Professional Documents
Culture Documents
التأمين البحري في ظل القانون البحري الجزائري
التأمين البحري في ظل القانون البحري الجزائري
معزوزي وليد.
المقدمـــــــــــــــــــة
مقدمة
لما كان التأمين البحري ظاهرة ترتبط بالرحلة التي بدأ فيها التحول في تنظيم الرحلة البحرية من
مشروع البحري كوحدة اقتصادية منتظمة ،تلك الرحلة التي شهدت التحول من الشراكة البحرية إلى
االستغالل الرأس مالي ،مع ما صاحبها من انفصال تجهيز السفينة عن ملكيتها ونشأة عالقات العمل
البحري وتحول أصحاب البضائع من شركاء في الرحلة البحرية إلى شاحنتين يعهدون ببضائعهم إلى مجهز
السفينة أو الربان ،وأخي ار ظهور مصادر تمويل متنوعة لالستثمارات البحرية ،ومع تواري فكرة الشراكة
الزما على صاحب
معا في الرحلة البحرية ،أصبح ً
البحرية واستغالل القيم والمصادر الفردية رغم إنتضامها ً
كل مصلحة البحث عن وسيلة خاصة به يأمن بها األضرار التي قد تلحق به من جراء خطر أو حادث
بحري فكان اللجوء إلى التامين البحري.1
والشك أن أهمية التأمين البحري تكمن في جميع أنشطة االقتصاد الوطني وفي شتى المجاالت منها
الخدمية والمالية وغيرها ،فهي بذلك المحرك األساسي للدورة االقتصادية والتي أكيد أن مجالها واسع وكبير ،
كما أن التأمين البحري هو أصل التأمين في التاريخ على اإلطالق ،فال شك أننا سوف نبهر باألموال
الطائلة التي هي عرضة لألخطار والخسائر ،فمثال إذا عرفنا أن قيمة سفينة قد يبلغ ثمنها الماليير من
الدينارات ،وأن البضائع التي تحملها قد تتجاوز قيمتها عدة مرات ،فإذا ثم هالكها في الرحلة البحرية مع
تعرضها ألضرار جسمانية ،فال شك أن ذلك يكون طامة ووباء خطير على التجارة البحرية التي قد تتضرر
كثير.
ًا
وفي ضل هذه األهمية للتأمين البحري والمنافسة الحالية اهتم المشرع الجزائري بهذا النوع من
التأمينات على عكس ما سبق ألنه لم يتناول موضوع التأمين البحري في القانون البحري الصادر في -67
80إال بعد صدور أول قانون متعلق بالتأمينات األمر 86-08والملغى بموجب القانون 86-59المؤرخ في
0559/80/59الذي يعتبر النص األساسي للمظهر الحالي لقطاع التأمينات ،بالرغم من صدور القانون
رقم 80-87بتاريخ 58فبراير 5887الذي هو في طور التطبيق ،وهذا ما ساهم في وضع الشكل
التنظيمي الحالي المكرس النفتاح السوق ونهاية تخصيص المؤسسات العمومية ،والتكفل األفضل للمؤمن
له.
ومن هذا المنطلق ألهمية التأمين البحري يشار إلى النقاط التالية :
-إن التأمين البحري يساعد في بث روح األمان بين طرفيه خاصة بالنسبة للمؤمن له ضد األخطار التي
تصيبه في دمته المالية.
1محمد فريد لعريني.هانيدويدار.مبادئ القانون التجاري والبحري .دار الجامعة الجديدة للنشر .مصر.2222.ص.956
2
هاما في تدعيم اإلئتمان العام للدولة
دور ً
-إن ألقساط المجتمعة في يد شركات التأمين (المؤمنون ) تلعب ًا
خاصة أن هذه األقساط كبيرة بحسب قيمة السفينة أو البضاعة وهذا النوع من التأمين يساعدها في الحصول
على ما تحتاجه من القروض وذلك من خالل توظيف األموال المذكورة في السندات العامة التي تصدرها.
-يؤدي التأمين البحري إلى الربط والتقارب بين الدول من خالل ارتباط شركات التأمين الوطنية مع شركات
التأمين الدولية سواء أنها تعيد التأمين لديها أو تشترك معها في تغطية نفس المخاطر التي يمتد نطاقها إلى
أكثر من دولة مثل مخاطر الشحن.
أما إذا تحدثنا عن أسباب اختيار الموضوع:
موضوعا لمذكرتي ألسباب عدة
ً وقع اختياري على التأمين البحري وفق القانون البحري الجزائري ليكون
أهمها:
-عدم دراسة التأمين البحري دراسة حقيقية وافية مستوفية وفقًا للتشريع الجزائري وذلك لحداثته.
-نقص الكتابات في هذا النوع من التأمين من طرف القانونيين والباحثين لما يمتاز به من تعقيد وسرية.
-حب معرفتي لحقيقة التأمين البحري عن قرب وإلدراكي لكثير من أس ارره .
-اإلسهام في تبيان بعض الحقائق والمميزات التي يمتاز بها التأمين البحري ولو بالقدر الضئيل.
أما فيما يخص األهداف المتوخاة من الدراسة فتكمن في :
-محاولة التعريف بعقد التأمين وتبيان الطابع المميز والذاتية المستقلة له.
-االهتمام بأطراف عقد التأمين البحري ،المؤمن والمؤمن له من خالل إعطاء نوع من الخصوصية والتركيز
عليهما ألنهما جوهر هذا العقد ومن خاللهما ثم تبيان أثار كل منهما.
-محاولة تحديد األخطار البحرية المضمونة في التشريع الجزائري بشكل مفصل ومبسط وواضح.
ومن خالل ما سبق وفي ضل المنافسة الحادة واألهمية الكبرى للتأمين البحري أهتم المشرع الجزائري
بهذا الفرع من فروع التأمين من خالل السير بخطى سريعة وثابتة ،وهذا ما وضعنا أمام اإلشكالية المتمثلة
في الطابع المميز والذاتية المستقلة والقواعد القانونية الخاصة التي ينفرد بها التأمين البحري في ضل القانون
البحري الجزائري.
والتي تنشق منها األسئلة الفرعية التالية:
ماهو تعريف عقد التأمين البحري وخصائصه المميزة وطبيعته القانونية ؟
-من هم أطراف العقد وكيف يثم إثباته ؟
-ماهي األموال المؤمن عليها وكيف يتم تقييمها وفيما تتمثل الصور الخاصة للتأمين البحري؟
-ما المقصود بالخطر البحري؟ ،وما هي األخطار المغطاة وغير المغطاة ؟
3
-ما هي االلتزامات الواقعة على طرفي عقد التأمين البحري ،وكيف تتقادم دعاوي التعويض؟
ولإلجابة عن هذه اإلشكالية أتبع منهجا يناسب الدراسات القانونية ألى وهو المنهج الوصفي التحليلي بشكل
من التبسيط واالنتقال من العام إلى الخاص.
ولعل افتقار المكتبات القانونية ومكتبات الجامعات الجزائرية إلى مثل هذه النوع من التأمين وفق
جدا ،وكذا حداثة القواعد القانونية التي تحكم التأمين البحري في الجزائر إال
التشريع الجزائري إال بشكل قليل ً
أمر مشجعا لهذه الدراسة
بصدور القانون 86-59المعدل والمتمم بالقانون 80-87المتعلق بالتأمينات كان ًا
وانطالقا من طبيعة الموضوع ثم تقسيم هذا البحث إلى مقدمة باإلضافة إلى فصلين:
الفصل األول :جاء فيه نطاق عقد التأمين البحري ،وقد قسم هذا الفصل إلى مبحثين ،كان عنوان األول
اإلطار القانوني لعقد التأمين البحري وفيه تعريف عقد التأمين البحري وخصائصه ،حيث ثم التطرق إلى
تعريفه طبقا لبعض التشريعات ،وتعريفه طبقا للتشريع الجزائري ،وتحديد بعض الخصائص المميزة وابراز
طابعه القانوني الذي يضفي عليه ذاتيته المستقلة ،وكذا تبيان أطراف هذا العقد واثباته .
أما المبحث الثاني جاء تحث عنوان األموال المؤمن عليها وتقييمها ،فالمطلب األول من المبحث
الثاني ثم البحث في األموال المؤمن عليها والتي تتمثل في الركائز األساسية لنظام التأمين البحري ،وهي
السفينة وكل ما يتعلق بها ،والبضائع التي تعتبر ركيزة من ركائز هذا النظام ،وقد جاءت المحاولة في شرح
النصوص القانونية المتعلقة بكل منهما ،وقد أدرج في هذا المبحث الصور الخاصة للتأمين البحري المتمثلة
في التأمين على المسؤولية ،التأمين على أقساط التأمين ،و إعادة التأمين ،أما المطلب الثاني فتم التكلم
عن تقييم األشياء المؤمن عليها فتم تقييم كل من السفن والبضائع وتبيان العالقة بين مبلغ التأمين وقيمة
الشيء المؤمن عليه ،ثم تعدد التأمينات
وفي الفصل الثاني من هذه المذكرة ثم التكلم عن سريان عقد التأمين البحري ،فكانت البداية بالخطر
كشرط لعقد التأمين البحري كمبحث أول الذي حدد فيه المقصود من الخطر البحري من خالل تعريفه ونطاق
ضمانه في التشريع الجزائري وكذا ضرورة الخطر ،ولألخطار المغطاة وغير المغطاة أوالتي تخرج عن نطاق
التغطية.
أما الثاني فجاء بتحديد زمان ومكان األخطار في جميع حاالته وكيفية إثباتهما.
لكن المبحث الثاني خصص للبحث في آثار عقد التأمين البحري ابتداءبإلتزمات المؤمن له كمطلب أول
والمتمثلة في دفع القسط ،االلتزام بتقديم بيانات صحيحة عن الخطر المؤمن منه ،والحفاظ على مصالح
المؤمن ،ثم أنتقل إلى المطلب الثاني فتم البحث عن التزامات المؤمن والتركيز عن الضمانات
القضائيةالمتمثلة في دعوى الخسارة ودعوى الترك ومدة تقادم هذه الدعاوي وينتهى بخالصة للفصل.
4
وأخير خاتمة جمعت فيها الخالصات والنتائج التي ثم التوصل إليها من خالل هذه المذكرة.
5
الفصـــــــــــــــــــــــــل األول
الفصل األول...............................................................................:نطاق عقد التأمين البحري
الفصل األول
نطاق عقد التأمين البحري
إن التجارة الخارجية ،عادة ما ترتكز على ثالثة عقود منفصلة ،تهدف كلها إلى تأمين وصول
1
البضاعة إلى المرسل إليهم سالمة ،وهذه العقود هي :عقد البيع ،عقد النقل وعقد التأمين.
هاما في التجارة الخارجية ،ألنه من النادر أن تبحر سفينة بدون تغطيتها بالتأمين
فلهذا األخير مرك از ً
البحري ،وكذا البضاعة المحمولة على ظهرها ،وعلى أساس ذلك يجب أن يكون هذا النظام في شكل قانوني
منظم وخاص لينظم العالقة بين طرفيه.
لذا فقد قسم هذا الفصل إلى مبحثين سيتم التحدث في األول عن اإلطار القانوني لعقد التأمين
البحري ،بإب ارزتعريفه والخصائص التي تميزهعن العقود األخرى في مطلب أول ،ثم أطراف عقد التأمين
البحري في مطلب ثاني مع إبراز كيفية إثبات هذا العقد ،ثم في المبحث الثاني ،سيخصص لتبيان األموال
المؤمن عليها وتقييمها في مطلبين ،سيعرض المطلب األول األموال المؤمن عليها ثم في المطلب الثاني
تقييم األموال المؤمن عليها .
المبحت األول
اإلطار القانوني لعقد التأمين البحري
لدراسة عقد التأمين البحري ،ينبغي معرفة الجوانب التي تعد من خصوصياته ،وان هذا العقد يأخذ
شكل عقد التأمين بصفة عامة ،لذا من الضروري التطرق في هذا المبحث إلى التعريف االصطالحي لهذا
العقد وفقا للتشريع الجزائري خاصة وبعض التشريعات عامة ،ومن خالله يتم التطرقالى خصائصه وطبيعته
القانونية كمطلب أول ،ثم في المطلب الثاني خصص إلى أطراف هذا العقد المؤمن والمؤمن له وكيفية إثبات
عقد التأمين البحري .
المطلب األول :تعريف عقد التأمين البحري وخصائصه
قبل التطرق إلى تعريف عقد التأمين البحري تجدر اإلشارة بأنه أحد فروع التأمين ،إال أنه يشترك مع
غيره من أنواع التأمين في بعض الخصائص ،ويتميز عنها ببعضها بسبب خصوصيته ،لذا سيقسم هذا
المطلب إلى فرعين ،األول سيتم التكلم فيه عن تعريف التأمين البحري في التشريع الجزائري وبعض
التشريعات األخرى ،أما الفرع الثاني خصص إلى إبراز خصائص عقد التأمين البحري وطبيعته القانونية.
1عبد القادر لعطير .وباسم محمد ملحم .الوسيط في شرح قانون التجارة البحرية .الطبعة األولى .إصدار أول .دار الثقافة للنشر والتوزيع
.األردن .9002 .ص.464
7
الفصل األول...............................................................................:نطاق عقد التأمين البحري
عبد القادر لعطير .باسم محمد ملحم .مرجع سابق .ص.470 1
عبد القادر لعطير .باسم محمد ملحم .مرجع نفسه .ص.470 2
طالب حسن موسى .قانون البحري .الطبعة التالثة .دار الثقافة للنشر والتوزيع .األردن.9079 .ص.972 3
محمد بهجت عبد اهلل أمين قايد .الوسيط في شرح قانون التجارة البحرية .الطبعة األولى .الجزء الثانيوالثالث .دار النهضة العربية. 4
8
الفصل األول...............................................................................:نطاق عقد التأمين البحري
حيث جاء في نص المادة 29من األمر 07-29المتعلق بالتأمينات التي تقابلها المادة 07من
قانون 07-80نصت على " :تطبق أحكام هذا الباب على أي عقد تأمين يهدف إلى ضمان األخطار
المتعلقة بأي عملية نقل بحرية."1
وما يمكن مالحظة عند دراسة هذا النص ما يلي :
النص العربي لم يوفق في كلمة " "objetباللغة العربية وهي محل وكان األصل هو" :أي عقد تأمين
هدفه ضمان األخطار المتعلقة بأية عملية نقل بحري ،ألن المشرع عند دراسة النص بالفرنسية وفي روح
النص أصال هدف لتعريف عقد التأمين البحري بمحله وليس بسببه."2
باإلضافة إلى أن المشرع الجزائري حصر عمليات التأمين البحري في عمليات النقل البحري ،ولم
يتركه مفتوحا ليشمل العملية البحرية ،لكن لو ذهبنا إلى النص الفرنسي لوجدناه أنه وسع من دائرة األخطار
المضمونة ،إذ عرفها بأنها تلك المتعلقة بأية عملية بحرية.3
وتدعيما للتعريف السابق هناك تعريف عام لعقد التأمين أورده المشرع الجزائري في المادة 672من
القانون المدني الجزائري والتي جاء فيها " :التأمين عقد يلتزم المؤمن بمقتضاه أن يؤدي إلى المؤمن له أو إلى
المستفيد الذي اشترط التأمين لصالحه مبلغا من المال أو إيرادا أو أي عوض مالي آخر في حالة وقوع
الحادث أو تحقق الخطر المبين بالعقد وذلك مقابل قسط أو أي دفعة مالية أخرى يؤديها المؤمن له للمؤمن".
يالحظ من خالل هذه التعريفات اختالف في اللفظ وتشابها في المضمون ،كالرحلة البحرية والعملية
البحرية ،وكذا الضمان والمضمون ،إال أن المضمون واحد لعقد التأمين البحري بجميع جوانبه الفنية،4
القانونية ، 5واالقتصادية.
المادة .29من األمر 07-29المؤرخ في 99جانفي .7229المتعلق بالتأمينات .الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية .المؤرخة في 1
8مارس .7229العدد .70المعدل والمتمم بالقانون رقم .04-06المؤرخ في 90فيفري .9006الصادر في الجريدة الرسمية المؤرخة في
79مارس. 9006العدد .79
علي بن غانم .التأمين البحري وذاتية نظامه .دراسة مقارنة بين القانون الجزائري والقانون الفرنسي واإلنجليزي .الطبعة الثانية .ديوان 2
األستاذ محمودي مراد .جامعة مولود معمري تيزي وزو.كلية الحقوق والعلوم السياسية .تاريخ المناقشة 72ديسمبر .9079سنة الدراسة
. 9079-9077ص.049
الجانب الفني يقوم على أساس تجميع المخاطر وتوزيع الخسائر بين المؤمن لهم جميعا طبقا لقوانين اإلحصاء ،حيث يقوم المؤمن في 4
صورة مشروع من مشروعات التأمين ،ألن هذا الجانب هو الذي يميز عقد التأمين البحري عن باقي العقود األخرى .
أما الجانب القانوني هو الذي يحكم العالقة التعاقدية بين أطرافه من مؤمن ومؤمن له ومستفيد كطرف ثالث ،وخطر أو حادث يخشى 5
وقوعه ويحسن التأمين منه ،وقسط أو عوض مالي أخر يؤديه المؤمن له للمؤمن ،وأداء يلتزم المؤمن بان يؤديه للمؤمن له عند تحقق
الخطر المنصوص عليه في مثن العقد .
2
الفصل األول...............................................................................:نطاق عقد التأمين البحري
كما أن كل التشريعات استعملت مصطلحا يفيد العموم والشمول وهو مصطلح "العقد" ،وما يالحظ
أيضا أن جميع التشريعات تعرضت بذكر طرفي العقد ،المؤمن والمؤمن له ،وذلك مهم وبديهي في نفس
الوقت ،ألنه من االستحالة أن يبرم عقد التأمين بغياب أحد الطرفين.
كما أنه يتضح أيضا من خالل ما سبق أن عقد التأمين البحري في كل من القانون الجزائري
والمصري متشابهان إلى حد ما مع التشريع الفرنسي ،إذا أن هذا األخير يعتبر المصدر التاريخي لهذه
التشريعات.
الفرع الثاني :خصائص عقد التأمين البحري
إلبراز خصائص عقد التأمين البحري ،أُختير تعريفا له من أساتذة ورجال القانون حيث عرفه أحدهم
ب ـأنه":العقد الذي يتعهد بمقتضاه أحد الطرفين ويسمى المؤمن مقابل قسط معين يلتزم به الطرف اآلخر وهو
المس تأمن بتعويض هذا األخير عما يلحقه من أضرار تصيب األشياء المؤمن عليها من جراء وقوع أحد
المخاطر البحرية التي يضمنها الطرف األول ."1
أوال :الرضائية واإلذعان
ويتجلى ذلك بمجرد تطابق اإليجاب والقبول بين طرفيه على انعقاده ،فهو ليس عقد شكلي ألن
القانون ال يستلزم إفراغه في شكل معين وانما استلزم الكتابة إلثبات العقد .2وعلى ذلك فال تعتبر الكتابة
شرط لالنعقاد ،نص المادة 27من األمر 07-29والتي تقابلها نص المادة 799من القانون 07-80
الملغى ،وهما متطابقتان حيث جاء في نص المادة 27من األمر 07-29ما يلي " :يثبت عقد التأمين
البحري بوثيقة التأمين ،ويمكن إلزام الطرفين قبل إعداد الوثيقة بأية وثيقة كتابية أخرى ال سيما وثيقة اإلشعار
بالتغطية."3
أما اإلذعان فقد جاء في التشريع الجزائري ،المنظم للتأمين البحري في ظل األمر ، 07-29حيث
تضمن 82مادة مفسرة و 72مادة جاءت لصالح المؤمن ،فهذا ما يؤكد أن عقد التأمين البحري عقد إذعان
،ألن المؤمن له ال يملك مناقشة شروط العقد من المؤمن ،فهذا األخير يعرض عليه الوثيقة بشروطها
ليقبلها كلها أو يرفضها جميعها ،فوثيقة التأمين تكون عادة مطبوعة ومتضمنة للشروط األساسية لعقد
التأمين،وبها بعض الفراغات يتم ملؤها عند التوقيع عليها ،تتعلق باسم المؤمن له واألموال المؤمن عليها ومبل
محمد بهجت عبد اهلل أمين قايد .مرجع سابق .ص.072 1
محمد بهجت عبد اهلل أمين قايد .مرجع نفسه .ص.072 2
70
الفصل األول...............................................................................:نطاق عقد التأمين البحري
التأمين ،دون أن تمس أساسا شروط العقد ،وال يكون في وسع المؤمن له إال أن يقبل هذه الوثيقة بشروطها
جميعا أو يرفضها كلها.1
ً
ولهذا تسري على عقد التأمين النصوص المذكورة في األمر 07-29المتعلق بالتأمينات.
من خالل ما سبق فإن شركات التأمين (المؤمن)يشكل بوضوح شروط العقد وما على المؤمن له إال قبولها
والنزول على اقتراحاتها وبنودها العامة دون مناقشتها.
ثانيا:االحتمالية وحسن النية:
الشك أن عقد التأمين البحري بالنسبة إلى طرفيه من الوجهة القانونية يرتكز على احتمالية هذا العقد
وأن تفسيره يستند إلى النية المشتركة عند تكوينه.
-1االحتمالية :من المتفق عليه أن عقد التأمين البحري ينصب على احتمال وقوع الخطر للمؤمن ضده ومثل
هذا الخطر ،قد يقع أثناء وقت سريان عقد التأمين البحري ،وقد ال يقع إطالقا.وعليه فإن مزايا أو تبعات هذا
العقد ال يمكن معرفتها عند إبرام هذا العقد بين طرفيه المؤمن والمؤمن له ،إ ْذ قد يحصل المؤمن على مبل
التعويض الذي يرد في العقد بمجرد سريان العقد ودفع قسط واحد ووقوع الخطر المؤمن ضده.
وقد يحصل أن يتم البدء بتنفيذ عقد التأمين وينتهي العقد بأخذالمؤمن جميع األقساط ،وال يقع الخطر
المؤمن منه ،وعليه ال يعرف مقدما من هو المستفيد من هذا العقد.
2
لكن الخطر المؤمن ضده هو الذي يجعل هذا العقد عقد احتمالي لعدم معرفة وقت وقوعه.
-2حسن النية :إن هذا المبدأ يقوم على التزامات كل من المؤمن والمؤمن له ،فمثال يجب على المؤمن
تقديم بيانات صحيحة ودقيقة عن المال المؤمن عليه ،وعن الخطر المؤمن منه ويترتب على كتمانه لهذه
3
البيانات أو التصريح الكاذب بها على قابلية العقد لإلبطال.
ثالثا :التأمين البحري عقد تعويض وعقد ملزم لجانبين
-1التأمين البحري عقد تعويض:إن التأمين البحري ينقسم بوجه عام من حيث الموضوع إلى تأمين أضرار
من جهة وتأمين أشخاص من جهة أخرى ،ويقصد بتأمين أضرار تعويض المستأمن عن األضرار التي
تحدث بذمته المالية من جراء هالك الشيء أو تلفه ،والتأمين البحري هو تأمين أضرار ومن خصائصه أنه
عقد تعويض للضرر ،4الذي يلحق المستأمن من جراء تحقق الخطر ،ال أن يهيئ له سبيل اإلثراء والكسب،
عادل علي المقدادي .القانون البحري .الطبعة األولى .اإلصدار الثالث .دار الثقافة للنشر والتوزيع .األردن .9009 .ص.948 1
المادة 047من قانون التجارة البحرية المصرية .فريد لعريني .هاني دويدار .مرجع سابق.ص.669 3
77
الفصل األول...............................................................................:نطاق عقد التأمين البحري
وتعتبر هذه الخاصية من أهم خصائص عقد التأمين البحري ،وهي التي تميزه عن المقامرة والرهان ،ولو لم
يكن األمر كذلك ال استطاع المؤمن لهأن يعمل على تحقق الخطر.1
ويترتب على هذه الخاصية ما يلي :
ال بد من وقوع ضرر للمؤمن له جراء وقوع الخطر ،واال انتفى حقه بالتعويض.
الفكرة التي يقوم عليها التعويض في عقد التأمين هي جبر الضرر الذي لحق المؤمن له أكثر من
مرة.
إذا ُعقد التأمين على مبل من المال يفوق قيمةالشيء المؤمن عليهوكان هناك غش أو خداع من
جانب المؤمن له يمكن إبطال العقد.
يترتب على هذا العقد أنه عقد تعويض ال يرد على األشخاص بل على األموال ،ألن األرواح البشرية
2
ال تقدر بثمن.
-2عقد التأمين البحري عقد ملزم لجانبين :إن للمتعاقدين التزاماتمتقابلة ناشئة عن العقد ،أي أن لهما
طابع إلزامي تبادلي في حالة تحقق الخطر المبين في العقد ،أما إذا لم يتحقق الخطر فإن ذلك ال يضفيعلى
عقد التأمين صفته اإللزامية.
حيث نصت المادة 99من القانون المدني على ما يلي " :يكون العقد ملزما للطرفين ،متى تبادل المتعاقدان
االلتزام بعضهما بعض"3.
وما يستنتج أيضا عن اإليضاح الكامل عن كل الحقائق الرئيسية المتعلقة بالعقد ،يؤدي على إثرها إلى
التعرف في تحديد مبل القسط ،أو قبول التأمين بصفة عامة أو رفضه .
الفرع الثالث :الطبيعة القانونية لعقد التأمين البحري
إن تحديد الوصف القانوني لعقد التأمين البحري ،ما إذا كان تجاريا أم ال ،مسألة ذات أهمية كبيرة
لتحديد مدى تطبيق أحكام القانون التجاري عليه أم ال.
أوال :بالنسبة للمؤمن
يعتبر عقد التأمين البحري من األعمال التجارية طبقا لما جاء في نص المادة الثانية من القانون
التجاري ،التي اعتبرت كل مقاولة تأمين عمال تجاريا بحسب الموضوع.4
عبد القادر لعطير .باسم محمد ملحم .مرجع سابق .ص.474-470 1
عبد القادر لعطير .باسم محمد ملحم .مرجع نفسه .ص.474 2
المادة 09من القانون التجاري الجزائري .نصت على " :يعد عمال تجاريا بحسب الموضوع ...كل مقاولة للتأمينات" 4
79
الفصل األول...............................................................................:نطاق عقد التأمين البحري
هذا ما تبينه المادة 979من األمر 07-29المتعلق بالتأمينات ،نصت على ":تخضع شركات
التأمين أو إعادة التأمين في تكوينها إلى القانون الجزائري وتأخذ احدالشكلين التالين:
شركات ذات أسهم .
شركات ذات شكل تعاضدي" 1.
من خالل نص المادة ،فإن ممارسة نشاط التأمين البحري إذا اتخذ شكل شركة ذات أسهم مثال
"شركة مساهمة " فهو تجاري بحسب الشكل ،أنظر في ذلك المادة 00من القانون التجاري الجزائري ،وكذا
نص المادة 944من نفس القانون ،وألن هذه الشركةتقصد الربح دائما من وراء قيامها بالتأمين.
أما بالنسبة للتعاضدية كما هو الحال لنوادي الوقاية فهو تجاري بحسب الشكل طبقا لنص المادة 00
من التقنين التجاري ،التي اعتبرت كل العقود التي ترد على العمليات البحرية عمال تجاريا.2
كمايمكن اعتبار التأمين البحري عمال تجاريا بالتبعية ألنه نشاط يقوم به المؤمن من أجل أغراض تجارته.
ثانيا :بالنسبة للمؤمن له
فهنا ال بد التفرقة في ما إذا كان تاجر أو صاحب مقاولة مالكا للسفينة أو مالكا للبضاعة فهو عمل
تجاري سواء بالشكل باعتبار صفته .فهنا التأمين البحري تجاريا ألنه عقد يرد على التجارة البحرية ،المادة
00من القانون التجاري ،أو عمل تجاري بالتبعيةبإعتبار التأمين ضروري الستمرار تجارته المادة 04من
القانون التجاري حيث جاء فيها " :يعد عمال تجار بالتعبئة األعمال التي يقوم بها التاجر والمتعلقة بممارسة
تجارته أو حاجات متجره."...
أما إذا كان المؤمن له ليس بتاجر وهي حالة نادرة كأن يكون آمنا على البضاعة لنقلها عن طريق
أبقار قصد
ا البحر فلعدم خضوعه للحاالت السابقة ،فال يعتبر عمال تجاريا بل مدنيا كالمزارع الذي يستورد
تربيتها.
من خالل الدراسة السابقة يتضح أن التأمين يضل تجاريا من جهة المؤمن أو شركة التأمين
التيتمارس عمال تجاريا بطبيعته ،وقد يكون تجاريا بالنسبة للمؤمن له أو مدنيا كما وضح ،ويترتب على ذلك
أن عقد التأمين البحري إذا كان طرفيه تاجرين طبقت عليهما قواعد القانون التجاري في جميع جوانبه
كاالختصاص ا لقضائي وقواعد إلثبات ،...أما إذا كان مختلطا فيطبق على شركة التأمين قواعد القانون
نص المادة 00من القانون التجاري " :يعد عمال تجاريا بحسب شكله ...كل عقد تجاري يتعلق بالتجارة البحرية والجوية" . 2
70
الفصل األول...............................................................................:نطاق عقد التأمين البحري
التجاري إذا كان مدعى عليها ،ويطبق على المؤمن له غير التاجر قواعد القانون المدني إذا كان مدعى
عليه ،وذلك فيما يخص القواعد التجارية السابقة.1
كما أن لعقد التأمين البحري طبيعة وخصوصية دولية ،باعتباره ينصب على قيم تنتقل من إقليم دولة
إلى دولة أخرى ،لكن هذا ال ينفي االختالفات الفقهية حول معاييره ،فمنهم من يستند على معيار العنصر
األجنبي في العقد ،ومنهم من يأخذ بفكرة عدم خضوعه إلى قانون دولة واحدة ،ومنهم يتبنى المعيار
االقتصادي دون غيره ،و هذا ما أخد به المشرع الجزائري في الوقت الراهن ،حيث أنه أعتبر من العقود
االقتصادية الدولية ،باعتبارها تتفق مع مصالح التجارة الدولية.2
وفيما عدا ذلك فإن عقود المخاطر البحرية،3تشترك مع غيرها من العقود األخرى من حيث تحديد
القسط وتحديد طرق احتساب التعويض ،وكذا االلتزاماتالمترتبة على عاتق المخاطر ،وتحديد مبل
األطراف.4
المطلب الثاني :أطراف عقد التأمين البحري واثباته
طرفا عقد التأمين البحري هما المؤمن من جهة والمستأمن(المؤمن له) من جهةأخرى ،وفي الغالب ال
يبرم العقد بينهما مباشرة بل يتدخل في إبرامه طائفة من الوسطاء هم":سماسرة التأمين البحري"5.
أما في إثبات العقد فقد خرج المشرع الجزائري كباقي التشريعات األجنبية والعربية عن القاعدة العامة
،أي حرية اإلثبات في العقود التجارية ،حيث يتم عادة في شكل محرر مطبوع يسم وثيقة التأمين ،و عليه
يتعين تناول طرفا العقد في الفرع أ ول ،ثم تناول كيفية إثباته ووسيلة إثباته في فرع ثاني ،ويضح في الفرع
الثالث بيانات وثيقة التأمين وأنواعها.
الفرع األول :أطراف عقد التأمين البحري
من المتآلف عليه أن أطراف عقد التأمين البحري يعتبرون بمثابة شركاء للمؤمن في العقد المبرم
بينهم ،وهؤالء الشركاء هم :المؤمن له ووكالؤه والمستفيد .
أوال :المؤمن
المؤمن هو الطرف األول في العقد ،الذي يتحمل التعويض عن الخطر بمقتضى العقد المبرم بينه
وبين المؤمن له ،والمؤمن هو ذلك الشخص الطبيعي أو المعنوي الذي يتحمل تغطية المخاطر ،إال أنه
عبد القادر حسين لعطير .الوسيط في شرح قانون التجارة البحرية .دار الثقافة للنشر والتوزيع .األردن .7222 .ص.670 1
2جديدي معراج .محاضرات في قانون التأمين الجزائري .الطبعة التانية .ديوان المطبوعات الجامعية .الجزائر.9007.ص.770
تتمثل هذه العقود في عقد البيع عن طريق البحر ،وعقد التأمين البحري . 3
معا.
سمسار إما يعمل لحساب المؤمن أو المؤمن له أو طرفا العقد ً
5
74
الفصل األول...............................................................................:نطاق عقد التأمين البحري
نظر لجسامةالخسائر والمبال المالية الباهظةالتي ال يقوى األفراد على دفعها ،أصبح التأمين يمارس عن
ا
طريق شركات تأخذ على عاتقها هذه الوظيفة وهي شركات كبرى تخصصت في هذا النشاط ،ويكون مقرها
في أغلب الحاالت في الدول التي تملك أساطيل قوية للمالحة.1
أما في الجزائر فإن الشركات العمومية هي التي كانت تحتكر التأمين من المخاطر البحرية قبل
صدور األمر 07-29المعدل والمتمم باألمر رقم 04-06المتعلق بالتأمينات سواء للسفن المسجلة
بالجزائر ،2أو البضاعة المستوردة من الخارج ، 3وهو تأمين إجباري حيث أن شركات التأمين تلتزم بتغطية
الخسائر في حالة وقوع الحادث أو تحقق الخطر المبين بالعقد ،نظير أقساط معينة يؤديها المؤمن له ،4كما
يمكن أن يكون للمؤمن وسطاء التأمين ،5وهؤالء الوسطاء هم الوكالء والسماسرة ،وهم أشخاص طبيعيون
توكل لهم عمليات التأمين نيابة عن الشركة ،6أو أكثر بموجب عقد تأمين معتمدا توضح فيه شروطا معينة
قصد الحصول على التأمين لحساب موكليهم ،باإلضافة إلى ذلك يجب على من يتولوا التوكيل العام للتأمين
أن يخصصوا إنتاجاهم للشركة أو الشركات التي يمثلونها.7
ويعتبر وكيل شركة تأمين وكيال عن المؤمن له ومسؤوال في مواجهته وذلك ما نصت عليه المادة
998من األمر رقم 07-29المتعلق بالتأمينات .أم السمسار الذي توكل له أموال لدفعها لشركات التأمين
أو للمؤمن لهم فال بدا له من ضمانة مالية لتسديد هذه األموال في كل وقت .8غير أن المسؤولية المدنية
تظل على عاتق شركات التأمين في حالة أخطاء وكالئها أو إغفالهم أو إهمالهم.9
ومن هنا يظهر الفرق بين الوكيل العام والسمسار ،إذا أن الوكيل العام له سلطات واسعة في التعاقد
10
،بينما عن شركة التأمين التي يمثلها ،إذ يتعاقد مع المؤمن مباشرة ،وله في ذلك أن يعدل العقد أو يفسخه
السمسار فإن دوره يقتصر على مجرد البحث عن العمالء إلجراء التعاقد مع شركات التأمين ،وتنتهي مهمته
بمجرد تسليم وثيقة التأمين للمؤمن له .
مصطفى كمال طه .وائل أنور بندق .التأمين البحري (في القوانين :المصري – اإلنجليزي – اللبناني – الكويتي – السعودي-األردني- 1
الليبي – قطري – البحريني – العماني ).الطبعة االولى .دار الفكر الجامعي .مصر .9079 .ص.92-98
المادة 729من األمر 07-29المتعلق بالتأمينات. 2
79
الفصل األول...............................................................................:نطاق عقد التأمين البحري
وقد بين المشرع الجزائري في األمر 07-29المعدل و المتمم باألمر 04-06المتعلق بالتأمينات،1
بأن شركات التأمين واعادة التأمين هي شركات تقوم بإبرام وتنفيذ عقود التأمين أو إعادة التأمين مثلما هي
معينة في القانون الساري و من أبرز هذه الشركات ،الشركة الجزائرية لتأمينات النقل ( )CAATفهي تحتكر
عدد كبير من عقود التأمين البحري والجوي ،ولحجم األضرار التي تغطيها فهي تعيد تأمينها لدى الشركة
المركزية إلعادة التأمين ( ، )CCRوالتي تحتفظ بمقدار معين من األخطار ،وتقدم ما يتجاوز طاقتها إلى
الشركات األجنبية.2
ثانيا :المؤمن له
الطرف الثاني في عقد التأمين البحري ،هو المؤمن له وقد يكون مالكا للسفينة أو مجهزها ،أو مالك
للبضاعة ،لكن التأمين في الحالة األخيرة قد يستفيد منه شخصا آخر غير مالك البضاعة في األحوال التي
تنتقل فيها ملكية البضاعة لشخص آخر هو المشترى وعند ذلك ،يعتبر مشترى البضاعة هو المستفيد من
التأمين وان كان هذا التأمين البحري قد أجراه سابقا مالك البضاعة.3
وفي حالة وقوع الخطر المؤمن منه ،يكون الحقفي المطالبة بالتعويض لحامل وثيقة التأمين ،4الذي
آلت إليه ملكية البضاعة .وهذا النوع من التأمين الذي يكون لمصلحة شخص غير معين ،ال يمكن تخيله إال
في التأمين على البضائع ،إلمكانية انتقالها إلى الغير بسهولة ،عن طريق سندات الشحن ،خصوصا
سندات الشحن لألمر ، 5حيث تتداول وثيقة التأمين مع سندات الشحن.
أما في التأمين على السفينة ،فالمؤمن له دائما يكون معروف عند المؤمن ،وهو مالك السفينة
وعادة ما يذكر فيالوثيقة.6
ويشترط لصحة التأمين أن يكون للمؤمن له مصلحة مباشرة أو غير مباشرة في عدم تحقق الخطر
والمحافظة على الشيء المؤمن عليه ،كما جاء في نص المادة 20من األمر 07-29المتعلق بالتأمينات ،
صدور قانون 04-06بتاريخ 90فيفري ،9006هدفه تغير واكمال المرسوم 07-29المؤرخ في 99جانفي ،7229وذلك لتدعيم 1
االقتصاد الوطني ،وانفتاح قطاع التأمين عن المنافسة الخارجية ،واالنضمام مع االتحاد األوربي للتجارة الدولية.
2تيكاري هيفاءرشيدة .مرجع سابق .ص.046
عادل علي المقدادي .مرجع سابق .990 . 3
سند الشحن لألمر:يتداول بطريقة التظهير أي سند األمر واقع في التأمين عن البضاعة ،ويكون عادة هذا السند لألمر .مصطفى كمال 5
76
الفصل األول...............................................................................:نطاق عقد التأمين البحري
حيث نصت" :يمكنلكل شخص له فائدة مباشرة أو غير مباشرة في حفظ مال أو اجتناب وقوع خطر أن يؤمنه
بما في ذلك الفائدة المرجوة منه."1
ومن خالل المادة يتبين أن األصل في التعاقد هو المصلحة التي تجمع بين المتعاقدين والمؤمن له
كما أشرنا إليه سابقا قد يعقد التأمين بنفسه ،وقد يكون عن طريق نائبا يمثله مثله مثاللمؤمن سواء وليا أو
وصيا أو سمسا ار اتفاقي وقد أشارت إلى ذلك المواد 967 ،960 ، 998من األمر 07-29المتعلق
بالتأمينات .
لكن ينبهأن التأمين الذي يبرمه شخص باسمه لحساب شخص آخر حيث ال يظهر اسمه في العقد
وال يكون محددا عند إبرامه يعتبر هذا الشخص مستفيدا من التأمين البحري ،وأن هذا التأمين يختلف عن
ذلك الذي يقوم به الوكيل بالعمولة ،2فإن كان هذا األخر يعقد باسمه الخاص فهو لفائدة شخص معين هو
الموكل األصلي ،أما فيما يخص التأمين لمصلحة شخص غير معين فليس هناك موكل ،ال يعرف وقت
التعاقد وانما حين تحقق الخطر على أساس صاحب المصلحة.3
غير أنه يشار إلى أن التأمين لمصلحة شخص غير معين يدخل في باب االشتراط لمصلحة الغير،4
حيث جاء في نص المادة 24من األمر 07-29المتعلق بالتأمينات“ :يمكن إبرام عقد التأمين لحساب
مكتتبه أو لصاحب شخص آخر معين أو لحساب من سيكون له الحق فيه ،وفي هذه الحالة األخيرة يعتبر
الشرط تأمينا لفائدة مكتتب وثيقة التأمين واشتراط لمصلحة الغير في فائدة المستفيد من هذا الشرط."5
كذلك يستطيع الدائن أن يؤمن على السفينة باسم مدينهمجهزها ،وفي هذه الحالة يدفع مبل التأمين
للمجهز ال للدائن ،ويفيد منه جميع الدائنين.وقد ال يؤمن المجهز على السفينة فيرى في ذلك الدائن إغفال
التأمين خط ار يهدد حقه في حالة هالكها ،فهنا هل يجوز للدائن أن يؤمن على السفينة لحسابه الخاص
ضمانا الستفادة دينه في حالة هالكها؟ ،وهل يجوز للدائن أن يؤمن عليها في حدود قيمة دينه حتى إذا
6
هلكت السفينة وحصل على تعويض للتأمين بعد أن يتكفل على الدين المؤمن؟
الوكيل بالعمولة :تاجر يقوم بالعملية التجارية لحساب شخص آخر ،ولكن باسمه الشخصي مقابل أجر أوعمولة .مصطفى كمال طه. 2
77
الفصل األول...............................................................................:نطاق عقد التأمين البحري
فهنا نميز بدائن ذي حق عيني على السفينة كدائن مرتهن لها أو دائن ممتاز عليها فإن له من غير شك أن
يؤمن عليها ،إذا أن حقه في الرهن أو االمتيازينقضي بهالك السفينة ومن ثم تكون له مصلحة في التأمين
الري الراجح وأرجحه أن الدائن
عليها ،أما إذا تعلق بدائن عادي للمجهز فالمسألة محل خالف ،حيث أ
العادي يسمح له أن يؤمن على السفينة لحسابه الخاص قياسا على حالة الدائن المرتهن والدائن الممتاز ،وألن
عنصر هاما من عناصر ذمة مدينه المجهز
ًا حقالدائن العادي وان كان ال يرد على السفينة إال أن السفينة تعد
،مما يجعل له مصلحة غير مباشرة في المحافظة عليها .1
هذا والبيوع الذائعة في التجارة البحرية حاليا ،يتم فيها تسليم ونقل الملكية في ميناء القيام أو الشحن
،يعنى أن المشتري هو الذي يتحمل مخاطر النقل البحري ويلتزم بدفع الثمن أيا كان مصير البضاعة ،
وهناك نوعان من البيوع الدولية.
في بيع سيف( )C.I.Fيلتزم البائع بمقتضى عقد البيع ذاته بإبرام عقد النقل البحري وابرام عقد التأمين
البحري على البضاعة المبيعة من مخاطر النقل البحري نضير ثمن جزافي شامل لقيمة المبيع
()COSTوقسط التأمين ( )INSURANCEوأجرة النقل (.)FREIGHT
وعندما يقوم المشتري بدفع الثمن يتسلم سند الشحن ووثيقة التأمين ،ويصبح صاحب المصلحة في
التأمين أما في بيع فوب) )F.O.Bفال يلتزم البائع إال بتسليمالبضاعة المبيعة في ميناء الشحن على
علىضهر السفينة التي يعينها المشتري (.)FRU ON BOARDويقع عبء إبرام عقد النقل البحري وعقد
التأمين على البضاعة في هذه الحالة على عاتق المشتري ،وقد يعهد المشتري بالتأمين على البضائع
لحسابه ،وبالتالي في هذه الحالة يكون البائع وكيال عن المشتري عند قيامه بالتأمين ،وعندئذ يحرر البائع
فاتورتين على المشتري واحدة تغطي الثمن والثانية تشمل المصاريف المتمثلة في الخدمات التي يقوم بها
البائع لحساب
المشتري ،خاصة مقابل النقل والتأمين ،2ومن خالل ما سبق يوضح أطراف عقد التأمين البحري في
78
الفصل األول...............................................................................:نطاق عقد التأمين البحري
الشكل: 7
المؤمن له
الوسطاء الخطر
المؤمن
هم سماسرة التأمين البحري يعملون المؤمن هو الذي يتحمل الخطر
لكالهما أو ك ّل على حدا بمقتضى عقد التأمين
الشكل :7أطراف عقد التأمين البحري
الفرع الثاني :إثبات عقد التأمين البحري
سيتم التكلم في هذا الفرع عن كيفية إثبات عقد التأمين البحري ،فاألصل أن عقد التأمين من العقود
التي تبرم بمجرد تالقي اإليجاب والقبول ،فإذا أصدر قبول للمؤمن ووصل لعلم المؤمن له الذي يكون قد
أصدر إيجابا باتا انعقد العقد دون الحاجة إلى تفريغه في شكل معينا ،1لدى يكون التكلم أوال عن اإلثبات
بالكتابة ثم ثانيا وثيقة التأمين كصورة في العمل عن هذه الكتابة ،ثم ثالثا التطرق إلى أنواع وثائق التأمين.
أوال :إثبات عقد التأمين كتابة
لقد خرج المشرع الجزائري عن القاعدة العامة التي تجيز مطلق الحرية في إثبات العقود التجارية
بكافة وسائل اإلثبات ،وأوجب أن يكون اإلثبات في عقد التأمين البحري بالكتابة واعتبرها شرطا أساسيا فيه ،
يطر عليه من تجديد أو تعديل ،كما اشترط أن
حيث اشترط المشرع الجزائري الكتابة في العقد و في كل ما أ
3
تكون الكتابة بحروف واضحة ،2وكتابة العقد ال تعنياعتباره من العقود الشكلية ألن الكتابة ليست من أركانه
،بل هي وسيلة إلثباته.4
عبد القادر لعطير .باسم محمد ملحم .مرجع سابق .ص.420 1
تتمثل أركان عقد التأمين البحري في - :الرضا أي توافق اإليجاب والقبول مع توافر األهلية والخلو من عيوب اإلرادة. 3
-المحل :هو المميز لعقد التأمين البحري والعنصر الرئيسي في هذا العقد ،وهذا المحل هو الخطر الذي يلتزم المؤمن بتغطيته مقابل
قسط يتعهد به للمؤمن له شريطة التناسب ،وهو ما جاءت به المادة 697من القانون المادني الجزائري المقابلة للمادة 96من األمر
07-29المتعلق بالتأمينات.
-السبب :الحافز الذي يدعوا الطرفين إلى إبرام العقد ،وهو يختلف من عقد آلخر تبعا لتحقيق المصلحة من وراء عملية التأمين ،المادة
27من القانون المدني الجزائري.
محمود الكيالني .الموسوعة التجارية والمصرفية .المجلد السادس .عقد التأمين من الناحية القانونية .الطبعة األولى .دار الثقافة للنشر 4
72
الفصل األول...............................................................................:نطاق عقد التأمين البحري
وقد عللت بعض األحكام القضائية اشتراط الكتابة بأنه عقد كثير التفاصيل والجزئيات ،كما ال يمكن
الرجوع في إثباته إلى شهادة الشهود أو القرائنو أن أثاره تنصرف إلى الغير إضافةللمتعاقدين مثل المضرور
والمستفيد والدائن المرتهن ،مما يقتضي إثباته بالكتابة حسما لكل نزاع محتمل حول العقد وأثاره ،1حيث
يترتب على إغفال الكتابة البطالن خالفا للمشرع المصري.
ثانيا :وثيقة التأمين البحري
وثيقة التأمين البحري هي وثيقة رسمية وقانونية ،يثبت بها عقد التأمين البحري وهي التي يتم
بمقتضاها التعامل بين شركات التأمين والمستأمنين في شكل التزامات قانونية منظمة في محرر مطبوع يفرغ
فيه عقد التأمين ،2ووثيقة التأمين البحري لها شروطها وبياناتها ،وملحق الوثيقة والمذكرة المؤقتة.
-1شروط وبيانات وثيقة التأمين:
إن وثيقة التأمين تتضمن عادة شروطا عامة ،ويترك فراغ العناصر المتغيرة في كل عقد
كاسم المستأمن ،والمال المؤمن عليه ،والخطر المؤمن منه ،ومدة التأمين وقسط التأمين ،ويمأل هذا
الفراغ عند التوقيع على الوثيقة ،وقد يضاف إلى الوثيقة أحيانا شروطا خاصة تكتب باليد أو باآللة
الكاتبة تكمل الشروط المطبوعة أو تعدلها ،واذا وجد تعارض بينهما وجب االعتداد بالشروط الخطية
دون المطبوعة ،ألن الشروط األولى أكثر انطباقا على إرادة المتعاقدين من الثانية.3
أما بيانات وثيقة التأمين التي ينبغي على الطرفين المكتبيين التوقيع عليها إجباريا نصت عليها المادة 28من
األمر 07-29المتعلق بالتأمينات بقولها " :يجب أن يحتوي عقد التأمين:
تاريخ ومكان اإلكتثاب.
اسم األطراف المتعاقدة ومقر إقامتهامعاإلشارة عند االقتضاء إلى أن مكتتب التأمين يتصرف لحساب
مستفيد معين أو لحساب من سيكون له الحق فيه.
الشيء أوالمنفعة المؤمن عليها.
األخطار المؤمن عليها واألخطار المستبعدة.
مكان األخطار.
مبل قسط التأمين.
الشروط األدنى أوكاملة إذا اتفق عليه.
مصطفى كمال طه .وائل أنور بندق .مرجع سابق ص.46-49 . 3
90
الفصل األول...............................................................................:نطاق عقد التأمين البحري
مصطفى كمال طه .وائل أنور بندق .مرجع نفسه .ص.47 3
97
الفصل األول...............................................................................:نطاق عقد التأمين البحري
المالحظة األولى :بالرغم من اعتبار عقد التأمين البحري من األعمال التجارية فإن المشرع الجزائري خرج
عن القاعدة العامة في المواد التجارية أال وهي" :حرية اإلثبات بحيث يجوز إثبات العقود والمعامالت التجارية
بأية وسيلة من وسائل اإلثبات ،في حين اشترط الكتابة إلثبات عقد التأمين البحري".
المالحظة الثانية :الكتابة التي أشترطها المشرع خاصة بإثبات عقد التأمين بذاته ،ولكل تعديل يرد عليه أما
الوقائع الالحقة للعقد فال يمكن أن تخضع لهذه القاعدة ،بل تخضع لقاعدة ":حريةاإلثبات في المعامالت
التجارية " كإثبات الوفاء بأقساط التأمين من المؤمن له مثال .
المالحظة الثالثة :بالرجوع إلى النصوص المنظمة لعقد التأمين البحري في قانون التأمينات فإن نص المادتين
27و 7من األمر 07-29التي تشترط إثبات عقد التأمين البحري بالكتابة لم يدرجها المشرع ضمن القواعد
اآلمرة بحكم أن نص المادة 27من نفس القانون لم تذكرها ضمن قائمة المواد اآلمرة المحددة فيها .1
المالحظة الرابعة :عدم اعتبار المادة 27من األمر 07-24المتعلق بالتأمينات المتضمنة الكتابة من
القواعد اآلمرة يسمح بإمكانية األطراف على إثبات عقد التأمين البحري بغير الكتابة ،بشرط أن يكون هذا
االتفاق مكتوبا ،وقد يظهر جليا أن المشرع الجزائري خص هذا الحكم بالتأمين البحري بخالف التأمين البري
الذي نصت عليه المادة 07من نفس األمر على ضرورة اإلثبات بالكتابة مع إدراج هذه المادة ( )07ضمن
قائمة المواد اآلمرة التي ال يجوز لألطراف االتفاق على مخالفتها والواردة في نص المادة 06منه.2
ومنه فالثابت أن المشرع الجزائري اشترط الكتابة لعقد التأمين البحري ،غير أن الجزء الثاني من
المادة 27من األمر 07-29المتعلق بالتأمينات نصت على ...":ويمكن إثبات التزام الطرفين قبل إعداد
الوثيقة بأية وثيقة كتابية أخرى ،السيما وثيقة اإلشعار بالتغطية ،"3ويظهر جليا من هذا الدور الذي تلعبه
باقي وثائق التأمين في اإلثبات ،حيث أن المشرع في نفس الوقت اتخذ موقفا حاسما عند اشتراط إثبات عقد
التأمين البحري بالكتابة كباقي التشريعات ،وبالمقابل اتخذ موقفا مرنا عندما سمح إثبات التزامات األطراف
قبل إبرام وثيقة التأمين البحري بأية وثيقة كتابة أخرى .
وثيقة اإلشعار بالتغطية هي :عقد تأمين مؤقتة للفترة التي تستغرقها شركة التأمين لدراسة طلب التأمين وهي عادة قصيرة المدة ،فقد 3
تكون شفوية أو رسمية وتصدر عادة من وكيل التأمين .عبد القادر لعطير باسم محمد ملحم .مرجع سابق .ص.489
99
الفصل األول...............................................................................:نطاق عقد التأمين البحري
المبحث الثاني
األموال المؤمن عليها وتقييمها
المبدأ أن كل شيء أو مال يعرض ألخطار المالحة يجوز أن يكون محلللتأمين البحري ،ولما كان
التأمين البحري هو تأمين األضرار التي تصيب األموال ،فإن التأمين على األشخاص (الركاب والبحارة) من
الحوادث الجسمانية ال يعتبر تأمينا بحريا بل تأمين بري من نوع التأمين على الحياة ،ولو أنه قد ينشأ عن
الخطر البحري ،ألن التأمين البحري اليرد إال على األشياء دون األشخاص ،وهو عقد تعويض يهدف إلى
جبر الضرر الذي أصاب المستأمن فقط ،ولذلك يجب أن يكون مبل التأمين المشترط في العقد مساويا
للقيمة الحقيقية للشيء المؤمن عليه ،حتى ال يحقق المستأمن ربح من التأمين ،وحتى ال تكون له مصلحة
1
في وقوع الحادث وتحقق الخطر.
وبناء على ذلك تم التحدت في هذا المبحث عن األموال المؤمن عليها وتقييمها مقسمة إلى مطلبين
جاء فيالمطلب األول األموال المؤمن عليها ،ثم المطلب الثاني تقييم هذه األموال.
المطلب األول :األموال المؤمن عليها
قد يختلف موضوع التأمين البحري حسب المصلحة أو صاحبها ،وهذا إما الرتباط التأمين بالشيء
المؤمن عليه ،أو بجسم القيم المؤمن عليها ،وقد تضمن قانون التأمينات هذه الصور وأوردها في األمر
، 07-29لدى قسم هذا المطلب إلى فرعين التكلم في األول عن التأمين على السفينة ،والفرع الثاني
التأمين على البضائع ،ويضاف إلى هذين الفرعين فرع ثالث يتكلم فيه عن التأمين على المسؤولية والصور
األخر للتأمين .
الفرع األول :التأمين على السفينة
إن محور النقل البحري هو السفينة باعتبارها األداة الرئيسية التي تتم بواسطتها عملية المالحة
البحرية ،وفي هذا الصددفقد خص القانون البحري الجزائري السفينة وكذلك األمر 07-29المتعلق
بالتأمينات لدى عمد إلى التكلم عن السفينة وملحقاتها ،ثم أجرة السفينة وأجرة البحارة.
أوال :السفينة وملحقاتها
قبل التطرق إلى التأمين على السفينة وملحقاتها ينبغي تعريفها ،تعرف السفينة في الفقه والقضاء
بأنها":المنشأة" التي تقوم أو تخصص للقيام بالمالحة البحرية على وجه االعتياد ،2وقد حرص المشرع
الجزائري على تعريف السفينة حيث نصت المادة 70من القانون البحري الجزائري على ":تعتبر سفينة في
90
الفصل األول...............................................................................:نطاق عقد التأمين البحري
عرف هذا القانون ،كل عمارة بحرية أو آلية عائمة تقوم بالمالحة البحرية ،إما بوسيلتها الخاصة ،واما عن
طريق قطرها بسفينة أخرى أو مخصصة لمثل هذه المالحة "1وتعتبر ملحقات السفينة وتوابعها وكل ما
يحركها جزء منها نص المادة 798من األمر رقم 07-29المتعلق بالتأمينات .2
وما يمكن مالحظته من خالل النص ال بد أن تكون المنشأة "العائمة" سفينة تمارس النشاط في البحر
وتقوم بالمالحة البحرية على وجه االعتياد والتخصص في المالحة البحرية ،سواء كانت مالحة رئيسية أو
3
مالحة مساعدة أو تبعية
وكذلك أن المشرع لم يشيرللتأمين النهري ،وذلك راجع لكون الجزائر ال تحتوي على انهار صالحة
للمالحة ،كما أنه لم يتم التمييز بين أحجام السفن الكبيرة والصغيرة .4
وللتأمين على السفينة قيد اإلنشاء والبناء يضمن للمؤمن في هذه الحالة المخاطر التي تتعرض لها
السفينة أثناء البناء كالحريق ومخاطر إنزال السفينة في البحر كذلك المخاطر التي تتعرض لها السفينة بعد
إنزالها في البحر هي مخاطر بحرية ،ويجب اعتبار المخاطر الخاصة باإلنزال مخاطر بحرية كذلك.
أما شمول التأمين البحري للمخاطر التي تتعرض لها السفينة أثناء البناء فيعد امتدادلفكرة التأمين
البحري وتطبيقا لقواعد هذا التأمين على المنشأة التي ستكسب فيما بعد الوصف القانوني للسفينة ولكنها ال
تتعرض ألخطار المالحة ،كما أن عقد التأمين المبرم يجب أن يكون له نفس الطابع أيا كانت حالة بناء
السفينة ،والمالحظ أن التأمين على السفينة هو تأمين على الشيء يغطي الهالك أو الضرر الالحق بالسفينة
ذاتها ،وهو في نفس الوقت تأمين من المسؤولية يغطي األضرار التي تحدثها السفينة بالغير كتعويض
التصادم البحري أو حصة السفينة في الخسارة المشتركة.5
وقد نصت المادة 799من األمر 07-29المتعلق بالتأمينات في باب التأمين على هيكل السفينة
حيث نص ":يمكن التأمين على السفن:
-7لرحلة واحدة أو عدة رحالت متتالية.
-9لزمن المعين. "6
محمود شحماط .المختصر في القانون البحري الجزائري .ديوان المطبوعات الجامعية .الجزائر .9070 .ص.72 3
94
الفصل األول...............................................................................:نطاق عقد التأمين البحري
99
الفصل األول...............................................................................:نطاق عقد التأمين البحري
التأمين ،إال أن التطورات الجديدة وسعت في مفهوم الصفة التعويضية لعقد التأمين البحري ،حيث أصبحت
1
تشكل كل األضرار التي تلحق بالمؤمن له سواء مالحقهمن خسارة أو ما فاته من كسب.
وعلى ذلك فقد عدل المشرع الفرنسي وبعض التشريعات العربية مثل األردني واللبناني ،حيث كانوا
2
،غير أنه لم ينصص يحصرون التأمين على أجرة السفينة في عداد األموال التي يجوز التأمين عليها
القانون الجزائري المتعلق بالتأمينات عليها ،كما لم تنصص عليها الوثيقة الجزائرية للتأمين على السفينة.
واألصل أنه ال يجوز التأمين إال على األجرة الصافية ،ألن نفقات التجهيز تندرج في التأمين على
كسبا واثراء من التأمين ،حيث أن مثال المادة
السفينة ،فإذا قام المجهز بالتأمين على األجرة اإلجمالية تحقق ً
079بحري لبناني حددت األجرة الصافية ج ازفًا بستين ()60بالمائة من األجرة القائمة أو اإلجمالية مالم
ينصص العقد على مبل معين .3
والتأمين على أجرة السفينة أمر نادر الوقوع ،حيث أن المجهز يفضل عليه شرط األجرة المكتسبة
طر من حوادث ،أما فيما يتعلق بالشاحن الذي يلتزم بدفع األجرة في هذه الحالة ،فإن التأمين على
مهما أ
البضائع يشمل األجرة المكتسبة مهما كان الطارئ.4
كما يجوز التأمين على أجور الشحن ،يجوز التأمين كذلك على ضمان أجور الطاقم ،ألن البحارة
يفقدون حقهم في األجرة إذا تعطلت الرحلة بسبب قوة أجنبية ،إذا كانوا مأجورين بحصة من أجرة السفينة ،أو
إذا غرقت السفينة أو أعلن على عدم صالحيتها للمالحة ،إذا كان ذلك ناجما عن خطأ البحارة أو إهمالهم ،
وبالتالي يجوز التأمين على أجور البحارة لضمان استيفائهم التعويض المستحق بموجب مخاطر عدم قدرته
5
على دفع أجور البحارة ونفقاتهم واعادتهم إلى أوطانهم.
الفرع الثاني :التأمين على البضائع
إن التأمين على البضائع في العمل يعرف بتأمين الشحنات ( ،)assurancessurfaculetsوالتأمين
يجوز على البضائع أيا كان نوعها ما دامت ال تتعارض مع النظام العام واآلداب العامة ،ويصح هذا العقد
سواء كانت البضائع مشحونة فعال على ظهر السفينة أو ستشحن عليها فيما بعد ،مادام التأمين يغطي
عبد القادر لعطير .وباسم محمد ملحم .مرجع سابق .ص .974. 970 1
عبد القادر لعطير .وباسم محمد ملحم .مرجع نفسه .ص.974 . 2
مصطفى كمال طه .وائل أنور بندق .مرجع سابق.ص.60 -96 3
عبد القادر لعطير .باسم محمد ملحم .مرجع سابق .ص .979-974 5
96
الفصل األول...............................................................................:نطاق عقد التأمين البحري
الرحلة في كافة مراحلها البرية والبحرية وتأخذ حكم البضائع من حيث جواز التأمين عليها مثل :أمتعة
المسافرين واألسماك وغيرها.1...
حيث جاء في التأمين على البضائع من المادة 706و ما يليها من األمر 07-29المتعلق
بالتأمينات ،نصت المادة 707منه على" :يسرى التأمين على البضائع بدون انقطاع حيثما كانت في حدود
الرحلة المذكورة في وثيقة التأمين"2.
ومن خالل هذا النص ،نجد أن شركات التأمين في عقود التأمين على البضائع ،ال تضمن فقط
مخاطر الرحلة البحرية بل يتعداها إلى مخاطر الطريق البري أو النهري أو الجوي ،سواء كان ذلك قبل
3
،وأيضا فإن هذه الشركات (المؤمن) تضمنالمخاطر الناجمة عن التغيير االضطراري الشحن أو بعد التفري
للرحلة.4
غير أن هذا ال يعني في حالة استكمال النقل البحري بالنقل البري أو العكس أن ظروف التأمين
تتغير ،بل أن " الشروط المتضمنة في العقد "5هي التي تتضمن التعويض في حالة تحقق الخطر.
إن صور عقد التأمين على البضائع تتم إما بوثيقة عادية أو عائمة (وثيقة االشتراك).
أوال :التأمين بوثيقة عادية
فقدسماها المشرع الجزائري وفقا للمادة 702من األمر 07-29المتعلق بالتأمينات وثيقة تأمين
سفرية صالحة لرحلة واحدة ، 6رغم اختالف طرق نقل البضائع ونوعها سواء نقلت بمقتضى سند إيجار أو
بمقتضى سند شحن وكما قيل سابقا قد تشمل هذه البضائع أمتعة المسافرين واألسماك التي توجد على ظهر
السفينة ،واألشياء التي تجمعها السفينة الناقلة خالل رحلة علمية ،وقد تبعد الوثيقة بعض البضائع التي ال
يرغب المؤمن في التأمين عليها أو يرغب في تغطيتها بشرط خاص ،فمثال تستبعد الوثيقة األشياء الثمينة
كال معادن و المجوهرات والحلي الذهبية والطرود البريدية ،وال يرفض المؤمنون التأمين على هذه البضائع
المستبعدة ،ولكنهم يطلبون تصريحا خاص ويحتفظون بالحق في قبولها.7
محمد بهجت عبد اهلل أمين قايد .مرجع سابق .ص .029 1
ولذلك أُضيف في هذا العقد شرط سمي بشرط من المخزن إلى المخزن ( )ware house to ware houseحيث يمتد التأمين البحري 5
بواسطته لبعض المخاطر التي تتعرض لها البضاعة قبل الشحن وبعد الشحن .عبد القادر لعطير .باسم محمد ملحم .مرجع سابق.ص
.979
يسميها البعض التأمين بوثيقة خاصة. 6
97
الفصل األول...............................................................................:نطاق عقد التأمين البحري
وكذلك فإن هذه الوثيقة تضمن تغطية األضرار التي تلحق البضائع أيا كان سببها ،وهنا يتم تقدير قيمة هذه
البضائع المعنية بالضمان بحسب سعرها في ميناء الشحن ،ويضاف إليها مجموع النفقات الضرورية لنقلها
إلى السفينة ،والربح المنتظر في حالة بيعها ،وجميع المصاريف التي تترتب على نقلها من ميناء الشحن
إلى ميناء التفري .
وكذلك فإن المتعاقدين يحددان وقت بداية الرحلة ونهايتها ،حيث ينص في الوثيقة على التزام المؤمن
وقبوله أن يبدأ سريان التأمين من حين شحن البضائع على السفينة واستم ارره خالل نقلها ،وحتى تفريغها
بر في مكان الوصول.1
بسالم ًا
2
ثانيا :التأمين بوثيقة عائمة أو وثيقةاالشتراك
المبدأ أن يتضمن عقد التأمين تحديد األشياء المؤمن عليها على وجه الدقة ،وهذا التحديد يسمح
بتقدير ما إذا كانت هذه األشياء معرضة لألخطار واذا كان المؤمن له قد تضرر من الهالك أو التلف ،لكن
هذه الوثيقة قد ال تتضمن تحديد األشياء المؤمن عليها فتسمى الوثيقة العائمة ( ،)police flottanteكما
تسمى وثيقة االشتراك ( )police d’abonnementألن المستأمن يعتبر بمثابة مشترك لدى المؤمن بدفع
قسط دوري يحدد على أساس ما يشحن.3
وتعرف وثيقة االشتراك أو الوثيقة العائمة بأنها" :الوثيقة التي يتعهد المؤمن بمقتضاها بأن يضمن في
حدود مبل معين جميع البضائع التي يمكن أن يشحنها المستأمن خالل فترة محددة."4
حيث أنه من خالل هذه الوثيقة يضمن المؤمن للمؤمن له في حدود مبل معين األضرار التي تلحق بجميع
البضائع التي تشحن لحساب المؤمن له خالل فترة محدودة ،كأن يؤمن تاجر على جميع البضائع التي
يستوردها أو يصدرها خالل سنة مقابل مبل متفق عليه ،وبهذا فإن قسط التأمين يحدد حسب طبيعة ومقدار
أمر صعبا وتعارف المتعاملون بالتأمين
البضاعة عند شحنها مما يجعل تقدير هذا المقابل عند توقيع الوثيقة ا
من مؤمنين ومؤمن لهم على الوثيقة فانتشرت عمال وهي تعفي أطراف العقد من إبرام وثيقة مستقلة خاصة
بكل إرسالية بحرية حيث يكتفي بتقديم إقرار بكل بضاعة تشحن خالل الفترة المحددة .5
ولقد بينها المشرع الجزائري (الوثيقة العائمة ) بالمادة 740وما يليها من قانون التأمين ويستفاد منها
،أن شركات التأمين تضمن التعويض على جميع األضرار التي تلحق البضاعة التي ستصدر أو تشحن
98
الفصل األول...............................................................................:نطاق عقد التأمين البحري
لحساب المؤمن له ،وهذا لمدة زمنية معينة ،عادة ما تكون سنة واحدة ،ويبرم هذا العقد لمستفيد غير معين
وقت إبرامه ،بل يتحدد ذلك المستفيد عند تحقق الخطر ،وبالموافقة مع عقد التأمين األولي أو وثيقة لرحلة
واحدة فإن المؤمن له ملزم بإرسال إقرار خاص بكل عملية شحن يتضمن البيانات اآلنيةونوع البضاعة ،
وقيمة البضاعة الحقيقية ،والسفينة التي شحنت عليها ،وميناء االنطالق ،وميناء التفري ،ومالك السفينة
ومجهزها ويشكل هذا اإلقرار إطار لتقدير األخطار التي تضمنها شركة التأمين.1
وتأخذ الوثيقة العائمة شكلين مقفلة ،أي يحدد مبل التأمين والقسط المقابل لهذا المبل ،ثم يخصم من
المبل اإلجمالي للتأمين مبل التأمين الخاص بكل شحنة حتى ينتهي المبل اإلجمالي ،وبذلك ينتهي مفعول
الوثيقة.2
أو وثيقة تأمين مفتوحة تناولها المشرع الجزائري في المادة 702وهي الوثيقة العائمة ،حيث ال يحدد
فيها المبل وقد سبق شرحها.
أما في ما يخص الطبيعة القانونية لهذه الوثيقة فقد يعتقد البعض بأنها ال تعدو أن تكون مجرد وعد
بالتأمين يتعهد المؤمن بمقتضاه بالتأمين الالحق على البضائع التي يقوم المستأمن بشحنها ،لكن هذا القول
غير صحيح ،فالوثيقة العائمة هي عقد تأمين نهائي ملزم لطرفيه بمجرد إبرامه وكل ما في الواقع أن محل
العقد غير محدد وقت إبرامه ولكنه قابل للتحديد فيما بعد ،ويتم تحديد البضائع المؤمن عليها بواقعة الشحن
ذاتها وهذه القاعدة قررها القضاء منذ أن عرفت الوثيقة العائمة ،فلقد قضت محكمة النقض الفرنسية بتاريخ9
فيفري 7879بأن واقعة الشحن هي التي تعطي الحياة للتأمين دون حاجة ألي تعبير جديد عن إرادة
المتعاقدين.3
الفرع الثالث :الصور الخاصة للتأمين البحري
مما سبق اتضحت الرؤية عن التأمين البحري هو في جوهرة تأمين أشياء السفن والبضائع ومع ذلك
صور خاصة للتأمين ،وهذه الصور الخاصة هي :التأمين من المسؤولية ،التأمين على أقساط
ا أخضع القانون
التأمين ،واعادة التأمين.
عبد الهادي السيد محمد تقي الحاكم .عقد التأمين حقيقية ومشروعية دراسة مقارنة .الطبعة االولى .منشورات الحلبي الحقوقية . 2
.9000ص.989
مصطفى كمال طه .وائل أنور بندق .مرجع سابق .ص .68 3
92
الفصل األول...............................................................................:نطاق عقد التأمين البحري
المواد .748. 746.747ففي التأمين على مسؤولية مجهز السفينة أو مالكها لكي تضمن حماية كبيرة للشاحنين وبضائعهم ألن 2
00
الفصل األول...............................................................................:نطاق عقد التأمين البحري
مليون دوالر ،ولكن ما يحصل عليه في الحقيقة بعد خصم قسط التأمين يكون 20ألف دوالر ،وبالتالي
تلحقه خسارة قدرها 70أالف دوالر ،ولذلك أجيز للمستأمن أن يؤمن على قسط التأمين ،واذا تابع المستأمن
1
التأمين على األقساط فقد يحصل على تعويض كامل عن الضرر تقريبا.
وكذلك فالتأمين على قسط التأمين كثير الفائدة بالنسبة ألخطار الحرب الرتفاع أقساط التأمين عنها.2
ثانيا :التأمين على تعويض التأمين (إعادة التأمين)
يتمثل إعادة التأمين في التأمين الذي يعقده المؤمن على تعويض التأمين الذي يتعهد بدفعه المؤمن
له عن تحقق الخطر ُّ ،
ويعد إعادة التأمين البحري تأمين بحريا ألن التعويض قيمة ال تنشأ إال عند تحقق
الخطر البحري.3
لقد كانت الدولة تحتكر قطاع التأمين قبل وبعد االستقالل رغم وجود قوانين جديدة إال أن هذا
االحتكار لم ينتهي إال بظهور القانوني 07-29المعدل باألمر 06-04المتعلق بالتأمينات حيث فتحت
المجاالت أمام الشركات الجزائرية بسبب التطور وظهور المنافسة في هذا المجال والتشجيع على االستثمار ،
فكانتالسيطرةللدولة بواسطة شركات عمومية تتمثل في الشركة الوطنية للتأمين ( )SAAوللشركة الجزائرية
لتأمين النقل ( ،)CAATوالشركة الجزائرية للتأمين واعادة التأمين ( ،)CAARوبعدميالد األمرين السابقين
الذكر ،األمر 07-29واألمر 04-06المتعلق بالتأمينات ألزما شركات التأمين على التنازل اإلجباري على
األخطار إلعادة التأمين .4
حيث أن التعديل الجديد في سنة 9070حدد المعدل األدنى للتنازل اإلجباري عن األخطار التي
5
يعاد تأمينها ب ،%90:لفائدة الشركة المركزية إلعادة التأمين.
قبل صدور التعديل الجديد المتعلق بالتأمينات سنة 9070كان التنازل يتم لفائدة شركة أو عدة
شركات مؤهلة قانونا دون تحديد شركة معينة ،وكانت نسبة التنازل الدنيا عن األخطار التي يعاد تأمينها
تحدد بـ %70بالنسبة ألخطار النقل المتعلقة بهياكل السفن ،و %9فيما يتعلق بأخطار نقل البضائع
البحرية.6
المادة 99من األمر 04-06المتعلق بالتأمينات عدلت المادة 908من القانون 07-29المتعلق بالتأمينات. 4
المادتان 0و 4المرسوم التنفيذي رقم 402-29المؤرخ في 2ديسمبر ،7229المتعلق بالتنازل اإللزامي في مجال التأمين ،الصادر عن 5
الجريدة الرسمية المؤرخة في 70ديسمبر .7229العدد 76والمتممة بالمادتين 00 .09من المرسوم التنفيذي 907-70المؤرخ في 2
سبتمبر ،9070الصادر في الجريدة الرسمية المؤرخة في 79سبتمبر ،9070العدد .90
تكاري هيفاء رشيدة .مرجع سابق .ص.76 6
07
الفصل األول...............................................................................:نطاق عقد التأمين البحري
والمالحظ أن إعادة التأمين قد يرد على عقد تأمين منفرد ،أو يأخذ صورة اتفاق،بالنسبة للصورة
األولى فالمؤمن الذي قام بالتأمين على شيء معين يسعى إلى التأمين على التعويض اإلجمالي الذي تعهد به
في حالة الهالك أو التلف ،وهذا النوع قد زال في العمل ،أما الصورة الثانية تتمثل في صورة اتفاق عام
لتغطية جميع المخاطر التي يتحملها المؤمن يعني أنه يطبق آلية لمدة معينة على مجموعة من عقود التأمين
التي يبرمجها المؤمن المباشر فهي الصورة المستعملة اليوم.1
نظر الستقالل عقد
وجديربالذكر أنه ليست هناك عالقة قانونية بين المستأمن األصلي ومعيد التأمين ًا
التأمين األصلي عند عقد إعادة التأمين ،وبالتالي فإن المؤمن يضل مسؤوال وحده اتجاه المستأمن األصلي ،
وال يجوز للمستأمن األصلي الرجوع مباشرة على معيد التأمين بمبل التعويض ،وكل ماله هو أن يطالب
بتعويض إعادة التأمين باسم مدينه المؤمن المباشر عن طريق الدعوى غير المباشرةفإذا حصل عليه دخل
هذا التعويض ،على انه يجوز االتفاق في عقد التأمين األصلي على تنازل المؤمن المباشر عن تعويض
إعادة التأمين للمستأمن ،ويجوز له أيضا االتفاق في عقد إعادة التأمين على أن ينيب المؤمن المباشر معيد
التأمين في استفاء أقساط التأمين بشرط أن يدفع التعويض للمستأمن مباشرة في حالة استحقاقه ،2فيما يتعلق
باإلنابة أنظر في ذلك القانون المدني الجزائري ،وحتى تكتمل الصورة حول موضوع
مصطفى كمال طه .وائل أنور بندق .مرجع سابق .ص (.)067 1
مصطفى كمال طه .وائل أنور بندق .مرجع نفسه .ص( .)78 .77 2
09
الفصل األول...............................................................................:نطاق عقد التأمين البحري
التأمين بوثيقة عائمة التأمين بوثيقة عادية التأمين لمدة زمنية محددة التأمين لرحلة واحدة
التأمين على التعويض التأمين على المسؤولية التأمين على أقساط التأمين
(إعادة التأمين)
00
الفصل األول...............................................................................:نطاق عقد التأمين البحري
المصلحة هي عنصر من عناصر عقد التأمين ،وهي المنفعة المشروعة التيتعود على المؤمن له جراء تحقق الخطر المؤمن منه، 1
04
الفصل األول...............................................................................:نطاق عقد التأمين البحري
قيمــة البضــاعة فــي زمــان ومكــان الوصــول أو فــي التــاريخ الــذي كــان يجــب أن تصــل فيــه فــي حالــة
هالكها.
ثمــن بيــع البضــاعة إذا باعهــا المســتأمن مضــافا إليهــا المبــال األخــرى التــي قــد يتفــق عليهــا فــي عقــد
البيع.1
الفرع الثاني :العالقة بين مبلغ التأمين وقيمة الشيء المؤمن عليه
سيعرض في هذا الفرع العالقة بين مبل التأمين وقيمة الشيء المؤمن عليـه حيـث أنـه إمـا يتسـاوىمبل
التأمين مع قيمة الشيء ،أو تقل قيمة الشيء عن مبل التأمين واما تزيد قيمة الشيء عن المبل .
أوال :مبلغ الـتأمين يساوي قيمة الشيء المؤمن عليه
عندما يكون مبل التأمين يسـاوي قيمـة الشـيء فـال صـعوبة فـي األمـر ،ويتحـدد القسـط فـي هـذه الحالـة
على هذا الشكل 2.فإذا حدت الخطر المؤمن منه وسـبب ض ا
ـرر كليـا للشـيء المـؤمن عليـه ،التـزم المـؤمن بـدفع
مبلـ التــأمين المتفــق عليــه وهــو مـا نصــت عليــه المــادة الســابق ذكرهـا( ،)706الــذي يســاوي قيمــة الشــيء محــل
التــأمين .أمــا إذا كــان الضــرر جزئيــا التــزم المــؤمن بتعــويض المــؤمن لــه عــن هــذا الضــرر بمــا ال يتجــاوز مبلـ
التــأمين ،ذلــك أن أداء الم ـؤمن يجــب أال يزيــد علــى المبل ـ المــؤمن بــه فــي حــدود الضــرر الــذي لحــق الشــيء
المؤمن عليه بعد عقد التـأمين وهـو عقـد تعـويض بـالرغم مـن كـل اتفـاق مخـالف ،وال يجـوز أن يكـون الشـخص
بعــد الحــادث فــي حالــة ماليــة أحســن منهــا قبــل وقــوع الحــادث ،وهــذه القيمــة للشــيء محــل التــأمين يتفــق عليهــا
المــؤمن والمــؤمن لــه فــإذا تع ـذر تحديــد قيمــة الشــيء محــل التــأمين بالضــبط فــإن المــؤمن لــه يتقــدم بتقــدير لهــذه
القيمــة يقبلهــا المــؤمن وتســمى هــذه القيمــة المقــدرة القيمــة المقبولــة ،ويفتــرض أن تكــون تســاوي القيمــة الحقيقيــة
للشيء ،ومن تم يلتزم المؤمن بالتعويض على هذا األساس إال إذا أقام الدليل على عكس ذلك كمبدأ عام .3
وتشمل القيمة المقبولة المتفق عليهـا هيكـل السـفينة واألجهـزة المحركـة لهـا وكـل لواحقهـا وتوابعهـا التـي
يملكهــا المــؤمن لــه ،وكــذا تموينهــا ،وكــل األشــياء الموضــوعة خارجهــا وذلــك مــا نصــت عليــه المــادة 798مــن
األمر 07-29المتعلق بالتأمينات.
ثانيا :التأمين على الشيء بأكثر من قيمته
أحيانــا يلجــأ المــؤمن لــه إلــى المبالغــة فــي تقــدير قيمــة الشــيء المــؤمن عليــه ،ويســمى التــأمين فــي هــذه
الحالة بالتأمين المغالى به وفي مثل هذه الحالة ينظر إلى نية المؤمن له فإذا كان:
مصطفى كمال طه .وائل أنور بندق .مرجع سابق .ص .84 1
عبد القادر لعطير .باسم محمد ملحم .مرجع سابق .ص.996 3
09
الفصل األول...............................................................................:نطاق عقد التأمين البحري
حسن النية 1:حيث يقدر المؤمن لـه أو نائبـه الشـيء بـأكثر مـن قيمتـه الحقيقـة عـن حسـن نيـة أو خطـأ
أو احتمال ،فإن العقد يبقى صحيحا في حدود القيمة الفعليـة للشـيء المـؤمن عليـه ،2ويبطـل فيمـا يزيـد
ع ــن ذل ــك ،أي يخف ــض قس ــط الت ــأمين من ــذ اكتش ــاف المغ ــاالة بتق ــدير قيم ــة الش ــيء م ــع ح ــق الم ــؤمن
بــالتعويض إذا كــان لــذلك مقتضــى ،وهــذا الوضــع يطبــق فيمــا إذا تــم اكتشــاف المغــاالة أتنــاء س ـريان
العقد.3
في حين إذا اكتشـفت المغـاالة بعـد وقـوع الحـادث فـال يـدفع للمـؤمن إال القيمـة الحقيقيـة للشـيء المـؤمن
عليه مع احتفاظه باألقساط التي دفعت سلفا دون تخفيض ،وال يعد المؤمن ثريا بال سـبب فـي هـذه الحالـة ألن
الخطأ جاء من المسؤول بسبب مغاالته كما أن سبب الزيادة هو عقـد التـأمين ،بـل إن للمـؤمن مطالبـة المـؤمن
له بالتعويض إذا كان لذلك مقتضى.4
سيء النية :أما إذا كان المؤمن له أو نائبه سيء النية في تقدير قيمة الشيء المؤمن عليه بأكثر مـن
قيمته الحقيقية وتبت الغش الذي يقوم به المستأمن 5فإذا اكتشف المؤمن الغش فـي التصـريح المغلـوط
للمؤمن له عن سوء نية يؤدي إلى سقوط التأمين.6
ثالثا :التأمين على الشيء بأقل من قيمته
فــي هــذه الحالــة يكــون مبل ـ التــأمين أقــل مــن القيمــة الحقيقيــة للشــيء المــؤمن عليــه وقــد حــدد المشــرع
الجزائري حاالته في نص المادة 709الفقرة ( )9حيث نص ...." :إذا اتضح أن المبل المؤمن عليه أقل مـن
القيمة الحقيقية للشيء.
حسب مفهوم هذه المادة ،ال يلزم المؤمن بالدفع إال في:
حالة الخسارة الكاملة :يدفع مبل يساوي القيمة المؤمن عليها
حالة الخسارة الجزئية :يحدد مبل التعويض بنسبة القيمة المؤمن عليها منسوبة إلى القيمة الحقيقية."7
من خالل نص المـادة أسـاس قاعـدة النسـبية أنـه فـي حالـة التـأمين علـى الشـيء بأقـل مـن قيمتـه يعتبـر
المــؤمن لــه مؤمنــا لنفســه بــالفرق ،ويكــون الحــل كمــا لــو أنــه هنــاك مؤمنــان لــنفس الشــيء يلتــزم كــل منهمــا علــى
عبد القادر لعطير .باسم محمد ملحم .مرجع سابق .ص.997 3
عبد القادر لعطير .باسم محمد ملحم .مرجع سابق .ص .997 4
06
الفصل األول...............................................................................:نطاق عقد التأمين البحري
ســحب المبلـ الــذي أمنــه ،وقاعــدة النســبة ال تتعلــق بالنظــام العــام لــذلك يجــوز فــي العقــد بشــرط صـريح االتفــاق
على أنه يحق للمستأمن أن يحصل على التعويض الكامل يجاوز الضرر مبل التأمين.1
الفرع الثالث :تعدد التأمينات
"التأمين عقد تعويض يضمن للمستأمن جبر ما يلحقه من ضرر فحسب ،ولكن يمنع أن يكـون وسـيلة
لإلثـراء وتحقيــق الـربح ،وبالتــالي فهــذا المبــدأ يحضـر التــأمين علــى الشـيء الواحــد بمقتضــى عقــود متعــددة لــدى
مؤمنين متعددينضد نفس األخطار بحيث يزيد مجموع المبال المؤمن بها على قيمة الشيء المؤمن عليه".2
أوال :التعدد المشروع
هنــا يجــوز للشــخص أن يبــرم عقــود التــأمين متعــددة علــى شـراء واحــد بشــرط أال يجنــي مــن هــذه العقــود
3
المتعددة نفعا يفوق الضرر الالحق به ويكون حسن النية دون غش وأن يعلم المؤمن بذلك.
ويكون األمر كذلك في أربع حاالت:
-7عنــدما يكــون كــل تــأمين ال يغطــي إال جــزءا مــن قيمــة الشــيء المــؤمن عليــه وهــذا مــا يســمى بالتــأمين
الجزئي وحينئذ توجد عدة تأمينات جزئية وال يوجد تأمين متعدد وهذا ما يحصل عادة في التأمين على
النفس نظ ار الرتفاع قيمتها.
-9إذا كان كل تأمين يغطي الشيء المـؤمن عليـه بكامـل قيمتـه ولكـن يغطيهـا ضـد أخطـار مختلفـة وكـان
يؤمن على الشيء ضد أخطار البحر العادية لدى مؤمن ويؤمن عليه ضد أخطار الحرب لـدى مـؤمن
آخر فال يوجد متعدد في هذه الحالة.
-0إذا كـان كـل تــأمين يهـدف إلـى تحقيــق مصـلحة مختلفـة كــأن يعقـد تأمينـان أحــدهما مـن المالـك واآلخــر
من الدائن المرتهن.
-4إذا كــان أحــد التأمينــات ال ينــتج أث ـره إال عنــد انتهــاء أث ـر التــأمين اآلخــر كــأن يبــرم عقــد التــأمين علــى
4
البضائع وهي على الرصيف إذا كان التأمين بحري ال ينطبق في هذه الحالة.
07
الفصل األول...............................................................................:نطاق عقد التأمين البحري
مصطفى كمال طه .وائل أنور بندق .مرجع سابق .ص.72 1
عبد القادر لعطير .باسم محمد ملحم .مرجع سابق .ص.992 2
08
الفصل األول...............................................................................:نطاق عقد التأمين البحري
الحق فـي القسـط الكلـي للتـأمين ،ومـن تـم يجـب اعتبـار الحـق فـي القسـط تعـويض ج ازفـي للمـؤمن ولـيس قسـطا
بمعنى الكلمة ،ألن االلتزام بدفع القسط يصبح بال سبب ألنه ال يقابله أي التزام على عاتق المؤمن.1
-2حالة حسن نية المستأمن:
عندما تتعدد التأمينات على الشيء الواحد ويكون المستأمن حسن النية كأن يؤمن علـى البضـاعة ،تـم
يؤمن الوكيـل أو النائـب علـى نفـس البضـاعة لكـن جـاهال علـم موكلـه بـذلك والتـأمين الـذي عقـده هـذا األخيـر،2
فمثال يقوم المشتري بالتأمين علـى البضـاعة ويقـوم البـائع بالتـأمين عليهـا رغـم عـدم الت ازمـه بـذلك ،فهنـا التـأمين
صــحيح أو غيــر صــحيح ،فــبعض التش ـريعات تأخــذ بقاعــدة ترتيــب ت ـواريخ التعاقــد بحيــث يكــون التــأمين األول
وحده صحيحا ،أما التأمينات الالحقة فتقع باطلة ،هذا إذا كان التأمين األول يشمل جميع قيمة الشيء المؤمن
عليه أما إذا كان التأمين األول ال يشمل جميع هـذه القيمـة ،فإنـه يؤخـذ بالتأمينـات الالحقـة الواحـد تلـوى اآلخـر
حتى تستوفي قيمة الشيء المؤمن عليه جميعها ،3وهذا ما أخذ به المشرع المصري ،أما المشـرع الج ازئـري لـم
يشير إلى هذه النقطة .
هنا الحل منطقي ،إذ أن التأمين األول غطى القيمة القابلة للتأمين وبالتالي التأمين الالحق يصبح بال
محل انتفاء المصلحة فيلحقه البطالن.
02
الفصل األول...............................................................................:نطاق عقد التأمين البحري
خالصة
في نهاية الفصل الذي عنوانه نطاق عقد التأمين البحري ،ال يسع إال أن ينوه على أن أهم القطاعات
الحساسة اليوم في عالم المال و األعمال و الخدمات على مستوى العالم الحديث قطاع التأمين و
بالخصوص التأمين البحري ’ الذي بات من الضروري إعطائه األولوية القصوى ’كونه محرك النشاط
االقتصادي ’وبالتالي أصبحت مسألة تنمية هدا العقد بجميع المسائل التكنولوجية و المعلوماتية أمر ضروري
البد منه ’ و هدا ما لحظ خالل السنوات األخيرة و ذلك حيال التسابق التكنولوجي و المنافسة الحادة من
شركات التأمين ،لدلك سعى المشرع الجزائري ’ 1وباقي التشريعات األجنبية و العربية في مسايرة عصر
المنافسة البحرية .و من جملة النتائج المتواصل إليها هي :
متميز عن غيره من أنواع التأمين و ذلك لخصوصيته وتميز األحكام المرتبطة بالبيئة
ا التأمين البحري
البحرية.
أنه عقد رضائي ال يحتاج إلى شكل معين النعقاده ،فرغم أهمية التعويض لم يشترط المشرع الكتابة
النعقاده بل إلثباته.
الطبيعة القانونية المميزة للتأمين البحري المتمثلة في تجاريته ،فهو عمل تجاري بحسب الموضوع
(يتم في شكل مقاولة )’و عمل تجاري بحسب الشكل ’يتم في شكل شركة مساهمة هدا بالنسبة إلى
المؤمن’ أما بالنسبة للمؤمن له فقد يكون تجاري أو مدنيفبالنسبة لألول أي عمل تجاري سواء كان
تاج ار أو صاحب مقاولة فهنا عمله تجاري تبعا لصفته ’أو عمل تجاري بحسب التبعية إذا كان
للتأمين ضرورة في استمرار تجارته.
أما إدا كان عمل مدني كأن يكون مؤمن على البضاعة لنقلها عن طريق البحر فهو عمل مدني .
التأمين البحري عقد تعويض يهدف إلى تعويض الضرر الذي يلحق بالمستأمن من جراء تحقق
الخطر البحري ’ ال أن يهيئ له سبيل اإلثراء و الكسب.
من بين العناصر األساسية لعقد التأمين البحري القيمة المؤمن عليها حيث أصبح يشمل التأمين على السفينة
و ما عليها من أمتعة و تجهيزات ،كما للمؤمن أن يؤمن على الربح المتوقع و هو قيمة البضاعة في ميناء
الوصول ،و التأمين على أجرة السفينة هو تأمين على دين له لدى الغير ،كم يمكن التأمين على المسؤولية
المدنية الناتجة عن األضرار التي تلحقها السفينة أو البضائع بالغير ،و في األخير أصبحت القيمة المؤمن
عليها في التأمين البحري أكتر اتساعا .
40
الفصــــــــــــــــل الثاني
الفصل الثاني................................................................................. :سريان عقد التأمين البحري
الفصل الثاني
إن تحديد األموال المؤمن عليها ال يكفي لتعيين محل عقد التأمين موضوعه.1
ألن عقد التأمين يضمن األموال المؤمن عليها من أخطار معينة ،ومن ثم ينبغي تحديد األخطار التي يسأل
عنها المؤمن ،ووضعها في إطار قانوني معين من أخطار مغطاة أو مستثناة ،وال يسأل المؤمن عن
األخطار إال إذا تحققت في الزمان والمكان المتفق عليهما في العقد.
كما أن عقد التأمين البحري يرتب التزامات متقابلة في ذمةأطرافه ،المؤمن له والمؤمن ،فاألول يلتزم
بالدفع للمؤمن أقساطا ،شرط أن ال يتجاوز التعويض قيمة األشياء الهالكة ،والثاني يلتزم بتعويض المؤمن
له عن الضرر الالحق بسبب رحلة بحرية عن هالك حقيقي لقيمة ما.
لدى يمكن تناول دارسة هذه المحاور على ضوء التشريع الجزائري كما لزم األمر،واالستعانة ببعض
التشريعات للتوضيح ال غير ،وعليه قسم هذا الفصل إلى مبحثين تناول في األول ،األخطار للمؤمن عليها،
والمبحث الثاني االلتزامات المتقابلة لعقد التأمين البحري.
المبحث األول
إن المخاطر البحرية تحدد على أساس طبيعتها من جهة ،وعلى أساس أسباب وقوعها من جهة
أخرى ،ونجد أن المشرع الجزائري ميز في الحالة األولى بين المخاطر القابلة للضمان ،والمخاطر المستبعدة
من الضمان.
أما تحديد المخاطر المؤمن ضدها وتلك المستبعدة من التأمين البحري (المستثناة )فيتم من خالل ما
نص عليه القانون أو االتفاق 2،وهذا ما عمد التكلم عنه في المطلب األول بعنوان الخطر البحري.
24
الفصل الثاني................................................................................. :سريان عقد التأمين البحري
أما المطلب الثاني تم التحدت عن زمان ومكان هذه األخطار ،فالمؤمن ال يسأل عن الخطر إال إذا تحقق
في الزمان والمكان الذي يغطيهما التأمين ،فإذا وقع الحادث خارج هذا النطاق ،كان المؤمن غير مسؤول
عنه ومن ثم يلزم تحديد الزمان والمكان اللذان يسري فيهما التأمين وكيف يتم إثباتهما .
إن لكلمة الخطر في التأمين البحري معنى واسع فهي تعني الحادث البحري الذي يحتمل وقوعه
للشيء المؤمن عليه ويترتب على ذلك إلحاق الضرر بالمستأمن ،كما يقصد بالخطر الضرر الذي يلحق
الشيء المؤمن عليه نتيجة وقوع حادث بحري ،1ومن ثم فإن دراسة مفهوم الخطر البحري يتطلب ثالثة فروع
ثم التكلم في الفرع األول عن تعريف الخطر ونطاق ضمانة في التشريع الجزائري ،أماالفرع الثاني أنواع
األخطار التي يغطيها التأمين البحري ،وثم التحدث فيالفرع الثالث :األخطار التي تخرج عن نطاق التأمين
البحري.
ثم التكلم في هذا الفرع عن تعريف الخطر البحري ونطاق ضمانة في التشريع الجزائري:
حاول الفقه والقضاء تعريف الخطر البحري ،وانتهى القضاء إلى أن فكرة "أخطار البحر"2تنفر من
كل تعريف قانوني لها .
أما الفقه فاكتفى بعضهم بالقول بأنه لم يظهر تعريف واف لهذه الفكرة حتى اآلن ،وقد عرف بأنه:
إما عن فعل الطبيعة أو عن فعل اإلنسان ،فال يشترط أن يكون البحر
"الحادث الذي يكون في البحر والناتج ًّ
هو سببه ،وبكفي بصفة عامة أن يكون البحر هو مكان الحادث ، "3وذلك ما يفهم من خالل المادة 72من
قانون التأمينات األمر 79-79حيث نصت على " :تطبق أحاكم هذا الباب على أي عقد تأمين يهدف إلى
ضمان األخطار المتعلقة بأية عملية نقل بحري ، "4ويفهم من نص المادة والتعريف السابق أن الخطر محل
التأمين البحري ال يشمل فقط الخطر الذي يحدث بسبب البحر بل كل ما يتعلق بعملية بحرية ،وأن يكون
24
الفصل الثاني................................................................................. :سريان عقد التأمين البحري
البحر هو مكان الحادث ،باستثناء تلك المنصوص عليها في المادة 171من األمر 79-79المتعلق
بالتأمينات حيث حددها في ثالثة فئات الفئة األولى تتعلق باألضرار المادية التي تلحق بالسفينة أو البضاعة
المشحونة ،والفئة الثانية تتعلق بالخسائر العامة والتكاليف التي يقدمها المؤمن الستبعاد خطر وشيك أو
التقليل من آثاره ،أما الفئة الثالثة فتتعلق بجملة المصاريف التي ينفقها المؤمن له خالل الرحلة البحرية
2 1
نضير حماية األموال المؤمن عليها من وقوع المخاطر أو التقليل منها .
كما عرف أيضا بأنه ":كل حادث بحري غير متوقع ينشأ بفعل البحر أو على سطح البحر ولو لم
يكن سببا في وقوعه."3
لقد نص المشرع الجزائري في قانون التأمينات األمر 79-79من خالل نص المادة ،171حيث
معا الناتجة عن
يغطي المؤمن األضرار المادية التي قد تصيب البضاعة المشحونة أو السفينة ،أو كليهما ً
الحوادث المباغتة أو "القوة القاهرة أو األخطار البحرية طبقا لشروط العقد المحددة ، 4كما تشمل جميع
المخاطر التي تلحق بالمؤمن له الذي قد يكون مالك للسفينة أو مجهزها ،أو الشاحن للبضاعة ،وتشمل
أيضا الخسائر الناجمة عن تصادم السفينة بأخرى أو بأيجسم بحري أخر تابتا أو متحركا ،5ماعدا تلك
المتعلقة بخطأ المستأمن عن قصد أو المستثناة بنص صريح أو اتفاق بين الطرفين.6
كما يغطي المؤمن :اإلسهام في الخسائر العامة والتكاليف المساعدة النقاد األموال المؤمن عليها إالّ إذا نجم
عنه خطر مستبعد في التأمين.
المصاريف الضرورية والمعقولة المنفقة قصد حماية األموال المؤمن عليها من خطر وشيك الوقوع أو
التخفيف من آثاره.يعنى بعبارة "البضائع المشحونة" "البضائع المنقولة."7
22
الفصل الثاني................................................................................. :سريان عقد التأمين البحري
إذا كانت القاعدة العامة أن التأمين البحري ال يشمل إال األخطار التي تحل في البحر أثناء المالحة
البحرية دون األخطار البرية التي تقع على البر أو في الموانئ ،إال أنه يجوز بناء عل نص صريح في
وثيقة التأمين أن يمتد التأمين البحري إلى أخطار برية بشرط أن تكون تابعة للرحلة البحرية ،ويستند هذا
االمتداد إلى نظرية التبعية التي تقضي بأن الفرع يتبع األصلويأخذ حكمه ،1أي أن الوحدة التجارية للعملية
البحرية تستلزم الوحدة القانونية هذا بالنسبة للبضائع ،أما التأمين على السفينة فيجوز االتفاق في وثيقة
التامين أن يضمن المؤمن األخطار التي تصيب السفينة أثناء وجودها في الميناء أو خالل اجتيازهانهر أو
قناة بقصد إصالحها .2
وتجدر اإلشارة إلى أن ضمان المؤمن البحري إلى األخطار التي تلحق البضائع في البر أي قبل
الشحن وبعد التفريغ ،كأن تهلك البضائع بالحريق أو السرقة أو التلف أو األمطار أوالح اررة لكن بشرط خاص
يعرف باسم "شرط من المخزن إلى المخزن ، " 3أو شرط " امتداد الضمان".4
مما ال شك فيه أن عقد التأمين ال يقوم إال إذا كان ثمة خطر يتعرض له الشيء المؤمن عليه ،وأن يكون
الشيء المؤمن عليه معرضا للخطر خالل الزمن الذي يسري فيه التأمين ،كما أنه يجب أن ال يكون الخطر
المؤمن منه قد تحقق أو زال قبل إبرام عقد التأمين.5
ال يكفي لعقد التأمين أن يوجد الخطر في ذاته ،بل يجب أن يكون الشيء المؤمن عليه معرضا لهذا الخطر،
ويحصل أحيانا أن يكون الشيء المؤمن عليه معرضا فعال للخطر وقت إبرام العقد ،أما إذا لم يتعرض الشيء
المؤمن عليه للخطر كان التأمين باطال ،ال يترتب عليه أي أثر ،وقد نص المشرع الجزائري من خالل المادة
77من األمر 79-79المتعلق بالتأمينات حيث جاء نصها" :ال يترتب على التأمين أي أثر إذا لم يبدأ
24
الفصل الثاني................................................................................. :سريان عقد التأمين البحري
حدوث األخطار خالل شهرين من إبرام العقد أو من التاريخ المحدد لبدأ أثر األخطار إال إذا وقع االتفاق
على أجل جديد."...
و ما يالحظ من خالل نص المادة أنه إذا هلكت البضاعة قبل تحقق الخطر في الوقت المحدد أو أن السفينة
لم تبدأ في رحلتها أو تقوم بها وبالتالي غادرت الميناء فال يعد تأمينا بحريا خالل المدة السابق ذكرها
(شهرين) ،وبالتالي فيعد العقد باطال نظ ار لتحقق الشرط الفاسخ الذي نصت عليه المادة " :279يزول االلتزام
إذا تحقق الشرط الفاسخ ويكون الدائن ملزما برد ما أخده فإذا استحال الرد لسبب هو مسؤول عنه وجب عليه
تعويض."1
أما فيما يخص اإلثبات فيقع على عاتق المستأمن ،فهو مدعي في طلب تعويض التأمين ،فعليه أن
يقيم الدليل على حقه ،وال يكفي في هذا الصدد أن يبرز وثيقة التأمين ،بل عليه أن يثبت تنفيذ العقد،
ويحصل اإلثبات في تعرض الشيء المؤمن عليه من الخطر بكافة الطرق لتعلق األمر بواقعة مادية.2
ففي التأمين على السفينة من السهل إثبات التعرض لألخطار ،ألن السفينة واقعة معروفة للكافة،
وتثبت بسجالت الميناء وبدفتر يومية السفينة ،أم في التأمين على البضائع فيجب على المستأمن أن يثبت
بأنه قد قام بشحن السفينة المعنية في الوثيقة ،أوأنه قام بالشحن فقط إذا لم تعين السفينة في الوثيقة ويتم
اإلثبات بسند الشحن ،غير أن هذا السند قد يكون غير كاف ،فهنا يجب على المستأمن أن يقدم مستندات
أخرى مثبتة للشحن كفواتير الشراء وقائمة بيان الحمولة ،إيصاالت دفع الرسوم الجمركية ،وينطبق نفس الحكم
في الحالة االستثنائية التي ال يحرر فيها سند الشحن ،ويكون حجة على المؤمن مع عدم اإلخالل بحق
المؤمن في إثبات العكس.3
مما سبق ثبت أن عقد التأمين ال يقوم إال إذا كان الشيء المؤمن عليه معرض للخطر ،ولكن هذا ال
يكفي بل يجب أن ال يكون الخطر المؤمن قد تحقق أو زال قبل التأمين واال كان العقد باطال بطالنا مطلقا
النعدام المحل ،راجع المادة 71من القانون المدني الجزائري.
24
الفصل الثاني................................................................................. :سريان عقد التأمين البحري
والمالحظأن قانون التأمينات لم يأخذ في تقدير وجود الخطر وقت إبرام عقد التأمين بالمعيارالشخصي
وعدم مراعاته في ذلك للصعوبة التي يالقيها الطرفان المتعاقدان في االستعالم عن مصير األشياء المؤمن
عليها التي توجد في الغالب األعممن األحوال البعيدة عن مكان إبرام العقد ،وحصر ذلك في النطاق الالزم
لغش المتعاقدين وحمايتهم ،فنصت المادة 177من األمر 79-79المتعلق بالتأمينات ":ال يكون للتأمين
المكتتب بعد وقوع الحادث أو بعد وصول األموال المؤمن عليها إلى المكان المقصود أي أثر ،ويبق القسط
مكتسبا للمؤمن إذا كان المؤمن له على علم بذلك من قبل.1
أي أنه كان يكفي في نظر المشرع الجزائري وجود الخطر في ذهن المتعاقدين وقت إبرام العقد دون أن
يشترط وجوده من حيث الواقع ،وهذا ما يسمى بالخطر الضني لكن ما يمكن مالحظته أن المشرع الجزائري
لم يأخذ بهذا المعيار الشخصي ولكنه أخد بالمعيار المادي الموضوعي وذلك ما لمس من خالل المادة 177
من قانون التأمينات السابق ذكرها.
وجدير بالذكر أن المشرع الجزائري في قانون التأمين بالنسبة للخطر الظني كذلك قد أخد في نص
المادة 11من األمر ، 79-79أنه في حالة تعرض األموال المؤمن عليها لألخطار المؤمن ضدها يؤدي إلى
بطالن العقد النتفاء المحل ويسترد مبلغ التأمين ،2ونفس الكالم قد لوحظ في المادة 129من األمر 79-79
الملغى.
ولقد لوحظ أن المشرع الجزائري قد قصر في الجانب الشخصي (ما يعرف بالخطر الظني)أي أنه لم
يساير باقي التشريعات التي أخدت بهذا المعيار (المعيار الضني).
و في األخير إذا ثبت أن نبأ الهالك أو الوصول قد بلغ إلى مكان توقيع العقد أو إلى المكان الذي
يوجد فيه المستأمن أو المؤمن قبل إبرام العقد كان عقد التأمين باطال ،أي أن القانون يقيم قرينة قانونية على
علم المستأمن أو المؤمن بهالك الشيء أو بوصوله بمجرد إثبات أن نبأ الهالك أو الوصول قد بلغ إلى مكان
توقيع العقد أو مكان وجود المستأـمن أو المؤمن ،وهذه قرينة قانونية قاطعة ال تقبل الدليل العكسي ،إذ أن
القانون يقضي ببطالن العقد بمجرد توفر القرينة واثبات نبأ الهالك أو الوصول ،ويقع هذا اإلثبات على عاتق
من يتمسك بالبطالن تطبيقا للقواعد العامة .3لكن لألسف الشديد فالمشرع قد أغفل هذا المعيار الضني ولم
يأخذ به علما أن بذلك ضرر كبير لالقتصاد الوطني ،ألن الجزائر دولة مستوردة ،والمستوردون ملزمون
24
الفصل الثاني................................................................................. :سريان عقد التأمين البحري
بالتأمين لدى شركات التأمين الجزائرية الخاضعة لهذا القانون ،الذي يمنع التعويض في حالة الخطر
الضني.1
لقد حدد القانون الجزائري األخطار المضمونة التي تقع على عاتق المؤمن واألخطار المسثتناة
والمستبعدة من ضمان المؤمن ،كما أن القانون يميز من جهة أخرى بين األخطار العادية التي
يتحملهاالمؤمن ،واألخطار الحربية التي ال تقع على عاتق المؤمن ومنه:
إن األخطار المضمونة التي يغطيها التأمين البحري قد وردت في قانون التأمينات الجزائرية في
األمر 79-79وذلك ال على أساس الحصر بل على أساس المثال وقد نصت عليها المادة 171من األمر
79-79المتعلق بالتأمينات ":يغطي المؤمن األضرار المادية ،التي تلحق حسب الحالة األموال والبضائع
2
المشحونة وهياكل السفن المؤمن عليها الناتجة عن الحوادث المباغتة أو القوة القاهرة أو األخطار البحرية
طبقا للشروط المحددة في العقد.
كما يغطي:
أ -اإلسهام في الخسائر العامة وتكاليف مساعدة وانقاد األموال المؤمن عليها إال إذا نجم عنه خطر
مستبعد في التأمين.
ب -المصاريف الضرورية والمنفقة قصد حماية األموال المؤمن عليها من خطر وشيك الوقوع أو التخفيف
من آثاره.
من خالل نص المادة يمكن تصنيف األخطار التي يغطيها التأمين البحري إلى صنفين :أخطار ناشئة عن
البحر مباشرة ،وأخطار تصيب األموال المؤمن عليها سواء السفينة أو البضائع وهو ما يسمى بخسائر
24
الفصل الثاني................................................................................. :سريان عقد التأمين البحري
النفقات ،والمالحظ أن هذا التصنيف شكلي ال يؤثر على حق المؤمن له في الحصول على مبلغ التعويض
عند وقوع هذه األخطار.
أ -األخطار الناشئة عن البحر مباشرة :وهي تلك األخطار التي تحدث بفعل "القوة القاهرة والحادث
المباغت ،"1وهي كثير ومتنوعة منها:
-العاصفة والغرق والجنوح :وهي أخطار يحدثها البحر و ال تتير شك في صفتها البحرية ،والعاصفة هي
":اضطراب الجو اضطرابا عنيفا،"2ويتمثل في رياح شديدة مصحوبة غالبا برياح وأمطار غزيرة،
ويستتبعارتفاع األمواج ارتفاعا غير معتاد وهي في الحقيقة السبب الرئيسي لألخطار البحرية األخرى ،أما
الغرق فهو "اختفاء السفينة تحت سطح الماء وفقدانها القدرة على الطفو ،أما الجنوح أو التسيب هو توقف
السفينة عن المالحة فترة من الزمن الحتكاكها بقاع البحر أو الصخور أو حطام السفن الغارقة أو أي عقبة
أخرى من عوائق المالحة دون أن تتمكن من الخروج."3
-التصادم البحري :معناه ":ارتطام سفينة بأخرى هذا المعنى الفني ،أما التصادم في التأمين البحري فله عادة
معنى واسع من معناه الفني يتوقف على مضمون الشرط الوارد في وثيقة التأمين وهو يعني عادة ارتطام
السفينة بأي جسم آخر عائم أو غير عائم سواء كان سفينة أخرى أو حطام مستقر في قاع البحر أو مباني
الميناء."4
-طرح البحر :أحيانا تتعرض السفينة أثناء المالحة البحرية لخطر ناجم عن شدة حمولتها أولسبب آخر،
فيض طر الربان لتفادي مثل هذا الخطر لرمي جزء من حمولتها في البحر لتخفيف السفينة ،وهذه العملية إذا
أقدم عليها الربان إلبعاد السفينة وحمولتها عن الخطر ،فإن المؤمن يتحمل الخسائر الناجمة عن ذلك وهو ما
يعرف" بالخسائر البحرية المشتركة."5و يندرج تحت مفهوم الخسائر البحرية جميع األضرار التي يقدم عليها
الربان اضط ارريا بقصد سالمة السفينة وحمولتها.6
24
الفصل الثاني................................................................................. :سريان عقد التأمين البحري
-اإلرساء الجبري :وهو الذي يضطر إليه الربان بسبب حادث غير متوقع ،كأن يضطر الربان إلى الرسو في
ميناء غير مقرر إلصالح السفينة من ضرر أصابها من جراء عاصفة شديدة ،ويتطلب الرسو نفقات
استثنائية مختلفة ،كرسوم الدخول والخروج من الميناء ،ونفقات غداء وأجور البحارة وهذا بالنسبة للسفينة ،أما
البضائع فقد يلحق المؤمن له أضرار من جراء تلف البضاعة أو بيع الربان لجزء من البضاعة لدفع
مصروفات التفريغ والتخزين واعادة الشحن أو المحافظة على البضاعة طوال مدة الرسو.1
-النهب والسرقة وأخطار البحارة العمدية :فهنا يتحمل المؤمن التعويض المستحق عن مثل هذه األعمال،
32
وبالطبع له أن يتابع بالحلول مسبب هذه الحوادث ويعد مسؤوال مسؤولية تقصيرية.
-التغيير الجبري للطريق أو السفينة :أي تغيير خط السير المعتاد وتغيير رحلة السفر هو تغيير نقطة
االنطالق والوصول للرحلة المؤمن عليها .أما تغيير السفينة يكون إذا أفرغت البضاعة من السفينة الناقلة
وأعيد شحنها على سفينة أخرى ،وهذا ال يتعلق إال بالتأمين على البضائع ،ويالحظ أن التغيير االختياري ال
4
يسأل عنه المؤمن وال يكون على عاتقه.
-سائر األخطار والحوادث البحرية األخرى :وهذا يعني أن تعداد هذه األخطار جاء على سبيل المثال ال
الحصر ،ومن تم فإن أي حادث بحري أخر ينجم عن وقوعه ضرر يلتزم المؤمن بالتعويض عنه ،كما لو
حدث ضرر للبضاعة من ماء البحر أو بفعل القوارض التي تكون في عنابر السفينة خاصة سفن الحبوب،
أوتلف البضاعة بسبب ارتفاع درجة الح اررة بشكل غير عادي أو تلف بعض البضائع الناجم عن تسرب
بضاعة سائلة خطرة من البراميل التي تحويها.5
-2األضرار المضمونة
لقد حددها المشرع الجزائري في المادة 171من األمر 79-79المتعلق بالتأمينات السابق ذكرها في ثالتة
فئات وتتمثل في:
األضرار المتعلقة بتغطية الخسائر المادية،األضرار الناشئة عن خسائر النفقات ،إضافة إلى األأضرار المترتبة
عن التعويضات المستحقة للغير.
1مصطفى كمال طه .وائل أنور بندق .مرجع سابق .ص .111
-2عبد القادر لعطير .باسم محمد ملحم .مرجع سابق .ص .971
3المادة 442من القانون المدني الجزائري.
4مصطفى كمال طه .وائل أنور بندق .مرجع سابق .ص .111
5عبد القادر لعطير .باسم محمد ملحم .مرجع سابق .ص .971
40
الفصل الثاني................................................................................. :سريان عقد التأمين البحري
1-2الخسائر المادية :بالنسبة لهذه الفئة ال يمكن حصرها نظ ار الختالف طبيعة البضاعة ،فقد تتمثل إما في
عدم صالحية البضاعة بعد الضرر الذي لحقها كالبلل بالنسبة للقمح مثال أو العفن بالنسبة للمواد
االستهالكية بفعل الرطوبة ،وقد يكون الضرر مجرد إتالف جزئي كانكسار في بعض األجهزة و اآلالت
المنقولة.
21
أما بالنسبة للسفينة فأي ضرر يمس هيكلها أو معداتها بحكم أنها وحدة واحدة غير قابلة للتجزئة.
2-2األضرار الناشئة عن خسائر النفقات :تقع على عاتق المؤمن النفقات االستثنائية التي يدفعها المستأمن
لتفادي الضرر أو للحد من أثره في الحاالت التي يسأل فيها المؤمن عن هذا الضرر ،فهذه النفقات تؤدي إلى
التخفيف عن ضمان الشيء المؤمن عليه فهي بديل لألضرار المادية أو معادلة لها.3
1-2التعويضات المستحقة للغير :من خالل ما سابق تبين أن وثائق التأمين على البضائع ال تضمن في
الغالب التعويض المستحق للغير ،ألن سبب التعويض يتمثل في عيب ذاتي عادة في البضاعة كاالنفجار أو
احتراق نتيجة قابليتها لالشتعال وهذا العيب ال يغطيه التأمين بوجه عام.4
ويدخل في نطاق هذه الفئة الرجوع بدعوى المسؤولية في حالة التصادم ،والرجوع بدعوى المساهمة
في الخسائر المشتركة.
أما الرجوع بدعوى المسؤولية في حالة التصادم :فجاءت هذه الصورة من أجل حماية مالك السفن
من دعاوى التعويض التي قد يرفعوها مالك سفن آخرون ،أو اصطدامبجسم ثابت أو عائم كحالة اصطدام
السفينة بالمنارة أو أرصفة الموانئ ،وبالتالي فالمؤمن هو الذي يتحمل هذه المسؤولية.
والجدير بالذكر أن المؤمن يعفى من الدعوى التي يرفعها عليه ورثته األشخاص المتوفين بسبب
االصطدام أو دعوى المصابين في نفس الحادث ألن التأمين البحري على السفينة ال يشملهم بل يكونون
5
تابعين لعقد التأمين على الحياة إال بشرط خاص.
44
الفصل الثاني................................................................................. :سريان عقد التأمين البحري
وقد جاء في نص المادة 112من قانون التأمينات ما يلي ":يضمن المؤمن تعويض األضرار بجميع
أنواعها التي تترتب على المؤمن له ،في حالة طعن الغير عليه نتيجة اصطدام السفينة المؤمن عليها بسفينة
أخرى أو مبنى أو أي جسم ثابت أو متحرك أو عائم باستثناء األضرار الالحقة باألشخاص."1
جاءت المادة 119من قانون التأمينات لحماية مالك السفينة أو الربان أو أي شخص آ خر نتيجة
اصطدام السفينة أو التي تسببها السفينة للغير ،إال إذا كان المبلغ المؤمن عليه في وثيقة تأمين جسم السفينة
غير كافي.2
باإلضافة إلى أن وثائق التأمين على البضائع ال تغطي التعويض المستحق للغير إال إذا وجد اتفاق
3
خاص ينص على ضمانها.
هناك أخطار مستثناة مستبعدة ال يضمنها المؤمن وال يلتزم بتعويض المستأمن عن األضرار الناشئة
عنها ،وقد فرق المشرع الجزائري بين نوعين من األخطار غير القابلة للضمان ،وهي األخطار غير قابلة
للضمان بصورة قطعية ونصت عليها المادة 172من األمر 79-79المتعلق بالتأمينات ،واألخطار غير
قابلة للضمان إال بموجب اتفاق خاص نصت عليها المادة 171من القانون نفسه.
لقد أعفى المشرع الجزائري المؤمن من تغطية بعض األخطار وبصفة قطعية ،وبالتالي معفى من دفع
التعويض في حالة تحققها وجاءت هذه الحاالت في نص المادتين 121و 172من األمر 79-79المتعلق
بالتأمينات كما يلي:
-1أخطاء المؤمن له المعتمدة أو الجسيمة :تقضي الفقرة ( )2من المادة 172من األمر 79-79المتعلق
بالتأميناتبأن المؤمن غير مسؤول عن الهالك والضرر الصادرين عن أخطاء مقصودة للمؤمن له ،4وكل
اتفاق مخالف يعتبر باطال.5
44
الفصل الثاني................................................................................. :سريان عقد التأمين البحري
والمادة المذكورة صريحة بعدم سريان عقد التأمين البحري على األضرار الناجمة عن أخطاء المؤمن
له ،ذلك ألن عقد التأمين البحري يقومعلى احتمال وقوع الخطر أو عدم وقوعه ،فال يجوز للمؤمن أن يتعمد
بخطيئة وقوع هذا الخطر لكي يحصل على مبلغ التأمين ويعتبر الخطأ من جانب المؤمن له ،كما فيالحالة
التي يشترط فيها بائع أو ممول المؤمن له بالسلعة محل التأمين على تنقل داخل العنابر ،ويتعمد نقلها فوق
نظر لتكلفة النقل مثال فالخطأ المعتمد أو الجسيم يخصم من إطار التغطية بقوة القانون.1
السطح ا
-2غشالربان :لقد جاء في نص المادة 121من األمر 79-79المتعلق بالتأمينات أنه " :ال يضمن المؤمن
األضرار والخسائر المنجرة عن خطأ عمدي يرتكبه ربان السفينة."2
من خالل المادة ف المؤمن ال يكون مسؤوال عن نتائج غش الربان وخداعه ومثال ذلك ،بيع البضاعة
غشا أو إغراق الربان للسفينة.
ويشترط في هذه األخطاء التي تصدر من الربان والبحارة أن تكون عمدية تتضمن نية الغش والخداع
والتدليس ،أما األخطاء العادية فإنها تبقى ضمن نطاق غطاء التأمين.3
وقد فرق المشرع الجزائري بين التأمين على السفينة والتأمين على البضاعة من هذه الناحية فالمؤمن بالنسبة
للحالة األولى ال يكون مسؤوال عن آثار غش الربان وتدليسه إن كان مجهز السفينة من أختاره بنفسه وذلك
وفقا للعالقة التبعية بين مالك السفينة أو مجهزها وربانها من ناحية ،وبين البحارة المشرف عليهم من جهة
أخرى.
أما المؤمن في الحالة الثانية فيبقى مسؤوال عن األضرار والخسائر التي تصيبها بحسب غش الربان
وتدليسه ،ألن الربان ليس تابع للشاحن بل للمجهز.4
44
الفصل الثاني................................................................................. :سريان عقد التأمين البحري
-الغرامات والمصادرات الموضوعة تحث الحراسة ،وهذه نتيجة حتمية تأكد ما سبق ذكره حول إستثناء
المخاطر التي ال يمكن للمؤمن أن يتدخل في مراقبتها وال توقعها ،ويكون فيها تدخل المؤمن شخصيا هو
محل اعتبار كالمصادرات والغرامات أو مخالفة أنظمة التصدير واإلستراد.
-1الخسائر واألضرار المترتبة عن اإلشعاعات :وتتمثل في اآلثار المباشرة وغير المباشرة لالنفجار واطالق
الح اررة واإلشعاع المتولد عن تحول نووي للدرة أو اإلشعاع ،وكذلك الناتجة عن آثار اإلشعاع الذي يحدثه
التوصيل المصطنع للجزئيات.1
هذا النوع من األضرار مستثنى لعدة أسباب منها أنها ال يمكن حصرها في زمن معين أو محدد
لتحول عنصر تفاقم الضرر عبر الزمن كاالنفجارات واإلشعاعات المتولدة عن تحول نووي للدرة ،وكذا عدم
توفر لدى شركات التأمين اإلمكانيات الكافية لدراسة هذا النوع من المخاطر ،وال على المعطيات التي تسمح
إلقامة هذه الدراسة ،إما نظ ار لقلة مثل هذه النشطات أو لطابعها الخصوصي والسري.
يعتبر هذاالصنف بمثابة استثناء عن االستثناء ألن هذا النوع مستثنى من الضمان كأصل عام لكناستنادا
على ذلك يمكن في عقد التأمين البحري االتفاق على أن تتم تغطية هذه المخاطر من المؤمن ،وقد نضم
المشرع هذا األمر في المادتين 171و 129من األمر 79-79المتعلق بالتأمينات.
إن الطبيعة الخاصة لبعض البضائع تتطلب عناية خاصة مثل :البضائع القابلة للتلف ،اللحوم
واألسماك والفواكه ،والحبوب والجلود ،لذلك تستثنى مثل هذه البضائع من الغطاء التأمين على أساس
إمكانية تلفها بعيب ذاتي ألن من طبيعتها أنها قابلة للتلف فتحمل بدور هالكها بنفسها .2
وقد عالج المشرع الجزائري عدم مسؤولية المؤمن عن الضرر والهالك الناتجين عن عيب خاص
بالشيء المؤمن عليه في الفقرة األولى من المادة 171من األمر 79-79المتعلق بالتأمينات ،إال إذا اتفقا
على عكس ذلك ،أي اتفقا على أن يكون المؤمن مسؤوال عن ما ينجم من ضرر للبضاعة ج ارء عيب ذاتي
42
الفصل الثاني................................................................................. :سريان عقد التأمين البحري
اللهم إن كان التأمين معقود على عيب خفي لم يكون باستطاعة المجهز اكتشافه أو منعه فهي مضمونة
بها أ
وذلك ما ورد في المادة 129من األمر 79-79المتعلق بالتأمينات.1
وتجدر اإلشارة في باب األخطار المضمونة المستثناة أن المشرع الجزائري وضع َّ
حدا أدنى في
الضمان ال يمكن النزول عنه بقوة القانون ،ولكنه بالمقابل ترك الحرية لألطراف باالتفاق على ضمان أخطار
أخرى بشرط أن يكون ذلك صراحة في عقد التأمين األصلي أو في ملحق ،وهذا للسماح لكل من طرفي
العقد أن يختا ار النظام أو التغطية التي تناسب حاجياتهما أو نشاطهما.
أما بالنسبة لإلثبات فيما يخص الضرر الذي يعود للعيب الذاتي فيقع على المؤمن ألن الضرر
2
األصل فيه مفترض ناشئ عن حادث بحري.
والمالحظ أن مسألة العيب الذاتي ال تكون في العمل إال بالنسبة إلى البضائع ،أما بالنسبة إلى
فنادر ماتثور ،ألن السفينة ال تبحر إال بعد معاينتها والحصول على ترخيص يفيد صالحيتها للمالحة
السفينة ًا
3
البحرية.
لقد كانت األخطار الحربية قديما أخطار عادية للمالحة البحرية نظ ار لكترة الحروب وطول مدتها
وذلك ما ُلوحظ في المساواة بين األخطار البحرية والحربية من خالل األمر الملكي الفرنسي سنة ، 1121
ولم يتغير الحال في القانون التجاري الفرنسي سنة 1279حيث كانت على عاتق المؤمن كل األخطار بحرية
كانت أو حربية وانتهجت بذلك بعض التشريعات العربية على غرار مصر الشقيقة ،أما في النصف الثاني من
القرن التاسع عشر ( )17أخدت الحروب البحرية في النقصان بعد صدور تصريح باريس 1291بشأن
الحرب البحرية بوجوب احترام بضائع المحايدين حتى ولو وجدت على سفن العدو ،ثم جاءت بعد ذلك
معاهدات دولية (معاهدة الهاي 1277و )1779عن قواعد الحرب البرية والبحرية ومؤتمر لندن ، 1777
فضاعفت من الحماية المقررة للملكية الخاصة زمن الحرب ،فأصبحت المخاطر الحربية أخطا ار
4
استثنائيةبحتة.
1المادة 129ال يضمن المؤمن إال إذا اتفق على خالف ذلك الخسائر واألضرار الناتجة عن عيب ذاتي في السفينة ،غير أن األضرار
والخسائر الناتجة عن عيب خفي في السفينة مضمونة.
2عبد القادر لعطير.باسم محمد ملحم .مرجع سابق.ص.977
3مصطفى كمال طه .وائل أنور بندق .مرجع سابق .ص.127
4مصطفى كمال طه .وائل أنور بندق .مرجع سابق.ص.112
44
الفصل الثاني................................................................................. :سريان عقد التأمين البحري
ويقصد بالخطر الحربي" :الحادث الذي يكون سببه المباشر عمال حربيا"1،كما يعد من األخطار الحربية
إصابة السفينة بطوربيد أو بقذيفة ،أ واصطدامها بلغم بحري أو بالشبكة الواقية من الغواصات.
وتوقيف السفينة عن السفر بأمر من السلطة العامة بشرط أن يكون هذا التوقيف إجراء تطألبه الدفاع الوطني
2
كخطر التجارة مع دولة متحاربة ،أو بوسط السفينة مهربات حربية.
أما بالنسبة للمشرع الجزائري فقد وضع بعض األعمال المتشابهة في الفقرة ( )2من المادة 171من
األمر 79-79المتعلق بالتأمينات حيث نصت على ..." :الحرب األهلية أو األجنبية واأللغام وجميع معدات
الحرب ،وأعمال التخريب واإلرهاب."3...
أما فيما يخص عبء اإلثبات فيقع على عاتق مؤمن هذه األخطار البحرية وبذلك أخذ المشرع
الجزائري في نص المادة 171من األمر 79-79المتعلق بالتأمينات ..." :يفترض في حالة انعدام الدليل
الذي يمكن من إسناد الحادث إلى خطر حربي ،أنه ناتج عن خطر بحري."4
يستفاد من نص المادة أن المشرع يقيم قرينة قانونية على أن الهالك أو الضرر يفترض أنه خطر
بحري ـ وعلى مؤمن األخطار البحرية الذي يتمسك باإلعفاء أن يدحض هذه القرينة بإثبات العكس (الخطر
الحربي).
وما يمكن مالحظته مما سبق بين االستبعاد القطعي للضمان واالتفاقالخاص ،متوقفان على حرية
اتحاد اإلجراءات المالئمة وامكانية المجابهة ،فالضمان يسري في حدود مسايرة التنظيمات القانونية وأحكام
اآلداب العامة.
حتى يكتمل االلتزام الذي يقع على عاتق المؤمن المتمثل في تعويض المؤمن له عن الخطر ،ال َّ
بد
أن يقع الخطر المؤمن منه في الزمان والمكان اللذين يشملهما التأمين ،لدى فإن التزام المؤمن بدفع
التعويض ال يكون إال في ذلك الزمان والمكان الذي وقع فيه الخطر لدى قسم هذا المطلب إلى ثالثة فروع ،
44
الفصل الثاني................................................................................. :سريان عقد التأمين البحري
تم التكلم في الفرع األول عن زمان الخطر ،والثاني تناول فيه مكان الخطر أما الثالث خصص إلثبات زمان
ومكان األخطار.
لقد ميز المشرع الجزائري شأنه شأن القوانين األخرى تحديد زمان الخطر من خالل المادة 122من
األمر 79-79المتعلق بالتأمينات وما يليها إلى :التأمين لرحلة واحدة أو عدة رحاالت متتالية ،أو التأمين
1
لزمن معين.
أوال -التأمين بالرحلة :يقع على عاتق المؤمن في التأمين بالرحلة ،الضمان من المخاطر التي يتعرض
لهاالشيء المؤمن عليه خالل الرحلة المؤمن عيها ويفرق القانون في تحديد الرحلة المؤمن عليها بين التأمين
على السفينة والتأمين على البضائع.2
-1التأمين على السفينة :تحدد عادة في وثيقة التأمين بالرحلة سواء البضائع أو السفينة وقت بداية
ونهاية الرحلة ،فإذا لم تتضمن الوثيقة مثل هذا التحديد يجب الرجوع إلى التحديد القانوني الذي تحيل
3
إليه النصوص القانونية.
وهنا َّ
البد التمييز بين ما إذا كانت السفينة فارغة من البضائع أو مشحونة بها ،فأما بالنسبة للحالة األولى ،
5 4
يسرى ضمان المؤمن من وقت اإلقالع للسفر حتى رسوها في المكان المقصود .
أما الحالة الثانية ،حالة حمل السفينة للبضائع فإن ضمان المؤمن لألخطار منذ بداية شحن البضائع
إلى نهاية التفريغ ،على أن اليتجاوز الضمان مهلةخمسة عشر( )19يوما على األكثر من وصول السفينة
إلى الميناء المقصود ،وقد نصت الفقرة األولى من المادة 121من األمر 79-79المتعلق بالتأمينات على
ذلك ":فيما ينص التأمين على رحلة أو عدة رحالت ،يضمن المؤمن األخطار المؤمن عليها من بداية
الشحن إلى نهاية التفريغ الخاص برحلة أو رحالت مؤمن عليها وخالل خمسة عشرة ( )19يوما على األكثر
من وصول السفينة إلى الميناء المقصود ."6
.
نص المادة 122وما يليها من األمر 79-79المتعلق بالتأمينات 1
2مصطفى كمال طه.أساسيات القانون البحري .الطبعة االولى .منشورات الحلبي الحقوقية .بيروت.لبنان.2771 .ص.111
المادة 121من األمر 79-79المتعلق بالتأمينات. 3
44
الفصل الثاني................................................................................. :سريان عقد التأمين البحري
-1التأمين على البضائع :يعقد التأمين على البضائع دائما سواء ثم بوثيقة منعزلة أو بوثيقة عائمة
لرحلة واحدة ،1وتستمر هذه الرحلة من نقطة الخروج من المخزن في أقصى نقطة من اإلرسال
إلىلحظة دخولها في مخزن المرسل إليه في ما كان الوصول المعين في أمر تأمين الرحلة لها.2
وجدير بالذكر أنه إذا وصلت البضائع المؤمن عليها إلى مكان الوصول للرحلة المضمونة ،لكنها ما زالت لم
تدخل إلى مخازن المرسل إليه ألنها وضعت في المستودعات ،أو المخازن العامة أو الخاصة ،أو مخازن
إنتضارالجمركة أو على الرصيف ،فإن ضمان المؤمن يتوقف تلقائيا بانقضاء شه ار واحد ابتداء من تفريغ
البضاعة من السفينة الناقلة أو عتاد آخر للنقل ،وذلك عندما يكون الميناء هو آخر نقطة للوصول ،أو
بمرور خمسة عشرة ( )19يوما عندما يكون مكان الوصول النهائي هو نقطة في الداخل وباتفاق مشترك
للمتعاقدين يمكن لهما تمديد هذه اآلجال.3
غالبا ما يحدد في وثائق التأمين لزمن معين ،زمان األخطار بشكل واضح وبواسطة إدراج شرط
صريح الذي يحدد يوم وساعة السريان ،ونهاية العقد ،وفي حالة عدم النص على ذلك يرجع إلى األحكام
التشريعية في هذا الصدد.4
وقد نصت المادة 121من األمر 79-79المتعلق بالتأمينات على أنه " :فيما يخص التأمين ألجل
محدد يضمن المؤمن السفينة أثناء سفرها أو تركيبها أو رسوها في إحدى الموانئ أوفي مكان مائي أو جاف ،
وفي اآلجال المحددة في العقد ،ويغطي التأمين اليوم األول واألخير من اآلجال المذكو.ر"5
يالحظ في التأمين على السفينة لمدة محددة أو زمن معين أن المؤمن يضمن األخطار التي تقع في
اليوم األول من المدة واألخطار التي تقع في اليوم األخير منها ،ولكن إذا انقطعت أخبار السفينة بعد
6
ثالثة أشهر بعد آخر نبأ وصول ،فيفترض أن الهالك قد حصل في الوقت الذي كان التأمين ساريا فيه.
44
الفصل الثاني................................................................................. :سريان عقد التأمين البحري
أما في حالة ما إذا كان التأمين على البضائع بوثيقة االشتراك ،وكانت الشحنات تتم لحساب الغير
الذي عهد إلى المؤمن له بإجراء التأمين عليها بشرط أن تكون للمستأمن مصلحة في الشحنة بوصفه أمينا
1
على البضائع.
إن عقد التأمين يعين المدة التي يشملها ضمان التأمين ،فان كان لرحلة معينة فمكان األخطار يتحدد
بالطريق العادي للسفر بين نقطة االنطالق ونقطة الوصول.
في حين إذا كان التأمين لمدة معينة فإنه يحدد غالبا طبيعة الرحالت المراد القيام بها أو يحدد على
2
األقل المياه والمناطق التي يجوز فيها للسفينة أن تقوم بالمالحة.
كما أن المؤمن ال يضمن إال األخطار التي تقع في المكان المحدد في العقد ،لكن اإلشكال المطروح يكون
في حالة تغيير الرحلة أو الطريق أو السفينة ولإلجابة عن هذا اإلشكال ستعرض الحاالت التالية:
إن الرحلة البحرية تحدد من ميناء اإلقالع لتنتهي بميناء الوصول و ذلك تطبيق لقاعدة "العقد شريعة
المتعاقدين ."3إ ْذ أنّ نوع الرحلة المقررة تأخذ بعين االعتبارللمؤمن في حساب المخاطر وقسط التأمين ،4فقد
تتغير بداية الرحلة أو تغيير ميناء الوصول لظرف قهري يمنع السفينةمن تفريغ البضائع في ميناء الوصول ،
ويكون هذا خارجا عن إرادة المجهز أو الشاحن فيقع على عاتق المؤمن تعويض األخطار الالحقة خالل هذه
المالحة مقابل قسط إضافي أو بدون مقابل حسبما كان التغيير ناتج عن خطر مضمون فيكون خارج إرادة
المؤمن له إذا ازداد من احتمال حدوث األخطار فيكون بمقابل قسط إضافي.5
أما بالنسبة للبضائع فتسري عليها أحكام المادة 119من األمر 79-79المتعلق بالتأمينات حيث
نصت على" :يسرى التأمين على البضائع بدون انقطاع فيما كان في حدود الرحلة المذكورة في وثيقة التأمين.
44
الفصل الثاني................................................................................. :سريان عقد التأمين البحري
وتبقى األخطار مغطاة أيضا إذا حدت أي تغير في الطريق أو الرحلة أو السفينة ويكون هذا التغيير
خارجا عن رقابة المؤمن له أو إرادته"1.
ً
وعليه فإن تغيير الرحلة اضط ارريا كأن تفر السفينة من عاصفة فإن المخاطر تقع على عاتق المؤمن
،وذلك ألن تغيير الرحلة في هذه الحالة إنما كان نتيجة لخطر بحري يدخل ضمن المخاطر المؤمن عليها ،
أما إذا كان اختياريا فتارة تقع على عاتق المؤمن وأخرى تقع على عاتق المستأمن كتتغير الرحلة المقررة
قصدا بعد السفر فتقع على عاتق المؤمن .2
ً قصدا بعد السفر ،لكن إذا غيرت الرحلة باإلطالة
ً
عند قيام السفينة بالرحلة المقررة من ميناء االنطالق إلى ميناء الوصول دون أن تسلك الطريق
المحدد في العقد أو الطريق المعتاد ،فإنها تكون قد غيرت طريقها وانحرفت عنه ،3وينتج عن هذا إعفاء
المؤمن من الضمان إذا كان االنحرافاختياريا ،أما إذا كان اضطراريكسؤ األحوال الجوية (أصبح مفروضا)
أو رغبة في انقاد األشخاص فال يعفى المؤمن من التزامه بضمان المخاطر نحو المؤمن له ،واذا لم يكن
تغيير الطريق اضط ارريا يبقى المؤمن مع ذلك مسؤوال عن الحوادث التي يتبث أنها وقعت في جزء من
الطريق المتفق عليه أو الطريق المعتاد في حالة عدم وجود اتفاق ،4وقد تناول المشرع الجزائري ذلك في الفقرة
الثانية من المادة 119من األمر 79-79المتعلق بالتأمينات.
لكن المشكل المطروح هو حالة التغيير الجزئي للطريق ،أي تغير سير السفينة للطريق المتفق عليه
أو الطريق المعتاد ثم عادت إليه وعندئذ تحقق الخطر فهنا على من يقع الضمان؟.
بعض الفقهاء والقضاة ذهبوا إلى عدم مسؤولية المؤمن عند تغيير الطريق ،ولو لم يكن لهذا التغير أثر ما
في تحقق الخطر ،إال أن الرأي الراجح تبت بأنه يكفي أن يتحقق الخطر أثناء الرحلة المقررة وفي الطريق
المحدد حتى يكون المؤمن مسؤوال عنه ،مالم يكن لتغيير الطريق أثر في تحقق الخطر كتعرض سفينة
لعاصفة لو سلكت الطريق المعتاد.5
محمد بهجت عبد اهلل أمين قايد .مرجع سابق .ص.121 4
40
الفصل الثاني................................................................................. :سريان عقد التأمين البحري
ثالثا :تغيير السفينة :يعتبر تغيير السفينة في التأمين البحري تغيير لمحل التأمين وبالتالي بطالن العقد ،
كذلك في التأمين على البضائع فإن السفينة هي المحل الذي يحصل فيها هالك البضائع ،وبالتالي فإن تغير
السفينة الناقلة لهذه البضائع اختياريا يعتبر تعديال لمكان األخطار ويترتب عنه بطالن العقد مالم يتفق على
خالف ذلك.1
أما إذا كان تغيير السفينة جبريا بسبب عدم صالحيتها للمالحة أو كان بناء على شرط في الوثيقة يخول
للمؤمن له سلطة التغيير فيبقى المؤمن مسؤوال عن األخطار التي يشملها التأمين ويضمن كل ضرر أو هالك
2
قد يلحقها.
وخالصة القول أن التغيير االضطراري للسفينة في العصر الحديث ال يعد تغيي ار ألحد العناصر الهامة في
العقد ألن جميع السفن الحالية المسموح لها بممارسة المالحة البحرية لها نفس القدرة في ذلك ،ولكن يجب أن
يخطر الشاحن بهذا التغيير لمعرفة زمان وصولها وتمكنه من تسلم بضائعه.3
إن حصول الخطر المؤمن ضده يجب أن يقع خالل الزمان والمكان المتفق عليهما في العقد ،حتى تقوم
مسؤولية المؤمن ويكون ملتزما بالتعويض وهذا ما أستنتج من خالل ما سبق ،لدى فإن حدث الخطر خالل
هذا المجال الزمني والمكاني تحقق شرط الحق في التعويض للمؤمن له اتجاه المؤمن ،لكن إثبات ذلك مسألة
في درجة من األهمية فاألصل أنه ال حق لشخص بدون إثبات ما يدعيه ،ويتم ذلك وفقا لقواعد
اإلثباتالمعمول بها في هذا الصدد ،لذلك سيتم التكلم عن إثبات هذه األخطار كما يلي:
إذا طالب المستأمن بمبلغ التأمين ،حق عليه إثباتتعرض الشيء المؤمن عليه للخطر ،واثبات الضرر الذي
لحق هذا الشيء من جراء الخطر البحري المؤمن منه الذي تعرضت له السفينة أو البضاعة أو أي مصالح
4
أخرى.
44
الفصل الثاني................................................................................. :سريان عقد التأمين البحري
أما عن اإلثبات الخاص بالبضائع فيستنتج بطريقة غير مباشرة من مكان معاينة الخسائر التي لحقت
بها ،وان نفدت البضائع فمن وثيقة سند الشحن يتم اإلثبات ،أو رسالة النقل أو الفواتير أو وثائق أخرى ،وهذه
الوثائق تثبت نقل البضائع وتاريخ شحن البضائع.1
إن نهاية األخطار تستنتج من عدم حدوث أي حادث أو كارثة ألنها مسألة واقع تثبت بكافة الطرق،
فنهاية األخطار ،يتم إثباتها بوصول السفينة والبضائع بدون خسارة أي في التأمين ألجل معين بحلول األجل،
فإذا تم اإلثبات بأن الخطر حصل خالل زمان ومكان اإلثبات ،نشأ التزام المؤمن ،وان ثارت مشكلة حول
زمان حصول الخطر فيجب اإلثبات بأنه حصل قبل انقضاء األجل.2
وتلك مسألة واقع يمكن إثباتها بكل الطرق ،لكن قد ال يكون تأمينا بحريا وانما تأمين بري إذا توافرت
شروطه ،أما شرط التأمين البحري أو أحد شروطه فقد انتفى وبالتالي ينتفي التأمين البحري .3وهذا طبقا للمادة
129من األمر 79-27الملغى التي توافقه المادة 72من األمر 79-79المتعلق بالتأمينات.4
إن عبأ إثبات أن الخطر قد حصل خالل زمان ومكان التأمين يقع على عاتق المستأمن ،لكن في المقابل
يحق للمؤمن دحض هذه القرينة بإثبات أن الخطر لم يتحقق في هذا الزمان أو ذاك المكان أو عدم سريان
العقد على هذه المخاطر.5
أما فيما يخص ا إلثبات بالنسبة للسفينة فيكون بإثبات تاريخ ومكان هذه الكوارث والتي ليست بأمر صعب،
واذا حصلت الخسارة دون وصول أخبار عن إثبات تاريخ ميناء اإلقالع أو آخر ميناء ،فإنه يرجع في المسألة
كلها إلى شروط الزمان المنصوص عليها في وثيقة التأمين.6
44
الفصل الثاني................................................................................. :سريان عقد التأمين البحري
المبحث الثاني
من الثابت قانونا أن جميع العقود منشأة آلثار قانونية في ذمة أطرافها ،حيث تتمثل في االلتزامات
والحقوق ،شأن ذلك شأن عقد التأمين البحري ،فهو ينشئ التزامات وحقوق في ذمة المؤمن له والمؤمن ،لدى
عمد التكلم في المطلبين التاليين عن التزامات المؤمن له والتزامات المؤمن بهذا الترتيب ،وفي نفس اإلطار
نضم المشرع الجزائري هذا الباب في األمر 79-79المتعلق بالتأمينات في المواد 172وما يليها في القسم
الثالث تحت عنوان حقوق المؤمن والمؤمن له والتزاماتهما.
تتمثل التزامات المؤمن له فيتلك الواجبات المنصوص عليها إما في القانون أو في وثيقة التامين،
تثبت في ذمته بمجرد اإلمضاء على وثيقة التأمين أو بتحرير اإلشعار بالتغطية وسيتم التحدت عن هذه
االلتزامات في ثالثة فروع أولها االلتزام بدفع القسط ،تم التصريح بالبيانات الصحيحة عن الخطر المضمون،
وأخي ار الحفاظ على مصالح المؤمن.
"القسط هو المقابل الذي يدفعه المؤمن له للمؤمن الذي يرتضي تعويض المؤمن عن الضرر الالحق
به في معرض رحلة بحرية ،وهو التزام على المؤمن له يتحدد باتفاق الطرفين عليه المؤمن والمؤمن له ،ويدفع
في اآلجال المحددة في العقد ،فهو مبلغ من النقود يلتزم المؤمن له بدفعه للمؤمن ،وهو وان كان يحدد باتفاق
الطرفين ،فان المؤمن عادة هو الذي يستقل بوضعه ويكون بشكل نسبة مئوية من قيمة األشياء موضوع
التأمين أو بمبلغ مقطوع حسب االتفاق مع مراعاة نوع هذه األشياء وقيمتها وعمر السفينة وحمولتها والرحلة
البحرية واحتمال وقوع الخطر."1
قد عرفت التشريعات المنظمة للتأمين البحري ،اختالف حول قسط التأمين ،فاألصل أن قسط
التأمين يجب أن يكون ثابت ،أي أن المؤمن له ال يلتزم إال بالمبلغ الذي تم تحديده كقسط للتأمين مقابل
تحمل المؤمن لألخطار ،وهذا ما سار عليه المشرع األردني في المادة 271من قانون التجارة البحرية
44
الفصل الثاني................................................................................. :سريان عقد التأمين البحري
1
قر بقابلية تغيير القسط ،وبالتالي لم يعتبر هذه
األردني ،وسار على هذا النهج المشرع الجزائري حيث أ أ
القاعدة من النظام العام وهذا ما جاء في نص المادة 177من األمر 79-79المتعلق بالتأمينات ":إذا أخل
المؤمن له بااللتزامات الواردة في المادة 1 172و 1أعاله ،يستطيع المؤمن أن يطالب المؤمن له بزيادة في
القسط ،واذا وقع حادث في تلك األثناء يجوز له أن يخفض التعويض بمعدل القسط المدفوع بالنسبة إلى
القسط المستحق فعال".2
ويبقى المدين بالقسط هو المؤمن له أو الطرف الممضي على وثيقة التأمين ،أي يكون المؤمن له هو
المستفيد من التأمين أم أن هناك شخص آخر معين أو غير معين أو قابل للتعيين هو المستفيد من الـتأمين
البحري ،6أي أن المدين بالقسط هو الموقع على وثيقة التأمين بغض النظر عن استفادته أم ال.
في حالة دفع المؤمن له قسط التأمين ،يجوز للمؤمن فسخ العقد بعد إنذار المؤمن له بالدفع ،أو أن يوقف
الضمان أو يمتنع عن دفع التعويض المقابل ،مادام القسط لم يدفع ،7وهذا تنفيذا لقاعدة الدفع بعدم التنفيذ
ويجوز له في ذلك إنقاص المبلغ المستحق من مبلغ التعويض الذي سيدفع أو يرفضه.8
42
الفصل الثاني................................................................................. :سريان عقد التأمين البحري
قد تثير مسألة الوفاء بالقسط عدة تساؤالت حول زمان ومكان الوفاء بالقسط وقابلية القسط للتجزئة
من عدمه وجزاء تخلف دفع القسط.
القاعدة العامة أن الوفاء بالقسط غير قابل للتغيير ،بحكم أنه يحدد وقت اإلبرام وقابل لذلك في
حاالت استثنائية ،لذلك فيكون مستحقا بمجرد إبرام العقد بين المؤمن والمؤمن له وهذا ما نصت عليه المادة
97من األمر 79-79المتعلق بالتأمينات التي جاء نصها ":يمثل القسط الوحيد المبلغ الذي يجب على
مكتتب التأمين أداءه دفعة واحدة عند اكتتاب عقد التأمين قصد التحرر من التزامه والحصول على
الضمان".1
وما يفهم من نص المادة أن قسط التأمين يدفع وقت إبرام العقد ،غير أنه ونظ ار لطبيعة عقد التأمين
وتنوع أشكاله ،كحالة عقد التأمين بوثيقة االشتراك يجوز أن يدفع مقسطا على أن يحدد تاريخ االستحقاق كل
دفعة سواء ثالثيا أو شهريا أو حتى في أي تاريخ آخر.2
وبالتالي فالمؤمن له يلتزم بدفع قسط التأمين والمصروفات المتعلقة بإبرام العقد في المكان والزمان المتفق
عليهما ،إذا لم يتفقا على مكان الوفاء بالقسط كان موطن المؤمن هو مكان دفع القسط تطبيقا للقواعد
العامة.3
وعادة ما يدفع القسط بصورة دورية في أول وحدة زمنية ،وغالبا ما تكون مدة التأمين سنة إال أنه
ألف عن طريق العادة أن القسط السنوي يج أز على دفعات تكون سداسية أو شهرية لتسيير التسديد من المؤن
لهم.4
لما كانت العادة على أن تكون مدة التأمين هي سنة فالسؤال الذي يطرح نفسه ،ما مدى ارتباط مدة
التأمين بالقسط ؟أي قابلية القسط لالنقسام أو التجزئة ،وهذا إذا طرأت خالل مدة التأمين ظروف تمنع تنفيذ
العقد أو انتهت مدة هذا األخير قبل حلول األجل ،5كحالة استحالة الخطر لتوقف السفينة على اإلبحار ،
أو حالة التأمين على السفينة لمدة معينة من المخاطر التييشملها التأمين وبعد سريان العقد تعرضت للهالك
44
الفصل الثاني................................................................................. :سريان عقد التأمين البحري
بسبب مخاطر حربية غير مشمولة بالتأمين ،هنا نميز بين رأيين ،فالبعض يرى بأن للمؤمن الحق في
القسط المتفق عليه في العقد وان كان تنفيذ العقد قد أوقف بقوة قاهرة قبل انتهاء مدة التأمين ،تأسيسا على
أن حق المؤمن في القسط يبدأ مند سريان عقد التأمين البحري ،وهذا الحق يبقى على عاتق المؤمن له ،
على اعتبار أن عقد التأمين البحري هو عقد من عقود الغرر ،حيت تقضي طبيعته أن يبقى حق المؤمن في
القسط كامال ،حتى لوزال الخطر المؤمن منه قبل نهاية مدة التأمين ،ألن ضمان الخطر من جانب المؤمن
قد بدأ منذ سريان العقد ،ولو كان الخطر قد وقع قبل وقوع القوة القاهرة التي منعت استمرار العقد لكان على
المؤمن واجب تعويض المؤمن له عن األضرار التي أصابته.1
بينما يرى االتجاهاألخر ،بأن حق المؤمن يتجلى في مثل هذه الحالة بقسط التأمين الذي يقابل المدة
التي يسرى فيها عقد التأمين البحري ،وال يحق له المطالبة بأقساط التأمين عن المدة التي تلت فترة إيقاف
العقد بقوة قاهرة ،ال عالقة لها بالمخاطر التي يشملها عقد التأمين البحري ،2ويبرر أصحاب هذا االتجاه
رأيهم باالعتماد على القرار الصادر عن محكمة النقض الفرنسية.3
والجدير بالذكر أن المشرع الجزائري لم يتضمن ال في القانون القديم وال للجديد نص قانوني يحسم
المشكلةباستثناء ما ورد في المواد 19-22-12من األمر 79-27الملغى المتعلق بالتأمينات كإشارة لما
قضى به القانون الفرنسي سنة .4 1717
ومنه يستنتج أن القانون الجزائري قد تأثر بالقانون الفرنسي الصادر سنة 1717ومن بين ما جاء به المواد
السابق ذكرها ،وجوب رد القسط في الحاالت التالية على الترتيب:
.ص.111
المواد 19-22-12من األمر 79-27المتعلق بالتأمينات. 4
44
الفصل الثاني................................................................................. :سريان عقد التأمين البحري
من خالل ما سبق تبين أن عقد التأمين اليمكن أن يؤدي وظيفته بدون القسط ولهذه األهمية أقر
المشرع الجزائري أحكاما خاصة في األمر 79-79المتعلق بالتأمينات في المادة 111منه ،حيث أن
المشرع الجزائري وتفاديا ألي لبس وضع مجموعة من اإلجراءات الواجب إتباعها قبل أن يقر في النهاية جزاء
تخلق الوفاء بالقسط ،فجاءت المادة 111من األمر السابق لتنص على أنه في حالة عدم دفع القسط وجب
على المؤمن أن يندر المؤمن له بأن ينفد التزامه بدفع القسط ،1وهذا األجراء استمده المشرع الجزائري من
القواعد العامة المتعلقة بآثار العقد من باب مصادر االلتزام في المادة 117من القانون المدني ،التي تلزم
لتزماته قبل المطالبة بالفسخ والتعويض ،2زيادة عن ذلك فإذا لم يتم المؤمن
الدائن بإخطار المدين بتنفيذ ا ا
له بالوفاء في أجلثمانية( )2أيام من توصله باألخطار المرسلة بموجب رسالة موصى عليها ،أوقف المؤمن
الضمان وجاز له فسخ العقد بعد عشرة( )17أيام من إيقاف الضمان وفي هذه الحالة وجب عليه إخطار
3
المؤمن برسالة موصي عليها
يستنتج مما سبق أن المشرع الجزائري في تنظيمه لمسألة عدم دفع القسط استوحى هذه األحكام من
القواعد العامة في تنفيذ االلتزامات ،4إال أنه علقها باآلجال وهي قصيرة الرتباط عقد التأمين البحري بما
يعرف ""بعنصر االحتمال".5
التزمات المؤمن له ،إضافة إلى دفع أقساط التأمين ،اإلدالء بالبيانات الحقيقية عن
من بين ا
الخطر المؤمن منه ،وهذا االلتزام يقع على عاتق المؤمن له ال فقط أثناء إبرام عقد التأمين البحري ،وانما
طيلة فترة سريانه ،ألنه قد تط أر ظروف جديدة توأدي إلى زيادة احتمال وقوع الخطر المؤمن منه.6
وتجدر اإلشارة على أن هذاااللتزام هوالتزام قانوني نصت عليه معظم التشريعات في تنظيمها لمسألة
التأمين البحري ،وقد نص عليه المشرع الجزائري كأول التزاميقع على عاتق المؤمن له في نص المادة 172
من األمر 79-79المتعلق بالتأمينات ،إسناد إلى نص المادة المشرع فرض على المؤمن له التصريح
44
الفصل الثاني................................................................................. :سريان عقد التأمين البحري
ببيانات صحيحة ودقيقة عن الخطر المضمون ،حتى يتمكن المؤمن من أخذ فكرة حقيقية عن هذا الخطر ،
وتقدير القسط الذي يتناسب مع أهمية ودرجة خطورته ،1كذلك ماجاء في الفقرة األولى من المادة 19من
نفس األمر حيث أن المؤمن له ملزم بالتصريح بجميع البيانات والظروف المعروفة لديه ضمن استمارة أسئلة
2
تسمح للمؤمن بتقدير األخطار التي يتكفل بتغطيتها.
انطالقا مما سبق ،فإن الصورة الغالبة في هذا االلتزام هي ليست عدم التصريح بالبيانات الالزمة،
وانما المغالطة فيها أو السكوت عنها أو عن بعضها لهدف واحد للمؤمن له وهو عدم دفع قسط كبير للتأمين.
ومنه فجزاء اإلخالل بالتصريح بالبيانات الدقيقة والصحيحة لحصر الخطر قد نضمها المشرع
الجزائري ورتب عدة نتائج إذا تخل المؤمن له عن أداء هذا االلتزام.
إذا كان امتناع المؤمن له بالقيام بالتزامه عن حسن نية أو جهالة بشرط أن يخطر المؤمن بذلك ،
وتبت للمؤمن له أن البيانات المقدمة غير كافية أو غير صحيحة وأن قسط التأمين المدفوع بموجبها ال يقابل
ماصرح بالبيانات الصحيحة أو المغفل عنها فإنه يمكن للمؤمن أن يطالب بالزيادة
ً القسط الواجب الدفع إذا
في القسط بما يتناسب مع الخطر أو الفسخ إذا لم يقبل المؤمن له بالزيادة ،أما إذا ثم ذلك بعد تحقق الخطر
المضمون جاز له أن يخفض التعويض بمعدل القسط المدفوع فقط.3
قد يتخذ الغش في هذه الحالة إما صورة تصريح كاذب حيث أن الكذب يتمثل في إدالء المؤمن له
للمؤمن بالبيانات المتعلقة بالخطر المؤمن ضده ولكن بصورة تخالف الحقيقة ،ومن بين أمثلة الكذب في
البيانات ،أن يذكر المؤمن له في وثيقة التأمين عدد الطرود المؤمن عليها يجاور العدد المشحونفعال أويذكر
أن البضائع المؤمنة مشحونة في العنابر ،في حين أنها مشحونة على سطح السفينة .4وبالتالي يستفيد
المؤمن له بقسط أقل من القسط الواجب الدفع أو القسط الحقيقي ،وقد يتخذ الغش في صورة الكتمان ويراد
عمدا عن اإلدالء للمؤمن ببيانات متعلقة بالخطر المؤمن ضده ويوهم المؤمن معرفتها ،
به امتناع المؤمن له ً
44
الفصل الثاني................................................................................. :سريان عقد التأمين البحري
ومن أمثلة الكتمان عدم ذكر المؤمن له للمؤمن في التأمين على البضائع بأنها مشحونة على السطح وأن
البضائع أو السفينة المؤمن عليها قد تعرضت للجنوح وثم تعويمها قبل إجراء التأمين عليها.1
وقد رتب المشرع الج ازئري جزاء صارما عن هذه الصورة إذ نصت المادة 117من األمر 79-79
المتعلق بالتأمينات على ":يعتبر التأمين ال غيا في جميع حاالت الغش الذي يرتكبه المؤمن له "2
ويستنتج من هذه المادة ومن عبارة ال غيا هو البطالن ،والبطالن المقرر هنا البطالن بقوة القانون.
وجدير بالذكر أن المشرع هنا لم يفرق بين البيانات الجوهرية وغير الجوهرية بخالف القواعد العامة
التي تفرق في مجال التدليس حول البيانات الجوهرية والثانوية ،وهذا ما يرهب دائما التكلم عن ذاتية عقد
التأمين البحري وتميزه عن باقي العقود.
إذا كان إخالل المؤمن له بالتزاماتهبسوء نية أو بغش فإن للمؤمن أن يحرمه من مبلغ التأمين ،في
حالة تحقق الخطر المؤمن منه ،ويبطل العقد مع استحقاق المؤمن لألقساط حتى تاريخ بطالن العقد.3
فهذه الحالة خصصها المشرع لفائدة المؤمن الذي منحه القانون المدني المطالبة بإبطال العقد لكن المشرع
حمله عبء إثباته حيث جاءت المادة 111الفقرة 2منه " ...يقع عبء اإلثبات على عاتق المؤمن".
وفي األخير بالمقارنة بين المؤمن والمؤمن له حسن نية وسيء النية ،يتضح أن المشرع قد أعطى الحق
للمؤمن في إيقاف العقد أو فسخه أو إبطاله متى كان المؤمن له سيئ النية ،كما أنه منح المؤمن له
خصوصا بدفع القسط قبل تحقق الخطر واستم اررية العقد إال إذا رفض ذلك ،أما إذا تم ذلك بعد الخطر فإنه
لم يبخس حق المؤمن له في المطالبة بالفرق بين األقساط المدفوعة واألقساط التي يجب دفعها.
الفرع الثالث :الحفاظ على مصالح المؤمن:إن ذاتية عقد التأمين البحري والخصائص التي تميزه عن باقي
العقود تحتم عليه أن ينفذ بطريقة تتفق مع ما يجنيه من حسن نية ،والثقة المتبادلة واألمان بين األطراف،
44
الفصل الثاني................................................................................. :سريان عقد التأمين البحري
ولذلك كان لزاما على المستأمن أن يتصرف تصرفا عقالنيا مراعيا في ذلك صيانة طريقة العقد ببذل كل ما
في وسعه لاللتزام بالمحافظة على مصالح المؤمن وحقوقه هذا االلتزام يترتب عليه ما يلي:
فهنا على المؤمن له أن يخطر المؤمن بأي حادث بمجرد اطالعه ،ويعطي مهلة سبعة( )9أيام على
األكثر من تسلمه نبأ وقوع الكارثة المؤمن ضدها 1،فيصبح التزام المؤمن بأداء العقد مستحقا ،والحكمة التي
تكمن خلف ذلك من هذه المدة هي أن للمؤمن مصلحة في التحقق من وقوع الخطر واألضرار التي وقعت
بسبب ذلك ،وان كان هذا الخطر وهذه األضرار مما يدخل في نطاق عقد التأمين ،فإذا لم يتم ذلك في وقت
قصير فقد تضيع معالم الخطر ويصعب على المؤمن التأكد من أن الخطر يقع ضمن المخاطر المغطاة
بالتأمين ،كما أن سرعة إخبار المؤمن بوقوع الحادث يتيح له فرصة المحافظة على الشيء المؤمن عليه أو
2
سرعة إصالحه قبل تفاقم الخطر ،وتتيح له سرعة اتخاذ اإلجراءات التي تحفظ حقوقه بالرجوع إلى الغير.
كذلك فإن المؤمن له مطلوب منه بأن يمتنع عن القيام بأي عمل من شأنه أن يؤدي إلى وقوع الخطر أو
زيادة احتمال وقوعه ،كما يجب عليه أن يخفف قدر استطاعته من آثار الحادث المؤمن منه عند وقوعه ،فإذا
جنحت السفينة يجب على المؤمن له أن يجتهد في محاولة تعويمها وانقاذها من الغرق ،أما إذا غرقت السفينة
3
فوجب عليه أن يبذل كل قصارى جهده في إنقاذ كل ما يمكن إنقاذه من أموال وبضائع موجودة على ظهرها.
في حالة امتناع المؤمن له عن تنفيذ هذه االلتزامات حق للمؤمن له أن يطلب التعويض عما لحقه من
4
ضرر.
5
ثانيا :المحافظة على حقوق المؤمن في الرجوع على الغير المتسبب في الحادث:
لما تتعرض األشياء المؤمن عليها إلى ضرر بسبب الغير ،في هذه الحالة لكي يحافظ المؤمن له
على حق المؤمن في مواجهة الغير بسبب الضرر ،أن يتخذ كافة اإلجراءات الضرورية لتثبيت حق المؤمن
في الرجوع على الشخص المسؤول عن الضرر ،الذي أصاب الشيء المؤمن عليه .فمثال لو كان التأمين
البحري واردا على البضائع ،وحصل أن تعرضت لهالك أو تلف أو نقص أثناء الرحلة البحرية ،ففي هذه
-عبد القادر لعطير .باسم محمد ملحم .مرجع سابق .ص .912 2
-محمد بهجت عبد اهلل أمين قايد .مرجع سابق .ص .119 3
40
الفصل الثاني................................................................................. :سريان عقد التأمين البحري
الحالة يتوجب على المؤمن إخطار الناقل بذلك وتثبيت هذه األضرار عند استالمها باعتباره مسؤوال عنها
بموجب عقد النقل البحري ،لكي يتمكن المؤمن الرجوع على هذا الناقلعند دفع مبلغ الضمان إلى المؤمن له
ألنه بهذا الدفع يحل محل المؤمن له في حقه بالرجوع على الناقل 2،1كذلك نفس الشيء بالنسبة للسفينة،
فمثال عند تصادم السفينة المؤمنة بسبب خطأ راجع إلى ربان السفينة ،يتعين على المؤمن له على السفينة أن
يتخذ كافة اإلجراءات الضرورية للمحافظة على حقوق المؤمن في مواجهة مالك السفينة مرتكبة الخطأ ،وذلك
3
ألنه يكون من مصلحة المؤمن الرجوع على الغير محدث الضرر بما دفعه من تعويض للمستأمن.
وجدير بالذكر أن إثبات الضرر في مواجهة مسببه يكون ذلك بإثبات حالة البضاعة عند استالمها
من الناقل مثال ،وذلك بمعرفة عمالء المؤمن أو وكالئه المذكورين في وثيقة التأمين إذا وجدوا في مكان
تسليم البضاعة ،واال فعلى المؤمن له أن يجري الكشف عن البضاعة عند استالمها بمعرفة أحد رجال اإلدارة
إلثبات ما هلك منها ،واذا لم يفعل ذلك ال تقبل دعواه في مواجهة المؤمن ،والغرض من ذلك منع الجدال
4
حول حالة البضاعة عند تسليمها وسبب الضرر ومقداره.
يتحمل المؤمن بموجب عقد التأمين بالتزام رئيسي هو دفع مبلغ التأمين للمؤمن له في حدود الخطر
المضمون ،وهو يقابل االلتزامات التي تقع على عاتق المؤمن له ،أي أن المؤمن يلتزم بدفع هذا المبلغ ،في
األحوال التي يحصل فيها ضرر للمؤمن له ،ناجم عن األخطار المتفق عليها في وثيقة التأمين بشرط أال
تتجاوز قيمة األشياء المؤمن عليها.
وال يعد طلب فسخ العقد من مصلحة المستأمن إذا رفض المؤمن الوفاء بالتعويض ،حيث أن إفالس
5
المؤمن أو توقفه عن الدفع ينقص من حق المستأمن في استيفاء تعويض التأمين عند استحقاقه.
وللمستأمن دعوتين للحصول على هذا التعويض ،حيث تم التحدت في الفرع األول عن دعوى
الخسارة ،ودعوى الترك في الفرع الثاني ،كما خصص الفرع الثالث للتكلم عن التقادم في الدعاوى الناشئة عن
عقد التأمين البحري.
-محمد بهجت عبد اهلل أمين قايد .مرجع سابق .ص .119-111 3
-عبد القادر لعطير.باسم محمد ملحم .مرجع سابق .ص .912 4
-مصطفى كمال طه .وائل أنور بندق .مرجع سابق .ص .117 5
44
الفصل الثاني................................................................................. :سريان عقد التأمين البحري
يقصد بدعوى الخسارة" :الدعوى التي يرجع بها المستأمن على المؤمن للحصول على تعويض
الضرر الذي لحقه في حدود مبلغ التأمين "1.ولقد ذكر سابقا أن تطبيقا لمبدأ التعويض يلتزم المؤمن بدفع
التعويض في حدود الضرر الذي لحق بالمؤمن عليه وتثير دعوى الخسارة أمرين أولهما يتعلق بتقدير
2
التعويض ،وثانيهما يتعلق بكيفية استعمال هذه الدعوى.
وقد نظم المشرع الجزائري هذه الحالة في نص المادة 111من األمر 79-79المتعلق بالتأمينات وكذا
المادة 119من نفس األمر.
إذا كانت الخسارة تتمثل في نفقات دفعها المستأمن إلبعاد الضرر أو التخفيف منه ،فالمؤمن يدفع
هذه النفقات في حدود مبلغ التأمين وال يوجد إشكال في ذلك.
أما إذا هلكت السفينة هالكا كليا ،قدر التعويض على أساس قيمة السفينة المبينة في الوثيقة أو قيمة السفينة
3
قبل الحادث كما يحددها أهل الخبرة.
لكن إذا أصيبت السفينة بأضرار تستلزم إصالحها أو تجديد أجزاء من أدواتها ،قدر التعويض بحسب
ما أنفقه المؤمن له ،قصد إعادتها إلى الحالة األولى حتى تكون صالحة للمالحة البحرية ،وهو ما نصت
عليه المادة 111فقرة 1األمر 79-79المتعلق بالتأمينات حيث نصت على ":في حالة تعويض العطب ال
تضمن إال األضرار المادية المتعلقة باالستبدال أو اإلصالح المتفق على ضرورتهما لجعل السفينة صالحة
للمالحة من جديد"4...
باإلضافة إلى أنه عند استبدال جزء قديم للسفينة بجزء جديد ،فإنه يحسم من نفقات اإلصالح فرق
التجديد ،وهذا حتى ال يجني المستأمن ربحا من التأمين ،ويحدد هذا الحسم في وثائق التأمين ،وهو يختلف
44
الفصل الثاني................................................................................. :سريان عقد التأمين البحري
حسب عمر السفينة ،فإن كانت قديمة جدا فإنها تحتاج إلى إصالح كبير ،في حين إذا كانت جديدة لم تمض
1
عليها أكثر من سنة فال مجال للحسم إذ ليس ثمة فرق بين القديم والجديد.
كما أنه ال يجوز للمؤمن له أن يطالب المؤمن بالتعويض عما أصاب السفينة بسبب اإلصالح،
كطلب التعويض جراء نقص القيمة التجارية للسفينة أو تعطيل السفينة من جراء اإلصالح أو ألي سبب
2
آخر.
إن البضائع المحملة على ظهر السفينة قد يصيبها ضرر كلي أو تلف ،ففي حالة هالك البضاعة
فإن المؤمن ملزم بتعويض المؤمن له عن قيمة هذه البضاعة كما لو وصلت سالمة إلى الميناء المقصود
3
بشرط أال يتجاوز مبلغ التأمين المحدد بالعقد.
في حين أنه عند تلف البضاعة فمقدار التعويض يحدد كما لو وصلت البضاعة سالمة إلى الميناء
المقصود ومقارنة ذلك بقيمتها بعد التلف والفرق بين هاتين القيمتين هو الذي يبين مقدار التعويض الذي
يتحمله المؤمن على أن ال يحسم من ذلك النفقات المفروضة على البضاعة وكذلك ال تطرح الرسوم الجمركية
التي تفرض على البضاعة ،وهذا يعني أن النفقات التي يتحملها المؤمن له عن البضاعة والرسوم الجمركية
يضاف إلى قيمتها الحقيقية عند مقارنة قيمتها مع القيمة التي أصبحت عليها بعد التلف ،ويتم احتساب
التعويض الذي يلتزم به المؤمن عن طريق التسوية بالنسبة ،وهذه األخيرة يتم تحديدها بمقارنة البضاعة
الحقيقية مضافا إليها الرسوم والنفقات مع قيمة البضاعة بعد التلف والنسبة الناجمة عن هذه المقارنة وهي
4
التي تأخذ من مبلغ التأمين كتعويض يدفع للمؤمن له.
وقد أشار المشرع الجزائري كباقي التشريعات العربية اللبنانية والمصرية في تقدير الخسائر التي تلحق
البضاعة من خالل نص المادة 111من األمر 79-79المتعلق بالتأمينات جاءت نص المادة" :تقدر
األضرار بمقارنة قيمة البضائع في حالة الخسارة بقيمتها وهي سالمة في نفس الزمان والمكان .يطبق معدل
5
نقص القيمة المحسوب بهذه الطريقة على القيمة المؤمنة عليها".
-مصطفى كمال طه .وائل أنور بندق .مرجع سابق .ص .197 1
-مصطفى كمال طه .وائل أنور بندق .مرجع نفسه .ص .197 2
-راجع ما تم بيانه في الفصل األول فيما يخص التأمين على البضائع والمواد 171و 179من األمر 79-79المتعلق بالتأمينات. 3
44
الفصل الثاني................................................................................. :سريان عقد التأمين البحري
من خالل نص المادة السابقة نجد أن المشرع الجزائري أخذ بطريق التسوية بالفرق ،حيث تنحصر في تحديد
الفرق بين قيمة البضاعة يوم التفريغ بقيمتها وهي تالفة ،ويكون الفرق هو قيمة الخسارة الالحقة بالمستأمن.
وجدير بالذكر أن القانون يجيز االتفاق على ما يعرف بالمسموحات 1أو اإلعفاءات ويقصد بها عدم
2
التزام المؤمن بتعويض األضرار قليلة األهمية أو خصم نسبة من الضرر من مبلغ التعويض المستحق.
والحكمة من المسموحات هي تفادي المطالبات قليلة األهمية ،وحث المستأمن على العناية والمحافظة على
3
الشيء المؤمن عليه.
ال يحق للمؤمن له الرجوع إلى المؤمن بالمطالبة بالتعويض الكلي أو الجزئي في حدود مبلغ التأمين
إال إذا أثبت وقوع الخطر ،وأن هذا الخطر مغطى بوثيقة التأمين ،وأنه وقع على الشيء المؤمن عليه أثناء
سريان عقد التأمين ،ويقوم بذلك بكل الوسائل المتاحة 4،ألن المؤمن يعد تاج ار ،المادة ( )2معدلة والمادة 71
من القانون التجاري الجزائري.
أما فيما يخص حق المؤمن في الحلول محل المؤمن له في الرجوع قبل الغير المسؤول عن الضرر،
فبناء على الصفة التعويضية لعقد التأمين ال يجوز للمؤمن له أن يثري من وراء التأمين ،وهذا عن طريق
جمعه بين تعويض التأمين الذي يحصل عليه من المؤمن عند تحقق الخطر وعلى التعويض الذي يلتزم به
الغير المسؤول عن الضرر ،لذلك قررت التشريعات ووثائق التأمين والتشريع الجزائري في حق المؤمن عند
دفعه تعويض التأمين في الحلول محل المستأمن فيما له من دعاوى وحقوق ضد الغير المسؤول في حدود
65
التعويض الذي يدفع للمؤمن له.
-يسمي البعض المسموحات بالمسموحات النسبة ( )franchises tantièmesتميي از لها عن المسموحات أو اإلعفاءات المتعلقة 1
باألخطار ( .)franchises de risquesمصطفى كمال طه .وائل أنور بندق .مرجع سابق .ص .279-271
-عادل علي المقدادي.مرجع سابق .ص .279-271 2
-عبد القادر لعطير .باسم محمد ملحم .المرجع السابق .ص .999 4
-محمد بهجت عبد اهلل أمين قايد .المرجع السابق .ص .119 5
42
الفصل الثاني................................................................................. :سريان عقد التأمين البحري
وقد أثارت المادة 911من القانون البحري إلى حلول شركة التأمين محل المستأمن الذي عوضته عن
1
الخسائر الالحقة ببضائعه بدعوى تسمى دعوى الحلول.
يعد الترك نظام خاص بالتأمين البحري وحده ،دون باقي التأمينات األخر ،باعتباره طريق استثنائي
محض ال يستعمل إال في أحوال المخاطر الكبرى ،على أن المستأمن غير ملزما بالترك في هذه األحوال ،
بل له أن يرفع دعوى الخسارة البحرية ألنها الدعوى العادية التي يلجأ إليها المستأمن للحصول على تعويض
الضرر الذي لحقه وله أن يختار بينهما ،أما في غير المخاطر الكبرى فليس للمستأمن إال دعوى الخسارة
2
،لكن له في حالة حدوت مخاطر كبرى أن يترك للمؤمن الشيء المؤمن عليه وأن يطالب البحرية
بالتعويض عن الهالك الكلي وهذا ما جاء في المواد 119و 111و 111من األمر 79-79المتعلق
بالتأمينات ،حيث نصت هذه المواد عن حاالت التخلي في التأمين البحري على السفن والتأمين البحري على
البضائع.
تنص المادة 111من األمر 79-79المتعلق بالتأمينات على أنه " :ماعدا إذا تعلق األمر بأخطار ال
يضمنها العقد ،يحق للمؤمن له أن يختار التخلي عن السفينة في الحاالت ت التالية :
وما يالحظ أن هذه المادة ليست من النظام العام ،وذلك طبقا لنص المادة 71من األمر 79-79المتعلق
بالتأمينات الذي حددت النصوص والمواد التي يجوز االتفاق على مخالفتها.
-1المادة 911من القانون البحري والمادة 111من األمر 79-27الملغى التي تقابله المادة 112من األمر 79-79المتعلق
بالتأمينات.
2مصطفى كمال طه .مرجع سابق .ص.244
3المادة 442من األمر 04-44المتعلق بالتأمينات.
44
الفصل الثاني................................................................................. :سريان عقد التأمين البحري
وبالتالي فإنه يمكن االتفاق في وثيقة التأمين على مخالفة الشروط المطبوعة ما دامت األولى ال تخالف
النظام العام ،إذا من المستحسن استعراض ما جاء في وثيقة التأمين على السفينة الجزائرية بصدد التخلي
عن السفينة في حاالت المذكورة في المادة 27من هذه الوثيقة تحث عنوان التخلي :
من خالل ما سبق يتضح أنه " :بمجرد إثبات المؤمن له إلحدى الحاالت المذكورة آنفا يمكنه
اإلعالن عن رغبته بالتخلي ،وذلك حتى يتسنى للمؤمن من التحقق من توافر شروط التخلي ويشترط القانون
الجزائري أن يتخذالمؤمن قرار خالل مدة شهر( )71من إخطاره ،إما بقبول التخلي واما برفضه ،وبالتالي
1الفقدان الكلي للسفينة وهو ما يعرف باإلختفاء حيت تختفي السفينة تما ًما في البحر ،بحيث ال يتخلف عنها أي حطام والفقدان الكلي
يختلف عن اإلتالف الكلي حيث تتحول السفينة في هذا األخير إلى حطام وتفقد صفتها كسفينة .مصطفى كمال طه .مرجع سابق.ص.440
2علي بن غانم .مرجع سابق .ص.44-44
3المادة 444من األمر 04-44المتعلق بالتأمينات.
4علي بن غانم .مرجع نفسه.ص.44-44
44
الفصل الثاني................................................................................. :سريان عقد التأمين البحري
إذا لم يقبل بذلك وجب عليه تسديد مبالغ التعويض للمؤمن له واذا قبل تنتقل له ملكية الشيء المتخلي عنه
مقابل دفعه مبلغ التأمين للمؤمن له كامال ."1
تتمثل حاالت ترك البضائع المؤمن عليها حسب نص المادة 111من األمر 79-79المتعلق
بالتأمينات في ":ما عدا إذا تعلق األمر بأخطار اليضمنها العقد ،يحق للمؤمن له أن يختار التخلي عن
البضائع في الحاالت التالية:
_1عدم قابلية السفينة للمالحة واذا تعدد الشروع في توجيه البضائع بأية وسيلة نقال كانت خالل األجل
المحدد بثالثة()1أشهر .
-1انعدام األخبار عن السفينة مدة تزيد عن ثالثة ( )1أشهر ،واذا كان تأثير األخبار بسبب حوادث
حربية يمدد األجل ( )1أشهر."2
من خالل نص المادة نجد أن هناك حاالت مشتركة بين السفينة والبضائع وهو ما لمس من المادتين
111و 111من األمر 79-79كما أن ليستامن النظام العام وذلك وفقا للمادة 71من نفس األمر لدى
تجنبا للتكرار حال التكلم عن الحاالت الخاصة بالبضائع دون الحاالت المشتركة بين السفينة والبضاعة:
-1بيع البضائع أثناء السفر :في هذه الحالة يجب لجوز الترك أن يكون أمر بيع البضائع ضروريا
بسبب أضرار مادية لحقت بها ،حيث تقع على عاتق المؤمن ،كما يشترط أن يكون البيع أثناء السفر
في مكان ليس هو مكان االنطالق أو الوصول.3
1جديدي معراج .مدخل لدراسة قانون التأمين الجزائري .مرجع سابق .ص.444
44
الفصل الثاني................................................................................. :سريان عقد التأمين البحري
-2هالك أو تلف ثالثة (¾)أرباع البضائع :يجوز ترك السفينة والبضاعة إذا بلغت الخسارة أو التلف
1
الذي لحق بها ثالثة أرباع قيمة كل منها.
فإذ بلغت األضرار أو الخسائر التي لحقت بالبضاعة ثالثة أرباع القيمة المؤمن بها على األقل دون النضر
إلى النفقات األخرى ،كأجور النقل والتحميل ،والحفظ ومن أمثلة هالك البضاعة نقص وزنها أو مقاسها أو
عددها حيث يتعذراسترجاعها.2
كما أنه ال يكفي طلب الترك في هذه الحالة بلوغ التلف ثالثة أرباع القيمة المؤمنة ،بل يجب أن
يكون الخطر الذي كان الهالك أو التلف نتيجة له من األخطار التي يغطيها التأمين ،فمثال إذا كان تلف
البضائع أو هالكها الذي يجاوز ثالثة أرباع القيمة المؤمنة لم يحدث بسبب مخاطر البحر ،وانما يرجع إلى
عيب ذاتي في ا لبضائع المؤمنة ال يجوز طلب الترك في هذه الحالة ،كما أنه فيما يخص نسبة ثالثة أرباع
في حالة الهالك أو التلف هو بالنضر إلى القيمة المؤمنة أو مبلغ التأمين بصرف النظر عن القيمة الحقيقية
لألشياء المؤمن عليها لو كانت أكبر من هذا المبلغ ،فإذا لم تبلغ قيمة الهالك أو التلف ثالثة أرباع فال
مجال للترك ويقتصر حق المؤمن له على مطالبة المؤمن ما لحقه من أضرار عن طريق دعوى الخسارة.3
من جملة األحكام التي يختلف فيها التأمين البحري عن غيره من انواع التأمين األخرى ،تقادم
الدعوى الناشئة عن عقد التأمين البحري ،سواء كانت الدعوى من أجل المطالبة بمبلغ التعويض أو التخلي
أو دفع القسط أو دعوى المساهمة في الخسائر المشتركة ويتجلى االختالف في أكثر من جانب ال سيما في
4
مدة التقادم.
وطبقا لنص المادة 122من القانون المدني الجزائري فإن طبيعة التقادم من النظام العام ال يجوز
االتفاق على مخالفتها ، 5إال أن أحكام التقادم في التأمين البحري مميزات ،فهي تتميز عن األحكام والقواعد
العامة الواردة في القانون المدني وحتى في قانون التأمين وذلك ما لوحظ من خالل نص المادة 29من األمر
44
الفصل الثاني................................................................................. :سريان عقد التأمين البحري
79-79المتعلق بالتأمينات حسب ما نصت على" :يحدد أجل تقادم جميع دعاوي المؤمن له أو المؤمن من
الناشئة عن عقد التأمين بثالثة ( )1سنوات ابتداء من تاريخ الحادث الذي نشأت عنه "1...
أما المادة 121من األمر 79-79المتعلق بالتأمينات فقد جاء فيها" :يحدد أجل تقادم الدعاوى الناتجة عن
عقد التأمين البحري بعامين( ، )2سريان أجل التقادم ابتداء من:
من خالل نص المادة فتحديد مدة التقادم للدعاوي الناشئة عن التأمين البحري بمرور سنيتين على
خالف التأمين البري المادة 29من األمر 79-79المتعلق بالتأمينات الذي يحددها بثالثة سنوات.
كما أن طبيعة الحكم فيما يخص التقادم من النظام العام وهذا ما تجسدمن خالل المادة 71من األمر
79-79المتعلق بالتأمينات على خالف المشرع الفرنسي الذيضيق من الشدة فيما يخص النظام
العام.5.4
5القانون الفرنسي سمح بتقليص المدة أو إطالتها على خالف األحكام العامة للقانون الجزائري التي ال تسمح بذلك .علي بن غانم .مرجع
نفسه .ص.119
44
الفصل الثاني................................................................................. :سريان عقد التأمين البحري
كما أن المشرع الجزائري من خالل قانون التأمينات قد أخد بالمواعيد القصيرة حيث أخد بمدة سنتين لكل
من دعوى الخسارة ودعوى الترك وتحسب هذه المدة من تاريخ وقوع الحادث أو التاريخ المقرر الذي
تصل فيه السفينة بالنسبة للبضائع.
40
الفصل الثاني................................................................................. :سريان عقد التأمين البحري
خالصة
إن من بين العناصر األساسية التي يتكون منها التأمين البحري الخطر البحري ،فقد ط أر عليه تطور كبير
ُّ
ويعد أكتر تأثي ارواضفاء للطابع المميز للتأمين البحري ،وقد اتسع نطاقه في التشريع وتوسع مفهومه ،
الجزائري ليمثل كل خطر يتعلق بعملية بحرية ،وامتد أيضا إلى األخطار غير البحرية أصال والتي يكون
سبب ضمانها نص تشريعي أو اتفاقي في وثيقة التأمين .
إضافة إلى أنه لميالد التزام المؤمن بالتعويض البد أن تتحقق األخطار في الزمان والمكان المتفق
عليهما في وثيقة التأمين ،وهي تختلف بحسب ما إذا كان التأمين بالرحلة ،والتأمين لزمن معين ،وكدا
بحسب ماإذا كان التأمين على السفينة أو على البضاعة.
أما بالنسبة لإلثبات فيتضح من خالل ما سبق أنه إذا قام المستأمن بإثبات تعرض الشيء المؤمن
قد تحقق في الزمان والمكان المتفق عليهما.
عليه للخطر ،فيفترض أن هذا األخير ْ
أما بخصوص التزامات المؤمن له فهي تمثل شرطا ألداء التعويض بوصفه االلتزام الرئيسي عل عاتق
المؤمن ،فللمؤمن له مطالبته بدفع التعويض ،أي دفع مبلغ التأمين مقابل التخلي عن الشيء المؤمن عليه
للمؤمن ،ويكون له الخيار بين دعوى الخسارة أو دعوى الترك حسب ما تمليه عليه مصلحته ،أو حسب
االتفاق بينهما.
44
الخاتمــــــــة
خاتمة
إن الواقع المعاش اليوم أتبت القيمة الحقيقية للتأمين البحريوالمكانة التي يحضا بها عن باقي
التأمينات فالدول التي اهتمت به إزدهرت ونمت في جميع المجاالت من خالل الكسب الهائل التي تحصل
عليه إقتصادياواجتماعيا لكن لألسف لم تساير الجزائر هذاالوضع بالشكل الكافي ،وبعد ،فهذه أهم النتائج
المستخلصة من هذا البحث الذي كانت إشكالية الرئيسية تتمثل في :التأمين البحري طابع متميز وذاتيه
مستقلة وقواعد قانونية خاصة ينفرد بها عن غيره من أنواع التأمين األخرى ،وقد تجلى ذلك من خالل البحث
أحكاما
ً في التأمين البحري وفق القانون البحري الجزائري الصادر في 50جويلية ، 6791الذي لم يتضمن
خاصة بالتأمينات البحرية ،فترك ذلك لقانون التأمينات 59-05المؤرخ في 57أوت ، 6705ثم األمر
59-70المؤرخ في 50جانفي ، 6770المعدل والمتمم والذي ألغى القانون .59-05
أن تبحر
إن التأمين البحري يكاد يغطي كافة األخطار البحرية ،ففي الوقت الحاضر من النادر ْ
سفينة أو تنقل بضاعة بطريق البحر دون ان يكون مؤمن عليها من المخاطر البحرية ابتغاء األمن والضمان
على عكس التأمين البري الذي لم يصل إالّ لتغطية جانب ضئيل من األضرار البحرية.
إن عقد التأمين البحري يتالزم بوجه عام في المجال التجارة الدولية مع عقدين آخرين هما عقد النقل
البحري ،عقد البيع البحري ،وهذه العقود الثالثة وا ّن كانت منفصلة من حيث إختالف األطراف الموفقة
عليها ،إال أنها مترابطة متكاملة ،وال يمكن تصور أي عملية بيع دولية دون أن تتم داخل هذا اإلطار
القانوني التالقي متعدد الجوانب.
التأمين البحري لم ُيعد يقوم على فكرة نقل الخطر من المستأمنين إلى المؤمنين كما كان الحال قديما
ْ ،بل أصبح نظام يقوم على توزيع األخطار بين المؤمنين من خالل نظام إعادة التأمين وهو ما يسمح بتوزيع
بل امتداد إلى النطاق الدولي.
المخاطر فيما بينها ،وال يقتصر ذلك على النطاق المحلي ْ ،
أن السمات السابق ذكرها ال تكتفي وحدها إلبراز الطابع المميز والذاتية المستقلة له بل يجب
ولعل ّ
استعراض الخصائص والمبادئ المميزة له .
التأمين البحري عقد رضائي ال يحتاج إلى شكل معين النعقاده ،فرغم أهمية التعويض فالمشرع لم
يشترط الكتابة النعقاده بل إلثباته وهنا يظهر الطابع المميز للتأمين البحري وذلك ألهمية التعويض إذا حدثت
الكارثة أو الخطر ،وكذلك بالنسبة للقسط الذي لم يشترط المشرع إثباته.
إن الطبيعة القانونية المميزة للتأمين البحري تتجلى كذلك في تجاريته فهو عمل تجاري بحسب
الموضوع (يتم في شكل مقاولة) ،وعمل تجاري بحسب الشكل (يتم في شكل شركة مساهمة) هذا بالنسبة
38
للمؤمن ،أما بالنسبة إلى المستأمن فقد يكون عمل تجاري تبعا لصفته ،أو عمل تجاري بالتبعية إذا قام
بالتأمين أثناء نشاطه التجاري أو ضرورة في استمرار تجارته.
كما قد ُّ
يعد عمال مدنيا كما لو قام به شخص عادي بتأمين أمتعته وبضائعه أثناء سفره عن طريق
البحر.
ويقوم التأمين على أهم خصوصية هي خاصية التعويض ،أي أنه يهدف فحسب إلى تعويض
الضرر الذي يلحق المستأمن من جراء تحقق الخطر ،ال يهيئ له سبيال إلثراء والكسب .
أن
ويقوم أيضا على مبدأ حسن النية و االحتمالية ،بالنسبةلألولى فرغم توفرها في جميع العقود إال ّ
لها معنى خاص في عقد التأمين البحري ،فهو يقوم على حسن النية المطلقة التي يجب أن تسود والعقد واال
رتب عنها البطالن ،أما بخصوص االحتمالية فهو احتمالي لكال الطرفين من الوجهة القانونية ،فهما ال
يعرفان على وجه التحديد عند إبرام العقد ما إذا كانت العملية ستسفرعن كسب أو خسارة ،لكن بالنسبة
للوجهة االقتصادية فال يكون كذلك ألن العملية هنا قائمة على التعاون والخبرة و االستعانة بعلوم االحتماالت
واإلحصاء والمقاصة مما يجعل المؤمن يعرف نسبة األخطار المتوقع حصولها والخسارة التي يتحملها ،
وبالتالي يحدد األقساط التي يجب دفعها من طرف المؤمن لهم.
وتمت سمة أخرى بارزة للتأمين البحري تتجلى في أن النصوص القانونية المتعلقة بالتأمين البحري
في التشريع الجزائري تفسيرية في معظمها جاءت مكملة إلرادة المتعاقدين ،حيث ال ينطوي قانون التأمين إال
على 65مواد أمرة جاءت لصالح المؤمن ،فهذا الطابع ينفرد بها عن غيره من أنواع التأمين كالتامين البري
التي جاء معظمه نصوصه أمرة.
وحتى تتضح الصورة أكثر عن الطابع المميز والذاتية المستقلة والقواعد الخاصة التي ينفرد بها
التأمين البحري ستعرض العناصر الجوهرية لعقد التأمين البحري كما يلي:
أ -القيمة المؤمن عليها :حيث أصبح يشمل التأمين البحري اليوم التأمين على السفينة وما عليها من
أمتعة وتجهيزات ،وكذا للمؤمن التأمين على الربح المأمول والمتوقع ،له كذلك التأمين على
المسؤولية المدنية الناتجة عن األضرار التي تلحقها السفينة أو البضاعة بالغير وبالتالي أصبحت
القيمة المؤمن عليها أكثر أتساعا.
ب -الخطر البحري :إن األصل في التأمين البحري التعويض عن األضرار والخسائر الناجمة عن
الحادث البحري ،لكن إستثناء يجوز للمؤمن له التخلي عن السفينة أو البضاعة إذا أصابها ضرر
بحري جسيم أدى إلى هالك كلي أو جزئي ،لكن مقابل حصوله على مبلغ التأمين كامال من المؤمن
فالتخلي كنظام يعطى الذاتيةالمستقلة لعقد التأمين البحري.
38
ت -التعويض :يعتبر أثر من آثار عقد التأمين البحري بوصفه االلتزام الرئيسي على عاتق المؤمن ،
مقابل إلتزمات المؤمن له التي تعتبر شرطت لهذا التعويض.
كما أن التقادم في التأمين البحري بالنسبة للدعاوي الناشئة عنه سنيتن على خالل باقي فروع التأمين.
هذا والحمد هلل الذي أعانني عن إتمام البحث وأرجوا أن يكون هذا البحث قد أعطى فكرة واضحة
وبسيطة عن التأمين البحري في ضل القانون البحري الجزائري بقلم صادق.
38
قائمة المراجع
أوال:النصوص القانونية
النصوص التشريعية
-1األمر ، 08-67المؤرخ في 32أكتوبر . 1767يتضمن القانون البحري ،الصادر في الجريدة
الرسمية المؤرخة في 18أفريل . 1766العدد 37المعدل والمتمم بالقانون 80-70المؤرخ في 3
يونيو . 1770الصادر في الجريدة الرسمية المؤرخة في 36يوينو . 1770العدد . 76المعدل
والمتمم بالقانون 87-18المؤرخ في 10أوت 3818الصادر في الجريدة( )3الرسمية المؤرخة في
10أوت . 3818العدد .77
-3األمر رقم 86 -70المؤرخ في 30جانفي 1770المتعلق بالتأمينات .الصادر بالجريدة الرسمية
المؤرخة في 80مارس . 1770العدد 12المعدل والمتمم .بالقانون رقم 87-87المؤرخ قي 38
فيفري 3887الصادر في الجريدة الرسمية المؤرخة في 13مارس . 3887العدد .10
-2األمر رقم 00 -60المؤرخ في 37سبتمبر . 1760يتضمن القانون المدني المعدل والمتمم
الصدار في الجريدة الرسمية المؤرخة في 28سبتمبر .العدد .60
-7األمر . 07-60المؤرخ في 37سبتمبر . 1760يتضمن القانون التجاري المعدلوالمتمم .الصادر
في الجريدة الرسمية المؤرخة في 17ديسمبر . 1760العدد .181
النصوص التنظيمية
-1المرسوم التنفيذي رقم 787-70المؤرخ في 87ديسمبر 1770المتعلق بالتنازل اإللزامي في مجال
إعادة التأمين .الصادر عن الجريدة الرسمية المؤرخة في 18ديسمبر . 1770العدد 67و المعدل
والمتمم بالرسوم التنفيذي رقم . 386-18المؤرخ في 87سبتمبر .3818الصادر في الجريدة
الرسمية المؤرخة في 10سبتمبر . 3818العدد .02
ثانيا :المؤلفات
المؤلفات العامة
3880 . -1محمود الكيالني .الموسوعة التجارية والمعرفية .عقود التأمين من الناحية القانونية .المجلد
السادس .الطبعة األولى .دار الثقافة للنشر والتوزيع .عمان األردن.3887.
-3مصطفى كمال طه .العقود التجارية .الطبعة 3880دار الفكر الجامعي .اإلسكندرية .مصر .
.3880
68
المؤلفات المتخصصة
-1جديدي معراج .محاضرات في قانون التأمين الجزائري .الطبعة . 3886ديوان المطبوعات
الجامعية .عنابة .الجزائر.3886 .
-3جديدي معراج .مدخل لدراسة قانون التأمين الجزائري .الطبعة الخامسة .ديوان المطبوعات
الجامعية .بن عكنون .الجزائر.3886.
-2حسن موسى طالب .القانون البحري .الطبعة الثالثة .دار الثقافة للنشر والتوزيع .عمان .األردن.
.3813
-7حمدي الغنيمي .محضرات في القانون البحري الجزائري .الطبعة .1702ديوان المطبوعات
الجامعية .الجزائر.1702.
-0عادل علي المقدادي .القانون البحري (السفينة – أشخاص المالحة – النقل البحري – البيوع البحرية
– الحوادث البحرية – التأمين البحري) .الطبعة األولى .دار الثقافة للنشر والتوزيع .عمان .
األردن.3887 .
-7عبد القادر لعطير .الوسيط في شرح قانون التجارة البحرية .الطبعة . 1777دار الثقافة للنشر
والتوزيع .عمان .األردن.1777.
-6عبد القادر لعطير ـ باسم محمد ملحم .الوسيط في شرح قانون التجارة البحرية .الطبعة األولى .
اإلصدار أول .دار الثقافة للنشر والتوزيع .عمان .األردن.3887.
-0عبد الهادي السيد محمد تقي الحكيم .عقد التأمين حقيقة ومشروعية .دراسة مقارنة .الطبعة األولى
.بيروت .لبنان .3882.
-7علي بن غانم .التأمين البحري ودانية نظامه القانوني .الطبعة الثانية .ديوان المطبوعات الجامعية
.بن عكنون .الجزائر .3880.
فريد لعريني .هاني دويدار .مبادئ القانون البحري والتجاري .الطبعة . 3888دار -18
الجامعة الجديدة للنشر والتوزيع .اإلسكندرية .مصر .3888.
محمد بهجت عبد اهلل أمين قايد .الوسيط في شرح قانون التجارة البحرية .الطبعة األولى -11
.الجزئان الثاني والثالث .القاهرة .مصر.2005.
محمود شحماط .المختصر في القانون البحري الجزائري .طبعة . 3818ديوان -13
المطبوعات الجامعية الجزائري.3818.
68
مصطفى كمال طه ،وائل أنور بندق .التأمين البحري في القوانين (المصري – الفرنسي – -12
اإلنجليزي – اللبناني الكويتي – السعودي – األردني – الليبي – القطري – البحريني – العماني ) .
الطبعة األولى .دار الفكر الجامعي .اإلسكندرية .مصر .3813.
مصطفى كمال طه .أساسيات القانون البحري .دراسة مقارنة (السفينة – أشخاص المالحة -17
البحرية – النقل البحري -الحوادث البحرية -الضمان التأمين البحري ) .الطبعة األولى .منشورات
الحلبي الحقوقية .بيروت .لبنان 3887.
هاني دويدار .الوجيز في القانون البحري .دار الجامعة الجديدة للنشر .اإلسكندرية . -10
مصر .3881.
ثالثا :الرسائل العلمية
-1تيكاري هيفاء رشيدة .النظام القانوني لعقد التأمين .دراسة في التشريع الجزائري .شهادة دكتورة في
العلوم تخصص قانون أعمال .إشراف األستاذ .محمودي مراد .جامعة مولود معمري .تيزيوزو .
كلية الحقوق والعلوم السياسية .تاريخ المناقشة 11ديسمبر . 3813العام الدراسي 3813-3811
.
فهرس األشكال
الصفحة عنوان الشكل رقم الشكل
18 أطراف عقد التأمين البحري................................... 1ــ
66
الفهرس
مقدمة 02..............................................................................................
طاق ققد الأممن الحرر 07.............................................................. الفصالوألل
المبحث األول :اإلطار القانوني لعقد التأمين البحري00..................................................
المطلب األول :تعريف عقد التأمين البحري وخصائصه00...............................................
الفرع األول :تعريف عقد التأمين البحري00.............................................................
أوال :تعريف التأمين البحري طبقا لبعض التشريعات00..................................................
ثانيا :تعريف التأمين البحري طبقا للتشريع الجزائري00..................................................
الفرع الثاني :خصائص عقد التأمين البحري00..........................................................
أوال :الرضائية واإلذعان 00............................................................................
ثانيا :االحتمالية وحسن النية00.........................................................................
ثالثا :التأمين البحري عقد تعويض وعقد ملزم لجانبين00.................................................
الفرع الثالث :الطبيعة القانونية لعقد التأمين البحري02....................................................
أوال :بالنسبة للمؤمن02.................................................................................
ثانيا :بالنسبة للمؤمن له01.............................................................................
المطلب الثاني :أطراف عقد التأمين البحري واثباته01....................................................
الفرع األول :أطراف عقد التأمين البحري01..............................................................
أوال :المؤمن 01........................................................................................
ثانيا :المؤمن له01.....................................................................................
الفرع الثاني :إثبات عقد التأمين البحري 01.............................................................
أوال :إثبات عقد التأمين البحري كتابة01.................................................................
ثانيا :وثيقة التأمين البحري20...........................................................................
المبحث الثاني :األموال المؤمن عليها وتقويمها 21......................................................
المطلب األول :األموال المؤمن عليها 21...............................................................
الفرع األول :التأمين على السفينة21....................................................................
أوال :السفينة وملحقاتها 21..............................................................................
ثانيا :أجرة السفينة وأجرة البحارة22......................................................................
98
الفرع الثاني :التأمين على البضائع21...................................................................
أوال :التأمين بوثيقة عادية20............................................................................
ثانيا :التأمين بوثيقة عائمة أو وثيقة االشتراك20.........................................................
الفرع الثالث :الصور الخاصة للتأمين البحري21.........................................................
أوال :التأمين على المسؤولية 10........................................................................
ثانيا :التأمين على أقساط المسؤولية 10.................................................................
ثالثا :التأمين على تعويض التأمين (إعادة التأمين)10...................................................
المطلب الثاني :تقويم األشياء للمؤمن عليها 11..........................................................
الفرع األول :تقويم السفينة والبضائع11..................................................................
أوال :السفينة11.........................................................................................
ثانيا البضائع11.........................................................................................
الفرع الثاني :العالقة بين مبلغ التأمين وقيمة الشيء المؤمن عليه 12.....................................
أوال :مبلغ التأمين يساوي قيمة الشيء المؤمن عليه12....................................................
ثانيا :التأمين على الشيء بأكثر من قيمت12............................................................
ثالثا :التأمين على الشيء بأقل من قيمته11..............................................................
الفرع الثالث :تعدد التأمينات10.........................................................................
أوال :التعدد المشروع10.................................................................................
ثانيا :حاالت التأمين المتعدد10.........................................................................
ثالثا :آثار التأمين المتعدد10...........................................................................
خالصة الفصل األول 10.............................................................................:
الفص الثقطي سرنق ققد الأممن الحرر 12..........................................................
المبحث األول :الخطر كشرط لعقد التأمين البحري 12..................................................
المطلب األول :مفهوم الخطر البحري 11...............................................................
الفرع األول :تعريف الخطر البحري ونطاق ضمانه في التشريع الجزائري11...............................
أوال :تعريف الخطر البحري 11.........................................................................
ثانيا :نطاق ضمان الخطر في التشريع الجزائري11......................................................
الفرع الثاني :ضرورة الخطر12.........................................................................
89
أوال :تعرض الشيء المؤمن عليه للخطر12.............................................................
ثانيا :تحقق الخطر أو زواله قبل العقد11................................................................
الفرع الثالث :األخطار المغطاة10.......................................................................
أوال :األخطار التي يغطيها التأمين البحري 10...........................................................
الفرع الرابع :األخطار التي تخرج عن نطاق التأمين البحري22...........................................
أوال :األخطار غير القابلة للضمان بصورة قطعية 22....................................................
ثانيا :األخطار غير قابلة للضمان إال بمقتضى اتفاق خاص21..........................................
المطلب الثاني :زمان ومكان األخطار21................................................................
الفرع األول :زمان األخطار20..........................................................................
أوال :التأمين بالرحلة 20................................................................................
ثانيا :التأمين لزمن معين20............................................................................
الفرع الثاني :مكان األخطار21.........................................................................
أوال :تغيير الرحلة 21..................................................................................
ثانيا :تغيير الطريق أو االنحراف10.....................................................................
ثالثا :تغيير السفينة10..................................................................................
الفرع الثالث :إثبات زمان ومكان األخطار10............................................................
أوال " إثبات بداية األخطار10............................................................................
ثانيا :إثبات نهاية األخطار12.........................................................................
المبحث الثاني :آثار عقد التأمين البحري 11............................................................
المطلب األول :التزامات المؤمن له11...................................................................
الفرع األول :دفع القسط11...............................................................................
أوال :قاعدة دفع القسط11...............................................................................
ثانيا :الوفاء بالقسط11..................................................................................
الفرع الثاني :االلتزام بتقديم بيانات صحيحة عن الخطر المؤمن عليه11..................................
أوال :عدم اقتران امتناع المؤمن له باإلدالء بالبيانات الصحيحة بغش10...................................
ثانيا :اقتران امتناع المؤمن له باإلدالء بالبيانات الصحيحة بغش10.......................................
ثالثا :قابلية العقد لإلبطال 10............................................................................
89
الفرع الثالث :الحفاظ على مصالح المؤمن 10...........................................................
أوال :إبالغ المؤمن بالحوادث والتخفيف من آثارها 11....................................................
ثانيا :المحافظة على حقوق المؤمن في الرجوع على الغير المتسبب في الحادث11........................
المطلب الثاني :التزامات المؤمن 00....................................................................
الفرع األول :دعوى الخسارة00..........................................................................
أوال :تقدير التعويض00................................................................................
ثانيا :استعمال دعوى الخسارة01........................................................................
الفرع الثاني :دعوى الترك أو التخلي 01................................................................
أوال :حاالت ترك السفينة المؤمن عليها 01..............................................................
ثانيا :حاالت ترك البضائع01...........................................................................
الفرع الثالث :تقادم الدعاوي الناشئة عن عقد التأمين البحري00..........................................
خالصة الفصل الثاني 00...............................................................................
الخاتمة00 .............................................................................................
قائمة المراجع01........................................................................................
فهرس األشكال 01......................................................................................
فهرس الموضوعات00..................................................................................
89