‫التوافق الدراسي لدى تالميذ التعليم المتوسط‬

‫‪ -‬دراسة ميدانية مقارنة‪-‬‬

‫أ‪.‬د ‪ /‬خلفان رشيد ‪ /‬جامعة تيزي وزو‬
‫مباركي محند أورابح ‪ -‬طالب دكتوراه ‪ /‬جامعة تيزي وزو‬
‫حلي مصطفى ‪ -‬طالب دكتوراه ‪ /‬جامعة الجزائر ‪2‬‬
‫ملخص‪:‬‬
‫هدفت هذه الدراسة إلى معرفة الفروق في التوافق الدراسي لدى تالميذ التعليم المتوسط وهذا حسب الجنس‬
‫مكونة من (‪)327‬‬
‫(ذكور‪ /‬إناث) وحسب الوسط االجتماعي (حضري‪ /‬ريفي)‪ ،‬ولبلوغ الدراسة أهدافها تم إختيار عينة ّ‬
‫تلميذا‪ ،‬ولجمع المعطيات اعتمدنا على مقياس التوافق الدراسي لـ (‪.)Youngman‬‬
‫أظهرت نتائج هذه الدراسة عدم وجود فروق في التوافق الدراسي وهذا حسب الجنس (ذكور‪ /‬إناث)‪ ،‬ووجود‬
‫فروق لدى العينة حسب الوسط االجتماعي (حضري‪ /‬ريفي)‪.‬‬
‫الكلمات المفتاحية‪ :‬التوافق‪ ،‬التوافق الدراسي‪.‬‬
‫اإلشكالية‪:‬‬
‫يسعى اإلنسان في حياته اليومية إلى تحقيق ذاته وتحصين مكانته في المجتمع الذي يعيش فيه في ضل بيئة متغيرة‪،‬‬
‫تدفعه إلى التأقلم مع مختلف المواقف التي ال تسير وفق متطلباته واحتياجاته‪ ،‬وتحقيق توافق اجتماعي أمثل‪ .‬وتعد‬
‫المراهقة أحد المراحل العمرية التي يسعى فيه ا اإلنسان إلى تحقيق أكبر مستوى من التوافق مع مختلف تغيراته الجسمية‬
‫وتوقعاته اإلجتماعية والدّراسية‪ .‬هذه األخيرة تؤثّر على مساره الدراسي من خالل تفاعله وتعامله مع مختلف العناصر‬
‫التربوية‪.‬‬
‫أن التوافق المدرسي يعبّر عن مدى قدرة الفرد على التوافق مع الوسط‬ ‫ويشير (لبوز و حجاج ‪،2013،‬ص‪ )14.‬إلى ّ‬
‫المدرسي بكل ما يحمله من إقامة عالقات مع المدرسين ومع زمالئه ومسايرته للمواد الدراسية وتستمر هذه العالقة أو‬
‫تنقطع بحسب توافقه معها‪ ،‬ومع المواقف االجتماعية المدرسية‪ ،‬ويدل استمرارها على التوافق الجيّد‪.‬‬
‫و يرى (شريت وعلي‪ ،2004،‬ص‪ّ )48.‬‬
‫أن التوافق الجيّد يعتبر مؤشرا إيجابيا ودافعا قويا‪ ،‬يدفع التالميذ إلى التحصيل‬
‫من ناحية ويرغبهم في الدراسة‪ ،‬ويساعدهم على إقامة عالقات متناغمة مع زمالئهم ومعلميهم من ناحية أخرى‪ ،‬عكس‬
‫التالميذ سيؤ التوافق فهم يعانون من توتر نفسي ويعبرون عن توتراتهم النفسية بطرق متعدّدة كإستجابات التردّد‪ ،‬القلق‪،‬‬
‫األنانية والتمركز حول الذات‪ ،‬والتي تنعكس بدورها في انخفاض التحصيل الذي يعتبر جوهر العملية التعليمية‪ ،‬وهذا ما‬
‫أشارت إليه عدّة دراسات كدراسة (جميعان‪ )1983،‬التي بيّنت ّ‬
‫أن التالميذ المتفوقين هم أكثر تكيفا و توافقا من التالميذ‬
‫أن ترك الدراسة غالبا ما يكون مسبوقا بفشل في التوافق الدراسي‪ ،‬وأنّ‬ ‫المتأخرين دراسيا‪ ،‬كما يرى (شحيمي‪ّ )1994،‬‬
‫أكثر مشاكل التالميذ التي تثير قلق المدرسين وإدارة المدرسة وتؤثر سلبا على التلميذ هي اضطراب العالقة بينهم (أورد‬
‫في‪ :‬ويس ‪،2010،‬ص‪.)114.‬‬
‫وتختلف اآلراء بالنسبة للفروق بين الجنسين في مستوى التوافق الدراسي بين الذكور واإلناث‪ ،‬فهناك من يشير إلى ّ‬
‫أن‬
‫االناث أكثر توافقا من الذكور كدراسة (قريشي‪ )2002 ،‬و دراسة (‪ ،)Elias & Sundi 2006‬بالمقابل هناك دراسات‬
‫أن الذكور أكثر توافقا من االناث في المجال المدرسي كدراسة‬ ‫أخرى أظهرت العكس‪ ،‬بحيث بيّنت نتائج دراستهم ّ‬
‫(صاحب ويس‪ )2010 ،‬و (رشيد خطارة‪ ،)2011 ،‬ودراسات أخرى بيّنت عدم وجود فروق في التوافق الدراسي حسب‬
‫الجنس‪.‬‬
‫وعلى هذا األساس جاءت هذه الدراسة لمعرفة مدى وجود فروق في التوافق الدراسي حسب الجنسين‪ ،‬وحسب الوسط‬
‫االجتماعي‪ ،‬وقد تم طرح األسئلة التالية‪:‬‬
‫‪ -‬هل توجد فروق ذات داللة إحصائية في التوافق الدراسي لدى تالميذ التعليم المتوسط حسب الجنس؟‬
‫‪ -‬هل توجد فروق ذات داللة إحصائية في التوافق الدراسي لدى تالميذ التعليم المتوسط حسب الوسط االجتماعي‬
‫(حضري‪ /‬ريفي) ؟‬
‫‪ -2‬فرضيات الدراسة‪:‬‬
‫‪ -‬توجد فروق ذات داللة إحصائية في التوافق الدراسي لدى تالميذ التعليم المتوسط حسب الجنس‪.‬‬
‫‪ -‬توجد فروق ذات داللة إحصائية في التوافق الدراسي لدى تالميذ التعليم المتوسط حسب الوسط االجتماعي (حضري‪/‬‬
‫ريفي)‪.‬‬
‫‪-3‬أهداف الدراسة‪:‬‬

‫‪86‬‬
‫التعرف على الفروق الموجودة في التوافق الدراسي لدى تالميذ التعليم المتوسط في‬
‫ّ‬ ‫تكمن أهداف هذه الدراسة في‬
‫(‪ )6‬متوسّطات بوالية تيزي وزو‪ ،‬وهذا حسب متغيّر الجنس( ذكور‪ /‬إناث)‪ ،‬وحسب الوسط االجتماعي (حضري ‪/‬‬
‫ريفي)‪.‬‬

‫‪-4‬تحديد المفاهيم األساسية‪:‬‬

‫‪ -1-4‬التوافق‪:‬‬
‫للتحرر من‬
‫ّ‬ ‫هي العملية المستمرة التي يقوم بها الفرد للتكيّف والتالؤم مع بيئته والمحيطين من أجل إشباع حاجاته المختلفة‬
‫التوتر والحاجة والشعور باالرتياح‪.‬‬
‫‪ -2-4‬التوافق الدراسي‪:‬‬
‫صل عليها تالميذ التعليم المتوسط في هذه الدراسة والمتفقة مع مفتاح التصحيح لمقياس التوافق‬‫هي الدرجة الكلية التي يتح ّ‬
‫الدراسي لـ (‪.)Youngman‬‬
‫‪ ‬الدراسة الميدانية‪:‬‬
‫‪ -‬ميدان الدراسة‪:‬‬
‫تمثل ميدان الدراسة في ستة (‪ )6‬متوسطات بوالية تيزي وزو‪ ،‬ثالثة متوسطات من الوسط الحضري وأخرى‬
‫من الوسط الريفي‪.‬‬
‫‪ -6‬منهج الدراسة‪:‬‬
‫تختلف مناهج البحث العلمي باختالف موضوع ومشكلة الدراسة‪ ،‬ففي هذه الدراسة اعتمدنا على المنهج الوصفي‬
‫الذي يتضمن دراسة الحقائق الراهنة المتعلقة بالظاهرة المدروسة‪ ،‬وهو أنسب المناهج في العلوم االجتماعية واإلنسانية‬
‫والذي يعتمد على جمع المعطيات والمعلومات من الميدان‪.‬‬
‫‪ -7‬عينة الدراسة‪:‬‬
‫شملت عينة الدراسة على (‪ )327‬تلميذا وتلميذة يدرسون في السنة الثالثة من التعليم المتوسط ففيما يخص الجنس‬
‫ّ‬
‫عددهن (‪ )183‬تلميذة‪ ،‬أ ّما فيما يخص اختيار العينة حسب الوسط‬ ‫بلغ عدد الذكور (‪ )144‬تلميذا‪ ،‬أ ّما اإلناث فقد بلغ‬
‫االجتماعي فبلغ عدد التالميذ (‪ )180‬تلميذا بالنسبة للوسط الحضري و (‪ )147‬تلميذا في الوسط الريفي‪ .‬وقد تم اختيارهم‬
‫بالطريقة العشوائية‪ ،‬باعتبار أنّه في الطريقة العشوائية تكون أمام أفراد مجتمع البحث فرص متساوية ليكونوا أعضاء في‬
‫العينة‪.‬‬
‫‪ -8‬أدوات جمع البيانات‪:‬‬
‫نقصد بأداة البحث تلك الوسيلة العلمية التي يستخدمها الباحث في عملية جمع البيانات والمعلومات الخاصة‬
‫لموضوع البحث‪ ،‬وسوف نعتمد في هذه الدراسة على مقياس التوافق الدراسي لـ (يونجمان)‪.‬‬
‫مقياس التوافق الدراسي لـ (‪:)Youngman‬‬ ‫‪- 8- 1‬‬

‫يتكون المقياس الذي ألفه (يونجمان) وترجمه (حسن عبد العزيز الدريني) من أربعين وحدة طبق على عينتي من الطلبة‬
‫في المدرسة الثانوية بدولة قطر‪ ،‬تكونت األولى من (‪ ) 374‬والثانية من (‪ )288‬تلميذا وقد راعى عند وضعه للوحدات‬
‫أن تقيس األبعاد الثالث اآلتية‪ :‬الجد واالجتهاد‪ ،‬اإلذعان‪ ،‬العالقة بالمدرس‪ ،‬وبتحليل الوحدات التي تقيس األبعاد الثالثة‪،‬‬
‫وباستخدام العينة الثانية تمكن (حسن عبد العزيز الدريني) من التوصل إلى (‪ ) 34‬عبارة التي يتضمن المقياس الحالي‪.‬‬
‫‪ -‬كيفية تطبيق المقياس‪:‬‬
‫يصحح المقياس بإعطاء درجة واحدة(‪ ) 01‬في حالة اإلجابة على الدرجة المتفقة مع مفتاح التصحيح ودرجة الصفر(‪)0‬‬
‫أمام اإلجابة التي تخالف المفتاح مع العلم أن أدنى الدرجات هي الصفر وأعالها (‪ ،)34‬وللحصول على العالمة الكلية‬
‫للمقياس نجمع عالمات المقاييس الفرعية‪.‬‬
‫العالمة الكلية = عالمة(أ) ‪ +‬عالمة(ب) ‪+‬عالمة(ج)‪.‬‬

‫‪87‬‬
 ‫‪ -‬جدول رقم (‪ :)01‬طريقة تصحيح مقياس التوافق الدراسي لـ (‪)Youngman‬‬

‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫رقم الوحدة‬

‫ال‬ ‫نعم‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫نعم‬ ‫ال‬ ‫ال‬ ‫اإلجابة‬

‫‪18‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪10‬‬ ‫رقم الوحدة‬

‫ال‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫نعم‬ ‫ال‬ ‫اإلجابة‬

‫‪27‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪19‬‬ ‫رقم الوحدة‬

‫نعم‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫نعم‬ ‫نعم‬ ‫نعم‬ ‫نعم‬ ‫اإلجابة‬

‫‪34‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪28‬‬ ‫رقم الوحدة‬

‫نعم‬ ‫نعم‬ ‫ال‬ ‫ال‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫ال‬ ‫اإلجابة‬

‫‪ -9‬أدوت تحليل البيانات‪:‬‬

‫أن كل دراسة ميدانية تتطلب استخدام أساليب إحصائية محددة وخاصة به فقد تعدّدت التقنيات‬ ‫م ّما الشك ّ‬
‫اإلحصائية بتعدد أغراض الدراسة‪ ،‬وهذا من أجل الوصول إلى معالجة وتحليل البيانات بطريقة علمية وموضوعية‪ ،‬وقد‬
‫تم االستعانة في هذه الدراسة بالبرنامج اإلحصائي للعلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ )SPSS( version 08‬وقد استعملناه‬
‫فيما يلي‪ :‬التكرارات و النسب المئوية‪ ،‬المتوسط الحسابي‪ ،‬اختبار (‪ )T‬للفروق‪.‬‬
‫‪ -‬عرض وتحليل النتائج ‪:‬‬
‫سنقوم فيما يلي بعرض النتائج الخاصة بالتوافق الدراسي المتحصل عليها من خالل اختبار الفرضيات التي‬
‫انطلقنا منها كمرحلة أولى‪ ،‬ثم كمرحلة ثانية سنحاول التعليق عنها ومناقشتها‪.‬‬
‫‪ -‬عرض نتائج الفرضية األولى‪ :‬توجد فروق في التوافق الدراسي لدى تالميذ التعليم المتوسط حسب الجنس‪.‬‬
‫‪ -‬جدول رقم(‪ :)02‬التوافق الدراسي حسب الجنسين‪.‬‬

‫الداللة‬ ‫العينة‬
‫مستوى‬ ‫–‬ ‫قيمة‬
‫الداللة‬ ‫اإلحصائية‬ ‫المتغير‬
‫الداللة‬ ‫ت‪-‬‬ ‫االنحراف‬ ‫المتوسط‬
‫(‪)P‬‬ ‫التكرار‬ ‫الجنس‬
‫المعياري‬ ‫الحسابي‬

‫غير‬ ‫‪4.39‬‬ ‫‪12.43‬‬ ‫‪144‬‬ ‫ذكور‬ ‫التوافق‬

‫‪0.05‬‬ ‫‪0.58‬‬ ‫‪0.54‬‬
‫دالة‬ ‫الدراسي‬
‫‪3.37‬‬ ‫‪12.67‬‬ ‫‪183‬‬ ‫اناث‬
‫ّ‬
‫عددهن‬ ‫نالحظ من خالل الجدول رقم (‪ )02‬والمتعلق بالفروق في التوافق الدراسي بين الجنسين‪ّ ،‬‬
‫أن اإلناث يقدر‬
‫بـ (‪ )183‬تلميذة‪ ،‬والمتوسط الحسابي إلجاباتهم على مقياس التوافق الدراسي يقدر بـ(‪ )12.67‬بانحراف معياري‬
‫(‪ ،)3.37‬أ ّما الذكور فيقدر عددهم بـ (‪ )144‬وبمتوسط حسابي يق ّدر بـ(‪ )12.43‬وبإنحراف معياري (‪ .)4.39‬ومن خالل‬

‫‪88‬‬
‫أن قيمة (‪ )T‬تقدر بـ (‪ )0.54‬وعند مقارنة قيمة )‪(P‬‬ ‫النتائج األولية تم حساب اختبار (‪ )T‬للفروق‪ ،‬حيث تم التوصل إلى ّ‬
‫والتي قدرت بـ(‪ )0.58‬بمستوى الداللة (‪ )0.05‬تبيّن لنا ّ‬
‫أن قيمة (‪ )P‬أكبر من مستوى الداللة (‪ ،)0.05‬و بالتالي نستنتج‬
‫بأنّه ال توجد فروق ذات داللة إحصائية في التوافق الدراسي حسب الجنسين‪ ،‬وبالتالي فإن الفرضية األولى لم تتحقّق‪.‬‬
‫صلت إلى عدم‬ ‫صل إليها من خالل هذه الدراسة تتفق مع دراسة (نبيل دخان‪ )1997 ،‬التي تو ّ‬ ‫ّ‬
‫إن النتيجة المتو ّ‬
‫وجود فروق ذات داللة إحصائية في مستوى التوافق النفسي المدرسي وفق متغيّر الجنس لدى طلبة المدار اإلعدادية‬
‫غزة العائدين من الخارج (أورد في‪ :‬عبد الرحيم شقورة‪،2002، ،‬ص‪ .)8.‬ويرجع عدم وجود فروق في‬ ‫بمحافظات ّ‬
‫ّ‬
‫أن كال من الذكور واإلناث يعيشون في نفس البيئة االجتماعية‪ ،‬كما أنهم يخضعون‬‫التوافق الدراسي حسب الجنسين‪ ،‬إلى ّ‬
‫لنفس الظروف واإلجراءات المدرسية واألكاديمية‪ .‬و بالمقابل جاءت هذه النتائج مخالفة لما أسفرت عليه دراسة ( بن‬
‫صلت إلى وجود فروق ذات داللة إحصائية بين الذكور واإلناث في مستوى التوافق‬ ‫صالح هداية‪ )2015 ،‬والتي تو ّ‬
‫المدرسي (بن صالح هداية‪،2015 ،‬ص‪.)86.‬‬
‫‪ -‬عرض نتائج الفرضية الثانية‪ :‬توجد فروق في التوافق الدراسي لدى تالميذ التعليم المتوسط حسب الوسط االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -‬جدول رقم(‪ :)03‬التوافق الدراسي حسب الوسط االجتماعي‪.‬‬

‫الداللة‬ ‫العينة‬
‫مستوى‬ ‫–‬ ‫قيمة‬
‫الداللة‬ ‫اإلحصائية‬ ‫المتغير‬
‫الداللة‬ ‫ت‪-‬‬ ‫االنحراف‬ ‫المتوسط‬ ‫الوسط‬
‫(‪)P‬‬ ‫التكرار‬
‫المعياري‬ ‫الحسابي‬ ‫الجغرافي‬

‫‪5.19‬‬ ‫‪12.01‬‬ ‫‪180‬‬ ‫حضري‬

‫التوافق‬
‫دالة‬ ‫‪0.05‬‬ ‫‪0.00‬‬ ‫‪-5.08‬‬
‫الدراسي‬
‫‪4.43‬‬ ‫‪9.30‬‬ ‫‪147‬‬ ‫ريفي‬

‫يتضح من خالل الجدول رقم (‪ )03‬والمتعلق بالفروق في التوافق الدراسي حسب الوسط االجتماعي‪ّ ،‬‬
‫أن عدد‬
‫تالميذ الوسط الحضري يقدّرون بـ (‪ ) 180‬تلميذ والمتوسط الحسابي إلجاباتهم على مقياس التوافق الدراسي يقدر بـ‬
‫(‪ )12.01‬بانحراف معياري(‪ ،)5.19‬أ ّما تالميذ الوسط الريفي فيقدر عددهم بـ (‪ )147‬وبمتوسط حسابي (‪)9.30‬‬
‫وبانحراف معياري (‪.)4.43‬‬
‫أن قيمة (‪ )T‬تقدر بـ (‪ )-5.08‬وعند‬ ‫ومن خالل النتائج تم حساب إختبار (‪ )T‬للفروق‪ ،‬حيث تم التوصل إلى ّ‬
‫أن قيمة (‪ )P‬أصغر من مستوى الداللة‬ ‫مقارنة قيمة )‪ (P‬والتي قدرت بـ (‪ )0.00‬بمستوى الداللة (‪ )0.05‬تبيّن لنا ّ‬
‫(‪ ،)0.05‬وبالتالي نستنتج بأنّه توجد فروق ذات داللة إحصائية في التوافق الدراسي حسب الوسط االجتماعي لصالح‬
‫التالميذ المتمدرسين في الوسط الحضري‪ ،‬ويرجع ذلك إلى اختالف طبيعة الوسطين الريفي والحضري‪ ،‬حيث ّ‬
‫أن هذا‬
‫األخير تتوفّر فيه مختلف المرافق والوسائل الضرورية ( النقل‪ ،‬عدد المدارس‪ )...‬التي تساعد التالميذ على تحقيق توافق‬
‫يعرض التالميذ لصعوبات وعراقيل تحيل بينهم وبين‬ ‫دراسي مالئم عكس الوسط الريفي الذي تقلّ فيه هذه الوسائل‪ ،‬م ّما ّ‬
‫تحقيقهم لتوافق دراسي جيّد‪ ،‬أضف إلى ذلك بعد المسافة بين مسكن التالميذ والمدرسة مقارنة بالوسط الحضري أين تكون‬
‫المسافة قريبة من موقع السكن‪ ،‬ك ّل هذه العوامل مجتمعة تؤثّر على الوتيرة البيولوجية والمدرسية للتالميذ وعلى توافقهم‬
‫في الموقف التعليمي‪.‬‬
‫‪ -‬خاتمة‪:‬‬
‫تبيّن من خالل هذه الدراسة أ ّنه ال توجد فروق في التوافق الدراسي لدى تالميذ التعليم المتوسط حسب الجنس‪ ،‬وهذا‬
‫والتفوق والنجاح‪ ،‬كما بيّنت‬
‫ّ‬ ‫أن البيئة االجتماعية والمدرسية تحفّز كل من الذكور واالناث في التعلّم‬
‫يمكن أن يرجع إلى ّ‬
‫كذلك وجود فروق حسب الوسط االجتماعي(حضري‪ /‬ريفي) ويمكن ارجاع ذلك إلى اختالف المحيط االجتماعي الذين‬
‫أن تالميذ الوسط الحضري لهم ظروف ثقافية‪ -‬اجتماعية ومدرسية أحسن للتعلّم مقارنة بتالميذ‬ ‫يعيشون فيه‪ ،‬حيث نجد ّ‬
‫الوسط الريفي‪.‬‬
‫‪ -‬االقتراحات‪:‬‬
‫‪ -‬ضرورة االهتمام بالمتعلّم وذلك من خالل إشباع حاجاته األساسية في الموقف التعليمي‪ّ ،‬‬
‫ألن ذلك سيؤدي إلى تحقيق‬
‫توافقه الدراسي‪.‬‬

‫‪89‬‬
 ‫‪ -‬وجوب تكوين عالقات إنسانية تفاعلية مع مختلف الطاقم التربوي والتالميذ داخل المؤسسات التعليمية‪ّ ،‬‬
‫ألن ذلك يساعدهم‬
‫في تكوين شخصياتهم ويساعدهم في تحقيق النجاح واالنجازات التعليمية‪.‬‬
‫‪ -‬االهتمام بتالميذ الوسط الريفي‪ ،‬وذلك من خالل التقليل من العراقيل والصعوبات الني يواجهونها أثناء تنقلهم إلى‬
‫المدرسة‪.‬‬
‫‪ -‬توفير الدعم المعنوي والمادي للتالميذ بهدف التقليل من الضغوطات والصعوبات التي تواجههم في المحيط المدرسي‬
‫وذلك لتحقيق توافق دراسي بشكل مناسب‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة تدخل المرشد التربوي في مساعدة التالميذ وتوجيههم وفق إستعداداتهم وظروفهم اإلجتماعية‪.‬‬

‫‪ -‬قائمة المراجع‪:‬‬
‫‪ -‬صاحب‪ ،‬أسعد ويس‪ .)2010(.‬التوافق الدراسي لدى طلبة الجامعة‪ - ،‬مجلة سمراء‪ ،‬المجلد ‪ / 6‬العدد ‪ / 20‬السنة‬
‫السادسة‪.‬‬
‫‪ -‬محمد‪ ،‬قريشي‪ .)2002(.‬القلق وعالقته بالتوافق الدراسي والتحصيل لدى تالميذ المرحلة الثانوية‪ ،‬الجزائر‪ :‬جامعة‬
‫ورقلة‪.‬‬
‫‪ -‬أشرف‪ ،‬صبره محمد علي‪ ،‬محمد‪ ،‬عبد الغنى شريت‪ .)2004( .‬الصحة النفسية والتوافق النفسي‪ ،‬اإلسكندرية‪ :‬دار‬
‫المعرفة الجامعية‪.‬‬
‫‪ -‬بن صالح‪ ،‬هداية‪ .)2015( .‬الضغط النفسي وتأثيره على التوافق المدرسي لدى المراهق المتمدرس‪ ،‬دراسة ميدانية‬
‫في المدارس الثانوية – مجلة الدراسات والبحوث االجتماعية – الوادي‪ :‬جامعة الشهيد حمة لخضر ‪ ،‬العدد( ‪.)11‬‬
‫‪ -‬عبد الرحيم شعبان‪ ،‬شقورة‪ .)2002( .‬الدافع المعرفي واتجاهات طلبة كلية التمريض نحو مهنة التمريض وعالقة كل‬
‫النمو‪.‬‬
‫ّ‬ ‫منهما بالتوافق الدراسي‪ ،‬بحث مقدم للحصول على درجة الماجستير في التربية‪ ،‬علم نفس‬
‫‪ -‬عبد هللا‪ ،‬لبوز‪ ،‬عمر‪ ،‬حجاج‪ .)2013( .‬عالقة أساليب التنشئة داخل األسرة بتوافق التلميذ داخل المدرسة ‪ -‬دراسة‬
‫ميدانية ببعض ثانويات مدينة ورقلة – الملتقى الوطني حول االتصال وجودة الحياة في األسرة (‪ 10 – 09‬أفريل)‬
‫ورقلة‪ :‬جامعة قاصدي مرباح‪.‬‬

‫‪90‬‬