Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 96

‫جامعة العربي بن مهيدي‪ -‬أم البواقي‬

‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬


‫قسم ‪:‬الحقوق‬

‫التأمين البحري في ظل القانون‬


‫البحري الجزائري‬
‫مذكـــرة تكميلية لنيل شهادة الماستر‬
‫شعبة الحقوق‪ -‬تخصص ‪ :‬قانون أعمال‬
‫إشراف األستادة ‪:‬‬ ‫الطالب ‪:‬‬
‫العايب وداد‬ ‫وليد معزوزي‬
‫لجنة المناقشة‪:‬‬
‫رئيسا‬ ‫‪ -1‬عمران وفاء جامعة أم البواقي أستاذ مساعد أ‬
‫مشرفا ومقرر‬ ‫‪ -2‬العايب وداد جامعة أم البواقي أستاذ مساعد أ‬
‫عضوا ممتحنا‬ ‫‪ -3‬بركاني شوقي جامعة أم البواقي أستاذ مساعد أ‬

‫السنة الجامعية‪2112-2113 :‬‬


‫تفعت فري والجميل لألستاذة‬ ‫تقتدمر‬ ‫إني ألقتدم وافر كر‬
‫فلعارب تدفد فألستاذة فلمش رة على هذه فل سالة‬
‫لما أسمقته إلي من نصح تقتاجيه تعان ‪ ،‬تأسأل فهلل قتعالى أن رجزرها عني خي فلجزفء‬
‫تأن رجعل هذه فلمذك ة ري مافزرن أعمالها‬
‫كما أقم فلشر فلجزرل تتفر فلتدمر إلى رئيس ر رق ميمفن فلترارن تأعضائه‬
‫لما أومته من مشارة تقتاجيه تحسن فلتعامل‬
‫أسأل فهلل أن رثبتهم تأن رجزرهم على هذف فلمجهاد فلخالص‬
‫لجامعة أ فلبافقي تعلى رأسها عميم كلية فلحداق‬ ‫ثم أقتدم وصادق قتدمر‬
‫تفلعلا فلسياسية تأساقتمقتي فلممرسان على ما رالانه للعلم من إهتما كبي‬
‫تعطاء تفسع ‪ ،‬أسأل فهلل قتعالى أن رزرمهم من رضلة‬
‫تأن رخلص عملهم واجهه تال أنسى قتدمرم خالص كر‬
‫تإحت فمي لرل زمالئي تزمالقتي‬ ‫تقتدمر‬
‫ورلية فلحداق تفلعلا فلسياسية جامعة فلع وي ون مهيم أ فلبافقي‪.‬‬
‫كما أقتاجه والشر فلجزرل لرل من أسمى إلي مشارة ‪ ،‬أت قتاجيها أرا كان ناعه‪.‬‬
‫علي من‬
‫ال يفوتني أن أحمد اهلل العلي العظيم ‪ ،‬واسع المنة والعطاء ‪ ،‬على ما أنعم به ّ‬
‫وإن على رأس هذه النعم نعمة‬
‫نعم عظيمة ظاهرة وباطنة ‪ ،‬ال تحصى وال تعد ‪َّ ،‬‬
‫اإلسالم ‪ ،‬واإلسهام بهذا العمل المتواضع ‪ ،‬الذي أسأل اهلل تعالى أن يجعل مرادي به‬
‫طالب علٍم‪.‬‬
‫ْ‬ ‫وأن ينفعني وكل‬
‫خالص وجهه الكريم ‪ْ ،‬‬
‫أهدي عملي المتواضع هذا إلى ربي وخالقي وسيدي ف لوالة لما إهتدينا والتصدقنا‬
‫وال صمنا وال صلينا ‪ ،‬ثم أهديه إلى رسولنا الكريم خير إنسان حليم ولألنبياء والصحابة‬
‫والصالحين ‪ ،‬وأهديه لوالدتي العزيزة ف لها كل الفضل علي ولها كل التقدير والحب‬
‫ولوالدي العزيز فهو خير قدوة ورمز لألبوة والصالح ‪ ،‬وأهديه ألخواني وأخواتي‬
‫فهم خير مشجع لي على طريق العلم ‪ ،‬وألخي ناصر الذي شجعني دائما ويعطيني‬
‫النصيحة وكل ما احتاج إليه فقد كان نعم العون لي ‪ ،‬كما أهديه لصديقي وحبيب‬
‫الروح خشمون عبد الررؤوف ولكل من علمني حرفًا وكان عونا لي على طريق العلم‬
‫ولكل محب للعلم والعلماء‪.‬‬
‫وأخير أهديه لكل من ساهم في مساعدة إلتمام هذا العمل المتواضع‪.‬‬

‫معزوزي وليد‪.‬‬
‫المقدمـــــــــــــــــــة‬
‫مقدمة‬
‫لما كان التأمين البحري ظاهرة ترتبط بالرحلة التي بدأ فيها التحول في تنظيم الرحلة البحرية من‬
‫مشروع البحري كوحدة اقتصادية منتظمة ‪ ،‬تلك الرحلة التي شهدت التحول من الشراكة البحرية إلى‬
‫االستغالل الرأس مالي ‪ ،‬مع ما صاحبها من انفصال تجهيز السفينة عن ملكيتها ونشأة عالقات العمل‬
‫البحري وتحول أصحاب البضائع من شركاء في الرحلة البحرية إلى شاحنتين يعهدون ببضائعهم إلى مجهز‬
‫السفينة أو الربان ‪ ،‬وأخي ار ظهور مصادر تمويل متنوعة لالستثمارات البحرية ‪ ،‬ومع تواري فكرة الشراكة‬
‫الزما على صاحب‬
‫معا في الرحلة البحرية ‪ ،‬أصبح ً‬
‫البحرية واستغالل القيم والمصادر الفردية رغم إنتضامها ً‬
‫كل مصلحة البحث عن وسيلة خاصة به يأمن بها األضرار التي قد تلحق به من جراء خطر أو حادث‬
‫بحري فكان اللجوء إلى التامين البحري‪.1‬‬
‫والشك أن أهمية التأمين البحري تكمن في جميع أنشطة االقتصاد الوطني وفي شتى المجاالت منها‬
‫الخدمية والمالية وغيرها ‪ ،‬فهي بذلك المحرك األساسي للدورة االقتصادية والتي أكيد أن مجالها واسع وكبير ‪،‬‬
‫كما أن التأمين البحري هو أصل التأمين في التاريخ على اإلطالق ‪ ،‬فال شك أننا سوف نبهر باألموال‬
‫الطائلة التي هي عرضة لألخطار والخسائر‪ ،‬فمثال إذا عرفنا أن قيمة سفينة قد يبلغ ثمنها الماليير من‬
‫الدينارات ‪ ،‬وأن البضائع التي تحملها قد تتجاوز قيمتها عدة مرات ‪ ،‬فإذا ثم هالكها في الرحلة البحرية مع‬
‫تعرضها ألضرار جسمانية ‪ ،‬فال شك أن ذلك يكون طامة ووباء خطير على التجارة البحرية التي قد تتضرر‬
‫كثير‪.‬‬
‫ًا‬
‫وفي ضل هذه األهمية للتأمين البحري والمنافسة الحالية اهتم المشرع الجزائري بهذا النوع من‬
‫التأمينات على عكس ما سبق ألنه لم يتناول موضوع التأمين البحري في القانون البحري الصادر في ‪-67‬‬
‫‪ 80‬إال بعد صدور أول قانون متعلق بالتأمينات األمر ‪ 86-08‬والملغى بموجب القانون ‪ 86-59‬المؤرخ في‬
‫‪ 0559/80/59‬الذي يعتبر النص األساسي للمظهر الحالي لقطاع التأمينات ‪ ،‬بالرغم من صدور القانون‬
‫رقم ‪ 80-87‬بتاريخ ‪ 58‬فبراير ‪ 5887‬الذي هو في طور التطبيق ‪ ،‬وهذا ما ساهم في وضع الشكل‬
‫التنظيمي الحالي المكرس النفتاح السوق ونهاية تخصيص المؤسسات العمومية ‪ ،‬والتكفل األفضل للمؤمن‬
‫له‪.‬‬
‫ومن هذا المنطلق ألهمية التأمين البحري يشار إلى النقاط التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬إن التأمين البحري يساعد في بث روح األمان بين طرفيه خاصة بالنسبة للمؤمن له ضد األخطار التي‬
‫تصيبه في دمته المالية‪.‬‬

‫‪1‬محمد فريد لعريني‪.‬هانيدويدار‪.‬مبادئ القانون التجاري والبحري‪ .‬دار الجامعة الجديدة للنشر ‪.‬مصر‪.2222.‬ص‪.956‬‬

‫‪2‬‬
‫هاما في تدعيم اإلئتمان العام للدولة‬
‫دور ً‬
‫‪ -‬إن ألقساط المجتمعة في يد شركات التأمين (المؤمنون ) تلعب ًا‬
‫خاصة أن هذه األقساط كبيرة بحسب قيمة السفينة أو البضاعة وهذا النوع من التأمين يساعدها في الحصول‬
‫على ما تحتاجه من القروض وذلك من خالل توظيف األموال المذكورة في السندات العامة التي تصدرها‪.‬‬
‫‪ -‬يؤدي التأمين البحري إلى الربط والتقارب بين الدول من خالل ارتباط شركات التأمين الوطنية مع شركات‬
‫التأمين الدولية سواء أنها تعيد التأمين لديها أو تشترك معها في تغطية نفس المخاطر التي يمتد نطاقها إلى‬
‫أكثر من دولة مثل مخاطر الشحن‪.‬‬
‫أما إذا تحدثنا عن أسباب اختيار الموضوع‪:‬‬
‫موضوعا لمذكرتي ألسباب عدة‬
‫ً‬ ‫وقع اختياري على التأمين البحري وفق القانون البحري الجزائري ليكون‬
‫أهمها‪:‬‬
‫‪ -‬عدم دراسة التأمين البحري دراسة حقيقية وافية مستوفية وفقًا للتشريع الجزائري وذلك لحداثته‪.‬‬
‫‪ -‬نقص الكتابات في هذا النوع من التأمين من طرف القانونيين والباحثين لما يمتاز به من تعقيد وسرية‪.‬‬
‫‪ -‬حب معرفتي لحقيقة التأمين البحري عن قرب وإلدراكي لكثير من أس ارره ‪.‬‬
‫‪ -‬اإلسهام في تبيان بعض الحقائق والمميزات التي يمتاز بها التأمين البحري ولو بالقدر الضئيل‪.‬‬
‫أما فيما يخص األهداف المتوخاة من الدراسة فتكمن في ‪:‬‬
‫‪ -‬محاولة التعريف بعقد التأمين وتبيان الطابع المميز والذاتية المستقلة له‪.‬‬
‫‪ -‬االهتمام بأطراف عقد التأمين البحري‪ ،‬المؤمن والمؤمن له من خالل إعطاء نوع من الخصوصية والتركيز‬
‫عليهما ألنهما جوهر هذا العقد ومن خاللهما ثم تبيان أثار كل منهما‪.‬‬
‫‪ -‬محاولة تحديد األخطار البحرية المضمونة في التشريع الجزائري بشكل مفصل ومبسط وواضح‪.‬‬
‫ومن خالل ما سبق وفي ضل المنافسة الحادة واألهمية الكبرى للتأمين البحري أهتم المشرع الجزائري‬
‫بهذا الفرع من فروع التأمين من خالل السير بخطى سريعة وثابتة ‪ ،‬وهذا ما وضعنا أمام اإلشكالية المتمثلة‬
‫في الطابع المميز والذاتية المستقلة والقواعد القانونية الخاصة التي ينفرد بها التأمين البحري في ضل القانون‬
‫البحري الجزائري‪.‬‬
‫والتي تنشق منها األسئلة الفرعية التالية‪:‬‬
‫ماهو تعريف عقد التأمين البحري وخصائصه المميزة وطبيعته القانونية ؟‬
‫‪ -‬من هم أطراف العقد وكيف يثم إثباته ؟‬
‫‪ -‬ماهي األموال المؤمن عليها وكيف يتم تقييمها وفيما تتمثل الصور الخاصة للتأمين البحري؟‬
‫‪ -‬ما المقصود بالخطر البحري؟ ‪ ،‬وما هي األخطار المغطاة وغير المغطاة ؟‬

‫‪3‬‬
‫‪ -‬ما هي االلتزامات الواقعة على طرفي عقد التأمين البحري ‪ ،‬وكيف تتقادم دعاوي التعويض؟‬
‫ولإلجابة عن هذه اإلشكالية أتبع منهجا يناسب الدراسات القانونية ألى وهو المنهج الوصفي التحليلي بشكل‬
‫من التبسيط واالنتقال من العام إلى الخاص‪.‬‬
‫ولعل افتقار المكتبات القانونية ومكتبات الجامعات الجزائرية إلى مثل هذه النوع من التأمين وفق‬
‫جدا ‪،‬وكذا حداثة القواعد القانونية التي تحكم التأمين البحري في الجزائر إال‬
‫التشريع الجزائري إال بشكل قليل ً‬
‫أمر مشجعا لهذه الدراسة‬
‫بصدور القانون ‪86-59‬المعدل والمتمم بالقانون ‪ 80-87‬المتعلق بالتأمينات كان ًا‬
‫وانطالقا من طبيعة الموضوع ثم تقسيم هذا البحث إلى مقدمة باإلضافة إلى فصلين‪:‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬جاء فيه نطاق عقد التأمين البحري ‪ ،‬وقد قسم هذا الفصل إلى مبحثين ‪ ،‬كان عنوان األول‬
‫اإلطار القانوني لعقد التأمين البحري وفيه تعريف عقد التأمين البحري وخصائصه ‪ ،‬حيث ثم التطرق إلى‬
‫تعريفه طبقا لبعض التشريعات ‪ ،‬وتعريفه طبقا للتشريع الجزائري ‪ ،‬وتحديد بعض الخصائص المميزة وابراز‬
‫طابعه القانوني الذي يضفي عليه ذاتيته المستقلة ‪ ،‬وكذا تبيان أطراف هذا العقد واثباته ‪.‬‬
‫أما المبحث الثاني جاء تحث عنوان األموال المؤمن عليها وتقييمها ‪ ،‬فالمطلب األول من المبحث‬
‫الثاني ثم البحث في األموال المؤمن عليها والتي تتمثل في الركائز األساسية لنظام التأمين البحري ‪ ،‬وهي‬
‫السفينة وكل ما يتعلق بها ‪ ،‬والبضائع التي تعتبر ركيزة من ركائز هذا النظام ‪ ،‬وقد جاءت المحاولة في شرح‬
‫النصوص القانونية المتعلقة بكل منهما ‪ ،‬وقد أدرج في هذا المبحث الصور الخاصة للتأمين البحري المتمثلة‬
‫في التأمين على المسؤولية ‪ ،‬التأمين على أقساط التأمين ‪ ،‬و إعادة التأمين ‪ ،‬أما المطلب الثاني فتم التكلم‬
‫عن تقييم األشياء المؤمن عليها فتم تقييم كل من السفن والبضائع وتبيان العالقة بين مبلغ التأمين وقيمة‬
‫الشيء المؤمن عليه ‪ ،‬ثم تعدد التأمينات‬
‫وفي الفصل الثاني من هذه المذكرة ثم التكلم عن سريان عقد التأمين البحري‪ ،‬فكانت البداية بالخطر‬
‫كشرط لعقد التأمين البحري كمبحث أول الذي حدد فيه المقصود من الخطر البحري من خالل تعريفه ونطاق‬
‫ضمانه في التشريع الجزائري وكذا ضرورة الخطر ‪ ،‬ولألخطار المغطاة وغير المغطاة أوالتي تخرج عن نطاق‬
‫التغطية‪.‬‬
‫أما الثاني فجاء بتحديد زمان ومكان األخطار في جميع حاالته وكيفية إثباتهما‪.‬‬
‫لكن المبحث الثاني خصص للبحث في آثار عقد التأمين البحري ابتداءبإلتزمات المؤمن له كمطلب أول‬
‫والمتمثلة في دفع القسط ‪،‬االلتزام بتقديم بيانات صحيحة عن الخطر المؤمن منه ‪ ،‬والحفاظ على مصالح‬
‫المؤمن ‪ ،‬ثم أنتقل إلى المطلب الثاني فتم البحث عن التزامات المؤمن والتركيز عن الضمانات‬
‫القضائيةالمتمثلة في دعوى الخسارة ودعوى الترك ومدة تقادم هذه الدعاوي وينتهى بخالصة للفصل‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫وأخير خاتمة جمعت فيها الخالصات والنتائج التي ثم التوصل إليها من خالل هذه المذكرة‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫الفصـــــــــــــــــــــــــل األول‬
‫الفصل األول‪...............................................................................:‬نطاق عقد التأمين البحري‬

‫الفصل األول‬
‫نطاق عقد التأمين البحري‬
‫إن التجارة الخارجية‪ ،‬عادة ما ترتكز على ثالثة عقود منفصلة‪ ،‬تهدف كلها إلى تأمين وصول‬
‫‪1‬‬
‫البضاعة إلى المرسل إليهم سالمة‪ ،‬وهذه العقود هي‪ :‬عقد البيع‪ ،‬عقد النقل وعقد التأمين‪.‬‬
‫هاما في التجارة الخارجية‪ ،‬ألنه من النادر أن تبحر سفينة بدون تغطيتها بالتأمين‬
‫فلهذا األخير مرك از ً‬
‫البحري‪ ،‬وكذا البضاعة المحمولة على ظهرها‪ ،‬وعلى أساس ذلك يجب أن يكون هذا النظام في شكل قانوني‬
‫منظم وخاص لينظم العالقة بين طرفيه‪.‬‬
‫لذا فقد قسم هذا الفصل إلى مبحثين سيتم التحدث في األول عن اإلطار القانوني لعقد التأمين‬
‫البحري‪ ،‬بإب ارزتعريفه والخصائص التي تميزهعن العقود األخرى في مطلب أول ‪ ،‬ثم أطراف عقد التأمين‬
‫البحري في مطلب ثاني مع إبراز كيفية إثبات هذا العقد‪ ،‬ثم في المبحث الثاني ‪ ،‬سيخصص لتبيان األموال‬
‫المؤمن عليها وتقييمها في مطلبين ‪ ،‬سيعرض المطلب األول األموال المؤمن عليها ثم في المطلب الثاني‬
‫تقييم األموال المؤمن عليها ‪.‬‬

‫المبحت األول‬
‫اإلطار القانوني لعقد التأمين البحري‬
‫لدراسة عقد التأمين البحري ‪ ،‬ينبغي معرفة الجوانب التي تعد من خصوصياته ‪ ،‬وان هذا العقد يأخذ‬
‫شكل عقد التأمين بصفة عامة ‪ ،‬لذا من الضروري التطرق في هذا المبحث إلى التعريف االصطالحي لهذا‬
‫العقد وفقا للتشريع الجزائري خاصة وبعض التشريعات عامة ‪ ،‬ومن خالله يتم التطرقالى خصائصه وطبيعته‬
‫القانونية كمطلب أول ‪ ،‬ثم في المطلب الثاني خصص إلى أطراف هذا العقد المؤمن والمؤمن له وكيفية إثبات‬
‫عقد التأمين البحري ‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تعريف عقد التأمين البحري وخصائصه‬
‫قبل التطرق إلى تعريف عقد التأمين البحري تجدر اإلشارة بأنه أحد فروع التأمين ‪ ،‬إال أنه يشترك مع‬
‫غيره من أنواع التأمين في بعض الخصائص ‪ ،‬ويتميز عنها ببعضها بسبب خصوصيته ‪ ،‬لذا سيقسم هذا‬
‫المطلب إلى فرعين ‪ ،‬األول سيتم التكلم فيه عن تعريف التأمين البحري في التشريع الجزائري وبعض‬
‫التشريعات األخرى ‪ ،‬أما الفرع الثاني خصص إلى إبراز خصائص عقد التأمين البحري وطبيعته القانونية‪.‬‬

‫‪1‬عبد القادر لعطير‪ .‬وباسم محمد ملحم ‪.‬الوسيط في شرح قانون التجارة البحرية ‪.‬الطبعة األولى‪ .‬إصدار أول ‪ .‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‬
‫‪.‬األردن‪ .9002 .‬ص‪.464‬‬

‫‪7‬‬
‫الفصل األول‪...............................................................................:‬نطاق عقد التأمين البحري‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف عقد التأمين البحري‬


‫ال يختلف عقد التأمين البحري من حيث الوصف العام عن غيره من عقود نظام التأمين ‪ ،‬لذا فقد‬
‫تعددت التعريفات الخاصة به وفقا لبعض التشريعات والتي يرى الحاجة لذكرها ما دام التشريع الجزائري لم‬
‫يعطي تعريفا صريحا له ودقيق لكن سنركز على هذا األخير‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬تعريف التأمين البحري طبقا لبعض التشريعات ‪:‬‬
‫لقد عرفه المشرع الفرنسي وفقا للمادة األولى من قانون التأمين البحري الفرنسي لعام ‪ 7267‬من أن‬
‫عقد التأمين هو‪" :‬عقد يلتزم بموجبه المؤمن بتعويض المؤمن له عن الضرر الذي يتحمله نتيجة مخاطرة‬
‫بحرية ‪ ،‬وهذا الضرر يتمثل في خسارة تتعرض لها أمواله ‪ ،‬وذلك نظير قطر معين"‪.1‬‬
‫فالنص ضمن تعويض المؤمن للمؤمن له على األضرار التي تلحق بدمته ‪ ،‬بسبب تحقق خطر‬
‫‪2‬‬
‫بحري ‪ ،‬وهذا الضمان هو الميزة األساسية للتأمين البحري ‪.‬‬
‫كما عرفته المادة ‪ 926‬من قانون التجارة البحرية األردني على أن ‪":‬التأمين البحري هو عقد يرضى‬
‫بمقتضاه المؤمن بتعويض المؤمن له من الضرر الالحق به في معرض رحلة بحرية عن هالك حقيقي لقيمة‬
‫ما ‪ ،‬مقابل دفع قسط على أن ال يتجاوز هذا التعويض قيمة األشياء الهالكة ‪."3‬‬
‫أم المشرع المصري‪ ،‬فقد عرفه في القانون البحري الجديد في ‪99‬أفريل ‪ 7220‬في مادته ‪ 040‬كما‬
‫يلي ‪ " :‬تسرى أحكام هذا الباب على عقد التأمين الذي يكون موضوعه ضمان األخطار المتعلقة برحلة بحرية‬
‫‪ .4‬وقد ساير المشرع الفرنسي ألنه أخذ تقريبا من تشريع التأمين الفرنسي‪ ،‬والعمل على إيجاد حل للمشاكل‬
‫‪5‬‬
‫التي كانت تثار في العمل‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬تعريف التأمين البحري طبقا للتشريع الجزائري‬
‫أول تقنين خاص بالمجال البحري بعد استقالل الجزائري صدر سنة ‪ ، 7276‬إال أنه لم يتطرق إلى‬
‫التأمين البحري ‪ ،‬لكن بمجيء قانون التأمينات ‪ 07-80‬المؤرخ في ‪ 2‬أوت ‪ ،7280‬واألمر‪07-29‬المؤرخ‬
‫في ‪ 99‬جانفي ‪ 7229‬المعدل والمتمم والذي ألغى القانون ‪ ، 07-80‬وبصدور القانون رقم ‪ 04-06‬المؤرخ‬
‫في ‪90‬فيفري ‪ 9006‬يعدل ويتمم األمر ‪ 07-29‬المتعلق بالتأمينات‪.‬‬

‫عبد القادر لعطير‪ .‬باسم محمد ملحم ‪ .‬مرجع سابق ‪.‬ص‪.470‬‬ ‫‪1‬‬

‫عبد القادر لعطير‪ .‬باسم محمد ملحم ‪ .‬مرجع نفسه ‪.‬ص‪.470‬‬ ‫‪2‬‬

‫طالب حسن موسى ‪.‬قانون البحري ‪.‬الطبعة التالثة ‪.‬دار الثقافة للنشر والتوزيع ‪.‬األردن‪.9079 .‬ص‪.972‬‬ ‫‪3‬‬

‫محمد بهجت عبد اهلل أمين قايد ‪.‬الوسيط في شرح قانون التجارة البحرية ‪.‬الطبعة األولى‪ .‬الجزء الثانيوالثالث ‪ .‬دار النهضة العربية‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫مصر ‪.9009 .‬ص ‪.077‬‬


‫محمد بهجت عبد اهلل أمين قايد ‪ .‬مرجع نفسه ‪ .‬ص‪.077‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪8‬‬
‫الفصل األول‪...............................................................................:‬نطاق عقد التأمين البحري‬

‫حيث جاء في نص المادة‪ 29‬من األمر ‪ 07-29‬المتعلق بالتأمينات التي تقابلها المادة ‪ 07‬من‬
‫قانون ‪ 07-80‬نصت على‪ " :‬تطبق أحكام هذا الباب على أي عقد تأمين يهدف إلى ضمان األخطار‬
‫المتعلقة بأي عملية نقل بحرية‪."1‬‬
‫وما يمكن مالحظة عند دراسة هذا النص ما يلي ‪:‬‬
‫النص العربي لم يوفق في كلمة "‪ "objet‬باللغة العربية وهي محل وكان األصل هو‪" :‬أي عقد تأمين‬
‫هدفه ضمان األخطار المتعلقة بأية عملية نقل بحري ‪ ،‬ألن المشرع عند دراسة النص بالفرنسية وفي روح‬
‫النص أصال هدف لتعريف عقد التأمين البحري بمحله وليس بسببه‪."2‬‬
‫باإلضافة إلى أن المشرع الجزائري حصر عمليات التأمين البحري في عمليات النقل البحري ‪ ،‬ولم‬
‫يتركه مفتوحا ليشمل العملية البحرية ‪ ،‬لكن لو ذهبنا إلى النص الفرنسي لوجدناه أنه وسع من دائرة األخطار‬
‫المضمونة‪ ،‬إذ عرفها بأنها تلك المتعلقة بأية عملية بحرية‪.3‬‬
‫وتدعيما للتعريف السابق هناك تعريف عام لعقد التأمين أورده المشرع الجزائري في المادة ‪ 672‬من‬
‫القانون المدني الجزائري والتي جاء فيها ‪" :‬التأمين عقد يلتزم المؤمن بمقتضاه أن يؤدي إلى المؤمن له أو إلى‬
‫المستفيد الذي اشترط التأمين لصالحه مبلغا من المال أو إيرادا أو أي عوض مالي آخر في حالة وقوع‬
‫الحادث أو تحقق الخطر المبين بالعقد وذلك مقابل قسط أو أي دفعة مالية أخرى يؤديها المؤمن له للمؤمن‪".‬‬
‫يالحظ من خالل هذه التعريفات اختالف في اللفظ وتشابها في المضمون‪ ،‬كالرحلة البحرية والعملية‬
‫البحرية‪ ،‬وكذا الضمان والمضمون‪ ،‬إال أن المضمون واحد لعقد التأمين البحري بجميع جوانبه الفنية‪،4‬‬
‫القانونية‪ ، 5‬واالقتصادية‪.‬‬

‫المادة ‪ .29‬من األمر ‪ 07-29‬المؤرخ في ‪ 99‬جانفي ‪ .7229‬المتعلق بالتأمينات ‪ .‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ‪.‬المؤرخة في‬ ‫‪1‬‬

‫‪8‬مارس ‪ .7229‬العدد ‪.70‬المعدل والمتمم بالقانون رقم ‪ .04-06‬المؤرخ في ‪90‬فيفري ‪ .9006‬الصادر في الجريدة الرسمية المؤرخة في‬
‫‪79‬مارس‪. 9006‬العدد ‪.79‬‬
‫علي بن غانم ‪.‬التأمين البحري وذاتية نظامه ‪ .‬دراسة مقارنة بين القانون الجزائري والقانون الفرنسي واإلنجليزي ‪.‬الطبعة الثانية ‪.‬ديوان‬ ‫‪2‬‬

‫المطبوعات الجامعية‪ .‬الجزائر‪.9000 .‬ص‪.08‬‬


‫تكاري هيفاء راشدة‪ .‬النظام القانوني لعقد التأمين دراسة في التشريع الجزائري ‪.‬شهادة دكتورة في العلوم تخصص قانون األعمال ‪ .‬إشراف‬ ‫‪3‬‬

‫األستاذ محمودي مراد ‪ .‬جامعة مولود معمري تيزي وزو‪.‬كلية الحقوق والعلوم السياسية ‪ .‬تاريخ المناقشة ‪72‬ديسمبر ‪ .9079‬سنة الدراسة‬
‫‪. 9079-9077‬ص‪.049‬‬
‫الجانب الفني يقوم على أساس تجميع المخاطر وتوزيع الخسائر بين المؤمن لهم جميعا طبقا لقوانين اإلحصاء ‪ ،‬حيث يقوم المؤمن في‬ ‫‪4‬‬

‫صورة مشروع من مشروعات التأمين ‪ ،‬ألن هذا الجانب هو الذي يميز عقد التأمين البحري عن باقي العقود األخرى ‪.‬‬
‫أما الجانب القانوني هو الذي يحكم العالقة التعاقدية بين أطرافه من مؤمن ومؤمن له ومستفيد كطرف ثالث ‪ ،‬وخطر أو حادث يخشى‬ ‫‪5‬‬

‫وقوعه ويحسن التأمين منه ‪ ،‬وقسط أو عوض مالي أخر يؤديه المؤمن له للمؤمن ‪ ،‬وأداء يلتزم المؤمن بان يؤديه للمؤمن له عند تحقق‬
‫الخطر المنصوص عليه في مثن العقد ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫الفصل األول‪...............................................................................:‬نطاق عقد التأمين البحري‬

‫كما أن كل التشريعات استعملت مصطلحا يفيد العموم والشمول وهو مصطلح "العقد" ‪ ،‬وما يالحظ‬
‫أيضا أن جميع التشريعات تعرضت بذكر طرفي العقد ‪ ،‬المؤمن والمؤمن له ‪ ،‬وذلك مهم وبديهي في نفس‬
‫الوقت ‪ ،‬ألنه من االستحالة أن يبرم عقد التأمين بغياب أحد الطرفين‪.‬‬
‫كما أنه يتضح أيضا من خالل ما سبق أن عقد التأمين البحري في كل من القانون الجزائري‬
‫والمصري متشابهان إلى حد ما مع التشريع الفرنسي‪ ،‬إذا أن هذا األخير يعتبر المصدر التاريخي لهذه‬
‫التشريعات‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬خصائص عقد التأمين البحري‬
‫إلبراز خصائص عقد التأمين البحري ‪،‬أُختير تعريفا له من أساتذة ورجال القانون حيث عرفه أحدهم‬
‫ب ـأنه‪":‬العقد الذي يتعهد بمقتضاه أحد الطرفين ويسمى المؤمن مقابل قسط معين يلتزم به الطرف اآلخر وهو‬
‫المس تأمن بتعويض هذا األخير عما يلحقه من أضرار تصيب األشياء المؤمن عليها من جراء وقوع أحد‬
‫المخاطر البحرية التي يضمنها الطرف األول ‪."1‬‬
‫أوال ‪ :‬الرضائية واإلذعان‬
‫ويتجلى ذلك بمجرد تطابق اإليجاب والقبول بين طرفيه على انعقاده ‪ ،‬فهو ليس عقد شكلي ألن‬
‫القانون ال يستلزم إفراغه في شكل معين وانما استلزم الكتابة إلثبات العقد ‪ .2‬وعلى ذلك فال تعتبر الكتابة‬
‫شرط لالنعقاد ‪ ،‬نص المادة ‪ 27‬من األمر ‪ 07-29‬والتي تقابلها نص المادة ‪ 799‬من القانون ‪07-80‬‬
‫الملغى ‪ ،‬وهما متطابقتان حيث جاء في نص المادة ‪ 27‬من األمر‪ 07-29‬ما يلي ‪ " :‬يثبت عقد التأمين‬
‫البحري بوثيقة التأمين ‪ ،‬ويمكن إلزام الطرفين قبل إعداد الوثيقة بأية وثيقة كتابية أخرى ال سيما وثيقة اإلشعار‬
‫بالتغطية‪."3‬‬
‫أما اإلذعان فقد جاء في التشريع الجزائري ‪ ،‬المنظم للتأمين البحري في ظل األمر ‪ ، 07-29‬حيث‬
‫تضمن ‪ 82‬مادة مفسرة و‪ 72‬مادة جاءت لصالح المؤمن ‪ ،‬فهذا ما يؤكد أن عقد التأمين البحري عقد إذعان‬
‫‪ ،‬ألن المؤمن له ال يملك مناقشة شروط العقد من المؤمن ‪ ،‬فهذا األخير يعرض عليه الوثيقة بشروطها‬
‫ليقبلها كلها أو يرفضها جميعها ‪ ،‬فوثيقة التأمين تكون عادة مطبوعة ومتضمنة للشروط األساسية لعقد‬
‫التأمين‪،‬وبها بعض الفراغات يتم ملؤها عند التوقيع عليها ‪ ،‬تتعلق باسم المؤمن له واألموال المؤمن عليها ومبل‬

‫محمد بهجت عبد اهلل أمين قايد ‪ .‬مرجع سابق ‪.‬ص‪.072‬‬ ‫‪1‬‬

‫محمد بهجت عبد اهلل أمين قايد ‪ .‬مرجع نفسه ‪.‬ص‪.072‬‬ ‫‪2‬‬

‫المادة ‪ 27‬من األمر رقم ‪ 07-29‬المتعلق بالتأمينات‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪70‬‬
‫الفصل األول‪...............................................................................:‬نطاق عقد التأمين البحري‬

‫التأمين‪ ،‬دون أن تمس أساسا شروط العقد‪ ،‬وال يكون في وسع المؤمن له إال أن يقبل هذه الوثيقة بشروطها‬
‫جميعا أو يرفضها كلها‪.1‬‬
‫ً‬
‫ولهذا تسري على عقد التأمين النصوص المذكورة في األمر ‪ 07-29‬المتعلق بالتأمينات‪.‬‬
‫من خالل ما سبق فإن شركات التأمين (المؤمن)يشكل بوضوح شروط العقد وما على المؤمن له إال قبولها‬
‫والنزول على اقتراحاتها وبنودها العامة دون مناقشتها‪.‬‬
‫ثانيا‪:‬االحتمالية وحسن النية‪:‬‬
‫الشك أن عقد التأمين البحري بالنسبة إلى طرفيه من الوجهة القانونية يرتكز على احتمالية هذا العقد‬
‫وأن تفسيره يستند إلى النية المشتركة عند تكوينه‪.‬‬
‫‪-1‬االحتمالية‪ :‬من المتفق عليه أن عقد التأمين البحري ينصب على احتمال وقوع الخطر للمؤمن ضده ومثل‬
‫هذا الخطر‪ ،‬قد يقع أثناء وقت سريان عقد التأمين البحري‪ ،‬وقد ال يقع إطالقا‪.‬وعليه فإن مزايا أو تبعات هذا‬
‫العقد ال يمكن معرفتها عند إبرام هذا العقد بين طرفيه المؤمن والمؤمن له‪ ،‬إ ْذ قد يحصل المؤمن على مبل‬
‫التعويض الذي يرد في العقد بمجرد سريان العقد ودفع قسط واحد ووقوع الخطر المؤمن ضده‪.‬‬
‫وقد يحصل أن يتم البدء بتنفيذ عقد التأمين وينتهي العقد بأخذالمؤمن جميع األقساط ‪،‬وال يقع الخطر‬
‫المؤمن منه‪ ،‬وعليه ال يعرف مقدما من هو المستفيد من هذا العقد‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫لكن الخطر المؤمن ضده هو الذي يجعل هذا العقد عقد احتمالي لعدم معرفة وقت وقوعه‪.‬‬
‫‪ -2‬حسن النية ‪:‬إن هذا المبدأ يقوم على التزامات كل من المؤمن والمؤمن له ‪ ،‬فمثال يجب على المؤمن‬
‫تقديم بيانات صحيحة ودقيقة عن المال المؤمن عليه‪ ،‬وعن الخطر المؤمن منه ويترتب على كتمانه لهذه‬
‫‪3‬‬
‫البيانات أو التصريح الكاذب بها على قابلية العقد لإلبطال‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬التأمين البحري عقد تعويض وعقد ملزم لجانبين‬
‫‪ -1‬التأمين البحري عقد تعويض‪:‬إن التأمين البحري ينقسم بوجه عام من حيث الموضوع إلى تأمين أضرار‬
‫من جهة وتأمين أشخاص من جهة أخرى ‪ ،‬ويقصد بتأمين أضرار تعويض المستأمن عن األضرار التي‬
‫تحدث بذمته المالية من جراء هالك الشيء أو تلفه ‪ ،‬والتأمين البحري هو تأمين أضرار ومن خصائصه أنه‬
‫عقد تعويض للضرر‪ ،4‬الذي يلحق المستأمن من جراء تحقق الخطر ‪ ،‬ال أن يهيئ له سبيل اإلثراء والكسب‪،‬‬

‫عادل علي المقدادي ‪.‬القانون البحري‪ .‬الطبعة األولى ‪ .‬اإلصدار الثالث ‪ .‬دار الثقافة للنشر والتوزيع ‪ .‬األردن‪ .9009 .‬ص‪.948‬‬ ‫‪1‬‬

‫عادل علي مقدادي‪.‬مرجع نفسه ‪ .‬ص‪.948‬‬ ‫‪2‬‬

‫المادة ‪ 047‬من قانون التجارة البحرية المصرية ‪ .‬فريد لعريني‪ .‬هاني دويدار ‪.‬مرجع سابق‪.‬ص‪.669‬‬ ‫‪3‬‬

‫المادة ‪ 29‬من األمر ‪ 07-29‬المتعلق بالتأمينات‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪77‬‬
‫الفصل األول‪...............................................................................:‬نطاق عقد التأمين البحري‬

‫وتعتبر هذه الخاصية من أهم خصائص عقد التأمين البحري ‪ ،‬وهي التي تميزه عن المقامرة والرهان‪ ،‬ولو لم‬
‫يكن األمر كذلك ال استطاع المؤمن لهأن يعمل على تحقق الخطر‪.1‬‬
‫ويترتب على هذه الخاصية ما يلي ‪:‬‬
‫‪ ‬ال بد من وقوع ضرر للمؤمن له جراء وقوع الخطر‪ ،‬واال انتفى حقه بالتعويض‪.‬‬
‫‪ ‬الفكرة التي يقوم عليها التعويض في عقد التأمين هي جبر الضرر الذي لحق المؤمن له أكثر من‬
‫مرة‪.‬‬
‫‪ ‬إذا ُعقد التأمين على مبل من المال يفوق قيمةالشيء المؤمن عليهوكان هناك غش أو خداع من‬
‫جانب المؤمن له يمكن إبطال العقد‪.‬‬
‫‪ ‬يترتب على هذا العقد أنه عقد تعويض ال يرد على األشخاص بل على األموال‪ ،‬ألن األرواح البشرية‬
‫‪2‬‬
‫ال تقدر بثمن‪.‬‬
‫‪ -2‬عقد التأمين البحري عقد ملزم لجانبين ‪:‬إن للمتعاقدين التزاماتمتقابلة ناشئة عن العقد ‪ ،‬أي أن لهما‬
‫طابع إلزامي تبادلي في حالة تحقق الخطر المبين في العقد‪ ،‬أما إذا لم يتحقق الخطر فإن ذلك ال يضفيعلى‬
‫عقد التأمين صفته اإللزامية‪.‬‬
‫حيث نصت المادة ‪ 99‬من القانون المدني على ما يلي‪ " :‬يكون العقد ملزما للطرفين‪ ،‬متى تبادل المتعاقدان‬
‫االلتزام بعضهما بعض‪"3.‬‬
‫وما يستنتج أيضا عن اإليضاح الكامل عن كل الحقائق الرئيسية المتعلقة بالعقد ‪ ،‬يؤدي على إثرها إلى‬
‫التعرف في تحديد مبل القسط ‪ ،‬أو قبول التأمين بصفة عامة أو رفضه ‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬الطبيعة القانونية لعقد التأمين البحري‬
‫إن تحديد الوصف القانوني لعقد التأمين البحري‪ ،‬ما إذا كان تجاريا أم ال‪ ،‬مسألة ذات أهمية كبيرة‬
‫لتحديد مدى تطبيق أحكام القانون التجاري عليه أم ال‪.‬‬
‫أوال‪ :‬بالنسبة للمؤمن‬
‫يعتبر عقد التأمين البحري من األعمال التجارية طبقا لما جاء في نص المادة الثانية من القانون‬
‫التجاري ‪ ،‬التي اعتبرت كل مقاولة تأمين عمال تجاريا بحسب الموضوع‪.4‬‬

‫عبد القادر لعطير‪ .‬باسم محمد ملحم ‪ .‬مرجع سابق ‪ .‬ص‪.474-470‬‬ ‫‪1‬‬

‫عبد القادر لعطير‪ .‬باسم محمد ملحم ‪ .‬مرجع نفسه ‪ .‬ص‪.474‬‬ ‫‪2‬‬

‫المادة ‪ 99‬من القانون المدني الجزائري‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫المادة ‪ 09‬من القانون التجاري الجزائري ‪ .‬نصت على ‪ " :‬يعد عمال تجاريا بحسب الموضوع ‪ ...‬كل مقاولة للتأمينات"‬ ‫‪4‬‬

‫‪79‬‬
‫الفصل األول‪...............................................................................:‬نطاق عقد التأمين البحري‬

‫هذا ما تبينه المادة ‪ 979‬من األمر ‪ 07-29‬المتعلق بالتأمينات‪ ،‬نصت على‪ ":‬تخضع شركات‬
‫التأمين أو إعادة التأمين في تكوينها إلى القانون الجزائري وتأخذ احدالشكلين التالين‪:‬‬
‫‪ ‬شركات ذات أسهم ‪.‬‬
‫‪ ‬شركات ذات شكل تعاضدي‪" 1.‬‬
‫من خالل نص المادة ‪ ،‬فإن ممارسة نشاط التأمين البحري إذا اتخذ شكل شركة ذات أسهم مثال‬
‫"شركة مساهمة " فهو تجاري بحسب الشكل ‪،‬أنظر في ذلك المادة ‪ 00‬من القانون التجاري الجزائري ‪ ،‬وكذا‬
‫نص المادة ‪ 944‬من نفس القانون ‪ ،‬وألن هذه الشركةتقصد الربح دائما من وراء قيامها بالتأمين‪.‬‬
‫أما بالنسبة للتعاضدية كما هو الحال لنوادي الوقاية فهو تجاري بحسب الشكل طبقا لنص المادة ‪00‬‬
‫من التقنين التجاري ‪،‬التي اعتبرت كل العقود التي ترد على العمليات البحرية عمال تجاريا‪.2‬‬
‫كمايمكن اعتبار التأمين البحري عمال تجاريا بالتبعية ألنه نشاط يقوم به المؤمن من أجل أغراض تجارته‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬بالنسبة للمؤمن له‬
‫فهنا ال بد التفرقة في ما إذا كان تاجر أو صاحب مقاولة مالكا للسفينة أو مالكا للبضاعة فهو عمل‬
‫تجاري سواء بالشكل باعتبار صفته‪ .‬فهنا التأمين البحري تجاريا ألنه عقد يرد على التجارة البحرية ‪ ،‬المادة‬
‫‪ 00‬من القانون التجاري ‪ ،‬أو عمل تجاري بالتبعيةبإعتبار التأمين ضروري الستمرار تجارته المادة ‪ 04‬من‬
‫القانون التجاري حيث جاء فيها ‪" :‬يعد عمال تجار بالتعبئة األعمال التي يقوم بها التاجر والمتعلقة بممارسة‬
‫تجارته أو حاجات متجره‪."...‬‬
‫أما إذا كان المؤمن له ليس بتاجر وهي حالة نادرة كأن يكون آمنا على البضاعة لنقلها عن طريق‬
‫أبقار قصد‬
‫ا‬ ‫البحر فلعدم خضوعه للحاالت السابقة‪ ،‬فال يعتبر عمال تجاريا بل مدنيا كالمزارع الذي يستورد‬
‫تربيتها‪.‬‬
‫من خالل الدراسة السابقة يتضح أن التأمين يضل تجاريا من جهة المؤمن أو شركة التأمين‬
‫التيتمارس عمال تجاريا بطبيعته ‪ ،‬وقد يكون تجاريا بالنسبة للمؤمن له أو مدنيا كما وضح‪ ،‬ويترتب على ذلك‬
‫أن عقد التأمين البحري إذا كان طرفيه تاجرين طبقت عليهما قواعد القانون التجاري في جميع جوانبه‬
‫كاالختصاص ا لقضائي وقواعد إلثبات‪ ،...‬أما إذا كان مختلطا فيطبق على شركة التأمين قواعد القانون‬

‫المادة ‪ 979‬من األمر ‪ 07-29‬المتعلق بالتأمينات ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫نص المادة ‪ 00‬من القانون التجاري ‪ " :‬يعد عمال تجاريا بحسب شكله‪ ...‬كل عقد تجاري يتعلق بالتجارة البحرية والجوية" ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪70‬‬
‫الفصل األول‪...............................................................................:‬نطاق عقد التأمين البحري‬

‫التجاري إذا كان مدعى عليها ‪ ،‬ويطبق على المؤمن له غير التاجر قواعد القانون المدني إذا كان مدعى‬
‫عليه ‪ ،‬وذلك فيما يخص القواعد التجارية السابقة‪.1‬‬
‫كما أن لعقد التأمين البحري طبيعة وخصوصية دولية ‪،‬باعتباره ينصب على قيم تنتقل من إقليم دولة‬
‫إلى دولة أخرى ‪ ،‬لكن هذا ال ينفي االختالفات الفقهية حول معاييره ‪ ،‬فمنهم من يستند على معيار العنصر‬
‫األجنبي في العقد ‪ ،‬ومنهم من يأخذ بفكرة عدم خضوعه إلى قانون دولة واحدة ‪ ،‬ومنهم يتبنى المعيار‬
‫االقتصادي دون غيره ‪ ،‬و هذا ما أخد به المشرع الجزائري في الوقت الراهن ‪،‬حيث أنه أعتبر من العقود‬
‫االقتصادية الدولية ‪ ،‬باعتبارها تتفق مع مصالح التجارة الدولية‪.2‬‬
‫وفيما عدا ذلك فإن عقود المخاطر البحرية‪،3‬تشترك مع غيرها من العقود األخرى من حيث تحديد‬
‫القسط وتحديد طرق احتساب التعويض‪ ،‬وكذا االلتزاماتالمترتبة على عاتق‬ ‫المخاطر ‪ ،‬وتحديد مبل‬
‫األطراف‪.4‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أطراف عقد التأمين البحري واثباته‬
‫طرفا عقد التأمين البحري هما المؤمن من جهة والمستأمن(المؤمن له) من جهةأخرى‪ ،‬وفي الغالب ال‬
‫يبرم العقد بينهما مباشرة بل يتدخل في إبرامه طائفة من الوسطاء هم‪":‬سماسرة التأمين البحري‪"5.‬‬
‫أما في إثبات العقد فقد خرج المشرع الجزائري كباقي التشريعات األجنبية والعربية عن القاعدة العامة‬
‫‪ ،‬أي حرية اإلثبات في العقود التجارية ‪ ،‬حيث يتم عادة في شكل محرر مطبوع يسم وثيقة التأمين ‪،‬و عليه‬
‫يتعين تناول طرفا العقد في الفرع أ ول ‪ ،‬ثم تناول كيفية إثباته ووسيلة إثباته في فرع ثاني ‪ ،‬ويضح في الفرع‬
‫الثالث بيانات وثيقة التأمين وأنواعها‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬أطراف عقد التأمين البحري‬
‫من المتآلف عليه أن أطراف عقد التأمين البحري يعتبرون بمثابة شركاء للمؤمن في العقد المبرم‬
‫بينهم ‪،‬وهؤالء الشركاء هم‪ :‬المؤمن له ووكالؤه والمستفيد ‪.‬‬
‫أوال‪ :‬المؤمن‬
‫المؤمن هو الطرف األول في العقد ‪ ،‬الذي يتحمل التعويض عن الخطر بمقتضى العقد المبرم بينه‬
‫وبين المؤمن له ‪ ،‬والمؤمن هو ذلك الشخص الطبيعي أو المعنوي الذي يتحمل تغطية المخاطر ‪ ،‬إال أنه‬

‫عبد القادر حسين لعطير ‪.‬الوسيط في شرح قانون التجارة البحرية ‪ .‬دار الثقافة للنشر والتوزيع ‪ .‬األردن ‪.7222 .‬ص‪.670‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬جديدي معراج ‪.‬محاضرات في قانون التأمين الجزائري ‪.‬الطبعة التانية ‪.‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪ .‬الجزائر‪.9007.‬ص‪.770‬‬
‫تتمثل هذه العقود في عقد البيع عن طريق البحر ‪ ،‬وعقد التأمين البحري ‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫جديدي معراج ‪ .‬مرجع نفسه‪ .‬ص‪.770‬‬ ‫‪4‬‬

‫معا‪.‬‬
‫سمسار إما يعمل لحساب المؤمن أو المؤمن له أو طرفا العقد ً‬
‫‪5‬‬

‫‪74‬‬
‫الفصل األول‪...............................................................................:‬نطاق عقد التأمين البحري‬

‫نظر لجسامةالخسائر والمبال المالية الباهظةالتي ال يقوى األفراد على دفعها ‪ ،‬أصبح التأمين يمارس عن‬
‫ا‬
‫طريق شركات تأخذ على عاتقها هذه الوظيفة وهي شركات كبرى تخصصت في هذا النشاط ‪ ،‬ويكون مقرها‬
‫في أغلب الحاالت في الدول التي تملك أساطيل قوية للمالحة‪.1‬‬
‫أما في الجزائر فإن الشركات العمومية هي التي كانت تحتكر التأمين من المخاطر البحرية قبل‬
‫صدور األمر ‪ 07-29‬المعدل والمتمم باألمر رقم ‪ 04-06‬المتعلق بالتأمينات سواء للسفن المسجلة‬
‫بالجزائر‪ ،2‬أو البضاعة المستوردة من الخارج‪ ، 3‬وهو تأمين إجباري حيث أن شركات التأمين تلتزم بتغطية‬
‫الخسائر في حالة وقوع الحادث أو تحقق الخطر المبين بالعقد ‪ ،‬نظير أقساط معينة يؤديها المؤمن له‪ ،4‬كما‬
‫يمكن أن يكون للمؤمن وسطاء التأمين‪ ،5‬وهؤالء الوسطاء هم الوكالء والسماسرة ‪ ،‬وهم أشخاص طبيعيون‬
‫توكل لهم عمليات التأمين نيابة عن الشركة‪ ،6‬أو أكثر بموجب عقد تأمين معتمدا توضح فيه شروطا معينة‬
‫قصد الحصول على التأمين لحساب موكليهم ‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك يجب على من يتولوا التوكيل العام للتأمين‬
‫أن يخصصوا إنتاجاهم للشركة أو الشركات التي يمثلونها‪.7‬‬
‫ويعتبر وكيل شركة تأمين وكيال عن المؤمن له ومسؤوال في مواجهته وذلك ما نصت عليه المادة‬
‫‪ 998‬من األمر رقم ‪ 07-29‬المتعلق بالتأمينات‪ .‬أم السمسار الذي توكل له أموال لدفعها لشركات التأمين‬
‫أو للمؤمن لهم فال بدا له من ضمانة مالية لتسديد هذه األموال في كل وقت‪ .8‬غير أن المسؤولية المدنية‬
‫تظل على عاتق شركات التأمين في حالة أخطاء وكالئها أو إغفالهم أو إهمالهم‪.9‬‬
‫ومن هنا يظهر الفرق بين الوكيل العام والسمسار ‪ ،‬إذا أن الوكيل العام له سلطات واسعة في التعاقد‬
‫‪10‬‬
‫‪ ،‬بينما‬ ‫عن شركة التأمين التي يمثلها‪ ،‬إذ يتعاقد مع المؤمن مباشرة‪ ،‬وله في ذلك أن يعدل العقد أو يفسخه‬
‫السمسار فإن دوره يقتصر على مجرد البحث عن العمالء إلجراء التعاقد مع شركات التأمين‪ ،‬وتنتهي مهمته‬
‫بمجرد تسليم وثيقة التأمين للمؤمن له ‪.‬‬

‫مصطفى كمال طه ‪ .‬وائل أنور بندق‪ .‬التأمين البحري (في القوانين ‪ :‬المصري – اإلنجليزي – اللبناني – الكويتي – السعودي‪-‬األردني‪-‬‬ ‫‪1‬‬

‫الليبي – قطري – البحريني – العماني )‪.‬الطبعة االولى ‪ .‬دار الفكر الجامعي ‪.‬مصر ‪ .9079 .‬ص‪.92-98‬‬
‫المادة ‪ 729‬من األمر ‪ 07-29‬المتعلق بالتأمينات‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫المادة ‪ 729‬من األمر ‪ 07-29‬المتعلق بالتأمينات‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫الفقرة األولة من المادة ‪ 907‬من األمر ‪ 07-29‬المتعلق بالتأمينات‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫المادة ‪ 909‬من األمر ‪ 07-29‬المتعلق بالتأمينات ‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫نص المادة ‪ 998‬من األمر رقم ‪ 07-29‬المتعلق بالتأمينات‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫المادة ‪ 999‬من األمر ‪ 07-29‬المتعلق بالتأمينات ‪.‬‬ ‫‪7‬‬

‫المادة ‪ 969‬من األمر ‪ 07-29‬المتعلق بالتأمينات ‪.‬‬ ‫‪8‬‬

‫المادة ‪ 967‬من األمر ‪ 07-29‬المتعلق بالتأمينات ‪.‬‬ ‫‪9‬‬

‫المادة ‪ 996‬من األمر ‪ 07-29‬المتعلق بالتأمينات‪.‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪79‬‬
‫الفصل األول‪...............................................................................:‬نطاق عقد التأمين البحري‬

‫وقد بين المشرع الجزائري في األمر ‪ 07-29‬المعدل و المتمم باألمر ‪ 04-06‬المتعلق بالتأمينات‪،1‬‬
‫بأن شركات التأمين واعادة التأمين هي شركات تقوم بإبرام وتنفيذ عقود التأمين أو إعادة التأمين مثلما هي‬
‫معينة في القانون الساري و من أبرز هذه الشركات ‪ ،‬الشركة الجزائرية لتأمينات النقل (‪ )CAAT‬فهي تحتكر‬
‫عدد كبير من عقود التأمين البحري والجوي ‪ ،‬ولحجم األضرار التي تغطيها فهي تعيد تأمينها لدى الشركة‬
‫المركزية إلعادة التأمين (‪ ، )CCR‬والتي تحتفظ بمقدار معين من األخطار ‪ ،‬وتقدم ما يتجاوز طاقتها إلى‬
‫الشركات األجنبية‪.2‬‬
‫ثانيا ‪ :‬المؤمن له‬
‫الطرف الثاني في عقد التأمين البحري‪ ،‬هو المؤمن له وقد يكون مالكا للسفينة أو مجهزها‪ ،‬أو مالك‬
‫للبضاعة ‪ ،‬لكن التأمين في الحالة األخيرة قد يستفيد منه شخصا آخر غير مالك البضاعة في األحوال التي‬
‫تنتقل فيها ملكية البضاعة لشخص آخر هو المشترى وعند ذلك ‪ ،‬يعتبر مشترى البضاعة هو المستفيد من‬
‫التأمين وان كان هذا التأمين البحري قد أجراه سابقا مالك البضاعة‪.3‬‬
‫وفي حالة وقوع الخطر المؤمن منه ‪ ،‬يكون الحقفي المطالبة بالتعويض لحامل وثيقة التأمين‪ ،4‬الذي‬
‫آلت إليه ملكية البضاعة‪ .‬وهذا النوع من التأمين الذي يكون لمصلحة شخص غير معين ‪ ،‬ال يمكن تخيله إال‬
‫في التأمين على البضائع ‪ ،‬إلمكانية انتقالها إلى الغير بسهولة ‪ ،‬عن طريق سندات الشحن ‪ ،‬خصوصا‬
‫سندات الشحن لألمر‪ ، 5‬حيث تتداول وثيقة التأمين مع سندات الشحن‪.‬‬
‫أما في التأمين على السفينة ‪ ،‬فالمؤمن له دائما يكون معروف عند المؤمن ‪ ،‬وهو مالك السفينة‬
‫وعادة ما يذكر فيالوثيقة‪.6‬‬
‫ويشترط لصحة التأمين أن يكون للمؤمن له مصلحة مباشرة أو غير مباشرة في عدم تحقق الخطر‬
‫والمحافظة على الشيء المؤمن عليه ‪ ،‬كما جاء في نص المادة ‪ 20‬من األمر ‪ 07-29‬المتعلق بالتأمينات ‪،‬‬

‫صدور قانون ‪ 04-06‬بتاريخ ‪ 90‬فيفري ‪ ،9006‬هدفه تغير واكمال المرسوم ‪ 07-29‬المؤرخ في ‪ 99‬جانفي ‪ ،7229‬وذلك لتدعيم‬ ‫‪1‬‬

‫االقتصاد الوطني ‪،‬وانفتاح قطاع التأمين عن المنافسة الخارجية ‪ ،‬واالنضمام مع االتحاد األوربي للتجارة الدولية‪.‬‬
‫‪2‬تيكاري هيفاءرشيدة ‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.046‬‬
‫عادل علي المقدادي‪ .‬مرجع سابق ‪.990 .‬‬ ‫‪3‬‬

‫حامل وثيقة التأمين‪ :‬أيأن هذهالوثيقة تتداول عن طريق التسليم‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫سند الشحن لألمر‪:‬يتداول بطريقة التظهير أي سند األمر واقع في التأمين عن البضاعة‪ ،‬ويكون عادة هذا السند لألمر‪ .‬مصطفى كمال‬ ‫‪5‬‬

‫طه ‪ .‬وائل أنور بندق‪ .‬مرجع سابق ‪ .‬ص‪.99‬‬


‫عادل علي المقدادي ‪ .‬مرجع سابق ‪.‬ص ‪.990‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪76‬‬
‫الفصل األول‪...............................................................................:‬نطاق عقد التأمين البحري‬

‫حيث نصت‪" :‬يمكنلكل شخص له فائدة مباشرة أو غير مباشرة في حفظ مال أو اجتناب وقوع خطر أن يؤمنه‬
‫بما في ذلك الفائدة المرجوة منه‪."1‬‬
‫ومن خالل المادة يتبين أن األصل في التعاقد هو المصلحة التي تجمع بين المتعاقدين والمؤمن له‬
‫كما أشرنا إليه سابقا قد يعقد التأمين بنفسه ‪ ،‬وقد يكون عن طريق نائبا يمثله مثله مثاللمؤمن سواء وليا أو‬
‫وصيا أو سمسا ار اتفاقي وقد أشارت إلى ذلك المواد ‪ 967 ،960 ، 998‬من األمر ‪ 07-29‬المتعلق‬
‫بالتأمينات ‪.‬‬
‫لكن ينبهأن التأمين الذي يبرمه شخص باسمه لحساب شخص آخر حيث ال يظهر اسمه في العقد‬
‫وال يكون محددا عند إبرامه يعتبر هذا الشخص مستفيدا من التأمين البحري ‪ ،‬وأن هذا التأمين يختلف عن‬
‫ذلك الذي يقوم به الوكيل بالعمولة ‪ ،2‬فإن كان هذا األخر يعقد باسمه الخاص فهو لفائدة شخص معين هو‬
‫الموكل األصلي ‪ ،‬أما فيما يخص التأمين لمصلحة شخص غير معين فليس هناك موكل ‪ ،‬ال يعرف وقت‬
‫التعاقد وانما حين تحقق الخطر على أساس صاحب المصلحة‪.3‬‬
‫غير أنه يشار إلى أن التأمين لمصلحة شخص غير معين يدخل في باب االشتراط لمصلحة الغير‪،4‬‬
‫حيث جاء في نص المادة ‪ 24‬من األمر‪ 07-29‬المتعلق بالتأمينات‪“ :‬يمكن إبرام عقد التأمين لحساب‬
‫مكتتبه أو لصاحب شخص آخر معين أو لحساب من سيكون له الحق فيه ‪ ،‬وفي هذه الحالة األخيرة يعتبر‬
‫الشرط تأمينا لفائدة مكتتب وثيقة التأمين واشتراط لمصلحة الغير في فائدة المستفيد من هذا الشرط‪."5‬‬
‫كذلك يستطيع الدائن أن يؤمن على السفينة باسم مدينهمجهزها ‪ ،‬وفي هذه الحالة يدفع مبل التأمين‬
‫للمجهز ال للدائن ‪ ،‬ويفيد منه جميع الدائنين‪.‬وقد ال يؤمن المجهز على السفينة فيرى في ذلك الدائن إغفال‬
‫التأمين خط ار يهدد حقه في حالة هالكها ‪ ،‬فهنا هل يجوز للدائن أن يؤمن على السفينة لحسابه الخاص‬
‫ضمانا الستفادة دينه في حالة هالكها؟ ‪ ،‬وهل يجوز للدائن أن يؤمن عليها في حدود قيمة دينه حتى إذا‬
‫‪6‬‬
‫هلكت السفينة وحصل على تعويض للتأمين بعد أن يتكفل على الدين المؤمن؟‬

‫المادة ‪ -20‬من األمر ‪ 07-29‬المتعلق بالتأمينات ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫الوكيل بالعمولة‪ :‬تاجر يقوم بالعملية التجارية لحساب شخص آخر‪ ،‬ولكن باسمه الشخصي مقابل أجر أوعمولة‪ .‬مصطفى كمال طه‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫العقود التجارية‪.‬مصر ‪ .9009 .‬ص‪.702‬‬


‫عبد القادر لعطير‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.677-676‬‬ ‫‪3‬‬

‫تكاري هيفاء رشيدة ‪ .‬مرجع سابق ‪ .‬ص‪.048‬‬ ‫‪4‬‬

‫المادة ‪ 04‬من األمر ‪ 07-29‬المتعلق بالتأمينات‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫مصطفى كمال طه ‪ .‬وائل أنور بندق‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.07‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪77‬‬
‫الفصل األول‪...............................................................................:‬نطاق عقد التأمين البحري‬

‫فهنا نميز بدائن ذي حق عيني على السفينة كدائن مرتهن لها أو دائن ممتاز عليها فإن له من غير شك أن‬
‫يؤمن عليها ‪ ،‬إذا أن حقه في الرهن أو االمتيازينقضي بهالك السفينة ومن ثم تكون له مصلحة في التأمين‬
‫الري الراجح وأرجحه أن الدائن‬
‫عليها ‪ ،‬أما إذا تعلق بدائن عادي للمجهز فالمسألة محل خالف ‪ ،‬حيث أ‬
‫العادي يسمح له أن يؤمن على السفينة لحسابه الخاص قياسا على حالة الدائن المرتهن والدائن الممتاز‪ ،‬وألن‬
‫عنصر هاما من عناصر ذمة مدينه المجهز‬
‫ًا‬ ‫حقالدائن العادي وان كان ال يرد على السفينة إال أن السفينة تعد‬
‫‪ ،‬مما يجعل له مصلحة غير مباشرة في المحافظة عليها ‪.1‬‬
‫هذا والبيوع الذائعة في التجارة البحرية حاليا ‪ ،‬يتم فيها تسليم ونقل الملكية في ميناء القيام أو الشحن‬
‫‪ ،‬يعنى أن المشتري هو الذي يتحمل مخاطر النقل البحري ويلتزم بدفع الثمن أيا كان مصير البضاعة ‪،‬‬
‫وهناك نوعان من البيوع الدولية‪.‬‬
‫في بيع سيف(‪ )C.I.F‬يلتزم البائع بمقتضى عقد البيع ذاته بإبرام عقد النقل البحري وابرام عقد التأمين‬
‫البحري على البضاعة المبيعة من مخاطر النقل البحري نضير ثمن جزافي شامل لقيمة المبيع‬
‫(‪)COST‬وقسط التأمين (‪ )INSURANCE‬وأجرة النقل (‪.)FREIGHT‬‬
‫وعندما يقوم المشتري بدفع الثمن يتسلم سند الشحن ووثيقة التأمين ‪ ،‬ويصبح صاحب المصلحة في‬
‫التأمين أما في بيع فوب)‪ )F.O.B‬فال يلتزم البائع إال بتسليمالبضاعة المبيعة في ميناء الشحن على‬
‫علىضهر السفينة التي يعينها المشتري (‪.)FRU ON BOARD‬ويقع عبء إبرام عقد النقل البحري وعقد‬
‫التأمين على البضاعة في هذه الحالة على عاتق المشتري‪ ،‬وقد يعهد المشتري بالتأمين على البضائع‬
‫لحسابه ‪ ،‬وبالتالي في هذه الحالة يكون البائع وكيال عن المشتري عند قيامه بالتأمين ‪ ،‬وعندئذ يحرر البائع‬
‫فاتورتين على المشتري واحدة تغطي الثمن والثانية تشمل المصاريف المتمثلة في الخدمات التي يقوم بها‬
‫البائع لحساب‬
‫المشتري ‪ ،‬خاصة مقابل النقل والتأمين ‪ ،2‬ومن خالل ما سبق يوضح أطراف عقد التأمين البحري في‬

‫مصطفى كمال طه ‪ .‬وائل أنور بندق ‪.‬مرجع سابق ‪.‬ص‪.08-07‬‬ ‫‪1‬‬

‫مصطفى كمال طه ‪ .‬وائل أنور بندق ‪ .‬مرجع نفسه ‪ .‬ص‪.44-40‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪78‬‬
‫الفصل األول‪...............................................................................:‬نطاق عقد التأمين البحري‬

‫الشكل‪: 7‬‬
‫المؤمن له‬

‫الوسطاء‬ ‫الخطر‬
‫المؤمن‬
‫هم سماسرة التأمين البحري يعملون‬ ‫المؤمن هو الذي يتحمل الخطر‬
‫لكالهما أو ك ّل على حدا‬ ‫بمقتضى عقد التأمين‬
‫الشكل ‪ :7‬أطراف عقد التأمين البحري‬
‫الفرع الثاني‪ :‬إثبات عقد التأمين البحري‬
‫سيتم التكلم في هذا الفرع عن كيفية إثبات عقد التأمين البحري‪ ،‬فاألصل أن عقد التأمين من العقود‬
‫التي تبرم بمجرد تالقي اإليجاب والقبول ‪ ،‬فإذا أصدر قبول للمؤمن ووصل لعلم المؤمن له الذي يكون قد‬
‫أصدر إيجابا باتا انعقد العقد دون الحاجة إلى تفريغه في شكل معينا‪ ،1‬لدى يكون التكلم أوال عن اإلثبات‬
‫بالكتابة ثم ثانيا وثيقة التأمين كصورة في العمل عن هذه الكتابة ‪ ،‬ثم ثالثا التطرق إلى أنواع وثائق التأمين‪.‬‬
‫أوال‪ :‬إثبات عقد التأمين كتابة‬
‫لقد خرج المشرع الجزائري عن القاعدة العامة التي تجيز مطلق الحرية في إثبات العقود التجارية‬
‫بكافة وسائل اإلثبات ‪،‬وأوجب أن يكون اإلثبات في عقد التأمين البحري بالكتابة واعتبرها شرطا أساسيا فيه ‪،‬‬
‫يطر عليه من تجديد أو تعديل ‪ ،‬كما اشترط أن‬
‫حيث اشترط المشرع الجزائري الكتابة في العقد و في كل ما أ‬
‫‪3‬‬
‫تكون الكتابة بحروف واضحة ‪ ،2‬وكتابة العقد ال تعنياعتباره من العقود الشكلية ألن الكتابة ليست من أركانه‬
‫‪ ،‬بل هي وسيلة إلثباته‪.4‬‬

‫عبد القادر لعطير‪ .‬باسم محمد ملحم ‪ .‬مرجع سابق ‪ .‬ص‪.420‬‬ ‫‪1‬‬

‫المادتان ‪ 02-07‬من األمر رقم ‪ 07-29‬المتعلق بالتأمينات‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫تتمثل أركان عقد التأمين البحري في‪ - :‬الرضا أي توافق اإليجاب والقبول مع توافر األهلية والخلو من عيوب اإلرادة‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ -‬المحل ‪ :‬هو المميز لعقد التأمين البحري والعنصر الرئيسي في هذا العقد ‪ ،‬وهذا المحل هو الخطر الذي يلتزم المؤمن بتغطيته مقابل‬
‫قسط يتعهد به للمؤمن له شريطة التناسب ‪ ،‬وهو ما جاءت به المادة ‪ 697‬من القانون المادني الجزائري المقابلة للمادة ‪ 96‬من األمر‬
‫‪ 07-29‬المتعلق بالتأمينات‪.‬‬
‫‪ -‬السبب‪ :‬الحافز الذي يدعوا الطرفين إلى إبرام العقد‪ ،‬وهو يختلف من عقد آلخر تبعا لتحقيق المصلحة من وراء عملية التأمين‪ ،‬المادة‬
‫‪ 27‬من القانون المدني الجزائري‪.‬‬
‫محمود الكيالني ‪ .‬الموسوعة التجارية والمصرفية‪ .‬المجلد السادس‪ .‬عقد التأمين من الناحية القانونية‪ .‬الطبعة األولى ‪ .‬دار الثقافة للنشر‬ ‫‪4‬‬

‫والتوزيع‪ .‬األردن‪.9002 .‬ص‪.994‬‬

‫‪72‬‬
‫الفصل األول‪...............................................................................:‬نطاق عقد التأمين البحري‬

‫وقد عللت بعض األحكام القضائية اشتراط الكتابة بأنه عقد كثير التفاصيل والجزئيات‪ ،‬كما ال يمكن‬
‫الرجوع في إثباته إلى شهادة الشهود أو القرائنو أن أثاره تنصرف إلى الغير إضافةللمتعاقدين مثل المضرور‬
‫والمستفيد والدائن المرتهن‪ ،‬مما يقتضي إثباته بالكتابة حسما لكل نزاع محتمل حول العقد وأثاره ‪ ،1‬حيث‬
‫يترتب على إغفال الكتابة البطالن خالفا للمشرع المصري‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬وثيقة التأمين البحري‬
‫وثيقة التأمين البحري هي وثيقة رسمية وقانونية‪ ،‬يثبت بها عقد التأمين البحري وهي التي يتم‬
‫بمقتضاها التعامل بين شركات التأمين والمستأمنين في شكل التزامات قانونية منظمة في محرر مطبوع يفرغ‬
‫فيه عقد التأمين‪ ،2‬ووثيقة التأمين البحري لها شروطها وبياناتها‪ ،‬وملحق الوثيقة والمذكرة المؤقتة‪.‬‬
‫‪ -1‬شروط وبيانات وثيقة التأمين‪:‬‬
‫إن وثيقة التأمين تتضمن عادة شروطا عامة‪ ،‬ويترك فراغ العناصر المتغيرة في كل عقد‬
‫كاسم المستأمن‪ ،‬والمال المؤمن عليه‪ ،‬والخطر المؤمن منه‪ ،‬ومدة التأمين وقسط التأمين‪ ،‬ويمأل هذا‬
‫الفراغ عند التوقيع على الوثيقة‪ ،‬وقد يضاف إلى الوثيقة أحيانا شروطا خاصة تكتب باليد أو باآللة‬
‫الكاتبة تكمل الشروط المطبوعة أو تعدلها‪ ،‬واذا وجد تعارض بينهما وجب االعتداد بالشروط الخطية‬
‫دون المطبوعة‪ ،‬ألن الشروط األولى أكثر انطباقا على إرادة المتعاقدين من الثانية‪.3‬‬
‫أما بيانات وثيقة التأمين التي ينبغي على الطرفين المكتبيين التوقيع عليها إجباريا نصت عليها المادة ‪ 28‬من‬
‫األمر ‪ 07-29‬المتعلق بالتأمينات بقولها‪ " :‬يجب أن يحتوي عقد التأمين‪:‬‬
‫‪ ‬تاريخ ومكان اإلكتثاب‪.‬‬
‫‪ ‬اسم األطراف المتعاقدة ومقر إقامتهامعاإلشارة عند االقتضاء إلى أن مكتتب التأمين يتصرف لحساب‬
‫مستفيد معين أو لحساب من سيكون له الحق فيه‪.‬‬
‫‪ ‬الشيء أوالمنفعة المؤمن عليها‪.‬‬
‫‪ ‬األخطار المؤمن عليها واألخطار المستبعدة‪.‬‬
‫‪ ‬مكان األخطار‪.‬‬
‫‪ ‬مبل قسط التأمين‪.‬‬
‫‪ ‬الشروط األدنى أوكاملة إذا اتفق عليه‪.‬‬

‫عبد القادر لعطير ‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.609‬‬ ‫‪1‬‬

‫علي بن غانم ‪ .‬مرجع سابق ‪ .‬ص‪.709-707‬‬ ‫‪2‬‬

‫مصطفى كمال طه‪ .‬وائل أنور بندق‪ .‬مرجع سابق ص‪.46-49 .‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪90‬‬
‫الفصل األول‪...............................................................................:‬نطاق عقد التأمين البحري‬

‫‪ ‬توقيع الطرفين المتعاقدين‪"1.‬‬


‫كما أن المادة ‪ 07‬من األمر ‪ 07-29‬المتعلق بالتأمينات قد أوردت تقريبا نفس البيانات وما يمكن اإلشارة‬
‫إليه من خالل المادتين هو أنه بالنسبة لألشياء المؤمن عليها يجب التعيين ألنه شيء جوهري ويتوقف على‬
‫التمييز بين األشياء المؤمن عليها‪ ،‬ففي التأمين على السفينة يجب ذكر نوعها وتحديد ذاتيتها باالسم والحمولة‬
‫والجنسية والغرض من المالحة ‪ .‬أما في وثيقة التأمين على البضائع فيجب تحديد جنس البضائع المؤمن‬
‫عليها وقيمتها ‪ ،‬ويكفى لذلك بيانات سند الشحن في الوثيقة‪.2‬‬
‫‪ -2‬ملحقالوثيقة ‪:‬‬
‫يجوز للطرفين تعديل الوثيقة أو اإلضافة إليها ‪،‬كالتعديل بالنسبة للمستفيد من التأمين أو في‬
‫األخطار أو في باقي شروط العقد‪ ،‬وكل تعديل أو إضافة في شروط العقد ال بد أن تكون بالكتابة أيضا‬
‫ويسمي المحرر الذي يتناول الوثيقة بالتعديل ملحق الوثيقة‪.3‬‬
‫وقد نصت المادة ‪ 02‬من األمر ‪ 07-29‬من قانون التأمينات على ذلك حيث جاء نصها‪":‬ال يقع أي‬
‫تعديل في عقد التأمين إال بملحق يوقعه الطرفان‪ ،"4‬وبالرجوع إلى نص المادة فإن المشرع الجزائري لم يشترط‬
‫في الملحق أي شرط خاص ما عدا الكتابة ‪ ،‬بحكم أن نص المادة جاء واضحا عندما اشترط توقيع األطراف‪.‬‬
‫‪ -3‬المذكرة الموقعة ‪:‬‬
‫مما سبق ذكره أن عقد التأمين يجب أن يكون مكتوبا ‪ ،‬لكن هذه الكتابة قد تتخذ شكل آخر أبسط من‬
‫الوثيقة وهي ليست الطريق الوحيد إلثبات العقد ‪ ،‬حيث يثبتاتفاق الطرفين عادة في العمل بمذكرة مؤقتة يوقع‬
‫عليها المؤمن تتضمن القواعد األساسية التي يقوم عليها العقد والتزامات كل طرف لآلخر‪ .‬أما وثيقة التأمين‬
‫فتوقع فيما بعد ‪ ،‬وقد ال توقع على اإلطالق وبمجرد التوقيع على هذه المذكرة ينعقد التأمين ويرتبط الطرفان‬
‫ويتحمل المؤمن الخطر‪ ،‬نص المادة ‪ 047‬فقرة ‪ 9‬بحري مصري‪.‬‬
‫ويجب التمييز بين المذكرة المؤقتة‪ ،‬وطلب التأمين الذي يتقدم به المستأمن للمؤمن وال يحمل إال‬
‫توقيع المستأمن‪ ،‬فطلب التأمين وحده ليس ملزم للمؤمن وال للمستأمن وال يتم العقد إال إذا وقع الطرفان على‬
‫‪5‬‬
‫وثيقة التأمين أو على المذكرة المؤقتة‪.‬‬
‫ومما سبق ذكره في إثبات عقد التأمين البحري ال بد ذكر هذه المالحظات لتتضح الرؤية‪:‬‬

‫المادة ‪ 28‬من األمر ‪ 07-29‬المتعلق بالتأمينات‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫مصطفى كمال طه ‪ .‬وائل أنور بندق‪ .‬مرجع سابق‪.‬ص‪.47‬‬ ‫‪2‬‬

‫مصطفى كمال طه‪ .‬وائل أنور بندق ‪ .‬مرجع نفسه ‪ .‬ص‪.47‬‬ ‫‪3‬‬

‫المادة ‪ 2‬من األمر ‪ . 07-29‬المتعلق بالتأمينات ‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫مصطفى كمال طه ‪ .‬وائل أنور بندق ‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.47‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪97‬‬
‫الفصل األول‪...............................................................................:‬نطاق عقد التأمين البحري‬

‫المالحظة األولى ‪:‬بالرغم من اعتبار عقد التأمين البحري من األعمال التجارية فإن المشرع الجزائري خرج‬
‫عن القاعدة العامة في المواد التجارية أال وهي‪" :‬حرية اإلثبات بحيث يجوز إثبات العقود والمعامالت التجارية‬
‫بأية وسيلة من وسائل اإلثبات ‪ ،‬في حين اشترط الكتابة إلثبات عقد التأمين البحري"‪.‬‬
‫المالحظة الثانية‪ :‬الكتابة التي أشترطها المشرع خاصة بإثبات عقد التأمين بذاته ‪ ،‬ولكل تعديل يرد عليه أما‬
‫الوقائع الالحقة للعقد فال يمكن أن تخضع لهذه القاعدة ‪ ،‬بل تخضع لقاعدة ‪":‬حريةاإلثبات في المعامالت‬
‫التجارية " كإثبات الوفاء بأقساط التأمين من المؤمن له مثال ‪.‬‬
‫المالحظة الثالثة ‪:‬بالرجوع إلى النصوص المنظمة لعقد التأمين البحري في قانون التأمينات فإن نص المادتين‬
‫‪27‬و ‪ 7‬من األمر ‪ 07-29‬التي تشترط إثبات عقد التأمين البحري بالكتابة لم يدرجها المشرع ضمن القواعد‬
‫اآلمرة بحكم أن نص المادة ‪ 27‬من نفس القانون لم تذكرها ضمن قائمة المواد اآلمرة المحددة فيها ‪.1‬‬
‫المالحظة الرابعة ‪ :‬عدم اعتبار المادة ‪ 27‬من األمر ‪ 07-24‬المتعلق بالتأمينات المتضمنة الكتابة من‬
‫القواعد اآلمرة يسمح بإمكانية األطراف على إثبات عقد التأمين البحري بغير الكتابة ‪ ،‬بشرط أن يكون هذا‬
‫االتفاق مكتوبا ‪ ،‬وقد يظهر جليا أن المشرع الجزائري خص هذا الحكم بالتأمين البحري بخالف التأمين البري‬
‫الذي نصت عليه المادة ‪ 07‬من نفس األمر على ضرورة اإلثبات بالكتابة مع إدراج هذه المادة (‪ )07‬ضمن‬
‫قائمة المواد اآلمرة التي ال يجوز لألطراف االتفاق على مخالفتها والواردة في نص المادة ‪ 06‬منه‪.2‬‬
‫ومنه فالثابت أن المشرع الجزائري اشترط الكتابة لعقد التأمين البحري‪ ،‬غير أن الجزء الثاني من‬
‫المادة ‪ 27‬من األمر ‪ 07-29‬المتعلق بالتأمينات نصت على‪ ...":‬ويمكن إثبات التزام الطرفين قبل إعداد‬
‫الوثيقة بأية وثيقة كتابية أخرى‪ ،‬السيما وثيقة اإلشعار بالتغطية‪ ،"3‬ويظهر جليا من هذا الدور الذي تلعبه‬
‫باقي وثائق التأمين في اإلثبات ‪ ،‬حيث أن المشرع في نفس الوقت اتخذ موقفا حاسما عند اشتراط إثبات عقد‬
‫التأمين البحري بالكتابة كباقي التشريعات ‪ ،‬وبالمقابل اتخذ موقفا مرنا عندما سمح إثبات التزامات األطراف‬
‫قبل إبرام وثيقة التأمين البحري بأية وثيقة كتابة أخرى ‪.‬‬

‫المادة ‪ 27‬من األمر ‪ 07-29‬المتعلق بالتأمينات ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫المادة ‪ 06‬من األمر ‪ 07-29‬المتعلق بالتأمينات‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫وثيقة اإلشعار بالتغطية هي ‪:‬عقد تأمين مؤقتة للفترة التي تستغرقها شركة التأمين لدراسة طلب التأمين وهي عادة قصيرة المدة ‪ ،‬فقد‬ ‫‪3‬‬

‫تكون شفوية أو رسمية وتصدر عادة من وكيل التأمين‪ .‬عبد القادر لعطير باسم محمد ملحم ‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.489‬‬

‫‪99‬‬
‫الفصل األول‪...............................................................................:‬نطاق عقد التأمين البحري‬

‫المبحث الثاني‬
‫األموال المؤمن عليها وتقييمها‬
‫المبدأ أن كل شيء أو مال يعرض ألخطار المالحة يجوز أن يكون محلللتأمين البحري ‪ ،‬ولما كان‬
‫التأمين البحري هو تأمين األضرار التي تصيب األموال ‪ ،‬فإن التأمين على األشخاص (الركاب والبحارة) من‬
‫الحوادث الجسمانية ال يعتبر تأمينا بحريا بل تأمين بري من نوع التأمين على الحياة ‪ ،‬ولو أنه قد ينشأ عن‬
‫الخطر البحري ‪ ،‬ألن التأمين البحري اليرد إال على األشياء دون األشخاص ‪ ،‬وهو عقد تعويض يهدف إلى‬
‫جبر الضرر الذي أصاب المستأمن فقط ‪ ،‬ولذلك يجب أن يكون مبل التأمين المشترط في العقد مساويا‬
‫للقيمة الحقيقية للشيء المؤمن عليه ‪ ،‬حتى ال يحقق المستأمن ربح من التأمين‪ ،‬وحتى ال تكون له مصلحة‬
‫‪1‬‬
‫في وقوع الحادث وتحقق الخطر‪.‬‬
‫وبناء على ذلك تم التحدت في هذا المبحث عن األموال المؤمن عليها وتقييمها مقسمة إلى مطلبين‬
‫جاء فيالمطلب األول األموال المؤمن عليها‪ ،‬ثم المطلب الثاني تقييم هذه األموال‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬األموال المؤمن عليها‬
‫قد يختلف موضوع التأمين البحري حسب المصلحة أو صاحبها‪ ،‬وهذا إما الرتباط التأمين بالشيء‬
‫المؤمن عليه ‪ ،‬أو بجسم القيم المؤمن عليها ‪ ،‬وقد تضمن قانون التأمينات هذه الصور وأوردها في األمر‬
‫‪ ، 07-29‬لدى قسم هذا المطلب إلى فرعين التكلم في األول عن التأمين على السفينة ‪ ،‬والفرع الثاني‬
‫التأمين على البضائع ‪ ،‬ويضاف إلى هذين الفرعين فرع ثالث يتكلم فيه عن التأمين على المسؤولية والصور‬
‫األخر للتأمين ‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬التأمين على السفينة‬
‫إن محور النقل البحري هو السفينة باعتبارها األداة الرئيسية التي تتم بواسطتها عملية المالحة‬
‫البحرية ‪ ،‬وفي هذا الصددفقد خص القانون البحري الجزائري السفينة وكذلك األمر ‪ 07-29‬المتعلق‬
‫بالتأمينات لدى عمد إلى التكلم عن السفينة وملحقاتها ‪ ،‬ثم أجرة السفينة وأجرة البحارة‪.‬‬
‫أوال‪ :‬السفينة وملحقاتها‬
‫قبل التطرق إلى التأمين على السفينة وملحقاتها ينبغي تعريفها ‪ ،‬تعرف السفينة في الفقه والقضاء‬
‫بأنها‪":‬المنشأة" التي تقوم أو تخصص للقيام بالمالحة البحرية على وجه االعتياد‪ ،2‬وقد حرص المشرع‬
‫الجزائري على تعريف السفينة حيث نصت المادة ‪ 70‬من القانون البحري الجزائري على ‪":‬تعتبر سفينة في‬

‫‪1‬مصطفى كمال طه ‪ .‬وائل أنور بندق ‪ .‬مرجع سابق‪.‬ص‪.80-98‬‬


‫حمدي الغنيمي ‪.‬محاضرات في القانون البحري الجزائري ‪.‬ديوان مطبوعات الجامعية ‪.‬الجزائر‪ .7280 .‬ص‪.6‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪90‬‬
‫الفصل األول‪...............................................................................:‬نطاق عقد التأمين البحري‬

‫عرف هذا القانون ‪ ،‬كل عمارة بحرية أو آلية عائمة تقوم بالمالحة البحرية ‪ ،‬إما بوسيلتها الخاصة ‪ ،‬واما عن‬
‫طريق قطرها بسفينة أخرى أو مخصصة لمثل هذه المالحة‪ "1‬وتعتبر ملحقات السفينة وتوابعها وكل ما‬
‫يحركها جزء منها نص المادة‪ 798‬من األمر رقم ‪ 07-29‬المتعلق بالتأمينات ‪.2‬‬
‫وما يمكن مالحظته من خالل النص ال بد أن تكون المنشأة "العائمة" سفينة تمارس النشاط في البحر‬
‫وتقوم بالمالحة البحرية على وجه االعتياد والتخصص في المالحة البحرية‪ ،‬سواء كانت مالحة رئيسية أو‬
‫‪3‬‬
‫مالحة مساعدة أو تبعية‬
‫وكذلك أن المشرع لم يشيرللتأمين النهري‪ ،‬وذلك راجع لكون الجزائر ال تحتوي على انهار صالحة‬
‫للمالحة‪ ،‬كما أنه لم يتم التمييز بين أحجام السفن الكبيرة والصغيرة ‪.4‬‬
‫وللتأمين على السفينة قيد اإلنشاء والبناء يضمن للمؤمن في هذه الحالة المخاطر التي تتعرض لها‬
‫السفينة أثناء البناء كالحريق ومخاطر إنزال السفينة في البحر كذلك المخاطر التي تتعرض لها السفينة بعد‬
‫إنزالها في البحر هي مخاطر بحرية‪ ،‬ويجب اعتبار المخاطر الخاصة باإلنزال مخاطر بحرية كذلك‪.‬‬
‫أما شمول التأمين البحري للمخاطر التي تتعرض لها السفينة أثناء البناء فيعد امتدادلفكرة التأمين‬
‫البحري وتطبيقا لقواعد هذا التأمين على المنشأة التي ستكسب فيما بعد الوصف القانوني للسفينة ولكنها ال‬
‫تتعرض ألخطار المالحة ‪ ،‬كما أن عقد التأمين المبرم يجب أن يكون له نفس الطابع أيا كانت حالة بناء‬
‫السفينة ‪ ،‬والمالحظ أن التأمين على السفينة هو تأمين على الشيء يغطي الهالك أو الضرر الالحق بالسفينة‬
‫ذاتها ‪ ،‬وهو في نفس الوقت تأمين من المسؤولية يغطي األضرار التي تحدثها السفينة بالغير كتعويض‬
‫التصادم البحري أو حصة السفينة في الخسارة المشتركة‪.5‬‬
‫وقد نصت المادة ‪ 799‬من األمر ‪ 07-29‬المتعلق بالتأمينات في باب التأمين على هيكل السفينة‬
‫حيث نص ‪":‬يمكن التأمين على السفن‪:‬‬
‫‪ -7‬لرحلة واحدة أو عدة رحالت متتالية‪.‬‬
‫‪ -9‬لزمن المعين‪. "6‬‬

‫المادة ‪ 70‬من القانون البحري الجزائري‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫المادة ‪ 798‬من األمر رقم ‪ 07-29‬المتعلق بالتأمينات ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫محمود شحماط‪ .‬المختصر في القانون البحري الجزائري‪ .‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ .‬الجزائر‪ .9070 .‬ص‪.72‬‬ ‫‪3‬‬

‫تكاري هيفاء رشيدة‪ .‬مرجع سابق ‪.‬ص‪.090‬‬ ‫‪4‬‬

‫مصطفى كمال طه ‪ .‬وائل أنور بندق‪ .‬مرجع سابق‪.‬ص‪.67‬‬ ‫‪5‬‬

‫المادة ‪ 799‬من األمر ‪ 07-29‬المتعلق بالتأمينات‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪94‬‬
‫الفصل األول‪...............................................................................:‬نطاق عقد التأمين البحري‬

‫‪-1‬التأمين على السفينة لرحلة واحدة أولعدة رحالت متتالية‪:‬‬


‫قد فرغ المشرع الجزائري في حالة التأمين على هيكل السفينة حول بداية سريان العقد وانتهائه ‪ ،‬فإذا‬
‫كانت السفينة غير محملة بالبضاعة فالتأمين على هيكلها يبدأمن تاريخ بداية عمليات الشحن إلى غاية نهاية‬
‫التفري الخاص بالرحلة المؤمن عليها ‪ ،‬وفي كل األحوال في أجل خمسة عشر(‪)79‬يوما من وصول السفينة‬
‫إلى الميناء المقصود ‪.1‬‬
‫أما إذا كانت السفينة غير محملة فإن التأمين عليها يبدأ من تاريخ اإلقالع أو رفع المرساة إلىحين‬
‫رسو السفينة في ميناء الوصول أو إلقاء المرساة فيه ‪.2‬‬
‫‪3‬‬
‫وبالتالي يضمن بمقتضاه المؤمن المخاطر التي تقع للمؤمن له خالل الرحلة المؤمن عليها‪.‬‬
‫‪ -2‬التأمين لفترة زمنية محددة ‪:‬‬
‫بالرجوع إلى نص المادة ‪ 794‬من األمر ‪ 07-29‬المتعلق بالتأمينات فإن بدأ سريان هذا العقد يكون‬
‫من أول يوم محدد في عقد التأمين وينتهي بانتهاءآخر يوم محدد فيه‪.‬‬
‫حيث في الغالب المؤمن له يفضل بأن يؤمن على السفينة من المخاطر البحرية لمدة زمنية معينة‬
‫وغالبا ما تكون لمدة سنة ‪ ،‬ويسري هذا العقد من يوم التوقيع عليه ‪،‬إذا لم يتفق الطرفان على ذلك وينتهي‬
‫بانتهاء الزمن المحدد في العقد ‪ ،‬وبالتالي يضمن المؤمن المخاطر التي قد تتحقق طيلة حياة العقد ‪ ،‬وال يسأل‬
‫كمبدأ عام عن المخاطر التي تتحقق بعد انقضاء العقد ‪ ،‬إال إذا كانت هذهالمخاطر يرجع سببها إلى حادث‬
‫بحري وقع خالل المدة التي كان فيها العقد ساري المفعول‪.4‬‬
‫لكن المشكل الذي يطرح نفسه بخصوص التأمين هو في حالة تغيير وجهة السفينة ‪ ،‬فلو كان التغيير‬
‫إجباري يبقى المؤمن ملزما بالتأمين ‪ ،‬أما لو كان التغيير اختياريا فإن المؤمن يلتزم بتغطية المخاطر التي قد‬
‫تنجم عن الحادث البحري ‪،‬ألن ما يط أر هنا ظروف غير متوقعة عند إبرام عقد التأمين‪.5‬‬
‫ثانيا‪ :‬أجرة السفينة وأجرة البحارة‬
‫لقد كانت أجرة السفينة مستبعدة من نطاق التأمين البحري في التشريع التجاري الفرنسي‪ ،‬على اعتبار‬
‫أن األجرة غير مملوكة لمجهز السفينة عند وقوع الخطر وبالتالي إثراء له يتنافى مع الصفة التعويضية لعقد‬

‫الفقرة األولى من المادة ‪ 790‬من األمر رقم ‪ 07-29‬المتعلق بالتأمينات‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬الفقرة الثانية من المادة ‪ 790‬من األمر رقم ‪ 07-29‬المتعلق بالتأمينات‪.‬‬


‫جديدي معراج‪.‬مرجع سابق‪.‬ص‪.777‬‬ ‫‪3‬‬

‫جديدي معراج‪ .‬مرجع سابق ‪.‬ص ‪.777‬‬ ‫‪4‬‬

‫جديدي معراج‪ .‬مرجع نفسه ‪.‬ص‪.779‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪99‬‬
‫الفصل األول‪...............................................................................:‬نطاق عقد التأمين البحري‬

‫التأمين ‪ ،‬إال أن التطورات الجديدة وسعت في مفهوم الصفة التعويضية لعقد التأمين البحري‪ ،‬حيث أصبحت‬
‫‪1‬‬
‫تشكل كل األضرار التي تلحق بالمؤمن له سواء مالحقهمن خسارة أو ما فاته من كسب‪.‬‬
‫وعلى ذلك فقد عدل المشرع الفرنسي وبعض التشريعات العربية مثل األردني واللبناني ‪ ،‬حيث كانوا‬
‫‪2‬‬
‫‪ ،‬غير أنه لم ينصص‬ ‫يحصرون التأمين على أجرة السفينة في عداد األموال التي يجوز التأمين عليها‬
‫القانون الجزائري المتعلق بالتأمينات عليها ‪ ،‬كما لم تنصص عليها الوثيقة الجزائرية للتأمين على السفينة‪.‬‬
‫واألصل أنه ال يجوز التأمين إال على األجرة الصافية‪ ،‬ألن نفقات التجهيز تندرج في التأمين على‬
‫كسبا واثراء من التأمين ‪ ،‬حيث أن مثال المادة‬
‫السفينة ‪ ،‬فإذا قام المجهز بالتأمين على األجرة اإلجمالية تحقق ً‬
‫‪ 079‬بحري لبناني حددت األجرة الصافية ج ازفًا بستين (‪)60‬بالمائة من األجرة القائمة أو اإلجمالية مالم‬
‫ينصص العقد على مبل معين ‪.3‬‬
‫والتأمين على أجرة السفينة أمر نادر الوقوع ‪ ،‬حيث أن المجهز يفضل عليه شرط األجرة المكتسبة‬
‫طر من حوادث ‪ ،‬أما فيما يتعلق بالشاحن الذي يلتزم بدفع األجرة في هذه الحالة ‪ ،‬فإن التأمين على‬
‫مهما أ‬
‫البضائع يشمل األجرة المكتسبة مهما كان الطارئ‪.4‬‬
‫كما يجوز التأمين على أجور الشحن ‪ ،‬يجوز التأمين كذلك على ضمان أجور الطاقم ‪ ،‬ألن البحارة‬
‫يفقدون حقهم في األجرة إذا تعطلت الرحلة بسبب قوة أجنبية‪ ،‬إذا كانوا مأجورين بحصة من أجرة السفينة ‪،‬أو‬
‫إذا غرقت السفينة أو أعلن على عدم صالحيتها للمالحة ‪،‬إذا كان ذلك ناجما عن خطأ البحارة أو إهمالهم ‪،‬‬
‫وبالتالي يجوز التأمين على أجور البحارة لضمان استيفائهم التعويض المستحق بموجب مخاطر عدم قدرته‬
‫‪5‬‬
‫على دفع أجور البحارة ونفقاتهم واعادتهم إلى أوطانهم‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬التأمين على البضائع‬
‫إن التأمين على البضائع في العمل يعرف بتأمين الشحنات (‪ ،)assurancessurfaculets‬والتأمين‬
‫يجوز على البضائع أيا كان نوعها ما دامت ال تتعارض مع النظام العام واآلداب العامة ‪ ،‬ويصح هذا العقد‬
‫سواء كانت البضائع مشحونة فعال على ظهر السفينة أو ستشحن عليها فيما بعد ‪ ،‬مادام التأمين يغطي‬

‫عبد القادر لعطير‪ .‬وباسم محمد ملحم ‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص ‪.974. 970‬‬ ‫‪1‬‬

‫عبد القادر لعطير‪ .‬وباسم محمد ملحم‪ .‬مرجع نفسه‪ .‬ص‪.974 .‬‬ ‫‪2‬‬

‫مصطفى كمال طه‪ .‬وائل أنور بندق‪ .‬مرجع سابق‪.‬ص‪.60 -96‬‬ ‫‪3‬‬

‫مصطفى كمال طه‪ .‬وائل أنور بندق‪ .‬مرجع نفسه‪.‬ص‪.60‬‬ ‫‪4‬‬

‫عبد القادر لعطير‪ .‬باسم محمد ملحم‪ .‬مرجع سابق ‪.‬ص ‪.979-974‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪96‬‬
‫الفصل األول‪...............................................................................:‬نطاق عقد التأمين البحري‬

‫الرحلة في كافة مراحلها البرية والبحرية وتأخذ حكم البضائع من حيث جواز التأمين عليها مثل ‪ :‬أمتعة‬
‫المسافرين واألسماك وغيرها‪.1...‬‬
‫حيث جاء في التأمين على البضائع من المادة ‪ 706‬و ما يليها من األمر ‪ 07-29‬المتعلق‬
‫بالتأمينات‪ ،‬نصت المادة ‪ 707‬منه على‪" :‬يسرى التأمين على البضائع بدون انقطاع حيثما كانت في حدود‬
‫الرحلة المذكورة في وثيقة التأمين‪"2.‬‬
‫ومن خالل هذا النص ‪ ،‬نجد أن شركات التأمين في عقود التأمين على البضائع ‪ ،‬ال تضمن فقط‬
‫مخاطر الرحلة البحرية بل يتعداها إلى مخاطر الطريق البري أو النهري أو الجوي‪ ،‬سواء كان ذلك قبل‬
‫‪3‬‬
‫‪ ،‬وأيضا فإن هذه الشركات (المؤمن) تضمنالمخاطر الناجمة عن التغيير االضطراري‬ ‫الشحن أو بعد التفري‬
‫للرحلة‪.4‬‬
‫غير أن هذا ال يعني في حالة استكمال النقل البحري بالنقل البري أو العكس أن ظروف التأمين‬
‫تتغير‪ ،‬بل أن " الشروط المتضمنة في العقد‪ "5‬هي التي تتضمن التعويض في حالة تحقق الخطر‪.‬‬
‫إن صور عقد التأمين على البضائع تتم إما بوثيقة عادية أو عائمة (وثيقة االشتراك)‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬التأمين بوثيقة عادية‬
‫فقدسماها المشرع الجزائري وفقا للمادة ‪ 702‬من األمر ‪ 07-29‬المتعلق بالتأمينات وثيقة تأمين‬
‫سفرية صالحة لرحلة واحدة‪ ، 6‬رغم اختالف طرق نقل البضائع ونوعها سواء نقلت بمقتضى سند إيجار أو‬
‫بمقتضى سند شحن وكما قيل سابقا قد تشمل هذه البضائع أمتعة المسافرين واألسماك التي توجد على ظهر‬
‫السفينة ‪ ،‬واألشياء التي تجمعها السفينة الناقلة خالل رحلة علمية ‪ ،‬وقد تبعد الوثيقة بعض البضائع التي ال‬
‫يرغب المؤمن في التأمين عليها أو يرغب في تغطيتها بشرط خاص ‪ ،‬فمثال تستبعد الوثيقة األشياء الثمينة‬
‫كال معادن و المجوهرات والحلي الذهبية والطرود البريدية ‪ ،‬وال يرفض المؤمنون التأمين على هذه البضائع‬
‫المستبعدة ‪ ،‬ولكنهم يطلبون تصريحا خاص ويحتفظون بالحق في قبولها‪.7‬‬

‫محمد بهجت عبد اهلل أمين قايد ‪.‬مرجع سابق‪ .‬ص ‪.029‬‬ ‫‪1‬‬

‫المادة ‪ 9‬من األمر ‪ 07-29‬المتعلق بالتامينات‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫المادة ‪ 706‬من األمر ‪ 07-29‬المتعلق بالتأمينات‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫جديدي معراج ‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.779‬‬ ‫‪4‬‬

‫ولذلك أُضيف في هذا العقد شرط سمي بشرط من المخزن إلى المخزن (‪ )ware house to ware house‬حيث يمتد التأمين البحري‬ ‫‪5‬‬

‫بواسطته لبعض المخاطر التي تتعرض لها البضاعة قبل الشحن وبعد الشحن ‪.‬عبد القادر لعطير‪ .‬باسم محمد ملحم ‪ .‬مرجع سابق‪.‬ص‬
‫‪.979‬‬
‫يسميها البعض التأمين بوثيقة خاصة‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫مصطفى كمال طه ‪ .‬وائل أنور بندق ‪.‬مرجع سابق‪.‬ص‪.64‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪97‬‬
‫الفصل األول‪...............................................................................:‬نطاق عقد التأمين البحري‬

‫وكذلك فإن هذه الوثيقة تضمن تغطية األضرار التي تلحق البضائع أيا كان سببها‪ ،‬وهنا يتم تقدير قيمة هذه‬
‫البضائع المعنية بالضمان بحسب سعرها في ميناء الشحن ‪ ،‬ويضاف إليها مجموع النفقات الضرورية لنقلها‬
‫إلى السفينة ‪ ،‬والربح المنتظر في حالة بيعها ‪ ،‬وجميع المصاريف التي تترتب على نقلها من ميناء الشحن‬
‫إلى ميناء التفري ‪.‬‬
‫وكذلك فإن المتعاقدين يحددان وقت بداية الرحلة ونهايتها‪ ،‬حيث ينص في الوثيقة على التزام المؤمن‬
‫وقبوله أن يبدأ سريان التأمين من حين شحن البضائع على السفينة واستم ارره خالل نقلها ‪ ،‬وحتى تفريغها‬
‫بر في مكان الوصول‪.1‬‬
‫بسالم ًا‬
‫‪2‬‬
‫ثانيا ‪ :‬التأمين بوثيقة عائمة أو وثيقةاالشتراك‬
‫المبدأ أن يتضمن عقد التأمين تحديد األشياء المؤمن عليها على وجه الدقة‪ ،‬وهذا التحديد يسمح‬
‫بتقدير ما إذا كانت هذه األشياء معرضة لألخطار واذا كان المؤمن له قد تضرر من الهالك أو التلف‪ ،‬لكن‬
‫هذه الوثيقة قد ال تتضمن تحديد األشياء المؤمن عليها فتسمى الوثيقة العائمة (‪ ،)police flottante‬كما‬
‫تسمى وثيقة االشتراك (‪ )police d’abonnement‬ألن المستأمن يعتبر بمثابة مشترك لدى المؤمن بدفع‬
‫قسط دوري يحدد على أساس ما يشحن‪.3‬‬
‫وتعرف وثيقة االشتراك أو الوثيقة العائمة بأنها‪" :‬الوثيقة التي يتعهد المؤمن بمقتضاها بأن يضمن في‬
‫حدود مبل معين جميع البضائع التي يمكن أن يشحنها المستأمن خالل فترة محددة‪."4‬‬
‫حيث أنه من خالل هذه الوثيقة يضمن المؤمن للمؤمن له في حدود مبل معين األضرار التي تلحق بجميع‬
‫البضائع التي تشحن لحساب المؤمن له خالل فترة محدودة ‪ ،‬كأن يؤمن تاجر على جميع البضائع التي‬
‫يستوردها أو يصدرها خالل سنة مقابل مبل متفق عليه ‪ ،‬وبهذا فإن قسط التأمين يحدد حسب طبيعة ومقدار‬
‫أمر صعبا وتعارف المتعاملون بالتأمين‬
‫البضاعة عند شحنها مما يجعل تقدير هذا المقابل عند توقيع الوثيقة ا‬
‫من مؤمنين ومؤمن لهم على الوثيقة فانتشرت عمال وهي تعفي أطراف العقد من إبرام وثيقة مستقلة خاصة‬
‫بكل إرسالية بحرية حيث يكتفي بتقديم إقرار بكل بضاعة تشحن خالل الفترة المحددة ‪.5‬‬
‫ولقد بينها المشرع الجزائري (الوثيقة العائمة ) بالمادة ‪ 740‬وما يليها من قانون التأمين ويستفاد منها‬
‫‪ ،‬أن شركات التأمين تضمن التعويض على جميع األضرار التي تلحق البضاعة التي ستصدر أو تشحن‬

‫‪1‬تيكاري هيفاء رشيدة‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.090‬‬


‫تطلق على الوثيقة العائمة بعض التشريعات بالوثيقة غير الثابتة ‪ .‬المشرع اللبناني‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫مصطفى كمال طه‪ .‬وائل أنور بندق‪ .‬مرجع سابق‪.‬ص‪.66‬‬ ‫‪3‬‬

‫مصطفى كمال طه‪ .‬وائل أنور بندق‪ .‬مرجع نفسه‪.‬ص‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫محمد الكيالني ‪ .‬مرجع نفسه‪.‬ص‪.998‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪98‬‬
‫الفصل األول‪...............................................................................:‬نطاق عقد التأمين البحري‬

‫لحساب المؤمن له ‪ ،‬وهذا لمدة زمنية معينة ‪ ،‬عادة ما تكون سنة واحدة ‪ ،‬ويبرم هذا العقد لمستفيد غير معين‬
‫وقت إبرامه ‪ ،‬بل يتحدد ذلك المستفيد عند تحقق الخطر ‪ ،‬وبالموافقة مع عقد التأمين األولي أو وثيقة لرحلة‬
‫واحدة فإن المؤمن له ملزم بإرسال إقرار خاص بكل عملية شحن يتضمن البيانات اآلنيةونوع البضاعة ‪،‬‬
‫وقيمة البضاعة الحقيقية ‪ ،‬والسفينة التي شحنت عليها ‪ ،‬وميناء االنطالق ‪ ،‬وميناء التفري ‪ ،‬ومالك السفينة‬
‫ومجهزها ويشكل هذا اإلقرار إطار لتقدير األخطار التي تضمنها شركة التأمين‪.1‬‬
‫وتأخذ الوثيقة العائمة شكلين مقفلة‪ ،‬أي يحدد مبل التأمين والقسط المقابل لهذا المبل ‪ ،‬ثم يخصم من‬
‫المبل اإلجمالي للتأمين مبل التأمين الخاص بكل شحنة حتى ينتهي المبل اإلجمالي‪ ،‬وبذلك ينتهي مفعول‬
‫الوثيقة‪.2‬‬
‫أو وثيقة تأمين مفتوحة تناولها المشرع الجزائري في المادة ‪ 702‬وهي الوثيقة العائمة‪ ،‬حيث ال يحدد‬
‫فيها المبل وقد سبق شرحها‪.‬‬
‫أما في ما يخص الطبيعة القانونية لهذه الوثيقة فقد يعتقد البعض بأنها ال تعدو أن تكون مجرد وعد‬
‫بالتأمين يتعهد المؤمن بمقتضاه بالتأمين الالحق على البضائع التي يقوم المستأمن بشحنها ‪ ،‬لكن هذا القول‬
‫غير صحيح ‪ ،‬فالوثيقة العائمة هي عقد تأمين نهائي ملزم لطرفيه بمجرد إبرامه وكل ما في الواقع أن محل‬
‫العقد غير محدد وقت إبرامه ولكنه قابل للتحديد فيما بعد ‪ ،‬ويتم تحديد البضائع المؤمن عليها بواقعة الشحن‬
‫ذاتها وهذه القاعدة قررها القضاء منذ أن عرفت الوثيقة العائمة ‪ ،‬فلقد قضت محكمة النقض الفرنسية بتاريخ‪9‬‬
‫فيفري ‪ 7879‬بأن واقعة الشحن هي التي تعطي الحياة للتأمين دون حاجة ألي تعبير جديد عن إرادة‬
‫المتعاقدين‪.3‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬الصور الخاصة للتأمين البحري‬
‫مما سبق اتضحت الرؤية عن التأمين البحري هو في جوهرة تأمين أشياء السفن والبضائع ومع ذلك‬
‫صور خاصة للتأمين ‪ ،‬وهذه الصور الخاصة هي‪ :‬التأمين من المسؤولية‪ ،‬التأمين على أقساط‬
‫ا‬ ‫أخضع القانون‬
‫التأمين ‪ ،‬واعادة التأمين‪.‬‬

‫جديدي معراج‪ .‬مرجع سابق‪.‬ص‪.770‬‬ ‫‪1‬‬

‫عبد الهادي السيد محمد تقي الحاكم ‪.‬عقد التأمين حقيقية ومشروعية دراسة مقارنة ‪.‬الطبعة االولى‪ .‬منشورات الحلبي الحقوقية ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪.9000‬ص‪.989‬‬
‫مصطفى كمال طه ‪ .‬وائل أنور بندق‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص ‪.68‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪92‬‬
‫الفصل األول‪...............................................................................:‬نطاق عقد التأمين البحري‬

‫أوال‪ :‬التأمين على المسؤولية‬


‫يظهر من النص المادة ‪ 749‬من األمر ‪ 07-29‬المتعلق بالتأمينات‪ ، 1‬أن نطاق التأمين على‬
‫المسؤولية مقتصر على مالك السفينة أو الناقل البحري ‪ 2‬وليس على مالك البضاعة ‪ ،‬وهذه النضرة مردها أن‬
‫المؤمنين البحرين ضلوا لسنوات طويلة يقتصرون في نشاطهم على ضمان األضرار المادية التي تتعرض لها‬
‫السف ن وحموالتها ‪ ،‬ولكن نشاطهم لم يكن يمتد إلى ضمان المسؤولية المدنية لمالك السفينة أو مستغل الشيء‬
‫المؤمن عليه‪ ،3‬لذلك جاء المشرع الجزائري وبعض التشريعات األجنبية والعربية كالمشرع الفرنسي والمصري‬
‫وأتبعنهجهما المشرع الجزائري بإدراج هذه الصورة المتمثلة في التأمين على المسؤولية‪.‬‬
‫إن مجال التأمين على المسؤولية يبرز من خالل حصول تصادم أدى إلى هالك كلي للسفينة‬
‫وحمولتها ‪ ،‬وألحق أضرار بسفينة أخرى ‪ ،‬وعدم كفاية مبل التأمين لتعويض الخسائر الالحقة بالسفينة ‪،‬‬
‫وتعويض رجوع الغير المتضرر جراء هذا الحادث ‪ ،‬فالتأمين على المسؤولية في هذه الحالة هو الذي يلعب‬
‫دور كبير في تكمله الفارق بين ما لحق المؤمن له ‪ ،‬مالك السفينة أو مجهزها من ضرر وما عوض عنه‬
‫ًا‬
‫الغير المتضرر‪.‬‬
‫ويالحظ أيضا فقها وقضاء أن مالك السفينة هو المسؤول وحدة قبل الغير إذا كان عمل الربان متعلق‬
‫بالسفينة وتسفيرها بغض النضر عما إذا كان مالك السفينة هو مجهز السفينة أم مستأجرها حتى لو كان هذا‬
‫األخير من تولىاختيار الربان ورجال الطاقم وذلك ما نصت عليه المادة ‪ 706‬من القانون البحري الجزائري‪.4‬‬
‫وما يمكن مالحظة أن هذا النوع من التأمين يعتبر تأمينا خاصا ال يوجد في عقود التأمين األخرى عدا‬
‫التأمين البحري ألنه انتقل من تأمين األشياء إلى تأمين المسؤولية‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬التأمين على أقساط التأمين‪:‬‬
‫ويعتبر التأمين على أقساط التأمين ديون في ذمة المؤمن له وجب عليهتسديدها‪ .‬كما أنه يجوز‬
‫التأمين على أقساط التأمين في بعض التشريعات ‪ ،‬ولكن قد يقال بأن قسط التأمين ال يتعرض في الحقيقة‬
‫للخطر ‪ ،‬ألنه مستحق الدفع سواء تحقق الخطر أو لم يتحقق ‪ ،‬ولكن في المقابل هذا القسط عرضة لمخاطر‬
‫البحر ‪ ،‬يلتزم المؤمن له بدفعه حتى في حالة تحقق الخطر ‪ ،‬فلو فرض أن مجه از أمن على سفينة بمبل‬
‫مليون دوالر مقابل قسط قدره ‪ %70‬فإنه يدفع مائة ألف دوالر قسطا للتأمين ‪ ،‬واذا تحقق الخطر فإنه يقبض‬

‫المادة ‪ 749‬من األمر ‪ 07-29‬من قانون التأمينات‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫المواد ‪ .748. 746.747‬ففي التأمين على مسؤولية مجهز السفينة أو مالكها لكي تضمن حماية كبيرة للشاحنين وبضائعهم ألن‬ ‫‪2‬‬

‫مسؤولية الناقل البحري مذكورة في معظم قوانين الدول والقانون الدولي‪.‬‬


‫مصطفى كمال طه ‪ .‬وائل أنور بندق‪ .‬مرجع سابق ‪.‬ص‪.72‬‬ ‫‪3‬‬

‫محمود شحماط‪ .‬مرجع سابق ‪ .‬ص‪.799‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪00‬‬
‫الفصل األول‪...............................................................................:‬نطاق عقد التأمين البحري‬

‫مليون دوالر ‪ ،‬ولكن ما يحصل عليه في الحقيقة بعد خصم قسط التأمين يكون ‪ 20‬ألف دوالر ‪ ،‬وبالتالي‬
‫تلحقه خسارة قدرها ‪ 70‬أالف دوالر ‪،‬ولذلك أجيز للمستأمن أن يؤمن على قسط التأمين ‪ ،‬واذا تابع المستأمن‬
‫‪1‬‬
‫التأمين على األقساط فقد يحصل على تعويض كامل عن الضرر تقريبا‪.‬‬
‫وكذلك فالتأمين على قسط التأمين كثير الفائدة بالنسبة ألخطار الحرب الرتفاع أقساط التأمين عنها‪.2‬‬
‫ثانيا ‪ :‬التأمين على تعويض التأمين (إعادة التأمين)‬
‫يتمثل إعادة التأمين في التأمين الذي يعقده المؤمن على تعويض التأمين الذي يتعهد بدفعه المؤمن‬
‫له عن تحقق الخطر ‪ُّ ،‬‬
‫ويعد إعادة التأمين البحري تأمين بحريا ألن التعويض قيمة ال تنشأ إال عند تحقق‬
‫الخطر البحري‪.3‬‬
‫لقد كانت الدولة تحتكر قطاع التأمين قبل وبعد االستقالل رغم وجود قوانين جديدة إال أن هذا‬
‫االحتكار لم ينتهي إال بظهور القانوني ‪ 07-29‬المعدل باألمر ‪ 06-04‬المتعلق بالتأمينات حيث فتحت‬
‫المجاالت أمام الشركات الجزائرية بسبب التطور وظهور المنافسة في هذا المجال والتشجيع على االستثمار ‪،‬‬
‫فكانتالسيطرةللدولة بواسطة شركات عمومية تتمثل في الشركة الوطنية للتأمين (‪ )SAA‬وللشركة الجزائرية‬
‫لتأمين النقل (‪ ،)CAAT‬والشركة الجزائرية للتأمين واعادة التأمين (‪ ،)CAAR‬وبعدميالد األمرين السابقين‬
‫الذكر ‪ ،‬األمر ‪ 07-29‬واألمر‪ 04-06‬المتعلق بالتأمينات ألزما شركات التأمين على التنازل اإلجباري على‬
‫األخطار إلعادة التأمين ‪.4‬‬
‫حيث أن التعديل الجديد في سنة ‪ 9070‬حدد المعدل األدنى للتنازل اإلجباري عن األخطار التي‬
‫‪5‬‬
‫يعاد تأمينها ب‪ ،%90:‬لفائدة الشركة المركزية إلعادة التأمين‪.‬‬
‫قبل صدور التعديل الجديد المتعلق بالتأمينات سنة ‪ 9070‬كان التنازل يتم لفائدة شركة أو عدة‬
‫شركات مؤهلة قانونا دون تحديد شركة معينة ‪ ،‬وكانت نسبة التنازل الدنيا عن األخطار التي يعاد تأمينها‬
‫تحدد بـ‪ %70‬بالنسبة ألخطار النقل المتعلقة بهياكل السفن ‪ ،‬و‪ %9‬فيما يتعلق بأخطار نقل البضائع‬
‫البحرية‪.6‬‬

‫مصطفى كمال طه ‪.‬وائل أنوربندق‪ .‬مرجع سابق‪.‬ص‪.89‬‬ ‫‪1‬‬

‫مصطفى كمال طه ‪ .‬وائل أنور بندق‪ .‬مرجع نفسه‪.‬ص‪.89‬‬ ‫‪2‬‬

‫محمد فريد لعريني ‪ .‬هاني دويدار ‪ .‬مرجع سابق‪.‬ص‪.670‬‬ ‫‪3‬‬

‫المادة ‪ 99‬من األمر ‪ 04-06‬المتعلق بالتأمينات عدلت المادة ‪ 908‬من القانون ‪ 07-29‬المتعلق بالتأمينات‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫المادتان ‪ 0‬و ‪ 4‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 402-29‬المؤرخ في ‪2‬ديسمبر ‪ ،7229‬المتعلق بالتنازل اإللزامي في مجال التأمين‪ ،‬الصادر عن‬ ‫‪5‬‬

‫الجريدة الرسمية المؤرخة في ‪70‬ديسمبر ‪ .7229‬العدد ‪ 76‬والمتممة بالمادتين ‪ 00 .09‬من المرسوم التنفيذي ‪ 907-70‬المؤرخ في ‪2‬‬
‫سبتمبر ‪ ،9070‬الصادر في الجريدة الرسمية المؤرخة في ‪ 79‬سبتمبر ‪ ،9070‬العدد ‪.90‬‬
‫تكاري هيفاء رشيدة ‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.76‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪07‬‬
‫الفصل األول‪...............................................................................:‬نطاق عقد التأمين البحري‬

‫والمالحظ أن إعادة التأمين قد يرد على عقد تأمين منفرد‪ ،‬أو يأخذ صورة اتفاق‪،‬بالنسبة للصورة‬
‫األولى فالمؤمن الذي قام بالتأمين على شيء معين يسعى إلى التأمين على التعويض اإلجمالي الذي تعهد به‬
‫في حالة الهالك أو التلف ‪ ،‬وهذا النوع قد زال في العمل ‪ ،‬أما الصورة الثانية تتمثل في صورة اتفاق عام‬
‫لتغطية جميع المخاطر التي يتحملها المؤمن يعني أنه يطبق آلية لمدة معينة على مجموعة من عقود التأمين‬
‫التي يبرمجها المؤمن المباشر فهي الصورة المستعملة اليوم‪.1‬‬
‫نظر الستقالل عقد‬
‫وجديربالذكر أنه ليست هناك عالقة قانونية بين المستأمن األصلي ومعيد التأمين ًا‬
‫التأمين األصلي عند عقد إعادة التأمين ‪ ،‬وبالتالي فإن المؤمن يضل مسؤوال وحده اتجاه المستأمن األصلي ‪،‬‬
‫وال يجوز للمستأمن األصلي الرجوع مباشرة على معيد التأمين بمبل التعويض ‪ ،‬وكل ماله هو أن يطالب‬
‫بتعويض إعادة التأمين باسم مدينه المؤمن المباشر عن طريق الدعوى غير المباشرةفإذا حصل عليه دخل‬
‫هذا التعويض‪ ،‬على انه يجوز االتفاق في عقد التأمين األصلي على تنازل المؤمن المباشر عن تعويض‬
‫إعادة التأمين للمستأمن ‪ ،‬ويجوز له أيضا االتفاق في عقد إعادة التأمين على أن ينيب المؤمن المباشر معيد‬
‫التأمين في استفاء أقساط التأمين بشرط أن يدفع التعويض للمستأمن مباشرة في حالة استحقاقه‪ ،2‬فيما يتعلق‬
‫باإلنابة أنظر في ذلك القانون المدني الجزائري ‪،‬وحتى تكتمل الصورة حول موضوع‬

‫مصطفى كمال طه ‪ .‬وائل أنور بندق ‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص (‪.)067‬‬ ‫‪1‬‬

‫مصطفى كمال طه ‪ .‬وائل أنور بندق ‪ .‬مرجع نفسه ‪.‬ص( ‪.)78 .77‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪09‬‬
‫الفصل األول‪...............................................................................:‬نطاق عقد التأمين البحري‬

‫التأمين البحري تم تبيانه في شكل مخطط مختصريمثله الشكل ‪-9-‬‬

‫موضوع التأمين البحري‬

‫التأمين على البضائع‬ ‫التأمين على السفينة‬


‫الصور األخرى للتأمين‬

‫التأمين بوثيقة عائمة‬ ‫التأمين بوثيقة عادية‬ ‫التأمين لمدة زمنية محددة‬ ‫التأمين لرحلة واحدة‬

‫التأمين على التعويض‬ ‫التأمين على المسؤولية‬ ‫التأمين على أقساط التأمين‬
‫(إعادة التأمين)‬

‫الشكل ‪ :2‬األموال المؤمن عليها‪.‬‬


‫المطلب الثاني ‪ :‬تقييم األشياء المؤمن عيها‬
‫لقد ذكر سابقا أن التأمين البحري عقد تعويضهدفه جبر الضرر عن طريق تعويض المؤمن له عن‬
‫الخسارة التي يتكبدها من جراء تحقق الخطر المؤمن منه دون أن يحقق هذا األخير أي كسب من وراء‬
‫التأمين ‪ ،‬وهذا ال يتحقق إال إذا كان التعويض معادال للضرر الذي لحق المؤمن له وال يجاوز القيمة الحقيقية‬
‫للشيء المؤمن عليه سفينة كانت أو بضائع‪.1‬‬
‫لدى قسم هذا المطلب في ثالثة فروع عمد التكلم في األولعن تقييم السفينة والبضائع‪ ،‬ثم الفرع الثاني‬
‫العالقة بين مبل التأمين وقيمة الشيء المؤمن عليه‪ ،‬والفرع الثالث تم التكلم عن تعدد التأمينات‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تقييم السفينة والبضائع‬
‫لقد تبت القول بأن التأمين على األشياء ‪ ،‬ليس له هدف سوى وضع المؤمن له في المركز الذي كان‬
‫فيه قبل وقوع الحادث البحري ‪ ،‬وهو ما يدعو إلى تحديد قيمة الشيء المؤمن عليه‪ ،‬بالنسبة للسفينة تحدد‬
‫قيمتها بناء على السجالت التي يمسكها المجهز ‪ ،‬والتي تراقب من قبلخبراء قبل انطالق أي رحلة أما‬
‫البضائعباالعتماد على البيانات الواردة في الفات ارت وسند الشحن ‪ ،‬أو أي دليل كتابي متوفر لدى البائع‬
‫والمشتري ‪ ، 2‬لدى وجب التطرق إلى ما يلي ‪:‬‬

‫محمد بهجت عبد اهلل أمينقايد ‪ .‬مرجع سابق ‪ .‬ص‪.727‬‬ ‫‪1‬‬

‫جديدي معراج‪ .‬مرجع سابق ‪.‬ص‪.776‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪00‬‬
‫الفصل األول‪...............................................................................:‬نطاق عقد التأمين البحري‬

‫أوال‪ :‬تقييم السفينة‬


‫تحدد عادة قيمة السفينة وفقاالتفاق المؤمن والمؤمن له ‪،‬بما في ذلك جسم السفينة ولواحقها وكل‬
‫النفقات الالزمة لتجهيزها ما لم يكن باإلمكان إثبات أن بعض هذه النفقات يتعلق "بمصلحة‪ ، "1‬مستقلة عن‬
‫مصلحة ملكية لسفينة‪.2‬‬
‫وهذه القيمة هي أيضا القيمة المقبولة التي يمكن أن يقدمها المؤمن له للمؤمن في وثيقة التأمين ‪،‬‬
‫فيقبلها المؤمن مع حقه دائما في إثبات هذه القيمة المقبولة بأنهاتفوق القيمة الحقيقية للسفينة المؤمن عليها ‪،‬‬
‫حتى ولو قبل المؤمن تقدير المؤمن له في وثيقة التأمين ‪ ،‬كما تجدر اإلشارة إلى تعاقب الحوادث البحرية‬
‫على السفينة أتناء سريان عقد التأمين فيلزم المؤمن بتعويض المؤمن له بما ال يجاوز قيمة مبل التأمين عن‬
‫كل الحوادث التي تحدث أثناء مدة العقد ‪ ،‬وهذا ما جاءت به المادة ‪ 709‬من قانون التأمينات الجزائري‬
‫(األمر ‪ )07-29‬يتمثل مضمونها في أن يكون هناك تطابق بين القيمتين الحقيقية للشراء المؤمن عليه‬
‫والقيمة القابلة للتأمين‪ ،‬باإلضافة إلى النفقات والفائدة المرجوة لكن هذه القيمة ال تطبق إذا اتفقا المؤمن‬
‫والمؤمن له على قيمة معتمدة في العقد ‪ ،‬مع ترك أي تقيم آخر‪.3‬‬
‫ثانيا ‪ :‬تقييم البضائع‬
‫إن تقدير البضاعة بحسب السعر الجاري في وقت الشحن ومحله مع جمع الرسوم المدفوعة لحين‬
‫نقلها إلى السفينة واألجرة المكتسبة مهما كان الطارئ وقسط التأمين والربح المأمول عند االقتضاء ‪ ،‬حيث‬
‫تثبت قيمة البضائع وفقالتمن شراء البضائع بالفواتير والدفاتر ومع ذلك إذا كان شراء البضاعة يرجع إلى‬
‫تاريخ سابق على الشحن بوقت طويل فال يمكن االعتماد على ثمن الشراء ‪ ،‬وفي حالة انتفاء هذا اإلثبات‬
‫‪4‬‬
‫فيعتمد السعر الجاري للبضائع في يوم الشحن ومكانه‪.‬‬
‫حيث نصت بعض التشريعات العربية وحتى األجنبية أنـه‪ ،‬يجـب أال يزيـد مبلـ التـأمين علـى البضـائع‬
‫األعلى من المبال التالية‪:‬‬
‫‪ ‬ثمن شراء البضاعة في زمن ومكان الشحن أو سعرها الجاري في هـذا الزمـان والمكـان إذا كانـت غيـر‬
‫مشت ارت وتضاف مصروفات نقل البضاعة إلى ميناء الوصول‪ ،‬والربح المتوقع‪.‬‬

‫المصلحة هي عنصر من عناصر عقد التأمين ‪ ،‬وهي المنفعة المشروعة التيتعود على المؤمن له جراء تحقق الخطر المؤمن منه‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫فالتأمين بال مصلحة يصبح عقد فارغا (غير مشروع)‪.‬‬


‫عبد القادر لعطير‪ .‬باسم محمد ملحم ‪ .‬مرجع سابق‪.‬ص‪.996-999‬‬ ‫‪2‬‬

‫المادة ‪ 706‬من ألمر ‪ 07-29‬المتعلق بالتأمينات ‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫مصطفى كمال طه ‪ .‬وائل أنور بندق ‪ .‬مرجع سابق ‪ .‬ص‪.84‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪04‬‬
‫الفصل األول‪...............................................................................:‬نطاق عقد التأمين البحري‬

‫‪ ‬قيمــة البضــاعة فــي زمــان ومكــان الوصــول أو فــي التــاريخ الــذي كــان يجــب أن تصــل فيــه فــي حالــة‬
‫هالكها‪.‬‬
‫‪ ‬ثمــن بيــع البضــاعة إذا باعهــا المســتأمن مضــافا إليهــا المبــال األخــرى التــي قــد يتفــق عليهــا فــي عقــد‬
‫البيع‪.1‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬العالقة بين مبلغ التأمين وقيمة الشيء المؤمن عليه‬
‫سيعرض في هذا الفرع العالقة بين مبل التأمين وقيمة الشيء المؤمن عليـه حيـث أنـه إمـا يتسـاوىمبل‬
‫التأمين مع قيمة الشيء‪ ،‬أو تقل قيمة الشيء عن مبل التأمين واما تزيد قيمة الشيء عن المبل ‪.‬‬
‫أوال‪ :‬مبلغ الـتأمين يساوي قيمة الشيء المؤمن عليه‬
‫عندما يكون مبل التأمين يسـاوي قيمـة الشـيء فـال صـعوبة فـي األمـر‪ ،‬ويتحـدد القسـط فـي هـذه الحالـة‬
‫على هذا الشكل‪ 2.‬فإذا حدت الخطر المؤمن منه وسـبب ض ا‬
‫ـرر كليـا للشـيء المـؤمن عليـه‪ ،‬التـزم المـؤمن بـدفع‬
‫مبلـ التــأمين المتفــق عليــه وهــو مـا نصــت عليــه المــادة الســابق ذكرهـا(‪ ،)706‬الــذي يســاوي قيمــة الشــيء محــل‬
‫التــأمين‪ .‬أمــا إذا كــان الضــرر جزئيــا التــزم المــؤمن بتعــويض المــؤمن لــه عــن هــذا الضــرر بمــا ال يتجــاوز مبلـ‬
‫التــأمين‪ ،‬ذلــك أن أداء الم ـؤمن يجــب أال يزيــد علــى المبل ـ المــؤمن بــه فــي حــدود الضــرر الــذي لحــق الشــيء‬
‫المؤمن عليه بعد عقد التـأمين وهـو عقـد تعـويض بـالرغم مـن كـل اتفـاق مخـالف‪ ،‬وال يجـوز أن يكـون الشـخص‬
‫بعــد الحــادث فــي حالــة ماليــة أحســن منهــا قبــل وقــوع الحــادث‪ ،‬وهــذه القيمــة للشــيء محــل التــأمين يتفــق عليهــا‬
‫المــؤمن والمــؤمن لــه فــإذا تع ـذر تحديــد قيمــة الشــيء محــل التــأمين بالضــبط فــإن المــؤمن لــه يتقــدم بتقــدير لهــذه‬
‫القيمــة يقبلهــا المــؤمن وتســمى هــذه القيمــة المقــدرة القيمــة المقبولــة‪ ،‬ويفتــرض أن تكــون تســاوي القيمــة الحقيقيــة‬
‫للشيء‪ ،‬ومن تم يلتزم المؤمن بالتعويض على هذا األساس إال إذا أقام الدليل على عكس ذلك كمبدأ عام ‪.3‬‬
‫وتشمل القيمة المقبولة المتفق عليهـا هيكـل السـفينة واألجهـزة المحركـة لهـا وكـل لواحقهـا وتوابعهـا التـي‬
‫يملكهــا المــؤمن لــه‪ ،‬وكــذا تموينهــا‪ ،‬وكــل األشــياء الموضــوعة خارجهــا وذلــك مــا نصــت عليــه المــادة ‪ 798‬مــن‬
‫األمر ‪ 07-29‬المتعلق بالتأمينات‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬التأمين على الشيء بأكثر من قيمته‬
‫أحيانــا يلجــأ المــؤمن لــه إلــى المبالغــة فــي تقــدير قيمــة الشــيء المــؤمن عليــه‪ ،‬ويســمى التــأمين فــي هــذه‬
‫الحالة بالتأمين المغالى به وفي مثل هذه الحالة ينظر إلى نية المؤمن له فإذا كان‪:‬‬

‫مصطفى كمال طه ‪ .‬وائل أنور بندق ‪ .‬مرجع سابق ‪ .‬ص ‪.84‬‬ ‫‪1‬‬

‫المادة ‪ 706‬من األمر ‪ 07-29‬المتعلق بالتأمينات ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫عبد القادر لعطير‪ .‬باسم محمد ملحم ‪ .‬مرجع سابق ‪.‬ص‪.996‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪09‬‬
‫الفصل األول‪...............................................................................:‬نطاق عقد التأمين البحري‬

‫‪ ‬حسن النية‪ 1:‬حيث يقدر المؤمن لـه أو نائبـه الشـيء بـأكثر مـن قيمتـه الحقيقـة عـن حسـن نيـة أو خطـأ‬
‫أو احتمال‪ ،‬فإن العقد يبقى صحيحا في حدود القيمة الفعليـة للشـيء المـؤمن عليـه‪ ،2‬ويبطـل فيمـا يزيـد‬
‫ع ــن ذل ــك‪ ،‬أي يخف ــض قس ــط الت ــأمين من ــذ اكتش ــاف المغ ــاالة بتق ــدير قيم ــة الش ــيء م ــع ح ــق الم ــؤمن‬
‫بــالتعويض إذا كــان لــذلك مقتضــى‪ ،‬وهــذا الوضــع يطبــق فيمــا إذا تــم اكتشــاف المغــاالة أتنــاء س ـريان‬
‫العقد‪.3‬‬
‫في حين إذا اكتشـفت المغـاالة بعـد وقـوع الحـادث فـال يـدفع للمـؤمن إال القيمـة الحقيقيـة للشـيء المـؤمن‬
‫عليه مع احتفاظه باألقساط التي دفعت سلفا دون تخفيض‪ ،‬وال يعد المؤمن ثريا بال سـبب فـي هـذه الحالـة ألن‬
‫الخطأ جاء من المسؤول بسبب مغاالته كما أن سبب الزيادة هو عقـد التـأمين‪ ،‬بـل إن للمـؤمن مطالبـة المـؤمن‬
‫له بالتعويض إذا كان لذلك مقتضى‪.4‬‬
‫‪ ‬سيء النية‪ :‬أما إذا كان المؤمن له أو نائبه سيء النية في تقدير قيمة الشيء المؤمن عليه بأكثر مـن‬
‫قيمته الحقيقية وتبت الغش الذي يقوم به المستأمن‪ 5‬فإذا اكتشف المؤمن الغش فـي التصـريح المغلـوط‬
‫للمؤمن له عن سوء نية يؤدي إلى سقوط التأمين‪.6‬‬
‫ثالثا‪ :‬التأمين على الشيء بأقل من قيمته‬
‫فــي هــذه الحالــة يكــون مبل ـ التــأمين أقــل مــن القيمــة الحقيقيــة للشــيء المــؤمن عليــه وقــد حــدد المشــرع‬
‫الجزائري حاالته في نص المادة ‪ 709‬الفقرة (‪ )9‬حيث نص‪ ...." :‬إذا اتضح أن المبل المؤمن عليه أقل مـن‬
‫القيمة الحقيقية للشيء‪.‬‬
‫حسب مفهوم هذه المادة‪ ،‬ال يلزم المؤمن بالدفع إال في‪:‬‬
‫‪ ‬حالة الخسارة الكاملة‪ :‬يدفع مبل يساوي القيمة المؤمن عليها‬
‫‪ ‬حالة الخسارة الجزئية‪ :‬يحدد مبل التعويض بنسبة القيمة المؤمن عليها منسوبة إلى القيمة الحقيقية‪."7‬‬
‫من خالل نص المـادة أسـاس قاعـدة النسـبية أنـه فـي حالـة التـأمين علـى الشـيء بأقـل مـن قيمتـه يعتبـر‬
‫المــؤمن لــه مؤمنــا لنفســه بــالفرق‪ ،‬ويكــون الحــل كمــا لــو أنــه هنــاك مؤمنــان لــنفس الشــيء يلتــزم كــل منهمــا علــى‬

‫المادة ‪ 798‬من األمر ‪ 07-29‬المتعلق بالتأمينات‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫الفقرة األولى من المادة ‪ 709‬من األمر ‪ 07-29‬المتعلق بالتأمينات‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫عبد القادر لعطير‪ .‬باسم محمد ملحم ‪ .‬مرجع سابق ‪.‬ص‪.997‬‬ ‫‪3‬‬

‫عبد القادر لعطير‪ .‬باسم محمد ملحم ‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص ‪.997‬‬ ‫‪4‬‬

‫المادة ‪ 770‬من األمر ‪ 07-29‬المتعلق بالتأمينات‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫المادة ‪ 770‬من األمر ‪ 07-29‬المتعلق بالتأمينات‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫المادة ‪ 709‬فقرة (‪ )9‬من األمر ‪ 07-29‬المتعلق بالتأمينات‪.‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪06‬‬
‫الفصل األول‪...............................................................................:‬نطاق عقد التأمين البحري‬

‫ســحب المبلـ الــذي أمنــه‪ ،‬وقاعــدة النســبة ال تتعلــق بالنظــام العــام لــذلك يجــوز فــي العقــد بشــرط صـريح االتفــاق‬
‫على أنه يحق للمستأمن أن يحصل على التعويض الكامل يجاوز الضرر مبل التأمين‪.1‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬تعدد التأمينات‬
‫"التأمين عقد تعويض يضمن للمستأمن جبر ما يلحقه من ضرر فحسب‪ ،‬ولكن يمنع أن يكـون وسـيلة‬
‫لإلثـراء وتحقيــق الـربح‪ ،‬وبالتــالي فهــذا المبــدأ يحضـر التــأمين علــى الشـيء الواحــد بمقتضــى عقــود متعــددة لــدى‬
‫مؤمنين متعددينضد نفس األخطار بحيث يزيد مجموع المبال المؤمن بها على قيمة الشيء المؤمن عليه‪".2‬‬
‫أوال‪ :‬التعدد المشروع‬
‫هنــا يجــوز للشــخص أن يبــرم عقــود التــأمين متعــددة علــى شـراء واحــد بشــرط أال يجنــي مــن هــذه العقــود‬
‫‪3‬‬
‫المتعددة نفعا يفوق الضرر الالحق به ويكون حسن النية دون غش وأن يعلم المؤمن بذلك‪.‬‬
‫ويكون األمر كذلك في أربع حاالت‪:‬‬
‫‪ -7‬عنــدما يكــون كــل تــأمين ال يغطــي إال جــزءا مــن قيمــة الشــيء المــؤمن عليــه وهــذا مــا يســمى بالتــأمين‬
‫الجزئي وحينئذ توجد عدة تأمينات جزئية وال يوجد تأمين متعدد وهذا ما يحصل عادة في التأمين على‬
‫النفس نظ ار الرتفاع قيمتها‪.‬‬
‫‪ -9‬إذا كان كل تأمين يغطي الشيء المـؤمن عليـه بكامـل قيمتـه ولكـن يغطيهـا ضـد أخطـار مختلفـة وكـان‬
‫يؤمن على الشيء ضد أخطار البحر العادية لدى مؤمن ويؤمن عليه ضد أخطار الحرب لـدى مـؤمن‬
‫آخر فال يوجد متعدد في هذه الحالة‪.‬‬
‫‪ -0‬إذا كـان كـل تــأمين يهـدف إلـى تحقيــق مصـلحة مختلفـة كــأن يعقـد تأمينـان أحــدهما مـن المالـك واآلخــر‬
‫من الدائن المرتهن‪.‬‬
‫‪ -4‬إذا كــان أحــد التأمينــات ال ينــتج أث ـره إال عنــد انتهــاء أث ـر التــأمين اآلخــر كــأن يبــرم عقــد التــأمين علــى‬
‫‪4‬‬
‫البضائع وهي على الرصيف إذا كان التأمين بحري ال ينطبق في هذه الحالة‪.‬‬

‫مصطفى كمال طه ‪ .‬وائل أنور بندق‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪.27-20‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬مصطفى كمال طه‪ .‬وائل أنور بندق‪ .‬مرجع نفسه‪ .‬ص‪.29‬‬


‫المادة ‪ 707‬من األمر ‪ 07-29‬المتعلق بالتأمينات ‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪4‬مصطفى كمال طه ‪ .‬وائل أنور بندق‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.78‬‬

‫‪07‬‬
‫الفصل األول‪...............................................................................:‬نطاق عقد التأمين البحري‬

‫ثانيا‪ :‬حاالت التأمين المتعدد‬


‫لقد أغفل المشرع الجزائري هذه الحاالت بشكل واضح رغم أهمية وهي‪:‬‬
‫‪ -7‬إذا كان الشيء الواحـد مؤمنـا عليـه بكامـل قيمتـه لـدى مـؤمنين مختلفـين لضـمان خطـر واحـد وهـذه فـي‬
‫حالة التأمين المزدوج(‪.(double assurance.‬‬
‫‪ -9‬أن يــؤمن علــى شــيئين مختلفــين ولكــن توجــد بينهمــا رابطــة بحيــث ينطــوي التــأمين جزئيــا علــى تــأمين‬
‫متعدد‪ ،‬فال يستطيع الشاحن مثال أن يؤمن على البضائع بقيمتها في ميناء الوصول‪ ،‬ويؤمن في نفس‬
‫الوقت على الربح المتوقع من هذه البضائع‪.1‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن الشيء محل التـأمين يمكـن أن يـؤمن عليـه بمبلـ يزيـد علـى قيمتـه إذا تـم ذلـك‬
‫ال لمصلحة المؤمن له فقط بل لمصالح أخرى وفي مثل هذه الحالة ال تنطبق قاعدة التعويض النسبية‪ ،‬فمثال‬
‫قــد يقــوم المســتورد بتــأمين بضــاعته بمبلـ يعــادل قيمتهــا تــم يــؤمن الناقــل عليهــا أيضــا لمواجهــة مســؤوليتهاتجاه‬
‫صاحب البضاعة‪ ،‬فإذا هلكت البضاعة رجع صاحبها إلى المؤمن الـذي أمـن عليهـا لصـالحه وبعـد ذلـك يرجـع‬
‫المؤمن هذا إلى المؤمن الذي أمن عليها لصالح الناقل بدعوى الحلول‪.2‬‬
‫ثالثا‪ :‬آثار التأمين المتعدد‬
‫عنــد تعــدد التأمينــات علــى الشــيء الواحــد ضــد نفــس األخطــار حيــث يزيــد مجمــوع مبلـ التــأمين علــى‬
‫قيمة الشيء المؤمن عليه‪ ،‬فالسؤال المطروح‪ :‬ما هو حكم هذا التأمين؟‪.‬‬
‫فرغم البحث في كتب القانون والتشريعات العربية إال أنه مازال هناك بعض الغموض واللـبس فـي هـذا‬
‫المجال‪ ،‬لكن يجب التفرقة فيها إذا كان المؤمن له حسن النية أو سيء النية‪.‬‬
‫‪-1‬إذا كان المستأمن سيء النية‪:‬‬
‫فهنا يعقد المستأمن تأمينات مختلفة علـى الشـيء الواحـد بقصـد الحصـول وقـت الحـادث علـى تعـويض‬
‫يجاوز قيمة الشيء المؤمن عليه‪ ،‬يكون كل عقـد مـن العقـود المتعـددة قـابال لإلبطـال بنـاء علـى طلـب المـؤمن‪،‬‬
‫وللمحكمة عند الحكم بإبطال العقد أن تقضي بالتعويضات المناسبة لمن يسـتحقها بمـا ال يجـاوز القسـط الكلـي‬
‫للتــأمين‪ ،‬والواقــع أن أســاس الــبطالن ‪3‬فــي هــذه الحالــة هــو عــدم مشــروعية الســبب‪ ،‬لــدى كــان أصــال أن يكــون‬
‫الج ـزاء هــو الــبطالن المطلــق‪ ،‬لكــن المشــرع المصــري واللبنــاني اقتص ـ ار علــى تقريــر الــبطالن النســبي لمصــلحة‬
‫المؤمن ردا على المستأمن سيء النية ورغبة من هذه التشريعات في تعويض المؤمن تعويضـا كـامال بإعطائـه‬

‫مصطفى كمال طه‪ .‬وائل أنور بندق‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.72‬‬ ‫‪1‬‬

‫عبد القادر لعطير‪ .‬باسم محمد ملحم ‪ .‬مرجع سابق ‪.‬ص‪.992‬‬ ‫‪2‬‬

‫المادة ‪ 9‬من القانون ‪ 04-06‬المتعلق بالتأمينات الجديد ‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪08‬‬
‫الفصل األول‪...............................................................................:‬نطاق عقد التأمين البحري‬

‫الحق فـي القسـط الكلـي للتـأمين‪ ،‬ومـن تـم يجـب اعتبـار الحـق فـي القسـط تعـويض ج ازفـي للمـؤمن ولـيس قسـطا‬
‫بمعنى الكلمة‪ ،‬ألن االلتزام بدفع القسط يصبح بال سبب ألنه ال يقابله أي التزام على عاتق المؤمن‪.1‬‬
‫‪-2‬حالة حسن نية المستأمن‪:‬‬
‫عندما تتعدد التأمينات على الشيء الواحد ويكون المستأمن حسن النية كأن يؤمن علـى البضـاعة‪ ،‬تـم‬
‫يؤمن الوكيـل أو النائـب علـى نفـس البضـاعة لكـن جـاهال علـم موكلـه بـذلك والتـأمين الـذي عقـده هـذا األخيـر‪،2‬‬
‫فمثال يقوم المشتري بالتأمين علـى البضـاعة ويقـوم البـائع بالتـأمين عليهـا رغـم عـدم الت ازمـه بـذلك‪ ،‬فهنـا التـأمين‬
‫صــحيح أو غيــر صــحيح‪ ،‬فــبعض التش ـريعات تأخــذ بقاعــدة ترتيــب ت ـواريخ التعاقــد بحيــث يكــون التــأمين األول‬
‫وحده صحيحا‪ ،‬أما التأمينات الالحقة فتقع باطلة‪ ،‬هذا إذا كان التأمين األول يشمل جميع قيمة الشيء المؤمن‬
‫عليه أما إذا كان التأمين األول ال يشمل جميع هـذه القيمـة‪ ،‬فإنـه يؤخـذ بالتأمينـات الالحقـة الواحـد تلـوى اآلخـر‬
‫حتى تستوفي قيمة الشيء المؤمن عليه جميعها ‪ ،3‬وهذا ما أخذ به المشرع المصري‪ ،‬أما المشـرع الج ازئـري لـم‬
‫يشير إلى هذه النقطة ‪.‬‬
‫هنا الحل منطقي‪ ،‬إذ أن التأمين األول غطى القيمة القابلة للتأمين وبالتالي التأمين الالحق يصبح بال‬
‫محل انتفاء المصلحة فيلحقه البطالن‪.‬‬

‫‪1‬مصطفى كمال طه ‪ .‬وائل أنور بندق ‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص ‪.24-20‬‬


‫‪2‬الفقرة ‪ 98‬من نص المادة ‪ 707‬من األمر ‪ 07-29‬المتعلق بالتأمينات ‪.‬‬
‫‪3‬مصطفى كمال طه‪ .‬وائل أنور بندق ‪ .‬مرجع سابق‪.‬ص ‪.24‬‬

‫‪02‬‬
‫الفصل األول‪...............................................................................:‬نطاق عقد التأمين البحري‬

‫خالصة‬
‫في نهاية الفصل الذي عنوانه نطاق عقد التأمين البحري‪ ،‬ال يسع إال أن ينوه على أن أهم القطاعات‬
‫الحساسة اليوم في عالم المال و األعمال و الخدمات على مستوى العالم الحديث قطاع التأمين و‬
‫بالخصوص التأمين البحري ’ الذي بات من الضروري إعطائه األولوية القصوى ’كونه محرك النشاط‬
‫االقتصادي ’وبالتالي أصبحت مسألة تنمية هدا العقد بجميع المسائل التكنولوجية و المعلوماتية أمر ضروري‬
‫البد منه ’ و هدا ما لحظ خالل السنوات األخيرة و ذلك حيال التسابق التكنولوجي و المنافسة الحادة من‬
‫شركات التأمين ‪ ،‬لدلك سعى المشرع الجزائري ‪ ’ 1‬وباقي التشريعات األجنبية و العربية في مسايرة عصر‬
‫المنافسة البحرية‪ .‬و من جملة النتائج المتواصل إليها هي ‪:‬‬
‫متميز عن غيره من أنواع التأمين و ذلك لخصوصيته وتميز األحكام المرتبطة بالبيئة‬
‫ا‬ ‫‪ ‬التأمين البحري‬
‫البحرية‪.‬‬
‫‪ ‬أنه عقد رضائي ال يحتاج إلى شكل معين النعقاده‪ ،‬فرغم أهمية التعويض لم يشترط المشرع الكتابة‬
‫النعقاده بل إلثباته‪.‬‬
‫‪ ‬الطبيعة القانونية المميزة للتأمين البحري المتمثلة في تجاريته ‪ ،‬فهو عمل تجاري بحسب الموضوع‬
‫(يتم في شكل مقاولة )’و عمل تجاري بحسب الشكل ’يتم في شكل شركة مساهمة هدا بالنسبة إلى‬
‫المؤمن’ أما بالنسبة للمؤمن له فقد يكون تجاري أو مدنيفبالنسبة لألول أي عمل تجاري سواء كان‬
‫تاج ار أو صاحب مقاولة فهنا عمله تجاري تبعا لصفته ’أو عمل تجاري بحسب التبعية إذا كان‬
‫للتأمين ضرورة في استمرار تجارته‪.‬‬
‫أما إدا كان عمل مدني كأن يكون مؤمن على البضاعة لنقلها عن طريق البحر فهو عمل مدني ‪.‬‬
‫‪ ‬التأمين البحري عقد تعويض يهدف إلى تعويض الضرر الذي يلحق بالمستأمن من جراء تحقق‬
‫الخطر البحري ’ ال أن يهيئ له سبيل اإلثراء و الكسب‪.‬‬
‫من بين العناصر األساسية لعقد التأمين البحري القيمة المؤمن عليها حيث أصبح يشمل التأمين على السفينة‬
‫و ما عليها من أمتعة و تجهيزات ‪،‬كما للمؤمن أن يؤمن على الربح المتوقع و هو قيمة البضاعة في ميناء‬
‫الوصول ‪ ،‬و التأمين على أجرة السفينة هو تأمين على دين له لدى الغير‪ ،‬كم يمكن التأمين على المسؤولية‬
‫المدنية الناتجة عن األضرار التي تلحقها السفينة أو البضائع بالغير ‪ ،‬و في األخير أصبحت القيمة المؤمن‬
‫عليها في التأمين البحري أكتر اتساعا ‪.‬‬

‫‪1‬األمر ‪ 07 – 29‬المتعلقبا لتأمينات‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫الفصــــــــــــــــل الثاني‬
‫الفصل الثاني‪................................................................................. :‬سريان عقد التأمين البحري‬

‫الفصل الثاني‬

‫سريان عقد التأمين البحري‬

‫إن تحديد األموال المؤمن عليها ال يكفي لتعيين محل عقد التأمين موضوعه‪.1‬‬

‫ألن عقد التأمين يضمن األموال المؤمن عليها من أخطار معينة ‪ ،‬ومن ثم ينبغي تحديد األخطار التي يسأل‬
‫عنها المؤمن‪ ،‬ووضعها في إطار قانوني معين من أخطار مغطاة أو مستثناة ‪ ،‬وال يسأل المؤمن عن‬
‫األخطار إال إذا تحققت في الزمان والمكان المتفق عليهما في العقد‪.‬‬

‫كما أن عقد التأمين البحري يرتب التزامات متقابلة في ذمةأطرافه ‪ ،‬المؤمن له والمؤمن ‪ ،‬فاألول يلتزم‬
‫بالدفع للمؤمن أقساطا ‪ ،‬شرط أن ال يتجاوز التعويض قيمة األشياء الهالكة ‪ ،‬والثاني يلتزم بتعويض المؤمن‬
‫له عن الضرر الالحق بسبب رحلة بحرية عن هالك حقيقي لقيمة ما‪.‬‬

‫لدى يمكن تناول دارسة هذه المحاور على ضوء التشريع الجزائري كما لزم األمر‪،‬واالستعانة ببعض‬
‫التشريعات للتوضيح ال غير‪ ،‬وعليه قسم هذا الفصل إلى مبحثين تناول في األول‪ ،‬األخطار للمؤمن عليها‪،‬‬
‫والمبحث الثاني االلتزامات المتقابلة لعقد التأمين البحري‪.‬‬

‫المبحث األول‬

‫الخطر كشرط لعقد التأمين البحري‬

‫إن المخاطر البحرية تحدد على أساس طبيعتها من جهة‪ ،‬وعلى أساس أسباب وقوعها من جهة‬
‫أخرى‪ ،‬ونجد أن المشرع الجزائري ميز في الحالة األولى بين المخاطر القابلة للضمان‪ ،‬والمخاطر المستبعدة‬
‫من الضمان‪.‬‬

‫أما تحديد المخاطر المؤمن ضدها وتلك المستبعدة من التأمين البحري (المستثناة )فيتم من خالل ما‬
‫نص عليه القانون أو االتفاق‪ 2،‬وهذا ما عمد التكلم عنه في المطلب األول بعنوان الخطر البحري‪.‬‬

‫‪1‬مصطفى كمال ‪ .‬وائل أنور بندق ‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص ‪.79‬‬


‫‪2‬محمود الكيالني‪ .‬مرجع سابق ‪.‬ص ‪.227‬‬

‫‪24‬‬
‫الفصل الثاني‪................................................................................. :‬سريان عقد التأمين البحري‬

‫أما المطلب الثاني تم التحدت عن زمان ومكان هذه األخطار ‪ ،‬فالمؤمن ال يسأل عن الخطر إال إذا تحقق‬
‫في الزمان والمكان الذي يغطيهما التأمين ‪ ،‬فإذا وقع الحادث خارج هذا النطاق ‪ ،‬كان المؤمن غير مسؤول‬
‫عنه ومن ثم يلزم تحديد الزمان والمكان اللذان يسري فيهما التأمين وكيف يتم إثباتهما ‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم الخطر البحري‬

‫إن لكلمة الخطر في التأمين البحري معنى واسع فهي تعني الحادث البحري الذي يحتمل وقوعه‬
‫للشيء المؤمن عليه ويترتب على ذلك إلحاق الضرر بالمستأمن ‪ ،‬كما يقصد بالخطر الضرر الذي يلحق‬
‫الشيء المؤمن عليه نتيجة وقوع حادث بحري ‪ ،1‬ومن ثم فإن دراسة مفهوم الخطر البحري يتطلب ثالثة فروع‬
‫ثم التكلم في الفرع األول عن تعريف الخطر ونطاق ضمانة في التشريع الجزائري‪ ،‬أماالفرع الثاني أنواع‬
‫األخطار التي يغطيها التأمين البحري ‪ ،‬وثم التحدث فيالفرع الثالث‪ :‬األخطار التي تخرج عن نطاق التأمين‬
‫البحري‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف الخطر البحري ونطاق ضمانة في التشريع الجزائري‬

‫ثم التكلم في هذا الفرع عن تعريف الخطر البحري ونطاق ضمانة في التشريع الجزائري‪:‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف الخطر البحري‬

‫حاول الفقه والقضاء تعريف الخطر البحري ‪،‬وانتهى القضاء إلى أن فكرة "أخطار البحر"‪2‬تنفر من‬
‫كل تعريف قانوني لها ‪.‬‬

‫أما الفقه فاكتفى بعضهم بالقول بأنه لم يظهر تعريف واف لهذه الفكرة حتى اآلن ‪ ،‬وقد عرف بأنه‪:‬‬
‫إما عن فعل الطبيعة أو عن فعل اإلنسان ‪ ،‬فال يشترط أن يكون البحر‬
‫"الحادث الذي يكون في البحر والناتج ًّ‬
‫هو سببه ‪ ،‬وبكفي بصفة عامة أن يكون البحر هو مكان الحادث‪ ، "3‬وذلك ما يفهم من خالل المادة ‪ 72‬من‬
‫قانون التأمينات األمر ‪ 79-79‬حيث نصت على ‪" :‬تطبق أحاكم هذا الباب على أي عقد تأمين يهدف إلى‬
‫ضمان األخطار المتعلقة بأية عملية نقل بحري ‪ ، "4‬ويفهم من نص المادة والتعريف السابق أن الخطر محل‬
‫التأمين البحري ال يشمل فقط الخطر الذي يحدث بسبب البحر بل كل ما يتعلق بعملية بحرية ‪ ،‬وأن يكون‬

‫‪1‬مصطفى كمال طه ‪ .‬وائل أنور بندق ‪ .‬مرجع سابق ‪.‬ص‪.79‬‬


‫طالب حسن موسى ‪ .‬مرجع سابق ‪.‬ص‪.277‬‬ ‫‪2‬‬

‫طالب حسن موسى‪.‬مرجع نفسه‪.277 .‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪4‬المادة ‪ 72‬من األمر ‪ 79-79‬المتعلق بالتأمينات‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫الفصل الثاني‪................................................................................. :‬سريان عقد التأمين البحري‬

‫البحر هو مكان الحادث ‪ ،‬باستثناء تلك المنصوص عليها في المادة ‪ 171‬من األمر ‪ 79-79‬المتعلق‬
‫بالتأمينات حيث حددها في ثالثة فئات الفئة األولى تتعلق باألضرار المادية التي تلحق بالسفينة أو البضاعة‬
‫المشحونة ‪ ،‬والفئة الثانية تتعلق بالخسائر العامة والتكاليف التي يقدمها المؤمن الستبعاد خطر وشيك أو‬
‫التقليل من آثاره ‪ ،‬أما الفئة الثالثة فتتعلق بجملة المصاريف التي ينفقها المؤمن له خالل الرحلة البحرية‬
‫‪2 1‬‬
‫نضير حماية األموال المؤمن عليها من وقوع المخاطر أو التقليل منها ‪.‬‬

‫كما عرف أيضا بأنه ‪ ":‬كل حادث بحري غير متوقع ينشأ بفعل البحر أو على سطح البحر ولو لم‬
‫يكن سببا في وقوعه‪."3‬‬

‫ثانيا ‪ :‬نطاق ضمان الخطر في التشريع الجزائري‬

‫لقد نص المشرع الجزائري في قانون التأمينات األمر ‪ 79-79‬من خالل نص المادة‪ ،171‬حيث‬
‫معا الناتجة عن‬
‫يغطي المؤمن األضرار المادية التي قد تصيب البضاعة المشحونة أو السفينة ‪ ،‬أو كليهما ً‬
‫الحوادث المباغتة أو "القوة القاهرة أو األخطار البحرية طبقا لشروط العقد المحددة‪ ، 4‬كما تشمل جميع‬
‫المخاطر التي تلحق بالمؤمن له الذي قد يكون مالك للسفينة أو مجهزها ‪ ،‬أو الشاحن للبضاعة ‪ ،‬وتشمل‬
‫أيضا الخسائر الناجمة عن تصادم السفينة بأخرى أو بأيجسم بحري أخر تابتا أو متحركا ‪ ،5‬ماعدا تلك‬
‫المتعلقة بخطأ المستأمن عن قصد أو المستثناة بنص صريح أو اتفاق بين الطرفين‪.6‬‬

‫كما يغطي المؤمن‪ :‬اإلسهام في الخسائر العامة والتكاليف المساعدة النقاد األموال المؤمن عليها إالّ إذا نجم‬
‫عنه خطر مستبعد في التأمين‪.‬‬

‫المصاريف الضرورية والمعقولة المنفقة قصد حماية األموال المؤمن عليها من خطر وشيك الوقوع أو‬
‫التخفيف من آثاره‪.‬يعنى بعبارة "البضائع المشحونة" "البضائع المنقولة‪."7‬‬

‫جديدي معراج ‪ .‬مرجع سابق ‪.‬ص‪.191‬‬ ‫‪1‬‬

‫المادة ‪ 171‬من قانون التأمينات‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪3‬محمد بهجت عبد اهلل أمين قايد ‪ .‬مرجع سابق ‪.‬ص‪.171‬‬


‫‪4‬الفقرة األولى من المادة ‪ 171‬من األمر ‪ 79-79‬المتعلق بالتأمينات‪.‬‬
‫‪5‬جديدي معراج‪ .‬مرجع سابق‪.‬ص‪.191‬‬
‫‪6‬تيكاري هيفاء رشيدة‪ .‬مرجع سابق‪.‬ص‪.191‬‬
‫‪7‬الفقرة ‪ 2‬من المادة ‪ 171‬من األمر ‪ 79-79‬المتعلق بالتأمينات ‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫الفصل الثاني‪................................................................................. :‬سريان عقد التأمين البحري‬

‫‪-1‬امتداد التأمين البحري إلى األخطار البرية‬

‫إذا كانت القاعدة العامة أن التأمين البحري ال يشمل إال األخطار التي تحل في البحر أثناء المالحة‬
‫البحرية دون األخطار البرية التي تقع على البر أو في الموانئ ‪ ،‬إال أنه يجوز بناء عل نص صريح في‬
‫وثيقة التأمين أن يمتد التأمين البحري إلى أخطار برية بشرط أن تكون تابعة للرحلة البحرية ‪ ،‬ويستند هذا‬
‫االمتداد إلى نظرية التبعية التي تقضي بأن الفرع يتبع األصلويأخذ حكمه‪ ،1‬أي أن الوحدة التجارية للعملية‬
‫البحرية تستلزم الوحدة القانونية هذا بالنسبة للبضائع ‪ ،‬أما التأمين على السفينة فيجوز االتفاق في وثيقة‬
‫التامين أن يضمن المؤمن األخطار التي تصيب السفينة أثناء وجودها في الميناء أو خالل اجتيازهانهر أو‬
‫قناة بقصد إصالحها ‪.2‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن ضمان المؤمن البحري إلى األخطار التي تلحق البضائع في البر أي قبل‬
‫الشحن وبعد التفريغ ‪،‬كأن تهلك البضائع بالحريق أو السرقة أو التلف أو األمطار أوالح اررة لكن بشرط خاص‬
‫يعرف باسم "شرط من المخزن إلى المخزن‪ ، " 3‬أو شرط " امتداد الضمان"‪.4‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬ضرورة الخطر‬

‫مما ال شك فيه أن عقد التأمين ال يقوم إال إذا كان ثمة خطر يتعرض له الشيء المؤمن عليه‪ ،‬وأن يكون‬
‫الشيء المؤمن عليه معرضا للخطر خالل الزمن الذي يسري فيه التأمين‪ ،‬كما أنه يجب أن ال يكون الخطر‬
‫المؤمن منه قد تحقق أو زال قبل إبرام عقد التأمين‪.5‬‬

‫أوال‪ :‬تعرض الشيء المؤمن عليه الخطر‬

‫ال يكفي لعقد التأمين أن يوجد الخطر في ذاته‪ ،‬بل يجب أن يكون الشيء المؤمن عليه معرضا لهذا الخطر‪،‬‬
‫ويحصل أحيانا أن يكون الشيء المؤمن عليه معرضا فعال للخطر وقت إبرام العقد‪ ،‬أما إذا لم يتعرض الشيء‬
‫المؤمن عليه للخطر كان التأمين باطال‪ ،‬ال يترتب عليه أي أثر‪ ،‬وقد نص المشرع الجزائري من خالل المادة‬
‫‪ 77‬من األمر ‪ 79-79‬المتعلق بالتأمينات حيث جاء نصها‪" :‬ال يترتب على التأمين أي أثر إذا لم يبدأ‬

‫علي بن غانم‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.292-299‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬المادتان ‪ 121‬و‪ 129‬من قانون التأمينات ‪.‬‬


‫‪3‬شرط "من المخزن إلى المخزن" يتمثل في ضمان المؤمن البحري لألخطار التي تلحق البضاعة من وقت خروجها من مخازن المرسل إلى‬
‫وقت دخولها إلى مخازن المرسل إليه‪.‬‬
‫‪4‬مصطفى كمال طه ‪.‬وائل أنور بندق‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.177‬‬
‫مصطفى كمال طه‪.‬وائل أنور بندق‪ .‬مرجع نفسه‪ .‬ص ‪.172‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪24‬‬
‫الفصل الثاني‪................................................................................. :‬سريان عقد التأمين البحري‬

‫حدوث األخطار خالل شهرين من إبرام العقد أو من التاريخ المحدد لبدأ أثر األخطار إال إذا وقع االتفاق‬
‫على أجل جديد‪."...‬‬

‫و ما يالحظ من خالل نص المادة أنه إذا هلكت البضاعة قبل تحقق الخطر في الوقت المحدد أو أن السفينة‬
‫لم تبدأ في رحلتها أو تقوم بها وبالتالي غادرت الميناء فال يعد تأمينا بحريا خالل المدة السابق ذكرها‬
‫(شهرين)‪ ،‬وبالتالي فيعد العقد باطال نظ ار لتحقق الشرط الفاسخ الذي نصت عليه المادة ‪" :279‬يزول االلتزام‬
‫إذا تحقق الشرط الفاسخ ويكون الدائن ملزما برد ما أخده فإذا استحال الرد لسبب هو مسؤول عنه وجب عليه‬
‫تعويض‪."1‬‬

‫أما فيما يخص اإلثبات فيقع على عاتق المستأمن‪ ،‬فهو مدعي في طلب تعويض التأمين‪ ،‬فعليه أن‬
‫يقيم الدليل على حقه‪ ،‬وال يكفي في هذا الصدد أن يبرز وثيقة التأمين‪ ،‬بل عليه أن يثبت تنفيذ العقد‪،‬‬
‫ويحصل اإلثبات في تعرض الشيء المؤمن عليه من الخطر بكافة الطرق لتعلق األمر بواقعة مادية‪.2‬‬

‫ففي التأمين على السفينة من السهل إثبات التعرض لألخطار‪ ،‬ألن السفينة واقعة معروفة للكافة‪،‬‬
‫وتثبت بسجالت الميناء وبدفتر يومية السفينة‪ ،‬أم في التأمين على البضائع فيجب على المستأمن أن يثبت‬
‫بأنه قد قام بشحن السفينة المعنية في الوثيقة‪ ،‬أوأنه قام بالشحن فقط إذا لم تعين السفينة في الوثيقة ويتم‬
‫اإلثبات بسند الشحن‪ ،‬غير أن هذا السند قد يكون غير كاف‪ ،‬فهنا يجب على المستأمن أن يقدم مستندات‬
‫أخرى مثبتة للشحن كفواتير الشراء وقائمة بيان الحمولة‪ ،‬إيصاالت دفع الرسوم الجمركية‪ ،‬وينطبق نفس الحكم‬
‫في الحالة االستثنائية التي ال يحرر فيها سند الشحن‪ ،‬ويكون حجة على المؤمن مع عدم اإلخالل بحق‬
‫المؤمن في إثبات العكس‪.3‬‬

‫ثانيا‪ :‬تحقق الخطر أو زواله قبل العقد‬

‫مما سبق ثبت أن عقد التأمين ال يقوم إال إذا كان الشيء المؤمن عليه معرض للخطر‪ ،‬ولكن هذا ال‬
‫يكفي بل يجب أن ال يكون الخطر المؤمن قد تحقق أو زال قبل التأمين واال كان العقد باطال بطالنا مطلقا‬
‫النعدام المحل‪ ،‬راجع المادة ‪ 71‬من القانون المدني الجزائري‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 279‬من القانون المدني الجزائري‪.‬‬


‫‪ -2‬مصطفى كمال طه‪ .‬وائل أنور بندق‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص ‪.171-171‬‬
‫‪3‬ــمصطفى كمال طه‪ .‬وائل أنور بندق‪ .‬مرجع نفسه‪.‬ص‪.402‬‬

‫‪24‬‬
‫الفصل الثاني‪................................................................................. :‬سريان عقد التأمين البحري‬

‫والمالحظأن قانون التأمينات لم يأخذ في تقدير وجود الخطر وقت إبرام عقد التأمين بالمعيارالشخصي‬
‫وعدم مراعاته في ذلك للصعوبة التي يالقيها الطرفان المتعاقدان في االستعالم عن مصير األشياء المؤمن‬
‫عليها التي توجد في الغالب األعممن األحوال البعيدة عن مكان إبرام العقد‪ ،‬وحصر ذلك في النطاق الالزم‬
‫لغش المتعاقدين وحمايتهم‪ ،‬فنصت المادة ‪ 177‬من األمر ‪ 79-79‬المتعلق بالتأمينات ‪":‬ال يكون للتأمين‬
‫المكتتب بعد وقوع الحادث أو بعد وصول األموال المؤمن عليها إلى المكان المقصود أي أثر‪ ،‬ويبق القسط‬
‫مكتسبا للمؤمن إذا كان المؤمن له على علم بذلك من قبل‪.1‬‬

‫أي أنه كان يكفي في نظر المشرع الجزائري وجود الخطر في ذهن المتعاقدين وقت إبرام العقد دون أن‬
‫يشترط وجوده من حيث الواقع‪ ،‬وهذا ما يسمى بالخطر الضني لكن ما يمكن مالحظته أن المشرع الجزائري‬
‫لم يأخذ بهذا المعيار الشخصي ولكنه أخد بالمعيار المادي الموضوعي وذلك ما لمس من خالل المادة ‪177‬‬
‫من قانون التأمينات السابق ذكرها‪.‬‬

‫وجدير بالذكر أن المشرع الجزائري في قانون التأمين بالنسبة للخطر الظني كذلك قد أخد في نص‬
‫المادة ‪ 11‬من األمر ‪، 79-79‬أنه في حالة تعرض األموال المؤمن عليها لألخطار المؤمن ضدها يؤدي إلى‬
‫بطالن العقد النتفاء المحل ويسترد مبلغ التأمين‪ ،2‬ونفس الكالم قد لوحظ في المادة ‪ 129‬من األمر ‪79-79‬‬
‫الملغى‪.‬‬

‫ولقد لوحظ أن المشرع الجزائري قد قصر في الجانب الشخصي (ما يعرف بالخطر الظني)أي أنه لم‬
‫يساير باقي التشريعات التي أخدت بهذا المعيار (المعيار الضني)‪.‬‬

‫و في األخير إذا ثبت أن نبأ الهالك أو الوصول قد بلغ إلى مكان توقيع العقد أو إلى المكان الذي‬
‫يوجد فيه المستأمن أو المؤمن قبل إبرام العقد كان عقد التأمين باطال‪ ،‬أي أن القانون يقيم قرينة قانونية على‬
‫علم المستأمن أو المؤمن بهالك الشيء أو بوصوله بمجرد إثبات أن نبأ الهالك أو الوصول قد بلغ إلى مكان‬
‫توقيع العقد أو مكان وجود المستأـمن أو المؤمن‪ ،‬وهذه قرينة قانونية قاطعة ال تقبل الدليل العكسي‪ ،‬إذ أن‬
‫القانون يقضي ببطالن العقد بمجرد توفر القرينة واثبات نبأ الهالك أو الوصول‪ ،‬ويقع هذا اإلثبات على عاتق‬
‫من يتمسك بالبطالن تطبيقا للقواعد العامة‪ .3‬لكن لألسف الشديد فالمشرع قد أغفل هذا المعيار الضني ولم‬
‫يأخذ به علما أن بذلك ضرر كبير لالقتصاد الوطني‪ ،‬ألن الجزائر دولة مستوردة‪ ،‬والمستوردون ملزمون‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 177‬من األمر ‪ 79-79‬المتعلق بالتأمينات‪.‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 11‬من األمر ‪ 79-79‬المتعلق بالتأمينات‪.‬‬
‫‪ -3‬مصطفى كمال طه‪ .‬وائل أنور بندق‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص ‪.171‬‬

‫‪24‬‬
‫الفصل الثاني‪................................................................................. :‬سريان عقد التأمين البحري‬

‫بالتأمين لدى شركات التأمين الجزائرية الخاضعة لهذا القانون‪ ،‬الذي يمنع التعويض في حالة الخطر‬
‫الضني‪.1‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬األخطار المغطاة‬

‫لقد حدد القانون الجزائري األخطار المضمونة التي تقع على عاتق المؤمن واألخطار المسثتناة‬
‫والمستبعدة من ضمان المؤمن‪ ،‬كما أن القانون يميز من جهة أخرى بين األخطار العادية التي‬
‫يتحملهاالمؤمن‪ ،‬واألخطار الحربية التي ال تقع على عاتق المؤمن ومنه‪:‬‬

‫أوال‪ :‬األخطار التي يغطيها التأمين البحري‬

‫إن األخطار المضمونة التي يغطيها التأمين البحري قد وردت في قانون التأمينات الجزائرية في‬
‫األمر ‪ 79-79‬وذلك ال على أساس الحصر بل على أساس المثال وقد نصت عليها المادة ‪ 171‬من األمر‬
‫‪ 79-79‬المتعلق بالتأمينات‪ ":‬يغطي المؤمن األضرار المادية‪ ،‬التي تلحق حسب الحالة األموال والبضائع‬
‫‪2‬‬
‫المشحونة وهياكل السفن المؤمن عليها الناتجة عن الحوادث المباغتة أو القوة القاهرة أو األخطار البحرية‬
‫طبقا للشروط المحددة في العقد‪.‬‬

‫كما يغطي‪:‬‬

‫أ‪ -‬اإلسهام في الخسائر العامة وتكاليف مساعدة وانقاد األموال المؤمن عليها إال إذا نجم عنه خطر‬
‫مستبعد في التأمين‪.‬‬
‫ب‪ -‬المصاريف الضرورية والمنفقة قصد حماية األموال المؤمن عليها من خطر وشيك الوقوع أو التخفيف‬
‫من آثاره‪.‬‬

‫ويعني بعبارة "البضائع المشحونة البضائع المنقولة‪."3‬‬

‫من خالل نص المادة يمكن تصنيف األخطار التي يغطيها التأمين البحري إلى صنفين‪ :‬أخطار ناشئة عن‬
‫البحر مباشرة‪ ،‬وأخطار تصيب األموال المؤمن عليها سواء السفينة أو البضائع وهو ما يسمى بخسائر‬

‫‪ -1‬تيكاري هيفاء رشيدة‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص ‪.199‬‬


‫‪ 2‬ـ ـ ـ يمكن تعريف األخطار البحرية بأنها‪":‬الحوادث القهرية أو الفجائية التي يحدثها البحر أو تحدث على البحر خالل الرحلة البحرية‪".‬‬
‫مصطفى كمال طه‪ .‬وائل أنور بندق‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص ‪.111‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 171‬من األمر ‪ 79-79‬المتعلق بالتأمينات‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫الفصل الثاني‪................................................................................. :‬سريان عقد التأمين البحري‬

‫النفقات‪ ،‬والمالحظ أن هذا التصنيف شكلي ال يؤثر على حق المؤمن له في الحصول على مبلغ التعويض‬
‫عند وقوع هذه األخطار‪.‬‬

‫أ‪ -‬األخطار الناشئة عن البحر مباشرة‪ :‬وهي تلك األخطار التي تحدث بفعل "القوة القاهرة والحادث‬
‫المباغت‪ ،"1‬وهي كثير ومتنوعة منها‪:‬‬

‫‪-‬العاصفة والغرق والجنوح‪ :‬وهي أخطار يحدثها البحر و ال تتير شك في صفتها البحرية‪ ،‬والعاصفة هي‬
‫‪":‬اضطراب الجو اضطرابا عنيفا‪،"2‬ويتمثل في رياح شديدة مصحوبة غالبا برياح وأمطار غزيرة‪،‬‬
‫ويستتبعارتفاع األمواج ارتفاعا غير معتاد وهي في الحقيقة السبب الرئيسي لألخطار البحرية األخرى‪ ،‬أما‬
‫الغرق فهو "اختفاء السفينة تحت سطح الماء وفقدانها القدرة على الطفو‪ ،‬أما الجنوح أو التسيب هو توقف‬
‫السفينة عن المالحة فترة من الزمن الحتكاكها بقاع البحر أو الصخور أو حطام السفن الغارقة أو أي عقبة‬
‫أخرى من عوائق المالحة دون أن تتمكن من الخروج‪."3‬‬

‫‪-‬التصادم البحري‪ :‬معناه ‪":‬ارتطام سفينة بأخرى هذا المعنى الفني‪ ،‬أما التصادم في التأمين البحري فله عادة‬
‫معنى واسع من معناه الفني يتوقف على مضمون الشرط الوارد في وثيقة التأمين وهو يعني عادة ارتطام‬
‫السفينة بأي جسم آخر عائم أو غير عائم سواء كان سفينة أخرى أو حطام مستقر في قاع البحر أو مباني‬
‫الميناء‪."4‬‬

‫‪-‬طرح البحر‪ :‬أحيانا تتعرض السفينة أثناء المالحة البحرية لخطر ناجم عن شدة حمولتها أولسبب آخر‪،‬‬
‫فيض طر الربان لتفادي مثل هذا الخطر لرمي جزء من حمولتها في البحر لتخفيف السفينة ‪ ،‬وهذه العملية إذا‬
‫أقدم عليها الربان إلبعاد السفينة وحمولتها عن الخطر‪ ،‬فإن المؤمن يتحمل الخسائر الناجمة عن ذلك وهو ما‬
‫يعرف" بالخسائر البحرية المشتركة‪."5‬و يندرج تحت مفهوم الخسائر البحرية جميع األضرار التي يقدم عليها‬
‫الربان اضط ارريا بقصد سالمة السفينة وحمولتها‪.6‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 171‬باألمر ‪ 79-79‬المتعلق بالتأمينات‪.‬‬


‫‪2‬مصطفى كمال طه‪ .‬وائل أنور بندق‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص ‪.111‬‬
‫‪3‬مصطفى كمال طه‪ .‬وائل أنور بندق‪ .‬مرجع سابق ‪.‬ص ‪.112‬‬
‫‪ -4‬محمد بهجت عبد اهلل آمين قايد‪ .‬مرجع سابق‪.‬ص ‪.171‬‬
‫‪ -5‬المادة ‪ 171‬من األمر ‪ 79-79‬المتعلق بالتأمينات‪.‬‬
‫‪-6‬عادل علي المقدادي‪ .‬مرجع سابق ‪.‬ص ‪.291‬‬

‫‪24‬‬
‫الفصل الثاني‪................................................................................. :‬سريان عقد التأمين البحري‬

‫‪-‬اإلرساء الجبري‪ :‬وهو الذي يضطر إليه الربان بسبب حادث غير متوقع‪ ،‬كأن يضطر الربان إلى الرسو في‬
‫ميناء غير مقرر إلصالح السفينة من ضرر أصابها من جراء عاصفة شديدة‪ ،‬ويتطلب الرسو نفقات‬
‫استثنائية مختلفة‪ ،‬كرسوم الدخول والخروج من الميناء‪ ،‬ونفقات غداء وأجور البحارة وهذا بالنسبة للسفينة‪ ،‬أما‬
‫البضائع فقد يلحق المؤمن له أضرار من جراء تلف البضاعة أو بيع الربان لجزء من البضاعة لدفع‬
‫مصروفات التفريغ والتخزين واعادة الشحن أو المحافظة على البضاعة طوال مدة الرسو‪.1‬‬

‫‪-‬النهب والسرقة وأخطار البحارة العمدية‪ :‬فهنا يتحمل المؤمن التعويض المستحق عن مثل هذه األعمال‪،‬‬
‫‪32‬‬
‫وبالطبع له أن يتابع بالحلول مسبب هذه الحوادث ويعد مسؤوال مسؤولية تقصيرية‪.‬‬

‫‪-‬التغيير الجبري للطريق أو السفينة‪ :‬أي تغيير خط السير المعتاد وتغيير رحلة السفر هو تغيير نقطة‬
‫االنطالق والوصول للرحلة المؤمن عليها‪ .‬أما تغيير السفينة يكون إذا أفرغت البضاعة من السفينة الناقلة‬
‫وأعيد شحنها على سفينة أخرى‪ ،‬وهذا ال يتعلق إال بالتأمين على البضائع‪ ،‬ويالحظ أن التغيير االختياري ال‬
‫‪4‬‬
‫يسأل عنه المؤمن وال يكون على عاتقه‪.‬‬

‫‪-‬سائر األخطار والحوادث البحرية األخرى‪ :‬وهذا يعني أن تعداد هذه األخطار جاء على سبيل المثال ال‬
‫الحصر‪ ،‬ومن تم فإن أي حادث بحري أخر ينجم عن وقوعه ضرر يلتزم المؤمن بالتعويض عنه‪ ،‬كما لو‬
‫حدث ضرر للبضاعة من ماء البحر أو بفعل القوارض التي تكون في عنابر السفينة خاصة سفن الحبوب‪،‬‬
‫أوتلف البضاعة بسبب ارتفاع درجة الح اررة بشكل غير عادي أو تلف بعض البضائع الناجم عن تسرب‬
‫بضاعة سائلة خطرة من البراميل التي تحويها‪.5‬‬

‫‪ -2‬األضرار المضمونة‬

‫لقد حددها المشرع الجزائري في المادة ‪ 171‬من األمر ‪ 79-79‬المتعلق بالتأمينات السابق ذكرها في ثالتة‬
‫فئات وتتمثل في‪:‬‬

‫األضرار المتعلقة بتغطية الخسائر المادية‪،‬األضرار الناشئة عن خسائر النفقات‪ ،‬إضافة إلى األأضرار المترتبة‬
‫عن التعويضات المستحقة للغير‪.‬‬

‫‪1‬مصطفى كمال طه‪ .‬وائل أنور بندق‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص ‪.111‬‬
‫‪ -2‬عبد القادر لعطير‪ .‬باسم محمد ملحم‪ .‬مرجع سابق ‪.‬ص ‪.971‬‬
‫‪3‬المادة ‪ 442‬من القانون المدني الجزائري‪.‬‬
‫‪4‬مصطفى كمال طه‪ .‬وائل أنور بندق ‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص ‪.111‬‬
‫‪5‬عبد القادر لعطير‪ .‬باسم محمد ملحم‪ .‬مرجع سابق ‪.‬ص ‪.971‬‬

‫‪40‬‬
‫الفصل الثاني‪................................................................................. :‬سريان عقد التأمين البحري‬

‫‪ 1-2‬الخسائر المادية‪ :‬بالنسبة لهذه الفئة ال يمكن حصرها نظ ار الختالف طبيعة البضاعة‪ ،‬فقد تتمثل إما في‬
‫عدم صالحية البضاعة بعد الضرر الذي لحقها كالبلل بالنسبة للقمح مثال أو العفن بالنسبة للمواد‬
‫االستهالكية بفعل الرطوبة‪ ،‬وقد يكون الضرر مجرد إتالف جزئي كانكسار في بعض األجهزة و اآلالت‬
‫المنقولة‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫أما بالنسبة للسفينة فأي ضرر يمس هيكلها أو معداتها بحكم أنها وحدة واحدة غير قابلة للتجزئة‪.‬‬

‫‪ 2-2‬األضرار الناشئة عن خسائر النفقات‪ :‬تقع على عاتق المؤمن النفقات االستثنائية التي يدفعها المستأمن‬
‫لتفادي الضرر أو للحد من أثره في الحاالت التي يسأل فيها المؤمن عن هذا الضرر‪ ،‬فهذه النفقات تؤدي إلى‬
‫التخفيف عن ضمان الشيء المؤمن عليه فهي بديل لألضرار المادية أو معادلة لها‪.3‬‬

‫‪ 1-2‬التعويضات المستحقة للغير‪ :‬من خالل ما سابق تبين أن وثائق التأمين على البضائع ال تضمن في‬
‫الغالب التعويض المستحق للغير‪ ،‬ألن سبب التعويض يتمثل في عيب ذاتي عادة في البضاعة كاالنفجار أو‬
‫احتراق نتيجة قابليتها لالشتعال وهذا العيب ال يغطيه التأمين بوجه عام‪.4‬‬

‫ويدخل في نطاق هذه الفئة الرجوع بدعوى المسؤولية في حالة التصادم‪ ،‬والرجوع بدعوى المساهمة‬
‫في الخسائر المشتركة‪.‬‬

‫أما الرجوع بدعوى المسؤولية في حالة التصادم‪ :‬فجاءت هذه الصورة من أجل حماية مالك السفن‬
‫من دعاوى التعويض التي قد يرفعوها مالك سفن آخرون‪ ،‬أو اصطدامبجسم ثابت أو عائم كحالة اصطدام‬
‫السفينة بالمنارة أو أرصفة الموانئ‪ ،‬وبالتالي فالمؤمن هو الذي يتحمل هذه المسؤولية‪.‬‬

‫والجدير بالذكر أن المؤمن يعفى من الدعوى التي يرفعها عليه ورثته األشخاص المتوفين بسبب‬
‫االصطدام أو دعوى المصابين في نفس الحادث ألن التأمين البحري على السفينة ال يشملهم بل يكونون‬
‫‪5‬‬
‫تابعين لعقد التأمين على الحياة إال بشرط خاص‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 119‬من األمر ‪ 79-79‬المتعلق بالتأمينات‪.‬‬


‫‪2‬تصنف الخسائر المادية إلى‪ :‬خسائر كلية وذلك في حالة الهالك الكلي للشيء المؤمن عليه والى خسائر خاصة وذلك إذا كان هالك‬
‫الشيء المؤمن عليه جزئيا (خسارة جزئية)‪ .‬أما فيما يخص الخسائر العامة أو ما تعرف بالخسائر المشتركة يجب أن تكون هذه الخسائر‬
‫مرتبطة مباشرة بالرحلة واألموال المؤمن عنها وأن تكون بإرادة حرة من الربان أو أي شخص آخر‪.‬‬
‫مصطفى كمال طه ‪ .‬وائل أنور بندق‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.192‬‬ ‫‪3‬‬

‫مصطفى كمال طه ‪ .‬وائل أنور بندق‪ .‬سابق‪ .‬ص‪.191‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪5‬مصطفى كمال طه‪ .‬وائل أنور بندق‪ .‬مرجع نفسه ‪.‬ص‪.199‬‬

‫‪44‬‬
‫الفصل الثاني‪................................................................................. :‬سريان عقد التأمين البحري‬

‫وقد جاء في نص المادة ‪ 112‬من قانون التأمينات ما يلي‪ ":‬يضمن المؤمن تعويض األضرار بجميع‬
‫أنواعها التي تترتب على المؤمن له‪ ،‬في حالة طعن الغير عليه نتيجة اصطدام السفينة المؤمن عليها بسفينة‬
‫أخرى أو مبنى أو أي جسم ثابت أو متحرك أو عائم باستثناء األضرار الالحقة باألشخاص‪."1‬‬

‫جاءت المادة ‪ 119‬من قانون التأمينات لحماية مالك السفينة أو الربان أو أي شخص آ خر نتيجة‬
‫اصطدام السفينة أو التي تسببها السفينة للغير‪ ،‬إال إذا كان المبلغ المؤمن عليه في وثيقة تأمين جسم السفينة‬
‫غير كافي‪.2‬‬

‫باإلضافة إلى أن وثائق التأمين على البضائع ال تغطي التعويض المستحق للغير إال إذا وجد اتفاق‬
‫‪3‬‬
‫خاص ينص على ضمانها‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬األخطار التي تخرج عن نطاق التأمين البحري‬

‫هناك أخطار مستثناة مستبعدة ال يضمنها المؤمن وال يلتزم بتعويض المستأمن عن األضرار الناشئة‬
‫عنها‪ ،‬وقد فرق المشرع الجزائري بين نوعين من األخطار غير القابلة للضمان‪ ،‬وهي األخطار غير قابلة‬
‫للضمان بصورة قطعية ونصت عليها المادة ‪ 172‬من األمر ‪ 79-79‬المتعلق بالتأمينات‪ ،‬واألخطار غير‬
‫قابلة للضمان إال بموجب اتفاق خاص نصت عليها المادة ‪ 171‬من القانون نفسه‪.‬‬

‫أوال‪ :‬األخطار غير القابلة للضمان بصورة قطعية‬

‫لقد أعفى المشرع الجزائري المؤمن من تغطية بعض األخطار وبصفة قطعية‪ ،‬وبالتالي معفى من دفع‬
‫التعويض في حالة تحققها وجاءت هذه الحاالت في نص المادتين ‪ 121‬و‪ 172‬من األمر ‪ 79-79‬المتعلق‬
‫بالتأمينات كما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬أخطاء المؤمن له المعتمدة أو الجسيمة ‪ :‬تقضي الفقرة (‪ )2‬من المادة ‪ 172‬من األمر ‪ 79-79‬المتعلق‬
‫بالتأميناتبأن المؤمن غير مسؤول عن الهالك والضرر الصادرين عن أخطاء مقصودة للمؤمن له‪ ،4‬وكل‬
‫اتفاق مخالف يعتبر باطال‪.5‬‬

‫المادة ‪ 112‬من األمر ‪ 79-79‬المتعلق بالتأمينات‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬المادة ‪ 119‬من األمر ‪ 79-79‬المتعلق بالتأمينات‪.‬‬


‫‪3‬المادة ‪ 171‬من قانون ‪ 79-79‬المتعلق بالتأمينات‪.‬‬
‫‪4‬الفقرة (‪ )2‬من المادة ‪ 172‬من األمر ‪ 79-79‬المتعلق بالتأمينات‪.‬‬
‫‪5‬جديدي معراج ‪.‬مدخل لدراسة قانون التأمين الجزائري ‪ .‬مرجع سابق‪.‬ص‪.192‬‬

‫‪44‬‬
‫الفصل الثاني‪................................................................................. :‬سريان عقد التأمين البحري‬

‫والمادة المذكورة صريحة بعدم سريان عقد التأمين البحري على األضرار الناجمة عن أخطاء المؤمن‬
‫له‪ ،‬ذلك ألن عقد التأمين البحري يقومعلى احتمال وقوع الخطر أو عدم وقوعه‪ ،‬فال يجوز للمؤمن أن يتعمد‬
‫بخطيئة وقوع هذا الخطر لكي يحصل على مبلغ التأمين ويعتبر الخطأ من جانب المؤمن له ‪ ،‬كما فيالحالة‬
‫التي يشترط فيها بائع أو ممول المؤمن له بالسلعة محل التأمين على تنقل داخل العنابر ‪ ،‬ويتعمد نقلها فوق‬
‫نظر لتكلفة النقل مثال فالخطأ المعتمد أو الجسيم يخصم من إطار التغطية بقوة القانون‪.1‬‬
‫السطح ا‬

‫‪ -2‬غشالربان‪ :‬لقد جاء في نص المادة ‪ 121‬من األمر ‪ 79-79‬المتعلق بالتأمينات أنه ‪" :‬ال يضمن المؤمن‬
‫األضرار والخسائر المنجرة عن خطأ عمدي يرتكبه ربان السفينة‪."2‬‬

‫من خالل المادة ف المؤمن ال يكون مسؤوال عن نتائج غش الربان وخداعه ومثال ذلك ‪ ،‬بيع البضاعة‬
‫غشا أو إغراق الربان للسفينة‪.‬‬

‫ويشترط في هذه األخطاء التي تصدر من الربان والبحارة أن تكون عمدية تتضمن نية الغش والخداع‬
‫والتدليس‪ ،‬أما األخطاء العادية فإنها تبقى ضمن نطاق غطاء التأمين‪.3‬‬

‫وقد فرق المشرع الجزائري بين التأمين على السفينة والتأمين على البضاعة من هذه الناحية فالمؤمن بالنسبة‬
‫للحالة األولى ال يكون مسؤوال عن آثار غش الربان وتدليسه إن كان مجهز السفينة من أختاره بنفسه وذلك‬
‫وفقا للعالقة التبعية بين مالك السفينة أو مجهزها وربانها من ناحية‪ ،‬وبين البحارة المشرف عليهم من جهة‬
‫أخرى‪.‬‬

‫أما المؤمن في الحالة الثانية فيبقى مسؤوال عن األضرار والخسائر التي تصيبها بحسب غش الربان‬
‫وتدليسه ‪ ،‬ألن الربان ليس تابع للشاحن بل للمجهز‪.4‬‬

‫‪-1‬األضرار والخسائر المادية الناتجة عن‪:‬‬

‫‪ -‬مخالفات أنظمة اإلستراد والتصدير والعبور والنقل واألمن‪.‬‬

‫األمر ‪ 79-79‬المتعلق بالتأمينات‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬المادة ‪ 121‬من األمر ‪ 79-79‬المتعلق بالتأمينات ‪.‬‬


‫‪3‬عبد القادر لعطير‪ .‬باسم محمد ملحم‪ .‬مرجع سابق‪.‬ص‪.979‬‬
‫‪4‬جديدي معراج ‪.‬مدخل لدراسة قانون التأمين الجزائري ‪ .‬مرجع سابق‪.‬ص‪.191‬‬

‫‪44‬‬
‫الفصل الثاني‪................................................................................. :‬سريان عقد التأمين البحري‬

‫‪ -‬الغرامات والمصادرات الموضوعة تحث الحراسة ‪ ،‬وهذه نتيجة حتمية تأكد ما سبق ذكره حول إستثناء‬
‫المخاطر التي ال يمكن للمؤمن أن يتدخل في مراقبتها وال توقعها ‪ ،‬ويكون فيها تدخل المؤمن شخصيا هو‬
‫محل اعتبار كالمصادرات والغرامات أو مخالفة أنظمة التصدير واإلستراد‪.‬‬

‫‪ -1‬الخسائر واألضرار المترتبة عن اإلشعاعات ‪ :‬وتتمثل في اآلثار المباشرة وغير المباشرة لالنفجار واطالق‬
‫الح اررة واإلشعاع المتولد عن تحول نووي للدرة أو اإلشعاع ‪ ،‬وكذلك الناتجة عن آثار اإلشعاع الذي يحدثه‬
‫التوصيل المصطنع للجزئيات‪.1‬‬

‫هذا النوع من األضرار مستثنى لعدة أسباب منها أنها ال يمكن حصرها في زمن معين أو محدد‬
‫لتحول عنصر تفاقم الضرر عبر الزمن كاالنفجارات واإلشعاعات المتولدة عن تحول نووي للدرة ‪ ،‬وكذا عدم‬
‫توفر لدى شركات التأمين اإلمكانيات الكافية لدراسة هذا النوع من المخاطر ‪ ،‬وال على المعطيات التي تسمح‬
‫إلقامة هذه الدراسة ‪ ،‬إما نظ ار لقلة مثل هذه النشطات أو لطابعها الخصوصي والسري‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬األخطار غير قابلة إال بمقتضى اتفاق خاص‪:‬‬

‫يعتبر هذاالصنف بمثابة استثناء عن االستثناء ألن هذا النوع مستثنى من الضمان كأصل عام لكناستنادا‬
‫على ذلك يمكن في عقد التأمين البحري االتفاق على أن تتم تغطية هذه المخاطر من المؤمن ‪ ،‬وقد نضم‬
‫المشرع هذا األمر في المادتين ‪ 171‬و‪ 129‬من األمر ‪ 79-79‬المتعلق بالتأمينات‪.‬‬

‫‪ -1‬العيب الذاتي في الشيء المؤمن عليه‪:‬‬

‫إن الطبيعة الخاصة لبعض البضائع تتطلب عناية خاصة مثل ‪ :‬البضائع القابلة للتلف ‪ ،‬اللحوم‬
‫واألسماك والفواكه ‪ ،‬والحبوب والجلود ‪ ،‬لذلك تستثنى مثل هذه البضائع من الغطاء التأمين على أساس‬
‫إمكانية تلفها بعيب ذاتي ألن من طبيعتها أنها قابلة للتلف فتحمل بدور هالكها بنفسها ‪.2‬‬

‫وقد عالج المشرع الجزائري عدم مسؤولية المؤمن عن الضرر والهالك الناتجين عن عيب خاص‬
‫بالشيء المؤمن عليه في الفقرة األولى من المادة ‪ 171‬من األمر ‪ 79-79‬المتعلق بالتأمينات ‪ ،‬إال إذا اتفقا‬
‫على عكس ذلك ‪ ،‬أي اتفقا على أن يكون المؤمن مسؤوال عن ما ينجم من ضرر للبضاعة ج ارء عيب ذاتي‬

‫‪1‬الفقرتان ‪2‬و‪ 1‬من المادة ‪ 172‬من األمر ‪ 79-79‬المتعلق بالتأمينات‪.‬‬


‫‪2‬عبد القادر لعطير‪.‬باسم محمد ملحم ‪ .‬مرجع سابق‪.‬ص‪.972‬‬

‫‪42‬‬
‫الفصل الثاني‪................................................................................. :‬سريان عقد التأمين البحري‬

‫اللهم إن كان التأمين معقود على عيب خفي لم يكون باستطاعة المجهز اكتشافه أو منعه فهي مضمونة‬
‫بها أ‬
‫وذلك ما ورد في المادة ‪ 129‬من األمر ‪ 79-79‬المتعلق بالتأمينات‪.1‬‬

‫وتجدر اإلشارة في باب األخطار المضمونة المستثناة أن المشرع الجزائري وضع َّ‬
‫حدا أدنى في‬
‫الضمان ال يمكن النزول عنه بقوة القانون‪ ،‬ولكنه بالمقابل ترك الحرية لألطراف باالتفاق على ضمان أخطار‬
‫أخرى بشرط أن يكون ذلك صراحة في عقد التأمين األصلي أو في ملحق ‪ ،‬وهذا للسماح لكل من طرفي‬
‫العقد أن يختا ار النظام أو التغطية التي تناسب حاجياتهما أو نشاطهما‪.‬‬

‫أما بالنسبة لإلثبات فيما يخص الضرر الذي يعود للعيب الذاتي فيقع على المؤمن ألن الضرر‬
‫‪2‬‬
‫األصل فيه مفترض ناشئ عن حادث بحري‪.‬‬

‫والمالحظ أن مسألة العيب الذاتي ال تكون في العمل إال بالنسبة إلى البضائع‪ ،‬أما بالنسبة إلى‬
‫فنادر ماتثور ‪ ،‬ألن السفينة ال تبحر إال بعد معاينتها والحصول على ترخيص يفيد صالحيتها للمالحة‬
‫السفينة ًا‬
‫‪3‬‬
‫البحرية‪.‬‬

‫‪ -2‬الخطر الحربي ‪:‬‬

‫لقد كانت األخطار الحربية قديما أخطار عادية للمالحة البحرية نظ ار لكترة الحروب وطول مدتها‬
‫وذلك ما ُلوحظ في المساواة بين األخطار البحرية والحربية من خالل األمر الملكي الفرنسي سنة ‪، 1121‬‬
‫ولم يتغير الحال في القانون التجاري الفرنسي سنة ‪ 1279‬حيث كانت على عاتق المؤمن كل األخطار بحرية‬
‫كانت أو حربية وانتهجت بذلك بعض التشريعات العربية على غرار مصر الشقيقة‪ ،‬أما في النصف الثاني من‬
‫القرن التاسع عشر (‪ )17‬أخدت الحروب البحرية في النقصان بعد صدور تصريح باريس ‪ 1291‬بشأن‬
‫الحرب البحرية بوجوب احترام بضائع المحايدين حتى ولو وجدت على سفن العدو ‪ ،‬ثم جاءت بعد ذلك‬
‫معاهدات دولية (معاهدة الهاي ‪1277‬و‪ )1779‬عن قواعد الحرب البرية والبحرية ومؤتمر لندن ‪، 1777‬‬
‫فضاعفت من الحماية المقررة للملكية الخاصة زمن الحرب ‪ ،‬فأصبحت المخاطر الحربية أخطا ار‬
‫‪4‬‬
‫استثنائيةبحتة‪.‬‬

‫‪1‬المادة ‪ 129‬ال يضمن المؤمن إال إذا اتفق على خالف ذلك الخسائر واألضرار الناتجة عن عيب ذاتي في السفينة‪ ،‬غير أن األضرار‬
‫والخسائر الناتجة عن عيب خفي في السفينة مضمونة‪.‬‬
‫‪2‬عبد القادر لعطير‪.‬باسم محمد ملحم ‪ .‬مرجع سابق‪.‬ص‪.977‬‬
‫‪3‬مصطفى كمال طه ‪ .‬وائل أنور بندق‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.127‬‬
‫‪4‬مصطفى كمال طه ‪ .‬وائل أنور بندق‪ .‬مرجع سابق‪.‬ص‪.112‬‬

‫‪44‬‬
‫الفصل الثاني‪................................................................................. :‬سريان عقد التأمين البحري‬

‫ويقصد بالخطر الحربي‪" :‬الحادث الذي يكون سببه المباشر عمال حربيا‪"1،‬كما يعد من األخطار الحربية‬
‫إصابة السفينة بطوربيد أو بقذيفة ‪،‬أ واصطدامها بلغم بحري أو بالشبكة الواقية من الغواصات‪.‬‬

‫وتوقيف السفينة عن السفر بأمر من السلطة العامة بشرط أن يكون هذا التوقيف إجراء تطألبه الدفاع الوطني‬
‫‪2‬‬
‫كخطر التجارة مع دولة متحاربة‪ ،‬أو بوسط السفينة مهربات حربية‪.‬‬

‫أما بالنسبة للمشرع الجزائري فقد وضع بعض األعمال المتشابهة في الفقرة (‪ )2‬من المادة ‪ 171‬من‬
‫األمر ‪ 79-79‬المتعلق بالتأمينات حيث نصت على‪ ..." :‬الحرب األهلية أو األجنبية واأللغام وجميع معدات‬
‫الحرب ‪ ،‬وأعمال التخريب واإلرهاب‪."3...‬‬

‫أما فيما يخص عبء اإلثبات فيقع على عاتق مؤمن هذه األخطار البحرية وبذلك أخذ المشرع‬
‫الجزائري في نص المادة ‪ 171‬من األمر ‪ 79-79‬المتعلق بالتأمينات‪ ..." :‬يفترض في حالة انعدام الدليل‬
‫الذي يمكن من إسناد الحادث إلى خطر حربي ‪ ،‬أنه ناتج عن خطر بحري‪."4‬‬

‫يستفاد من نص المادة أن المشرع يقيم قرينة قانونية على أن الهالك أو الضرر يفترض أنه خطر‬
‫بحري ـ وعلى مؤمن األخطار البحرية الذي يتمسك باإلعفاء أن يدحض هذه القرينة بإثبات العكس (الخطر‬
‫الحربي)‪.‬‬

‫وما يمكن مالحظته مما سبق بين االستبعاد القطعي للضمان واالتفاقالخاص ‪ ،‬متوقفان على حرية‬
‫اتحاد اإلجراءات المالئمة وامكانية المجابهة ‪ ،‬فالضمان يسري في حدود مسايرة التنظيمات القانونية وأحكام‬
‫اآلداب العامة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬زمان ومكان األخطار‬

‫حتى يكتمل االلتزام الذي يقع على عاتق المؤمن المتمثل في تعويض المؤمن له عن الخطر ‪ ،‬ال َّ‬
‫بد‬
‫أن يقع الخطر المؤمن منه في الزمان والمكان اللذين يشملهما التأمين ‪ ،‬لدى فإن التزام المؤمن بدفع‬
‫التعويض ال يكون إال في ذلك الزمان والمكان الذي وقع فيه الخطر لدى قسم هذا المطلب إلى ثالثة فروع ‪،‬‬

‫‪1‬مصطفى كمال طه ‪.‬وائل أنور بندق‪ .‬المرجعسابق ‪.‬ص‪.119‬‬


‫مصطفى كمال طه ‪ .‬وائل أنور بندق‪ .‬مرجع نفسه‪.‬ص‪.119‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪3‬الفقرة (‪ )2‬من المادة ‪ 171‬من األمر ‪ 79-79‬المتعلق بالتأمينات‪.‬‬


‫نص المادة ‪ 171‬من األمر ‪ 79-79‬المتعلق بالتأمينات ‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪44‬‬
‫الفصل الثاني‪................................................................................. :‬سريان عقد التأمين البحري‬

‫تم التكلم في الفرع األول عن زمان الخطر ‪ ،‬والثاني تناول فيه مكان الخطر أما الثالث خصص إلثبات زمان‬
‫ومكان األخطار‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬زمان األخطار‬

‫لقد ميز المشرع الجزائري شأنه شأن القوانين األخرى تحديد زمان الخطر من خالل المادة ‪ 122‬من‬
‫األمر ‪ 79-79‬المتعلق بالتأمينات وما يليها إلى‪ :‬التأمين لرحلة واحدة أو عدة رحاالت متتالية‪ ،‬أو التأمين‬
‫‪1‬‬
‫لزمن معين‪.‬‬

‫أوال‪ -‬التأمين بالرحلة‪ :‬يقع على عاتق المؤمن في التأمين بالرحلة ‪ ،‬الضمان من المخاطر التي يتعرض‬
‫لهاالشيء المؤمن عليه خالل الرحلة المؤمن عيها ويفرق القانون في تحديد الرحلة المؤمن عليها بين التأمين‬
‫على السفينة والتأمين على البضائع‪.2‬‬

‫‪ -1‬التأمين على السفينة‪ :‬تحدد عادة في وثيقة التأمين بالرحلة سواء البضائع أو السفينة وقت بداية‬
‫ونهاية الرحلة‪ ،‬فإذا لم تتضمن الوثيقة مثل هذا التحديد يجب الرجوع إلى التحديد القانوني الذي تحيل‬
‫‪3‬‬
‫إليه النصوص القانونية‪.‬‬

‫وهنا َّ‬
‫البد التمييز بين ما إذا كانت السفينة فارغة من البضائع أو مشحونة بها ‪ ،‬فأما بالنسبة للحالة األولى ‪،‬‬
‫‪5 4‬‬
‫يسرى ضمان المؤمن من وقت اإلقالع للسفر حتى رسوها في المكان المقصود ‪.‬‬

‫أما الحالة الثانية ‪ ،‬حالة حمل السفينة للبضائع فإن ضمان المؤمن لألخطار منذ بداية شحن البضائع‬
‫إلى نهاية التفريغ ‪ ،‬على أن اليتجاوز الضمان مهلةخمسة عشر(‪ )19‬يوما على األكثر من وصول السفينة‬
‫إلى الميناء المقصود ‪ ،‬وقد نصت الفقرة األولى من المادة ‪ 121‬من األمر ‪ 79-79‬المتعلق بالتأمينات على‬
‫ذلك ‪ ":‬فيما ينص التأمين على رحلة أو عدة رحالت ‪ ،‬يضمن المؤمن األخطار المؤمن عليها من بداية‬
‫الشحن إلى نهاية التفريغ الخاص برحلة أو رحالت مؤمن عليها وخالل خمسة عشرة (‪ )19‬يوما على األكثر‬
‫من وصول السفينة إلى الميناء المقصود ‪."6‬‬

‫‪.‬‬
‫نص المادة ‪122‬وما يليها من األمر ‪ 79-79‬المتعلق بالتأمينات‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬مصطفى كمال طه‪.‬أساسيات القانون البحري ‪ .‬الطبعة االولى‪ .‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ .‬بيروت‪.‬لبنان‪.2771 .‬ص‪.111‬‬
‫المادة ‪ 121‬من األمر ‪ 79-79‬المتعلق بالتأمينات‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫مصطفى كمال طه ‪.‬وائل أنور بندق ‪.‬مرجع سابق ص‪.111‬‬ ‫‪4‬‬

‫الفقرة (‪ )2‬من المادة ‪ 121‬من األمر ‪ 79-79‬المتعلق بالتأمينات‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫الفقرة األولى من المادة ‪ 121‬من األمر ‪ 79-79‬المتعلق بالتأمينات‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪44‬‬
‫الفصل الثاني‪................................................................................. :‬سريان عقد التأمين البحري‬

‫‪ -1‬التأمين على البضائع ‪ :‬يعقد التأمين على البضائع دائما سواء ثم بوثيقة منعزلة أو بوثيقة عائمة‬
‫لرحلة واحدة‪ ،1‬وتستمر هذه الرحلة من نقطة الخروج من المخزن في أقصى نقطة من اإلرسال‬
‫إلىلحظة دخولها في مخزن المرسل إليه في ما كان الوصول المعين في أمر تأمين الرحلة لها‪.2‬‬

‫وجدير بالذكر أنه إذا وصلت البضائع المؤمن عليها إلى مكان الوصول للرحلة المضمونة ‪ ،‬لكنها ما زالت لم‬
‫تدخل إلى مخازن المرسل إليه ألنها وضعت في المستودعات ‪،‬أو المخازن العامة أو الخاصة ‪ ،‬أو مخازن‬
‫إنتضارالجمركة أو على الرصيف ‪ ،‬فإن ضمان المؤمن يتوقف تلقائيا بانقضاء شه ار واحد ابتداء من تفريغ‬
‫البضاعة من السفينة الناقلة أو عتاد آخر للنقل ‪ ،‬وذلك عندما يكون الميناء هو آخر نقطة للوصول ‪ ،‬أو‬
‫بمرور خمسة عشرة (‪ )19‬يوما عندما يكون مكان الوصول النهائي هو نقطة في الداخل وباتفاق مشترك‬
‫للمتعاقدين يمكن لهما تمديد هذه اآلجال‪.3‬‬

‫ثانيا ‪ :‬التأمين لزمن معين‬

‫غالبا ما يحدد في وثائق التأمين لزمن معين ‪ ،‬زمان األخطار بشكل واضح وبواسطة إدراج شرط‬
‫صريح الذي يحدد يوم وساعة السريان ‪ ،‬ونهاية العقد ‪ ،‬وفي حالة عدم النص على ذلك يرجع إلى األحكام‬
‫التشريعية في هذا الصدد‪.4‬‬

‫وقد نصت المادة ‪ 121‬من األمر ‪ 79-79‬المتعلق بالتأمينات على أنه ‪ " :‬فيما يخص التأمين ألجل‬
‫محدد يضمن المؤمن السفينة أثناء سفرها أو تركيبها أو رسوها في إحدى الموانئ أوفي مكان مائي أو جاف ‪،‬‬
‫وفي اآلجال المحددة في العقد ‪ ،‬ويغطي التأمين اليوم األول واألخير من اآلجال المذكو‪.‬ر‪"5‬‬

‫يالحظ في التأمين على السفينة لمدة محددة أو زمن معين أن المؤمن يضمن األخطار التي تقع في‬
‫اليوم األول من المدة واألخطار التي تقع في اليوم األخير منها ‪ ،‬ولكن إذا انقطعت أخبار السفينة بعد‬

‫‪6‬‬
‫ثالثة أشهر بعد آخر نبأ وصول‪ ،‬فيفترض أن الهالك قد حصل في الوقت الذي كان التأمين ساريا فيه‪.‬‬

‫‪1‬المادة ‪ 444‬مناألمر ‪ 04-44‬المتعلق بالتأمينات‪.‬‬


‫‪2‬علي بن غانم ‪.‬مرجع سابق ‪.‬ص‪.444‬‬
‫‪ 3‬علي بن غانم ‪ .‬مرجع نفسه‪ .‬ص‪.292‬‬
‫‪ 4‬علي بن غانم ‪ .‬مرجع نفسه ‪.‬ص‪.291‬‬
‫نص المادة ‪ 121‬من األمر ‪ 79-79‬المتعلق بالتأمينات‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫محمد بهجت عبد اهلل أمين قايد‪ .‬مرجع سابق‪.‬ص‪.121‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪44‬‬
‫الفصل الثاني‪................................................................................. :‬سريان عقد التأمين البحري‬

‫أما في حالة ما إذا كان التأمين على البضائع بوثيقة االشتراك‪ ،‬وكانت الشحنات تتم لحساب الغير‬
‫الذي عهد إلى المؤمن له بإجراء التأمين عليها بشرط أن تكون للمستأمن مصلحة في الشحنة بوصفه أمينا‬
‫‪1‬‬
‫على البضائع‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مكان األخطار‬

‫إن عقد التأمين يعين المدة التي يشملها ضمان التأمين‪ ،‬فان كان لرحلة معينة فمكان األخطار يتحدد‬
‫بالطريق العادي للسفر بين نقطة االنطالق ونقطة الوصول‪.‬‬

‫في حين إذا كان التأمين لمدة معينة فإنه يحدد غالبا طبيعة الرحالت المراد القيام بها أو يحدد على‬
‫‪2‬‬
‫األقل المياه والمناطق التي يجوز فيها للسفينة أن تقوم بالمالحة‪.‬‬

‫كما أن المؤمن ال يضمن إال األخطار التي تقع في المكان المحدد في العقد‪ ،‬لكن اإلشكال المطروح يكون‬
‫في حالة تغيير الرحلة أو الطريق أو السفينة ولإلجابة عن هذا اإلشكال ستعرض الحاالت التالية‪:‬‬

‫أوال‪ :‬تغيير الرحلة‬

‫إن الرحلة البحرية تحدد من ميناء اإلقالع لتنتهي بميناء الوصول و ذلك تطبيق لقاعدة "العقد شريعة‬
‫المتعاقدين‪ ."3‬إ ْذ أنّ نوع الرحلة المقررة تأخذ بعين االعتبارللمؤمن في حساب المخاطر وقسط التأمين‪ ،4‬فقد‬
‫تتغير بداية الرحلة أو تغيير ميناء الوصول لظرف قهري يمنع السفينةمن تفريغ البضائع في ميناء الوصول ‪،‬‬
‫ويكون هذا خارجا عن إرادة المجهز أو الشاحن فيقع على عاتق المؤمن تعويض األخطار الالحقة خالل هذه‬
‫المالحة مقابل قسط إضافي أو بدون مقابل حسبما كان التغيير ناتج عن خطر مضمون فيكون خارج إرادة‬
‫المؤمن له إذا ازداد من احتمال حدوث األخطار فيكون بمقابل قسط إضافي‪.5‬‬

‫أما بالنسبة للبضائع فتسري عليها أحكام المادة ‪ 119‬من األمر ‪ 79-79‬المتعلق بالتأمينات حيث‬
‫نصت على‪" :‬يسرى التأمين على البضائع بدون انقطاع فيما كان في حدود الرحلة المذكورة في وثيقة التأمين‪.‬‬

‫محمد بهجت عبداللهأمين قايد ‪.‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.121‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬مصطفى كمال طه ‪ .‬وائل أنور بندق‪.‬مرجع سابق‪.‬ص‪.111‬‬


‫علي بن غانم ‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.221‬‬ ‫‪3‬‬

‫مصطفى كمال طه ‪ .‬وائل أنور بندق‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.119‬‬


‫‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪5‬عليبن غانم ‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.227‬‬

‫‪44‬‬
‫الفصل الثاني‪................................................................................. :‬سريان عقد التأمين البحري‬

‫وتبقى األخطار مغطاة أيضا إذا حدت أي تغير في الطريق أو الرحلة أو السفينة ويكون هذا التغيير‬
‫خارجا عن رقابة المؤمن له أو إرادته‪"1.‬‬
‫ً‬

‫وعليه فإن تغيير الرحلة اضط ارريا كأن تفر السفينة من عاصفة فإن المخاطر تقع على عاتق المؤمن‬
‫‪ ،‬وذلك ألن تغيير الرحلة في هذه الحالة إنما كان نتيجة لخطر بحري يدخل ضمن المخاطر المؤمن عليها ‪،‬‬
‫أما إذا كان اختياريا فتارة تقع على عاتق المؤمن وأخرى تقع على عاتق المستأمن كتتغير الرحلة المقررة‬
‫قصدا بعد السفر فتقع على عاتق المؤمن ‪.2‬‬
‫ً‬ ‫قصدا بعد السفر ‪ ،‬لكن إذا غيرت الرحلة باإلطالة‬
‫ً‬

‫ثانيا‪ :‬تغيير الطريق أو االنحراف‬

‫عند قيام السفينة بالرحلة المقررة من ميناء االنطالق إلى ميناء الوصول دون أن تسلك الطريق‬
‫المحدد في العقد أو الطريق المعتاد ‪ ،‬فإنها تكون قد غيرت طريقها وانحرفت عنه‪ ،3‬وينتج عن هذا إعفاء‬
‫المؤمن من الضمان إذا كان االنحرافاختياريا ‪ ،‬أما إذا كان اضطراريكسؤ األحوال الجوية (أصبح مفروضا)‬
‫أو رغبة في انقاد األشخاص فال يعفى المؤمن من التزامه بضمان المخاطر نحو المؤمن له ‪ ،‬واذا لم يكن‬
‫تغيير الطريق اضط ارريا يبقى المؤمن مع ذلك مسؤوال عن الحوادث التي يتبث أنها وقعت في جزء من‬
‫الطريق المتفق عليه أو الطريق المعتاد في حالة عدم وجود اتفاق‪ ،4‬وقد تناول المشرع الجزائري ذلك في الفقرة‬
‫الثانية من المادة ‪ 119‬من األمر ‪ 79-79‬المتعلق بالتأمينات‪.‬‬

‫لكن المشكل المطروح هو حالة التغيير الجزئي للطريق ‪ ،‬أي تغير سير السفينة للطريق المتفق عليه‬
‫أو الطريق المعتاد ثم عادت إليه وعندئذ تحقق الخطر فهنا على من يقع الضمان؟‪.‬‬

‫بعض الفقهاء والقضاة ذهبوا إلى عدم مسؤولية المؤمن عند تغيير الطريق ‪ ،‬ولو لم يكن لهذا التغير أثر ما‬
‫في تحقق الخطر ‪ ،‬إال أن الرأي الراجح تبت بأنه يكفي أن يتحقق الخطر أثناء الرحلة المقررة وفي الطريق‬
‫المحدد حتى يكون المؤمن مسؤوال عنه ‪ ،‬مالم يكن لتغيير الطريق أثر في تحقق الخطر كتعرض سفينة‬
‫لعاصفة لو سلكت الطريق المعتاد‪.5‬‬

‫‪1‬نص المادة ‪ 119‬من األمر ‪ 79-79‬المتعلق بالتأمينات‪.‬‬


‫مصطفى كمال طه ‪ .‬وائل أنور بندق ‪ .‬مرجع سابق‪.‬ص‪.119‬‬ ‫‪2‬‬

‫مصطفى كمال طه ‪ .‬وائل أنور بندق ‪ .‬مرجع نفسه‪.‬ص‪.119‬‬ ‫‪3‬‬

‫محمد بهجت عبد اهلل أمين قايد‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.121‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪5‬مصطفى كمال طه ‪ .‬وائل أنور بندق‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.112‬‬

‫‪40‬‬
‫الفصل الثاني‪................................................................................. :‬سريان عقد التأمين البحري‬

‫ثالثا ‪ :‬تغيير السفينة ‪ :‬يعتبر تغيير السفينة في التأمين البحري تغيير لمحل التأمين وبالتالي بطالن العقد ‪،‬‬
‫كذلك في التأمين على البضائع فإن السفينة هي المحل الذي يحصل فيها هالك البضائع ‪ ،‬وبالتالي فإن تغير‬
‫السفينة الناقلة لهذه البضائع اختياريا يعتبر تعديال لمكان األخطار ويترتب عنه بطالن العقد مالم يتفق على‬
‫خالف ذلك‪.1‬‬

‫أما إذا كان تغيير السفينة جبريا بسبب عدم صالحيتها للمالحة أو كان بناء على شرط في الوثيقة يخول‬
‫للمؤمن له سلطة التغيير فيبقى المؤمن مسؤوال عن األخطار التي يشملها التأمين ويضمن كل ضرر أو هالك‬
‫‪2‬‬
‫قد يلحقها‪.‬‬

‫وخالصة القول أن التغيير االضطراري للسفينة في العصر الحديث ال يعد تغيي ار ألحد العناصر الهامة في‬
‫العقد ألن جميع السفن الحالية المسموح لها بممارسة المالحة البحرية لها نفس القدرة في ذلك‪ ،‬ولكن يجب أن‬
‫يخطر الشاحن بهذا التغيير لمعرفة زمان وصولها وتمكنه من تسلم بضائعه‪.3‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬إثبات زمان ومكان اإلخطار‬

‫إن حصول الخطر المؤمن ضده يجب أن يقع خالل الزمان والمكان المتفق عليهما في العقد‪ ،‬حتى تقوم‬
‫مسؤولية المؤمن ويكون ملتزما بالتعويض وهذا ما أستنتج من خالل ما سبق‪ ،‬لدى فإن حدث الخطر خالل‬
‫هذا المجال الزمني والمكاني تحقق شرط الحق في التعويض للمؤمن له اتجاه المؤمن‪ ،‬لكن إثبات ذلك مسألة‬
‫في درجة من األهمية فاألصل أنه ال حق لشخص بدون إثبات ما يدعيه‪ ،‬ويتم ذلك وفقا لقواعد‬
‫اإلثباتالمعمول بها في هذا الصدد‪ ،‬لذلك سيتم التكلم عن إثبات هذه األخطار كما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬إثبات بداية األخطار‬

‫إذا طالب المستأمن بمبلغ التأمين‪ ،‬حق عليه إثباتتعرض الشيء المؤمن عليه للخطر‪ ،‬واثبات الضرر الذي‬
‫لحق هذا الشيء من جراء الخطر البحري المؤمن منه الذي تعرضت له السفينة أو البضاعة أو أي مصالح‬
‫‪4‬‬
‫أخرى‪.‬‬

‫‪1‬مصطفى كمال طه ‪.‬وائل أنور بندق‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.117‬‬


‫‪2‬محمد بهجت عبد اهلل أمين قايد‪ .‬مرجع سابق‪.‬ص‪.129‬‬
‫‪3‬علي بن غانم‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص ‪.277‬‬
‫‪4‬علي بن غانم‪ .‬مرجع نفسه‪ .‬ص ‪.271‬‬

‫‪44‬‬
‫الفصل الثاني‪................................................................................. :‬سريان عقد التأمين البحري‬

‫أما عن اإلثبات الخاص بالبضائع فيستنتج بطريقة غير مباشرة من مكان معاينة الخسائر التي لحقت‬
‫بها‪ ،‬وان نفدت البضائع فمن وثيقة سند الشحن يتم اإلثبات‪ ،‬أو رسالة النقل أو الفواتير أو وثائق أخرى‪ ،‬وهذه‬
‫الوثائق تثبت نقل البضائع وتاريخ شحن البضائع‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬إثبات نهاية األخطار‬

‫إن نهاية األخطار تستنتج من عدم حدوث أي حادث أو كارثة ألنها مسألة واقع تثبت بكافة الطرق‪،‬‬
‫فنهاية األخطار‪ ،‬يتم إثباتها بوصول السفينة والبضائع بدون خسارة أي في التأمين ألجل معين بحلول األجل‪،‬‬
‫فإذا تم اإلثبات بأن الخطر حصل خالل زمان ومكان اإلثبات‪ ،‬نشأ التزام المؤمن‪ ،‬وان ثارت مشكلة حول‬
‫زمان حصول الخطر فيجب اإلثبات بأنه حصل قبل انقضاء األجل‪.2‬‬

‫وتلك مسألة واقع يمكن إثباتها بكل الطرق‪ ،‬لكن قد ال يكون تأمينا بحريا وانما تأمين بري إذا توافرت‬
‫شروطه‪ ،‬أما شرط التأمين البحري أو أحد شروطه فقد انتفى وبالتالي ينتفي التأمين البحري‪ .3‬وهذا طبقا للمادة‬
‫‪ 129‬من األمر ‪ 79-27‬الملغى التي توافقه المادة ‪ 72‬من األمر ‪ 79-79‬المتعلق بالتأمينات‪.4‬‬

‫إن عبأ إثبات أن الخطر قد حصل خالل زمان ومكان التأمين يقع على عاتق المستأمن‪ ،‬لكن في المقابل‬
‫يحق للمؤمن دحض هذه القرينة بإثبات أن الخطر لم يتحقق في هذا الزمان أو ذاك المكان أو عدم سريان‬
‫العقد على هذه المخاطر‪.5‬‬

‫أما فيما يخص ا إلثبات بالنسبة للسفينة فيكون بإثبات تاريخ ومكان هذه الكوارث والتي ليست بأمر صعب‪،‬‬
‫واذا حصلت الخسارة دون وصول أخبار عن إثبات تاريخ ميناء اإلقالع أو آخر ميناء‪ ،‬فإنه يرجع في المسألة‬
‫كلها إلى شروط الزمان المنصوص عليها في وثيقة التأمين‪.6‬‬

‫‪1‬تيكاري هيفاء رشيدة‪ .‬مرجع سابق ‪.‬ص ‪.171‬‬


‫‪2‬محكمة باريس التجارية في ‪ 17‬مارس ‪ 1791‬منشور في ‪ 1791 D.MF‬ص ‪ .271‬نقال عن علي غانم‪ .‬مرجع سابق‪.‬ص ‪.272‬‬
‫‪3‬علي غانم‪ .‬مرجع سابق‪.‬ص ‪.272‬‬
‫‪4‬المادة ‪ 72‬من األمر ‪ 79-79‬المتعلق بالتأمينات‪.‬‬
‫‪5‬مصطفى كمال طه‪ .‬وائل أنور بندق‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص ‪.117‬‬
‫‪6‬علي بن غانم‪ .‬مرجع سابق ‪.‬ص ‪.272‬‬

‫‪44‬‬
‫الفصل الثاني‪................................................................................. :‬سريان عقد التأمين البحري‬

‫المبحث الثاني‬

‫آثار عقد التأمين البحري‬

‫من الثابت قانونا أن جميع العقود منشأة آلثار قانونية في ذمة أطرافها‪ ،‬حيث تتمثل في االلتزامات‬
‫والحقوق‪ ،‬شأن ذلك شأن عقد التأمين البحري‪ ،‬فهو ينشئ التزامات وحقوق في ذمة المؤمن له والمؤمن‪ ،‬لدى‬
‫عمد التكلم في المطلبين التاليين عن التزامات المؤمن له والتزامات المؤمن بهذا الترتيب‪ ،‬وفي نفس اإلطار‬
‫نضم المشرع الجزائري هذا الباب في األمر ‪ 79-79‬المتعلق بالتأمينات في المواد ‪ 172‬وما يليها في القسم‬
‫الثالث تحت عنوان حقوق المؤمن والمؤمن له والتزاماتهما‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬التزامات المؤمن له‬

‫تتمثل التزامات المؤمن له فيتلك الواجبات المنصوص عليها إما في القانون أو في وثيقة التامين‪،‬‬
‫تثبت في ذمته بمجرد اإلمضاء على وثيقة التأمين أو بتحرير اإلشعار بالتغطية وسيتم التحدت عن هذه‬
‫االلتزامات في ثالثة فروع أولها االلتزام بدفع القسط‪ ،‬تم التصريح بالبيانات الصحيحة عن الخطر المضمون‪،‬‬
‫وأخي ار الحفاظ على مصالح المؤمن‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬دفع القسط‬

‫"القسط هو المقابل الذي يدفعه المؤمن له للمؤمن الذي يرتضي تعويض المؤمن عن الضرر الالحق‬
‫به في معرض رحلة بحرية‪ ،‬وهو التزام على المؤمن له يتحدد باتفاق الطرفين عليه المؤمن والمؤمن له‪ ،‬ويدفع‬
‫في اآلجال المحددة في العقد‪ ،‬فهو مبلغ من النقود يلتزم المؤمن له بدفعه للمؤمن‪ ،‬وهو وان كان يحدد باتفاق‬
‫الطرفين‪ ،‬فان المؤمن عادة هو الذي يستقل بوضعه ويكون بشكل نسبة مئوية من قيمة األشياء موضوع‬
‫التأمين أو بمبلغ مقطوع حسب االتفاق مع مراعاة نوع هذه األشياء وقيمتها وعمر السفينة وحمولتها والرحلة‬
‫البحرية واحتمال وقوع الخطر‪."1‬‬

‫أوال‪ :‬قاعدة عدم تعديل القسط‬

‫قد عرفت التشريعات المنظمة للتأمين البحري‪ ،‬اختالف حول قسط التأمين‪ ،‬فاألصل أن قسط‬
‫التأمين يجب أن يكون ثابت‪ ،‬أي أن المؤمن له ال يلتزم إال بالمبلغ الذي تم تحديده كقسط للتأمين مقابل‬
‫تحمل المؤمن لألخطار‪ ،‬وهذا ما سار عليه المشرع األردني في المادة ‪ 271‬من قانون التجارة البحرية‬

‫‪1‬عبد القادر لعطير‪.‬باسم محمد ملحم‪ .‬مرجع سابق ‪.‬ص‪.919‬‬

‫‪44‬‬
‫الفصل الثاني‪................................................................................. :‬سريان عقد التأمين البحري‬

‫‪1‬‬
‫قر بقابلية تغيير القسط‪ ،‬وبالتالي لم يعتبر هذه‬
‫األردني ‪ ،‬وسار على هذا النهج المشرع الجزائري حيث أ أ‬
‫القاعدة من النظام العام وهذا ما جاء في نص المادة ‪ 177‬من األمر ‪ 79-79‬المتعلق بالتأمينات‪ ":‬إذا أخل‬
‫المؤمن له بااللتزامات الواردة في المادة ‪1 172‬و‪ 1‬أعاله‪ ،‬يستطيع المؤمن أن يطالب المؤمن له بزيادة في‬
‫القسط‪ ،‬واذا وقع حادث في تلك األثناء يجوز له أن يخفض التعويض بمعدل القسط المدفوع بالنسبة إلى‬
‫القسط المستحق فعال‪".2‬‬

‫أقر مراجعة القسط في اتجاه واحد وهو الزيادة في‬


‫من خالل نص المادة السابقة المشرع الجزائري أ‬
‫حاالت حددها صراحة جاءت في المادة ‪ 172‬فقرة ‪1‬و‪ 1‬من قانون ‪ 79-79‬المتعلق بالتأمينات وهي‪ :‬عدم‬
‫تقديم المؤمن له تصريحا صحيحا بجميع الظروف للسماح للمؤمن بتقدير الخطر‪ ،‬وحالة عدم التصريح في‬
‫أجل ‪ 17‬أيام على األكثر بعد اطالعه على أي تفاقم للخطر المضمون حصل أثناء العقد‪ .3‬أما في شأن‬
‫تخفيض القسط فالمشرع الجزائري يمنع كل شرط أو اتفاق من شأنه تخفيض القسط بالنسبة للتعريفة‪ 4.‬إال إذا‬
‫أخل المؤمن له بااللتزامات الواردة في الفقرتين األولى والثانية من المادة ‪ 111‬من األمر ‪ 79-79‬المتعلق‬
‫‪5‬‬
‫بالتأمينات‪.‬‬

‫ويبقى المدين بالقسط هو المؤمن له أو الطرف الممضي على وثيقة التأمين‪ ،‬أي يكون المؤمن له هو‬
‫المستفيد من التأمين أم أن هناك شخص آخر معين أو غير معين أو قابل للتعيين هو المستفيد من الـتأمين‬
‫البحري‪ ،6‬أي أن المدين بالقسط هو الموقع على وثيقة التأمين بغض النظر عن استفادته أم ال‪.‬‬

‫في حالة دفع المؤمن له قسط التأمين‪ ،‬يجوز للمؤمن فسخ العقد بعد إنذار المؤمن له بالدفع‪ ،‬أو أن يوقف‬
‫الضمان أو يمتنع عن دفع التعويض المقابل‪ ،‬مادام القسط لم يدفع‪ ،7‬وهذا تنفيذا لقاعدة الدفع بعدم التنفيذ‬
‫ويجوز له في ذلك إنقاص المبلغ المستحق من مبلغ التعويض الذي سيدفع أو يرفضه‪.8‬‬

‫‪1‬عادل علي المقدادي‪ .‬مرجع سابق ‪.‬ص ‪.227‬‬


‫‪2‬المادة ‪ 177‬من األمر المتعلق بالتأمينات‪.‬‬
‫‪3‬المادة ‪ 172‬الفقرتين (‪ )1‬و (‪ )1‬من األمر ‪ 79-79‬المتعلق بالتأمينات‪.‬‬
‫‪4‬المادة ‪ 22‬من األمر ‪ 79-79‬المتعلق بالتأمينات‪.‬‬
‫‪5‬المادة ‪ 111‬من األمر ‪ 7979‬المتعلق بالتأمينات‪.‬‬
‫محمد فريد لعريبي‪ .‬وهاني دويدار‪ .‬مرجع سابق ‪.‬ص ‪.191‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪7‬المادة ‪ 111‬من األمر ‪ 79-79‬المتعلق بالتأمينات‪.‬‬


‫‪8‬المادة ‪ 112‬من األمر ‪ 79-79‬المتعلق بالتأمينات‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫الفصل الثاني‪................................................................................. :‬سريان عقد التأمين البحري‬

‫ثانيا‪ :‬الوفاء بالقسط‬

‫قد تثير مسألة الوفاء بالقسط عدة تساؤالت حول زمان ومكان الوفاء بالقسط وقابلية القسط للتجزئة‬
‫من عدمه وجزاء تخلف دفع القسط‪.‬‬

‫القاعدة العامة أن الوفاء بالقسط غير قابل للتغيير‪ ،‬بحكم أنه يحدد وقت اإلبرام وقابل لذلك في‬
‫حاالت استثنائية‪ ،‬لذلك فيكون مستحقا بمجرد إبرام العقد بين المؤمن والمؤمن له وهذا ما نصت عليه المادة‬
‫‪ 97‬من األمر ‪ 79-79‬المتعلق بالتأمينات التي جاء نصها‪ ":‬يمثل القسط الوحيد المبلغ الذي يجب على‬
‫مكتتب التأمين أداءه دفعة واحدة عند اكتتاب عقد التأمين قصد التحرر من التزامه والحصول على‬
‫الضمان‪".1‬‬

‫وما يفهم من نص المادة أن قسط التأمين يدفع وقت إبرام العقد‪ ،‬غير أنه ونظ ار لطبيعة عقد التأمين‬
‫وتنوع أشكاله‪ ،‬كحالة عقد التأمين بوثيقة االشتراك يجوز أن يدفع مقسطا على أن يحدد تاريخ االستحقاق كل‬
‫دفعة سواء ثالثيا أو شهريا أو حتى في أي تاريخ آخر‪.2‬‬

‫وبالتالي فالمؤمن له يلتزم بدفع قسط التأمين والمصروفات المتعلقة بإبرام العقد في المكان والزمان المتفق‬
‫عليهما ‪ ،‬إذا لم يتفقا على مكان الوفاء بالقسط كان موطن المؤمن هو مكان دفع القسط تطبيقا للقواعد‬
‫العامة‪.3‬‬

‫وعادة ما يدفع القسط بصورة دورية في أول وحدة زمنية ‪ ،‬وغالبا ما تكون مدة التأمين سنة إال أنه‬
‫ألف عن طريق العادة أن القسط السنوي يج أز على دفعات تكون سداسية أو شهرية لتسيير التسديد من المؤن‬
‫لهم‪.4‬‬

‫لما كانت العادة على أن تكون مدة التأمين هي سنة فالسؤال الذي يطرح نفسه ‪ ،‬ما مدى ارتباط مدة‬
‫التأمين بالقسط ؟أي قابلية القسط لالنقسام أو التجزئة ‪ ،‬وهذا إذا طرأت خالل مدة التأمين ظروف تمنع تنفيذ‬
‫العقد أو انتهت مدة هذا األخير قبل حلول األجل ‪ ،5‬كحالة استحالة الخطر لتوقف السفينة على اإلبحار ‪،‬‬
‫أو حالة التأمين على السفينة لمدة معينة من المخاطر التييشملها التأمين وبعد سريان العقد تعرضت للهالك‬

‫‪1‬المادة ‪ 97‬من األمر ‪ 79-79‬المتعلق بالتأمينات‪.‬‬


‫‪2‬المادة ‪ 21‬من األمر ‪ 79-79‬المتعلق بالتأمينات‪.‬‬
‫‪3‬محمد بهجت عبد اهلل أمين قايد ‪.‬مرجع سابق ‪.‬ص ‪.111‬‬
‫‪4‬المادة ‪ 21‬من األمر ‪ 79-79‬المتعلق بالتأمينات‪.‬‬
‫‪5‬محمد بهجت عبد اهلل قايد أمين ‪ .‬مرجع سابق‪.‬ص‪.111‬‬

‫‪44‬‬
‫الفصل الثاني‪................................................................................. :‬سريان عقد التأمين البحري‬

‫بسبب مخاطر حربية غير مشمولة بالتأمين ‪ ،‬هنا نميز بين رأيين ‪ ،‬فالبعض يرى بأن للمؤمن الحق في‬
‫القسط المتفق عليه في العقد وان كان تنفيذ العقد قد أوقف بقوة قاهرة قبل انتهاء مدة التأمين ‪ ،‬تأسيسا على‬
‫أن حق المؤمن في القسط يبدأ مند سريان عقد التأمين البحري ‪ ،‬وهذا الحق يبقى على عاتق المؤمن له ‪،‬‬
‫على اعتبار أن عقد التأمين البحري هو عقد من عقود الغرر ‪ ،‬حيت تقضي طبيعته أن يبقى حق المؤمن في‬
‫القسط كامال ‪ ،‬حتى لوزال الخطر المؤمن منه قبل نهاية مدة التأمين ‪ ،‬ألن ضمان الخطر من جانب المؤمن‬
‫قد بدأ منذ سريان العقد ‪ ،‬ولو كان الخطر قد وقع قبل وقوع القوة القاهرة التي منعت استمرار العقد لكان على‬
‫المؤمن واجب تعويض المؤمن له عن األضرار التي أصابته‪.1‬‬

‫بينما يرى االتجاهاألخر ‪،‬بأن حق المؤمن يتجلى في مثل هذه الحالة بقسط التأمين الذي يقابل المدة‬
‫التي يسرى فيها عقد التأمين البحري ‪ ،‬وال يحق له المطالبة بأقساط التأمين عن المدة التي تلت فترة إيقاف‬
‫العقد بقوة قاهرة ‪ ،‬ال عالقة لها بالمخاطر التي يشملها عقد التأمين البحري ‪ ،2‬ويبرر أصحاب هذا االتجاه‬
‫رأيهم باالعتماد على القرار الصادر عن محكمة النقض الفرنسية‪.3‬‬

‫والجدير بالذكر أن المشرع الجزائري لم يتضمن ال في القانون القديم وال للجديد نص قانوني يحسم‬
‫المشكلةباستثناء ما ورد في المواد ‪ 19-22-12‬من األمر ‪ 79-27‬الملغى المتعلق بالتأمينات كإشارة لما‬
‫قضى به القانون الفرنسي سنة ‪.4 1717‬‬

‫ومنه يستنتج أن القانون الجزائري قد تأثر بالقانون الفرنسي الصادر سنة ‪ 1717‬ومن بين ما جاء به المواد‬
‫السابق ذكرها‪ ،‬وجوب رد القسط في الحاالت التالية على الترتيب‪:‬‬

‫‪ ‬فسخ العقد بسبب اإلدالء ببيانات كاذبة عن الخطر المؤمن عليه‪.‬‬


‫‪ ‬توقف سريان عقد التأمين لجماعة الدائنين في حالة الفسخ أو إفالس المؤمن له أو تصفية أمواله‬
‫تصفية قضائية‪.‬‬
‫‪ -‬في المدة التي لم يعد فيها الشيء للمؤمن عليه معرضا للخطر المؤمن منه‪ ،‬في حالة هالك الشيء‬
‫المؤمن عليه هالك كليا بسبب آخر غير الخطر المؤمن منه‪.‬‬

‫‪1‬عادل علي المقدادي‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.222-221‬‬


‫‪2‬عادل علي المقدادي‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.222‬‬
‫قرار محكمة النقض الفرنسية الصادر بتاريخ ‪ 1721/1/1‬رقم ‪ 1221‬نقال عن محمد بهجت عبد اهلل أمين قايد ‪ .‬مرجع سابق‬ ‫‪3‬‬

‫‪.‬ص‪.111‬‬
‫المواد ‪ 19-22-12‬من األمر ‪ 79-27‬المتعلق بالتأمينات‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪44‬‬
‫الفصل الثاني‪................................................................................. :‬سريان عقد التأمين البحري‬

‫من خالل ما سبق تبين أن عقد التأمين اليمكن أن يؤدي وظيفته بدون القسط ولهذه األهمية أقر‬
‫المشرع الجزائري أحكاما خاصة في األمر ‪ 79-79‬المتعلق بالتأمينات في المادة ‪ 111‬منه ‪ ،‬حيث أن‬
‫المشرع الجزائري وتفاديا ألي لبس وضع مجموعة من اإلجراءات الواجب إتباعها قبل أن يقر في النهاية جزاء‬
‫تخلق الوفاء بالقسط ‪ ،‬فجاءت المادة ‪ 111‬من األمر السابق لتنص على أنه في حالة عدم دفع القسط وجب‬
‫على المؤمن أن يندر المؤمن له بأن ينفد التزامه بدفع القسط‪ ،1‬وهذا األجراء استمده المشرع الجزائري من‬
‫القواعد العامة المتعلقة بآثار العقد من باب مصادر االلتزام في المادة ‪ 117‬من القانون المدني ‪ ،‬التي تلزم‬
‫لتزماته قبل المطالبة بالفسخ والتعويض ‪ ،2‬زيادة عن ذلك فإذا لم يتم المؤمن‬
‫الدائن بإخطار المدين بتنفيذ ا ا‬
‫له بالوفاء في أجلثمانية(‪ )2‬أيام من توصله باألخطار المرسلة بموجب رسالة موصى عليها ‪ ،‬أوقف المؤمن‬
‫الضمان وجاز له فسخ العقد بعد عشرة(‪ )17‬أيام من إيقاف الضمان وفي هذه الحالة وجب عليه إخطار‬
‫‪3‬‬
‫المؤمن برسالة موصي عليها‬

‫يستنتج مما سبق أن المشرع الجزائري في تنظيمه لمسألة عدم دفع القسط استوحى هذه األحكام من‬
‫القواعد العامة في تنفيذ االلتزامات‪ ،4‬إال أنه علقها باآلجال وهي قصيرة الرتباط عقد التأمين البحري بما‬
‫يعرف ""بعنصر االحتمال"‪.5‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬االلتزام بتقديم بيانات صحيحة عن الخطر المؤمن عليه‬

‫التزمات المؤمن له ‪ ،‬إضافة إلى دفع أقساط التأمين ‪ ،‬اإلدالء بالبيانات الحقيقية عن‬
‫من بين ا‬
‫الخطر المؤمن منه ‪ ،‬وهذا االلتزام يقع على عاتق المؤمن له ال فقط أثناء إبرام عقد التأمين البحري ‪ ،‬وانما‬
‫طيلة فترة سريانه ‪ ،‬ألنه قد تط أر ظروف جديدة توأدي إلى زيادة احتمال وقوع الخطر المؤمن منه‪.6‬‬

‫وتجدر اإلشارة على أن هذاااللتزام هوالتزام قانوني نصت عليه معظم التشريعات في تنظيمها لمسألة‬
‫التأمين البحري ‪ ،‬وقد نص عليه المشرع الجزائري كأول التزاميقع على عاتق المؤمن له في نص المادة ‪172‬‬
‫من األمر ‪ 79-79‬المتعلق بالتأمينات ‪ ،‬إسناد إلى نص المادة المشرع فرض على المؤمن له التصريح‬

‫‪1‬المادة ‪ 111‬من األمر ‪ 79-79‬المتعلق بالتأمينات‪.‬‬


‫‪2‬المادة ‪ 117‬من القانون المدني الجزائري‪.‬‬
‫المادة ‪ 111‬من األمر ‪ 79-79‬المتعلق بالتأمينات‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪4‬المادتان ‪ 171‬و‪ 117‬من القانون المدني الجزائري‪.‬‬


‫‪5‬نص الفقرة (‪ )2‬من المادة ‪ 11‬من األمر ‪ 79-79‬المتعلق بالتأمينات‪ " :‬يجب على المؤمن له أن يدفع القسط المطلوب خالل خمسة‬
‫عشرة يوما (‪ )19‬على األكثر من تاريخ االستحقاق"‪.‬‬
‫‪6‬عادل علي المقدادي ‪.‬مرجع سابق‪.‬ص‪.221‬‬

‫‪44‬‬
‫الفصل الثاني‪................................................................................. :‬سريان عقد التأمين البحري‬

‫ببيانات صحيحة ودقيقة عن الخطر المضمون ‪ ،‬حتى يتمكن المؤمن من أخذ فكرة حقيقية عن هذا الخطر ‪،‬‬
‫وتقدير القسط الذي يتناسب مع أهمية ودرجة خطورته ‪ ،1‬كذلك ماجاء في الفقرة األولى من المادة ‪ 19‬من‬
‫نفس األمر حيث أن المؤمن له ملزم بالتصريح بجميع البيانات والظروف المعروفة لديه ضمن استمارة أسئلة‬
‫‪2‬‬
‫تسمح للمؤمن بتقدير األخطار التي يتكفل بتغطيتها‪.‬‬

‫انطالقا مما سبق‪ ،‬فإن الصورة الغالبة في هذا االلتزام هي ليست عدم التصريح بالبيانات الالزمة‪،‬‬
‫وانما المغالطة فيها أو السكوت عنها أو عن بعضها لهدف واحد للمؤمن له وهو عدم دفع قسط كبير للتأمين‪.‬‬

‫ومنه فجزاء اإلخالل بالتصريح بالبيانات الدقيقة والصحيحة لحصر الخطر قد نضمها المشرع‬
‫الجزائري ورتب عدة نتائج إذا تخل المؤمن له عن أداء هذا االلتزام‪.‬‬

‫أوال‪ :‬عدم اقتران امتناع المؤمن له باإلدالء بالبيانات الصحيحة بغش‬

‫إذا كان امتناع المؤمن له بالقيام بالتزامه عن حسن نية أو جهالة بشرط أن يخطر المؤمن بذلك ‪،‬‬
‫وتبت للمؤمن له أن البيانات المقدمة غير كافية أو غير صحيحة وأن قسط التأمين المدفوع بموجبها ال يقابل‬
‫ماصرح بالبيانات الصحيحة أو المغفل عنها فإنه يمكن للمؤمن أن يطالب بالزيادة‬
‫ً‬ ‫القسط الواجب الدفع إذا‬
‫في القسط بما يتناسب مع الخطر أو الفسخ إذا لم يقبل المؤمن له بالزيادة ‪ ،‬أما إذا ثم ذلك بعد تحقق الخطر‬
‫المضمون جاز له أن يخفض التعويض بمعدل القسط المدفوع فقط‪.3‬‬

‫ثانيا ‪:‬اقترانامتناع المؤمن له باإلدالء بالبيانات الصحيحة بغش‬

‫قد يتخذ الغش في هذه الحالة إما صورة تصريح كاذب حيث أن الكذب يتمثل في إدالء المؤمن له‬
‫للمؤمن بالبيانات المتعلقة بالخطر المؤمن ضده ولكن بصورة تخالف الحقيقة ‪ ،‬ومن بين أمثلة الكذب في‬
‫البيانات ‪ ،‬أن يذكر المؤمن له في وثيقة التأمين عدد الطرود المؤمن عليها يجاور العدد المشحونفعال أويذكر‬
‫أن البضائع المؤمنة مشحونة في العنابر ‪ ،‬في حين أنها مشحونة على سطح السفينة ‪ .4‬وبالتالي يستفيد‬
‫المؤمن له بقسط أقل من القسط الواجب الدفع أو القسط الحقيقي ‪ ،‬وقد يتخذ الغش في صورة الكتمان ويراد‬
‫عمدا عن اإلدالء للمؤمن ببيانات متعلقة بالخطر المؤمن ضده ويوهم المؤمن معرفتها ‪،‬‬
‫به امتناع المؤمن له ً‬

‫المادة ‪ ،172‬فقرة ‪ 71‬من األمر ‪ 79-79‬المتعلق بالتأمينات‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬المادة ‪ 19‬من فقرة ‪ 71‬من األمر ‪ 79-79‬المتعلق بالتأمينات‪.‬‬


‫‪3‬المادة ‪ 177‬من األمر ‪ 79-79‬المتعلق بالتأمينات ‪.‬‬
‫‪4‬محمد بهجت عبد اهلل أمين قايد‪ .‬مرجع سابق ‪.‬ص‪.117‬‬

‫‪44‬‬
‫الفصل الثاني‪................................................................................. :‬سريان عقد التأمين البحري‬

‫ومن أمثلة الكتمان عدم ذكر المؤمن له للمؤمن في التأمين على البضائع بأنها مشحونة على السطح وأن‬
‫البضائع أو السفينة المؤمن عليها قد تعرضت للجنوح وثم تعويمها قبل إجراء التأمين عليها‪.1‬‬

‫وقد رتب المشرع الج ازئري جزاء صارما عن هذه الصورة إذ نصت المادة ‪ 117‬من األمر ‪79-79‬‬
‫المتعلق بالتأمينات على‪ ":‬يعتبر التأمين ال غيا في جميع حاالت الغش الذي يرتكبه المؤمن له ‪"2‬‬

‫ويستنتج من هذه المادة ومن عبارة ال غيا هو البطالن‪ ،‬والبطالن المقرر هنا البطالن بقوة القانون‪.‬‬

‫وجدير بالذكر أن المشرع هنا لم يفرق بين البيانات الجوهرية وغير الجوهرية بخالف القواعد العامة‬
‫التي تفرق في مجال التدليس حول البيانات الجوهرية والثانوية‪ ،‬وهذا ما يرهب دائما التكلم عن ذاتية عقد‬
‫التأمين البحري وتميزه عن باقي العقود‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬قابلية العقد لإلبطال‬

‫إذا كان إخالل المؤمن له بالتزاماتهبسوء نية أو بغش فإن للمؤمن أن يحرمه من مبلغ التأمين ‪ ،‬في‬
‫حالة تحقق الخطر المؤمن منه ‪ ،‬ويبطل العقد مع استحقاق المؤمن لألقساط حتى تاريخ بطالن العقد‪.3‬‬

‫فهذه الحالة خصصها المشرع لفائدة المؤمن الذي منحه القانون المدني المطالبة بإبطال العقد لكن المشرع‬
‫حمله عبء إثباته حيث جاءت المادة ‪ 111‬الفقرة ‪ 2‬منه "‪ ...‬يقع عبء اإلثبات على عاتق المؤمن"‪.‬‬

‫وفي األخير بالمقارنة بين المؤمن والمؤمن له حسن نية وسيء النية‪ ،‬يتضح أن المشرع قد أعطى الحق‬
‫للمؤمن في إيقاف العقد أو فسخه أو إبطاله متى كان المؤمن له سيئ النية‪ ،‬كما أنه منح المؤمن له‬
‫خصوصا بدفع القسط قبل تحقق الخطر واستم اررية العقد إال إذا رفض ذلك‪ ،‬أما إذا تم ذلك بعد الخطر فإنه‬
‫لم يبخس حق المؤمن له في المطالبة بالفرق بين األقساط المدفوعة واألقساط التي يجب دفعها‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الحفاظ على مصالح المؤمن‪:‬إن ذاتية عقد التأمين البحري والخصائص التي تميزه عن باقي‬
‫العقود تحتم عليه أن ينفذ بطريقة تتفق مع ما يجنيه من حسن نية‪ ،‬والثقة المتبادلة واألمان بين األطراف‪،‬‬

‫‪1‬محمد بهجت عبد اهلل أمين قايد‪ .‬مرجع سابق‪.‬ص ‪.117‬‬


‫‪2‬المادة ‪ 117‬من األمر ‪ 79-79‬المتعلق بااللتزامات‪.‬‬
‫‪3‬المواد‪ 111.‬و‪ 111‬والفقرة الثانية من المادة ‪ 111‬والمادتان ‪119‬و‪ 112‬من األمر ‪ 79-79‬المتعلق بالتأمينات ‪.‬‬
‫حيث جاءت نص المادة ‪" :111‬يترتب على كل تصريح غير صحيح يقدمه المؤمن له عن سوء نية بخصوص حادث ما سقوط‬
‫التأمين‪.."..‬‬

‫‪44‬‬
‫الفصل الثاني‪................................................................................. :‬سريان عقد التأمين البحري‬

‫ولذلك كان لزاما على المستأمن أن يتصرف تصرفا عقالنيا مراعيا في ذلك صيانة طريقة العقد ببذل كل ما‬
‫في وسعه لاللتزام بالمحافظة على مصالح المؤمن وحقوقه هذا االلتزام يترتب عليه ما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬إبالغ المؤمن بالحوادث والتخفيف من آثارها‬

‫فهنا على المؤمن له أن يخطر المؤمن بأي حادث بمجرد اطالعه‪ ،‬ويعطي مهلة سبعة(‪ )9‬أيام على‬
‫األكثر من تسلمه نبأ وقوع الكارثة المؤمن ضدها‪ 1،‬فيصبح التزام المؤمن بأداء العقد مستحقا‪ ،‬والحكمة التي‬
‫تكمن خلف ذلك من هذه المدة هي أن للمؤمن مصلحة في التحقق من وقوع الخطر واألضرار التي وقعت‬
‫بسبب ذلك‪ ،‬وان كان هذا الخطر وهذه األضرار مما يدخل في نطاق عقد التأمين‪ ،‬فإذا لم يتم ذلك في وقت‬
‫قصير فقد تضيع معالم الخطر ويصعب على المؤمن التأكد من أن الخطر يقع ضمن المخاطر المغطاة‬
‫بالتأمين‪ ،‬كما أن سرعة إخبار المؤمن بوقوع الحادث يتيح له فرصة المحافظة على الشيء المؤمن عليه أو‬
‫‪2‬‬
‫سرعة إصالحه قبل تفاقم الخطر‪ ،‬وتتيح له سرعة اتخاذ اإلجراءات التي تحفظ حقوقه بالرجوع إلى الغير‪.‬‬

‫كذلك فإن المؤمن له مطلوب منه بأن يمتنع عن القيام بأي عمل من شأنه أن يؤدي إلى وقوع الخطر أو‬
‫زيادة احتمال وقوعه‪ ،‬كما يجب عليه أن يخفف قدر استطاعته من آثار الحادث المؤمن منه عند وقوعه‪ ،‬فإذا‬
‫جنحت السفينة يجب على المؤمن له أن يجتهد في محاولة تعويمها وانقاذها من الغرق‪ ،‬أما إذا غرقت السفينة‬
‫‪3‬‬
‫فوجب عليه أن يبذل كل قصارى جهده في إنقاذ كل ما يمكن إنقاذه من أموال وبضائع موجودة على ظهرها‪.‬‬

‫في حالة امتناع المؤمن له عن تنفيذ هذه االلتزامات حق للمؤمن له أن يطلب التعويض عما لحقه من‬
‫‪4‬‬
‫ضرر‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫ثانيا‪ :‬المحافظة على حقوق المؤمن في الرجوع على الغير المتسبب في الحادث‪:‬‬

‫لما تتعرض األشياء المؤمن عليها إلى ضرر بسبب الغير‪ ،‬في هذه الحالة لكي يحافظ المؤمن له‬
‫على حق المؤمن في مواجهة الغير بسبب الضرر‪ ،‬أن يتخذ كافة اإلجراءات الضرورية لتثبيت حق المؤمن‬
‫في الرجوع على الشخص المسؤول عن الضرر‪ ،‬الذي أصاب الشيء المؤمن عليه‪ .‬فمثال لو كان التأمين‬
‫البحري واردا على البضائع‪ ،‬وحصل أن تعرضت لهالك أو تلف أو نقص أثناء الرحلة البحرية‪ ،‬ففي هذه‬

‫‪ -‬الفقرة ‪ 79‬من المادة ‪ 172‬من األمر ‪ 79-79‬المتعلق بالتأمينات‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪-‬عبد القادر لعطير‪ .‬باسم محمد ملحم‪ .‬مرجع سابق ‪.‬ص ‪.912‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪-‬محمد بهجت عبد اهلل أمين قايد‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص ‪.119‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪-‬المادة ‪ 112‬من األمر ‪ 79-79‬المتعلق بالتأمينات‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪-‬الفقرة ‪ 1‬من المادة ‪ 172‬من األمر ‪ 79-79‬المتعلق بالتأمينات‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪40‬‬
‫الفصل الثاني‪................................................................................. :‬سريان عقد التأمين البحري‬

‫الحالة يتوجب على المؤمن إخطار الناقل بذلك وتثبيت هذه األضرار عند استالمها باعتباره مسؤوال عنها‬
‫بموجب عقد النقل البحري‪ ،‬لكي يتمكن المؤمن الرجوع على هذا الناقلعند دفع مبلغ الضمان إلى المؤمن له‬
‫ألنه بهذا الدفع يحل محل المؤمن له في حقه بالرجوع على الناقل‪ 2،1‬كذلك نفس الشيء بالنسبة للسفينة‪،‬‬
‫فمثال عند تصادم السفينة المؤمنة بسبب خطأ راجع إلى ربان السفينة‪ ،‬يتعين على المؤمن له على السفينة أن‬
‫يتخذ كافة اإلجراءات الضرورية للمحافظة على حقوق المؤمن في مواجهة مالك السفينة مرتكبة الخطأ‪ ،‬وذلك‬
‫‪3‬‬
‫ألنه يكون من مصلحة المؤمن الرجوع على الغير محدث الضرر بما دفعه من تعويض للمستأمن‪.‬‬

‫وجدير بالذكر أن إثبات الضرر في مواجهة مسببه يكون ذلك بإثبات حالة البضاعة عند استالمها‬
‫من الناقل مثال‪ ،‬وذلك بمعرفة عمالء المؤمن أو وكالئه المذكورين في وثيقة التأمين إذا وجدوا في مكان‬
‫تسليم البضاعة‪ ،‬واال فعلى المؤمن له أن يجري الكشف عن البضاعة عند استالمها بمعرفة أحد رجال اإلدارة‬
‫إلثبات ما هلك منها‪ ،‬واذا لم يفعل ذلك ال تقبل دعواه في مواجهة المؤمن‪ ،‬والغرض من ذلك منع الجدال‬
‫‪4‬‬
‫حول حالة البضاعة عند تسليمها وسبب الضرر ومقداره‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬التزامات المؤمن‬

‫يتحمل المؤمن بموجب عقد التأمين بالتزام رئيسي هو دفع مبلغ التأمين للمؤمن له في حدود الخطر‬
‫المضمون‪ ،‬وهو يقابل االلتزامات التي تقع على عاتق المؤمن له‪ ،‬أي أن المؤمن يلتزم بدفع هذا المبلغ‪ ،‬في‬
‫األحوال التي يحصل فيها ضرر للمؤمن له‪ ،‬ناجم عن األخطار المتفق عليها في وثيقة التأمين بشرط أال‬
‫تتجاوز قيمة األشياء المؤمن عليها‪.‬‬

‫وال يعد طلب فسخ العقد من مصلحة المستأمن إذا رفض المؤمن الوفاء بالتعويض‪ ،‬حيث أن إفالس‬
‫‪5‬‬
‫المؤمن أو توقفه عن الدفع ينقص من حق المستأمن في استيفاء تعويض التأمين عند استحقاقه‪.‬‬

‫وللمستأمن دعوتين للحصول على هذا التعويض‪ ،‬حيث تم التحدت في الفرع األول عن دعوى‬
‫الخسارة‪ ،‬ودعوى الترك في الفرع الثاني‪ ،‬كما خصص الفرع الثالث للتكلم عن التقادم في الدعاوى الناشئة عن‬
‫عقد التأمين البحري‪.‬‬

‫‪ -‬المادة ‪ 112‬من األمر ‪ 72-79‬المتعلق بالتأمينات‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪-‬عادل علي المقدادي‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص ‪.222‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪-‬محمد بهجت عبد اهلل أمين قايد ‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص ‪.119-111‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪-‬عبد القادر لعطير‪.‬باسم محمد ملحم‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص ‪.912‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪-‬مصطفى كمال طه‪ .‬وائل أنور بندق‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص ‪.117‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪44‬‬
‫الفصل الثاني‪................................................................................. :‬سريان عقد التأمين البحري‬

‫الفرع األول‪ :‬دعوى الخسارة‬

‫يقصد بدعوى الخسارة‪" :‬الدعوى التي يرجع بها المستأمن على المؤمن للحصول على تعويض‬
‫الضرر الذي لحقه في حدود مبلغ التأمين‪ "1.‬ولقد ذكر سابقا أن تطبيقا لمبدأ التعويض يلتزم المؤمن بدفع‬
‫التعويض في حدود الضرر الذي لحق بالمؤمن عليه وتثير دعوى الخسارة أمرين أولهما يتعلق بتقدير‬
‫‪2‬‬
‫التعويض‪ ،‬وثانيهما يتعلق بكيفية استعمال هذه الدعوى‪.‬‬

‫وقد نظم المشرع الجزائري هذه الحالة في نص المادة ‪ 111‬من األمر ‪ 79-79‬المتعلق بالتأمينات وكذا‬
‫المادة ‪ 119‬من نفس األمر‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تقدير التعويض‬

‫‪ -1‬تقدير التعويض على السفينة‪:‬‬

‫إذا كانت الخسارة تتمثل في نفقات دفعها المستأمن إلبعاد الضرر أو التخفيف منه‪ ،‬فالمؤمن يدفع‬
‫هذه النفقات في حدود مبلغ التأمين وال يوجد إشكال في ذلك‪.‬‬

‫أما إذا هلكت السفينة هالكا كليا‪ ،‬قدر التعويض على أساس قيمة السفينة المبينة في الوثيقة أو قيمة السفينة‬
‫‪3‬‬
‫قبل الحادث كما يحددها أهل الخبرة‪.‬‬

‫لكن إذا أصيبت السفينة بأضرار تستلزم إصالحها أو تجديد أجزاء من أدواتها‪ ،‬قدر التعويض بحسب‬
‫ما أنفقه المؤمن له‪ ،‬قصد إعادتها إلى الحالة األولى حتى تكون صالحة للمالحة البحرية‪ ،‬وهو ما نصت‬
‫عليه المادة ‪ 111‬فقرة ‪ 1‬األمر ‪ 79-79‬المتعلق بالتأمينات حيث نصت على ‪":‬في حالة تعويض العطب ال‬
‫تضمن إال األضرار المادية المتعلقة باالستبدال أو اإلصالح المتفق على ضرورتهما لجعل السفينة صالحة‬
‫للمالحة من جديد‪"4...‬‬

‫باإلضافة إلى أنه عند استبدال جزء قديم للسفينة بجزء جديد‪ ،‬فإنه يحسم من نفقات اإلصالح فرق‬
‫التجديد‪ ،‬وهذا حتى ال يجني المستأمن ربحا من التأمين‪ ،‬ويحدد هذا الحسم في وثائق التأمين‪ ،‬وهو يختلف‬

‫‪-‬مصطفى كمال طه‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص ‪.111‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪-‬مصطفى كمال طه‪ .‬مرجع نفسه‪ .‬ص ‪.111‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪-‬مصطفى كمال طه ‪.‬مرجع نفسه‪ .‬ص ‪.111‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪-‬المادة ‪ 111‬فقرة ‪ 1‬من األمر ‪ 79-79‬المتعلق بالتأمينات‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪44‬‬
‫الفصل الثاني‪................................................................................. :‬سريان عقد التأمين البحري‬

‫حسب عمر السفينة‪ ،‬فإن كانت قديمة جدا فإنها تحتاج إلى إصالح كبير‪ ،‬في حين إذا كانت جديدة لم تمض‬
‫‪1‬‬
‫عليها أكثر من سنة فال مجال للحسم إذ ليس ثمة فرق بين القديم والجديد‪.‬‬

‫كما أنه ال يجوز للمؤمن له أن يطالب المؤمن بالتعويض عما أصاب السفينة بسبب اإلصالح‪،‬‬
‫كطلب التعويض جراء نقص القيمة التجارية للسفينة أو تعطيل السفينة من جراء اإلصالح أو ألي سبب‬
‫‪2‬‬
‫آخر‪.‬‬

‫‪ -2‬تقدير التعويض على البضائع‪:‬‬

‫إن البضائع المحملة على ظهر السفينة قد يصيبها ضرر كلي أو تلف‪ ،‬ففي حالة هالك البضاعة‬
‫فإن المؤمن ملزم بتعويض المؤمن له عن قيمة هذه البضاعة كما لو وصلت سالمة إلى الميناء المقصود‬
‫‪3‬‬
‫بشرط أال يتجاوز مبلغ التأمين المحدد بالعقد‪.‬‬

‫في حين أنه عند تلف البضاعة فمقدار التعويض يحدد كما لو وصلت البضاعة سالمة إلى الميناء‬
‫المقصود ومقارنة ذلك بقيمتها بعد التلف والفرق بين هاتين القيمتين هو الذي يبين مقدار التعويض الذي‬
‫يتحمله المؤمن على أن ال يحسم من ذلك النفقات المفروضة على البضاعة وكذلك ال تطرح الرسوم الجمركية‬
‫التي تفرض على البضاعة‪ ،‬وهذا يعني أن النفقات التي يتحملها المؤمن له عن البضاعة والرسوم الجمركية‬
‫يضاف إلى قيمتها الحقيقية عند مقارنة قيمتها مع القيمة التي أصبحت عليها بعد التلف‪ ،‬ويتم احتساب‬
‫التعويض الذي يلتزم به المؤمن عن طريق التسوية بالنسبة‪ ،‬وهذه األخيرة يتم تحديدها بمقارنة البضاعة‬
‫الحقيقية مضافا إليها الرسوم والنفقات مع قيمة البضاعة بعد التلف والنسبة الناجمة عن هذه المقارنة وهي‬
‫‪4‬‬
‫التي تأخذ من مبلغ التأمين كتعويض يدفع للمؤمن له‪.‬‬

‫وقد أشار المشرع الجزائري كباقي التشريعات العربية اللبنانية والمصرية في تقدير الخسائر التي تلحق‬
‫البضاعة من خالل نص المادة ‪ 111‬من األمر ‪ 79-79‬المتعلق بالتأمينات جاءت نص المادة‪" :‬تقدر‬
‫األضرار بمقارنة قيمة البضائع في حالة الخسارة بقيمتها وهي سالمة في نفس الزمان والمكان‪ .‬يطبق معدل‬
‫‪5‬‬
‫نقص القيمة المحسوب بهذه الطريقة على القيمة المؤمنة عليها"‪.‬‬

‫‪-‬مصطفى كمال طه‪ .‬وائل أنور بندق‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص ‪.197‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪-‬مصطفى كمال طه‪ .‬وائل أنور بندق‪ .‬مرجع نفسه‪ .‬ص ‪.197‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪-‬راجع ما تم بيانه في الفصل األول فيما يخص التأمين على البضائع والمواد ‪ 171‬و ‪ 179‬من األمر ‪ 79-79‬المتعلق بالتأمينات‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪-‬عادل علي المقدادي‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص ‪.271‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪-‬المادة ‪ 111‬من األمر ‪ 79-79‬المتعلق بالتأمينات‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪44‬‬
‫الفصل الثاني‪................................................................................. :‬سريان عقد التأمين البحري‬

‫من خالل نص المادة السابقة نجد أن المشرع الجزائري أخذ بطريق التسوية بالفرق‪ ،‬حيث تنحصر في تحديد‬
‫الفرق بين قيمة البضاعة يوم التفريغ بقيمتها وهي تالفة‪ ،‬ويكون الفرق هو قيمة الخسارة الالحقة بالمستأمن‪.‬‬

‫وجدير بالذكر أن القانون يجيز االتفاق على ما يعرف بالمسموحات‪ 1‬أو اإلعفاءات ويقصد بها عدم‬
‫‪2‬‬
‫التزام المؤمن بتعويض األضرار قليلة األهمية أو خصم نسبة من الضرر من مبلغ التعويض المستحق‪.‬‬
‫والحكمة من المسموحات هي تفادي المطالبات قليلة األهمية‪ ،‬وحث المستأمن على العناية والمحافظة على‬
‫‪3‬‬
‫الشيء المؤمن عليه‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬استعمال دعوى الخسارة‬

‫ال يحق للمؤمن له الرجوع إلى المؤمن بالمطالبة بالتعويض الكلي أو الجزئي في حدود مبلغ التأمين‬
‫إال إذا أثبت وقوع الخطر‪ ،‬وأن هذا الخطر مغطى بوثيقة التأمين‪ ،‬وأنه وقع على الشيء المؤمن عليه أثناء‬
‫سريان عقد التأمين‪ ،‬ويقوم بذلك بكل الوسائل المتاحة‪ 4،‬ألن المؤمن يعد تاج ار ‪،‬المادة (‪ )2‬معدلة والمادة ‪71‬‬
‫من القانون التجاري الجزائري‪.‬‬

‫أما فيما يخص حق المؤمن في الحلول محل المؤمن له في الرجوع قبل الغير المسؤول عن الضرر‪،‬‬
‫فبناء على الصفة التعويضية لعقد التأمين ال يجوز للمؤمن له أن يثري من وراء التأمين‪ ،‬وهذا عن طريق‬
‫جمعه بين تعويض التأمين الذي يحصل عليه من المؤمن عند تحقق الخطر وعلى التعويض الذي يلتزم به‬
‫الغير المسؤول عن الضرر‪ ،‬لذلك قررت التشريعات ووثائق التأمين والتشريع الجزائري في حق المؤمن عند‬
‫دفعه تعويض التأمين في الحلول محل المستأمن فيما له من دعاوى وحقوق ضد الغير المسؤول في حدود‬
‫‪65‬‬
‫التعويض الذي يدفع للمؤمن له‪.‬‬

‫‪-‬يسمي البعض المسموحات بالمسموحات النسبة (‪ )franchises tantièmes‬تميي از لها عن المسموحات أو اإلعفاءات المتعلقة‬ ‫‪1‬‬

‫باألخطار (‪ .)franchises de risques‬مصطفى كمال طه‪ .‬وائل أنور بندق‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص ‪.279-271‬‬
‫‪-‬عادل علي المقدادي‪.‬مرجع سابق‪ .‬ص ‪.279-271‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪-‬مصطفى كمال طه‪.‬المرجع السابق‪ .‬ص ‪.119-111‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪-‬عبد القادر لعطير‪ .‬باسم محمد ملحم‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص ‪.999‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪-‬محمد بهجت عبد اهلل أمين قايد‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص ‪.119‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪-‬المادة ‪ 112‬من األمر ‪ 79-79‬المتعلق بالتأمينات‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪42‬‬
‫الفصل الثاني‪................................................................................. :‬سريان عقد التأمين البحري‬

‫وقد أثارت المادة ‪ 911‬من القانون البحري إلى حلول شركة التأمين محل المستأمن الذي عوضته عن‬
‫‪1‬‬
‫الخسائر الالحقة ببضائعه بدعوى تسمى دعوى الحلول‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬دعوى الترك‬

‫يعد الترك نظام خاص بالتأمين البحري وحده ‪ ،‬دون باقي التأمينات األخر ‪ ،‬باعتباره طريق استثنائي‬
‫محض ال يستعمل إال في أحوال المخاطر الكبرى ‪ ،‬على أن المستأمن غير ملزما بالترك في هذه األحوال ‪،‬‬
‫بل له أن يرفع دعوى الخسارة البحرية ألنها الدعوى العادية التي يلجأ إليها المستأمن للحصول على تعويض‬
‫الضرر الذي لحقه وله أن يختار بينهما ‪ ،‬أما في غير المخاطر الكبرى فليس للمستأمن إال دعوى الخسارة‬
‫‪2‬‬
‫‪ ،‬لكن له في حالة حدوت مخاطر كبرى أن يترك للمؤمن الشيء المؤمن عليه وأن يطالب‬ ‫البحرية‬
‫بالتعويض عن الهالك الكلي وهذا ما جاء في المواد ‪ 119‬و‪ 111‬و‪ 111‬من األمر ‪ 79-79‬المتعلق‬
‫بالتأمينات‪ ،‬حيث نصت هذه المواد عن حاالت التخلي في التأمين البحري على السفن والتأمين البحري على‬
‫البضائع‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬حاالت ترك السفينة المؤمن عليها‬

‫تنص المادة ‪ 111‬من األمر ‪ 79-79‬المتعلق بالتأمينات على أنه ‪" :‬ماعدا إذا تعلق األمر بأخطار ال‬
‫يضمنها العقد ‪ ،‬يحق للمؤمن له أن يختار التخلي عن السفينة في الحاالت ت التالية ‪:‬‬

‫‪ )1‬الفقدان الكلي للسفينة‪.‬‬


‫‪ )2‬عدم أهلية السفينة للمالحة واستحالة إصاللها‪.‬‬
‫‪ )1‬تجاوز قيمة إصالحها الضروري ثالثةأرباع(‪) 1/1‬القيمة المتفق عليها‪.‬‬
‫‪ )1‬انعدام أخبار السفينة مدة تزيد عن ثالثة(‪)71‬أشهر إذا تسببت في تأخير األخبار حوادث حربية ‪،‬‬
‫يمدد اآلجال ستة أشهر (‪ )1‬أشهر‪."3‬‬

‫وما يالحظ أن هذه المادة ليست من النظام العام ‪ ،‬وذلك طبقا لنص المادة ‪ 71‬من األمر ‪ 79-79‬المتعلق‬
‫بالتأمينات الذي حددت النصوص والمواد التي يجوز االتفاق على مخالفتها‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 911‬من القانون البحري والمادة ‪ 111‬من األمر ‪ 79-27‬الملغى التي تقابله المادة ‪ 112‬من األمر ‪ 79-79‬المتعلق‬
‫بالتأمينات‪.‬‬
‫‪ 2‬مصطفى كمال طه ‪ .‬مرجع سابق ‪.‬ص‪.244‬‬
‫‪3‬المادة ‪ 442‬من األمر ‪ 04-44‬المتعلق بالتأمينات‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫الفصل الثاني‪................................................................................. :‬سريان عقد التأمين البحري‬

‫وبالتالي فإنه يمكن االتفاق في وثيقة التأمين على مخالفة الشروط المطبوعة ما دامت األولى ال تخالف‬
‫النظام العام ‪ ،‬إذا من المستحسن استعراض ما جاء في وثيقة التأمين على السفينة الجزائرية بصدد التخلي‬
‫عن السفينة في حاالت المذكورة في المادة ‪ 27‬من هذه الوثيقة تحث عنوان التخلي ‪:‬‬

‫‪ -1‬ال يمكن أن يتم التخلي إال في الحاالت اآلتية‪:‬‬

‫‪ ‬الفقدان الكلي للسفينة‪.1‬‬


‫‪ ‬الفقدان بدون أخبار‪ ،‬حيث يستطيع أن يتخلى عن السفينة بمرور ثالثة أشهر وفي حالة كان التخلي‬
‫ناتجا عن أحداث أو حوادث حربية يمدد األجل إلى ستة أشهر‪.‬‬
‫‪ ‬عدم أهلية (صالحية) السفينة للمالحة وهذه الحالة تتم بمقتضى قرار يصدر من جهة مختصة‬
‫(الخبراء) بسبب إصابة السفينة بأضرار ناتجة من أخطار مضمونة مع انعدام الوسائل الضرورية‬
‫إلصالحها ‪ ،‬كذلك في حالة عدم تواجد الموارد الضرورية في هذا الميناء فيحق للمؤمن له طلب‬
‫‪2‬‬
‫التخلي‪.‬‬
‫‪ -2‬إلزامية إبالغ المؤمن بالتخلي بمقتضى رسالة متضمنة أو بواسطة محضر في أجل ال يتعدى ثالثة‬
‫‪3‬‬
‫(‪)71‬أشهر من معرفة الحادث الذي يعطي الحق في التخلي أو من انقضاء األجل الذي يسمح به‪.‬‬
‫يلتزم المؤمن عند تبليغ التخلي أن يصرح بجميع عقود التأمين البحرية أو التي يعلم بها‪.‬‬
‫‪ -1‬في جميع الحاالت التي يكون فيها محال للتخلي يكون المؤمن المبلغ بالتخلي عن األشياء المؤمن‬
‫عليها ‪ ،‬حق الخيار بين قبول التخلي وتسوية الخسارة الكبيرة دون انتقال الملكية ‪ ،‬لكن في المقابل‬
‫يجب إعالم المؤمن له بق ارره في أجل ثالثون يوما (‪)17‬يوما ابتداء من تاريخ موافاة األخير لألول‬
‫لكافة الوثائق المبررة في حقه بالتخلي‪.4‬‬

‫من خالل ما سبق يتضح أنه ‪ " :‬بمجرد إثبات المؤمن له إلحدى الحاالت المذكورة آنفا يمكنه‬
‫اإلعالن عن رغبته بالتخلي ‪،‬وذلك حتى يتسنى للمؤمن من التحقق من توافر شروط التخلي ويشترط القانون‬
‫الجزائري أن يتخذالمؤمن قرار خالل مدة شهر(‪ )71‬من إخطاره ‪ ،‬إما بقبول التخلي واما برفضه ‪ ،‬وبالتالي‬

‫‪1‬الفقدان الكلي للسفينة وهو ما يعرف باإلختفاء حيت تختفي السفينة تما ًما في البحر ‪ ،‬بحيث ال يتخلف عنها أي حطام والفقدان الكلي‬
‫يختلف عن اإلتالف الكلي حيث تتحول السفينة في هذا األخير إلى حطام وتفقد صفتها كسفينة‪ .‬مصطفى كمال طه ‪ .‬مرجع سابق‪.‬ص‪.440‬‬
‫‪2‬علي بن غانم ‪ .‬مرجع سابق ‪.‬ص‪.44-44‬‬
‫‪3‬المادة ‪ 444‬من األمر ‪ 04-44‬المتعلق بالتأمينات‪.‬‬
‫‪4‬علي بن غانم ‪ .‬مرجع نفسه‪.‬ص‪.44-44‬‬

‫‪44‬‬
‫الفصل الثاني‪................................................................................. :‬سريان عقد التأمين البحري‬

‫إذا لم يقبل بذلك وجب عليه تسديد مبالغ التعويض للمؤمن له واذا قبل تنتقل له ملكية الشيء المتخلي عنه‬
‫مقابل دفعه مبلغ التأمين للمؤمن له كامال ‪."1‬‬

‫ثانيا حاالت ترك البضائع‬

‫تتمثل حاالت ترك البضائع المؤمن عليها حسب نص المادة ‪ 111‬من األمر ‪ 79-79‬المتعلق‬
‫بالتأمينات في ‪":‬ما عدا إذا تعلق األمر بأخطار اليضمنها العقد‪ ،‬يحق للمؤمن له أن يختار التخلي عن‬
‫البضائع في الحاالت التالية‪:‬‬

‫‪-1‬الفقدان الكلي للبضائع‪.‬‬

‫‪-2‬خسارة أو تلف يفوق (‪ )1/1‬قيمة البضائع‪.‬‬

‫‪-1‬بيع البضائع أثناء الرحلة بسبب التلف الكلي أو الجزئي‪.‬‬

‫‪_1‬عدم قابلية السفينة للمالحة واذا تعدد الشروع في توجيه البضائع بأية وسيلة نقال كانت خالل األجل‬
‫المحدد بثالثة(‪)1‬أشهر ‪.‬‬

‫‪ -1‬انعدام األخبار عن السفينة مدة تزيد عن ثالثة (‪ )1‬أشهر ‪ ،‬واذا كان تأثير األخبار بسبب حوادث‬
‫حربية يمدد األجل (‪ )1‬أشهر‪."2‬‬

‫من خالل نص المادة نجد أن هناك حاالت مشتركة بين السفينة والبضائع وهو ما لمس من المادتين‬
‫‪111‬و‪ 111‬من األمر ‪ 79-79‬كما أن ليستامن النظام العام وذلك وفقا للمادة ‪ 71‬من نفس األمر لدى‬
‫تجنبا للتكرار حال التكلم عن الحاالت الخاصة بالبضائع دون الحاالت المشتركة بين السفينة والبضاعة‪:‬‬

‫‪ -1‬بيع البضائع أثناء السفر ‪ :‬في هذه الحالة يجب لجوز الترك أن يكون أمر بيع البضائع ضروريا‬
‫بسبب أضرار مادية لحقت بها ‪ ،‬حيث تقع على عاتق المؤمن ‪ ،‬كما يشترط أن يكون البيع أثناء السفر‬
‫في مكان ليس هو مكان االنطالق أو الوصول‪.3‬‬

‫‪1‬جديدي معراج ‪.‬مدخل لدراسة قانون التأمين الجزائري ‪ .‬مرجع سابق ‪.‬ص‪.444‬‬

‫‪2‬المادة ‪ 424‬من األمر ‪ 04-44‬المتعلق بالتأمينات‪.‬‬


‫‪3‬مصطفى كمال طه ‪ .‬مرجع ساق ‪.‬ص‪.244‬‬

‫‪44‬‬
‫الفصل الثاني‪................................................................................. :‬سريان عقد التأمين البحري‬

‫‪ -2‬هالك أو تلف ثالثة (¾)أرباع البضائع‪ :‬يجوز ترك السفينة والبضاعة إذا بلغت الخسارة أو التلف‬
‫‪1‬‬
‫الذي لحق بها ثالثة أرباع قيمة كل منها‪.‬‬

‫فإذ بلغت األضرار أو الخسائر التي لحقت بالبضاعة ثالثة أرباع القيمة المؤمن بها على األقل دون النضر‬
‫إلى النفقات األخرى ‪،‬كأجور النقل والتحميل ‪ ،‬والحفظ ومن أمثلة هالك البضاعة نقص وزنها أو مقاسها أو‬
‫عددها حيث يتعذراسترجاعها‪.2‬‬

‫كما أنه ال يكفي طلب الترك في هذه الحالة بلوغ التلف ثالثة أرباع القيمة المؤمنة ‪ ،‬بل يجب أن‬
‫يكون الخطر الذي كان الهالك أو التلف نتيجة له من األخطار التي يغطيها التأمين ‪،‬فمثال إذا كان تلف‬
‫البضائع أو هالكها الذي يجاوز ثالثة أرباع القيمة المؤمنة لم يحدث بسبب مخاطر البحر ‪ ،‬وانما يرجع إلى‬
‫عيب ذاتي في ا لبضائع المؤمنة ال يجوز طلب الترك في هذه الحالة ‪ ،‬كما أنه فيما يخص نسبة ثالثة أرباع‬
‫في حالة الهالك أو التلف هو بالنضر إلى القيمة المؤمنة أو مبلغ التأمين بصرف النظر عن القيمة الحقيقية‬
‫لألشياء المؤمن عليها لو كانت أكبر من هذا المبلغ ‪ ،‬فإذا لم تبلغ قيمة الهالك أو التلف ثالثة أرباع فال‬
‫مجال للترك ويقتصر حق المؤمن له على مطالبة المؤمن ما لحقه من أضرار عن طريق دعوى الخسارة‪.3‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬تقادم الدعاوي الناشئة عن عقد التأمين البحري‬

‫من جملة األحكام التي يختلف فيها التأمين البحري عن غيره من انواع التأمين األخرى ‪ ،‬تقادم‬
‫الدعوى الناشئة عن عقد التأمين البحري ‪ ،‬سواء كانت الدعوى من أجل المطالبة بمبلغ التعويض أو التخلي‬
‫أو دفع القسط أو دعوى المساهمة في الخسائر المشتركة ويتجلى االختالف في أكثر من جانب ال سيما في‬
‫‪4‬‬
‫مدة التقادم‪.‬‬

‫وطبقا لنص المادة ‪ 122‬من القانون المدني الجزائري فإن طبيعة التقادم من النظام العام ال يجوز‬
‫االتفاق على مخالفتها‪ ، 5‬إال أن أحكام التقادم في التأمين البحري مميزات ‪ ،‬فهي تتميز عن األحكام والقواعد‬
‫العامة الواردة في القانون المدني وحتى في قانون التأمين وذلك ما لوحظ من خالل نص المادة ‪ 29‬من األمر‬

‫‪1‬المادتان ‪ 442‬و‪ 424‬من األمر ‪ 04-44‬المتعلق بالتأمينات‪.‬‬


‫‪2‬عبد القادر لعطير‪ .‬وباسم محمد ملحم ‪ .‬مرجع سابق ‪.‬ص ‪.444‬‬
‫‪3‬محمد بهجت عبد هللا أمين قايد‪ .‬مرجع سابق ‪ .‬ص‪.244-244‬‬
‫‪4‬علي بن غانم ‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.444‬‬
‫‪5‬المادة ‪ 444‬من القانون المدني‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫الفصل الثاني‪................................................................................. :‬سريان عقد التأمين البحري‬

‫‪ 79-79‬المتعلق بالتأمينات حسب ما نصت على‪" :‬يحدد أجل تقادم جميع دعاوي المؤمن له أو المؤمن من‬
‫الناشئة عن عقد التأمين بثالثة (‪ )1‬سنوات ابتداء من تاريخ الحادث الذي نشأت عنه ‪"1...‬‬

‫أما المادة ‪ 121‬من األمر ‪ 79-79‬المتعلق بالتأمينات فقد جاء فيها‪" :‬يحدد أجل تقادم الدعاوى الناتجة عن‬
‫عقد التأمين البحري بعامين(‪ ، )2‬سريان أجل التقادم ابتداء من‪:‬‬

‫‪ -1‬تاريخ االستحقاقلدعاوي دفع القسط‪.‬‬


‫‪ -2‬تاريخ الحادث الذي يقضي إلى دعوى العطب‪ 2،‬بالنسبة للتأمينات الخاصة بالسفينة‪.‬‬
‫‪ -1‬فيما يخص البضائع المشحونة ابتداءمن ‪:‬‬
‫أ‪ -‬تاريخ وصول السفينة أو إحدى وسائل النقل األخرى‪.‬‬
‫ب‪ -‬التاريخ المقرر الذي تصل فيه السفينة أو إحدى وسائل النقل األخرى‪.‬‬
‫ت‪ -‬تاريخ وقوع الحادث الذي يفضي إلىدعوى العطب إذ وقع بعد تاريخ وصواللسفينة أو إحدى‬
‫وسائل النقل األخرى‪.‬‬
‫‪ -1‬تاريخ وقوع الحادث الذي يخول حق التخلي أو انقضاء األجل المقرر لرفع دعوى التخلي‪.‬‬
‫‪ -9‬تاريخ دفع المؤمن له أو يوم رفع الدعوى عليه من الغير بالنسبة لإلسهام في الخسائر المشتركة أو‬
‫أجر المساعدة واإلنقاذ أو الطعن من طرف الغير‪.‬‬
‫‪ -1‬تاريخ الدفع غير المستحق ‪ ،‬فيما يخص أي دعوى ‪ ،‬من أجل استرجاع المبلغ المدفوع طبقا لعقد‬
‫التأمين‪."3‬‬

‫من خالل نص المادة فتحديد مدة التقادم للدعاوي الناشئة عن التأمين البحري بمرور سنيتين على‬
‫خالف التأمين البري المادة ‪ 29‬من األمر ‪79-79‬المتعلق بالتأمينات الذي يحددها بثالثة سنوات‪.‬‬

‫كما أن طبيعة الحكم فيما يخص التقادم من النظام العام وهذا ما تجسدمن خالل المادة ‪ 71‬من األمر‬
‫‪ 79-79‬المتعلق بالتأمينات على خالف المشرع الفرنسي الذيضيق من الشدة فيما يخص النظام‬
‫العام‪.5.4‬‬

‫‪1‬المادة ‪ 44‬من األمر ‪ 04-44‬المتعلق بالتأمينات‪.‬‬


‫‪2‬دعوى العطب أي دعوى الخسارة ‪ .‬علي بن غانم ‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.442‬‬
‫‪ 3‬المادة ‪ 121‬من األمر ‪ 79-79‬المتعلق بالتأمينات‪.‬‬
‫علي بن غانم ‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.119‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪5‬القانون الفرنسي سمح بتقليص المدة أو إطالتها على خالف األحكام العامة للقانون الجزائري التي ال تسمح بذلك ‪ .‬علي بن غانم ‪ .‬مرجع‬
‫نفسه ‪ .‬ص‪.119‬‬

‫‪44‬‬
‫الفصل الثاني‪................................................................................. :‬سريان عقد التأمين البحري‬

‫كما أن المشرع الجزائري من خالل قانون التأمينات قد أخد بالمواعيد القصيرة حيث أخد بمدة سنتين لكل‬
‫من دعوى الخسارة ودعوى الترك وتحسب هذه المدة من تاريخ وقوع الحادث أو التاريخ المقرر الذي‬
‫تصل فيه السفينة بالنسبة للبضائع‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫الفصل الثاني‪................................................................................. :‬سريان عقد التأمين البحري‬

‫خالصة‬

‫إن من بين العناصر األساسية التي يتكون منها التأمين البحري الخطر البحري ‪ ،‬فقد ط أر عليه تطور كبير‬
‫ُّ‬
‫ويعد أكتر تأثي ارواضفاء للطابع المميز للتأمين البحري ‪ ،‬وقد اتسع نطاقه في التشريع‬ ‫وتوسع مفهومه ‪،‬‬
‫الجزائري ليمثل كل خطر يتعلق بعملية بحرية ‪ ،‬وامتد أيضا إلى األخطار غير البحرية أصال والتي يكون‬
‫سبب ضمانها نص تشريعي أو اتفاقي في وثيقة التأمين ‪.‬‬

‫مستبعد من الضمان‪ ،‬فالمؤمن ال يأخذ على عاتقه ضمان كل‬


‫ً‬ ‫كما يجب لضمان الخطر أن ال يكون‬
‫األخطار البحرية أو غير البحرية‪ ،‬فهناك بعض األخطار يستبعدها المؤمن من الضمان‪.‬‬

‫إضافة إلى أنه لميالد التزام المؤمن بالتعويض البد أن تتحقق األخطار في الزمان والمكان المتفق‬
‫عليهما في وثيقة التأمين ‪ ،‬وهي تختلف بحسب ما إذا كان التأمين بالرحلة ‪ ،‬والتأمين لزمن معين ‪،‬وكدا‬
‫بحسب ماإذا كان التأمين على السفينة أو على البضاعة‪.‬‬

‫أما بالنسبة لإلثبات فيتضح من خالل ما سبق أنه إذا قام المستأمن بإثبات تعرض الشيء المؤمن‬
‫قد تحقق في الزمان والمكان المتفق عليهما‪.‬‬
‫عليه للخطر‪ ،‬فيفترض أن هذا األخير ْ‬

‫أما بخصوص التزامات المؤمن له فهي تمثل شرطا ألداء التعويض بوصفه االلتزام الرئيسي عل عاتق‬
‫المؤمن ‪ ،‬فللمؤمن له مطالبته بدفع التعويض ‪ ،‬أي دفع مبلغ التأمين مقابل التخلي عن الشيء المؤمن عليه‬
‫للمؤمن ‪ ،‬ويكون له الخيار بين دعوى الخسارة أو دعوى الترك حسب ما تمليه عليه مصلحته ‪ ،‬أو حسب‬
‫االتفاق بينهما‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫الخاتمــــــــة‬
‫خاتمة‬
‫إن الواقع المعاش اليوم أتبت القيمة الحقيقية للتأمين البحريوالمكانة التي يحضا بها عن باقي‬
‫التأمينات فالدول التي اهتمت به إزدهرت ونمت في جميع المجاالت من خالل الكسب الهائل التي تحصل‬
‫عليه إقتصادياواجتماعيا لكن لألسف لم تساير الجزائر هذاالوضع بالشكل الكافي‪ ،‬وبعد ‪ ،‬فهذه أهم النتائج‬
‫المستخلصة من هذا البحث الذي كانت إشكالية الرئيسية تتمثل في ‪ :‬التأمين البحري طابع متميز وذاتيه‬
‫مستقلة وقواعد قانونية خاصة ينفرد بها عن غيره من أنواع التأمين األخرى ‪ ،‬وقد تجلى ذلك من خالل البحث‬
‫أحكاما‬
‫ً‬ ‫في التأمين البحري وفق القانون البحري الجزائري الصادر في ‪ 50‬جويلية ‪ ، 6791‬الذي لم يتضمن‬
‫خاصة بالتأمينات البحرية ‪ ،‬فترك ذلك لقانون التأمينات ‪ 59-05‬المؤرخ في ‪57‬أوت ‪ ، 6705‬ثم األمر‬
‫‪ 59-70‬المؤرخ في ‪ 50‬جانفي ‪ ، 6770‬المعدل والمتمم والذي ألغى القانون ‪.59-05‬‬
‫أن تبحر‬
‫إن التأمين البحري يكاد يغطي كافة األخطار البحرية‪ ،‬ففي الوقت الحاضر من النادر ْ‬
‫سفينة أو تنقل بضاعة بطريق البحر دون ان يكون مؤمن عليها من المخاطر البحرية ابتغاء األمن والضمان‬
‫على عكس التأمين البري الذي لم يصل إالّ لتغطية جانب ضئيل من األضرار البحرية‪.‬‬
‫إن عقد التأمين البحري يتالزم بوجه عام في المجال التجارة الدولية مع عقدين آخرين هما عقد النقل‬
‫البحري ‪ ،‬عقد البيع البحري ‪ ،‬وهذه العقود الثالثة وا ّن كانت منفصلة من حيث إختالف األطراف الموفقة‬
‫عليها ‪ ،‬إال أنها مترابطة متكاملة ‪ ،‬وال يمكن تصور أي عملية بيع دولية دون أن تتم داخل هذا اإلطار‬
‫القانوني التالقي متعدد الجوانب‪.‬‬
‫التأمين البحري لم ُيعد يقوم على فكرة نقل الخطر من المستأمنين إلى المؤمنين كما كان الحال قديما‬
‫‪ْ ،‬بل أصبح نظام يقوم على توزيع األخطار بين المؤمنين من خالل نظام إعادة التأمين وهو ما يسمح بتوزيع‬
‫بل امتداد إلى النطاق الدولي‪.‬‬
‫المخاطر فيما بينها ‪ ،‬وال يقتصر ذلك على النطاق المحلي ‪ْ ،‬‬
‫أن السمات السابق ذكرها ال تكتفي وحدها إلبراز الطابع المميز والذاتية المستقلة له بل يجب‬
‫ولعل ّ‬
‫استعراض الخصائص والمبادئ المميزة له ‪.‬‬
‫التأمين البحري عقد رضائي ال يحتاج إلى شكل معين النعقاده ‪ ،‬فرغم أهمية التعويض فالمشرع لم‬
‫يشترط الكتابة النعقاده بل إلثباته وهنا يظهر الطابع المميز للتأمين البحري وذلك ألهمية التعويض إذا حدثت‬
‫الكارثة أو الخطر ‪ ،‬وكذلك بالنسبة للقسط الذي لم يشترط المشرع إثباته‪.‬‬
‫إن الطبيعة القانونية المميزة للتأمين البحري تتجلى كذلك في تجاريته فهو عمل تجاري بحسب‬
‫الموضوع (يتم في شكل مقاولة) ‪ ،‬وعمل تجاري بحسب الشكل (يتم في شكل شركة مساهمة) هذا بالنسبة‬

‫‪38‬‬
‫للمؤمن ‪ ،‬أما بالنسبة إلى المستأمن فقد يكون عمل تجاري تبعا لصفته ‪ ،‬أو عمل تجاري بالتبعية إذا قام‬
‫بالتأمين أثناء نشاطه التجاري أو ضرورة في استمرار تجارته‪.‬‬
‫كما قد ُّ‬
‫يعد عمال مدنيا كما لو قام به شخص عادي بتأمين أمتعته وبضائعه أثناء سفره عن طريق‬
‫البحر‪.‬‬
‫ويقوم التأمين على أهم خصوصية هي خاصية التعويض ‪ ،‬أي أنه يهدف فحسب إلى تعويض‬
‫الضرر الذي يلحق المستأمن من جراء تحقق الخطر ‪ ،‬ال يهيئ له سبيال إلثراء والكسب ‪.‬‬
‫أن‬
‫ويقوم أيضا على مبدأ حسن النية و االحتمالية ‪ ،‬بالنسبةلألولى فرغم توفرها في جميع العقود إال ّ‬
‫لها معنى خاص في عقد التأمين البحري ‪ ،‬فهو يقوم على حسن النية المطلقة التي يجب أن تسود والعقد واال‬
‫رتب عنها البطالن ‪ ،‬أما بخصوص االحتمالية فهو احتمالي لكال الطرفين من الوجهة القانونية ‪ ،‬فهما ال‬
‫يعرفان على وجه التحديد عند إبرام العقد ما إذا كانت العملية ستسفرعن كسب أو خسارة ‪ ،‬لكن بالنسبة‬
‫للوجهة االقتصادية فال يكون كذلك ألن العملية هنا قائمة على التعاون والخبرة و االستعانة بعلوم االحتماالت‬
‫واإلحصاء والمقاصة مما يجعل المؤمن يعرف نسبة األخطار المتوقع حصولها والخسارة التي يتحملها ‪،‬‬
‫وبالتالي يحدد األقساط التي يجب دفعها من طرف المؤمن لهم‪.‬‬
‫وتمت سمة أخرى بارزة للتأمين البحري تتجلى في أن النصوص القانونية المتعلقة بالتأمين البحري‬
‫في التشريع الجزائري تفسيرية في معظمها جاءت مكملة إلرادة المتعاقدين ‪ ،‬حيث ال ينطوي قانون التأمين إال‬
‫على ‪ 65‬مواد أمرة جاءت لصالح المؤمن ‪ ،‬فهذا الطابع ينفرد بها عن غيره من أنواع التأمين كالتامين البري‬
‫التي جاء معظمه نصوصه أمرة‪.‬‬
‫وحتى تتضح الصورة أكثر عن الطابع المميز والذاتية المستقلة والقواعد الخاصة التي ينفرد بها‬
‫التأمين البحري ستعرض العناصر الجوهرية لعقد التأمين البحري كما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬القيمة المؤمن عليها ‪ :‬حيث أصبح يشمل التأمين البحري اليوم التأمين على السفينة وما عليها من‬
‫أمتعة وتجهيزات ‪ ،‬وكذا للمؤمن التأمين على الربح المأمول والمتوقع ‪ ،‬له كذلك التأمين على‬
‫المسؤولية المدنية الناتجة عن األضرار التي تلحقها السفينة أو البضاعة بالغير وبالتالي أصبحت‬
‫القيمة المؤمن عليها أكثر أتساعا‪.‬‬
‫ب‪ -‬الخطر البحري ‪ :‬إن األصل في التأمين البحري التعويض عن األضرار والخسائر الناجمة عن‬
‫الحادث البحري ‪ ،‬لكن إستثناء يجوز للمؤمن له التخلي عن السفينة أو البضاعة إذا أصابها ضرر‬
‫بحري جسيم أدى إلى هالك كلي أو جزئي ‪ ،‬لكن مقابل حصوله على مبلغ التأمين كامال من المؤمن‬
‫فالتخلي كنظام يعطى الذاتيةالمستقلة لعقد التأمين البحري‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫ت‪ -‬التعويض ‪ :‬يعتبر أثر من آثار عقد التأمين البحري بوصفه االلتزام الرئيسي على عاتق المؤمن ‪،‬‬
‫مقابل إلتزمات المؤمن له التي تعتبر شرطت لهذا التعويض‪.‬‬
‫كما أن التقادم في التأمين البحري بالنسبة للدعاوي الناشئة عنه سنيتن على خالل باقي فروع التأمين‪.‬‬
‫هذا والحمد هلل الذي أعانني عن إتمام البحث وأرجوا أن يكون هذا البحث قد أعطى فكرة واضحة‬
‫وبسيطة عن التأمين البحري في ضل القانون البحري الجزائري بقلم صادق‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫أوال‪:‬النصوص القانونية‬
‫‪ ‬النصوص التشريعية‬
‫‪ -1‬األمر ‪ ، 08-67‬المؤرخ في ‪ 32‬أكتوبر ‪ . 1767‬يتضمن القانون البحري ‪ ،‬الصادر في الجريدة‬
‫الرسمية المؤرخة في ‪ 18‬أفريل ‪ . 1766‬العدد ‪ 37‬المعدل والمتمم بالقانون ‪ 80-70‬المؤرخ في ‪3‬‬
‫يونيو ‪ . 1770‬الصادر في الجريدة الرسمية المؤرخة في ‪ 36‬يوينو‪ . 1770‬العدد ‪ . 76‬المعدل‬
‫والمتمم بالقانون ‪ 87-18‬المؤرخ في ‪ 10‬أوت ‪ 3818‬الصادر في الجريدة(‪ )3‬الرسمية المؤرخة في‬
‫‪ 10‬أوت ‪ . 3818‬العدد ‪.77‬‬
‫‪ -3‬األمر رقم ‪ 86 -70‬المؤرخ في ‪ 30‬جانفي ‪ 1770‬المتعلق بالتأمينات ‪ .‬الصادر بالجريدة الرسمية‬
‫المؤرخة في ‪ 80‬مارس ‪ . 1770‬العدد ‪ 12‬المعدل والمتمم ‪ .‬بالقانون رقم ‪ 87-87‬المؤرخ قي ‪38‬‬
‫فيفري ‪ 3887‬الصادر في الجريدة الرسمية المؤرخة في ‪ 13‬مارس ‪ . 3887‬العدد ‪.10‬‬
‫‪ -2‬األمر رقم ‪ 00 -60‬المؤرخ في ‪ 37‬سبتمبر ‪ . 1760‬يتضمن القانون المدني المعدل والمتمم‬
‫الصدار في الجريدة الرسمية المؤرخة في ‪ 28‬سبتمبر ‪ .‬العدد ‪.60‬‬
‫‪ -7‬األمر ‪ . 07-60‬المؤرخ في ‪ 37‬سبتمبر ‪ . 1760‬يتضمن القانون التجاري المعدلوالمتمم ‪ .‬الصادر‬
‫في الجريدة الرسمية المؤرخة في ‪ 17‬ديسمبر ‪ . 1760‬العدد ‪.181‬‬
‫‪ ‬النصوص التنظيمية‬
‫‪ -1‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 787-70‬المؤرخ في ‪ 87‬ديسمبر ‪ 1770‬المتعلق بالتنازل اإللزامي في مجال‬
‫إعادة التأمين ‪ .‬الصادر عن الجريدة الرسمية المؤرخة في ‪ 18‬ديسمبر ‪ . 1770‬العدد ‪ 67‬و المعدل‬
‫والمتمم بالرسوم التنفيذي رقم ‪ . 386-18‬المؤرخ في ‪ 87‬سبتمبر ‪ .3818‬الصادر في الجريدة‬
‫الرسمية المؤرخة في ‪ 10‬سبتمبر ‪ . 3818‬العدد ‪.02‬‬
‫ثانيا ‪ :‬المؤلفات‬
‫‪ ‬المؤلفات العامة‬
‫‪3880 . -1‬محمود الكيالني ‪ .‬الموسوعة التجارية والمعرفية‪ .‬عقود التأمين من الناحية القانونية ‪ .‬المجلد‬
‫السادس ‪ .‬الطبعة األولى ‪.‬دار الثقافة للنشر والتوزيع ‪ .‬عمان األردن‪.3887.‬‬
‫‪ -3‬مصطفى كمال طه ‪ .‬العقود التجارية‪ .‬الطبعة ‪ 3880‬دار الفكر الجامعي ‪ .‬اإلسكندرية‪ .‬مصر ‪.‬‬
‫‪.3880‬‬

‫‪68‬‬
‫‪ ‬المؤلفات المتخصصة‬
‫‪ -1‬جديدي معراج ‪ .‬محاضرات في قانون التأمين الجزائري ‪ .‬الطبعة ‪ . 3886‬ديوان المطبوعات‬
‫الجامعية ‪.‬عنابة ‪ .‬الجزائر‪.3886 .‬‬
‫‪ -3‬جديدي معراج ‪ .‬مدخل لدراسة قانون التأمين الجزائري‪ .‬الطبعة الخامسة ‪ .‬ديوان المطبوعات‬
‫الجامعية‪ .‬بن عكنون ‪ .‬الجزائر‪.3886.‬‬
‫‪ -2‬حسن موسى طالب ‪ .‬القانون البحري ‪ .‬الطبعة الثالثة ‪ .‬دار الثقافة للنشر والتوزيع ‪.‬عمان ‪ .‬األردن‪.‬‬
‫‪.3813‬‬
‫‪ -7‬حمدي الغنيمي ‪ .‬محضرات في القانون البحري الجزائري‪ .‬الطبعة ‪ .1702‬ديوان المطبوعات‬
‫الجامعية ‪ .‬الجزائر‪.1702.‬‬
‫‪ -0‬عادل علي المقدادي‪ .‬القانون البحري (السفينة – أشخاص المالحة – النقل البحري – البيوع البحرية‬
‫– الحوادث البحرية – التأمين البحري) ‪ .‬الطبعة األولى ‪ .‬دار الثقافة للنشر والتوزيع ‪.‬عمان ‪.‬‬
‫األردن‪.3887 .‬‬
‫‪ -7‬عبد القادر لعطير ‪ .‬الوسيط في شرح قانون التجارة البحرية ‪ .‬الطبعة ‪ . 1777‬دار الثقافة للنشر‬
‫والتوزيع ‪.‬عمان ‪ .‬األردن‪.1777.‬‬
‫‪ -6‬عبد القادر لعطير ـ باسم محمد ملحم ‪ .‬الوسيط في شرح قانون التجارة البحرية ‪ .‬الطبعة األولى ‪.‬‬
‫اإلصدار أول ‪ .‬دار الثقافة للنشر والتوزيع ‪.‬عمان ‪ .‬األردن‪.3887.‬‬
‫‪ -0‬عبد الهادي السيد محمد تقي الحكيم ‪ .‬عقد التأمين حقيقة ومشروعية ‪ .‬دراسة مقارنة ‪ .‬الطبعة األولى‬
‫‪.‬بيروت ‪.‬لبنان ‪.3882.‬‬
‫‪ -7‬علي بن غانم ‪ .‬التأمين البحري ودانية نظامه القانوني ‪ .‬الطبعة الثانية ‪ .‬ديوان المطبوعات الجامعية‬
‫‪ .‬بن عكنون ‪ .‬الجزائر ‪.3880.‬‬
‫فريد لعريني ‪ .‬هاني دويدار‪ .‬مبادئ القانون البحري والتجاري ‪ .‬الطبعة ‪ . 3888‬دار‬ ‫‪-18‬‬
‫الجامعة الجديدة للنشر والتوزيع ‪.‬اإلسكندرية ‪ .‬مصر ‪.3888.‬‬
‫محمد بهجت عبد اهلل أمين قايد ‪ .‬الوسيط في شرح قانون التجارة البحرية‪ .‬الطبعة األولى‬ ‫‪-11‬‬
‫‪.‬الجزئان الثاني والثالث ‪.‬القاهرة ‪.‬مصر‪.2005.‬‬
‫محمود شحماط ‪ .‬المختصر في القانون البحري الجزائري ‪ .‬طبعة ‪ . 3818‬ديوان‬ ‫‪-13‬‬
‫المطبوعات الجامعية الجزائري‪.3818.‬‬

‫‪68‬‬
‫مصطفى كمال طه ‪ ،‬وائل أنور بندق ‪ .‬التأمين البحري في القوانين (المصري – الفرنسي –‬ ‫‪-12‬‬
‫اإلنجليزي – اللبناني الكويتي – السعودي – األردني – الليبي – القطري – البحريني – العماني ) ‪.‬‬
‫الطبعة األولى ‪ .‬دار الفكر الجامعي ‪.‬اإلسكندرية ‪ .‬مصر ‪.3813.‬‬
‫مصطفى كمال طه‪ .‬أساسيات القانون البحري ‪ .‬دراسة مقارنة (السفينة – أشخاص المالحة‬ ‫‪-17‬‬
‫البحرية – النقل البحري‪ -‬الحوادث البحرية‪ -‬الضمان التأمين البحري ) ‪ .‬الطبعة األولى ‪ .‬منشورات‬
‫الحلبي الحقوقية ‪.‬بيروت ‪.‬لبنان ‪3887.‬‬
‫هاني دويدار ‪ .‬الوجيز في القانون البحري ‪ .‬دار الجامعة الجديدة للنشر ‪ .‬اإلسكندرية ‪.‬‬ ‫‪-10‬‬
‫مصر ‪.3881.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬الرسائل العلمية‬
‫‪ -1‬تيكاري هيفاء رشيدة ‪ .‬النظام القانوني لعقد التأمين ‪ .‬دراسة في التشريع الجزائري ‪ .‬شهادة دكتورة في‬
‫العلوم تخصص قانون أعمال ‪ .‬إشراف األستاذ ‪.‬محمودي مراد ‪ .‬جامعة مولود معمري ‪.‬تيزيوزو ‪.‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية ‪ .‬تاريخ المناقشة ‪ 11‬ديسمبر ‪ . 3813‬العام الدراسي ‪3813-3811‬‬
‫‪.‬‬
‫فهرس األشكال‬
‫الصفحة‬ ‫عنوان الشكل‬ ‫رقم الشكل‬
‫‪18‬‬ ‫أطراف عقد التأمين البحري‪...................................‬‬ ‫‪1‬ــ‬

‫‪43‬‬ ‫عليـــــــــــها‪..........................................‬‬ ‫األموال المؤمن‬ ‫‪2‬ــ‬

‫‪66‬‬
‫الفهرس‬
‫مقدمة ‪02..............................................................................................‬‬
‫طاق ققد الأممن الحرر ‪07..............................................................‬‬ ‫الفصالوألل‬
‫المبحث األول ‪ :‬اإلطار القانوني لعقد التأمين البحري‪00..................................................‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬تعريف عقد التأمين البحري وخصائصه‪00...............................................‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬تعريف عقد التأمين البحري‪00.............................................................‬‬
‫أوال ‪ :‬تعريف التأمين البحري طبقا لبعض التشريعات‪00..................................................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬تعريف التأمين البحري طبقا للتشريع الجزائري‪00..................................................‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬خصائص عقد التأمين البحري‪00..........................................................‬‬
‫أوال ‪ :‬الرضائية واإلذعان ‪00............................................................................‬‬
‫ثانيا ‪:‬االحتمالية وحسن النية‪00.........................................................................‬‬
‫ثالثا ‪ :‬التأمين البحري عقد تعويض وعقد ملزم لجانبين‪00.................................................‬‬
‫الفرع الثالث ‪:‬الطبيعة القانونية لعقد التأمين البحري‪02....................................................‬‬
‫أوال ‪ :‬بالنسبة للمؤمن‪02.................................................................................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬بالنسبة للمؤمن له‪01.............................................................................‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬أطراف عقد التأمين البحري واثباته‪01....................................................‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬أطراف عقد التأمين البحري‪01..............................................................‬‬
‫أوال ‪ :‬المؤمن ‪01........................................................................................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬المؤمن له‪01.....................................................................................‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬إثبات عقد التأمين البحري ‪01.............................................................‬‬
‫أوال ‪ :‬إثبات عقد التأمين البحري كتابة‪01.................................................................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬وثيقة التأمين البحري‪20...........................................................................‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬األموال المؤمن عليها وتقويمها ‪21......................................................‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬األموال المؤمن عليها ‪21...............................................................‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬التأمين على السفينة‪21....................................................................‬‬
‫أوال ‪ :‬السفينة وملحقاتها ‪21..............................................................................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬أجرة السفينة وأجرة البحارة‪22......................................................................‬‬

‫‪98‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬التأمين على البضائع‪21...................................................................‬‬
‫أوال ‪ :‬التأمين بوثيقة عادية‪20............................................................................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬التأمين بوثيقة عائمة أو وثيقة االشتراك‪20.........................................................‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬الصور الخاصة للتأمين البحري‪21.........................................................‬‬
‫أوال ‪ :‬التأمين على المسؤولية ‪10........................................................................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬التأمين على أقساط المسؤولية ‪10.................................................................‬‬
‫ثالثا ‪ :‬التأمين على تعويض التأمين (إعادة التأمين)‪10...................................................‬‬
‫المطلب الثاني ‪:‬تقويم األشياء للمؤمن عليها ‪11..........................................................‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬تقويم السفينة والبضائع‪11..................................................................‬‬
‫أوال ‪ :‬السفينة‪11.........................................................................................‬‬
‫ثانيا البضائع‪11.........................................................................................‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬العالقة بين مبلغ التأمين وقيمة الشيء المؤمن عليه ‪12.....................................‬‬
‫أوال ‪ :‬مبلغ التأمين يساوي قيمة الشيء المؤمن عليه‪12....................................................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬التأمين على الشيء بأكثر من قيمت‪12............................................................‬‬
‫ثالثا ‪:‬التأمين على الشيء بأقل من قيمته‪11..............................................................‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬تعدد التأمينات‪10.........................................................................‬‬
‫أوال ‪ :‬التعدد المشروع‪10.................................................................................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬حاالت التأمين المتعدد‪10.........................................................................‬‬
‫ثالثا ‪ :‬آثار التأمين المتعدد‪10...........................................................................‬‬
‫خالصة الفصل األول ‪10.............................................................................:‬‬
‫الفص الثقطي سرنق ققد الأممن الحرر ‪12..........................................................‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬الخطر كشرط لعقد التأمين البحري ‪12..................................................‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬مفهوم الخطر البحري ‪11...............................................................‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬تعريف الخطر البحري ونطاق ضمانه في التشريع الجزائري‪11...............................‬‬
‫أوال ‪ :‬تعريف الخطر البحري ‪11.........................................................................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬نطاق ضمان الخطر في التشريع الجزائري‪11......................................................‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬ضرورة الخطر‪12.........................................................................‬‬

‫‪89‬‬
‫أوال ‪ :‬تعرض الشيء المؤمن عليه للخطر‪12.............................................................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬تحقق الخطر أو زواله قبل العقد‪11................................................................‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬األخطار المغطاة‪10.......................................................................‬‬
‫أوال ‪ :‬األخطار التي يغطيها التأمين البحري ‪10...........................................................‬‬
‫الفرع الرابع ‪ :‬األخطار التي تخرج عن نطاق التأمين البحري‪22...........................................‬‬
‫أوال ‪:‬األخطار غير القابلة للضمان بصورة قطعية ‪22....................................................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬األخطار غير قابلة للضمان إال بمقتضى اتفاق خاص‪21..........................................‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬زمان ومكان األخطار‪21................................................................‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬زمان األخطار‪20..........................................................................‬‬
‫أوال ‪ :‬التأمين بالرحلة ‪20................................................................................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬التأمين لزمن معين‪20............................................................................‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬مكان األخطار‪21.........................................................................‬‬
‫أوال ‪ :‬تغيير الرحلة ‪21..................................................................................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬تغيير الطريق أو االنحراف‪10.....................................................................‬‬
‫ثالثا ‪ :‬تغيير السفينة‪10..................................................................................‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬إثبات زمان ومكان األخطار‪10............................................................‬‬
‫أوال " إثبات بداية األخطار‪10............................................................................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬إثبات نهاية األخطار‪12.........................................................................‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬آثار عقد التأمين البحري ‪11............................................................‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬التزامات المؤمن له‪11...................................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬دفع القسط‪11...............................................................................‬‬
‫أوال ‪ :‬قاعدة دفع القسط‪11...............................................................................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الوفاء بالقسط‪11..................................................................................‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬االلتزام بتقديم بيانات صحيحة عن الخطر المؤمن عليه‪11..................................‬‬
‫أوال ‪ :‬عدم اقتران امتناع المؤمن له باإلدالء بالبيانات الصحيحة بغش‪10...................................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬اقتران امتناع المؤمن له باإلدالء بالبيانات الصحيحة بغش‪10.......................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬قابلية العقد لإلبطال ‪10............................................................................‬‬

‫‪89‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬الحفاظ على مصالح المؤمن ‪10...........................................................‬‬
‫أوال ‪ :‬إبالغ المؤمن بالحوادث والتخفيف من آثارها ‪11....................................................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬المحافظة على حقوق المؤمن في الرجوع على الغير المتسبب في الحادث‪11........................‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬التزامات المؤمن ‪00....................................................................‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬دعوى الخسارة‪00..........................................................................‬‬
‫أوال ‪ :‬تقدير التعويض‪00................................................................................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬استعمال دعوى الخسارة‪01........................................................................‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬دعوى الترك أو التخلي ‪01................................................................‬‬
‫أوال ‪ :‬حاالت ترك السفينة المؤمن عليها ‪01..............................................................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬حاالت ترك البضائع‪01...........................................................................‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬تقادم الدعاوي الناشئة عن عقد التأمين البحري‪00..........................................‬‬
‫خالصة الفصل الثاني ‪00...............................................................................‬‬
‫الخاتمة‪00 .............................................................................................‬‬
‫قائمة المراجع‪01........................................................................................‬‬
‫فهرس األشكال ‪01......................................................................................‬‬
‫فهرس الموضوعات‪00..................................................................................‬‬

‫‪89‬‬

You might also like