‫الفلسفة‬

‫الباكالوريا‬ ‫القسم‪:‬‬
‫السلسلة‪ :‬األخالق ‪ :‬الخير والسعادة‬
‫‪-------------------------‬‬
‫اسم األستاذ‪ :‬صابر بوزايدة‬
‫الفلسفة‬
‫سؤال‪ :‬ما الذي يشرع للبحث الفلسفي في األخالق؟ أو ما الذي يجعل من األخالق‬
‫مشكال فلسفيّا؟‬
‫ما يشرع في البحث الفلسفي في األخالق هو عدم بداهتها وفقدان اليقين والتعارض‬
‫والتناقض ويتجلّى ذلك في‪:‬‬
‫أ‪ .‬تناقض خارجي‪ - :‬عدم وجود بداهة أخالقيّة في المكان أي وجود تعارض‬
‫بين األنساق األخالقية وبين السعادات‪.‬‬

‫‪ -‬عدم وجود حقيقة أخالقية ثابتة ونهائية في الزمان فما يعتبر‬

‫قيمة وسعادة في عصر هو ليس قيمة في عصر آخر فالتاريخ ال يعيد نفسه إال في شكل‬
‫مهزلة أو مأساة‪.‬‬
‫‪ -‬عدم وجود مثل أعلى أخالقي وعدم وجود سعادة ُمثلى‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫الفلسفة‬
‫تناقض داخلي‪ :‬يوجد تعارض داخل لوحة القيم أي عاصر المنظومة‬ ‫ب‪.‬‬
‫األخالقية الواحدة متضاربة فيما بينها داخليا‪.‬‬

‫مثال‪ :‬طاعة الوالدين≠ الصدق‪ ،‬إذ حين يأمرني والدي بالكذب فإن أطعت والدي صرت‬
‫كاذبا وإن صدقت لم أطع والدي مما يعني عدم انسجام مبادئ نفس المنظومة‬
‫األخالقية‪.‬‬

‫األخالق كما السعادة تمثل إشكاال خصوصا إذا علمنا أن هناك خير يشقى وشرير سعيد‬
‫مما يطرح مشكال هو‪:‬‬
‫ما طبيعة العالقة بين الخير والسعادة؟‬

‫‪2‬‬
‫الفلسفة‬
‫‪ )1‬في االتصال بين الخير والسعادة‬
‫أ‪ -‬األساس األخالقي لل ّ‬
‫سعادة‪" :‬أرسطو"‬
‫هناك ميل طبيعي إلى السعادة إذ كل الناس يرغبون في أن يكونوا سعداء ويكمن‬
‫اإلختالف في‪:‬‬
‫* تحديد طبيعتها‬
‫* طرق بلوغها‬
‫* شروط تحققها‬
‫* عالقتها بالخير‬

‫‪3‬‬
‫الفلسفة‬
‫السعادة تحوز على اتفاق في السعي إليها مع وجود اختالفات في‪:‬‬
‫‪ -‬ماهيتها‬
‫‪ -‬السّبل‬
‫‪ -‬الشروط‬
‫‪ -‬عالقتها بالخير‬
‫تصورا هو‪:‬‬
‫ّ‬ ‫لتجنب هذه االختالفات يقدّم أرسطو‬
‫السعادة‪ :‬هي أن يحيا اإلنسان طبق الفضائل وأن تكون الفضائل مقترنة بالعقل والتأ ّمل‬
‫الذي هو أسمى متعة وأقدرها على الدّوام و يجب االنفصال على كل ما هو طبيعي ألن‬
‫األخالق أساسها معياري وهي تحديد ما يجب فعله مما ولّد ثنائية الخير والشر‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫الفلسفة‬
‫الخير‪ :‬مطلب وغاية ومعيار أخالقي وفعل قيمي يرتبط بالفضيلة كتعقّل والحكمة ككمال‬
‫فالخير فكرة تقود السلوك نحو ممارسة فاضلة‪.‬‬
‫سبل تحقيق الخير‪ :‬التعقّل ‪ +‬الحكمة ‪ +‬المتعة الموجّهة بالعقل ‪ +‬وفاق الناس ‪ +‬التجربة‬
‫المشتركة ‪ +‬العيش بكيفية جميلة وخيّرة‬
‫تصور ميتافينريفي للسعادة‬
‫ّ‬ ‫←السعادة خير أسمى ‪+‬‬
‫←السعادة أمر ممكن والحكيم هو من يجد السبل لتحقيقها والسؤال المطروح هو‪:‬‬
‫ليس هل يمكن أن أكون سعيدا وإنما كيف أكون سعيدا؟‬
‫ألن أرسطو ال يبحث في االمكانية‪ ،‬بل يبحث في الكيفيّات‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫الفلسفة‬
‫ب‪-‬في ر ّد السعادة إلى اللّذة‪" :‬أبيقور"‬
‫يوجد خير واحد هو اللذّة ويوجد شر واحد هو األلم ‪ +‬ثنائية اللّذة واأللم تأخذ مكان‬
‫ثنائية الخير والشر‬
‫*الخير األسمى هو ما يتوافق مع طبيعة البشر‬
‫*الحكمة تكمن في القضاء على األلم في الجسد وتجنب اضطرابات النفس‬
‫* اللّذة هي المنطلق والغاية لتحقيق السعادة‬
‫* السعادة تشترط السكينة والهدوء واالعتدال والتوازن والقضاء على الخوف‬
‫وخصوصا الخوف من الموت‬
‫*اإلكتفاء بالضروري واالعتدال‬
‫*التمسك باللذة الدّائمة‬

‫‪6‬‬
‫الفلسفة‬
‫ت‪ -‬في رد السعادة إلى المنفعة‪" :‬بنتام"‬
‫العقل يقتضي أن يكون اإلنسان أنفع لذاته ولآلخرين فالمنفعة هي المبدأ األخالقي‬
‫تصور ك ّمي يجعل األخالق‬
‫ّ‬ ‫الذي يقتضي تحصيل أكبر كمية ممكنة من السعادة‪،‬‬
‫وسيلة لبلوغ المنفعة‪.‬‬
‫فاألخالق الحقيقية هي التي تحقق فائدة لصاحبها ‪.‬‬
‫المنفعة‪ :‬فعل حسابي عقلي يقوم على تأويج الفائدة وتقليص الخسارة ‪.‬‬
‫← السعادة تتجاوز الفرد نحو سعادة المجموعة‪ .‬األخالق نفعية وتسعى إلى كل ماهو‬
‫ك ّمي وحسّي‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫الفلسفة‬
‫يجتمع كل من أرسطو وأبيقور وبنتام في‪ - :‬إعتبار السعادة ميل طبيعي‬
‫‪-‬االتصال بين الخير والسعادة‬
‫‪-‬اعتبار السعادة ممكنة‬
‫‪-‬اعتبار األخالق وسيلة وليست غاية‬
‫يختلفون في السّبل‬
‫* لكن هل السعادة ممكنة فعال؟‬
‫* أليست األخالق غاية في ح ّد ذاتها؟‬

‫‪8‬‬
‫الفلسفة‬
‫‪ )2‬االنفصال بين الخير والسعادة‪" :‬كانط"‬
‫يرفض كانط الميل الطبيعي للسعادة‬ ‫‪-‬‬
‫يرفض أن تكون السعادة ممكنة‬ ‫‪-‬‬
‫يرفض أن تكون األخالق وسيلة‬ ‫‪-‬‬
‫يفصل بين الخير والسعادة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫السعادة هي المطلب األكثر شيوعا بين الناس لكن ال أحد قادر على بلوغها‪.‬‬
‫• السعادة غير ممكنة‪ :‬ليست ممكنة فعليا وأخالقيا‪.‬‬

‫فعليا‪ :‬ألن اإلنسان محدود بالجسد‪ ،‬الجسد محدود إذ هو فيزيولوجيا ضعيف كما أن‬
‫اإلنسان محدود بالزمان أي ال يملك الزمن الكافي ليحقق السعادة‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫الفلسفة‬
‫أخالقيا‪ :‬ألن السعادة مطلب حسي وتقوم على الميوالت والغرائز في حين أن األخالق‬
‫ترفض الغريزة‪.‬‬
‫• األخالق غاية في ح ّد ذاتها‪ :‬أي يجب احترام الواجب لذات الواجب دون‬
‫انتظار أي غاية‪.‬‬
‫• يميز كانط بين األخالق الشرطية واألخالق القطعية‬

‫األمر األخالقي القطعي‬ ‫األمر األخالقي الشرطي‬

‫أخالق قطعية‬ ‫أخالق شرطية‬
‫هي التي تقطع مع كل غاية ال أخالقية‬ ‫هي التي تصور لنا الفعل على أنه‬
‫وتحترم الواجب لذات الواجب ونابعة‬ ‫أخالقي في حين أنه يهدف لغاية ويريد‬
‫من إرادة واختيار‪ ،‬تعبّر عن حرية‪،‬‬ ‫بلوغ نتيجة أو منفعة أو خوف أو طمع‬
‫تحترم العقل كعقل كلي وكوني‪.‬‬ ‫غياب الحرية والعقل واإلرادة‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫الفلسفة‬

‫أخالق صورية فارغة من كل محتوى مادي ال تطلب إال لذاتها ‪ +‬الفعل األخالقي‬
‫يقاس بمبادئه وليس بنتائجه‪.‬‬
‫خاتمة‪ :‬تظل األخالق مشكال ويظل اإلنسان يطلب القيم ويعيش مفارقة وتمزقا‬
‫بين ماهو عليه فعليا وما يطمح أن يكونه‪ .‬لذلك ال توجد أخالق بل أنساق أخالقية مختلفة‬
‫ومتنوعة ومتناقضة وال توجد سعادة ُمثلى بل سعادات ممكنة وفق وضعيات‪ .‬لذلك تظل‬
‫األخالق مشروعا مفتوحا ومسارا وتكون السعادة رحلة دافعها التجربة ألن اإلنسان‬
‫تجربة تنشد الحرية‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫الفلسفة‬

‫‪12‬‬