسلمون عن تضامنهم مع األمير فاستقالوا جماعيا وذلك ألول مرة في‬
‫تاريخ الجزائريين ‪.‬‬

‫كما حقق األمير نجاح وفوز عظيم في االنتخاب‪22‬ات ال‪22‬تي ج‪22‬رت في النص‪22‬ف األول من ع‪22‬ام‬
‫‪( 1920‬أفريل وجوان) بحيث نال ‪ 7000‬صوت للحصول على مقعد في المجلس المالي‬
‫الجزائري ‪ ،‬ينما حصل منافس‪22‬ه زروق محي ال‪22‬دين ال‪22‬ذي ك‪22‬ان م‪22‬دعوم من ط‪22‬رف اإلدارة‬
‫االس‪2222‬تعمارية فق‪2222‬ط على ‪ 2500‬ص‪2222‬وت وبه‪2222‬ذا تعت‪2222‬بر هزيمت‪2222‬ه هزيم‪2222‬ة لإلدارة‬
‫االستعمارية ‪،‬كما استطاع األمير أن يهزم ال‪22‬دكتور ت‪22‬امزالي في انتخاب‪22‬ات مج‪22‬الس العام‪22‬ة‬
‫بحيث تحصل األمير على ‪ 2500‬صوت مقابل ‪ 256‬لخصمه وبذلك تمكن من أن يحص‪22‬ل‬
‫على مقعد في المجالس العامة ‪:‬‬

‫المالحظة‬ ‫عدد األصوات‬ ‫لقب وإسم المترشح المكانة اإلجتماعية‬


‫فائز‬ ‫خال‪2222‬د إبن الهاش‪2222‬مي نقيب متقاعد ‪/‬مستشار بل‪22‬دي ‪7000‬‬
‫مستشار عام (الجزائر )‬ ‫(األمير)‬
‫منهزم‬ ‫‪2500‬‬ ‫زروق محي الدين مالك ‪/‬مستشار بلدي‬

‫مستشار عام (الجزائر )‬

‫جدول انتخابات المجلس المالي الجزائري عام ‪1920‬‬

‫و في انتخاب‪22‬ات بداي‪22‬ة ‪ 09‬ين‪22‬اير ‪ 1921‬تق‪22‬دم األم‪22‬ير خال‪22‬د على رأس الئح‪22‬ة " فرنس‪22‬ا و‬
‫اإلس‪22‬الم" و أقحم فيه‪22‬ا مرش‪22‬حين ج‪22‬دد من أعي‪22‬ان مدين‪22‬ة الجزائ‪22‬ر على غ‪22‬رار ال‪22‬برجوازي‬
‫( الصناعي) شقيقن ‪ ،‬باإلض‪22‬افة الى الفرنس‪2‬ي فكت‪22‬ور باروكان‪22‬د (‪)Victor Borrucand‬‬
‫الذي كان مع الئحة الدميرال في انتخابات ‪.1919‬‬

‫كان برنامجه السياسي و اإلجتماعي ه‪22‬و نفس‪2‬ه ال‪22‬ذي تق‪22‬دم ب‪22‬ه في انتخاب‪22‬ات ‪ 1919‬و ال‪22‬ذي‬
‫ينص على الجنسية الفرنسية لكن في اإلطار اإلسالمي ‪ ،‬التمثيل الجزائ‪22‬ري – المس‪22‬لمين في‬
‫البرلمان الفرنسي ‪ ،‬ربط العماالت الثالث بفرنسا ‪ ،‬إلغاء البلديات المختلطة ‪ ،‬انشاء جمعي‪22‬ة‬
‫عربية ‪ ،‬التعليم اإلجباري بالفرنسية و العربي‪22‬ة و للم‪22‬رة الثاني‪22‬ة ف‪22‬ازت الالئح‪22‬ة بالكام‪22‬ل بع‪22‬د‬
‫انسحاب الدكتور إبن التهامي ‪:‬‬

‫في يناير ( جانفي ) ‪ 1922‬أسس األمير خالد جمعية "األخوة الجزائرية " التي كان ه‪22‬دفها‬
‫إيجاد الوسائل التي تمكن الجزائريين من الدفاع عن حقوقهم و من تحسين ح‪22‬التهم المادي‪22‬ة و‬
‫السياسية و الثقافية ‪.‬‬

‫و يوضح الكاتب سليمان بن الشيخ في كتابه الجزائر تحمل السالح أو زمن اليقين أن العم‪22‬ل‬
‫السياسي لألمير كان يرتك‪2‬ز على الش‪2‬رعية ‪ Logalisme‬المطلبي‪2‬ة ح‪2‬تى ي‪2‬دخل عمل‪2‬ه في‬
‫اإلط‪22‬ار الق‪22‬انوني للس‪22‬لطة اإلس‪22‬تعمارية و ح‪22‬تى يح‪22‬رص على المطالب‪22‬ة بإلغ‪22‬اء الق‪22‬وانين‬
‫اإلستثنائية و التمييز العنصري إذن من خالل هذا فإن ما ق‪2‬ام ب‪2‬ه األم‪2‬ير ه‪2‬و إعط‪2‬اء ص‪2‬بغة‬
‫قانونية لنشاطه السياسي و مطالبه‪.‬‬

‫و بالعودة الى جمعي‪2‬ة األخ‪2‬وة الجزائري‪2‬ة ف‪2‬إن أه‪2‬دافها و بإختص‪2‬ار ك‪2‬انت تتمث‪2‬ل و ذل‪2‬ك في‬
‫حسب ما جاء على لسان األمير في‪ " :‬أن األخوة الجزائرية تتقدم بطلب إلغاء جميع القوانين‬
‫اإلستثنائية التي الزال يرزح تحتها األه‪22‬الي المس‪22‬لمون ‪ ،‬في أق‪22‬رب وقت ممكن و الرج‪22‬وع‬
‫الى القانون العام ‪ ،‬إن هدف جمعيتنا بالتدقيق هو الحصول على ‪:‬‬

‫التطبيق التام لقانون الرابع فبراير ‪.1919‬‬ ‫‪-‬‬

‫التمثيل البرلم‪22‬اني لأله‪22‬الي الجزائ‪22‬ريين المس‪2‬لمين ‪ ،‬وتط‪22‬ابق المس‪2‬اواة ال‪22‬تي ينص‬ ‫‪-‬‬
‫عليها القانون المذكور تطبيقها حقيقيا‪.‬‬

‫أن‪22‬ا نط‪22‬الب بسياس‪22‬ة المش‪22‬اركة ال‪22‬تي هي سياس‪22‬ة فرنس‪22‬ا ‪ ،‬و المش‪22‬اركة في تس‪22‬يير‬ ‫‪-‬‬
‫الشؤون العامة ‪ ،‬ومباشرة تس‪22‬يير ش‪22‬ؤوننا الخاص‪22‬ة ال‪22‬تي ال تنفص‪22‬ل في الحقيق‪22‬ة عن ش‪22‬ؤون‬
‫فرنسا ‪.‬‬

‫"نطالب من جميع الجزائ‪22‬ريين من غ‪22‬ير تفري‪22‬ق ال في الجنس‪22‬ية و ال في ال‪22‬دين أن يس‪22‬اعدنا‬


‫للقيام بهذه الرسالة التي هي ايضا أكثر لزوما و أكثر ضرورة مما يجب القيام به في الوطن‬
‫‪ .‬أيها المسلمون الذين يهتمون لشرفنا و كرامتنا أن واجبنا ه‪22‬و العم‪22‬ل و ال‪22‬دفاع عن حقن‪22‬ا ‪،‬‬
‫إن فرنسا كريمة و شريفة ‪ ،‬ونريدها أن تعدنا من أبنائها الجدرين ببنوته‪22‬ا " توقي‪22‬ع األم‪22‬ير‬
‫خالد ‪.‬‬

‫لقد كان األمير خالد وطنيا حميما و مسلما خالصا ‪ ،‬و لكن كان في نفس ال‪22‬وقت حس‪22‬ن الظن‬
‫بفرنس‪22‬ي فرنس‪22‬ا – رج‪22‬ال الدول‪22‬ة الفرنس‪22‬ية – فق‪22‬د ظن أن الحكوم‪22‬ة الفرنس‪22‬ية لم تع‪22‬ط‬
‫الجزائريين حق‪22‬وقهم ألنه‪22‬ا لم تطل‪22‬ع على حقيق‪22‬ة رغب‪22‬اتهم بس‪22‬بب المس‪22‬توطنين و إدع‪22‬اتهم‬
‫المضلة ‪ ،‬فه‪2‬و يري‪2‬د أن يتج‪2‬ه إلى ال‪2‬وطن الفرنس‪2‬ي نفس‪2‬ه لين‪2‬ور ال‪2‬رأي الع‪2‬ام في‪2‬ه ‪ ،‬و ذل‪2‬ك‬
‫بالعرائض و الخطب و الصحافة و مجالس النيابية إلى آخره ‪.‬‬

‫في شهر أفريل ‪ 1922‬كانت زيارة الرئيس الفرنسي أليكساندر ميليران للجزائر و هو حدث‬
‫كبير‪ ،‬فأراد األمير خالد أن يقابل‪22‬ه إال أن الس‪22‬لطات االس‪22‬تعمارية ب‪22‬الجزائر منعت‪22‬ه ‪ ،‬فاس‪22‬تغل‬
‫األمير خالد زيارة الرئيس الفرنس‪22‬ي رفق‪22‬ة الوف‪22‬د ال‪22‬ذي ك‪22‬ان يص‪22‬احبه لض‪22‬ريح الش‪22‬يخ عب‪22‬د‬
‫الرحمان الثعالبي بالعاصمة و ألقى أمامه خطابا قص‪2‬يرا ومفاجئ‪2‬ا ع‪2‬بر في‪2‬ه عن آالم الش‪2‬عب‬
‫الجزائري بصفته نائبا ممثل للشعب الجزائري المسلم (األه‪2‬الي) و طلب من‪2‬ه منح المس‪2‬لمين‬
‫الجزائريين حق انتخاب ممثلين عنهم في البرلمان الفرنسي‪.‬‬
‫لم تنظ‪22‬ر اإلدارة االس‪22‬تعمارية المدعوم‪22‬ة بص‪22‬حافة الكول‪22‬ون في الجزائ‪22‬ر إلى المكاس‪22‬ب‬
‫السياسية لألمير خالد بعين الرضا ‪ ،‬فقامت بكي‪2‬ل االتهام‪2‬ات ل‪2‬ه بالتعص‪2‬ب ال‪2‬ديني واالنتم‪2‬اء‬
‫للشيوعية والجامعة اإلسالمية والقومية العربية ‪.‬‬

‫فألقت الشرطة عليه القبض سنة ‪1923‬م وتم نفيه هو وعائلته إلى اإلسكندرية ‪ ،‬ومن هناك‬
‫دبر األنجليز ضده مؤامرة وأرغموا السلطات المصرية على تس‪22‬ليمه إلى القنص‪22‬ل الفرنس‪22‬ي‬
‫الذي رحله إلى دمشق حيث أمضى بقية حياته حتى توفي عام ‪.1936‬‬

‫خالص‪22‬ة‪ :‬يتجلى فض‪22‬ل األم‪22‬ير خال‪22‬د أن ح‪22‬اول ج‪22‬ذب الجم‪22‬اهير الديمقراطي‪22‬ة الواس‪22‬عة إلى‬
‫الكفاح المناهض لالستعمار وأدرك عدم جدوى تص‪22‬فية النظ‪22‬ام االس‪22‬تعماري ب‪22‬القوة في ذل‪22‬ك‬
‫الوقت‪ ،‬و فهم فهما جيدا ضرورة انتزاع الحقوق السياسية للجزائريين كأداة هامة في الكف‪22‬اح‬
‫المناهض اإلستعمار ووسيلة لتربية الوعي المدني والوطني للشعب الجزائري المس‪22‬لم‪ ،‬حيث‬
‫ط‪22‬رح مب‪22‬دأ المش‪22‬اركة(‪ ) Association‬بين الش‪22‬عبين الفرنس‪22‬ي واإلس‪22‬المي مح‪22‬ل‬
‫اإلندماج( ‪)Assimilation‬‬

‫وفي هذا المقام يذكر أب‪22‬و قاس‪22‬م س‪22‬عد هللا أن الك‪22‬اتب "أو غس‪22‬طين بيرن‪22‬ار" ك‪22‬ان مندهش‪22‬ا من‬
‫الجزائريين حيث كانوا يطالبون باإلصالحات والمساواة مع الفرنسيين بينما كان الوط‪22‬نيون‬
‫في البلدان األخرى ينادون باالستقالل ألوطانهم ومما جاء في قول بيرن‪22‬ار – " إن‪22‬ه لم‪22‬دهش‬
‫حق أن الجزائريين ال يطالبون باالستقالل كما يفعل المص‪22‬ريون ‪ ،‬أو بميث‪22‬اق دس‪22‬توري كم‪22‬ا‬
‫يفعل التونسيون " و قد وضح أبو قاسم سعد هللا‪ :‬أن "بيرنار" لو كان واقعي‪2‬ا لوج‪2‬د أن ه‪2‬ذا‬
‫الوض‪22‬ع لم يكن عالم‪22‬ة رض‪22‬ى ب‪22‬الحكم الفرنس‪22‬ي من الج‪22‬انب الجزائ‪22‬ري ‪ ،‬لق‪22‬د ك‪22‬ان وض‪22‬عا‬
‫ضروريا‪ ،‬فكل من مصر وتونس كانت محمية وق‪2‬د أبقت الس‪2‬لطة االس‪2‬تعمارية عل‪2‬ك الكي‪2‬ان‬
‫القومي لكل منهما أما الجزائر فقد أعلنت مقاطعة فرنسية‬

‫‪/2‬فيدرالية النواب المسلمين الجزائريين ‪: 1937-1927‬‬

‫استغل النواب المنتخبون الفراغ السياسي الذي تركه نفي "األمير خال‪22‬د" في ص‪22‬فوف حرك‪22‬ة‬
‫الشباب الجزائري ‪ ،‬فتبن‪2‬وا برن‪2‬امج الحرك‪2‬ة واتح‪2‬دوا في فيدرالي‪2‬ة واح‪2‬دة فهي ليس‪2‬ت حزب‪2‬ا‬
‫ب‪222222222222222222222222222‬المعنى التنظيمي المع‪222222222222222222222222222‬روف ب‪222222222222222222222222222‬ل تكثال‬
‫للمنتخبين الجزائريين من مستشارين بلديين ومستشاري المقاطعات‪ ،‬هؤالء الذين رأوا ض‪22‬ر‬
‫ورة تنسيق عملهم في مواجهة الجمعيات المكونة من األوربيين والتي تعمل على استصدار‬
‫القوانين لصالح المستوطنين‪ ،‬و ردا على ذلك عق‪2‬د الم‪2‬ؤتمر التأسيس‪2‬ي األول للمنتخ‪2‬بين في‬
‫‪ ، 1927 /21/09‬حيث إجتمع (‪ )150‬مائة وخمسون نائبا ح‪22‬اولوا توحي‪22‬د أه‪22‬دافهم للعم‪22‬ل‬
‫على محارب‪22‬ة التفرق‪22‬ة العنص‪22‬رية وال‪22‬دعوة إلى تحقي‪22‬ق إص‪22‬الحات اجتماعي‪22‬ة واقتص‪22‬ادية‬
‫وسياسية في إطار الشرعية الفرنسية نذكر مجموعة المطالب اإلصالحية ال‪22‬تي ط‪22‬البت به‪22‬ا‬
‫الفيدرالية‪:‬‬

‫‪ 1-‬تمثيل األهالي الجزائريين في البرلمان الفرنسي‪.‬‬


‫‪ - 2‬إلغاء قوانين األهالي(‪ )L’INDIGENAT‬و القوانين الخاصة‪.‬‬

‫‪ 3-‬تنظيم ذهاب العمال الجزائريين إلى فرنسا‪.‬‬

‫‪ 4-‬المساواة في سن الخدمة العسكرية‪.‬‬

‫‪ 5-‬المساواة التامة في األجور و المنح‪.‬‬

‫‪ 6-‬تطبيق القوانين االجتماعية التي يتمتع ﺑها األوروبيون‪.‬‬

‫و ه‪22‬ذه المط‪22‬الب ليس‪22‬ت بجدي‪22‬دة إذا راجعن‪22‬ا تل‪22‬ك ال‪22‬تي ن‪22‬ادى ﺑﻬا األم‪22‬ير خال‪22‬د ال‪22‬ذي أرفقه‪22‬ا‬
‫بجملة من األفكار و تنم عن فكر تحرري‪ ،‬و هذا ما تجنبته كتلة المنتخبين‪.‬‬

‫لكنهم سرعان ما اختلفوا مرة أخرى في األسس اإليديولوجية بين التج‪22‬نيس أو التع‪22‬ايش م‪22‬ع‬
‫المحافظ‪22‬ة على الشخص‪22‬ية اإلس‪22‬الميةفالحركة ترأس‪22‬ها في البداي‪22‬ة "ال‪22‬دكتور ابن الته‪22‬امي "‬
‫كجزائري تجنس بالجنسية الفرنسية ومّث ل الجن‪22‬اح األك‪22‬ثر إلحاح‪22‬ا على االن‪22‬دماج عن طري‪22‬ق‬
‫التجنس الجماعي بغض النظر عن قضية الدين مما يساعد – حسب تص‪22‬ورهم‪ -‬على توحي‪22‬د‬
‫الجزائر كمقاطعة فرنسية مع فرنسا أي تحقيق االن‪22‬دماج الت‪22‬ام للجزائ‪22‬ر في فرنس‪2‬ا‪ ،‬لكن ه‪22‬ذا‬
‫التيار لم يجد صدى‪ ،‬ودخل المجنس‪22‬ون مأزق‪22‬ا خط‪22‬يرا‪ ،‬س‪22‬اهم في تجمي‪22‬د الفيدرالي‪22‬ة وإفش‪22‬ال‬
‫طموح‪222222‬ات "ال‪222222‬دكتور ابن الته‪222222‬امي " وإبع‪222222‬اده عن رئاس‪222222‬ة الفيدرالي‪222222‬ة خالل‬
‫إجتماع ‪25/12/1927‬م ‪.‬‬

‫خالل المؤتمر الثاني للفيدرالية في جانفي ‪ 1928‬إجتمع ( ‪ )176‬مائ‪2‬ة وس‪2‬تة وس‪2‬بعون‬


‫نائب‪22222222‬ا أعي‪22222222‬د تأسيس‪22222222‬ها بزعام‪22222222‬ة ال‪22222222‬دكتور "الط‪22222222‬اهر بن جل‪22222222‬ول"‬
‫و في محاولة لجذب الرأي العام الفرنسي لهذه للمطالب السابقة أرسل المنتخبون وف‪22‬ودا إلى‬
‫فرنس‪222‬ا‪ ،‬كم‪222‬ا نظمت محاض‪222‬رات ون‪222‬دوات ت‪222‬دعو إلى المس‪222‬اواة‪ ،‬وك‪222‬ذلك االتص‪222‬ال‬
‫بالشخصيات األحزاب السياسية الفرنسية‪.‬‬

‫رغم اعت‪22‬دال ه‪22‬ذه المط‪22‬الب وع‪22‬دم تعبيره‪22‬ا عن الواق‪22‬ع الجزائ‪22‬ري إال أن المنتخ‪22‬بين لم‬
‫يستطيعوا أن يحصلوا على أي إصالح هام خاصة وأن كل القوانين التي ك‪22‬انت ﺗﻬم األه‪22‬الي‬
‫تقابل بثورة من قبل المستوطنين الذين يعملون على تعطيل كل اإلجراءات‪.‬‬

‫هن‪22‬ا س‪22‬طع نجم الص‪22‬يدلي "فرح‪22‬ات عب‪22‬اس" في أوس‪22‬اط الفيدرالي‪22‬ة بفض‪22‬ل مقاالت‪22‬ه باس‪22‬م‬
‫مس‪222‬تعار ‪ ":‬كم‪222‬ال س‪222‬راج" في مجل‪222‬ة "التق‪222‬دم" (‪ )Progrès‬النص‪222‬ف ش‪222‬هرية –من‬
‫‪ 25/05/1923‬إلى ‪ 01/10/1931‬في (‪ )158‬ع‪2222222222222222222222222222222222222222222222222222‬ددا‪،‬‬
‫وال‪22‬تي جمعه‪22‬ا فيم‪22‬ا بع‪22‬د في كت‪22‬اب أطل‪22‬ق علي‪22‬ه ‪" ALGERIEN " "LE JEUNE‬‬
‫الش‪222222222222222222222222222222222222222222222222222222‬اب الجزائ‪222222222222222222222222222222222222222222222222222222‬ري"‬
‫وقد كان فرحات عباس وأنصاره يطالبون بالمساواة بين المسلمين و الفرنسيين في جميع الم‬
‫يادين‪ ،‬كما كان يطالب بالجنسية الفرنسية للجزائريين‪.‬‬
‫كذلك فقد اعتمد فرحات عباس على فكرة اإلصالحات المرحلية للوصول باﻟﻤﺠتمع الجزائ‪22‬ر‬
‫ي إلى المساواة الكاملة بين أفراده من مسلمين و أوروبيين‪.‬‬

‫من خالل فكرة الكتاب العامة نالحظ أن هناك غيابا كليا لفكرة الوطنية‪ ،‬و كذا األمة الجزائر‬
‫ية‪ ،‬بل إنه يؤمن بفكرة الجزائر الفرنسية التي تحافظ على مقوماﺗﻬا اإلسالمية‪ ،‬فال مانع بالن‬
‫سبة له أن يكون المسلم الجزائري من الناحية القومية فرنسيا يؤمن بالتضامن القومي و هو‬
‫يعنى بذلك تضامن الفرنسيين و الجزائريين‪.‬‬

‫ه‪22‬ذه األفك‪22‬ار بعي‪22‬دة ك‪22‬ل البع‪22‬د عن الواق‪22‬ع من منطل‪22‬ق الظ‪22‬روف ال‪22‬تي ك‪22‬ان يعيش‪22‬ها‬
‫الشعب الجزائري في ذلك الوقت‪ ،‬حيث كانت تكبله مجموعة من القوانين االستثنائية التي غ‬
‫البا ما سنت بفعل تحريض المعمرين األوروبيين الذين كانت لهم الكلمة األولى واألخيرة‪.‬‬

‫لم تجد هذه األفكار أي تأييد سواء من األوربيين الذين يهمهم كثيرا بقاء األحوال على ما هي‬
‫عليه‪ ،‬أو الجزائريين الذين كانوا يريدون االستقالل‪ .‬و في محاولة من المنتخبين لتوحيد كلمت‬
‫هم أمام فرنسا كونوا "اتحادية فدرالية المنتخبين الجزائريين "سنة ‪ ، 1931‬لكن فرنسا لم تأب‬
‫ه بمطالبهم‪ ،‬زيادة على معارضة المستوطنين ألي إجراء من الممكن أن يمس امتيازاﺗﻬم‪ .‬فا‬
‫القتراح بتمثي‪22‬ل الجزائ‪22‬ريين في البرلم‪22‬ان الفرنس‪22‬ي لم يص‪22‬ل ح‪22‬تى إلى مي‪22‬دان الدراس‪22‬ة‬
‫و هذا ما أدى إلى فقدان المنتخبين العتبارهم‪ ،‬ألﻧﻬم رغم اعتدالهم‪ ،‬ووطنيتهم الفرنسية‪ ،‬لم ي‬
‫حصلوا على أي شيء‪،‬وظهر التباين واضحا بين إرادة الجماهير والنخبة في هذه الفترة‪ ،‬و ل‬
‫ع‪2222‬ل المق‪2222‬ال الت‪2222‬اريخي ال‪2222‬ذي نش‪2222‬ره فرح‪2222‬ات عب‪2222‬اس في ص‪2222‬حيفة الوف‪2222‬اق ي‪2222‬وم‬
‫‪، 24/02/1936‬تحت عن‪2222222222222222222222‬وان ‪ " :‬فرنس‪2222222222222222222222‬ا هي أن‪2222222222222222222222‬ا‬
‫" أكبر مبرر لبقاء النخبة بعيدة عن الواقع وتفكير الجزائريين ومما جاء في المقال ‪......." :‬‬
‫لو اكتشفت األمة الجزائري‪22‬ة لكنت قومي‪22‬ا ووطني‪22‬ا ‪ .....‬س‪22‬ألت الت‪22‬اريخ‪ ،‬و المق‪22‬ابر واألحي‪22‬اء‬
‫واألموات فلم يحدثني أحد عن هذه األمة ‪ ،‬لكن ما وجدته هي اإلمبراطورية اإلس‪2‬المية ال‪22‬تي‬
‫شرفت اإلسالم وجنسنا‪ ،‬لكن هذه االمبراطورية انتهت‪ ،‬أما اآلن ففرنس‪2‬ا هي أن‪22‬ا‪ ،‬ومص‪22‬الح‬
‫فرنسا هي مصالحنا منذ اللحظة التي تصبح فيه مصالحنا هي مصالح فرنسا"‬

‫‪-3‬النواب و قضية التجنيس ‪:‬‬

‫فتح ق‪22‬انون "الس‪22‬يناتوس كونس‪22‬ولت" ‪ le senatus consulte‬الص‪22‬ادر في ‪ 14‬جويلي‪22‬ة‬


‫‪( 1865‬الذي ينص على منح الجنسية الفرنسية للجزائريين واعتبار الجزائريين فرنس‪22‬يين ‪،‬‬
‫ولهم الحق‪22‬وق السياس‪22‬ية ال‪22‬تي يتمت‪22‬ع به‪22‬ا الم‪22‬واطن الفرنس‪22‬ي مقاب‪22‬ل التخلي على أح‪22‬والهم‬
‫الشخصية) جبهات عديدة ومواق‪22‬ف متباين‪22‬ة ‪ ،‬عن‪22‬د الن‪22‬واب واألح‪22‬زاب الجزائري‪22‬ة والعلم‪22‬اء‬
‫فبينم‪22‬ا ك‪22‬انت األغلبي‪22‬ة متحفظ‪22‬ة من ه‪22‬ذا الق‪22‬انون إال أن األقلي‪22‬ة من النخب‪22‬ة وج‪22‬دوا في‪22‬ه حال‬
‫ومخرج‪2‬ا يمكنهم من التخلص من الق‪22‬وانين الج‪2‬ائرة في ح‪2‬ق الجزائ‪22‬ريين فأخ‪2‬ذت ه‪2‬ذه الفئ‪22‬ة‬
‫وأغلبهم من الجن‪22‬ود ال‪22‬ذين يرغب‪22‬ون في ال‪22‬ترقي إلى رتب‪22‬ة عس‪22‬كري أعلى المخصص‪22‬ة فق‪22‬ط‬
‫للمواطنين الفرنس‪22‬يين في الحص‪22‬ول على الجنس‪22‬ية الفرنس‪22‬ية واس‪22‬تمرت عملي‪22‬ة التج‪22‬نيس في‬
‫حدود العشرات كل سنتين في فترة العشرينات فكان عددهم سنة ‪ 1920‬حوالي ‪ 17‬متجنس‬
‫وتزاي‪22‬د الع‪22‬دد في س‪22‬نة ‪ 1926‬إلى ‪ 67‬متجنس ‪ ،‬خصوص‪22‬ا بع‪22‬د ص‪22‬دور ق‪22‬انون ‪ 4‬فيف‪22‬ري‬
‫‪ 1919‬وبلغت طلبات التجنيس أوجها في الثالثين‪2‬ات وخصوص‪2‬ا بع‪2‬د إص‪2‬دار مجموع‪2‬ة من‬
‫القرارات التي تتعلق أساسا ب‪22‬الجزائريين مث‪22‬ل ق‪22‬رار ‪ 13‬ديس‪22‬مبر ‪ 1932‬وال‪22‬ذي ي‪22‬دعو إلى‬
‫تحسين وضعيتهم تجاه فرنسا حيث جاء في المادة األولى منه أن‪ :‬من حق األهالي الفرنسيين‬
‫في الجزائ‪2‬ر المش‪2‬اركة في مس‪2‬ابقات التوظي‪2‬ف في األعم‪2‬ال العام‪2‬ة والمدين‪2‬ة" وج‪2‬اء الم‪2‬ادة‬
‫الثانية أن‪ ":‬من حقهم المشاركة في مسابقات التوظيف العسكري كضباط في الجيش ال‪22‬بري‪،‬‬
‫البحري أو الجوي"‪.‬‬

‫وقد تباينت اآلراء والمواقف حول قضية التجنيس إذ أن فئة النخب‪22‬ة والن‪22‬واب أي‪22‬دت القض‪22‬ية‬
‫وتحمس بعض المتجنس‪22‬ين إلى ه‪22‬ذا المش‪22‬روع وذل‪22‬ك بالدعاي‪22‬ة وتش‪22‬جيع األه‪22‬الي على قب‪22‬ول‬
‫الجنسية الفرنسية (حتى وصل عددهم سنة ‪ 1938‬ح‪22‬والي ‪ 190‬متجنس وس‪22‬عت ه‪22‬ذه الفئ‪22‬ة‬
‫ألن تنال الدرجة األولى للمواطنة الفرنسية وأن يعاملوا كفرنسيين حقيقيين وليس كمواط‪22‬نين‬
‫من الدرج‪22‬ة الثاني‪22‬ة وفي س‪22‬بيل ذل‪22‬ك أس‪22‬س مجموع‪22‬ة من الطلب‪22‬ة المتجنس‪22‬ين جمعي‪22‬ة الطلب‪22‬ة‬
‫المسلمين الجزائريين بفرنسا في باريس والتي ك‪22‬ان له‪22‬ا ف‪22‬رع في الجزائ‪22‬ر‪ .‬وك‪22‬ان من أب‪22‬رز‬
‫دع‪22‬اة التج‪22‬نيس وال‪22‬داعيين ل‪22‬ه الزن‪22‬اتي من خالل جريدت‪22‬ه "ص‪22‬وت األه‪22‬الي" ‪la voix‬‬
‫‪ indigène‬ال‪22‬تي أسس‪22‬ها له‪22‬ذا الغ‪22‬رض وجع‪22‬ل عن‪22‬وان افتتاحي‪22‬ة الع‪22‬دد األول من جريدت‪22‬ه‬
‫الصادر بتاريخ ‪ 13‬جوان ‪" 1929‬الجزائر ستصبح فرنسية"‪.‬‬

‫خالصة ‪ :‬إن فرحات عباس كان يقول بفك‪22‬رة" فرنس‪22‬ا هي أن‪22‬ا " «‪La France c’est‬‬
‫‪ »moi‬ه‪22222222222222222222222222222222222222222222222222222222‬ذا م‪22222222222222222222222222222222222222222222222222222222‬ا‬
‫جعل من عمله السياسي غير ذي فائدة خالل فترة مطالبه االدماجية‪ ،‬لذلك عمل فيم‪2‬ا بع‪2‬د عل‬
‫ى تط‪222‬وير مفاهيم‪222‬ه ح‪222‬ول الوطني‪222‬ة واالس‪222‬تقالل خالل ف‪222‬ترة الح‪222‬رب العالمي‪222‬ة الثاني‪222‬ة‬
‫وبعدها‪ ،‬على أن المالحظة المستخلصة من مطالب المنتخبين أﻧﻬم كانوا مرتبطين بفرنس‪22‬ا م‬
‫ن حيث الثقاف‪22222‬ة‪ ،‬وه‪22222‬ذا أهم ش‪22222‬يء أث‪22222‬ر في توجه‪22222‬اﺗﻬم على عكس م‪22222‬ا ن‪22222‬ادت‬
‫به جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وحزب نجم شمال إفريقيا اللذان كانا قد بنيا مطالبهما‬
‫على فكرة الوطنية والحفاظ على الشخصية الجزائرية‪.‬‬

‫‪/3‬الحزب الشيوعي الجزائري‪:‬‬

‫يختلف المؤرخين حول تصنيف الحزب الش‪2‬يوعي الجزائ‪2‬ري فمنهم من ال يدرج‪2‬ه في‬
‫تيارات الحركة الوطنية ومن ذلك محفوظ قداش ومن الم‪22‬ؤرخين من ي‪22‬درجهم ض‪22‬من التي‪22‬ار‬
‫االندماجي مثل المؤرخ الجزائري العربي الزبيري يندرج الحزب الشيوعي‪ :‬الذي يدعو ه‪22‬و‬
‫األخ‪22‬ر إلى ض‪22‬رورة إص‪22‬الح العالق‪22‬ة بين الجزائ‪22‬ريين والفرنس‪22‬يين دون تمي‪22‬يز في الجنس‬
‫وال‪22‬دين‪ ،‬فه‪22‬و يلتقي م‪22‬ع االن‪22‬دماجيين في نقط‪22‬ة واح‪22‬دة وهي ض‪22‬رورة تب‪22‬ني الترك‪22‬ة الثقافي‪22‬ة‬
‫االستيطانية الفرنسية واعتمادها كمنطق أساسي لبن‪22‬اء الدول‪22‬ة الجزائري‪22‬ة الجدي‪22‬دة‪ ،‬وكمرج‪22‬ع‬
‫أساسي لبناء هوية ثقافية جزائرية جديدة‪ ،‬فهو ب‪22‬ذلك ي‪22‬دعو إلى المواطن‪22‬ة المزدوج‪22‬ة ويعت‪22‬بر‬
‫الجزائر قطعة من فرنسا من خالل ما كتبه ودّو ن‪22‬ه وص‪22‬رح ب‪22‬ه ودع‪22‬ا إلي‪22‬ه‪'' ،‬إن الش‪22‬يوعيين‬
‫يفضلون الحل الديمقراطي الذي يحترم كل السكان الجزائريين دون تمييز في الجنس والدين‬
‫ويأخذ بعين االعتبار مصالح فرنسا''‬

‫إن المواقف السياسية للح‪2‬زب الش‪2‬يوعي ك‪2‬انت في بداي‪2‬ة أم‪2‬را مفروض‪2‬ا علي‪2‬ه نظ‪2‬را‬
‫الرتباطه بالحزب الشيوعي الفرنسي و صلته بالنموذج الروسي القاض‪22‬ي بتط‪22‬بيق توص‪22‬يات‬
‫– األممية الثالث‪22‬ة‪ -‬لكن المتتب‪22‬ع لمس‪22‬يرة الح‪22‬زب فيم‪22‬ا بع‪22‬د‪ -‬على ال‪22‬رغم من بعض األه‪22‬داف‬
‫الكبيرة ال‪22‬تي حققه‪22‬ا كالتعبئ‪22‬ة العمالي‪22‬ة‪ -‬نج‪22‬ده فش‪22‬ل في تبني‪22‬ه للمس‪22‬ألة الوطني‪22‬ة و في نظرت‪22‬ه‬
‫لمجتمع األمة الجزائرية فهو يرى بأن وجود االستعمار أمر ط‪22‬بيعي لظ‪22‬روف تاريخي‪22‬ة‪ ،‬ألن‬
‫المجتمع الجزائري ليس لديه وجهة‪،‬وال يؤمن بفكرة األمة الجزائرية ألنها ال زالت في طور‬
‫التكوين‪ ،‬وفي هذا الصدد يق‪22‬ول ''محم‪22‬د ح‪22‬ربي''‪«:‬لم يس‪22‬تطع الح‪22‬زب الش‪22‬يوعي تط‪22‬وير م‪22‬ا‬
‫يحوي‪22‬ه نظري‪22‬ا من اس‪22‬تعدادات وإمكاني‪22‬ات وذل‪22‬ك ألن‪22‬ه لم ي‪22‬درج اس‪22‬تقالل البالد ض‪22‬من‬
‫برنامجه‪»...‬‬

‫موقف الحزب الشيوعي الجزائري من المسألة الجزائرية والتيارات الوطني‪22‬ة أثن‪22‬اء الح‪22‬رب‬
‫العالمية الثانية‪:‬‬

‫ك‪222‬ان الح‪222‬زب الش‪222‬يوعي الجزائ‪222‬ري يعيش في عزل‪222‬ة بس‪222‬بب تركيبت‪222‬ه البش‪222‬رية‬


‫وإيديولوجيته العقائدية وتبعيته للخارج (الح‪22‬زب الش‪22‬يوعي الفرنس‪22‬ي ومنظم‪22‬ة الكومنف‪22‬ورمن‬
‫خالل الحرب العالمي‪22‬ة الثاني‪22‬ة س‪22‬اند اللجن‪22‬ة الفرنس‪22‬ية للتحري‪22‬ر الوط‪22‬ني‪ ،‬والحكوم‪22‬ة المؤقت‪22‬ة‬
‫للجمهورية الفرنسية التي حلت محلها‪ ،‬وقام رفقة المنظمات المرتبط‪22‬ة ب‪22‬ه خاص‪22‬ة النقاب‪22‬ات‪،‬‬
‫بالدعاية من أجل تعبئة الجزائريين وتجنيدهم في الحرب مع فرنسا‪.‬‬

‫بعد تشكيل حركة "أحباب البيان والحرية"‪-‬التي ضمت مجموعة من الشخص‪22‬يات من‬
‫مختلف االتجاهات السياس‪22‬ية‪ ،-‬رفض الـ"ح‪ .‬ش‪22‬يو‪.‬ج" االنض‪22‬مام إلى ه‪22‬ذه الحرك‪22‬ة‪ ،‬واعت‪22‬بر‬
‫مرسوم ‪ 07‬مارس ‪" 1944‬خط‪22‬وة ك‪22‬برى إلى األم‪2‬ام" م‪22‬ع إدخ‪2‬ال بعض التع‪22‬ديالت علي‪22‬ه‪،‬‬
‫وإتباعه بإصالحات اقتصادية واجتماعية لتحس‪22‬ين األوض‪22‬اع المزري‪22‬ة للجزائ‪22‬ريين‪ ،‬في حين‬
‫أّن هذا القرار عارضه التيار الوطني بمختلف اتجاهاته‬

‫يالحظ مما سبق أّن الـ"ح‪ .‬شيو‪.‬ج" ينفي فكرة االستقالل‪ ،‬وهو مع المواطنة الفرنسية‬
‫واإلدماج‪ .‬غير أّن هذه الدعاية‪ ،‬لم تجد ص‪2‬دى إيجابي‪2‬ا في أوس‪2‬اط الجزائ‪2‬ريين ال‪2‬ذين ك‪2‬انوا‬
‫منجذبين نحو حركة "أحباب البيان والحرية"‪ ،‬وذلك باعتراف الشيوعيين أنفس‪22‬هم‪ ،‬إذ ص‪22‬رح‬
‫األمين الع‪22‬ام للح‪22‬زب "عم‪22‬ار أوزق‪22‬ان" ق‪22‬ائال‪ " :‬يجب علين‪22‬ا أن نع‪22‬ترف بأنن‪22‬ا لم ننجح في‬
‫جلب الشرائح العريضة من المسلمين‪ ،‬وال في إيجاد تكتيك محدد اتجاه مختلف الحكات ش‪22‬به‬
‫الوطنية‪" .‬‬
‫هذه الدعاية الشيوعية المعادية للتيار الوطني‪ ،‬لم تجد لها ص‪22‬دى في أوس‪2‬اط المس‪2‬لمين‬
‫الجزائريين‪ ،‬ال‪22‬ذين تبل‪22‬ور ل‪22‬ديهم ال‪22‬وعي الوط‪22‬ني والق‪22‬ومي‪ ،‬وأص‪22‬بحوا يؤمن‪22‬ون فعال بفك‪22‬رة‬
‫االستقالل عبر كامل التراب الوطني‪ ،‬ولعله السبب األقوى الذي منع غالبي‪22‬ة الجزائ‪22‬ريين من‬
‫االنضمام إليه‪.‬‬

You might also like