‫محاضرة رقم ‪14‬‬

‫التربية للعلوم االنسانية‬ ‫الكلية‬

‫التاريخ‬ ‫القسم‬

‫تاريخ أوروبا في العصور الوسطى‬ ‫المادة‬

‫األولى‬ ‫المرحلة‬

‫‪2023- 2022‬م‬ ‫السنة الدراسية‬

‫الثاني‬ ‫الفصل الدراسي‬

‫م‪ .‬د‪ :‬عداي إبراهيم مجيد حوران‬ ‫المحاضر‬

‫الحروب الصليبية األسباب والنتائج‬ ‫العنوان باللغة العربية‬

‫‪Crusades Causes and Consequences‬‬ ‫العنوان باللغة اإلنكليزية‬

‫موريس بيشوب‪ ،‬تاريخ أوربا في العصور الوسطى‬

‫عبد األمير محمد امين و محمد توفيق‪ ،‬التاريخ االوربي في‬ ‫المصادر والمراجع‬

‫العصور الوسطى‬
‫ه‪ .‬ا‪ .‬ل فشر ‪ ،‬تاريخ أوربا في العصور الوسطى‬

‫المحاضرة الخامسة عشر‪:‬‬

 ‫الحروب الصليبية األسباب و النتائج‬
‫د‪ .‬عداي إبراهيم مجيد‬
‫_ التسمية ‪:‬‬
‫يقصد بالحروب الصليبية ب "حروب الفرنجة"‪ ،‬هي عبارة عن حروب وحمالت قام بها‬
‫مسيحيو أوروبا على مسلمي الشرق أو األقطار العربية ‪ ،‬وذلك بنا ًء على توصية من كنيسة‬
‫الروم الكاثوليك وهي نموذج للتوسع اإلقطاعي األوروبي ‪ ،‬أي في نهايات القرن الحادي عشر‪،‬‬
‫والقرون الثالثة التالية فحسب بل امتد إلى العصر الحديث إذ كانت الحركة االستعمارية األوربية‬
‫عرف بالحملة‬ ‫حلقته الختامية ‪ ،‬حيث قام البابا أوريانوس الثاني‪ ،‬في عام ‪ ،1096‬بإطالق ما ُ‬
‫الصليبية األولى‪ ،‬حيث كان شعار هذه الحروب الصليب‪ ،‬الذي كان يلبسه المحاربون على أكتافهم‬
‫وصدورهم‪ ،‬باعتبارها حربا ً دينيةً‪ ،‬أو بعبارة أخرى الحروب الصليبيّة هي حروب دينيّة ش ّنتها‬
‫ي‪ ،‬من أجل السيطرة على األماكن المقدّسة في بالد الشام‪ ،‬وطرد‬ ‫أوروبا على العالم اإلسالم ّ‬
‫ي من أجل إبعاد المسلمين عن‬ ‫المسلمين من األندلس‪ ،‬وقد اتّخذت هذه الحمالت الشكل العدوان ّ‬
‫دينهم والتدمير عقيدتهم‪ ،‬وقد امتدت هذه الحمالت من ‪1096‬م إلى ‪1291‬م‪ ،‬وخالل هذه الحروب‬
‫هاجر سكان أوروبا الغربية إلى الشرق اإلسالمي ‪ ،‬من أجل احتالله والسيطرة عليه‪ ،‬وقد اتّخذ‬
‫الغزاة الصليب عالمة لهم ومن هنا جاءت تسمية هذه الحروب الصليبية بهذا االسم‪.‬‬
‫فقد شهد القرن العاشر توسع ألمانيا اإلقطاعية شرقا ً على حساب السالف والمجريين والبلغار‬
‫'كما شهد القرن الحادي عشر توسع النورمان في انكلترا وجنوب ايطاليا وصقلية ( كانت تحت‬
‫حكم العربي ) وتوسع الدويالت المسيحية اإلسبانية في شبة جزيرة أيبيريا على حساب العرب‬
‫المسلمين‪.‬‬
‫لقد قام النورمان خالل النصف األول من القرن الحادي عشر بهجوم على معاقل العرب المسلمين‬
‫في جنوب إيطاليا ‪ ،‬كما هاجموا صقلية بصورة مستمر بين عامي ‪ ١٠٦٠‬و ‪ ١٠٩٠‬واحتلوها‬
‫وبذل الجنوبيين والبندقية جهودا ً متواصلة لتصفية القوة البحرية اإلسالمية في البحر األبيض‬
‫المتوسط ‪ ،‬كذلك قامت دويالت المسيحية في إسبانيا في التوسع على حساب األراضي العربية‬
‫والسيما بعد وفاة الحاجب المنصور عام ‪ ١٠٠٢‬إذ احتلت دويالت المسيحية شمال اسبانيا ليون‬
‫وكاستيل ( قشتاله) و أرغون ونافار وسقطت ايضا ً طليطلة عام ‪١٠٨٥‬بيد ألفونسو السادس‬
‫القشتالي و سرقسطة بيد األراغون عام ‪١١١٨‬واستمرت الحركة التصفية للوجود العربي خالل‬
‫القرون الثالثة التالية‪.‬‬
‫علل ‪ /‬ازداد عدد الحجاج المسيحيين إلى األرض المقدسة زيادة كبيرة خالل النصف الثاني من‬
‫القرن الحادي عشر ؟‬
‫يرجع في ذلك إلى عوامل عديدة منها ‪-:‬‬
‫‪ _١‬الحماس الديني الذي ولدته حركة اإلصالح الديني في أوربا في هذا الوقت الذي أجج الصراع‬
‫بين البابوية واإلمبراطورية ومنها الهدوء واالستقرار النسبي الذي ساد أوروبا‬
‫‪ _٢‬سالمة الطرق المؤدية الى الشرق ‪.‬‬
‫‪ _ ٣‬تمكنت الدولة الفاطمية من حماية المالحة في البحر األبيض المتوسط من خطر القراصنة‬
‫وشجعوا الحج إلى البيت المقدس لما يدره عليهم من أرباح طائلة و تشجيع السياحة في بالدهم‬
‫خالل تلك الحقبة‪.‬‬
‫_ المقدمات واألسباب الغير المباشرة‬
‫يرجع تاريخ الحروب الصليبية إلى هزيمة هرقل في معركة اليرموك عام ‪ 13‬هـ في عهد‬
‫عمر بن الخطاب رضي هللا عنه‪ ،‬حيث قام المسلمون خالل الحروب والفتوحات التي قاموا بها‬
‫أراض كثيرة وأقوام كثيرة في الدولة اإلسالميّة‪ ،‬فقضوا على الروم في الشام‪ ،‬ومصر‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫بإدخال‬
‫وشمال أفريقيا‪ ،‬واستمروا في نشر اإلسالم حتى وصلوا جبال البراني في أوروبا‪ ،‬وظ ّل‬
‫المسيحيون في أوروبا ينتظرون الفرصة من أجل أن يش ّنوا حربا ً ضد المسلمين‪ ،‬ولكنهم لم‬
‫يستطعوا طيلة خمسة قرون‪ ،‬وذلك بسبب قوة وهيبة المسلمين‪ ،‬في األندلس كانت هيبة المسلمين‬
‫ال تزال موجودة إلى أواخر القرن الرابع الهجري‪ ،‬فلم يتوقّف المنصور ابن أبي عامر عن غزو‬
‫الروم‪ ،‬حيث قام بخمسين غزوة خالل فترة حكمه‪ ،‬كما وصل إلى أماكن لم يتم ّكن أحد من قبله‬
‫من الوصول إليها‪ ،‬فكانت األندلس مليئة بالغنائم والسبايا من بنات الروم وأوالدهم ونسائهم ‪،‬‬
‫إضافة لذلك فقد كان السالجقة يجبرون حاكم القسطنطينية على دفع جزية سنوية ‪ ،‬وهذا ما جعله‬
‫يستنجد بملوك أوروبا على المسلمين‪ ،‬فوعد البابا بأ ّنه سيدخل في طاعة كنيسته‪ ،‬وأ ّنه سيتخلّى‬
‫التخلص من المسلمين‪ ،‬وفي ذلك الوقت كانت الدولة‬ ‫ّ‬ ‫عن طائفته األرثوذكسيّة إذا ساعده على‬
‫الفاطميّة تفرض على حجاج النصارى دفع ضريبة‪ ،‬التي اعتبرها النصارى فاحشة‪ ،‬لذلك بدأ‬
‫رجال الدين بالتحريض واالفتراء على المسلمين‪ ،‬كما أ ّنهم اتّهموا المسلمين بعبادة األصنام‪ ،‬كما‬
‫ي في كلرمون‪ ،‬وقام بتحريض النصارى على حمل الصليب‬ ‫انتهز البابا فرصة التج ّمع الدين ّ‬
‫ليفتحوا القبر المقدّس‪ ،‬ومنحهم الغفران من ك ّل خطاياهم‪ ،‬ووعدهم بحماية عائالتهم وأموالهم‬
‫خالل فترة غيابهم‪ ،‬كما وعدهم بمكاسب مادية كثيرة إذا فتحوا األرض المقدّسة‪ ،‬فكان خروج‬
‫بعضهم في تلك الحمالت بدافع الدين‪ ،‬وبعضهم للحصول على الغنائم واألرباح‪.‬‬

‫من جانب آخر قد وجدت الجيوش الصليبيّة عقبات في آسيا الصغرى‪ ،‬لذلك في أواخر‬
‫عام ‪490‬هـ اجتمعوا في القسطنطينية‪ ،‬وتو ّجهوا بعدها إلى الساحل الشامي‪ ،‬وفي ‪ 23‬من شهر‬
‫شعبان عام ‪492‬هـ قاموا باالستيالء على بيت المقدس‪ ،‬وعينوا غودفروا الفرنساوي حاكما ً عليه‪،‬‬
‫وكان انشغال آل سلجوق في حروبهم الداخلية العائلية سببا ً في تقدّم الصليبين في األراضي‬
‫اإلسالمية‪ ،‬خالل حروب السالجقة قام ملك الفرنجة باالستيالء على عدّة مدن‪ ،‬منها‪ :‬سروج‪،‬‬
‫وعكا‪ ،‬وقنسرين‪ ،‬وطرسوس‪ ،‬ث ّم تقدموا واستولوا على جفيل في بالد الشام‪ ،‬كما استولوا على‬
‫مدينة طرابلس‪ ،‬ومدينة صيدا‪ ،‬وقد استغ ّل النصارى الخالفات المستمرة بين السالجقة‪ ،‬وأسسوا‬
‫أربع إمارات مسيحيّة في بيت المقدس‪ ،‬وحمص‪ ،‬وأنطاكية‪ ،‬وطرابلس‪ ،‬ولكن عماد الدين زنكي‬
‫عزم على إخراج اإلفرنج من بالد الشام وقد نجح في ذلك‪ ،‬وعادت عزة اإلسالم كما كانت في‬
‫السابق‪ ،‬كما قام نور الدين محمود وصالح الدين األيوبي باسترجاع مدينة القدس من الفرنجة في‬
‫‪ 27‬رجب سنة ‪583‬هـ‪.‬‬
‫_ األسباب المباشرة للحروب الصليبية‪-:‬‬

‫المقدسة‪،‬‬ ‫التخلص من سيطرة الدول اإلسالمية على بيت المقدس‪ ،‬وباقي األراضي‬ ‫●‬
‫وإعادتها لسيطرة المسيحيين‪.‬‬
‫إعادة نشر الدين المسيحي‪ ،‬أي "دافع ديني"‪ ،‬فعلى سبيل المثال نجد وازداد عدد الحجاج‬ ‫●‬
‫المسيحيين إلى األرض المقدسة زياد كبيرة خالل النصف الثاني من القرن الحادي عشر‬
‫ويرجع ذلك إلى عوامل كثيرة منها الحماس الديني الذي ولدته حركة اإلصالح الديني‬
‫في أوربا في هذا الوقت والذي احجي الصراع بين البابوية اإلمبراطورية ومنها الهدوء‬
‫و االستقرار النسبي الذي ساد أوربا بعد تلك الفوضى التي سادت أوربا خالل القرنين‬
‫التاسع والعاشر ثم سالمة الطرق المؤدية إلى الشرق فقد اعتنق المحاربون المسيحيون‬
‫حديثا وبذلك فتح طرق أواسط أوروبا‪.‬‬
‫الح ّد من التوسعات اإلسالمية في البلدان‪ .‬ورود بعض الروايات الكثيرة التي تدّعي أن‬ ‫●‬
‫المسلمين كانوا يمارسون اضطهاد ضد المسيحيين‪ ،‬خصوصا ً بعد أن تم هدم كنيسة‬
‫القيامة‪ ،‬وذلك في بدايات القرن الحادي عشر‪.‬‬
‫وجود فجوة اجتماعية كبيرة بين المسيحيين‪ ،‬وانتشار الطبقية بين أفراد الشعب بشك ٍل‬ ‫●‬
‫عام‪ ،‬حتى أن هذه الطبقية وصلت لتكون بين األخ وأخيه‪ ،‬فأصبح هناك طبقة نبالء‪،‬‬
‫وأسياد‪ ،‬وعمال‪.‬‬
‫الفجوة االجتماعية دفعت الشعوب في الدول المسيحية لشن حملة على الدول اإلسالمية‪،‬‬ ‫●‬
‫وذلك طمعا ً بإعادة تقسيم أراضي الدول اإلسالمية فيما بينهم‪ .‬السبب في هذه الفجوة‬
‫االجتماعية الكبيرة هو القوانين التي كانت تفرضها الكنيسة على الشعب‪ ،‬إذ أنها كانت‬
‫تقر بذهاب جميع الممتلكات واإلرث الذي يتركه األب‪ ،‬لصالح االبن األكبر فقط‪.‬‬
‫خشية الكنيسة والمسيحيين من القوة اإلسالمية واالنتشار اإلسالمي الكبير في ذلك الوقت‪،‬‬ ‫●‬
‫حيث امتدت حدود الدولة اإلسالمية لتشمل فرنسا‪ ،‬وشمال إفريقيا‪ ،‬وشمال إسبانيا‪.‬‬
‫● استنجاد البيزنطيون بمسيحيي فرنسا لنصرتهم‪ ،‬وذلك بعد انتصار السالجقة المسلمين‬
‫عليهم‪،‬لقد اتخذت البابوية من معاملة السالجقة السيئة للمسيحيين ذريعة للدعوة إلى الحرب‬
‫الصليب ية ووسيلة إلثارة حماس األوربيين ثم جاء التهديد المباشر للدولة البيزنطية بل‬
‫والشرق أوربا بعد أن الحق السالجقة هزيمه ساحقة بجيش تلك الدولة في عام ‪١٠٧١‬‬
‫في معركة مانزيكرت فقد خسر البيزنطيين نتيجة للمعركة كل آسيا الصغرى تقريبا‬
‫وامتدت امالك السالجقة حتى بلغت بحر مرمرة وافزع تقدم السالجقة البيزنطيين‬
‫األوربيين على حد سواء ويع ُّد هذا السبب هو الشرارة األساسية التي أدت النطالق‬
‫الحروب الصليبية‪.‬‬
‫ه دوافع روحية دينية ومنها ما‬ ‫كثية ومتنوعة منها ما ي‬ ‫على العموم فإن الحروب الصليبية ر‬
‫ه مادية ودنيوية و بالنسبة للدوافع الدينية‬
‫ي‬
‫● الدافع الديني ‪ :‬ارتبطت الحروب الصليبية بدوافع دينية قويّة ‪ ،‬فقد كانت الفتوحات‬
‫اإلسالمية تثير الحقد والكراهية في قلوب األوربيين وكانوا يتطلعون الستعادة مافتحة‬
‫المسلمون من أراضيهم واألخذ بثأرهم ومن أبرز االمثلة للدوافع الدينية للحروب الصليبية‬
‫هي‪ُ _:‬خطبة اوريان الثاني في جنوب فرنسا عام ‪ ١٠٩٥‬ودعوة انصارة وعامة الناس‬
‫إلى إطالق حملة صليبية نحو بلدان اإلسالمية لنجدة المسيحيين هناك وتخليص بيت‬
‫المقدس من هيمنته المسلمين وتقليل من معاناة المسيحيّين الذين يقصدون فلسطين ألداء‬
‫فريضة الحج ‪ ،‬فضالً عن ذلك تهديد القسطنطينية إذ ع ّد النصارى القسطنطينية خط دفاع‬
‫لهم ضد امتداد الفتوحات اإلسالمية فعندما هدّد السالجقة المسلمون باحتالل المدينة استنجد‬
‫اإلمبراطور بالبابا وعامة الناس لحمايتها‪ ،‬باإلضافة إلى عامل اخر هو التوتُّر بين‬
‫النصارى والمسلمون من جهة أخرى ‪ ،‬أما بالنسبة للدوافع االخرى فكانت دوافع‬
‫االقتصادية عامالً موثرا ً لقيام الحروب الصليبية فإن ‪:‬‬

‫● الدافع االقتصادي ‪ :‬كانت أوربا تعاني من الفقر والمجاعات والسيما في مناطق أوربا‬
‫الغربية وذلك بسبب نقص اإلنتاج المحلي المعتمد على الزراعة ‪ ،‬وزيادة الطلب على‬
‫المحا صيل بسبب زيادة السكانية الكبيرة ‪،‬وخضوع األراضي الزراعية للنظام االقطاعي‬
‫الظالم‪ ،‬والذي بدورة يحرم الفالحين من التمتع بالحقوق الملكيّة‪،‬وقد كانت المجاعات‬
‫تستمر لسنوات طويلة‪ ،‬وتؤدي إلى إنتشار الموت ‪ ،‬واألمراض بين الناس‪،‬ومع اندالع‬
‫الحروب الصليبية تشجعت هذه الفئة من الشعب لالنضمام للحروب الصليبية بغية للهروب‬
‫من حياة الفقر والحرمان ‪ ،‬وعلى امل إيجاد مكان يوفّر لهم الطعام والشراب و تخلُّص‬
‫من الحياة العبودية و الطغيان‪ .‬وهكذا كانت الرغبة يف الحصول عىل اقطاعات جديدة‬
 ‫األوروبيي والرغبة ف الهيمنة عىل تجارة ر‬
‫الشق مواتية لدى التجار‬ ‫ر‬ ‫لدى النبالء واألمراء‬
‫ي‬
‫اإليطاليي من الدوافع الرئيسية لقيام الحروب الصليبية واستمرارها لمدة الطويلة من‬
‫ر‬
‫الزمن‪.‬‬
‫● الدافع السياسي ‪ :‬تعُّد الحروب الصليبية حدثا ً تاريخيا ً ُم ّهما ً ارتبط بعدة اسباب ودوافع‬
‫وكان الجانب السياسي أحد األسباب المؤدية إلى اندالعها وهو يتمثل بمايلي‪ :‬نُ ّ‬
‫مو الفكر‬
‫العسكري حيث كانت اوربا خاضعه للنظام االقطاعي في أوربّا ‪ ،‬وقد َولّد هذا النظام فكرا ً‬
‫دربا ً لخوض المعارك ‪،‬‬ ‫ي وجع ّل منه فارسا ً ومحاربا ً ُم ُّ‬ ‫عسكريا ً لدى الرجل االرستقراط ّ‬
‫كذلك الرغبة في التوسع مع ازيادة في عدد السكان وارتفاع ُمعدُّل النمؤ الس ّكاني في‬
‫والنمو خارج أوربا ايضا ً ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫سع‬
‫أوربّا ‪ ،‬لذا ظهرت فكرة التو ُّ‬
‫● علل تميز التوسع األوربي في األرض المقدسة باختالف جوهري عن بقية األراضي‬
‫شرق أوربا وصقلية وإسبانيا و وايطاليا ؟‬
‫فلسطي يجسد يف الظاهر بشكل تام فكرة _‪١‬‬ ‫ر‬ ‫ان احتالل القدس واالماكن االخرى يف سوريا و‬
‫ً‬
‫المسلمي والهرطقة‬
‫ر‬ ‫الحرب الدينية‪ ،‬لقد كانت الكنيسة تشجع إتباعها دائما عىل محاربة‬
‫تكتف بالتشجيع بل تعدته إىل تنظيم‬ ‫ي‬ ‫المسيحيي ولكنها يف حالة الحروب الصليبية لم‬ ‫ر‬
‫واإلشاف عليها وتوجيهاته‬ ‫ر‬
‫ً‬
‫وفلسطي لم تكن امتدادا للدول _‪٢‬‬ ‫ر‬ ‫الت أقامها الصليبيون يف سوريا‬ ‫والدويالت المسيحية ي‬
‫ه الحال يف رشق أوربا وجنوب ها بل أن تلك الدويالت كانت محطات‬ ‫اإلقطاعية األوربية كما ي‬
‫ومراكز أوروبية زرعت يف محيط رش يف بعيدة جدا عن مناطق انطالقها ومفصلة عنها ويصبح‬
‫ً‬
‫كثيا عن المستعمرات االستيطانية األوربية يف العرص‬ ‫فه ال تختلف ر‬ ‫وصفها بالمستعمرات ي‬
‫‪٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠‬الحديث‬
‫في ضوء ذلك قد نجحت الحروب الصليبية بالسيطرة على بيت المقدس واألراضي‬
‫المقدسة لبعض الوقت‪ ،‬لكن استطاع المسلمون بقيادة صالح الدين األيوبي والظاهر بيبرس‬
‫استعادة األراضي المقدسة وبيت المق دس‪ ،‬نتج عن الحروب الصليبية الكثير من المذابح التي‬
‫مارسها المسيحيون على المسلمين ‪ ،‬يعتبر األوروبيون أن الحروب والحمالت الصليبية هي‬
‫حمالت وحروب مقدسة‪ ،‬حتى أنهم إلى اليوم يتغنون بها‪ ،‬ويعتبرون أبطال هذه الحروب من‬
‫الشخصيات المقدسة‪.‬‬
‫من أهم قادة الحروب الصليبية ‪ :‬ريتشارد قلب األسد‪ ،‬ولويس التاسع‪ ،‬رومانوس الرابع‪ ،‬وألب‬
‫أرسالن‪ ،‬البابا أوريان الثاني‪ ،‬بطرس الناسك‪ ،‬والتر المفلس‪ ،‬وقلج أرسالن‪ ،‬وجود فري‪ ،‬بوهمند‬
‫األول‪ ،‬وريموند كونت تولوز وآخرون‪.‬‬
‫وب شامل‬ ‫يجب االخذ بنظر االعتبار ان هذه الحروب الصليبية لم تكن إال جزء من هجوم أور ي‬
‫وه مستمر إىل وقتنا الحاض وشملت هذه الحرب الشاملة‬ ‫اإلسالم‬
‫ي‬ ‫العرب والعالم‬
‫ي‬ ‫عىل الوطن‬
‫ً‬ ‫يً‬
‫نطيي‬
‫البي ر‬
‫المسلمي و ر‬
‫ر‬ ‫االسالم آسيا الصغرى ايضا‪ ،‬لقد كانت الحرب سجاال ربي‬
‫ي‬ ‫ضد العالم‬
‫الكثي من الفرسان‬
‫الغربيي يف هذه الحرب فقد عرض ر‬‫ر‬ ‫المسيحيي‬
‫ر‬ ‫الجديد يف األمر هو مساهمة‬
‫نط‬
‫البي ي‬
‫البينطية وجاء متطوعون للخدمة يف الجيش ر‬ ‫األوربيي خدماتهم عىل اإلمياطورية ر‬‫ر‬
‫متطوعي من اسكندافية و ايطاليا وانجليا وفرنسا‬
‫ر‬ ‫من أقطار اوربية عديدة ومتباعدة فكان هناك‬
‫األوروب الشامل‬
‫ي‬ ‫وهكذا نرى أن الحروب الصليبية ال يمكن أن تفهم إال يف إطار هذا الهجوم‬
‫اإلسالم العظيم إذ توصف الحروب الصليبية بحركة توسعية‬ ‫ي‬ ‫العرب والعالم‬
‫ي‬ ‫عىل الوطن‬
‫ِاستعمارية تسىع لنيل من اإلسالم وحضارتة‬
‫_ نتائج الحروب الصليبية ‪-:‬‬
‫‪ _١‬أن حمالت الصليبيون أعاقت المسلمين من التقدم والسير في سبيل الحضارات‬
‫كانوا يسيرون إليها بخطوات سريعة في العصر العباسي األول ثم بخطوات بطيئة‬
‫في العصر الثاني والثالث ‪.‬‬

‫‪ _٢‬أفادت تلك الحمالت الصليبيين فوائد جليلة ألنها اطلعتهم على مقدار الحضارة‬
‫والتقدم في ديار اإلسالم والروم معا ً‬

‫‪ _ ٣‬نقل الصليبيون بعد هذه الحمالت صناعات كثيرة إلى بالد الشام ومصر كصناعة‬
‫النسيج والحديد واألسلحة والزيوت‬
‫‪-٤‬أفاد األوربيين الصليبيون وخاصة الطليان وجنوبيين فوائد مادية كثيرة من التجارة‬
‫واالقتصاد من الشرق حتى بعد انتهاء هذه الحملة‪.‬‬

‫‪-٥‬استفاد الصليبيون من ثقافة العرب والمسلمين فدخلت لغاتهم كثيرا من الكلمات‬

‫العربية ومزجت أدبهم باللغة العربية ونقلوا كثيرا من كتب العلوم والفن والمحاكاة‬
‫من فلسفة أرسطو الى كتب علم طبخ و موسيقى واالزياء والزهور و النبات‪.‬‬
‫‪ _٦‬نقل الصليبيون كثيرا من أصول الهندسة والبناء والعمران وتجلى الكثيرة من‬
‫بناء القصور والكنائس التي زخرفوها بالرتيسكا‬

‫‪ _ ٧‬نقل الصليبيون الكثير من عادات أهل الشام ومصر وبالد المسلمين إلى ديارهم‬
‫كما تأثر المسلمون بالكثير من عادتهم في البيوع والتجارة و اللباس والطعام‪.‬‬